آخر 10 مشاركات
318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-20, 09:01 PM   #921

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


دقائق وينزل الجزء الأول من الفصل التاسع والعشرون ..ولا تقلقوا لكونه نصف فصل فهو بحجم وافي ..ويعلم الله كيف كتبته وسط ظروف صحية ونفسية شديدة الصعوبة والضغط وارجو ان تدعوا لي بصلاح الحال وراحة الباب ...وبانتظار ارائكم وتعليقاتكم ...دمتم بكل خير

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:02 PM   #922

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور لأحلى رغيدة وألف سلامة عليكي ويعطيكي ألف عافية ناطرينك يا قمر

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:04 PM   #923

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

ربنا يصلح حالك يا رب

Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:06 PM   #924

شموع ورديه

? العضوٌ??? » 472083
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » شموع ورديه is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووور

شموع ورديه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:10 PM   #925

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل خضوووووور

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:12 PM   #926

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون ج1
رابع أيام رمضان بعد آذان العصر
منزل مسعد


كانت ملتفة حول نفسها كجنين فوق فراشها ...لم يعد لديها مزيد من الدموع لذرفها ..لكن نشيجها ما زال يرج جسدها من آن لآخر ...تلوم نفسها وغبائها تارة ...تبرر لها تارة ...تقنع ذاتها أنها لم تقصد ..لم تتخيل ...لم تكن حتى راغبة بالذهاب ...لتعود للوم ذاتها بأن كل هذا لا ينفي خطأها ...
ضمت جسدها بيدها أكثر أَنّت بألم ... ما زالت أضلعها مرضوضة بسبب ما نالته سواء على يد الحقير باسم ..أو على يد أبيها ..آه أبيها كم هي حزينة لأجله ... ليست غاضبة من ضربه لها رغم أنه ضربها بقسوة شديدة وهو الذي لم يرفع عليها يده قبلا ...بل لأنها كسرته وأوجعته ...

نعم لقد فعلتها ..أحنت هامته ..وهو من كان دوما يتباهى ببناته أكثر حتى من شقيقيها ..لكن ..وآه من لكن هي أضاعت فخره بها..صوته وهو يلقي بها بحجرتها بعد أن أعادها من شقة شقيقتها ما زال يرن بأذنها ينحرها نحرا وهو يقول لها انها كسرت هامته وأضاعت فخره بها أنه بسببها لن يستطيع مجددا رفع رأسه ... وبأنها ستظل حبيسة البيت لن تطأ عتبته ..وحتى جامعتها لن تخطوا إليها ثانية .. ورغم صوته الصارخ بالغضب لكنها سمعت به نشيج الوجع وألم القهر ...دوما سمعت عن أن أصعب قهر هو قهر الرجال ..ولأول مرة تراه بعينيها على وجه أبيها عندما سمحت بلحظة لعينيها المكسورة أرضا أن ترتفع لتسترق نظرة له وليتها لم تفعلها ...ليت عينيها لم تلتقي بهذا الانكسار في عينيه قبل أن يغلق الباب عليها وصوت أمها الفزع يتساءل عن سبب ما يحدث ...لم تعرف بما اخبرها ...كانت أصواتهم تأتيها مرتفعة صارخة دون أن تفهم وسط نشيجها الباكي ما يقال..
عادت للأنين وهي تحاول الاعتدال قليلا على ظهرها ...فالوجع لم يخف رغم مرور عدة أيام ...وليته فقط ألم جسدها ...بل إن ألم قلبها أقوى وأكثر وجعا بكثير ...قلبها الذي تحطم وهي ترى تلك النظرة في عيني سيد حين اقتحم الباب ..وقتها كانت تستغيث ..والغريب أنها وهي بعز مصيبتها واستغاثتها بأيا كان لينقذها.. كانت تفكر به تناجيه بقلبها رغم معرفتها باستحالة حضوره ...لتشعر لحظة التقت عيناهما وهو يحطم الباب بأنها لابد تحلم ... أن خيالها هو من استحضره ...أن وروحها التي ناجته جسدت صورته في هيئة من جاء استجابة لصراخها ...لكنه لم يكن خيالا وليته كان ...ليت أي مخلوق بالكون جاء لينقذها غيره ...ليست غبية لتتمنى أن لا ينقذها أحد...لكنها تمنت أن يكون أي أحد إلا هو رغم مناجاتها السابقة له ..
رؤيته لها بهذه الحالة ...مهانة ..ملقاة أرضا ممزقة الملابس ..وحقير يحاول سلبها شرفها ...حقير اتفقت على الذهاب معه تحت سمعه وبصره قبل عدة أيام ..كانت تعانده وتثير غيرته ...ولم تتخيل أن عنادها سينقلب وبالا عليها ..أن محاولاتها إثبات عدم اهتمامها بما رماه بها من اتهامات ظالمة سينقلب لحقائق دامغة تؤكد كل ظنونه التي كانت يوما خاطئة عنها ..لتتحول بفعل غبائها لحقيقة ...آه يا سيد ...كيف تراك تفكر بي الآن ..أم أنك رميتني خلفك كخرقة بالية لم تعد تستحق العناء...لتعود الدموع التي ظنتها جفت تملأ مآقيها وتغرق وجهها مع ارتفاع نشيجها وهي تناديه همسا موجوعا ...تتمنى أن تستطيع إعادة xxxxب الساعة للوراء لترفض الذهاب مع الحقيرين ...لتقف في وجهيهما هاتفة بأنها لا تذهب لمكان دون علم والديها ..ليتها ..وليتها ...لكن ما فائدة ليت بعد فوات الأوان ...
لقد خسرت كل شيء ...ليس فقط ثقة أبيها ..وعامها الدراسي ...بل وحلما كان يراودها رغم كل إنكارها سابقا.. بارتباط يجمعها يوما به ...بسيد ...لكنها تعلم أنه بات حلما مستحيلا بعد رؤيته لها بتلك الحال ...بعد مدراته عريها بسبب شاب ذهبت معه بموافقتها لمكان منعزل ...بعد صمته رافضا حتى أن يسألها عن ما حدث... أن ينظر إليها طوال الطريق مكتفيا بإيصالها صامتا ...كارها ..كما لو كان يخبرها دون كلمات أنها لم تعد تعنيه ..لقد تصرف نحوها بشهامته المعتادة واكتفى ...فمثله لن ينظر لها مرتين بعد ما كان ..آآآآه.. شقت حلقها مع ازدياد نشيجها وهي تميل بجنبها تدفن وجهها بالوسادة تكتم صوتها وتزيد ضم ركبتيها لجسدها حتى لمست صدرها ..فلم ترى باب غرفتها الذي فتح بمواربة ولا عيون أمها الدامعة التي راقبتها للحظات قبل أن تعيد إغلاقه وتتجه بعزم ناحية غرفتها التي يعتكف بها زوجها.

لحظات وكانت تفتح الباب بحدة لتنظر لهذا الجالس على كرسي بجانب الحجرة يضع رأسه بين كفيه وقد نحل جسده خلال أيام قليلة وتكاد تقسم أن الشعرات البيضاء زادت بفوديه ... وأكتنف الهم والحزن جسده بأكمله حتى تكاد تلمسه من مجرد النظر إليه ...لكنها تجاهلت حالته وصممت على مواجهته ...فما يفعله يفوق الحد ..لا تنكر صدمتها بما اخبرها ولا غضبها الذي جعلها تتجه وقتها لغرفة رؤى وتصفعها وهي تؤنبها بحدة دون اهتمام ببكائها ونحيبها المتزايد ...لكن بعد مرور هذا الأيام بدأت تهدأ وتفكر أن ما يفعله مسعد هو مبالغة ..وخاصة أن الله لقد نجاها ولم تُصب بشيء ...
رؤى أخطأت بالتأكيد ...لكنها ترى أنها نالت عقابا كافيا ..فالضرب العنيف الذي نالته من أبيها بل ومنها حين صفعتها لأول مرة بحياتها ...و رعبها مما كاد يصيبها ... كل هذا عقاب كافي ليردعها مستقبلا ..أما أن يتطرف مسعد لدرجة منعها من الذهاب للكلية وحبسها للمنزل فهذا ما لن تقبله ...لن تضيع مستقبل ابنتها ...
نادته بحدة وحزم :
"مسعد"
رفع وجها مهموما إليها وهو يجبها:
"ماذا هناك مها هل يوجد ما ينقص دعوة الإفطار"
أشاحت بيدها بنزق وهي تقول حانقة:
"لا كل شيء مكتمل ...ولو أنني لم أكن أرى داعيا لها بهذا التوقيت ..كيف تريد منا أن ندَعي أن كل شيء طبيعي أمامهم ونحن على تلك الحال ...الولدين يشعران بوجود شيء غير طبيعي ولا يكفان عن الأسئلة عن سبب حالة رؤى وعدم خروجها من غرفتها ...وطبعا كلاهما لم يصدقا حجة سقوطها من السُلم الذي تسبب برضوض جسدها ...خاصة مع نحيبها المستمر ..وحتى شقيقتي تُقى عندما اعتذرت عن دعوتهم لأول يوم بنفس الحُجة شعرت أنها لم تصدقني ..خاصة وأنا لم ادعها تدخل لرؤية رؤى عندما حضرت لتطمئن عليها بعد الإفطار ...فهل تخبرني كيف سنتمكن من التظاهر أمامهم وخاصة أنني اشك أن تستطيع رؤى أن تجلس معهم وتبدو بخير"
انتفض واقفا بغضب وهو يقول لها بحدة:
"بل ستجلس وتدعي بأن كل شيء على ما يرام ...لن تكمل فضحي أكثر من ذلك ... ولا تخشي عليها ...لقد أثبتت أنها بارعة بالكذب والتحايل والادعاء ..وقسما لو أشعرتهم بشيء لأرينها أياما سوداء لم تتخيلها"
لترد عليه بنفاذ صبر:
" وهل يوجد ما هو أكثر سوادا مما نحن فيه !!"
نظر لها بغضب سائلا:
"ماذا تعنين؟ ..ما الذي تلفين وتدورين حوله مها "
رفعت رأسها وردت بتصميم:
"أنا لا ألف ولا أدور مسعد أنا أقول لك بمنتهى الوضوح ...يكفى حتى هنا ...رؤى نالت عقابها ... لن نظل بهذا البؤس أكثر ..ولن تحبسها وتمنعها عن دراستها وتضيع مستقبلها ...لن أسمح لك بذلك ..ثم تعال هنا ..أنت تريد أن تخفى الأمر عن أشرف وتقى وياسر ..وأن نتظاهر أمامهم أن كل شيء بخير ...كيف سنظل على هذا الادعاء عندما يعرفون أن رؤى رسبت لأنها لم تذهب لاختباراتها ..و"
قاطعها بتحذير:
"لن يعرفوا مها وأحذرك ثانية ...هم لا يعيشون معنا بنفس البيت .. حتى لو كنا معا بنفس الشارع ...لن ينتبهوا إن كانت رؤى تخرج أم محبوسة ...ووقت النتيجة سنخبرهم أنها رسبت ..كأي طالبة فاشلة "
صرخت باستنكار:
"ولما كل هذا ...رؤى ليست طالبة فاشلة... تريد تضيع مستقبل الفتاة ...تضيع تعب عام كامل لتعاقبها ...دعها تنهي الاختبارات وعاقبها بعدها"

رد عليها بغضب حاد:
"لا ...لن تذهب لأني لا أثق بذهابها لهناك ...لم أعد أأمنها على نفسها للحظة ..لا استطيع تركها تغيب عن عيني فتسبب مصيبة اخرى لا حل لها "
ردت باعتراض:
"هذا ليس كلاما عاقلا ...الأمر لا يمكن حله بهذه الطريقة ...بإمكانك لو كنت مصرا أن توصلها وبعد انتهاء الاختبارات تعود بها ..لكن منعها من الذهاب أمر غير مقبول ..لن اسمح به ...لن ادعك تضيع مستقبلها"
بحدة سألها :
"وكيف ستمنعينني مها ..هل ستخرجينها رغما عني ...هل أصبحت أنت رجل البيت وأنا خيال مآته لا لزوم لي!!...( ليرتفع صوته صارخا ) منذ متى أصبحت أنت المسئولة عن البيت أجيبي "
نظرت له للحظات تحاول كتم غضبها دون فائدة لتصدمه بردها:
" طوال سنوات مسعد ..أنا المسئولة عن البيت والأولاد طوال سنوات كنت أنت فيها تعيش معنا على الهامش ...مغيبا في عالمك الخاص ..مكبلا بشعورك بالذنب نحو عائلتك وما حدث لهم ..حتى نسيتنا نحن "
أوجعها قلبها وهي ترى شحوبه وإجفاله لكنها لن تسمح لنفسها بالتراجع ...لن تترك ما حاربت لأجله لسنوات حتى يهدمه بلحظة غضب ...فقَست قلبها ونظرت له مكملة :
"أنا من ظللت سنوات طوال أحاول حماية بيتنا وأطفالنا هناك بالغربة ... بينما أنت كنت مكتفى بوجود هامشي ...مجرد صورة لأب وزوج يعيش معنا ..لكنك لم تكن معنا ...كنت تلقى لنا بالمال ولا شأن لك بأي شيء آخر ...هل كنت معي وأنا أربيهم ...هل علمت عنهم شيئا على مدى سنوات ....أنت لم تبدأ بالعودة لحياتنا إلا في العامين الآخرين فقط ...لكن أنا من اهتممت وربيت وراعيت"
نظر لها ورد بسخرية حزينة:
"ونعم التربية ...الكبرى هربت لسنوات لتعيش مع خالتها مبتعدة عنا..والأخرى تعيش على هواها هائمة وأنت ..أنت كل ما يهمك الولدان وأن تبقى الصورة مثالية أمام الجميع "
نفت بغضب:
"أنا ..أنا من أريد الصورة المثالية أم أنت ...من منا يرغب الآن بالادعاء أمام القادمين بكون الأمور طبيعية"
نظر لها ساخرا وقال بألم:
"لا أتحدث عن الآن ..فما يحدث اليوم مجرد مداراة لفضيحة قد تنالنا جميعا بما فينا ابنتك الكبرى لو أنتشر الخبر ... وأول من قد يعايرها بلحظة شجار معتادة بينهم هو ياسر زوجها وابن خالتها نفسه ...لذا أحاول منع انتشار الأمر حتى لا يعرف به أحد ...أنا أتحدث عن ماضينا معا مها "
نظرت له باستنكار لكنه قاطع محاولة اعتراضها بقوله :
"تتهميني بأني كنت مغيبا عنكم لسنوات ...حسنا لن أنكر ..أعترف أني عشت غارقا بذنبي بعد موت أهلي ..وأعترف أني قد غرقت بذنب أكبر عندما أدمنت شرب الخمر لأنسى و اهرب من وجع شعور الفقد والذنب ...لكن أنت!! أين كنت أنت مني يا زوجتي ..( فتحت فمها لترد لكنه قاطعها بألم ) كنت كعادتك دوما تتجاهلين ما لا يعجبك تدعين أن كل شيء على ما يرام متعامية بعمد عن رؤية ما يحدث أمام عينيك ... فأخذت تبتعدين وتلتهين عني...منكرة ما يحدث لي ... كان كل همك الادعاء بأن كل شيء على ما يرام ...تعاميت عمدا عن وجعي ...عن صراخ استنجادي الصامت بزوجة هي الأقرب والأولى لتشدني وتنتشلني ولو رغما عني ...أنت تركتني سنوات غارقا بما أعيشه ..آملة أن أتخلص منه بنفسي دون معاونة ...ونسيت أن بعض الأوجاع تحتاج للمساندة حتى يمكن التغلب عليها ..أن الزوجة يجب أن تحمي زوجها ...تساعده لو وجدته يغرق ولو رغما عنه"
هزت رأسها برفض وقالت بإنكار تقنع به نفسها رغم أنها تعلم أنه على حق:
"وكيف كنت سأفعلها وأنت أصلا كنت تنبذني بعيدا رافضا لأي اقتراب أو محاولة مني ...تعود كل يوم من عملك لتغلق باب مكتبك على نفسك مانعا أحدا منا من الاقتراب ..وأغلب الأيام تبيت فيه ولا تخرج إلا للذهاب لعملك باليوم التالي "
نظرت له بغضب مغلف بالشعور بالذنب وأكملت مبررة له ولنفسها :
"كنت وحيدة في الغربة ..اعافر وحدي مع أربعة أبناء.. أربعة هل تعي حجم تلك المسؤولية خاصة مع أعمارهم الصغيرة ..أربعة يحتاجون رعاية وانتباه ولا يوجد معي أحد ...لا أحد بجواري وأبنائك طلباتهم و احتياجاتهم لا تنتهي.. وأنا كنت مطالبة نتيجة انعزالك أن أقوم بدوري ودورك بحياتهم"
نظر لها ساخرا وقال:
"إذا فيذهب زوجك للجحيم ...المهم أن تعتني بالأولاد .....رغم أنك لو حاولت مساعدتي ونشلي مما كنت فيه مبكرا لكنت معك ولتغير الكثير بيننا ..لكنك تنازلت عن الاهتمام بي آملة أن أعالج نفسي بنفسي .. أو ربما مقنعة نفسك أنك قمت بما عليك.. فلا أهمية لي بأكثر من مصدر للدخل ..أو حتى إراحة لرأسك من هم زائد لا ترغبين بتحمله ..وماذا كانت النتيجة ...تُقى هربت محملة بكل الأفكار الخاطئة نحونا دون أن تحاول الاقتراب منك أو سؤالك عن حقيقة ما كان يحدث لي ..وأنت كما لو كنت استرحت من همها سعيدة بتحمل شقيقتك لمسؤوليتها ... ورؤى لم أرك يوما تجلسين معها ..لم أشاهدك تحادثينها .. تقتربين منها وتصادقينها ككل أم وابنتها ...كنت فقط تسألينها بآلية عند عودتها عن يومها دون اهتمام أو تركيز أو حتى سماع فعلي لما تقوله فأصبحت تكتفي بالرد بكلمة عابرة بأن كل شيء بخير وتنعزل بحجرتها .. اكتفيت بتلبية طلباتها و احتياجاتها المادية ولم تقتربي منها لتعرفي كيف تفكر ..ماذا تفعل ...من تصادق ...ما تريد ...بما تحلم ...لم تقومي بدورك كأم معها ...تماما كما فعلت مع شقيقتها عندما ألقيت بعبء هذا الدور على خالتها مريحة نفسك ومكتفية بمراعاة التوأم ..حتى هما رغم اهتمامك بهما أكثر من البنتين ودلالك لهما...لكنك لا تعرفين شيئا عن أحلامهما ..أمنياتهما للمستقبل...كل همك هو أن يتفوقا بالدراسة ...لست صديقة أو قريبة منهما ..تتهميني بذنوب ماضي وأنا معترف بها .. تتفاخرين بكونك كنت تقومين بدوري مع دورك بالغربة ..لكنك لم تسُدى النقص والعجز الذي تركته ...بل تركتي الفجوة تتسع حتى كادت تبتلعنا ولولا تلك الحادثة التي أجبرت كلانا أن نفيق قبل فوات الأوان لضعنا وضاع كل أبنائنا "
لينكس رأسه بوجع .. ويتحرك ناحية كرسيه قائلا بوهن:
"أو ما ظننته أنا قبل فوات الأوان ...لكن يبدو أن الأوان قد فات لإصلاح العطب على كل حال..اذهبي مها ..أذهبي لمطبخك الآن ...المغرب أقترب وضيوفنا على وشك الحضور ... اتركي الحديث عن الأمر حاليا ..ودعينا نضع الأقنعة التي اعتدناها فيبدو أننا سنظل نخفي أوجاعنا خلفها طويلا "
نظرت له تريد الجدال أكثر لكن حالته المنهكة وشكله المستسلم وهو يجلس مهزوما متألما على الكرسي جعلها تتراجع ... فتحركت للخارج وهي تفكر بضيق وحنق أن النقاش الآن وكلاهما غاضبا محتقنا لن يجدي بل سيزيد الأمر سوءا ..ويوسع شُقة الخلاف بينهما ...لتتجه للمطبخ بخطوات حادة وهي تقسم بداخلها أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد ...فقط ليمر الإفطار على خير و يمر هذا اليوم وبعدها ستعاود الحديث معه ...فهي لن تسمح بضياع مستقبل رؤى أيا كان ما يريده مسعد
*********

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:15 PM   #927

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة يوسف ورباب
تعالت أصوات الأطفال خارج المطبخ الضيق حيث تتجاور نسرين ورباب بانهماك في تجهيز الإفطار بينما تثرثران بانسجام وراحة ..
كانت رباب تنهي عمل السلطة وهي جالسة على كرسي أمام منضدة صغيرة وهي تقول باعتراض:
"لا أفهم لما ستؤجلان لبعد العيد .. طالما مصممان على عدم إقامة أي حفل ..وستكتفيان بإشهار العقد وتحضرين حقيبتك وتأتين لبيته فما الداعي للتأجيل لا أفهم"
تحركت نسرين ناحية الخزانة وأحضرت السكر لتضعه بدورق عصير المانجو الذي أنهت صنعه وهي تقول:
" ما الذي تقولينه يا رباب ...لقد تقدم لي أخاك وقرأنا الفاتحة أول أمس...واشترينا المحابس ولبسناها عند الصائغ أمس ..أكنت تريدين أن نتزوج اليوم ..ماذا سيقول الناس عنا ... لا يصح طبعا...لابد أن ننتظر قليلا ...ثم الأمر كله أقل من شهر ... وها أنا يوميا هنا عندكم "
وانغلقت ملامحها مع نهاية الجملة واستدارت مخفية وجهها لكن رباب لمحتها وشعرت بما تعانيه ...فهي لم يخفى عليها وضع نسرين بمنزلهم عندما ذهبوا لخطبتها من أخيها ..وكيف كادت زوجته التي لم تسترح لها أن تخبرهم بأن يعقدوا العقد و يأخذوها معهم فورا لو أرادوا ...رغم أن زوجها على النقيض كان يبدي ضيقا وتبرما ولا يكف على الغمز واللمز المبطن والغير مريح عن كون محمود هو سبب عدم موافقتها على العودة لزوجها السابق لكن رباب استشعرت حزن وغضب نسرين الذي كانت تقمعه بصعوبة أثناء الجلسة ...لقد كان واضحا أن شاكر وزوجته هم مثال سيئ للأقارب ...ولابد أن نسرين ليست مرتاحة بالحياة معهم ...بل لابد أنها تعاني منهم الكثير دون أن تتحدث أو تفصح ...لكنها والحق يقال شخصية قوية وطوال الجلسة لم تسمح لأي منهما بأي تجاوز بل كانت تجيد تحجيمهما بنظرة أو كلمة ...وهذا يريح قلبها فأخيها بحاجة لامرأة قوية مثلها ..تقف جواره ..
أخذت رباب تتطلع للحظات لظهر نسرين المتخشب وقبل أن تقول شيء تعالت أصوات تحطم شيء ما بالخارج تبعها صوت شجار وصراخ لتنفعل رباب بحنق وتمسح يديها بقطعة قماش بجوارها ثم تتحرك للخارج قائلة بعصبية:
"سأحطم رؤوس هؤلاء الشياطين ...لم يبقى شيء سليم بالشقة بسببهم والرجلان بالخارج لا فائدة منهم بشيء"
لم تتحرك نسرين من مكانها ...بل ظلت تحاول استجماع شتاتها وإجبار نفسها على التماسك حتى لا تظهر كسرتها ...نعم هي تشعر بالقهر والكسرة أمام محمود وأسرته بسبب أخيها وزوجته ...فالأخيرة كانت سعيدة بالتخلص منها لدرجة لم تستطع إخفائها حتى أمامهم ...والأول كان نزقا ولا يكف عن إلقاء الكلام الجارح لأنه بزواجها سيفقد مصدر تمويل دائم لعثراته المادية ...كلا منهما كان يفكر بنفسه ومصلحته... ولم يهتما أو يفكرا بها... فهي عنصر دخيل لزوجة أخيها يشاركها شقة تعتبرها ملكها رغم أنها ليست كذلك لكن كل أمنيتها أن تخرجها منها وتستولي على حجرتها الصغيرة ...وهي لأخيها ..ممول موجود عند الحاجة ..

التوى فمها ببسمة موجوعة وهي تفكر أن حتى اعتراض شاكر على قدومها للإفطار هنا كل يوم لم يكن بدافع حمية الأخ تجاه شقيقته ورفض أمر قد يسئ لسمعتها خاصة أنها لم تعقد قرانها بعد ... رفض تراجع عنه بارتباك عندما سألته إن كانت ستصحبهم في دعواتهم اليومية لدى أهل وأقارب زوجته أم سيتركها تفطر وحيدة بالمنزل ..لتتدخل زوجته هاتفة بتقريع أن يترك أخته وشأنها فليست صغيرة وتجادله عند حديثه عن كلام الناس أنها تذهب لشقة أخت خطيبها ولا تكون معه وحدها ...حجة لم يكن ليقبلها أي رجل آخر ...لكن نظرة ناقمة محذرة من عيني زوجته جعلت تلك الحمية المفتعلة لدى شاكر تتراجع مكتفيا بغمغمة ضيق ..وكم تمنت وقتها أن يرفض ويصر ..أن تتصل بمحمود مخبرة إياه أن أخيها رفض ان تحضر لديهم وهي ما زالت خطيبته ..أن تُشعره أن لها أخا حاميا سيقف له بالمرصاد لو فكر يوما أن يظلمها ...لتتلألأ الدموع بعينها وهي تفكر ساخرة :
"أي سند هذا وقد شاهد بنفسه أفعاله معك ..انسي واعتمدي على نفسك كما اعتدت دوما "
وأمام المطبخ استند محمود بكتفه على الباب يراقب وقفتها المتشنجة ...يشعر بأن هناك ما يضايقها منذ حضرت قبل ساعتين ...لكنها لم تعطه فرصة للسؤال وهي ترفض الجلوس معه و تصر على الدخول للمطبخ فورا لمعاونة رباب ...لا ينكر سعادته وهي تقول أنه ما دام هو صاحب العزومة اليوم فالمفروض أن تقوم هي بها حتى لو اضطروا لأجل وضعهم أن يقيموها بشقة رباب .. إنها حقا امرأة رائعة ...لقد بدأت بتنظيم حياته رغم أنها لم تدخلها رسميا بعد ... فما أن أخبرها برغبته في رد دعاوي رباب ويوسف اليومية له ولأطفاله على الإفطار حتى اقترحت أن يجعل تكاليف الإفطار عليه يوم وعلى رباب يوم طالما أخته تصر على أن يتشاركوا الطعام يوميا بغياب سامية ..وكتبت له قائمة بكل ما يحتاج لشرائه..ومنذ يومين تأتي لتشاركهم الإفطار وتساعد رباب بصنع الطعام ...وتهتم بالأطفال.. تحمم روان وتمشط شعرها ...تهتم بمازن وتحادثه وتحنو عليه ..لقد اتفقت مع ولديه أنها ستصحبهم لشراء ملابس العيد وتساعدهم بانتقاء أشياء جميلة تعجبهم وكم أسعده وأراحه الأمر ...خاصة وهو يرى لمعة الراحة بعيون رباب والسعادة بعيون أطفاله ...إنهما بحاجة للشعور بأنهما محور الاهتمام من امرأة تخصهم .. وليسا حملا زائدا على عمتهم ..إن روان تكاد تطير فرحا ولا تكف عن التدلل علي نسرين ..وما أن تستيقظ حتى تبدأ بالسؤال عن موعد حضورها ...وعندما اخبرهم أنها ستأتي بعد العيد لتقيم معهم دائما أخذت روان تقفز بسعادة بينما ارتسمت بسمة جمعت بين القلق والراحة على وجه مازن ...لكنه واثق أنه بعد فترة قصيرة سيزول القلق وتبقى الراحة فقط ...
حين شعر بأنها بدأت تستفيق من شرودها وتتحرك ناحية الحوض لتغسل دورق الخلاط دون أن تنتبه لوجوده خلفها ضرب باب المطبخ بخفة وهو يناديها فانتفضت شاهقة وكادت تسقط الدورق أرضا وهي تلتفت له قائلة بحدتها التي أصبحت تعجبه:
"محمووود ...كم مرة أخبرتك أن تكف عن مفاجئتي بتلك الطريقة ...أنت تستمع بفعلها سواء بالمكتب أو هنا ...لقد كدت تتسبب بان اكسر دورق الخلاط لأختك"
نظر لها بابتسامة مغازلة وقال:
"فداك دورق رباب ورباب نفسها يا نسنس "
سمع شهقة معترضة من خلفه وصوت رباب يهتف باعتراض مرح :
"نعم يا سيد محمود .. طبعا تفدى الهانم..حقا ...هذا جزائي بالنهاية ...صحيح من وجد أحبابه نسي أخواته لكن ليس لدرجة الفداء تلك ...(لتميل غامزة نسرين المحرجة بشقاوة وهي تكمل ساخرة) ثم ماذا بشأن ( نسنس ) تلك ...هل تغازل نسناس بحديقة الحيوان .. يا أخي العزيز أنت فاشل بالغزل وتحتاج لدروس تقوية ... نصيحة مني دع حبيبي يوسف يعطيك بعض الدروس "
هتف مستنكرا :
"نعم؟! يوسف زوجك ؟! هذا الأصلع يعطيني أنا دروسا بالغزل !!"
تنهدت بعشق وهي تقول بوله :
"ويعطي عشرة من أمثالك ...وهل هناك كيوسف وكلام يوسف وغزل يوسف ...( لتعتدل ناظرة له بحدة وهي تقول بتهديد) و إياك أن تنعته بالأصلع .. ثم ماله الأصلع يا حبيبي ...سيد الرجال ...يا فرحتي بشعرك الأجعد الخشن.. ما فائدة الشعر وأنت لا تعرف أن تقول كلمتين حلوتين للمسكينة ويوم فتح الله عليك قلت لها نسنس ..آل نسنس آل "
لتتركه متجهة للخارج وهي تحمل صينية رصت فوقها الأكواب لتجد يوسف يقف منتشيا بفخر وغرور قرب الباب ليمد يده ساحبا الصينية من يدها وهو يقول هامسا قرب أذنها بابتسامة جذلة:
" سلمت لى حبيبة الأصلع ..آه لو لم نكن صائمين لأريتك الغزل على أصوله "
وتحركا تاركين كلا من يوسف ونسرين يحدقان ببعضها بابتسامة حرجه ..ليجلي محمود صوته قائلا :
"لا تهتمي بجنون شقيقتي ..إنها هكذا ..ستعتادينها قريبا "
أدارت وجهها للناحية الأخرى وبدأت تحاول شغل نفسها بإخراج الأطباق وأدوات المائدة وهي ترد بارتباك :
" رباب طيبة وصريحة ..وخفيفة الظل ..أنا أحبها ..ولا أتضايق منها أبدا بالعكس ..أنها تشعرني أني فرد منكم "
اقترب منها أكثر حتى لم يعد يفصل بين صدره وظهرها إلا سنتيمترات قليلة جعلتها تنكمش وتميل بجذعها ناحية الحوض مبتعده قدر ما تستطيع عنه بينما تسمعه يقول بهمس:
"وأنت بالفعل اصبحت منا يا نسرين ....منذ اللحظة التي فتحت بها باب الشقة ووجدتك أمامها تعلنين موافقتك بحضورك قد أصبحت فردا من عائلتنا ( ليضيف بعتاب) رغم أنك قد نشفت دمي واحزنتني يومها لدقائق أخذت من عمري سنوات وأنا اسمع آذان المغرب دون ان تحضري ...كنت اشعر ان الطعام وحتى الماء عالق بحنجرتي يأبي المرور وأنا أتصور أنك رفضتني "
مالت برأسها وقالت بهمس خجل:
"لقد ظللت حائرة لفترة طويلة ..كما أنني كنت اشعر بحرج بالغ لدرجة أني ظللت لأكثر من عشر دقائق واقفة أمام الباب دون أن أجرؤ على طرقه ...وربما كنت سأعود أدراجي لولا إحراجي عند سماع فتح احد الأبواب وصوت أقدام تتحرك نازلة من الأعلى"
مال محمود برأسه جانبا لينظر لوجهها المحتقن المائل للأسفل وسألها بقلق:
"هل كنت متحيرة بسبب عدم ميلك لي وعدم رغبتك بالزواج مني؟ "
هزت رأسها بنفي جعل خصلة من شعرها تنفلت من اسر الربطة المحكمة عند رقبتها وتضرب خدها فكاد يمد يده ليلمسها لولا أن استغفر وتماسك وهو يسمعها تقول بخفر:
"لا ...ليس ذلك ... أنا وافقت عليك باقتناع ودون تردد ...فقط ..حضوري لعندك ..الأمر كان غير لائق ..ماذا سيقول اهلك عني "
مد كفه وأمسك معصمها المغطى بملابسها وأدارها ناحيته قائلا :
" أولا أنت لم تحضري عندي بل عند شقيقتي التي دعتك على الإفطار ..ثانيا معك لا يوجد شيء يسمي غير لائق أو يمكن أن يساء فهمه ...نسرين ..أنت من النساء اللاتي يكفى أن يتعامل الإنسان معهم عن قرب لفترة بسيطة حتى يعي أي مخلوقة رائعة محترمة هي أنت .. (ليميل بوجهه ناحيتها أكثر هامسا ) وأنا محظوظ لأنك منحتني سعادة وشرف الموافقة بأن تكوني زوجتي وشريكة حياتي "
تراجعت بجسدها قليلا ورفعت عينيها لعينيه لتتأكد من مدي صدق ما يقول ...فعلقت عينا كلاهما بالآخر تتبادلان حديثا صادقا بلا كلمات.. تنطقان بوعود عن حياة تعوض كلاهما ما فات ...ليعشا لحظات راحة لم تدم طويلا وكلاهما يرتبك ويشيح بوجهه مع صوت رباب القادم من أمام باب المطبخ هاتفة بمزاح ساخر:
"يا طائري الحب ...لا يوجد لدينا وقت الآن لتسبيل العيون ... هيا محمود تحرك واترك المطبخ نريد إنهاء ما ورائنا فقد اقترب المغرب" ..
نظر محمود لرباب مؤنبا بغيظ وكاد يخرج مندفعا بنزق ليتوقف فجأة عندما أوشك على أن يرتطم بابنته روان التي دخلت المطبخ مهرولة وهي تبكي ..فمال ممسكا إياها مهدئا :
" توقفي صغيرتي ستقعين أرضا ..ما بك يا حبيبة أبيك ...من أبكاك؟! "
لكنها تملصت من بين يديه وانطلقت ناحية نسرين التي انحنت لتضمها لصدرها وهي تسمعها تبكي وتشتكي لها:
"ماما نسرين ...ماهر ضربني واخذ عروستي الجديدة التي أحضرتها لي"
ساد صمت بين الكبار لم يقطعه إلا نشيج الصغيرة وهم يتبادلون النظرات ...رباب برضا وسعادة .. ومحمود بذهول تبعه فهم وهو يرى غمزة شقيقته له قبل أن تميل حاملة الصغيرة المتمنعة وهي تعدها بان تعاقب لها ابنها الصغير وتحضر عروستها ... ...
نظر محمود لنسرين التي تشبثت للحظة بروان ورباب تحاول أخذها لتبقى بعدها مادة كفها حتى بعد ابتعاد رباب بالصغيرة ليقترب منها منحنيا على ركبتيه أمامها وأمسك بكفيها منزلا إياهم ومحتفظا بهم بين كفيه وهو يناديها هامسا :
"نسرين "
أعادت عيناها الممتلئتان بالدمع من باب المطبخ حيث خرجت الصغيرة التي خطفت قلبها بتلك الكلمة ونظرت لمحمود سائلة بلهفة وعدم تصديق جعله يشعر بالحزن لأجلها:
"قالت ماما نسرين ...قالت ماما ...هل سمعتها يا محمود ...قالتها لي ...نادتني بأمها من تلقاء نفسها ...هل قالتها فعلا أم تراني أهلوس و أتخيل سماعها من كثرة ما تمنيتها "
شدد على كفها المرتعش بين يديه ونظر لعينها قائلا بتأكيد :
"بل قالتها حقا ..لأنها أحستها يا نسرين ...روان شعرت أنك أمها ...لذا لجأت لكِ ..جرت عليك لتشتكي لكِ متجاهلة الجميع حتى أنا ..الأطفال هم أكثر المخلوقات براءة لذا يشعرون بالأحاسيس الصادقة ويستطيعون التفريق بينها وبين الكاذبة أو المدعية...وهي شعرت بحبك وحنانك فاختارتك أما لها "
ازداد انهمار دموعها أكثر لتنشج مغمضة وهي تقول بتقطع :
"آه ...آه يا محمود ..آه ..الحمد لله ..الحمد لله ...رزقني ما تمنيته عمري بأكمله ..(لتفتح عينيها المحتقنتين ناظرة له وهي تقول بهمس موجوع) أنت لا تعرف ..لا تعرف كم تمنيت سماع تلك الكلمة ..كم حلمت بها ...كم دعوت الله حتى مع علمي باستحالتها وبأني لن أنجب يوما ...لكن الله الكريم منحها لي ..منحها لي بك وبأولادك ...لن استطيع أن اصف لك شعوري ...محمود أنا صرت أم ..أنا أمهما الست كذلك؟! ...أصبحت أم روان ومازن ...سينادونني أمي ...سيشعرونني أمهم .. ( لتهز رأسها دون وعي وهى تقول بتأكيد ووعد ) سأهتم بهم وأرعاهم ..واحنوا عليهم وحتى أعاقبهم إن اخطئوا ...سأسهر عليهم وأخاف وارتعب عندما يمرضون ..وانتظر بقلق نتائج اختباراتهم ..سأراهم يكبرون معي يوما بيوم ...واحضر حفل تخرجهم واذهب مع مازن لأخطب له ...وأمارس دور الحماة على من يتقدم لروان ...وأبنائهم ..أبنائهم يا محمود سينادونني جدتي ...اليس كذلك.. انا أم ..انا أمهم "
شعر بها تنتفض وتكاد تنهار فاعتدل ليستقيم واقفا ورفعها معه حتى وقفت أمامه فرفع كفه ومسح دموعها وهو يقول بحنان :
"ليتني عقدت قراننا لأضمك لصدري الآن ...نعم يا أحن امرأة رأيتها ..أنت أمهم .. وأنا وهم محظوظون بكِ ...أنت نعمة الله التي أنعمها علينا بعد طول تعب وعذاب ...أنتِ استجابة دعائي له سبحانه بأن يعوضني ويعوضهم خيرا فكنت أنت هذا الخير يا كل الخير "
نظرت له بعينين ما زالتا تسبحان بالدموع والذهول والصدمة والفرحة ليعاود مسح دموعها وهو يقول بحنو :
"كفى بكاءً يا نسرين ..وهيا لنذهب لنرى ابنتك الصغيرة ونرى هل حصلت على عروستها أم تحايلت عليها عمتها لترضى ابنها الصغير على حسابها وتركتها حزينة تبكي "
هزت نسرين رأسها وسحبت كفها من يده وهي تقول بشراسة :
"لن يُبكي أحد صغيرتي وأنا موجودة "
لتتحرك للخارج بسرعة ..تتبعها عيناه بسعادة ورضا وابتسم ملئ فيه ما أن سمع صوتها بالخارج تؤنب رباب لأنها لم تعطي روان عروستها للآن ورفع رأسه لأعلى متنهدا براحة وشاكرا الله على نعمته وفضله
**********

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:19 PM   #928

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة هادر
ما أن سمعت جرس الباب حتى سارعت حنان تسابق ابنها وزوجها لتفتحه وترحب بأسرة ياسمين بحفاوة وهي تحتضن أمها بود و تطلب منها الدخول ثم سحبت ياسمين الواقفة خلفها بقوة واحتضنتها وقبلتها بسعادة وهي تسحبها من يدها قائلة بفرحة :
"أهلا أهلا حبيبتي أنرت بيتك تفضلوا "
لحق بهم هادر ووالده على كرسيه المدولب وهما يرحبان بعبد العزيز ويصطحبون الجميع لحجرة المعيشة المتسعة ليناول عبد العزيز لهادر علبة حلوى فاخرة فأخذها متحرجا وهو يشكره ويخبره بأنه لم يكن هناك داعي فهم أصبحوا أهل ..
هتفت حنان بترحيب دافئ:
" طبعا أهل ولا فارق بيننا ...أنرتم بيتنا والله يا جماعة تفضلي بالجلوس يا أم ياسمين البيت بيتك"
جلست أم ياسمين وهي تنظر لحنان بابتسامة وتقول:
"منير بأهله يا أم هادر ..ما شاء الله شقتكم جميلة وواسعة والمنطقة هادئة وراقية .. أدام الله عزكم "
ابتسمت لها حنان وهي تشكرها قائلة :
"سلمت يا أم ياسمين ..انتم أهل العز "
فترد عليها شاكرة وهي تضيف بتأكيد:
"دمت ودام عزك يا أم هادر...لكني رجاءا نادني أم داليا "
قطبت حنان بحيرة وهي تنظر لها بينما امتقع وجه ياسمين ونظرت أرضا وهي تسمع أمها توضح :
"داليا ابنتي الكبرى والجميع اعتادوا مناداتي بكنيتها( لتضيف بتفاخر ) تزوجت من عدة أشهر ..كان زفافها فخما ...عريسها يعمل بالخارج بوظيفة .."
ليقاطعها زوجها بابتسامة تحذير خفية:
"لا داعي لنزعج أم هادر بتلك التفاصيل يا عزيزتي ...(ليعود لينظر للجالسين حوله بابتسامة حرجة وهو يضيف) شكرا لتلك الدعوة يا جماعة والله لم يكن هناك داعي لتصروا على دعوة الإفطار هذه .. كما قال هادر نحن أصبحنا أهل ..ولم يكن هناك ضرورة لنتعب السيدة أم هادر معنا كنا جئنا لنجلس معكم بعد صلاة التراويح ونستمتع بصحبتكم دون أن نجهدها "
شهقت حنان هاتفة باعتراض:
"أي تعب هذا ..وهل سأتعب لأعز منكم ...ثم إن هادر حفظه الله (لتنظر لأبنها بحب وتكمل ) لا يجعلني اتعب بشيء لقد كان مصرا على شراء طعام جاهز بحجة عدم إجهادي ...لكني رفضت ..أي جاهز هذا ...وهل الطعام الجاهز له طعم أو نضمن نظافته ..وعندما رفضت ..أتفق مع زوجة البواب واحضرها لتساعدني ...و بقيت معي تعاونني طوال اليوم ..وغادرت قبل قليل ...بعد أن انهينا كل شيء .."
بادلها هادر نظرة احترام وتقدير ...فأمه ذات القلب الذهبي لم تكتفي بالمبلغ السخي الذي أعطاه للمرأة ...لكنها أصرت أن تزيد من كميات الطعام وتجعلها تحمل معها منه ما يكفيها وأسرتها وسمعها تخبر المرأة المتحرجة من القبول لأنه طعام ضيوفها أن الطعام كثير وتقسم عليها قائلة :
" طباخ السم يتذوقه فما بالك بمن ساعدتني بطهي كل تلك الأطايب والله لابد أن تأخذي منها لنتشارك جميعا نفس الطعام "
امتلأت عيناه فخرا وهو ينظر لأمه بحب كم هي كريمة وحنونة تلك المرأة ليجد عيناه تنتقل لحماته المستقبلية فيمتعض داخله دون ان يدري سببا لشعوره بالنفور من تلك المرأة ...رغم أنها تعامله جيدا ...بل ربما جيدا جدا كما لو كان هبة من السماء نالتها ياسمين.
ابتعد بنظراته عنها وتركها مندمجة في الحديث مع أمه حول مآثر ابنتها المسافرة ونظر لياسمين ثم قطب بقلق وهو يرى جلستها المتشنجة بجوار أمها في الوقت الذي رفعت هي عينيها فوجدهما غارقتان بحزن أوجعه دون أن يعرف له سببا ...فمال على حماه مقاطعا حديثه مع أبيه وهو يستأذنه:
"أتسمح لي عماه أن اصحب ياسمين للشرفة قليلا حتى يحين موعد الآذان ؟"
نقل عبد العزيز نظراته بين ياسمين المرتبكة بشحوب توقع سببه وهو يسمع بعضا من حديث زوجته وبين هادر المتلهف ثم هز رأسه موافقا وبداخله يدعو الله أن يجعل هذا الشاب سببا لجبر قلب ابنته
اقترب منها هادر ليقف أمامها فوقفت بتردد وهي تنظر للجمع حولها بحرج ليأتيها صوت حنان مشجعا وهي تحثها:
"اذهبي معه حبيبتي ..شرفتنا رائعة وستعجبك .."
هزت رأسها بقبول وتحركت أمامه بينما يشير لها بيده ناحية طرقة جانبية فنظرت له بتعجب خاصة وأنها لمحت بابا مغلقا في حجرة المعيشة التي جلسوا بها وظنته باب الشرفة لتقول له بخفوت:
"ظننت باب الشرفة هو الذي كان أمامنا بالصالة"
هز لها رأسه مؤكدا وهو يشرح لها:
"الشرفة لدينا متسعة وتدور حول اغلب الشقة فلها باب على حجرة أبي وباب على حجرتي بجانب باب الصالة لكني فضلت أن ندخل لها من حجرتي حتى تكون فرصة لأريك الشقة وتأخذي فكرة عن المكان لتساعدك بالتفكير والقرار"
أحمر وجهها حرجا ووقفت أمام باب الحجرة التي فتحها وهو يدعوها للدخول بينما يتجاهل متعمدا ما يشعره من ترددها وحرجها فيقول لها موضحا :
"كما ترين ..حجرتي هي أول حجرة تليها حجرة مروان رحمه الله ..والحجرة بآخر الممر هي حجرة والداي "
شعرت بقدميها متيبستين ..لا تتخيل أن تدخل لحجرة هادر بتلك البساطة لتجده يمد يده ويمسك بكفها ليسحبها للداخل قائلا بمشاغبة :
"تعالى عزيزتي ولا تخافي ... فأنا لن آكلك..ليس الآن على كل حال ...فنحن ما زلنا صائمين حتى يمن الله علينا بالإفطار الحلال"
وغمز لها بعبث أوضح المعني المزدوج لكلامه وجعلها تحمر أكثر وتطرق برأسها حتى انسدل شعرها مخفيا إياه لكنه شدها لمنتصف الحجرة وهو يقول:
"هيا حبيبتي ارفعي رأسك وانظري لحجرة العزوبية خاصتي واخبريني برأيك بها "
رفعت عينيها بحرج لتتطلع حولها بعد أن غلبها الفضول فأخذت تنظر بتمعن لما حولها ...حجرته تشبهه ..دافئة ..منظمة ..أنيقة..بسيطة ...أثاثها باللون البني ...سرير متوسط الحجم ليس صغيرا جدا كالأسرة الفردية ولا كبيرا كالأسرة المزدوجة بل هو بين الحجمين يجاوره طاولة صغيرة عليها اطار يحمل صورة له يبدو فيها يافعا ويضع يده على كتف شاب ضاحك يشبهه لكنه يبدو اصغرا عمرا لابد انه شقيقه الراحل ...

أبعدت عينيها عن الصورة وأخذت نظراتها تتجول بالمكان لتلاحظ صورة مؤطرة لمشهد طبيعي للبحر والسماء يغلب عليه اللون الأزرق ..لتتطلع بعدها في طاولة الزينة وهي تنظر لها ببعض الحيرة فهي وخزانة الملابس كلها بنفس الحجم المتوسط الذي لم تراه قبلا ليأتيها صوته موضحا:
"لقد طلبتها عمولة بمقاسات خاصة ...فلا تكون كبيرة فتزحم الحجرة بلا داعي...ولا صغيرة فلا اشعر بالراحة فيها وخاصة بالفراش والخزانة "
هزت رأسها بفهم وأخذت تطلع لباقي الحجرة ليلفت نظرها مكتب متوسط بجانب الحائط يحوي جهاز كومبيوتر متطور ويعلوه مكتبة معلقة مليئة بالكتب الموضوعة بنظام ملفت ..اقتربت منها بفضول لتعرف ذوقه في القراءة فوجدت كتبا متنوعة عن القانون والجريمة وعلم النفس وبعض القصص والروايات اغلبها بوليسي ...ليلفت نظرها كتابا يبدو خارجا عن التنظيم الدقيق كما لو كان هناك من أعاده لمكانه بسرعة فدققت فيه لتجده كتاب عن مرضى السكر..سحبته من مكانه وتطلعت فيه بحزن وهي تفر صفحاته بسرعة ولاحظت العديد من الخطوط والعلامات على بعض المقاطع ..لم تتوقف عندها وأعادته مكانه لتعود لإطراقها الحزين ..

أقترب هادر وهو يتمعن في وجهها المعبر ...يكاد يقرأ ما في عقلها فقال موضحا:
"هذا الكتاب عندي من سنوات طويلة ..اشتريته لأجل صديقي الذي أخبرتك عنه "
رفعت نظرها له بدون تصديق ...ليومئ برأسه مؤكدا :
" لو دققتِ به ستعرفين ولو قرأتِ ملاحظاتي عليه ستتأكدين ..وهذا لا يمنع أني قد أخرجته وبدأت أعيد قرأته ثانية وبتركيز اكبر... فحبيبتي مهملة في صحتها وأنا قررت أني سأكون مسئولا عن كل ما يخصها من الآن فصاعدا فلست على استعداد أن ادعها تمرض نتيجة إهمالها لنفسها"
نظرت له بحزن وسألته بحيرة:
"ولماذا تعذب نفسك؟ ..لمَ لا ترتبط بفتاة سليمة لن تضطر لتعاني معها "
زفر بعمق واقترب منها يرفع وجهها بسبابة يده اليمنى بينما أزاح باليسرى خصلاتها خلف أذنها وهو يقول :
" عندما رأيتك ووقعت في حبك لم يكن اختيارا مني ...بل قلبي من اختارك ..أشار عليك وسط المئات بل الآلاف يمرون أمام عيني كل يوم بالمحطة ولا يلفتون انتباهي ..لكنك أنت لم تثيري فقط انتباه عيني ...بل أثرتي نبض قلبي ..جعلته هائما في مدارك ...راكضا خلفك ..ملتاعا بحبك ...نحن لا نختار من نحبهم يا ياسمين ...لكننا نختار كيف نحبهم ...لا يهم إن كانوا أصحاء أو مرضى ..كاملين أو ناقصين .. المهم أن نهتم بهم ونراعيهم لأنهم جزء من أرواحنا..هم لا يكونون أبدا ناقصين في عيوننا ...فعيناي تراك كاملة ...وقلبي لن يرتاح أو يكتمل إلا بك ...ثم من منا يضمن صحته أو حتى حياته ..أنت تربطين حياتك بي ..وأنا ضابط حياتي معرضة للخطر كل يوم ...قد أصاب في لحظة بطلقة ترديني قتيلا أو حتى تجعلني مقعدا"
شهقت بخوف ورفعت أصابعها أمام فمه تمنعه الاسترسال دون أن تمسه ...ليغمض عينه مستغفرا وهو يقول بخفوت:
"اللهم إني صائم ..(ليكمل بصوت أعلى وهو ينزل أصابعها ويسحب يده بسرعة مخافة أن يتهور) ما أقصده أنه لا احد يضمن نفسه ..ثم انك لست مصابة بمرض خطير بل هي حالة بسيطة ويسهل مراعاتها ببعض الاهتمام "
شردت ساهمة ليخرجها من حالتها وهو يقول بمرح:
"ياسمين ..هيا حبيبتي ...لن نبقى بداخل الحجرة وقرب الفراش أكثر ..الشيطان شاطر عزيزتي"
تقدمته للشرفة وحاولت مجاراته بالمزاح قائلة:
"لا تتحجج بالشيطان ..فالشياطين تقيد برمضان "
انطلقت ضحكاته مجلجلة وهو يلحق بها ..ثم أخذ يتملى بوجهها المنبهر بعد لحظات وهي تنظر لتلك الحديقة المصغرة التي أنشأتها أمه بالشرفة ...فملأتها بأصص من الزروع المختلفة الموزعة بشكل فني مبهر ما بين ورود بألوان متعددة وأشجار صغيرة وبعض النباتات المعلقة على الحاجز الحديدي المزخرف للشرفة من أعلى فجعلتها أشبه بجنة مريحة للنظر ..لكن مهما بلغ مقدار جمالها لن يأتي مثقال ذرة في جمال تلك الفاتنة اللامعة العينين كطفلة تطالع ما تراه بإعجاب وتدور يمينا ويسارا تنظر للزرع بانبهار وإعجاب خاصة الورود التي تميل عليها لتشم اريجها فيميل معها ثوبها الرائع بلونه الأزرق كلون عينيها وقماشه الهفهاف حول ساقيها حيث يضيق من الأعلى حتى أسفل الخصر لينسدل باتساع حتى منتصف الساق يحده إطار من الدانتيل الأبيض الرقيق حول الذيل والأكمام ..لكنها كلما مالت على الورود ارتفع الثوب من الخلف مظهرا جزءا اكبر من ساقها ..أغمض عينيه مستغفرا للمرة التي فقد عدها فلو استمر بالنظر إليها سيفقد صيامه لا محالة ...فهي فتنة لعينيه فوجد نفسه يقول بخشونة مع تعالي التواشيح من المئذنة القريبة ...
"هيا حبيبتي فالمغرب سيؤذن بعد قليل ..ولابد أن أعاون أمي بوضع الطعام على المائدة .. سنتحرك ناحية حجرة المعيشة من الشرفة حتى تشاهدي الجلسة التي صنعتها أمي لنقضى بها الأوقات المشمسة وأحيانا نتناول بها الإفطار أو العشاء ..ستعجبك بالتأكيد..فقد وضعت أمي حولها إطارا من خشب الأرابيسك المفرغ جعلها تحفظ خصوصية الجالسين دون أن تحرمهم من متعة مشاهدة المنظر أو الاستمتاع بالجو .."
هزت رأسها وتحركت معه بسعادة وانبهار جعلته يقف للحظة يتطلع فيها ليعود للاستغفار وهو يدمدم بحزم :
" لا ..أنا لن أتحمل أكثر ...قسما بربي لن تنتهي زيارتكم إلا وقد حددت مع أبيك موعدا لعقد القران خلال أيام ...وموعدا للزفاف بعد انتهاء اختباراتك مباشرة .. لن أضيع استقامة السنوات بعد كل هذا الصبر .."
ليأتيه صوتها مناديا بغنج لم تتعمده :
"هادر.. لماذا لا تزال واقفا؟!"
تحرك مغمغما من بين أسنانه:
"هادر أخري من بين شفتيك وسيفسد صيامي وسيكون على قضاء اليوم"
*****

شقة سيد
وقفت تعاون أمها في تفريغ الطعام بالأطباق وقد اقترب المغرب ولم يتبق إلا بضع دقائق بينما يصلها صوت سيد يهدر بشقيقيها بغضب:
"أين المخلل يا بغل أنت وهو ..ألم اطلب منكما أن تحضرا تشكيلة منه وانتما عائدان من الدورة الرمضانية ...ألا اعتمد عليكما بشيء وتفعلانه أبدا "
لتسمع رد سيف النزق كعادته:
" ارحمنا يا سيد ...وكفى عصبية وشجارا ...نحن لا ندعو وزير الداخلية على الافطار...أنه عوض و صديقك الآخر ذي اللسان الملتوي"
ابتسمت سما وهي تسمع ساجد يتدخل مهادنا كالعادة فهو الأكثر هدوءا بين التوأمين :
"نعتذر يا سيد ...عندما مررنا على محل المخللات كان قد أغلق"
جاءها صوت سيد الجهوري يؤنبهم :
"لأنكما ظللتما تلعبان وتقفان هنا وهناك حتى اقترب المغرب واغلقت المحال ... لا فائدة منكما "
ليرد سيف بضيق:
لقد احضرنا لك العرقسوس الذي طلبته ... لن تُهد الدنيا إن نسينا المخلل "

قررت سما التدخل قبل أن ينفجر فيهم سيد المنفعل دوما خاصة في الفترة الأخيرة فتركت ما بيدها وخرجت من باب المطبخ وهى تقول مهدئة:
"اهدأ يا سيد ...ما بك منذ عدة أيام وأنت تشبه موقدا مشتعلا لا ينطفئ "
استدار إليها حانقا وهو يقول:
"عوض يحب المخلل لا يستطيع ابتلاع طعام بدونه ..هل أدعو الرجلين ولا أقدم لهم ما يريدونه لمجرد أن هاذين البغلين لا يستطيعان تنفيذ طلب بسيط !!"
اقتربت منه بتمهل وهي تحاول تهدئته بقولها:
" لا مشكلة يا أخي لقد صنعت كمية كبيرة من الباذنجان المخلل الذي تحبه سيُغني عن باقي أصناف المخللات ...ثم لا يجب الإكثار من تناول المخللات مع الصيام ...لن تكف عن شرب الماء وستتعب باليوم التالي خاصة مع هذا الجو الحار "
تجاهل الرد عليها وهو ينظر لها بتمعن سائلا:
"لمَ أجهدت نفسك مع أمي ..أخبرتك أن تستريحي ..وأنا سأساعدها ...لم يكن هناك داعي لتقفي معها طوال اليوم وأنت ما زلت مريضة"
ربتت على صدره بحب وهي تقول مؤكدة:
"لقد أصبحت بخير ..واختنقت من البقاء بالفراش ...لا تقلق علي..بعض الحركة لن تتعبني ...دعك من هذا واخبرني ...من قريب عوض هذا الذي ينعته سيف بذي اللسان الملتوي؟ "
هم أن يجيبها ليقاطعه صوت جرس الباب فقال لها باسما:
"ها قد حضرا وسترينه بنفسك ...وحقا ستتفاجئين"
قطبت بحيرة ولا تدري لما شعرت بشيء من التوجس والقلق الغير مفهوم بداخلها لتتسع عيناها ذهولا وذعرا وهي تنظر لتلك القامة التي تجسدت أمامها من خلف سيد كما لو كانت قد خرجت من أحلامها...بل لتقل كوابيسها .. فأغمضت عينيها عدة مرات وفتحتها ..ليأتيها صوته مؤكدا ما رأته عيناها فتهتف بدون تصديق"
آسر؟؟!! مستحيل !!"
*********
أنتهى الجزء الأول من الفصل التاسع والعشرون

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:29 PM   #929

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي الله يريح بالك ويسعدك فورا لقراءة الفصل

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:42 PM   #930

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي على الفصل 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.