آخر 10 مشاركات
ضائع في ضبابها (7) للكاتبة: Meagan Hatfield (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عشق السلاطين(1) *متميزة ومكتملة *.. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > شـرفـة الأعـضـاء

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-19, 11:42 PM   #1

Labirla

? العضوٌ??? » 446118
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » Labirla is on a distinguished road
افتراضي ورق كالهشيم


المقدمة ::
"مَا نَحنُ إلّا أوراقٌ ، حادّةٌ فى المَظهَر ، لكِنْ إنْ تقَطّر المَطَرُ و اشتَدّتْ الأعاصير فانظُر ماذا سيَصير..
تَغيّرَتْ ملامِحنا ، استُبدِلَتْ مُميّزاتُنا ،
تَخلّيْنا عَن الظّاهِر مِن القُوَى..
فاحذَر الغَيْث فكَما هو جالِبٌ للرِّزقِ فهوَ مُعطٍ للحُزن..
احذَر ، فكُلٌ لَه ما يَجعَلُه هَشًّا و هامِشِيًّا فى خِضَمِّ ما نَحنُ به مِن اللُّجَج..!"

الرواية إسلامية
لا أُحلل السرقة أو الاقتباس دون إذن مني شخصيًا جميع الحقوق محفوظة©










🎵لا إله إلا الله عدد ما كان، لا إله إلا الله عدد ما يكون، لا إله إلا الله عدد الحركِ و السكون🎵

•|•الفصل الأول تحت عنوان •|•

{{نَظرَةٌ للأُفُق..}}

توَجّهتُ ببصَري للشمس التى بدأتْ تَنشُر أجنِحتها المُصفَرّة فى أرجاء السمَاء الزرقاء ، كأنّها تتبَاهَى بضَوءها المُناقِض للظلامِ فى دواخِلنا..

ذاك الجفافُ الذي أصابَ قلوبَنا بوَبائِه المُعدي ، لا أظنّه سيَنجَلي بمُرور الدّهر حتى..
أطبَقتُ أجفَاني لحظَةً مُريحًا ظَهري عَلى الكُرسيّ خَلفي ، ثمّ أعدتُ أنظاري إلى النّافِذة عَلى جانِبي الأيسَر..مُراقِبًا قُرصَ الشمس فى دَورَتِه المُعتادَة اليَوميّة..

و لَمْ أمانِع أنْ أغوصَ فى الأُفُقِ قَليلًا لأستَرجِع ما حَدَثَ مُنذ حِجَجٍ عَديدَةٍ قَد مَضَتْ..

قاطَعتُ ذِكرايَ و وَثبتُ قائِمًا و مُتوجِّها لغُرفَتِها..
أسيرُ فى الزُقاق الفاصِل بَينها و بَين جنَاحي..
لا أُصغِي إلّا لوَقْع صَدى خطواتي عَلى الأرضِيّة الرّخامِيّة..

أمسَكتُ بمِقبَض بابِها و أدَرتُه..حالَمَا دَلَفتُ لَها أَبصَرتُها جالِسَةً كحَالِي الأُولَى تُتابِعُ الشُرُوقَ بكُلِّ ما يَحتَويه مِن ثُوَيْناتٍ و دَقائق..
"أكثرُ ما يُرعبنِي فيكَ ظُهورُكَ أمامي كمَا العِفريت.."

و أكمَلَتْ غَير تارِكَةٍ لي وَقتًا لأَرُدَّ..
"أوَلَيسَتْ جَميلَةً يا (زُهَيْر)..؟ هى كَبُؤرَةٍ مِن النّارِ بداخِلِ فؤادٍ يَسعَى للانتِقام.."

فأَجَبتُ..
"أنا أُفَضِّلُ القَمَرَ أكثَر ، فإنّه بُقعَةُ ضَوءٍ تارَةً تَصيرُ مُحاقًا فتَسوَدُّ فتُماثِلُ ما حَولَها مِن سَوادٍ ،
بَينَما فى تارَةٍ أُخرَى تُشِعُّ ضَيًّا.."

تَوَجّهَتُ بعُيُونِها لي..
"وِجهَةُ نَظَرٍ أُخرَى.."

"لنَخرُج.."
عَرَضتُ عَلَيها ، فأجابَتُ بالمُوافَقَةِ و ارتَدَتْ حِجابَها و مِن ثَمّ كَسَتْ نَفسَها بمَا يُخفِي ثِيابَها المَنزِلِيّة..
فى الحَديقَة الخَلفِيّةِ لمَنزِلي كُنا قَد جَلَسنا و اتّخَذنا إحدَى المَقاعِدِ بها لنا استِراحَةً و أفضَلَ مَكانٍ مُطِلٍّ عَلى مَنظَرٍ أفضَل..

أَحسَستُها تُبصِرُ بعَلَمِ بِلادِنا الذي لَاحَ فى الأُفُقِ بَعيدًا فَوق إحدَى المَنازِل المُقابِلَة لَنا..فسَخِرَتْ..
"يَقولونَ اللَون الأبيَضَ بأعلامِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ هو السّلام ، هُم لَيسوا سِوَى حِفنَةٍ مِن الكاذِبين المُنافِقين..

الأبيَض كمَا الأحمَرُ بها ، يَرمُزُ للمَوت و الضّحايَا..الأبيَض هوَ لَونُ أَكفانِهم يا (زُهَيْر) ، لا شَئ يُذكَر عَن السّلامِ فى أعلامِنا..الأسوَد عُصورٌ مُظلِمَة ، الأبيَض هو الأَكْفان ،
و الأحمَر كمَا الطَبيعِيّ هو الدِّماء..

و رُغمَ هذا نَحنُ فَقط نَغُضُّ أبصارَنا عَن الحَقيقَة ، نُجعَلُ أصابِعَنا فى آذانِنا و نُلَثِّمُ وُجُوهَنا..!
نَدَّعِي العَمَى بَينمَا نَحنُ نُبْصِر ، لأنّنا خائفون ، جُبَناء ، ضُعَفاء ، مَذعورون و ظالِمون..نَموتُ و مَنْ بَعدَنا يَحيَا عَلى جُملَة 'عاشَ المَلِك ماتَ المَلِك'..!"

اتّجَهَتْ لي بعُيونِها تَحمِل كُلَّ الحِقدِ الذي مِن المُحتَمَل أنْ يَحمِلُه بَشَرٌ لآخَر..
"أنتُم الشُرطَةُ ألَا تَقدِرون عَلى فِعلِ شَيءٍ ما لذاكَ الرَّئيسِ ، لقَد ماتَ الكَثيرُ بالفِعل و الآخَرون اعتُقِلوا.."

نظَرتُ لها..
"نَحنُ البَيادِقُ يا (وَرد) ، يَتِمُّ التَّضحِيَةُ بِنا كذلِك..
لا أحَدَ يَنجو فى حُروبٍ عَلى الإسلام.."

زَمّتْ شَفتاها و خافَتَتْ بـ..
"لَقد ضِقتُ ذَرعًا..!"

أَرَدتُها أنْ تَتَناسَى هذا و لَو لثُوَيْناتٍ ، أرَدتُها أنْ تَحيَا كمَا النِّساءُ غَيرها ، يَعبَثنَ هُنا و هُناك ، و الشَيء الوَحيدُ الذي يُداوِمْنَ عَلَيه الذّهابُ لمَحِلّات الاعتِناء بالبَشَرة و التّجميل ، و مَا يَتلو هذا مِن غَرابَةٍ و هُراءٍ ،
و شَئٌ آخَرُ بَعدُ ، أكلُهُنَّ للنُّقود..!

لِذا عَزَمتُ عَلى أَخذِها لخالَتِي ، أخبَرتُ (إيثان) فى الطّريقِ بإحضارِ (فَيْفاء) مَعَه..

<><><>

توَجّهتُ بعُيوني لجِهَتِه عَلى يَميني ، بينمَا لمْ يُكلِّف ذاتُه بالنّظَر لي يَقود السيّارَة فى طريقٍ شِبه مَعدومٍ مِن البَشَر..بهدوءٍ قال..

"إنْ ظلَلتِ تَنظرين لي سأهجُم عَليك.."

إلهي مِن أين أتى بهذا..؟
حرّكَ عَينَيه و أخيرًا لي ، هذا مُحرِج..!
بينمَا وَلَّيْتُ أدْبَارِي عَنْه لأنظَر للمَنازِل تَعدو إلى الخَلف و كأنّمَا لا تَقدِر عَلى مُجاراة سُرعَة سيّارَة (زُهَيْر)..

همم المَنزل..
عائِلَتي ، ذاك المَنزل البَعيد ماديًّا و مَعنويًّا الذي عِشتُ بداخِله مُراهقتي و طفولَتي..
بمُجرد ذِكري لَهم يَتدفّق الألَم بدواخِلي ليَتربّع عَليها و يَرتدُّ المَاضي الجَريح إلَيّ..!

بسبَبِهم أنا أتعذّب ، هو يَتعذّب..
أطبَقتُ أجفانِي بقوَةٍ ، فلَمْ تَرُدَّ عَينايْ عَليّ إلّا بعَبَراتٍ مالِحَةٍ دافِئَةٍ لَمْ أُرِد لها مِن ظهورٍ قط..!
و مَنْ ذا الذي يَرغَب بكَشف السِتار عَن خفايَا آلامِه ، رُعبِه و انتِحابِه..!؟ لَستُ أنا..!

أفقَط بسبب رؤيَتي للمَنازِل أُصبِح بحالَتي تِلك..!؟

ضمَمتُ نَفسي عَلِّي أُشعِرها بدِفء الحَنان..
انكَمَشتُ ببُطءٍ كمَنْ تَشبّث بقَيْد أنمُلَةٍ مِن الألَم..!

مؤلِمَة الذِكريات..مُؤلِمَة..

قالَ لي عَلى حِين غَفلَةٍ مِني..

"كمْ عَليّ القَول لكِ..؟
حزنُكِ قولِيه لي فنتَشارَكُه ، يَأسُكِ سَأمحوه مَعكِ ، قَلبُكِ سأُداوِي صُدوعَه..فقط ثِقِ بي.."

بتهدُّجٍ بنبَرات صَوتي..مُرتَعِشَةً..
"ألا تَرى..؟ أنا فقط لا أقدِر..!"

كَيف تؤثِّر بي كلِماته البارِدَة الجامِدَة تِلك ، أليسَ مِن المُتوَجّب ألّا أشعُر بشَئٍ مِنها..؟

أنفاسٌ ثَقيلَةٌ مُرتَعِشَةٌ ترَكَتْ شفتايْ ترتَجِفان بَعد هروبِها نَحو الخارِج مُتخلِّيَةً عَني..! أَخُلِقَ ذاكَ الرَجل لأصير لَه كوَرَقةٍ متى مَا شاءَ قرَأها..!؟

أنّى لَه بقِراءَتِها و لمْ يَفعَل قطُ أحدٌ مِن عائِلَتي..!
ر ربمَا...
كلا..!! كَفى يا (وَردٌ) كَفى أحلامًا ، لنْ أُعطِيه فُرصَةً للتَجوال داخِل أحاسيسي..كَفى بي مَا بي مِن تَصدُّعات..إنّ الحياةَ تُعطي فُرصَةً واحِدَة ، بينمَا أنا بالفِعل أعطَيْتُ العَديد..!

لا المَيت يَعودُ ليَحيا و لا الشظَايا تَعودُ لزُجاج..
تَسير الحيَاة فنَعدو نَحن وراءَها لعلّنا نوَاكِبُها..!
و بَعد شَقِّ مِن الأنفُس ، و بَعد الصِراع
، نتوَقف ،
لنُدرِك أخيرًا و فجأةً أننا قد ضلَلنا السَبيل..!
و لَكن هل كانَتْ للحيَاة مِن رَجعَةٍ قط..!؟

لذا لِمَ لا أكونُ كمَا الحيَاة..!؟
قاسِيَة بكُل لَحظَةٍ..بارِدَةٌ عابِسَةٌ فى أغلَب الأوقات..

مَنْ قالَ : «مَنْ سامَح كَريمٌ» سأذهَب شَخصِيًّا لأُوَجِّه لَه لكمَةً تُحِيلُ أسنانَه جِبالًا مِن شظايَاها..!

لنْ أسامِحَهم حتى نِهايَة الخَليقَة..!

<><><>

راقَبتُها..
أمامَ المِرآة هى تَحيكُ شَعرها لضَفائِر..
شَرَدتُ بها ، و بعدها ساوَرَتْني هواجِسي عَن سَبب دَعوَتِه لنا فى هذا الصباحِ الباكِر..
لطالَما أحسَستُ بخَوفٍ تِجاهَه ، فهو كأنّما يَعرِف متى نتَشاجَر أنا و شَقيقَتُه..!

فتَحتُ هاتِفي لأقرَأ الرِسالَة مُجددًا..
«هَلُمّ إلى مَنزِل خالَتي آتي بـ (فَيْفاء) مَعك ، الساعَة السادِسَة و النِصف..»

تنهّدتُ..اليَومُ إجازَةٌ لي بَحَقِّكَ يا (زُهَيْر) -أخَذتُه بالطَبع لأَجلِ الرّاحَة مُتَحَجِّجًا بمَرَضي-
هذا لأَجل راحَتي أيُّها البائِس و لَيسَ لتُخرِجَني فيه..!

فجأةً احتدّتْ عَيناي و تقَوّسَ حاجِبايْ..
"هَلُمِّي قَليلًا (فَيْفاء) لا أريدُ مِن أخاكِ سَبِّي.."

"لَكِنّي أريد ذلِك.."

تأفّفتُ..
"أكادُ أقسِم أنّ أخاكِ يُدَلِلُكِ أكثَر مِن امرَأتِه.."

توَقفَتْ عَن تَضفير شَعرِها الطَويل الذي لَمْ تَسمَح لي يَومًا بلَمسِه..و حدّقَتْ بي بسَخَطٍ..
رافِعَةً إحدَى حَاجِبَيْها..
"و لِمَ قَد تَحمِل أنتَ حِقدًا تِجاه هذا..؟"

و عَلى حِين غَرّةٍ انفَعلتُ راغِبًا بإغاظَتِها ، لكنّي حقًا لَمْ أتعمّد هذا داخِليًا..

"بالطبع لأنّها تَستَحِق تَدلِيلَه لها و أكثَر..
مَنْ فى هذا الزمان الذي اختلَطَتْ فيه عاداتُ الشَرق بالغَرب قد لا يَرغَب بامرَأةٍ تَعرِف مَا عَليها و مَا لها مِن رَبِّها..!؟ أنتِ نَقيضَتُها (فَيْفاء)..

تبَرّجتِ و أنا الأحمَق فقَدتُ سُلطانِي عَلَيكِ ، لكنْ أقسِم الأن أنّي لَن أخرِجَكِ مِن مَنزِلي بتِلك الألوان عَلى وَجهِكِ و ليَكن بَعدها مَا يَكن.."

صاحَتْ بوَجهي..فوَثَبتُ أنا قائِمًا أتوَعدها..
"أ أنتَ الأن تتَطَلّع لامرَأة شَقيقي..!؟
أتعلَم مَا سيَفعَل بِكَ إنْ عَلِم.."

"أهذا فقَط ما همّكِ بحَديثي..؟ حتى أنّي لَم أقُل أنّي أتطَلّع لها ، أنتِ لفّقتِ هذا مِن عَقلِكِ..!"

صرخَتْ بي مِن جَديدٍ..بينمَا شعَرتُ بمَقتِها يَزداد تِجاهي مِن خِلال أحرُفِها..
"لمْ ألَفِّقه..! بل هذا هو مَضمون حَديثِك.."

شَعرتُ بمَا يُلهِب صَدري حِينها..
أتطَلّع لامرَأتِه..!؟ لا وَ فوق كُل هذا امرَأتي أولُ مَنْ يُخبِرني و أكثَر مَنْ يُكَذِّبُني..!
لَهيبُ غَضبي حرّكَني لأُمسِكَ بعَضُدِها بقَسوَةٍ..
و هَسهَستُ بينمَا بالكاد أمسِكُ نَفسي عَن صَفعِها..

"عاوِدي مُحاوَلَة استِفزازي تِلك و لَنْ تُبصِري ما سيَسُرُّكِ.."

هه ، مُحاوَلَة استِفزازي..؟ لقَد نَجَحَتْ بالفِعل و انتَقَلَتْ لمَرحَلَةٍ مِن السّخَط..

رَمَيْتُ بعَضُدِها فى الهواءِ فتأوّهتْ بألَمٍ..و انكَمشَتْ عَلى نَفسِها لثوانٍ..
و حتى لا أضعُف أمامَها مُجددًا وَلّيْتُ ظَهري لها و اتّجهتُ إلى باب المَنزِل ، ثمّ توَقفتُ لحظَةً..
"أسرِعِ بارتِداء ثيَابِك.."

فتَحتُ الباب و مِن ثمَّ وَثبتُ خارِجًا مِن ظِلّ بَيتي أستَروِح مِن أنفاسِ الصبَاح الباكِر البارِد علّها تُذهِب عَنّي حرارَة حُزني..

تنهّدتُ للمرّة الألفِ عَلى التوالي..
فقط لِمَ تَصنَع مِن حيَاتي جَحيمًا ، ماذا فعَلتُ لأعاقَب بهذا مِنها..!؟

أحقًا..؟ أتطلّع لامرأةِ صَديقي ، أتطلّع لامرأة مَنْ هدانِي للإسلام..!؟
كَيف تَجرؤ عَلى قَول هذا لي و أمامي..!؟

و بَعد مرور لَحظاتٍ وَجدتُها أتَت للمِرآب و جَلسَت بجانِبي فى السيّارة..
تفحّصتُها بعُيوني..

جيد..لمْ تتبرّج هذه المَرّة..لكن قُلتُ لها..
"تِلك الخُصلة مِن شَعرِكِ أدخلِيها.."

رمَقتْني بانزِعاجٍ..
"لكنّي أريدُها هكذا.."

فانفَجرتُ صارِخًا فى وَجهِها..
"إنْ كنتِ ستُظهرين خُصلَةً مِن شَعرِكِ فلِمَا لا تَنزِعي عَنكِ حِجابَكِ مِن الأصل و اللعنَة..!"

سُحقًا لقد لَعنتُ فى النِهايَة يالي مِن....
استَغفَرتُ ثلاث مراتٍ بخفوتٍ..و بعدها انتبَهتُ لارتِجافاتِها التى لَن تَشفَع لها قطُ عِندي..
زمّتْ شفتاها و كأنّها عَلى حافّة البُكاء ، ثمّ فتَحتْ باب السيّارة عائِدَةً للمَنزِل لتَفعَل ما طَلَبتُ..

قُلتُ فى النهايَة بنَبرةٍ مُرتفِعَة حتى تَسمَعني..
"و ذاك البِنطال انزِعيه عَن قَدمَيْكِ..!"

توَقفَتْ و التَفتت عَلى عَقِبَيْها لي..بضيقٍ..
"لكنّه وَاسِع و لا يَشِفّ و لا يَصِف ما السئُ بِه.."

فصِحتُ بوَجهِها مُجددًا و كَم نَدِمتُ صِدقًا..
"البِنطال يَظلُّ بِنطالاً.."

أبصَرتُها تَخرُج مِن المِرآب بَعدما أبكَيتُها حقًا..
ااه..إنْ سنَحتْ لي فُرصَة فسأعتَذِر لها..
تنهّدتُ..
ما عُدتُ أقدِر عَلى ضَبطِ أعصابي بِسبَبِها..سأدعو ألا أكونَ مَريضَ قَلبٍ و إلا انتَهى بي الأمرُ بعِدّة ذبحَاتٍ صَدريّةٍ ثمّ السّلام..

<><><>

امرَأة الظلامِ تِلك أنّى لها النَوم بالسيّارَة..؟

طلَبتُ مِن خالَتي فَتح باب الغُرفَة التى كان مِن المُفترَض أنْ تَدخُلاها إلى الحِين الذي آتي به بـ (فَيْفاء) لهما..
تقدّمتُ ناحِيَة الأريكَة لأضَعَها جالِسَةً عَليها ببطءٍ..

نزَعتُ حِجابَها عَنها بهدوءٍ ، و فَكَكتُ شَعرَها حالِكَ السّواد..لا أدري حقًا لِمَ تُقَيِّدُه هكذا..!

استَفاقَتْ بَغتَةً و ارتِعاشٌ صاحَبَ ارتِجافَ حَدَقَتَيْها ، بخُفوتٍ وَحدِي سَمِعتُه..
"أنا لَمْ أُحاوِل قَتلها ، أُقسِم..!"

وَضَعتُ يَدي عَلى خَدِّها الأيمَن لأُشعِرَها أنّها قَد رَجِعَتْ للواقِعِ المُخالِفِ لعالَم الأحلام ، أو يَجدُرُ بي قَولُ عالَمِ الذِّكرَيات..! طَمأنتُها..
"فَلتَهدَأي.."

هَزّتْ رَأسَها فى إيجابٍ..اتّخَذَتْ لَحظاتٍ حتى عادَ تَنَفُّسُها لطَبيعَتِه..لَمَحَتْ بِطاقَةَ التّعريف الخاصّةِ بخالَتي..و خافَتَتْ باسمِها المَكتوب..
"(لُؤلُؤ عَبد القادِر)..؟"

أكمَلَتْ بنَبرَةٍ ذاتِ نُوتَةٍ طَبيعِيّة..
"اسمُها غَير مُتناغِم ، هذا غَيرَ كُرهي لكُنيَتِها فقَد كانَت عَيْنَ الكُنيَة الخاصّة بمُديرَة مَدرَسَتِي الثّانَوِيّة ، و لا حاجَة لذِكري لَكَ بكَمْ أَبغَضُها.."

"أُوافِقُكِ ، لَطالَما كَرِهتُ اسمَها أيضًا ، أُحِسُّه مُبتَذلًا.."

لكِن صَوتُها الحاقِد أعادَنا للواقِع..
"أتَقولان ما هوَ سَيءٌ عَن اسمِي أيُّها الطِفلان..!"

قَهقَهتُ ببَلاهَةٍ كذلِكَ (وَرد)..بحَماقَةٍ مَعًا..
"خالَتي لَمْ نَقُل عَنكِ شَيئًا.."

<><><>

"أنتُما حَقًا أسوَءُ ذُرِّيَّةٍ قَد يَحظَى بها شَخصٌ ما.."

قُلتُ بَينمَا أُفَكِّرُ بمَا هو مُختَلِفٌ ، فإنّ الذي أمامِي الأن خيَالٌ..!؟
(زُهَيْر) الذي صنَعَتْ مِنه الدُنيا فارِسًا جَليديًا ، تَجعَلُه امرأةٌ لَمْ يَتجاوَز عُمُرها العَقد الثالِث يَحنِي عُودَه للاهتِمام بِها..يُخفِض رَأسَه لها..

هو لَمْ يَفعَل قطّ حِين سَجَنَه خَلف قُضبان الشُرطَة..! سَمِعتُ صَوتَه الحاد البارِد..
"خالَتي لا تَأتِ بسيرَتِه و لَو بداخِلِكِ.."

توَترتُ حقًا..
"كـ كَيفَ..."
لَمْ يَدَعني أكمِل..

بجمودٍ..
"عِشتُ مَعَكِ نِصف عُمري أعلَم طَريقَة تَفكيرِك..
هذا غَير ملامِح وَجهِكِ التى توضِح هذا.."

زَمَمتُ شفتاي بَينمَا اتّجه هو للباب بعدمَا وَصّانِي بِرِعايَة امرَأتِه المَزعومَة..لكنّي قاطَعتُ رَحيلَه..
بجِديّةٍ..
"ليسَ مِن الأدَب مُقاطَعة الأكبَر سِنًا أثناءَ الحَديث (زُهَيْر)..! ألَمْ تَكبُر قَليلًا عَلى مِثل تِلك الأخطاء..!؟"

بهدوءٍ ردّ عَليّ..
"أعتَذِر ، لَمْ أتحمّل الانتِظار حتى الانتِهاء مِن ثَرثَرَتِكِ لطالَمَا بَغضتُها.."

خرَج مُغلِقًا بابَ الغُرفَة خَلفَه..
تأفّفتُ بخفوتٍ..

وَقِح..!

حدّقتُ بامرأتِه التى قَهقَهَتْ عَلى عِبارَتِه..
وَقِحَةٌ أنتِ أيضًا..!

تَمَعّنتُ بمَلامِحِها قَليلًا..شَعرٌ حالِكُ السّوَادِ ،
حسَنًا..ثنايَا جَسَدها مُتناسِقَةٌ رغمَ ثِيابِها الوَسيعَة استَطعتُ المُلاحَظة بصعوبَة قَليلًا..

بشرَةٌ بَيضاء ، أهدابٌ داكِنَةٌ خانِقَة السّواد ، تَملِكُ خَصرًا مُرهَفًا ، أنفٌ مُستَقيم..
شفتان باللون الوَرديّ الباهِت الذي بالكاد يَظهَر..
وَضَعتُ يَداي عَلى خَصري..بضيقٍ أفكِر..

<><><>

تنهّدتُ للمرّة المِئَة بعد الألف..!
بداخِل سيارَة (زُهَيْر) نجلِس بينمَا يَقود هو فى الطُرقات نَحو المَركَز..
توَترتُ قَليلًا لكِنِّي قلتُ أخيرًا..

"أنصِتْ لي لا أرغَب أنْ أُدخِلَكَ بحياتِي الشّخصيّة لكنِّي و كمَا تَعلم لا أعرِف التعامُل مع شَقيقَتِك..
لذا..امم الأمر فقط..لقد تشاجَرنا مُجددًا..!"

تحدّثتُ بقِلّة حِيلَةٍ فى النهايَة..
و أكمَلتُ بعدها غَير تارِكٍ له وَقتًا للحَديث..
مُحرِّكًا يَداي مع كُلِّ كلِمَةٍ أمَثِّل ما حدَث كما الأطفال..

"صِحتُ بوَجهِها مُجددًا ، لَكنْ أوَتعلَم لِمَ..!؟ لقَد قالَت أنِّي أتَطلّع لامرأتِك..! و بعدها جُنَّ جنوني و أمسَكتُ عَضدَها بقوّةٍ ثمّ خرَجتُ مِن المَنزِل بَعد الصِّياح فى وَجهِها كالبَهيمَة..!"

سَمِعتُه يُحَدِّثني رُغم شعوري بضيقِه مِن ذِكري لامرأتِه..بهدوئه المُعتاد..

"خِلافاتُكما دَومًا ما تَكون إمّا عَن ثِيابِها أو تبَرّجِها..
ما الذي جعَلكما تأتِيان بسيرَتِها..؟"

بمَللٍ أستَنِد عَلى زُجاج السيّارة بمِرفَقي..
"لَستُ أذكُر حقًا..!
تَعلم شِجاراتِنا يا رَجل..! قد نأتِ بأيّ شَخصٍ عَلى وَجه الأرض لا علاقَة له بنا حتى.."

أوقَف السيّارَة لأجل إشارَة المُرور الحَمراء..
و غيّر وَضعيّتَه بعضَ الشئ..
"لا يُهم الأن..
فقط (إيثان) ألَم نتّفِق عَلى عدَم الصراخ بوَجهِها..؟
فـ (فَيْفاء) إنْ أطاعَتْكَ حينَها فلَيس لأجل أنّها تُريد و إنّما فقط خَوفًا ، تَعلَم ما مرّتْ به لازال مؤثِّرًا عَليها..

كُل مُعضِلَةٍ تُحَلُّ (إيثان) لكنْ لَيس بالصراخ..
أنتَ تُريدها مَعك و لَيس ضِدكَ فى أيّ فُرصَةٍ قَد تُتاح لها..!"

همهَمتُ بخفوتٍ كعلامَةٍ لفَهمي ما قال..
فقط لو كانَت شَقيقَتكَ تَكبُركَ عَقلًا كمَا تَكبُركَ عُمرًا لَمَا تعذّب أيٌّ مِنا..
لا أنتَ بإصلاح خِلافاتِنا و لا أنا بمُحاوَلة هِدايَتِها..!

فجأةً تذكّرتُ..
"صَحيح..
أ أنتَ مُتأكدٌ أنّ امرأتَكَ ستَكون بخَيرٍ برِفقَتِها
لـ (فَيْفاء)..؟ أخشَى أنْ تُصاب بذَبحَةٍ صَدريّةٍ مِنها.."

سَمِعتُ قهقَهة خَفيفَة مِن قِبَلِه..
"لا أحد يَملِكُ قُدرَة استِفزاز امرَأتي غَيري.."

"لا بأسَ ما دُمتَ مُتأكِّدًا لتِلك الدّرَجة..!"







- "إنْ تشارَكتِ أوجاعَكِ مَعي لخفَّ ثُقلُها عَن كاهِلِكِ..
فقط ثِقِ بي..لَستُ خاذِلَكِ قط..
لَستُ مِثلَما هم.."

-(زُهَيْر)

°•°• مُلاحظة:: •°•°

"زُهَـيْر" تَصغير لـ (زَهَرَ) أيْ أزهَر و نمَا ، أو مُشرِق الوَجه..

"وَرد" جمعٌ لـ (وَردَة) و تعني الزهرة..
<بالطبع تعرفون>

"فَيْفاء" الصحراء الواسِعة و الجمع، (فيَافِي)..





•°الكاتبة::لَبِرلا..°•

°•°•~~~~~°•°•




روابط الفصول

المقدمة والفصل الاول .... اعلاه





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 05-09-19 الساعة 12:29 AM
Labirla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-19, 12:01 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... الم تكن هذه الرواية تحمل عنوان (( خلق من زجاج)) بانتظار الرد وايضاح الامر....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 05-09-19, 12:01 AM   #3

Labirla

? العضوٌ??? » 446118
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » Labirla is on a distinguished road
افتراضي

بإذن الله سأنزل فصول الرواية بأكملِها كامِلَة يوم ١٠/٤ هذا فصل لأزيد مِن الحماس بها فقط^^

Labirla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-19, 12:03 AM   #4

Labirla

? العضوٌ??? » 446118
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » Labirla is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة.... الم تكن هذه الرواية تحمل عنوان (( خلق من زجاج)) بانتظار الرد وايضاح الامر....
حسنا هى كانت شبيهة بها و بالأسماء حتى لكني غيّرتها الأن تغييرًا جذريًا هل الأمر لا يَصِحُّ أم ماذا ، أعني أنا أريدُ حَذفَ خلق من زجاج و استبدالها بهذه هل بالإكمان؟.


Labirla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-19, 12:18 AM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

تم تنسيق المشاركة الاولى واعتبارها المقدمة

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء






قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.