آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          عيد ميلاد لا ينسى(101) قلوب نوفيلا(حصريا)ف.الزهراء عزوز*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree70Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-19, 05:27 PM   #91

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوووما العسولة مشاهدة المشاركة
مساء الجمال... تسجيل حضووور بانتظارك ياقلبي
مساء الورد عليكِ 💕⁦❤️⁩
ساعات و نتجمع مع الفصل السادس⁦❤️⁩💐


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 10:38 PM   #92

حلا المشاعر
 
الصورة الرمزية حلا المشاعر

? العضوٌ??? » 403837
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » حلا المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

مو كأن الفصل تأخر ؟

حلا المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:08 PM   #93

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلا المشاعر مشاهدة المشاركة
مو كأن الفصل تأخر ؟
ميعاد الفصل الساعة ١١ مساء بتوقيت القاهرة ... يعني حاليا عندي في مصر فاضل ساعة إلا ٨ دقايق على نزول الفصل😅
ان شاء الله أحاول أنزله قبل وقته بشوية 💕⁦❤️⁩


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:45 PM   #94

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس

الفصل السادس

بعد نظرة راضية عن ثيابها تركت المرآة و اتجهت إلى مكتبها تحمل كتبها... بعدما تعرفت عليه و أحبته أصبحت تهتم بالموضة و التجميل... لم تكن يوما فتاة تتهافت على إظهار جمالها إلا بعدما رأته... ابتسمت بسعادة و هي تفتح كتابها لتُخرج منه تلك الوردة الحمراء التي منحها إياها في أول لقاء... لقد سرق قلبها الأخضر و كان أول من يفتح عينيها على عالم من الروعة و المشاعر الجميلة...

التفتت إلى والدتها التي دخلت بعدما طرقت الباب... ابتسمت "رباب" و تقدمت منها بهدوء رغم ارتجاف بسمتها!... أمسكتها من يدها و جلستا فوق السرير... قالت والدتها بهدوء مترقب:
(تبدين جميلة جدا اليوم... هل هناك حدث خاص في الجامعة؟)

توترت ملامح "ريهام" فتلعثمت تقول:
(و هل كنت غير جميلة من قبل يا أمي؟...)

مسحت والدتها فوق وجنتها برفق و حنان فقالت:
(من قال هذا؟!!!... ابنتي رائعة من يومها الأول لكن...)

عقدت "ريهام" حاجبيها و ضيقت عينيها البنية الساحرة بعدم فهم فسألت والدتها:
(لكن ماذا يا أمي؟!...)

قيمتها "رباب" جيدا بنظرة أم تخشى على ابنتها فقالت:
(لكنكِ أصبحت تهتمين بالثياب و تجميل وجهكِ بالعديد من أدوات التجميل!... لم تفعلِها من قبل ، غير أن "رُبى" في بداية سن حرج و ربما تريد أن تجرب مثلما تفعلين أنتِ)

وقفت "ريهام" بسرعة من فوق سريرها تخبئ وجهها عن أمها... ابتسمت بخفوت تداري توترها فقالت بصوت مهزوز:
(أليس من حقي التمتع بجمالي كباقي الفتيات يا أمي... عمري الآن واحد و عشرون عاما لست صغيرة ، كما أني سأتخرج هذا العام من الجامعة و...)

خفت صوتها بخجل و توردت وجنتاها بشدة فقالت باستحياء:
(و ربما سأتزوج بعد التخرج مباشرة لو تقدم أحدهم ليّ...)

تقدمت منها "رباب" تسألها بجدية:
(و هل وجِدَ أحدهم هذا أم ليس بعد؟..)

ابتلعت ريقها بخجل فقالت:
(أمي!... )

أكملت والدتها بحرص ألا تظهر لها أنها تعرف... في الواقع الجميع بات يعرف بوجود شاب ما في حياتها... شاب أوجع رأس والدها و هو يبحث عنه و عن عائلته ليطمئن على ابنته الكبرى... لكنه بعدما تأكد من نيته لخداع ابنته ليقتنص من خلفها المال ، قرر أن يتدخل و يحميها و حمايتها متمثلة في قرار أتخذه مع خالها و عرضوه على والدتها التي لم تجد بد غير الموافقة... لا تريد أن يضر صغيرتها هذا الشاب اللعوب!...
(ابنتي دعينا نتحدث حديث أم و ابنتها اتفقنا؟...)

انتبهت لها "ريهام" بكليتها فقالت بتوتر:
(ماذا هناك أمي؟)

سحبت "رباب" نفسها بقوة فقالت بهدوء زائف:
(هل هناك أحد في حياتكِ بنيتي؟... هل وعدكِ أحدهم بالزواج مثلا بعد التخرج؟)


أشاحت بوجهها الذي تورد بخجل و قلبها الذي زاد معدل نبضه خوفا و ترقبا...أكملت والدتها تقول:
(أنا أسمعكِ حبيبتي ... هل يوجد؟)

وجدت صوتها بصعوبة فقالت:
(لو تواجد ستعرفين يا أمي...)

تنهدت والدتها بتعب بعدما تأكدت من نية ابنتها في الكتمان على هذا الأمر... فلم تجد مفر سوى أن تخبرها بما قرروا فقالت بصوت حازم نوعا ما:
(حسنا بما أنه لا يوجد حتى الآن فهناك من تقدم لطلب يدكِ...)

فزعت ملامحها بشدة فالتفتت لوالدتها تقول بخوف:
(من فعل؟!...)

عصر الألم قلب "رباب" و هي تراقب الخوف بين حنايا روح ابنتها الكبرى... هل هذا الشاب سيطر عليها لهذه الدرجة؟!... تسلحت بالحزم مجددا فقالت بهدوء:
(ابن خالكِ "معاذ"... أبدى نيته في الارتباط بكِ و قد تحدث خالكِ مع والدكِ قبل أيام ...)

تصلبت خلاياها بجزع... هل ما تسمعه صحيح؟!.. ماذا بشأن "أسامة" حبيبها؟!.... لا تعرف ما سر طلبه أن تخفي علاقتهما عن أهلها حتى الآن!... لكنها متيقنة أنه يسيطر على الأمر... أو كان يسيطر عليه قبل ظهور "معاذ" في الصورة...

"معاذ"!!!! متى أحبها و لماذا يطلبها للزواج؟!... أنه كأخيها لا تفكر به سوى بكونه صديق و أخ فقط!!!.. قالت بصوت مرتعش و مستنكر:
(لا أريد أن أتزوجه يا أمي ...هو مثل أخي كيف سأتزوج منه؟!)

قالت "رباب" بهدوء:
(هو ليس أخاكِ حبيبتي و لقد طلبكِ للزواج فعلا)

تحاملت "ريهام" على نفسها كي لا تصرخ أو تخبرها بالحقيقة و أن هناك من تحبه و تنتظره... ابتسمت بارتعاش و أمسكت كتبها بينما تتجه نحو الباب...قالت بخفوت متوتر:
(سنتحدث أمي بعدما أعود ، لا أريد أن أتأخر عن محاضراتي...)

......................................

("أسامة" أنظر فتاتك قادمة...)

صاح بها أحد الشباب الجالسين بين الشجيرات الصغيرة أمام أحد مباني الجامعة... رفع "أسامة" نظراته حيث يشير صاحبه... وقف بجسده الطويل و ملابسه التابعة للموضة... بوجهه الأبيض و عيناه السوداء... وسيم لحد كبير و آسرا لعقول العديد من الفتيات و خصوصا مثيلات لهذه الفتاة المطيعة و الهادئة "ريهام"...

وقف جوار صاحبه يضربه فوق صدره بخشونة مازحا فقال:
(لا دخل لك بها يا "سامح"...)

ضحك الأخير بصخب و هو يراقب هذه الفاتنة القادمة منهم... يعرف صاحبه و يعرف ميوله للعبث مع الفتيات لكن هذه المرة وقع واقفا كما يُقال... همس جوار أذنه بوقاحة قائلا:
(تستحق و الله أن تقاطع والديك من أجلها وليس "سامح" فقط... )

ابتسم "أسامة" بنصر و كأنه يمدح أحد خصاله الهامة!... تقدمت منهم "ريهام" بخجل و وجنة متوردة تنادي عليه بصوتها الرقيق... تقدم منها "أسامة" بلهفة و نظرات جهلتها هي كجهل فتاة تخوض في تجربة حب لأول مرة... تجربة اعتقدت أنها بريئة و وردية... قال بصوت مغوي:
(مرحبا "ريهام"... اشتقت لكِ جدا)

وضعت عينيها أرضا بخجل و قالت بخفوت:
(أنا أيضاً... )

أمسك يدها بغتة و داعب كفها الرقيق بإبهامه بصورة متكررة أرسلت الرعشة في أطرافها... معه تختبر كل شيء لأول مرة... قال بنبرة تمثيلية حزينة:
(لا أعرف لماذا ترفضين محادثات الفيديو بيننا!... هل تشكين بيّ حبيبتي؟!)

رفعت بنيتها الساحرة له تقول بسرعة نافية:
(لا لا ... الأمر فقط أنني أخشى دخول والدتي أو والدي غرفتي و أنا أحدثك ، تعرف لا أحد يعرف عنك حتى الآن كما أردت)

ضحك بخفوت قائلا:
(جيد جدا... أكثر ما أحبه بكِ يا "ريهام" هو طاعتكِ ليّ)

رغم توردها و خجلها إلا أنها قالت بصوت متوتر:
(أريد أن أتحدث معك في شيء هام...)

اومأ لها برأسه ثم وضع يده خلف ظهرها يحثها على الحركة إلى مكان أكثر خصوصية...
جلسا معا فوق طاولة بعيدة نسبيا عن أعين الطلاب... بدأت حديثها بوجه خائف و قلب مرتعد من حديث والدتها فقالت:
(علينا أتخاذ خطوة سريعة في علاقتنا يا "أسامة"... أفعل أي شيء لتتقدم ليّ قبل التخرج)

تحولت ملامح وجهه إلى الضجر فقال بصوت فاتر:
(أخبرتكِ من قبل ليس لدي ما يؤهلني لخطوة كهذه... علينا الانتظار حتى اتخرج و أعمل )

هتفت بصوت متقطع و مهزوز:
(لكن هناك من تقدم ليّ و أبي وافق عليه)

عقد حاجبيه بغضب قائلا:
(من هذا؟!...)

ازداد توترها و هي تتخيل ابن خالها زوجا لها!... فقالت بسرعة و كأنها تحثه على الإسراع:
(ابن خالي تقدم ليّ... )

عاد بظهره للخلف يفكر مليًا... فتاة ? "ريهام" لو لم يطلها قبل أي شاب آخر إذن لهو شاب أحمق... لقد صبر عليها عامين كاملين!... كانت كوردة حمراء شهية جدا ... صبر كثيرا حتى تفتحت على يده و حقا سيلعن نفسه إذا لم يتذوق رحيقها قبل أي شخص!!!...

ابتسم بخبث حينما وطئت فكرة باله فقال:
(لا يمكن هذا... أنتِ حبيبتي أنا ، أ لأنني فقير يحاول بناء نفسه بنفسه اُحرم منكِ؟!... هذا ليس عدلا!)

آلمها رؤيته حزينا و هي السبب في هذا الحزن فقالت بأعين دامعة:
(رجاءً لا تحزن يا "أسامة"... أنا سأرفض لن أقبل غيرك زوجا ليّ...)

اتسعت بسمته فقال بصوته المغوي:
(الرفض ليس حلاً يا حبيبتي... لو وافقوا الآن سيرفضون مع ثاني عريس أو ثالث عريس... و أنا سأموت لو تزوجتِ غيري!)


زاد توترها و هي تفكر معه عن حل... لكن صوته الذي صدح بحزم سحبها من تفكيرها بكل قوة حينما طرح فكرته...
(ماذا عن وضعهم أمام الأمر الواقع؟!)

قالت بعدم فهم و أعين متسعة لاستقبال الحل:
(لا أفهم!...)

قال بهدوء مصمم:
(نتزوج و نضعهم أمام الأمر الواقع)

شهقت بخوف و ازاد اتساع عينيها بقوة ... قالت بعد فترة من الصدمة:
(مستحيل أن أفعل هذا بأهلي يا "أسامة"...)

وقف غاضبا يقول بصوت عالٍ:
(هذا ما أملكه يا "ريهام"... يبدو أنكِ كنتِ تتسلين معي و مع أول عريس غني ستتركينني أعاني مرارة الفقد... )

انحنى بجزعه أمام عينيها المليئة بالدموع يقول بخفوت مهدد:
(هذا أخر ما وصلت له... لو حقا تحبينني ستفعلين ما أريد... و ما أريده هو أن تكوني معي... زوجتي )

هتفت بهمس تائه:
(لكن هذا...)

قاطعها بعدما أعتدل في وقفته يقول بغضب:
(لا لكن و لا غيره... أخر الأسبوع سأنتظركِ في شقة "سامح" و معي المأذون لنعقد القران)

صمت يراقب وجهها الأبيض المرتعد و عيناها البنية التي غامت ببكاء مرير... فأكمل يقول بصوت حزين:
(لو لم تأتِ سأتأكد من حقيقة مشاعركِ نحوي... سأعرف هل حقا كنتِ الفتاة التي حلمت أن تصبح زوجتي بكل كياني يوما أم أنكِ كنتِ تلعبين بمشاعري...)

تركها دون إضافة كلمة واحدة أخرى... تركها لتبكي و تنتحب من قرب الفراق... فراق سيمزق قلبها الصغير إلى فتات متناثر... أنه حبها الأول بل هو من استطاع فتح باب قلبها الذي ظنت يوما أنه لن يُفتح... نظرت إلى ظهره الذي يبتعد بُعد يؤلمها... هل توافق و تتزوجه دون علم أهلها لتجبرهم على الموافقة؟!... أم تتزوج ابن خالها و تعيش تعيسة معه بعد خسارة حبها؟!!!!....

.................................

مضى الأسبوع بسرعة لم تكن تحسب لها حساب!... مضى و هي سجينة أفكارها التي تنهشها دون شفقة!... اليوم هو اليوم المحدد ، اليوم الذي من المفترض أن تتزوجه به... هل ستفعل ؟!...

عقلها سيتوقف من كثرة التفكير... و قلبها يئن بصورة مؤلمة جدا... ماذا تفعل؟!... و كيف ستكون ردة فعل أهلها؟!... ارتدت ملابسها بلا روح تجهيزا للذهاب إلى الجامعة... قرارها لم يؤخذ بعد و عقلها توقف بعدما أنهكته معها منذ أيام في التفكير....خرجت من غرفتها بلا هدى و قلبها من تولى مهمة قيادتها بعدما أعلن العقل أنه لا يستجيب!...
و قلبها أمرها أن تقف هنا......

يا إلهي لقد جاءت بعد كل شيء!... واقفة أمام باب شقة "سامح" بجسد يرتعش و قلب متلهف له و عقل مغلق لحين تنتهي من هذه الكارثة... ابتلعت ريقها بصعوبة و شعور بالرعب يمتلكها... ماذا عليها أن تفعل؟!... هل تدق الباب لتستقبلها السعادة الأبدية التي وعدها بها "أسامة"؟!... أو تهرب من هنا و تنتهي حياتها مع ابن خالها ؟!...

رفعت كفها المضموم بخوف فوق خشب الباب و قد أغمضت عينيها بقوة و سحبت نفسا عميقا مرتعدا و مترقبا... ستلامسه و ستعلن عن وصولها وبعدها يستقبلها "أسامة" و يتولى مسئولية كل ما هو قادم... سهلة أليس كذلك؟!... سهلة يا "ريهام" ما دام زواج على سُنة الله و رسوله ستصبح سهلة... سيتقبلها أهلكِ بالتأكيد...

اتخذت القرار و لحظات فقط تستشعرها و كفها سيلامس الباب... عيناها المغمضة لا تزال كما هي و قلبها يزداد في ضخ الدماء... لكن لماذا طالت اللحظات؟!... لماذا يدها لا تلمس الباب؟!... لماذا تشعر و كأن هناك مقبض حديدي يكبل يدها... نعم هناك ما يكبل يدها ليس وهما ما تشعره!!!!... فتحت عينيها ببطء تلتفت ناحية كفها الصغير لتتسمر مكانها و يتوقف الزمن حولها... ماذا يحدث؟!!!!!!....

"معاذ" هنا يقف جوارها يقبض على يدها بقوة... أنفاسه اللاهثة و سرعة تحرك قفصه الصدري... حمرة عينيه الرمادية بدت مرعبة... مرعبة لحد أوقف قلبها عن النبض!... كانتا ملتهبتين مستعرتين مرعبتين بقوة... همست من بين كل ما تشعره بتيه... همست بصوتها الذي خدر كل ذرة في جسده...همست لتزيد من لهيب قلبه و خوفه عليها...همست اسمه الذي يتوق لسماعه من بين شفتيها الرائعة... همست لتجعله يفوق من تسمره أمامها...لا يصدق أنه لحقها قبل أن تحدث الكارثة و تزج بنفسها حيث الهلاك...

سحبها بقوة متناسيا صوتها الهادر به بخوف... سحبها لينزل بها درجات السلم بسرعة كادت تقع معها اكثر من مرة... وصل بها حيث سيارته ليفتح بابها بعصبية كادت تخلعه في يده... أجلسها بقوة داخل السيارة دون أن يلفظ حرفا واحدا... غير مبالي بما تقول هو اصلا لا يسمع ما يصدر منها... جسده مشتعل و عقله يكرر سؤال يقتل روحه الف مرة... ماذا لو تأخرت ثانية واحدة ؟!... كانت قاب قوسين أو أدنى من دق الباب...أغلق السيارة إلكترونيا كي لا تتمكن من الخروج ثم التفت يواجه البناية التي كانت بها... صوت صرخاتها العالية و الرافضة جعله يلتفت لها بحدة... فقط انحنى أمام النافذة ليصبح وجهه ملامس لوجهها الجميل من خلف الزجاج... فقط كلمة واحدة خرجت منه... كلمة حملت كل ما يشعر به الآن من خوف و رعب و ألم...
(أصمتي...)

أخرسها بهيئته الجديدة عليها... هذا ليس "معاذ" ابن خالها... ليس الصديق الحنون الرائع... بل كان مخيفا لأقصى حد... تركها ينفث نيران الغضب و صعد جريا إلى شقته... بقت في السيارة لأكثر من ربع ساعة و بعدها لمحته ينزل من البناية... ملابسه غير مهندمة و شعره مشعث بشكل فوضوي... و أنفه ينزف بكثرة!!... هل تشاجرا سويا؟!!!...
فتح باب السيارة ليجلس جوارها دون حرف... أدار المحرك و هو يمسح أنفه بينما تفلت منه بعض الشتائم التي تسمعها هي لأول مرة!... نظرت حيث البناية بدموع لم تتوقف... و كانت هذه هي أخر مرة ترى بها "أسامة" أو تتواصل معه...

("ريهام"... لا أسمعكِ جيدا الإرسال في القرية ضعيفا هلا عدتي ما قلته رجاءً)

عادت من ذكرياتها المريرة على صوته المتلهف عبر الهاتف... ماذا ستخبره أن حبيبها السابق ظهر في حياتها و يطلب بحقه بها!!... لو أخبرته ستتسبب في مصيبة لا تعرف مداها بعد... هي ستتصرف لن تجيب على رسائله ولن تقبل اتصالاته و أنتهى الأمر... هي ستوقف كل هذا قبل أن يتدخل "معاذ" مجددا...

جمعت شتات نفسها تقول بصوت واهٍ:
(فقط أخبرك أننا وصلنا للبيت... كل شيء بخير...)

...................................

وضع شوكته بهدوء في طبقه بعدما أنهى فطوره... حانت منه التفاتة حيث هي جواره... لم تأكل لقمة واحدة حتى الآن!... لم يكن خجلا لأنها تتبادل أطراف الحديث مع أخيه من وقت للآخر... يبدو أنها لا تحب ما يوضع أمامها و تُحرج من طلب غيره... وقف يضع المنديل القماشي فوق طبقه بينما يقول بخفوت:
(بالهناء...)

تحرك سريعا و لكنه توقف للحظة واحدة خلف كرسيها... أغمض عينيه و سحب نفسا عميقا ثم أكمل طريقه... تركت "سوزان" ما بيدها لتلحق به لتأكد عليه أمرا و يرتاح بالها...

خرج من غرفة أخيه بعدما حمل هاتفه و مفاتيح سيارته... لكنه وقف قبالة السلم حينما ظهرت والدته تقول بلهفة:
("أحمد"... لن تقابله أليس كذلك؟)

أغمض عينيه يكتم غضبه الداخلي... تكورت يده بقوة بجانبه فقال بصوت بدا بعيدا:
(أمي مقابلتنا لا مفر منها...)

وصلت لتقف أمامه تنظر له نظرة ذات مغزى... نظرة معناها لا تريث قليلا... قالت بهدوء:
(بني الرجل لم يكذب عليك... لم يخدعك يا "أحمد" ، قبل أن تتخذ أي خطوة فكر بها... هذه المسكينة الصغيرة ماذا سيكون رد فعل والدها لو عاملته بخشونة؟!... ربما عاقبها هي!)

نظر لها سريعا و قد ارتسم الرفض في عينيه فقال بعدم تصديق:
(يعاقبها!!...)

لقطت "سوزان" خوفه على الصغيرة فتمادت تتحدث بتأكيد:
(نعم... والد مثله زوجها لمصلحة بينكما ليس ببعيد عليه أن يعاقبها أو يعذبها)

ضيق عينيه بشك فقال بتساؤل:
(تبالغين ؟!...)

هزت رأسها و وجهها الأنيق ينفي ما يظنه...سحب نفسًا كبيرًا يهدأ فوران غضبه من هذا الرجل... لقد فكر في نفسه فقط و كيف يأخذ حقه منه... لم يفكر في وضع هذه التي حملت اسمه!...

حمدت "سوزان" الله في سرها أنها استطاعت لو لوقت قليل أن تثنيه عن مقابلة "هاشم الحسيني"... متأكدة من تأزم الوضع بينهما لو حصل اللقاء... ابنها حينما يغضب ينسى من حوله ويتلف الأخضر و اليابس... ربتت فوق كتفه ثم أولته ظهرها لتنزل حيث الأسفل....

تركت شوكتها بنظرة حزينة و جائعة جدا... لم تتناول قضمه واحدة مما وضع أمامها... و هذا الذي يُدعى زوجها قد ذهب و هي تحتاج أن تخبره بشيء... منذ الأمس و هي تفكر فيه بشدة... ذهاب هذه السيدة التي تحدثت معها قبل الفطور شجعها للذهاب...

تحركت بكرسيها للخلف ثم همست بخفوت دون أن تنظر لهم:
(لقد أنهيت فطوري... شكرا)

سمعت صوت المرأة العجوز يقول بمحبة أو هكذا اعتقدت:
(بالهناء يا صغيرة...)

اومأت لها برأسها ثم أسرعت الخُطى حيث زوجها المزعوم... وصلت إلى السلم لتسمع صوته مع والدته و لكنها لم تلتقط كلمة واحدة... انتظرت قليلا من باب الذوق ثم صعدت ببطء لتعطي لهما مساحة من الخصوصية...

قبل أن تصل للأعلى رأت والدته تنزل بينما ترتسم الراحة على وجهها... وقفت بتردد تنظر لدرجات السلم و كأنها تمليها سرا هاما!... ابتسمت "سوزان" برفق ثم وقفت أمامها لترفع وجهها الصغير لها...

تطلعت "رُبى" لها بدهشة و أعين متسعة خلف نظارتها الطبية... ربتت "سوزان" فوق وجنتها الناعمة ببسمة صغيرة تقول:
(هل أنهيتِ فطوركِ؟...)

اومأت لها دون كلام مما دفع "سوزان" لأن تترك وجهها بنفس البسمة فقالت:
(بالصحة و العافية يا "رُبى"... لو أردتِ أي شيء أطلبيه دون خجل منيّ أو من "حنان"...)

همست "رُبى" بصوت يكاد يُسمع:
(حسنا... شكرا لكِ)

ضحكت "سوزان" بخفوت ثم نزلت درجتين للأسفل تقول :
(على الرحب ...)

تابعتها بعينيها المتسعة من خلف النظارة... شردت للبعيد و في حياتها هنا... كيف بين لحظة و الأخرى تتغير حياتنا تغيير جذري كما حدث لها؟!...

وضع هاتفه بحنق داخل جيبه و اتجه للأسفل... يريد مقابلة "هاشم" بأي شكل... يريد معرفة كيف لأب مثله أن يفعل ما فعل بابنته... هل يأمنه عليها إلى هذا الحد؟!... هل هو متأكد من معاملتهم لها هنا بلطفٍ؟!... غير هذا الشعور بأنه مغفل ضحك عليه رجل في سن والده!!!... يكتوي بالنيران و يريد الثأر لكنه يثق في حديث والدته و عليه تأجيل اللقاء لحين يعرف في أي طريق ستأخذهما الحياة...

تأخذهما هو و هي!... لا يصدق حتى الآن أنه تزوج و زوجته مجرد مراهقة تعلقت في رقبته لتزيد من مسئوليته مسئولية جديدة!... توقف فجأة حينما لفت حاسة شمه عطرها الناعم... لقد تمالك نفسه بقوة على الفطور من أن يلتف إليها يسألها ما هو نوع هذا العطر؟!... لقد أعجبه جدا و شعر فيه بنعومة سنها و براءتها...

حينما غادر طاولة الطعام لم يقوى على التقدم عندما وقف خلفها مباشرة... تركزت رائحتها و دفعته لأن يستنشقها بقوة!!... و ها هي الآن تزيد و كأنها قريبة منه... أكمل نزوله ليقف مشدوها و هو يراها أمامه... ملتفة تتابع شيء ما بالأسفل و شعرها الطويل جدا في وجهة نظره يغطي جانب وجهها و يخفيه عنه... قامتها طويلة نوعا ما عن الفتيات في عمرها... و جسدها يماثل جسد أنثى كاملة النضوج... لكن عيناها البنية العجيبة مختلفة عن كل شيء...

رغم امتلاكه لون عين مقارب لها إلا أنها مختلفة بطريقة تجعله يتساءل أهي عيون طفلة لا تفقه شيئا عن الدنيا أم أعين مرأة تأسر من ينظر لها... تنحنح بحرج كي يلفت أنتباهها و ما حدث جعله يكبح بسمة تلح على الظهور فوق فمه... لقد أجفلها دون قصد و جعلها تكتم شهقة صغيرة من فمها...

التفتت له بصمت ثم وضعت انظارها أرضا...رفع حاجبيه بتعجب و لكنه آثر أن يكمل نزوله لو تحتاجه ستنادي عليه... أخذت جانبا من السلم ليمر هو ببطء منتظرا أن تتحدث... و لكنها صعدت بعده درجتين و عرف أنها لن تتحدث... أكمل طريقه للأسفل لكنه توقف فجأة بعدما صدح صوتها الخافت خلفه:
(إذا سمحت....)


لاح شبح ابتسامة على فمه بعد ندائها الرائع على زوجها!!!... كررها في سره بشيء من المرح:
(إذا سمحت!... هل أنا بائع؟!..)

لكنه التفت بوجه جامد لا يوحي بشيء ينظر لها... تقف بحرج جعله متوقع بكائها في أي لحظة... انتظر و منحها فرصة التعود عليه هو تحديدا قبل أي شخص آخر هنا... و قد طال ترددها مما جعله يتمسك بالسلم جواره...

ابتلعت ريقها بخجل حينما لمحت كفه العريض فوق السلم فقالت بصعوبة:
(أنا...)

هذه المرة لم يقوى على منع ابتسامته من الظهور... ابتسم بهدوء عليها ... تقف واضعة وجهها أرضا بخجل يمنحها هالة من الجمال الطفولي المندمج مع نعومة أنثى مغرية بفطرة... أراد أن يزيح عنها حرجها فقال بمرح:
(أنتِ؟!...)

تنحنحت بحرج تكمل حديثها التي جاءت خصيصا له فقالت:
(بالأمس بعدما عرفنا الحقيقة... فكرت كثيرا أنه لربما أعود طبعا بعد أذنك... أن أعود لمدرستي لاستكمال أخر سنة ليّ هناك... حقا أنا لا استطيع تركها أو التخلي عن حلمي في دخول الجامعة)

آلمه قلبه عليها جدا... تقف مكسورة الخاطر أمامه... كفقير يتمنى نيل الزكاة و التي هي اصلا من حقه!... أي وضع استطاع والدها أن يضعها به؟!... تنهد بحزن نابع من عمق قلبه على فتاة مراهقة مثلها مرت بما تمر به فقال بهدوء:
(بالتأكيد تستطيعين... أريد أن أخبركِ شيئا ، أنتِ هنا كأنكِ في بيت والدكِ تماما... ما تفعلينه هناك لكِ مطلق الحرية لفعله هنا دون حرج أو إذن ... اتفقنا؟)

رفعت عينيها إليه بسرعة البرق... تملكت وجهه كله لفترة... تنظر له بلا تصديق و أنه حقا وافق هكذا دون مراوغة... هتفت بسرعة غير مصدقة:
(حقا؟!!!...)

هيئتها كانت لذيذة جدا ... تذكره بفتاة كانت معه أيام الدراسة ...كانوا يطلقون عليها لقب الزجاجية لشدة رقتها و نعومتها... ابتسم بحنان يقول:
(حقا...)

و بعدها يعتقد أن الوقت قد تجمد!... عيناه فقط هي التي كانت تعمل و تتحرك بسرعة فوق وجهها الأبيض...تتشبع بهذه البسمة اللامعة بفرحة لم يكن يعتقد يوما أنه سيكون سببا في رسمها على وجه أحد... إنها سعيدة بل ستطير من السعادة لموافقته...

أخرجته من حالة الجمود بصوتها الفرح تقول:
(شكرا لك... حقا شكرا جدا ، لقد أرحت قلبي... غدا يمكنني العودة للمدرسة ليس هناك مانع أليس كذلك؟!... كم اردت أن أهاتف صديقتي لتعرف لكن لابأس ستكون مفاجأة لها)

لاحظ استمرارها في الحديث و يبدو أنها قد نست وجوده... فقال بهدوء مستفهما:
(و لماذا لا تستطيعين مهاتفتها؟!)

توقفت عن الثرثرة بعدما لاحظت أنها تهذي أمامه... و تذكرت كيف تم سحب هاتفها منها... هل تخبره أنه السبب في مصادرة الهاتف؟!... لا ستكون غبية بعدما وافق لها على العودة للمدرسة... قالت بصوت حيادي :
(أبي سحب هاتفي منيّ قبل... الزواج)

تكورت يده بصورة تلقائية جوار السلم... لكنه تمالك ليقول لها بينما يتوجه للأسفل:
(لا بأس... غدا ستفرح صديقتكِ لرؤيتكِ..)

اومأت برأسها تتابعه ينزل للأسفل حتى أختفى... اتسعت بسمتها بقوة بعدما نجحت في تحقيق ما تريد... ما دام سلبوا منها حلم حريتها عليها البحث عن باقي الأحلام لتحققها غصبا عن أي معترض...


.......................................

(يا غصن الزيتون وافقي و سيجازيكِ الله خيرا حينما تعفي شابا مسلما صالحا مثلي عن ارتكاب الذنوب)

وضعت "ندى" يدها فوق فمها تكتم ضحكتها بصعوبة... لقد اتخذها فرصة حينما ذهب الجميع و لم يبقى سوى جدته على السفرة ليبتزها في طلب الزواج...
نظرت له بعينيها الفيروزية الرائعة التي تلألأت بالدموع من شدة الضحك تقول بصعوبة:
( لا أعرف ما كل هذا التسرع!!!... الزواج سيتم إن شاء الله لكن أتركه يأتي على مهل)

صدح صوته متناسيا وجود جدته فصاح عاليا بصوت مستنكر:
(على مهل!!!!!)

رفعت جدته نظرها إليهما لتقول بتأنيب:
(صوتك يا ولد...)

غمغم بخفوت دون أن يترك وجه خطيبته:
(عفوا يا "دولي"... لكني حقا سأجن من ابنة "القاضي"...)

زمت "ندى" شفتيها بصورة طفولية تشتت عقله الهائم بها فقالت:
(ترتاح أنت حينما يوبخك الغير!...)

اقترب منها يقول بصوت خافت يرسل الرعشة في أوصالها:
(و الله لن يوبخ أحد اليوم سواكِ أنتِ يا "ندى"... أي مهل هذا الذي عليّ اتخاذه؟!!... نحن في فترة خِطبة دامت فوق الثلاث سنوات!!... هل سنتزوج حينما تسقط اسناني و آتي إليكِ بعكاز كعكاز "دولي" أهمس لكِ بصوتي المرتعش «هيا يا عروشي يا غشن الشيتون»!!!!....)

فلتت ضحكة عالية منها غير قادرة على منعها... اعتذرت برأسها للجدة و قد ابتسمت "دلال" عليهما... بينما "مصطفى" وضع يده فوق صدره بصورة مضحكة و نظر لها بولهٍ يقول:
(رحمك الله يا ابن "النجار" فابنة "القاضي" ستصيبك بذبحة صدرية اليوم)

لمعت عيناها بقوة وهي تنظر له... متيمة به و تعشقه فوق الوصف و لكنه يستعجل الأمور... وهي تحلم لأن تصل إلى مكانة عالية في تعليمها... شغفها في الطب البيطري لا يتوقف و قد ساعدها هو على التقدم فيه... لكنه يبدو قد أنهى كل قواه في الصبر...

وصل "أحمد" إليهم ليقول بنبرة سريعة بعدما أخرج هاتفه من جيبه:
(سأذهب إلى الشركة الآن... "مصطفى" لا تتأخر على ميعاد اجتماع اليوم)

اومأ له "مصطفى" بينما وقفت "ندى" تقول بلهجة ناعمة:
(هيا إلى العمل و أنا أيضا لدي العديد من المشاوير)

وقف بضجر ثم اتجه نحو جدته يقبّل رأسها كما فعل "أحمد" قبل لحظات... خلفته خطيبته تقبّل خدها برقة و تودعها ببسمة جميلة...

خرج "مصطفى" مع خطيبته ليوصلها حيث تريد... رنين هاتفها أوقفهما ففتحته باهتمام لتتسع عيناها بقوة بعده و ترتسم بسمة عريضة فوق فمها بشغف... بعدما أنهت اتصالها وقفت قبالته تقول بسعادة:
(أريد أن اقبّلك...)

ابتسم بفرحة كبيرة حتى وصلت بسمته للأذن فمال بخده لها يقول بسعادة مشابهه:
(يا حبيبتي الغالية ... أنتِ تأمرين و العبد لله ينفذ فوراً)

تحرجت منه فعادت للخلف تقول بخجل:
(ليس بالمعنى الحرفي إنها كناية عن سعادتي)

اعتدل في وقفته يغمز لها بشقاوة قائلا:
(كناية أو تشبيه بليغ ما يهم هو إيصال المعنى و توضيحه ...)

ثم عاد يميل بخده لها قائلا بمزاح:
(هيا قبل أن تأتي أي استعارة مكنية و تحذف المشبه به أي أنا و تترك المشبه أي أنتِ و أموت حسرة على القبلة التي لن انالها في حياتي هذه!)

ابتسمت له بخجل و تراجعت للخلف أكثر... عاد يستقيم وهو يقول بحزن مصطنع:
(حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم...)

شهقت بدلال تقول مستنكرة:
(تتحسبن عليّ يا دكتاتوري!...)

وضع نظارته الشمسية التي تغيظها ثم قال بحنق:
(استغفر الله... أنا أدعي على الظالم هل أنتِ ظالمة لا سمح الله؟!!!)

تقدمت منه تكمل بنفس وتيرة الدلال التي تركن إليها كلما أقدمت على فعل شيء يزعجه فقالت:
(بالطبع لست كذلك....ألا تريد معرفة من كان يهاتفني؟)

رد عليها ببرود رغم فضوله الكبير فقال:
(من يا سمو الأميرة؟...)

همست بترقب تقول:
(إنها جامعتي... لقد أخبروني أنني سأكرم في باريس بعد أيام لحصولي على المركز الثاني في بحثي العلمي)

نزع نظارته بسرعة ثم قال مستنكرا بصوت رافض:
(سفر مرة أخرى!!!!... هذا كثير يا "ندى" لم تصلي قبل يومين و الآن تريدين السفر مجددا)

قالت بهدوء تمتص غضبه الذي تشهد هذه المرة أنه يحق له بلوغه:
(آسفة يا "مصطفى" لكنك تعرف مدى تعلقي بمهنتي و حبي الكبير في استكشاف المزيد عن عالم الحيوان... أنت لا تعرف كم هي الحيوانات رقيقة و تحتاج عناية خاصة و تدليل و أنا أتعلق بكل معلومة عنهم و أبحث هنا وهناك للوصول إلى القمة في مهنتي)

رفع حاجبا مستنكرا يقول:
(و الله لا يحتاج عناية خاصة أو تدليل سوى خطيبك المسكين و الذي سينتحر يوما ما بسبب تفضيلكِ للحيوانات عليه)

تقدمت منه تقول بلهفة خائفة:
(بعيد الشر عنك يا حبيبي... لا تقل هذا مجددا يا "مصطفى"!)

عاد ليبتسم مجددا فقال بعبث:
(حسنا يا غصن الزيتون من أجل كلمة حبيبي التي خرجت منكِ كالبلسم هذه سأفوت هذا السفر أيضا)

تعلقت بيده بحب و هي تتجه معه نحو السيارة تقول بخجل:
(سلم ليّ الدكتاتوري المتعسف...)

....................................

عاد بجسده للخلف فوق كرسي مكتبه بتعب... يومه كان طويلا ومشحونا جدا... أغمض عينيه يناشد الراحة قليلا... و لكنها تسربت له في غفوته ليفتح عينيه بقوة متذكرا شيئا هاما... تناول هاتفه يتصل ب "حنان" .... بعد لحظات وصله صوتها فقال بتساؤل:
(مساء الخير يا "حنان"... هل تناولت "رُبى" الطعام أم لا؟!)

رغم تعجبها من سؤاله إلا إنها قالت:
(لا لم تنزل على الغداء فكانت نائمة... و للآن لم تترك غرفتها)

ساد الصمت بينهما فأكملت هي تقول:
(هل تريديني أن اتفقدها؟!... أو أعرض عليها الطعام مثلا؟)

همس بخفوت و ذهن مشغول:
(لا ... اتركيها نائمة ربما تحتاج للراحة فغدا ستعود للمدرسة)

أغلق هاتفه و القاه فوق المكتب بإهمال... شعور غريب بالحزن ينتابه كلما تذكر شكلها في الصباح جواره تقلب في الطعام دون أن تأكله... عليها الاعتياد عليهم و طلب ما تريد... لقد فُرضت عليهم و أنتهى الامر فليس هناك داعٍ للخجل من طلب ما تريده... عاد يسند جسده فوق الكرسي و يغمض عينيه... سمع صوت باب مكتبه يُفتح وبعدها صوت "سارة" انتشر في أرجاءه...

جلست قبالته تقول بلهجة عملية:
(لقد أجلت لقائك مع السيد "هاشم الحسيني" كما طلبت... لكننا لا نستطيع تأجيله أكثر من اسبوع )

صمتت تراقبه في غفوته التي تبرزه أكثر وسامة و رجولة... أكملت بصوت خافت متأثر بهيئته:
(لا أعرف لماذا تأجل رؤيته!!!... ألم توافق على الشراكة بينكما إذن ما سبب الهرب منه؟!)

أحتد صوته فقال دون أن يغير وضعه:
(أنا لا اهرب يا "سارة"... فقط لا أريد رؤيته الآن)

تنحنحت تقول بنبرة ناعمة:
(أعرف لقد سقطت منيّ سهوا... عذرا يا حبيبي)

عضلات جسده تخشبت بعد كلمتها.... آه يا "سارة" لا يعرف تصنيفها في حياته... لقد تعود على وجودها و أتاح لها ما لم يتحه للغير... حتى ظهر للعالم و كان هو واحدا منهم أنهما مناسبين لبعضهما و هي في مقام خطيبته!... لم يخبرها بأمر زواجه و لن يفعل... لا يريد جرح مشاعرها و هي تعد نفسها زوجته المستقبلية...

فتح عينيه و شعور بالرفض ينتابه... هل لو لم يتزوج من "رُبى" كان سيتزوج من "سارة"؟!... و الإجابة هي المعتادة
(لا أعرف...)

منذ سنوات و عندما ظهرت "سارة" في حياته كلما يصل لهذا السؤال دوما تكن الإجابة لا يعرف....
وقف يحمل سترته من فوق الكرسي يرتديها ببطء..
اسرعت إليه تقول بدلال:
(هل ستذهب الآن؟... اشتقت للخروج معك و تناول الطعام في أي مطعم)

بادلها نظرة مصمتة فقال بجمود:
(ليس اليوم يا "سارة" فأنا مجهد جدا)

اقتربت منه تلمس كتفه الذي تصلب أسفل كفها... قالت بنفس نبرة الدلال:
(أشعر و كأنك مختلفا من أيام يا "أحمد"... لو هناك ما يشغل بالك أخبرني به)

ابتعد عنها ببطء كي لا يجرحها فقال بهدوء:
(ليس هناك جديد يا "سارة" ... أنتِ تعرفين كل شيء... أمر سقوط شركتي يقلقني)

هتفت بسرعة تقول باطمئنان:
(و لمَ القلق؟!... فنحن تشاركنا مع شركة كبيرة و أنتهى الأمر)

ابتسم بسخرية يقول:
(ربما أنتهى كل شيء و ربما لا...)

عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة:
(ماذا تقصد؟!...)

انتبه على حديثه فقال بينما يتجه لباب المكتب:
(لا شيء... لا تتأخري في الشركة و أذهبي قبل أن يقبل الليل)

ابتسمت بسعادة فدوما تحب منه هذا الجانب... الجانب الرجولي الذي تشعر معه بالأمان... الجانب الذي منحها من خلاله حرية الحلم في أن تكون زوجته يوما ما... اومأت له ببسمة كبيرة حتى أختفى من أمامها...

رنين هاتفها أعادها لأرض الواقع و قد تغير وجهها للحنق حينما قرأت الاسم عليه... فتحته بعدما زفرت بضجر تقول:
(ماذا هناك "أمير"؟!)

بعد ما وصلها من حديث هتفت بحدة غاضبة:
(هل أنفقت كل المال الذي كان بحوزتك؟!... أنه راتب شخص يشقى شهرا كاملا و أنت تنفقه في أقل من أيام!)

صمتت تسمع إليه ثم قالت بصوت مهدد:
(لو لم توقف ما تتعاطيه من مخدرات سوف أبلغ عنك الشرطة...)

أغلقت هاتفها لتجلس بتعب فوق الكرسي خلفها... اغمضت عينيها على دمعة ساخنة تترجاها للنزول... همست بقسوة:
(لن ابكي... )

فتحت عينيها بقوة تقول:
(حينما أصبح زوجة ابن "النجار" سينتهي كل تعبي و شقائي... ستنتهي حياتي البائسة هذه للأبد)

توحشت عيناها بعدها لتهمس بقرف:
(كل الفتيات يمتلكن أخ ينفق عليهن و أنا من تنفق على أخيها... أي قرف هذا!)

...............................

معدتها التي تئن من شدة الجوع دفعتها أن تتسحب في جوف الليل و تصل إلى المطبخ كلصٍ يتحسس ما تصل إليه يده!... الوضع صعب عليها جدا أن تفعل ما تفعل لكن الجوع لا يترك معدتها الصغيرة في حالها... لقد أنكبت على كتبها بعدما وافق هو على استكمال تعليمها... تناست الجوع حتى وقعت فوق الكتب نائمة لم تشعر بنفسها سوى قبل ساعة واحدة فقط...

لولا هذا الصوت الذي تصدره معدتها و الدال على أن عصافيرها ستموت من كثرة الزقزقة ما كانت تتسحب إلى هنا... فتحت الادراج و ما طالته يدها من رفوف طويلة... لكنها لا تجد ما يصلح للأكل... همست بتعب مرهق:
(ما هذا؟!... هل أكلوا كل شيء؟... و كأننا في غابة نلعب لعبة الجوع!!!)

عادت تبحث عن أي شيء حتى وصلت لكيس معكرونة مغلف ... نظرت لها طويلا ثم تركتها بعدما تأكدت من فشلها في الطبخ!... بحثت مجددا حتى وصلت لعلبة الصلصة ...طالت نظرتها إليها ثم عادت تنظر للمعكرونة و كأنها تقنع نفسها بهما... لكنها حقا لا تعرف كيف تفعلها!... تركت العلبة جانبا و أكملت بحثها... فتحت البراد للمرة الألف و بقت هناك لفترة تعيد النظر بكل ما يوجد به و يصلح للأكل دون طبخ...


عاد مرهقا كل ما يتمناه هو النوم بشدة... و يا ليت قبل أن يصل "مصطفى" يتحفه بمقطوعة من ألحانه الليلية... دخل إلى الصالة المظلمة إلا من أضواء خافته لتدل على نوم كل من بالبيت... جدته تحب النوم باكرا و هم لولا العمل لفعلوا مثلها... اقترب من السلم و لكنه توقف بعدما شعر بحركة قادمة من المطبخ... عقد حاجبيه بتركيز حتى تأكد من الصوت... هل "حنان" مستيقظة لهذا الوقت؟!..

تقدم منه بصمت حتى تسمر مكانه... واقفة بداخل البراد تنظر له بنظرة تائهة... الضوء الصادر على ملامح وجهها المليح يبرزها بشكل جميل...استند للحائط جواره يراقبها بشيء من الفضول... هذه الصغيرة التي وضعها القدر في طريقه ليصبح حاميا لها يريد معرفة المزيد عنها... القليل الذي صدر منها يوضح له شخصية عنيدة قوية و خجولة بشكل كبير...

طالت وقفته و يبدو أنها نامت على وقفتها داخل البراد... تنحنح بصوت عالٍ مما جعلها تجفل بصورة مبالغ بها... شهقت و تراجعت للخلف مما دفعه للتقدم منها يقول بهدوء:
( أهدأي أنه أنا... أعتذر)

نظرت له بأنفاس متسارعة فقالت بتلعثم:
(لا بأس... كنت... كنت عطشانة )

ابتسم برزانة فلم تظهر ملامحه في ظلمة هذا الجانب من المطبخ و لسان حاله يهمس له:
(إنها جائعة... الصغيرة قرصها الجوع)

مرت من أمامه تهمس بتردد:
(تصبح على خير)

رائحتها الناعمة ضربت أنفه الذي بات متعرفا عليها و يتنعم بها حتى يعرف أي عطر تضعه...
قبل أن تفلت تماما من أمامه قال بصوت هادئ:
(هل تحبين المعكرونة؟!)

توقفت دون أن تلتفت له و هي توبخ نفسها بقوة... يبدو أنه راقب الأكياس و العلب التي أخرجتها...التفتت له تقول بهدوء:
(لست من مدمنيها لكنه لا بأس بها...)

اومأ برأسه ثم نزع سترته بعملية... شمر عن ساعديه ثم التفت إلى مكان الضوء و ضغط عليه... قال بعدما تناول وعاء كبير وضع به الماء و وضعه فوق النار:
(أنا جائع جدا... ما رأيكِ في تناول الطعام معي؟)

راقبت ظهره العريض يعمل بحرفية و كأنه طاهٍ... ربتت فوق معدتها المسطحة و التي لم تكف عن إصدار الاصوات و التي تدعو الله ألا يسمعها... هل ترفض وتحمل ما تبقى من كرامتها و ترحل إلى غرفتها؟! ... أم تتخلى عن الكرامة و تأكل في صمت؟!... جائعة هي كل ما يطرأ ببالها!... تقدمت بصمت تجلس على كرسي المطبخ تراقب عمله الصامت و شديد الدقة...

أما هو بدأ يتعامل مع كل الأكياس التي اخرجتها بهدوء... لا يريدها أن تشعر بالحرج بعدما أكتشف محاولتها في الحصول على الطعام... أذنه توقفت عن التقاط أي صوت غير صوت حركتها... و قد ابتسم حينما شعر بها تجلس خلفه تتنظر الطعام... شعور بالشفقة مختلط بآخر كالحماية هو كل ما يشعره تجاهها...

بعد دقائق من الصمت الذي وصل به لمنتصف ما يطبخه...قال بخفوت يتجاذب معها أطراف الحديث:
(يجب عليكِ معرفة كل شيء في المطبخ كي تصلي له بسهولة... كحال البيت كله)

اجابته بصوتها الناعس:
(لن أحتاج معرفة المطبخ فأنا لست جيدة في الطهي)

اومأ دون أن يلتفت لها كي لا تشعر بالحرج... قال بعد فترة قصيرة:
(يجب عليكِ معرفة بعض الأكلات التي لا تأخذ وقت و سهلة التحضير... ستنفعكِ في المستقبل)

همست له بخفوت:
(إن شاء الله... )

اعتقد أنها توقفت عند هذا الحد لكنها فاجأته حينما سألته بفضول بدا في صوتها:
(تبدو كطاهٍ بارع ... كيف تعلمت الطهي؟)

التفت ينظر لها ليرى هيئتها في الضوء... ترتدي منامة قطنية ذات أكمام طويلة و واسعة بعض الشيء... شعرها مجموع في كعكة كبيرة أسفل عنقها... و بدون نظارة كأول مرة رآها بها... قال بهدوء:
(أنا كنت مشتركا في الكشافة أيام المدرسة...هناك تتعلمين كل شيء كالطهي و بعض الأشياء الأساسية... كما أني أجوع ليلا حينما أسهر مع "مصطفى" و رحمةً لمعدتي من طعام أخي الذي لا يؤكل تعلمت بعض الاصناف السهلة)

ابتسمت بخفوت أراحه ... فها هي تعتاد عليه و لو شيء بسيط... و عليها الاعتياد عليهم جميعا بسرعة كي لا تتأثر نفسيتها ببقائها هنا... سألها هو بهدوء:
(ما هو الطعام الذي تفضلينه؟!... لقد لاحظت على الفطور عدم ميلكِ لما وضع أمامكِ)

شعرت بالحرج بأن هناك من لاحظها... وضعت يدها فوق وجهها تخفيه عنه فقالت بخجل:
(آسفة لما حدث لكني لا أحب كل ما هو أبيض...)

راقب تصرفها العفوي و خجلها من معرفته بالأمر... التفت يقلب الطعام خلفه ثم عاد يقول:
(و لماذا لم تخبري أحد بهذا؟!)

همست بخجل متوتر:
(أنا لا أعرف أيًا منكم للأسف... فكان صعبا أن أطلب تبديل الطعام)

مجددا عاوده الشعور بالحزن على حالها... التفت يسكب الطعام في الطبق ثم وضعه أمامها ببسمة صغيرة مشفقة... تناولت الطبق بأيدٍ مترددة لكن الجوع لا يُطاق... ملئت ملعقتها بالمعكرونة و وضعتها في فمها بترقب للطعم... و فجأة اتسعت عيناها بقوة وعادت تنظر له بهما...

كبيرتان واسعتان بنيتهما شديدة اللمعان بطريقة تجعلك تنظر بهما دون أن تلتفت لشيء آخر!... راقب انطباعها اللذيذ على طعامه... بعدها ابتسم بسمة تكاد لا تذكر حينما صاحت بصوت عادي وتركت الخفوت جانبا:
(لذيذة جدا... جدا)

عادت تملئ ملعقتها و تأكل بسرعة أوجعت قلبه... لولا رؤيته لها بالصدفة لكانت نامت جائعة... جلس فوق الكرسي المقابل لها يراقب طريقة طعامها العفوية... أسند وجهه على كفه فقال:
(هلا عقدنا أتفاق؟)

تركت الملعقة مُعلقة في فمها بينما تمسكها بيدها تنظر له بعينيها الكبيرة... اعتدل يستنشق عبيرها الناعم من هذه المسافة و يتطلع في عينيها بتركيز... قال بعدها بفترة بهدوء:
(عليكِ طلب كل ما تريدينه هنا... و لا تخجلي من أحد ... كلنا هنا سوف نساعدكِ )

غصبا ترقرقت عيناها بدموع رفيعة فوضعت وجهها أرضا... يكفي أن تبدو مثيرة للشفقة أكثر من ذلك... همست بصوت متقطع:
(شكرا... لك)

تنهد بإرهاق حزين و لكنه اكمل بمرح:
(هيا أنهي طعامكِ....)

سألته بحرج:
(ألن تأكل؟)

اجابها ببساطة:
(بلى...)

تناول ملعقة ثم دسها في طبقها ليتشارك معها الطعام رغم عدم رغبته في الأكل... فقط كي لا تشعر بالحرج أكثر من ذلك... يكفي خيط الدموع التي لمحها الآن في عينيها!...


دخل البيت يتجاهل صوت رنين هاتفه الذي يعلن عن وصول رسائل نصية كثيرة... اقترب من المطبخ ليسمع به أصوات خافتة... رفع حاجبه بتعجب ثم اقترب يرى ماذا يحدث... وقف ببابه يراقب أخاه الكبير يأكل مع هذه الصغيرة... زوجته!!!...

ابتسم بمرح فدخل يقول بصوته الصاخب:
(يا لها من ليلة سعيدة!... أخي يطهو بنفسه بعد فترة طويلة من الغياب)

جلس جوار "رُبى" دون دعوة ثم سحب ملعقة يدسها في طبقها و يدخلها فمه بتلذذ كبير... همس بصوت خشن بفعل الطعام:
(كم هي لذيذة يا أخي... اشتقت لطعامك جدا)

تراجع "أحمد" للخلف يقول بنبرة ذات معنى:
(لقد طهوت من أجلها... لم تأكل لقمة واحدة منذ الصباح)

أكمل "مصطفى" أكله ثم نظر لها يقول بحزم:
(ما هذا يا فتاة؟!... كيف لا تأكلين منذ الصباح؟!... أنتِ في سن البناء و عليكِ الإكثار من تناول الطعام)

راقبته "رُبى" بدهشة لقد أنهى ربع الطبق في ملعقتين... لاحظ "أحمد" نظرتها المصدومة فقال لأخيه:
(هي لم تأكل لأنها لا تحب ما نقدمه على الفطور وليس دلالاً...)

عاد يحمل الطعام بالملعقة دون أن يلتقط ما يريد أن يصله له أخيه فقال:
(و الله ولا أنا أحبه... تخيلي شاب مثلي مثل البغل يتناول جبن و لبن و بيض مسلوق على الفطور!!)

ابتسمت "رُبى" من كلماته فأكمل هو:
(لكن ما باليد حيلة فالسيدة "سوزان" ترفض الفول و الفلافل على الفطور خوفا من نوبة مغص قولوني أن يصيبنا... رغم أن الواحد صحته جيدة و الحمد لله)

همست ببسمة لم تقوى على منعها :
(أنا لا أحتمل تناول مثل هذا الطعام... خصوصا اللبن و البيض المسلوق)

أشر بإصبع الإبهام كحركة تأكيد لها فقال:
(هكذا هي العقول المنيرة... يا فتاة أقسم لكِ أشعر أنني سأتحول لدجاجة من كثرة تناول البيض المسلوق!)

ضحكت عاليا لأول مرة أمامهما... اعتدل "أحمد" يراقب أول طفرة تغيير بها... لقد ضحكت و كم سعد هو!... رغم أن أخاه جلف عديم الذوق اوشك على ابتلاع الفتاة وليس طعامها فقط ... إلا أنه ممنونا له لسماعه مثل هذه الضحكة الجميلة... ابتسم "مصطفى" لها فقال:
(اللهم صل على النبي... ما أجمل ضحكتكِ يا "رُبى")

شعرت بالحرج و الخجل فأكمل بعدما شعر بها يمازحها:
(ثم أين نظارتكِ يا فتاة ؟... و أين شعركِ الطويل الذي أغظت به خطيبتي في الصباح)

همست له بخفوت:
(لا أحب النظارات كما اخبرتك صباحا... كما أني لست معتادة على ترك شعري حرا)

استمع لها "أحمد" بتأني... بينما "مصطفى" قال بمرح بعدما أخرج هاتفه من جيبه:
(هنا ستعتادين على كل شيء... لا تتحرجي من أحد هنا و انطلقي في بيتكِ يا "رُبى"...)

كم هما طيبان!... هذا ما طرأ بالها الآن... من كانت تخشى منهم أصبحوا أحن عليها من والدها!... مزحة أليس كذلك؟!... اومأت له بهدوء فوقف هو يقول بمرح:
(شكرا على الطعام... سأذهب لغرفتي أجيب على "ندى" قبل أن تأتي هي إلى هنا لتقتلني)

بعد خروجه من المطبخ وقفت هي أيضا تقول له بامتنان:
(سأصعد أنا ايضا كي لا أتأخر على المدرسة..
شكرا على الطعام)

اومأ لها بهدوء فتحركت للخارج لكنها وقفت بعدما سألها:
(متى ستذهبين للمدرسة؟!...)

اجابته بخفوت هادئ و ناعس داعب روحه ليبتسم رغما عنه:
(في السابعة ...)

وقف يحمل الأطباق فقال بهدوء:
(تصبحين على خير...)

خرجت من المطبخ بتعجب من سؤاله... همست لنفسها بدهشة:
(هل سيوصلني للمدرسة غدا؟!...)

..................................

بعدما بدل ملابسه ارتاح فوق سريره يفتح هاتفه الذي ارتج ألف مرة بعدما وضعه على وضع الهزاز... ابتسم بخبث حينما قرأ رسائلها له... معظم الرسائل تحتوي على اسمه فقط و بعده العديد من علامات التعجب!... ارسل لها كلمة واحدة فقط ببرود....
«نعم!»

وصله الرد بعد ثوان مصطحب بالكثير من علامات التعجب....

«نعم!!!!!!.... ألم نتفق على سفري في الصباح؟!... لماذا تتجاهلني الآن؟...»

زادت بسمته العابثة فكتب لها...

«بعد رحيلكِ صباحا شعرت أنني لا زلت غاضبا فقررت التمادي في الغضب...»

وصلته رسالتها بعدة اوجه حمراء غاضبة ...

«أنت دكتاتوري... »

ارتاح على وسادته فكتب لها ببرود:

«لا بأس يا ابنة "القاضي"...»

ظهر عنده أنها أغلقت فترك الهاتف جواره يهمس بمشاغبة باسمة:
(لا بأس بالقليل من الدلال عليكِ يا غصن الزيتون... يكفي أنني سأُحرم منكِ لأيام قادمة)

بعد لحظات صدح صوت الرنين ففتحه ليجدها ارسلت له مقطع من اغنية ما... ضغط عليه لتتسع عيناه مع كلمات الأغنية...

على رغم الجو المشحون...
تبعا للظرف المرهون...
مطرح ما عيونك بتكون...
بحلم شوفك يوما ما!...

ابتسم بسعادة ليهمس لنفسه بانتصار:
(ها هي ستسلم راياتها قبل السفر....)

بكرة بيخلص هالكابوس...
و بدل الشمس بتضوي شموس...
على أرض الوطن المحروس راح نتلاقى يوما ما!......

علت ضحكته ليقول بفخر:
(تعترف أن سفرها كابوس... لكن لا نزال على نفس أرض الوطن المحروس لذا لماذا «راح نتلاقى يوما ما» هذه؟!...)

توقف ليسمع المقطع القادم...

مع أنه وضعك مهزوز...
مرات بحسك نرفوز...
لازم تعقل ما بجوز....
إذا مش هلأ يوما ما!...

عقد حاجبيه بدهشة و ساد الصمت ليمسك الهاتف بغضب يكتب لها....

«أنا مهزوز؟!... أنا نرفوز يا "ندى"!!...»

ارسلت له وجه ضاحك ثم وجه يخرج لسانه يغيظ...

ابتسم على شقاوتها لكنه لن يتخلى عن خطته في الدلال عليها فكتب لها...

«حسنا يا ابنة "القاضي" أنسي أن آتي معكِ للمطار بعد أربعة أيام...»

اسرعت ترسل له...
«"مصطفى"!!!...»

كتب لها سريعا...
«"مصطفى" غير متاح حاليا من فضلك توقف عن إرسال الرسائل بعد سماع الصافرة»

ألقى الهاتف جواره يهمس بمرح:
(سأجعلكِ تأتين إليّ ركضا لنتزوج يا غصن الزيتون... و إلا سأنتقم منكِ و أخطفكِ و تحدث مصيبة...)

انتهى الفصل....
ألقاكم الفصل القادم...

Jayb and ام علي هاني like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:45 PM   #95

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور يا يا يويا
ربنا يسهل امورك بكل خير ياحبيبتى

وان شاء الله متابعه معاكى الفصلين



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)

ام زياد محمود, ‏حلا المشاعر, ‏فديت الشامة, ‏AyahAhmed, ‏Hya ssin, ‏Wejdan1385


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:55 PM   #96

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور يا يا يويا
ربنا يسهل امورك بكل خير ياحبيبتى

وان شاء الله متابعه معاكى الفصلين



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)

ام زياد محمود, ‏حلا المشاعر, ‏فديت الشامة, ‏ayahahmed, ‏hya ssin, ‏wejdan1385
منوراني يا أم زيادة دايما💕⁦❤️⁩


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 12:20 AM   #97

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي على الفصل 💕😍💕😍��😍💕😍💕😍💕😍💕😍💕😍

Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 12:22 AM   #98

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hya ssin مشاهدة المشاركة
تسلمي على الفصل 💕😍💕😍��😍💕😍💕😍💕😍💕😍💕😍
مشكورة حبيبتي⁦❤️⁩💞⁦❤️⁩


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 12:29 AM   #99

Mona eed

? العضوٌ??? » 386376
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mona eed is on a distinguished road
Rewitysmile15

روهة حبيبتى الفصول من البداية حتى الان مايشية فى تسلسل رائع
احمد وربى وكيف سيتهطون الصعاب فى حياتهم القادمه
معتز وريهام وكم اشفق على معتز
ريها لابد لها ان تزيح النزارة السوداء حتى ترى خلفها وترى معتز جيدا
ويجب ان يقول لها اباها عن فساد اسامة


Mona eed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 12:36 AM   #100

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mona eed مشاهدة المشاركة
روهة حبيبتى الفصول من البداية حتى الان مايشية فى تسلسل رائع
احمد وربى وكيف سيتهطون الصعاب فى حياتهم القادمه
معتز وريهام وكم اشفق على معتز
ريها لابد لها ان تزيح النزارة السوداء حتى ترى خلفها وترى معتز جيدا
ويجب ان يقول لها اباها عن فساد اسامة
تسلميلي حبيبتي⁦❤️⁩💞
ان شاء الله الفصول الجاية هتوضح كل حاجة ... يسعدني أن اللي فات عجبك و اتمنى الجاي يفضل عند حسن ظنك⁦❤️⁩
مشكورة كتير😍💕


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.