جنّة لعدن وعدن لجنّة هذا ما وعيّا عليه منذ طفولتهما
يسمعان والدتيهما تتحادثان بنبرة يشوبها الفخر أنظري اليهما، يتصرفان كالأزواج منذ الآن
هي تعانده وهو يغضب هو يعاندها وهي تغضب وبعد قليل يتصالحان ويعودان أحباب.
ومن ثمّ تخطيّا مرحلة الطفولة البريئة بكل لحظاتها السعيدة والبريئة وإنضمّا الى صفوف المراهقين
وما زالت جنّته وما زال عدنها
علاقتهما كانت أشبه بالشد والجذب يتشاجران على أتفه الأسباب ويتصالحان دون إعتذارات
يغار عليها من النسمات العليلة التي تداعب أهدابها يثور ويشتعل مهدّداً إذ لاحظ أحدٌ من زملائها يحاول التقرّب منها حتّى أضحى لا يتجرأ أحدٌ على النظر بإتجاهها
وكانا سعيدين هي سعيدة به بإهتمامه بغيرته بجنون عشقه
وهو سعيد بكل ما تحتويه من مميزات يعشق أدق تفاصيلها يتغنّى بخصالها ولا يرى إمرأة غيرها
الى أن بدأت الوان قوس القزح تبهت تدريجياً بحياتهما تبهت بطريقة خبيثة لا تدفع للشك والريبة تتسلل الظلمة من بين ثنايا البراءة ليحل مكانها الشك والظن وإنعدام الثقة
الى أن سَئِمَتْ التسلل بخبث وإنقلبت الى عاصفة هوجاء بين ليلة وضحاها تكاثرت خلالها الغيوم محيلة السماء الزرقاء، الى سوداء قاتمة
ومن بعدها أصبحا ينازعان كالغريقين يفتّشان عن قشّة يتشبّثان بها للحفاظ على ما تبقى منهما.