|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟ | |||
نديم و بريهان | 23 | 34.33% | |
آصف و نادية | 44 | 65.67% | |
أكرم و إيثار | 10 | 14.93% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-12-19, 11:38 PM | #702 | |||||||||
عضو ذهبي
| تسجيل حضور فى المقاعد الأولى لحضور فرح حببنا نديم الغالى الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 10 والزوار 18) ام زياد محمود, sira sira, لينا الحربي, samira bouanane, Totahazem, mayna123, mannoulita, moh khedre, NH_1927, Samaa Helmi | |||||||||
24-12-19, 11:54 PM | #704 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 17 والزوار 29) موضى و راكان, Totahazem, نورالشهري, amana 98, mayna123, سمية احمد, احلام العمر, اشراقه حسين, وجدان1417, عربيه90, sira sira, لينا الحربي, samira bouanane, mannoulita, moh khedre, NH_1927, Samaa Helmi | |||||||||||
25-12-19, 12:09 AM | #705 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 17 والزوار 39) موضى و راكان, نور علي عبد, القرنفله, mayna123, shatoma, Totahazem, نورالشهري, سمية احمد, احلام العمر, اشراقه حسين, وجدان1417, عربيه90, sira sira, لينا الحربي, samira bouanane, mannoulita, moh khedre مساء الخير | |||||||||||
25-12-19, 12:43 AM | #707 | |||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| حبيبتي منوراني منوراني يا جميل اقتباس:
انتي ضيفة شرف عندي النهارده في الفصل ايمي الحلوه قمر كل جلسة حبيبتي احلى تسجيل حضور اقتباس:
نورتي الروايه حبيبتي الفصل طويل زاخر بالمشاعر أتمنى ينال إعجابكو و آسفه على التأخير النت راح يتفسح شويه و لسه راجع | |||||||||
25-12-19, 12:46 AM | #708 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثالث و العشرون سار آصف منتصب الظهر ، مفرود الصدر ، متيبس القسمات ، نظراته ، سيوف باترة تشق الطريق أمامه . بدا له بهو المصحة طويلا إلى ما لا نهاية ، مهجورا سوى من تلك الغرفة التي تقترب و تقترب و قلبه باقترابها يهجره ، يهرب و يبتعد عنه و عنها ... نادية . ليسلك طريق الأخرى . شفتاه تشربتا قسوة قاتمة و هو يزفر غيظه الرافض . كلمات عمه الأكبر الحاج توفيق في تلك المكالمة الهاتفية منذ نصف ساعة لم تأفل بعد من فضاء ذهنه . أمها كما أخبره الحاج توفيق تعرضت لنزلة شعبية حادة جدا و توقفت رئتاها تقريبا عن العمل ، وصلت إلى الموت على حسب تعبير عمه و لم يكن من النوع المبالغ . لذلك ما إن أوصل نادية حتى باب عمارتها و تركها مع صمتها الحائر و عينيها المتسعتين بتساؤل حتى استدار يطير بسيارته إلى المصحة . توقف عن السير أخيرا و عيناه الصقريتان تلتقطان رقم الغرفة المفروض أن تتواجد بها كما أعلموه في الاستقبال . رفع رأسه قليلا ينظر إلى الأعلى بخواء . طعم علقم مقيت يغرق حلقه . و في أثره مذاق آخر له حلاوة تفتك بنبضات قلبه و تفسد عليه توازنه . مر و حلو هكذا هو حاله دائما كلما تنشقت روحه وجود طيفها قريبا منه . مر كقسوة جفافها ، كاستبداد جفائها . حلو كالوعد المتغزل في ظلمة عينيها ، كانثناء عود أنوثتها بين رجولة ذراعيه . أسدل جفنيه ينظر إلى أكرة الباب ثم مد يده يحركها و سرح نفسا عميقا من صدره ثم خطا داخل الغرفة . هدوء هذا ما كان في استقباله . هدوء مريض شاحب لا تقلقل سكونه سوى الأصوات الرتيبة للآلة بجانب سرير المرأة النائمة و التي كانت لوحدها في الغرفة . أمال وجهه نحوها يتأملها . قلبه مزعزع تجاهها بين شفقة و رصيد عتاب لا ينفد . نائمة بعمق ، حجابها مرتخ حول وجهها ، بعض خصلات باللون الأشقر الذي تعود عليه شعرها فرت من قيد القماش و انسدلت ذاوية تزيد ملامحها شحوبا . ملامح رغم المرض و التجاعيد يحوم بها جمال لم تذو براعمه و لم تجف عروقه . شبيهة ابنتها ، أنثى مظلمة ، ظالمة الجمال خُلِقت لتُعذِّب . دارت عيناه في الغرفة يتساءل رغما عنه أين عساها يكون مكانها الآن بدل أن تكون قرب أمها . في قلبه تحرك قلق مريض عليها ، رغما عنه تحرك و زاد و كاد يفيض حين ردعته فجأة لطمة غيرة . أكيد تتواجد الآن بجانب ذاك ، من أصبح زوجها . زفر بقوة جميع غضبه الحبيس فتململت المرأة النائمة ببطء . ابتعد عن السرير و توجه نحو النافذة يتأمل الأشعة الضعيفة المتسربة من بين خصاصها ، يتمنى الآن لو تسمح له مروءته بالهرب من مكان لا ينتمي إليه . سمع أنينا خافتا من خلفه فالتفت يتأمل المريضة من جديد . تعبير الضيق الذي جعد ملامحها أثار المزيد من قلقه فتحرك من مكانه خطوات و ضغط زر استدعاء الممرضة . بعد ثوان دخلت فتاة ترتدي بنطلونا سماويا و بلوزة قصيرة بيضاء ، ألقت عليه السلام و نظرة متأملة أطول من اللازم ثم انحنت على المريضة تتفحص نبضها و تتفقد الآلة و المحلول . انتصبت من انحنائها و مالت إليه تواجهه ، تقول بصوت خافت حتى لا تزعج راحة النائمة : كل شيء بخير أستاذ . أنا آسف إذن على استدعائك دون مبرر لكنها بدت لي متضايقة قليلا . هذا متوقع بعد ما تعرضت له و لا داعي للأسف فهذا واجبنا . أومأ برأسه فهزت رأسها مع ابتسامة لطيفة و خرجت كما دخلت دون صوت . عاد فورا ليواجه النافذة . بعد لحظات انتفض قلبه في مكانه و هو يسمع صوت الباب يفتح بهدوء ليغشم أنفه رائحة عطرها ، ثقيلا ، شرقيا بعبق حريم السلطان ، زاخرا كحدائق عنبر لا تبيد . شعر بها تقترب من مكانه ، خطواتها تباطأت قليلا ثم قرأت أذناه ترددها و هي تتوقف خلف ظهره ، بين السرير و النافذة . لم يحاول أن يستدير ، ظل واقفا في نفس الوضع ، محتفظا بنفس اللقطة ، عيناه شاخصتان أمامه فكره يغلي كمراجل حديد ذائب فائر . هذه اللحظة التي لم يجرب عيشها أبدا من قبل . أن يلتقيا ، قلبه مشغول بغيرها و قلبها مشغول بغيره . - آصف ؟ صوتها .. مازال كما هو . يداعب أوتار رجولته كما لا تفعل أنثى غيرها . و نادية ؟ نطقت إحدى دقاته كلا ، نادية شيء آخر . نادية ، عالم مختلف . كتم نفسا قويا فشعر بحدته تجرح رئتيه . التفت ببطء كأنما يحرك قدميه داخل رمال متحركة . و كان لقاء العيون . تَحَرَّكَت أَهدابه بثقل شَديد في حين ارْتَخَت أَجْفانها . - السلام عليكم ، قال و صوته العميق يخلو من أي ذرة دفء . - و عليكم السلام و الرحمة ، ردت و عيناها لا تحيدان عن عينيه . للحظات تواجها بثبات مختلف التوجهات . باردا يعبق فتورا من جهته . متسائلا يفوح حيرة من جهتها . وقفا لا يقتربان ، لا يبتعدان ، لا يتكلمان الأنفاس متوترة ، الأعصاب مشدودة ، قطبان متنافران بشدة قيدهما حكم الزمن و القلب فلا يلتقيان . ينظر نحوها بتماسك تواجهه هي بمثله . فقط اهتزاز رموشها الطويلة هو ما يفضح توترا لطالما أجادت كبته و كتمانه . - آصف كيف حالك ؟ كلمات كالسكين تقطع تمزق الكرامة ، الرجولة ، العشق المهزوم أمام جبروت أنثى . تجرح ثوب الحاضر الذي بالكاد بدأ يغزل ترقعه بقطع من الماضي . ماض بقسوة رفضها بقوة إغوائها حالي ؟ الآن تسألينني عن حالي ؟ بدل أن يرد على سؤالها قال و هو يستدير نحو السرير ليواجهها بنصف جسده . - كيف حال زوجة عمي ؟ فهكذا كانت بالنسبة إليها و بالنسبة إليه زوجة عمه لم يربطها أي منهما في قلبه برجل آخر و هذا ما جمعهما هي و هو و هذا ما فرقهما . - الحمد لله ، سمعها تقول ، أخبرني الطبيب أنها تجاوزت مرحلة الخطر لكن تحتاج للبقاء يومين آخرين داخل المصحة . تقدمت قليلا نحوه ، تملأ بجسدها ، بعطرها ، بحضورها ، الفراغ الملغم بينهما . نظراتها طوال الوقت مرسلة إلى أعماقه تبحث و تبحث . تأملها هو الآخر بنظرة ثابتة . لا يليق بها أبدا جو الغرفة المعقم المريض . هي التي تفيض الحياة بين أعطافها . الحرة الشرسة التي لا تروض لا تقيد لا تتأقلم . سوداء القلب متوحشته تفترس بأعماقه كل ألوان المشاعر . من الصعب عليه الآن أن يراها بهذا التعاطف ، بهذه الهشاشة . انبعث أنين والدتها فاستدارت توليها جميع اهتمامها فورا . بطرف عينه راقبها تنحني عليها تتفحصها برقة حانية . الخوف المحبوس بين جفنيها و هي تنظر إلى جسد أمها النائم استجاب له قلبه بنبضة حنان و دقة حنين . قلبه الغادر له دائما . تأملها تطبع قبلة ناعمة على جبينها الشاحب ثم استقامت و عادت تنظر إليه . سكن حزن نظراتها داخل حدقتيه فعرف أن كلمة ماض مضت إلى حال سبيلها . الماضي نظنه مضى لأننا لا نراه أمامنا . لأننا كففنا عن عيش أيامه . لكنه لم يكف عن العيش فينا . هي لم تمض من قلبه . اقتربت منه أكثر ، نظراتها تتلصص على مشاعر قد تكون مخبأة تحت صلد جفائه . - أنا آسفة ، همست تتقصد الضعف في نبراتها ، نسيت أن أبارك لك على زواجك ..القريب . كاذبة ، نضحت الكلمة من نظراته المشرفة عليها . هي لا تقدر أبدا أن تبارك له . يعلم يقينا أنها لا تريده أن يتجاوزها ، أن في نسيانه لها موت لنبت غرورها و كيف لها أن تحيا بدونه ؟ اقتربت أكثر فدوى الأمر داخل فكره : " لا تمدي يدك فلا طاقة لي على لمسك من جديد " فلمسك سيعيد للحياة كل همسك . سيجعلني أتمرغ في حضن آهاتك الغائبة الحاضرة . و كأنما أنصتت لنداء صدره ، توقفت مكانها و لم تمد يدها . ثبت آصف عينيه على خاتم ارتباطها . وهج ذهبه مع بريق ألمساه أحرقت مشاعره العاصية التي لا تتوب . هي الآن أعطت الحق لآخر فيها ، هي أذنت لغيره أن يختمها باسمه . هي الآن حلاله ذلك الآخر و ربما نهل من شفتيها ، تنشق الليل الأدهم لخصلاتها و ربما سمحت له أن تدنس لمساته محراب عشق كان يظنه حقا مقدسا له وحده . طيري من داخل قفص أضلعي ، تبرم منها بعنف . ارحلي من طرقات قلبي و اتركي المجال لي كي أتخلص من آثار لؤمك . لا تقيديني بإثم حبك و الرغبة في قربك ، أعطني الفرصة كي أعشق غيرك . بنفس الجمود في حدقتيه ، تحركت يداه تفردان قماش ياقته و أكمامه ثم توجه بخطوات ثابتة نحو الباب . فقط عندما صار نصف جسده خارج الغرفة التفت نحوها يقول بجفاء : - هل تحتاجين أي شي ؟ - كلا شكرا ، داخل همسها قرأ العتاب واضحا . شكرا لك آصف . كررت فتجاهلها هي و همسها و تأثيرها عليه و أغلق بابا آخر بينه و بينها . ****************** بتنهد ملول ، قطعت الحاجة ميرفت تسبيح ما بعد الصلاة و قامت تستجيب لرنين هاتفها اللحوح . تغير تأففها لابتسامة عريضة و اسم نادية يضيء داخل الشاشة و بين ثنايا قلبها . - السلام عليكم ، نادية حبيبتي تعرفين أنك كنت اللحظة في بالي ؟ خفتت ابتسامتها قليلا و هي تستمع لكلمات نادية : - و عليكم السلام ماما ميرفت ، أنت أيضا في بالي طوال الوقت . بالمناسبة كيف حال قريبتكم ؟ - قريبتنا ؟ أيهن ؟ - لا أعرف ماما ميرفت ، منذ قليل عندما كنت مع آصف اتصل به عمه و أخبره أن إحدى قريباتكم في المصحة و اتصلت بآصف أكثر من مرة لكنه لا يرد . ارتعد قلب الحاجة ميرفت و امتقع وجهها بشدة ، أبعدت الهاتف عن وجهها و أطلقت نفسا عميقا . بصعوبة سيطرت على رجفة شفتيها ، نظمت عباراتها المرتبكة و تمتمت تقول دون انفعال : - لا شك أنه يقصد عمة آصف ، هي سيدة كبيرة في السن و تتعرض دائما لأزمات صحية . أنا نفسي لم أعلم سوى منك . - طمئنيني عليها ماما ميرفت حين تقدرين . " اطمئني يا ابنتي ، تمتمت ميرفت في سرها ، عمر الكلاب طويل " - حاضر يا ابنتي ، قالت بصوت مسموع ، عموما لا تشغلي بالك بشيء و ركزي في زفافك و زفاف صديقتك . - و آصف ؟ همست نادية بخجل. - آصف ما إن يصل البيت حتى يتصل بك ، ربما هو مشغول الآن . " بتلك الغانية الرخيصة " شرحت في سرها قبل أن تدعو لها بالتوفيق كما عادتها دائما ثم تقفل الخط . * * بعد دقائق ، جلست ميرفت في غرفتها ، أمام تسريحتها القاتمة اللون ، وجهها المتوتر يطل عليها من المرآة و صورة قديمة بين كفيها . أطرقت برأسها تتأملها . صورة يتلاقى فيها الضدان إلى الأبد . الحزن و السعادة . الألم و الفرحة . المكسب و الخسارة . صورة زفافهما هي و هو . حيث ينظر إليها نظرة رجل اختصر سعادته داخل كيان امرأة . و لفخرها و لعذابها كانت هي تلك المرأة . جزء كبير منها كف عن الوجود ، لا تنكر . و الجزء الباقي هو قشرة سميكة ارتدتها لتتماسك في وجه الزمن و الناس . و كله من أجله ، آصف . رفعت يدها تمسح دمعة حزن و تجعيدة قلق ثم تمتمت برجاء ، قلبها يتوسله يتضرع له : لا تفعلها يا ابن بطني . لا تنتهج الغدر مثل أبيك . لا توجع قلبها فتوجع قلبي مرة أخرى . *********** | |||||||
25-12-19, 12:56 AM | #709 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| و الشمس تطرق طرقاتها الأخيرة على أبواب النهار ، يقف مستندا بكفيه على رخامة النافذة الزجاجية التي تحتل أكثر من نصف الجدار في غرفة الانتظار داخل عيادة شوكت . الحي بالخارج راق جدا تنسكب الأشعة الجورية على مبانيه البيضاء فيصنع جمالا لم يعد قلبه قادرا على فهمه . كيف يقدر و الحزن يقف فقط على بعد ذكرى كصديق قديم ترى في وجهه ملامحك . - تصبحين على خير مدام . - تصبح على خير دكتور . ظل نديم على وقفته حتى بعد تلاشي آخر صوت صدى حذاء آخر مريضات شوكت . لم يلتفت سوى و هو يسمع نحنحة هذا الأخير بعد أن اقترب يقف أمام النافدة بجانبه . - تأخرت عليك ، تمتم شوكت و هو يحك أعلى رقبته بحرج . - أنا آسف لكن السيدة كانت .. - لا بأس ، قاطعه نديم غير راغب بمعرفة أية تفاصيل ، لست مستعجلا . - أين تفضل أن نجلس ؟ تكلم شوكت و هو يسير نحو الباب الخارجي و يغلقه ، هنا أم بالداخل . - هنا جيد . جلس على الأريكة القريبة من النافذة مستندا بكوعه على حافة ظهرها و مسندا صدغه على قبضته . جلس شوكت بدوره ، يمسك هاتفه و أ<سابعه ترسل كلمات سريعة إلي زوجته يعلمها بإمكانية تأخره . - إذن ؟ تمتم و هو يضغط زر الإرسال - لا شيء مهم ، غمغم نديم ، احتجت فقط أن أتحدث معك قليلا . - أولا كل شيء يخصك مهم بالنسبة لي ، ثانيا تفضل كلي أذان صاغية . - حول العلاج الذي آخذه ، تنهد نديم . - مضاد الاكتئاب ؟ ما به ؟ - أريد أن أتوقف عن أخذه قبل موعد الزواج . - كطبيب لا أنصحك بذلك أبدا . حك ذقنه و هو يتأمله بتفحص ثم قال بهدوء : - كرجل أفهم طبعا أنك لا تريده لأنك تخشى أن تراه زوجتك ضعفا . لعب بساعة معصمه قليلا و أضاف : - لكن خطيبتك مختلفة نديم ، رشا حدثتني عنها و هي معجبة بها جدا و أنا واثق أنها ستكون متفهمة ل... بوجوم حاد قاطعه نديم : - رشا أخبرتها أني أعيش على مضادات الاكتئاب ؟ - كلا طبعا ، هز شوكت رأسه بقوة و هو يمد يده يضعها على كتفه ، علاجك سر بيني و بينك نديم و رشا نفسها لا تعلم شيئا عنه . تلاشت الحدة عن ملامح نديم لكن لم يخفت ظل وجومه ، نظر حوله قليلا ثم عاد ليقول : - أنا سأتوقف عن تناوله في جميع الحالات فقط أردت أن يكون ذلك تحت إشرافك . هز شوكت كتفيه بقلة حيلة : - كما بدأته تنهيه نديم ، بنفس الطريقة ، أنت الآن تأخذ حبة ثلاث مرات في اليوم ، ستصير نصف حبة ثلاث مرات يوميا لمدة شهر ثم نصف حبة مرتين لمدة شهر آخر و هكذا . بحسبة ذهنية سريعة هز نديم رأسه رافضا : - بهذا المعدل سأحتاج ثلاثة أشهر و الزفاف لا يفصلني عنه سوى شهران . سآخذ نصف حبة مرتين يوميا لمدة شهر و نصف حبة خلال المدة المتبقية . - نسق سريع و لا أنصح به . تنهد شوكت بإرهاق و هو يتطلع إلى العناد القاتم داخل هدقتي نديم ثم قال باستسلام : - لكن ما دمت مصرا لا أقدر أن أمنعك . مال نحوه يربت على كتفه من جديد : - كيف تشعر بنفسك هذه الفترة ؟ - الحمد لله . - مواضب على صلواتك ؟ - الحمد لله ، كرر نديم و هو يتفقد الوقت في شاشة هاتفه . هل نخرج الآن ؟ لا أريد أن أؤخرك أكثر . وقف شوكت يتناول سترته و يقول ضاحكا : - تقصد لا تريد أن تستمع لثرثرتي أكثر . * * * بعد قليل و هما يقفان جوار سيارة شوكت ، فرك الأخير يديه باحثا عن دفء ضيعته برودة المساء و قال بحرج : - أنا و الشلة اتفقنا أن تكون هديتنا لك بمناسبة زفافك يومي إقامة كاملة في فندق بالساحل الشمالي . و لا مجال للرفض ، أضف و هو يرى تحرك شفتي نديم . المفروض أنها مفاجأة لكننا نريد أن نعرف حول شهر عسلك و متى تنوي العودة منه حتى نقدر على الحجز لك منذ الآن . صمت نديم الهادئ جدا كان خير رد عليه . باستنكار قال و هو يثبت عينيه داخل مقلتي الآخر : - لا تقل أنك لم تتفق معها بعد على تلك التفاصيل ؟ وضع نديم يديه داخل جيبي بنطلونه و قال و هو يلتفت حوله كأنه يريد الهروب : - بريهان لا تهتم بتلك الأشياء . - إذن عليك أنت أن تهتم نديم . وضع يده على ذراعه و تمتم بتفهم متعاطف : - أفهم أن الموضوع فقد بريقه بالنسبة لك و لا ألومك لكن لا تنسى أن هذه هي مرتها الأولى . نكس نديم برأسه تحت ثقل هواجس لم تغادره بشأنها فأضاف شوكت يطرق على حديده و هو ساخن : - ستعيش معك جميع مراتها الأولى فلا تستسلم و تخذلها نديم . اكتفى نديم بهز رأسه بسرعة قبل أن يقول دون تعبير : - تصبح على خير شوكت . راقب شوكت بقايا ظله ينسدل خلفه ثم استقل سيارته و هو يتمتم : - ستكون فرصة لك نديم فلا تضيعها . فرصة أن تعيد اكتشاف كل شيء معها و بطريقتها . *************** | |||||||
25-12-19, 01:03 AM | #710 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| مساء عقد قران نديم على بريهان ، في الصالون التقليدي الذي أخلوه من معظم أثاثه و زرعوه مقاعد و كراسي من أجل السيدات من الضيوف ، تنقلت نادية بخفة تنثر ابتساماتها بين المدعوات و تقبل هذه و تلك بينما تتأكد في الأثناء من أن كل شيء في مكانه و خاصة خاصة مكبرات الصوت الثلاث . فاليوم بالذات يحتاجون أن يكون صوت الفرح صاخبا ، يعلو و يكتم غيره من الأصوات . بعد قليل و الكراسي تزدهر بشاغلاتها ، دخلت عليهن بريهان ترافقها عمتها و خالتها تجران طرفي عباءتيهما الشرقيتين الثقيلتين بيد و باليد الأخرى تحملان مبخرتين من النحاس العتيق ، شفهاهن لا تكف عن تمتمة أدعية التحصين و الرقية من الحسد و العين . تقدمت بريهان نحو المقعد الفخم الخاص بها الذي يتوسط الجالسات ، تمشي في حرص و هي تمسك بخجل طرف عباءة حريرية بيضاء ترسم حدود جسدها في نعومة ، تجمع نمطين في تصميمها كأنما نسجت خيوطها روح مغتربة تحن لدفء شرقها . بدأت تجلس ببطء فسارعت أختها و ابنة خالتها بترتيب وسادة الكرسي و فرد قماش عباءتها من أجلها و ابتسامة سعادة تشق شفتي كل منهما . بريهان تتزوج أخيرا . تنزل عن ركح المآتم و تدخل مسرح الأفراح . أحاطت بها الفتيات تنهلن من منظر فتنتها المضيئة . ما شاء الله ، تبارك الله تناقلتها الهمسات حولها كلغط فراش مرح لعوب . غير بعيد عنهن ، في الركن الخافت من المكان ، وقفت نادية ببدلة رقص شعبية ، بيضاء لامعة مقلمة بخطوط فضية عريضة تنساب على جسدها كأنها فصلت لتحتضن تفاصيله . فتحة صدرها مثلثة معقولة الحجم ، أكمامها ضيقة حتى المرفق ثم تتسع على شكل جرس حتى معصميها . أحكمت نادية الحزام الموسلين ذي القطع الذهبية الرنانة الكثيرة حول خصرها ، ضبطت مكبر الصوت و أعطت تعليماتها لإيثار الواقفة بجانبها في صمت مترقب ثم اتجهت نحو وسط القاعة لتتشتت أنظار النسوة بين جمالها و فتنة صديقتها . غمزت نادية إيثار تعطيها إشارة البدء فضغطت الأخيرة على زر لوحتها الرقمية التي سبق و سجلتا فيها أغاني السهرة . انبعث لحن الأغنية التي اختارتها نادية استجابة لطلب أمها فامتعضت الشفاه الأنثوية و عادت معظم البنات الواقفات لملاذ كراسيهن . ابتسامة نادية أشعت تعوض كل النقص في رصيد الابتسامات و دار خصرها دورة فطار الامتعاض . دار دورته الثانية فحل إعجاب مذهول مكانه . دار دورته الثالثة فدارت الأعين تتابعه و تميل مع ميلانه . " لو انت مين مين مش هجري وراك " " لو انت ايه مش هترجاك " شفتاها تتمتم بالكلمات و هي ترفع كلا سبابتيها في إشارة نافية و تنظر ناحية إيثار ثم تنهي جملة المطرب بهزة كتف مرحة و تستدير لاوية جميع جسدها برشاقة راقصة لم تغادر ركحها يوما . خصرها يواصل تنهداته . شعرها المنسدل حرا حول وجهها و على كتفيها يستمر في تأوهاته . كتفاها ترتجفان بنعومة . و الكلمات تدغدغ مشاعرها فتنسجم و تذوب و يتمايل عودها و تدور تدور " لو انت نار أنا ميه " " لو انت قسوه انا حنيه " " لو انت غنوه انا موال " " لو انت رحله انا رحال " " لو انت جرح انا مداوي " استدارت نحو بريهان ، شفتاها تتحرك ثانية ، عينها تلمع تكاد تدمع و قلبها بداخلها يردد الجملة بنبضات تشتعل صدقا . " و حياة زمانك و زماني لتروح و ترجع هنا تاني " رددتها و هي تشير بدلال على موضع قلبها و ثار تحدي الأنوثة داخل البنات الحاضرات ، كل منهن تتذكر حبا لم يكن ، حبيبا لم يعد ، ذكرى تدق على باب الفكر فتوجع فترتفع الأصوات من الحناجر تردد الجملة ، تعلو بها و تؤكدها . كلمة مع نغمة مع خصر يتمايل مع كف تدق كفا يكتبن رسالة نسيان للقلب . و هذا ما جعلت من أجله الأفراح و الأعراس ، نرمي همومنا وراء ظهرنا و نغني ، نرقص على عتبات النسيان . انتهت الأغنية فتوقفت نادية تلهث مرحها مع أنفاسها المتقطعة . - نادية حبيبتي . التفتت تستجيب للنداء الناعم فقابلت الوجه الضاحك لجارة بريهان السيدة إيمي قمر كل جلسة . - أرجوك ، نريدك أنا و البنات أن ترقصي على أنغام " على رمش عيونها " بتوزيعها الجديد . بروحها الحلوة رفعت نادية سبابتها لعينيها في إشارة للتلبية ثم دقت بكعب قدمها على الأرض و عادت تميل . استمرت ترقص و ترقص كأن خصرها قد تبرى منها . و كيف لا ترقص و هذه بريهان صديقة القلب و رفيقة الروح ؟ ************** تتمة الفصل https://www.rewity.com/forum/t456040-72.html التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 25-12-19 الساعة 01:36 AM | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|