08-11-19, 07:44 PM | #231 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
08-11-19, 07:56 PM | #232 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
انا اشكي دي بستفزني وانا بكتب مشاهدها اصلا ...رباب طبعا مظلومة بس هي رسالة لاي بنت مستهونش حتى باصغر التصرفات | |||||
08-11-19, 08:01 PM | #233 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
طيب لما سمير حضرت المدرس محترم مش عاجبك ليه حتشوفي النهاردة سمير كتير ...اماهات الولد الوحيد اغلبهم مش كلهم بيكونوا استحوازين جدا لولادهم ...حستنى رايك بفصل النهاردة :heeheeh::heeheeh: | |||||
08-11-19, 08:14 PM | #235 | |||||||||||
نجم روايتي
| فى انتظارك الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 11 والزوار 6) موضى و راكان, جنغوما, رغيدا, Eman o, Lina 91, حلا المشاعر, zaak, منه ايمن, Dalia.7rb, روني زياد, Roha15 كل عام و أنتم بخير | |||||||||||
08-11-19, 09:59 PM | #239 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثامن المستشفى الحكومي عصرا جلس مطرقا برأسه يشبك كفيه معا يكاد يتمزق ما بين قلق وغضب ...قلق على أبيه فهو رغم كل ما يفعله يظل أبيه ...لم يستطع كرهه أبدا ...ربما كره أفعاله وطريقته معهم ...لكنه لم يكرهه هو ...فكيف يمكن أن يكره من وهبه الحياة ومن أمره المولى ببره وعدم عقوقه...لكنه غاضب بشدة ...فبسبب أفعاله يرقد بين الحياة والموت في حجرة الرعاية ... أخرجه من تفكيره تلك اليد التي تربت على كتفه فرفع رأسه ناظرا لسمير واعتدل واقفا وهو يقول له بتعجب : "سمير؟!! لمَ عدت يا رجل؟! ...لقد قمت بالواجب وزيادة ...يكفي وقفتك معي طوال الصباح منذ نقلت أبي بسيارتك لهنا ولم تتركني .. وأيضا قمت مشكورا بإيصال أمي واختى للمنزل ظهرا " ربت سمير على كتفه بمودة يقول وهو يشده ليجلسا: "ماذا تقول يا سيد ..نحن أهل وجيران ..والدك كأبي ...هل كنت ستتركني وحدي لو كنت مكاني ...أنا لم افعل شيئا ...والله لولا إصرارك على أن يعود كل من حضر معك من جيراننا لبيوتهم وأعمالهم ولولا قسمك على والدتك وأختك بالعودة للمنزل لم أكن لأتركك وحدك الساعات الماضية...وها قد أوصلتهم و أعطيت حصتين واعتذرت عن باقي اليوم وعدت لأبقى معك ربما تحتاج شيئا " نظر له سيد بامتنان لم يخلو من استغراب ...فهو تفهم موقفه صباحا عندما ساعده بنقل أبيه ...فالأمر طبيعي بين الجيران في الحارة ...حتى أن عوض و العديد من الجيران قد حضروا معه للاطمئنان على والده الذي وجدته أمه فاقدا للوعي مزرق الوجه يتنفس بصعوبة صباحا ...والحمد لله انه لم يكن قد غادر بعد ...كما تقبل تصميمه على إيصال أمه وشقيقته بطريق عودته وعدم تركهم يركبون المواصلات العامة وخاصة وهم بنفس طريقه ...بعدما أصر سيد واقسم عليهم وعلى من بقي معه من الجيران بالذهاب بمجرد أن دخل والده الرعاية ومنع الزيارة عنه بأمر الطبيب ... لكن عودته مرة أخرى تحيره وتثير استغرابه ...خاصة وأن العلاقة بينهما ضعيفة بل تكاد تكون معدومة لا تتجاوز السلام عند مصادفة بعضهم بالحارة ...والتي هي بالأساس قليلة لسكن سمير ببدايتها وسيد بنهايتها مما اضعف من فرص تلاقيهما معا ...ولم يكد يجلي حلقه ليبدأ الحديث معه بمحاولة لسبر أغواره حتى انتبه للقادمين عند بداية الرواق فوقف واتجه ناحيتهم بسرعة قائلا: "خالتي زينب.. حاج محمد !! لماذا أتعبتما أنفسكما بالحضور؟... أخبرتكما في الهاتف أن الحالة استقرت وأن الزيارة ممنوعة" رد الحاج محمد زوج خالته وهو يقترب ضاما إياه ومربتا على كتفه بحنان وطيبة ووقار يتميز بهم هذا الرجل الذي دوما ما اعتبره مثلا أعلى وقدوة له : " كيف تقول هذا يا سيد ...نحن اهلك ... لابد أن نحضر ونبقى معك ...والله لولا إصرار سامح أن يحضرنا بنفسه لم نكن لنتأخر حتى هذا الوقت لكننا اضطررنا لانتظار حضوره وتعرف أن عمله ومنزله بعيدين عن منطقتنا كثيرا" لم يكد الحاج محمد ينهي كلامه حتى ظهر سامح قادما من خلفهم وهو يقول معتذرا وهو يضم سيد بقوة ومؤازرة : "عفوا تأخرت قليلا حتى وجدت مكانا لركن السيارة...كيف حال زوج خالتي الآن ؟! " زفر سيد قائلا بقنوط : "الحمد لله أن ادركناه بأعجوبة ...الطبيب اخبرني أن حالة رئته وضغطه وأيضا ضربات قلبه سيئة وكله بسبب عناده وعدم توقفه عن التدخين رغم إصابته المزمنة بالانسداد الرئوي...الأدوية والبخاخات التي يتناولها لم تعد تجدي نفعا مع استمراره بالتدخين بشراهة... " صوت نحنحة من خلف سيد نبهته لسمير الذي نسيه في خضم انشغاله بأسرة خالته ليستدير بحرج وهو يقول مقدما إياه: "عفوا سمير ...هؤلاء عائلة والدتي ...وهذا الأستاذ سمير جارنا ...في الحقيقة لا أجد ما أوفيه حقه بعد مواقفه معي طوال اليوم ...فهو من أوصل أبي بسيارته لهنا ولم يتركني منذ الصباح إلا لإيصال أمي وسما للبيت بعد إصراري عليهما بالعودة .." اقترب سامح منه مسلما بمودة هو وأبيه ...شاكرين له وقفته ومساندته لسيد وأبيه.. فأطرق سمير وجهه بحرج وهو يكرر لهم أنه لم يقم سوى بالواجب ويستأذنهم قليلا بكلمة على انفراد لسيد ..فيأخذه مبتعدا عدة خطوات ويخرج من جيبه مبلغا من المال يمده إليه قائلا: "سيد نحن إخوة ...ومرض الحاج جاء مفاجئا فخد هذا المبلغ أبقه معك لربما احتجت شيئا " رفض سيد بتصميم وإباء وهو يقول له شاكرا: " جزاك الله خيرا سمير ...مستورة والحمد لله ...معي ما يكفي ويفيض " حاول سمير إقناعه بإبقائهم معه تحسبا وهو يحاول عبثا دسهم بجيب سيد ويطلب منه اعتبارهم دين لكن سيد أعاد كف سمير بإصرار وتصميم على الرفض مؤكدا : " شكرا سمير لقد قمت بالواجب وزيادة ..وأحفظك لوقت عازه ...يكفيني موقفك الذي لن أنساه.....لكني لا احتاج للمال ...خير ربنا فائض والحمد لله ...و أرجو أن تعود لعملك ...فكفاك ما فعلته معي حتى الآن وتعطيلك لنفسك " ليقول له سمير مبتسما بمزاح : "أتطردني يا سيد ...أنا واقف بملك الحكومة يا رجل!...ماذا ستفعل لو كنت بمنزلك! " هتف سيد بحمية : "أحملك فوق رأسي وتنير بيتي سمير ...لكني سأكون أكثر راحة الآن لو عدت لبيتك وعملك ...كما ترى البقاء هنا بلا طائل والزيارة ممنوعة لقد أعدت كما رأيت حتى أمي وأختي للمنزل... وسأبقى أنا فقط رغم أن الطبيب نفسه كان رافضا لبقائي ...ولا داعي لبقاء احد آخر " هز سمير رأسه مستسلما ورفع هاتفه قائلا: "حسنا سيد ...لكن أعطني رقم هاتفك لأسجله فلا أملكه .. وسجل معك رقم هاتفي تحسبا ...وأرجو أن تعتبرني أخيك و لا تتأخر بطلب أي شيء تحتاجه مني " هز سيد رأسه بامتنان وحيرة وهو يمليه الرقم ويسمع صوت رنين هاتفه بعدها بثوان وسمير يقول : "هذا رقمي سجله ...السلام عليكم "... قالها واتجه للسلام على البقية الواقفين قبل أن يستأذن مغادرا .. اقترب سيد يقول لسامح بعتاب : " سامح أخبرتك في الهاتف أن لا داعي لتخبر والديك ...ولولا احتياجي لرقم أكرم الدولي حتى يجد لنا أحدا من أصدقائه هنا يساعدنا بإجراءات دخول أبي الرعاية ما كنت اتصلت بك (وزفر باختناق وهو يضيف بغضب ) لقد كدت أدمر الاستقبال وأتشاجر معهم بسبب طلبهم منا نقله لمكان آخر بحجة عدم توافر مكان بالرعاية ...رغم أن حالته كانت لا تسمح بالانتظار ...والحمد لله أن استطعت أنت الاتصال بأكرم والذي لولا اتصاله بصديقه الذي يعمل هنا لم نكن لنستطيع إدخاله قبل تفاقم الوضع ..." ضرب الحاج محمد كفيه معا قائلا بضيق : "لا حول ولا قوة إلا بالله ...حتى المرض والعلاج أصبح يحتاج لواسطة ! ...اللهم ارحمنا واشف كل مريض وأصلح أحوال البلاد والعباد " ظلوا يتحدثون معه بضع دقائق حول وضع أبيه الصحي حتى أصر سيد واقسم عليهم بالعودة ليقول له سامح بتصميم: "حسنا سيد سأريحك وأعيد والداي للمنزل ...لكني سأعود لأبقى معك ولا تتعب نفسك بالجدال ..فإن كنت أنت يابس الرأس فانا رأسي ايبس منك ...بل إني من علمتك العناد يا فتى ( وضربه على كتفه مضيفا ) سأعود لنبقى الليلة هنا معا ...ألم تشتاق لجلساتنا وxxxxxxx معا ...فلنجعلها سهرة من سهراتنا الماضية " ابتسم سيد وأومأ برأسه دون رد ومال مقبلا كتف زوج خالته ورأس خالته التي لم تكف عن الدعاء لأبيه بالشفاء ...دون أن يجادل سامح فهو ادري به طالما أصر على البقاء معه فلن يوقفه شيء ...لا بأس ربما يكون وجود ابن خالته معه حائلا ضد احتدام الأفكار السوداء في رأسه ...خاصة تلك المتعلقة بكيف سيستطيع توفير نفقات علاج أبيه الفترة القادمة ؟!!... بعد ذهابهم عاد للجلوس منحنيا على الكرسي المعدني الغير مريح القريب من حجرة الرعاية وهو يفكر أنه ربما سيضطر لقبول الحل الذي اقترحته شقيقته سما بعد أن ابلغهم الطبيب باحتياج أبيهما لبعض الأدوية غالية الثمن والغير متوفرة بالمشفى ...بأن تذهب للفندق لتأخذ مستحقاتها المالية فلها عندهم أجر ما يقرب من شهر وهو مبلغ لا بأس به نسبة للراتب الذي كانت تتقاضاه هناك ...لكنه رفض وقتها و أصر ألا تذهب حتى يكون معها ... لذا إن استقرت حالة والده سيذهب معها غدا ...فبداخله شيء يجعله غير محبذ لذهابها وحدها لذلك المكان ...ولولا احتياجه للمال وعدم رغبته في الاستدانة من احد لم يكن ليأخذ منها قرشا واحدا .. رفع رأسه بحزن استوطن قلبه وهو يستند برأسه على الحائط ذي اللون الأبيض المصفر بدهانه المتقشر خلف رأسه المنهك من التفكير والهموم ............ | ||||
08-11-19, 10:01 PM | #240 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| في صباح اليوم التالي شركة الذهبية للدعاية والإعلان دخل مدحت من الباب يحمل حقيبة أوراقه بيد وهاتفه ومفاتيحه بالأخرى لينظر لتلك الجالسة خلف مكتبها تنظر له بضيق وترفع يدها ناظرة لساعتها بتعمد ...فابتسم بصبيانية وهو يقترب منها مهللا : "نسرين يا نسرين يا وردة البساتين..." رفعت عيناها بنظارتها السميكة ووجهها دائم التجهم إليه لتقول بجدية صارمة : " سيد مدحت أنت متأخر لساعة كاملة ، وقد أربكت بتأخرك جدول مواعيد اليوم .... كان يفترض أن...." قاطعها مدحت وهو يميل على مكتبها بشقاوة جعلتها ترتد للخلف بغيظ من تصرفاته وهي تحدجه بغضب بينما تسمعه يقول بمزاحه الذي تدرك جيدا انه لا يقصد من ورائه معنى سيئ ورغم ذلك يضايقها : "يا نسرين ، في كل الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية وحتى الروايات التي قرأتها وأنا صغير كانت السكرتيرة دوما لعوب مغناج تحاول إيقاع رب عملها ببراثنها ، ترتدي الضيق والقصير والعاري المثير ، وأنا وأبي من بين كل أصحاب الشركات ابتلانا ربنا بسكرتيرة اقرب لناظرة مدرسة صارمة ، أين الدلال ، أين الغنج ،أين القصير المثير ( ليتراجع مدعيا الخوف وهو يرفع كفيه مفرودين عندما لاحظ وجهها العاصف ويضيف ) أين كوب النسكافيه خاصتي وجدول المواعيد يا ابلة نسرين !" رجعت بكرسيها للخلف ووقف بحدة .. فتراجع بسرعة ناحية مكتبه ضاحكا بينما يسمع غمغمتها الغاضبة واتهامها له بالطفولة والوقاحة واستنكارها لكلمة ابلة التي يلقيها عليها كلما شاكسها . دخل حجرة مكتبه هو ينظر في حقيبة أوراقه قبل أن ينتبه لعدم وجود ملف آخر حملة مسئول عنها فزفر بضيق وغمغم قائلا : "يا الهي .. يبدو أنني نسيته في البيت بعد سهري عليه أمس ...الآن أبلة الناظرة بالخارج ربما توقع علي العقوبة خاصة وأن اجتماعي مع مندوب الشركة اليوم عصرا ويستحيل تأجيله ...ابتسم بمرح مضيفا لنفسه ..بل ربما تطلب استدعاء ولي أمري " ... فكر قليلا لتلتمع عيناه بعد لحظة بمزيج من المكر والتصميم قبل أن يرفع سماعة الهاتف. ××××× كان يقود السيارة بشرود جعله لا ينتبه للراكب خلفه والذي ناداه عدة مرات بلا فائدة حتى اضطر للتربيت بحدة على كتفه وهو يهتف: "أنت يا أُسطى ألا تسمعني ...أناديك من فترة طالبا منك التوقف وانزالي! " افاق يوسف من شروده ناظرا للراكب من خلال المرآة معتذرا وهو يأخذ الجانب الأيمن ويتوقف بالتاكسي لإنزاله ..متجاهلا غضبه وكلماته الناقمة عن كونه تجاوز المنطقة التي يرغب في النزول بها ..وأنه سيضطر للمشي لمسافة وسيتأخر ...وتجاوز حتى عن تقليله لقيمة المبلغ المستحق وأخذ منه المال دون أي مجادلة .. وما أن أغلق الراكب الباب بحدة حتى رفع زجاج التاكسي معتذرا بإشارة من يده لراكب آخر أشار له راغبا بالركوب. ...إنه في حالة سيئة ...غير قادر على العمل ...منذ ثمانية أيام ...منذ أن تركت رباب المنزل وهو من سيئ لأسوء ...أصبح غير قادر على التركيز ..ودائم الشرود ... لقد كاد أن يتسبب لنفسه بحادث أول أمس ..كما كسر إشارتين دون انتباه لأول مرة في حياته .. وصاحب التاكسي لن يمرر الأمر عندما يرى الغرامات عليها ... زفر باختناق وترك الشارع الرئيسي وانحرف بشارع جانبي هادئ ليوقف المحرك ويلقي برأسه فوق المقود وهو يئن بخفوت .. يدفن وجهه بين ذراعيه المعقودين فوق المقود حتى لا يلمح احد تلك الدمعات التي تصر على النزول من عينيه ...بينما عجز لسانه عن كبح كلمة آآآآآآآآآآه خرجت محملة بكل مشاعر الألم والقهر والغيرة والشك التي تعتمل بصدره ... يحبها ؟... نعم لا ينكر ... بل يعشقها ... منذ أول مرة رآها فيها عندما سكنت وإخوتها أمام بابه.. وقع أسيرا لهواها ... وحلم بها ...وتمناها رغم ظنه بكونها حلما مستحيل المنال نظرا لظروفه وتعليمه المتوسط... ولم يصدق أن حلمه المستحيل تحول لواقع وظنه استجابة لدعواته لربه في جوف الليل ...ظن انه نال جنته على الأرض.. ليكتشف أنها جحيمه ...جحيمه الأبدي بلا حل يريحه... فلا هو قادر على البعد عنها ولا قادر على البقاء معها ... هو يعذبها لا ينكر ... لكنه يتعذب أكثر منها أضعافا ... لا يصدق ما حكته له هي وأختها ..عن انتقام تلك السيدة الثرية منهم لرغبة زوجها بالزواج من شقيقتها التي كانت رافضة من الأساس بحسب زعمهم ... رفع رأسه وضحك ساخرا بمرارة ... فقصتهم لا تدخل عقل !... فسامية رغم تقديره لها ليست تلك الجميلة الفاتنة صغيرة السن التي تغري رجلا غنيا من الأكابر ليطاردها راغبا في الزواج منها كما يزعمون .. القصة ليست منطقية ..لا يستطيع تصديقها ... ما الذي يضمن له عدم اختلاقهم للأمر؟ .. كما أن إخفائهم بتعمد لماضي رباب يشككه أكثر .... لقد اخفوا عنه أنها سبق لها أن خطبت أكثر من مرة ...وتركها خطابها بسبب اكتشافهم لماضيها ... ماضيها الذي أكد له صديقه أنه مشين ...لقد اخبره عندما رآها معه ...انه رأى صورها بنفسه بأوضاع مخلة ...فكيف تطلب منه تصديق قصتها؟!... كيف يمكن أن ينزع شكه فيها من قلبه؟ ... فكر كثيرا في تركها ...في إلقاء كلمة النهاية على حياتهما معا ...لربما استراح كلاهما ... لكنه يعترف بينه وبين نفسه بأنه عاجز عن فعلها ... عاجز عن قطع الرابط الذي يجمعه بها ... جحيم قربها أهون عليه من جنة خالية من عطر وجودها... آآآه يا رباب ... ليتني لم أرك يوما ... ليتك لم تكوني بكل هذا الجمال ... ليتني قادر على تصديقك .. أو... تطليقك ... لكني عاجز عن كل شيء معك ... يحدثني قلبي أحيانا بأنك بريئة ...لا يمكن أن تكوني بتلك الوضاعة التي اخبرني عنها صديقي ..أو من كان صديقي قبل أن يناله مني ما حطم وجهه وأنفه حين وصفك بالمنحلة المخادعة ... لكن عقلي يعود ليسخر مني بكونك بالفعل قد خدعتني بإخفاء ماضيك عندما سألتك عن سبب عدم ارتباطك قبلي ...بل إن شيطاني يوسوس لي أحيانا انك ربما لم تكوني نظيفة الجسد كما ظننت ليلة زفافنا ...فكم من فتيات استطعن التحايل على أمر البكارة ليخدعن ويستغفلن الرجال الذين تزوجوهم .... لم يستطع يوسف التحمل فضرب برأسه على المقود بعنف لعدة مرات تركت أثرها على جبينه قبل أن يستغفر ربه ...ناهرا نفسه أن رباب مهما كان ما ارتكبته يستحيل أن تصل لذلك المستوى الحقير... فرفع رأسه يلقيها بإنهاك على مسند المقعد وأغمض عينيه المحتقنتين محدثا نفسه بأن هذا الأمر لن يستقيم للأبد بهذا الوضع ..وأنه إن لم يأخذ القرار بنفسه .. فربما يتم إجباره على شيء لا يريده ...فلا يظن أن إخوتها سيصمتون طويلا ...بل إنه يتعجب من صمت محمود عليه حتى الآن ..متسائلا إن كانت الشقيقتين قد اخفتا عنه ما حدث؟ ... وهل يا ترى معنى الإخفاء هذا انه لا نية لهما بتصعيد الأمر وأن رباب ستعود قريبا لمنزله أم هو مجرد تأجيل ... إن سامية ترميه بنظرات ناقمة كلما صادفته منذ تلك الليلة التي سقطت فيها رباب مغشيا عليها ...وأصرت هي على اصطحابها معها ما أن أفاقت ..ولم يستطع هو الاعتراض وقتها ...فما بين هلعه وصدمته عندما وجدها ملقاة على الأرض بوجه شاحب بارد تبدو كما لو كانت قد فارقت الحياة ...وبين حالتها الهستيرية وصرخاتها التي مزقت قلبه ما أن استفاقت ...عجز هو عن التحرك أو حتى إبداء أي رد فعل ...لكنه لا ينكر أن سامية رغم كل ما حدث منه ظلت راقية في تعاملها رغم غضبها الظاهر على وجهها وملامحها... لقد تفاجئ عند عودته في منتصف اليوم التالي ليعطي أمه دوائها ويجهز لها طعامها بخروج سامية من شقته...ورغم نظراتها المحتدة وشفتيها المذمومتين والتزامها الصمت حتى عن رد سلامه ...وجد أنها قد اهتمت بأمه في غيابه وأعطتها الدواء وجهزت لها الطعام قبل ذهابها لعملها ... وقد تأثر من موقفها بشدة فهو يعلم بأنها تعمل في مكتبة فترتين يوميا بينهما ساعتين راحة تستغلهما بالعودة للمنزل ...وطوال الأيام السابقة ظلت على نفس النهج يوميا دون حرف واحد توجهه له ...ولا ينكر أنه شعر بمزيج من الراحة والصغر أمامها لرعايتها لامه وأبنائه الذين اخبروه بأن أمهم مريضة وتلازم الفراش وخالتهم هي من تقوم بكل طلباتها وطلباتهم بالإضافة لأخيها وأبنائه.. قد تكون معاونتها له ولأسرته ليست أمرا جديدا لكنه لم يتوقع أن تستمر به خاصة لأمه بعدما حدث ......فهي من كانت تقوم بشراء أغلب احتياجات منزله بسبب منعه لزوجته من النزول فاعتادت رباب اللجوء لشقيقتها تمنحها المال الذي يتركه وقائمة المشتريات لتحضرها هي لها عند عودتها من عملها... أخرجه من حالة التيه التي يشعر بها رنين هاتفه ففتح عينيه ناظرا له بضيق لكن إضاءته باسم الأستاذ مدحت جعلته يمسح وجهه ويحاول تنقية حلقه قبل أن يفتح سماعة هاتفه مجيبا إياه ... ×××× يتبع على الرابط التالي https://www.rewity.com/forum/t455707...l#post14590873 | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|