آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-20, 08:59 PM   #871

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


دلوقتي يا بنات شدو الاحزمة فقد حان موعد رحلتنا مع الفصل الجديد واتمنى ان اعرف رايكم فيه وخاصة فى كلام هادر لياسمين وموقف مسعد وسيد ...خالص حبي لكم جميعا وامنياتي بأن تستمتعوا بالفصل

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:01 PM   #872

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
"نعم قااادم"
"كوب شاي في الخمسين هنا يا ذيكو"
"واحد سحلب هنا بسرعة"
"احضر حجرا جديدا للإرجيلة يا ذكيو"
صخب ...صخب ...عشرات الأصوات من حوله لكنه لا يسمع شيئا منها ...
يجلس ساهما ...شاردا ...مهموما ...يتسأل اين اخطأ معها ...يتلاعب به شيطانه مصورا له أنها كذبت لتداري عارا أكبر وأن ما حدث اكثر مما أخبرته ...يغمض عينيه وينكس رأسه لاهيا عن كل ما حوله وهو بانتظار من هاتفه لينظر بعينيه ويسأله عما حدث .. ماذا ... وكيف.... و لماذا؟
يعيده عقله كل بضع لحظات لما حدث قبل بضع ساعات عندما ذهب لزيارة أشرف زوج شقيقة زوجته ليتحدث معه عن بعض الأمور الخاصة بالمشروع الخيرى الذى يديره ...وعندما خرج من عنده سمع صوت بكاء حفيده من الشقة المقابلة التي تقطنها ابنته الكبرى مع زوجها وابن خالتها ليقرر المرور للسلام عليهم ورؤية هذا الشقي صاحب الصوت المزعج واليد المنفلتة التي لا تكف عن صفع وجوههم جميعا ...
ضرب الجرس ففتح له ياسر بوجه ممتعض وهو يحمل صغيره من وسطه كحزمة فجل فابتسم و رفع حاجبه قائلا وهو يسلم عليه:
" لماذا تحمل الولد بهذا الشكل ؟"
أجاب ياسر بحنق وهو يرمي له بالطفل ويسبقه لمنتصف الصالة يلقى بجسده على الاريكة بإنهاك :
"لقد اتعبني واثار جنوني عماه ...لا يريد البقاء ارضا وكلما حملته صفع وجهي ..وعندما حاولت اطعامه القى طعامه على ملابسي وافسد الأرض ( ليضيف بغيظ ) وابنتك المصون تتدلل وتتركه لي بحجة أنها ترغب بالانفراد بشقيقتها دون ازعاج ...منذ أكثر من ساعة وهما تغلقان عليهما باب حجرة النوم وتثرثران تاركين لي هذا المشاغب حتى لم اعد احتمل "
قطب مسعد بتعجب وهو يجلس بجوار ياسر ثم سأله :
" هل رؤى هنا !!...غريب ...لم تخبرني ...تلك الفتاة تحتاج شدة اذن حتى تتعلم عدم الذهاب لمكان دون استئذان حتى لو كان بيت شقيقتها "
رد ياسر بنزق " نعم عماه عاقبها لأنها لم تكتفي بالاستيلاء على تُقى بل حتى لم تقبلا بأن تفتحا الباب لي لأترك معهما هذا المشاغب "
أخذ مسعد يربت بحنان على ظهر حفيده بكف وبالأخرى يحاول ابعاد يده الراغبة بصفعه كترحيب يقوم به مع الجميع بينما يستمع لياسر الناقم وهو يشتكي له بطفولية :
"ألا يكفي يا عماه أنها منذ عدنا من العمل وهي تلقي بمسئولية أشرف لي بحجة صنع طعام الغذاء ...وعندما تعبت منه ذهبت لأمي لتأخذه قليلا فنهرني ابي وقال انه معهما طول اليوم ونحن لم نأخذه إلا قبل قليل وانهما اكتفيا منه لهذا اليوم وعندما عدت من شقتهما وجدت تقى مختفية بغرفة نومنا وتغلقها على نفسها مخبرة اياي ان رؤى معها ويرغبان بالحديث على انفراد ...ساعة وأكثر عماه لا أكلت ولا استرحت ويتركون لي هذا المزعج ...(لينتفض واقفا وهو يقول بنزق) عماه ابقه معك قليلا ...أنا سأذهب لأمي لتطعمني ..هذا حرام والله ...أنا جائع "
نظر مسعد لزوج ابنته الأحمق وهو يخرج ليهز رأسه مغمغما:
"والله ما جمع إلا ما وفق ...انت وزوجتك حلة ووافقت غطائها احمق وحمقاء ..( لم يكد ينهي الجملة حتى فاجأته لطمة صاعقة من كف حفيده على وجهه طرفت عينه التي ادمعت بينما ينظر ذاهلا للطفل المبتسم بسعادة وهو يقول بانتصار ضب ديدو (ضربت جدو) ( ليضيف بسخرية ) ...هل يمكن لمثلهما أن ينجبا إلا طفل متخلف "
زفر بابتسامة وحمل الطفل السعيد بإنجازه على كتفه متجها لباب حجرة نوم ابنته وقبل أن يرفع كفه طارقا سمع ما جعل قلبه ينتفض هلعا.
افاق مسعد من شروده على عامل المقهى يرفع من أمامه كوب قهوته البارد الذى لم يرتشف منه شيئا وهو يسأله بسماجه:
"هل تريد طلبا آخر يا استاذ قهوتك بردت وانت تضعها امامك من ساعة ولم تطلب شيئا آخر "
أومأ مسعد برأسه قائلا بدون تركيز:
"قهوة سادة"
نظر له العامل قائلا :
"لكنك لم تشرب الأولى ربما تريد شيئا آخر "
قطب بضيق وقال بحدة :
"قهوة سادة "
فهز العامل رأسه بلا مبالاة وتحرك دون اهتمام تاركا اياه .. عاد لشروده متذكرا كيف سمع بكاء رؤى بانهيار وهي تخبر شقيقتها عن شخص ما يدعى باسم حاول اغتصابها ...وكيف كاد أن يتمكن منها ..سمع ابنته الصغرى تخبر اختها عن مقاومتها حتى كادت تفقد وعيها لولا اقتحام سيد للشاليه وانقاذها بآخر لحظة ...
تتعالى أنفاسه أمام باب الحجرة وترتعد فرائصه فيفلت الطفل من بين احضانه ينزله ارضا بدون شعور أو اهتمام لمعرفة أين سينطلق زاحفا ...فعقله مشتت و صدره بدأ يؤلمه كأنما اخترقه عمود من نار جعله غير قادر على التنفس بسهولة فأخذ يمسده بكفه دون شعور.. ليبدأ جسده يتهاوى وتفقد ساقيه قدرتها على حمله.. فاستند على الباب..... دون أن يخرج صوتا او يفتح فمه فعقله يدور بجنون متسائل ...اي شاليه ومن باسم وأي اغتصاب ...كيف ..متى... أين ...الم تكن بالجامعة ومن سيد هل هو الذي يعرفه ...
تلتقط أذنه صوت تقى الغاضب وهي تنهر اختها ..لكن يضيع الكثير من كلماتها فلا تصله واضحة من خلال الباب ...ظل يحاول التقاط انفاسه وموازنة جسده للحظات حتى استطاعت قدميه حمله بصعوبة .. لكنه لم يستطع الصبر والتفكير أكثر ليطرق الباب بجنون ...جنون جعله فاقدا للإدراك والرؤية وحتى القدرة على السؤال و الفهم .. فدفع الباب بعنف لحظة أدارت تقى المفتاح بالقفل فلم يهتم بصرختها :
"ماذا تريد يا ياســ"
لم يعي اختفاء صوتها مع تحول غضبها لرعب عندما رأته ولم يهتم بسقوطها ارضا وهو يدفعها بعنف وانفعال وينقض جاذبا الاخرى الممددة على الفراش مرتدية احدى منامات اختها ...
لا يعرف حتى اللحظة ما حدث بالفعل ...لم يكن يشعر بما يفعله إلا حين القت تُقى بجسدها فوقه تسقطه حرفيا على الفراش فوق شقيقتها التي كانت تتلوى بين يديه صارخة بألم تكاد تلفظ انفاسها وهي تبكي وتتوسله وهو لا يسمعها يكاد يقتلها ضربا وصفعا وخنقا دون شعور ...لا يرى إلا اللون الأحمر ...لا يفكر إلا بأنها كادت تنتهك ...تضيع شرفها وشرفه ..أم تراها ضيعته فعلا ؟! ...
ازداد جنون ورعبا ..فدفع بتُقى المتشبثة بكفه تبكي وترجوه التوقف ليلقي بها ارضا ويعود للملقاة على السرير كخرقة بالية ممزقة الشعر دامية الانف والفم ليمسكها من شعرها صارخا بها أن تخبره بما حدث مقسما أن يقتلها في التو إن اخفت شيئا او كذبت ..
انتبه من ذكرياته على كوب الماء وفنجان القهوة الذي يضعه صبي المقهى أمامه سائلا برتابة :
"واحد قهوة سادة ومعها احلى كوب ماء مثلج ..أتريد شيئا أخر يا أستاذ؟"
هز رأسه نافيا دون رد فتركه الشاب مبتعدا.. ليشاهد لحظتها سيد الواقف على باب المقهى ينظر له بارتباك جعله يزداد توجسا فعقد حاجبيه وبادله النظر بحدة بينما يراه يقترب منه بتردد ويجلس امامه قائلا بخفوت :
"السلام عليكم استاذ مسعد ..كل عام وأنت بخير "
ازداد شعور سيد بالقلق عندما لم يجبه مسعد بل ظل ينظر له كما لو كان يحاول اختراق عقله ..فازدرد لعابه بصعوبة ونظر للوجه المتجهم أمامه يشاهد ملامحه المغلقة ونظراته التي اثارت قلقه أكثر و يتساءل إن كان قد علم بما حدث ...ليجيبه عقله ساخرا ..بالتأكيد قد علم فملامحه ونظراته تشي بذلك ..
لكن السؤال هو ..ماذا عرف تحديدا؟! ...ما الذي قالته رؤى؟ ...ولماذا أخبرت أباها ؟...فهو لم يظنها ستخبر أحدا خاصة عندما طلبت منه أن يوصلها لبيت شقيقتها وليس بيتهم مملية له العنوان وسط نشيجها المكتوم ...
أطرق بضيق وحيرة لا يعرف كيف سيجيب على اسئلة الرجل ...ولعن رؤى بداخله على الموقف الذي وضعت نفسها ووضعته فيه.
"سيد"
رفع عينه ناظرا لمسعد ما أن سمع صوته يناديه بخشونة جعلته يزداد وجلا وتوجسا قبل أن يأتيه السؤال الذى توقعه وخشي منه بصوت حاسم رغم خفوته:
" ستخبرني الآن وبالتفصيل كل ما حدث لابنتي اليوم وكيف تواجدت أنت بالصورة.."
أدار سيد وجهه للحظات محاولا استجماع شتات نفسه عالما أن التهرب وادعاء الجهل مناورة لا فائدة منها فعاد بنظراته للجالس أمامه كنمر جريح ...وكم يشعر به وبما يعانيه ...فهو يشعر مثله تماما ليقرر أن يخبره بكل ما حدث دون مراوغة ..
.............


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:03 PM   #873

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة ياسمين
زفرت بضيق وهي تعيد الاتصال للمرة التي لم تعد تعرف عددها لتأتيها نفس الرسالة بأن الهاتف قد يكون مغلقا او خارج النطاق فألقت هاتفها بغضب بجوارها على الفراش وهي تذم شفتيها بطفولة حانقة محدثة نفسها :
"اين اختفت تلك الحمقاء كنت أظنها لن تكف عن الاتصال لتعرف ما حدث لا أن تختفي هكذا وتغلق هاتفها .."
فكرت للحظات أن تتصل على هاتف منزلها لكن رنين هاتفها جعلها تختطفه بسرعة لتنظر لأسم المتصل بلهفة وهي تظنها رؤى.. لكنها شعرت بارتباك ووجل وهي ترى اسم هادر يضيئ أمامها فظلت للحظات تنظر للهاتف بعبوس وتردد قبل أن تضغط على العلامة الخضراء قبل انتهاء الرنة الاخيرة وتضع الهاتف على اذنها بدون صوت ليأتيها صوته الرخيم بتساؤل:
" الو ..ياسمين"
صمتت للحظة رغم تعالي أنفاسها قبل أن تجيبه بخفوت:
"نعم هادر "
رد بابتسامة صدحت بصوته:
" أنعم الله عليك بالسعادة يا حبيبتي "
صمتت دون رد ورفعت كفها مزيحة خصلاتها خلف اذنها وأطرقت بوجهها بخجل كما لو كان يراها وهي تسمع صوته هامسا:
"هل احمر وجهك واطرقتي برأسك "
شهقت بتعجب ورفعت رأسها وهي تنزل الهاتف من على أذنها تنظر له بتعجب لتتأكد أنها مكالمة صوتية وليست مرئية قبل أن تعيده وتساءل بارتباك:
"كيف عرفت؟"
لتتعالى ضحكاته وهو يقول :
"ألا تعرفين اني استطيع رؤيتك بعيني قلبي ...قلب المحب حبيبتي مرآة تعكس حبيبه مهما ابتعد ...يشعر به ...يحفظ تصرفاته طباعه ..وأنا أحفظك ككف يدي ...( تنهد مضيفا بإقرار مس قلبها ) ياسمين أنا احببتك منذ رأيتك قبل عام ..اشهر طويلة وأنا لا ارى غيرك ...اتتبع خطاك كل صباح في ذهابك وايابك ...اكره ايام الاجازات التي تحرمني رؤياك واعوضها بأحلامي حيث تكونين معي وبين ذراعي كما اريد واشتهي "
ازداد احمراها وارتجافها فقالت باعتراض حيي :
"هادر "
رد بوله:
"يا روح هادر"
ابتسمت بخجل وردت بدلال لم تعرف انها تمتلكه:
"توقف ..أنت تخجلني "
لتتعالى ضحكاته السعيدة ويقول بمرح:
"آه يا جميلة العينين لو تعرفين"
ردت بفضول عندما صمت ولم يكمل:
"أعرف ماذا؟"
همس بمداعبة وقحة:
"كيف أنوي أن اخجلك حقا قولا وفعلا ما أن تكونين حلالي "
شهقت وهتفت بتحذير :
"هادر ...توقف ..سأغلق الهاتف لو لم تكف عن الوقاحة "
ضحك ثانية قبل ان يجلي صوته ويقول ببعض الجدية:
"حسنا حبيبتي ...سأتوقف مؤقتا ...واتركك لتنامي قليلا حتى موعد السحور ...فقط اردت اخبارك بأمر حتى لا تحزني او تسيئي فهم السبب "
قطبت بحيرة وسألت بتوجس :
"اي أمر هذا ولما سأسيئ فهمه "
ليجيب بجدية:
"دعوة الافطار غدا التي اصرت عليها والدتك واخبرتها أمي أنها وابي لن تستطيعا الحضور لكني سأحضرها ..حسنا ..أنا لن استطيع الحضور "
قطبت بضيق وسألته :
"لماذا ..؟!"
رد موضحا:
"أنتِ رأيت ابي ...صحته لا تتحمل الخروج يومين متتاليين خاصة أنه يصر على الصيام رغم حالته ... لذا اعتذرت امي عن الدعوة لأنها لن تستطيع تركه وحيدا ..لكنها أصرت أن احضرها أنا ..وغدا أول ايام الشهر الكريم ...وصعب علي ان ادعهما يفطران وحدهما ...حتى لو اصرا هم ...لم يعد لديهما سواي .. لذا "
قاطعته بتفهم وشعورها بالإعجاب نحوه يتزايد:
"فهمت ...بالطبع أنت محق ...لا يجب أن تتركهما وحدهما ..وخاصة بأول يوم برمضان ...لا بأس سأخبر أمي"
تنهد براحة وهو يخبرها:
"لقد اتصلت بوالدك واخبرته باعتذاري بالفعل ..لكني اردتك أنت أن تعرفي اسبابي وتتفهميها ...ياسمين ..والداي هما أغلى ما لدي ...قد اضطر أحيانا أن أظلمك قليلا في وقتك ومتطلباتك لأجلهما ..لا اريدك أن تظني أن هذا اقلالا او تجاهلا مني لكِ.. فقط اريدك أن تتفهمي أنهما بحاجتي أكثر.. رغم أنهما لا يعترفان بذلك.. ( ليتنهد بحزن وهو يبوح لها ) أتعرفين ياسمين كثيرا ما اشعر بالذنب ناحيتهما بسبب طبيعة عملي الخطرة و لأنه يأخذني منهما بأوقات كثيرة لكني اعشق عملي بشدة ولا استطيع تخيل نفسي بأي مهنة اخرى ..والآن بعد ارتباطنا الذى كان حلما وتحقق ودعوة استجاب لها ربي ..أخشى أن يشعرا بابتعادي أكثر... لذا اريد أن اشعرهما بتواجدي حولهما قدر المستطاع ..واريد فهمك ودعمك ..وفي نفس الوقت ..إن شعرت بأي لحظة أنني قد ظلمتك أو جرت على حقك فنبهيني وسأحاول الموازنة بقدر ما استطيع "
ابتسمت برضا والقت بجسدها لتستلقي على الفراش براحة وهي تقول :
"ليس هناك مشكلة هادر ...بالعكس ..أنا معجبة كثيرا باهتمامك بأسرتك ..وحقا لقد أحببتهم جدا "
صمت هادر للحظة قبل أن يقول ببعض التردد :
" هل احببتهم بما يكفي لتقبلي الزواج معهم بنفس الشقة "
صمتت للحظات دون رد فتنهد قائلا ببعض الضيق:
"أعرف أنك ككل فتاة ترغبين بحياة مستقلة ..وهذا حقك طبعا ...ولو لم تستطيعي تقبل فكرة الحياة المشتركة سأحاول البحث عن شقة ولو ايجار جديد تكون قريبة منهم قدر المستطاع ...رغم أن هذا سيكون صعبا بعض الشيء وسأضطر لتقسيم وقتي بينكما ...والذي سيشكل ضغط على خاصة مع ظروف عملي ...لكن لو هذا ما تفضلينه وسيشعرك بالراحة فأنا سوف آ.."
قاطعته قائلة :
"هادر ...أنا لا استطيع اعطاء قرار الآن ...لنؤجل الحديث بهذا الموضوع لوقت آخر ...حتى أفكر جيدا وبعدها اخبرك بقراري "
جاءها صوته متفهما:
"حسنا حبيبتي ...لديك كل الحق ...وكل ما تريدين من وقت لتفكري ..وانا سأنفذ لك ما تريديه ...فقط أمر أخير قبل أن اتركك لتستريحي ...أنا سأتحدث مع والدك برغبتي بأن نتزوج بسرعة خلال اشهر الصيف القادم"
شهقت بذهول وهي تعتدل جالسة وتقول باعتراض:
"ماذا ..بالطبع لا ...المفروض أننا سنُخطب حتى أنهي دراستي "
رد عليها ساخرا:
"اتظنين اني قادر على الانتظار لما يزيد عن عامين ...حبيبتي أنا حاليا احاول لجم نفسي بصعوبة وترويض وحوشي الثائرة لتتحمل الانتظار هاذين الشهرين حتى نهاية اختباراتك ...فمنذ اللحظة التي البستك بها حلقة الخطبة انفلت جراب الصبر عندي واصبحت مشاعري ناحيتك خارج اطار السيطرة ...لقد شعرت لحظتها أنك صرت ملكي ..وصدقيني تلك الفكرة مع مشاعري المحتدمة نحوك ستشكل خلطة قابلة للانفجار مع أي لقاء ...فالأفضل والاسلم لنا أن نتزوج بسرعة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.. فأنا لن آمن نفسي عليك ان انفردت بك ونظرتي لي تلك العينان الاسرتان ..غالبا سينفلت لجامي دون قدرة على ردع نفسي... وهذا ما لا ارضاه لي ولك أيرضيك أن ادخل النار بسببك "
قطبت للحظات دون فهم حتى استوعبت معنى ما يقول فتهتف بخجل وانفعال :
"ايها ...انت ...آه من وقاحتك ..ولا.. لن اتزوجك قبل انتهاء العامين ..ولن انفرد بك ابدا ابدا "
لتغلق الهاتف في وجهه على صوت قهقهاته لتظل بعدها سارحة تضم هاتفها إلى صدرها وهي تفكر في حديثه حتى غلبها النوم ونسيت من كانت تحاول مهاتفتها دون رد ..
**********


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:07 PM   #874

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

المقهى
صمت سيد والعامل يضع أمامه كوب الشاي ..وما أن ابتعد حتى مال مسعد على الطاولة مرتكنا بكوعيه عليها ومشبكا كفيه معا وهو ينظر لعينيه قائلا بتهكم:
"اذا فأنت تخبرني أنك كنت تذهب لتقف أمام الجامعة لرؤية رؤى من بعيد لأنك تكن لها مشاعر عاطفية ...وأنك لم تحاول الاقتراب او محادثتها احتراما لوعدك لي ..اذا كانت تلك الحقيقة فلمَ لم تأتي لي وتطلب يدها مني ؟! "
ازدرد سيد لعابه وأطرق ناظرا لكوب الشاي يحركه بكفه غير عابئ بسخونته وهو يقول بحزن:
"آتي اليك واخبرك بماذا ؟ّ! ..أأقول لك عماه أنا احب ابنتك وارغب بالزواج منها ..لكني لا أملك مالا ولا وظيفة ولا شقة ولا مستقبل مضمون ..وأحمل على كاهلي عبئ اسرة انا المسئول عنها ولا يوجد في مستقبلي بارقة أمل تجعلني اعطيك ضمانة او موعدا ما ( ورفع عينين ممتلئتين وجعا وقهرا وهو يضيف) صدقني عماه فكرت كثيرا وتمنيت أن آتي اليك لطلبها ...لكني وضعت نفسي مكانك.. فلو جاءني من يطلب الزواج بأختي وهو بمثل ظروفي ... لم أكن لأقبل به ....فوفرت على نفسي ذل الاهانة والرفض...ولكني لم استطع أن ابتعد ...قلبي غلبني رغم كل محاولاتي ..لم يطاوعني لأبتعد تماما ..وخاصة عندما قمت ...خاصة ..."
صمت للحظة وهو ينتبه لما كاد يقوله فلسانه المنفلت كاد يذل ويخبره بشجاره معها بسبب سوء ظنه بها...فنعت نفسه بالغباء ليس فقط لصعوبة أن يخبره بالمشاجرة وسببها ولكن أيضا لأنه سبق وأخبره بأنه نفذ وعده ولم يحتك بها أبدا ..فضغط بكفه على الكوب امامه حتى كاد يحطمه ..ليخرجه من شجاره من نفسه صوت مسعد المتوجس سائلا:
"خاصة عندما قمت بماذا ..أفصح!! "
هرب بعينيه يمينا ويسارا يفكر بما يمكن ان يقوله ليداري ما كاد يزل به لسانه فقرر أن يخبره بنصف الحقيقة:
"خاصة عندما قمت مؤخرا بعمل مشروع جيد مع اصدقائي وبدأت ظروفي تتحسن ....ففكرت أنه ربما يكون هناك فرصة لي معها ...لذا كنت اذهب لأراها من بعيد على أمل ان استجمع شجاعتي لأقترب منها وأسألها إن كانت يمكن ان توافق على لو تقدمت لها وتقبل أن تصبر عليّ بضع سنوات حتى اتمكن من الوقوف على قدمي واوفر متطلبات الزواج"
نظر له مسعد بتمعن وملامح جامدة وارتكن بظهره على كرسيه مربعا يديه وهو يقول ساخرا:
"وهل هذا من الأصول يا ابن الأصول... هل عندما ترغب بالارتباط بابنتي تذهب لتتحدث معها هي أولا .. أم تدخل البيت من بابه وتأتي لتحدثني أنا قبلها"
ظل سيد مطرقا بخزي دون أن يرد ليرفع رأسه مع سؤال مسعد :
"وهل سألتها ؟!"
ليهز سيد رأسه نافيا:
"اخبرتك أني لم اجد فرصة ذهبت لمرتين ..مرة بالأسبوع الماضي ووقفت بعيدا وحينها سمعتها تتحدث مع بعض زملائها عن رحلة او حفلة ما كانوا يرغبون أن ترافقهم إليها.. وعدت اليوم صباحا لأراها مبكرا على أمل ان استطيع محادثتها فرأيتها وهي تخرج مع زميلة لها وتركب سيارة يقودها شاب ما فشعرت بالقلق ولحقت بهم"
نظر له مسعد بحدة وأخذ يتفرس بملامحه وهو يستجوبه :
" والمفروض أن اقبل واصدق أنك شعرت بالقلق لدرجة جعلتك تقود خلفهم حتى العين السخنة وتتبعهم وتنقذ ابنتي من يد هذا الشاب وهو يحاول ان ينتهكها "
ليكمل بداخله بخزي وغضب وقهر تنقذها من براثن من ذهبت معه باختيارها ومليء ارادتها كأي فتاة منحلة لا أهل لها "
وكأنما ادرك سيد ما يجول بعقله فرفع عينيه قائلا بحمية رغم قلبه الملتوي وجعا :
"لا عماه ....لا تقل هذا ... لم يلحق أن يفعل لها شيء ......رؤى صحيح اخطأت عندما رافقتهم للحفل بدون علمك ..لكني واثق أنه تم الايقاع بها من قبل زميلتها تلك ... وخاصة أنه كان هناك حفل بالمنتجع بالفعل ...لقد رأيت الاعلان بنفسي على الباب ... صحيح لا اعرف كيف استطاعوا استدراجها للمنزل لكني واثق انها لم تكن تعرف ما يريده او ينتويه هذ الحقير... (ليزدرد لعابه بصعوبة ويضيف بإقناع لنفسه قبل أن يكون لمن أمامه ) لقد كانت تقاومه كلبؤة شرسة عندما اقتحمت المكان ...لم يلمسها عماه صدقني ...لقد اخرجتها من هناك قبل ان يضع يديه عليها .."
أغمض سيد عينيه داعيا الله أن يكون ما يخبر به الرجل المقهور أمامه حقيقة ...فهو حقا غير واثق ... يعلم ان هذ الوغد لم يغتصبها ..لكنه لا يعلم إلى أي حد استطاع الوصول معها ولأي مدى لمسها قبل وصوله...لكنه لن يوجع ابيها بهذه الأفكار التي تنحر قلبه ..يكفي وجعه هو وخيالاته التي تصور له الأسوأ .. ليضيف محاولا اقناع من أمامه:
" عماه أنت تنظر لي بشك وعدم تصديق لكن اقسم لك بالله العظيم واعطني مصحفا لأحلف لك عليه أنني تتبعت رؤى من الجامعة لأني شعرت بالخوف عليها دون أن ادري السبب وقتها لكن هناك شيء بداخلي دفعني للحاق بها ..ربما كانت الغيرة... وخاصة عندما رأيتها تركب مع هذا الشاب رغم انها لم تكن وحدها معه ..وأقسم لك ثانية انني ما ان استطعت الدخول خلفهم للمنتجع ولمحت تلك الحقيرة زميلتها تسير وحدها حتى اجبرتها على ان توصلني لمكان رؤى ..ولم يكن قد مر وقتها اكثر من بضع دقائق على دلوفهم قبل لحاقي بهم... وما أن اقتربت من المكان الذي اخبرتني به حتى سمعت صرختها مستغيثة فاقتحمت المكان بسرعة ورأيتها تقاومه وتضربه بعنف وكان واقفا بصالة الشقة "
أغمض عينيه للحظة يحاول اخفاء ألم الذكرى التي لا تغيب عن رأسه.. فلا داعي ليعرف اباها حالتها عندما دخل هناك ...يكفي ان يتذكر هو ما رآه عندما كسر الباب بدفعة من كتفه ليجدها ساقطة أرضا بلوزتها ممزقة و الحقير يجذبها من إحدى ساقيها لا يدري إن كان يحاول جرها أو خلع بنطالها ....وهي تصرخ وتتلوى محاولة تخليص نفسها دون جدوى ...مشهد لن يزول من رأسه طوال حياته ...
حاول الهرب من تلك الذكري المريرة وركز على عيني الناظر له بمزيج من الخوف والرجاء قائلا :
"صدقني عماه لم يلحق ان يمسها بسوء وهي لم تدعه يضع يده عليها كانت تقاومه بشراسة فتاة حرة ابية"
نكس مسعد رأسه قائلا بخزي وهو يفكر ساخرا فتاة حرة ابية ؟!! وهل الحرة الأبية تقبل الركوب مع شاب والذهاب لبيته ليترجم لسانه بعض ما يحرق جوفه وعقله دون انتباه قائلا:
"كيف قبلت الذهاب معهم دون علمي ..كيف ؟!"
ازدرد سيد لعابه بألم ...يكاد الغضب يفتك به ...يتمنى ان يذهب إليها ليمسك بها ويظل يضربها حتى يفرغ فيها بعضا من غضبه وغله ...وبعدها يسألها عن السبب ..يسألها لماذا ذهبت معه ؟ ..لماذا قبلت دخول البيت معه؟ ..لكنه حاول التماسك و ادعاء هدوء لا يملكه حقا وهو يقول مبررا لها رغم عدم اقتناعه:
" اخبرتك عماه ...لابد انهم خدعوها بطريقة ما"
شتت مسعد نظراته بعيدا وهو يقول :
" هذا ما تدعيه هي ..أخبرتني أنهم اقنعوها بمرافقتهم للحفل ..وأن الكثير من زملائهم سبقوهم إليه ..وأنها لم تكن ستذهب لولا أنها وجدت محاضرات اليوم الغيت وزميلتها تلك ضغطت عليها وشجعتها لتذهب معها وترى مطربها المفضل وأن الأمر لن يتجاوز بضع ساعات.. وفى السيارة أدعت تلك لفتاة أن العصير سقط على ثوبها فطلبت ان يمروا على شاليه يملكونه هناك لتغير ثيابها "
نظر لسيد كما لو كان يستجديه بنظراته أن يؤكد كلامها:
"أقسمت لي انها لم تكن لتدخل لولا أنها رغبت بدخول الحمام ..ولوجود زميلتها معها ...ولم تتخيل انهما سيتلاعبان بها ويكونا بتلك لحقارة ..اقسمت أنه لم يمسها ..وأنك حضرت قبل أن يضع يده عليها "
هز سيد رأسه مؤكدا لمسعد:
"وانا واثق أن هذا ما حدث عماه ...صدقني رؤى لن تخزيك قصدا ابدا ...هي فتاة جيدة ..أنا ..أنا راقبتها طويلا عندما كنت أعمل بمحطة المترو وكانت تمر من أمامي يوميا ذهابا وايابا ...قد تكون مندفعة بعض الشيء ..لكنها فتاة رائعة ..مستحيل أن تقبل بالخطأ عمدا ...(ليغمض عينيه مكررا الكلمة كمل لو كان يقنع نفسه بها) مستحيل... لن تفعلها رؤى ابدا هي اكثر غرورا وتكبرا واحتراما لنفسها من ان تهينها بهذا الشكل"
أطرق مسعد برأسه دون رد للحظات ساد فيها صمت مربك موجع لكليهما ..قبل أن يمد يده يخرج حافظته ويشير لصبي المقهى وهو يقول:
" لكن تهورها .. ورعونتها .. ودلالي لها جعلها تظن أنها قادرة على أن تفعل ما تشاء وتهرب من العقاب ...اندفاعها الذى كنت دوما اراه فيها دون أن اقومه كاد أن يضيعها ..رؤى كسرتني بني بما فعلته ...حتى لو كان الله لطف بها وبي ووضعك بطريقها ونجاها.. وهو ما أشكر الله واشكرك عليه ...لكن ما حدث سيظل نقطة سوداء تلطخ ثوبها وتكسر ظهري ...سأعيش دوما هامتي محنية لأن ابنتي كادت بلحظة تنتهك نتيجة تهاوني في تربيتها واهمالي لأخطائها ...."
حضر النادل فناوله حسابه وتحرك دافعا كرسيه للخلف ليقف بجسد منهك وأكتاف متهدلة ... كما لو زاد عمره سنوات خلال ساعات فقط ..وقال لسيد بصوت متحسر:
"لو كنت تقدمت لي قبل أن يحدث ما حدث واخبرتني بحبك لها ورغبتك بالارتباط بها ووجدت منها قبولا لك لكنت وافقت على ان تخطبها ولو بدبلة فقط ولسنوات حتى تكون قادرا على الزواج ..لأنني لم اتمنى لبناتي يوما إلا رجل بحق يصونهم ويقدرهم ...يحبهم ويحميهم ..لكنه القدر جعل باب النصيب يغلق بينكما"
نظر له سيد بذهول ..وتطلع لوجهه بعدم تصديق ....هل حقا سمعه يقول أنه كان سيوافق عليه لو تقدم لها سابقا.. كان سيوافق ويزوجها له رغم كل ظروفه ليمسك بمعصمه ويسأله راغبا بالتأكد :
"هل حقا كنت ستوافق على ان تقدمت لرؤى؟؟؟"
نظر له مسعد بجمود قائلا :
"سابقا نعم ..الآن ..لا "
ازدرد سيد لعابه وهز رأسه بعدم فهم ليسأله بتوجس:
"لماذا الآن لا؟؟؟ ...بالعكس سابقا ظروفي كانت اسوأ ..الآن أنا... "
قاطعه مسعد وهو يزيح كفه من على معصمه :
"الآن لم يعد ينفع فأنت رأيتها في أسوأ موقف يمكن لرجل رؤية فتاة يرغب بالارتباط بها فيه .. هذا الموقف لن تنساه يوما ..ولن تتقبله رجولتك بسهولة ...ولو غلبتك عواطفك ناحيتها الآن مدعيا تجاوز ما حدث .. الا أني متأكد أنك عند كل خلاف بينكما ..وما اكثرهم بين أى اثنين مرتبطين ...ستعايرها به ..او ربما اسوء ...فقد يدفعك ما حدث للشك فيها ...وهذا سيجرحها ويكسرها ...ويوما سيكون سببا لتحويل أي عاطفة بينكما لكره ونفور ...الرجل بني صعب أن ينسى ما يمس أمرأته خاصة لو شهدته عيناه.. والأصعب أن يسامح أو يتجاوز في أمر كهذا خاصة لو كانت هي تتحمل جزءا من الخطأ فيما حدث لها .. وأنا رغم كل شيء ..لن اعرض ابنتي لهذا الوجع ...لن اكسرها بك لترى دوما خطأها وذلتها بعينيك ..انساها بني ..فرؤى لم تعد تصلح لك ..ولا أنت تصلح له ..وشكرا على كل ما فعلته"
تركه وخرج بخطوات مهزومة ليلقى سيد بجسده على المقعد يتابعه بنظراته حتى اختفى من امامه ..ليدفن بعدها رأسه بين كفيه ويقول لنفسه بحرقة " آآآآآه ...آآآه يا رؤى آآآه ..لماذا ..لماذا الطريق إليك مسدود دوما بألف حائط "
شرد يفكر فيما قاله ابيها ...لا ينكر أن في كلامه بعضا من الحقيقة ..فهو غير قادر على نسيان ما حدث ...على محو ما رآه بعينه ..بل على عدم تخيل ما لم يره ... هناك نار تحرق جوفه ...تشعل أوردته ..وتساؤلات تمزقه ..ألمستها يداه ..هل استطاع تقبيل ثغرها ..هل لمس شيئا من مفاتنها.. ..وماذا لو تأخر بضع دقائق اخرى ..عشرات التساؤلات بين هل وماذا لو ..تجعله يشعر بالغضب والجنون ...يتمنى أن يعود الى هذا الحقير ليقضي عليه تماما...لا يكفيه أنه اشبعه ضربا و كسر له يده وعدة اضلاع... كل ما فعله به لم يطفئ ناره ...هو واثق انه لو لا تدخل تلك الفتاة ومحاولتها سحبه من فوقه عنوة وهو يخنقه ويكاد يقضي عليه ا لكان قتله .. لم يوقفه عن ازهاق روحه إلا عندما ضربته بشيء ما لم يتبينه على رأسه ...ضربة قوية تركت اثرا متورما بمنتصف رأسه لكنها افاقته قبل أن يقضى على هذا النجس ويضيع نفسه لأجل حقير مثله ... ضربتها وصراخها الذى اخترق غمامة جنونه وهي تهدده بأنها ستبلغ الأمن جعلته ينتبه لحظتها لتلك المكومة على بعد خطوات تبكي وتحتضن نفسها ارضا بانهيار.. فينتفض ملقيا بالحقير من بين يديه ويتجه اليها يرفعها بين كفيه ناظرا لملامحها الشاحبة شاملا جسدها بنظرات مشتعلة عند رأى حمالة صدرها ظاهرة من خلف قماش بلوزتها الممزقة وهي تحاول جمعها ومدارة جسدها بيدها دون جدوى ... ليبعدها للحظة كادت تسقط فيها ارضا ..فيعود بسرعة لإسنادها بكفه وهو يخلع قميصه بالأخر ويلبسها اياه دون أن يهتم بكيف سيخرج وهو يرتدي فانلة داخلية ..كل ما يهمه أن يسترها ويخرجها من هناك ...سحبها من زندها وتحرك خارجا فيمر بجانب هذا الملقى ارضا يصرخ بألم من شدة وجعه... تجاوره تلك الاخرى وتحاول مساعدته .. ليضربه بحذائه على خاصرته ضربة اخيرة قبل خروجه يفرغ بها بعض غضبه ..ويطفئ القليل من اشتعاله بسماع صرخاته تعلو أكثر ...ليسرع بعدها للخارج قبل قدوم أحد .. يجر رؤى معه دون أن يعير النظرات التي القاها عليهم أمن البوابة اهتمام ..يكفيه أنهم لم يوقفوهم ليسألوهم شيئا ..فيبدو انهم معتادون على جنون ابناء الطبقة التي تقطن المكان ..وتركيزهم يكون على الداخل وليس الخارج ..
ظل يسندها فهي تكن قادرة على السير وحدها حتى وصل لمكان سيارته ففتح باباها واجلسها ..وظل بعدها لحظات يقف بجوار الباب ينظر للسماء بقهر ويزفر انفاسه بوجع وهو يسمع صوت نحيبها المكتوم .. حتى عندما دخل السيارة وقادها على مدى ساعتين لم ينظر ناحيتها ولا لمرة واحدة ...ولم يحاول الحديث معها.. بل لم ينبس ببنت شفة واحد طوال الطريق .....
لم يسألها شيئا رغم عشرات الاسئلة التي تموج برأسه...لقد خاف ..نعم خاف عليها من نفسه أن يؤذيها ..أن يفقد اعصابه بلحظة انفعال لو تحدثت فينقض عليها فاتكا بها ...ظل يتلوى بقهره وغضبه وتساؤلاته دون ان ينطق حرفا ...يشتعل وينطفئ مع كل شهقة ..ونحيب.. ودمعة منها فيرغب أن يربت على رأسها مواسيا لحظة... ليتذكر ما حدث فيلجم نفسه قسرا ان يشد شعرها لتنتحب اكثر ...يمنع كفه من أن يضرب رأسها بحائط السيارة وهو يصرخ فيها لماذا؟ ...لماذا فعلت به وبنفسها هذا؟! ...لماذا قبلت وركبت السيارة مع شاب مثله ؟ ...لماذا دخلت معه لشقته ؟.. لماذا؟ ..
لكنه لم يسأل وهي لم تنطق إلا بجملة واحدة عند وصولهم العاصمة ( أن ينزلها عند شقة أختها ) قالتها بصوت انهكه البكاء فخرج متقطعا وهي تخبره بالعنوان دون ان تنظر له كما كانا يفعلان طوال الطريق و عندما نزلت من السيارة لم تلتفت ناحيته .....بل خرجت مهرولة تتكفى حتى دخلت العمارة واختفت عن ناظريه ..ليحرك لسيارة بعدها بسرعة وينطلق بها بتهور كاد يتسبب له بعدة حوادث ..ليقضى بعدها باقي يومه كانسان آلى ينفذ المهام المفروضة عليه دون وعي او تركيز.
ظلت ذكرى ما حدث تتلاعب بعقله وعيناه معلقتان بكوب الشاي البارد أمامه دون أن يبصره ..حتى افاق على صوت صبي المقهى وهو يرفع الكوب من أمامه سائلا ان كان يريد وأحدا اخر فنظر له بجمود للحظات جعلت الاخير يتراجع نصف خطوة بتوجس من ملامحه الاجرامية.. ليكملها خطوة وسيد يقف فجأة مزيحا كرسيه بعنف ارعب لواقف أمامه قبل أن يزفر انفاسه براحه وهو يراه يخرج باندفاع من باب المقهى
ظل سيد يسير دون هدف لأكثر من ساعة يدور في دوائر حول المنطقة وينظر حوله بتيه...لا يدري عما يبحث تحديدا ..لكنه يشعر أن هناك شيئا ضاع منه ...شيئا هاما لن يستطيع تعويضه او العيش بدونه ..
************


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:09 PM   #875

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

السطح بعد منتصف الليل
استند آسر على السور ينظر للحارة وما يحدث فيها ...يحاول الهاء نفسه عن افكاره التي قد تودي به إلى ما لا يحمد عقباه ...فهو منذ أن راقب تلك السيارة الصغيرة التي توقفت قبل بوابة المنزل بقليل وشاهد أمها تهبط منها حاملة بعض الحقائب وتدخل من البوابة لتظل بعدها عيناه مترقبتان لنزولها هي...يحاول أن يستشف وجودها بداخل السيارة لكن موقعه المرتفع ومكان وقوفها لم يتيحا له الفرصة فظل يراقب بقلب نابض كمراهق اهوج ينتظر حبيبته العائدة من سفر بعيد ..تعلقت عيناه طويلا بباب السيارة يتساءل عن سبب تأخر هبوطها.. حتى فُتح الباب من ناحية السائق فرأى سيد ينزل ويدور حول السيارة ليفتح بابها فيلمح ساقها المغطاة بتنورة سوداء تظهر اولا متبوعة بباقي جسدها المغطى ببلوزة متسعة بلون بني باهت لم تظهر تفاصيلها خاصة وسيد يضمها ويسندها لصدره ..وآه كم غبطه لحظتها وكم تمنى لو كان صدره هو من يضمها ...
لم يتبين ملامحها خاصة وهي تطرق برأسها وتخفيه بصدر اخيها لكنه لمح ذلك الضماد الذى ظهر جزءا منه عندما اطارت نسمة هواء جانب وشاحها الملفوف بإهمال على غير عادتها ... ظل يراقبها حتى اختفت في مدخل البيت ..ليكمل جنون مراهقته ويتسلل ناحية السلم يجلس على درجه الأعلى ويميل برأسه وعينيه من فتحات سور السلم يراقب صعودها محاذرا أن يلمحه أحد ...ليصله صوتها المجهد وهي تقول بخفوت :
"لا ادرى سبب هذا الدوار الشديد الذى ألم بي فجأة "
فيسمع سيد يجيبها بحنان :
" هذا لأنك كنت نائمة بالسيارة وأنا ايقظتك فجأة دون انتباه ..ما زلت ضعيفة والادوية التي تتناولينها تزيد شعورك بالوهن ...تحملي قليلا فقط لم يتبقى سوى دور واحد نصعده وبعدها سترتاحين بفراشك"
فيأتيه صوتها وهي تتوسل لأخيها بوهن:
"سيد تصرف مع أمي ...لن اتحمل زيارات الجيران واسئلتهم ...اريد البقاء وحدي ..احتاج البعد عن الجميع لفترة اخي ...فهلا أقنعتها أن تدعني وشأني بعض الوقت "
لم يسمع رد سيد حيث اختفى صوتهما بعد أن دخلا الشقة واغلقا الباب ...ليجد نفسه يهبط ليقف أمامه .. يبحث عن رائحتها التي حامت حول المكان ..يتلمس طيفها الذى مر من هنا ...يشعر كما المهوسين الذين يطاردون بقايا محبيهم ...ظل يستنشق هواء المكان بجوع حتى سمع صوت أقدام آتية من الاسفل فأفاق لما يفعله من جنون وسارع بالعودة للسطح قبل أن يراه و ينتبه لهذيانه أحد.. لقد حاول أن يتجاهل ما يشعر به ..ان يلهي نفسه عن تلك الرغبة المتعاظمة بداخله بأن يهبط اليها ويدخل عليها ممسكا كفها ناظرا بعينيها وهو يخبرها أنه لن يتركها ابدا ...وسيعوضها كل ما حدث لها ...ويطلب منها ان تغفر له على تباطئه السابق في اللحاق بها قبل ان تضيع من يديه فتتعذب وتعاني بعيدا عن امان ذراعيه ...
ضرب آسر بكفه على حافة السور ناهرا نفسه عن التهور طالبا منها الصبر ..ومحاولا التركيز في الأجواء المبهجة أمامه ..أجواء لم يرها من قبل ...لقد تحولت الحارة خلال اليومين السابقين لكرنفال من الاضواء والالوان ..حيث الزينات الورقية التي صنع أغلبها الاطفال بأيدهم وبعضا منها تم شرائها جاهزة ممتدة من كل شرفات المنازل تتوسطها فوانيس ضخمة بداخلها لمبات تضيئ المكان كما لو كان بمنتصف النهار ...بل إن الحارة التي غالبا ما تهجع بعد منتصف الليل وتصبح صامتة ألا من اصوات بسيطة من هنا وهناك ينقلها الصدى لشجار او صوت تلفاز مرتفع...كانت تبدو كما لو كانت ودعت النوم والهدوء
فالليلة التي هي أول سحور لرمضان وكما اخبره عوض الكل سيظل مستيقظا ليحتفل .. أخذ ينظر للنساء وهن يتبادلن التهاني والضحكات من الشرفات وكلا منهن تحكي عن ما تنوي صنعه غدا على مائدة الافطار ...لينقل نظراته للرجال بالشارع وهم يسلمون على بعضهم ويحملون العديد من الاكياس والحاجيات .. بينما الأطفال يلعبون بفوانيس صغيرة بأشكال مختلفة ويغنون برتم متكرر حفظه من كثرة سماعه ( حالو يا حالو ..رمضان كريم يا حالو ...فك الكيس وادينا بقشيش لنروح مانجيش يا حالو) وعندما سأل عوض اخبره أنها اغنية من التراس الشعبي يتوارثونها جيلا بعد جيل ..
لحظات ولمح سيد يدخل الحارة فنظر اليه متمليا...ليشعر بالقلق خاصة وهو يراه يسير بشرود وحزن دون انتباه لمن يمر به او يناديه ...
ليتساءل بقلق عن سبب سيره هكذا كالمغيب ..هل حدث شيء لسما ؟
لم يستطع تحمل افكاره القلقة فقرر أن يخاطر ويحاول التقصي فأسرع ناحية السلم قائلا لعوض الذي يغني بابتهاج وهو يجهز طعام السحور :
" عوض سأنزل لدقائق لأشتري شيئا ما وأعود بسرعة "
ليهبط مسرعا متجاهلا نداء عوض المتعجب عما يريد شرائه وخاصة أن الطعام جاهز تقريبا ولا يحتاجون شيئا.
لحظات وكان يرتطم متعمدا بسيد أمام بوابة البيت الخارجية فأجفل سيد عندما اصطدامه بآسر دون انتباه ورفع رأسه وهو يخرج أحد كفيه من جيبه مسلما عليه باعتذار:
"عفو آسر لم أكن منتبها اعذرني "
ابتسم آسر قائلا بمراوغة :
"لا عليك يا رجل يبدو أنك كنت شاردا ..ومالك هكذا تحمل دورق الجدة على رأسك "
وقف سيد الذي كاد يدلف من البوابة مسمرا والتفت ناظرا لآسر بحاجب مرفوع وهو يسأله :
"أحمل ماذا !!!.."
قال آسر وهو يشيح بكفه موضحا:
"هذا مثل شعبي يقوله لي عوض كلما رآني شاردا او متضايقا "
اتسعت عيني سيد ورد ساخرا:
"والله واصبحت تردد الأمثال الشعبية ايضا يا آسر باشا ..عوض بهت عليك بقوة "
قطب آسر سائلا :
" كيف بهت على .."
أشاح سيد بكفه وهو يستدير راغبا بالدخول بينما يقول:
"لا عليك لكن لا تنطق أمثالا دون ان تعرفها جيدا اسمه ( تحمل طاجن جدتك فوق رأسك ) وليس دورقها "
ناداه آسر بسرعة قبل دخوله ...يحاول أن يجد طريقة يسأله بها دون أن يشعره بشيء فقال بثرثرة ليست من طبعه :
"أنت عائد من الخارج متأخرا جدا على غير عادتك ...وتبدو متضايقا ...فهل هناك شيء حدث ..أعني هل الجميع لديك بخير ..اقصد هل هناك ما تحتاجه؟ "
رفع سيد حاجبه وتطلع بآسر بدهشة وهو يغمغم
" يبدو أن تأثير عوض لم يقف عند الأمثال بل حول الامريكي البارد لشخص فضولي سمج"
تنحنح آسر قائلا :
"هل تقول شيء سيد لم اسمع "
أشاح سيد بيده قائلا بدون اهتمام :
"لا شيء ..أنا بخير فقط بعض الاجهاد "
لحق به آسر وهو يصعد الدرج هاتفا بلهفة:
"لماذا لا تأتي لتتسحر معنا أنا وعوض ...عوض جهز السحور "
استدار سيد ناحية آسر ناظرا له بتعجب ثم هز رأسه شاكرا وهو يقول:
" شكرا لك ...لكن لن ينفع الليلة ...فهي اول ليلة برمضان ولابد ان أتجمع مع امي واخوتي ..( ليقطب ناظرا لآسر بدهشة ويسأله) ألم تكن خارجا ...لماذا تصعد ثانية !!"
ارتبك آسر ورد مبررا:
"ها آه ...كنت ارغب بشراء بعض التوست والزبادي للسحور ..لكن يبدو أن حديثي معك انساني ..سأهبط ثانية "
ليستدير هابطا بإحباط تاركا سيد يغمغم ساخرا:
"توست وزبادي ...لا يا عوض ...لم تسيطر تماما حتى الآن يا رجل ما زالت الجينات الغربية سائدة !!"
*********

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:12 PM   #876

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزيرة الاستوائية
تطلعت لملامحه المسترخية من خلال المرأة أمامها وابتسمت وهي تراه ينام محتلا الفراش بفوضوية... يفرد كلا ذراعيه وساقيه محتلا كامل المساحة ..لتبعد نظراتها النهمة عنه وتعود لتركز على مظهرها ...تتفحص ثوبها بألوانه الزاهية بين الابيض والازرق والوردي بتفصيلته الانيقة بكم منتفش من الأعلى حتى رسغها ليتجمع مذموما باستك عريض حتى بداية كف يدها والثوب نفسه مذموم بنفس الطريقة من تحت الصدر لينسدل بعده هفهافا متسعا حتى كعبها ..
رفعت كفها وجمعت شعرها الرطب بعقدة متهدلة من الخلف تاركة بعض خصلاته تحيط بوجهها فمنحته استدارة فوق استدارته الاصلية ...وأخذت تتملى بوجهها برضا ..فرغم أنها لا تضع اي زينة.. الا أنها تشعر أنها ازدادت جمالا ..لا تدري إن كانت الحقيقة أم هو فقط شعورها نتيجة نظرات عز لها والتي جعلتها ترى نفسها من خلال عينيه أجمل النساء...
أغمضت عينيها للحظات وهي تشكر الله بقلبها على عطيته ...فقد كانت تعيش اياما رتيبة مملة جعلتها تشعر انها تسير على هامش الحياة تنتظر النهاية بلا اهتمام ...ولم تتخيل يوما أن هناك سعادة يخبئها لها القدر وأنها ستعيش تلك الفرحة في عمرها هذا ...فرحة اعادتها مراهقة تلهو ..وتتدلل ..وتتلقى الحب والغزل بخجل شابة لا تعترف بالسنوات المكتوبة بالهوية ..
التفتت تسير الهوينا ناحية الفراش تتطلع في النائم فيه بعشق لتجلس جوار رأسه تمرر اصابعها عليه وهي تفكر كيف بثها عز حبا وعشقا وجنونا داوى به جُرح السنوات الماضية في ايام قليلة ..كيف أشبعها بكل ما تمنته ولم تحلم او تتخيل يوما أن تحصل عليه...
رائع هو في عطائه ...فى عشقه ...فى وصاله ..
فعز رغم تلهفه كان صبور معها .. يعلمها ابجديات العشق بصبر الخبير ويمنحها الرضا بلهفة المحب...
مالت مقبلة جبينه ومررت اصبعها على حاجبه الانيق وهي تفكر.. كم حبيبها معطاء وكيف يهتم بها حتى بعلاقتهم الخاصة ...يتأكد من ارضائها قبل نفسه ...
عادت لتقبل جبينه ثانية لتجده يتململ وينقلب لينام على بطنه ويدفن رأسه بالوسادة ..فضربت كتفه برقة وهي تناديه:
"عز ...عز هيا استيقظ يا كسول كفاك نوما ...لقد انتصف النهار ...هيا لنخرج قليلا لنشاهد الجزيرة كما وعدتني "
اخذ يغمغم بكلمات كتمتها الوسادة التي دفن رأسه تحتها...لتشدها سامية بتصميم وتقذف بها ارضا بينما تجذبه ليعتدل على ظهره قائلة بأمر متدلل:
"هيا يا رجل ...قم ...يكفى نوما وكسلا ..لقد وعدتني أننا سنخرج ..نحن هنا منذ ثلاثة ايام لم نغادر عتبة هذا الشاليه بل تكاد تحبسني بهذا الفراش ..ولم أرى حتى الآن شبرا من الجزيرة ..تحرك فور وخد حمامك وأستعد فلا حجة لك اليوم "
صرخت فجأة عندما جذبها دون مقدمات ليسقطها فوق جسده ويقوم بعض خدها كعادته ..فجذبت جسدها بصعوبة من بين يديه وضربته على صدره بدلال عاتب قائلة :
"كفاك عز ..حرام عليك ..خدودي التهبت من كثرة عضك لهم ..لا أفهم سبب فعلك هذا ليل نهار "
ضحك بقوة وهو يعتدل بنصف استلقاء و يستند لظهر الفراش قائلا:
"آه من وجنتيك هاتين ...لو تعرفين كم جننوني ..دوما اراهما كتفاحتين شهيتين ناضجتين ...لم ارى باستدارتهما وجمالهما يوم "
نظرت له بغنج وراوغته وهي تبتعد لتقف قريبا من السرير وتدير رأسها ناحية المرآة تتطلع لوجنتيها وهي تقول ببعض التعجب:
"أتعرف ..دوما كنت اشعر بالضيق من امتلاء وجهي واستدارته الزائدة ..لأنه يجعلني غير قادرة على القيام بأى تغيير بلفة الحجاب ...ولأن اي محاولة لاستخدام لفة غير ما اعتدتها والتى ارفع بها مقدمة حجابي لأعلى قليلا تجعلني بشعة وتجعل شكل وجهي منتفخا "
شهقت بقوة وهي تراه يقفز من فوق الفراش كشاب عشريني وينقض عليها محتضنا اياها من الخلف ومائلا بها للأمام قليلا وهو يحاول اعادة قضم خدها بينما تراوغه ضاحكة وهي تسمعه يوبخها :
"حمقاء ..أنت حمقاء يا جميلتي ...النساء في كل بقاع الارض يدفعون الألوف لأطباء التجميل حتى يحصلوا على استدارة وجهك وانتفاخ خديك ...( أخذ يرسمها بعينيه وهو يضيف )أنت كل ما فيك رائع .. تلك البشرة البرونزية بلونها الطبيعي الدافئ هذه الملامح الجميلة ( ادارها ناحيته وأخذت عيناه تمران على ملامح وجهها كما لو كان يرسمها بعينيه ويوشمها داخل قلبه وهو يقول بعشق ) أنت رائعة يا سامية كل ما فيك رائع ..آه لو تعرفين كيف أراك "
نظرت له بشوق وردة ذبلت من طول الجفاف لتأتي كلماته كقطرات ندي الفجر ترويها وتمنحها الحياة فسألته بلهفة طفلة تتشوق لفخر واعجاب ابيها:
" كيف تراني يا عز؟!"
تطلع لها يفصلها بعينيه واصابعه تمر على ما يصفه:
" ارى جبينك الوضاء بتلك الخطوط البسيطة التي بدأت تخط عليه علاماتها كما لو كانت اعلان فخر يخبر الجميع أن تلك امرأة لم تنحني لها هامة رغم كل ما واجهته من ظلم ..امرأة هي سند وفخر لمن ينتمى لها او تنتمي له ...ارى عينين كالليل البهيم ..رغم صغرهما لكنهما عميقتين ما أن انظر داخلهما حتى اغوص واختفى بنهرهما اللجي الاسود.. لأعود للظهور على بؤبؤيها اللامعين كمن اغتسل ليلا ببركة عذبة تحت ضوء القمر ...ارى شفتين رفيعتين لم تنتفخا بغيبة او نميمة ..لم تلوثهما كلمات الشر.. أو تدنسهما حروف حاقدة فصارتا قمة في النضارة واللذة ..وطبعا والأهم لم ينتفخا بحقن جعلتهما يتدليان كفم آكلي لحوم البشر ..آه كم اعشقهما وأعشق طعمهما النقي .."
مال راغبا بتذوقهما لكنها انحنت فجأة وهربت من تحت يديه واستدارت اليه قائلة :
"عز هل جننت ..أنسيت اننا بأول يوم برمضان ..نحن صائمان ..اياك أن تتهور .."
قطب كطفل حرم من لعبته واقترب محاولا اعادة الإمساك بها وهي تهرب منه فقال بنزق:
"لم أكن لأفعل شيئا ...فقط كنت اريد قبلة بريئة .. "
تعالت ضحكتها مجلجلة ...ضحكة لم تزرها بهذا الصفاء قبل زواجها منه ..ضحكة ترجف قلبه وقالت متهكمة :
" قبلة بريئة وأنت لا تجتمعان يا عز ...أنت وقبلاتك لا تمتان للبراءة بصلة"
حاول الاقتراب منها ثانية فهربت منه محذرة بمرح:
"كفى شقاوة يا عز ..نحن صائمان "
عاد لمطاردتها وهو يقول بمحايلة:
"القبلة لا تفطر"
ردت بابتسامة وقد بدأت أنفاسها تتقطع من محاولاتها الافلات منه:
"معك أنت كل شيء سيفطر أنت غير مضمون ولا تستطيع لجم نفسك "
أمسك بها لاهثا يلف يديه حول خصرها ويضمها لجسده قائلا :
"اعتبرى أننا ما زلنا بمصر الفجر لم يؤذن هناك"
هزت رأسها باعتراض ضاحك وهي تردد الجملة الاذاعية المعتادة:
"وعلى السادة المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت "
سكنا للحظات وكل منهما يتطلع للآخر بحب.. لترفع سامية يدها تمررها على وجهه فيغمض عينيه باستكانة ويميل بخده على كفها وهي تقول بصوت حنون :
"هيا حبيبي ...إنها فرصة لنرى الجزيرة ونبتعد قليلا عن الاغراء حتى موعد الافطار ..(لتغمز له بعينها بشقاوة استجدت عليها بسببه مضيفة) واعدك بتعويض كبير بعد الافطار "
ضمها عز لجسده اكثر وهو يقول بلهفة:
"هل سترتدين لي ثوب السباحة الساخن ذي القطعتين والأربطة اخيرا "
هزت رأسها بفقدان حيلة من هذا الطفل الشقى العجوز وردت باستسلام وهي تنظر لعينيه المتوسلتين:
"حسنا "
لتصرخ ضاحكة مع حمله لها بين ذراعيه ودورانه بها وهو يهتف:
"اخيرا سأراه عليك واجرب ثبات اربطته وانا أعلمك السباحة في حوضنا الداخلي الذى لم نجربه حتى الآن "
أنزلها برقة قبل ان يتجه للحمام قائلا :
"سأستحم وارتدي ملابسي لنخرج بسرعة حتى استطيع المقاومة لوقت المغرب ..واعملي حسابك اني سأحلى قبل أن افطر "
قالها غامزا بشقاوة وخبث قبل أن يغلق الباب ..فتنهدت بسعادة وشكرت الله على نعمته وهي تخرج وشاحها لترتديه أمام المرآة ولسانها وقلبها لا يكفان عن الحمد والشكر والدعاء لله أن يحفظه لها ويديم عليها تلك السعادة
***********

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:15 PM   #877

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شركة الذهبية ظهرا
نظرت شاردة للفراغ أمامها ...تحاول أن تمنع عينيها من ذرف الدموع ...لا تريد لأحد أن يرى ضعفها أو يشعر بوجعها ...
خلعت نظارتها والقت بها على المكتب أمامها وضغطت بين عينيها بالإبهام والسبابة ...تشعر بالصداع يكاد يفتك برأسها ..ويمنعها الصيام عن مقاومته بأحد مسكناتها التي تملأ حقيبتها دوما حتى اصبح جدار معدتها يئن من كثرة تناولها لها ..رغم أنها أضحت بلا فائدة مؤخرا...فإما أن مادتها الفاعلة أضحت فاسدة أو انها كونت نحوها مناعة ما واصبحت محصنة ضد تأثيرها ...
القت برأسها على ظهر مقعدها وهي تفكر ساهمة في مدى وحدتها اليوم ..اول يوم في شهر رمضان ..والجميع إما داعي أو مدعو ..إلا هي ستقضيه وحيدة بشقة ابيها التي يحتلها اخيها واسرته ...لكنه لن يتواجد اليوم ..فهو مدعو عند انسبائه ...هذا إن افترضت أن وجوده كان سيشكل فارقا ...فهي منذ ما حدث تأكل وحيدة بغرفتها ...هذا إن تناولت الطعام بالمنزل أصلا فأكثر وجباتها تتناولها إما هنا باستراحة العمل أو بأحد المطاعم البسيطة قبل عودتها ..ورغم ذلك لا تسلم من لسان زوجة اخيها التي تُجن إن رأتها داخلة للمطبخ لتصنع لها كوب عصير او مشروبا ساخنا ..كأنها تصنعه من مخزونهم ..وليس من حاجياتها الخاصة التي كلما احضرت شيئا منها ووضعته بالبراد اختفى ...وعندما تسأل عنه تجيبها بوقاحة بعدم معرفتها ..أو تلوي فمها وتلقى كلمات سامة عن كونها تعيش عالة عليهم ...
سبت زوجة أخيها بداخلها وهي تفكر منذ متى كانت عالة على أحد؟ ..إنها تنفق على نفسها حتى عندما كانت متزوجة ...بل وعليهم ايضا سواء هاشم زوجها السابق الذى كان يستحل راتبها ويعتبره حقه بحجة انه من سمح لها بالعمل على حساب وقته وبيته ...والآن على اخيها شاكر الذى بعد أن قاطعها فترة بعد الفضيحة التي حدثت هنا بالشركة عاد ليتزلف لها عندما احتاج ان يستدين منها بعض المال ...
التوى فمها بسخرية وهي تقول لنفسها:
" يقترض بمبدأ الديون المعدومة فلا أمل بالرد ككل مرة ...( لتعوج فمها مقلدة إياه بتهكم وصوت مسموع ) ارجوك اختي ..معذور ...مزنوق ..لدي ظروف ..لدي التزامات ..فقط عدة أيام واردهم .. ( لتعيد فمها لوضعه وهي تكمل الحديث مع نفسها) وابدا لا يرد شيئا ..وفوق هذا تأتي العقربة زوجته تلقى بسموم لسانها على رأسي مدعية اني السبب بارتفاع فاتورة كهرباء المنزل بسبب سخان الماء الكهربي بحجرتي وشحن اللاب والهاتف التي اقوم بها مرة واحدة قبل النوم ..وتُلزمني بدفع الفاتورة كاملة ..."
نفخت بضيق مفكرة بأنها لا يوجد لديها مشكلة بأن تساهم بالمصروفات ...فقط لو كان هناك مقابل ...ليس مقابل مادي ...بل بعض الاحاسيس والمشاعر ... القليل فقط من الود ..لا ترغب سوى بالقليل...لكن لمن تشكي همها سوى لخالقها وهي لا تملك أحدا سواه ..خاصة بعد وفاة والديها ...فشاكر ليس الأخ الذى تعول على وجوده ...
غامت عيناها حزنا وهي تفكر بأنه ليس كل شقيق أخ ...فهناك من لا تربطك به صلة دم وتشعر بأنه كأخ لك .. أنك قادر على أن تطلب دعمه ...كالأستاذ مدحت مثلا...وهناك أمثال شقيقها شاكر أخ فقط في الهوية ..فبئس أخوة لا تحمل عطفا و لا رحمة ..ولا تمنح سندا ..ولا أمانا ...
اطرقت للحظات قبل أن تمد يده لتأخذ نظارتها تعيدها لعينيها وتخرج مصحفا من درج جانبي تفتحه وتبدأ بقراءة وردها
بينما بالحجرة المجاورة لها كان محمود يدور حول نفسه ...يقف تارة ..ويتحرك ناحية الباب تارة ...ليعود ثانية لمنتصف الحجرة يشد شعره مرة ..ويتخصر أخرى ... ويميل برأسه ارضا للحظة ...ويرفعها للسقف في التالية ...
إنه حائر ..خائف ..غير قادر على حسم أمره ..منذ ما حدث في حفل زفاف شقيقته سامية وتلك القنبلة التي اطلقتها رباب أمام جارتهم حسنات وهو يعيش دوامته الخاصة ..ليس وكأنه هو أو نسرين تحدثوا بالأمر ...بل لقد تجاهله كلاهما كأن لم يحدث ....فبمجرد ابتعاد رباب وزوال صدمة المفاجأة حتى كان كليهما يدير وجهه للآخر ...وتجاهلا تماما ما قيل ..او ليكون أكثر دقة ..تجاهلاه ظاهرا ..أما بداخله فقد تغيرت الأمور ..ليس لديه فقط ...بل هو يكاد يجزم أن نسرين ايضا تأثرت ...ارتباكها كلما رأته ...تهربها من التواجد معه .. والانفراد به بعكس السابق ....حتى عندما فوجئ بها اول أمس تناوله كيسا به مجموعة مشابك شعر بأشكال وألوان مختلفة مخبرة اياه انها هدية منها لأبنته روان ...كادت أن تقذفهم في وجهه وهربت من امامه بسرعة ...
أتراها تفكر بالأمر هي أيضا؟.. هل ترى أنهما يمكن أن يتزوجا ؟..ينشئا أسرة معا ..هو وهي وطفلاه ...
يخشى أن ترفض لو طلبها ..فربما ما زالت متأثرة بما حدث لها بزواجها السابق ..لن يلمها ..فهو نفسه خائف ومتأثر بماضيه ..ليس وكأنه يظن أن نسرين قد تتصرف كطليقته ...فشتان بين الثرى والثريا ...لكنه يخشي من نفسه هو ..من تأثير الماضي عليه أن يكون فاقدا للقدرة على العطاء بعدما مر به ..أن تكون قدرته على الدعم والمنح قد نضبت فلا يكون كما يجب على الزوج أن يكون...فقد اصبح منهك من كثرة ما ناله عبر سنوات عمره ..
اتجه إلى كرسيه يلقى نفسه عليه بإنهاك غير قادر على حسم أمره ...يموج عقله بشتى المخاوف ...فمن ناحية كلام شقيقاته يلقى صدى في نفسه ..هو بالفعل بحاجة لزوجة ..وابنائه بحاجة لأم...ولن يجد أفضل منها ..امرأة مثلها فرصة بالنسبة له سيندم لو اضاعها من يده ..كما أنه شعر أنها أحبت طفليه ..وهما ايضا ..حتى أن روان تعلقت بها بسرعة ولا تكف عن سؤاله عنها ...لكنه مرتعب أن يفقدها كزميلة ..بل لو كان يؤمن بالصداقة بين رجل وامرأة لقال انها أقرب ما يكون لمفهوم الصداقة ..فهو يستريح للحديث معها ويشعر أنه قادر على بثها مشاكله وهمومه وسيلقى لديها أذن صاغية ونصيحة مفيدة .. ..لكن ماذا لو رفضته ..سيدمر تلك العلاقة الودية بينهما ...
ليعود ليجادل نفسه ...وماذا لو وافقت ...بل كانت كما تظن رباب تنتظر خطوتك ناحيتها ...وقتها ترددك قد يضيعها من يدك ونسرين حقا فرصة لن تتكرر ...فما أجمل ان تكون زوجتك هي صديقتك التي تستريح إليها ...وتأمن لها و تشعر بها وتدا يسندك ...
نعم يشعر بأن نسرين قوية ..ستسنده إن ضعف ..وتداري عيوبه عن عيون الناس ..وتكون له سكنا ودفئا ...هو يريد هذ الدفيء ..يحتاجه ...لقد عاني البرودة طويلا ...وحيد هو رغم كثرة من حوله ..يحتاج من تضمه في هويد الليل...ليرمي حموله مع رأسه على صدرها يبثها هموم يومه فتمسحها بكفها ..فما الخطأ لو حاول ؟!..
قرر الوقوف والذهاب اليها.. فعاد نفس الوسواس ينخر بعقله يخبره بأنه قد يظلمها فنسرين ما زالت بمنتصف الثلاثين و حسنة الشكل ...بل يراها جذابة بطريقتها... ومن الممكن ان تأتيها فرصة افضل منه ..رجل غير مثقل بماضي سيئ.. ومسؤوليات تتمثل بطفلين وشقيقتين وإن تزوجتا سيظل دوما مسؤولا عنهما وعن كل ما يحدث لهما ..فلا أحد يضمن الزمن والظروف ...
اخرجه من حربه مع نفسه رنين هاتفه ليفتح الخط فيصله صوت رباب ..والذى جعله يحسم أمره بمجرد انهاء المكالمة ويذهب اليها.
بعد دقائق
طرقات على باب مكتبها جعلتها تصدق وتغلق مصحفها بينما تدعو الطارق للدخول لترتبك ما أن رأت وجه محمود يطل عليها بابتسامة مترددة وهو يقول :
"هل لديك بعض الوقت؟ ..اريد التحدث معك "
هزت رأسها دون صوت وهي تشتت نظراتها بعيدا عن هيئته وهي تراه يجلس أمامها صامتا يهرب بنظراته هو الآخر ...
لا تدرى لمَ اصبحت تشعر بأنه يزداد جاذبية ووسامة مؤخرا ..لتنهر نفسها مستغفره ...فأي جاذبية تلك ... بل هو رجل عادي ...اسمر متوسط الطول بشعر أجعد ...بل لو كان على الشكل والوسامة فهاشم طليقها كان رجلا وسيما ..لتعوج فمها دون شعور وهي تسخر من الكلمة ...رجل ...اي رجل ...بل هو ذكر ..فشتان بين الرجولة والذكورة ...هاشم ذكر... بينما محمود ....محمود تراه رجلا بكل ما للكلمة من معنى ..
عادت ثانية لتنهر نفسها بل وسبها ..فما معنى تلك المقارنة التي تعقدها برأسها الآن ..وما لها هي وسيم أو قبيح ذكر او رجل .. يجب أن توقف هذا الهذيان ..وتكف عن التمني والاحلام وتكتفى بواقعها .. والأفضل أن تتجاهله وتفكر بمشكلتها الحالية ...طعام الإفطار ...بما أن اخيها واسرته مدعون خارجا فهل تقوم بطهي وجبة ما لنفسها أم تكتفى بعمل كوب عصير وبعض الشطائر كما تفعل بالأيام العادية...فما معنى أن تطهو طعاما ستأكله وحيدها! ....
أعادها صوت نحنحته الخشنة من افكارها ...فاجبرها على الاعتراف بوجوده أمامها وهي تسمعه يقول بأمر كأنما كان يشاركها افكارها:
"نسرين ..انت ستفطرين معنا اليوم ...لن تقضي أول يوم من رمضان وحيدة "
اتسعت عيناها بشدة وهي ترفع حاجبها وتهز رأسها بدون تصديق حتى سقطت نظارتها على ارنبة انفها وهي تتطلع له بدهشة سائلة:
"كيف علمت انني سأفطر وحدي ؟!( لتضيف قبل أن يجيبها كأنما انتبهت لباقي الحوار) وما معني أني سأفطر معكم اليوم ..هل تأمرني مثلا؟! "
نظر لها بتمعن جعلها تحتقن وتهرب بعينيها بعيدا وهي ترفع يدها بارتباك تعيد ضبط نظارتها والتأكد من ثبات عقدة شعرها ليأتيها صوته بنبرة حنان لم تسمعها منه قبلا ...بل لم تسمعها من غيره منذ سنوات طويلة :
"بل أطلب منك... وارجوك أن تشاركينا الإفطار ..سنكون سعداء لو حضرت ...روان تسألني عنك كل يوم ..تريد أن تريك مشابك الشعر التي احضرتها لها وهي ترتديها ..وتريدك ان تمشطي شعرها بالطريقة التي فعلتها يوم الحفل ..كل يوم تتشاجر معي وهي تخبرني بنزق اني لا استطيع أن امشطه واضبط وضع توكها مثلك ... حتى عمتها رباب لم تعد تعجبها ما تصنعه بشعرها "
غامت عينا نسرين حنانا وهفا قلبها وهي تتخيل نفسها تمشط شعر روان كل يوم ...تساعدها على ارتداء ملابسها ..تلعب معها ..تضعها بفراشها ...لتنهر نفسها قبل أن تغلبها الامنيات وتغيم عيناها بالدموع فتهز رأسها محاولة الهرب من امانيها و التركيز على كلامه فتعود لسؤاله:
"لم تخبرني كيف عرفت بأني سأفطر وحدي؟! "
أجاب ببساطة :
"رباب اخبرتني ...أتصلت بي تطلب مني أن ادعوك على الإفطار ..آه ...نسيت أن اخبرك أن الدعوة منها فكلنا مدعون لديها .. لقد اخبرتني أنها كانت تتحدث معك هاتفيا.. لتتأكد أنك لست مدعوة بمكان آخر ..وعندما كنت تخبريها بأنك ستفطرين وحدك وقبل أن تدعوك .. ارتطم ابنها منصور بها وهو يلعب فسقط هاتفها مهشما "
هزت رأسها مأمنة على كلامه بقولها :
"لهذا قطع الخط فجأة وظل يعطيني بعدها انه مغلق "
هز رأسه وهو يكمل :
"نعم ..وبما انها لا تحفظ رقم هاتفك فلم تستطع معاودة الاتصال ...لذا هاتفتني أنا "
احمر وجه نسرين خجلا وقالت رافضة بحرج :
"اشكرها كثيرا نيابة عني ..لكن أنا اسفة.. لن استطيع قبول الدعوة ...أنتم عائلة ولا استطيع فرض نفسي عليكم ..الأمر لا يصح"
تمعن فيها للحظات طالت لدرجة اشعرتها انها تذوب حرجا وارتباكا قبل أن تشعر بقلبها تتعالى دقاته وهي تسمعه يقول:
"وماذا لو كان يصح؟! "
نظرت له وهي تهز رأسها بحيرة قائلة:
"ماذا تعني لم أفهم"
ليوضح :
"أعني أني اريدك أن تكوني من ضمن العائلة ...نسرين ..أنا ارغب بالزواج منك ...فهل تقبلين أن تكوني زوجتي وأم اطفالي وشريكة حياتي بحلوها ومرها ؟..."
أخذت تنظر له ذاهلة بوجه شاحب وعيون جحظت حتى سقطت النظارة من فوقها ..تفتح فمها وتغلقه دون قدرة على الحديث ..لتنتهي بتأتاة مصدومة:
"ما ..ها ..أنا ..آآ "
قاطعها بحزم وهو يقف قائلا:
"لا اريد ردك الآن ... ولا ريده بالكلمات بل ..بالفعل ...لو وافقت ..تعالي اليوم وافطري معنا ..تعالي كفرد من اسرتنا وليس كضيفة ...ولو لم تريدي ..فلا تحضري ولا تعتذري .."
ليتركها تائهة ويتجه بخطوات واسعة نحو الباب يفتحه وقبل أن يخرج استدار لها قائلا:
"نسرين "
رفعت عينيها التائهتين المرتبكتين اليه لينظر لها بعمق قائلا:
"اياً كان قرارك ستظلين دوم غالية وعزيزة لدي ...لكني اتمني من كل قلبي أن تحضري ..احضري نسرين واعدك ألا تندمي يوما "
ليغلق الباب خلفه تاركا اياها بعقل شارد وقلب تتساقط اقنعة حداده الطويل وعيون تذرف دموع الخوف والحيرة.
******
انتهى لفصل




Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:46 PM   #878

MSoliman6

? العضوٌ??? » 387940
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » MSoliman6 is on a distinguished road
افتراضي

هادر
كلامه مهم وحلو انه يوضح ظروفه وظروف عيلته لياسمين من الاول ،، مهم جدا ان اي علاقة يكون اساسها الحوار والتوضيح
سيد ورؤي 😔
والد رؤي عنده حق بالذات ان الموضوع لسه في اوله والوجع لسه حي


MSoliman6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:55 PM   #879

وسام عبد السميع

? العضوٌ??? » 386250
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 267
?  نُقآطِيْ » وسام عبد السميع is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل اوي تسلم ايديك ....مسعد قلبي وجعني عليه اوي انحنى و اتكسر و حس انه قصر في تربيته ل رؤي
وعيني عليك يا سيد فرحيه شويه يستاهل انه يفرح اوي ونسرين و محمود حلة ولقيت غطاها اعتقد كل واحد فيهم هيقدر قيمة التاني في حياته صح بعد التجربة الفاشلة اللي مر بيها و سكرة الرواية هادر هينحرف لو ياسمين ماحنتش عليه ورحمته ووافقت علي الجواز و خصوصا ان امه ست طيبه وحبيت يا سمين ...وعز و سامية فرحانة ل سامية اوي بس مقلقة منك اكييييد في خاذوق في المستقبل ليهم 😁😁😁 تسلم ايديك💗💗💗


وسام عبد السميع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 09:56 PM   #880

سماح الطيبة
 
الصورة الرمزية سماح الطيبة

? العضوٌ??? » 259566
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 688
?  مُ?إني » الجيزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل رائع
تحياتي لشخصك ولقلمك
ولكن كلما قرأت شعرت بالرغبة في الزيادة لم ارد ان ينتهي الفصل فلم استطيع ان اكتفي اريد ان اشارك ابطالك كل لحظة عايزة اكمل مع نسرين ومحمود واري نهاية سعيدة رجل عاني الكثير من زوجته وعاني وهو يريد حماية شقيقاته وعاني في مرض ابنه والان امامه فرصة للسعادة ونسرين من عانت مع اخ بالهوية فقط دون المشاعر وهشام ذكر بدون روح الرجولة وزوجة اخ حقيرة وحرمان من الامومة اشتاق لنهاية سعيدة يد تربت علي الجراح وتداويها
سيد ورؤي
الحمقاء المتهورة التي جرحت سيد الرجال والطريق الذى يضيق به مع تعنت مسعد ولكنه معذور فجرحه من ابنته كبير وجرح سيد عظيم في انتظار تصحيح الاوضاع
هادر وجميلته الزهرة ياسمين
اعجبني اهتمامه باهله واسلوبه واخلاقه وتقديرها لهذا وتريثها وعدم اعطاءها رد سريع في موضوع السكن مع والديه حتي تأخذ القرار الصحيح
العجوز الشقي المراهق عز
من وجد السعادة اخيرا بعد معاناة لسنوات واستطاع ان يعوض حبيبته سامية ويحيي قلبها


سماح الطيبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.