آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-19, 02:59 AM   #341

me@nhoO

? العضوٌ??? » 422533
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 152
?  نُقآطِيْ » me@nhoO is on a distinguished road
افتراضي


ليه الروابط والصفحات مش بتفتح معايا وكل مااختار رابط بتفتح نفس صفحة البداية

me@nhoO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 01:02 PM   #342

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل 🤩🤩🤩


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 08:16 PM   #343

مهيف ...

? العضوٌ??? » 373083
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 498
?  نُقآطِيْ » مهيف ... is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووور

مهيف ... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 09:34 PM   #344

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد 🌹🌹🌹
تسجيل حضور ✋
بانتظار الفصل ان شاء الله ❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 09:53 PM   #345

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جاهز بفضل الله رغم الظروف والحمد لله.... الكاتبة تعتذر من اجل التعليقات بسبب سفرها ان شاء الله حين العودة ستقوم بالرد على جميع التعليقات .... سأقوم بتنزيل الفصل حالا باذن الله ... وهناك ملاحظة مهمة...
مشهد سيد ورؤى في المترو كان هدية عيد ميلاد رغيدا من شموسة ولأنها أحبّته قررت ضمه للرواية....... قراااااءة ممتعة... ❤❤❤❤


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 09:59 PM   #346

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر


منزل سيد بالحارة

ينهي ارتداء ملابسه بسخرية مريرة ظهرت بالتواء فمه ببسمة تقطر خذلانا وهو يستمع لصوت أمه الغاضب وهي تتجادل مع شقيقه الأكبر على الهاتف.. ويصله استنكارها الصارخ لما بدا واضحا من أنه قد رفض القدوم ليقف بجواره في خطبة اخته... لكن رفضه هذا لم يفاجئه للحظة.. فهو الأكثر دراية بأخيه ومدى أنانيته.. فيبدو أنه قد اعتقد أن قدومه سيستتبعه حتما طلبا للمعاونة في مصروفات زواجها...

نفض سيد عن عقله التفكير في أخيه.. محاولا التركيز في حل لما ينتظره من نفقات لا قدرة له على توفيرها.. لكنه في الوقت نفسه لن يرضى بكسر خاطر اخته أو أن يشعرها بأنها أقل من غيرها... قد لا يستطيع يوفر لها جهازا مرفها أو كبيرا خاصة مع المبالغات الكبيرة التي اذهلته أمه وهي تخبره أمس عن بعض الاحتياجات المطلوبة للعروس.. فعقد حاجبيه وهو يخبر نفسه غير مصدق :
"ثلاث غسالات !!!.. يحضرون مع العروس ثلاث غسالات !!! لماذا ؟؟؟.. هل ستغسل ملابسها وملابس الأحياء المجاورة!!! .. ولمَ بينهم غسالة أطفال؟.. ما حاجتهم لغسالة أطفال أصلا!!!.. هل ينقعونهم بها!! .. وواحدة نصف اتوماتيك.. وأخرى اتوماتيك كاملة... حقا بلاهة!!.. انا لن اجاري هذا العته.. ( واضاف لنفسه بسخرية ) وكله كوم وشاشة تلفاز لا تقل عن أربعين بوصة كوم آخر !.... ما به التلفاز العادي!.. وأيضا مكينة توليد كهرباء؟!!!!.. لماذا.. لماذا !!.. هل سيفتتحون محلا أم بيتا!!... "

قاطع هذره لنفسه صوت أمه التي ضربت على صدرها وهي تقول بقلق:
" هل جننت يا سيد وتكلم نفسك؟؟!!"
ضحك وهو ينهي تمشيط شعره ويتجه إليها مقبلا رأسها وهو يقول ساخرا:
"وهل بعد ما أخبرتني به أمس عن الخمسون ملاءة ومثلهم فوطا والخمس بطاطين ومثلهم مفارش ..واطقم حلل وكل تلك الأشياء التي لم يعد عقلي يستوعبها تتوقعين مني أن أظل عاقلا؟!!!.. إذا كان الناس قد جنت ليحضروا كل هذا بجهاز العروس فلا غرابة أن زادت العنوسة.."

تهدلت أكتاف أمه وغمغمت بصوت مهموم :
"اعرف بأن الحمل عليك كبير بني.. ولا يوجد من يحمله معك"

حين استشعر حزنها ارتجف قلبه شفقة عليها فمازحها محاولا التخفيف عنها :
"لا عليك يا أم محمود.. ابنك لها.. فقط لو تلغي بند الغسالات الثلاث والخمسون ملائة….. "

غامت عيناها بالدموع وهي تقترب منه تربت على صدره بمحبة.. قائلة"
"اعرفك رجلا من يومك بني... ولا تقلق سيدبرها ربك.. ( وشدته من يده جاذبة اياه ليجلس بجوارها على الفراش وهي تنظر ناحية باب الغرفة نصف المغلق ثم قالت بهمس بجوار أذنه ) لقد اتفقت مع جيراننا على جمعية سأقبضها أولا مع الجمعية التي ستدخل بها مع زملائك ف..."
قاطعها سيد ساخرا :
"لن تكفي كلاهما لشراء المفارش والملاءات يا فوزية طالما تصرون على تلك الأعداد الغريبة التي تكفي لتجهيز العروس واحفادها..."

بتر سيد عبارته واتسعت عيناه وهو ينظر لأمه باستغراب حين وجدها تقف فجأة وتتجه لباب الغرفة وتخرج رأسها مستكشفة يمينا ويسارا قبل أن تغلقه بهدوء وتعود إليه وهي تضع اصبعها سبابتها على فمها مشيرة له بالهدوء ثم تجلس متربعة بجواره .. فرفع حاجبه متعجبا وقال بهمس ساخر :
"ماذا هناك أمي هل سنخطط لعملية سطو على محل التوحيد والنور؟.. فنسرق منه كل ما تحتاجه سما؟.. ( وشهق مضيفا بمزاح وهو يضرب على صدره بطريقة أمه مضيفا ).. أم أن لديك بلاطة بالمنزل تخفين تحتها أموالا طائلة دون علمنا.. هيا اعترفي يا أمي"

ضربته أمه على ذراعه وهي تقول له ناهرة :
"كف عن المزاح يا سيد واسمعني قبل أن يستيقظ والدك.. ( وأخفضت صوتها وهي تكمل) ... قبل وفاة جدتك.. أمي رحمها الله أرسلت لي أنا وخالتك زينب ومنحتنا مصوغاتها الذهبية.. واخبرتنا بأنها تعلم أن خالك لن يمنحنا شيئا من حقنا في أرض أبينا... وهي في الأصل قطعة أرض صغيرة تعيل خالك وأبنائه ولم يكن ليفرط بشبر منها فجعلتنا نوقع على تنازل له عن حقنا بها مقابل منحنا الذهب.. فكان نصيب خالتك زينب ثلاث أساور... ونصيبي كردانا وخاتمين.. وقتها اتفقت مع خالتك أن تحفظهم لي عندها ولا تخبر ابيك شيئا عن الامر.. بل لقد ادعيت أمامه أن لا ميراث لي لأن أبي كتب قراريط الأرض التي تركها بيعا وشراء لأخي.. ورغم غضبه ونقمته لم يستطع فعل شيء فهو يعلم أن الرجال ببلدتنا لا تورث النساء أرضا .. لكنه كان يمني نفسه أن يدفع أخي لنا مبلغا من المال كتعويض وترضية كما يفعل الكثيرين.. لكن خاب أمله وظل يعايرني بالأمر لسنوات.. حتى أنه شبه قاطع أخي رحمه الله... لكن أنا رغم كل شيء لم أخبره أو اقترب من تلك المصوغات الذهبية رغم كل ما مررنا به.. أريدك أن تمر على خالتك بعد عودتك من العمل وهي ستعطيها لك.. بِعها بني.. ستأتي لنا بمبلغ جيد.. فهي ثقيلة الوزن.. والذهب غالي هذه الأيام .."

غامت عيني سيد الذي لهج قلبه حامدا الله ومال على أمه يحضنها قائلا بصوت متهدج:
" آه يا أمي.. لا حرمني الله منك يا غالية.. لقد رفعتِ عن كاهلي حملا... كبيرا"
رفعت أمه كفها تربت عليه ثم ابعدته ترفع سبابتها في وجهه محذرة :
"إياك أن يعرف ابيك شيئا عن الأمر.. لو سألك عن كيف ستدبر نفسك أخبره بأي شيء.. استدنت.. اقترضت.. المهم لا يعرف عن الأمر.. سأذهب لتجهيز الإفطار وايقاظ ابيك واخوتك"

قامت من جواره لكنها قبل أن تخرج التفت له تقول بتصميم :
"وسنحضر لأختك الغسالات الثلاث والملاءات والمفارش وأطقم الحلل والكاسات بالإعداد التي تحضرها بنات الحي.. لن اسمح أن تنقص أختك عنهن فتلوك الناس سمعتنا وينقص قدرها وتعايرها تلك الحيزبون أم سمير.. "
لتخرج بعدها تاركة سيد يضرب كفا بكف قائلا بسخط:
" معايرة!.. وسمعتها ستتضرر بسبب الملاءات والكاسات!!.. أكانت تمشي معهم في الحرام ولابد من أن تحضرهم معها ليصلحوا غلطتهم!!... بهذا لن يكفي عشر كردانات ذهبية يا فوزية لتغطية التكاليف!!.."

ليزفر بحنق قائلا بينما يرتدي حذائه:
" لله الأمر من قبل ومن بعد.. لا مناص من الاستدانة أو الشراء بالتقسيط واثقال اكتافنا بالفواتير الشهرية لأعوام قادمة.. ( واعتدل متجها للخارج مكملا الحديث مع نفسه.. ) وكله كوم ومائة كوب كوما أخر !.. لماذا ؟!! هل ستعزم عندها كل المنطقة!!!.. لعن الله العادات الغبية.."

*يتبع*



Layla Khalid, ru'a and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 10:00 PM   #347

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعات بمنزل ياسمين

جلست ياسمين ساهمة في منتصف الفراش تضم ركبتيها المرفوعتين بين ذراعيها وتستند برأسها فوقهما..
لم تذهب للجامعة منذ يومين..
منذ أن فاجئها عمرو بطلبه...
لم تستطع مواجهته..

ماذا ستقول له؟.. هل ستضطر لكشف سرها الذي وعدت أمها بألا يعرفه أحد؟...
وإن لم تفعل.. كيف ستبرر له رفضها؟..

زفرت أنفاسها بألم وهي تفكر في أنها تتمنى لو كانت قادرة على القبول به..
تتمنى أن ترى نفسها عروس ترتدي ثوبا أبيض..
أن يكون لها منزلا يخصها.. وزوج يحبها ويرعاها.. وأطفال..

لتجفل ياسمين ما إن وصل تفكيرها لهذه النقطة وتهز رأسها برفض ناهرة نفسها...
أي أطفال هؤلاء الذين ستنجبهم بوضعها ؟!!..
لتنقل لهم مرضها وتجعلهم يعيشون معاناتها هي!...

ثم إن الأمر مستحيل.. فهي واثقة أن عمرو نفسه سيرفض الاقتران بها ما أن يعلم بوضعها..
فليكن الرفض منها أولا.. ولا داعي لأن تهين نفسها...

آه كم تحتاج لمن تشاركه همها.. حزنها.. ألم قلبها..
لكنها لا تجد أحدا.. فأمها لاهية مع شقيقتها التي تقرر موعد زفافها بعد اسبوعين وسترافق بعدها زوجها في سفره.. وحتى لو لم تكن لاهية عنها.. فهي لن تتفهمها.. ربما ستطلب منها خداعه حتى يتم الزواج.. وكأن أمرا كهذا يمكن اخفائه.. أو ربما ستنهرها متهمة إياها بأنها من لفتت نظره لها رغم علمها باستحالة زواج من هي في مثل ظروفها...

جاءها صوت جرس الباب الخارجي فتجاهلت الأمر ودفنت وجهها بين ذراعيها مسندة جبينها على ركبتيها وهي تفكر في صيغة رفض لا تجرحه ولا تجعلها مضطرة لكشف أمرها...

لتنتفض مجفلة مع فتح بابها بعنف ودخول صارخ لصديقتها رؤى التي دخلت كالإعصار ثم أغلقت الباب خلفها وارتمت بجوارها على الفراش بخشونة وهي تدفعها بكتفها وتقول بغيظ:
"أيتها الغبية الحمقاء.. لمَ تغيبت أمس واليوم؟.. وأيضا تغلقين هاتفك ولا تردين على الهاتف الأرضي... وكل مرة تخبرني والدتك بأنك نائمة.. لقد ظننت أنني سأحضر لأجدك تحتضرين... لكني أراك كالقرد... ووالدتك أخبرتني انك بخير... فلمَ تغلقين هاتفك وتحبسين نفسك؟؟...( ولم تعط لها فرصة الرد بل ضربتها على كتفها وهي تضيف بنزق) ... وايضا لمَ لم تذهبي لتوقعي على المحضر؟؟.. لقد تسببت لي بحرج بالغ مع هذا الضابط الذي سمح لنا بالذهاب بعد أن وعدناه بأن تعودي للتوقيع...( وقطبت حاجبيها وزمت شفتيها تضيف بنزق) ... بسببك تم وضعي في موقف سخيف داخل المحطة وأنا افاجأ به على الرصيف ينادي عليّ بغضب... ( غلظت من صوتها مقلدة اياه ) يا آنسة... أنت يا آنسة... أريدك بمكتبي فورا .. قالها وتركني وكل الواقفين بالمحطة ينظرون لي بتوجس... لقد جعلني شبهة بسبب فعلته... ولم يكتفي بذلك بل اخذ يقرعني بسبب عدم احترامك لوعدك وعودتك لتوقيع ذلك المحضر اللعين... ( وصمتت هنية قبل أن تضيف وهي تلقى بحذائها بعيدا وتعتدل بجسدها لتصبح شبه ممددة على السرير ) أتعرفين... هناك أمرا ما يخص طريقة هذا الضابط في الحديث عنك .. وحتى نظراته لك يوم كنا في مكتبه... اليوم كان واضحا قلقه الشديد الذي حاول مداراته وأنا أخبره بأنك متغيبة منذ أمس وإنني غير قادرة على الوصول لك... لقد قرعني بحدة وهو يستنكر لمَ لم أذهب لزيارتك لأطمئن عليك.. اقطع ذراعي من أعلى إن لم يكن معجبا بك "

قاطعت ياسمين هذرها دون أن تهتم بما تقول حين ألقت بنفسها فجأة علي كتفها محتضنة جذعها وانفجرت في بكاء جنائزي افزع صاحبتها.. التي انتفضت محاولة للاعتدال وهي تضم صديقتها قائلة برعب:
" ياسمين... ماذا هناك؟... ما بك؟... ماذا حدث يا فتاة تكلمي ؟! "

ظلت ياسمين لدقائق تنشج على كتف رؤى حتى بدأت شهقاتها تخفت بعد قليل وانفاسها تهدأ رويدا رويدا .. ثم اعتدلت جالسة بعد دقائق تمسح وجهها بكفيها كطفلة وتأخذ منديلا مدته لها رؤى لتمسح انفها وتقول بحرج :
"آسفة رؤى... كنت أشعر ببعض الضيق والاختناق بلا سبب.. لا تقلقي وآسفة على تسببي برعبك... يا له من استقبال ألقاك به عزيزتي وانت لم تزورني في منزلي سوى مرة واحدة منذ أشهر طويلة"

أخذت رؤى تمعن النظر في وجه صديقتها التي تهرب بعينيها بعيدا.. ثم مدت كفها لتدير وجهها وتجبرها على مواجهة عينيها وهي تسألها بجدية وحزم :
" ماذا هناك ياسمين.. ولا تخبريني انه مجرد ضيق بدون سبب... فلن اصدقك... انا اعرفك جيدا بما يكفي لأعرف انك لست ممن ينهارون هكذا بدون سبب... انا صديقتك المقربة... صحيح ان عمر صداقتنا أقل من عامين... لكننا منذ يومنا الأول بالجامعة وقد شعرت كل منا بالألفة والراحة والثقة تجاه الأخرى.. انت اقرب.. لا بل صديقتي الوحيدة التي لا أخفي عنها شيئا حتى مصائبي... لكني أشعر دوما أن هناك ما تخفيه عني وهذا يضايقني كثيرا.. فضفضي لي ياسمين.. أخبريني ما بك صديقتي... أيا كانت مشكلتك أو ما تعانيه سنفكر به معا ونجد له حلا"

ظلت ياسمين تطلع إليها بتردد... تجادل نفسها بين رغبة في البوح... بالتشارك مع صديقة... رغبة في مقاسمتها همومها واحزانها.. وبين خوف من رد فعل قد ينحرها... ووعد لأم يكبلها... لتتردد قليلا قبل أن تقرر البوح بنصف المشكلة فتقول بخفوت وحرج:
" عمرو"
قطبت رؤى بعدم فهم وسألتها :
"عمرو من ؟"
هربت بعينيها وازداد وجهها احتقانا وهي تقول:
"المدرس المساعد الذي يدرس لنا اللغة الإنجليزية"

استغربت رؤى قائلة :
"الدكتور عمرو؟... ما به؟... ماذا فعل لك؟... لقد تذكرت.. انت ذهبت إليه بمكتبه لتقدمي له ورقة البحث ( شهقت منتفضة واعتدلت بنصف وقفة فوق الفراش لتقول بهلع) يا إلهي لقد اختفيت بعدها ولم تعودي لي كما اتفقنا... هل فعل لك شيئا وانت بمكتبه؟... هل تجاوز في حقك... قسما لو كا… "
لم تدعها ياسمين تكمل هذرها بل رفعت إليها جذعها ومدت يدها تكتم فمها وهي تقول بحنق:
" توقفي أيتها حمقاء ودعي لي فرصة لأخبرك... ستلفقين للرجل مصيبة وهو لم يفعل شيئا"

قطبت رؤى ورفعت حاجبا وعادت لتجلس على الفراش دون أن تفارق عينيها التحديق في صديقتها التي تربعت هي الأخرى أمامها فتسألها :

"إذا... ما باله عـ مـ ر و"
قالتها بخفوت متقطع جعل ياسمين تنظر لها بلوم لم تعره الأخرى اهتماما وهي تحاصرها مانعة إياها من الهرب .. لتزفر الأخرى بعمق قبل أن تقول بسرعة :
"طلبني للزواج"
الصرخة التي أطلقتها رؤى وهي تقفز واقفة فوق الفراش وتقوم بحركات راقصة بيديها وهي تهتف:
" yes... Yes ….... كنت أعلم اقسم كنت أعلم أن عينه منك... ألم أخبرك وانبهك.. اعترف هيا اعترفي.."

قامت ياسمين بجذبها من يدها توقعها على الفراش وهي تنهرها قائلة:
"توقفي عن جنونك.. واخفضي صوتك يا حمقاء .. لا أريد لأحد أن يسمع بالأمر "

ردت رؤى بلهفة:
" وما المشكلة فليسمعوا.. ألم تقولي بأنه يريد الزواج منك.. إذا لابد انه يريد لقاء والديك.... هيا أخبريني ما قاله بالضبط وكيف كان ينظر إليك... وماذا قلت له... أريد كل التفاصيل كوووووولها... إياك أن تغفلي حتى رمشة عين"...

رفعت ياسمين ساقيها لتعود لاحتضانها كما كانت عند دخول رؤى وعادت ملامحها للانغلاق وهي تقول :
" لا يوجد شيء لأحكيه لك.. ناقشني في ورقة العمل وبمجرد انتهائنا فوجئت به يخبرني بأنه معجب بي.. ويرغب بالزواج مني... ارتبكت وصدمت وتركت المكتب هاربة منه... ( وتجاهلت النظرة المستهجنة في عيني صديقتها وقالت بسرعة مستبقة أي مقاطعة ) أنا سأرفضه يا رؤى... أريد أن تفكري معي بطريقة مهذبة للرفض لا تكون محرجة لي.. أو جارحة له.. هل أخبره أنني لن اتزوج إلا بعد إنهاء الدراسة وأهلي يرفضون زواج الفتاة قبل إنهاء تعليمها... أم.. آه... "

الضربة التي تلقتها من رؤى على رأسها جعلتها تنظر لها بغضب فصرخت فيها:
" لمَ تضربينني يا حمقاء؟!!"

ردت الأخرى بغضب:
" لو عليّ أرغب بتحطيم رأسك... أي تعليم هذا الذي سترفضينه حتى تنهيه!!.. أبسط جواب انه سيساعدك ولن يقف في طريقك خاصة مع مهنته... أو سيوافق أن يكتفي بخطبة حتى تنتهي من الدراسة"

زفرت ياسمين بقنوط وهي تتساءل.. "إذا ما رأيك.. أي حجة أخبره بها برفضي ؟"

لتصرخ الأخرى في وجهها :
"هل تريدين اصابتي بالجنون!... لمَ الحجج من الأساس؟!!... أنت غير مرتبطة.. ولا يشغل قلبك أحد ما لم يكن هناك ما تخفيه عني ..( وأضافت ما إن رأت هزت رأسها النافية...) إذا لمَ سترفضين عريسا مثله؟!!... وسيم.. وناجح... ويبدو من ملابسه وسيارته أن حالته المادية جيدة... أهذا عريس يرفض أيتها المختلة !... ان الفتيات في الجامعة سيحسدنك بجنون و اغلبهن سيرغبن في قتلك وأخذ مكانك .. أأنت مجنونة!!.. كيف ترفضين شابا مثله.. ولمَ؟!! "

احتقنت عيني ياسمين حزنا وألما وهي تعود لدفن وجهها بين يديها بينما خرج صوتها متشنجا:
" أنا لا ارفضه هو بالذات.. أنا لن اتزوج أبدا لا منه ولا من غيره... أنا... أنا... أنا لا أصلح للزواج.. لا استطيع"
ساد الصمت للحظات .. قطعه صوت بكاء خافت من ياسمين قبل أن تجبرها رؤى المقطبة بحيرة وقلق على رفع وجهها والنظر لها وهي تسألها بحدة عن معنى ما تقوله...
حتى أنها شدت على معصمها بقوة بين أصابها تصرخ فيها وتطلب توضيحا لمعنى كلماتها التي جعلت الظنون تتلاعب بعقلها... لولا بقية من وعي يخبرها أنه من المستحيل أن يكون ظنها صحيحا .. فياسمين لا يمكن أن تكون قد فرطت في نفسها يوما...

لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تشهق بقوة وهي تمسك بعضديها وتسألها برعب:
"هل تعرضت للاغتصاب فيما مضى؟!!!... ها!!.. ألهذا تخشين الزواج؟؟!!... أرجوك ياسمين أخبريني بكل شيء.. ولا تخفي عني أي شيء .. أنا سأكون معك دائما... حتى لو.."

قاطعتها ياسمين ببوح كانت في حاجة ماسة إليه فلم تعد قادرة على الكتمان أكثر :
"انا مصابة بمرض السكر منذ طفولتي رؤى "

ساد الصمت لدقائق عدة .. حتى اضطرت ياسمين لرفع وجهها للنظر لصديقتها متوقعة نظرة نفور ورفض.. أو حتى شفقة... لكن كل ما قابلها كان نظرة حيرة ورفعة حاجب .. حتى قالت رؤى بهدوء:
"بغض النظر عن غضبي منك لإخفاء الأمر عني.. وطبعا لابد انك فعلتها حتى لا أضيق عليك الخناق وامنعك من أكل أطنان الحلوى التي لا تكفين عن التهامها .. وحتى لا افتن عليك عند أسرتك.. إلا أنني لا أفهم.. ما دخل هذا برفضك للزواج؟!!!"

نظرت إليها ياسمين بتعجب ثم قالت :
" هل تسخرين منى رؤى!.. ألا تفهمين.. أم تدعين عدم الفهم!.. أقول لك بأني مصابة بالسكر.. أي أن مثلي لا يمكن أن تتزوج "

ردت الأخرى بحيرة :
"يبدو أن أحدنا غبية... ما دخل هذا بهذا!.. مرضك لا يمنع الزواج .. فنصف البلد مصابين به ومتزوجين... لا أفهمك !"
أنزلت ياسمين قدميها من السرير واستقامت واقفة ثم بدأت في الدوران حول الغرفة وهي تقول بحشرجة :
"هؤلاء مصابين بالنوع الثاني جاءهم وهم كبار بعد أن تزوجوا وانجبوا.. ليس مثلي.. فمن هي مثلي لا يقبل بها أحد... لن يوافق عمرو على الزواج مني إن علم.. سيخاف من أن أنجب له أطفالا مرضى.. وسيخاف أن يظل بجواري يمرضني.. لا يوجد من يقبل بالزواج من مريضة مثلي... أنا بالنسبة للناس معيوبة"

انتفضت رؤى واقفة وهتفت بغضب :
"العيب الوحيد الذي أراه فيك هو في عقلك يا غبية.. السكر ليس مرضا عضال.. أو معدي.. وليس عيبا لتداريه أو تظنين أن الناس سترفضك بسببه.. أنت مجنونة لتفكيرك بذلك"

صرخت ياسمين فجأة بصوت يتقطع من نشيجها ودموعها تنهمر على خديها :
"بل أنت من لا تفهمين.. وربما حياتك لسنوات خارج مصر جعلتك مختلفة عن البقية هنا... ( وغامت عيناها بذكريات تقتات على قلبها دوما رغم محاولتها اخفائها تحت اقنعة التجاهل واللا مبالاة وأضافت ) ... انت لا تعرفين يا رؤى كيف ينظر الناس لمريضة بالسكر مثلي على أنها ناقصة... لم تري ابتعاد زميلاتك عنك ما إن يعلمون بمرضك.. لم تسمعي كلمات الشفقة ومصممة الشفاه من الاقارب وهن يهمسن (مسكينة جميلة جدا لكنها مريضة .. ) ..( خسارة كل هذا الجمال لفتاة مثلها… لن يرضى بها أحد يوما) ... لم تعيشي سنوات دراستك الأولى يتم تجاهلك من المدرسات بعد علمهم بمرضك بحجة (نخاف أن نشد عليها أو نعاقبها على تقصير فيغشى عليها أو تصاب بغيبوبة وتلفق لنا مصيبة) .. لم تري فرحة أمك عند نقل والدك للعاصمة لمجرد أننا سنبتعد عن كل من يعرف بأمر مرضي وتأكيدها على عدم إخبار مخلوق بالأمر حتى لا يتوقف سوق زواج شقيقتك... فيكفيهم انك ستبقين معلقة في رقبتهم طول العمر .."

بلعت ياسمين ريقها أمام انظار صاحبتها الذاهلة وحكت جبينها تضيف بمرارة" انت لا تفهمين.. لم تعيشي ما عشته من نبذ.. لم تشعر بما طالني من ألسنة الناس حتى أقرب المقربين مني... . أنا لن احتمل.. لن احتمل المزيد من الرفض أو الشفقة يا رؤى.. لن أحتمل "

وقفت تدفن وجهها في كفيها وعلا نشيجها فاقتربت منها رؤى ومنعت نفسها من أن تأخذها إلى حضنها بل أمسكت بعضديها تقول بحزم وتصميم لتشد من أزرها :
"انا لا أتخيل أن يكون هناك أناس بكل هذا الغباء الذي عشتِه... قد يكون معظم سكان بلدتك القديمة من الأغبياء.. لكن هذا لا يعني أن البقية مثلهم.. ولن اسمح لك بدفن نفسك وسط أوهامك الغبية... اسمعي ياسمين .. غدا سترتدين أفضل ثيابك .. وستحضرين للجامعة .. وعندما يطلب منك عمرو موعدا لرؤية أهلك ستخبرينهم وتحددين موعدا.. وقسما بالله لن أدعك تدفنين نفسك حية بسبب أوهام غبية .. ومن يرفضك لهذا السبب فهو المريض ولا يستحقك..."

خرج صوت تنبيه برسالة جديدة من هاتف رؤى فتركت صاحبتها لتلتقط هاتفها وهي تغمغم بحنق:
"لابد أنها أمي تستعجلني.. لقد تأخرت.. لولا هذا لكنت بقيت إلى أن أدخلت الفهم لعقلك الغبي أو كسرته وأعدت برمجته ثانية.. لكن.. لحديثنا بقية "

قالتها وهي تميل لترتدي حذائها ثم أضافت :
"وإياك أن تتأخرى غدا... ولا تنسي المرور على الضابط بالمحطة لتوقيع المحضر.. سأنتظرك هناك في الصباح لنذهب معا ..إياك أن تتأخري.... سلام "

وقفت ياسمين تحدق في أثر صاحبتها وبقايا الدموع لا تزال تغرق وجهها..
تشعر بالحيرة .. الحيرة الشديدة
وبالرعب ..
الرعب من القادم ..
الرعب من المجهول .

*يتبع*

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 10:03 PM   #348

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي
محطة المترو

كان منشغلا بمراجعة بعض الأوراق أمامه حين سمع طرقة خفيفة على باب مكتبه.. فتجاهلها بالبداية قبل أن يقول بحدة عندما تكررت:
"ادخل... "
رغم أنه لم يرفع رأسه ليرى من دخل.. إلا أن أنفه التقطت عطر الياسمين فتوقف عن الكتابة وتسمر للحظات وقد تحفزت جميع حواسه… فأغمض عينيه وهو لا يزال لم يرفع رأسه بعد واستنشق بعمق عطرها المشتق من اسمها.. في الوقت الذي انفجرت دقات قلبه مع همستها الخجولة تلقي عليه تحية الصباح..

رفع هادر عينيه ببطء إليها كما لو كان يتشرب وجودها على مهل...بنطال أسود بقصة متسعة وخصر مرتفع وبلوزة تركوازية خفيفة تعكس لون السماء في عينيها ...
وآآه من عينيها تلك..
حكاية جمال سرمدي...
تقطر عشقا .. كقصيدة شاعر عربي..
تفيض سحرا كأسطورة يونانية.....
في عينيها توليفة لن تتكرر.. تجعله هو الرجل البارد النظامي... ذا القلب العصيّ على الحب يعلن الاستسلام مسلما رايات القلب ومتنازلا عن السيادة فداء لعينيها...

أربكها صمته .. ولم تستطع تفسير نظراته المتمعنة فيها.. أتراه لوما لعدم التزامها بوعدها بالعودة إليه يوم سرقة الحقيبة؟!..
أم إنه شيء آخر... شيء تجهل فهمه أو تفسير دلالاته.. فتنحنحت بحرج قبل أن تقول بتردد :
" عفوا حضرة الضابط.. أنا اعرف انك ولابد غاضب لعدم التزامي باتفاقنا بعودتي .. لكن اقسم لحضرتك بأني لم اتعمد... الأمر فقط... الأمر.. يومها مرضت واضطررت للعودة للمنزل ونسيت الموضوع.. أرجو أن تتقبل أسفي"

كان يحدق فيها ملاحظا شحوب وجهها الشديد.. وعينيها التي طغي اللون الأحمر على بياضهما .. ورغم أنه لم يمر سوى ثلاثة أيام مرو عليه كثلاثة أعوام... إلا أنه استشعر بأنها ازدادت نحولا .. فتملك الغضب منه ورد عليها بحدة أجفلتها وهي تسمع صوته القاتم:
"لا أظن بأنك قد تعافيتِ بعد... يا آنسة.."
تطلعت فيه ياسمين بارتباك وهتفت بتوتر:
"لا.. لا... لقد أصبحت بخير... اشكرك... هل يمكن أن أوقع المحضر الآن أرجوك حتى لا اتأخر"

نظر لها للحظات بغير رضى قبل أن يخرج من درج مكتبه بعض الأوراق مشيرا لها على موقع التوقيع وهو يفكر بأنه لن يتحمل أن يظل غريبا بالنسبة لها... شخصا تتعامل معه برسمية.. كأي شخص آخر. يريد أن يقترب منها.. أن يكون جزءا من حياتها... يريد الاهتمام بها... بطعامها ودوائها فلا يهملها للحظة ولا يدعها لهذا الشحوب المرضي ..
زفر نفسا عميقا مع انتهائها من التوقيع وقد أدرك بأنه لن يستطيع الصبر أكثر .. وأن عليه أن يأخذ خطوة ناحيتها تخبرها بجديته ورغبته في الارتباط بها.. ففتح فمه يهم بإخبارها بمشاعره لكن رنين الهاتف بالنغمة التي خصصها لزميله هشام الذي طلب منه التحري عن كل ما يخص اشكي وابيها سبقه.. فزفر بحنق وهو يرفع لها عينان حزينتان تتوقان للبوح.. بينما ارتبكت ياسمين من نظراته.. وتراجعت للخلف مدمدمه بشكر خافت في الوقت الذي ظلت عيناها أسيرتين لعينيه العاصفتين بمشاعر تصلها ولا تفهم معناها.. حتى كادت أن تصطدم بباب المكتب فاستدارت هاربة حتى توارت خلفه ..
تملك الاحباط الشديد من هادر فضرب المكتب أمامه بالملف ملقيا به على الأرض لاعنا اشكي للمرة التي فقد عدها ومتوعدا لها ولوالدها بأشد العقاب .. فلولا ظهورها المفاجئ في حياته بهذا الشكل المريب لكان اتخذ طريقه لياسمينة قلبه...
التقط الهاتف بحنق عندما عاود الرنين وفتح الخط مجيبا بنزق ليأتيه صوت زميله قلقا وهو يخبره بأن لديه أخبارا هامة وعاجلة ويرغب برؤيته فورا.. فسائله آملا أن يكون أوان انكشاف الحقائق قد آن... حتى يستطيع تحقيق أحلامه.. ثم اتسعت عيناه ذهولا وقطب حاجبيه غيظا وهو يسمع هشام يخبره ببعض الخطوط العريضة فانتفض واقفا وتناول قبعته الرسمية وتمم على وجود مسدسه قبل أن يقول للآخر على الهاتف:
"حسنا هشام شكرا لك... أنا في الطريق إليك فورا.. ولنرى آخر مصائب اللواء وابنته ..."
××××
قبل دقائق
نظر سيد في ساعته وأخبر نفسه بأنها على وشك الوصول فقد بات يحفظ تقريبا مواعيدها ذهابا وإيابا يوميا خلال أيام الاسبوع .. واليوم لديها محاضرات متأخرة لذا فهي عادة تكون في محطة المترو في الثانية عشرة ظهرا.

نهر نفسه من هذا الترقب اليومي لذهابها وإيابها .. مذكراً نفسه بأنه قد قرر إخراجها من عقله.
لكن كيف يمحوها وقد باتت متشبثة بقلبه ..مستشرية في خلاياه بشكل يصعِّب عليه حياته أكثر مما هي صعبة .

بخطوات منفعلة اقتربت رؤى من الكشك الخاص بسيد في محطة المترو ..

إنها تشعر بالحنق وتتفتت من الغيظ لسبب لا تعرفه يتعلق بسيد العسال هذا !.

رغم أنه لم يعد يضايقها .. ويقلل من فرص الاحتكاك بها كما وعدها .. بل إنه يتجاهلها .. وهذا يستفزها ويشعرها في الوقت نفسه بالغيظ من نفسها لكونها توليه ذلك الاهتمام -الغير مبرر- بالنسبة لها ..

نفضت عنها دوامة الأفكار والمشاعر الغير مفهومة التي تغرق فيها منذ مدة .. وابطأت خطواتها تتطلع فيه من بعيد.

في الوقت الذي رفع سيد زجاجة مياه مثلجة كان قد أوصى عليها أحد من معارفه في المحطة ليبردها له في ثلاجة رئيس المحطة دون أن ينتبه أحد .. فسكب في فمه الماء البارد ليطفئ بعضا من نار الشوق في جوفه قبل أن يبخ المياه ويسعل بقوة حين لمحتها عيناه تقف على يمين الكشف تكاد تكون ملاصقة له في وقفة جانبيه لا تواجهه تماما ولا توليه ظهرها.. وهي تحضن عددا من الكتب بين ذراعيها .

أعاد وضع الزجاجة على المنضدة أمامه يغطيها وهو يمسح وجهه وصدر قميصه من قطرات الماء محدقا فيها ومتسائلا في نفسه عن سبب وجودها أبكر من موعدها بربع ساعة ..
تقبض بقوة يمنع نفسه حتى من الخروج إليها أو التواجد في محيطها كما وعدها من قبل.

لكنها هي من تتواجد في محيطه الآن !..

كانت ترتدي بنطالا رماديا ملتصقا بجسدها بشكل تستحق عليه الضرب .. ورغم أن بلوزتها اليوم أطول من سابقاتها لكنها لا تزال – في عرفه - قصيرة .. وتأمل ذلك الحذاء الرياضي الأبيض الذي ترتديه ثم تسمرت عيناه تحدقان في تلك الكتب التي تحضنها بين ذراعيها .. فدبت الحرارة في جسده وخاطرة -ما - قد ضربت في رأسه ليشيح بوجهه للناحية الأخرى بسرعة وهو يدلك رقبته بحرج.

مسدت رؤى بكفها على ذراعها الأخر وهي تنتظر منه أي مبادرة من أي نوع لكن الدقائق مرت وهو ملتصق بالكشك.. فازداد غيظها لا تدري منه أم من نفسها لتقوم بتصنع العطس برقة متناهية ولحن رقيق :
" هاتشو !... هاتشو !"
رفع سيد حاجبا وحاول تفسير معنى هذا الصوت فعاد يتطلع في جانب وجهها ليجدها تحمل الكتب بذراع وتبعد منديلا عن أنفها .. فهرش في رأسه مغمغما في سره وابتسامة بلهاء تصر على البزوغ من زاوية شفتيه " عطسة هذه أم دغدغة أعصاب ! (واتسعت الابتسامة أكثر مضيفا بخفوت متهكم) تعطس كعَنْزة صغيرة ! "

تنهدت رؤى بصوت مسموع وادارت وجهها تختلس النظر إليه فأسرع سيد يطرق برأسه يدعي الانشغال لتعود وتنظر أمامها .. ثم كورت قبضتها أمام فمها تتصنع سعالا رقيقا منغما:
" كوووه! .. كوووه!"

عقد جيبنه مشفقا عليها من السعال .. فرفعت رؤى يدها تحركها أمام وجهها مغمغمة بصوت مسموع :
" أين أنتِ يا ياسمين؟ .. لمَ تأخرت يا فتاة؟ .. فالجو حار وأنا اشعر بالعطش الشديد"
بحرك لا إرادية اطبقت يده على الزجاجة الباردة أمامه لكنه عاد يوبخ نفسه يمنعها من أي مبادرة يبدو فيها سخيفا متلهفا ..
وهو كذلك ..بكل اسف .. وغمغم شاعرا بالغباء :
" أهي تشعر بالبرد .. أم بالحر؟!"

ازداد غيظ رؤى من تجاهله فقالت ببعض الحدة وهي تحرك مقلتيها ناحيته " حلقي جاف يا ياسمين! .. ألا يوجد ميني ماركت في محطة المترو لأبتاع زجاجة مياه !"

عادت يده لتطبق على الزجاجة وتعتصرها بقوة وقد أشفق قلبه على شعورها بالعطش..
لكن كرامته كانت لها الغلبة مرة أخرى مما جعل رؤى تفقد سيطرتها على أعصابها وتلقي بالكتب من بين ذراعيها بحركة عصبية هاتفة بحنق:

" الجو هنا بااااااارد ولا يطاق ! "

سقطة الكتب أرضا أصدرت صوتا عاليا جعل سيد يجفل ويهم بالتحرك نحو باب الكشك لكنه أوقف نفسه بصعوبة عنده وأغمض عينيه يحاول التماسك أمام أفعال تلك القصيرة المزعجة التي تتلذذ في عذابه .. فعاد بجسد متخشب نحو منصة البيع يدعي لا مبالاة تمزقه من الداخل ..

لكن رؤى نجحت في افقاده السيطرة على أعصابه في اللحظة التالية حين همت بالقيام بما يجن جنونه دوما ..
فحركت مقلتيها تسترق النظر نحوه وهي تشد طرف بلوزتها من الخلف لأسفل بحركة مهددة بأنها ستقوم بالإنحناء لرفع الكتب بالطريقة التي تستفزه .. فتقبض سيد بقوة يعض على شفته بغيظ .. لتنحني ببطء شديد معذِب ومدمِر لخلايا دماغه ثم توقفت فجأة عند رؤيتها لشاب يتقدم منها ويركع أمامها عند الكتب ليساعدها في لملمتها .. فعادت لتستقيم واقفة تحدق فيه بإجفال .

لم يستطع سيد التحمل وتصنع البرود لثانية أخرى خاصة وهو يجد ذلك الشاب ينحني أمامها فأسرع بالخروج من الكشك في نفس اللحظة التي صرخت رؤى في الشاب بغيظ "ماذا تفعل؟؟؟!""

رفع الشاب إليها وجهه يطالعها من خلف نظارته الطبية قائلا بابتسامة معجبة بلهاء " اساعدك في لملمة الكتب يا آنستي "
تخصرت وصاحت فيه بغل بعد أن أفسد عليها خطتها "ومن طلب منك المساعدة ؟!!.. من سمح لك بلمس كتبي ؟!!"

اتسعت عينا الشاب واستقام واقفا يناولها الكتب بارتباك شاعرا بالحرج .. فأخذتهم منه بخشونة .. في الوقت الذي لمحت عينا الشاب سيد الذي توقف للتو بجوار الكشك يحدجه بنظرة مخيفة مهددة جمدت الدم في عروقه فبلع ريقه وهو يتحرك خطوتين للخلف ثم حرك نظراته بينهما بتوجس قبل أن ثم يستدير مبتعدا .

اقتربت ياسمين تتابع الشاب المبتعد وتنظر باندهاش لرؤى وسيد الواقف على بعد خطوات منها فقالت " رؤى ! .. ماذا حدث ؟.. لمَ كنت تصرخين في هذا الشاب ؟!!.."
اختلست رؤى النظر بغل خلفها لسيد .. فأطرق الأخير برأسه يتصنع الانشغال بالهاتف في يديه .. لتستدير وتهتف بعصبية أجفلت صاحبتها " كله بسببك .. لماذا تأخرت؟! .. "

اتسعت عينا ياسمين وحاولت التحدث لكن رؤى أمسك بذراعها تكمل انفجارها وتقول وهي تسحبها مبتعدة " هيا .. هيا نبتعد من هنا .. فالناس أصبحوا كألواح الثلج !!.. بدون مروءة !.. بدون شهامة !.. بدون رحمة ! "

تحركت الفتاتين فشيعتهما نظرات سيد .. الذي لم يعرف إن كان سعيدا لأنه استطاع التحكم في نفسه وفي أعصابه ..
أم ..
حزينا لعدم استطاعته الاقتراب منها ومساعدتها.
لم يعرف هل يسعد لسعادة كرامته ..
أم يحزن مع حزن قلبه..

لكن لمحت عيناه شيئا لامعا على الأرض مكان وقفتها السابقة فاقترب ومال يلتقط دلاية كبيرة الحجم نسبيا على شكل حرف (r ) مطعمة بفصوص لامعة شفافة ووردية وقد لاحظها من قبل تعلقها دوما في يد حقيبتها .. فهم بأن ينادي عليها لكنه تراجع ونظر للدلاية بتأمل .. قبل أن يضم يده عليها بحرص شديد وكأنه يضم صاحبتها .


يتبع

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 10:05 PM   #349

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

لندن
نظر فهد لساعته بقلق وهو يحاول الاتصال للمرة التي فقد عدها بآسر ...ويكاد يفقد أعصابه وهو يرى أعضاء مجلس الإدارة على وشك اكتمال نصاب عددهم.
أين اختفى آسر !! ...
احتقن وجهه غيظا وعيناه تلتقي بعيني تلك الحية التي تناظره بسخرية وتقول له هازئة وهي تمر بجواره :
"مرحبا سيد الفيصل ..أم أقول السلام ألايكم ( قالتها بعربية ركيكة ) كما تقولون بلغتكم؟ ..."
قالتها واطلقت ضحكة ماجنة هازئة قبل أن تضيف باستهانة وهي تدير عينيها بالمكان:
"وأين آسر؟ ...لا تقول بأنه قد استسلم وأدرك أخيرا بأنه خاسر لا محالة"

رفع لها عينين محتقرتين وهو يقول بكبرياء هو جزء من تكوينه:
"نحن لا نهزم أبدا ...قد نخسر معركة ...لكن الحرب كر وفر ...فلا تفرحي وتغتري كثيرا ...وآسر سيصل قريبا "
ناظرته بغرور وردت بغيظ لم تستطع مداراته :
"مغرور كصاحبك ...لكن لا بأس ...فأنا لا أحب النصر السهل ( والتفتت للمتجمعين حول طاولة الاجتماعات قائلة) لنبدأ أيها السادة ...فالعدد القانوني لإدارة الاجتماع مكتمل ...( ونظر بسخرية ناحية فهد وهو يسحب كرسيه ويجلس مقطبا بقلق بينما كانت السكرتيرة تضع أمامه ملف بنود الاجتماع واكملت ) ومن لم يحترم موعد الاجتماع فيعتبر صوته لاغيا كالعادة ...وأول بند على جدول أعمالنا هو التصويت بافتتاح صالات لعب القمار بكافة فروع السلسلة ...وستكون تحت إشراف مباشر لسلسلة ديابلو التي يديرها السيد دياموند فرانكو ...وطبعا هو غني عن التعريف "

" بالتأكيد غني عن التعريف.. فهل هناك من يجهل رجل المهام الصعبة بالمافيا !!"

صوت آسر الساخر قاطعها وهو يدخل القاعة بكل برود يحمل بين يديه ملفا ويسحب كرسيا بجوار فهد الذي بان الارتياح جليا على وجهه ودمدم هامسا من بين أسنانه:
"أين كنت يا رجل؟؟!!! "

رد عليه آسر بغمزة عين ...وهو يعتدل ناظرا لتلك المتحفزة أمامه بغيظ والتي قالت بحدة:
"هذا اتهام خطير سيد آسر ولا يوجد عليه دليل ...السيد فرانكو رجل أعمال محترم ولو كان هناك أي شبهات عليه لما تركته الشرطة"

انطلقت ضحكات آسر مجلجلة بسخرية ثم قال لها هازئا :
"عزيزتي ...أتحاولين إقناعي أم إقناعهم (مشيرا للجالسين حوله ثم اختفي اثر الهزل عن وجهه واعتدل جالسا يقول بصرامة ) مارجريت جميع الحضور بالقاعة يعرفون الحقيقة ويعرفون من هو فرانكو وما هو هدفه ...فلنجعل الحوار مكشوفا ودعك من الكلمات والألاعيب المنمقة بلا طائل "

تصلبت مارجريت في مكانها ورفعت له عينين ممتلئتين حنقا وهتفت بصرامة مماثلة :
"حسنا آسر ...نحن لا يهمنا إلا الوقائع والأرقام ...والتي تقول بأنه رجل أعمال نظيف السجل ويعمل في السوق الأمريكي .. قدم لنا عرضا لا يرفض لفتح مجال جديد داخل فنادقنا سيزيد من أرباحها ونسب الجذب لها بصورة كبرى ستضاعف من أرباحنا عدة مرات في فترات قصيرة"

ضرب فهد على المنضدة أمامه وهو يقول باستنكار رافض:
"أنا أرفض تماما ...عندما وافقت على الدخول كشريك في هذه السلسلة ..كان عدم وجود صالات قمار من أحد شروطي ...وقد وافق وقتها مجلس الإدارة"
قارعته مارجريت ساخرة:
"يومها أخذت تهزي عن كون القمار محرم بديانتك ولن تشارك بعمل فيه تلك المخالفة الدينية ...حقا أنت تذهلني سيد فهد ...دينك يحرم أيضا الخمر ... الملابس العارية ...العلاقات المفتوحة .. صالات الرقص (الديسكو) وكلها موجودة بفنادقنا .. فحمامات سبحاتنا مليئة بمن لا يرتدى حتى مايوها كاملا ...الغرف ممتلئة بالعشاق ...فنادقنا تمتاز بتقديم أجود أنواع الخمور ألا ترى أن هذا يعد نفاقا من جانبك ...وتناقض !!"

لم يتح آسر لفهد فرصة الرد وإنما ضرب بالملف بيده على الطاولة قائلا :
"لسنا هنا لمناقشات دينية ...ولا حتى للخوض بما مضى ...أنا أيضا ارفض إنشاء مثل تلك الصالات بسلسلة فنادقنا ...ولأسباب ليست دينية عزيزتي( أضافها وهو ينظر إلى عينيها ساخرا... ثم عاد ينظر للأخرين قائلا ) ولن أكررها فجميعكم يعلمها جيدا "

رفعت مارجريت رأسها تقول بتحدي :
"إذا لنطرح الأمر للتصويت وستكون بالموافقة بحسب نسبة أسهم المصوتين ( ورفعت يدها تضيف ) أنا باعتباري صاحبة النسبة الأكبر بين الحضور أصوت بالموافقة ..."

تلاها برفع أيديهم أغلب المتواجدين على الطاولة ما عدا فهد وآسر واثنين آخرين كان التردد واضحا بمقليهما ..فنظرت لهما شذرا ليبدأ احدهما برفع يد مترددة وهو ينظر لها بارتباك بينما يربع الثاني يديه دون استجابة فابتسمت مارجريت بسعادة وعادت تنظر لآسر بنظرة ساخرة وهي تقول بنبرة انتصار رنانة:
"إذا سيتم إقرار الأمر فحتى لو صوت ثلاثتكم معا ضده ستظل نسبتنا الأكبر فنحن مجتمعين نملك ستة وأربعون بالمائة من الأسهم، بينما انتم تملكون فقط اثنان وأربعون بالمائة ..وعلى ذلك يكون….."

"وعلى ذلك يكون القرار بالرفض بما أننا نملك حق التصويت عن نسبة ثمانية وأربعون بالمائة من الأسهم ...أي بما يزيد عن نسبتك باثنين بالمائة "
قالها آسر بتشفي وهو ينظر للجالسة أمامه فاغرة فمها بذهول قبل أن تصرخ بعدم تصديق:
" مستحيل!! ..لا أصدق!! ..كيف حدث هذا؟!!.. من باعك اسهمه؟؟؟؟"

رد عليها آسر متشفيا وهو يلقى الملف الذي كان موضوعا أمامه ناحيتها:
"بل صدقي عزيزتي "

شحب وجهها بشدة وهو يضيف :
" لقد اشتريت أسهم جوناس "

صرخت مارجريت باعتراض رافض:
"مستحيييييل ...جوناس لن يفعلها أبدا ...هو رفض تماما البيع ...كما أنه في جميع الأحوال كان سيصوت معي"

صدر صوتا هازئا من حنجرة آسر وهو يقول :
"بإمكانك التأكد منه مارجريت ...أتريدين هاتفي لتحادثيه؟ ..ألم تلاحظي عدم تواجده اليوم ... ( واعاد كرسيه للخلف وهو يدير وجهه في أعين الحاضرين قائلا بحسم ) صورة من أوراق نقل الملكية ...أمامكم بالملف لمن يريد الاضطلاع عليها ...أعتقد أن هذا الاجتماع انتهى يا سادة ...فغرضه الأساسي تم رفضه "

وتحرك مغادرا ..يرفع رأسه بغرور وكبرياء فلحق به فهد السعيد بغير تصديق تاركين خلفهما امرأة لوّن الغضب والحقد ملامحها وهي تتوعد كلاهما...

على مقربة من المصعد جذبه فهد مديرا إياه وهو يلهث من إسراعه خلفه وقال بلهفة :
"توقف آسر لمَ تسرع هكذا يا رجل!!"

رد عليه آسر بزفرة محتقنة:
" أشعر بالاختناق هنا يا فهد ...أريد الخروج من هذا المكان "

كان المصعد قد وصل فاستقلاه .. ليلتفت فهد ناحيته وهو يمسكه من عضده قائلا بفضول:
"اخبرني كيف فعلتها يا رجل ...كلانا يعلم أن جوناس كلب مارجريت المطيع ...كما أنه متشبث بأسهمه ...كيف جعلته يبيعها ولك بالذات دونا عنها"
التوى فم آسر بقرف وهو يقول بضيق:
"استخدمت اسلوبا لم أتخيل أني قد أستخدمه.. الابتزاز.. لم اتمنى أن انحدر لهذا المستوى أبدا ...لكنهم لم يدعوا لي طريقا أخر لأسلكه"

ضرب بكفه حائط المصعد خلفه في نفس اللحظة التي وصل بها للطابق الأرضي وبدأت أبوابه تفتح مما اجفل المنتظرين أمامه ...ليخرج من جوارهم بسرعة كما لو كانت تلحقه الشياطين ...

لحق به فهد مناديا حتى أمسكه أمام الباب وهو يسأله بحيرة وقلق:
"انتظر آسر وافهمني معنى ما تقول أى ابتزاز هذا؟؟!! "

اغمض أسر عينيه رافعا وجهه يستجدي ضوءا باهتا من شمس خجول تتوارى خلف السحب فلا تنشر دفئا ...
آه.. ما اشد احتياجه لحظتها لشعاع دفئ يغمر برودة روحه ...

ليهمس بضيق لمن يقف بجواره يقتله الفضول:
"عرفت سرا عن حياة جوناس الخاصة... سر من الممكن أن يدمر أسرته إن عرفت به زوجته.. وخاصة وانت تعرف من هي وابنة من ..في الحقيقة كنت أعرفه من فترة طويلة ...و لم اتخيل أن استخدمه يوما ضده ...لكن ...( وصمت للحظات قبل أن يضيف من بين أسنانه ) ...اللعنة على مارجريت وفرانكو ومن معهما ...لقد دفعوني لاستخدم أساليبهم الحقيرة التي تشعرني بالاشمئزاز ( لينفض كف صديقه عن كتفه ويبدأ بالابتعاد متجها لسيارته وهو يقول للحائر خلف) انتبه جيدا يا فهد... فهم لن يصمتوا أو يمرروها لنا......سأذهب بزيارة تفقدية لفندق ميامي بعد أسبوع ...وبعدها لفندق الدار البيضاء فهناك بعض المشكلات بهما ...وبعدها سأذهب برحلة قصيرة للقاهرة للاستجمام وزيارة فندقنا هناك ومتابعة العمل به ...سأكون هناك بغضون اسبوعين ...فهناك التزام عائلي ارغب في حضوره ...( وأضاف لنفسه هامسا )
وفتاة بعينين محيرتين تغزوان صحوي ونومي وآن الأوان للقائها ومحاولة تحديد مشاعري ناحيتها بالضبط.

نهاية الفصل الحادي عشر


Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 10:14 PM   #350

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 52x( الأعضاء 12 والزوار 40)‏**منى لطيفي (نصر الدين )***, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏نور علي عبد, ‏منال سلامة, ‏همهمات صاخبة, ‏سوووما العسولة, ‏حور يوسف, ‏وفيقة2003, ‏Ghufrank, ‏soha, ‏ام توتا

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.