آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          504-الحب هو الجواب -جينيفر تايلور - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          507 - الحب أو لا شئ - ناتالي فوكس - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          85- الانتقام الذيذ- دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          235 - دمعتان ووردة - جيسيكا ستيل-كاملة بصورة واضحة (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟
نديم و بريهان 23 34.33%
آصف و نادية 44 65.67%
أكرم و إيثار 10 14.93%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree407Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-20, 03:20 PM   #2301

ريتاج القلب

? العضوٌ??? » 410405
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » ريتاج القلب is on a distinguished road
افتراضي


جميل جدا جدا يسلمووووووووو

ريتاج القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 05:55 PM   #2302

امال ابراهيم ابوخليل
 
الصورة الرمزية امال ابراهيم ابوخليل

? العضوٌ??? » 383503
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » امال ابراهيم ابوخليل is on a distinguished road
افتراضي

كل سنه وانتي طيبه يا نغم ،،😘
انتي قلمك مبدع يكفي احساسنا بكل كلمه كتبتيها وشاهدناها امامنا ربنا يزيدك ابداع وتقدم دوما👍👍👍

نغم likes this.

امال ابراهيم ابوخليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 11:18 PM   #2303

عمرااهل

? العضوٌ??? » 427834
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 298
?  نُقآطِيْ » عمرااهل is on a distinguished road
افتراضي ان

قدر الله وماشاء فعل

عمرااهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 11:46 PM   #2304

ريمارضا

? العضوٌ??? » 384469
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 152
?  نُقآطِيْ » ريمارضا is on a distinguished road
افتراضي

روايه مشوقه جدا

ريمارضا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:29 AM   #2305

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الله أكبر و لله الحمد
كل سنه و انتو جميعا طيبين
جاري تنزيل الخاتمة
أتمنى تكون على مستوى توقعاتكم


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:43 AM   #2306

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

تسجيل حضور في الانتظار

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:43 AM   #2307

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 18 والزوار 23)
‏mansou, ‏Hagora Ahmed, ‏Suzi arar, ‏amana 98, ‏نغم+, ‏رانيا خالد, ‏ريان الريان, ‏houda4, ‏همس البدر, ‏رودى رامى, ‏سوها يحيى, ‏Qhoa, ‏كف القمر, ‏اسماء2008, ‏Emoji, ‏zahra0, ‏سكر فضة, ‏mrabab


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:44 AM   #2308

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

و حيث بدأتها بالشغف أنهيها به

*****

الخاتمة

" حبك منطقة محظورة
تقع بين تعب الصدق و سهولة الأكاذيب "
**
**

يجلس آصف في منتصف أريكة صالون شقته ، يريح رأسه على ظهرها ، رجلاه ممدتان برشاقة أمامه و عيناه ترسلان نظرات مفكرة شاردة تحط من حين لآخر عند الباب حيث ينتظر دخولها منه .
- تأخَّرَتْ .

تحركت شفتاه بكسل و هو ينطقها ، بالمقابل كان ذهنه يجري و تتوالى مشاهد كأنما يد تورق بسرعة عنيفة كتاب حياته .
توقفت يد الخيال فجأة عند تلك الصفحة التي تقف مجعدة في منتصف الكتاب لشدة ما تم تصفحها و بتردد أغمض عينيه يسمح لضميره بعيش المشهد مجددا فيرى نفسه يقف وسط حديقة بيت أبيه الثاني ، شابا هائج الأنفاس ، ينوء قلبه تحت ثقل رجولة مبكرة و عشق بات يمزق روحه .
تعرجت خطوط جبينه و هو يراها بعين الماضي تدخل من الباب ترفع رأسها في غرور ملتصق بشخصيتها ، تمشي بعنفوان متكبر كأن الأرض خلقت فقط لتسير قدماها هي فوقها ، شعرها يتبعها يرقص فوق ظهرها مع ضربات الريح بين خصلاته .
أغمض آصف عينيه أكثر و كبر عمق تجعداته و هو يراه يتقدم نحوها بعنف ولده شراسة رفضها المستمر له دون إبداء أسباب ، تنفس بعمق و هو يعترف أنه لم تكن لتهم تلك الأسباب فهو وقتها كأي عاشق عنيد تعرى من المنطق و خلع كل تعقل .
لذلك كان الجنون هو ما يحركه ، ما يُنطقه ، ما جعله يومها يقبض على ذراعها بين أصابعه و بصلابة عاشق يهددها بفضحها إن لم تكن له ، حليلته ، خليلته ، حبيبته ، إن لم تنم على صدره الذي كوته بنار هواها .
و من لحظتها غرق و أغرقها في بحر من مرارة سوداء ، قاسي الأمواج ، حارق العواصف .
حين عاد إليه عقله مع لطمات التمرد منها كان الشرخ قد أحدث و لم يقدر و لم تسمح هي له يوما بأن يرممه ، فقط كان ما بينهما يجذبه كل منهما بطريقته ، هو بعشقه ، هي برفضها حتى مزقاه .
تنهد طويل انطلق منه و هو يفتح عينيه فيتلألأ في عمقهما ضوء الأصيل و بعض الندم .
نعم فقط بعضه فقد قدم سنوات من عمره قربانا لهذا الندم و ما كان الثمن بالمقابل سوى رفض أعمى منها لكل كلمات أسفه ، لكل محاولات اعتذاره ، لكل شيء يصدر عنه فقط لأنه منه .
أياما تحولت لأسابيع ثم أشهر ثم عمرا مضاه يحفر ذلك الجبل العالي المنيع بينهما بأصابعه حتى أدماها .
و ككل إنسان يقابل بالفشل كخيار وحيد انسحب و اختار طريقا سهلا دون جبال ، اختار نادية و لم يندم لحظة .
نادية التي لم يكن الطريق إلى قلبها معقدا لذلك أحبها بملء إرادته ، بعطاء رجولته ، بنضج فكره و تمعن كيانه .
و رغم ذلك و في سبيل اقتناص نصر في ساحة لطالما هزم فيه و من أجل نيل رضا لا ينال من الأخرى كان سيضحي براحته معها .
غباءه العاطفي جعله لحد آخر لحظة يؤمن بأن حكايته تختلف تفاصيلها عن حكاية أمه و أبيه ، الآن عرف أن التفاصيل ليست الأهم بل الأشخاص هم من يصنعون تلك التفاصيل .
و هي اختارت منذ زمن أن تكون أمها بينما نادية رغم أنه أجبرها هي الأخرى لم تختر سوى أن تكون نفسها .
و وجدت حتى و هو يحقن أوردتها بالألم الطريقة كي تسامحه .

- نادية

همس اسمها بشوق و كأنه يضمه بين شفتيه ثم نهض و سار حتى خرج من الشقة ، كان بصدد إغلاق الباب وراءه حين رآها تظهر من الممشى الحجري الذي يؤدي لبداية الدرج و يوصله بالطابق الخاص بأمه .
باستمتاع شغوف ، عاد إلى الوراء قليلا يستند إلى الحائط خلفه و يراقبها تصعد إليه ، أطراف فستانها تطير حول ركبتيها الناعمتين برقة فتكشف ما يعلوهما قليلا ثم تعود فتسدل الستار و هو بين هذا و ذاك يضيق عينيه يقتنص بمكر تفاصيلها .
- حبيبتي ، قال بدفء و هو يستقبلها أخيرا بين ذراعيه .
تأخرت ، عاتبها قرصة تلتها قبلة على خدها .


- أردت أن أتركك على راحتك ، همست و يداها كالعادة تتحركان لتملسا تجعيدة لا يراها سواها في ياقة قميصه .

ببطء رفعت عينيها تقابل الابتسام داخل عينيه ثم بتردد سألت :
- هل غضب منك جدا ؟

اتسعت عيناها و هي تراه يهز رأسه ببطء قبل أن يقول و هو يمسك يدها و يدخلها معه :
- لم يغضب لأني لم أكلمه بعد .

أغلق الباب و سار بها إلى الصالون شارحا لها في الأثناء :
- لم أرد أن أكلمه إلا و أنت معي ، أجلسها ملاصقة له على الأريكة و أكمل ، أريدك أن تسمعي كل شيء .

دون كلام أسندت رأسها على كتفه في علامة على الموافقة بينما تناول هو هاتفه الذي أضاء فوق شاشته اسم عمه الأكبر .
ضغط الزر و شغل مكبر الصوت ، رنتين فقط انطلقتا قبل أن يسمع الصوت الأجش يتكلم بوقار ساخر :
- الحمد لله على السلامة يا عريس .

قتمت ملامح آصف فوضعت نادية يدها فوق يدها المرتاحة فوق كتفها فيما انبعث صوت عمه حادا أكثر ، لاذعا أكثر :
- الحاجة أمك اتصلت بي و اعتذرت بدلا عنك عن الحضور لعقد قرانك أنت و أنا التي كنت أظن أن هذا كلام يكون بين الرجال و لا تتكلم فيه النساء .
- الحاجة بألف رجل ، قاطعه آصف بصوت أكثر حدة من نظراته .

ارتدت بقية كلمات الرجل الأكبر داخل حلقه فلم يسمعا سوى همهمة غير مفهومة قبل أن يتكلم من جديد بصوت صار تهكمه أكثر خفوتا :
- أمك قالت أنك لم تقدر على الحضور لأنه كان وراءك مشوار مهم .
- كان أهم مشوار في حياتي ، تنهد آصف و هو يقولها ، ضم نادية أكثر إليه و أكمل بارتياح ، و الحمد لله وفقت فيه .
- و عقد قرانك على بنت عمك ؟ سألت أمك فقالت أنك لم تحدد معادا آخر بعد .

زفر آصف و أسدل جفنيه فألقت رموشه ظلالا قاتمة تراقصت لحظات على وجنتيه قبل أن يقول بصوت ثابت رغم خفوته :
- لأنه لن يكون هناك معاد قادم يا حاج .
- ماذا تقصد يا ابن أخي ؟

انحنت رقبة نادية لاشعوريا و انكسرت نظراتها نحو يدها اليسرى المستقرة فوق حجرها في حين ارتفع صوت آصف ثانية دون أن تنخفض درجة ثباته :
- أقصد أني لن أعيد ابنة عمي لعصمتي .

صمت قوي دق بينهم بعد الجملة الأخيرة استغرق كل منهما فيه بطريقته فسهمت نظرات نادية فيما تحفزت كل ملامح آصف .
- أكيد هذا من أفعال ميرفت ، تردد صوت عمه بعد ثوان يكسر الصمت و يبني في ذات الوقت جدارا شفافا بينهما .

و رغما عنها تراخت يد نادية من فوق يد آصف بينما قال هو بحدة لم يحاول أن يسيطر عليها :
- سامحك الله حاج ، بالعكس أمي لم يكن لها أي دخل .
- إذا هي زوجتك الثانية من أجبرتك .
أنا أعرف كل شيء عن كيد النساء .

صفة الثانية و الازدراء الواضح الذي غلفها أطاحا بتماسك نادية فسحبت يدها و وضعتها فوق الأخرى و فورا ترك آصف الهاتف من يده مكتفيا بوضعه على الطاولة أمامهما ثم حضن بكفه الدافئة كلا يديها قائلا بنبرات عاد إليها هدوءها :
- ربما تعرف كل شيء عن كيد النساء لكنك لا تعرف شيئا عن نادية يا حاج لذلك من فضلك لا داعي أن تأتي على سيرتها .

شقت زفرة عمه الحادة التوتر الملموس بينهما قبل أن يقول بما بدا لها محاولة للهدنة :
- لكن غنوة بنت أخي قالت لي أن الأمور بينكما عادت مثل السابق

أغمضت نادية عينيها تلقائيا فنظر آصف فورا نحوها ثم قلب يدها المرتجفة بقوة في يده و أخذ يمسد عليها بإبهامه بدفء لم يشب صوته و هو يرد على عمه بقدر كبير من الجفاء رغم الاحترام :
- أنا حاولت معها يا حاج توفيق كما حاولت مع نفسي لكني مؤخرا اكتشفت أن ما كسر لن يجبر أبدا يا حاج
- قل هذا لنفسك يا ابن أخي

اتسعت عينا نادية و شحب وجهها و هي تلتقط التلميح الذكوري الواضح في كلمات عمه .
دون أن تدير رأسها نظرت بطرف عينها لآصف فرأت تقلصا مريرا يلوي شفتيه .
أعادت نظرها إلى يده المتوترة فوق يديها و هي تعترف لنفسها أنها لا تتمنى أبدا أن تكون في موقفه .
- منذ تزوجتها لم أتوقف عن قولها لنفسي ، تمتم آصف أخيرا ، لكني لن أصلح كسرا بكسر آخر يا حاج .
ما بيننا كان نصيب و انتهى و لن يعود .

ما إن نطقها حتى ارتاحت قسماته و جلت العتمة عن نظرته
- خيبت ظني فيك إلى أقصى الحدود يا ابن أخي و كسرت خاطر بنت عمك .

انبعث رد عمه الحاد الغاضب ، صوته يقطر استصغارا و احتقارا لكنه كان كرعد دون أثر على قلب آصف و ضميره فمن تعود طويلا على احتقار قراراته لن يؤثر فيه احتقار الآخرين لها بعد أن ربح أخيرا احترامه لنفسه لذلك حين تكلم كان بمنتهى الاسترخاء و قال بعد أن طبع قبلة على راحة نادية .
- آسف عمي لكن كان علي أن أكسر خاطرها أو أكسر قلبي أمي و زوجتي و أنا اخترت أفضل الظلمين .

**
**

بعد دقائق كانا مستمران في الجلوس في نفس الوضع لكن بمشاعر جدا مختلفة .
كانت نادية تنظر لآصف و ابتسامة بدأت تولد فوق شفتيها ، بدا وجهه كأنه عاد سنوات إلى الوراء و اختفت آثار تلك من ملامحه برحيلها هي و ذنبها عن قلبه .
- آصف هل مازلت تشعر بالذنب ؟ تمتمت بخفوت .

التفت نحوها ببطء ، تأمل رموشها المهتزة كالثقة التي في نظرة عينها إليه ثم أمسك ذقنها و رفع وجهها و بدأ يقول كأنه يريد أن يصب كلماته في وعيها :
- حبيبتي إحساسي بالذنب تجاهها لازمني منذ ليلة زواجي منها يعني دام لسنوات و معه كان هناك إحساسي بالذنب تجاه أمي ، تنهد بعمق ألمه للأخيرة و أضاف ، و مؤخرا أضيف إحساس جديد بالذنب تجاهك أنت نادية .
بداخلي صارعت الأحاسيس بعضها و فاز الأفضل .
أردت أن أعدل ، أن أرمم ما تصدع لكن ما فعلته هو أني كنت سأداوي ظلما بظلم و أقتل ذنبا بإحياء ذنب لذلك أخيرا اقتنعت بأن أفعل الأنسب و الأهون من ناحية الخسائر حتى لو لم يمت للمثالية بصلة .

صمت قليلا بينما إبهامه تداعب بشرة ذقنها ثم همس و هو يغوص داخل مقلتيها :
- قلبي تعب نادية .

يدها المستقرة فوق كتفه تمشت ببطء حتى حطت على يسار صدره .
- و أنا أريد أن أريحه ، فقط أخبرني كيف .
- ابقي جانبي إلى الأبد ، أريدك معي في كل لحظاتي حتى اللحظة الأخيرة .

هزت رأسها بطاعة ثم همست و يدها الأخرى ترتفع لتعانق وجنته :
- فقط آصف ؟

هز رأسه قليلا يمثل دور الحائر ثم برنة براءة هزمها البريق الماكر داخل عينيه غمغم لوجهها المنتظر :
- أتعلمين ما أفضل دواء للنسيان ؟
- ماذا ؟
- وصلة رقص في من هذا الخصر المثير قبل أن يختفي ، قال بحسرة و هو يتحسسه بين أصابعه.

ضحكت نادية و بدأت بالوقوف فبرقت عيناه تحذيرا :
- لكن هزي خصرك بلطف ، لا نريد أن نزعج سيادة ولي العهد .

**
**

على موسيقى " أنت عمري " اختارت نادية أن ترقص له .
أغمضت عينيها و اتسعت حدقتاه و هو يرى كتفيها تنتفضان مع النبضة المتحفزة الأولى من اللحن الساحر الموجوع .
ثم يعلو خصرها و ينخفض و يتمايل بنعومة كأنها تشرب الأنغام بروحها .
و مع نطق أوتار القانون جوار العود ارتفع ستار جفنيها ببطء مغو تمهل تأثيره بين دقات قلبه فعاث فيها الغواية .
دون أن تحيد بعينيها عن عينيه ، بدأت تتمايل بتناغم و انسجام حتى بدا له كأن اللحن يعزف عليها هي .
كأنها تحولت بدورها لعود شرقي أو ربابة حنونة .
كانت نادية تشعر بالحرية لذلك ترقص كأنها تتحرك داخل قلبه و قد صار مساحة مضيئة لها وحدها
لم تعد تأخذ حذرها ، لم تعد تستدير و تلتفت خلفها خوفا أن يلحقها ظل الأخرى و يمد ساقه أمامها فتقع على أرض يأسها .
الآن فقط ترقص كما لم ترقص له أو لغيره من قبل
لم تعد تبذل جهدها لتنسيه الأخرى
الآن صارت كل جهودها أن تذكرها بها هي
هي وحدها .
استمرت تدور بجسدها ، بقلبها ، بكلها و تديره معها تأخذه حيث شاءت بسهولة
و في مكانه تحفز آصف في جلسته و هو يراها تشبك ذراعيها أمام وجهها ثم تنزلهما بينما يموج خصرها و تهتز أنوثتها بإثارة مع الحركة الخفيفة لقدميها على الأرض .
جسدها يتناسق ميلانه فتتشاجر نبضات قلبه بينها أيها تتقد لها أكثر .
رقصها كنزهة ريفية بعد احتضار المدينة ، يطلق خيول رجولته في سهول رغبته بلا قيد و لا عنان .
قام من جلسته المتململة و بخطوات بطيئة سار نحوها ، نظراته المستيقظة لكل شبر فيها جعلت أنوثتها تجيب نداء إغواء رجولته بتمايل رق حد إيجاع دقاته .
وقف قريبا منها ، جامدا بقدر تمايلها ، صلبا بقدر ليونتها ، عاصفا بقدر رقتها ثم فجأة مد يده يسمك يدها المرتفعة في الهواء ، قبض عليها و أدارها بضع دورات أمامه قبل أن يختطفها من بحر رقصها و يسحبها فترتطم بشاطئ صدره .
رفعت عينيها الحلوتين إليه فقابلت وعدا أحلى داخل عينيه يخبرها عن رقصة و لا أجمل بين ذراعي حبه .
بينما كل داخله يشتعل بفكرة بأن الرجل الحقيقي ليس الذي تكون له كل النساء بل الذي يجعل من امرأته كل النساء !

***************



التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 31-07-20 الساعة 02:43 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:49 AM   #2309

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

" لو الحب أكذوبة و ثمن تصديقها عمري
فسأدفعه فيها و أستدين معه ملايين السنين الضوئية "

**
**

يقف أكرم بجوار باب مكتب رئيس قسم الهندسة الميكانيكية ، يتظاهر بتفحص هاتفه لكن عيناه تفضحانه كل حين و هما تضيقان غيرة بينما يرى كفها ترتعش انفعالا بين كفوف الدكاترة و هم يهنئونها بنجاحها بامتياز في اختبارات التقدم لنيل شهادة الماجستير .
رغم نظراتهم الأبوية الصرفة نحوها إلا أن قلبه الغيور لم يقتنع و كيف له إقناعه و هو يرى أن ارتعاش كفها حق له وحده مهما كانت ماهية هذا الارتعاش .
أدار وجهه بضيق و أبعد عينيه عن المشهد مصدر غيظه فمع أنه قطع آخر الخيوط في شبكة الشك لكن نار غيرته و لهب تملكه يأبيان الانطفاء .
لكنه الآن و بعد قطع أشواط صعبة في طريق علاقته بها يعلم أنه آن الأوان لترك اضطراباته الخاصة و الانشغال بدل ذلك بمداواة جروح روحها فالعمر لن يسعه لفعل الأمرين .
**
**
بعد فترة ، كانا يتمشيان معا في المنطقة المحيطة بمبنى الكلية ، يتأمل هو من خلف نظراته الشمسية و تتفحص هي من خلف رموشها أسماء المطاعم المنتشرة في المكان .
قلبت شفتيها بطفولية فخطفت نظراته لها بينما قالت و هي تهز كتفيها :
- جميع المطاعم سبق و تناولنا طعامنا فيها .

بسخرية لم يقدر على الامتناع عنها قال و هو يلتفت حوله :
- و هل توقعت أن ينبت مطعم جديد خلال أسبوع .

زمت شفتيها تحاول أن تكتم ضحكتها عنه لكن ابتسامة تملصت منها و أضاءت كامل وجهها .
ابتسم لها بدوره و تمتم يغازلها بحرارة صوته الخفيض :
- ماذا قررت صاحبة السمو الآن ؟
- اممم ، لم أقرر بعد .

وضعت إصبعها الصغير بين شفتيها و بدأت تعضه على سبيل التفكير لكن لمعة غضب غيور جعلتها تسحبه و تدير عينيها حولها ثم تقول بطفولة :
- لا تغضب هكذا أكرم ، لم يرني أحد .

تأفف أكرم و زفر و أطلق نفسا ساخنا في محاولة واضحة منه كي لا يسمم الجو بإحدى كلمات غضبه فأسرعت تضيف تعزز محاولته :
- لدي فكرة !
- اشجيني ، تنهد و هو ينظر لساعته .
- ما رأيك أن تأكل اليوم من صنع يدي .
- تقولينها كأنها أول مرة .
- أنا أعرف أنك سبق و فعلت لكن جميع تلك المرات كانت في بيت أهلي لكن هذه المرة ستكون مختلفة ، سأطبخ لك في مطبخ شقتنا أنا و أنت و سنتسوق معا ، ما رأيك سيكون تمرينا إضافيا في دورة تأهيل المقبلين على الزواج .

كانت عيناها ملتمعتان ، يبرق سوادهما بحماس بينما تشرح أكثر مستعملة يديها و كل ملامحها ، غير دارية ما يفعله كل ذلك به و هو الذي يكاد يختنق بصبره .
فبعد مغادرتها المستشفى غادرتها لهفتها على الزواج و صارت تتراجع أكثر مما تتقدم و منذ شهرين تقريبا وجدت فكرة هذه الدورة و هي تجول داخل عالمها الافتراضي و فورا آمنت بها و أرغمته على اعتناقها و مشاركتها فيها .
زفر بعمق و عيناه تلف و تعود لتحضن حركة شفتيها ثم تمتم بينما إبهامه ينزلق من معصمها حتى وسط راحتها و يبدأ بمداعبتها بلطف :
- هل ستظلين تدورين بي معك كثيرا في هذه الدورة إيثاري ؟ أنا تعبت حبيبتي و أريد الزواج .

تحركت رموشها تنافس حركة صدرها سرعة تفضح انجذاب الجسد للجسد و توق الروح لنصفها ، أطرقت برأسها تنظر إلى حقيبتها التي اشتدت يدها على مقبضها ثم قالت بهمس مختنق :
- أخبرتك من قبل لست مستعدة بعد أكرم .

تصلب فكه و ظل واقفا طويلا ينظر بعبوس قاتم لخليط المشاعر العابر وجهها ثم حين أصبحت وقفتهما مغناطيسا للأعين الفضولية زفر و جذبها من ذراعها ، يمشي بها مسرعا غير عابئ بكعبها العالي و لا خطواتها القصيرة كما تتجاهل هي طوال الوقت احتياجاته كرجل ناضج و ما أصعب أن تجتمع الصفتين معا في واحد نصيبه أن يعيش كالمتزوجين ...
دون زواج .
**
**
بعد ساعة كان يسترخي في جلوسه على أحد كراسي المطبخ ، اختاره قريبا من النافذة ، يراقبها تعطيه ظهرها و تقود أوركيسترا من الأواني و أدوات المطبخ .
شرد فيها بعمق فلم يفق سوى على صوت شهقة ألمها حين تناثر على يدها بعض الزيت الساخن .
- حبيبتي ، هتف بقلق .

في لحظة كان وراءها يتفحص معصمها ثم يجذبها بلطف و يضعه تحت مياه الحنفية .
- و الآن دور المرهم السحري ، همس قريبا من أذنها قبل أن يرفع يدها حتى شفتيه و يغرقها بقبلات متمهلة .

راقبها تلتفت له ، على شفتيها ضحكة تدعوه .
لم يكن بوسعه أن لا يتقدم !
لذلك في الثانية التالية انتقلت قبلاته لتتخذ من رقبتها طريقا قطعه صعودا و نزولا و بكل تمهل .
- أكرم ، همست له بحلاوة جعلته يتساءل هل السكر يذوب أو يذيب .

مهما كانت الإجابة فسكرها هي أذابه ، أخذ تعقله و سيطرته و كورهما ثم أرسلهما عند بيت الجيران .
شعر بجسدها يرتجف بقوة مستجيبا له فاحتواها بقوة بين ذراعيه و أخذت أصابعه تجول فوقها بتملك ، تترك خطوطا من نار فوق بشرتها ثم تهاوت كل سيطرته و جميع مقاومتها و ضربت كهرباء الرغبة بينهما كرقصة برق مجنونة .
بعد وقت مر بين قبلات محمومة و لمسات حارقة ، جلسا متباعدين ، أكرم يضع وجهه الساخن بين كفيه و إيثار تتأمل شكلها المبعثر كأنها ترى نفسها لأول مرة .
نظرت نحوه بطرف عينها و ارتجفت شفتاها و هي تسمع صوت لهاثه القوي .
لأول مرة تتحرك غريزتها بوحشية داخلها فتعطيها فكرة بسيطة عما يعانيه طوال الوقت
و كله من أجلها .
ابتسمت بغرور أنثوي وليد ثم رقت نظراتها إليه و بحنان ناعم همست تناديه :
- أكرم .

توقف صوت لهاثه دفعة واحدة و تصلبت عضلات ظهره و ذراعيه .
كان يخبئ ضعفه أمام رغبته بين كفيه لكن صوتها لو استمر بهذه العذوبة ، بهذه الدرجة من الأنوثة فسينزع صمام الأمان و ستنفجر وحوشه في وجهها لذلك بأكبر ما يقدر عليه من سيطرة نطق كلمة واحدة :
- تفضلي .
- ماذا ؟ سألت دون فهم .

دون أن يلتفت نحوها أشار بيده نحو باب الشقة و قال :
- إلى الخارج ، رمى نحوها سلسلة مفاتيحه و أضاف ، انتظريني في السيارة ، سألحقك حين أهدأ .
- و لكن ...
- دون لكن ، اخرجي و اتركيني وحدي .
وجودك بهذا القرب دون قرب يؤلمني .

اختلط داخلها شعورها بالشفقة مع شعور طاغ بثقة تتغذى على هذه الشفقة فسارت لتخرج و هي تتعثر في خطواتها .
فقط حين وصلت الباب سمعته يضيف :
- مستعدة الآن ؟
( و أكثر من مستعدة )
هتف بها قلبها و أكده رنين ضحكتها و هي تغادر .

************

بعد شهر ،
في شرفة الفندق حيث قضيا أول ليلة لهما في شهر عسلهما وقفت إيثار تنظر إلى الأفق البعيد ،
ألوان الشروق اكتست بطيف وردي هذه المرة لم يكن وليد مخيلتها .
شاكستها نسمة باردة فعادت تشتاق دفء السرير .
جلست برفق على حافته و تمهلت نظراتها على صدر أكرم العاري و وجهه المسترخي الخطوط .
مدت يدها تربت على خده فأصدر زمجرة اعتراض كسولة .
لم تصر على محاولاتها لإيقاظه ، يستحق حبيبها الراحة بعد طول صبر .
استلقت بجانبه تريح رأسها بجانب رأسه تاركة ذهنها الصافي يستقبل صور ليلة الأمس .
كانت ليلة كعطر اندلق بعد طول احتباس فتضوع أريجها بين قلبيهما .
أغمضت عينيها بانتشاء فرأت وجهه كالشمس يطل عليها ينضج سنابل أنوثتها الهشة .
من جانبه على السرير تململ أكرم يزعج عمق نومه شعاع شمس ساطع تدفق من خلال فجوة بين الستائر .
بدأ وعيه يصحو مضمخا بأريج أنوثتها بينما جسده نصف النائم ما يزال منتشيا بنظرة الامتنان الدهشة البريئة أمام رقة رجولته في التعامل مع أنوثتها عديمة الخبرة .
- إيثار ، همس كأنه يحلم .
- نعم حبيبي .

بتثاقل فتح جفنيه يودع طيفها ليستقبل الحب في وجهها .
كانت متكئة على مرفقها فوق السرير تنظر إليه و تميل بجسدها عفويا نحوه ، فتستريح أطراف خصلاتها على خده .
مال برأسه يقبل الأخيرة ثم همس باسمها ثانية فلم تبدو له فائدة لباقي الكلمات .
لكنها على عكسه كانت تعشق الكلمات لذلك همست له و هي تنحني عليه و تسدل على وجهه ستار شعرها :
- صباح الخير يا ملك الموج و الهدير .

سرح صوته من خشونته ثم قال و هو يداعب شفتيها بطرف أنامله :
- صباحك سكر يا سكر .

ابتسمت و أصابعها ترد له مداعباته ثم انعقد حاجباها كأنها تفكر .
- خيرا حبيبتي ؟
- أتعرف ما الذي أريده الآن حبيبي ؟

غمزها و مد ذراعه يحيط به خصرها ثم همس لعينيها :
- أتمنى أن يكون نفس ما أريده .

بمكر انثوي لعب بأعصابه همست :
- قريب جدا مما تريده .
- حقا ؟ سأل و هو يعتدل جالسا فورا .
- حقا ، تمتمت بمكر متزايد ، لكن أريد الجانب النظري منه لا الجانب العملي .

عاد للاستلقاء و هو يغمغم واضعا يده على عينيه :
- عدنا للنظري و تعب النظري و حرمان النظري .

ضحكت بنشوة فنظر إليها بطرف عينه يقول بفضول مغرم :
- ماذا تريد طالبة قلبي ؟
- أريدك أن تصف كيف كانت ليلتك معي .
ثم نطبق ؟
أكرم !
لكزته في كتفه و أشاحت بوجهها في دلال أثاره فقام يجلس نصف متكئا .
نظر إلى شفتيها بلون التوت الأحمر ، إلى خديها باللون المشمشي ثم أغمض عينيه و همس :
- ليلتنا كانت كطبق فاكهة منعشة في عز الصيف .
- أريد وصفا أكثر رقة

قطب جبينه فمررت طرف أصابعها على طول فكه قائلة بحلاوة
- أرجوك حبيبي

تنهد يجمع شتات أفكاره و تمتم :
- كانت ليلة كنفس طويل نسيت أن آخذه وسط ازدحام النهار .

امتعضت شفتاها و هزت كتفيها ثم ألحت عليه :
- حاول أكثر حبيبي ، من أجلي لأني أهتم كثيرا بهذه التفاصيل .

هز رأسه موافقا و هو لا يعرف كيف يرضي الشاعرة فيها ، يشعر ببحور الشعر تضطرب داخله لكن شعبا من الرموز الجامدة و المعادلات الصعبة يقف بينه و بينها لذلك اكتفى بضمها إلى صدره حتى تسمع شعر قلبه و أبيات وجدانه قبل أن يقول بشيء من الحالمية :
- كانت ليلة لن أعرف كيف أصفها
ليلة تشبهك ، بريئة ناضجة ، سهلة معقدة ، كتلة تناقضات .

نظر في عينيها و أكمل بصدق شغوف :
- و لم أكن لأتمنى أجمل منها .

*****

يتبع في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t456040-232.html

Qhoa and دانه عبد like this.


التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 31-07-20 الساعة 02:29 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 01:55 AM   #2310

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

" أحببتك صبية شاردة
و أردت أن أحبك كعجوز وحيدة
تحتفظ منك بكل ذكرى حتى أزهارك الجافة البعيدة
لكن كنتُ أنا أنا و كنتَ أنت أنت "

**
**


جلست مقابلة له لو كان يجوز هكذا وصف .
- مضى زمن طويل منذ تحدثت إليك آخر مرة ، همست و هي تجول بأنظارها حولها .
تصور أني نسيت تماما ما قلته لك وقتها ، تنهدت بعمق و أردفت ، و لو أني لا أحتاج أن أتذكر .
أكيد كان لوما و عتابا بقدر جرحك لي .
لكني اليوم أتيت لغرض مختلف .
أتيت لأفتح لك قلبي الذي أغلقته أمامك في حياتك .
كلام كثير في قلبي ثروت و ظللت مدة لا أعرف لمن أوجهه حتى اخترت أن تزورني أخيرا في حلم فقررت أن أبادلك الزيارة في اليقظة .
أتعرف ما علة آصف ابننا يا ثروت ؟
آصف الذي ظللت أتهمه بأنه ابن أبيه حتى صدقها .
علته أنه لم يقدر يوما أن يكون مثلك
لم يقدر أن يكون أنانيا
أنا آسفة ثروت لكنها الحقيقة و بعض العيوب لا تموت بمجرد موت أصحابها
عندما تواجهنا انا و ابني و ظِلَّك رأيت في عينيه أن كل الحب السابق غاب .
فهمت نظرته و أنت تعلم لماذا .
لأني رأيتها سابقا في عينيك أنت ثروت

تنهدت ثم رفعت يدها تكورها و تسند عليها ذقنها و تستمر بالقول الخافت :
- لم افهم ابني ثروت تصور
بسببك فقدت إحساسي به
طوال الوقت كنت أتصور أنه بزواجه على نادية كان سيعيد ظلمي أنا أمه
لكن الآن فقط عرفت أنه لم يكن يرى صورتي في نادية بل في ابنة أخيك
لذلك لم يرد أن يقترف في حقها ما اقترفته أنت في حقي أنا
كان لدى ابني ذلك الإحساس بأنه لو عاش سعيدا مع نادية و ترك ابنة عمه سيكون أنانيا ليس فقط في حقها بل في حقك أنت أيضا
كان كأنه يريد أن يحمل ذنبك و يشاركك تعاستك
و ابني لم يكن يستحق ثروت فأنت سامحك الله كنت السبب في كل شيء

توقفت لتنثر قليلا من الحب الذي أحضرته في سلتها للعصافير ثم أكملت :
- لذلك فعلت ما رأيت أنه العدل بقلبي فنحن الخلق ثروت لا نجيد العدل كما يجيده الخالق
نحن ناقصون حتى في محاولاتنا الكمال
ابنة أخيك أعلم أنها ظلمت معي و مع ابني لكنها كانت أكثر من ظلمت نفسها و من ظلم نفسه لن نكون نحن أرحم به منها
كإنسانة عجزت أن أفعل أفضل مما فعلت و كأم كان عجزي أكبر
أردت أن أخفف عن ابني لكن لم أقدر أن أكون أنانية خصوصا أني أعرف عمق و وجع هذا الجرح
لذلك تصرفت بغريزة أم تعرف قلب ابنها و تحفظه
وضعت الأمر كله بين يدي نادية و أنا واثقة فيها كامرأة خبرت قلب ابني مثلي أو أكثر مني

توقفت ثانية تسبح بأنظارها في السماء و كم بدت لها صافية في هذا الجزء من مدينتهم ، عبست قليلا ثم أكملت :
- يومها أقسمت عليه أن لا يخرج و هو أصر قليلا لكني كنت أعرف أنه الضمير لا الحب
و في الأخير ابني بر قسمي
لكني لم أمنعه عن ابنة أخيك و في الوقت الذي قلبي كان يصرخ رفضا أعلنت له موافقتي عليها
فأنت ثروت أكثر من يعلم أن المنع هو وقود الرغبة
و نادية بفطرتها التي لم تمس عرفت ذلك هي أيضا و رأته كما رأيته
و حين قلت لها أريحي قلب آصف ، قلب ابني و ابنك الذي أتعبناه معنا عرفت قصدي دون كلام
نادية وحدها كانت دواءه فأنت ظلمته ، ابنة أخيك ظلمته و هو ظلم نفسه و حتى أنا أمه ظلمته و اتهمته بأنه ابن أبيه لكنه لم يرث منك كل شيء كما كنت أتصور
ورث مني كما ورث منك
فمثلك هو أعمى في حبه و مثلي أنا قاس صلب حين ينتهي حبه .

سكتت عن الكلام و وقفت ببطء فمال ظلها وراءها .
- يومها بكيت كثيرا ثروت لكنه كان بكاء راحة

هزت رأسها و بأسف تمتمت كأنها تكلم الريح :
- أليس مؤلما ثروت أن يكون في علمي بتعاستك مصدر راحتي و أنا التي كنت أشتري راحتك بتعبي
أرأيت إلى أين أوصلتني ، إلى أين أوصلتنا ؟
هل كان الأمر يستحق أن أموت في اليوم ألف مرة و أن تموت أنت بداخلي كل مرة ؟

طافت نسمة باردة بوجهها فابتسمت و بتأكيد قالت تجيب نفسها ، تجيب الدنيا و الزمن :
- كلا لم يكن يستحق

التفتت له حيث يقضي نومته الأخيرة و غمغمت بينما تضبط حجابها و ملابسها :
- نسيت أن أخبرك أنها اتصلت بي
نعم هي المتكبرة المغرورة الجاحدة اتصلت بي تصور !
كانت باكية كما كنت أنا منذ عشرين عاما من أجلك أنت
ترجتني أن لا أنتقم منها في ابنتها
أنا أنتقم ؟ الله هو المنتقم
قالت لي أن ابنتها لا ذنب لها في ما حصل بيننا
تعرف ماذا أردت أن أقول لها يا ثروت ، أردت أن أصرخ فيها بأني أنا أيضا لم يكن لي أي ذنب
أردت بشدة لكني اكتشفت و أنا أستمع إليها
أني كنت أفضل من أن أتشفى
لماذا أتشفى و أنا أصلا قد شفيت ؟

بخطوات متمهلة بدأت تغادر مودعة له في الأثناء بآخر حديثها :
- على فكرة ثروت ، منذ أسبوع صرت و الحمد لله جدة .
ربما لهذا زرتني أنت في الحلم ، لتطمئن مني على حفيدك .
اطمئن هو يشبه آصف يعني يشبهك يعني قمر و الحمد لله
لكن تصور ، نظرت خلفها كأنه فعلا يراها و قالت بتسلية ، تصور أن عيناه خضراوين مثل عيني
نعم أورثه الله عيني حتى لا تزوغا مثل عينيك ثروت .

ضحكت بخفوت و هي تتلفت حولها ثم تمتمت ب "سبحان الله " و هي تشعر بأن الله يخاطبها من خلال كل شيء و كل تفصيل .
فعلا الخالق يعلمها أنه صرف أقداره من أجلها هي ميرفت كي تنعم بهذه اللحظة
إشارة شفافة لا تلتقطها سوى روح مؤمنة كروحها
فقط لتنالي سلامك ميرفت
الخالق يراك و يسمعك و يستجيب لنداء قلبك المغدور به
أفيستمر إصرارك على معاتبة خلقه ؟
تنشقت ميرفت عبير الراحة حولها
نظرت إلى القبور المتناثرة
هنا بقايا الأجساد بعد هجر جنود الأرواح
هنا الحصون الخاوية ، هنا المعارك الطاحنة ، هنا الأحقاد ، الغيرة و و و
و هنا اللا شيء الذي يعقب كل شيء
و هنا
السلام .
" سلام قولا من رب رحيم "
كما تشعرها و ليس كما جعلها أبناء هذا الجيل
في رضاك عني كل رضاي يا رب
كل الرضى يا رب
العوض هو نفحة من ريح الجنة
يغوص فيه المؤمن فينسى فجأة كل آلامه
استدارت الحاجة ميرفت تغادر مع شعور داهمها فجأة بأن لا شيء فعلا كان يستحق
- ألف نور و رحمة على روحك يا حاج ثروت ، دعت له بصدق .

النيران السابقة خمدت بدفقة ماء و غمرها نور من البهاء و الحقيقة
- أنا أسامحك على كل شيء يا حاج ثروت و أسامح نفسي و أسامح ابني ، همست و هي تشير لابن أخيها المنتظر في سيارته بالاقتراب ،
أما هي و ابنتها فأتركهما لعدل الله و
مشيئته .

Qhoa and جولتا like this.

نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.