خلف أقنعة القلوب (3) "سلسلة خلف الأقنعة " *مميزة ومكتملة *

[رغيدا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد

يعطيك العافيه ياجميله
تحلى ايامك حبيبتي
رؤى حتموت من الغيرة وذا ممتاز لان القلوب لها راي اخر قد يتعارض مع الاماني والاحلام
هادر حي
حيعمل عقله للوصول لاهدافه وهذا يحتاج للمداهمه خصوصا في التعامل مع عدو قوي او في مركز قوة
سيد لابد ان يكون له موقف لتثبيت نفسه بالرغم من ألمة
سما اكبر ألم لها هو خذلان آسر لها وهذا ما جعلها تتألم ولكن كيف سيكون اللقاء بعد الغياب
رباب آن الأوان لتأخذ حقة الذي ظلمت بسبب علاقة ساميه لعز الدين واتوقع ان عز الدين بيكون له دور في هذا
شكرا لك على العطاء المبذول

يعطيك الف عافية يا اجمل نور ...رؤى للاسف لسه معترفتش لنفسها ومش فاهمة حتى انها بتغيير ...سيد مشكلته مش فى تثبيت نفسه لكن بظروف حياته الصعبة اللى حتمنعه ياخد اي موقف ...سما ورباب حيكون النهاردة فصل انكشاف اسرارهم

[رغيدا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Gigi.E Omar

رؤى مشاعرها بتتحرق 😂😂 تستااهل مش هي اللي قالتله ملكش دعوة بيا و ابعد عني 😑
زعلانة ليه بقى و عايزة تعيط و كمان محيرها في مشاعرها 😑
و سيد ما هو بيعرف يتعامل برقة اهو بس عشان يغيظ الاوزعة 😂😂😂

عجبني اللي عمله في عريس الغفلة 💪💃
اينعم ابوه لسه طماع و اناني و مش اب اصلا بس سيد مسكتش و منع اللي كان هيحصل لسما 💪💪

سما كنت متوقعة منها انها تسيب الشغل ... كرامتها و كبرياءها فوق الكل حتى على فارس الاحلام 👏☺

اسر قدر يوقف اللي كان هيحصل لمدة بس ايه الاخر معاه ؟؟!!
طبعا عرف الحقيقة بس متأخر ب هيرجع سما للشغل ازاي ؟؟!!
و عايز ايه منها ما دام مبيفكرش في الجواز و عايز علاقات حرة 😒😒😒

ياسمين مشكلتك ايه و ايه اللي حصلك لدرجة ان اهلك شايفينك عاار عليهم ؟؟! عملتي ايه 😱؟؟

عمرو شكله هيقع ولا ايه في غرام ياسمين عبد العزيز 😋😋😋
طب و هادر اللي واقع اصلا 😋
مين اللي هيفوز 😂

يوسف و رباب و مشكلة من اول الجواز و شك !!
ايه اللي هيحصل بينهم و سامية هتعمل ايه ؟؟!

فصل جميل يا ريدا 😍😍
تسلم ايدك و متحمسة للجاي 😍😘

جيجي الجميلة وتعليقاتها الاجمل ...النهاردة حينكشف اسرار رباب وياسمين ...فعلا آسر وقف لفترة بس الاكيد المفايا مش حتسكت ...هادر مزنوق حاليا عشان كده الطريق خالي لعمرو وحنشوف مين حيفوز

[رغيدا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa.jabar

الروايه جميلة جدا وابطالها غايه في الجمال
سماء بنقائها وبرائتها والتزامها بدينها تختلف بالمجمل عن اسر الغربي النشأه والتصرفات المحب للحريه حبيت عنفونها وتمسكها بكرامتها رغم الموقف الجارح اللي وضعت فيه اما اسر فغلطه بحقها راح يطلع من عينه بفضل المافيا😏
سيد شخصيه جميله بحظوظ قليله حبيت حميته وغيرته على شقيقته وعلى الهبله رؤى الي ينطبق عليها المثل يمتنعن وهن الراغبات بس تستاهل خليها تكتشف موقعه بحياتها لكن ابتلائه بأب سيء يحد من كل احلامه وتمنياته😥
ياسمين ياترى مصابه بالشراهه المرضيه ولذلك والدتها واختها يخجلون منها لكن هذا لايبرر انعدام شعورهم ولا حساسيتهم تجاهها وياترى هادر او عمرو اللي راح يفوز بقلبها🤔🤔
هادر شخصيه منظبطه وقويه اما اشكي لمين حالي مغروره ومستفزه وبكمية برود اكثر من مجمده بحالها اتصور بيها الاسوء لأن شخصيها بعنجهيتها اصرارها للعوده لهادر غريبه بعض الشيء قد يكون خطيبها اغواها مثلا 🙄🙄
رباب وافعال زوجها المتشككه والغير مقبوله فبرغم سنوات عشرتهم وعدم وجود خلل بسلوكها صور قديمه كانت السبب بأثارة كرامته الرجوليه بدون تأكد من كونها قد تكون مظلومه بهذه القصه وساميه الواضح انها شخصيه قويه وبالامكان ان تتصرف مع يوسف بما يليق
لكن ماهي كيف سيكون شعورها عندما تعلم بساميه 😎😎

دودو منوراني ...ياسمين ورباب حنعرف تفاصيل قصصهم النهاردة ...سيد وسما بيمثلوا كتيير جدا من الشباب المحترم والملتزم واللى كرامته فوق اي مكسب رغم ظروفه ..حستنى رايك بالفصل بتاع النهاردة

[رغيدا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lina 91

الله تسلم ايديك وافكارك 😍😍😍😍😍😘😘😘😘
بحب سيد وروئ جدا 😍
بستني الفصل بفارغ الصبر علي فكرة

حبيبتي تسلمي وحستنى رأيك بعد الفصل

[رغيدا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso

اثبات اني موجده
هل نسيتوني

حقكم اذا اني مقصره من ساسي لراسي

بس والله مو بيدي
لكن صدقا اقرأ ماينزل ومتابعه اول باول

حبيتي يا أجمل أم سوسو ...لا تتخيلي فرحتي بوجودك عيوني دمعت لما شفت توقيعك ...ما يهمني تعليقك على الفصل لكن يهمني اطمن عليك وعلى الاسرة مجرد كلمة تعرفني بوجودك تطمن قلبي ...ربي يحفظكم ويحفظ العراق واهله يا رب

[موضى و راكان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغيدا

حبيتي يا أجمل أم سوسو ...لا تتخيلي فرحتي بوجودك عيوني دمعت لما شفت توقيعك ...ما يهمني تعليقك على الفصل لكن يهمني اطمن عليك وعلى الاسرة مجرد كلمة تعرفني بوجودك تطمن قلبي ...ربي يحفظكم ويحفظ العراق واهله يا رب

اللهم آمين

ربنا يحفظ بلادنا و أحبابنا و لا يحرمنا الامان فى اوطاننا

اللهم أعزنا بنصرك يا الله

[موضى و راكان]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 9 والزوار 15)


‏موضى و راكان, ‏yawaw, ‏faria, ‏Dalia.7rb, ‏رغيدا, ‏اشراقه حسين, ‏مريم@, ‏hind el, ‏لبنى أحمد



فى الانتظار

[رغيدا]

مين موجود ومستنى الفصل ...شدوا الحزمة سنبدأ التنزيل

[رغيدا]

الفصل السابع

بعد مرور أسبوع:

الجامعة صباحا:

"اقسم لكِ بأنه معجب بك "
قالتها رؤى بتأكيد هامس متجاهلة غضب ورفض ياسمين الجالسة بجوارها بقاعة المحاضرات
لترد ياسمين باستنكار "رؤى يا حمقاء ...كفي عن تخيلاتك الغبية ...هل لمجرد انه ينظر ناحيتي أثناء المحاضرة أو يسألني أكثر من البقية يكون معجبا بي ؟!!...بالعكس ...غالبا يفعلها نتيجة الموقف السابق بيننا ولأنه يظن أني اشرد بالمحاضرات فيرغب دائما في إثارة انتباهي حتى أركز "

أطلقت رؤى صوتا ساخر من حنجرتها قبل أن تقول لصديقتها بسخرية : "يا سلااااام ...وهل تصدقين نفسك؟! ... منذ متى يهتم المحاضرين بكل طالب وبنسبة تركيزه من عدمها ( وتجاهلت نظرات ياسمين الرافضة وكملت بإصرار ) أنا واثقة مما أقول وغدا سأذكرك ...وستقولين رؤى أخبرتني"

لتعتدل من ميلها على كتف ياسمين وتعتدل الأخرى جالسة ويسود الصمت المدرج مع دخول عمرو ووقوفه الواثق أمامهم فوق منصة الشرح...وهو يبدأ بإخراج أوراق المحاضرة وتجهيز ماكينة العرض الضوئية ..
فازداد شعور ياسمين بالقلق والارتباك وهي تلاحظ نظراته المتكررة والمختلسة ناحيتها ...خاصة وهي تشعر بلكزة رؤى لها ...وبعينيه اللتان كانتا لا تكفان عن النظر ناحيتها أو توجيه الأسئلة لها ...
لتتنفس الصعداء مع قوله :
"انتهت محاضرة اليوم لكنكم مكلفون بتجهيز العناصر التي تحدثنا عنها وعمل مقالة حولها بصورة منفردة وسأقوم بتقييم مقالاتكم الأسبوع القادم "

ولملم أوراقه وتحرك مغادرا قبل أن يخصها بنظرة طويلة جعلت وجهها يشتعل احمرارا .

××××
عصرا
الحارة منزل سمير:

أنهى الحصة وهو ينظر في ساعته ويقول للطلاب " من لديه حصة عربي مع الأستاذة حنان فليبقى فهي ستحضر لكم في موعدها بعد عشر دقائق "

خرج سمير مسرعا ملقيا في طريقه نظرة سريعة على الحجرة المجاورة ليأتيه الصوت الجهوري لعبد العظيم زوج شقيقته حنان وهو يشرح مادة الدراسات ..واتجه ناحية دنيا السكرتيرة المسئولة عن تنظيم مواعيد الحجز وتحصيل قيمتها سواء لمن يدفع بالحصة أو بالشهر وأخذ يراجع كراسة حجز الحصص ويقارن المبالغ المدفوعة مع الأعداد ..ثم قال لها دون أن يهتم بالنظر إليها متجاهلا محاولتها المتكررة للفت نظره:

"أنا سأصعد للغداء والراحة قليلا وسأرسل الأستاذة حنان بعد قليل حتى تكوني حاسبت المجموعة بالداخل... وسأنزل على موعد حصتي التالية...وابلغي الصفين الأول والثاني الثانوي أن حصص المراجعة قبل اختبارات الترم ستكون منفصلة وأسعارها أعلى ...وسيتم المحاسبة عليها بالحصة ..حتى لمن يدفعون شهريا ..."

تركها متجها برشاقة للأعلى وهي تتابعه بعينين معجبتين بأناقته في قميص ابيض مقلم طوليا بالأسود وبنطال اسود اظهر نحافته وطوله المتوسط ..فتنهدت بهيام وهي تدعو أن تستطيع لفت انتباهه ..تمنى نفسها أن يهتم بها وتصبح يوما زوجة الأستاذ سمير ...الشاب النابغة الذي رغم عمره الصغير الذي لم يتجاوز الواحدة والثلاثين إلا انه أصبح من أشهر مدرسي الرياضيات للمرحلة الثانوية في الحي والأحياء المجاورة ...واستطاع في أعوام قليلة أن يثبت نفسه ...

كما أنه يكسب كثيرا جدا وهي أدرى بقيمة ما يتحصل عليه ...لذا ليس مستغربا أنه استطاع هدم بيتهم الذي كان آيلا للسقوط وقام بإعادة بنائه ..لقد جهز ثلاثة ادوار حتى الآن .. الأول الذي تجلس به حوله لسنتر دروس صغير يخصه يعطي فيه هو وشقيقته وزوج شقيقته الدروس لطلاب الثانوية ...والثاني تقيم فيه والدته ..والثالث جهزه ليكون شقة له ليتزوج فيها ...

فتنهدت بتمني وهي تحلم بأن تكون الفتاة المحظوظة التي ستسكنها يوما ...إنها تكاد تموت فضولا لتختلس نظرة عليها ...فقد سمعت بأنه قد جهزها على احدث مستوى لتشبه شقق أبناء الطبقات الراقية وانفق عليها مبالغ طائلة ...

في نفس الوقت كان سمير يفتح شقة والدته ليأتيه صوت أخته حنان الأجش قليلا وهي تقول لأمه بضيق :
" لقد تعبت يا أمي حقا ...كلما رشحت لكم فتاة من بين زميلاتي ومعارفي أو أقارب زوجي ..إما أن ترفضيها أنت ..أو يرفضها سمير ...لقد أخرجتم القطط الفطساء في كل من رشحتهن لكما ...فهذه سمراء جدا ..وتلك بيضاء كالفراخ المستوردة ..وتلك أهلها قليلي الذوق ..وهذه لها ضب ..وهذه طويلة عليه ..والأخرى قصيرة ..واحدة أمها متسلطة والثانية أخوها صاحب سوابق ..."
ابتسم سمير وهو يرى أخته تضيف بنزق متجاهلة نظرات أمها الغاضبة المتوعدة "هل سأحضر لكم عروس تفصيل لترضى زوقكم ؟..وفى النهاية تتهميني بأني لا أريد لأخي أن يتزوج"

دفعتها أمه بيدها غاضبة وهي تقول :
"قومي من جواري واذهبي ...لا فائدة منك ولا من شقيقتك الأخرى ...وهل من تحضرونهم عرائس عدلة تستحق أن تتزوج من ابني الأستاذ سمير على سن ورمح ؟!...كلهن عاهات مثلكما لا تليق بابني ..."
تدخل سمير ضاحكا يقترب ليقبل رأس أمه وهو يلعب حاجبيه لحنان مغيظا :
" لا حرمني الله منك يا ست الحبايب ...اخبريها أمي ...هل هؤلاء عرائس من تحضرهن لنا! ...(وازدادت ضحكاته وهو يضيف ) وكلهم كوم والأخيرة ابنة عم زوجها التي أرادت أن تبليني بها بحجة أنها مدرسة وستكون إضافة لنا وتعاوني في العمل كوم أخر ...مدرسة أحياء تحتاج لإعادة إحياء قسما بالله ...لدغة في نصف الحروف الأبجدية ولا يمكن فهم ما تقول إلا من خلال مترجم ...وحولاء لم أكن اعرف ونحن جالسين إن كانت تنظر لي أو لك أو لأمي "

ضحكت أمه وشدته لتقبل خده وتربت عليه قائلة:
"مجالب هم ...أغبياء لا يعرفون قيمتك ومن تستحق"

تطلعت فيهما حنان بغيظ قبل أن تعتدل واقفة وتقول بحنق:
"لا تذكرني كيف أحرجتني معهم وتسببت لي بمشكلة مع عبد العظيم وبيت عمه "
ردت أمها وهي تشيح لها بيدها :
" بلا عبد العظيم بلا بطيخ ...وهل سأزوج ابني الوحيد لعاهات عائلة زوجك لنرضيك !.. فلتحمدا الله أن ابني حبيبي ساعدكما في تحسين دخلكما الهزيل بعد أن كنتما تعانيان لإكمال الشهر بمرتبات الحكومة التي لم تكن تكفيكم لنهايته ولم يأخذ منكما حتى ثمن الإيجار على إتاحة الفرصة لكما لتعطيا الدروس بال(سسستر) الذي جهزه لنفسه"

احمر وجه حنان غيظا فتخصرت تقول لأمها بغضب:
"أولا اسمه سنتر وليس سستر ...ثم أي إيجار هذا الذي سيأخذه منا؟! ... إنه بيت أبي ولي فيه نصيب "
انتفضت أمها واقفة بغضب وصاحت وهي تضرب يديها ببعضهما:
"كسر حُقك ..أي نصيب هذا الذي لكِ في البيت الذي بناه ابني من كَدِّه؟! ..أين كنتِ والمعدول زوجك عندما كان خربة ستقع فوق رؤوسنا؟! ...لا يا روح أمك هذا البيت ملك ابني وحده ليس لكِ ولا لأختك طوبة واحدة فيه ...وللعلم سأكتبه باسمه كاملا أم تراك نسيت أن أبيك قد كتبه باسمي قبل موته ؟!!"

تدخل سمير بسرعة مانعا تفاقم الأمر بين أمه وشقيقته وقال بابتسامة:
"وحدا الله يا حبيباتي ...(ومال يقبل يد أمه وهو يقول لها مهدئا )أنا كلي لاختاي يا أمي وعيوني لهما ...(واستدار لشقيقته مقبلا خدها ليراضيها قائلا بمناغشة ) حبيبتي لا تغضبي من أمي ...أنا عيوني لكِ ...(ليغمز بعينه لها لتكف عن المجادلة بينما يضيف )...دعكما من الأمور الجانبية وركزا في البحث عن عروس لي... وارحميني يا حنان من أقارب زوجك وزميلاتك (ثم أضاف بمكر متعمدا) في الواقع دعكم من خريجات كلية العلوم ...أنا أرغب بالزواج من خريجة لغات ...فهن عادة يكن رقيقات وجميلات ...وموضوع إكمال السنتر بمدرسي باقي التخصصات حتى نضمن أن يتجه لنا الطلاب ولا يذهبون لمكان آخر فأنا أفكر أن أطلب من سيد العسال أن يقوم بتدريس الكيمياء وسأرى مدى إجادته لباقي تخصصات العلوم أو يحضر أحد من زملائه يثق به ...بصراحة سألت عنه والجميع أشاد به ...تعرفيه حنان كان زميلنا بالمدرسة لكنه كان اصغر مني قليلا "

فكرت حنان قليلا قبل أن تهتف :
"يا الهي ...كيف تاهت عنا !...سماء العسال شقيقته .. خريجة الألسن قسم اللغة الانجليزية ...وهناك يدرسون لغتين الانجليزية والفرنسية ..أي أنها تستطيع أن تجمع بين تدريس المادتين ...بالإضافة لأنها فتاة جميلة ومحجبة وسنها مناسب لسمير ..كيف تاهت عنا؟!"

قطبت أمها حاجبيها مفكرة وثم قالت:
"أليست أمها فوزية أم محمود ويسكنون بآخر بيت بالحارة"
ردت حنان بحماس :
"نعم هي أمي ما رأيك عروس لا غلطة فيها؟ "

لمعت عيني سمير دون أن يرد مدعيا التجاهل وعدم الاهتمام أمام أمه التي يعلم غيرتها القوية عليه بينما هو يخفى تلهفه وهو يسمعها تقول:
"أمها لا بأس بها ...لكن لا أعرف الفتاة ... (لتقطب أكثر وتضيف )..لكنى اسمع أن زوج فوزية رجل غليظ و أخيها سيد هذا كثير المشاكل "

ضربت حنان كفها بالأخرى بغيظ وقالت بفقدان صبر :
"أميييي لقد تعبت ...لن تزوجي ابنك هكذا ولا بعد عشر سنوات إن بحثت عن عيوب في أسرة كل عروس ... تلك الفتاة لقطة...(وأشاحت بيدها وأكملت وهي تتجه للباب مغادرة ) ..أنا سأنزل لحصتي فقد تأخرت جدا "
نظرت أم سمير لأبنها وهي تسأله بتوجس :
" هل تعرف تلك الفتاة ؟"

هز سمير كتفيه واتجه للطاولة الموضوع عليها طعامه المغطى فأمه تجهزه له قبل صعوده مباشرة ..
كم يعشق أمه ...ويسعد بحبها الشديد واهتمامها ومعرفتها بكل ما يخصه .. يرضيه حفظها لمواعيده ونظامه ...لذا يتغاضى عن الكثير من غيرتها عليه ...
سحب كرسيا وكشف الأغطية عن الطعام وقرب أنفه من طبق الملوخية التي تبرع أمه في إعدادها ليستنشقه بسعادة ثم يجيب أمه بمراوغة :
" في الحقيقة لست واثقا يا أمي ..أنا اعرف معظم بنات حارتنا شكلا لكن غالبا لا اربط بين الاسم والشكل ...ربما لو أحضرتم لها صورة أو أشرتم لي عليها أتذكرها ...أنا اعرف فقط أخيها سيد ...شاب ممتاز ..وحامد صديقي كان زميلا له بالكلية ويشكر فيه كثيرا"

ردت أمه بنزق وهي تشيح بيدها باستهانة :
"حامد الفاشل الذي تخرج من الكلية بعد ثماني سنوات هذا لا تعتمد على رأيه ..أنا سأسأل عن الفتاة وأتحقق منها بمعرفتي وأرى إن كانت مناسبة أم لا ..ولو أعجبتني نذهب لخطبتها "

اكتفي سمير بذلك محاولا إظهار اللامبالاة أمام عيون أمه المراقبة لرد فعله ليقول لها بفم ممتلئ مدعيا عدم الاهتمام :
" الملوخية رائعة جدا يا أمي والدجاج كما أحبه بالضبط ...سلمت يداك يا غالية ...لا يوجد من لها نفسك في الطعام ولا حتى شقيقاتي"

اتسعت ابتسامة أم سمير ورفعت رأسها بسعادة وفخر ثم قالت وهي تقترب وتربت على كتفه بحب:
" بالهناء والشفاء يا غالي ...رزقني الله رؤية أبنائك عاجلا غير آجل يا رب "
ليؤمن سمير على دعوتها في سره وهو يمني نفسه بنيل المراد قريبا ..فقد شغلت سماء عقله منذ أن رآها وأصبح يتمناها زوجة له..
××××

[رغيدا]

الحارة منزل محمود وسامية

فتحت باب الحجرة تمسك بكفها كوبا يتصاعد منه البخار...تنظر لتلك المنكمشة على سريرها مدعية النوم فحاولت إخفائه الألم من على وجهها برسم ابتسامة وهي تقترب منادية :
" رباب ...بيبا ...هيا حبيبتي ..صنعت لكِ كوبا من الحليب الساخن ...هيا لتشربيه "
سمعت صوت نشيجها المكتوم وشاهدتها ترفع الغطاء فوق رأسها تخفى وجهها وهي تقول بصوت متحشرج:
"لا أريد سامية ...ارغب في النوم فقط "

زفرت سامية بضيق واقتربت من الكومودينو تضع الكوب فوقه ثم التفت حول الفراش من الناحية الأخرى تجلس بجوارها وترفع الغطاء عن وجهها رغم ممانعة الأخرى لكنها قالت بتصميم:
"يكفى هذا رباب ...ما تفعلينه في نفسك منذ أسبوع لن يصلح الأمر ...لابد أن تفيقي وتفكري فيما تريدينه وما تنوين عليه ...الاختباء والبكاء ليس حلا"

تقلبت رباب على جنبها الآخر مبتعدة بوجهها عن شقيقتها وهي تقول بوجع:
"أي حل هذا الذي ترغبين مني أن أفكر فيه؟...(وأضافت بسخرية مريرة) ...لا يوجد يا أختي سوى حلين لا ثالث لهما ...إما أن أتطلق واشرد طفلاي وأمزقهما بيني وبين أبيهم الذي قد يتخذ ماضيّ قرينة ضدي ويحرمني منهم ..أو أن أبقى معه أتجرع كؤوس الذل والهوان وأتحمل الحبس والشك والإهانة يوما بعد يوم حتى اختنق وأموت "

مدت سامية يدها تجذبها رغم معاندة رباب ورفعتها لتعتدل نصف جالسة وهي تقول لها بحنو:
"بعيد الشر عنك حبيبتي ...لا عاش من يذلك أو يقهرك وأنا وأخيك على قيد الحياة ...والله... وحق من خلقني لن اسمح له بأن يهينك ثانية أبدا ...أنا من سيقف له منذ الساعة ...لن اصمت أكثر ...كنت أظنه بعد أن تمر فترة وتزول عنه صدمة ما سمعه عنك من افتراءات سيعود لرشده ..كنت اعتقد الوقت و عشرة السنين بينكم ستجعله يدرك معدنك الحقيقي ...لكن ما دام عقله ظل على غيه ...فلا ...لن اسكت له أكثر ...وسأخبر محمود ...لقد أخفيت عنه سابقا بسبب ما كان يعانيه ما بين مرض مازن ومشاكل طليقته ...لكن حتى هنا وكفى ...لابد أن يعرف ليقف له ويوقفه عند حده ويمنع تجاوزه وافترائه عليك "

رفعت رباب ركبتيها ولفت يديها حولها تسند ذقنها عليهما وهي تنظر لشقيقتها بعيون غشاها الألم وصوت خنقته غصة الدموع قائلة :
"وهل تلومينه يا سامية! ...هل حقا ترينه يفتري علي بما يفعله ! ...أي رجل مكانه يعلم بعد زواجه بعدة أشهر بأن لزوجته ماضٍ مشين وسمعة ملوثة وأن لها صورا مخلة يتداولها الناس كيف سيكون رد فعله ؟... (ومالت بخدها على ركبتها وزادت دموعها انهمارا وهي تضيف )...إن ما فعله يوسف أقل حتى مما كان متوقعا من رجل في نفس مكانه أكتشف أن زوجته منحلة "

قاطعتها سامية وهي تنهرها :
"كفي عن قول ذلك عن نفسك ..أنت لم تكوني يوما منحلة ...( وعلى صوتها صارخة ) لقد كنت ضحية ...ضحية لنفوس حقيرة وضيعة متجبرة ...لا دين ولا خلق يردعها...لو هناك من عليه لوم فهو أنا ...أنا من تسببت لكم بكل ما حدث ...أنا من لم تستطع حمايتكم وصد الأذى عنكم ...رغم أني ويعلم الله حاولت ( وخنقت الدموع صوتها وهي تضيف بصوت مرتعش خافت ) اقسم بأني قد حاولت .. لم اخضع لرغبته ...لم أوافق على الاقتران به بل رفضت عرضه مرارا ...ورغم ذلك نالني ونالكم الأذى من تلك الحقيرة زوجته ...( وتقبضت تضيف بقهر ) آه ..كم تمنيت وما زلت أتمنى أن اذهب إليها فأمزق شعرها وأقتلع عينيها ...وأظل اضربها واضربها واضربها.. بكل القهر المخزون بقلبي...وكل الظلم الذي نالنا بسببها ...اضربها على سجن محمود ظلما وضياع مستقبله ...على موت أمي قهرا وحزنا عليه ...على تلويث سمعتك وسمعتنا بين الناس ..اضربها بعدد ساعات وأيام وسنين الظلم والتيه والتشرد من مكان لمكان ونحن نهرب من عيون الناس ...نهرب من فضيحة لم نرتكبها ...نهرب من السنة لاكتنا بالباطل على ذنوب لم نقترفها"

قاطعتها رباب صارخة تجلد نفسها بالكلمات وتحاول التخفيف من ألم أختها المتجسد على ملامحها وصوتها وكل ما فيها :
"لكني اقترفتها يا سامية ...اقترفت ذنبا عندما صدقت شاب مخادعا طاردني مدعيا الحب لأوافق بعد أيام فقط من مطاردته لي بعواطفه أن أقابله خارج أسوار الجامعة ..اقترفت خطأ بحق نفسي ...( صمتت لثوان تبلع ريقها وهي تحدق في أختها بنظرات متألمة مستعيدة لتلك اللحظات التي قلبت حياتها قلبا على عقب ثم أكملت بصوت مبحوح من أثر البكاء والصراخ) ولا تخبريني بما حاولت به التخفيف عليّ سابقا بأني كنت صغيرة أو تم خداعي بكلماته المعسولة ...كم من فتاة تتعرض كل يوم للكلمات المعسولة لكنها لا تخضع ..(وضربت على صدرها تقول بعصبية ) لكني خضعت وذهبت معه ...لذا أنا استحق ...(وأمسكت بيد أختها تقول بلوعة ) لكني كما أخبرتك مرارا وتكرارا كل ما تهاونت فيه هو أن تركته يمسك يدي ونحن ذاهبون لتلك الحديقة وكنت اطمئن نفسي بأنها حديقة عامة وأننا وقت الظهيرة ولن يحدث شيء ..واعترف بأني اقترفت خطيئة في حق نفسي وحقكم حين تركته يقف بي بجوار شجرة نائية ويقترب مني ليتلمس وجهي وشعري فابتعدت فقط مكتفية بكلمات رافضة باهتة .. كلمات خجولة لم تردعه .. واقسم لكِ للمرة التي تعبت من عدها .. بأن ما حدث لاحقا كان مفاجئا لي وغير متوقعا وأنا أجده يهجم عليّ ليحضنني ويقبلني محتجزا إياي خلف الشجر قبل أن أبعده بقوة صارخة وأنا ألطم وجهي واهرب بعيدا في رعب ...( ورفعت عينين معذبتين لأختها تشد على يدها قائلة بلهجة مؤكدة ) أقسم لكِ مجددا سامية أن الأمر قد تم في لحظة ...لحظة واحدة كنت ادفعه بعدها بقوة وأهرب مبتعدة .. لحظة واحدة .. لدرجة أني حتى الآن لا أصدق أنه حدث فعلا ولا اعرف كيف تم بتلك السرعة قبل أن أعي ما ينويه ..(ونكست رأسها تسندها بيديها وتضرب عليها بضربات رتيبة مولولة ) لم يدر بخلدي أن الأمر مدبرا...ولم أتوقع بعدما هربت منه مقررة اقطع علاقتي به للأبد أن هناك من كان واقفا ليصورنا بالاتفاق معه وكأنني فتاة رخيصة فعلت ما حدث برضاي ..قد أكون ضحية في جزء من المأساة التي حدثت لكن هذا لا ينفي أني أخطأت ...أذنبت ...تسببت لنفسي بما حدث.. أنا استحق سامية كل ما أعيشه .. سذاجتي جعلت لحظات قليلة تقلب حياتي رأسا على عقب وتساعد تلك المرأة في الانتقام منك وفي تحطيم أسرتنا كلها"
علا نشيجها وهي لا تزال تسند رأسها بين كفيها فاقتربت سامية التي لم تكن أقل منها انهيارا وحضنتها تشاركها البكاء ..
وتقاسمها الألم ..
واجترار ذكريات موجعة ..
لحياتهم التي انقلبت رأسا على عقب ..

وسؤال حائر لا يزال يلحق في الأذهان دون إجابة ..
أي ذنب اقترفوه هم لينالوا ما نالوه !.
×××××

يتبع على الرابط التالي :
https://www.rewity.com/forum/t455707...l#post14577173