03-01-20, 07:30 PM | #442 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 5 والزوار 10) موضى و راكان, أم الريان, ضوى عبدالله, Rania nabile, Nadoooosh مساء الخير نسجيل حضور مبكر | |||||||||||
03-01-20, 08:55 PM | #444 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
03-01-20, 09:02 PM | #445 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
نرمين يا اجمل نحلة ...لا تتخيلي سعادتي ان استطاعت كلماتي المتواضعة وحكاياتي اخراجك من صمتك ...الرواية هي انعكاس لما نراه حكايات تمر بنا ونمر بها فتؤثر فينا ...ياسمين ليست قصة من وحي الخيال فقط الجزء العاطفي منها هو ما تداخل فيه خيالي لكن ما تتعرض له من اسرتها ومن حولها هو ترجمة لواقع عايشته بنفسي لدي بعض الفتيات منهم صديقة لابنتي ...حفظك الله واسعدك كما اسعدتني | |||||
03-01-20, 09:05 PM | #446 | ||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
| ||||||
03-01-20, 09:07 PM | #447 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
03-01-20, 09:09 PM | #448 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| شدوا الاحزمة فقد حان موعد اقلاعنا من الجزء الأول من الفصل الخامس عشر ...وارجو ان تعذروني على عدم انزال فصل كامل فمع مرض عيوني وعملي والامتحانات كان هذا انجازا ...ولا تقلقوا صحيح نصف فصل لكن ليس قصير وبه احداث مهمة | ||||
03-01-20, 09:11 PM | #449 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الخامس عشر ( جزء اول) الجامعة عاودت رؤى للمرة التي لا تعرف عددها محاولة الاتصال بياسمين بلا فائدة ...ولم يقابلها إلا تلك الرسالة المغيظة بأن الهاتف قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة ... حتى هاتف منزلهم لا فائدة منه فيبدو أن به مشكلة فهو مشغول منذ أكثر من ساعتين ...فأخذت تدمدم بغيظ و تسب غباء صديقتها: " أين أنت يا حمقاء ...هل ستحضرين أم لا ( لتكمل دمدماتها لنفسها بحنق ) وأنا من نزلت خصيصا أمس الجمعة يوم الإجازة اليتيمة لنا بالأسبوع لأصور الملازم والأوراق الناقصة لكلينا ...تلك الغبية سأعاقبها وأذلها حتى أعطيها لها " كانت تعلم أن حنقها راجع لقلقها عليها ...تخشى أن تكون مريضة ...خاصة أنها أول أمس تركتها وهي تعلم بحالتها النفسية السيئة التي رغم محاولتها أن تداريها بابتسامة لكنها شعرت بها ...ورأت التماع الدموع في عينها رغم محاولتها الحثيثة لإخفائها ... تحركت في الرواق شاردة تفكر هل تذهب لها للمنزل أو تعود لمنزلها وتظل تحاول الاتصال بها .. تنعطف في نهاية الرواق وتذهب للسلم فتفاجأت بعمرو يقف أمامها ينظر لها ببعض الدهشة وهو يسألها : "هل أنت بخير يا آنسة ...لقد ناديت عليك عدة مرات " شعرت ببعض الارتباك وقالت بحرج : "عفوا دكتور ...كنت شاردة " أومأ عمرو برأسه ونظر حوله بحرج ثم سألها بصوت هامس : "أين ياسمين ...لم أرها اليوم؟ " ارتفع حاجبها وتحكمت في ابتسامة شقية وحاولت أن ترسم ملامح جادة على وجهها وهي تجيبه بنفس الهمس : " ياسمين متعبة قليلا وغالبا لن تحضر اليوم " قطب حاجبيه بقلق وسألها بلهفة أثارت مزيدا من الرغبة لديها في الضحك وقاومتها بشق الأنفس : "متعبة ..كيف ...ما بها ...؟! " لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور وهي تجيبه بمكر: "لا تقلق دكتور ..أمر عادي ......(لتصمت قليلا بتعمد مثيرة حيرته وارتباكه أكثر قبل أن تضيف ) ... مجرد إرهاق بعد حفل زفاف أختها " زفر براحة وهو يقول باستدراك : "آه ...نعم بالفعل ...كانت قد أخبرتني عن الأمر( ونظر لها بحرج وحك رأسه قليلا ثم قال بتردد ) هل يمكن أن تمنحيني رقم هاتفها ...آآ ...تعرفين ...فقط لأطمئن عليها.." ترددت قليلا وهي تفكر بحالة صديقتها ...وخاصة كلماتها الغبية التي قالتها لها همسا وهم عائدون من حفل الزفاف حول أن لا فائدة وأنها ستنهي الأمر مع عمرو ...وقتها لم ترغب بمجادلتها لكنها تخشى رد فعل غبي منها .. لذا اسرعت بحسم الأمر وقالت بجدية ممزوجة ببعض الحرج وهي تشد قامتها القصيرة: "آسفة دكتور ...لن استطيع منحك إياه... دون إذنها" قطب باحراج وقال ببعض الحدة: "تعرفين أن بامكاني الحصول عليه بسهولة من ملفها ...لكني لم أرد استغلال منصبي ..فهذا ليس من شيمي ...على كل حال أرجو أن تخبريها بضرورة أن تمر علي بمجرد أن تكلميها" تركها وتحرك بعصبية باتجاه مكتبه فأخذت تتابعه بعينيها بحاجب مرتفع ...ثم استدارت بعدها متجهة للسلم وهي تقول: "ما به !! ....عالم غريبة حقا !" خرجت إلى ساحة الكلية وهي لا تزال مقطبة الجبين تكرر محاولة الاتصال بياسمين وتغمغم بنزق وهي تسير بجانب مبني الكلية قبل أن ترفع عيناها وتتسمر مكانها وهي تنظر لسيارة حمراء حديثة بسقف مكشوف تقف بمحاذاتها لينزل منها شاب لا يقل إبهارا عن سيارته ... اتسعت حدقتيها وهي تنظر له ...متسائلة .. من أين خرج هذا المخلوق الذي يشبه ممثلي السينما وعارضي الأزياء؟!! .. شعرت بأنها غير قادرة على مواصلة السير وهي تنقل نظراتها بينه وبين السيارة بينما تفكر بفضول متعجب عن هويته ...شكله لا يشابه زملائها من الطلبة رغم أنه في نفس عمرهم تقريبا ...لكن بالتأكيد شخصا بوسامته وسيارته التي لا تدري كيف دخل بها لهنا لم يكن ليبقى وجوده معهم بالكلية غير معروفا ...ليتدلى فكها وهي تراه يرفع نظارته الشمسية ذات العلامة الشهيرة فوق شعره الاسود الحريري الذي تتدلى بعض خصل منه على جبينه وينظر لها بعينين بلون الزرع الأخضر...فاحمر وجهها وارتبكت واخذت تنظر حولها لتتأكد أنه يقصدها بتلك الابتسامة ... حاولت رؤى تمالك نفسها والاستدارة ليوقفها صوته الذي جعلها تكاد تغمض عينيها متأوهة: "عفوا آنسة أريد أن أسألك" يا الهي ...صوته عميق بنغمة تشابه مذيعي البرامج الإذاعية ...ما هذا المخلوق ؟!. ابتلعت لعابها وحاولت أن تبدي بعض التماسك وهي تعيد الالتفات ناظرة إليه بتساؤل لتجده يقترب منها حتى وقف أمامها . لتضربها رائحة عطره الرائع ويثير المزيد من إعجابها بابتسامته السينمائية وهو يتابع : "أين أجد معامل قسم اللغة الصينية ...تحديدا الفرقة الثانية" قطبت بتعجب دون رد وظلت محدقة به وهي تتساءل بداخلها ماذا يريد هذا الكائن الخرافي من قسمها .. لتتنحنح بحرج وهي ترى ابتسامته تتسع كما لو استشف انبهارها الغبي به فقطبت وهي تحاول ادعاء الثبات وتقول: " بالمبنى خلفي بالدور الثالث ...لكن محاضرات اليوم انتهت ولن تجد أحد بالمدرج الآن " عض على شفته وهو ينظر لها بطريقة تكاد تقسم أنها قادرة على إغواء راهبة وهو يقول : "آه يبدو أنني تأخرت ...كان يجب أن أكون هنا قبل بعض الوقت ...لقد اتفقت مع ابنة عمي على أن أقلها...هل هناك مكان يمكن أن أجدها به ...هاتفها مغلق ولا استطيع الوصول لها ...ولا أعرف شيئا هنا " سألته بفضول : "من هي ابنة عمك ؟...أنا بنفس القسم والفرقة واعرفهم جميعا" اتسعت ابتسامته لدرجة كادت تجعلها تسأله عن نوع معجون أسنانه وهي تسمعه يقول وهو ينظر لها بتمعن: "حقا يا لها من صدفة رائعة ...ابنة عمي هي سهر فريد الذهبي" أطرقت بضيق وهي تقول لنفسها بهمس مغتاظ: "بالتأكيد من ستكون قريبة لهذا الصاروخ غير تلك المغرورة " أخذت زفيرا محبطا ونظرت له لتقابلها تلك العينان فازدردت لعابها وهي تحاول إجابته بقدر ما تستطيع من صمود: "بالطبع اعرف سهر ...نحن زميلتان ...حتى أنني كنت مدعوة لعيد مولدها بمنزلها منذ قريبا " قطب جبينه وهو يقول بتعجب: "حقا ...كيف لم أرك ...لقد حضرته ...صحيح وصلت متأخرا بعض الشيء بعد إطفاء الشموع وأغضبت مدللة العائلة .. لكني تعرفت بكل أصدقائها وزملائها" اشاحت بيدها قائلة بتقرير : "لذا لم ترني فقد غادرت مبكرة ..( وشعرت بأنها زادت بحديثها ووقفتها معه فقالت لتنهي الأمر ) سهر ستجدها بكافيتريا الكلية ... (وأشارت بيدها وهي تنظر ناحية الشمال ) أترى هذا الطريق في نهايته ستنحرف يمينا تجد المكان ..." عادت تنظر إليه فوجدته يحدق فيها بطريقة جعلتها تحمر وتململ وقبل أن تحاول الانسحاب وجدته يقول: " ...شكرا آنسة بالمناسبة لم نتعرف ...أنا باسم الذهبي ...طالب بالسنة النهائية قسم إدارة أعمال بالجامعة الأمريكية ( مد يده وهو يضيف بابتسامته السينمائية ) وأنت تكوني ؟!!" حدقت في يده الممدودة بانبهار وغمغمت في سرها : "يبدو أنه يوم سعدك يا رؤى .. أن هذا الوسيم المهلك يسألك عن اسمك.. يود أن يتعرف عليك !..هل ابتسم لك الحظ أخيراَ!!" رفعت بطريقة تمثيلية خصلت من شعرها القصير إلى خلف أذنها ورفعت إليه أنظارها بهيام تهم بمد يدها وهي تقول بخجل : " اسمي ....... نهااااااارك أسود من الخروب " قالتها صارخة فجأة وهي تندفع لتتجاوزه فانتفض باسم واتسعت عيناه ثم استدار لينظر إلى أين ذهبت .. بينما قالت ياسمين : "رؤى" لجمت رؤى من انفعالها ونسيت باسم الواقف ذاهلا خلفها حينما تفاجأت بهيئة ياسمين التي كانت تبدو كشبح ببنطالها الأسود وبلوزة بنفس اللون وشعرها المضموم بربطة سوداء .. كان وجهها شاحبا مرهقا والهالات السوداء تحت عينيها ...فجذبت يدها سارت معها تسألها عن حالها وسبب تأخرها .... بينما رفع باسم حاجبه ونظر ليده المتجمدة الممدودة في الهواء وأعادها لجيبه وانزل بالأخرى النظارة على عينيه وأخذ يتابع تلك الفتاة التي عرف أن اسمها رؤى حين نادتها صديقتها منذ ثوان .... متعجبا من فعلتها بعد أن ظن ...لا ليس مجرد ظن بل يكاد يجزم أنها أعجبت به وظنها صيدا سهلا لتفاجئه بنسيانها وجوده لحظة رؤية صديقتها ..وهو الذي لم يعتاد على أن تتجاهله الفتيات ...فابتسم وتحرك نحو الطريق الذي أشارت عليه ...مفكرا أن مجيئه لهنا لن يكون محبطا بعد كل شيء ...بل إن القيام بدور السائق الذي كان رافضا له للمدللة سهر لبعض الوقت حتى يتم تصليح سيارتها قد يكون أمرا مثيرا ويعد بتحد جديد . أما رؤى وياسمين فقد ابتعدتا لبضعة أمتار حتى جاورتا الزاوية الجانبية للمبني وتطلعت في صاحبتها البادي عليها الانهاك الشديد في الوقت الذي قالت ياسمين بتصميم رغم ضعفها وشحوبها: "بل أنا مصرة يا رؤى ...لن اطيل امد الأمر أكثر ...سأنهي الموضوع الآن ..سأصعد له واخبره بأني رافضة ولن استطيع الزواج منه ...لن انتظر أن يرفضني هو وينفر مني أو اسمع كلمة مهينة أو مذلة من أحد أفراد أسرته ...إن كان أهلي انا لم يرحموني ...فكيف يرحمني الغرباء؟!!" كادت رؤى أن تشد في شعرها ولم تعرف هل تضرب ياسمين على رأسها لتخرجها من دور الضحية البغيض هذا الذي تغرق نفسها به ..أم تذهب لاسرتها وتسمعهم ما يستحقون ...لكنها ضغطت على أسنانها مقررة بأن الأولوية الآن هي في منع تلك الحمقاء من تدمير فرصتها مع عمرو.. عمرو الذي كتمت شهقتها وهي تلمحه بزاوية عينها يخرج من الباب خلف ياسمين فقررت التصرف بسرعة قبل أن يراهما وجذبت ياسمين من يدها تقول بسرعة : "تعالي لنتحدث أولا ...سنجلس على هذا الكرسي تحت الشجرة " حاولت ياسمين بانهاك جذب يدها من رؤى التي كانت قد شدتها للتحرك بضع خطوات بالناحية الموازية لمبنى الكلية فقالت بتصميم: "دعيني رؤى ...ولا تحاولي منعي ...الأمر منتهي ...سأصعد له يعني سأصعد الآن " زفرت رؤى براحة وهي ترى سيارة عمرو تمر من أمامها على الناحية الأخرى دون أن ينتبه لهما فقالت بهدوء : " اهدئي ياسمين ...لقد غادر عمرو ...(ووضعت يدها على قلبها وهي ترى نظرات الشك بعينيها وتكمل ) ...اقسم بالله غادر بسيارته ورأيته بنفسي " زفرت ياسمين بضيق وهي تقول: " اللعنة كنت أريد أن انتهي من هذا الأمر ...لقد جئت خصيصا من أجله اليوم " سحبتها رؤى من يدها مرة أخرى تقول : "اسمعي عزيزتي ...لقد قررت انك ستقضين اليوم معي لدينا بالمنزل ...ولن اقبل أي اعتراض .. وسأحدث أمك بنفسي لاستأذن لك منها " وقاطعت محاولة اعتراضها منها وهي تقول : " في جميع الأحوال كنت سأطلب منك ذلك ...فقد نزلت أمس وصورت الملازم وأسئلة الامتحانات للسنوات السابقة ...ونسيت إحضارهم معي اليوم ...تعالي لأخذهم ونتغذى معا ...وبعدها سنتحدث ...أرجووووك ياسمين ...أرجووووك ...لقد تركت صاروخ أرض جو بعيون خضراء وابتسامة تشبه نجوم إعلانات معجون الأسنان لأجلك " نظرت لها ياسمين ببلاهة...فزفرت رؤى بحنق وقالت وهي تعاود مسك يدها متجهة لبوابة الجامعة: "طبعا بحالتك هذه لم تنتبهي للـ(مُزّ) الذي كان يقف معي ...تعالي تعالي سأحكي لك ونحن بالطريق ...لكن أولا لنشترى علب عصير نشربها فقد جف حلقي وأنا انظر لوجهه المشع ..." وظلت تثرثر في محاولة منها إشغال صديقتها وبداخلها إصرار على انتشال من حالتها البائسة ************ التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 03-01-20 الساعة 10:16 PM | ||||
03-01-20, 09:13 PM | #450 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| أغلق الهاتف مبتسما بظفر ...وعاود رفعه وهو يطلب رقمها ...وما أن سمع صوتها حتى قال : "حبيبتي هل أنهيت عملك ؟" جاءه صوتها تقول بدلال : "هادر حبيبي ...لقد أخبرتك قبل قليل أني لن انتهي قبل ساعتين أو ثلاث ...لم يمر بعد نصف ساعة منذ أن حادثتني " قال بلهجة تمثيلية متعمدة : "لم أعد أطيق الانتظار أكثر حبيبتي ...آن أوان إنهاء الأمر ...أنا بالسيارة على بعد ربع ساعة من مكان عملك ...انهي المُلِح بسرعة وأجلي الباقي ..فأنا سأدعوك على غداء شهي لن تنسيه بمطعم رائع يليق بك" وابتسم برضا وهو يستمع لضحكتها قبل تخبره بدلال أنها ستكون في انتظار وصوله . بعد أقل من ساعة كانا أمام أحد المطاعم .. فتجاهل هادر الشحوب البادي على وجهها ما أن نزلت معه من السيارة أمام باب المطعم وسألها بلا مبالاة : "هذا هو المطعم ...ما رأيك في تلك المفاجأة؟ ...سمعت أنه الأفضل والأغلى ....فقلت لنفسي أنه ما يليق بأن ادعوك فيه " شدت معصمه برفق لتوقفه قائلة بارتباك : "هادر ...هذا المطعم غالي جدا ...لا داعي لأن تبذر نقودك هنا ...لنذهب لمكان آخر حبيبي " التفت لها هادر ليمسك يدها وهو يقول بخبث : "ما أجمل مراعاتك حبيبتي ...كل يوم تثبتين لي كم تغيرتِ عن السابق ...لا تقلقي حبيبتي ...ثم ...الأمر يستحق بعض التبذير ...فليس كل يوم سنقرر فيه موعد خطبتنا " نظرت له بإجفال ...لقد فاجأها برضوخه أخيرا لطلبها بتحديد الموعد ...لكنها خائفة ...فهذا المطعم هو المكان المفضل لجمال خطيبها السابق والذي اعتاد دوما على دعوتها للغداء فيه ...كما أن معظم لقاءاته ودعوات غذاء العمل خاصته تكون فيه...فزفرت بقلق وهي تستجيب ليده التي دفعتها ناحية الباب وهي تدعو ألا يكون حظها سيئا وتصادفه اليوم. بعد دقيقة دارت بعينيها بالمكان وهي تدخل لتتنفس الصعداء عندما لم تلمحه .. لتجد هادر يتحدث مع النادل الذي قادهما لطاولة جانبية لكنها مكشوفة لمن يدخل من الباب ...وما أن استقرا جالسين حتى احضر لهما النادل القائمة ... نظرت في قائمة الطعام لتقرر ماذا ستطلب بينما كانت عينا هادر مسلطتان على باب المطعم قبل أن يخفي ابتسامة سريعة عندما تحقق هدفه وأسرع بمد يده ليمسك بكفها الأيسر مقبلا ظاهره بطريقة أثارت استغرابها الشديد فهي تعلم مدى تحفظه ورفضه لأي تجاوزات ...لتجده يهمس لها برقة: "حبيبتي ...اطلبي لي معك .. أرغب بأن آكل على ذوقك ...سأذهب للحمام حتى تطلبي لنا ..." غمز لها بعينيه وهو يستقيم واقفا ويتحرك ناحية الحمام تاركا إياها تتابعه بعينيها الذاهلتين حتى تواري خلف الممر المؤدي للحمامات فعادت بعينها باحثة عن النادل .. لتصطدم نظراتها بعنين تشعان سخرية وحقدا جعلتا ساقيها ترتعدان وهي ترى حديثه الهامس لمن معه قبل أن يتركهم متجها إليها .. ألقت اشكي بالقائمة أمامها وقبضت كفيها منزلة إياهما تحت الطاولة لتخفي تلك الرعدة التي سرت بهما وهي تنظر بتوجس لمن جلس أمامها مكان هادر ...فقالت له بصوت حاولت إخراجه حازما بفشل: "جمال لو سمحت ...اذهب من هنا ...لا أريد مشاكل وفضائح" نظر لها بسخرية وقال متهكما: "أصبح جلوسي معك غير مرغوب به الآن ...وترغبين بالتخلص مني خوفا من الفضائح يا أشكي هانم! " قالها واطلق ضحكة خشنة من حلقه ثم مال ناحيتها بوجه ينضح شراً ارجفها بشدة .. فرجعت بجذعها للخلف وأدارت وجهها ناحية ممر المؤدي للحمامات خائفة من عودة هادر فقال جمال بفحيح مقيت : "ماذا ؟!... هل تخشين من عودة هذا الضابط الغبي ورؤيته لكِ معي؟ ...(ومال ناحيتها أكثر وأضاف) ...اخبريه بأني القي عليك التحية كرامة للأيام الخوالي عزيزتي ...هو بالتأكيد يعرف انك كنت خطيبتي حتى وقت قريب" هتفت بحدة حاولت بها إخفاء قلقها : "كنت ...كنت وانتهى الأمر ...وذهب كلا منا بطريق ...فدعني في حالي واذهب " طقطق بفمه رافضا ثم قال بسخرية: "اشكي ...اشكي ...من يسمعك يظنني سأموت عليك ..أو أنني كنت أطاردك ...يبدو انك نسيت انك من كنت تطاردينني عزيزتي ومن قبل حتى أن تفسخي خطبتك الاولى من خطيبك العزيز ...وكدتِ أن تتوسلي رضائي حتى وافقت على الارتباط بك ...أم نسيت كم كنت متشبثة بي بسعادة وفخر طوال فترة خطبتنا ؟!... أمممم...ربما تحتاجين لبعض التذكير عزيزتي ...أنظري لعلبة مجوهراتك التي امتلأت خلال عام خطبتنا حتى تنعش ذاكرتك...ولمَ نذهب بعيدا؟ ...أليس هذا الخاتم ذي الفص الماسي الذي ترتدينه الآن واحدا من هداياي لك والتي لم تعيدي لي أيا منها عند إنهائك للخطبة كما كان ينبغي !" ردت اشكي عليه بغضب وهي تشيح بيدها أمام وجهه : "تلك الهدايا من حقي بعد استغفالك لي واستخدامك لاسم أبي لتسهيل تجارتك اللعينة من خلف ظهري...يكفي أن بسببك أيها اللعين وضعت اسم أبي محل شبهات ...أكنت تريدني أن أبقى معك حتى يقبض عليك وتجرني معك للجحيم !!" انطلقت ضحكته صاخبة وهو يمد يده ممسكا بيدها ضاغطا عليها حتى كادت أن تصرخ من الألم .. فكتمت أنات ألمها وهي تقول له بأمر مرتجف أن يترك يديها .. تجاهلها جمال وقال هازئا : "من هذا الذي يقبض عليه عزيزتي .. يبدو أنك رغم الفترة التي قضيناها معا لم تعرفي من هو جمال زهران ...ومن الذين يعملون معه " حاولت جذب يدها دون فائدة حتى كادت الدموع تفر من عينيها وهي تقول له بألم ممزوج بالسخرية والتحدي: "تكون أحمق مما اعتقد لو ظننت للحظة أنهم سيحمونك إن وقعت ...تجارة السلاح ليست أمرا هينا يقبل أيا منهم بأن يتورط اسمه به ...بل إنها أكثر خطورة من تجارة المخدرات نفسها خاصة أن تلك التجارة تقع تحت طائلة الجهات السيادية وليس فقط الداخلية والأمن العام ...أنت كُشفت .. ولو كنت مكانك .. لكنت هربت بسرعة بعد أن فاحت رائحتك .. أنت غارق لا محالة ...طال الوقت أم قصر " جذب يدها أكثر وهو يميل برأسه ناظرا في عينيها هامسا بفحيح: "إذا عليك أن تحرصي عزيزتي أن لا أقع أبدا ...فصدقيني لو حدث لن أقع وحدي ...سأوقع الكثير معي ..وأولهم أنت وأبيك العزيز" حين ترك يدها تأوهت وهي تدلكها وتناظره بحقد قائلة : "لن تستطيع أن تجرنا معك لمستنقع قذارتك...أنا وأبي أناس شرفاء لا شأن لنا بتجارتك" طقطق بلسانه وهو يستقيم واقفا.. ثم انحنى ناحيتها قائلا بخبث : "حقا عزيزتي شرفاء جدا ...إذا اخبريني يا شريفة من استخدم سلطاته وعلاقاته لتمرير كافة شاحناتي العام الماضي دون أي عوائق أو تفتيش ...فى الواقع لقد قدمت ووالدك الشريف لي خدمات جليلة في عملي " شحبت بشدة وهي تنظر له بغضب قائلة باتهام : "أيها اللعين ...كنت توهمني أنها مجرد شحنات عادية تخص عملك بالاستيراد وتعطيلها بالجمارك والميناء سيتسبب لك بخسارة كبيرة ...أوهمتني أنها مرة أغذية ومرة ألعاب أطفال وأخرى أخشاب...كنت تطلب مني أن أتوسط لدي أبي ليكلم معارفه حتى لا يتم تأخيرها بالتفتيش" عوج جمال فمه وهو ينظر لها بسخرية ويقول : "آه وأنت الغرة الغبية كنت تصدقين تلك الحجج التي لا يصدقها عقل طفل ...خاصة مع كل هدية ثمينة كنت تحصلين عليها بعد إنهاء الأمر ...(ومد يده مربتا على خدها متجاهلا تراجعها وإزاحتها ليده وقال باستهزاء) لا عزيزتي ...أنت كنت تعملين أن الشحنات بها شيء غير قانوني ...ربما لم تعرفي ماهيته تحديدا لكنك لست غبية ...أنت كنت سعيدة بما تتحصلين عليه مني ...ولولا الخطأ الذي تسبب به أحد رجالي بالشحنة الأخيرة والذي لفت الأنظار لي لم تكوني لتبالي بالأمر مهما طال ....ورغم أن رجلي الغبي تحمل تبعات خطئه وحمل القضية ...لكن ماذا نقول ...لقد أثار ذلك زوبعة حولي ...لكن عزيزتي ...هي مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما ستزول ...وستندمين كثيرا على خسارتك لي " رفع عينيه ناظرا لهادر الذي وصل لحظتها ليومئ له برأسه قبل أن يبتعد متجها للطاولة التي يجلس عليها رفاقه ...بينما زاد شحوب وجه أشكي وهي ترى هادر ينظر لها بابتسامة أثارت ريبتها التي زادت أكثر مع قوله لها بهدوء مريب : "يبدو أنك كنت مشغولة جدا في غيابي عزيزتي لدرجة نسيت أن تطلبي لنا الطعام " حاولت التبرير بارتباك وهي تقول بتأتاة : "هادر ...أنا ...هو ...إنه ...هو يكون ....لقد.." رفع هادر حاجبه بنفس الابتسامة وقال ببرود أرعبها: "ما بك أشكي؟ ...لما هذا الارتباك؟ ...الأمر عادي ...خطيبك السابق رآك صدفة بالمكان فجاء ليلقى التحية عليك ...أليس هذا ما حدث ؟" ظلت جامدة تنظر له بتوجس وهي تشعر بأن القادم لن يكون جيدا ليتأكد حدثها وهو يكمل: "وأيضا الأمر لن يخلوا من بعض العتاب واللوم وتصفية الحسابات " قالت بقلق : "ما الذي تعنيه ...أي حسابات تلك؟ ...الأمر بيننا انتهى ...و كما قلت أنت رآني صدفة فجاء لإلقاء التحية " طقطق بلسانه مقلدا جمال ثم قال: "أشكي .. أشكي ...كل هذا الوقت يلقي التحية !!!...يا لها من تحية طويلة ...خاصة وهي تشتمل على هذا الحديث الطريف حول مدي تورطك في شحناته التي كنت تتوسطين عند والدك لكي يمررها له بلا تفتيش (ومد يده ممسكا بكفها الأيمن متمعنا بالخاتم الماسي وهو يقول بسخرية) "ما أروعه ...تُرى عزيزتي ...هذا هدية أي شحنة منهم (ليضغط بقوة آلمتها وهو يضيف )...وهل ثمنه كافي ليستحق كل الدماء التي تسيلها أسلحته المهربة التي تنشر الدمار بالبلد؟!" سحبت يدها منه وهي تقول بصوت مرتجف: "ما الذي تقوله هادر ...أنا لا أفهم ما تعنيه " ضرب بكفه على الطاولة مانعا إياها من إكمال تمثيلها وهو ينظر لها بصلابة تشابه صلابة كفه التي أمسكت يدها التي حاولت بها جمع حاجياتها لتهرب من أمامه وقال بصوت شابه اسمه رغم خفوت نبرته: "بل تعرفين جيدا ...كل حرف قلتماه لم اسمعه فقط بل سجلته أيضا .." ومد يده جاذبا هاتفه الذي كان موضوعا أمامها على الطاولة بوضع مقلوب لكنه كان مفعلا على وضع التسجيل ...فازداد شحوبها وهو يميل مخفيا إياها عن عيني المراقب لهما خلفه ويعيد تشغيل التسجيل من أوله مقتربا منها بحيث يظن من ينظر لهما أنهما ثنائي في وضع حميم يشاهدان شيئا على الهاتف معا. كانت ترتجف بوضوح وهي تمد يدها محاولة جذب الهاتف الذي أبعده مبتسما ووضعه في جيب سترته الداخلي بعد أن اسمعها جزءا من حديثها مع جمال فقالت له بارتعاش متوسل : " هادر أرجوك ...أنت لا تفهم ...أنا لا شان لي ...لقد تم خداعي ...أرجوك لا تسلم التسجيل ...لا تورطني بتلك القضية أنا مظلومة ...حبيبي ..." رفع يده يمنعها من الإكمال بينما يعتذر للنادل الذي اقترب منهما عن اضطرارهما للذهاب دون أن يطلبا مانحا إياه بقشيشا سخيا ثم جذب معصمها قائلا لها وهو يسحبها للخارج : "لا أظن المكان هنا مناسبا للحديث ...(وزفر بعمق وهو يكمل ) آن أوان أن تخبريني بكل شيء عزيزتي ...لكن في المكان المناسب " ونظر لجمال الذي التقت عيناه به أثناء مروره بجواره بتقطيبة مفتعلة يمنحه رضا مؤقت لظنه أنه يغار منه وبسببه ترك المكان ...وما أن وصلا لسيارته حتى فتح الباب ودفعها للداخل وهو يميل عليها ساخرا بقوله: "عفوا عزيزتي لا استطيع أن أكون رقيقا مع أمثالك ....واعتذر عن عدم تلبية طلبك بعدم تسليم التسجيل ...فالتسجيل بالفعل كان مذاعا ببث مباشر على الهواء في غرفة عمليات وزارة الداخلية حيث سنتجه الآن لتخبريهم هناك كل ما عندك من مبررات " ليتلف بسرعة ويجلس خلف المقود متجاهلا شهقات بكائها وهو يبتسم زافرا براحة الخلاص. ***** يتبع بالصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t455707-46.html التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 03-01-20 الساعة 09:34 PM | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|