آخر 10 مشاركات
33 - طائر غريب - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          لومينوس: الخيار الأمثل لرؤية مثالية ومظهر جذاب! (الكاتـب : منصة سدره - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-20, 09:27 PM   #671

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 198 ( الأعضاء 59 والزوار 139)


‏موضى و راكان, ‏أميرة صابرة, ‏om malk90, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ليلا الاسيف, ‏rontii, ‏حبيبيه, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏لبنى أحمد, ‏ام زياد محمود, ‏Do 19, ‏مايا محمد علي, ‏fatma ahmad, ‏ayamahdy, ‏زرقاءاليمام, ‏Mody sal, ‏..هناك أمل .., ‏نرجس العمر, ‏Yasmin yousef, ‏Nada $, ‏نصرة محمد, ‏رغيدا, ‏جنا احمد, ‏Nsro, ‏Alice laith, ‏ريهام سمير, ‏الاء ابراهيم, ‏ميمو٧٧, ‏ابرار محمد, ‏rowdym, ‏مها هاني, ‏دكتورة صيدلانية, ‏م ام زياد, ‏Hiba mohamed, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏ام معتوق, ‏nourou, ‏ريما الشريف, ‏رانيا صلاح, ‏Eman12, ‏Aboothr, ‏Kifsh melhem, ‏simsemah, ‏sira sira, ‏fatma r, ‏رزان قنيو, ‏اسماء155, ‏ميمي777, ‏jiada seleem, ‏همهمات صاخبة, ‏Abeer seif, ‏Um-ali, ‏Eman mmm, ‏همس البدر, ‏business student, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏Diego Sando, ‏هاجس الحنين



عوض قطع قلبى و قهرنى عليه ربنا يفك كربه و يقرب له البعيد

تسلمى يا رغيدا و ربنا يقويك و يعينك في عملك

دمتى موفقة يا مبدعة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatma r مشاهدة المشاركة
اكثر من رائع واسر ياريت يتغير ويارب سما ترجع له بجد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رانيا صلاح مشاهدة المشاركة
الجزء روووعة يا رغيدا وجعني عوض جدا 💔💔
والف شكر بجد علي الفصل رغم انشغالك وتعبك ربنا يعينك ويقويكي ♥♥
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
وجع يجد وجع اننا نتمني شئ لسنين وكمان يبقي شئ بسيط وأقل حقوقنا في الحياه وكمان نتحرم منه
لكن هيدبرها الذي لا يغفل ولا ينام يا عوض
وربنا يقويك يا ريدا أن شاءالله تعدي علي خير

عوض وجع قلبي وانا بكتبه يا موضي

تسلمي يا فاطمة آسر حيتعلم كتير متقلقيش

تسلمي يا رانيا ...والله ما تعرفي اد ايه مجهدة جدا وتعبانة ورغم كده بكتب عشان متزعلوش

أم زياد حبيبتي ...عوض حالة منها كتير حوالينا للاسف


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 09:29 PM   #672

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد ايامك غي الانتظار يا جميله يعطيك العافيه 🌼

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 09:35 PM   #673

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


خلف اقنعة القلوب ❤❤
الجزء الاول من الفصل 24🌸

يعطيكي العافية والله يكون بعونك ومعك وان شغء الله ربنا يفرجها ويزيح هالغمة والوباء عن بلاد المسلمين جميعا 🙏

تسلم ايدك حبيبتي الجزء كان مؤثر واكثر من رااائع باحداثه ووصفه وكل ما حاء فيه من احداث بداية ..ب

مشهد ماهي المنهارة المفطورة بكاء على والدها عز بعد ما حدث والحمد لله انه ما فيه شي وهذه مجرد عقاب صغير من مدحت لماهي حتى لا تزيدها على والدها .
اضطر على اثرها شرح الوضع لسامح ولو من بعيد دون توضيح اكثر وماهي السبب اذ كان الاتفاق بابقاء امور والظتهم وما تفعله سرا عن سارة وسامح حفاظا على كرامتها لرقية وان لم تستحقها وليس عدم ثقة فيهم ..

كل مرة ازيد اعجاب وتقدير لمدحت لما يفعل ليسعد والده في اخر عمره فهو شاعد وعالم بما مر بعز منآلام وعذاب على يد رقيه وما فعلته بعائلة سامية ..


حلوة برده مرسال الغرام بين انور وجدي وليلى مراد والساعي اسماعيل ياسين ياعم مدحت هو في حد يطول يلعب دور جميل في زمن الفن الجميل ..وماله اسماعيل ياسين اكثر الشخصيات الني ريكت البهجة والابتسامة على وجه من كان يشاهده ...اعشق افلامه ❤❤

اتمنى يكون قرار سامية الذهاب مع اسماعيل قصدي مدحت بعد ان قرات خطاب عز المؤثر لمشاعرها ..

💔💔والله عوض ومشهد يوجع القلب ومبكي ..على عادات وتقليد متخلفة بالية وتحكمات المجتمع بالانثى وميراثها وحرمانها من الارث كونها فقط انثى يحرمون ما حلله شرع الله ..
الله يكون بعونه ويعينه على ما يحمل وسيتحمل ..وان شاء الله ربنا يعوضه خيرا ويجزيه الاحسان لمساندته وحمايته ووقوفه بوجه حماتها وشقيق زوجها المتوفي الاكلين حقها وحق بناتها اليتيمات ..
والله لن بخذله ابدا ..

اما آسر فتاثر بمشاهدة عوض وهو يبكي فالرجال لا تبكي الا عندما تقهر ..وعوض مقهور على ما آل اليه ووشع فرض قهرا وظلما عليه ولا يستطيع ان يتخلى عنه ..لكن حلم عمره يستطيع ان يتخلى عنها لشخص آخر وان كان آسر ..
اعتقد ان آسر سيقف مع سيد ويمد له يد المساعدة دون ان يعلم ..


ولحتى الان لم يتم لقاء سما وآسر ...رغم انه يتمزق اشتياقا ولوعة لها ..
بالسم الهاري لسمير ...والله ما بحبه 😬

تسلم ايدك حبيبتي والله يحفظك ويحفظ كل المسلمين ويرفع عنهم الوباء والبلاء والغمة وان شاء الله هذه الايام تمر ولا تضر احدا 🙏
حبيبتي يا منولة تسلمي ...ادعيلى انا فعلا تعبانة ومجهدة جدا جدا الحمد لله ...
عوض حالة بتكرر ..واسر بتعلم من كل اللى بيشوفه بيعرف الدنيا صح مش من ورا زجاج مكتبه
قرار سامية وموقف مدحت وكمان سامح حتعرفيهم بفصل النهاردة اللى كان طوووويل جدااا ومجهد جدا ومليييان جدا وتعبني جدا :a555:


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 09:41 PM   #674

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الآن موعدنا مع الفصل جزء ثاني طووووووويل تخطي خمسون صفحة والنت والمنتدي ثقيييل جدا ربنا ييسر بالتنزيل

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 09:46 PM   #675

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون جزء ثاني

تقدمت بخطوات مرتبكة بجواره ...تكاد تسقط مغشيا عليها وعقلها لا يكف عن التساؤل إن كانت أخطأت بقدومها معه …
هل اتخذت القرار الصائب عندما توجهت له عند السيارة قبل انتهاء الساعة ليقفز خارجا ما أن رآها ينظر لها بصمت مترقب وهي تخبره أنها ستذهب معه لكن عليه انتظارها لساعة أخرى فلا تستطيع الإغلاق مبكرا كل هذا الوقت ليبتسم براحة وهو يخبرها أنه سينتظرها قدر ما تشاء ...وها هي هنا لا يفصلها عن حجرة عز إلا أمتار قليلة …
تباطأت خطواتها فاستدار مدحت ناحيتها كما لو كان قد شعر بترددها لكنه ابتسم مطمئنا ومد كفه ملامسا ساعدها المغطى بثوبها بخفة يحثها على عدم التراجع وهو يقول :
"ها قد وصلنا ...أنا واثق أن رؤيته لكِ ستنعشه وتساعده على التعافي بسرعة ...سأدعك تدخلين له أولا وحدك ...وبعد قليل سآتي لأعيدك لبيتك "
كان يدفعها بخفة أثناء الحديث حتى أصبحت أمام باب حجرة الرعاية ليفتح بابها ويشير لممرضة بالداخل همس لها بشيء لم تسمعه ...فعقلها يضج صاخبا كقلبها الذي تتسارع نبضاته بجنون وترقب وقلق ....

لم تعرف كيف تم دفعها للداخل لتجد نفسها بوسط الحجرة والباب يغلق خلفها ...فاتجهت عينيها بوجل للراقد أمامها على الفراش الضيق ويده معلق بها إبرة تضخ محلولا ما لوريده ...بينما صدره موصول ببعض الأسلاك تقيس نبضاته …
انقبض قلبها بخوف وهي تنظر لوجهه الشاحب الذي ازداد نحولا خلال اليومين اللذين غاب عنها فيهما ...كانت عيناه مغلقتين وبدا نائما بعمق ....فوجدت نفسها تقترب كالمسيرة من سريره ...وتهبط بجذعها بجواره ...تتطلع فيه بعيون دامعة تتمعن في تفاصيله بشوق ولوعة ...ليخرج من حلقها نشيج مكتوم وتتحرك أصابعها كما لو كانت ذات إرادة منفصلة تتلمس ظاهر كفه حول الإبرة المغروزة به ... تسحبها بحرص لحافة الفراش وتميل برأسها حتى لامس جبينها سُلميات أصابعه التي أغرقتها بدموعها وهي تقول بخفوت من بين نشيج البكاء:
"آآآه يا عز ...آآآه يا وجع قلبي ... لمتى ستظل توجعني...مرة منك ...ومرة عليك ...والله لم يعد في هذا القلب مكان يتحمل المزيد من الوجع ...لقد تعب حد الإنهاك ...قم يا عز ...قم وافتح عيناك ...قم وعد لمطاردتي...مشاكستي بعيناك التي سحرتني من اللقاء الأول وظلت تطارد أحلامي ...قم وحقق وعدك لي بألا تتركني ثانية ... بأنك ستعيد لي سنيني الضائعة ...فأعيش بك ومعك مراهقة لم أحياها وعشقا لم أجربه ....قم وتعافى وإلا والله لن اغفر لك أو أسامحك إن أخلفت وعدك هذه المرة"
لم تنتبه وهي مغمضة عينيها تمرغ جبينها فوق أطراف أصابعه لرأسه التي تحركت ببطء وعيونه التي تتطلع لها بدهشة وعدم تصديق حتى شعرت بأصابعه التي تحركت تلامس جبينها فعينيها ماسحة دمعها لتشهق بانتباه وابتعدت بجذعها دون أن تستقيم ترفع رأسها بوجل وهي تتطلع لتلك العينين الساحرتين بنظرتهما الآسرة التي تنظر لها بعشق ..ليدق قلبها بجنون شعرت معه كما لو كان سيحطم قفصها الصدري ويقفز من مكانه مع سماعها صوته الواثق رغم ضعفه وهو يقول :
"سأقوم يا حبيبتي ...سأقوم لأجلك ...سأقوم لأفي لكِ بكل ما وعدت قديما وحديثا ...سأقوم لأمسح الدمع عن تلك العينان"
ليرفع أصابع يده اليسرى دون اهتمام بالسلك المعلق بها يمسح بقايا الدمع على وجنتيها...تلك الوجنات الشهية كما التفاح الذي يعشقه والتي زادها الحياء احمرارا جعله يرغب بقضمها ...لتسقط يده وهي تتراجع برأسها خجلا ..فاتسعت ابتسامته مع شعوره باضطرابها واختضاضها من لمسته البسيطة …
ليقول بشوق عاشق لم يعد قادرا على الكتمان:
"كم اشتقت إليك يا حبيبتي ...اشتقت لأشم رائحتك النقية ...لأراكِ من هذا القرب ...وأكثر ما اشتقت له ابتسامتك الحنونة الطيبة التي أسرت قلبي لسنوات ...فهلا تكرمت على قلبي العليل ومنحتني إياها لتكون ترياقا له من الأسقام"

عضت شفتها السفلى وهي تطرق برأسها بخجل كمراهقة تسمع لأول مرة كلمات الغزل ...فأشفق عليها من تلك الإنحناءة والتي يبدو أنها لم تنتبه أنها ما زالت تميل بها نحوه وقال لها بحنان:
"سامية ...اعتدلي صغيرتي واسحبي الكرسي الذي ورائك لتجلسي عليه بجواري ...(ورغم وهنه إلا أنه غمز بعينيه بشقاوة وهو يضيف ) أو الأفضل جاوريني فهناك مكان على الفراش يسعك "
انتبهت سامية لحظتها لوضعها فاعتدلت واقفة تهرب بعينيها بعيدا دون أن تهتم بالجلوس وتقول بحزن:
"صغيرتك؟!! ..أي صغيرة تلك يا عز ...لقد تخطيت عامي الثامن الأربعين من بضع شهور ... لقد كبرت وامتلأ شعري شيبا ...وبالتأكيد لا يصلح لي لفظ الصغيرة"
حاول التحرك من رقدته ليعتدل قليلا فتأوه لتنظر له بقلق وتسارع دون شعور تمد يديها لتسانده وتساعده على الاعتدال فيتمسك بذراعيها بقوة يجذبها إليه أكثر ويتباطأ باعتداله متمسكا بها لأكبر وقت حتى شعر بجسدها يرتعش تحت كفيه وعينيها تشتبك بعينيه فرحم ضعفها وخجلها واستسلم لمحاولتها الابتعاد مكرها وهو يقول بينما تعود هي للوقوف بارتباك :
"لا تحسبيها بسنوات العمر فإن كنت أنت تخطيت الثامنة والأربعين فأنا أكبرك بعشرة أعوام ...لكني لا أهتم بالعمر ...لا عمرك ولا عمري ...بعيني أراك كما أول مرة ...لم تكبري يوما ...حتى الشيب الذي تزعمين انه ملأ شعرك الذي لم أره يوما لكني أكاد أوقن أنه داكن كعينيك الآسرتين ( لتحوم عيناه على حجابها بتقدير ) سيكون بعيني كنثرات الفضة وسط المخمل الأسود ...أو كنجمات تضيء عتمة السماء فتمنح للتائه بصيص ضوء ...ودوما ستبقين صغيرتي ..وحبيبتي ...وغاليتي .. سامية ..كفي عن حساب عمرنا بالسنوات ...فلا يهم ..كم عاما مر علينا وسجلته الأرقام في روزنامة أوراقنا الرسمية...فعمرنا سنحسبه بالأيام التي عرفتك فيها ..وتاريخنا سيبدأ من لحظة اللقاء مرورا بكل اللحظات الآتية وأهمها زواجنا الذي سأجعله يتم بأسرع وقت ..سنعيش معا كل ما فات ...سأعوضك بتاريخ جديد لا يحسب بالأيام والساعات ...بل بالضحكات ...بفرحة تنسيك دقات الساعة ...احسبي صغيرتي عمرك منذ تلك اللحظة التي عدت فيها إليكِ ولا تفكري أو تحسبي ما قبلها "
نظرت له للحظات بصمت قبل أن تقول له بمشاكسة أذهلته :
"لو حسبتها كما تقول ..إذا فزواجنا الذي تتحدث عنه لن يجوز"
قطب حائرا وهو يقول برفض:
"ماذا تعنين بكلامك ...إياك أن تفجعيني وتخبريني بأنك حضرت هنا لمجرد عيادتي أو شفقة ولا تنوين الزواج بي"
هربت بعينيها لتهز كتفيها بدلال أثار جنونه حتى كاد يقفز من فوق فراش المرض محتضنا إياها ولم ينتبه لمؤشر جهاز ضربات القلب الذي كاد يزأر وصوتها يأتيه:
"أنت من قلت أن احسب عمري بعدد لقائتنا معا ...ولحظاتنا السعيدة ...وهكذا سأكون ما زلت طفلة بالمهد .. فكيف ستتزوجني عندها؟! "
أغمض عز عينيه وهو يتنهد براحة بينما عقله يصرخ ( أسقطت قلبي أيتها الحمقاء بمزاحك الثقيل)
ليتنهد بوله وهو يقول :
"حسنا سأحضر لك شهادة تسنين ..وازور القوانين ...لا تشغلي بالك أنت بالحسابات والأرقام ...المهم أن نتزوج فورا "
ليلتفت حوله متسائلا بنزق:
"أين وضعوه هؤلاء الحمقى ..طلبت منهم أن يتركوه بجواري"
اقتربت منه تسأله بحيرة:
"عن ماذا تبحث ...اخبرني لأبحث معك"
نظر لها بسعادة قائلا بتصميم :
" هاتفي ...أريده حتى أتصل فورا بأخيك محمود ليحضر واجعل مدحت يحضر المأذون لأعقد عليك الآن "
شهقت ذاهلة وهي تقول بصدمة :
"ماذا ؟ّ هل جننت يا عز ...طبعا لا ...أنتظر حتى تتعافى وبعدها نجلس ونتحدث ونفكر ونقرر و.."
صرخ بها بنزق :
"وننتظر ..ونتروى ...ونقيم جلسات استماع ومناقشات ...هل جننت يا امرأة ...هل هي قضية الشرق الأوسط ...اسمعي يا سامية ...صحيح أخبرتك أن لا تحسبي أعمارنا بالسنوات بل بأوقاتنا معا ...لكن هذا لا يعني أننا نملك رصيد سنوات انتظار أخرى ...بل إننا يجب أن نسرع لنعوض الوقت الضائع ..اسمعي سأكون كريما معك وأمنحك أسبوعا كاملا ( ليرفع سبابته محذرا عندما رأى تغضن ملامحها ونيتها مجادلته) والله لن أزيد يوما أكثر ...ولن أنتظر بعده ساعة واحدة وإلا خطفتك رغما عنك... أسبوع وتكونين في بيتي ...هل فهمت "
ليغمغم بغيظ:
" ننتظر ونفكر ونقرر ...الحمقاء ...لا تعرف أن عز التي تنطقها بطريقتها تلك يمكن أن تتسبب لنا بفضيحة مدوية فكلما سمعتها يشتعل جسدي...فهي بنبرتها الرقيقة تلك اقوي تأثيرا من الحبوب الزرقاء .. تشعل بي نيرانا هوجاء ...وتريدني أن أنتظر "
أخذت تنظر له مقطبة وهو يحدث نفسه همسا :
لتقول له بتعجب:
"عز ( أغمض عينيه صامتا وهو يضغط على نواجذه بينما حرفي اسمه يثيرون جنونه من شفتيها لينتفض صارخا وهو يجذب كفها بين كفيه بقوة مع تكرار ندائها باسمه)
"سااامية ...الأفضل لك أن تمتنعي عن ندائي وذكر اسمي مطلقا حتى يتم عقد القران وإلا لن أكون مسئولا عن ما سيحدث "
نظرت له بعدم فهم ووهي تحاول جذب كفها بحرج وقبل أن تسأله مستفسرة وجدت الباب يطرق طرقة واحدة ومدحت يمد رأسه منه مبتسما وهو يقول :
"كيف حال طائري الحب العجوزان "
سبه أبيه قائلا بحدة :
"عجوزان بعينيك يا غبي ..ماذا تريد ...لما أتيت الآن ... وكيف تدخل علينا هكذا؟!"
دخل مدحت بكامل جسده وهو ينظر لأبيه قائلا بتعجب:
"ماذا هناك يا أبي ...لما أنت غاضب ؟! ..ثم ..أدخل عليكم هكذا أين؟! ...أنها حجرة العناية بالمشفى وليست حجرة نومكم ( ليغمزه مشاكسا) باعتبار ما سيكون "
ليتجاهل شهقة سامية المحرجة وهو يكمل بوقاحة:
"ثم حتى بعد الزواج ...ستكون هي زوجة أبي أي بمكانة أمي ...وأنا سأصبح من محارمها و أدخل عليكم كما أريد"
هتف أبيه قائلا بغيظ:
"لأدخلك أنا المشفى بكسر في رأسك ...ماذا تريد الآن ؟"
تنحنح مدحت قائلا بحرج مشاكس:
"الوقت تأخر ولابد أن أعيد زوجة أبي المستقبلية لمنزلها "
لتشهق سامية ثانية وتقول بارتباك بينما تحاول مرة أخرى جذب يدها من عز بينما تنظر لساعتها في اليد الأخرى قائلة بقلق:
"يا الهي ...لقد تأخرت جدا ...لابد أن محمود يموت قلقا ..خاصة وقد نسيت شحن هاتفي ...يا الهي ..سيجن جنونه ويتشاجر معي ...( لتستدير قائلة لعز بتوسل خافت) عز أترك يدي...لا يصح ما تفعله أمام ابنك ...( لتحاول ثانية جذبها بحدة أكبر دون فائدة وهي تكاد تتوسله ) اتركني يا عز لابد أن أعود بسرعة "
هز عز رأسه بعناد كطفل يرفض ترك كف أمه خوفا أن تذهب بعيدا ولا تعود ..وقال بمسكنة مست شغاف قلبها:
"لا أطيق تركك ..ابقي قليلا ...لم اكتفي بعد ...قليلا فقط أرجوك"
أشفق قلبها عليه وقالت بتردد حائر :
"لكن أخي محمود ...أنا... "
ليأتيها صوت مدحت الذي أجلى صوته قبل أن يصدمها بقوله :
"لا تقلقي ..لقد هاتفت محمود بالفعل منذ قليل وأخبرته أني اصطحبتك لزيارة أبي بالمشفى وسأعيدك للمنزل بنفسي ...( لينظر لعينيها المجفلتين مضيفا لذهولها وارتباكها المزيد بقوله) كما سمحت لنفسي أن أزف له بشرى موافقتك على طلب أبي ليدك ...وأننا سنكون عندكم خلال عدة أيام بمجرد تعافي أبي حتى نطلبك رسميا "
ليجفل كلاهما على صرخة عز المعترضة:
"بل غدا مساءا ...ولن نذهب لطلبها ...لقد تخطينا تلك التفاصيل سنذهب لإتمام الخطبة وارتداء المحابس ولو أمكن نعقد العقد أيضا غدا ...والزفاف خلال أسبوع على الأكثر .."
***
كان مدحت يغالب ضحكاته بصعوبة وهو يسير بجوارها في رواق المشفى بطريقهما للخارج … وهو لا يكاد يصدق تصرفات أبيه الذي يبدو كمراهق مغرم ...ما صدق أن أمسك بيدي فتاته ورفض بعدها أن يتركها ...لقد حايلوه كثيرا ليسمح لها بالذهاب وخلصوا يديها منه بصعوبة…

نظر لها بطرف عينيه وكاد يختنق وهو يحاول التماسك عن الضحك بصعوبة ..حتى لا يحرجها ..فسامية تسير بجواره بوجه محمر وعيون ساهمة ..هائمة بينما تحتضن كفها الذي كان أبيه يتمسك به بكفها الآخر محتضنة كلاهما لصدرها دون أن تنتبه .

اختفى مرحه ومزاجه العابس وعيناه تلتقطان دخول أخته وزوجها من الباب الزجاجي المتحرك للمشفى ليتواجه الجميع معا وتنتبه سامية لحظتها فتتوقف مجفلة مع همس مدحت باسمها منبها .. فرفعت رأسها لتصطدم عيناها بعيني ابن جيرانها المهندس سامح محفوظ فأجفلت بقلق وشحب وجهها مع سؤاله المصدوم وهو ينقل نظراته بينهما ؟!
"ست سامية؟!!"
ليأتي صوت مدحت الحازم قائلا بوضوح وعيناه في عيني ماهي تحذرها من أي اعتراض:
"مرحبا سامح ...أقدم لك السيدة سامية ...خطيبة أبي "
..............
قبلها بساعة

مطعم راقي قريب من المشفى
كان سامح يأمرها بتصميم حازم " ماهي كفى عنادا ...أخبرتك لن نتحرك من هنا ولن أعيدك للمشفى ما لم تتناولي طعامك وتنهيه كاملا ...أنت لم تأكلي شيئا يذكر منذ يومين ...ولن أتركك حتى تنهاري "
ردت بضيق:
"سامح أخبرتك أني لا أريد ...لا شهية لي للطعام ورغم ذلك طلبت كل هذا وتريد إجباري على أكله ...لن استطيع معدتي متقصلة ولو أجبرتني سأتقيأ ...سأكتفي بالعصير لأريحك ..ولا تضغط على أكثر "
نظر لها سامح بحدة وتراجع بظهره للخلف مربعا يده تحت صدره بينما يسألها :
"هل يمكن أن تخبريني سبب كل ما أنت فيه ...وأنا هنا لا أتحدث عن مرض والدك حتى لا تتلائمي ...بل عن حالتك أنت ..ومدحت وغضبه منك ..وانهيارك أنت بعدها متهمة نفسك أنك السبب فيما حدث لأبيك "
مدت كفا مرتبكا لكوب العصير تجترع منه رشفات تحاول بها الهرب من تحديقه والتفكير فيما تقوله له دون فضح ماضي أمها أو تفاصيل ما حدث بشقة أبيها ...لتقول بعد لحظات صمت مع نظرات سامح المصممة والتي لم تحد عنها :
"لا شيء يا سامح ...مجرد خلاف عائلي في وجهات النظر"
نظر له بحاجب مرتفع وبسمة استهزاء جانبية وهو يقول ساخرا:
"خلاف وجهات نظر جعل أبيك يصاب بذبحة نتيجة ارتفاع حاد بضغط الدم ...وأخيك يغضب منك ويحرمك من رؤيته ؟!"
امتلأت عيناها حزنا ودموعا وأطرقت هاربة من نظراته وهي تقول بصوت متردد لا يمكن إغفال رنة الذنب والألم به:
"لقد علمت أن أبي يرغب بالزواج من سيدة كان يعرفها بالماضي ..وأنا كنت رافضة ..و ...و"
لتعض على شفتيها تدعك كفيها معا وهي تطرق برأسها أكثر تخفي دموعها عن سامح الذي تلوى قلبه ألما لأجلها لكنه أصر على التماسك وعدم إظهار شفقته حتى يجعلها تعي خطأها بحرمانها أبيها من حقه:
"وماذا ماهي ...ما المشكلة إن أراد أبيك الزواج ...إنه عازب من سبعة عشر عاما ...وهو ما زال بعنفوانه وحالته جيدة ...ويحق له أن يبحث عمن تريحه وتسعده وتؤنس وحدته ...ما مشكلتك ..ما وجه رفضك واعتراضك "
لترفع وجهها الغارق بالدموع قائلة بحدة ورفض :
"لا ...ليس من حقه ...ليس من حقه أن يتركني ثانية ...أن يبتعد عني ...أن يحب أخرى غيري ...أخرى كانت السبب الأساسي في ابتعاده عنا بالماضي ...لا يحق له أن يحضر من تشاركني فيه ...تأخذ قلبه وتشغله عني "
كانت تنهت وتنشج ويتقطع صوتها بألم وضعف ففك سامح يده وناولها منديل من علبة على الطاولة الممتلئة بطعام لم يمد أيا منهما يده له فأخذته منه بصمت تمسح وجهها دون فائدة مع استمرار تدفق دموعها ونشيجها الباكي ليقول لها سامح بحزم بعد لحظات:
"تعرفين جيدا أنك مخطئة ...ما تطلبيه أنانية منك ( رفعت له عينين معترضتين تناظرانه بجرح وشعور بالخيانة والضعف لكنه تجاهل غصة قلبه لأجلها وأكمل) حب والدك لكِ واهتمامه بك لن يقل إن تزوج ...حب الوالد لأبنائه يختلف عن مشاعره لزوجته ..ما تريديه أنانية وجحود"
همست بصدمة :
"جحود ؟!! أنا أنانية وجاحدة أنا ؟ّ"
نظر لها سامح بحدة ومال مستندا بكوعيه على المائدة قائلا بتأكيد:
"نعم ماهي ..حبي لك لا يعني أن أجاملك ..أو أؤيدك في أخطائك ...بل أواجهك بها ...أنت وأخيك متزوجان ...كل منكم يعيش حياته ما بين عمله وبيته ...كلاكما مشغولان ...لا أنكر تعلقك بأبيك وحبك له وتخصيصك الكثير من الوقت لتزوريه وتبقي بصحبته ...وكم تشاجرنا معا لأنك كنت تهمليني بسبب ذلك ...لكن سأخبرك أن الأمر يستحيل أن يستمر إنها سنة الحياة ..مدحت ينشغل كل يوم أكثر بتوسع العمل وعندما ينجب سينشغل أكثر ...ونحن كنا اتفقنا على تأجيل الحمل لعام حتى تستقر أمورنا ...والعام انتهى والآن نحن نسعى لتكوين أسرة ...وبمجرد حدوثه وخاصة بعد الإنجاب إن شاء الله ...ستنشغلين أكثر ...والدك سيكون أكثر وحدة ...هل تستكثرين عليه إن يجد من تؤنس وحدته ...من تكون بجواره ...تمنحه عاطفة ودفئ يحتاجهم أي رجل مثله عاش محروما لسنوات "
ظلت تنظر له بشحوب ورفض ثم هزت رأسها تقول بتشتت:
" لقد تحمل الحياة بدون زواج بالماضي ...لما لا.."
ليقاطعها سامح ناهرا بحدة:
"وهل كونه صبر كل هذا الوقت ...ولم يتحمل أن يسعد وهو بعيد عنكم ...هل معنى ذلك أن تعاقبيه أكثر وتطلبي منه المزيد من الصبر ...هل أنت طفلة تخشى جور زوجة أبيها ..أم مراهقة تخشى أن يهملها ..أنت امرأة ناضجة ...متزوجة ..وتعملين ...و لكِ حياة كاملة بعيدة عنه ...وجود زوجه له لن ينقص من محبته لك ولا قدرك عنده ...يظل الأبناء هم الأهم والأقرب لأبويهم قبل أي آخر ( ليضيف بامتعاض بعد أن ذم فمه عندما مرت رقية بذهنه) طبعا أتحدث عن الآباء الأسوياء والطبيعيين وليس الحالات الشاذة ...زواج والدك حق له ...رفضك ومعارضتك للأمر ظلم وأنانية منك ...( ليضيف بصوت أقل حدة وهو يمد يده مزيحا أحد الأطباق من طريقه ليمسك بكفها وهو يقول بحنان) أمنحيه رضاك وكوني بجواره ...لن تبتعدي ولن يبتعد ...هو لن يقبل ...هو يحبك أكثر من الجميع ...يدللك بطريقة تثير غيظي أنا شخصيا ...لن يتغير شيء من ذلك ...فقط ستكونين أكثر اطمئنانا عليه مع وجود زوجة تراعيه وتؤنسه وأنتم بعيد ...وخاصة لو أحسن الاختيار "
نظرت له بتردد ثم قالت بشفتين مرتعشتين وتأتأة كطفلة :
"وما أدراني ..أنها جيدة ...وأيضا ...كنت .. كنت أفكر ..إن كان يريد صحبة ..فأمي ..أقصد.. "
سحب سامح يده وقال ساخرا:
"أمك ! ...بالله عليك يا ماهي ...الرجل يريد الراحة والدفء في آخر أيامه ...وتريديه أنت أن يعود لأمك !"
نظرت له ماهي بحدة وغضب فأجلى حلقه قائلا بمهادنة كاذبة:
"لا أقصد طبعا أن أعيب بالسيدة المبجلة رقية لا سمح الله ...فقط حسبما فهمت أن الود بينهما مقطوع ..والعلاقة متأزمة ...وفكرة العودة غير مقبولة منه ومجرد طرحها سيثير مشاكل أكثر ..الرجل غير راغب بحياة صعبة مليئة بالخلافات ...يريد الراحة يا ماهي الراحة في خريف عمره ...( ليضيف بسره راحة لن يجدها مع العقربة أمك القادرة على إخراج القديس عن شعوره فما بالك بإصابة أبيك بذبحة عندما رغبت بعودتها له.. والله لا ألومه ..ليكمل بمهادنة) ماهي حبيبتي ...اعتذري لأبيك وراضيه ...وتقبلي ما يريد ..وكوني بجواره وسانديه مهما كان اختياره ...لا تفرضي عليه رغباتك ...وصدقيني ..دوما ستكونين الأولى عنده ...( وأضاف مغازلا بخفوت) كما أن زواجه سيشغله قليلا ويمنحني الفرصة لأكثف محاولات إنجاب ولي العهد ..والله عيب بحقي ... أخي أكرم مسافر ونزل إجازة عدة أيام من شهر والآن هند حامل ...الجميع يتندرون علي الآن هل يرضيك ذلك ...إنهم يشككون بقدراتي ( ليغمزها بوقاحة) أنا أريد إنقاذ سمعتي بسرعة لذا علينا التفرغ لمزيد من المحاولات الجادة حتى إتمام المهمة "
نظرت له بصمت دون رد ثم زفرت ببقايا نشيج وهزت رأسها متجاهلة حديثه الأخير وقالت:
" لن أتدخل في حياة أبي ...وسأتقبل زواجه إن كان هذا ما سيسعده ...لن أتحمل مرضه أو خسارته ...( وأضافت بحدة ) لكن لا تطلبوا مني أن أحبها و لو حاولت تلك المرأة أخذه مني وإبعاده لن اسمح لها وسآ .."
قاطعها سامح مازحا:
" أهدأ يا وحش ..ومن تجروء على إبعادك يا مدللة أبيك"
رفعت ذقنها بغرور قائلة:
"نعم ..أنا مدللة أبي وأميرته الأولى والأخيرة وسأظل كذلك ...والآن هيا لنعود ...لقد تأخرت عليه ...وهذه المرة لن أسمح لمدحت بمنعي بل سأدخل له رغما عنه"
كان سامح لاهيا عن حديثها وهو يحدق بغيظ في أصناف الطعام المتراصة أمامه والتي برد معظمها مفكرا في حجم الفاتورة التي سيدفعها وهو يسب نفسه أن تهور وطلب كل ذلك ...ليقول لها بضيق:
"ماهي فلنأكل أولا ...لنحلل ثمن الطعام ..."
ناظرته بغيظ وقالت بعصبية :
"سامح لن آكل ...وهيا تأخرنا "
نظر سامح للطعام للحظات وهو يفكر "حرام والله أن أدفع كل هذا وأترك الطعام …(لتلتمع عيناه ويرفع عينه لها وهي تتحرك قائلا بمكر) ماهي حبيتي ...لا يمكن أن تعودي للمشفى بحالتك تلك ...وجهك أحمر وعينيك ذابلة وشعرك مشعث ...لو رآك والدك هكذا سيحزن ويتعب أكثر ..أذهبي لحمام المطعم اغسلي وجهك ومشطي شعرك وعدلي هندامك حتى تدخلي عليه عند عودتنا بشكل لائق "

قطبت مفكرة للحظات قبل أن تهز رأسها باقتناع وتتحرك ناحية الحمام ..ليسرع هو باستدعاء النادل ثم يقول :
"إسمع أريدك أن تعبئ لي كل هذا الطعام لأحمله معي ...لا تترك منه شيء ولا حتى قطعة خبز أو ليمونة فهمت وكل تلك السلطات تُعبأ أيضا ...وأريد أن تنجز الأمر بسرعة ثم تحضر لي فاتورة الحساب "
هز النادل رأسه مستجيبا وأشار لآخر ليجمع ما على الطاولة بينما يريح سامح ظهره على المقعد مفكرا براحة أنه سيجد ما يأكله الليلة وغدا على الأقل ويصبر نفسه بأنه حلل المبلغ الباهظ الذي سيدفعه بهذا المطعم الراقي
****


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 09:59 PM   #676

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة شقة سمير ليلا
دخلت من باب الشقة باندفاع و عصبية نحو غرفة النوم وهي تخلع حجابها يتبعها سمير بعدما أغلق الباب خلفه بحدة وهو يقول باعتراض:
"لا أفهم سبب غضبك ...ما المشكلة فيما قلت أصلا ..أنا لم أوجه لشقيقك أي إهانة فلماذا هذا النكد كله "
استدارت هاتفة وهي تلقي بجاكت الفستان من يدها أرضا بعنف :
"لم توجه له أي إهانة !..حقا !..هل تصدق نفسك !..وماذا كنت تريد أن تقول أكثر وأنت منذ جلسنا لم تكف عن الغمز واللمز عليه عن مشروعه الذي تراه تافها..وعن ميراثي وميراث إخوتي الذي سيضيعه ..وكيف أنه كان يجب أن لا يأخذ شيئا منا وإن أراد المخاطرة والدخول بمشاريع غير مضمونة يخاطر بماله هو ( ليزداد غضبها ويرتفع صوتها أكثر وهي تشيح بيدها) أي مال هذا الذي تتحدث عنه ...أي نقود تلك التي حرقت دماء أخي ونغزته بالكثير بسببها حتى بعد ما أخبرك أنه رفض تنازلي ووافق فقط على اعتبارهم قرض يرده بعد نجاح المشروع ...أي نقود ها ...بضع ألوف لا تساوي شيئا ..لا يعدون نقطة ببحر ما دفعه هو بجهازي لتأتي أنت وتحرق دمه بسببهم "
رد عليها ببرود:
"جهازك واجب على أسرتك ...أما ميراثك حق لك وكان يجب أن تحصلي عليه"
جن جنونها فاقترب منه وضربت على صدره بيدها وهي تقول بغيظ:
"جملتك حق يراد به باطل يا أستاذ ...ثم ما شأنك أنت ...حقي أنا ..ميراثي أنا ...أنا حرة به ..آخذه ...أتنازل عنه ...القيه بالبحر أنا حرة"
انفعل سمير ورد مغتاظا:
"لا لستِ حرة ..وكان يجب أن تستشيرني قبل أن تتنازلي عنه ...بعد زواجنا أصبح كل ما يخصك يخصني ...ونحن كنا أولى بهذا المبلغ بدلا من أن يضيعه أخيك على مشاريع فاشلة ...( وعوج فمه ساخر) معمل بويات ومذيبات !! ..هأ.. من قلتهم بالبلد!! ...مصانع البويات تملأ الدنيا هل سيتركونها الناس ويشترون خلطة أخيك ...هذا بدلا من أن يأتي ليعمل معي ويكسب ذهبا ...يأخذ مالكم ويخاطر به بأعمال تافهة"

كانت تنظر له بغضب حاد جعلها راغبة بتكسير ما حولها غيظا لكنها حاولت التماسك وعقدت ذراعيها أمامها تقول :
"إذا ميراثي حرام أن أعطيه لأخي لكن الحلال أن أعطيه لك أنت ... أليس كذلك !!"
رفع رأسه قائلا بعنت:
"أنا زوجك ...وأي مال يخصك سيكون لمستقبلنا معا "
نظرت له بسخرية قبل أن تقول بغموض:
"إذا حسب كلامك الأمر يعمل في الاتجاهين "
نظر لها بحيرة وتوجس وهو يسأل :
"ماذا تعنين ؟!"
فكت ذراعيها وأشارت له هازئة :
"أقول يا زوجي العزيز ...ما دمت مهتما هكذا بالحقوق ..وضرورة أن نحسب ونجمع أموالنا ...فالأولى أن نتحاسب أنا وأنت ...( لتعد على أصابعها ) أولا تمنحني اجري عن الشهور التي عملت بها معك بالسنتر فأنت لم تمنحني قرشا ولم تبلغني حتى بقيمة أجري ( لتكمل مقاطعة اعتراضاته ) وإن كنت ستقول ما أنا متأكدة منه عن كوننا واحد ولا فارق بيننا والمال لمستقبلنا ..وغير ذلك من خطبك العصماء ..إذا يجب عليك أن تعرفني كل صغيرة وكبيرة حول هذا المال الواحد ...( لتكمل العد على الإصبع الثاني فالثالث فالرابع وهي تكمل ) تعرفني قيمة ما تكسبه وأرباحك الشهرية ونفقاتك بالضبط ...تعرفني كم تملك من رصيد وأي بنك تحتفظ فيه به...تعرفني كيف ستحفظ لي حقوقي عندك لو لا قدر الله حدث لك شيء لأضمن حقي"
هتف سمير بحدة قائلا :
"هل تتمنين لي الموت وتفكرين أن ترثيني من الآن يا سما !! ..هل جننت "
صرخت به:
"ماذا؟! ...أليس هذا حقي ..أم الحق عندك يكال بمكيالين ..تماما ككل أفعالك وكلامك معي ..حقي أن أفكر بمستقبلي وأضمنه فلا شيء آمن الآن"
صرخ بها بدوره :
"هل تشككين بي؟ "
ردت بحدة :
"نعم ...يحق لي أن اشكك بك طالما كل وعودك كاذبة "
شحب وجهه وهو ينظر لها مصدوما ثم قال باستنكار:
"وعودي أنا كاذبة يا سما ؟!!...لماذا؟! متى وعدتك وكذبت عليك !"

ناظرته بحزن وهي تقول بابتسامة متألمة :
"بل قل متى وفيت يا سمير؟! ...وعدتني أن لا تجبرني على عمل أكرهه وأجبرتني عليه ..وعدتني أن تحميني من إهانات أمك وتدخلات إخوتك ولم توفي ...( لتقول بشراسة مقاطعة دفاعه) إياك والمراوغة كعادتك .. ما حدث أمس أمام أقاربكم لم يمر عليه يوم ليُنسى ...أم ستدّعى الصمم وانك لم تسمع كلامها المهين عني وعن وأسرتي وعن جهازي الحقير الذي لا يسوى وكل ما قالته بحقي أمام أقاربكم ...أقاربكم الذين ظللت طول اليوم اطهي لهم أصناف الطعام وحدي دون مساعدة من أحد ...وبعد أن وقفت طوال اليوم ما بين الطهي والدروس ...أجبرتني أمك على أن ادخل لأغسل الأطباق كلها وحدي أيضا ..لتبقى هي بالخارج بعد كل هذا تعيب في أمامهم وأنت جالس لم ترد غيبتي ...هل تظن أني لم أسمع ما قالته؟ ..والله لولا أخلاقي وتربيت أهلي الذين كانت تعيب فيهم لكنت خرجت لها وعرفت الجميع مقامهم طالما زوجي لم يرد غيبتي وغيبتهم ويمنع أمه من التجاوز بحقي ....ثم تسألني متى كذبت وتتعجب أني لا أشعر بالأمان والثقة معك ...بأي حق وأي عين تسأل ..أنك حتى لم ترد لي كرامتي أمام تلك السكرتيرة الحقيرة التي تعاملني بوقاحة وتعالي ...وقد طلبت منك أن تطردها بعد أن تواقحت وتطاولت على أكثر من مرة...لكنك نصرتها على وأصررت على بقائها ...طبعا ...فهي جاسوسة أمك وعينها التي تنقل لها كل شاردة وواردة"
قاطعها بغضب:
"سما أحفظي لسانك وإياك والتجاوز ..."
صرخت فيه:
"أنا إياي والتجاوز .....وانتم يحق لكم أليس كذلك !!...يحق لك ولأمك ولأختيك إهانتي وإهانة أهلي كما تريدون ..وأنا مطلوب مني أن أضع لساني بفمي واسمع واطأطأ رأسي واصمت أليس كذلك ..لمّا.. هل اشتريتموني ... لا ورب العزة ...(لتشير بسبابتها ما بينه وبين حلقها وهي تقول) لقد وصلت منكم للحلقوم وإذا تجاوز أيا منكم بحقي أو حقهم ثانية فسأترك لك البيت بما فيه لتشبع به أنت وهم ووقتها قسما يا سمير لن يعيدني إليك كل توسلات الدنيا "
تجاهلت نظراته الغاضبة ووجهه المتجهم وتحركت ناحية ثوبها المنزلي الملقى بجوار الفراش حيث خلعه عنها قبل نزولهم للعشاء ببيت أسرتها حين أصر على أن يعاشرها قبل ذهابهم مخبرا إياها أنه اشتاق وصالها...وصال لم تعد حتى قادرة على تمثيل التجاوب أثنائه فشعورها بالتعب والنفور أصبح غامرا ولم تعد قادرة على إخفائه ..لتتحرك تاركة الغرفة وهي تقول بخفوت صارم :
"سأبيت بالحجرة الأخرى ..."

خرجت وتركته ساهما يناظرها بغضب..
خرجت بعيون دامعة وجسد منهك وعقل لا يكف عن لومها بينما تتحرك يديها تلقائيا لتربت على جنين ما زالت تخفي خبره عن الجميع ..كما لو كانت تعتذر له عن عدم قدرتها على الفرحة به وسط كل ما تعانيه
****


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 10:04 PM   #677

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد يومين
شركة الذهبية ظهرا

هتف محمود حانقا " سيد مدحت جد حلا لأبيك أنا أشعر أنني أراقب مراهق منفلت ..إنه يثير جنوني ...منذ حضر أول أمس معك ومع الأستاذ سامح لخطبتها رغم أنه كان خارجا من المشفى بنفس اليوم ...ورغم ذلك أصر أن يتم قراءة الفاتحة ويلبسوا المحابس "
لملم مدحت ابتسامة ملحة ليبدو جادا أمام وجه محمود الغاضبة بينما أكمل الأخيرة بغيظ :
" ألا تكفي تصرفاته وهو يجلس جانبها بعد أن لبسوا المحاسب ممسكا يدها طوال الوقت وتلك الحركة التي لم أستسيغها عندما قبل يدها بعد تلبيسه لها للمحبس رغم تنبيهي له أننا لا نقبل بذلك لكنه لم يأبه وضبطته يكررها عدة مرات كلما ظن أنني غير منتبه له ...والله ليلتها لولا العيب لكنت طردته وهو يرفض الذهاب لبيته ويجلس ملتصقا بها لبعد منتصف الليل وأنا أكاد أنام على نفسي وغير قادر على تركهم وحدهم بسبب أفعال أبيك .."

هرش مدحت في جبينه ليداري ضحكة أكثر إلحاحا بينما أضاف محمود من بين أسنانه:

"وعندما استيقظت لأصلي الفجر سمعتها تحدثه على الهاتف ويبدو أنه قضى الليل كله يتحدث معها .. لا أدرى من أين جاء بكل هذا الكلام اليوم ..فأمس أخذها واشترى لها الشبكة ودعاها على الغداء والعشاء وتأخر معها بالخارج حتى جعلني أتشاجر معه هاتفيا فالناس ستأكل وجهنا عندما يرونه عائدا معها وحدهما بهذا الوقت ... لأجده اليوم صباحا يطرق بابي حاملا باقة ورود حمراء ...تخيل ورودا حمراء !! حملها وحضر بها لحارتنا أمام الناس ليطرق بابي في السابعة صباحا ليقدمها لها طالبا مني أن يخرج معها ليفطرا معا بأحد المطاعم .. أيرضيك هذه الفضائح "
ليقطب مدحت قائلا بحزم كاذب:
"بالطبع لا ..ما هذا التسيب ..يحدثها طوال الليل على الهاتف ..و يحضر لها ورود حمراء للمنزل .... حمراء !!.. لا لا كان يجب أن تغلق الباب في وجهه وترفض أن يدخل حتى يغير لونها ... ما لها الورود البيضاء أو الصفراء حتى لا تثير الفضائح بين الناس "

ناظره محمود بامتعاض وهو يقول بغيظ:
"هل تسخر مني سيد مدحت "
ابتسم مدحت واقترب منه واضعا يده على كتفه وهو يقول له بود:
"حاشا لله يا أبا نسب ..أنا فقط أمازحك ...اسمع يا محمود ...أولا كف عن مناداتي بسيد أو أستاذ ..لقد أصبحنا أهل ..ولا يوجد ألقاب بين الأهل ..ثانيا وهو الأهم ..دعهما يعيشان حياتهما ..أو الباقي منها ..دعهما يفرحا ويلحقا بما ضاع من عمريهما ..لا تهتم بأحد فهما لا يفعلان شيئا خاطئا ..وزفافهم بعد عدة أيام وجميع جيرانك أصبحوا يعلمون...ولولا إصرارك أنت أن يكون القران يوم الزفاف لكان أبي عقد القران من أول أمس "

نظر له محمود بضيق وهو يقول:
" لكن الناس وكلامهم ..نحن نعيش بمنطقة شعبية و"
ليقاطعه مدحت بحزم:
"فليتكلم من يريد ..الناس لا تكف عن الكلام ...والمقياس هو الصواب والخطأ ...طالما لم نخرج عنهما وعن العرف ولم نخطئ بشيء فلا تهتم ..آه وحتى لا تنصدم أبي أخبرني أنه سيصطحبها اليوم ليشتري لها سيارة وغدا يريدك أن تفرغ نفسك عصرا حتى تذهب معها لشقته لتروا إن كانت تريد أن تغير فيها شيئا ما بجميع الأحول سيغير حجرة النوم وسيصطحبكما غدا بعد رؤية الشقة لأحد المعارض لتختار هي الغرفة "
ناظره محمود باتساع عينيه فأضاف مدحت:
" آآه بالمناسبة … لا اعرف كيف أنادي أختك هل أقول خالتي لكنها صغيرة على الكلمة ..أم السيدة سامية ..أم أناديها باسمها وأريح رأسي...المهم ...ستختار الغرفة...وأنا سأشرف على فرشها وعلى أي تعديلات تريدها شقيقتك بالشقة وهما بشهر العسل "
ليردد محمود ذاهلا :
"أي شهر عسل؟"
فيجيبه مدحت هازئا:
"شهر العسل يا محمود الا تعرفه!! ..هذا الذي يذهب له العرسان ليلعبوا لعلبة( الاستغماية ) على الشاطيء .. ويقضوا اوقاتا ممتعة معا منفردين بمكان رومانسي ليلعبوا معا لعبة العريس والعروس "

احتقن وجه محمود حنقا وقال من بين أسنانه:
"أنا أعرف ما هو شهر العسل ...فقط لم أتخيل أن أبيك سيذهب لشهر عسل"
ليرفع مدحت حاجبه وقال بسماجة
"ولما لا يذهب؟ ..لعلمك أبي أخبرني أنه سيكون شهرا كاملا وأنه سيسافر معها لأحدى الجزر الاستوائية ولا يريد أي إزعاج طوال فترة سفره... على كل لا تشغل رأسك بهم اليوم واذهب لتنهي عملك فأمامنا عمل كثير ونريد أن ننهيه لنتفرغ الأيام القادمة لفرح عرائسنا الحلوين فأبي يريد حفل زفاف لم يقام لعروس بحيكم من قبل "

تحرك محمود يضرب كفيه ببعضهما متعجبا وهو يحدث نفسه :
"حفل زفاف ..و شهر عسل وجزيرة استوائية ..ويقولون أنه كان مريضا ومصاب بذبحة قبل عدة أيام ...والله أنا من سأصاب بها من تحت رأس هذا المتصابي وابنه البارد "

"محمووووود ...هل جننت وتحدث نفسك"
انتفض محمود فزعا على صوت نسرين الآتي من خلفه فقال بحدة:
"سلام قول من رب رحيم ...ماذا هناك نسرين لقد أفزعتني "

نظرت له شذرا وهي تضع إحدى يديها بخصرها بينما تحمل بالثانية كوب عصير وقالت له بعتاب غاضب :
"هل رأيت عفريتا لتستعيذ بالله ..أنا الحق علي لأني أحضرت لك هذا العصير الطازج لتشربه خاصة وأنت منذ حضرت صباحا تعمل بجهد وتناولت أربع فنجاين قهوة دون أن تفطر"
قالتها وتركته مغادرة بعد أن غيرت رأيها في إعطائه العصير فتحرك بسرعة ليلحقها قبل أن تخرج ممسكا كوب العصير الطويل من يدها بسرعة ورفعه يتجرعه حتى أجهز عليه بسرعة ..ثم أعاده لها قائلا بمودة :
"شكرا لك ..لقد كنت احتاجه بشدة ...فحلقي كان جافا.. وجف أكثر بعد حديثي مع مديرنا ...( ليقطب بحيرة ويوقفها قبل خروجها بسؤاله) لكن كيف عرفت أنني لم أتناول إفطاري"
استدارت تنظر له من خلف كتفها ثم رفعت نظارتها بإصبعها بارتباك قائلة بحرج :
"سمعتك تخبر شهاوي أن قهوته على معدتك الفارغة ستزيد من الم القرحة عندك ...لكنك مضطر لتحملها حتى تفيق من صداعك .. محمود هذا خطأ أنت تهمل صحتك كثيرا ..وتشرب القهوة بشكل مبالغ وستزيد من آلام معدتك بهذا الشكل "
شرد للحظات وهو يفكر حول مدى تقاربهما خلال الأيام الماضية لقد تحدثا كثيرا وعرف كلاهما الكثير عن الآخر ...و تأكد بأنها امرأة جيدة.. بل رائعة ...كما أنها مختلفة كثيرا عن فكرته السابقة عنها فنسرين رغم طول لسانها وهالة الصرامة والحدة التي تغلف نفسها بها...لكنها من داخلها سيدة طيبة وجدعة ..وما تفعله فقط لتحمي نفسها خاصة مع شعورها بالوحدة وأنها مسئولة عن نفسها بلا سند وسط مجتمع لا يرحم المرأة عامة والمطلقة خاصة ويراها دوما إما كمنحلة ..أو كصيد سهل ..أو سارقة رجال..حسبما أخبرته مرة ببوح موجع حينما وجدها تبكي يوما ليلح عليها فتخبره بوجع عن صديقتها المقربة التي تغيرت معها منذ طلاقها وكانت تتهرب منها بأعذار مختلفة حتى وصل الأمر لأنها اعتذرت لها صراحة عن إمكانية استقبالها في بيتها حينما سألتها عما إن كانت سيقيم حفل عيد ميلادها هذا العام حتى تحضر لتراها فما كان من صديقتها إلا أن ألمحت لها بعدم رغبتها في حضورها لبيتها بوجود زوجها بعد طلاقها ...لتنهار وقتها ببكاء مقهور وبوح موجع عن ظلم الناس لها حتى أقرب المقربين منها خذلوها مما جعلها تلجأ لتلك التصرفات لتكون أشواكا تلف بها نفسها لتحميها من نغزات الجميع ..

لقد وجدا الكثير من القواسم المشتركة بينهما ..وأصبحا أكثر تفاهما خلال تلك الأيام السابقة ..حتى أنهما رفعا الألقاب بدون شعور أو انتباه ...لكن الأمر لا يخلو من بعض الشجارات والمشاكسات أحيانا فلسان نسرين اللاذع وطبعها العصبي يجعلهما يصطدمان أحيانا كثيرة …

أخرجه من شروده ندائها الحاد باسمه وهي تقول بنزق :
"محمووود هل نمت وأنت واقف ...أنا أحدثك من فترة ..ما بك هل أنت بخير ؟"

ابتسم قائلا لها بامتنان:
"شكرا لاهتمامك ..وشكرا لتلك العصائر الطازجة التي لم أذق أفضل منها والتي تحضرينها معك وتشاركيني بها "
هزت كتفيها بخجل وقالت وهي تهرب من نظراته الممتنة :
"لا يوجد شكر بين الزملاء ...ثم أنا اصنع كمية منها كل يوم وأحضرها معي ...وغالبا كان الباقي يفسد على نهاية اليوم ..أن تشربه أنت أوفر من إلقائه بالحوض "
لتتركه وتخرج بينما حدق محمود فيها قائلا بامتعاض هامس :
"لا فائدة لسانها يقذف طوبا "
..ليقطب للحظة مفكرا قبل أن يلحق بها مناديا :
"نسرين انتظري نسيت أن ادعوك على زفاف أختي ...نسرين ...

******


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 10:11 PM   #678

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

النادي عصرا
ضربت الكرة بدون تركيز وعيناها تدوران دون إرادتها بحثا عنه ..تتساءل بداخلها عن سبب تأخره ...
أتراه قد مل منها ...من جفائها معه ؟.إنها خلال الأيام السابقة لم تكن تعاديه ...لكنها أيضا لم تكن تتجاوب معه ...تجده بانتظارها عند موعد التدريب كل يوم فلا تعلق وترميه بنظرة باردة لا مبالية ... فيجلس قريبا يتابعها لا يلعب معها بل يظل يراقبها حتى تنتهي ... فيقترب ويناولها زجاجة العصير فتأخذها منه بصمت ودون حتى كلمة شكر ...يحادثها فلا ترد ...يشاكسها ويحاول استفزازها حول لعبها أو ملابسها أو أي شيء فلا تتجاوب ...لكنه لم يغضب أو يتراجع ...تتركه وتذهب للحمام وعندما تعود تجده بانتظارها ..يخرج معها حتى الباب فتجد سيارة الأجرة يقودها نفس الرجل العجوز توصلها للمنزل ..وكما كل يوم تعطيه أجرته فيرفض قائلا أن حضرة الرائد دفع فلا تهتم وتمد يدها واضعة النقود على الكرسي بجواره وتغادر ...
حتى والدها والذي تجزم بأنه يعرف كل شيء لم تحادثه عن الأمر أو تسأله ...بل حتى هو تعمدت الابتعاد عنه والهرب منه مؤخرا رغم محاولاته الجلوس والحديث معها ...
عادت عيناها تبحث عنه متجاهلة الصراخ الغاضب لمدربتها التي على ما يبدو فقدت الأمل فيها ...لتجدها تقترب منها قائلة بغضب :
"ياسمين ...أرى أن نكتفي اليوم ...فأنت لست معي ...أنا ألاعب نفسي ..أنت شاردة تماما وغير منتبهة ...أرجوك ...لا تأتي للتمرين مالم تكوني جاهزة للعب والتركيز على هذه "
لتشير بالكرة الصغيرة قبل أن تقذفها بنزق وتبتعد تاركة إياها ساهمة ومطرقة للحظات تحركت بعدها ياسمين بآلية تجاه الحمام وهي تفكر ..
لا تعرف ما جرى لها ...ماذا حدث وجعلها تشعر بكل هذا الفراغ والافتقاد ...لما تشعر بكل تلك الوحدة ..
هزت رأسها وهي ما زالت تسير دون انتباه ...ودخلت الحمام لتقوم بطقوسها دون وعي ... ثم خرجت وهي لا تزال تفكر و تحارب تلك النبتة الخبيثة التي تطل برأسها من طيات العقل بأنه هو السبب في حالتها ...بأنه استطاع زرع نفسه بداخلها ...كلامه ...تصرفاته ...نظراته ...تلك التركيبة من الاهتمام وعدمه حول حالتها الصحية ... فهو يهتم بطعامها ..بسؤالها عن موعد الحقنة ..بمدها بالسوائل ...دون أن يشعرها بأنه يهتم بكونها مريضة ..أو أنها مختلفة ...عيناه ربااه من عيناه ...لم ترى فيهما لمحة من شفقة أو ازدراء ...بل احتواء ..أمان ...وحـــــــ ...لا ..لن تفكر فيها ..لن تزرع أملا آخر أحمق ليتحطم على صخور الواقع ...حتى لو كان يشعر ناحيتها بشيء ..حتى لو كان هو متقبل لها ...تبقى عائلته ...يبقى هذا المجتمع الظالم والذي ينظر لها باستهانة ...لن تسمح لنفسها أن تُجر لجرح جديد ...فهذه المرة سيكون قاتلا لقلبها ... لا...لا لن تفكر هكذا .. قلبها سليم ..هي لم تسلمه له ...هي فقط تفتقد اهتمامه ..وغياب الحمقاء رؤى خلال اليومين السابقين جعلها تشعر بالوحدة أكثر ...
كانت قد و صلت للطاولة التي تركت فوقها حاجياتها دون اكتراث ..فمدت كفها دون أن تلتفت حولها مخرجة الهاتف لتتحدث لتلك الغبية التي ترفض مصارحتها بما جعلها تختفي مدعية المرض
قبل بضع دقائق ..
دخل النادي يشد يد أمه بفقدان صبر وهو يقول :
"أسرعي ماما ...لقد تأخرنا ...اخشي أن تكون قد ذهبت ...ليتني لم استجب لك ولإصرارك على الحضور معي اليوم "
استدارت والدته ضاربة بيدها الثانية كتفه وهي تقول له بلوم:
"كف عن سحبي بسرعة هكذا يا أحمق ...سأنكفئ على وجهي ...( لتعود لضربه مرة أخرى قائلة بتأنيب) ثم من تأخر أصلا عن المرور علي ..أنا جاهزة منذ أكثر من ساعتين "
رد عليها بمراضاة وهو يخفف من سرعة خطواته:
"آسف حبيبتي أنا فقط قلق أن لا الحق بها ......( ليتنهد بضيق مضيفا) ولم أتأخر برغبتي ...لقد بدأت باستلام ملفات القضايا منذ اليوم ...لن استطيع المماطلة والتأخير أكثر ..وبمجرد ما سأبدأ لن أتحكم بمواعيد عملي وسأنشغل ...لذا أنا قلق وأريد أن انهي الأمر حتى لا تسيء فهم اختفائي بعد ذلك "
كان قد أقترب من مكانها عندما لمح حقيبتها التي يحفظ شكلها على منضدة بجوار الملعب الفارغ ..ليجد والدته تسحب كفها منه وهي تقول بتهليل :
"هادر انظر هناك ..أليست تلك الجالسة هي خالتك لمياء جارتنا ببيتنا القديم"
أدار هادر رأسه ناحية من تشير والدته لها ورد دون اهتمام :
"لا أعرف ماما..ثم كيف سأتذكر جيران بيتنا القديم وقد تركناه وأنا في الرابعة أو الخامسة تقريبا ...ماما بالله عليك ...ركزي معي أنا ...هذه حقيبة ياسمين ...الحمقاء تركتها هكذا دون انتباه ...لابد أنها أنهت التدريب وذهبت لتنعش نفسها ...تعالي لنجلس وننتظرها "
ومد يده يشد يدها ثانية تجاه طاولة ياسمين فسحبتها منه وهي تستدير له قائلة بتصميم بينما تمسك هي بكفه :
" بل سنذهب أولا لأتأكد أن تلك لمياء ...لقد كانت صديقتي المقربة رغم أنها كانت تصغرني بسنوات عدة وقتها لكن فرقتنا الأيام والأشغال... تعال لأسلم عليها ...وبعدها نعود حين تكون ياسمينتك عادت "
تذمر هادر بلا فائدة ووالدته تكاد تجره رغما ناحية الطاولة التي تجلس عليها تلك السيدة ..التي اتضح أنها فعلا جارتهم السيدة لمياء ..ورغم انها سيدة لطيفة وقد سعدت كثيرا برؤيتهم ..لكنه لم يكن مهتما أو منتبها لحديثها اللطيف بل بمجرد ما التقطت عيناه عودة ياسمين حتى استأذن محاولا سحب والدته التي قالت له أن يسبقها وستلحق به ...أقترب منها دون أن تنتبه فقد كانت مشغولة بهاتفها ليأتيه صوتها حانقا وهي تقول:
"رؤى ..كفي عن مراوغتي واخبريني ما بك لقد تغيبت لثلاثة أيام كاملة دون اهتمام بما يفوتك من محاضرات وسكاشن..وهذا غريب عليك ...ولا تتخابثي فموضوع نزلة البرد تلك حجة كاذبة ..كنت تأتين للكلية بأنف سائل محمر وصوت محتقن تحملين علبة مناديل وترفضين التغيب حتى لا تخصم منك درجات الحضور.. وأنا واثقة أنك كالقرد ولست مصابة بشيء ...هناك ما حدث وجعلك بتلك الحالة وأنت ترفضين إخباري به "
لم يعرف هادر ..بما إجابتها رؤى لكنه رأي غضب ياسمين ووجهها المقطب ليسب بداخله الأحمق سيد فهو واثق أنه السبب فيما تعانيه رؤى ..كما أنه تسبب أيضا بحزن وغضب ياسمينته لأجل صديقتها وخاصة وهو يسمعها تقول بحدة:
"حسنا يا رؤى ...لن أسألك عن شيء الآن ولن أعاتبك مؤقتا .. لكن لن اقبل أن تتغيبي ثانية ...سأنتظرك غدا فلدينا اختبار (يو فا ) هام ...آه وبالمناسبة ..هذا السمج قريب سهر سألني عنك أكثر من مرة واخذ يتحدث عن تذاكر حفل ما أحضرهم لك ...لم أفهم ما يعنيه لكنه صدع رأسي وكان يريد رقم هاتفك لكني رفضت إعطائه له ...حسنا ..آراك غدا"
أغلقت بضيق والتفتت لتشهق بحدة وهي تراه يقف خلفها ينظر لها بابتسامة أربكتها لتجد نفسها تهتف باسمه دون وعي:
"هادر"
فيرد عليها بعشق لم يعد يداريه:
"عيونه"
شحبت ...ارتبكت ...صمتت ..هربت من نظرته ..تشاغلت بجمع حاجاتها وهي تقول مدعية الضيق:
"كيف تحدثني هكذا ..وكيف تقف ورائي بتلك الطريقة لقد أفزعتني وكدت توقف قلبي"
اقترب أكثر حتى شعرت أنه يهيمن عليها ويخفيها عن الكون وقال :
"سلامة قلبك يا قلب هادر"
شهقت ذاهلة وتراجعت للخلف وهي ترفع له عيناها المضطربتان وتقول له بحدة مفتعلة :
"هل جننت يا هذا ...التزم حدودك وإياك أن تتجاوز معي حدود الأدب"
همت بالمغادرة لكنها التفت فجأة بشحوب ذاهل على صوت تلك السيدة التي ضربت كتف هادر قائلة بصرامة وتوبيخ :
"ماذا ...هل جننت يا ولد ...هل تجاوزت معها حدود الأدب"
اضطربت وارتبكت وهي تنظر لتلك السيدة التي توقعتها عضوة بالنادي تدخلت لتساعدها عندما سمعت حديثها ...لكن ذهولها وحيرتها تضاعفا عندما اقتربت السيدة تربت على كتفها وتقول بمودة:
"لا تغضبي منه يا ياسمين ...تعالي يا ابنتي لنجلس واخبريني ماذا فعل هذا الولد المتهور وأنا سأقرص لك أذنه وأؤدبه "
تركت المرأة تجرها وتجلسها وهي لا تفهم ما يحدث ومن تكون تلك التي جلست ورفعت رأسها تقول لهادر موبخة :
"وأنت أيها المتهور ..احضر كرسيا واجلس لا تقف فوق رأسنا هكذا كالتمثال الغاضب ..أو أقول لك الأفضل ...اذهب من هنا "
"نظر لأمه هاتفها باستنكار :
"ماذا؟! أذهب! ..أذهب لأين؟ "
ردت عليه بلا اهتمام:
"لأي مكان النادي واسع ...العب شيء ..تمشى ..ودعني أنا مع تلك الفتاة الجميلة لنتعرف (لتشيح له بيدها قائلة) هيا من هنا هش"
رد عليها بغيظ ذاهل:
"ماذا؟! هش ؟! أنت أيضا يا أمي تقولين لي هش!! ...هل هي عدوى تصيب من يجلس مع ياسمينتي "

شحب وجه ياسمين بقوة مع سماعها لفظ أمي لتعرف أن من تجلس معها والدة هادر حتى أنها لم تسمع باقي حوارهم المشاكس ولا ياء الملكية في اسمها وهو ينسبها لنفسه أمام أمه ...لتدعك يدها باضطراب وتنظر له بهلع وهو تراه يقول بإذعان:
"حاضر أمي سأهش من هنا ...لكن فقط لعشر دقائق لا أكثر "
لينظر لعينيها بابتسامة ونظرة أراد بها طمأنتها لكنها كانت أكثر قلقا ورهبة من أن تكفيها طمأنته.. ليزداد اختضاضها الداخلي ما أن ابتعد فتتبعته عيناها بهلع ترغب في أن تناديه ليخرجها صوت السيدة قائلة بحنان وهي تربت على كفها :
"مرحبا بك حبيبتي ...عفوا شغلنا هذا الفتى فلم نتعرف كما يجب ..أنا خالتك حنان ...والدة هادر ..لقد حدثني عنك كثيرا لذا صممت أن احضر لأتعرف عليك "
لم ترد ياسمين ...ظلت صامتة تطلع فيها بعيون ملأها الحزن وتوقع القادم .. لتبتسم لها السيدة بحنان كاسمها وهي تقول :
"ما شاء الله ..أنت أجمل مما تخيلت ...رغم وصف هادر الهائم عنك لكنه لم يوفيك حقك "
التوى فم ياسمين بابتسامة متألمة وهي تتذكر جملة مشابهة نطقتها والدة عمرو عندما رأتها قبل أن تعرف بحالتها ..وأطرقت برأسها تحاول التماسك ومنع عينيها أن يغالبها الدمع ...فلن تقبل أن تهين نفسها أمام تلك السيدة .. لتجدها تبحث في حقيبتها الضخمة مخرجة منها طبقا مغلفا بغطاء شفاف يحوى بعض قطع من البان كيك.
ظلت ياسمين تنظر لها بغير فهم وهي تسمع السيدة حنان تقول :
"ما رأيك أن تتذوقي أولا بعض من الحلوى التي صنعتها ونحن نتحدث ...أخبرني هادر أنك عاشقة للحلوى و الشيكولاته ...لذا بحثت عن وصفات تكون خفيفة السكر ..وصنعت لكِ هذه ...كلى منها قطعة واحدة الآن ...وإن أعجبتك خدي الباقي معك ...لكن عديني أنك لن تأكيلها مرة واحدة لكن على فترات وبعد أن تأخذي دوائك"
رفعت لها ياسمين عينين ذاهلتين غير مصدقتين لتجد السيدة تنظر لها بابتسامة حنونة وهي تضيف:
"لا أريد أن يغضب مني هادر لو تسببت بتعبك ...لكني أنوي أن أدللك كثيرا ..وأصنع لك ما تحبين ...لكن سأراعي أن يناسبك "
لتكمل بثرثرة متجاهلة بتعمد حالة ياسمين المصدومة :
"منذ أن اخبرني هادر عن الفتاة التي أعجب بها منذ رآها بمحطة المترو ...وكيف يراها أجمل فتاة بالدنيا ...وكيف أسرته عيناها ..وأنا أكاد أجن لأراك ...لقد أحببتك من حديثه عنك ...كنت أقلق عليك معه عندما يتحدث عن عدم اهتمامك بطعامك ..وكثرة تناولك للحلوى ...لذا دخلت لبعض مواقع الانترنت وتعلمت الكثير من أصناف الطعام والحلوى الصحية اللذيذة...وبدأت أجربها على هادر وأبيه ...لقد أحبوها ...وعندما تتزوجان سأجعلها وجباتنا جميعا ...أنها مفيدة و .."
لم تعد تسمع ...لم تعد تفهم ...ماذا يحدث؟ ...ماذا تقول تلك السيدة؟ ...من معجب بها ..من سيتزوجها ...من ستطهي لها طعاما صحيا يناسبها.
لتقول لها بصدمة وتأتأة دون أن تفارقاها نظرة الذهول:
"ماذا ..من ..ما ...من سيتزوج من منّ "
لترد السيدة ببديهية :
"أنت وهادر طبعا ...ألم أخبرك بأنه معجب بك ...بل هو يحبك وليس مجرد إعجاب .. ( لتغمز لها بمكر ) وإن لم توافقي عليه قد يجن ويخطفك صدقيني ...لذا يا ابنتي أنا أطلب منك أن تضحي وتتحملي حماقته وتوافقي عليه ...طبعا فتاة رائعة مثلك خطابها كُثر ...لكن صدقيني لن تجدي منهم من سيحبك ويقدرك كهادر"
تراجعت بجذعها فوق الكرسي وهي تنظر لمن أمامها بعدم تصديق وتقول :
"يتزوجني أنا ...أنت والدته فعلا أليس كذلك؟!
نظرت لها حنان بحنان وقالت:
"نعم ...وأتمنى أن تعتبريني أيضا أما لك"
غامت عيني ياسمين بالدمع وهي تقول :
"وتعرفين أني مريضة ومصابة بالسكر!!"
حركت السيدة كتفيها وقالت ببساطة:
"نعم اخبرني هادر ..وماذا فيها...السكر مرض العصر لا يخلوا بيت منه"
ردت ياسمين بارتباك وعدم تصديق:
"أنا مصابة به من النوع الأول لدي منذ طفولتي .."
أوطأت السيدة برأسها قائلة :
"أعرف ...الأمر غير هام ولا يعنيني...المهم أن تراعي صحتك ..وأنا سأهتم بك ... المهم وما يعنيني الآن شيء آخر ( لتميل بجسدها فوق الطاولة مقتربة من وجه ياسمين وهي تنظر لها بتمعن ) ...هل تحبين ابني وتوافقين على الزواج به؟ ..وشيء آخر ...هل تقبلين أن تقيمي معنا بالشقة ...هادر ولدنا الوحيد وأتمنى أن لا يبعد عني ..وصدقيني لن نضايقك أنا وأبيه ...( لتعود وتستقيم بظهرها على الكرسي مكملة ) لكن طبعا لو أردت شقة منفصلة حقك ..وسأجعل هادر يحضر لك واحدة"
أتاها صوت هادر الذي حضر حاملا علبة تحتوى أكواب من القهوة سريعة التحضير :
" تخبرني فقط بما تريد وأنا احضره لها ولو أرادت القمر ...وهل لدي اغلي من ياسمين "
أخذت ياسمين تنقل عينيها بينهما ذاهلة وهي تتساءل إن كانت مستيقظة حقا أم نائمة وتحلم ...
××××


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 10:25 PM   #679

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة قبيل المغرب
كانا يمران من جوار محل البقالة بمدخل الحارة وهما يتحدثان بعد عودتهما من معمل سيد ..فيتوقف آسر قائلا لسيد:
"لحظة يا سيد أريد شراء بعض الحاجيات "
تركه سيد مبتعدا عدة خطوات وهو يفكر ...لقد أذهله آسر وأثار حيرته ...كان يظنه مجرد رجل غني ..مرفه.. تافه لن يتحمل شظف العيش لديهم ...لكن سرعة تأقلمه ومرونته وقدرته على اكتساب من حوله صدمه وجعله يراجع الكثير من أفكاره وقناعاته ..
كما أنه لا ينكر أنه اكتشف بأنه عقلية تجارية جبارة ...لقد اصطحبه اليوم معه بعد إلحاح عوض أن يبعده عنه قليلا ...فيبدو أن موضوع صباح اثر عليه كثيرا ..وآسر بقى بالأمس دون خروج ومثله لن يتحمل البقاء ساكنا أكثر لذا اصحبه معه ..وطوال الفترة التي قضوها معا كان يسأله عن مشروعه ويستمع باهتمام لتفاصيله ..ومنحه عدة نصائح جيدة جدا ..
لقد أثار آسر أيضا إعجاب صديقه ياسر الذي لا يعجبه العجب كما يقولون ...وتلك معجزة بحد ذاتها ...
رن هاتفه لحظتها ليرفعه بلهفة ما أنا رأى رقم هادر ...لقد جننه خلال اليومين السابقين وهو يهاتفه كل بضع ساعات طالبا منه أن يعرف أخبار رؤى من ياسمين ويطمئنه عليها ...بل كاد يتوسله ليجعل ياسمين تدبر له لقاء بها ...لكن هادر رفض واخبره أنه لن يستطيع فعل ذلك حاليا دون أن يفصح عن السبب.. واليوم اتصل به مرتين لكنه لم يكن يجيب عليه ..
ما أن وصله صوت سلامه حتى هتف دون حتى أن يرد السلام:
"ها هادر طمئني ...هل هي بخير ...هل رأيتها ...هل أخبرتك ياسمين شيئا"
ليأتيه صوت هادر الساخر:
"مهلا ...مهلا يا روميو الفاشل ..."
زفر سيد بحنق وصل الآخر فضحك وهو يمعن في إغاظته قائلا:
" هل أغاظتك فاشل ...اذا لنجعلها يا أحمق ..يا متهور ...إنهم والله اقل ما تستحق "
هدر سيد قائلا بغيظ :
"هاااادر ..كفى ..أنجز واخبرني "
طقطق هادر بلسانه قائلا باستفزاز:
"لا ..لا يا عزيزي ...اهدأ ...طريقك ما زال طويلا ..ومليئا بالشوك الذي زرعته أنت فتحمل ...فأمامك أياما سوداء بإذن الله "
قطب سيد وسأل بقلق :
"ماذا تعني ؟!"
رد هادر بتشفي:
"اعني يا جهبز زمانك ...رؤى حالتها سيئة ...لم تخرج من بيتها .. ولم تذهب للجامعة منذ ما حدث ...ترفض الحديث ...ولم تخبر حتى ياسمين بالأمر ..وتلك يا عزيزي لو تدري مصيبة كبيرة ...فصمت الفتاة بهذا الشكل عادة يعني مصيبة كبيرة ستقع على رأسك قريبا بإذن الله فقط لا تقاطع "
شحب سيد وقال باختناق:
"ألهذه الدرجة هي متأثرة ؟! كيف عرفت أنت؟!"
رد هادر هازئا:
"قابلتها ..أو ربما ذهبت لبيتها ..أو ربما حضرت هي إلي ..ترى كيف سيفسر عقلك الرائع معرفتي "
زفر سيد حانقا وقال بحدة وغضب من نفسه قبل هادر:
"هااادر كفي ...لقد فهمت ولُمت نفسي بما يكفي ...فلا تزدها على وأرحني"
رد هادر بجدية :
" لا بأس سيد ..لن أزيد ...لقد كنت مع ياسمين عندما هاتفتها ...أنا لم اسأل ياسمين لكن مما فهمته من المحادثة أن رؤى حزينة غاضبة وتعاني.. وترفض إخبار ياسمين بسبب ما تعانيه مدعية المرض ..كما أنها تحبس نفسها بالمنزل رافضة الخروج من عدة أيام ...لكنها ستذهب غدا للكلية فعندهم اختبار ما لابد أن تحضره ...سأحاول أن اعرف غدا من ياسمين شيئا عن حالتها "
شكره سيد وأغلق الهاتف باستسلام مفكرا أنه لن يستطيع أن يتحمل البقاء بعيدا أكثر ...لن يصبر على الانتظار وعدم الاعتذار منها وتوضيح موقفه ..لكن فقط ..كيف سيوضحه وماذا سيقول؟ ...تلك هي مشكلته ...فأي توضيح سيدينه أكثر ..
وقف يمرر كفه على وجهه بعصبيه ويدور بعينيه حوله دون هدف لتتسمر عيناه بعدم تصديق على مجموعة من أربعة فتيان يقفون على بعد عدة أمتار غير منتبهين له.. فقطب للحظات وهو يراقب ما يفعلونه دون أن ينتبه لآسر الذي يناديه بأيد ممتلئة بالأكياس ..
تحرك سيد ناحية الفتيان غاضبا وسحب شقيقه سيف من بينهم بعنف وهو يوجه لهم نظرات نارية أخافتهم فتفرقوا بسرعة هاربين من أمامه بينما جر هو سيف بحدة معه ناحية منزلهم ..
لحق به آسر بدون فهم وهو يطلب منه أن يهدأ ويتريث خاصة وهو يرى اعتراض سيف ومحاولته التملص من سيد وهو يصيح بأخيه أن يتركه .. فقذف به سيد بخشونة جعلته يصطدم بجدار مدخل البيت الداخلي ثم صرح فيه وهو يحاصره أمام الجدار قائلا:
"هل جننت! ...تقف على الناصية تعاكس الفتيات ..هل هذه أخلاقك التي تربيت عليها ...هل ظننت أن لا حاكم أو رابط لك وستفعل ما تشاء!"
رد عليه سيف بعنفوان مراهقة غاضب وهو يحاول دفعه :
"أنت لا شأن لك ..لا يحق لك اهانتي وجري هكذا أمام أصدقائي ...لست طفلا ..وأنت لست ولي أمري ..أنا حر"
ضرب سيد كتف أخيه بكفيه بقوة جعلته يرتد مرتطما بالجدار خلفه وهو يصرخ به:
"بل أنا ولي أمرك رغما عنك ..وسأربيك وأكسر رأسك...إياك أن تظن نفسك قد كبرت ...طالما تتصرف تصرفات الصغار فستعامل مثلهم.....تريدني أن احترمك ..احترم أنت نفسك أولا "
أجابه سيف بعناد:
"أنا حر ..وأنا محترم رغما عنك"
ليقترب منه سيد ثانية فينكمش الفتي المشاكس لكنه يحاول ادعاء الشجاعة بينما يقول له سيد بغضب من بين أسنانه :
"محترم بأمارة ماذا ...وقوفك لتعاكس الفتيات بالشارع !!...هل تلك أخلاقك ...هل هذه تربيتك ..هل ترضاها على أختك...هل تقبل أن يعاكسها نَطْع مثلك ..( ليكمل بينما يراه يهز رأسه نفيا) إذا ما لا ترضاه على نفسك لا يصح أن ترضاه على بنات الناس ...ألم تتعلم أن الحياة سلف ودين ..وأن ما تفعله سيرد لك يوما إن لم يكن في اختك ففي زوجة أو ابنة أو أيا ممن يخصونك "
جادله سيف قائلا:
"أختي ليست كتلك الفتاة ..أنت لم ترى طريقة لبسها الكاشفة وضحكتها الخليعة ونظراتها لنا ..إنها من كانت تسعى لذلك ...بل وتشجعنا عليه ...هي من تستحق "
رد عليه سيد بغضب :
"حتى لو كانت كذلك فليس هذا مبررا ... لا شأن لك بما يفعله الآخرون فلن يحاسبوا مكانك ...لن يحملوا وزرك أمام رب العالمين ...لن تقول يوم الحشر هذا ما دعتني هي له ..فكلنا سنأتيه يوم القيامة فردا نحمل أوزارنا على ظهورنا ...(وأضاف ساخرا ) بمبدئك هذا فهل لو حققت حلمك يوما وسافرت لدولة أوربية ... ستنسى دينك وقيمك ...هل سترتكب الخطيئة الكبرى وتشرب الخمر أو تزني!!"
اتسعت عيني سيف بصدمة وهز رأسه بنفي قائلا بتأكيد:
"طبعا لا ..كيف تظن في ذلك ..الأمر فقط بعض العبث البريء"
هدر سيد :
"لا يوجد ما يسمى بعبث بريء.. في الحلال والحرام والأعراض.. كما تدين تدان ...صن عرضك عن أي نظرة ...فعندما تغض بصرك عن أعراض الناس تصن عرضك أنت...لو سافرت يوما للخارج ستجد الفتيات هناك لا تكاد ترتدين شيئا تلك عاداتهم هناك وليست دعوة للتحرش بالمناسبة ...ولو نظرت لواحدة نظرة لا تعجبها يمكن أن تبلغ عنك ...وستجد أخريات يطلبون ودك ويدعونك لأشياء أوقح أنت لم تعد صغيرا وتعرف ماذا أعني ..فالأمر عادي عندهم والجميع يفعلها بدون رباط شرعي ...فهل هذا معناه أن تفعل أنت أيضا؟!!"
هز سيف رأسه نافيا ومعترضا لكن سيد تجاهله وأضاف :
"بمنطقك السابق ..طالما هي رضيت وسعت فأنت غير مُلام ...ونسيت أن كل إنسان مسئول عن نفسه ..عن ذنبه ..وأنك ستحاسب على كل نظرة حرام ..و كل فعل حرام"
أطرق سيف برأسه شاعرا بالحرج والخزي وقد احتقن وجهه ولم يجد ما يرد به على أخيه الأكبر فاقترب سيد ضاربا كتفه وهو يقول بقرف :
" كل ما تفعله سيعود عليك يوما ..أحفظ أعراض الغير لتحفظ عرضك ..وإياك ..إياك سيف أن أراك تكررها وإلا قسما بربي لأربطك بالحبل وأمدك على قدميك ولن اهتم بطولك وعرضك ولا رجولتك التي تدعيها أمامي...فطالما لم تتصرف كرجل لن أعاملك كرجل"
تركه وصعد الدرج غاضبا دون أن ينتبه للواقف خارج باب البناية مراقبا والذي أطرق مفكرا بابتسامة بعد أن مر الفتى من جواره خارجا دون كلام ..
صعد آسر الدرج شاردا وهو يفكر بماضيه ...بأبيه الذي لم يعلمه يوما شيئا عن الحلال والحرام لكن حرص على تعليمه ضرورة الالتزام بالقوانين حتى لا يقع تحت طائلة الشرطة .. لم يخبره عن صون الأعراض ...لكن اخبره عن الالتزام بقواعد السلامة عند العلاقة وضرورة استخدام الواقي ... وعاد للابتسام باختناق وسخرية وهو يكمل صعوده.
××××
بعد ساعة

أخذ ينظر بتعجب للطبق أمامه والذي أعده عوض في دقائق معدودة وقال بتوجس:
" لا أفهم كيف ملوخية وليست ملوخية!!"
رد عليه عوض وهو يشمر كمه ويمد يده بقطعة خبز لفها كأذن قطة وغمسها بالطبق ثم رفعها إلى فمه يأكل باستمتاع :
" اعني أنها مصنوعة من الملوخية الجافة لكن بطريقتنا نحن.. الطريقة الصعيدي"
تطلع آسر في الطبق بريبة فأضاف عوض وفمه مملوءة بالطعام :
"نسميها (الشَلَوْلَوْ )...تُصنع بماء بارد وثوم مع بعض التوابل والليمون ...ذقها ستعجبك كثيرا ...ألم يعجبك (الفايش ) وأصبحت تصر على أن تفطر به كل يوم "
رد عليه آسر وهو يمد يده للخبز يقطع قطعه ويغمسها بتركيز:
"تقصد التوست السميك المحمص الذي تجعلنا نفطر به ...لقد أحببته فعلا جدا ...طعمه مميز ومختلف عن أي توست ذقته قبلا"
عوج عوض فمه وغمغم ساخرا :
"سيعود ليسميه (طست) ...لا أفهم ما هذا الاسم أسمه فايش ..فايش .. هل انقشها لك لتفهم؟!"
تفاجأ عوض بآسر يغمض عينيه ويصدر أصوات تلذذ مستمتعة وهو يقول :
"رائع ..إن طعمه مميز حقا هذا الـ ( شاوشاو)...لقد أحببته ...من علمك تلك الوصفة الرائعة!!"
انتفخت أوداج عوض وهو يقول بابتسامة عريضة :
"الحاجة أم عوض ...لو تذوقت طعامها لن تستطعم غيره . ... لا توجد امرأة بالصعيد كله لها نفس أمي بالطعام .. وهذا ليس لأنها أمي بارك الله في عمرها ولكن بشهادة النسوة كلهم .. ( وأضاف مصححا ) بالمناسبة اسمه الشلولو فلا تدلل الاسم بالله عليك كما تدلل الفايش لأن مرارتي لن تتحمل هذا كثيرا "
ناظره آسر للحظات بتركيز وهو يفكر بصمت فشعر عوض بالتوجس وتوقف عن المضغ ..
بعد ثوان جن جنون عوض فجأة حين تلفظ آسر بشيء جعل عوض يهب ويمسك بتلابيب آسر صائحا بجنون
"ماذا قلت ...والله لأقتلنك الآن"
******
أنتهى الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون



رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-20, 01:27 PM   #680

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الشيطان يوسوس لي ويقول ان اسر قال لعوض زوجني امك




تحيه كبيره للبك بوس ابو اسر

ونعم الاب ونعم التربيه ونعم النصائح الوقائيه
والنتيجه هذا اسر عندما كان صغير








اللهي وانت جاهي يحصل لك كده ياسمير ياابن ام سمير











التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 11-04-20 الساعة 02:36 PM
um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.