آخر 10 مشاركات
328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-20, 09:27 PM   #541

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الجمال على جميلات الجروب حالا حنزل الفصل وبعدها ارد على تعليقاتكم الغالية


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:27 PM   #542

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور لأحلى ريدا

يا رب تكونى افضل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:32 PM   #543

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر
اقترب خالد من غرفة آسر متألما مترددا في الطرق على الباب ولا يعرف كيف يخرج صاحبه من تلك الحالة التي تسيطر عليه منذ يومين.. حالة اكتئاب حاد أضيفت لحالته الصحية التي ليست على ما يرام جعلته يعتكف في غرفته منذ أن علم بالخبر.

بشعور بالحزن والأسف قرر خالد ألا يطرق على الباب وعاد ليقف في شرفة تلك الشقة السرية التي يختبئ فيها هو و آسر منذ أسبوعين .. وغامت عيني خالد وهو يتذكر معرفته بإصابة آسر بطلقة قريبة من القلب قبل ثلاثة أسابيع ...تلك الإصابة التي كادت تودي بحياته لولا رحمة الله التي جعلته ينحني ليلتقط نظاراته الشمسية التي سقطت من يديه في نفس لحظة إطلاق القناص للطلقة وبمجرد أن رفع رأسه تفاجأ بستورم يدفعه والذي لمح ما يحدث لكن الأخير لم ينجح في حركته المباغتة التي جاءت ابطأ قليلا من سرعة الرصاصة الثانية ألا في انحراف الرصاصة عن مسارها المقصود عدة سنتيمترات فأصابت آسر في صدره بدلا من قلبه ...
ومع سرعة تصرف فائقة من رئيس أمنه ستورم استطاع سحب آسر لداخل المشفى وهو يضع جسده درعا لحمايته فلحقت الرصاصة الثالثة بكتف ستورم ...لكن الأخير رغم إصابته استطاع أن يسرع بآسر الغارق في دمائه للداخل ليتم ادخاله فورا غرفة العمليات وما أن خرج منها حتى استطاع نقله وهو ما زال مخدرا تحت حراسة مشددة من اخلص رجاله.. وبشكل سري لأحد المراكز الطبية الخاصة والتي يثق بطبيبها ودون أي تسجيل لبياناته ...مكان سري لم يعرف عنه مخلوق شيء حتى موظفيه ...فقط خالد الذي قتله القلق عند اختفاء أخباره فتواصل مع ستورم الذي يعرف صلة كلا منهما بالآخر وثقة آسر به ليبلغه بما حدث فيحضر هو على أول طائرة ...

وما أن تحسنت صحة آسر قليلا بعد أكثر من أسبوع حتى نقلاه بشكل شديد السرية لهذه الشقة وبذلا مجهودا مضنيا لأقناعه بعدم الظهور العلني.. بعد أن حاول خالد قدر إمكانه تسيير أمور عمله بمعاونة بعض مساعديه بعد أن اتصل بهم آسر ...دون أن يمنحهم أي تفاصيل عن مكانه وموعد عودته ...وها هم يخبئونه في هذه الشقة منذ ما يقرب من اسبوعين لحمايته ..
لكن ما حدث قبل يومين صدم كلاهما بشدة .. صدم آسر بالخبر الذي علمه بالصدفة وصدم خالد بما علمه عن مشاعر آسر العاطفية والتي لا يزال يشعر بالذهول من أن يقع آسر الراوي بعد كل هذه العلاقات النسائية في الحب .. ومن فتاة هي ابعد ما يكون عن عالمه
إنه يشعر بالشفقة عليه وبالحرب التي اتقدت بداخله ...غاضب هو منه ...وغاضب عليه ...مصدوم من اكتشافه لمشاعر ابن عمه بعد فوات الأوان ...ويشعر بالذنب من أن يكون سببا بمعرفته بزواج سماء ...خاصة في هذا التوقيت ...رغم أن الأمر لم يكن مقصودا ...

قبل يومين
قال خالد في الهاتف :
" لا اعرف يا همس ...لا استطيع أن أحدد لك موعدا دقيقا للعودة ...الأمور هنا مرتبكة ...لا عزيزتي ...أخبرتك لا تقلقي ...فقط آسر ما زال متعبا ويحتاجني ...لا طبعا ..(ليضحك بعشق وهو يجيبها )وهل لديك وقت للاهتمام بي مع انشغالك بزفاف قريبتك...هنئيها وأسرتها واعتذري منهم لعدم قدرتي على حضور عقد القران اليوم ...وسأحاول أن أعود قبل حفل الزفاف الأسبوع القادم ...فى حفظ الله حبيبتي قبلي أمجد حتى أعود ..."

اغلق الخط يضحك على كلماتها الشقية لكنه حين التفت تفاجأ بآسر الشاحب واقفا خلفه ينظر له بغرابة ليفاجئه أكثر بسؤاله:
"من التي ستتزوج قريبا؟؟؟ ..من سيعقد قرانها اليوم؟!!"
قطب خالد باندهاش واجابه بتعجب:
"سما ابنة خالة همس ...لماذا تســ ….."
قاطعته صرخة آسر الغاضبة وهو يقترب منه ممسكا قميصه بحدة :
"لا ...لا يمكن ...أمنعها خالد ...أوقف الأمر ...لمَ بهذه السرعة ؟؟؟...تصرف ...لا تسمح لهم بعقد قرانها ...هاتف همس لتمنعها "

كان وجهه يزداد شحوبا وشعر به خالد ينتفض و يترنح ..فمد يده يسنده بسرعة محاولا تهدئته هو يقول :
"ما بالك آسر ...أهدأ ...تعال لتجلس ...جسدك ما زال ضعيفا ...والطبيب منعك من أى إجهاد أو حركات عنيفة لفترة "

دفعه آسر يده بغضب وهو يقول من بين لهاثه :
"لا تخبرني أن اهدأ ...أقول لك تصرف ...أمنع هذا الأمر كلم همس ...اقول لك ...أنا من سأحدثها "

حاول آسر سحب هاتف خالد الذي قطب بحدة وأبعده عنه قائلا بصرامة:
"هل جننت آسر ؟ ...ماذا هناك ؟...ما شأنك أنت بسما وعقد قرانها ؟...ولم تـ..."
اتسعت عيني خالد بذهول وهو ينظر لوجه ابن عمه و غمغم بذهول غير مصدق لما يستقبله عقله من معلومات بعد تحليل حالة آسر الغريبة :
"يا الهي ...أنت تحبها ...أنت تحب سما!! ..."

لم يرد آسر وإنما أغمض عينيه متألما فهتف خالد بغيظ :
"أيها الغبي الأحمق ...إن كنت كذلك لمَ صمت حتى الآن؟؟ ...لمَ لم تتخذ خطوة قبلا ...كانت تعمل لديك لفترة طويلة ...كيف تنتظر حتى تضيع منك؟"

فتح آسر عينيه وانقض مجددا يمسك بقميص خالد قائلا برفض :
"لا تنطقها ...لن تضيع سما مني ...لن اسمح لها ...قد أكون غبيا وتأخرت حتى فهمت مشاعري ناحيتها ...لكني لن ادعها تضيع مني ...سأنتزعها لي رغما عن الجميع "

صرخ به خالد بحسم:
"كف عن جنونك ...الأمر انتهي ... سما ليست من نصيبك ...عقد قرانها اليوم ...بل الآن تحديدا ...همس كانت تحدثني وهي في طريقها إليهم ... أنت تقول أنك تأخرت حتى فهمت مشاعرك ...حسنا إذا ...هو خطأك ...فتحمله...وإياك وجنونك آسر ...لن اسمح لك ...سما جزء من عائلتي ...ولن اقبل بأي إحراج أو اهانة أو فعل ما يسئ لها ولأسرتها ...النصيب لم يكتب بينكما ...هي أصبحت ملكا لآخر ...وزفافها عليه بعد اقل من أسبوع ...وأنت يجب أن تحاول تجاوزها ونسيان الأمر ...وهذا موضوع لا نقاش فيه "

تركه آسر وتحرك للخلف محبطا ساخطا متألما وألقي بجسده على الأريكة بانهزام يدفن وجهه بين كفيه ...
فوقف خالد يناظره بذهول غير قادر على استيعاب أن يكون آسر واقعا في الحب ومع فتاة بعيدة تماما عن طبيعة حياة آسر المليئة بالعلاقات النسائية .

وها هو بعد يومين لم يغادره الذهول بعد .. لكن حال ابن عمه المكتئب بالداخل تشعره بالشفقة ولا يعرف ماذا يفعل معه ..
سمع صوتا خلفه فدخل من الشرفة واتسعت عيناه بذهول وهو يرى آسر بوجه شاحب وشفتين باهتتين يرتدي حلة فاخرة ويبدو على وشك الخروج فهتف بغير تصديق :
" إلى أين يا آسر ؟؟"
قال آسر بتحدي مقاوما ضعف جسده " لن أختبئ هنا للأبد كالجبان .. ولا أريد أن تشعر مارجريت بأنها هزمتني "
هدر خالد بانفعال :
أجننت يا آسر؟... هل ترغب بالموت؟ ...ما تفعله بنفسك درب من دروب الانتحار ...رئيس أمنك أصابه اليأس...وابلغني أنه يخلي مسئوليته إن لم تلتزم بمحاولاتنا لإخفائك حاليا ... إن تصرفاتك هذه ليست شجاعة بل جنونا"
نظر له آسر بلا مبالاة ...يخفي وجعه ...ألمه ...غضبه.. تحت قناع زائف من التحدي ..
تحدي الخسارة ...الموت ...الفقد ...
ماذا يهم ..بعد كل ذلك ؟ ...
لقد فقد الصديق رغم أن قلبه ما زال يدق ...لكنها دقات مؤقتة يضخها جهاز يبقيه على قيد حياة أقرب للموت ...
وفقد حبيبة ما أن اقر القلب بعشقها حتى ضاعت من بين يديه ..أصبحت ملكا لآخر ...
فما فائدة الحذر إذن !! ...فليذهب الخوف وإجراءات الأمن والسلامة للجحيم ...
سيواجههم بكل قوته ...يحاربهم بصدر مكشوف ...يتحداهم ...ويتحدى معهم الموت حتى ينتصر أحدهما على الآخر ..

فتح آسر الباب وخرج يصفعه خلفه تاركا خالد قلقا عليه بشدة بعد أن أدرك أن آسر قد قرر أن يتحدى الجميع حتى نفسه ...وبأنه لم يعد قادرا على منعه ...وخائف بقوة من نتيجة تصرفاته .

*****************************


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:34 PM   #544

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة
"يا إلهي لا اصدق أننا انتهينا ...اخييييرا إجازة"
كانت رؤى ترفع يديها لأعلى وتصرخ بسعادة لتمد ياسمين يدها تحاول كتم فمها وهي تقول بإحراج:
"يا مجنونة كفي عن لفت أنظار الجميع لنا"
لتلتفت لها وهي تتمايل بشقاوة قائلة :
"أنا سعيدة سعادة مزدوجة لا بل ثلاثية (لتبدأ بالعد على اصابعها ) أولا انهينا الامتحانات ...ثانيا أجبت جيدا بمادة اليوفا ( مادة القواعد باللغة الصينية) "
وانطلقت ضحكاتها بسعادة وهي تقول بسخرية:
" ثالثا شمت في الغبية سهر التي تجند زملائنا الشباب لمحاولة تغشيشها "
ابتسمت ياسمين ورؤى تقلد زميلهم يوسف الذي كان يحاول تنبيهها للإجابة عن طريق رسم الرمز الخاص بالمصطلح ( الحروف باللغة الصينية تكتب على شكل رموز كالحصان والشجرة والنار ...الخ ) فيدعي مرة انه يشعر بالحر ويحرك يده أمام وجهه رغم أن الجو مثلج ..و كادت رؤى تسقط أرضا من شدة الضحك وهي تتذكر:
"المسكين ظل يحاول إفهامها رمز النار بلا فائدة وظلت الغبية تهز رأسها دون فهم ...لكن الأفظع عندما تمطى وحاول تقليد رمز الحصان وهو يزوم قائلا بخفوت( درجن درجن ) فامسكه المراقب من قفاه واخذ ورقته مخرجا إياه من اللجنة ...يستحق حتى لا يقوم بتمرير الأجوبة لها"
ابتسمت ياسمين قائلة بحرج:
" أتعرفين أن فعلته جاءت في صالحي.. كنت قد نسيت معنى المصطلح وحائرة في أي المعنيين مطلوب حتى لمحته وهو يحاول تقليد الحصان فتذكرت "
انطلقت ضحكات رؤى بسعادة وهي تقول شامتة :
"نعم لأننا ذاكرنا واهلنا دعوا لنا ...قد نسهى عن نقاط بسيطة نتذكرها بسرعة بعكس الغبية التي أضاعت الأحمق معها ...كم كنت فرحة بها وأنا أراها تكاد تبكي وهم يخرجونه ...(لتعود للضحك بصخب وهي تضيف ) أريت عندما حاول تقليد رمز الشجرة لها وأخذ يرسمها بإصبعيه ليميل المراقب ناحيته سائلا ماذا تفعل فيرد أحاول التذكر فيسخر منه المراقب قائلا تذكر برأسك لا أصابعك وإلا جعلتك تنسى اسمك "
أطرقت ياسمين مبتسمة في الوقت الذي لكزتها رؤى قائلة بسعادة :
"الجميع سعداء اليوم عزيزتي انظري حولك أيتها الكئيبة ...الكل فرح انظري هناك لهذا الذي ألقى بالأوراق والكتب أرضا وبدا يقفز فوقها...والثاني بجواره يرقص كالهنود الحمر( لترفع يدها لأعلى بهتاف ) إنها الاجاااازة انتهينا من نصف المواد ونصف هذا العام ...متى سننهي الدرااااسة ونتخرج متــــــــــــي..."
كانت تقولها بنفس الصراخ المرح متجاهلة نظرات صديقتها الناهرة لتفاجئ بالصوت المازح خلفها:
"هنيئا لك آنسة رؤى ...ترى أين ستقضين إجازتك؟ ...إن لم تكن لديك خطط مسبقة فلدي اقتراح رائع ...بإمكانك الانضمام لنا ..اقصد كلاكما طبعا"
قطبت ياسمين حاجبيها وهي تنظر لهذا السمج الذي لا تستسيغه باسم قريب سهر ..والذي أصبحت تراه بشكل متكرر طوال الأسابيع السابقة ولا يكف عن محاولة التقرب وفتح الأحاديث مع صديقتها الحمقاء ...لتنظر لرؤى بغضب وهي لا تراها تصده كما يجب ...صحيح أنها لا تتجاوز معه لكنها تترك له الباب مواربا ...فضغطت على نواجذها غيظا وهي تسمعها تجيبه برقة مصطنعة :
"الانضمام لمن؟! ..وأين باسم؟! "
قال الأخير بابتسامة وهو يرفع نظارته الشمسية محدقا في عينيها :
"لمجموعتنا ...أنا وسهر وعدد من أصدقائنا المقربين سنذهب في رحلة على متن الباخرة ( نايل كروز ) خلال هذه الإجازة...سنقضي أسبوعا نزور الأقصر وأسوان وهناك برامج ترفيهية رائعة ...بالإضافة للنشاطات على متن الباخرة ...لقد تم حجز كل الأماكن مسبقا ...لكن بإمكاني أن أجد مكانين لكلاكما أو أكثر لو أردتم إحضار احد معكما ...صدقيني ستستمتعين كثيرا"
ردت ياسمين بسخرية مستبقة رؤى التي تنظر لهذا السمج بغموض أقلقها :
"أتعرف يا باسم ...أنت يجب أن تعمل مندوب لشركات السياحة فأنت تجيد الترويج ...لكن شكرا لا داعي لأن تتعب نفسك وتحضر لنا تذاكر لرحلتك فنحن لا نذهب في رحلات خاصة مع احد"

تجاهلها باسم وهو ينظر لرؤى التي تتلاعب بخصلاتها القصيرة ويرتسم على وجهها ابتسامة لا يستطيع فهمها وقال محاولا اقناعها :
" لكنها ليست رحلة خاصة ...بل نحن مجموعة كبيرة نسبيا أغلبنا طلبة بالجامعة الأمريكية ومعنا بعض زملائكم هنا ...فقط نحن من ننظمها ....وليست الجامعة ...حتى نضمن أن نختار من يعجبوننا ونتآلف معهم لنكون على راحتنا بلا رقابة وتضييق من إشراف الرحلات وتعنتهم "
قالها بغمزة جعلت ابتسامة رؤى تختفي وتنظر له بحدة وهي تجيبه :
"شكرا للعرض باسم ...لكن كما قالت ياسمين ...نحن من عائلات محافظة وأسرنا لا تقبل بتلك الرحلات الشللية ...فقط الرحلات الرسمية التابعة للجامعة "
مال بجذعه ناحية رؤى بطريقة جعلت عيني الفتاتين تتسعان ورؤى تتراجع وهي تنظر له بتحذير بينما ادعى هو عدم الانتباه وهو يقول:
"حسنا ...بإمكانكما إخبار أسركم أنها رحلة تابعة للجامعة ...لا داعي لأن يعرفوا التفاصيل ..الأمر بسيط و لن يفرق كثيرا "
شهقت ياسمين بينما اشتعلت نظرات رؤى وهي تجيبه بصرامة:
"عفوا سيد باسم .. بسيط عندك أنت ومن تعرفهم حيث الكذب والادعاء وخداع الأهالي أمر عادي لديكم ...لكننا لسنا كذلك بالإذن ...رحلة سعيدة لكم "
واستدارت تسحب يد ياسمين مبتعدة بمشية عصبية تاركة إياه وقد اختفت ابتسامته فدمدم حانقا بسباب خافت .
جاءته ضحكة ساخرة من الخلف عرف صاحبتها قبل أن يلتفت لينظر للعيون الشامتة خلفه و سهر تقول:
"يا حسرة على كازانوفا الجامعة الأمريكية الذي أذاب قلوب جميلاتها وأوقعهم بشباكه ...لتأتي فتاة وضيعة لا تسوى شيئا تجعله واقفا ككتكوت مبلل وتتركه قفاه ينضج الخبز "
ضغط باسم على نواجذه وهو يقول بتحذير غاضب:
" سهر احترمي نفسك ..واحفظي لسانك"
اختفت ملامح المزح والسخرية من وجهها وهي تقترب منه صارخة بغضب:
"عندما تحترم أنت نفسك يا ابن عمي ... لقد كنت اشك بالأمر ...والآن تأكدت ...تصميمك على إيصالي ....الانتظار لإيصالي كل أيام اختباراتي حتى بعد إصلاح سيارتي ...والذي تأخر جدا وأنا واثقة انك كنت وراء تأخيرها في التوكيل ..عشقك الذي ظهر فجأة للسياحة الداخلية وأنت تكاد تجبر الشلة على أن نشترك في رحلة داخلية بحجة أننا نلف العالم ولا نعرف شيئا عن أثار بلادنا ( واطلقت ضحكة قصيرة ساخرة بغضب وهي تضيف ) منذ متى كنت هذا الوطني العاشق لآثار بلده ...ها ...أتعرف ...رغم كرهي لتلك الفتاة القصيرة المغرورة ..لكني سعيدة أنها تجاهلتك ...واهانتك"
اشتعل الغضب والتحدي في عينيه وهو يجيبها:
"من تلك التي تجاهلتني ...إنها فقط تتمنع وترسم صورة الفتاة الخجولة المؤدبة أمامي ...تتلاعب قليلا ظنا أنها بذلك تعلقني بها ...أسلوب تتبعه بعض الفتيات ظنا أنهن بذلك يوقعن أمثالي لنتقدم للزواج منهن ...لعلمك ...تلك الفتاة معجبة بي بجنون ...فقط تحتاج لإستراتيجية مختلفة ونفس أطول قليلا ...واعدك خلال شهرين على الأكثر سترينها معلقة بذراعي تستجدي مني نظرة رضا "
نظرت له سهر ساخرة لتقول وهي تستدير :
"حسنا باسم ...معك شهرين وأريني كيف ستوقعها وتكسر أنفها الأفطس ...وقتها سأنحني لك معترفة بقدراتك الفذة عزيزي"
لتسبقه تاركة إياه يلحق بها بينما يلتفت هو ليلمح رؤى وصديقتها واقفتان مع شاب يبدو اكبر قليلا من كونه طالب ...خاصة مع ارتدائه بدلة كلاسيكية ...فزفر بضيق قبل أن يرتدي نظارته الشمسية ويسرع للحاق بابنة عمه التي نادته بنزق ..
قبل عدة دقائق
سارت الفتاتان تتجادلان بضيق قبل أن يقاطعهما نداء عمرو ينادي على ياسمين لتتسمر كلتاهما وتناظران بعضهما ..واحدة بمرح ...والأخرى بقلق جعلها تشد على كف صديقتها وهما تستديران ناحية عمرو الذي اقترب منهما مبتسما وهو يسألهما عن أحوالهما وكيف ابليتا في الاختبارات لترد رؤى بشقاوة إن أجمل ما فيه انه انتهى وتحاول الاستئذان منهما قائلة:
"حسنا ياسمين سأسبقك للبوابة والحقي بي "
تمسكت الأخيرة بكفها رافضة وهي تقول بحدة رغم خفوت صوتها:
"لا ابقي معي ...سنذهب سويا"
ابتسم عمرو مرجعا قلقها وتوترها لخجلها الزائد وقال بابتسامة :
"لا داعي آنسة رؤى ...الأفضل بقائك معنا حتى لا نبقى وحدنا أمام الطلبة ...أنا لن أعطلكما ...فقط أريد أن ابلغ ياسمين أني هاتفت والدها ...وأخذت منه موعدا ليوم الخميس القادم ...لنكون عندكم بالمنزل أنا ووالدتي "
ويومئ بعدها برأسه تاركا كلتاهما بحالة ذهول أفاقت منها رؤى سريعا لتحتضن صديقتها الساهمة مهنئة بسعادة ...لكنها تراجعت وهي تلاحظ تخشبها وشحوبها فسألتها بقلق:
"ماذا هناك ياسمين ...ما بك؟!! "
نظرت لها ياسمين بإدانة سائلة:
"كيف عرف رقم هاتف أبي .. هل منحته له؟!! "
قطبت رؤى وردت عليها بنزق:
"ما بك ياسمين ...وهل اعرف أصلا رقم هاتف أبيك؟!! ...لابد أنه قد احضره من ملفك ...أنسيت أننا نضيف أرقام هواتفنا وهواتف أولياء أمورنا مع عناويننا للملف ...ثم حتى لو اعرفه ومنحته له ما المشكلة ؟!!"
بدأ جسد ياسمين بالانتفاض حتى قلقت عليها رؤى وسحبتها لتجلسها على دكة خشبية قريبة وهي تسألها بقلق :
"ياسمين اهدئي ما بك ...الأمر ليس مفاجئا ...كنا نعرف به من فترة ...وهو متفق معك على انه سيحضر لخطبتك بالإجازة"
انتفضت ياسمين ناظرة لها برفض وهي تجيب :
"لا لم يتفق معي ..أنا لم أوافق ..هو من افترض موافقتي ...وأنا ...أنا كان علي أن اخبره بحالتي أولا ...يا الهي ...يجب أن الحق به واخبره ..أمنعه ...لا ادري لم ..لم افعلها الفترة السابقة ...لقد حاولت أن اخبره لكن الظروف عاندتني ...فكل مرة إما أجده مشغولا أو غير موجود ...لكن أنا كان يجب أن أحاول أكثر ...أن أصر.."
ونظرت حولها فلمحته يشير لهم بكفه وهو ينطلق بسيارته مغادرا فرفعت يديها تشد شعرها بعجز وغضب وهي تقول :
" ...الآن ماذا أفعل ...لقد هاتف أبي ...ولابد أن أبي أخبر أمي ...يا الهي سيأتي وهو لا يعرف شيئا ...ماذا افعل ...لابد أنه سيظن أنني قد تعمدت خداعه "
قاطعت رؤى هذرها بغضب وهي تنهرها:
"أي خداع ...لمَ تكبرين المسألة وكأنها عار أو فضيحة اخفيتها عنه ...كونك مصابة بالسكر ليس جريمة ...ولا اعتقد أن شخصا بعقل وثقافة الدكتور عمرو سيفكر بهذا التخلف ...اهدئي ياسمين ...أرجوك عزيزتي ...أرجوك ...كفي عن خوفك المرضي هذا ...صدقيني ...الدكتور عمرو واضح انه يحبك ..ولن يهتم بهواجسك هذه "
نظرت لها ياسمين بعينين غائمتين يتصارع بداخلهما الكثير من الخوف والقليل من الأمل ...وكأنها تستجديها أن تطمئنها ..لتسحبها رؤى من كفها وتضمها قائلة بخفوت:
" افرحي صديقتي ...ولا تقدري البلاء ..أنا واثقة أنك ستنالين السعادة مع رجل ينسيك كل حزن مررت به ...والآن هيا بنا"
وشدتها لتقف وسارتا يدا بيد باتجاه البوابة ...تثرثر رؤى محاولة وهي تقول:
"هل أخبرتك أنني مدعوة بعد أربعة أيام على حفل زفاف شقيقة سيد تحديدا يوم الخميس ؟"
وأخذت تثرثر بسعادة وهي تجرها خلفها حتى تلهيها عما يعصف بذهنها من هواجس .
*********

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:36 PM   #545

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

محطة المترو
وقف يعدل من ترتيب الرفوف أمامه بنزق وهو يحدث نفسه ويشتمها بكل نعوت الغباء والحماقة :
"كيف فعلتها ...كيف جعلت هذا الخبيث المتلاعب يوقعني بمصيدته ...كيف انسقت لغضبي وتركت كرامتي وحميتي تجعلني أقع بفخ لعبته "
وقعت بعض المعروضات التي كان ينظمها من يده أرضا فزفر بحنق وهو ينظر لها بغضب ثم يمرر يده بشعره متسائلا بداخله إن كانت والدته قد نجحت في أقناع أبيه بالذهاب معه للتوقيع على إيصالات الأمانة كضامن أم لا ...ودعا الله أن تستطيع إقناعه...فالوقت أزف ولابد أن يذهب اليوم مساءً للمحل مع السيارات لتحميل كافة ما انتقوه والذهاب لوضعه في شقة أخته حتى يذهبون غدا لفرشه ولم يعد هناك وقت كافي ..ولا يريد أن يلجأ لزوج خالته ليضمنه ..يكفى ما قام به حتى الآن والذي قيده بجمائل تحيط بعنقه لا يعرف كيف ومتى سيردها.
زفر سيد ثانية منكسا رأسه وتهدلت كتفاه وهو يعترف لنفسه أن ما قامت به أسرة خالته رغم أنه يوجع كرامته لكنه لم يستطع رفضه خاصة أنه وقد رفع عن كاهله الكثير ...وتذكر بامتنان تلك السيارة التي فوجئ بها من عدة أيام محملة بأجهزة كهربائية من غسالة وثلاجة وبوتجاز وشاشة تلفاز كلهم من أفضل الأنواع قادما معها سامح وزوج خالته مخبرين إياه أنها هديتهم لسما .. بالإضافة لأكرم وهمس ولم يعطيا له أي فرصة للاعتراض ليأخذاه معهما منطلقين لبيت العريس.
كما أنه ذهب في اليوم التالي مع أمه لأحد المحال الكبرى بالمنطقة والتي تبيع كل مستلزمات جهاز العرائس بالتقسيط ...محل لديه كل شيء من الإبرة للصاروخ كما يقولون..لتقوم أمه بحملة شراء وانتقاء كل ما خطر ومالم يخطر له ببال ...لقد انتقت عدد هائل من أطقم الحلل والأكواب والكؤوس والمفروشات والملاءات وأشياء لا حصر لها والتي لم يفهم لها هدفا ولا معنى ...ليتفاجأ بإجمالي المبلغ المطلوب تعدى الستون ألفا ...لم يكن معه منهم سوى عشرة آلاف دفعهم مقدما على أن يقوم بتقسيط المتبقي على دفعات شهرية يعلم الله وحده متى سيستطيع إنهائها ...ووقع إيصالات أمانة بالمبلغ لكن صاحب المحل اشترط أن يكون له ضامن من العاملين بالحكومة وله مرتب أو معاش ثابت ليضمن حقه كما ادعى ...فكونه لا يملك عملا ثابتا ويعمل بمهن خاصة لا يشكل ضمانة له على حسب قوله...ومن يومها وهم يحاولون إقناع أبيه بان يذهب ليضمنه.... لكنه يرفض بعناد كاد يصيبه باليأس .. واليوم أخبرته أمه أنها ستحاول إقناعه كمحاولة أخيرة فلابد أن يذهبوا لتحميل ما اشتروه من المحل فصاحبه هاتفه مخبرا إياه انه لن يشون لهم بضاعتهم لفترة أكثر ولو لم يحضر الضامن اليوم فالبيعة لاغية ...كما انه لم يبق هناك وقت على الزفاف ...وبالطبع لن يفضح أخته فلو لم يوافق أبيه سيضطر للجوء لزوج خالته ويتمنى ألا يلجأ له فيكفيه حرجا ...

...جلس على كرسيه بإنهاك متجاهلا ما وقع أرضا يدعوا الله أن تنجح أمه وعاد لسب نفسه على وقوعه بخدعة سمير الذي حضر له من شهر طالبا التعجيل بالزفاف بحجة رغبته بالزواج بإجازة نصف العام وأخذ يجادله كثيرا حول ظروفه وكونه متعجل وشقته جاهزة .. ثم أحرجه بقوله أنه إن كان معترضا لأنهم لن يستطيعوا تجهيز سما خلال تلك الفترة أو يعجزهم المال فهو بإمكانه إقراضهم ما يريدون ..لحظتها اشتعل غضبه وثارت حميته واندفع يخبره بأنه قادر على تجهيز أخته فورا ...وأنه موافق على الموعد ...
زفر سيد بحنق ثانية وأغمض عينيه وهو يرفع رأسه هاتفا لنفسه :
"حمار ...غبي ...أبله"
صدمه الصوت الذي جاءه متسائلا باندهاش:
"من هذا الذي تسبه بهذا الشكل ؟؟"
فتح عينيه واعتدل واقفا يتطلع فيها بدون تصديق ..
هل هي حقا أم تراه يهلوس ويستدعيها خياله ليخفف عليه ضيقه واختناقه..
لقد مرت فترة طويلة لم يرها فيها مع تغير مناوبته ...فترة يعلم الله وحده كيف مرت عليه ..
وكأن حياته كان ينقصها شقاء ليحرم من تلك اللحظات التي كانت تمر فيها من أمامه ..
لحظات مسروقة من الزمن كانت تلون الدنيا أمام عينيه .. تنسيه الشقاء والاجهاد .. تنسيه المسئوليات الملقاة على عاتقه.. وتنسيه تصرفات والده المريبة مؤخرا .. وتنسيه ذلك الحمل الكبير الجاثم على صدره في تجهيز سما .. وتنسيه قلقه على سما وشعوره الدفين بأنها ليست سعيدة بتلك الزيجة رغم محاولتها لطمأنته بعكس ذلك .. تنسيه الكثير مما هو في أمس الحاجة لأن ينساه ..
لكن حتى تلك اللحظات حرم منها حينما اضطر لتغيير مناوبته ..أما اليوم فقد بدل المناوبة خصيصا ليتفرغ ليلا لنقل جهاز شقيقته ...وكم تمنى أن يراها اليوم .. وها قد تحققت أمنيته.
لم يستطع سيد منع عينيه من تقبيل ملامحها وهي تقف أمامه ترفع وجهها إليه وتميل برأسها إلى اليمين قليلا تدقق فيه بتلك النظرات الغامضة التي تربكه بشدة ..
كان يشتاق إليها بشدة .. ويحتاج إليها بقوة .. يحتاج لأن ينظر إليها ويمعن النظر ..
فقط النظر فلن يتجرأ على تمني أكثر من ذلك ..
وتحركت يده لا إراديا تنوي التهور لإبعاد تلك الخصلة القصيرة الشاردة عن جبينها لكنه أسرع بالانتباه وإعدام تلك المحاولة فورا .. ثم أغمض عينيه لثانية يحاول إخفاء مشاعره التي هاجمته بقوة مع صوتها الذي جاءه بتساؤل :
"سيد ما بك؟ .. أنا اتحدث معك ...لماذا تغلق عينيك.. أترغب في النوم؟!!"
فتح عينيه ليتأكد بأنها حقيقة ولا تزال موجودة بينما سألته رؤى بفضول مضيقة عينيها "و من هذا الذي كنت تسبه؟ "
اقترب من منصة البيع.. بل التصق بها يستند بمرفقيه عليها ولم يستطع منع نفسه التجول في ملامحها التي اشتاق إليها ورد ساخرا من نفسه:
"انه شخص غبي أعرفه أوقع نفسه في مصيبة لا يعرف الخلاص منها بسبب عصبيته وانفلات لسانه "
اشارت بيدها تقول مدعية للحكمة:
"الأشخاص الذين تتحكم فيهم انفعالاتهم يتصرفون باندفاع وغالبا يندمون على أفعالهم بعد ذلك ...وهم بالفعل حمقى ويكررون نفس أخطائهم مرة ثانية ... يبدو أنه غبي بالفعل "
اتسعت عيناه وسألها:
" من الغبي؟ "
رد ببساطة " ذلك الحمار الذي كنت تتحدث عنه "
احتقن وجهه واطلق زمجرة مغتاظة غير قادر على الرد أو التفسير .. لكن ذلك الغيظ تلاشى تدريجيا مع نظراتها البريئة الممزوجة بشقاوة وهي تناظره بتلك النظرات الغامضة التي تربك دواخله .. فحاول باستماتة الحفاظ على واجهته الباردة وهو يسألها :
"هل كنت تريدين شيئا ؟"
ارتبكت رؤى ..وشعرت بالحرج ..فأخذت تتلفت حولها لاختلاق شيء ما تقوله كسبب لوجودها...فقد شعرت بالفرحة ما أن رأته واقفا بالكشك بعد اختفائه الفترة الماضية ...ولا تعرف لمَ اشتاقته هكذا ...ولمَ سعدت برؤيته إلى هذا الحد ...فاستغلت ابتعاد ياسمين لشراء تذكرة بعد أن نسيت بطاقة اشتراكها وساقتها قدماها إليه كما لو كانت مسيرة ..
تنحنحت رؤى عندما طال بها الصمت دون إجابة ..وهي تشعر بعينيه اللتان تأكلان ملامحها وقالت بحرج:
"أتيت لأخبرك بأن دعوة زفاف اختك وصلتنا ...وبأنني سأحضر يوم الخميس القادم إن شاء الله ...( واطرقت بارتباك وتقول باستدراك ) اقصد.. اقصد كلنا سنحضر "

للحظات ظل يحدق فيها تعويضا لما مضى من اشتياق وما سيأتي من حرمان ...يتمعن في وجهها المرتبك الهارب منه ...وخصلاتها البنية القصيرة التي تشبهها بشقاوتها وتقف بكل الاتجاهات .. وعيونها الجميلة التي تشبه لون شعرها بدرجة افتح قليلا تتماوج بين البني والعسلي ...وتلك الغمازة الشقية في خدها والتي تظهر كلما ابتسمت أو حتى زمت شفتيها بارتباك كما تفعل الآن فتشعل في جسده النيران ...نيران جعلته يستفيق وينتبه لما يفعل بدلا من أن يغرق فيها أكثر وهو الأحوج لذلك .. لكنه نهر نفسه واعتدل يرد بسخرية يداري بها ما يعتريه :
"يشرفنا حضورك لحفل زفاف أختي المتواضع ..من الجيد أنه لا يوجد حفل أخر لأحد صديقاتك بنفس اليوم"
هزت رأسها بسرعة تقول دون تفكير:
"بل خطبة ياسمين بنفس اليوم ...وكانت تريدني معها ولكني رفضت لأجلك ...و ...(افاقت من اندفاعها فقضمت شفتيها تلعن غبائها …وأدارت وجهها للناحية الأخرى لتهرب من تحديقه فيها وغمغمت) ...أعني ..أقصد ...هي ليست خطبة تماما ...بل تقدم لطلب الزواج ...لذا لا يوجد داعي لحضوري ..أقصد .. أقصد لا يصح أن أحضر ...رغم أن ياسمين مصرة لكن …."
كانت تثرثر بارتباك واضح.. وتحرك نظراتها يمينا ويسارا لا تعرف أين تهرب مما تشعر به خاصة مع تلك النظرة اللامعة التي تتراقص في عينيه .. لكنها بترت عبارتها حينما وقعت عيناها على ذلك الذي يقف على بعد خطوات منها متخشبا إلى يسار الكشك الخشبي ...ولم يخفى عليها ملامح الصدمة الواضحة التي بدت على ملامحه رغم أنه أسرع بإخفائها فورا ما أن التقت عينيهما .
بصعوبة شديدة بلع هادر صدمته خلف ملامح عادية وهم بالمغادرة فورا في نفس اللحظة التي حضرت فيها ياسمين ملقية السلام على سيد دون أن تنتبه لوجود هادر خاصة بعد أن عاد الأخير خطوتين للخلف ليكون ملاصقا للكشك يكاد يتخفى بجواره ... ووقف يتأمل ياسمين بوجوم ولم ينتبه لنظرات رؤى المختلسة له والتي كادت أن تسمع من وقفتها صوت أنفاسه اللاهثة المشتعلة كنظرة عينيه .. في الوقت الذي هنأت ياسمين سيد على زفاف شقيقته فرد لها التهنئة وهو يقول بمرح :
"بارك الله فيك .. ومبارك لك أيضا اخبرتني رؤى أن خطبتك في نفس اليوم ...لولا ذلك لدعوتك لحفل الزفاف "
ارتبكت ياسمين وشحب لونها وناظرت رؤى بلوم لكن الأخيرة كانت ساهمة متخشبة وهي تختلس النظرات إلى نقطة ما بجوار الكشك فعادت ياسمين لسيد تقول بضيق وارتباك :
"لا ..أقصد نعم ...أقصد .. ليست خطبة ...فقط تعارف ...فهو ..هو معيد عندنا ..و… "
رحمها سيد من ارتباكها حين قال ضاحكا :
"لماذا كل هذا الخجل ...أتم الله لك الأمر على خير "
أسرعت رؤى بإنزال نظراتها أرضا حينما تحرك هادر مغادرة بعد أن رمق ياسمين بنظرة طويلة اشبه بالوداع رغم جمود ملامحه .. وتملكتها الشفقة وهي تتأمل كتفيه المتشنجان وهو يبتعد فهمست في سرها :
"المسكين ...يبدو أنه صدم ..."
قطبت تفكر بأنها ولولا أنها لا ترغب في تشتيت ياسمين لأخبرتها أن شكها في مشاعره كان حقيقيا وأنها قد تأكدت من ذلك من لحظات ...فهذا الضابط غارق حتى أنفه في غرام صديقتها الحمقاء التي تظن نفسها أقل من البقية ...
حركت كتفيها واستدارت تتطلع في صديقتها التي تشترى كارت شحن من سيد وفكرت بمرح :
"شابين كالورد يموتون عليك ...والله خسارة هذا الضابط الوسيم ...لكن عمرو أيضا وسيم ...ومن سبق أكل النبق كما يقولون في الأمثال ...حظه سيئ ..."
افاقت من شرودها حين شدتها ياسمين من يدها مغادرة بعد أن استأذنت سيد وهتفت فيها بلوم غاضب وهي تتجه بها ناحية رصيف القطار :
"أيتها الغبية الثرثارة ...لماذا أخبرت سيد ؟..."
رمشت رؤى بعينيها عدة مرات بحرج واعتذار وظلت طوال الرحلة بالمترو تحاول التفسير لصديقتها الغاضبة .. ولكن بلا فائدة..
×××××

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:39 PM   #546

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة
بدأ صوتها يعلو بضيق وقد تعبت من مجادلته وهي تقول:
"يا شحاته ...ألا تفكر بمنظرك أمام الناس ؟...الناس ستأكل وجهك لو طلبنا من غيرك أن يضمن ابنك ...ثم أنك لن تدفع قرشا ....سيد سيتكفل بالدفع ...أنت فقط ضامن"
شخر ساخرا وهو يقول برفض:
"وما يدريني ...ربما خلع ابنك ووجدت نفسي أنا في وجه المدفع "
لوت فمها وضربت كفها بالأخر وهي تضعهم على معدتها قائلة :
"حسرة عليه المسكين ...أنت أدرى الناس أنه لن يفعلها ...وبأنه ليس نذلا كابنك الأكبر ...لو كان كذلك ...لتركنا منذ أن تخرج وذهب ليبحث عن مصلحته ...ولم يكن ليحمل هم البيت منذ سنوات ..أم تراك نسيت انه هو من ينفق علينا ..وانك لم تعد تضع مليما في نفقات البيت منذ أشهر طويلة ...ولا أدري أين تذهب بمعاشك"
احتد عليها قائلا:
"وما شأنك أنت براتبي يا بنت الـ (....) هذا ما أنا خائف منه ...تريدين أن اضمنه ليلوي ذراعي بعدها ...ثم من أين سيسدد كل تلك الأقساط ؟... وكيف سيكمل مصروف المنزل معها ...اسمعي ...لو ظننتم أنني سأعود لدفع قرش أخر تكونون واهمين ...لقد أديت ما علي لكم "
فكت يدها وهي تفقد صبرها صارخة:
"أي واجب هذا الذي أديته يا رجل !!!...وماذا عن توأميك سيف وساجد ...أم نسيت أنهم ما زالوا صغارا في التعليم ويحتاجون لنفقات !!"
قاطعها بنزق غاضب :
"لقد كبرا ويجب أن ينزلا لسوق العمل بجانب دراستهم ...لولا ابنك الـ(....) الذي يرفض ويمنعهم من العمل فاتحا صدره بأنه متكفل بهما ...ولا أدرى على ماذا؟! ...من يظن نفسه !!...ما المشكلة لو عملا وساعدانا ...هو ومحمود عملا وهما أصغر منهما ...إن كان يريد أن يمثل دور البطل الغضنفر فليتحمل إذن .. أنا لا شأن لي ...يريد ضامن يعمل بالحكومة ...أطلبي من زوج أختك ...على الاقل أبنائه فالحين وأصبحوا يلعبون بالمال منذ تزوجت ابنته من هذا الغني ...هذه هي الزيجات التي تشرف ...محظوظ ابن محفوظ بابنته ...فتاة ذكية لعبتها جيدا وأوقعت بمديرها الغني وانتشلتهم جميعا من الفقر ...ليس كابنتك الغبية التي رفضت كل من أحضرتهم لها من رجال كانوا على الأقل لن يكلفونا شيئا وسيأخذونها بما عليها من ملابس "
حوقلت فوزية بغيظ وقد شعرت بارتفاع ضغطها فقالت :
"حرام عليك يا رجل ...هل تشبه العاهات التي كنت تحضرهم لابنتك بخالد باشا ...بشبابه ووسامته ومركزه ...كما انه لم يسبق له الزواج ...ولن يأخذها كزوجة ثانية أو حتى رابعة ولديه جيش أطفال"
ساد الصمت لثوان فزفرت بحنق واستغفرت محاولة العودة للموضوع قائلة بمهادنة وهي تقترب منه مربتة على صدره:
" شحاته… يا أبا محمود ...ما فات مات ...أرجوك …وما حدث قد حدث …ونحن أبناء اليوم ...لا تفضحنا وسط الناس ...اليوم لابد أن تذهب معي لتوقع على الإيصالات كضامن ...لو لم نفعل ستكون سمعتنا على كل لسان لم يتبقى على الزفاف إلا أربعة أيام هداك الله ...وابنك سيد جدع ورجُل ...وتعرف بأنه لن يخون ولن يتراجع طالما وعدك بأنه كفيل بالسداد ..أنت تعرف ابنك أكثر من الجميع "
ما أن هم بالرد برفض بات حتى قاطعهم طرق على الباب فزفرت فوزية بقنوط وهي تقول :
"لابد أنها أم صباح ...كنت طلبت منها أن تحضر لي بعض الدواجن لأجل عشاء العرس وتساعدني بتنظيفه وتجهيزه ...أرجوك يا شحاته فكر ..ولا تفضحنا"
لمعت عيني شحاته بخبث واسرع يوقفها وهي متجهة ناحية الباب قائلا:
"انتظري ...حسنا ...أنا موافق ...سأوقع كضامن على شرطين ...ابنك المسئول ...وأنا لا شأن لي ...ويتعهد أمامي انه سيسدد حتى لو سجنوه فلا شان لي ...والثاني أن تشيعوا بين جميع أهالي الحي أنني أنا من اشترى الجهاز "
قطبت بحيرة لكن فرحتها بموافقته جعلتها لا تهتم لتومئ برأسها موافقة وهي تسرع ناحية الباب مستقبلة أم صباح التي دخلت تطلق الزغاريد وتحمل بيدها أكياسا عدة وهي تقول:
"ألف مبروك يا أم محمود زيجة العمر بإذن الله ...لقد اشتريت كل ما طلبته ...دكرين بط ...وأربع أزواج فراخ ...وست أزواج حمام ...وثمنهم(...)وقمت بذبحهم وتنظيفهم عندي "
أخذت فوزية من يدها الأكياس شاكرة وهي تقول :
"سلمت يداك يا أم صباح ...تنظفين الدواجن أفضل من ماكينات السوق ...ما ثمن التنظيف؟ "
ضربت أم صباح على صدرها وهي تهتف:
"ماذا تقولين يا أم محمود ...عيب عليك ...لن آخذ قرشا ثمن التنظيف ...هذه هديتنا للست سما ...."
قاطعها صوت شحاته الخشن قائلا:
"هدية مقبولة يا أم صباح ...كلك ذوق ...العقبى عند صباح "
استدارت ناحيته باسمة وهي تقول:
"عشت يا سي شحاته العقبى لسي سيد ...وإخوته ..."
اشاح شحاته بكفه وهو ينظر لها قائلا بخبث:
"دعك من سيد فالذكور مسؤولين عن تزويج أنفسهم لكن البنات همهم ثقيل ..وتكاليف زواجهم مرتفعة"
زفرت بعمق وهي تجيبه مؤمنة:
"صدقت والله يا سي شحاته ...جهاز البنات الآن يقسم الظهر ...ولا طاقة لأمثالنا عليه "
ليومئ مؤكدا بقوله:
" اسألي أم محمود كم دفعت أنا بجهاز سما ...واليوم سأذهب لأحضر لها باقي جهازها ...ألوف مؤلفة ...لكن الحمد لله خير ربنا كثير ...ومن يدري ربما يرزق الله ابنتك بمن لديه مالا كافيا ولا يكلفك شيئا ويأخذها بما عليها"
مصمصت أم صباح شفتيها قائلة :
"وأين هذا العريس يا حسرتاه ...كل الشباب الآن يرغبون في أن يدفع أهل العروس أكثر منهم ليتم الزواج ...كل من يتقدم لها حالتهم قحط ولا يكادون يجدون قوت يومهم "
قاطعها شحاته بابتسامة قائلا :
"دعك من هذا الشباب (الصايع )...ابنتك لن ينفعها إلا رجل كبير يملك أن يجعلها تعيش معززة و(مستتة) "
قاطعت حديثهم فوزية التي تنظر لزوجها بتعجب لحواره الغريب والمطول مع أم صباح ...بعد أن طردت هواجسها وهي تقنع نفسها أنه ولابد قد تعمد الأمر حتى تنشر أم صباح بالحي بأنه هو من جهز سما فقالت لأم صباح
" سلمت يداك ...أتعبتك معنا ...نردها بإذن الله لصباح واخوتها بأفراحهم"
سارع شحاته مستبقا خروج أم صباح قائلا :
"لا تنسي يا أم صباح أن تحضري غدا مع ابنتك لتساعدي أم محمود وباقي النسوة بفرش جهاز سما ...فنحن سنخرج بعد قليل لإحضاره ....فرش فاخر ...لم تحضره فتاة بالحي ..دفعت ثمنه كله من جيبي "
اطلقت أم صباح زغرودة طويلة وأشارت بعدها على عينيها وهي تقول مغادرة :
" من عيني ...ما أن تحضر سيارات العفش سنكون بانتظاركم ...وهل لدينا أغلى منكم "
لتخرج تاركة فوزية تنظر لزوجها بتوجس قلق ...قبل أن تهز رأسها وتتجه للمطبخ وهي تفكر بأنها يجب أن تتصل بسيد وتبشره بأنها أقنعت أبيه بالتوقيع كضامن له .
××××

خرجت من باب المدرسة تمشي مسرعة كعادتها ...متجاهلة الواقف على الناحية الأخرى من الشارع ينتظرها كحاله كل يوم طوال الشهر الماضي ...يكتفي فقط بالنظر لها والسير خلفها ذهابا وإيابا حتى تصل ...
لا تدري كيف تفسر ما يفعله ...هل هو اهتمام؟ ...أم شك ومراقبة ؟...إنه لم يحاول الضغط عليها بشكل مباشر ...لكنه يمارس ضغوطه بكل الطرق الغير مباشرة ...يرسل لها ولأبنائه المال والطلبات دون طلب ...يسارع بتلبية كل احتياجاتهم ما أن يخبروه بها أو حتى يلتقط سمعه شيئا منها ...أرسل لها ثوبين جديدين اشتراهم لها ...ليست عباءات سوداء كالسابق ...لكن ثوب نصفه العلوي من الجينز الأزرق والسفلي من قماش الشيفون المبطن منقوش بوردات برتقالية وزرقاء ...والآخر يشبه العباءة لحد ما بلون عسلي وجيوب منتفخة وأساور وأزرار تمتد من النحر لنهايته بلون بني ينزل باتساع تدريجي حتى الكاحل .. ومعهما وشاحين احدهما ازرق والآخر بني يليقان بالثوبين ...وأيضا حقيبة تجمع اللون الأزرق والعسلي بتداخل جميل يليق بالثوبين ...
وابتسمت ساخرة وهي تقرر بانه لم يشترى لها ثوبا منذ مدة طويلة جدا ...مكتفيا بعباءاته السوداء المقيتة قديمة الطراز...ورغم أنها أعجبت بالثوبين لكنها عاندته ولم ترتديهما ...بل كانت مصرة عندما أرسلهم مع ابنها على إعادتهم لولا أن منعتها سامية مخبرة إياها ان انفاقه عليها وشرائه مستلزماتها حق لها وأنها يجب أن تحصل على كل حقوقها ...فقررت إبقائهم و إلقائهم بالخزانة ...فهي بالفعل قد قررت ألا تترك حقا لها ثانية ...
كادت رباب أن تخرج من نطاق سور المدرسة القريبة من الحي في طريقها للمنزل حين استوقفها نداء باسمها فالتفتت لتجد الأستاذ شاكر زميلها مدرس التاريخ الشاب يسرع ناحيتها لاهثا بوجه محمر ويقول وهو ينهت :
"عفوا يا أستاذة رباب ...اعتذر لإيقافك وندائي عليك بالشارع ..."
نظرت له مقطبة بارتباك وهي تزدرد لعابها وتنظر بجانب عينيها لمن اعتدل متحفزا على الجانب المقابل ...فشعرت بالقلق للحظات قبل أن تنهر نفسها وتعتدل بشجاعة وهي تنظر لزميلها تسأله بوجه جاد:
"نعم أستاذ شاكر خير"
اخفض شاكر نظره وهو يقول بارتباك حرج :
"كنت أريد من حضرتك خدمة ...معروفا لن أنساه ...لقد حاولت مع المدير ...لكنه قال أن الأمر بيدك ...فلن يستطيع تغيير الجدول مرة أخرى و…."
قاطعته بحزم:
"ما هو الطلب أستاذ شاكر .. لو كان بيدي لن أتأخر لكن أرجوك أسرع فلا يصح وقوفنا هكذا بالشارع "

سارع شاكر قائلا :
"بالطبع عندك حق ...أنا فقط لم الحق بك قبل خروجك من المدرسة ..فاضطررت للإسراع خلفك ....فلابد أن اتفق معك اليوم "
زفرت بحنق وهي تستغفر بداخلها بينما تلمح الآخر قد بدأ يتحرك ناحيتهم بخطوات غاضبة فتملكها القلق من أن يسبب لها فضيحة وقالت بحدة :
" تتفق معي على ماذا أستاذ.. أخبرني بسرعة "
قال بتوضيح :
"على تبديل مواعيد حصصي للصف الثالث بمواعيد حصصك ..."
قطبت بضيق قائلة :
"ولماذا أفعل؟ ..فمواعيد حصصي تناسبني "
تجاهلت هذا الذي وصل خلف شاكر وكاد يمد يده إليه قبل أن يتوقف وهو يسمعه يقول:
"لأجل زوجتي يا أستاذة ...ولمدة مؤقتة ...أرجوك ...لقد حجزوها بالمشفى ...وطفلاي الصغيران لا استطيع تركهما صباحا بمفردهما ...شقيقة زوجتي وافقت أن تحضر للبقاء معهما الفترة القادمة وأنا بالعمل ...لكنها لن تستطيع الحضور مبكرا ...وأنا حصصي هي الأولى ...بينما حصصك متأخرة ...لذا أرجو أن توافقي على التبديل لفترة فقط حتى استطيع تدبر أمري المدير قال لا مانع لديه إن وافقت أنت "
ظلت صامتة للحظات ...متجاهلة هذا الذي وقف مستمعا خلف شاكر دون أن يتدخل مكتفيا بعقد ذراعيه على صدره والانتظار ...ثم قالت للواقف أمامها بتهذيب :
"لا بأس أستاذ شاكر ..أنا موافقة على التبديل ...لكن فقط لفترة مؤقتة ...حتى تتعافي زوجتك بإذن الله ...شافاها الله وعافاها ...بالإذن منك"

تركته متجاهلة كلماته الشاكرة ولم ترى كيف كاد يقع وهو يلتفت بسرعة مصطدما بمن خلفه ...فاعتذر منه دون انتباه وهو يهرول مسرعا آملا باللحاق بالمدير ...بينما ظل يوسف يتابعها بعينيه ...يكتم بداخله شوقه ...وعشقه ...وحتى غيرته التي لا يستطيع التحكم باشتعالها داخله ...لكنه قادر على التحكم بخروجها للعلن ...فليشتعل هو بها ...لكنه سيحبسها بداخله في مقابل أن يمنح رباب كل ما تحتاجه من مساحة حرية وثقة.

أسرع بالنظر في ساعته ...فوجد أنه قد تأخر على عمله ..فأسرع باللحاق بها ليطمئن على عودتها بسلام دون أن يضايقها أحد ويأخذ سيارته ويخرج سعيا وراء رزقه
*********

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:41 PM   #547

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

واشنطن
"آسر "
ناداه بغضب حاد ليلتفت له ابن عمه المتأنق في طريقه لأحدي سهراته الليلة ..لتتسع عيناه وهو يرى خالد يقف بجوار حقيبة سفره لكنه اخفي ضيقه من الأمر وسأله ببرود:
"هل قررت العودة؟ "
اجابه خالد ساخرا:
"نعم ...فلا فائدة من بقائي ...لن انتظر لأشاهدك تلقي نفسك بين جحيمين ...المافيا من ناحية ...وسهراتك الماجنة من الأخرى "
ساد صمت ثقيل فأخذ خالد ينظر لوجه آسر الذي تلبسه الجمود ثم اقترب منه محاولا للمرة الأخيرة إقناعه:
" آسر ...ما تفعله لا طائل من ورائه ...أنت تدمر نفسك ...جنونك لن يعيد صديقك من غيبوبته ...ولن يعيد سما إليك ...تعقل ...لماذا لا تفكر في الحل الذي عرضته عليك ....صفي كل أعمالك هنا ...دع لهم الفنادق وساومهم على فندق القاهرة واحتفظ به خالصا لنفسك دون شريك ...قم بالاهتمام به...وبباقي مستحقاتك وأموالك بإمكانك فتح فروع أخرى له بمحافظات مصر وحتى بالدول العربية ...أو يمكنك الاستثمار بمشاريع أخرى ...أنا مستعد لمشاركتك"
رفع آسر يده مقاطعا وهو يرد بجمود:
"كفى خالد ....أنت لا تحب الشركاء يا عزيزي ...فلا تتنازل لأجلي ...وأنا لا افهم في أعمال الxxxxات ...ثم يا رجل الأعمال العبقري أنت تعرف أكثر مني ...أن انفصال فندق القاهرة عن السلسلة واستقلاله كفندق غير تابع لها يعني انخفاض تصنيفه العالمي ...لأنه لن يكون جزءا من السلسلة العالمية ...بل سيكون مجرد فندق عادي ...وهذا معناه ارتفاع التكاليف مقابل انخفاض الأرباح ...الاثرياء لن يقتربوا منه فهم معتادون على الحجز بالفنادق العالمية ذات التصنيف والنجوم السبعة ...فكرتك ستقضى عليَ ..وسأفلس بسرعة الصاروخ ...ثم ...لمَ علي أن أتنازل لهم عن حقي ...وتعبي ...وشقاء السنين ؟!...وإن تنازلت عن المال ...كيف أتنازل عن حق فهد ...ودمه الذي اسألوه؟!! ...لا وربي ...لن يحدث سأحاربهم لآخر نفس"
رد خالد صارخا بانفعال :
"موتك ليس الحل يا أحمق ..أنت تحارب طواحين الهواء ...عليك أحيانا أن تنحني للريح لتنجو...أنت تدفعهم لقتلك ...ثم هل سهراتك و نومك كل ليلة مع امرأة أحد أساليب المقاومة؟!! ...أنت تدمر نفسك ...صحتك ...تغضب ربك ...ما تفعله من الكبائر آسر ...أنت مسلم ...يجب أن تعرف ثوابت ونواهي دينك ...الزنا والخمر كبائر ...عقابها وخيم ...توقف آسر ...توقف قبل فوات الأوان ...توقف قبل أن تندم "

نظر له الأخر بخواء للحظات طويلة قبل أن يستدير قائلا ببرود ساخر:
"صحبتك السلامة يا ابن العم ...شكرا لتعبك معي الفترة السابقة ...سلامي لأسرتك "
قالها وأغلق الباب خلفه تاركا خالد يدمدم حانقا:
"رحمك الله يا عم زيد...اخطأت كثيرا بحقه عندما جعلته مسلما اسما دون أن يعي شيئا عن أصله ودينه ..."
ورفع رأسه داعيا الله أن يحفظه ويهديه قبل أن يرفع هاتفه محدثا ستورم ..منبها له لخروج آسر ومؤكدا عليه حراسته عن قرب ...رغم صعوبة الأمر مع تهور الأخير ...ثم حمل حقيبته وغادر...بقلب منقبض ومشاعر قلقة مضطربة على ابن عمه .
*********

شركة الذهبية

تتحرك بنزق تكاد تشد شعرها بسبب عم شهاوي ...وقالت تحدث نفسها بغيظ :
"لا ....لقد فاض الكيل ..لم اعد احتمل ...اطلب منه كوب شاي يحضر لي شيح !...شيح!!! ...هل هناك من لا يزال يشربه !...وعميل يطلب قهوة سادة يحضر له عصير قصب !!...ينزل للمحل بأسفل ويحضر قصبا لعميل من أهم عملاء المكتب ويطالبني بثمنه!!!!...ومديرنا الأحمق يكتفي بالضحك ويكلفني أنا بصنع القهوة للعملاء ...هل أنا مديرة مكتب أم سكرتيرة أم عاملة بوفيه أم ماذا بالضبط؟!!"
قاطع حديثها الهامس المغتاظ مع نفسها صوت محمود قائلا :
"أستاذة نسرين ...قومي بنسخ هذا الملف ثلاث نسخ لو سمحت ...وسأرسل لك على إيميل الشركة الحساب الختامي لميزانية العام ادخليها لقاعدة البيانات وأريدك أن ..."
انفجرت فيه تقاطعه صارخة :
" هيي أنت! ...من تظن نفسك !!"
رفع محمود رأسه عن الأوراق التي كان يرتبها بالملف ناظرا لها بتعجب وهي تكمل بغيظ:
"هل أخبروك بأنني السكرتيرة الخاصة لجنابك؟! ...ألا يكفى ما على من مهام لأتحمل مهامك أيضا ...لا شأن لي بملفاتك وادخالاتك وعملك ...قم بهم بنفسك "
رفع محمود رأسه للسقف كازا على أسنانه بغيظ قبل أن يعود لوجه تلك المتنمرة التي من لحظة عودته للعمل هنا قبل أسبوعين بعد أن بدأت حالة ابنه تستقر وتتحسن وهي لا تكف عن الشجار معه ...بل مع الجميع كما لاحظ...وهو غير قادر ولا راغب على تحمل نزق وعصبية امرأة حمقاء تظن نفسها شيئا.. فرد عليها بحدة وهو يقترب ملقيا الملف من يده على مكتبها مما اسقط بعض أوراقه أرضا :
"اسمعي يا آنسة "
قاطعه بتحدي مصححة :
"مدام "
زفر بحنق وهو يكاد يضرب رأسها بالحائط وقال صارخا :
"مدام ..آنسة .. جن أزرق لا يهمني ...اسمعي يا أنت ...هذا الملف سيحتاجه الأستاذ مدحت والسيد عز في الاجتماع مع مندوب الضرائب غدا ...أي أنه من صميم عملك لتجهزيه لهم ...وميزانية الشركة تدخل ضمن تحديث البيانات الذي هو جزء أيضا من عملك ...أنا عملي ينتهي عند إنهائها ...الإدخال عملك أنت "
رفع سبابتها في وجهه صارخة :
"أولا لا اسمح لك بنعتي بـ( أنت) ...أنا اسمي الاستااااذة نسرين ياااا (أنت) ...ثانيا إدخال البيانات لكل قسم عمل مسئول القسم ...أنا مسئولة عن إدخال بينات رئيس مجلس الإدارة السيد عز ونائبه السيد مدحت فقط ...ولن أؤدي عمل الكسالى الذين يملئون هذه الشركة "
رد على صراخها بصراخ أعلى وهو يقترب منها بشراسة تنضح من كل جسده مما جعلها تتراجع للخلف حتى اصطدمت قدمها بحافة المكتب :
"من الكسلان يا أنتِ ! ...أنا منذ أن حضرت من أسبوعين لم أتوقف عن العمل ليل نهار لتعديل كل أرقام الحسابات الفاشلة التي عرفت بأنك من قام بها أيتها الجاهلة .....من تظنين نفسك ؟ ...إياك أن ترفعي صوتك على ...وانزلي هذا الإصبع والا كسرته لك ..."
كادت أن ترد على صراخه بأعلى لولا صوت الصافرة العالية الذي انطلقت من فم مدحت وهو ينظر لكلاهما بحدة قائلا وهو يشير بعلامة الوقت المستقطع بيده :
"كفى يا شباب ...هذه شركة محترمة لا يجوز أن يصرخ موظفيها بهذا الشكل السوقي كل يوم ...العملاء سيهربون منا بسببكم "
التفت كلاهما ناحيته يقولان بصوت واحد :
"هي السبب "
"هو السبب"
اقترب مدحت محاولا فض الاشتباك قائلا بهدوء :
"حسنا اخبراني ما المشكلة؟ "
اندفع كلاهما للحديث معا بصوت متداخل جعل مدحت مشوشا غير قادر على الفهم .. فأطرق ممسكا برأسه قبل أن يصرخ في كليهما قائلا:
"اصمتا .. (ونظر لمحمود يسأله) اخبرني أنت ما المشكلة"
تدخلت نسرين برفض قائلة:
"ولماذا هو من يخبرك ؟؟!!...آه طبعا لأنك رجل مثله ...لابد أن تناصره بالتأكيد "
التفت لها مدحت بعد أن فقد صبره قائلا بحدة الجمتها والزمتها الصمت :
"استاذة نسرين ...أنا هنا مدير المكان ...وأنا من يقرر ....فلا تتمادي أكثر وإلا قسما سترين مني وجها آخر ..."
وزفر بضيق عندما رأي ملامحها المنكمشة والدموع التي ظللت عينيها ....معترفا لنفسه بأنها طيبة وعاملة مجدة رغم حدتها ...فحاول تلطيف الاجواء قائلا :
" المسألة لا علاقة لها بتفضيلي له لأنه رجل ..ولكن مع محمود سأفهم الموضوع بسرعة وفي كلمات محددة ...أما معك فسنظل ساعتين حتى نصل للب المشكلة "
اتسعت عيناها وكادت أن تنفجر في وجهه لولا أنه رفع اصبعه بنفس طريقتها محذرا .. فبلعت لسانها واستدارت بغضب تجمع الاوراق المتناثرة في الوقت الذي أخبره محمود بما حدث .. فأومأ مدحت برأسه متفهما الأمر ثم قال:
"حسنا محمود ..عد لمكتبك ...وجهز الاوراق التي طلبها مندوب الوزارة ...وهناك بعض الافادات الناقصة سنحتاج أن نستخرج لها اصلا لو استطعت أن تذهب الآن قبل أن تنتهي أوقات العمل الحكومي سيكون أفضل"
هز محمود رأسه متجاهلا تلك التي ألقت بالأوراق فوق مكتبها بحدة ووقفت مربعة يديها بغضب تنتظر مديرها ..
انتظر مدحت حتى دخل محمود إلى مكتبه لتجهيز الأوراق ليلتفت لنسرين قائلا بمهادنة ماكرة :
"نسرين ...إدخال البيانات وتجهيز أوراق الاجتماعات مسئولية جسيمة ...لا يمكن أن أثق أو ائتمن عليها شخصا غير مديرة مكتبي ...ماذا لو تم ادخالها بطريقة خاطئة ؟!...أنت هنا الأكثر كفاءة وخبرة .. وأيضا أنت أكثر من اثق به هنا "
كان يحاول قدر المستطاع الحفاظ على جدية ملامحه ومنع نفسه من الانفجار ضاحكا وهو يراقب تحول وجهها من الغضب والتجهم إلى التفكير والقبول ثم السعادة والانتشاء .. ويراها تفك ترابط يديها وتقف منتشية بزهو كطاووس يتم التغزل فيه ...قبل أن ترد بغرور :
"طبعا ...أنا هنا المسئولة ...لعلمك لولاي لانهارت هذه الشركة منذ زمن ...خاصة مع تلك العاهات التي تقوم بتعينهم لديك ...وعدم التزامك أنت وأبوك بمواعيد العمل والمقابلات ...بصراحة أنتم قمة بالاستهتار وعليكما أن تحمدا الله على وجودي معكما "
ضغط مدحت فكيه وهو يحدث نفسه قائلا :
"ابوك !!... واستهتار!! ...والله صدقتِ ..أنا فعلا أوظف عندي عاهات"

هم بالرد قبل يسمع صوتا مستهجنا من خلفه يقول بغضب وتعالي :
"مدحت !...من هذه؟!!! ...وكيف تسمح لها بأن تحدثك بهذه الطريقة؟!!"
استدار ذاهلا لينظر لأمه ...ثم تحركت عيناه بسرعة ينظر ناحية باب حجرة محمود الموارب ليرى خياله يقترب ...
نهاية الفصل السادس عشر


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:46 PM   #548

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

استر يا رب على اسر من اللى بتعمله فيه ريدا



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 10 والزوار 24)

ام زياد محمود, ‏غصة في روحنا, ‏رغيدا+, ‏همسات ناعمه, ‏جنه كريم, ‏fatma ahmad, ‏tamy, ‏Rania nabile, ‏لؤلؤة المصرية, ‏Agadeer


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:50 PM   #549

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 15 والزوار 31)
ام زياد محمود, ‏frau zahra, ‏shimaa saad, ‏فديت الشامة, ‏Nsro, ‏Mai123, ‏رغيدا+, ‏غصة في روحنا, ‏همسات ناعمه, ‏جنه كريم, ‏fatma ahmad, ‏tamy, ‏Rania nabile, ‏لؤلؤة المصرية, ‏Agadeer


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 09:56 PM   #550

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلي جنون مشاهدة المشاركة
أين ياسمين من هذا البارت كنت منتظره على نار 💔 عالعموم سلامة عيونك حبيبتي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa.jabar مشاهدة المشاركة
الف سلامه عليكي وياربي ماتشوفي شر 🌷🌷🌷والتصبيره جوعتني اكثر (ناس طماعه 😊😁)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة habiba banani مشاهدة المشاركة
خلف كل قناع هناك قلب يبكي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
الف سلامه عليكم وكل العافيه ان شاء الله 🌺🌺


تصبيره مشوقه اكثر وأكثر 🙃🙃🙃🙃
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
ألف لابأس حياتي المهم صحتك وعيونك غاليات عندنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنوار سوسن مشاهدة المشاركة
راىعةء😗😗😙😙😗😗😗😙😙😗😗😗
كلي جنون ...ياسمين منورة بقوة هذا الفصل
دودو الله يسلمك وعوضتلك التصبيرة بفصل طويل
فعلا يا حبيبة كلنا بنخفي مشاعرنا خلف الاقنعة
الله يسلمك يا نور
وتسلميلي يا ماما حسوني
انت الاروع يا انوار

شكرا لكم جميعا كلماتكم تشرفني وتسعد قلبي حتى لو كلمة واحدة تكفيني وتشعرني بحبكم واهتمامكم ..دمتم بكل خير وحب وود


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.