آخر 10 مشاركات
97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          515 - نهاية الشك - روزالي أش - قلوب عبير دار النحاس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] المشاكسه والمستبد، بقلم / نورا نبيل"مصريه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-19, 10:07 PM   #391

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rania nabile مشاهدة المشاركة
اول مرة اكتب الرد هنا 😀مش متاكده الكاتبه بتتابع الردود هنا و لا في صفحات الفيس
علي العموم
ام سمير من وجهه نظري شايفه ابنها ما حصلش و طبعا عاوزة له احسن حاجه
مش باخد صفها و لا بابرر لها
بس هي زي اي ام مصريه شايفه ابنها ما حصلش
يمكن بس لو فكرت شويه تعرف انها غلطانه بس الحقيقه انا مش بالومها علي طريقه تفكيرها و مش مستغرباه منها

الشخصيه اللي عاجباني بجد سمير
حقيقي و الله
اولا مجتهد
ثانيا مش حاساه اناني بدليل توضيبه لبيت اهله
ثالثا بيعرف يظبط ام سمير يرضيها و ياكل بعقلها حلاوة و ما يزعلهاش
رابعا مش بخيل و عنده استعداد يمشي المراكب
يا جماعه ده عامل دريسنج رووم و مروق الشقه 😃
يمكن مادي بس لحد دلوقتي مش لدرجه وحشه
يلا كل مرة اتحفكوا بتعليق علي شخصيه في الروايه 😎

أكيد بتابع هنا يا قمر ...معلش يا روني ممكن اتاخر شوية بالرد بس لازم برد وعمرى ما تجاهلت الرد على قارئاتي الغاليات
واخيرا حد انصف سمير بس انا خايفة يتم اغتيالك ...حتشوفي حكمك عليه حيكون ازاي مستقبلا وحستنى رايك دائما


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:10 PM   #392

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

بعد مرور أسبوعين
الحارة شقة شحاته العسال
الخميس صبيحة حفل خطبة سما وسمير


دخل ينهت وهو يناول أمه أكياس المشتريات التي طلبتها قائلا بنزق :
"أمي أرجو أن يكون هذا آخر ما تطلبيه فقد تعبت .. ألا توجد نهاية لكل هذه الطلبات ؟! "

أشاحت والدته بيدها ودمدمت بسخط وهي تسرع للمطبخ لتناول شقيقتها وبعض سيدات الحارة اللاتي حضرن مبكرا لمساعدتها باقي الأكياس .. ثم خرجت مسرعة تنادي على سما التي خرجت من حجرتها مرتدية بنطالا باهتا من الجينز وبلوزة زرقاء قاتمة تصل لركبتها .. أما شعرها فكان لا يزال رطبا بعد حمامها المبكر الذي أجبرتها أمها عليه وملفوفا على شكل كعكة يحيطها ماسكة شعر قماشية تلفه باستك ويكاد أن ينقطع من قوة المسكة.

كانت صامتة .. ووجهها شاحب متجهم مما أفقد سيد أعصابه و قدرته على الصمت أكثر .. لقد راقب حالتها بصبر طوال الفترة الماضية .. في انتظار أن تحضر له ..أن تخبره عن رفضها لتلك الخطبة ...أو حتى تبرر له حالتها الغريبة تلك ...فهذه ليست حالة عروس أبدا .

ليقاطع أوامر والدته لها بأن تستعد للذهاب لمركز التجميل الذي حجزت لها همس ابنة خالتها فيه موعدا كهدية منها والتي ستصحبها إليه .. و شدها من يدها فجأة ثم تحرك نحو حجرتها .. لكنه حين حاول إغلاق الباب تفاجأ بإصرار والدته على اللحاق بهما والدخول .. فزفر سيد بضيق واغلق الباب بعد دخولها ثم وقف أمام أخته متخصرا وسألها صراحة:

"سما .. سأسألك مرة أخيرة .. هل أنت موافقة ومقتنعة بسمير؟"
طالعته بصمت وجمود أثارا غيظه فهدر فيها:
"كفي عن صمتك المغيظ هذا يا سما وأجيبيني بوضوح ...إن لم تكوني موافقة أو مستريحة أخبريني لأنهي كل شيء الآن"
شهقة والدته وهي تضرب على صدرها ثم قالت باستنكار رافض :
"ما الذي تقوله يا سيد ؟!!! .. أجننت !! .. اليوم حفل الخطبة .. وقد تم دعوة كل الناس .. وعمال الفِراشة ينصبون الصوان ويضعون الأضواء على سطح البيت الآن ...أتريد أن تفضحنا أمام الناس! "
استدار لأمه قائلا بتصميم:
"كل هذا لا يهمني ...الناس لن تعيش معها إن كانت غير مستريحة ...فلتخبرني الآن حالا إن كانت لا تريده"
قاطعته أمه ناهرة بغضب :
"وهل كنا أجبرناها على الخطبة ! .. هي وافقت ...والعريس اشترى الشبكة بالفعل ... ثم هل سمير عريس يرفض !...إن كل نساء وفتيات الحارة يحسدنها على حظها ...هذا بالإضافة لأن أختك لم تعد صغيرة .. كل الفتيات اللاتي في سنها قد تزوجن بل وأنجبن أيضا أتريدها أن تعنس بجوارنا ...ماذا جرى لك يا سيد؟!!"
انتفض سيد قائلا بغضب وهو يسحب يد أخته الصامتة بجمود مستفز ليوقفها مواجهة له :
"الذي حدث يا أمي أني غير مستريح لهذه الزيجة ...سمير أمه متسلطة ومتكبرة ومتحكمة ، وانت بنفسك رأيت ما حدث يوم الاتفاق ، ويوم شراء الشبكة وكيف كانت هي من تنتقى وتتحكم وتحاول التلاعب في الاتفاق على السعر والوزن وابنها لم ينطق وانما اكتفى بابتسامته المستفزة ومهادناته المتلاعبة... كما إنني اشعر بأن سما ليست سعيدة انظري إليها .. إنها منذ أن وافقت على الخطبة وهي أشبه بالإنسان الآلي المسير ...منذ متى كانت سما الصاخبة المرحة بهذا الصمت والجمود ؟...منذ متى كانت بهذا الاستسلام ؟...انظري لها واخبريني أن هذه أختي ...هل هذا شكل فتاة سعيدة بخطبتها "

تجاهل نظرات أمه الرافضة واستدار نحو سما يمسك بكتفيها ويهزها كأنه يحاول نفض صمتها المغيظ عنها وهو يصرخ :
" انطقي ...كفي عن جمودك وصمتك واخبريني واقسم بالله لن اهتم بشيء وسأنهي الأمر حالا لو كنت قد ندمت على الموافقة وترغبين بالتراجع فقط تحدثي "

أغمضت سما عينيها وجسدها يرتج بين يديه فسالت دمعة حارة كانت تحبسها بين جفنيها بينما شهقات أمها وكلماتها الغاضبة تعلو بجوارهما ...

ها هي لحظة الخلاص يا سما ..
لحظة التراجع ..
اقتنصيها ..
قولي لقد أخطأت بالقبول ..
سيد يعطيك الضوء الأخضر ..

سيد على حق .. لقد كانت كالإنسان الآلي لحظة أن أعطت قرارها بالقبول ...كانت قد قررت أن تنسى هوى قلبها وتسير مع التيار .. تعيش واقعها وتكف عن أحلامها المستحيلة ...لكنها منذ يومين وهي تشعر بالاختناق ... تشعر بأنها على وشك ارتكاب أكبر خطأ في حياتها ...

سحبت نفسا عميقا وفتحت عينيها تواجه نظرات أخيها المشجعة لها على التحدث وحاولت بقوة عدم السماح لاعتراضات أمها التي بدأت تعلو لإيقافها .

" لا أريد الزواج من سمير "
فتحت سما فمها تهم بأن تقولها وتعلن رفضها .. لكن صرخة مكتومة من أمها وهي تهوي على الأرض مولولة سبقتها .. فانخلع قلبها خوفا عليها..
بينما ترك سيد أخته وانحنى إلى أمه بسرعة جزعا يحاول إيقافها على قدميها لكن الأخرى انهارت باكية تقول من بين شهقاتها وولولاتها :
"حرام عليكم ...ستميتوني قهرا ...ماذا تريدون أن تفعلوا بي يا أبناء بطني ؟..."

قال سيد بلهجة متألمة على حالة أمه :
" انهضي يا أمي بالله عليك لا تزيدي من عذابي "

رفعت إليه وجهها المغرق بالدموع تقول له بعدم استيعاب " كيف تفكرون بإلغاء الخطبة !!...إن الناس ستأكل وجوهنا ..أختك سمعتها ستدمر يا سيد ...سيقولون هو من تركها ... بل سيزيدون و من الممكن أن يتهموها بشرفها ... "

هم سيد بقول شيء ما لإقناع والدته لكنها ضربت فوق رأسها بكفيها عدة مرات تقول مولولة وهي تسقط نظراتها للأرض " ووالدك سيستغل الأمر يا سيد "
عقد سيد حاجبيه بتساؤل لترفع له عينين ممتلئتين دمعا وقهرا وتضيف:
"بالأمس سمعته يحدث شخصا ما على الهاتف ...يخبره أن سما (للأسف ) خِطبتها اليوم ولولا أنها خُطبت لكان زوجها له ...سمعته يعده أنه لو حدث ما يعيق الزواج أو فشلت الخطبة ستكون من نصيبه ...وعندما سألته بعدها عن الأمر أخبرني بغضب أن أختك ضاع عليها عريس لا يعوض ...( وحركت ناظريها بينه وبين سما التي تطالعها بذهول وترقب ودموع إحباط متجمدة في مقلتيها وأضافت ) أتعرفان من هو العريس الذي لا يعوض الذي يقسم أبيكما بأن أختك ستكون له لو انتهت خطبتها ؟!!...المعلم عدلي السمكري ...( وضربت على فخذيها تكمل بلهجة مولولة ) ذاك الرجل الذي تخطى الخمسين ...لقد ترمل من فترة قريبة...ولديه جيش من الأبناء ...لكن طبعا هذا لا يهم أبيك ...المهم أنه غني ...وصاحب محلات ولديه بدلا من العمارة اثنان وثلاثة ويبدو انه قد وعد والدك بالكثير ...لو فعلتماها لن يوقف أبيك شيء بالعكس بسمعة أختك التي ستتشوه وتسوء ستعطيه كل المبررات اللازمة لإجبارها ...( ورفعت سبابتها لسيد محذرة ) وهذه المرة لن تقدر على ضرب العريس أو تخويفه كسابقيه ...فأبنائه ورجاله وصبيانه كُثر وسيقتلوك قبل حتى أن تمسه ...ووالدك سيطردك للأبد ..."

لمع الغضب في عيني سيد وهدر قائلا بتحدي:
"لن يجبر سما أحد يا أمي .. وسأفعل معه ما فعلته مع ..."

"سيد أنا موافقة على سمير"

قالتها سما تقاطع حديثه وتوقفه قبل أن يتهور ويجن جنونه وأكملت بلهجة ميتة وعيناها معلقتان بعيني أمها الباكيتين:
"أمي كلامها صحيح ...الرفض سيشوه سمعتي ...وأيضا ...سمير شاب جيد ( وأضافت بسخرية مريرة ) أتحسبني مجنونة لأضيّع فرصة مثله من يديّ !..."
ارتعشت مقلتي سيد بذهول فاقتربت منه وربتت على صدره رغم تحاشيها النظر في عينيه ثم مالت لتمد يدها لتسحب أمها التي استقامت واقفة تمسح دموعها وتطالعها براحة فربتت سما على صدرها وقبلت رأسها وهي تضيف بابتسامة وجدت صعوبة في رسمها :
"لا تخشي شيئا أمي ...ولا تقلق عليّ أخي ...إنه فقط توتر وقلق أي عروس ...أنا سأكون بخير ...أنا آآآ "

ضربات على باب الغرفة أنقذتها من محاولتها الفاشلة لإقناع أخيها المتجهم بأنها بخير تلاها دخول صاخب لهمس وريهام وهما تطلقان الزغاريد وتحملان بين أيديهن أكياس ممتلئة وهمس تغني بمزاح:
"يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ...هيا يا عروس ليس لدينا وقت ....ريهام أحضرت لك هدية الخطبة ثوبا رائعا ساعدتها في اختياره ...وإياك أن تحاولي الاعتراض كعادتك "

سحبتاها من يدها وهما تلقيان السلام والتهنئة على سيد وتحتضنان أمه دون انتباه لما يعتريهم ثم قالت همس لسما :
"هيا يا بنت لمَ هذا التسمر .. أعدي نفسك بسرعة لنذهب لمركز التجميل ... ( والتفت لسيد تقول مستدركة ) سامح يبحث عنك "

تحكمت سما بصعوبة فيما تشعر به وغمغمت بهدوء واستسلام للأقدار :
"سأرتدي حجابي وأصحبكما "

تحركت خطوتين ليناديها سيد .. فالتفتت له تقول بلهجة حاسمة :
"أذهب أخي وأكمل تجهيزات الخطبة ...( ورسمت ابتسامة ميتة على وجهها وهي تضيف بمزاح مفتعل) أنا اليوم سأدلل نفسي بمركز تجميل عالمي حجزته لي ابنة خالتك التي أصبحت من سكان القصور ، وصديقتنا التي سبقتها للدخول لعالم الأثرياء "

نهرتاها كلتاهما بمزاح متهمين إياها بحسدهما فاستجاب سيد مرغما ليد أمه التي تجذبه لخارج الحجرة ولنداء سامح الذي دخل الشقة يتبعه عوض بعدما أصر الأخير على عدم الذهاب لعمله اليوم ليساعده .

في الصالة تطلع سيد فيهما بعينين جاحظتين وهما يحملان كراتينا وعلبا ممتلئة بالفاكهة و أصناف من الحلوى فناظر سامح بلوم وحرج ...ليرفع له الأخير حاجبه قائلا بغيظ وبلهجة تحذيرية :
"وفر اعتراضاتك يا ابن خالتي ...اليوم خطبة ابنة خالتي الوحيدة وهي في مقام همس عندي ...وسأهديها وأدللها كما أريد ولن اسمح لك بالتفوه بحرف ...وهيا تحرك لتحمل باقي الأشياء من السيارة المركونة عند أول الحارة..."

تكلم سيد ذاهلا ومستنكرا:
"الباقي؟؟!! ...وهل بعد كل هذا لا يزال هناك بقية!!"

انطلقت ضحكات سامح مجلجلة ثم قال" ماذا يا رجل وهل هذا شيء يليق بمقام سما ... هيا اذهب ما زال هناك العصائر ...آه واخبر خالتي أن أكرم تعاقد عبر النت مع محل ( .....) للمشويات سيحضر في المساء عشاء كاملا للاحتفال بالعريس وأهله...فأخبر خالتي حتى لا تقوم بعمل شيء ..."

رغم شعوره بعض الضيق والكثير من الحرج زفر سيد براحة حامدا الله في سره ومعترفا بأن أسرة خالته قد رفعوا عنه الكثير من الأعباء بهداياهم التي لا يعرف حتى الآن كيف سيردها يوما ...

رجت زغرودة مجلجلة تنطلق من باب الشقة المفتوح المكان تبعها دخول صباح حاملة صندوقا من زجاجات المشروب الغازي على رأسها وهي تطلق المزيد من الزغاريد وتقول من بين لهاث أنفاسها :
"ألف مبروك للست سما يا أستاذ سيد...هدية مني على قد الحال "
شعر سيد بالضيق وهو ينظر لصباح التي كلفت نفسها وهو اعلم بظروفها ليقول لها عاتبا :
"لمَ كلفت نفسك يا صباح ...لم يكن هناك داعي ..أعيديها لمن اشتريتها منه واستردي نقودك فوالله لقد امتلأت الشقة بما يفيض عن حاجتنا .. انظري"

قالها مشيرا لركن جانبي تراصت عليه الصناديق الممتلئة بالمشروبات الغازية والتي جاءت جميعها كهدايا من الجيران...فدمعت عيني صباح وقالت بانكسار بصوتها الجهوري :
"هل ترد هديتي يا أستاذ! ...ألأننا فقراء تستكثر علينا أن نشارككم ونهديكم !..."

نكزه سامح بغيظ وتدخل قائلا بمهادنة وبسمة مازحة وهو يقترب منها :
"بالطبع سيد لا يقصد ...وهل هناك من يرفض هدية من جارة حلوة مثلك "...
كاد يرفع يديه لأخذ الصندوق من فوق رأسها قبل أن يتفاجأ بدفعة وصوت خشن غاضب يقول بحدة :
"عنك أنت يا بشمهندس"
تراجع سامح بجذعه للخلف وهو يراقب بعينين متسعتين وحاجب مرفوع عوض الذي أصبح في لمح البصر يقف بينهما فتراجع للخلف ليقف بجوار سيد بينما قال عوض لصباح بخفوت :
"سلمت يدك ورأسك يا ست الصبايا ..عنك أنت "

هذه المرة ارتفع حاجبا سيد وسامح معا وهما يسمعان صوت صباح الصادح ينخفض لهمس مغناج وهي ترد على عوض الذي أخذ الصندوق من فوق رأسها :
"تسلم وتعيش يا سي عوض ...عقبالك عن قريب "

حرك سيد وسامح رأسيهما لتميل ناحية اليمين قليلا وهما يتابعان المشهد بينما رد عوض بهمس حار : "ادعي لي يا ست الصبايا أن يرزقني الله من ببالي وأن يقرب البعيد .. وأن أنال الرضا والقبول "

حرك سيد وسامح رأسيهما للناحية الأخرى في نفس اللحظة عندما أطرقت صباح بخجل وردت وهي ترفع طارف وشاحها لجانب فمها تقول :
"ربنا يسعد قلبك ويريح بالك وينولك ما تتمنى قادر يا كريم ...ربنا يعلم كم أدعو لك من قلبي ...وهل هناك من هو مثلك بين الرجال ! ( وتنهدت واحمّر وجهها وهي تضيف بتمني ) يا بختها من ستكون من نصيبك "
نظر سيد وسامح لبعضهما ذاهلان ثم عادا ليحدقان فيهما بحاجبين معقودين وهما يسمعان عوض يرد عليها بحرقة عاشق :
" بل يا بختي أنا لو كانت من نصيبي .. ربنا يستجيب يا رب ويقرب البعيد ...متى يا رب ستكتب لي قرب أجمل الصبايا أم قلب (وِرْوِرْ) كخضارها "

غمغم سيد بخفوت ممتعض " هل نحضر لهما شجرة وكوبين من عصير الليمون أم ماذا ؟!!"
كتم سامح ضحكته بصعوبة بينما تدخل سيد شاعرا بأن الأمر قد زاد عن الحد فقال بصوت عال :
"عوض ...يدك تعبت يا حبيبي من حمل الصندوق ...ضعه على الأرض "

أفاق كلا منهما فشهقت صباح بحرج ما أن وعت لمكانها والواقفين معها فتحركت بسرعة مغادرة حتى كادت تصطدم بوالد سيد الذي دخل بوجه متجهم ونظر لها وهي تجرى على السلم كظبية صغيرة هاربة سائلا بتعجب :
"أليست تلك صباح ..مالها تجرى هكذا! "

بعد دقائق نزل سيد درجات السلم شاردا و مطرقا برأسه ينظر في دلاية على شكل حرف r والتي يحتفظ بها في جيبه وتساءل في سره ..
هل ستحضر مع أسرتها الليلة؟
لقد دعا والدها للخطبة ...لكن هل ستحضر معه ؟.. وماذا لو حضرت؟ ...
كيف سترى حارتهم؟ ...
هل ستنظر للمكان بنفور وتعالي؟ ...

يمزقه شعوران ..
شعور بعدم رغبته في مجيئها حتى لا يرى نظرة نفور وتعال في عينيها ستذبحه .

وشعور آخر ..
شعور متلهف .. مشتاق .. تواق لاختلاس قليلا من الوقت للتواجد معها في نفس المكان .. بصخبها الحلو .. .. المزعج .. والفاتح للشهية .. الذي ينسيه مُر وصعوبة الأيام ..

أخرجه سامح من شروده حينما قال مناديا عليه من أعلى السلم وهو يقذف له بمفتاح السيارة قائلا :
"التقط يا أبو السيد ...ولا تتأخر بالأسفل ورائنا عشرات الأشياء لننجزها يا رجل "...
أسرع بوضع الدلاية في جيبه قبل أن يلتقط المفاتيح من أعلى وينفض عنه أفكاره التي لا يملك رفاهية الإجابة عنها .

**********

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:12 PM   #393

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة

أخذت تتهرب من عينيه طوال المحاضرة ...لا تنكر بأنها لم تعد ترفض استقبال نظرات الإعجاب منه أو تنفر من الفكرة ...بل أصبحت تتهرب خجلا وحياء...
لقد بدأ يتسلل إليها ...وبدأت هي تعطى نفسها حق الحلم والتمني...وخاصة مع تشجيع رؤى المستمر لها ...والتي لا تكف عن نغزها حتى كادت تسبب الكدمات لجنبها طوال المحاضرة كلما نظر عمرو إليها...
أطرقت برأسها وتذكرت حديثها معه قبل أسبوعين عندما أخبرته بصوت متلعثم وحرج كاد أن يذيبها بأنها لا تستطيع مفاتحة أهلها حاليا حتى تنتهى حفلة زفاف شقيقتها وأيضا اختباراتها التي تبقى لها شهر واحد ...فأيدها عمرو متفقا معها على أن يحضر هو وأسرته بمجرد انتهاء الاختبارات ...و بأن الأمر هكذا أفضل تجنبا للحرج لأنه يدرس لها هذا التيرم ...وحتى لا يكون هناك تضارب مصالح لو اشتكى عليهما أحد بعد إتمام الخطبة ...

أحمر وجهها وهي تتذكر كيف كان يتحدث بثقة مطلقة كما لو أن موافقتها وأسرتها أمر مفروغ منه ...لكنها عادت تزفر بقلق وهي تفكر أن المشكلة لن تكون في موافقتهم لكن في موافقته هو وأسرته ... هي لم تصارحه حتى الآن ... كانت تنوي إخباره بالأمر لولا دخول زميل له للمكتب جعل أي حديث خاص مستحيل ...وبعدها لم تنفرد به ...ولتكن أكثر إنصافا مع نفسها ...هي أيضا لم تحاول بجدية ...لقد فقدت شجاعتها ...رغم أن رؤى تخبرها أن الأمر عاديا ولا شيء فيه ومن الممكن إخباره في أي وقت حتى لو كان يوم تقدمه لخطبتها ...لكنها تشعر بالرعب .. لأن قلبها بدأ يميل لفكرة إمكانية الارتباط .. وبدأت تحلم بحقها في السعادة ...وتتخيل دبلته تزين بنصرها ...ويدها مشبوكة في يده تتباهى به أمام الجميع ...تتخيل أن لها بيتا ..وأطفالا يخصونها...
أطفال !!.
ابتأست ملامحها ما أن وصل تفكيرها للأطفال .. وسألت نفسها للمرة التي فقدت عدها ...
هل تجرؤ ؟؟...
هل يمكن أن تحضر لهذا العالم أطفالا قد يكونوا مصابين مثلها بالمرض ...ويعانوا ما عانته هي!!

لكنها أسرعت بإخبار نفسها بأنها لن تكون كأمها ...لن تجرح أبنائها أو تشعرهم بالنقص أو تسمح لمخلوق بالتنمر عليهم ...ولكن ماذا عنه هو؟..
هل سيقبل بالأمر؟ ...وماذا عن المجتمع الذي يعيشون فيه ؟...كيف ستمنع عن ابنائها الأذى؟!.

زفرت بقلق وعقلها لا يكف عن مقارعتها ...وقلبها يحثها على أن تفك قيده لينطلق ... إلى متى هذه الحيرة يا الله !...

أفاقت على طرقة خفيفة بالقلم على المنضدة الطولية التي تستند عليها بكوعها في المدرج حيث كانت تجلس هي ورؤى بالصف الأول ...فرفعت عينيها لتجد عمرو ينظر إليها بنظرة عابثة من خلف إطار نظارته وهو يقول لها بجدية مصطنعة :
"ماذا كنا نقول يا آنسة ياسمين؟! "

رمشت بعينيها الزرقاوين عدة مرات بحرج وتلجلج لسانها وهي تقول:
"آسفة ...دكتور ...أنا ...كنت ...شاردة ...ولم انتبه"

هل غمز لها حقا ؟!...
احتقن وجهها وهي غير متأكدة إن كان بالفعل قد غمز بعينه اليمنى غمزة سريعة وهو يقول بصوت بدى صارما:
" ترى ما الذي يأخذ عقلك يا آنسة ...على كلٍ أيا كان فأرجو أن تنسيه مؤقتا ...(وضغط على كلمة (مؤقتا) ثم أضاف ) حتى ننهي المحاضرة .. وبعدها اشردي كما تريدين "
كانت تسمع الضحكات المكتومة حولها فأطرقت بحرج وهي تهز رأسها قبل أن يعود هو للتحرك مكملا شرحه فأسرعت بضرب رؤى بكوعها بقوة وهي تسمع صوت ضحكاتها المكتومة ...فتأوهت الأخيرة وعادت تنظر للمحاضر وهي تدلك مكان ضربتها .

إنها سعيدة .. سعيدة جدا من أجل صديقتها ...وتتمنى أن يكون عمرو هو العوض لها عما مرت به ...فما قصته عليها عن معاناتها طوال حياتها أذهلها حقا بل وأغضبها .. ما هذا التخلف ؟.. فما تعرضت له من تجريح لأمر لا يد لها فيه كان يفوق الاحتمال...

بعد قليل مالت عليها ياسمين تسألها " ستحضرين الليلة أليس كذلك؟ "
عينا عمرو التي ناظرتهما بصرامة من بعيد لم تعطي فرصة لرؤى للرد بل صمتا بحرج ولاح الاحباط على وجه رؤى وهي تتذكر ما علمته الليلة الماضية .

الليلة السابقة منزل رؤى
خرجت من حجرتها بمجرد أن سمعت صوت دخول والدها لتقول له بضيق:
"أبي ...زوج ابنتك الكبرى استنذل معي ...بعد أن وعد أن يوصلني غدا لحفل زفاف شقيقة صديقتي اخبرني اليوم أنه لن يستطيع ...وأنت رفضت أن اذهب وحدي ...وأنا لابد أن اذهب فقد وعدت ياسمين ...وستغضب مني ...أوصلني أنت يا أبي ارجوووووك"

كانت تمسك بيديه بترجي و ترمش له بعينيها فبدت في منامتها الطفولية البيضاء برسوماتها الطفولية وبنطالها المنقط بالأزرق والأبيض حتى الركبة وشعرها القصير المشعث كطفلة صغيرة حلوة يصعب رفض طلب لها ...

جذبها أباها مقبلا رأسها وهو يقول لها مهادنا :
"أنا لن استطيع إيصالك غدا صغيرتي فأنا معزوم على..."
هبت مقاطعة تصرخ كزوبعة "
لااااااا ...أبي لا شان ليييييي ..سأذهب يعني سأذهب ...لقد وافقتم واتفقت مع ياسمين و....."

قاطعها والدها بدوره وهو يضع يده على فمها ليوقف سيل اعتراضاتها وهو يقول بمزاح:
" أغلقي هذا قليلا حتى أتم حديثي ...ألا صبر لديك أبدا !...أنا لم أقل لن تذهبي ...ولكني سأطلب لك سيارة أجرة ...وسيذهب معك أحد شقيقيك ...وبعد أن أقضي بعض الوقت في حفل خطبة سيد وأقدم التهاني سأحضر لأعيدكم معي للبيت "

تسمرت للحظات ثم سقط قلبها بين قديمها وشحب وجهها قبل أن تسأل بذهول:

"سيد من هذا الذي ستحضر حفل خطبته؟؟!!"

كانت أنفاسها تتعالي مع دقات قلبها والدموع أسرعت بالتجمع في عينيها دون إرادة منها وهي تنتظر إجابة والدها في رعب والذي جاءت بسرعة ككأس ماء زلال أطفئ حر جوفها الذي لا تدري سببا لاشتعاله وهو يقول:
"هل قلت خطبة سيد ؟!!...(وقطب مستدركا) ..اقصد خطبة شقيقته ... تعرفيه سيد ...قريب خالد بك شريكي بالمجمع الخيري ...الذي حضر هنا عدة مرات ...لقد دعانا جميعا ...وقد وعدته بأن نحضر ...طبعا أنا اعرف انك لن تستطيعي الحضور بسبب حفل خطبة شقيقة صديقتك ...لذا سنذهب أنا وأمك ....وأخويك سيذهبان كلاهما معك أو أحدهما معك والآخر معنا حسبما تتفقوا ..."

قالها ثم تركها ليدخل حجرته تاركا إياها ساهمة تلعن هذا الحظ الذي جعل الحفلتين تقاما في نفس التوقيت ...
كم كانت تتمنى أن تذهب معهم لحفل الخطبة وتراه وهو بين أهله أثناء الاحتفال وتشاكسه وتستفزه ...لكنها لن تستطيع خذلان ياسمين ...خاصة مع تأكيدها عليها الذي وصل حد التوسل ألا تتركها في هذا اليوم ...أطرقت رؤى مفكرة أن ياسمين بحاجتها حقا ..فشقيقتها اللعينة لم تطلب منها أن تصاحبها أثناء اليوم كما كان يفترض بين الشقيقات ...ولم تطلب منها الذهاب معها لمركز التجميل بل أخبرتها أنها ستصطحب صديقتها ...وأمها لم تعترض ...بل حسبما أخبرتها ياسمين يبدو أن أمها شعرت بالراحة وسعدت عندما أعلنت ياسمين أنها ستذهب للجامعة صباحا وستعود متأخرة لترتدي ملابسها وتلحق بهم لقاعة الحفل ...

شعرت رؤى بالغضب وسبة في سرها هذه الأسرة التي تعامل ياسمين كما لو كانت شخص غير مرغوب فيه أو ضيفة يفضل عدم حضورها ...وسبة أيضا الحظ الذي افلت منها فرصة للذهاب لبيت سيد ورؤيته هو وعائلته .

أنهى عمرو المحاضرة وقال وهو يلملم أوراقه " أراكم المحاضرة القادمة إن شاء الله "
وحانت منه نظرة سريعة مختلسة نحو ياسمين التي تحول تخضب وجهها للأحمر القاني ثم تحرك مغادرا .. فأسرعت الأخيرة تسأل صاحبتها بلهفة " رؤى .. لم تجيبي على سؤالي الذي سألته منذ قليل .. ستأتين الليلة أليس كذلك؟ "
بلعت رؤى إحباطها الشديد وردت بحشرجة " بإذن الله سأكون معك ولن أتركك ياسمين لا تقلقي "

××××


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:15 PM   #394

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

تنساب النغمات الهادئة من مكبرات الصوت في ذلك المقهى الراقي حيث يجلس معها متقاربين على أرائك جلدية حمراء على شكل اقرب لنصف الدائرة تتيح للثنائيات جلوسا شديد القرب بلمحة حميمة.. فرفرفت برموشها تقول له بهمس مغناج:
" هادر ...حبيبي ...يكفى كل هذا الوقت الذي ضاع منا ...لم نعد صغارا ...لما لا تريد تحديد موعدا للزواج "
نظر لها بجانب عينيه وقال مراوغا وهو يرسم بسمة مغتصبة على شفتيه:
"ما زلت بحاجة للمزيد من الوقت اشكي ...ما زلت غير واثق منك ...من مشاعرك ...من انك لن تعودي لمعاندتي أو مطالبتي بما يفوق طاقاتي أو قدرتي على تنفيذه "
مالت ناحيته تلصق كتفها بجذعه وتلف يدها اليسرى على ذراعه اليمنى من الأعلى ...وهي تقول بمحايلة :
"حسنا حبيبي على الأقل نقيم حفل الخطبة...ويمكنك خلالها التأكد من مدى تغيري وحبي وتمسكي بك "
تخشب للحظة قبل أن يجبر جسده على الاسترخاء وقال يحاول إظهار بعض التردد :
" اشكي ...لابد أن تصبري قليلا ...لقد أخبرتك أن أبي ازداد المرض عليه من عدة أيام ، حتى أني اضطررت أمس إلى نقله للمشفى كما تعلمين ...احتاج لبضع أيام أخرى حتى تستقر حالته ثم نأتي لوالدك لطلب يدك ...كيف سأفعلها بدون حضوره !"

لم يخف عليه امتعاضها ولكن حاوله إظهار أن الأمر ليس بيده ...واعترف لنفسه بأنه لن يستطيع مراوغتها أكثر من ذلك ...فهو يلاعبها من أسبوعين مدعيا الثقل والغضب بسبب الماضي ، ومظهرا لها كل يوم بعض اللين والتنازل التدريجي والضعف ناحيتها ...كان لابد أن يتدرج معها في إظهار قبوله لعودتهما فهي ليست غبية لتصدق تحوله من الرفض التام للقبول فجأة ...لكن حججه بدأت تنفذ وهي تحثه بإلحاح على إعلان الخطبة بصورة رسمية ...وادعائه بمرض والده كان آخر الحجج .. رغم أنه حقيقيا .. فوالده بالفعل كان بالمشفى باليوم السابق وهي بنفسها حضرت لزيارته عندما علمت منه هاتفيا .. لكن ما أخفاه عنها انه مجرد دخول دوري لعمل بعض الفحوصات التي ألزمهم بها الطبيب كل فترة .. حتى أنه قابلها على باب غرفة والده في المشفى يخبرها بأنه نائم حاليا والطبيب منع زيارته حتى تستقر حالته حرصا منه على عدم إدخال أسرته طرفا في هذه اللعبة أو تكديرهم برؤيتها ...

لكنه يشعر بالحيرة ...ويخشى أن يضطر مجبورا لمسايرتها إلى ما هو أكثر من ذلك .. وبالتالي سيضطر لإدخالهما في اللعبة رغما عنه ...وطبعا لن يستطيع إخبارهم بأن الأمر مؤقت أو صوري .....

زفر هادر بضيق شديد فسرته هي بطريقتها لتهبط بيدها نحو كفه تمسك به بقوة وهي تقول :
"حسنا هادر ...لكن ليس أكثر من أسبوع ...فلا أريد أن يرانا احد ويصل الأمر لأبي ...تعرف كيف أنه حازم في مثل هذه الأمور "
ناظرها بسخرية مبطنة وقال مدعيا الغيرة :
"حقا !.. لا أظن أن سيادته بهذا الحزم وهو كان تاركا لك الحبل على الغارب مع خطيبك السابق ...(ومال ينظر في عينيها ويضيف ) ...أنت لا تعرفين كيف كنت أتعذب واشعر بالقهر وأنا أرى صورك التي كانت تنشر من يوم وآخر معه في مناسبة أو سهر بالصحف ...( وأسبل أهدابه وقال بخفوت معذب مدعيا الحزن ) أتعرفين .. لقد كنت اجمع صورك معه واحتفظ بها لتقويني على النسيان واثبات انك نسيتني وفضلت شخصا آخر علي ...(وسحب يده من كفها والتقط هاتفه من أمامه على الطاولة ثم فتح ملفا يقربه لوجهها وهو يقول ) انظري لصورك هذه ..أتنكرين ملازمتك له دوما وسهرك معه كل ليلة "
ردت اشكي بارتباك محاولة التبرير :
"لا ...هادر ...الأمر ليس كما تظن ...لقد كانت كلها سهرات عمل ...وكان يحتاجني فيها "

رد عليها مدعيا الغضب وهو يحاول دفعها للحديث أكثر:
"أي عمل هذا الذي يحتاجك فيه! ...هل أنت محاميته الخاصة أو ممثلته القانونية.. أو حتى سكرتيرته الشخصية ...ما دخلك أنت بعمله! ...هل تحاولين خداعي لتثبتي انك لم تكوني معه باختيارك كل ليلة في سهرات ليلية غرامية ...انظري لصوركما معا ...اغلبها تكونان أنتما معا فقط بها "

حركت كفها بسرعة نافية وهو تقول:
" لا طبعا ..أبدا لم نكن وحدنا ربما المصورون كانوا يلتقطون لنا معا صورا كوننا كنا مخطوبين لكن كلها سهرات جماعية مع رجال أعمال ...وحقا كانت سهرات عمل ...ليس كوني لي علاقة بعمله ...لكن كلا منهم كان يحضر معه زوجته أو شريكته حيث يجمعون بين السهرات الاجتماعية وسهرات مناقشة الأعمال ..."
حدجها بنظرة حادة ليظهر لها عدم تصديقه فالتقطت هاتفها من أمامها وفتحت فيه ملفا مشفرا به مجموعة صور لتريهم له وهي تقول :
"أنظر ...انظر هنا هذه بعض الصور لنا في تلك الحفلات ...بعضها ستجد كلانا مرتديا نفس الملابس في الصور التي بحوزتك ..ما معك صور أخذت بعدسة مصوري المشاهير والذين يركزون على الثنائيات ...لكن هذه صور خاصة غير مسموح بنشرها تجمعنا معا ...انظر لتتأكد أنني أبدا لم اخرج معه وحدي أو اسهر معه منفردة صدقني كانت سهرات عمل "
اختطف الهاتف من يدها مدعيا الغضب وهو ينظر للصور ويقول لها بحدة :
"كيف تحتفظين بصوره معك حتى الآن ... هل ما زلت تكنين له المشاعر ؟؟"
ارتبكت أكثر وهي تحاول مد يدها لسحب هاتفها وتقول :
"لا ..فقط لم انتبه ...لم اهتم ...سأحذفها فورا"

ابعد عنها الهاتف ومال بجسده قليلا حتى لا تنتبه لما يقوم به وقال بعصبية مفتعلة :
"بل أنا يا هانم من سأقوم بحذفها بنفسي ...ولن اترك الأمر لك "
وقام بإرسال الملف لهاتفه ثم قام بحذف الرسالة والصور بعد أن تأكد من استقبال هاتفه للصور ..ليعيده لها بعدها وهو يقول بحنق مدعيا الغضب :
"إياك أن اعرف أن هناك المزيد من صوره لديك ..أو إن هناك أي تواصل بينكما ...وموضوع أنها سهرات عمل هذا الذي لا أصدقه حتى الآن ...."

قالت بلهفة:
"اقسم كانت سهرات يناقش فيها صفقات جديدة ...وكان يصحبني معه كنوع من… "
...قطعت حديثها فجأة كما لو كانت وعت لما كادت أن تتفوه به فضغط على نواجذه غيظا وسألها محاولا ادعاء أن اهتمامه منصب فقط على كونها لم تكن معه بمفردها :
"كنوع من ماذا ...استعراض جمالك أمامهم ...أم محاولات الانفراد بك بعد إنهائه مناقشة صفاقته ...انطقي أريد أن اعرف كل شيء ...هل كان يحاول أن يتجاوز معك ...ماذا كان يحدث بينكما ليلا بعد إنهائه تلك الصفقات التي تدعينها؟"
كانت تنظر له بذهول وتعجب ...لدرجة أقلقته أن يكون قد بالغ في تمثيله حتى قاطع الموقف رنين هاتفها الذي تلقفته بسرعة لتفتح المحادثة قائلة :

" مرحبا أبي ...أنا بالخارج ...(وادعت بعض التردد واللجلجة وهي تضيف بخفوت ) ...أنا ..أنا مع هادر يا أبي ..آآ أرجوك لا داعي للعصبية ..."

رفعت عينيها ترمش بهما ناحية هادر وهي تبدي له وجها مرتبكا جعله يسبها في سره هي وأبيها ...فهو ليس بغر أبله حتى لا يعي اللعبة التي يلعبانها معا ...وهو يسمعها تقول مدعية الارتباك :
" حسنا أبي ها هو معك ..."
ناولته الهاتف وهي ترمش مدعية الحرج فأخذه منها بابتسامة تخفي غيظه ورد على أبيها محييا :
"مساء الخير سيادتك "
أتاه صوت الآخر مدعيا الغضب والرفض وهو يلومه على خروجه مع ابنته دون وجود رابط بينهما ويأمره بالحضور معها لمكتبه معها فورا ..فرد عليه مدعيا الخضوع وهو يعلم بأن هذا هو هدف تلك المكالمة بينها وبين والدها ... أن يظهرا معا وفي قلب الوزارة ليثبتا إشاعة ارتباطه بها .."أمر سيادتك ...أرجو أن تتقبل اعتذاري ...وبالتأكيد سأشرح الأمر لسيادتك ...نصف ساعة وسنكون بمكتبك بالوزارة ...مع السلامة "
ناولها الهاتف وشار بيده للنادل طالبا الحساب بعد أن مد يده في جيب سترته ضاغطا زر جهاز التسجيل الصغير منهيا عمله.. إلى حين ...
****************

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:21 PM   #395

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة مساءا ..حفل الخطبة
خالد

يجلس مذهولا يحاول كل فترة دعك أذنيه التي يشعر أن طبلتهما قد ثقبتا ليس فقط من الصوت العالي جدا لدرجة كادت تصيبه بالصمم بسبب السماعات المكبرة للصوت ..ولكن من تلك الأغاني التي تخطت حتى كلمة (هابطة) ...وهو من كان يستنكر اختيارات همس وسامح لما يسمعانه من أغاني ...لقد اكتشف بعد ما سمعه اليوم أنهما كانا يعتبرا قمة بالذوق مقارنة بهذا الهبوط والتردي الذي يدخل أذنيه بالإجبار ...
هز رأسه وتعجب ...من أن تغنى تلك الكلمات في حفل ...مرة (خد شلّوت) ...و(امك ….. ) لا يدرى شيء ما ...وهناك من يغني عن وقوفه على باب خمارة ما ...وقد كان يبدو من صوته كما لو كان مسطولا بالفعل .. والأدهى أن أصوات جميع هؤلاء الذين لا يمكن أن يطلق عليهم مطربين كانت منفرة ونشاز ومع ذلك يرى الناس حوله مستمتعة وسعيدة تضحك وترقص على تلك الكلمات والنغمات الشاذة!...
عاد لدعك إذنه مرة أخرى بعد انتفاضه عند بدء أغنية جديدة ...أو مهزلة جديدة يصرخ فيها مغنيها قائلا (العب يلا )...فدار بعينه ناظرا لما حوله ليجد الحاج محمد يجلس جواره بابتسامته السمحة الطيبة وسبحته التي لا تفارق كفه مطرقا برأسه غاضا بصره...
كم يحب هذا الرجل ...ربما لو كان هناك فرصة لأن يتحدث معه لهون عليه ما يعانيه ...لكن مع ارتفاع الصوت فالأمر مستحيل.. وبجواره يجلس ذلك الرجل السمج المتجهم المتعجرف والد العروس ...والذي يجده الآن ينظر بتركيز لنقطة ما ..فتتبع نظره فيجد مجموعة من الفتيات ترقصن أمام العروس ..ولا يعرف لمَ شعر بأنه يركز عينيه تحديدا على فتاة منهن ..لا يدري من تكون ...فتاة سمراء تبدو بسيطة الهيئة وتضحك بسعادة وتتمايل فيتمايل من تحت حجابها الغير محكم جديلة شعر طويلة...ثم لاحظ اقتراب شاب اسمر غاضب بجلباب ريفي حجب الفتاة مائلا علي إذنها ... إنه يعرفه وإن كان غير متذكر لأسمه فهو الذي يسكن في الغرفة التي تقع في أحد أركان هذا السطح ...لقد كان يساعد الجميع طوال الوقت واخذ منه علب الحلوى التي احضرها ووضعها في غرفته ...كما أنه يساعد سيد وسامح اللذان يقومان بتوزيع المشروبات والحلوى على الحضور ... وعلى ما يبدو أن الفتاة تقربه أو تخصه بشكل ما ...فقد شعر بأنه يعنفها رغم أن ما قاله لم يصل إليه لكن انقلاب ملامحها كان واضحا وخاصة وهو يراها تعود لتجلس بجوار النساء على الناحية الأخرى.

عاد خالد بنظره لشحاته فوجد عيناه تتبعان ننفس الفتاة بنظرة أثارت ريبته ونفوره منه أكثر ...لكنه تجاهله وعاد بنظراته يجول في المكان ليجد زوجته تطلق زغرودة وهي تجاور العروس التي يلبسها العريس شبكتها الآن بينما تجاوره أمه من الناحية الأخرى فرفع حاجبه تعجبا وهو يرى أم العريس تمسك كل قطعة ذهب قبل أن يلبسها ابنها لسما وترفعها بيدها لأعلى وهي تطلق الزغاريد وتحركها يمينا ويسارا كما لو كانت تستعرضها أمام الناس وتتباهى بها ...وازداد تعجبه وهو يرى زوجته همس ما إن انتهى سمير من إلباس سما ما يوجد في علبته تأخذ من يد أمها علبة يعرفها جيدا فقد كان معها وهي تشتريها كهدية لابنة خالتها .. فوجدها تفتح العلبة وتطلق زغاريد طويلة هي وأمها ويلمح غمزتها لأخيها سامح الذي أشار بيده للناحية الأخرى فتوقف صوت الموسيقى المزعج للحظات وتعالى صوت همس وهي ترفع سلسالا ذهبيا تستعرضه بنفس طريقة أم العريس وتقول بصوت مرتفع :
"وهذه هدية أهل العروس لها "

فاقترب سيد بسرعة وتناول منها السلسال وألبسه لأخته التي كانت جميلة جدا بزينتها الرقيقة وثوبها الذهبي بنقاط فضية لامعة وحزام فضي يفصل جزءه العلوي المجسم عن السفلي المنتفش حتى كاحلها المزين بحذاء فضي وطرحتها الفضية بنثرات ذهبية .. لتخرج بعدها همس الخاتم المشابه في تصميمه للسلسال وترفعه أيضا ليراه الناس قبل أن تعطيه لسيد فيلبسه لأخته وسط تعالي الزغاريد من الحضور وبعض الشهقات والهمسات التي وصلته والتي لم يفهم معناها...

عادت الأغاني المزعجة من جديد .. فهز خالد رأسه معترفا بأن بعض الأمور في الوسط الذي يعيش فيه أهل زوجته لن يفهمها أو يستسيغها مهما طال به العمر ...لكنه تعود على تقبلها ...كما تعودت هي تقبل بعض الأمور في حياته وفي الوسط الذي يعيش فيه رغم أنها لا تعجبها ...
لقد تعلما معا أن الحب وحده رغم أهميته لا يبنى حياة ...وأن الاختلاف بينهما يخلق الكثير من العقبات والتحديات التي تحتاج منهما المرونة والتفهم والتقبل ...
ورغم ما مرا به سويا ...لكنهما دوما يستطيعان الوصول إلى نقطة التقاء ترضي كلاهما ...نقطة يتمنى ويتوقع أن يصل إليها قريبا سامح وماهي ..

سامح وماهي اللذان يرى شجارهما الآن في أحد أركان السطح بعد أن جرها الأول عندما حاولت مجاورته أثناء الرقص لترقص مثله ...فابتسم خالد وهو يرى نقارهما المستمر وإشارته لها بالعودة للجلوس ليراها تعود بملامح غاضبة وهي تدمدم بنزق واضح قبل أن تجلس بجانب الفتاة السمراء التي تماثلها غضبا...بينما عاد سامح للرقص من جديد أمام سيد على تلك النغمات العجيبة التي تصدر من أغنية تتحدث عن التكاتك !

************

المستشفى التخصصي

جلس محمود بوجه شاحب ناحل مجاورا لسامية ورباب اللتان لا تقلان عنه شحوبا ...تتمزق قلوبهم وجعا على طفل هو جزء منهم ...ربوه بين أحضانهم... مازن الصغير ذو الأعوام التي لم تكمل سبعة بعد...
أمال محمود رأسه المنحني بين كفيه المرتكزتين على ساقه وكتم أنات وجع على فلذة كبده ...ذاك الصغير الذي يتعذب منذ سنين ...فسقطت من عينيه دمعة يخفيها بين كفيه وعقله النابض بالألم يهتف ما ذنبه؟
ما ذنب هذا الصغير ؟...لمَ كتب عليه هذا الألم والشقاء ؟...ألا يكفيه الحرمان من أمه فعاش عمره الصغير أقرب لليتيم رغم أنها على قيد الحياة!...لكنها حياة أسوء من الموت وهي تتنكر لأبنائها ...فلمَ يتعذب أيضا بالمرض؟ ...

عاد ينهر نفسه وهو يعتدل في جلسته مستغفرا الله طالبا عفوه ورضاه ...فما هي إلا وسوسة الشيطان التي تتلاعب بعقله المشتت وقلبه الموجوع.

كانت سامية بجواره تلف يديها حول معدتها التي تتمزق وجعا ...وتعرف بأنه وجع نفسي رغم ألمه العضوي المبرح ...وتحاول كتم آهات الألم على صغيرها ...
نعم هو صغيرها هي ...ابن قلبها وإن لم يخرج من رحمها ...هي من ربته من لحظة ميلاده ...هو أول فرحة دخلت حياتها من سنوات طويلة ...

آه يا صغري ...لو في استطاعتي لوهبتك عمري لتحيا وتعيش وليس فقط كليتي ...لكن ليس بيدها حيلة فهي مثلهم جميعا لم تتوافق كليتها معه ...حتى والده الذي تشعر به يئن ألما مكتوما بجوارها ...فمدت يدها التي فكت تشابكها الضاغط على معدتها وربتت على كتفه قبل أن تفك الأخرى وتربت على كتف رباب التي لم تستطع كتم نشيج بكائها فبدأ في التعالي ...

حاولت سامية تهدئتها بلا فائدة في الوقت الذي التقطت عيناها مجيء يوسف الذي تتركز عيناه كالعادة على رباب الرافضة النظر ناحيته ...فزفرت سامية مهمومة وهي تفكر بأنها غير قادرة حاليا على التفكير في مشكلته هو ورباب ...فرغم أنها لا تنكر وقوفه بجوارهم طوال الأسبوعين السابقين رغم جفاء تعاملهم معه خاصة رباب الرافضة حتى النظر ناحيته ...لكن يظل ما فعله وقاله سابقا حاجزا يصعب تجاوزه أو نسيانه منهم جميعا ..

ردت سامية سلامه ما أن وقف أمامهم ...ومدت يدها لتتناول منه ما أحضره من أكياس طعام وهي تلومه قائلة :
"لمَ أتعبت نفسك ...أخبرتك سابقا مرات عدة ألا تحضر شيئا فنحن….."
قاطعها يوسف وعيناه ما زالتا مسمرتان على الباكية بجوارها والتي نظرت للناحية الأخرى هربا من رؤيته:

"أي تعب ...هذا لا يعتبر شيئا مقارنة بتعبكم وسابق جمائلكم ......نحن أهل ست سامية ...كنا وسنظل أهل "
تجاهل كلاهما همس رباب الذي سمعاه حين قالت من بين نشيجها :
"كنا ...كنا وانتهينا"
وانتبها لوقوف محمود فجأة وتحركه بلهفة ناحية الطبيب القادم مع مدحت ...

ورغم قلق سامية ولهفتها وهي تتبعهم لكنها لم تستطع أن تمنع عيناها من تأمل هذا الشاب الذي يحيرها بقوة ...هذا الذي لم تكن تعرف هويته من أسبوعين حين حمل مع يوسف ..مازن ابن أخيها الفاقد للوعي والذي كان شاحبا لدرجة جعلتهم يظنون بأنه قد فارق الحياة فوضعه في سيارته وانطلقوا معه هي ورباب ويوسف لهذا المشفى ..

ولا تنكر أن سرعة تصرفه كانت سببا بعد فضل الله في إنقاذ حياة الصغير حسب ما علموا من الطبيب لاحقا ...
إنه لا يشبه أباه كثيرا من ناحية الشكل ...بل تظنه أقرب شبها بأمه رغم بعد اللمحات فيه التي تذكرها بأبيه ...عز الدين الذي لم تستطع نسيانه رغم كل ما فات من عمر ...
وكيف تنسى من كان سبب عذابها ...من كان أول من علمت منه كيف يفقد القلب دقة عند رؤية رجل ما ...رغم رفضها لتلك الدقة وتجاهلها وإخفائها خلف ألف قناع في قلبها ...لكنها تعذبت بها ...كما تعذبت بسببه وبسبب زوجته وما فعلته بها وبأسرتها أو بمعنى أدق زوجته السابقة حسبما علمت مؤخرا .

هزت سامية رأسها تحاول التركيز على سماع رد الطبيب على سؤال أخيها عن وضع ابنه ...ليتفتت قلبها وجعا مع كلماته التي رغم أنها لم تكن مفاجأة لهم ...لكنهم كانوا يتمسكون بأمل أن يكون هناك تغير ما ..فأمسكت بيد أخيها المنتفض بجوارها وصوته يعلو بانهيار :
"ماذا تعني أيها الطبيب ...ألا أمل له!! ...هل تخبرني أن ابني سيموت !!"

حاول يوسف تهدئة محمود في الوقت الذي قال الطبيب بلكنته الأجنبية :
"أنا لم أقل ذلك ...بل قلت أن حالته حرجة ...وعدم توافق أي منكم معه يشكل مشكلة كبيرة خاصة أن الغسيل أصبح حلا غير مجدي لفترة أطول مع حالته ..لذا لابد من الإسراع في نقل كلية من متبرع بأسرع وقت يكون فصيلة دمه وانسجته متوافقة مع المريض ... "

قالها وتحرك مستأذنا فأوقفه صوت يوسف الذي قال :
" أنا أريد التبرع له "
صمت الجميع يتطلعون فيه بتعجب ...حتى رباب صمت نشيجها ورفعت عينيها إليه بذهول ..وعدم تصديق فطلب منه الطبيب أن يتوجه للمعمل ثم قال ما زاد من ذهولهم لدرجة جعلت أفواههم تتسع وكادت أن تسقط :
"إذن لدينا اثنين من المتبرعين أنت والسيد مدحت .. نأمل أن يكون أحدكما متوافقا مع الصغير ...سأخبر المعمل أن يسرع لانجاز التحاليل لكليكما لنرى ...فكما قلت الحالة لن تحتمل المزيد من التأخير"

لحظات صمت حلت على المكان والجميع ينظرون ناحية مدحت الذي احتقن وجهه حرجا وتهرب منهم بعينيه .
استأذن الطبيب مغادرا بينما قبضت يد محمود على ذراع مدحت وهدر متسائلا بعنف:
"الآن وفورا أريد إجابة واضحة عن سبب ما تفعله معنا ...لقد صمت كثيرا ومررت مراوغتك وكلماتك عن أنك تفعل المثل مع العاملين معك وأنك تؤمن عليهم صحيا هنا بمشفى حماك رغم أن كلانا يعلم أني لم اعد اعمل لديك واصلا لم يمر علي عملي عندك أيام تجعلك تتكلف بكل ذلك ....مررت الأمر مرغما رغم رفضي لأني رغم ألم كرامتي لم أكن لأرفض أي فرصة لعلاج ابني وهو ما لم أكن ضامنا لحدوثه بالمشافي الحكومية التي ربما لم أكن لأجد له مكانا فيها ...لكن أن يصل الأمر لدرجة أن تتبرع له بكليتك ...فهنا لابد أن افهم ...لماذا ...ما الذي تريده؟ ...ما هو المقابل ؟!"
نظر له مدحت للحظات محاولا إيجاد رد يقنع به هذا المتشكك أمامه ومن معه ...ثم زفر قائلا بسخرية:
" وما هو المقابل الذي تظنني أريده سيد محمود؟ ...بالتأكيد لن يكون مالا ...ولا حتى لرغبتي أن تعود للعمل معي ...فلن أعطيك جزء من جسدي لهذا السبب ..لكن...ألم يدر برأسك أنه تعاطف مع حالة الصغير ...أو ..ربما تكفير مني عن ما عانيتموه بسبب أسرتي سابقا !"
هدر محمود قائلا بعنف:
"هذا كلام لا يدخل عقلي ...لا اشتريه بفلس ...أتريد أن تخبرني انك تشعر بمسئولية تجاه أفعال أسرتك التي حدثت وأنت طفل لدرجة تجعلك تصل للتبرع بكليتك! ...قد أقبلها وأمررها رغما عني فيما يتعلق بتكاليف العلاج والإقامة بهذا المشفى الاستثماري الذي لا يتحمل شخصا مثلي تكلفة العلاج فيه يوما واحدا لكن غير ذلك لا أصدقه وأريد أن اعرف الحقيقة "

ظلت حرب النظرات بينهما قائمة للحظات قبل أن يقطعها مدحت قائلا بحزم :
" هذه هي الحقيقة ...وهذا ما عندي ...أقبله أو أرفضه الأمر عائد لك ...وفي كل الأحوال لا أظنك سترفض أي فرصة قد يكون فيها علاج ابنك ..."

وخلص ذراعه من يد محمود والتفت تاركا إياهم ما بين متشكك وقلق وحائر ورافض ...لكنه عاد للالتفات بعد خطوتين قائلا بتقرير حاسم:

"وللعلم المشفى هنا رغم كونه استثماري ويعد الأغلى تكلفة ...لكنه يخصص نسبة للعلاج المجاني للحالات المستحقة ..وللعلم أيضا أنا بالفعل أضع كل العاملين لدي على قائمة التأمين هنا والتي تتحمل شركتي تكاليف علاجهم مقابل خصم مبلغ رمزي من مرتباتهم شهريا وتتحمل الشركة المتبقي ...بإمكانك العودة للعمل معي ...وبهذا تكون أنت المسئول عن علاجه ..أو بإمكانك الرفض ووقتها سأدرج اسمه ضمن الحالات المستحقة للعلاج المجاني وساعتها سأطلب منك بحث حالة لإثبات وضعك المادي وأنك عاطل عن العمل وغير قادر حتى أكمل الأوراق هنا ...(وتحرك يوليهم ظهره مغادرا وهو يقول ) ..أرجو أن تقرر بسرعة أي وضع تريده حتى أكمل تسجيل البيانات بسجلات المشفى ..."

ابتعد مدحت بخطوات واثقة ثابتة وتركهم جميعا خلفه حائرون لا يعرفون ماذا يفعلون .


**********

أخذ يدعك رأسه بإحدى يديه بينما يمسك المقود بالأخرى وهو يستمع لثرثرة همس غير راغب في مواجهة جنون غضبها إن طلب منها الصمت رحمة برأسه الذي ما زال ضجيج الأصوات المجلجلة للسماعات وما كانت تبثه من تلوث يضرب بها ...فاكتفى بتنهيدة مستسلمة وهو يسمعها تقول:
"وتلك المرأة والدة العريس امرأة مستفزة اقسم بالله ...لقد أمسكت نفسي عدة مرات عن محاولة خنقها أو على الأقل الرد عليها بما يليق بعنجهيتها الفارغة"

اخفي خالد ابتسامته وهو يسمعها تقلد تلك المرأة :
"ابني الأستاذ سمير أحضر شبكة معتبرة ...لم تحضر لفتاة بالحارة .. طبعا هو يحضر قيمته ومقامه ( ونظرت له تضيف بغيظ) ..أتعرف أن تلك المرأة الحيزبون غضبت لأننا لم نبلغها مسبقا بهديتنا الذهبية .. أكانت تريد أن نضعها مع علبة شبكة ابنها مثلا ! ...هل جنت ؟.. أم كانت تريد الادعاء أنهم من احضروها ...ويا الهي لن تصدق أنها فرضت نفسها وأنا أدعو سما وسمير لحفل عيد ميلاد ابننا غدا ...لأجدها ترد قائلة (وعادت لتقليدها وهي تعوج فمها فلم يستطع منع ابتسامته من الظهور ) طبعا سنحضر ونبارك ونهني ابنك ... غدا سنكون عندك ... رغم أنكم تسكنون بعيدا والمشوار سيكلفنا الكثير حيث أننا سنحضر بسيارة ابني سمير وبنزينها غالي ...لكن لا بأس ...نحن لا يهمنا النقود "
صرخت همس غيظا فهز رأسه ينظر لها بلوم لكنها استمرت هي في الحديث الغاضب :
"هل طلب منها أحد الحضور! ...حتى ابنها هذا الذي لا استطيع تصنيفه مع ابتسامته التي لا تفارقه بشكل مغيظ ...لقد عزمته مجاملة لسما ..أنا فقط أريد خالتي وأبنائها ...ورحمني الله عندما اعتذر زوج خالتي مدعيا التعب ليبتليني الله بها ..."

أشاحت بوجهها ناحية النافذة فساد الصمت للحظات تنفس فيها خالد الصعداء وهو ينعم ببعض الهدوء قبل أن يأتيه صوتها خافتا بعد قليل بنداء هامس جعله ينظر لها بقلق وتساؤل:
"خالد؟! هل لاحظت ملامح سما الليلة ؟"
ظل للحظات صامتا يفكر وهو يسترجع ملامح الفتاة .. واعترف لنفسه بأنه لم يشعر بفرحتها ...لم يشعر بروحها المرحة الرقيقة التي يعلمها عنها ...رغم تلك الابتسامة التي كانت ترسمها على وجهها طوال الوقت لكنه كان يشعرها بلاستيكية ... بلا روح ليأتيه صوت همس مؤكدا شعوره:
"سما ليست سعيدة يا خالد ...هناك شيء بها منطفئ ..لا أدري ما بها ...لقد أكدت خالتي أنها وافقت بلا أي ضغط ...لكن رغم ذلك أشعر بأنها مجبرة ...هناك شيء خاطئ استشعره ولا استطيع فهمه أو وضع يدي عليه "
سألها خالد :
"ولمَ لم تسأليها؟ "
أجابته بحيرة:
"فعلت ...طوال اليوم وأنا أحاول استنطاقها...لكنها كانت تكتفي بالتهرب والمراوغة والإجابات المبهمة حول قلقها من حياتها الجديدة ...أي قلق ..إنها خطبة وليست زفافا ...حيث تفرح العروس وتمرح وهي مطمئنة أنها ستعود للمبيت ببيت أبيها ...لا يا خالد هناك شيء خاطئ ..وأتمنى أن استطيع معرفته غدا عندما تحضر معه لحفل عيد الميلاد "
حذرها قائلا :
"همس لا تتدخلي ...سما ليست طفلة ..وهي مسئولة عن قرارها ..إن كانت وافقت بإرادتها فلا يحق لك أن تحاولي التدخل وإفساد الأمر.. ربما كان الأمر فقط كما قالت ...قلق من حياة جديدة بانتظارها "
التفت ناحيته بغيظ وهمت بمجادلته لكن رنين هاتفه أنقذه .. فأسرع بالضغط على مكبر الصوت فصدح بالسيارة صوت آسر محييا :
"مساء الخير خالد"
رد عليه بحبور :
"مرحبا بالطائر الشارد ...أخيرا تذكرتنا ...منذ أسبوع وأنا أحاول التواصل معك وأنت إما مشغول وإما هاتفك مغلق "
أتاه صوت ضحكة هادئة من آسر وهو يقول :
"وها أنا قد جئتك بنفسي لأكفر عن تقصيري معك ...لحظة خالد أبقى معي ..."
سمعا آسر يشكر شخص ما طالبا منه أن يدع الحقيبة مكانها وهو سيرتبها لاحقا ...ثم عاد ليقول "..عفوا يا ابن العم ...لقد دخلت حالا حجرتي ..."
قطب خالد قبل أن يسأله بتوقع:
"هل وصلت فندقك ؟ ...أتحدثني الآن من مصر "
ليقول آسر ضاحكا :
"وهل كنت استطيع أن أتخلف عن حضور حفل عيد مولد ولي عهد عائلة الراوي يا رجل ...أتحسبني مستغن عن عمري لأواجه غضب زوجتك المتنمرة "
انطلقت ضحكات كليهما على صوت زمجرة همس الغاضبة التي تكلمت بلهجة موبخة:
"هكذا يا ابن الراوي ..حسنا غدا ما أن أراك سأريك التنمر على أصوله ...كن متواجدا منذ الصباح الباكر لتفطر معنا "
رد آسر عليها باعتذار :
"مرحبا همس ...عفوا عزيزتي ...لن استطيع القدوم مبكرا ...فإجازتي قصيرة لن تتعدى يومين فقط ويجب أن أراجع فيها كل ما يتعلق بالفندق ...سأكون عندكم قبل بدء موعد الحفل ...ألن يكون بالسادسة مساءا كما ابلغني خالد سابقا؟ "
قاطعها خالد قبل أن ترد قائلا :
"نعم آسر ...حسنا سننتظرك وقتها رغم أني كنت أرغب أن أتحدث معك قبلها ...لكن ربما سيكون الوقت غير مناسب خاصة مع كثرة المدعوين وبعضهم سيحضر باكرا وسيكون هناك تجمع كبير للأطفال ...لكن اعمل حسابك أنك ستسهر معنا ...وسيكون لدينا جلسة مطولة بعد انتهاء الحفل .."
رد عليه آسر يقول بتفهم :
"حسنا سأنظم وقتي حتى لا انشغل بأي شيء غدا مساءا سواكم انتم ..(وصمت لحظة قبل أن يقول) يبدو أنها ستكون حفلة صاخبة ...هل دعيت نصف البلدة يا همس أم ماذا حتى يظن زوجك بأننا لن نتمكن من الحديث أثنائها ..."
انطلقت ضحكة همس وهي تقول بسعادة:
"طبعا صاخبة ...إنها حفل ميلاد أمجد الراوي الأول ..دعك من ابن عمك لو كان عليه لأكتفي بشمعة لنطفئها ...لكن لا تقلق لم أصل بعد لنصف البلدة فقط عائلتي وعائلتكم وأصدقائنا المقربين ...وسيكون هناك عروض رائعة للــ .."
قاطعها خالد قبل أن تسترسل بتعداد تجهيزاتها للحفل الذي حفظه وكاد أن يصيبه بالجنون وهو يقول لآسر :
"حسنا آسر حاول الحصول على قسط من النوم ...لابد أنك مجهد بعد رحلتك ...وسنكون بانتظارك غدا "
آتاه صوته بنبرة مغلفة بغموض آثار حيرته وهو يقول :
"سأكون لديكم في الموعد فأنا مشتاق لرؤية الجميع ...وأحتاج حقا للراحة وأظن بأني سأحصل عليها غدا عندما أراكم يا صديقي ...تصبحان على خير "
*********
انتهى الفصل




Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:30 PM   #396

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور

واسترها علينا يارب من سمير وام سمير وطلبات المنيلة ام سمير



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 21 والزوار 57)

ام زياد محمود, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏رغيدا+, ‏نصرة محمد, ‏Diego Sando, ‏منى حموده, ‏yasser20, ‏Ayoosh moustafa, ‏taratata, ‏ريما الشريف, ‏طوطه, ‏meroo alhoary, ‏حلا المشاعر, ‏روني زياد, ‏sama mohammad, ‏rontii, ‏Eman1982, ‏rowdym, ‏joty Ibrahim, ‏ميمات4


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:32 PM   #397

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 84 ( الأعضاء 21 والزوار 63)
ام زياد محمود, ‏kokyyou, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏رغيدا+, ‏نصرة محمد, ‏Diego Sando, ‏منى حموده, ‏yasser20, ‏Ayoosh moustafa, ‏taratata, ‏طوطه, ‏meroo alhoary, ‏حلا المشاعر, ‏روني زياد, ‏sama mohammad, ‏rontii, ‏Eman1982, ‏rowdym, ‏joty Ibrahim, ‏ميمات4


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:39 PM   #398

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 90 ( الأعضاء 21 والزوار 69)

ام زياد محمود, ‏روني زياد, ‏shdn, ‏kokyyou, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏نصرة محمد, ‏Diego Sando, ‏منى حموده, ‏yasser20, ‏Ayoosh moustafa, ‏taratata, ‏طوطه, ‏meroo alhoary, ‏حلا المشاعر, ‏sama mohammad, ‏rontii, ‏Eman1982, ‏rowdym, ‏joty Ibrahim, ‏ميمات4


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:49 PM   #399

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 110 ( الأعضاء 27 والزوار 83)

ام زياد محمود, ‏رغيدا+, ‏sira sira, ‏Angelin, ‏م ام زياد+, ‏Samah Yousef, ‏رانيا خالد, ‏ريما الشريف, ‏روني زياد, ‏shdn, ‏kokyyou, ‏sosomaya, ‏نصرة محمد, ‏Diego Sando, ‏منى حموده, ‏yasser20, ‏Ayoosh moustafa, ‏taratata, ‏طوطه, ‏meroo alhoary, ‏حلا المشاعر, ‏sama mohammad, ‏rontii, ‏Eman1982, ‏rowdym, ‏joty Ibrahim, ‏ميمات4


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 11:23 PM   #400

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 134 ( الأعضاء 29 والزوار 105)
ام زياد محمود, ‏sara_soso702, ‏Rose87, ‏halimayhalima, ‏منى حموده, ‏ريهام سمير, ‏نور علي عبد, ‏حنان الرزقي, ‏حبيبيه, ‏shdn, ‏shimaa saad, ‏القرنفله, ‏عبير دندل, ‏Eman1982, ‏سوزان محمد احمد, ‏Saro7272, ‏اشراقه حسين, ‏رغيدا+, ‏منيتي رضاك, ‏sira sira, ‏م ام زياد+, ‏Samah Yousef, ‏رانيا خالد, ‏Ayoosh moustafa, ‏taratata, ‏طوطه, ‏meroo alhoary, ‏حلا المشاعر, ‏sama mohammad


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.