آخر 10 مشاركات
بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          17 - مندلا - مارغريت واي - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] عبثاً تحاول ، للكاتبة/ حنان | atch (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          9-وعود ابليس - فيوليت وينسبير "ق"* (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          رواية العودة المتأخرة _روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-20, 01:05 AM   #701

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس والعشرون

صعد درجات السلم نحو السطح بضيق شاردا وهو يقلب تلك الفكرة التي تراود عقله الذي تكاد الأفكار تتشاحن بداخله...
فلحظة يؤيدها العقل مخبرا إياه أن ذهابه للجامعة لا شيء فيه لأنه سيذهب فقط ليعتذر لها عن سوء ظنه ... ويرى أن هذا اقل ما تستحقه لرد اعتبارها ومراضاتها ..
ومرة ينهره نفس العقل متهما اياه بالتماس الحجج والتجاوز ..وأن ذهابه فيه نقض لوعده لأبيها بالابتعاد عنها من ناحية ..بالإضافة لأنه قد يسبب لها الحرج ليغمغم ساخرا من نفسه ( أتخشى الحرج أم تخشى منها هي ومن رد فعلها ...أنها عصبية مندفعة ومجنونة وقد تثير له ولنفسها فضيحة أمام الجامعة ) .
زفر بضيق وشتم هادر الذي رفض أن يساعده للقائها وأخذ يفكر في حل وهو يقترب من باب السطح لكنه قطب عندما سمع صوت ارتطام سبق صرخة غاضبة من عوض وهو يقول:
"ماذا قلت؟؟ ...والله لأقتلنك الآن!"
اندفع سيد بسرعة من باب السطح ليجد عوض ممسكا بخناق آسر الذي احتقن وجهه وهو يحاول تخليص نفسه من يد عوض بغضب ملقيا بكلمات انجليزية غاضبة لاحظ سيد أنه غالبا ما يستخدمها دون شعور عندما ينفعل ...
سحب عوض بقوة من الخلف مكتفا إياه وهو يقول بحدة صارمة :
"اهدأ عوض ...واخبرني ما حدث ...لماذا تتشاجر مع آسر "
تسارعت أنفاس عوض بغضب وهو ينظر لآسر نظرات قاتلة دون رد ..ليستدير سيد برأسه دون أن يفلت عوض سائلا آسر نفس السؤال.

نظر له آسر بغضب وهو يتحدث بالإنجليزية بحدة وسرعة فقاطعه سيد بعصبية :
"آآآآسر ...تحدث بالعربية من فضلك ...أنا صحيح جامعي ...لكن تعليمي حكومي ...نحن ننجح فيه ببركة دعاء الوالدين "
نظر له آسر بانفعال وكاد يهتف به أن سما كانت تتحدث الانجليزية بطلاقة ...لينهر عقله الذي استحضرها بتلك اللحظة معيدا تركيزه للموقف غير المفهوم أمامه ويرفع يده يعدل قميصه الذي تشعث بعصبية وهو يقول بحدة وعدم فهم:
"أنا لا أعرف ولا أفهم شيئا ...كنا نأكل ...وقد أعجبني الشاو شاو الذي صنعه لنا وأخبرني أنه تعلمه من والدته وأن لديها أصنافا رائعة أخرى فأخبرته أنه It’s a wonderful foodوأنني معجب بوالدته وأريدها to work with me"
زادت زمجرات عوض ومحاولاته التملص وهو يحاول الإفلات من سيد صارخا:
"أتعيدها أيها الوقح أتركني.. اتركني يا أستاذ سيد لابد أن اشرب من دمه"
قطب سيد بعدم فهم وهو يزيد من ضغطه على ذراعي عوض هاتفا :
"أهدأ يا عوض"
ليلتفت عوض برأسه صارخا :
"كيف أهدأ ..ألم تسمع ما قاله ...اترضاها أنت على أمك أن يتحدث أحد عن وركها ويقول بأنه معجب بها وأنه يريد أن تفوت زمامها لأجل تبقى له"
كانت عيني سيد تتسع بذهول وهو يمنع نفسه من الضحك بصعوبة بينما تضيق عيني آسر بحيرة وهو يسأل :
"ماذا تقول ...أنا لم أقل هذا ...ثم ما معنى وركها وزمامها هذه !!"
ليعود عوض للزمجرة بينما يتمسك به سيد ثانية بقوة رغم فقدانه القدرة على التماسك أكثر ليضحك وهو يقول مراضيا عوض الذي يشعره سيجن ويقتل كلاهما :
"يا عوض إهدأ ...آسر لم يقل شيئا مما فهمته ولا شيء فيما قاله عيب ...لقد نسى نفسه كعادته وقال كلمات بالإنجليزية وسط كلماته العربية ليشكر بطعام والدتك وطبعا هو نسى أنك لا تفهم الانجليزية ...وأنت يا جهبذ زمانك ظننته يتحدث عربية مكسرة كعادة لسانه الملتوي وفسرت كلمات مجاملته لطعام والدتك خطأ ...لقد كان يقول أن طعامها لذيذ وكلمة (ورك) .معناها عمل فهو يريدها أن تعمل لديه "
شعر بعوض يهدأ قليلا بين يديه وإن ظل متحفزا مقطبا ..ليلتفت لآسر موبخا :
"وأنت يا آسر يجب أن تنتبه جيدا على كلماتك ...عوض فهم كلامك على أنه بالعربية وطريقة نطقك أعطت معنى مغاير وسيئ "

قطب آسر وهز رأسه بضيق وقد أدرك سوء الفهم ثم سأله:
"حسنا لا بأس ...لكن ما معنى ورك وزمام تلك ؟"
هز سيد رأسه محذرا مع شعوره بعودة زمجرة عوض قائلا:
"دع الكلمة الأولى الآن ...والزمام يطلقونه عادة على نطاق جغرافي معين عوض ظن أنك تريد لوالدته أن تترك بلدها "
قطب آسر وهو يقول :
"لكني بالفعل أريدها أن تترك بلدها وتأتي هنا to work with me.. To make this delicious food and teach the chefs in my hotel "
هدأ سيد عوض بحدة وهو يتركه هاتفا :
"عوض اهدأ .. آسر لم يقل شيء معيب وكما قلت إنه يتحدث الانجليزية ( والتفت لآسر منبها) وأنت أخبرتك أن تتحدث العربية لا نريد مصائب نتيجة ترجمة عوض لكلماتك "
لينحني رافعا كرسي مقلوب على الأرض يبدو أن عوض أسقطه باندفاعه وقال بوجه صارم لكلاهما :
"اجلسا لنتحدث بهدوء ونفهم "
جلس كلاهما بتجهم وسيد ينقل نظراته بين كلاهما حتى استقرت على آسر وهو يقول :
"الآن افهمني بهدوء ووضوح وبالعربية من فضلك ...ما تعنيه هو رغبتك بأن تعمل السيدة أم عوض لديك وتُعلم الطباخين عندك بالفندق.. هل ما فهمته صحيح"
هز آسر رأسه وانبري بحماس موضحا فكرته :
"نعم ..نعم ...لقد أعجبني طعامها وخاصة تلك الوصفات الجديدة كالشاو شاو...وعوض اخبرني أن لديها أصنافا عديدة رائعة أخرى ...وأنا كما تعرف أقوم بعملية إعادة تجديد وهيكلة لفندقي ...وفكرت بفكرة جديدة ( ليميل بجلسته شارحا) ...السائحين عندما يزرون بلدا ما يرغبون برؤية أهم معالمه ...ليس فقط السياحية ولكن أيضا روحه ...العادات ..الأطعمة ..الأجواء ...لذا فكرت أن امنحهم هذا داخل الفندق ...اصنع لهم معالم مصر مجسمة فيكون هناك مطعم للوجه القبلي وآخر للوجه البحري ..الأول للأكلات الصعيدية له ديكور بسمات وأجواء الصعيد ...حتى النُدل الشباب يرتدون الجلباب الصعيدي ..ويكون كل ما فيه من طعام وروح مستوحى من البيئة الصعيدية ..والثاني مثله لكن بأجواء وأطعمة من الوجه البحري وحتى أزياء فولكلورية"
قطب سيد مفكرا وهز رأسه بإعجاب وهو يقول :
"...فكرة رائعة ...(ليجلي حلقه وهو ينظر ناحية عوض متسائلا) لدي فقط سؤال يا عوض...ما هو الشاو شاو هذا الذي جعل آسر يقرر عمل مطعم كامل للأكل الصعيدي فأنا لم أسمع عنه من قبل "
أمتعض وجه عوض ورد بفم ملتوي :
"يقصد الشلولو ...الملوخية الجافة بالماء البارد يا أستاذ سيد ..أنت أكلتها معي قبلا "
تغيرت معالم وجه سيد للاشمئزاز وهو يناظر آسر قائلا :
"الشلولو!! ...أعجبك لدرجة التفكير بعمل تغيير شامل بفندقك ...لا حول ولا قوة إلا بالله ...أذواق عجيبة والله ...أنه لاذع وحامض وطعمه مقرف"
ليسمع صوتا مستنكرا من عوض فهز رأسه مفكرا بإنها بالفعل أذواق لينظر لآسر قائلا بسخرية :
"لا يجب أن أتعجب من زوقك ...فقد أخبرني سامح أن الفنادق الفخمة وخاصة بالخارج تقدم أكلات مقرفة ورغم ذلك تكون غالية الثمن (واستدار لعوض يقول باستهزاء) تخيل يا عوض المطاعم الكبرى بفرنسا تصنع حساء ضفادع بل والضفادع نفسها يأكلوها هناك ويدفعون لأجلها مبالغ طائلة أيضا "
ذُهل عوض وأمتعض وجهه بقرف وهو يزدرد لعابه قائلا بنفور:
"ماذا ...استغفر الله ...ما هذا القرف "
لينظر لهم آسر بغيظ قائلا :
"لعلمكم إنها جيدة وكثير من أصدقائي يحبوها ...اعترف أني لم أحبها عندما ذقتها لكنها لا بأس بها"
ناظره الاثنين بقرف ...ليقول سيد مغمغما بامتعاض :
"ويأكل الضفادع أيضا ...لا عجب أن أعجبه طعام عوض ويراه رائعا ( ليجلي صوته ويقول بجدية ) لنعود للمهم ..إذا تريد من الحاجة أم عوض أن تعمل لديك "
انفعل عوض هادرا وهو يقف منتفضا :
"ماذا تقول يا أستاذ سيد ...ما هذا الكلام ...عيب والله ما تقوله ..ألا تراني رجلا أمامك ...أتريد أن يأكل الناس وجهي ...أتقبلها لأمك "
نظر له آسر بتعجب وسأله باستغراب :
"وما المشكلة بعملها ...لا أفهم ...هل العمل عيب عندكم"
استدار عوض برأسه ناحيته غاضبا:
"بالطبع ...هل أنا قليل أو عاجز لأجعل أمي تعمل وتنفق على نفسها ...هل .."
قاطعه سيد مهدئا :
"أجلس يا عوض واهدأ العمل ليس عيبا ..وأنت سبق وأخبرتني أن الحاجة تربي الدواجن وتبيع بعضها بالسوق ...وهذا نوع من العمل أيضا ولم أرك تستنكره"
رد عوض بسرعة :
"لا هذا أمر عادي ...كثير من النساء بالقرى تفعله ...والناس لا تنتقده لكنه يريد أن تعمل أمي لديه كطاهية ...الناس ستأكل وجهي ...سيقولون عوض أخذ أمه للعاصمة لتعمل خادمة ...أنا لا أرضاها والناس .."
قاطعه سيد وهو يشد كفه ليجلسه :
"دعك من الناس واجلس لنفهم أولا (ونظر لآسر المتعجب قائلا)
ما طبيعة العمل "
شرح آسر غير المستوعب لما يسمعه:
"هي لن تعمل كطاهية ...فطريقة الطهي والتقديم بالفنادق الكبرى لها أصول وتدريبات معينة هي ستعمل كـ Trainer ( ليسارع بترجمة جملته مع ملاحظته لوجه عوض الذي خشى أن يترجمها ثانية بشكل خاطئ) مدربة ..بالإضافة لكونها ..آآ آآ ... Tasting expert
عفوا لا أجد ترجمة ملائمة "
ليسارع سيد قائلا :
" تقصد كخبيرة تذوق "
هز آسر رأسه براحة قائلا بالضبط ...هو ذاك أي أنها ستكون ما يطلق عليه خبير أو استشاري مراقب فقط لجودة الأصناف التي ستعلم الطاهين إياها ..وفقط لفترة معينة حتى يجيدوها ...وسأدفع لها مبلغ (....) ليذكر مبلغا جعل عيني سيد وعوض تتسع بذهول وينتفض الأخير واقفا وهو يقول بغضب :
"هل تمزح معي ..أم تريد أن تتصدق عليّ بتلك الحجة "
نظر له آسر بتعجب وعدم فهم قائلا :
"لا أدري حقا ما مشكلتك؟! ...أي مزاح وأي تصدق! ..أنا أبدا ..أبدا لا أمزح بعملي ...ولا أفهم لمَ تعتبرها صدقة؟!!"
أغمض سيد عينيه متأففا وهو يعود لجذب كف عوض قائلا بحدة:
"كف عن انفعالك يا عوض وأجلس لنفهم...( وقال لنفسه )وأنا من كنت أظن نفسي بأعصاب منفلته ...(واستدار لآسر مائلا بجسده مشبكا كفيه ومستندا بكوعيه على فخذه وهو يسأله بجدية)
آسر ...هل أنت جاد ...هل بالفعل ستدفع هذا المبلغ الكبير لأجل أن تُعلم الحاجة أم عوض طباخيك طرق طهي الأطعمة الصعيدي ..ألا تراه مبلغا مبالغا فيه جدا"
نظر لهم آسر قائلا بجدية:
"بل أقل بكثير مما يدفع لأي متذوق أو خبير طهي معروف ..أدخل لأي موقع على الانترنت وابحث عن قيمة ما يتقاضونه ستعرف أني لا ادفع لها ربع حتى ما يتقاضاه أيا منهم ...لكني حددت المبلغ على أساس أنها ليست متخصصة أو خبيرة معتمدة .. بل هاوية ..وبالتالي ستكون خبراتها اقل ...لكن إجادتها لتلك الأطعمة ستمنحني ما احتاجه ...أنا رجل أعمال لا أتهاون أو أجامل بعملي"
التفت سيد عندها لعوض قائلا:
"عوض ..أنا أراها فكرة جيدة ...بل ممتازة ...ولا يوجد بها شيئا مشينا ...وأيضا أنا واثق انك لو عرضتها على الحاجة ستوافق وستفرح ...هي لن تعمل بالفندق كطاهية ...فقط ستعلم الطهاة طريقة طهي أصناف طعامها.. ولفترة قصيرة وتتأكد من فهمهم وقدرتهم وبعدها ستعود لتجلس ببيتك معززة مكرمة بعد أن تكون ربحت مبلغا محترما ...لو كنت مكانك لوافقت ...أو على الأقل عرضت الأمر عليها تاركا لها حرية القرار
هز عوض رأسه برفض قاطع قائلا:
"لا ...لا يمكن أن اقبل ...أمي لن تخرج من بيتها ...بعد شهرين تقريبا تنتهي عدة أختي وسأحضرهما معي هنا لتعيشا معززتان ...لن أقبل أن تخرج لتعمل وتحتك برجال و"
قاطعه آسر قائلا :
"بإمكانك أن تصاحبها وتعمل معها"
التفت له كلاهما بتعجب فقال مفسرا :
"من ضمن ما انوي إنشائه أيضا بالفندق سلسلة محلات لبيع المنتجات المحلية الصنع ...فبجوار مطعم الوجه القبلي ...سيكون هناك محلات تبيع الجلابيب الرجالي والحريمي والمنتجات المختلفة من أغطية الرأس والسلال وغيرها وكذا بالوجه البحري ..لقد راقبت عوض بالسوق ...وأحببت طريقته بالنداء على بضاعته ...وأيضا صوته وهو يغني مواويله ...اعرف أنه لن يقبل أن يعمل بالغناء رغم صوته الرائع والشجي لقد سألته لمّ لم يحاول فأعطاني خطبة عصماء حول كون الأمر إهانة وانتقاص من رجولته وضد مبادئه و غيرها مما لم أقتنع به ( وهز كتفيه بدون اهتمام مكملا )...لذا يمكن أن يدير لي المحل الخاص بمنتجات الوجه القبلي ...سأعطيه دورة تدريبية واعين معه مساعدا للترجمة ..وهو عليه أن يقف بجلبابه يغني مواويله ويعرض بضاعته ...تماما كما يفعل بالسوق ...هذا سيثير إعجاب النزلاء من السائحين ...ويحفزهم على الشراء ... سيدفعون مبالغ طائلة في الأردية محلية الصنع ...وخاصة عندما نخبرهم أنها صناعة يدوية "
لم يستطع سيد منع نفسه من النظر بإعجاب لآسر المستمر في شرح أفكاره بجدية موضحا جدواها الاقتصادية ...لقد تأكد أثناء حديثه أن غرضه ليس مساعدة عوض ...بل هو يفكر بشكل عملي ...وعوض سيكون غبي لو أضاع فرصة كهذه ...لذا قرر أن يظل ورائه حتى يقنعه ..خاصة وآسر وسط كلامه أوضح انه ما زال في مرحلة إعادة هيكلة وتجهيز الفندق والمسألة ما زالت تحتاج لبعض الوقت ...وقت كافي حسبما يتمنى ليقنع عوض ويلين رأسه ...
انتبه ثلاثتهم على أصوات شجار تأتي من أسفل فتحرك سيد بسرعة ناحية سور السطح يتبعه الاثنين الآخرين ليراقب الثلاثة ما يحدث بالأسفل ...عوض وسيد بضيق وامتعاض ...وآسر بتعجب زاد مع حديث عوض لسيد الذي تجاهل ما يحدث وعاد للجلوس :
"ألن تنزل يا أستاذ سيد لتتدخل بالأمر ...العم صبحي يبدو غاضب بشدة وسيؤذي الفتى "
أشاح سيد بيده قائلا بتجاهل ممتعض:
"دعه ليربيه ...عماد عياره بدأ يفلت ويحتاج للحزم ...لقد تدخلت المرة الماضية عندما ضربه أبوه عند اكتشافه لشربه للبيرة وجعلته يعيده للمنزل بعد إصراره على طرده عندما عاد مخمورا ...والآن يبدو أنه كررها رغم وعده لي ...لذا لن أتدخل وليؤدبه أبوه ..كما أنك تعرف أن العم صالح سيتدخل ولن يترك الفتى بل سيأخذه عنده فهو اقرب أصدقاء العم صبحي ولن يترك ابنه يبيت بالشارع "
ضرب عوض كفيه وعاد للجلوس وهو يقول بتعاطف:
" مسكين العم صبحي ... لا أعرف كيف تحول ابنه هكذا ...كيف انحرف بهذا الشكل ...يشرب البيرة ..لا حول ولا قوة إلا بالله ...إن إبنه الأكبر الأستاذ رامي وحتى ابنتيه قمة في الأخلاق والأدب ..الكل يحلف بتربيته لهم ...لا أدرى كيف أصبح أخوهم بهذا الشكل"
ليهز سيد رأسه بامتعاض قائلا :
"كله من أصحاب السوء الذين يقضي معهم وقته ...تلك الشلة الفاسدة التي تعرف عليها بالجامعة وللأسف سحبته معها لهذا الطريق فأهمل دراسته وأصبح يأخذ العام باثنين ...زملائه تخرجوا العام الماضي وهو ما زال بالعام الثاني"
أجلى آسر صوته وسأل بتعجب بينما الأصوات الثائرة بالأسفل بدأت تهدأ :
"عفوا ...هل تخبروني أن كل هذه المشكلة ...وهذا الصراخ ..لأن العم الذي تتحدثون له أبن حسبما فهمت تخطى العشرون طالما تخرج زملائه ...يشرب البيرة ...حسنا ما المشكلة لا أفهم ولما ترونها جريمة كبرى؟ ..إنها فقط بيرة"!!
ناظره الاثنان بذهول وامتعاض وعوض يهتف:
"ماذا؟! ماذا تعني بفقط بيرة أليست خمر ..والخمر حرام!! .."
ليرد آسر بدفاع:
"إنها ليست خمرا تماما ولا تسكر إلا نادرا فقط إن أكثرت منها "
ليجيبه سيد بتأكيد:
"بل خمر...والشرع واضح بأنها حرام ..ما اسكر كثيرة فقليله حرام ...حتى لو لم تؤثر بالبعض ...تظل حراما "
قطب آسر قليلا قبل أن يجادله :
"حسنا ...أنا غير ملم كثيرا بأمور الدين ...لكن أظن أن الأمر مبالغ فيه "
ليرفع سيد حاجبه متجاهلا صوت عوض الممتعض وحوقلته وهو يضرب كفيه ليميل ناحية آسر موضحا :
"هل الخمر حلال سيد آسر ليكن بعلمك؟! لو لم تكن تعلم ... إنها من الكبائر بلا أي خلاف ...مثلها مثل الزنا والسرقة القتل ...ونحن هنا بمصر بل بكل الدول العربية لا نقبل الكبائر وإن تجاوزنا عن بعض اللمم ..وأي شخص هنا حتى لو لم يكن شديد الالتزام بفروض دينه لا يرضاها ولا يقبل بها ... أتعرف أنه لو تقدم شاب لأسرة مهما كان ميسورا و مركزه ووضعه مرتفع وعُرف عنه أنه يشرب الخمر يتم رفضه فورا ...بل إنها من الأمور التي يعّير بها المرء فنقول عمن يفعلها أنه خمورجي وسكير ... وتلك سُبة تنتقص من الشخص وتقل من قدره وقيمته بين الناس...وحتى لا تجادلني بمن يحضرون لفندقك ويتناولونه ومنهم مصرين وعرب فأنا لا أنكر وجود البعض غير الملتزم وأكثرهم غالبا يكن من الطبقات المرتفعة كمرتادي فنادقك ..وأعترف أنه حتى بين الطبقات الأقل هناك من يفعلها لكن هؤلاء غالبا يفعلوها بالخفاء ولا يجرؤن على المجاهرة بها خوفا من نظرة الناس لهم ......الحلال بين والحرام بين يا آسر ...( لينهي حديثه بضرب كفيه على ساقيه وهو يقوم مكملا) لقد تأخر الوقت ولدي عمل مبكر ...سأترككم الآن تصبحون على خير "
قام عوض بعده قائلا :
"وأنا سأصلي ركعات القيام قبل النوم "
وتركا آسر ساهما وهو يفكر بحيرة
****

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:07 AM   #702

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي مساءا
أدارت رأسها بغضب مفتعل ناحية نافذة السيارة فأخذ يحايلها ويناغشها لترضى قائلا :
"سامية حبيبتي ...أرجوك ...لا تغضبي ...كل ما تريديه فعلته ...هيا حبيبتي ..أديري وجهك لي ولا تحرميني رؤية عينيك"
ردت عليه بحدة لم تخفي رنة الدلال التي أصبحت تخرج منها بدون تعمد ...أو ربما هي روح الأنثى التي أصبحت تعرف وتوقن بحب وعشق رجلها هي ما أخرجت هذا الغنج بصوتها وهي ترد :
"عز ...ركز في القيادة حتى لا تتسبب لنا بحادثة ...واعدني للمنزل ...لا أريد أن أتأخر كأمس واسمع تأنيبا غاضبا من أخي الأصغر"
رد عز حانقا :
"محمود يزيدها نحن مخطوبان ...ولولا عناده كنا عقدنا مع الخطبة...كما أن زفافنا بعد ثلاثة أيام ...لا أجد داعيا لما يفعل ...على كل لن أعيدك ...فنحن اتفقنا على أن نتعشى معا"
ردت بتمنع:
"لا لن أتعشى معك ..كما أنني لا ارتدي ملابس لائقة بتلك الأماكن التي تأخذني لها "
استدار بجذعه ناحيتها وأخذت عيناه تدوران عليها مستغلا توقفهما بإشارة المرور تتمعنان بثوبها الأخضر بقصته التي ترسم جذعها لتشتعل عيناه وهو يمررها على هذا الشريط الستاني الأبيض الذي يضم الثوب من أسفل الصدر لينساب بعدها هفهافا حتى الكاحل ...وترتدي معه طرحة بيضاء تبرز سمرتها التي يعشقها ليقول لها بحرارة :
"بل أنت رائعة ...آه لو تعرفين كيف أراك"
غالبتها الابتسامة وهي تقول :
"أنت فقط من تراني هكذا ...كوني رائعة بعينيك لا يعني أني هكذا بعيون الآخرين "
نظر لها مستهجنا ورد بجدية :
"إذا فهم العميان ...ثم ما لنا وللناس ...ورغم ذلك ...صدقيني أنت رائعة ...حقا سامية أراك كاملة"
لم تستطع كتم ابتسامتها لتستدير بعينيها إليه وتقول:
"وما زلت أخبرك أنها عيني المحب "
وسحبت نفسا عميقا وأضافت :
"أتعرف أنك لو سألت فتاة ما عن وصف رجل تحبه فستصفه لك كما لو كان ملك جمال العالم ..صدقني ...تعرف مثلا يوسف زوج شقيقتي كيف تراه"
قطب بعدم فهم لتوضح :
"أقصد شكله "
هز كتفيه قائلا :
"رجل عادي "
اتسعت ابتسامتها :
"بالضبط أنت كرجل ستراه رجلا عاديا ...وأنا كامرأة أراه من حيث الشكل رجلا أقل حتى من العادي لا أرى به وسامة "
ليقاطعها بضيق :
"هذا جيد فلا أريد أن ترى رجلا وسيما غيري "
ضحكت متجاهلة مقاطعته وهي تكمل :
" عيني تراه رجلا أصلعا بملامح غير وسيمة وجسد يميل للبدانة ..لكن عندما تتكلم عنه رباب ..عندما تسمعها تصفه ستشعر أنها تصف كمال الشناوي أو رشدي أباظة "
تعالت ضحكاتها وهي تشرد راكنة رأسها بجانب السيارة بينما يشرد هو فيها وهي تكمل :
"عندما كنت بالثانوي خُطبت صديقة لي لرجل تحبه ...كان يكبرها بخمسة عشر عاما ... كانت لا تكف عن التحدث عنه بوله تصف وسامته المفرطة ..طوله الفارع ...ملامحه الجذابة ..حتى شعرت أنه بوسامة الممثل ميل جيبسون مثلا حتى صُدمت وأنا أراه يوم الخِطبة ..كان رجلا فارع الطول لدرجة المبالغة ...ضخم جدا...ولديه كرش صغير ...حاد الملامح لدرجة غير مريحة ...ورغم ذلك كانت تنظر له بعشق وتراه رجل لا مثيل له ...وقتها علمت أن المثل الذي يقول مرآة الحب عمياء صحيح ...فعين المحب لا ترى العيوب ...وهكذا تراني أنت يا عز ...لكن هذا لا يعني أن الناس مثلك"
نبهته أصوات زمامير السيارات خلفه للإشارة التي فتحت فتحرك بالسيارة وهو يقول :
" ما زلت غير مقتنع ...واراك الأجمل ...ورغم ذلك سأعود لأؤكد أني لا أهتم بالناس ...فكفي عن الاهتمام بهم حبيبتي ...لنعش نحن فرحتنا وليذهبوا هم للجحيم ...هم لم يعيشوا أحزاننا طوال سنوات الوحدة والبعد"
نظرت له بعينين غامتا بالدموع وهي تقول :
"لكنهم تسببوا لنا بالكثير منها يا عز ...لن استطيع تجاهلهم ...لقد حرصت أن أتجنبهم خلال الأعوام الماضية...أن أتلافى ما يجعلهم ينظرون لي أو يتحدثون عني ...كفاني ما نالني وأهلي من ألسنتهم "
تحشرج صوتها بالكلمة الأخيرة فاعتصر الألم قلب عز الذي ما زال يشعر بالذنب والوجع بسبب ما نال معشوقته وأهلها ...
مرت عيناه على طريق الكورنيش الذي كان يسير فيه قبل أن ينظر لها غامزا :
"حسنا سامية ...ما دمت لا تريدين الذهاب لأحد المطاعم الفخمة والتي تثير ضيقك ... فلتحققي لي إذن أحد أحلامي القديمة "
وانحرف بالسيارة قليلا حتى جاور الرصيف ببقعة هادئة قليلا بجوار بعض العربات التي تبيع البطاطا المشوية والذرة ..وهبط من السيارة واستدار ليفتح بابها وهو يقول لوجهها المندهش:
"كنت دوما بالماضي عندما أمر من كورنيش النيل ...وارى المحبين يتمشون عليه ...يمسكون بكف بعضهم ..أو يجلسون على سوره متجاورين يتقاسمون أطعمة بسيطة أو كوز ذرة.. أغبطهم بشدة ...وكم تمنيت أن أكون بمكانهم وأفعل مثلهم "
نظرت له وهو يشبك أصابعه معها ويجرها ورائه نحو بقعة خالية على السور المنخفض المطل على النيل ليترك يدها ويخرج منديلا يمسح لها به المكان قبل أن تجلس بينما تنظر له مقطبة وتقول بغيرة :
"كان بإمكانك أن تحضر معك أي امرأة تمشي معك وتحقق حلمك ...لقد عدت منذ ما يزيد على السنة ألم تجد من ترغب بالمجيء معك لهنا "
نظر لها بجانب عينيه وهو يجاورها مستعيدا كفها بين أصابعه رغم محاولتها الواهنة للتمنع ...متفهما غيرتها وسؤالها المتواري عن النساء بحياته خلال الفترة الماضية ليقول بمكر وغرور ذكوري:
"المشكلة لم تكن بالنساء ..فهم كُثر حولي ..وكثيرات تتمنى أن أشير لها لتأتيني راكضة "
جذبت كفها من يده وتلفتت بجذعها متخصرة وقد احمرت عيناها وهي تقول بحدة زوجة مصرية أصيلة :
"ناااعم ..أعد واسمعني يا سي عز ..هيا أعترف واخبرني كم عرفت من النساء وكم واحدة خرجت معها وما ..."
تعالت ضحكاته بسعادة وهو يرى غيرتها عليه ...و شعر أن غيرتها تنعش روحه فنظر لها بعشق طل بمقلتيه وفاض وهو يقول :
"أنا أقول أنهم هن من يتمنين ...لكن أنا لم أتمنى أو أريد غيرك أنت يا أسمر يا جميل "
استدارت تشيح بنظراتها وهي تهز كتفيها و تقول مدعية اللامبالاة :
"نعم كُل بعقلي حلوى ...وكأنك كنت تذكُرني ...لولا تلك المصادفة التي جمعتك بمحمود لما تذكرتني أصلا "
عض شفتيه مفكرا قبل أن يقول لها بإقرار:
"بل لم أنساك يوما ولا حتى لحظة ...ولا تمنيت أو تخيلت غيرك يمشي معي على هذا الطريق شابكا يدي بيده كالآن (وضغط على كفها بيده وأضاف) هل تظنين حقا بأنها كانت مجرد مصادفة؟!"
شهقت وهي تستدير ناحيته بذهول سائلة بشك:
"ماذا تعني ...هل ...هل"
قاطعها مصرحا :
"نعم سامية ...لقد كنت ابحث عنك ...منذ لحظة عودتي ...أعترف أن من استطاع مساعدتي والوصول لكِ هو مدحت ...لكني أصلا لم أتوقف ..ولم افقد الأمل بأن أجدك "
أنغلقت ملامحها وهي تقول:
"وهل جعلتم أخي يعمل لديكما لتحاول الوصول لي ...أو ربما لمساعدتنا عندما علمتم ظروفنا الصعبة "
ضم كفها لصدره وهو يقول بتأكيد :
"سامية ..أخيك محمود موظف كفئ ومجتهد ...وعمله لدينا مكسبا لنا نحن ..إياك أن تشكي بهذا .. (ليضيف بغمزة) ...في الواقع عمل محمود جاء بصدفة رتبها القدر ...لكن التعمد كان بعمل يوسف زوج أختك "
نظرت له باندهاش وهي تتذكر أن يوسف بالفعل هو من عمل لديهم أولا وهو من اخبر محمود عن الوظيفة ..فسحبت كفها واستدارت بجذعها قائلة بجدية :
"اخبرني بالتفاصيل "
وعدها قائلا :
"سأخبرك بكل شيء لكن ليس الليلة ..أمامنا باقي الحياة لنحكي بها لبعضنا كل أسرارنا "
مر لحظتها فتى مراهق يبيع عقود الفل واقترب منهما قائلا:
"فل يا بيه ...اشترى للهانم عِقد فل لتسعدها ...حفظها الله لك"
أخذ منه عز عقدا وانقده مبلغ جعل عين الفتى تجحظ وهو يقول :
"لا أملك باقي لهذه الورقة يا أستاذ "
رد عز بتواضع :
"احتفظ بالباقي لأجلك ...فقط أكثر من الدعاء أن يحفظها الله لي"
لتشع السعادة من عين الفتى ويغرقهما بالدعوات المرحة ..بينما قفز عز من جوار سامية كما لو عاد مراهقا في العشرين ووقف أمامها ثم ألبسها العقد و هي تتهرب بعينيها خجلا وتقول بحرج :
"عز هل جننت الناس تنظر لنا!!"
لكنه لم يأبه ..ليتركها للحظة ويذهب ليشترى من عربة بجوارهم كوزين من الذرة الساخنة يناولها احدهما ويقفز ثانية ليجلس جوارها ملتصقا بها بينما هي تحدجه بنظرة زاجرة وتحاول الابتعاد قليلا ليظل يشاكسها ويقترب أكثر ملتصقا حتى نهرته بحدة:
" عز"
رد بحب وشقاوة:
"عيونه وروحه ..نعم يا قلب عز مُريني بما تريدين وأنا سأنفذ أي شيء إلا أن أبتعد عنك "
انخفضت حدة صوتها وتلون بالدلال وهي تعود لنهره مع التصاقه بجنبها :
"عز ..توقف ..هل تريد أن تفضحنا ...ماذا لو مرت سيارة الشرطة ...أتريد أن تتسبب بجرنا للبوكس كمراهقين يرتكبان فعلا فاضحا بالطريق العام "
تعالت ضحكاته المرحة وهو يتخيل المنظر ويقول:
" ستكون ذكرى أخرى تضاف لذكرياتنا المرحة ..ولكن لا أظن أنهم سيفعلونها ..سينظر لك أي شرطي ويعلم أي سيدة رائعة محترمة أنت فلا يقترب( وغامت عيناه وهو يتأملها قائلا ) كلي كوز الذرة حبيبتي قبل أن يبرد "
لترفعه لفمها وتقضم منه لتفاجئ به يخرج هاتفه ويلتقط لها صورة فعادت لنهره:
"عز كف عن التقاط صور لي كل لحظة وأخرى ...لقد التقط لي مئات الصور خلال الأيام الماضية ...وأغلبها وأنا بأوضاع سيئة وغير مناسبة للتصوير"
قال وهو مستمر بالتقاط المزيد وبعضها سيلفي لهما معا رغم محاولتها إخفاء وجهها :
"بل أنت رائعة دوما ...( ليعيد هاتفه وهو يقول) أنا أريد خلال أسبوع الخطبة هذا والذي وافقت عليه ولم أصر على الزفاف من أول يوم وافقتي على زواجنا .. فقط حتى أمنحك وامنح نفسي ذكريات خطبة حقيقية ..وسأفعل فيه كل ما يفعله الخطيب في أشهر ..ولولا أنني لا أمتلك الصبر لمزيد من البعد لمنحتك أكثر ...أريد أن أعيش معك كل لحظة من مشاعر وأفعال الخطاب أثناء الخطبة"
نظرت له بامتنان وقالت :
"لذا تصر على أن نخرج كل يوم ...وتغرقني بالهدايا ...وتجعلنا نذهب لأكثر من مكان بنفس اليوم "
نظر لها قائلا بلوم :
"ولو استطعت أن أفعل أكثر سأفعل ...لكنك تحاربيني ولا تمنحيني الفرصة لأدللك كما أريد بل وتغضبين أيضا كما فعلت اليوم "
نظرت له بهدوء للحظات قبل أن توضح :
"عز ...حبك لي لن يثبته كثرة الهدايا ...صدقني ..خطاباتك التي لا زلت تمنحني إياها كل يوم لدي أغلي من كل تلك الهدايا الغالية ..الناس ستظنني طامعة بك ...ماذا سيقول أولادك عني وهم يرونك تمطرني بكل هذا الكم من الأشياء الثمينة"
هز كتفه بلا اهتمام قائلا :
"لن يقولوا شيئا ...ثم أنت رأيت مدحت وتعرفين أنه يحبك ولن يسئ الفهم ..كما أن لا أحد له شيء عندنا "
لتقول بحزن استشعره بصوتها :
"لكن لا أظن ابنتك سعيدة أو موافقة ..لقد شعرت ببرودها معي عندما التقينا "
ضغط كفها حتى التفتت إليه ورفعت عيناها لتلتقي عينيه وهو يقول:
حبيبتي ...ماهي طيبة جدا ...لكنها مدللة ...هي أميرتي الصغيرة ... لذا تشعر بالغيرة على مكانتها عندي أن تهتز بزواجنا ...امنحيها بعض الوقت وعندما ترى أنني لن أهملها أو أبتعد ستجدينها تتقبلك بسهولة "
هزت رأسها بعدم اقتناع محاولة تجاهل قلقها وهو تسمعه يقول :
"وكفي عن قلقك ورفضك لما أقدمه لك هذا أقل مما تستحقين ( ليضيف بعتب ) ...ولن أسامحك على إحراجك لي بمعرض السيارات وأنت ترفضين أن اشترى لك سيارة "
لتعود للنظر له بغضب وهي تقول:
" هل سنعود لهذا الأمر ثانية ....أخبرتك لا أجيد القيادة ولا ارغب بالتعلم ...ولا ارغب بسائق خاص ....ثم إنك تبالغ ...حقا يا عز والأمر يضايقني "
هز كتفه وهو يقول:
"لا أرى بالأمر مبالغة ...أنت حساسة أكثر مما ينبغي "
زفرت بنزق وهي تحوقل وتقول له بحدة:
"حقا لا تبالغ ...ارفض السيارة وفكرة السائق الغريب الذي ترغب بإحضاره ...فتتصل بيوسف وتتفق معه دون الرجوع لي و تجعله يوافق أن يعمل لديك سائقا...لتخبرني أنك ستجعله سائقي الخاص ما دمت لا أريد غريبا "
نظر لها بجانب عينيه قائلا بعناد :
"نعم ...لقد نفذت طلبك ...لا تريدين سيارة ولا سائق ..حسنا ...لكني لن أتركك تعانين مع المواصلات كلما أردت الذهاب لمكان ما ( ليغمز بعينيه مشاغبا) صحيح أنا لا أنوي تركك تبتعدين عني وسأرافقك بكل مكان فأنا انوي الالتصاق بك لكن الأمر لن يسلم من مرة أو اثنين تحتاجين بها الذهاب لمكان ما كزيارة إخوتك وأنا بالعمل "
نظرت له بجانب عينها له قائلة بسخرية مرحة وهي تحاول الابتعاد قليلا:
" تلتصق أكثر من ذلك"
ضحك بخبث ومال عليها قائلا:
"بل أكثر بكثييير ...هذا لا شيء بجوار ما انتويه بعد زواجنا فأنا ( ليميل برأسه هامسا بأذنها ببعض ما ينوي فعله ) ليحمر وجهها بشدة وتضرب كتفه وهي تنتفض وتقفز واقفة تصرخ بوجه محتقن حانق والخجل يحشرج صوتها :
"أيها الوقح ..أيها ...أيها ...يا الهي ..أنت ...أنت أصبحت قليل التهذيب "
تركته مبتعدة بحنق ناحية السيارة وهي تلقى بباقي كوز الذرة بسلة قريبة ..فلحق بها ضاحكا وهو يقول :
"بل سأكون بعد الزواج عديم التربية وسأريك الوقاحة عن حق "
التفتت ناظرة له بغضب مفتعل فيغمزها بشقاوة لتحمر أكثر وتصرخ به:
"هيا أعدني للبيت لقد تأخرنا ( لتنظر لساعتها فتهتف وهي تقف بجوار السيارة بقلق) يا الهي ...لقد تأخرت جدا ...محمود سيجعلها ليلة سوداء على رأسي ورأسك "
فتح لها الباب وهو يقول بمشاغبة :
" لا تهتمي له ...هو من رفض العقد ...ليتحمل الأيام الباقية بلا اعتراض (ليضيف بمشاغبة وهو يحرك السيارة) تعالي لأخبرك أكثر عن ما سأفعله معك "
صرخت به ناهرة :
"عز توقف عن وقاحتك ...( ورفعت كفها لوجهها تخفيه بخجل وهي تتذكر كلماته الحسية المنفلتة عن ما ينتوى أن يفعله معها لتدمدم بخجل )يا الهي ...الوقح ..كيف يقول لي هذا الكلام ..لقد جُن "
سمعها وضحك أكثر وهو يغمزها :
" نعم جننت بك وسأريك الجنون أكثر عندما نتزوج فا..."
قاطعته مانعة إياه من الاسترسال وهي تناديه باسمه ناهرة :
" عز !!"
فتردد صدى صوتها بين جنبات السيارة ...مع صوت ضحكاته ..
****


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:09 AM   #703

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة صباحا
نظرت في ساعتها بضيق وهي تراها تقترب من التاسعة ...
أين صديقتها الحمقاء ...لقد اتفقت معها أمس على الهاتف أن تحضر مبكرا لتراجعا معا قبل الامتحان ..وها هي تأخرت ...لم يتبقى سوى ساعة فقط والهانم لم تظهر للآن ...تحركت نحو مصطبة فارغة قريبة من البوابة لتراقب القادمين وهي تحاول مرة أخرى الاتصال بلا فائدة فهو يعطيها نفس الرسالة المستفزة بأن الهاتف قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة ...
زفرت بضيق وهي تجلس شاردة فيما حدث أمس

مساء الليلة السابقة

كانت تنظر لوالدها الجالس بجوارها على الفراش ينظر لها بحنان وهو يقول :
"حبيبتي ...صدقيني أنا لا أضغط عليك ...فقط أراه شابا جيدا لا يُرد ...كما أنه محترم ومستقيم ...لقد طلب يدك مني منذ أول يوم رأيناه بالنادي ...واخبرني بوضوح انه احبك منذ رآك لأول مرة بالمترو ...وسأل عنك ...وكان يرغب بالتقدم لك من فترة ...لكنه علم من صديقة لكِ أنك ستخطبين قريبا فتراجع ...وعندما علم أن الأمر لم يتم قرر الإسراع خوفا من أن تضيعي من يديه ...وللعلم هذه كلماته حرفيا ( ليمد يديه يمسد شعرها بحنان ويضمها لصدره ) صدقيني بنيتي لقد سألت عنه جيدا والجميع شكر به وبأخلاقه وبأسرته... ولولا استشعاري صدق حبه لك ..وأنه وأسرته يعلموا بحالتك والأمر لا يؤثر أو يشكل لهم أي حساسية لما وافقت وسمحت له بالتقرب منك ...وهو أثبت أنه رجل محترم ... كان يهاتفني كل يوم يطلب إذني قبل أن الذهاب للقائك بالنادي ......ويتصل بي بعد عودتك ليطمئن لوصولك سالمة ...حبيبتي فكري جيدا ...لن أضغط أو أجبرك على أمر لا تريديه ...لكن لا ترفضي لمجرد الخوف أو العناد ...دعي نفسك لتعيشي التجربة ..وأنا معك وبجوارك ...بجميع الأحوال لن نقوم بأي خطوة رسمية حتى تنهي اختباراتك ...وهو رغم تعجله لكني لن أمنحك له بسهولة حتى يثبت لنا أنه سيصونك ..هو يرغب بمجيء عائلته بنهاية الأسبوع لقراءة الفاتحة...والأمر بيدك ...حتى أمك لم اخبرها للآن حتى لا تضايقك أو تضغط عليك ...لكني أريد رأيك غدا مساءا لأبلغه به ...فلا يصح أن نعلقه أكثر ..."
أتى صوت إغلاق الباب الخارجي معلنا عودة والدتها من الخارج وصوتها ينادي أبيها فتركها خلفه ساهمة قلقة وخرج ...
أخذت ياسمين تتقلب على جنبيها بخوف وقلق ...لتجد نفسها بعد ساعة من الارتباك الحائر تشعر بحاجة ماسة لأمها ...تريد رأيها ..حضنها ...نصيحتها ...
تركت غرفتها تتبع همهمات صوت والدتها بغرفة المعيشة ووقفت للحظات وهي تراها جالسة تعطيها ظهرها و تحدث أختها هاتفيا فانقبض قلبها حزنا وامتلأت عينيها دمعا وهي تسمعها تقول :
"بالطبع لم أخذها معي لزيارة حماتك ...لا تقلقي ...منذ لمّحت لي برغبتها لخطبتها لقريب زوجك وأنا أراوغها ...لقد أخبرتها أنها شبه مخطوبة لقريب لنا وان أبيها يرفض زواجها حتى تُنهي دراستها ...ولم أوافق على أي دعوة منها لتزورها معي ...لقد فهمت أنها ترغب بجمعها بهذا الرجل ...وطبعا وقتها قد تفضح أختك الحمقاء كل شيئي كعادتها وتخبرها بمرضها وتخرب الدنيا عليك ....لا تقلقي حبيبتي ...لن أجعل أحد من أهل زوجك يعرف شيئا أو يراها حتى ...انتبهي أنت لنفسك وأهتمي بصحتك ...فالحمل بأوله صعب ويحتاج للراحة "
عادت تتسحب مسرعة لغرفتها ترتمي على فراشها وتدفن وجهها بالوسادة تكتم دموعها ...يا الله ..أمها تعتبرها فضيحة تخفيها حتى لا تؤثر على استقرار حياة شقيقتها ...شقيقتها التي حتى لم تخبرها بحملها لتفرح معها ولها ...
كتمت بوسادتها شهقة ألم وحزن وهي تفكر ...إن كانت أمها تراها هكذا ..تنفرها وتنبذها ...فكيف تنتظر حبا من آخرين ..وماذا لو كرهوها أو نفروها بعد فترة ...ربما عندما تسقط أمامهم يوما بسبب إغماءة سكر .. أو بسبب احتياجها للعلاج الدائم وضرورة التزامها بالحمية الغذائية ...لمَ سيتحملها الأغراب وأمها لم تقدر ؟...كيف سيتقبلون طفلا منها قد يأتي مريضا مثلها ...لا ...لن توافق ...لن تسمح لنفسها بالمزيد من الألم ...ولن تخاطر بأن تنجب طفلا يعاني ما تعانيه ...
أغمضت عينيها على دمعها المنهمر ...

أفاقت ياسمين من شرودها على صوت رؤى يناديها ففتحت عينيها ووجدت نفسها جالسة على المصطبة ورؤى أمامها تناظرها بقلق وهي تسألها وهي تجاورها:
"ماذا بك ياسمين ...لمَ تبكين ...هل أنت متعبة ...هل .."
قاطعتها ياسمين بعتب:
"لماذا تأخرت رؤى ...لماذا ابتعدت عني الفترة السابقة"
نكست رؤى رأسها بحزن فانتبهت ياسمين لوجه صديقتها الشاحب وتلك الهالات السوداء تحت عينيها والتي تشي بالإرهاق وقلة النوم فشعرت بالقلق الذي ازداد مع صوتها الحزين وهي تقول :
"سامحيني ياسمين ...لقد كنت متعبة الأيام الماضية ...جسديا ونفسيا ...سأخبرك بكل شيء ...لكن ليس اليوم ...فأنا سأضطر للعودة فور انتهاء الاختبار ... فأمي دعت بعض أقاربنا على الغذاء اليوم وهددتني بالويل والثبور وعظائم الأمور إن تأخرت ..(وابتسمت بفم معوج بسمة لم تصل لعينيها وهي تقول مدعية المرح) وكأني سأعينها بالطهي أو أكون ذات فائدة بالمطبخ حاشا لله ..أقصى معاونة سأفعلها لها أني سأختطف المزعج ابن أختي لألاعبه واشغله حتى تتفرغ تقى وخالتي لمساعدتها "
نظرت لها ياسمين بقلق وهي تقول :
" حسنا رؤى ...لكني لن ادعك تتركيني بهذا القلق أكثر ...ستخبريني غدا بكل ما بك ...وأيضا ..انا عندي الكثير لأخبرك إياه "
نظرت رؤى لها بجانب عينيها وهي تقف وتشير لها لتقوم ليذهبا ناحية مبني الكلية وهي تقول لها:
" حسنا أعدك أن أخبرك بكل شيء غدا ... أما أخبارك أنت فأظنني أعرفها ...أكيد ستخبرينني عن المتيم هادر أليس كذلك"
شهقت ياسمين وهي تلحق بها سائلة :
"ماذا ..ماذا تعرفين عن الأمر؟ ...رؤى تعالي هنا ..انتظري يا حمقاء " نظرت لها رؤى ساخرة وهي تقول :
" لا وقت للثرثرة لدينا امتحان تأخرنا عليه"
لتسرع تاركة ياسمين تلحقها وهي تسبها بغيظ .

بعد ساعتين كانتا تخرجان من باب الكلية تسيران ناحية بابها الخارجي هما تتحدثان بضيق عن هذا الاختبار الصعب الذي جاءهم وتسبان أستاذ المادة الذي يبدو انه كان يتفنن بوضع أسئلة بمستوى الطالب العبقري لتقول ياسمين بحنق:
"هل يسمى هذا امتحانا ...حقا ...فماذا يكون التعجيز إذا ...لو تعمد جعلنا نرسب جميعا لن يأتي بأصعب منه ...يا للمصيبة لو جاءنا بمثله بنهاية العام ...سنرسب جميعا ...رؤى هل فهمت ما كان يريد بالسؤال الثالث أنا لم اعرف أصلا ما ..."
قاطعها النداء على رؤى ..لتجدا قريب سهر المدعو باسم أمامهما يرفع نظارته بطريقة استعراضية وهو يقول مبتسما بلزوجة لا تستسغها ياسمين:
"اخيييرا وجدتك رؤى .. ( ليضيف بعتب أثار حيرة الفتاتين ).كيف تفعلين هذا بي وتخلفين موعدنا ...أنت لا تعرفي كم تعبت لإحضار تذاكر الحفل الذي فوته أمس ...لقد حاولت الاتصال بك ...ورفضت صديقتك ( مشيرا لياسمين بنزق) إعطائه لي لكني رغم ذلك حصلت عليه وحاولت كثيرا الاتصال بك لأذكرك بالموعد لكني دوما كنت أجده مغلقا ...حتى عندما فتح قليلا حاولت الاتصال دون أن أجد ردا"
كانت كلتاهما تنظر له بتعجب لتقول له رؤى بعدم فهم :
"أي موعد وأي حفل؟! "
نظر لها بحدة غاضبة ظهرت بصوته وهو يقول:
"ماذا ؟! هل نسيت اتفاقنا معا عندما قابلتك بالنادي قبل أسبوع أمام لوحة إعلان حفل المطرب (....) واتفقنا معا على حضور الحفل ...لقد كان أمس بالمناسبة... وأحضرت التذاكر من يومها ولم استطع أن أجدك "
نظرت له رؤى بحيرة وهي تفكر بهذا اليوم ...تتذكر أنها قابلته بالفعل وأنها كانت شاردة بينما يثرثر ..أيكون أخبرها بالأمر دون أن تنتبه ...لتهز كتفيها بعدم اهتمام قائلة:
"عفوا باسم ...أنا لا أتذكر الأمر بالفعل ...عموما بإمكاني أن أعطيك ثمن تذكرتي التي اشتريتها هباء ...رغم أني لا أتذكر موافقتي على الذهاب معك للحفل أصلا لكن لا بأس يبدو انه حدث سوء فهم"
همت بفتح حقيبتها الصغيرة ذات اليد الطويلة الموضوعة بميل على جذعها وهي تقول:
"كم سعرها؟"
أتاها صوته غاضبا وهو يقول:
"ماذا تقولين رؤى ...من تظنيني ...أنت تهينيني هكذا ...هل أنا بحاجة لثمن تذكرة كانت بالأساس هدية مني ...لا ...لا حقا لم أتوقع منك إهانة كهذه "
نظرت له رؤى بضيق ثم قالت منهية الموضوع وهي تعيد غلق الحقيبة :
"لا بأس باسم اعتذر ...وشكرا لك بالإذن"
تحركت مع ياسمين فوجدته يسير بجوارهما وهو يقول :
"حسنا لا يهم ... لدي اقتراح آخر نفس المطرب سيقيم حفلة أخرى الأسبوع القادم في منطقة (......) سيكون حفلا رائعا ...وأيضا سيكون حفل نهاري سيبدأ في الواحدة ظهرا ...أي لن تقلقي من التأخر ليلا ...سنذهب له جميعا ..و سهر ستأتي معنا ...ما رأيك أن تصاحبينا إليه ...سيكون تعويضا عن الحفل السابق وستستمتعي معنا كثيرا أعدك سيكون يوما لا ينسى "
كانوا قد تخطوا بوابة الجامعة وأصبحوا يقفون على الرصيف فالتفتت رؤى مقررة أن ترفض باعتذار حازم :
"اسمع باسم أنا ..."
انقطعت كلماتها مع صدمة رؤيتها لتلك الدراجة البخارية التي تقترب أمامها حتى توقفت على بعد خطوتين خلف باسم يعتليها شاب اثأر توجسها قبل حتى أن يوقف الدراجة ويخلع خوذته ...فكتمت شهقة صدمة كادت تفلت من شفتيها وعيناها تشتبك بعينيه ...وتعالت أنفاسها بغضب وهي تتذكر ما حدث منه وخاصة مع رؤيتها لملامحه التي انغلقت وحاجبيه يقطبان وهو يمرر نظراته بينها وبين باسم الذي يجاورها باقتراب انتبهت لحظتها لكونه أكثر مما ينبغي ...لكنها بعناد وغضب لم تبتعد كما كانت تنوي ..بل استدارت له قليلا ترد على تساؤله عن سبب صمتها بابتسامة مغناج وهي تقول له بصوت تعمدت جعله مرتفع قليلا ليصل للواقف خلفه :
"حسنا باسم ...لا بأس ..احضر لي واحدة وسأذهب معكم ...متى قلت لي موعده "
تجاهلت شهقة ياسمين وندائها المعترض باسمها وهي تدعي الاستماع لباسم باهتمام بينما طرف عينيها يلمح وقفة سيد المتشنجة وباسم يقول:
"ستكون بعد أسبوع يوم الثلاثاء القادم ...سنتجمع هنا أمام باب الجامعة ...وسنذهب بعدة سيارات معا .....إياك أن تنسي ...سنتحرك في الساعة الحادية عشرة صباحا حتى نصل على الموعد "
هزت له رأسها بابتسامة تعمدت جعلها مثيرة وهي تشير له بيدها مودعة وتراه يعود ليدخل إلى بوابة الجامعة ...وتجاهلت غضب ياسمين وكلماتها الموبخة وهي تتحرك بسرعة مخبرة إياها أنها ستوقف تاكسي لأنها تأخرت على أمها ....
تاركة شعلة من الغضب والغيرة تغلي خلفها ...
شعلة لم تراها ياسمين فلم تنتبه لوجود سيد من الأساس واستماعه لما قالت رؤى.. فتحركت هي الأخرى بنزق بطريقها للنادي وهي تتوعد صديقتها الحمقاء على غبائها بقبول الذهاب لحفل مع هذا الشاب.
أما سيد فأطرق برأسه يخفي غضبا يكاد يطيح بمن حوله ... لم يخفى عليه ملابس الآخر ذات الماركة العالمية التي تدل على مستواه ...وظل متسمرا مكانه بأنفاس مختنقة ويديه بجيبه تعتصر دلايتها التي تحمل حرف اسمها ...ينظر للأرض تحته بحزن و لا يعرف كيف يتصرف ...يخشى من نفسه لو أقترب وحاول أن يحادثها ...
لقد جاء ليعتذر ...ليراضيها ...ليوضح أنه كان أحمقا أساء الفهم ...لكن ماذا عن ما حدث الآن ...ما سمعه من حوار قبل لحظات....إلى أين ستذهب هذه الحمقاء
ماذا يفعل ..هل يذهب ليكسر لها رأسها ويخبرها أنه لن يسمح بذهابها ...لكن ماذا يكون لها ...كيف يمنعها ...كيف وهو لا يملك الحق فيها ...
أغمض عينيه بقهر مفكرا أنه لو كان للحب سلطان لكان له وحده كل الحق فيها ...فهي ملك قلبه ...فتاته رغما عنه وعنها ...
انتبه لنفس هذا الشاب يخرج مع فتاة أخرى تبدو مبهرجة الهيئة بملابس رغم وضوح غلوها لكنها تلتصق بها لدرجة الابتذال ...ورآهما يتجهان ناحية سيارة حمراء حديثة ليجد نفسه ينظر لدراجته قديمة الطراز ببسمة ساخرة قبل أن يشغلها وينطلق مبتعدا
بينما كان صوت ضحكات سهر يعلو وهي تقول ساخرة :
"أرجو أن تصدق تلك المرة ولا تكون كالمرة السابقة التي أخذت تتباهي فيها بأنك أوقعتها بحبالك وأننا سنرى بأنفسنا بالحفل تولهها بك "
رد عليها بعصبية وهو يرتكن على السيارة قائلا :
" أخبرتك أنها أخبرتني أنه حدث لديها ظرف عائلي منعها القدوم وأنت بنفسك رأيت أنها لم تحضر للجامعة الأيام السابقة ...ولولا ذلك لم تكن لتفوت موعدنا على كل حال ...الحفل بعد أسبوع و سترين بنفسك ...وكما اتفقنا ...ستركبين معنا وتنزلين عند الشاليه الخاص بالعائلة بحجة تغيير ملابسك وبعدها تتصلين بها بأي حجة لنعود للشاليه قبل الوصول للحفل ...وبعد وصولنا لهناك سنجد الشاليه فارغ وتكونين أنت مختبئة بالعلية ...وسأجعلك ترين وتسمعين بنفسك كيف ستلقي بنفسها بين ذراعي تستجدي حبي "
نظرة له ساخرة وهي تتجه ناحية السيارة لتفتحها وهي تقول :
"سنرى "
ولم تعرف سهر..أن نية باسم أكثر سوءا من رهان يريد ربحه و تريد هي التنمر به على رؤى لتعايرها أن قريبها لن ينظر لإمعة مثلها لا تسوى وأنها كانت مجرد رهان ومقلب...فلم يصل لظنها أن باسم لا يريد فقط كسب الرهان بل إذلالا كاملا لفتاة كسرت أنف غروره مرارا أمامها وأمام أصدقائه ...لذا ينوى أن يجعل طاعتها له أمرا مضمونا ... لو لم يكن بالرضي فبدونه ..فهناك عقاقير كافية لضمان حدوث الأمر دون ممانعة ليبدو برضاها .
أما سيد فطوال الطريق يحاول تحليل ما سمعه من حديث بين رؤى وهذا الشاب الذي يبدو عليه الثراء بوضوح لكن طريقته ونظراته ليست مريحة ولا بريئة أبدا ..
تقبض واشتعل غضبه أكثر وهو يفكر أتراه يعجب رؤى ؟!
****

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:11 AM   #704

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

النادي بعد ساعتين
كانت ياسمين تجفف عرقها وهي تقول للمدربة أنها أكتفت لتتجه ناحية المنضدة التي تجلس عليها والدة هادر التي حضرت بعد لحظات من بدئها التدريب وجلست تراقبها بابتسامة ..
ناولتها السيدة حنان منشفة و زجاجة ممتلئة بالعصير هي تقول :
"خذي حبيبتي ...اشربي قليلا واذهبي لتنعشي نفسك "
شكرتها بخفوت حرج وهي تتناولها دون اعتراض بينما عينيها رغما عنها تراقب المحيط لتجد صوت حنان يأتيها قائلا :
"لا تتعبي نفسك بالبحث ...لن يستطيع الحضور اليوم فلديه عمل لن يستطيع التملص منه ...لكنه اخبرني أن آتي واراك وانتبه لكِ وأوصل سلامه وحزنه لعدم قدرته رؤيتك ...ويتمنى أن تقبلي أن يهاتفك ليلا عند عودته "
نظرت لها ياسمين بارتباك وهي تقول :
"أنا لا أبحث عن أحد ...من تقصدين ...لا أفهم"
نظرت لها حنان بتمعن ساخر جعلها تتهرب بعينيها بعيدا وهي تقول بحرج :
"سأذهب للحمام لأنعش نفسي "
ردت حنان بصوت ضاحك:
"حسنا حبيبتي ...لكن لا تتأخري ...فصديقتي لمياء على وصول ...وأريد أن أعرفها بعروس ابني الحلوة وأتباهى بك أمامها "
شهقت ياسمين وتسارعت خطاها بارتباك ودهشة ...تعصف برأسها الأفكار الحائرة ...
أحقا؟! ..حقا تريد السيدة حنان تعريفها بصديقتها! ..أحقا تراها مصدرا للفخر والتباهي ...يا الله ...إنها ستُجن ..الحيرة والقلق تعصف بها ...لتضرب وجهها بالماء وهي تقول لنفسها باختناق :
"أين أنت يا رؤى ...احتاجك يا حمقاء ...أحتاج لأحكي لكِ ونفكر معا"
رفعت رأسها وعدلت هيئتها ومشطت شعرها تاركة إياه مسترسلا على كتفها ثم عادت بعد دقائق للسيدة حنان التي وجدتها تقف عند وصولها تجذبها من ذراعها لتعرفها بسيدة جميلة بعيون خضراء تجلس بجوارها تبدو راقية بيضاء أنيقة تظنها بنهاية الأربعين أو بداية الخمسين لتقول لها بنبرة فخر صدحت واضحة بصوتها :
"ها هي عروس ابني يا لميا...انظري كم هي جميلة ورائعة وذكية أيضا ...تدرس اللغة الصينية بالجامعة "
لتكمل ثرثرتها بتباهي وهي تجلسها بالكرسي جوارها وتمد يدها لها تناولها زجاجة العصير قائلة بأمر :
"أكملي عصيرك حتى لا ينخفض سكرك بعد كل هذا المجهود باللعب "
"لتستدير للسيدة لمياء مثرثرة ببساطة "
"إنها مهملة ولا تنتبه لنفسها وعلاجها كما اخبرني هادر ...لكني بعد زواجهم سأهتم بها بنفسي ..."
كانت عيون ياسمين تنظر لها باندهاش دامع ...وهي تعيد سؤالها للمرة الألف ..
تُرى هل ما زال هناك أمل لها ...
هل تترك لنفسها حق التمني أم ستُمنى بخيبة تفوق ما سبق!
××××

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:14 AM   #705

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساءا الحارة ..السطح
يجلس سيد بجوار عوض يحاول إقناعه والأخر ما زال يعاند .. لكنه شعر أنه بدأ يلين ..في الوقت الذي خرج لهم آسر من الحجرة بعد لحظات يمسك صينية الأكل ويناديهم :
"هيا يا شباب ...جهزت لكم العشاء بنفسي ، وتلك لو تعلمون سابقة لابد أن تُخلد بكتب التاريخ "
ابتسما و آسر يضع الصينية على الطاولة أمامهما فينظران لما بها ويرفعان حاجبيهما ثم ينظران لبعضهما قبل أن يعودا لآسر بنظراتهما الساخرة وسيد يقول :
"تعبت نفسك والله ...كل هذا المجهود بذلته في إفراغ بعض أنواع الجبن والمربى بالأطباق "
رد عليه آسر بنفس السخرية :
"الحقيقة أفرغت فقط المربى الجبن اشتريته جاهزا بأطباقه "
ليأتيه صوت عوض الممتعض :
" لا أدرى سبب إصرارك على شراء تلك الأشياء وخسارة أموالك عليها وهي لا تملأ البطن ...هل سنقيم أودنا بعد يوم عمل بجبن ومربى وعلبة زبادي"
رد آسر الذي جلس واخرج قطعة توست من الكيس يفرد عليها بعض المربى ويقول:
"إنه عشاء خفيف يا عوض ...ومغذي ...ثم أن الأكل الدسم الذي تجبرنا عليه ليلا أرهق معدتي وأصبحت أعاني من الانتفاخ الدائم ..خاصة مع توقفي عن ممارسة الرياضة من فترة "
ليرد عوض هازئا :
"أي أكل دسم هذا الذي نأكله ؟!يا خسارة الرجال( ليستدير لسيد مشيرا لآسر بهزء) قريبك ذي معدة رقيقة يا أستاذ ...يتعب من كل شيء ويستيقظ كل يوم شاكيا ...أول أمس من الباذنجان والفلفل المقلي ... وأمس من الشلولو ، وقبلها من الفول بالزيت الحار والبطاطس المحمرة ..لا يعجبه شيء وكل شيء يتعب معدته "
بلع آسر لقمته وأجابه قائلا :
"لا يا عوض ...لم أقل أنهم لم يعجبوني ...فقط لا أفضل أكلهم قبل النوم ...ثقيلين جدا على المعدة "
كانت عيون عوض حائرة وهو ينظر للطعام سائلا:
"أين الخبز؟!"
رد آسر:
" استخدم التوست فالخبز بالداخل جاف"
أشاح الأخر بيده ممتعضا وهو يتجه للداخل قائلا:
"جاف أفضل من هذا الطست عديم الطعم ...وسأحضر بعض الجبن القديم والمش ...لقد صفيته من الدود وأصبح رائعا"
امتعضت ملامح آسر دون أن يعلق بينما مال سيد عليه هامسا:
"لقد بدأ يلين وسأقنعه بأمر عمل والدته معك لا تقلق"

نظر له آسر ببرود قائلا:
" لست قلقا ...ولو رفض سيكون هو الخاسر وسأبحث عن سيدة أخرى خبيرة بالأطعمة الصعيدي ..."
نظر له سيد بغيظ فابتسم آسر وهو يوضح بجدية :
" أنظر سيد لكي تنجح بعملك تعامل مع الأمور بحيادية دون عواطف ...لن أعطى أحدا عملا لأجامله به أو رغما عنه...أنا هكذا أضيع نفسي ...لابد أن تكون عمليا ...لقد عرضت الأمر عليه لأنه مربح ومفيد لي ...وهو سيستفيد كذلك ..إن كان رافضا فأنا لن اضربه على كفه وسأجد آخرين وأنفذ فكرتي"
عاد عوض الذي نظر لآسر بغموض وهو يكسر شريحة الخبز قبل أن يقول لسيد:
" هل عرفت يا أستاذ سيد أن السيد آسر أصبح رجل الساعة بأسواق الموسكي والعتبة اليوم "
نظر سيد مندهشا وهو يسأل قبل قضم شريحة توست بالجبن :
"ماذا!! كيف؟! "
ليجيب عوض :
"لقد أنشأ لدُقدق شيئا ما على الانترنت ...وفجأة أصبحت بضائع دُقدق تنفذ كل يوم ويستعين بباقي المحلات حوله لتعويض النقص عنده ..وعين أيضا له مساعدين يوصلون بضاعته للزبائن حتى منازلهم ...لقد أصبح دُقدق شهيرا بسببه ( ليشير بسبابته على آسر ) والناس تأتي طوال اليوم تسأل عن محلات دقدق بالسوق ..تخيل كشك وفرشة دقدق أصبحت محلات دقدق لتجارة المستلزمات المنزلية ..عجبت لك يا زمن "
قطب سيد وابتلع لقمته ملتفتا لآسر بنظرة تساؤل ليوضح له آسر ببساطة:
"أنظر سيد لقد لاحظت أن طريقتهم بالبيع سيئة وغير مربحة بما يكفي نتيجة أسلوب العرض والتسويق ...بضاعة ملقاة على الأرض وعلى العربات الخشبية تنتظر من يمر ... ( ليميل ناحية سيد شارحا ) لكي تبيع جيدا عليك بتسويق جيد... اذهب بالمنتج حتى الزبون واجبره علي إلقاء نظرة على ما تعرض وجمل بضاعتك بعينيه"
قطب سيد سائلا:
"تقصد كالباعة الجائلين "
ليهز آسر رأسه نفيا قائلا :
"لا تلك طريقة سيئة ولم تعد مفيدة والناس تتوجس منها ...بل اقصد السوشيال ميديا ...الأغلب الآن يتابع منصات التواصل ... مجرد إنشاء صفحة عليها وعرض المنتجات بطريقة جيدة وشكل جمالي يجذب النظر ..عمل إعلانات جاذبة وعناوين مشوقة تدفع الناس لإلقاء نظرة على المعروضات المصورة بطريقة جاذبة تشد العين ..ثم ( ليطرقع بإصبعه) ستجد آلاف الراغبين بالشراء وخاصة لو كان المنتج سيصل لهم وهم بمكانهم ...وأيضا ولضمان المصداقية ضع العنوان لمن لا يرغب بدفع مصاريف شحن أو يرغب بالتأكد من وجود موقع ثابت لصاحب المنتج...واستأجر شخص أو أكثر بمظهر وسلوك جيد لخدمة التوصيل "
رد عليه سيد مجادلا:
"لكن ذلك يستلزم مكانا كبيرا للعرض كمحل كبير أو ما شابه ...ودقدق لا يملك سوى كشك خشبي متر بمتر ويضع أمامه بضاعته أغلبها على العربة "
هز آسر رأسه نفيا وهو يقول :
" لا يهم ...حتى لو كان الأمر مجرد كشك صغير ...لأننا لا نظهره أثناء العرض بل نركز على البضاعة واصلا بضاعته موجهه للطبقة الوسطى بسعرها وخامتها وجودتها ...لذا نهتم بالتركيز على أنها ذات جودة عالية وسعر بسيط ..الأغلب سيطلب عبر الهاتف الموضوع رقمه أو حتى برسالة الكترونية لذا لن يعرف أو يهتم بالمكان ...ومن سيحضر حتى لو لم يعجبه المكان أو فوجئ بصغره فلن يعود مشواره دون شراء بعد حضوره الأمر لا يحتاج إلا دعاية جيدة ...صدقني التسويق هو الأساس "
وفتح علبة زبادو يرفعها لفمه وهو يكمل لسيد المستمع بتركيز :
" أتعرف أنا بدأت أول أعمالي وأنا طالب بالجامعة بعامي الأول ..كنت أقوم بدراسة السوق وأدخل ببعض المضاربات الصغيرة بالبورصة واشترى أشياء بسيطة وأعود لبيعها بعد بعض الإضافات والتحسينات الصغيرة بمبالغ أكبر...وعندما جمعت مبلغا جيدا وأنا بعامي الأخير قمت بأول مشاريعي الفندقية ...كانت بضع أكواخ صغيرة مهملة على حدود الولاية حيث أقيم ... قمت بشرائها بثمن بخس وتجديدها بفرش بسيط حيث أن إمكانياتي لم تسمح بأكثر ...لكنى اعتمدت على الدعاية عن طريق النت ..أنشئت صفحات واستعنت بصديق يدرس الدعاية والجرافيك ... وقمنا بحملة دعائية رائعة ركزنا على جمال المكان وعلى منحه الخصوصية للعشاق والمتزوجين حديثا بأسعار زهيدة ...أتعرف بعد عامين فقط بعته بمبالغ طائلة بعد أن أصبح له اسم جيد ..وهكذا بدأت بآخر اكبر قليلا ...كنت اشترى أماكن مهملة أجددها بشكل ابتكاري وبعض الدعاية الجيدة ثم ..بوووم تنجح أبيعها بعدها بمبلغ طائل ...حتى بدأت بعد أن أصبح لدي رصيد كافي مع بعض الشركاء مشروع سلسلة الفنادق قبل عشر سنوات بدئنا بفندقين فقط لتصبح خلال بضع سنين عشر فنادق عالمية واسمها يذكر كواحدة من ارقي فنادق العالم ( ليضيف بتجهم ) حتى أثارت مطامع حثالة المافيا"
نظر له سيد باستغراب قبل أن يقول بتردد:
"كنت أظنك تكمل عمل أبيك وعائلتك كابن عمك خالد "
ابتسم آسر وهز رأسه نافيا وهو يوضح:
"لا أبي لم يكن رجل أعمال ...وببداية شبابه عند هجرته أضاع الكثير من ميراثه بحياة اللهو ...وما تبقى كان يكفي لنعيش جيدا فقط ...لا أنكر أني كنت محظوظا أكثر من غيري لأنه وضع لي وديعة لتعليمي نفعتني كثيرا فمصروفات التعليم هناك خاصة بجامعة جيدة تكون باهظة ...وقروض التعليم تتسبب بضغط كبير على الشباب تنوء به ظهورهم ...لكن رغم ذلك أنا من صنعت كل ما كسبته بجهدي وحدي "
قاطعهم صوت عوض الذي نفض يديه حامدا وهو يقوم قائلا:
"سأصنع الشاي لنا ..من يريد "
ليومئ سيد برغبته ..بينما يهز آسر رأسه قائلا:
"لا شكرا لن أتحمل شايك الصعيدي ..أريد أن أنام براحة "
تجاهل كلاهما غمغمة عوض وعادا للطعام بينما يغرق كل منهما بأفكاره.. أفكار كان كلاهما يحاول الهرب منهما بصعوبة ...

آسر هربا من طيف سماءه التي تطارده عيناها بأحلامه لائمة ...وتطارده بصحوه وهو يرى ملامح منها بوجه إخوتها ...بل إنه يجد نفسه يحدق بوجوههم يبحث عن طيفها كما لو كان يستخرج المتشابه بينهما من الصور ...ليعود لينهر نفسه محاولا إجبار عقله على نسيانها بلا فائدة ينهر نفسه بأنه لم يكن يوما رجلا خسيسا ليفكر في امرأة ملك رجل آخر ..رجل أمتلكها برضاها ...
عاد يلوم نفسه متهما إياها أنه من أضاعها بتردده ..وأن كل من سبقها لم يكن يهمونه بشيء فلم تمتلك أيهن قلبه ...وزفر بحزن ...فيبدو أنه سيدفع ثمن غبائه باهظا ...سيدفعه عمره كله الذي سيقضيه باكيا على حب أضاعه بغبائه ليعيش على ذكراها باقي حياته ...فكلا عقله وقلبه اتحدا ضده.. رافضين أن يمنحاه راحة النسيان ..

أما سيد فكاد التفكير في معذبته الصغيرة أن يقتله ...يحلل ما رآه وسمعه اليوم بغيرة وقلق ...يفكر فيما يجب أن يفعله ...يخشى أن يكون فهم خطا ويهدم الدنيا على رأسه أكثر ...أتراها رحلة ما تابعة للجامعة ستذهب بها مع زملائها وهذا الشاب ...وقتها سيحطم رأسها ...ليقطب أكثر وهو يحدث نفسه أنه سيكسره بكل الأحوال لتباسطها مع هذا اللزج ..كيف تسمح لنفسها أن تقف قريبة منه بهذا الشكل تتكلم وتتغنج وتبتسم ..كانت أفكاره تتلاطم برأسه كأمواج ثائرة تكاد تفتك به..
أخرجهما من شرودهما صوت عوض وهو يضع صينية الشاي في نفس لحظة سماع سيد لصوت هاتفه يرن باسم أمه فرد عليها بأنه سيشرب الشاي وينزل لها .. لكنه وجدها تصرخ فيه دون أن يفهم مما تقول سوى اسم سما وشيئا عن اتصال جارة لها تطلب نجدتها ..فانتفض واقفا وهو يهتف بقلق:
"اهدئي أمي لا أفهم شيئا ..ما بها سما...ماذا قالت جارتها لكِ"
أتاه صوت أخاه سيف لاهثا من باب السطح وهو يصرخ:
"سيد أسرع لندرك سما ...صديقي لديهم بالسنتر اتصل يقول انه سمعها تصرخ ويبدو أن أهل زوجها يؤذوها"
انتفض سيد صارخا وهو يجرى دون انتباه لقدمه التي ضربت المنضدة موقعة أكواب الشاي لتتحطم وهو يهتف بجنون:
"من يؤذيها والله لأقتلنه مهما يكن"
أسرع آسر الشاحب يجري خلفه ليجد كف عوض تمنعه وهو يقول :
"توقف يا أستاذ أين تذهب ؟!"
حاول آسر فك كف عوض صارخا به بقلق:
"دعني عوض ألم تسمع ما يقولون ..هناك من يؤذي سما"
نظر له عوض بتعجب وحيرة وهو يقول دون أن يترك يده:
"يا أستاذ ...الأمر يبدو عائليا ...لابد أنها مشكلة مع زوجها أو أهله ...ولا يصح أن نتدخل بها ..الأمر غير لائق ..( ليضيف بفضول متوجس) يبدو أنك تعرف الأستاذة سما جيدا وتعز عليك ..لكن تدخلك سيكون أمرا معيبا ويضر بها"
هدأت حركة آسر دون أن تهدأ أنفاسه وروحه المرتعبة خوفا عليها بينما تتغلغل كلمات عوض برأسه وهو يفكر .
دار حول نفسه يشد بشعره يقتله القلق والخوف والجنون على آسرة القلب ...فوجد هاتف سيد ملقى على الأرض وبدى انه وقع منه دون أن يشعر ..ليشتم أكثر فحتى وسيلة اطمئنانه ضاعت ...قبل أن تلمع عيناه وهو يأخذ الهاتف ويفتحه باحثا عن رقم خالد ليتصل به ..
**
قبل ساعة
منزل سمير

صعدت الدرج بتعب ..وهي تشعر بألم بأسفل بطنها منذ الصباح ...وتلوم نفسها لأنها أجهدت نفسها صباحا قبل نزولها للسنتر بتنظيف الشقة ..فقررت أن تستريح قليلا في سريرها حامدة الله أن لديها طعاما لليوم ولن تحتاج للطهي ..وقررت إن استمر الوجع ستخبر سمير ليأخذها للكشف ...فبجميع الأحول هي انتوت أن تخبره بحملها اليوم حين يصعد بعد نهاية حصصه .. خاصة وقد اتصلت بأمها منذ قليل وأخبرتها..فيجب أن تبدأ متابعة لحملها وتريد أمها معها ...فهي لا تريد أن يصاب جنينها بأي أذى نتيجة إهمالها ..
كانت تمر من أمام شقة حماتها بالدور الثاني عندما جذبها صوت دنيا تهتف بتلك السيدة التي استعانت بها حماتها للتنظيف بعد رفضها أن تنزل هي لتفعلها .. بعدما حدث مع أقارب سمير مهددة إياه أنه إن اجبرها ستترك له المنزل ..وأن أخواته البنات متواجدين دوما وهم أولى بأمهم ..كما أنهم هم من يعيثون بشقتها فسادا هم وأبنائهم فلينظفوا مكانهم...مرت من أمام الباب صاعدة بعد أن ألقت نظرة فضولية على دنيا الواقفة بتحفز.. لتتجاهل بعدها تلك النظرة الغريبة بعينيها وصوتها المرتفع بقصد هي تقول للمنظفة بتسلط:
" هذا ليس تنظيفا ...اعملي بذمة وامسحي جيدا ..الحاجة أوصتني أن أراقب عملك جيدا وأنا لن اخذلها فهي تحبني وتثق في بعكس آخرين "
زفرت براحة وهي تصل شقتها قبل أن تقطب وهي ترى بابها مواربا.. فاقتربت متوجسه تفتح الباب ليصدمها المنظر أمامها ...فشقتها التي أهلكت نفسها بها منذ الفجر تحولت إلى مقلب أزبال ...أطفال شقيقتي سمير يلعبون ويتسابقون خلف بعض مرتطمين بكل شيء ..أيديهم مليئة بالطعام يلوثون به كل ما حولهم الأرض مليئة بأكياس مقرمشات فارغة وبعض ما كان فيها يملأ السجادة والأرض...حماتها متربعة على الأريكة ممسكة بطبق من اللب والمكسرات تأكل منه وتلقى القشور أرضا بينما تنظر لها ساخرة بتحدي ..لتجد ناهد تخرج من باب المطبخ منادية على ابنها وهي تصيح:
"تعال يا طه ..اشرب العصير ..لقد صنعت لك آخر بدل الذي انسكب منك "
لترتبك عندما رأت سما المتسمرة على الباب ..وتقول ببعض الحرج:
"مرحبا سما ...لقد سمح لنا سمير أن نبقى بشقتك لأن المرأة تنظف بالأسفل ..ولن تستطيع العمل بوجود الأطفال ..أرجو أن لا تتضايقي "
نهرتها أمها قائلة بغيظ:
" تتضايق أو لا تتضايق فلتشرب من البحر ...هل تطلبين أذنها ..نحن نحضر ونجلس كما نريد بشقة ابني ..ألا يكفي أنها السبب بتلك الخسارة وضياع مالنا على المرأة التي تنظف بسبب دلالها.. لتتحمل .."
كانت أنفاس سما تتعالي وشعورها بالغضب والغيظ يتعاظم وتكاد الدموع تنهمر من عينيها لتكتمها بصعوبة وهي تنظر بقهر للشقة التي تدمرت ..
حاولت بكل قوتها أن تهدأ .. أن تتعقل ألا تحتك بهم لأنها تشعر بأنها ستنفجر ..فما يحدث هذا لا يمكن أن يوصف بأقل من وقاحة .. قهر .. استفزاز .. وصفات أخرى بشعة عقلها لا يسعفها لوصفها لحظتها وهي تحاول أن تتمسك بالأخلاق والأدب وأن تتحلى بأقصى درجات ضبط النفس وأن تصبر حتى تتحدث مع زوجها ..
كل ذلك حدثت به نفسها وهي تقرر أن أفضل رد أن تتجاهلهم وتتجه لحجرتها ..فتحركت بصمت مارة بجوار أم سمير دون أن تنظر لها في طريقها لباب حجرتها مما أثار غيظ حماتها التي أنزلت ساقيها ووقفت بجسدها البدين بصعوبة وهي تصرخ بها:
"إلى أين تذهبين وتتجاهلينا هكذا يا ابنة فوزية ...صحيح أنك قليلة تربية "
استدارت سما هاتفة بحنق فاض عن كيله وشعورها بالألم أسفل بطنها يزداد:
"إياك ...أتسمعين.. إياك أن تذكري أمي ...أنا لن أسمح لكِ أن تخطئي بحقي أو بأهلي أو بتربيتي ..أهلي ربوني وعلموني جيدا ..والله لولا تربيتهم لكان لي معكم شأن آخر "
ضربت حماتها كفيها معا مصفقة وصوت أساورها الذهبية يرن وهي تصرخ بعلو صوتها :
" ونعم التربية والأخلاق ...صحيح من اختشوا ماتوا...تعالوا يا نااااس لتروا الهانم المتربية التي لمها ابني وجعل لها سعرا بين النساء وجعلها تعيش في عز لم تره أو تحلم به ببيت أهلها ..صحيح أنك بنت الشحاتين.. وماذا انتظر من بنت فوزية وشحاته سوى أن ترد على حماتها وتعلي صوتها "
انفلت عقال الصبر لدى سما خاصة وعينيها تلتقط بذهول خروج شقيقة سمير الصغرى من حجرة نومها تحمل طفلها الرضيع وترتدي أحد أثوابها المنزلية ...بل ثوبها المفضل الذي كان أحد هدايا همس ابنة خالتها لها لتستدير صارخة بهم:
" احترمي نفسك ..ابنك لم يلمني ...فلم يجدني في الشارع ..لم يتعرف على في الطرقات ..نعم أنا سما الشحات ...التي جئت أنت وبناتك لباب بيتنا طالبين أن أتزوج أبنك ..لم نضربكم على يديكم ..ولم نسعى لكم بل انتم من سعى لنا .. وأهلي هؤلاء علموني احترام حرمات البيوت فلا ادخل شقة غيري أعيث بها فسادا ..واقتحم خصوصياتها وافتح دولاب ملابس لا يخصني ( مشيرة بسبابتها لأبنتها الصغرى بقرف بينما صوتها يزداد علوا وهي تضيف صارخة ) ..لأن عندي أخلاق وليس كآخرين لا أخلاق ولا حرمة ولا احترام لديهم"
شهقت حماتها بينما تضع شقيقة سمير الصغرى رضيعها أرضا و تشترك مع أمها بوصلة صراخ وردح لترد عليهم سما ويبدأ تبادل الشتائم والصراخ بينهما حتى وجدت حماتها تقترب منها تشدها من حجابها الذي انفلت الدبوس الذي يثبته جارحا رقبتها لينفلت عقال شعرها وحماتها تشدها منه بينما حاولت ناهد التدخل بتردد لتخليصها من يد أمها دون أن يخلو الأمر من تعنيف لسما ولوم لها ...
لكن سما جُنت وهي تجد نفسها تهان وتضرب وترى دنيا تقف على الباب تنظر لها بشماته فتلتوي بحدة مخلصة نفسها بعنف من يدي حماتها وهي تدفعها بعيدا عنها بقوة و تصرخ بهم جميعا أن يخرجوا من بيتها ..كانت الدفعة مفاجأة لحماتها مما أخل بوزنها خاصة مع جسدها المكتنز لتسقط واقعة على مقعدتها في نفس لحظة دخول سمير الصارخ بتساؤل عما يحدث ..
أسرعت دنيا بالادعاء بأن سما تضرب أمه بينما بدأت شقيقته الصغرى بالبكاء وهي تقول له أنها تشتمهم وتطردهم من شقته.
انفجر الغضب في رأس سمير وهو يتصور ما يحدث وبدون أي تفكير اقترب من سما ورفع يده ولطمها بقوة ألقت بها أرضا ليرتطم رأسها بحافة المنضدة التي شجت رأسها بنفس لحظة اقتحام أخيها سيد المكان تتبعه أمه مولولة وسيف وساجد واجمين بشحوب وهم يرون سما ملقاة أرضا تسيل الدماء من رأسها .
هدر سيد باسمها صارخا بصوت أثار الفزع بقلوب كل الواقفين وهو يتوعدهم جميعا بالقتل وانحني لشقيقته رافعا رأسها ليجد الدماء تغرق يده بينما سمير يقف مذهولا مشلولا وهو يرى سما تنزف ويسمع أمها تصرخ أنها حامل .
فتحت سما عينان دامعتان تنظر لسيد بضعف وقهر ولم تستطع إلا التفوه بجملة واحدة وبصعوبة شديدة قبل يغشى عليها بين ذراعي أخيها :
"انقذني أخي ..خلصني يا سيد "
... ...
انتهى الفصل الخامس والعشرون

انوه أنه الفصل الأخير قبل اجازة شهر رمضان الكريم كل عام وانتم والأمة العربية والاسلامية بخير ويمن وبركات ..اكثروا فيه الدعاء لرفع الغمة والبلاء وأن يعود علينا ونحن جميعا بصحة يا رب ..كل عام وانتم بخير ..رمضان كريم
اراكم بالعيد وانتم بكل خير ان شاء الله

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:28 AM   #706

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

كل سنه وانتى طيبة ياريدا



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 44 والزوار 79)

ام زياد محمود, ‏الطاف ام ملك, ‏yasser20, ‏k_meri, ‏دلال الدلال, ‏احلام العمر, ‏وردة الفرح, ‏Hadooshtash, ‏نور علي عبد, ‏Asmaanasser, ‏amiramostafa, ‏princess sara, ‏رغيدا+, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏tamy, ‏snan, ‏métallurgier, ‏قطرالندى..., ‏seham26, ‏mira amani, ‏..هناك أمل .., ‏awttare, ‏توتى على, ‏kokyyou, ‏نور_311, ‏حنان الرزقي, ‏ام حمزه2, ‏همهمات صاخبة, ‏طوطه, ‏shroq amien, ‏ام أسيل ولجين, ‏business student, ‏amatoallah, ‏shadow fax, ‏روني زياد, ‏meroo alhoary, ‏ATHAR OSaMA, ‏حلا المشاعر, ‏هدوء الصمت222, ‏اشراقه حسين, ‏hapyhanan, ‏Hiba mohamed


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 01:55 AM   #707

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 157 ( الأعضاء 55 والزوار 102)

ام زياد محمود, ‏hind el, ‏فاطمة زعرور, ‏رانيا خالد, ‏م ام زياد+, ‏فديت الشامة, ‏السلطانةhf, ‏ام مللللللك, ‏مون شدو, ‏طوطه, ‏سالي الغريب, ‏ATHAR OSaMA, ‏ريما الشريف, ‏توتى على, ‏حنان الرزقي, ‏tamy, ‏mayna123, ‏Samaa Helmi, ‏simsemah, ‏Julya, ‏نيفين الحلو, ‏awttare, ‏الياسمين14, ‏نور_311, ‏khaoulouta, ‏mariam sayed, ‏ميمو٧٧, ‏kokyyou, ‏نور الحيااة, ‏sira sira, ‏همهمات صاخبة, ‏MSoliman6, ‏روني زياد, ‏yasser20, ‏دلال الدلال, ‏وردة الفرح, ‏Hadooshtash, ‏نور علي عبد, ‏Asmaanasser, ‏princess sara, ‏رغيدا+, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏snan, ‏métallurgier, ‏قطرالندى..., ‏seham26, ‏ام حمزه2, ‏shroq amien, ‏ام أسيل ولجين, ‏business student, ‏amatoallah, ‏shadow fax, ‏meroo alhoary


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:04 AM   #708

همهمات صاخبة
 
الصورة الرمزية همهمات صاخبة

? العضوٌ??? » 377676
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 71
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » همهمات صاخبة is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

طيب والنبي ده ينفع
ضميرك يسمحلك يا ريدا بالخاتمة دى
واحنا هننتظر شهر كامل
اللهي تنشك في قلبك يا سمير يا ابن ام سمير
الحيزبون العقربة
واخواته اخوات الشوم
لاء انا متغاظة جداً من العيلة الشوم دى
لاء وكملتي علي بأم ياسمين
اللهي يولعوا كلهم الجبابرة
ام ياسمين علي ام سمير علي باسم علي سمير
ايه الاستفزاز ده
مفيش حد عدل
الا حنان ست الكل ام هادر
هي دى الام بصحيح
اما اسورة راجل بجد
ولكن لم يجد من يوجهه
عاش حياته في تيه
ولكن كون نفسه بنفسه
عقلية تجارية عبقرية
وقلب يهفو لسما
يا عيني عليك يا سيد
هتلاقيها من الجبارة الصغيرة التي ترهق قلبك
ولا من سمير واهله اللي يستحقوا القتل
يالا خليك الاول في اختك
والحمد لله ... البشاير انها ستفقد الطفل الذى قد يربطها بالشخص الخطأ


همهمات صاخبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:07 AM   #709

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 162 ( الأعضاء 59 والزوار 103)
ام زياد محمود, ‏همهمات صاخبة, ‏اسمااء محمد, ‏لينا عادل, ‏عمرااهل, ‏قطرالندى..., ‏laila2019, ‏Alice laith, ‏نرمين البنجي, ‏منو6, ‏ام توتا, ‏hind el, ‏فاطمة زعرور, ‏رانيا خالد, ‏م ام زياد+, ‏فديت الشامة, ‏السلطانةhf, ‏ام مللللللك, ‏مون شدو, ‏طوطه, ‏سالي الغريب, ‏ATHAR OSaMA, ‏ريما الشريف, ‏توتى على, ‏tamy, ‏mayna123, ‏Samaa Helmi, ‏simsemah, ‏نيفين الحلو, ‏awttare, ‏الياسمين14, ‏نور_311, ‏khaoulouta, ‏mariam sayed, ‏ميمو٧٧, ‏kokyyou, ‏نور الحيااة, ‏sira sira, ‏MSoliman6, ‏روني زياد, ‏yasser20, ‏دلال الدلال, ‏Hadooshtash, ‏نور علي عبد, ‏Asmaanasser, ‏princess sara, ‏رغيدا+, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏snan, ‏métallurgier, ‏seham26, ‏ام حمزه2, ‏shroq amien, ‏ام أسيل ولجين, ‏business student, ‏amatoallah, ‏shadow fax


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:25 AM   #710

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 172 ( الأعضاء 60 والزوار 112)

ام زياد محمود, ‏Marwahr, ‏Mzjessy, ‏مايا محمد علي, ‏gegesw, ‏مهيف ..., ‏وغدا نلتقي, ‏hapyhanan, ‏Nadoooosh, ‏Moon roro, ‏كارما مدحت, ‏همهمات صاخبة, ‏amana 98, ‏نيفين الحلو, ‏Abcabc, ‏اسمااء محمد, ‏لينا عادل, ‏عمرااهل, ‏قطرالندى..., ‏laila2019, ‏Alice laith, ‏نرمين البنجي, ‏منو6, ‏ام توتا, ‏hind el, ‏فاطمة زعرور, ‏رانيا خالد, ‏م ام زياد+, ‏فديت الشامة, ‏ام مللللللك, ‏مون شدو, ‏طوطه, ‏سالي الغريب, ‏ATHAR OSaMA, ‏توتى على, ‏tamy, ‏mayna123, ‏Samaa Helmi, ‏simsemah, ‏awttare, ‏نور_311, ‏khaoulouta, ‏ميمو٧٧, ‏kokyyou, ‏sira sira, ‏MSoliman6, ‏روني زياد, ‏yasser20, ‏دلال الدلال, ‏Hadooshtash, ‏نور علي عبد, ‏Asmaanasser, ‏princess sara, ‏رغيدا+, ‏منال سلامة, ‏sosomaya, ‏snan, ‏métallurgier, ‏seham26, ‏ام حمزه2


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.