آخر 10 مشاركات
القلب النبيل - للكاتب مجدي صابر - روايات ندى (الكاتـب : Just Faith - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أحلام بلا حدود - باتريسيا ويلسون - أروع القصص والمغامرات ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          السحر الأسود - صوفى ويستون - أروع القصص و المغامرات** (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          سيد القصر - جيم آدامز - غولدن كايدج** (الكاتـب : angel08 - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          5 - كيف انسى ؟؟ - مارلا والاهام - روايات رومانس ** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟
نديم و بريهان 23 34.33%
آصف و نادية 44 65.67%
أكرم و إيثار 10 14.93%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree407Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-20, 01:22 AM   #1261

bouchra soyon

? العضوٌ??? » 459401
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 68
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » bouchra soyon is on a distinguished road
افتراضي


اخذ نفس طويييل ثم
تسجيييل حضووور


bouchra soyon غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 01:40 AM   #1262

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي الهرم الجيزة

تسجيل حضووووووورررررر

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 01:53 AM   #1263

Seham elhenawy

? العضوٌ??? » 435220
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » Seham elhenawy is on a distinguished road
افتراضي

هو امتي ميعاد تنزيل الفصل بالظبط معلش علشان أنا تقريباً بدخل كل يوم أشوف فيه فصل جديد ولا لا؟

Seham elhenawy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 05:06 AM   #1264

Nada fathy

? العضوٌ??? » 464238
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » Nada fathy is on a distinguished road
افتراضي

لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين

Nada fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 06:15 AM   #1265

Qhoa
 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,308
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة seham elhenawy مشاهدة المشاركة
هو امتي ميعاد تنزيل الفصل بالظبط معلش علشان أنا تقريباً بدخل كل يوم أشوف فيه فصل جديد ولا لا؟
بالعادة ينزل كل خميس..😊💖


Qhoa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 06:22 AM   #1266

شموخي اسطورة

? العضوٌ??? » 141028
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » شموخي اسطورة is on a distinguished road
افتراضي

لا دحينا ما نزل الفصل متحمسه اشوفو 🙁

شموخي اسطورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 06:31 AM   #1267

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

صباح الخير
آسفه جدا اتأخرت بسبب ضياع أكثر من مشهد محوري من الفصل
و هذا كل ما قدرت على كتابته
قراءه ممتعه و دعواتي للجميع بدوام المعافاة


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 06:35 AM   #1268

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثون


الساعة العاشرة صباحا ،
تقف على الرصيف المقابل لفيلا من ستصبح شريكة لها فيه مع أنها لا تذكر متى باعت هي بعض أسهمه .
تحاول أن تحشد ما يكفي من الجمل التي جهزتها لمواجهتها مع الأخرى لكن العبث يأكل كل كلمة قبل أن تفكر فيها .
تقف في منتصف الرصيف ، في منتصف الزمن فعلى ما يبدو هي كانت جسرا بين حاضرهم و ماضيهم .
جسر بني ليوصله من جديد للأخرى .
من كانت ماضيه
و كل تاريخه
من تسكنه ، من تلازم روحها روحه بينما هي نادية لم تكن أكثر من ضيفة في حياته
الأخرى الوطن و هي فقط اللجوء
و هل يصير اللجوء يوما وطنا ؟
إذن ما الذي تفعله الآن هنا ؟
أي جدوى ترجى من هكذا مواجهة ؟
كان عليها أن تستمع لصوت المنطق لكن أنين ألمها كان أعلى و الحاجة ميرفت نفسها لم تحاول أن تمنعها .
- اذهبي يا ابنتي إذا أردت ، تستحقين تلك المواجهة .
- هل ذهبت أنت في الماضي ماما ميرفت ؟ سألتها و كما في كل مرة تلتقي نظراتهما لتتعانقا بألم .
- ذهبت ، كان وجهها و هي تقولها لا يوصف ، نظرة قاسية ، تجعدة موجوعة و ابتسامة استهزاء مرة .
ذهبت يا ابنتي و عدت أسوأ مما ذهبت .


طافت حولها نسائم باردة فلفت معطفها أكثر حولها و خبأت كفيها داخل جيوبها .
الرصيف كذلك بارد ، وجوه المارة ، نظراتهم ، فضولهم ، سماجتهم ، كلها باردة باردة أما روحها فغارقة تحت طبقات من الصقيع .
توقف شاب كان مارا بالقرب منها فتراجعت للوراء قليلا و سمرت عينيها على البوابة المقابلة لكن تجاهلها و قسوة ملامحها الواضحة لم يؤثرا في قراره بالتطفل و ربما بعض التحرش .
- تحتاجين شيئا يا آنسة ؟ تمتم بلطف وقع على أذنها بغاية السماجة .

زفرت نادية بصوت مسموع و لوت شفتيها بقرف واضح لكنه استمر يتكلم ضاربا بكرامته عرض الحائط .
- أنا أعمل بالقرب من هنا و أعرف المنطقة جيدا لو تبحثين عن شخص ما ربما أستطيع مساعدتك .

متشبثة بصمتها و ملتزمة باحتقاره أخرجت نادية يدها اليسرى المتجمدة من جيب معطفها و رفعتها تسوي الشال حول عنقها و تلطم في ذات الوقت انعدام إحساسه بمنظر دبلة زواجها .
لكنه لم يتزحزح من مكانه كأن قدماه التحمتا بإسمنت الرصيف .
ازداد الخط بين حاجبيها عمقا و غضبا و بدأت تدير رقبتها ببطء ، نظراتها تزداد سوادا و هي تشعر بعينيه كذبابتين لزجتين تلوثان صفحة وجهها .
أكملت التفاتتها نحوه لتقابل أخيرا عينيه فصدمها التعبير المجامل الصادق الذي سكنهما .
كان من الواضح أنه ابن ناس و يريد حقا المساعدة ، لا طيف تحرش يلوح في نظراته أو لغة جسده و ليس غريبا أن يعرض عليها المساعدة و هو يراها تقف هكذا ، جامدة ، تائهة ، منفصلة عن الواقع .
- لا أحتاج شيئا شكرا لك .
- متأكدة مدام ؟

وهبت ملامحه الوسيمة ابتسامة لم تستقر سوى ثانية فوق شفتيها الجافتين ثم هزت رأسها و أعادت عينيها للبوابة المقابلة .
ابتعد الشاب و هو يهز كتفيه باستسلام حائر و فجأة و هي تقابل نظرته الأخيرة التي وجهها لها تسلل لقلبها خاطر أسود و مستمرة بالنظر أمامها فكرت كم من التناقضات بينها و بين آصف ، كيف هي تتقزز من مجرد نظرة إعجاب عادية سطحية خالية من شبهة شهوة و هو بالمقابل سيحب أخرى كما يحبها ، سيرغب جسد غيرها و يحترق بناره تماما كما يحترق بنارها .
كلا هذا لا يصح
لا يصح أن تفكر هكذا
لا يصح أن ينتابها هذا الشك و ينبت كفطر أسود سام على أرض يقينها .
لا يصح أن ترى نفسها مظلومة لمجرد أنها امرأة و لا أنه مبجل لأنه رجل
لا يصح أن تترك أي شيء و لا أي شخص يفسد علاقتها بخالقها .
فالأمر لم يكن أبدا هكذا
و مع ذلك هناك شيء ما خطأ
خطأ خطأ
أغمضت عينيها لحظة طويلة تقتل أثناءها ذلك الشك الشائك الملعون
و فتحتهما عند سماع صوت انفتاح البوابة ، تقوقع قلبها يحمي نفسه بشيء من الخدر الزائف و هي ترى الأخرى تقف خارج بيتها و تدير رأسها يمنة و يسرة كأنها تبحث عن شخص ما و دقة قلبها المختلة عن ريتمها المعتاد أخبرتها عن هوية هذا الشخص .
تراجعت دون إرادة للخلف و هي تلمح سيارته قادمة تشق الطريق من بعيد و تنقلت عيناها من الهيكل الميكانيكي الفضي اللون إلى وجه الأخرى بابتسامته التي أخذت تتسع و تتسع .
و اتسعت معها حدقتا نادية و هي تراه يترجل من السيارة بخفة ثم يقف مقابلا للأخرى عند الباب الخارجي ،
صدره يواجه الأخرى
و ظهره لها هي
في تلك اللحظة و هي تتراجع أكثر بجسدها تبحث عن سند لظهرها رأت الأخرى تنظر باتجاهها .
و رغم أن عيني تلك اختفتا خلف سواد النظارة لكنها بعيني قلبها و قلب الأنثى لا يخطئ حين يتعلق الأمر بأنثى غيرها ، رأت تحديا قاتما ، قاسيا يسخر و يستهزئ بها و يؤكد لها أنها هي وحدها مالكة قراراته و صاحبة كل الانتصارات على ممالك قلبه .
كانت ثانية واحدة لكن من قال أن زمن الألم كغيره من الأزمنة
لذلك بدت تلك الثانية بما يعادل كل عمرها
مرت الثانية فوق قلبها ثقيلة كسفينة عابرة للقارات ثم متجمدة في مكانها كنبتة طفيلية نسي أحدهم اقتلاعها رأتها ترفع ذراعيها تطوق بهما عنقه .
مهلا هل ظنت أنها كانت تتألم
كلا كان ذلك ظل ألم ، الآن و هي تراه يقبض على معصمي الأخرى و يميل بوجهه عليها عرفت حقا معنى الألم
ألم لا يطاق لا يطاق
لو تحملت منه أكثر ستموت
و كأنها تتحرك بخيوط خفية استدارت تعطي ظهرها لذلك المشهد
يقولون الفضول قتل القط
عليهم أن يقولوا كذلك الفضول يقتل المرأة العاشقة
بخطوات ميتة مهزومة صارت تتركهما خلفها ، بعد أن تركت قلبها هناك يدوسانه تحت أقدامهما ، يعتصرانه في عناقهما
تتخيله يميل أكثر يقبل حاجبيها كما كان يفعل دائما معها هي
تتصوره يحرك يديه على طول ذراعيها ينزل بهما أكثر و أكثر حتى يمسكها بتلك الحميمية التي ظنت أنه يخصها بها هي وحدها
تتخيل خصر الأخرى لينا بين أصابعه و أخيرا شفتيها بين شفتيه
يبثها حبه دفئه رجولته
و الأخرى أنثى وحشية الأنانية طامعة ستمتص منه كل روحه
لن تترك لها شيئا منه
سيأتيها من عندها فارغا ، خاويا ، غير محتاج
كانت تسير بلا هدى و لا هدف ، الشوارع حولها فارغة ، تردد وقع كعبها بصدى عالي الوحشة
رفعت أصابعها إلى خديها تمسح قطرات دمع توهمت وجودها و رغم جفاف بشرتها استمرت تمسح و تمسح
لم تقدر أن تقتنع أنها لا تبكي بالفعل
فقد كانت تشعر بكثير من الدموع
استدارت عند أول منعطف قابلها لتكسر وجهتها نحو اليمين رغم أن الطريق لا يؤدي لمكان سيارتها لكنها تريد فقط أن تختفي عنهما
ربما حينها يختفيان هما عنها و منها
لكن لم يحصل ، حتى و هي تبتعد و تبتعد لم يختفيا
ظلا هناك ، قابعين خلف أهدابها ، كلما أغمضت عينيها يلوحان أمامها .
فجأة توقفت و هي تشعر أنها تتهاوى ، يجب أن تتمسك بشيء ، ربما فكرة ، كلمة ، شعور أي شيء ، أي شيء إيجابي لأنها الآن تغرق و تغرق داخل بئر من الأفكار السوداء
تهاوت أكثر
و انثنت رجلاها تحتها حتى كادت تقع فجرت نفسها ببطء و استندت على أقرب شجرة لها و هي تلهث بقوة كأن شيئا ما يركض بداخلها و يجرها بعنف وراءه
تريد إغماض عينيها قليلا لكن جفناها لا يخضعان
يجب أن تتمسك بأي شيء لأنها تضيع
ارتفعت يدها نحو القلادة التي تزين أعلى صدرها في نفس الوقت الذي ارتفع فيه صوت الحاجة ميرفت داخلها
- يراعيك كثيرا هذه الأيام أليس كذلك يا ابنتي ؟

تمتمتها لها و هي تمد يدها لتلمس السلسلة الذهبية التي أهداها لها منذ يومين ثم حضنت رمز العين الفرعونية الذي يتدلى منها و هي تستمر بالكلام الخفيض النبرات العالي نبضات الوجع .
- تماما مثل أبيه .

هزت رأسها و الخيبة تحط فوق شفتيها فتقوسهما للأسفل .
- أشعر بنفسي أكاد أجن ماما ميرفت .

هزت حماتها رأسها ثانية و قالت و هي تضع يدها برفق و عطف فوق ركبتها .
- أعلم يا ابنتي أعلم .
هي نفس الحكاية في كل مرة فقط تختلف بعض التفاصيل

تنهدت و اعتدلت في جلستها و تسمرت عيناها على بنصرها الأيسر الخالي و غمغمت :
- كنت سأجن أنا الأخرى
كنت أنظر إليه نائما في حضني و تعرفين كيف يصير الرجال و هم نائمون
- أعرف ماما ميرفت ، أعرف ، همست نادية و هي تهز رأسها حينها بصمت خبير .

يصيرون كأن النوم نزع عنهم صرامتهم و خشونتهم و ألبس ملامحهم ثوبا في منتهى الهشاشة تماما كمحارب وضع كل أسلحته .
استمرت الحاجة ميرفت تمسد خنصرها بنظراتها الحزينة و تقول :
- كنت أنظر إليه نائما ، يسكن سلام الدنيا بين تقاسيمه و أقول لنفسي كيف يقدر أن يكون بهذه الطيبة ثم يمزق قلبي و يطعنني في عمق روحي و كل ذنبي أني أحببته دون شروط و لا ضمانات .
- ثم ما الذي حصل ماما ميرفت ؟
- الذي حصل يا ابنتي أنه شيئا فشيئا انتهت المراعاة و ظلت فقط مرارة الواقع و تحولت جملة ( أنت الأولى و الأهم و لن تأخذ مكانتك عندي لا هي و لا غيرها ) إلى ( هي أيضا زوجتي و لها عندي بالضبط ما لك عندي )
يظنونه عدلا يا ابنتي إذن كيف عساه يكون الظلم ؟


**
**
**

بعد نصف ساعة ،
وقفت نادية تتوسط غرفتها تنزع عنها ملابس الخروج ، تشعر بحرارة عالية يرتعش لها كامل جسدها .
و مدفوعة برغبة غير معقولة في أن تتعرى من كل شيء بدأت تخلع باقي القطع و ترفسها بقدميها و هي تتوجه إلى الحمام .
أدارت الصنبور بقوة و دخلت تحت شلال المياه الصاخب رافعة رأسها تستقبل على خديها الرذاذ الدافئ فكم تود نزع تلك الدموع التي التصقت بروحها
بعد ثوان أطرقت بوجهها أرضا في يأس
من قبل تعودت حين تقف تحت المياه أن تشعر بأدران اليوم تسقط عن روحها
لماذا لا يسقط عنها وجعها الآن
بعد لحظات خرجت ، تمسح بقدميها المبللتين بلاط الغرفة حتى وصلت السرير فجلست مرهقة .
سقطت المنشفة قليلا عنها و التفتت هي بخواء لتعيدها فقابلتها صوتها شبه العارية في المرآة .
كم تبدو هشة و هي عارية تماما مثل المعاناة حين تتعرى من الوهم و كل قطعة أمل خداع .
رفعت عينيها قليلا تدقق النظر في انعكاس وجهها لكن ما رأته في المرآة لم يكن وجهها ، كان وجه الأخرى لكن بملامحها هي ، الآن اختفت نادية وصارت مجرد نمط للأنثى التي تحارب أنثى غيرها من أجل رجل .
أشاحت بوجهها بعيدا و لكن إلى أين و الصور تهاجمها من كل مكان .
يد على يد ، يد على خصر ، شفة فوق شفة ، تنهد عشق ، آهة دلال .
يكفي نادية ، يكفي .
أغمضت عينيها و استنشقت الهواء حولها بعمق فتسللت معه حشود من الألم إلى صدرها .
ربما الآن و هي تقبع وحيدة هو يضمها بذراعيه و يسقيها أنفاسه .
تأوهت و ضمت نفسها و أخذت تأرجح جسدها على إيقاع وجعها الجديد .
فجأة تذكرت لحظات هلعها حين كانت في الطائرة .
لم تكن خائفة من الموت ، كانت خائفة من فكرة الوجود في اللامكان و هذا بالضبط ما يحصل معها الآن ، هي تقف في عمق الغموض ، في قلب الضباب
لا مكان لها ، لا أمان ، لا اطمئنان ، لا أرض تركض فيها بأحلامها كما تشاء .
ستصير الحياة دائرة و ستصطدم دائما بالألم و ستصل إلى ذلك اليوم حتما
كأن الحب لم يوجد أصلا
و سيكون فقط الألم مقابل الألم .
خواء مدمر زمجر بداخلها فوقفت بسرعة حتى كادت تترنح .
اتجهت إلى حقيبتها و بدأت تبحث بيد غير ثابتة عن هاتفها ، وصلت إليه فانتزعته بقوة و فورا ضغطت تتصل به .
تحتاجه الآن كما لم تحتجه يوما .
تحتاج أن تسمع صوته ، تحتاج أن تشرب روحها من هدوءه .
تحتاجه الآن ليشد بيدها و يخرجها من تلك الدوامة الرهيبة من الأسئلة ( هل هل هل ) و من عاصفة الاحتمالات ( لو لو لو ) .
لكنه لم يرد على اتصالها .
اتصلت ثانية و ثالثة حتى ملت العد ، كل رنة إضافية هي حقنة ألم لقلبها .
تراجعت ببطء صدرها غائر بوجع هزيمة جديدة و لن تكون مؤكدا الأخيرة .
لربع ساعة ظلت واقفة تنظر حولها كأنها صنم يتأمل أنقاضه .
و عندما أجابها ، صوته المتردد الحرج بدا بعيدا عن قلبها
هذا ليس آصف الخاص بها
هذا آصف الآخر ، آصف الذي غربه قلبه عنها
آصف الذي أضاعها و ضاع منه دفئه
آصف الذي بعد أن كان أمنا و أمانا صار وجعا و جراحا .
سمعته يكرر اعتذاره فلم يزدها سوى خواء على خوائها .
أنهت المكالمة ببرود ثم قطبت جبينها تفكر بحيرة فيما كانت من المفروض أن تفعله الآن بحكم العادة .
رفعت أصابعها تمسد صدغيها بتعب ثم حاولت أن تجذب نفسا عميقا إلى رئتيها و بدل أن تزفره فوجئت بخروج شهقة .
بدأت الرؤيا أمامها تتشوش بشدة و مع سقوط أول دمعة من أسفل ذقنها شهقت نادية بعنف كأنها تستغيث .
أخيرا الدموع
أخيرا
أخيرا
سبحت طويلا حتى وهنت و تعبت
الآن آن لها أن تغرق
**
**
**


داخل غرفة مصلاها ، كانت ميرفت جالسة فوق الكنبة الوحيدة تقرأ داخل المصحف حين سمعت اسمها يعلو بهمس متقطع موجوع .
- ماما ميرفت .

لم تكد ميرفت تلتفت حتى فوجئت بنادية تشق أرض الغرفة نحو مكانها ثم تركع على الأرض امامها .
تقبل كل ما تقع عليه شفتاها منها ، يداها ، عباءتها ، المصحف .
تسيل دموعها كأنها لن تتوقف أبدا و هي تهمس من قلبها المحترق :
- يا ربي كم تحملتِ ماما ميرفت و كم تألمتِ .
الآن فقط أعرف ، الآن فقط أحس و أنا ما زلت في بداية الطريق .
سامحيني ماما ميرفت ، سامحيني سامحيني

لثوان تجمد جسد ميرفت مكانها على عكس دموعها التي سالت و توالت كأنها فقط تنتظر الإذن ثم بقوة لا تبدو عليها أمسكت نادية الجاثية أرضا من كتفيها و أنهضتها لتجلسها بجانبها و هي تقول بتأثر :
- قومي يا ابنتي ، لن تنكسري و أنا موجودة .

جلست نادية مضعضعة كشجرة تساقطت أوراقها غدرا دون انتظار خريف .
قلبها يخفق و صدرها يشهق و تهمس فلا يكاد صوتها يبين :
- أنا آسفة لم أعد أقدر ، لم أعد أقدر .
مدت يديها تشد على يدي ميرفت المتعرقتين و رفعت عينيها إلى عينيها فالتحم الحزنان و حرر الدمع الدمع :
- لم يكن سعيدا حين عرفته ماما ميرفت .
- كلا يا ابنتي لم يكن سعيدا ، أكدت ميرفت و هي تكرر هز رأسها في نسق آس .
- و أنا أحببته ماما ميرفت و أردت بشدة أن أسعده ، من كل قلبي تمنيت أن أمحو ذلك الظل من قلبه .
و الفترة التي قضيناها مع بعض تخيلت أني نجحت ، صدقت أني نجحت في جعله سعيدا
و كنت أتأكد من ذلك أكثر كلما التفت لي و عيناه تضحكان
ظننت أني جبرته

صمتت و فتحت شفتيها تفتت في الهواء شهقة مباغتة ثم نكست برأسها و همست بخواء :
- كنت موهومة ماما ميرفت ، لم أنجح في جعله سعيدا

بكت ميرفت بكاء مزدوج الدمعة ثم قالت بصعوبة تتحدى غصتها المتمكنة من حلقها :
- لم تكوني موهومة يا ابنتي ، كان سعيدا معك كما لم أره يوما
- لا ، ماما ميرفت ، غصت بدموعها فصمتت تطلق تنهدات باكية ثم همست ، كنت موهومة
سعادته معي لم تكن حقيقية ، لم تكن مبنية على أساس ، كانت واهية جدا جدا
هذه الأيام عاد حزنه أشد مما كان أيام عرفته
- هذا بسبب عودتها لحياته .
لطالما كانت داء روحه و علة قلبه ، تنهدت بعمق و قالت بتصميم ، أبدا لا تلومي نفسك يا ابنتي
كان سعيدا معك و لن يعرف سعادة دونك .

أغمضت نادية عينيها بتعب مر
هذا ما تتمناه هي ، هذا ما تتمناه الحاجة ميرفت و قلبها لكن ما نيل المطالب بالتمني لكن بالافتكاك و الظلم .
**
**
**

دفع آصف الباب الخارجي و هو يتلفت حوله غير مستقر النظرات ، يرافقه طيف من توجس محسوس .
قبل ساعة كلمته أثناء دوامه و أخبرته بهدوء أنها ستنتظره عند والدته و مع أنها لم تكن المكالمة الأولى من هذا النوع لكن ذلك التنصل الخالي من العاطفة في صوتها عبث بصدره قلقا .
سار بخطوات سريعة و جسده ينتفض توترا ثم دفعة واحدة استرخت عضلاته و استراحت قسماته و هو يرى نادية تخرج من بين ضفتي الباب الداخلي تستقبله .
تشكلت ابتسامة فورية فوق شفتيه و في اللحظة التالية ذابت و هو يرى تلك الحقيبة الكبيرة المتكئة على الجدار .
غادرهما الزمن تاركا كليهما في فضاء من فراغ و مضت ثوانيه تمر بين غضب و صمت كئيب
- ما الذي يحصل معك نادية ؟
تكلم أخيرا مسقطا قناعه الهادئ .
لكنها على عكسه لم تتخلى عن قناعها و ببساطة الأمر الواقع قالت :
- سأرحل آصف .

قطع الخطوتين الفاصلتين بينهما و هو يدق الأرض بحذائه الغليظ كأنه يسحق جملتها الأخيرة تحته .
أمسك أعلى ذراعها بقوة يديرها كلها إليه و قال بغضب خشن :
- و من قال أني سأسمح لك بالرحيل .
- و من قال لك أن من حقك أن تسمح أو لا تسمح ؟

علا صوت أمه خلفهما فاستدار يواجهها بأنفاس لاهثة و نظرات غير مصدقة ، أمه هو تقف في طريق سعادته ؟ كانت طعنة غدر في قلبه الذي كبر من لبن روحها .

- حاجة ؟ همس مسمرا مكانه ، مستمرا في عدم تصديقه .

بينما تقدمت ميرفت تحيد بعينيها عن مجال وجوده ، مع كل خطوة تدوس على قلب الأم فيها ، فهذا ابنها لكنه أيضا سجانها .
- غادري يا ابنتي ، لن يجرأ و يمنعك لأنه لو فعل فسأغادر البيت دون رجعة و أقسم أنه لن يعرف لي طريقا و لن يعرف قلبي طريقا لسماحه
و هو يعرف أني لا أكذب
- حاجة ؟ همس ثانية هذه المرة بعتاب مر عميق .

استدارت ميرفت أخيرا نحوه ، تثبت نظرتها الحارقة على حدقتيه الغاضبتين :
- تريد مني أنا أن أساندك ؟
أن أرى قهري أنا يولد و يتجدد في عينيها هي
و كله من أجل تلك ال ...
- حاجة ، علا صوته يقاطعها غاضبا ، منفعلا ، حادا فكان سيفا قطع قلب نادية

شحب وجهها بشدة و نظر هو نحوها فانتقل شحوبها إليه و هو يحدق إلى نظرة العذاب داخل عينيها
و للحظات وقفا متواجهين ، الألم يتنفس بينهما بوضوح .
اظلم وجهه و اسودت ملامحه و هو يرى أمه تستدير ثانية نحو نادية و تعطيه ظهرها من جديد كأنها تنفيه من بلاد رضاها ، تستمر بالحديث ، تتفنن بكلماتها في مزج الألم بالقهر .
- ارحلي يا ابنتي
ارحلي و إياك أن تعودي
أنت قوية في كل شيء ، في حبك ، في تملكك في غيرتك
من كانت مثلك لن تحتمل المشاركة
لن تحتمل ، أبدا لن تحتمل

أطرقت نادية برأسها ثم توجهت نحو حقيبتها ، أمسكتها و بدأت تجرها ، اقتربت من مكانه فرفعت وجهها اليه ببطء ، نظرتها صافية رغم كدر الحزن .
- ظننت أني سأستطيع أن أستمر و أنت كان لديك ورقة رابحة
- الحب ، غمغم بصوت آمل خفيض

تركت لعينيها حرية الغوص في بحور روحه فربما تكون هذه المرة الأخيرة التي يكونان فيها بهذا القرب .
ابتلعت ريقها و هي تبعد وجهها عنه فعطره رغما عنها مازال يسجن أحاسيسها ثم همست :
- كلا آصف لم تكن ورقتك الرابحة هي الحب
الحب شيء سخيف جدا أمام كل هذا الألم

ألقت نظرة سريعة للوراء من فوق كتفها ثم عادت تواجهه و تقول :
- ماما ميرفت كانت ورقتك الرابحة
لم أرد أن أخذلها بعد أن خذلتها أنت

رغم أن كلماتها دقت مسمارا حادا مؤذيا داخل جدار صدره لكنه غمغم و هو يخفض وجهه جدا نحوها :
- إذن لا تخذليها نادية ، لا تفعلي

أحاط خصرها بذراعه ناسيا و متناسيا وجود أمه و ضمها بقوة إليه و غمغم يترجاها بدفء عميق :
- حبيبتي لا ترحلي .
- آسفة ، همست دون أن تحاول التخلص من طوق ذراعيه

و قبل أن ينتعش الأمل داخل قلبه برقت نظراته بعنف و هو يراها ترفع نحوه راحة يدها تتوسطها دبلة زواجهما .
ارتفعت يداه دون شعور تقبضان على أعلى ذراعيها بينما يهمس من بين أسنانه :
- هل جننت نادية ؟

بمنتهى الهدوء أجابته :
- أخبرتك أني سأرحل آصف .
- تغادرين نادية ، وقتيا فقط ، تغادرين لبيت أبيك حتى تفكري بعيدا عن كل الضغوطات .
- كلا آصف لا أحتاج أن أذهب إلى بيتنا لأفكر .
عقلي يرافقني حيثما أكون .
- نادية

نطق اسمها مجددا لكنها تجاهلت رنة التحذير فيه و لاقت عينيه الفائرتين من جديد فأعادت الدبلة لجيبها و قالت بهدوء :
- من فضلك اتركني آصف
نادر أخي ينتظرني خارجا .
- اتركها آصف ، فورا !

علا صوت أمه جارحا في حدته فتراخت ذراعاه و تأخر خطوة صغيرة و وقف يراقبها تقبل وجنتي أمه ثم تبتعد جارة حقيبتها خلفها و كأن قلبه اشتبك بتلك العجلات فمضى ينخلع مع كل تدحرج لها على الأرض .
أغلقت الباب وراءها فانتفض مع أنه لم يكن هناك أي صوت .
نكس برأسه طويلا ثم التفت لوجه أمه الجامد و بلوم كسير أمام صخرة حزنها غمغم :
- لثاني مرة يا حاجة تسحبين مني روحي .

**
**

تمّ



التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 10-04-20 الساعة 07:00 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 07:07 AM   #1269

سدرة القلب

? العضوٌ??? » 393188
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » سدرة القلب is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع لكنه يحتاج حوار اكثر 😍 سلمت يداك💜💜

سدرة القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 08:40 AM   #1270

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

الفصل يوجع بجمال وصفك لمشاعر نادية.. حوارها مع والدة آصف و إحساسهم بوجع بعض .. و ان كان وجع الام مضاعف لان وجعها اتجدد بالإضافة لخذلان آصف ليها .. تعبيرك ان جملة انت الحب الاول و محدش هياخد مكانك اتحول لهي زوجتي زيك و ليها نفس الحقوق عجبني جدا لانه حقيقي جدا ..
نادية لما شافت بعينها عرفت انها متقدرش مهما حبته تقبل الجرح ده ..و عجبني جدا انك كملتي المشهد من خيال نادية لان لو كانت استمرت كان ده هيبقي حالها .. هتفضل شايفة علاقتهم في خيالها و ده اللي بشوفه قاسي جدا علي اي انسان ..
رصيد آصف المتمثل في امه عند نادية .. نادية هنا مش بس حطت قدامه جرحها لوحدها لا حطت كمان جرحه لامه .. و عرفته ان الجرح كان اكبر بكتير من الحب .. كلام معبر من غير عتاب كتير احييكي بجد علي ابداعك في المشهد 😍😍


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.