آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          قلوبٌ محرّمة على النسيان *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بقايا بلا روح - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-19, 05:46 AM   #41

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
ابتلاء شديد وقع به عدن وجنة وكل الابطال فصل رائع متشوقة للقاء جنة وعدن
نعم، إبتلاء شديد، وعلى قدر الصبر إن شاء الله ، على قدر ما سيكافؤون بحياتهم القادمة 😉👌🏻


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 05:49 AM   #42

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar مشاهدة المشاركة
جنة فاقت من الغيبوبة و عرفت بكل اللي حصلها ...عرفت انها فقدت ابنها و مش هتقدر تنجب و عرفت ان ابوها دفنها و هي عايشة ....
عجبني انها حمدت ربنا و هتستمر انها تكفر عن ذنوبها ...بس هترجع جنة تاني ازاي ؟؟؟ او ابوها هيرجعها تاني ازاي ؟؟!!!

عدن دمر كل حاااجة و كله بسبب الشيطان أمان !!! هيقدر عدن يرجع تاني و يصلح كل اللي كسره سواء لنفسه او لجنة !!

سحر ارتبكت خطأ و هتقتل طفلها عشان شهادتها !!!!
رد فعل ثائر معاها هيكون ايه ؟؟؟ و يا ترى هيوافق على سفرها و يتنازل بردو بعد ما عرف اللي كانت هتعمله ؟؟!!

تسلم ايدك يا قمري على الفصول و متحمسسة للجااي مع عدن و جنة 👏💖💖
الله يسلمك يا رب
كثير سعيدة بتفاعلك وتعليقاتك
وإن شاء الله الله الفصول القادمة يكونوا عند حسن ظنّك ❤


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 05:53 AM   #43

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة delicate butterfly مشاهدة المشاركة
ياويلي اية العذاب دة كلو اية ال كان رمانى اقرى دلوقتى بعز البرد عشن اقعد اعيط جنبهم 😭😭💔

جنة مقهوورة عليها اوى خسرت شئ عظيم امومتها 💔

يعنى حتى لو تصلح الوضع وتابت وابوهاةغفر لها ورجعها.

وحتى لو عدن تاب وفاق ورجع لصلاحة لكن تبقى هيا الخاسر الأكبر بدون ذنب 😭😭💔

الغلط مش مشترك البنت بريئة تغرر بيها من شيطان وعدن كان غبي رماها بعالمة الأسود وهيا ما بتفقة شئ

كرهت غدرة بيها جدا

قد ما وجعني قلبى على رثاؤة لها بقبرها وعلى المشاعر الجميلة ال بينهم قد ما مش قادرة اسامحة على جرحة ال عمله لها للابد


احساس قااهر ان يكون تربيتهم بمنتهى الصلاح دة وان يكون نهايتهم كدة

رساالة مهمة جدا بين السطور للاهل ان يكون عندهم القدرة على الاحتواء والاستيعاب وتقبل غلط اولادهم وانهم يحاولو ينشلوهم منة بدل ما يطردوهم من جنتهم

رغم كل التعب ال تعبوة العائلتين عشن يربو الولادبشكل ديني سليم لكنهم تعاملو بغشم وتعنت مع اولادهم

واخد يدفن بنتة بالحياة والتاني يرمي ابنة لاحضان الشيطان يكمل علية 💔💔مقدرة صدمتهم بس رد فعلهم سبب لانحدار الامور للاسوء

الشئ المروع ان جنة بنفسها ال سعت للخادث وتسببت لنفسها بالعقم 😭😭الشئ دة تاااعبنى نفسياااا ياريت يا امول ماكان قلمك قاسي كدة ودمرتى الموضوع بالشكل دة

تسلم ايديك منتظرة اشوف المعاالجة هيرموو ارواحهم ازاى...

ثاائر ❤ حبيت شخصيتة واتمنى يصلح حال زوجتة المجنونة

....

مبروك عودة السديم والفاها لينا ❤واحنا ال كسبانين وانت ماخسرتي ودووم كسبانة ومرتقية بقلمك
فاتي العزيزة
مبدعتي اللطيفة
شكرا الك كثير على الغلاف الرائع الي زيّن روايتي في المنتدى
وأهلاً بك متابعة
فرحت كثير إنّه الأحداث نالت إعحابك
وإن شاء الله القادم يعجبك كمان
❤🌹😘


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 06:23 AM   #44

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

جنّة عدن
الفصل الثامن


قاد السيّارة على غير هدى، إشترى للتوأم المثلجات، وعرج على بائع الخضار والفاكهة، إشترى الحاجيات، ومن ثمّ وجد نفسه دون أن يعي أمام منزل هبة، مقرراً الإطمئنان على جنّة.
فتحت له فاطمة، والدة هبة، المرأة الخمسينية الطيّبة، بإبتسامة واسعة مرحّبة عندما وقع نظرها على التوأم الواقفين من كلا جانبيه.
« أهلاً وسهلا ثائر، تفضّل بني» فسحت له المجال بالدخول تقول« بإسم الله ما شاء الله، التوأمٌ متطابق، معجزة من السماء»
« نعم، الحمدلله، يوسف وياسين، قرّة عيني » أخبرها يدفعهما أمامه برفق كي يدخلان المنزل القديم البناء، المكوّن من طبقة واحدة بأربع غرف متوسطة الحجم، وأثاث بسيط، عرج على المطبخ يضع الحاجيات فوق الطاولة فسارعت فاطمة بمساعدته معلّقة« سلمت يداك، لم يكن هناك من داعي يا ولدي»
« والله فأنا مهما فعلت، لن أتمكن من ردّ جميلكم يا حجة فاطمة، جازاكم الله خيراً على الخدمة التي تقدمونها لي ولجنّة»
« إنّها إبنتي الثانية يا ثائر، وبحق أدعو الله ليليّاً أن يفك كربها ويحنن عليها والدها، وأنا آمل خيراً، صدّقني»
ومأ ثائر يبتلع غصّته، نعم، فلو عاد الأمر لعمّه لأتى اليها بنفسه لإسترجاعها الى المنزل،
ولكنّه بكل أسف لا يستطيع فعل ذلك،
فكيف سيفعل وهو من دفنها بنفسه وكل أهل القرية يظنون بأنّها ميّتة؟


دعته الى غرفة الجلوس فدخلها لافتاً نظره فرشها الأنيق والمرتّب بالرغم من فقر الحال والحي، مدركاً أن هبة تحاول قدر الإمكان دعم نفسها ومنزل والدتها بمدخولها الذي تناله من عملها.
« حماهما الله لكما أنت ووالدتهما» علّقت عاجزة عن رفع بصرها عن التوأم، تشتهي أحفاداً بصفاتهما، تتمنى لو إبنتها ترضخ لرجائها وتقبل أحداً من الذين يتقدمون لخطبتها وترفضهم بحجّة أنّهم لا يتطابقون مع الصفاة التي ترغبها بشريك حياتها.
إبنتها التي داست بثلاثينها، وكل سنة تمر عليها يقل عدد المتقدمين، ويا خوفها من أن يفوتها القطار ولا تتزوج أبداً.
« تفضّل بالجلوس» طلبت منه مردفة«سأذهب لإخبار جنّة أنّك هنا»
صمتت لبرهة تتغضّن ملامحها تردف بنبرة حزينة« المسكينة، إنّها لا تغادر غرفتها الاّ إذ أجبرناها، نادراً ما تأكل، أنا قلقة عليها، فجل ما أراها تفعله، هو قراءة القرآن والصلاة والدعاء، ولكنّ عليك أن تنصحها بأن الله أمرنا بالمحافظة على أجسادنا، فالإهتمام بأنفسنا وصحّتنا هو من ظمن العبادات التي أمرنا الله بها يا بني»
ومأ ثائر يدرك صعوبة ما تمر به المسكينة، ولكنّه واثق بأنّها سرعان ما ستتأقلم مع وضعها الجديد، بحيث أن أي جرح بهذا الوجود يحتاج وقتاً للإلتئام، وهي حالياً تمر بفترة نقاهة، حتّى تشفى من جراحها التي خلّفتها أحداث حياتها الماضية.
« أهلاً ثائر» أتى الصوت من خلف والدتها، ترحّب بثائر ببهجة لم تتمكن من إخفائها، وإتّسعت إبتسامتها عندما رأت التوأم، إقتربت منهم غافلة عن أنّه وقف لها، جثت على ركبتيها تخاطبهما بنبرة حنونة طفولية.
« يا الله، كم أنتما وسيمين، تشبهان والدكما كثيراً»
تنحنح ثائر لا يعلم ما إذ عليه العودة للجلوس، أم إنتظار هبة للإنتهاء من القاء التحية على ولديه الذين سرقا الأضواء.
رفعت وجهها اليه تبتسم له بخجل تنتبه لفعلتها، فوقفت تلقي عليه السلام وتسأله أن يجلس وفاطمة إنسحبت كي تخبر جنّة بقدومه للزيارة.
جلست على الأريكة المجاورة وجذبت يوسف لحضنها تسأله« أنت يوسف أم ياسين؟»
« يوسف» ردّ عليها يستكين بحضنها، كأنّه مكانه الطبيعي
قبّلت وجنته بحنان ومن ثمّ نظرت الى ياسين وقالت بمرح« وأنت ياسين»
ضحك ثائر يُجلس ياسين على فخذه وعلّق« العمّة هبة تمكّنت من تفرقتكما بسهولة مطلقة»

بادلته هبة ضحكته بضحكة مماثلة تشرد لبرهة قبل أن قالت« أردت أن أحدثّك بخصوص جنّة»
أولاها ثائر كامل إهتمامه ينتظر ما عندها وهي توترت ملامحها من نظراته المترقبة، تشعر بالإتباك، أشاحت بنظرها عنه تلهي نفسها بمداعبة يوسف تقول« أنا، أنا أفكر بإشغالها معي بالصيدلية، من جهة تلهي نفسها بشيئ، ومن جهة ثانية تخرج من عزلتها التي تدفن نفسها فيها، ما رأيك»
عقد ثائر حاجبيه، يفكّر بكلام هبة، إذ من جهة لا يحبّذ فكرة أن تعمل جنّة وهي بهذه الحالة، ومن جهة ثانية يجد كلامها منطقياً.
« أنا أعدك بأنّ العمل سيحسّن وضعها ثائر، سيساعدها على نسيان مشاكلها، على الأقل لن تبقى النهار والليل محبوسة بتلك الغرفة، أنا متأكدة إذ بقيت على تلك الحالة ستصيبها حالة من اليأس البليغ»

زفر ثائر نفساً طويلاً يقول« حسناً، ليس هناك من ضرر إذ جربنا، بإمكانك أن تكلميها بهذا الموضوع، وأتمنى أن تصيبي بكلامك ويتمكن العمل من إخراجها من حالتها تلك.»
إبتسمت بطلاقة تهتف بحماس« بل أنا متأكدة بأنّي مصيبة بكلامي »
قالت تلحظ أن يوسف همد بحضنها، تفقدته يفيض صدرها بمشاعر جيّاشة عندما وجدته شابك أنامله بياقة كنزتها ويتوسّد حضنها، غافياً بأمان.
« لقد أخطأت بإحضارهم معي بهذا الوقت المتأخر» علّق ثائر يشعر بالذنب، إذ كان يجب أن يطعمهما طعاماً صحّياً ويضعهما بالسرير، بدل أن يطعمهما المثلّجات ويحضرهما معه للإطمئنان على جنّة.
ولكنّه بتلك الأثناء، كان جل تفكيره، هو الخروج من المنزل، ولم يتمكن من المغادرة من دون التوأم بعد أن علم أن زوجته قادرة على أي شيئ في سبيل الوصول لمبتغاها.
مسح على صفحة وجهه يستعيذ من الشيطان.
ماذا يجري معهم جميعاً، حتّى إنقلبت حياتهم المثالية التي كان ينعم بها آل عقيل، من النقيض الى النقيض.
أوّلاً عدن وجنّة، والآن هو وسحر
وبكل تأكيد
لا يمكنه أن يتغاضى عن الواقع المرير، أن كل مصيبة يقع فيها أحد الأبناء
لها تأثيرها السلبي على العائلة بأكملها دون إستثناء

*************************************

نام ليلته بغرفة التوأم، هجر فراشهما الزوجية للمرّة الأولى منذ زواجهما، إذ يجد نفسه عاجزاً عن مشاركتها الغرفة، أو مخاطبتها، يحتاج لفترة قبل أن يصفى قلبه من ناحيتها ويبدأ بمحاورة نفسه على إيجاد وسيلة للصلح وإعادة الأمور الى نصابها، هذا إذ تمكن من مسامحتها، ولكنّه حتّى لو لم يتمكن، فهو مضطر لتسوية الأمور بينهما من أجل التوأم.
شبك أنامله خلف رأسه يتأمّل سقف الغرفة بشرود، يفكّر بعمّه...
مسكين، سيفقد عقله من كثرة الهمّ والتفكير، يريد إستعادة إبنته، وما عاد يهمّه كلام الناس أو ما سيبرّره لهم، ولكنّه نصحه بالتروّي، بحيث أن لديه خطة، خطة يبرر فيها ما حصل ، ويلجم السنة الناس عنهم، ولكنّه بحاجة للوقت والصبر.
وعند تلك الخاطرة تمكّن من إقناع عمّه ووالده، أن الوقت ما يزال مبكرا لإعادة الزوج الى أحضان العائلة، وبأنّه يقوم بالمفروض معهما لإعادتهما الى نصابهما.

إستدار برأسه ينصت لصوت شهقات وتنهّدات عالية قادمة من غرفته، عقد حاجبيه مستغرباً كيف أن الصوت يصل لغرفة الولدين بهذا الوضوح.
إنّها سحر، تبكي، لقد كانت تبكي عندما أتى بالتوأم، ويبدو أنّها ما تزال تبكي.
ويبدو أنّها تتقصد إبقاء الباب مفتوح كي يصل بكائها لمسامعه
زفر بحرارة يتململ بجسده، يحاول حثّ نفسه على عدم ترك السرير والذهاب اليها لتفقد وضعها.
زوجته تتصرّف بطفولية، تبكي ظنّاً منها أنّه سيسرع لمواساتها، ولكنّها مخطئة هذه المرّة، لن يفعلها، لن ينسى بسهولة، ولن يغفر لها بهذه السرعة.

ترك سرير ياسين وتسلل على أطراف أصابعه الى الباب، أغلقه يحاول حجب صوتها عن مسامعه وعاد للإستلقاء بقرب إبنه الذي تململ يندس به، دفن وجه تحت إبطه وسكن هناك يعود لغفوته المنتظمة.
لثم أعلى رأسه يتأمّل أخيه بسريره، تنهّد بعمق يفكّر بهما،
إنّهما أغلى ما عنده، ومستعد لفعل المستحيل من أجلهما، حتّى لو إضْطُرّ للتغاضي عن زلّة والدتهما، فقط كي لا ينشآن بين أسرتين متفككتين.

***********************************

حملت صندوقاً وخرجت به من المستودع تنادي هبة« أين ترغبين منّي أن أضع محتويات هذا الصندوق»
« على ماذا يحتوي؟» سألتها مشغولة بإدخال البيانات الى الحاسوب
وضعته جنّة على الطاولة وفتحته تقول« مرطّب لليدين»
« آه، حسناً، ضعيه بقسم مواد التجميل، ستجدين رفّاً موجود عليه أنواع أخرى من المرطّبات» أخبرتها ترفع وجهها عن الحاسوب وراقبتها تبتعد بإبتسامة مطمئنّة، إنّه أسبوعها الثاني لها في الصيدلية، ولا يمكنها أن تنكر التغيير الذي طرأ عليها، بدأت تخرج من قوقعتها تدريجياً، تلهي نفسها بنتظيف الغبار وتنظيم الرفوف، قلبت كيان الصيدلية من النقيض للنقيض.
وها هي بدأت تسمع صوتها في الأيّام الأخيرة، بدأت تدخل معها بأحاديث بالرغم من قلّتها الاّ أنّه لا يمكنها أن تتذمر بشأنها.
خاصّة أن بدأت تحبو خطواتها الأولى نحو طريق خلاصها.

طنّ جرس الباب يعلن عن قدوم أحد الزبائن فإلتفتتا كلتاهما ناحيته،
هبة بإبتسامة واسعة تشعر بقلبها يتقافز بمضجعه كمراهقة، وجنّة أسقطت ما في يدها مصدراً صوتاً راعداً لفت إنتباه ثائر ومرافقه اليها.

دخل الصيدلية يتلفّت يميناً وشمالاً
يفتّش عنها بلهفة
يشتاق رؤيتها والإطمئنان عليها
لقد سئم الإنتظار
وما عاد يطيق فكرة أنّها بعيدة ووحيدة ودائماً تسأل عنه وعن أخواتها في كل مرّة ترى فيها ثائر.

توغّل داخل الصيدلية مباشرة اليها، بحيث أنّها فضحت مكان وجودها عندما أوقعت ما في يدها على الأرض.

تسمّرت بأرضها تراقبه يقترب بمزيج من الخوف واللّهفة
ترى أثار الحزن والهم يقطنون مقلتيه المرهقتين

إرتعشت أوصالها يؤنّبها ضميرها
إنّها السبب بوضع والدها الحبيب ومأساته

قبضت على صدرها
خائفة من أن تتخذ خطوة ناحيته
خائفة من سبب قدومه
هل أتى كي يعاتبها؟
هل أتى كي يؤنّبها على ما فعلته؟
هل تستطيع الإتماء تحت قدميه وتوسّل غفرانه؟

غامت مقلتيها بالدموع السخيّة، حاجبة عنها رؤيته بوضوح
شهقت تتنشّق دموعها.
حنت عنقها بإنكسار هاربة من نظراته لحظة وقف قبالتها.

وقف قبالتها يموج بجوفه الف شعور ونقيضه
عاجز أن إيجاد برّ أمانه
حائر بأمر نفسه

لا يصدق بأنّه يراها أمامه
بشحمها ولحمها
هزيلة شاحبة ومرهقة

ولا تشبه جنّته الغنّاء بشيئ
إرتعشت أوصاله يصارع مشاعره المتناقضة

إذ لا ينكر بأنّه كان آتٍ لمعاتبتها،
لتأنيبها،
لإفراغ أعاصير غضبه عليها
لتبيان عمق الجرح الذي تسبّبت به لعائلتها بأكملها

يؤنّبها على ذنوبها التي إقترفتها،
فجنت على نفسها قبل أن تجني عليهم.

ولكنّه الآن
لا يجد ذرّة تطاوعه على نيّته تلك

بل يجد أن كل كيانه عقلاً وروحاً وقلباً يلهفون اليها
لأخذها بين أحضانه وتقبيل روحها قبل رأسها ووجنتيها

وهذا ما وجد نفسه يفعله.

آهة عاجزة تحررت من أعماقه ترافقت مع جذبها الى صدره.
ضمّها بين أضلاعه يعصرها عصراً
دفن وجهه بحجابها يتنشّق بعمق رائحة فلذة كبده

وهي إستكانت لشهقاتها، ضمّته تبكي وتنوح بصوت إخترق إسماع الجميع
دفنت وجهها بصدره الحنون تبكي وتشهق بحرقة
« سا، م حني، إ، غ، ف، ر، لي» راحت تردد وسط شهقاتها
« آهٍ منك يا جنّة، آهٍ من ذنبك الذي حملناه جميعاً معك» هتف بحرقة يملس بكفّه الحنونة على رأسها وظهرها، عاجز عن ردع دمعه هو الآخر، فأطلق العنان لها يدعو ربّه أن يفرّج كربهما، ويرحم إبنته المسكينة ويغفر لها.

***************************************

خرج الدكتور من المحاضرة وتبعه الطلاّب، وهو بقي يكمل تدوين رؤوس الأقلام التي ذُكرت أثناء المحاضرة.
وأخيراً عاد الى مذاكرته بفرع جامعة العاصمة.

لقد قدّم عريضة لعمدة الجامعة وأرفقها برسالة ومستندات طبيّة تشرح له الظروف التي مرّ بها، ونظراً لأنّه كان طالباً مجتهداً ومتفوّقاً خلال السنوات الثلاث الماضية ، وافق العمدة على طلبه بتقديم الإمتحانات التي فاتته دون أن يضطر لإعادة الفصل الذي قطعه من أوسطه، وهذا الأمر ساعده جداً للخروج من حالته التي كان دافناً نفسه فيها بالفترة السابقة،
يلهي الم روحه وقلبه بالدراسة والعبادة،

يحاول إعفاء عقله من قسوة التفكير وعذاب الضمير.
يحاول مواساة أحزانه وأسقامه
التأقلم مع وضعه الجديد،
ومنح جنّة السلام الذي تستحق
جنّة التي بالرغم من رحيلها عن هذا العالم
الاّ أنّها ما تزال تحتل حقّها بكيانه.
ما تزال رفيقة مخيّلته،
رفيقة أفكاره وأحزانه،

طيفها يحاول دائماً النيل من صحوته وإغراقه في بحر لجٍّ لا قرار له
يحاول جذبه الى أعماق ظلماته، علّه ينسى معاناته.
ولكنّه أبداً لن يرضخ هذه المرّة
أبداً لن ينجرف خلف وعود الشيطان الواهنة
لن يتخلّى عن فرصته بالتغفير عن ذنوبه
علّه يُرحم ويُحشر معها يوم الحشر

قبض على القلم بقوّة حتّى أبيضّت أنامله
يشعر بأنفاسه تتحشرج
فأغمض عينيه يستغفر ربّه
يسبّح بحمده
يتوسّله أن يبرّد قلبه ومشاعره
ويُنعم عليه بالقليل من السلام الداخلي
علّه يرحمه من بركان الغضب والحزن والندم ولوعة الإشتياق.

ونعم

لا يستطيع أن ينكر
أنّ عودته الى الله كانت له أفضل علاج
تَشَبُّثه بالحبال التي عادت تمتد اليه، تعينه على الصبر
وتدعمه بطاقة عجباء من السكينة.

رفع بصره عندما شعر بحركة قادمة من جنبه،
عقد حاجبيه يشاهد فتاة تقف قبالته تتأمّله بنظرات خجلة وكأنّ بفمها شيئاً ما ترغب بقوله.
وضع القلم فوق الدفتر يسألها« هل تحتاجين لشيئ ما؟»
ومأت الفتاة تلتفت خلفها بحيث كانت مجموعة من الفتيات ينتظرنها، شبكت أناملها ببعضها تحاول دفع التوتر عنها تقول« هل، هل أنت هو إيدن، مغنّي فرقة جيڤارا»
تغضّنت ملامح عدن يتململ بجسده، لا يعجبه محتوى السؤال، ولكنّه قرر أن يريح الفتاة ومن معها بالإجابة « لا، أنا لست إيدن، أنا عدن عقيل، ولا علاقة لي بفرقة جيفارا بأي شكل من الأشكال» أجابها يلملم حاجياته، وضعهم بحقيبته وغادر قاعة المحاضرات دون أن يولي من حوله نظرة ثانية.

إيدن سيبقى نقطة سوداء بكتاب حياته، صفحاته دائماً ستبقى محفورة بجدران ذاكرته
حقبة سيبقى أثرها موشوماً بروحه وقلبه وكيانه،
ومهما فعل
لن يتمكن من محوي أثرها ذاك.

***************************************

جلست بحضنه كما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة.
عندما كانت تمرض فيأتي اليها ويجلسها على فخذيه ولا يتركها الاّ عندما تغفى
ما تزال تذكر عندما كانت والدتها تتذمر بأنّ لا يفعل ذلك عندما تكون حرارتها مرتفعة، إذ قربه منها هكذا يزيد من إشتعال جسدها.
ولكن كلاهما كان يرفض الإبتعاد
فتبقى بحضنه تتصبّب عرقاً الى أن تغفوا فيدثّرها تحت الأغطية ويبقى ساهراً عليها، يغمره القلق الى أن تشفى نهائياً.

لا يستطيع أن ينكر أنّه يكنّ لجنّة مشاعر خاصّة تختلف عن هدير وهديل
جنّة أوّل العنقود
مفتاح أبوّته
ما أخذته منه من عاطفة، لم تنله أخواتها
لذا نعم
جنّة هي جنّته
والحياة من غيرها جحيم لا يطاق

« هل سامحتني بابا؟» سألته بعد حين ترفع رأسها عن صدره تردف بنبرة خجلة« أنا أعترف بخطأي بابا، أعلم بأنّي أخطأت بفذاحة، ولكن أقسم لك، غصباً عنّي، لم أتقصّد، أخطائي تتابعت وخوفي كان يتزايد، فما عدت قادرة على التراجع، وما عدت قادرة على البوح لك» أخبرته عائدة الى صدره، لا تطيق رؤية ذلك الحزن الساكن بمقلتيه.
أطلق عماد تنهيدة طويلة لا يجد كلاماً مناسباً لوضعها، لا يريد أن يعاتبها فيزيد من معاناتها
وبذات الوقت لا يستطيع أن يقول بأنّه تخطّى ما فعلته
إذ خيبته بها تضاهي حجم حبّه لها

لثم أعلى رأسها يقول بتنهيدة مرهقة« أريدك أن تهتمي بصحّتك، أن تعودي الى ربّك، وتتذكري ما أنشأتك عليه منذ صغرك، بالرغم من كل شيئ أنا لن أتردد بإخبارك بأنّي أثق بك، أثق بك بالبقاء في منزل هبة ووالدتها الى حين موعد رجوعك الى المنزل »
ومأت له ميقنة بأنّه لن يغفر لها بالساهل، ولكنّها بالرغم من ذلك راضية.
إذ قدومه فقط يساوي عندها الدنيا وما فيها

إبتعدت عن صدره تفسح له المجال بالوقوف وخرجت معه من المكتب الصغير الذي إختلت به فيه داخل الصيدلية.
تبعته تسأله بخجل
« هل، هل ستعود للزيارة؟»
« إن شاء الله، سأعود» أخبرها يلحظ إتساع إبتسامتها.
وتلك الإبتسامة كل ما كان يسعى اليه بقدومه الى هنا.
فهو لم يتحمّل فكرة حزنها وأساها.
إنكسارها وشعورها بأنّها وحيدة بهذا العالم.
لقد تخلّى عنها بلحظة غضب دام لشهرين
شهرين كان يصارع نفسه بين عقله وقلبه
المفروض والواجب
بين لهفته اليها
وغضبه من ما فعلته وتسببت به
ولكنّ في نهاية المطاف عاطفته غلبت
وهو رضخ لها بطيبة خاطر
يحمد الله صبحاً وعشيّاً
لأنّه أبقاها على قيد الحياة وأنقذها له من ذلك الحادث المميت.
بالوقت الحالي
يكفيه أن يعلم أنّها ما تزال على قيد الحياة
تتنفّس
تتعافى
وستعود قريباً الى أحضانه.

****************************************

عاد ثائر من العمل يشاهد سيّارة عمّه أمام المنزل.
وبمجرّد وجوده في هذا الوقت المتأخر أدرك سبب قدومه
إستغفر ربّه يمسّد لحيته القصيرة والمشذّبة، يدعو الصبر من عند ربّه.
« سحر، ماذا فعلتي هذه المرّة؟»
دخل المنزل يحاول قدّر الإمكان أن تكون ملامحه مرحّبة بوجود عمّه الذي وقف في الحال يسلّم عليه.
« كيف حال صهرنا العزيز؟» هتف عمّه يضغط على قبضته
« بخير عمّي، أهلاً وسهلا بقدومك، ولكن لماذا لم تتصل بي، لكنت بكّرت بقدومي من العمل» أخبره يرمق سحر المنكمشة على نفسها بزاوية الأريكة، إنّها تعلم بأنّه لن يمرر لها فعلتها هذه، وبحق هذه المرّة لن يفعل.

« لم أشأ أن أستعجلك، وثانياً أنا لست غريباً» برر عمّه يعود للجلوس وثائر تلفّت حوله يتفقد التوأم « أين يوسف وياسين؟»
«لقد أتت زوجة عمّي للزيارة وأخذتهما معها، كنت سأتصل بك كي أسألك أن تحضرهما بدرب عودتك» قالت سحر تتفادى النظر مباشرة الى عينيه.
وهو ومأ يدرك مخططها القبيح، أرسلت التوأم مع والدته وإستدعت والدها كي يقوم معه بالواجب.
إضّجع فوق الأريكة يقول« حسناً، هاتا ما عندكما ذاً»
« لا يوجد عندنا الاّ كل خير يا صهري» علّق رشدي يعتدل بجلسته، تنحنح يرمق إبنته بطرف عينه مردفاً«بصراحة، أتيت اليوم للإطمئنان على إبنتي، وعبر تجاذبنا أطراف الحديث علمت بأنّها لغت مشروع منحتها بأمريكا»
إعتدل ثائر بجلسته هو الآخر، يرمق سحر بنظرة خاطفة.
وفعلتها إبنة رشدي علاّن، وشته لوالدها ظنّاً منها بأنّه سيتمكن من لوي ذراعه ككل مرّة وتحقيق رغباتها لها.
ولكنّها بكل أسف هذه المرّة أخطأت بحسباتها، هذه المرّة، لن يحصل الاّ ما يقرره هو بدون ضغوطات من أحد.
« نعم، أنا لا أريدها أن تتركني والتوأم وتغيب لستنتين في أمريكا»
صمت رشدي لبرهة مكتفياً برمق ثائر بنظرة غريبة لم يفهمها الأخير، قبل أن قال« ولماذا لا تستغل تلك الفرصة وتذهبون جميعاً الى أمريكا، منها ستكونون معاً جميعاً، ومنها لن تشعر بأنّها تركتك والتوأم.»
« لقد سبق وتحدّثت بهذا الموضوع معها، وهي تعلم لماذا أنا أخذت هذا القرار، أنا لن أترك عملي وحياتي هنا، كي أتبعها الى أمريكا، وثانياً، إنّها حامل، والذهاب الى أمريكا بكل تأكيد يحتاج لمصاريف ستفوق قدراتنا، كيف بي أعمل هناك وأهتم بالتوأم والطفل القادم» هتف ثائر بحدّة، يحاول قدر المستطاع الحفاظ على هدوئه
« ولماذا لا تستغل حمل سحر، إذ ولدت هناك سيأخذ الطفل الجنسية الأمريكية، هل تعلم كم من الناس مستعدون للدفع مقابل هكذا فرصة.»
ضيّق ثائر حدقتيه يجول بنظره المشتعل بين الإبنة وأباها، لا يصدّق الجشع الذي يعمي بصيرتهما.
« وهل تعلم ما هو المقابل يا عمّي؟ أوّلاً سأخسر كل ما ذخّرته من مال لطوال أربع سنوات، وأنا متأكد بأنّهم لن يكفونا كي نتمكن من تأمين معيشتنا هناك، ومن ثمّ سأعود بعد سنتين، صفر اليدين، عاطل عن العمل، وأب لثلاث أطفال، أو لربما أربع إذ ولدت توأم، وهل تجد أن الأمر يستحق؟»

تنحنح رشدي يهرب من نظرات صهره المشتعلة، يستعد لإلقاء قنبلته « وماذا إذ أخبرتك بأنّي مستعد لدعمك مادّياً طوال فترة وجودكم هناك.»
إنتفض ثائر من مرقده عاجز عن كبح جماح غضبه أكثر، هادراً بهما« أنتما تعلمان أن هذا الموضوع خط أحمر ممنوع تخطيه، وأنت تعلم، بأنّي تزوجت إبنتك لأنّي أحببتها وليس طمعاً بأموال والدها، سحر لن تذهب الى أمريكا، وستلد إبني هنا، وإذ كانت تصرّ على الذهاب، فالتفعل، ولكن ليس قبل أن أطلّقها»
« ما هذا المنطق ثائر، أنا لا أسمح لك بمخاطبة إبنتي بهذه الطريقة» هدر رشدي
« وعلى كل حال، أنا من المستحيل أن أسمح لها بالسفر وهي تحمل إبني بأحشائها، وعلى هذه الحال، سحر لن تذهب الى أي مكان، وهذا آخر ما عندي»
قال ما قاله وترك غرفة الجلوس نحو غرفة النوم، دخلها وأغلق الباب خلفه بعنف، يشعر بأنّه وصل لنهاية الطريق مع سحر
فهو أبداً لن يغفر لها إدخال والدها بينهما بهذا الشكل.
وبكل أسف، لم يكن خطأها الأوّل، ولم يكن إنذارها الأوّل
ولكنّه سئم من كل هذا
سئم من تدخل عائلتها بكل شاردة وواردة بحياتهما
وسحر لا تريد أن تفهم
بأنّه لا يجوز لها فعل ذلك
أو لربما تفهم ولكنّها لا تريد أن تتوقف
يعجبها هذا الأمر
إذ في كل مرّة يتدخل والدها
تحصل هي على ما ترغب
وهو يصمت فقط كي لا يخرب بيته ويشتت عائلته ويقدم على إغضاب بيت عمّه.

وقفت حائرة، لا تعلم ماذا عليها أن تفعل
هل تطيع رغبة والدها بأن تترك له المنزل ولا تعود الاّ عندما يأتي اليها بنفسه معتذراً مقبّلاً قدمها يتوسّلها أن تغفر له وتعود اليه، أم تتبع زوجها الى غرفة النوم وتحاول الإعتذار منه على ما فعلته بالرغم من علمها بأنّ هذا الأمر سيغضبه، ولكنّها بذات الوقت كانت تأمل أن يخضع ككل مرّة، أن يخجل من والدها ويعده بتحقيق ما تريده هي.
ولكنّ يبدو أن أملها إنقلب كابوساً
ويبدو أن ثائر ثار أخيراً وما عاد يرغب بإسعادها وتحقيق مطالبها دون مناقشة.

« هيّا سحر، أتركي له المنزل بما فيه، وأنا متأكد بأنّه سرعان ما سيأتي زاحفاً طالباً السماح على ما قاله وفعله»
التفتت الى والدها ترتعش أوصالها فزعاً، وماذا لو لم يأتي؟
ماذا لو هذه المرّة تركها ثائر؟
« ماذا، لا تقولي بأنّك مترددة بالقدوم معي، أنا أبداً لن أسمح لك بالبقاء معه لدقيقة واحدة بعد أن هدّدك بالطلاق، يريد أن يطلّق، فاليفعل، ولكن ليس قبل أن يعطيك كل حقوقك، وأنا متأكد بأنّ حياتك ستكون أفضل من دونه، أصلاً أنا لا أعلم كيف تغابيت وزوّجتك له.»
غامت مقلتيها بدموعها تنقاد خلف والدها بصمت، وها هي تفعلها من جديد، تترك له المنزل وتذهب لبيت أهلها عندما تغضب منه، ولكّنها دائماً تغادر وهي وواثقة بأنّه سيأتي لمراضاتها قبل أن يجن الليل عليها، دائماً يعيدها الى المنزل بذات اليوم، وهي تعود سعيدة وفرحة به وبإهتمامه.
ولكنّ هناك شعور بداخلها يخبرها أنّ هذه المرّة، ثائر لن يأتي خلفها
لن يصالحها ويخبرها بأنّه أبداً لن يسمح لزوجته بالمبيت خارج منزلها ولو حتّى عند بيت أهلها.

جمعت بعض الحاجيات الضرورية للتوأم، وتركت المنزل دون إعلامه، راضخة لأوامر والدها،
إنّها تثق بحكمته، إذ هو دائماً يساعدها ويدعمها ويحقق لها كل مطالبها بطيبة خاطر، ولا يرغب سوى بسعادتها ومصلحتها،
إذ حتّى عندما أخبرته بأنّها ترغب بالزواج من ثائر بالرغم من أنّ مستواه المادّي لا يناسب مستواها، الاّ أن والدها وافق راضخاً لأنّها تحبّه ولأنّ الأخير وعده بفعل المستحيل لإسعادها وإرضائها وتحقيق أحلامها،
يومها والدها هدّده،
- بأنّه لن يبقيها بمنزله للحظة إضافية، في حال علم بأنّه تقاعص عن إسعادها أو أهانها بأي طريقة.
وها هو يفعل!
وليس للمرّة الأولى
ويا خوفها من أن تكون المرّة الأخيرة.

*********************************************

وهل بإمكانها أن تقول أن رؤيتها لوالدها أعادت اليها روحها؟
نعم
دون أدنى شك
تراها تبتسم لنفسها بين الحين والآخر
تتغضن ملامحها يراود الدمع مقلتيها لبرهة خاطفة
ولكنّها تلجمها بتنهيدة مطمئنّة

تشعر بأنّ الجبل الذي كان قابع فوق صدرها يتصدّع ويتفتت
بأنفاسها تعود لرئتيها
والأمل يعود للتسلل الى حياتها.

************************************


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 07:50 AM   #45

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبسوطة كتير باللقاء راائع ياامولة وصفتى احساسهم بطريقة جميلة

بردتى على قلبنا بالفصل دة مبسوطة ببداية تعافيهم واصلاح شروخ روحهم

رتم الاحداث سريع ومع ذلك مفصل وموفى لكل طباعهم واحاسيسهم مش مختصر ودة شئ حبيتة ويحسب لك

سحر للاسف متعاطفة معاها لاتها هتخسر ثائر ةواضح بتحبة لكن هو عودها على الرضوخ لمطالبها ديما وباباها محسسها انة اقل منها ولازم يوافق

هبة بتحبة يادى الخيبة بحبش العلاقات المعقدة دى لازم يخسر علاقتة بزوجتة وام اولادة عشن يكون ف قصة بينه وبين هبة

تسلم ايديك


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً  
التوقيع
قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ
تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ
تَحْتَ التُّرابْ ..

رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 09:41 AM   #46

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

سعيدة جدا بزيارة ابو جنة لها وان شاء الله تنصلح احوالهم اما سحر فغبية وحتخسرزوجها واولادها اعرف واحدة مرت بنفس الظروف عندها ولدين وعايزة تطلع بعثة بالخارج والزوج رفض وللاسف فضلت البعثة واتطلقوا والاولاد هما اللى دفعوا التمن و علاقتهم بالاب سيئة جدا

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 05:11 PM   #47

ميرا سلام

? العضوٌ??? » 379563
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 247
?  نُقآطِيْ » ميرا سلام is on a distinguished road
افتراضي

يسلم ايديكي امل ، رواية رائعة ومشوقة وبنفس الوقت مؤلمة ، بستنى اليوم الي حيحصل عدن وجنة عفرصة جديدة للسعادة
في كم تعليق خفاف بخصوص الكلمات اللي بتستخدميها بالرواية :
كتير بتستخدمي كلمة (بحيث) وياريت تلاقي كلمات اقوى تربط بين الجمل بشكل اسلس
في بعض الكلمات متل (تضم) و(تضمن) او (تتضمن) كنتي تضعي (ظ) بدل (ض)
تقبلي مروري عزيزتي
بتمنالك كل التوفيق والنجاح


ميرا سلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 08:00 PM   #48

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة delicate butterfly مشاهدة المشاركة
مبسوطة كتير باللقاء راائع ياامولة وصفتى احساسهم بطريقة جميلة

بردتى على قلبنا بالفصل دة مبسوطة ببداية تعافيهم واصلاح شروخ روحهم

رتم الاحداث سريع ومع ذلك مفصل وموفى لكل طباعهم واحاسيسهم مش مختصر ودة شئ حبيتة ويحسب لك

سحر للاسف متعاطفة معاها لاتها هتخسر ثائر ةواضح بتحبة لكن هو عودها على الرضوخ لمطالبها ديما وباباها محسسها انة اقل منها ولازم يوافق

هبة بتحبة يادى الخيبة بحبش العلاقات المعقدة دى لازم يخسر علاقتة بزوجتة وام اولادة عشن يكون ف قصة بينه وبين هبة

تسلم ايديك
عزيزتي فاتي
نعم ، أنا أتقصد أن أسارع بالأحداث بهذه الفترة من حياتهم كي أصل الى الفترة التي ستبدأ الأحداث بأخذ منحنى مختلف، وعندها سيتباطئ الريتم بعض الشيئ

وسعيدة جداً بتفاعلك ومتابعتك وتعليقك الطويل والمفصّل
😘😘😘


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 08:02 PM   #49

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
سعيدة جدا بزيارة ابو جنة لها وان شاء الله تنصلح احوالهم اما سحر فغبية وحتخسرزوجها واولادها اعرف واحدة مرت بنفس الظروف عندها ولدين وعايزة تطلع بعثة بالخارج والزوج رفض وللاسف فضلت البعثة واتطلقوا والاولاد هما اللى دفعوا التمن و علاقتهم بالاب سيئة جدا
نعم ، بكل أسف ، في بعض الأحيان الزوجة تختار عملها ومستقبلها على حساب بيتها وعائلتها، أنا لست ضد كل هذه الأمور، ولكن ليس في كل الحالات، خاصّة إذ كانت تملك عائلة لا تعوّض،
وكذلك الأمر في بعض المرّات الأهل يلعبون دوراً فعّالاً في خرب بيوت أولادهم


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 08:05 PM   #50

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرا سلام مشاهدة المشاركة
يسلم ايديكي امل ، رواية رائعة ومشوقة وبنفس الوقت مؤلمة ، بستنى اليوم الي حيحصل عدن وجنة عفرصة جديدة للسعادة
في كم تعليق خفاف بخصوص الكلمات اللي بتستخدميها بالرواية :
كتير بتستخدمي كلمة (بحيث) وياريت تلاقي كلمات اقوى تربط بين الجمل بشكل اسلس
في بعض الكلمات متل (تضم) و(تضمن) او (تتضمن) كنتي تضعي (ظ) بدل (ض)
تقبلي مروري عزيزتي
بتمنالك كل التوفيق والنجاح
أهلاً بك ميرا
وشكرا لك على الملاحظات
إن شاء الله سآخذ بنصيحتك وأحاول أن أنتبه أكثر لأخطائي تلك
مشكلة ال ض ظ هي مشكلة قديمة معي وعم جاهد في سبيل التخلص منها 😅


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.