آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          90 - أيام معها - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ناثانيل...كايتي (110) للكاتبة: Sarah Morgan (ج1 من سلسلة دماء سيئة) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree70Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-19, 09:10 PM   #331

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي


في الانتظار.. فوق ربى الحب

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 10:55 PM   #332

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور من الصفوف الأولى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 8 والزوار 13)

ام زياد محمود, ‏آمِيرتٌ?, ‏Dalia.7rb, ‏سمية احمد, ‏الغفار, ‏Lina 91, ‏همس البدر, ‏غاليه 1


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 11:23 PM   #333

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر

قطع جملته حينما ارتمت بين أحضانه تتعلق في رقبته ببكاءٍ عالٍ... توقفت الدنيا و من عليها و هي جوار قلبه... تتشبث بكل قوتها به ... تبكي بكل طاقتها لتسيل دموعها على رقبته تشعل شعوره نحوها... "رُبى" بين ذراعيه!!!
أغمض عينيه لا إراديا لترتفع ذراعاه حول جسدها الساكن بداخله ببطء... فقد الشعور بأي شيء فقط ملمس ظهرها النحيل الذي يزين كفه ينعش قلبه بقوة... فقط حركة قفصها الصدري التي تضرب ضلوعه ترفع من سعادته ... فقط هي "رُبى"
يستشعرها و يستشعر قربها لأول مرة... يده مُنحت الفرصة اخيرا لتسكن جسدها الذي عزز من مشاعره مفقودة الهوية بالغصب بداخله... أنه يضم صغيرته لقلبه... يشعر بها كمرأة كاملة ناضجة... كامرأته !!!... نعم من بين ضلوعه قرب قلبه الآن هي زوجته التي انعشت به شعورا خاصا جدا...



تحركت رأسه لتندس بين طيات شعرها الناعم ... يتلمس منه طيب رائحتها... كان مغيبا بكل ما فيه ... كان ثملا بكل ما فيه... كان سعيدا بكل ما فيه!
توقفت دموعها بعد فترة قصيرة لتفتح عينيها تدريجيا و تقع فور فتحهما على عنقه الخمري... متى جاءت هنا و كيف تعلقت به هكذا؟!... عيناها حادت للخلف قليلا دون ان يتحرك جسدها لتلمح ذراعيه القويتين تطوقها برقةٍ مختلطة بقوة تحكم... قوة امتلاك اشعرتها بشيء غريب... شيء سرى منه إليها و كأنها شحنات كهربائية غير مرئية تصعقهما معا... تململت بين ذراعيه ببطء جعله يفتح عينيه بتيهٍ... تائهًا هو بين نفحة من النعيم روت ظمأ قلبه الطويل... عادت برأسها للخلف لتتقابل وجوههما معا دون أن يفلتها... عيناها بركتان من دموع سارت على خديها بكثرة... حمرتها تناسبت مع حمرة وجهها من هذا القرب بينهما ... ابتلعت ريقها بصعوبة تنظر داخل عينيه بخجل كبير... وضعت يدها فوق صدره تبعده قليلا عنها بينما تهمس بخفوت يكاد يُسمع:
(أعتذر... )

تراخت ذراعاه من حولها بينما عيناه لا تتركها للحظة... فك سراحها و لكنها ضعفت على البُعد عنه... ما شعرته الآن و ما فعلته الآن جمد تفكيرها... صمته و نظرته و كل ما فيه يربكها بقوة... سحبت يدها ببطء من فوق صدره الدافئ و تراجعت للخلف تبتسم بسمة لا معنى لها تداري فيضان مشاعرها التي تفجرت الآن!...
رفرفت رموشه بعد فترة ليجبر نفسه لأن يعود لجموده الذي تهدم بالكامل بعدما حدث... تنحنح يقول بخفوت متهدج:
(لا بأس... كنتِ ترتجفين)

اسبلت أهدابها للأسفل تقول بخفوت خجل:
(هكذا أنا حينما اتوتر... آسفة لما حدث)

ما بك يا "أحمد"؟!... ما بال خفقان قلبك الثائر الآن؟!... ما فعلته بك صغيرتك لتشعر بما تشعر به في هذه اللحظة؟!... لقد منحتك هبه القرب و أغدقت عليك بقليل منها... راقب ابتعادها عنه لداخل الغرفة بينما تهذي ببعض الكلمات التي لم يسمع منها سوى القليل...
(سأتصل بوالدتي أخبرها بنتيجتي...)

حينما ابتعدت عن عينيه وضع كفه المهزوز بتأثر فوق صدره ليستشف نبض قلبه الهادر بقوة... عاد ينظر في ظلها المتروك و كفه لا تزال هناك فوق مكانها الذي سكنته من لحظات... اغمض عينيه و شعوره بها يطرق بابه... "رُبى" تُحيي به ما لم تقوى امرأة على احيائه و لكن ...

همس بخفوت متعب من كثرة التفكير:
(و لكن الصغيرة أمانة لدي ... أمامها الحياة التي تحلم بها !... و التي ربما أنا لست جزءًا منها!!!)

وقفت تنظم انفاسها بصعوبة بعدما اصبحت في الداخل بعيدة عن عينيه... هل كانت بين احضانه للتو؟!... هل وضعت كفها فوق قلبه للتو؟!... خبأت وجهها في كفيها بخجل مميت و هي تهمس بخفوت:
(كان ينبض بقوة ... كان ينبض بقوة تحت كفي)
سمعت رنين هاتفه فأخرجت هاتفها تتصل بوالدتها تبشرها بهذا الخبر السعيد

بعد لحظات خرجت له لتسمعه يقول بهدوء بينما لا يزال واقفا عند باب الغرفة:
(حسنا يا "مصطفى" سنرى هل ستستطيع اليوم أم لا؟...)

أغلق معه لتتقدم هي تقول بوجه متورد و صوت هامس:
(لقد اخبرت أمي و سعدت كثيرا...)

نظر لها بصمت لثوان ثم قال بنبرة دافئة:
(كلنا سعدنا من أجلكِ...)

وضعت وجهها أرضا ليكمل هو :
(لقد اتصل "مصطفى" يخبرني أنه و "ندى" يدعونكِ لرحلة في الملاهي... ما رأيك؟)

عقدت حاجبيها تقول بدهشة:
(ملاهي!!... هل نحن اطفال؟!)

ضحك بخفوت ليكسر هيبة اللحظات التي جمعتهما من قبل ... قال ببسمة صغيرة :
(لقد اختارتها "ندى" من أجلكِ ... قالت أن الفتيات في هذا السن يميلن للمرح و المغامرة)

زمت شفتيها بخجل تقول:
(أنا لست صغيرة كي أذهب هناك!)

نظرة حادت منه لها كلها ليهمس لسان حاله برجاء:
(يا ليتكِ فعلا كبيرة و يا ليت قلبي يرسو تجاهكِ على بر)

لكنه تحدث بتشجيع:
(لا بأس يذهب هناك ايضا الكبار... سيكون يوما ممتعا لأجلكِ)

اسرعت تقول بلهفة:
(هل ستأتي معي؟!)

دون شعور جاوبها بسرعة:
(و هل أترك زوجتي بمفردها تذهب؟...)

توترت رغم تكراره هذا اللقب عدة مرات من قبل... لكن ما حدث قبل قليل جعلها تتورد خجلا فأسرعت تتحرك من أمامه تقول :
(حسنا سأبدل ملابسي و آتي...)

وصلها صوته يقول بهدوء:
(سأنتظركِ بالأسفل...)
اومأت له دون أن تلتفت و هناك بسمة كبيرة مرتسمة فوق ثغرها...

.................................

توقفت سيارته قبالة مدينة الملاهي الشهيرة في العاصمة... خرجت منها بملابسها المناسبة لهذه الرحلة ... بنطال من الجينز و قميصا قطنيا مريحا... بينما هو التزم بحلته الرسمية التي لا تتغير!... ترجل بعدها بلحظات و اتجها سويا ناحية بوابة مدينة الملاهي... توقفت خطواتها فجأة لتتسع عيناها بدهشة غير مصدقة ما تراه... هناك أمام البوابة يقف كل من "مصطفى" و "ندى" و معهما العديد من البالونات الملونة المدون عليها اسمها هي ... نظرت له ببسمة كبيرة مشدوهة مما تشاهد فأبتسم لها بحنان يومئ لها بأن تتجه نحوهما... اتخذت خطواتها و شعور بالفرحة يسكنها فور وصولها منهما تقدم "مصطفى" يقول ببسمة كبيرة :
(مبارك يا "رُبى" ... أرأيت سر مساعدتي لكِ في المذاكرة)

ضربته "ندى" بخفة فوق كتفه ثم تقدمت ببسمة مماثلة لزوجها تقول بصدق:
(مبارك حبيبتي ... )

تبادلت النظرات بينهما و لسانها انعقد و نست الكلمات من هول المفاجأة... لم تكن تتخيل أن النجاح في هذه المرحلة بالذات و احتفال الغير بك يُعد بهجة لا تعادلها بهجة في الحياة... تحدثت بصوت ممتن خافت و أعين تتراقص حولها الدمعات المتأثرة بشكر:
(أنا حقا لا أعرف كيف اشكركما!... )

وقفت "ندى" جوارها تمسح فوق ذراعها بتشجيع قائلة:
(عليكِ النجاح في الجامعة بنفس التفوق و هذا سيكون شكركِ لنا...)

نظرت لزوجها نظرة ماكرة لتقول بعدها:
(كان هناك فتى يصيب رأسنا بالصداع لأنه حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة ، و ظل هكذا حتى تخرج من الجامعة و الحمد لله أنكِ نجحتِ بهذا المجموع الكبير كي ترحمينا منه...)

ضحكت بخفوت ترمقهم جميعهم بنظرات ممتنة...
اقترب منها "أحمد" يضع كفه فوق ظهرها و يدفعها برقةٍ للتقدم من البوابة... تجدد شعورها من لمسته فتوترت مشاعرها ... قطع شعورها صوت "مصطفى" الذي جاء متعجبا يقول:
(هل ستدخل مدينة الملاهي بحلتك الرسمية يا أخي؟!)

تطلع "أحمد" لنفسه ثم عقد حاجبيه مع هزة كتف غير مبالية يقول:
(ما بها؟...)

ضحك "مصطفى" بينما يتحدث مع زوجته قائلا:
(تخيلي رجل أعمال في حلته الرسمية يركب الأرجوحة الدوارة أو قطار الموت...)

ابتسمت "ندى" بحرج من نظرة أخ زوجها الممتعضة... بينما رمقته "رُبى" بنظرة تقييمية و بعدها كتمت بسمتها عنوة... نزع "أحمد" سترته و عاد لسيارته يلقيها بداخلها بإهمال... تقدم ليقف قبالة أخيه قائلا بضجر:
(هل هذا جيداً؟!)

رفع "مصطفى" إبهامه كتأكيد يغمز بعينه قائلا:
(هذا هو المطلوب... أخي الكبير ستخطف قلوب الفتيات اليوم...)

اقترب من "رُبى" يعلق حبل البالونات في يدها قائلا:
(خذي يا فتاة بالوناتكِ الزهرية هذه... و ايضا هناك العديد من قوالب الشكولاتة في سيارتي ذكريني بعد الانتهاء أن اعطيها لكِ...)

حملت كومة البالونات بين يديها بضحكة عالية قليلا... كانت سعيدة و مرتاحة و هذا شعور قد فر منها بسبب فترة الامتحانات... وجدت بعض الاطفال ينظرون لها بفضول و أيضا تمني... ابتسمت بسمة حلوة ثم دنت منهم توزع عليهم بالوناتها لتنشر البهجة في قلوبهم و في قلبه هو تحديدا... واقفا يراقب كل ما يصدر منها و شعوره نحوها يزداد... شعور يطلبها و ينادي قربها فهل سيلبي ندائه و هل ستقبل هي تلبيته؟!...

في جو مرح مبهج و ملون يقضون جميعهم هذا اليوم المميز ... بين ضحكات "مصطفى" و زوجته و نظرات "أحمد" لها الدافئة استمتعت كثيرا بما تمر به... و في وسط أحداثهم الهادئة انفصلوا فأخذ كل من الأخوين زوجته و ابتعد قليلا عن الآخر بعدما اقترح "مصطفى" هذه الفكرة... و عند بيت الرعب وقف يحاول اقناعها بدخولها معه دون خوف...
(يا غصن الزيتون كل ما بالداخل لعب غير حقيقية...)

تخصرت "ندى" تقول برفض:
(لا يعني لا ... أنا أخشى منهم جدا)

اقترب منها يقول بمشاغبة:
(هل تخافين و معك زوجكِ حبيبكِ... هذا عيب في حقي)

نظرت حولها بحرج تقول بهمس:
(ابتعد يا زوجي يا حبيبي فالأعين تنظر لنا...)

زاد قربه ليقول بمرح:
(دعيهم يفعلون لن يمنعني شخص عن زوجتي حبيبتي... ثم أن اليوم عيد و كل عام و أنتِ بخير)

عقدت ما بين حاجبيها بتعجب فقالت بغباء:
(و أنت بخير ... ماذا تريد؟!)

تلألأ عيناه الذي تفهمه جيدا جعل وجهها كله يتحول في لحظات للون أحمر يعشقه بها... مال قرب أذنها يقول بعبث:
(تماما أريد ما فهمتِه يا غصن الزيتون...)

ابتلعت ريقها بخجل تقول بهمس:
(نحن في مكان عام بين العديد من الناس و الكثير من الأطفال حولنا ... كيف تطلب ما طلبته؟!)

رفع كفه فجأة جعلتها تجفل ليزيح خصلة من شعرها القصير للخلف قائلا بغمزة عين:
(و هل طلبي أن ندخل سويا بيت الرعب نستمتع يعد عيبا لا سمح الله...)

ألجمها بما قاله فشعرت بالحرج أكثر من تفكيرها... مال عليها يلامس وجهها بشفتيه برقةٍ غير ملحوظة للأعين حولهم... قال بضحكة خافتة جوار أذنها:
(ما ذنبي أنا إذا كان تفكيركِ يقودكِ دوما للنية السيئة!!...)

همست بحرج في محاولة لإبعاده عنها تقول:
("مصطفى"... ابتعد )

خطف قبلة ثانية بسرعة ثم اعتدل يقول بمرح:
(هيا قبل أن يزدحم بيت الرعب ...)

امسك كفها المرتعش و نظر في معالم وجهها الرافضة ليقول ببراءة مصطنعة:
(كلما شعرتِ بالخوف تمسكِ بيّ...)

قبضت فور انتهائه من جملته فوق قميصه القطني بقوة مما جعلها مقتربة منه كثيرا... ابتسم بسعادة يقول بتشجيع:
(نعم .. هكذا تماما )

على الجانب الآخر...
تحركت ببطء توازي خطواته المتمهلة... كانت تشعر أنه كصقر كبير تحتمي تحت جناحيه... كان يحاوطها و يرمق هذا و ذاك بنظرات اسعدت قلبها كلما نظروا لها... لم ترغب في ركوب أي لعبة عرضها عليها فقط كل ما تريد أن تسير جواره هكذا حتى دون كلمة واحدة...
سمعته يقول بهدوء رزين:
(ألن تركبي أي واحدة من هذه الألعاب؟!)

هزت رأسها نفيا مع بسمة جميلة تقول:
(لا أريد... و أنت لن تركبها معي لذا ستضيع المتعة )

توقف ينظر لها بتدقيق أحرجها و بعدها قال:
(أخبرتكِ سأشاهد من مكاني... لا تحرمي نفسكِ من التمتع في هذا اليوم المميز لكِ)

نظرت أرضا تقول بخجل:
(في الملاهي إن لم تمتلك شريكا لن تشعر بالمرح...)

غاصت عيناه في بحر حُسنها و جمال روحها... تنحنح يقول بخفوت مهزوز:
(حسنا سنحاول إيجاد لعبة نلعبها سويا..)

اتسعت عيناها بسعادة تقول:
(حقا!... شكرا لك)

ابتسم لها بحنان يومئ رأسه لها بلا بأس...
تحركوا بين العديد من الألعاب و التي كانت من وجهة نظره صعبة عليها لذا رفضها دون جدال... و بعد فترة من البحث وقفت "رُبى" تلهث قليلا قائلة:
(دعنا نرتاح هنا و بعدها نكمل عملية البحث...)

ابتسم بسمة صغيرة على صورتها المرهقة أمامه... بدت كطفلة صغيرة شهية خصوصا باحمرار خديها من فرط التحرك و اهتزاز شفتيها بسبب التنفس السريع... اعطى لها الفرصة كي ترتاح فتحرك قليلا يبحث بعينيه عن لعبة سهلة بالنسبة لها...
اتكأت على سور حديدي قصير تتنفس و تراقب ظهره العضلي في قميصه الأبيض... كان وسيما جدا و رائعا جدا و حنونا جدا ... ابتسمت بخجل تسترجع للمرة المائة شعورها و هي بين أحضانه... اثناء تفكيرها لمحت طفل صغير يبدو تائها من والديه... كان يبكي بخوف و عيناه تتوسل من حوله المساعدة... وقفت بسرعة لتتجه نحوه بقلب خافق بشدة... بدا أمامها ضعيفا و لمس قلبها بقوة... قبل أن تصل له وجدته يتجه ناحية لعبة الاراجيح ذات السلاسل الطويلة... فزعت خوفا عليه من أن يطوله أي أذى خصوصا أن هذه السلاسل ليست مضمونة أبدا... نادت عليه بفزع و صوت عالٍ لفت انتباه الجمع حولها و كان هو أولهم حينما ميز صوتها الخائف... التفت بكل كيانه ليجدها عبرت السور الحديدي القصير و أصبحت بداخل لعبة الاراجيح ذات السلاسل من ناحية الخلف... اتسعت عيناه بفزع عليها فاتجه نحوها مسرعا... توقف حينما وجدها تنحني لتحمل هذا الولد الصغير و تهمس له ببعض الكلمات الباسمة ... تحركت به تجاه السور الحديدي لتعبره بينما تحمله بين يديها ... و قبل أن تفعلها تعلق قميصها القطني في السور فأعاق حركتها... حاولت تخليصه من هناك و لكنها فشلت فابتسمت للصغير و مالت به للخارج حتى لامست قدمه الأرض خارج السور ... التفتت تخلص قميصها و لم تنتبه لصوت احتكاك سلسلة ما بالأرض... اتسعت عين "أحمد" برعب حقيقي حينما فلتت إحدى سلاسل الأراجيح فجأة و كان مسكنها ظهر "رُبى" !... مع صراخ بعض الناس بها و محاولة بعض الشباب مساعدتها .... انتبهت لتنظر خلفها بسرعة و تجد هذه السلسة الحديدية المسننة قادمة لها لا محال... حاولت نزع القميص و لكنه كان عالق بقوة ... صوت احتكاك السلسة يقترب و هي عالقة و لا تقوى على شيء... اغمضت عينيها متخيلة كم الألم الذي ستشعر به حينما تسكن هذه السلسلة ظهرها... شعرت بشيء يدور بها ثم صدر تأوها خافتا منها بسبب اصطدامها بشيء صلب...

لحظات مرت و هي مغمضة العين غير قادرة على فتحهما ... لكن صوت أنفاس احدهم القريبة جدا منها و قدرتها على تحليل ما يحيط بها و وصولها لكونها داخل أحضان أحدهم جعلها تفتح عينيها ببطء خائف... اسمها الذي خرج منه خافتا متألما جعلها تسرع في فتحهما لتتسع بغير تصديق... متى وصل لها؟!...
واقفة تستند على حائط ما بين ذراعيه... يحيطها بكليته بينما تلفح انفاسه وجهها المرتعش بجزع... صوته خرج بصعوبة يقول:
(أنتِ بخير؟!...)

اومأت له بعدم تركيز غير قادرة على استيعاب الأمر مطلقا... ماذا حدث ليصل لها و كيف وصل؟!... رأت الألم يرتسم في عينيه فقالت بقلق جلي:
(هل أنت بخير؟!)

تحركت يده من حولها ببطء و قد زاد انعقاد حاجبيه بتألم كبير... صدرها الذي يعلو و يهبط بسرعة و عيناها التي ترمقه بخوف و قلبها الذي يئن الآن كل ما فيها يخبرها أنه ليس بخير... سمعت اصوات الناس و التي تلاشت من حولها منذ شعرت بأن السلسلة الحديدية قريبة منها تهتف بجزع كبير...
(أنه ينزف ... أحدكم يتصل بالإسعاف... ما هذا التسيب و الاستهتار في مدينة ملاهي كبيرة كهذه؟!!!)

كلماتهم مع ملامح وجهه جعلتها تهرول إلى ظهره بجزع... تجمدت مكانها و هي ترى كمية الدماء النافرة من أعلى كتفه بكثرة... لقد تلقى هو طعنة السلسلة الحديدية بدلا عنها... لقد ضحى بنفسه من أجلها... هتفت بصوت باكٍ مرتعش تقول:
(أنت تنزف... يا إلهي !!... لماذا أتيت لحمايتي ؟!)

كانت مرتعدة ترتعش أمامه و قد وصل خوفها لمرحلة الهستيرية... جذبها من يدها بضعف ينظر داخل عينيها الواسعة الباكية يقول بهدوء متألم:
(أهدأي أنا بخير...)

هزت رأسها بقوة تنفي ما تسمعه ... بينما علت شهقاتها المرتعشة... بحثت داخل جيبي بنطالها بأيد متوترة عن هاتفها و بعد عناء وصلت له بسبب حالتها... طلبت رقم أخيه حتى وصلها صوته الضاحك لتفاجئه بصوتها الباكي و تلجم عقله بخوف على أخيه الكبير...
("مصطفى" تعال فورا أرجوك... "أحمد" جُرح و ينزف بكثرة)

توقف "مصطفى" لتتبدل ملامحه للخوف يقول بتوتر:
(ما به أخي؟!... كيف أصيب؟!)

علا صوت بكائها تقول:
(أنا السبب... تعال فوراً)

زفر بحدة يمسح فوق شعره بقوة قائلا:
(حسنا ... أين أنتما الآن؟!)

قبل أن تجيبه سحب منها الهاتف بعدما اتكئ بضعف على الحائط... رفعه بصعوبة حيث أذنه يقول بخفوت متألم:
(لا تفزع يا "مصطفى" أنا بخير... فقط جرح بسيط)

وصله صوت أخيه الصغير المرتعب يقول:
(صف ليّ مكانكما يا أخي... سآتي حالا)

اغلق معه الخط ليظهر التوتر الجلي عليه... مسحت "ندى" فوق ذراعه بحنان تقول:
(ما به أخاك؟!)

نظر لها بتيه و شعور باليتم يحاوطه...
(أخي جُرح... يبدو جرحا كبيرا صوته متألم بشدة)

همست له برفقٍ:
(إن شاء الله خير... لا تخف)
اومأ لها و الخوف يلازمه... أخاه الكبير سنده في الحياة يتألم!... ما هذا الشعور بالنيران التي تلهب حلقه فترسل فيه غصة تدفعه للبكاء؟!...

...................................

في إحدى المشافي الخاصة...
وقفت في الممر أمام باب الغرفة التي دخلها "أحمد" مع أخيه قبل نصف ساعة... كانت بتكي بصورة هستيرية و لسانها لا ينفك عن قول «أنا السبب»...


حاوطتها "ندى" بين يديها تهمس لها بتضامن مع حالتها هذه...
(لا تخافي ... سيكون بخير)

رفعت لها انظارها لتجري دموعها بكثرة فوق وجهها الشاحب تقول بضعف:
(ألم تري كمية الدماء التي فقدها؟!)

مسحت "ندى" فوق خديها تزيل دموعها بينما تقول:
(و الله الأمر بسيط لا تقلقي... لو لا قدر الله كان خطيرا لكان تعامل الطبيب بصورة غير التي قابلنا بها... على الأقل كان حضّر غرفة العمليات!)

فزعت من بين يديها تقول بخوف:
(عمليات!!!)

اسرعت "ندى" تقول بهدوء كي تلجم خوفها:
(قلت لو... لا تخشي كل شيء على ما يرام)

اثناء حديثهما خرج "مصطفى" من الغرفة بوجه متعب... لاحظت كلا منهما هذه اللاصقة الطبية فوق ذراعه... اسرعت "رُبى" إليه تقول بلهفة:
(كيف هو؟!... ماذا حدث؟)

ابتسم لها بخفوت يؤازر رعبها المرتسم عليها فقال:
(لا تخافي لقد قطب له الطبيب الجرح...)

تدخلت "ندى" تقول بقلق:
(ما بها ذراعك؟!...)

ابتلع ريقه بصعوبة يقول:
(الجرح عميق قليلا و كمية الدماء التي نزفها كانت كثيرة لذا احتاج نقل دم... )

شهقت "رُبى" بفزع مما جعل "مصطفى" يقترب منها ليواسيها لكنه شعر بالدوار فجأة مما دفعه ليتكئ على كتف زوجته بضعف... اسرعت "ندى" تلتقفه قائلة بجزع:
(لا تتحرك كثيرا بعدما تبرعت بدمك ... )

كتمت "رُبى" دموعها عنوة تراقب حالة "مصطفى" المرهقة... سحبته زوجته حيث المقاعد تقول بتوبيخ خائف:
(أجلس هنا حالما أجلب لك العصير...)

اومأ لها ببسمة صغيرة يتابع سيرها المتعجل ناحية الكافيتريا... نظر للصغيرة المرتعدة يقول بحنان:
(أدخلي إليه لتطمئني...)

هزت رأسها ببكاء صامت و اتجهت ناحية الغرفة...
فتحتها ببطء حذر لتواجه الطبيب الذي استقام يقول ببسمة:
(بالتأكيد أنتِ زوجته...)

نظرت له بتيهٍ فأشفق على حالتها ليقول بتوضيح:
(كان أخاه ينقل لنا ما يحدث بالخارج اثناء تقطيب جرح زوجكِ... و أكثر جملة كررها هي «أخي زوجتك تبكي بجنون بالخارج»...)

ابتلعت ريقها بصعوبة تقول:
(كيف حاله؟!)

اجابها بعملية يقول :
(بخير لا تقلقي... لقد تم تقطيب جرحة بسبعة غرز و نقلنا له دما لكن في المجمل هو بخير)

قبل أن يخرج قال بتأكيد:
(سيعاني من ارتفاع في درجة الحرارة الليلة لذا كوني جواره و ضعي له الكمادات حتى لا تسوء حالته)

اومأت له بتأكيد فابتسم لها ليخرج تاركا بعض الخصوصية لهما... تنفست بصعوبة نفسا عميقا لتدلف حيث المكان المخصص لزوجها بالداخل... ازاحت الستار الأخضر الخاص بالمشفى لتجده مستلقي فوق السرير بوجه مرهق مغمض العين ... تقدمت منه تهمس بخفوت قلق:
("أحمد"... هل أنت مستيقظ؟)

فتح عينيه ببطء لينظر لها مليًا... أشار بيده لها كي تقترب فنفذت طلبه دون جدال... وقفت فوق رأسه تنظر له بأعين تتساقط منها الدموع... حاول رفع كفه لها لكنه تألم بصوت مكتوم... دنت منه سريعا تقول بلهفة:
(لا تتعب حالك... أي شيء تريده سأفعله أنا لك)

همس بخفوت يقول:
(إذًا لا تبكِ... أنا بخير)

زادت دموعها و هي تقول بنبرة عالية دون قصد:
(كان يجب ألا تتدخل!...)

همس بإعياء يقول:
(الألم الذي ترينه الآن فوق وجهي لن يساوي ذرة من الألم الذي كان سيحتل روحي إذا تأذيتِ أنتِ)

اجفلت مما قاله فاستقامت بسرعة تنظر له بأعين متسعة... كان يقاوم كي لا يسقط غافيا تحت تأثير المخدر و لكنه فشل... أغمض عينيه ببطء و كان أخر ما يراه صورة وجهها الجميل المندهشة بقوة..

بعد حوالي ساعتين...
ترجلوا جميعا من سيارة "مصطفى" أمام باب بيتهم... اسرع يفتح الباب لأخيه و يسنده ليدخل مع مساعدة "ندى"... بينما هي تراقب ما يحدث من بعيد و شعور بالذنب يفتتها... دلفوا للداخل ليجدوا كل من بالبيت منتظرا بأوجه خائفة... قابلتهم "سوزان" تراقب ابنها الكبير في صورة غير ما اعتادت أن تراه فهمست بجزع:
(حبيبي ماذا حدث؟!)

تدخل "مصطفى" يقول بمشاغبة فاترة:
(حبيبكِ أصابته عين حاسد ...)

تقدمت "دلال" بعدما ساعدتها "حنان" تقول بقلق:
(كيف جرحك بني؟!...)

تحدث "أحمد" بضعف يقول:
(أنا بخير الحمد لله... فقط جرح بسيط لا يستحق كل هذا القلق)

حادت منه نظرة لها تقف منزوية في الخلف بأعين حمراء باهتة... أسعد يوم في حياتها انقلب بما حدث له ليوم كئيب... لاحظ الجميع نظرته لها فتحدثت "دلال" تقول بإشفاق:
(ابنتي تعالِ إليّ لأطمئن عليكِ...)

ارتعشت شفتاها بضعف و تقدمت منها تحت انظارهم التي تشعرها بالذنب... وقفت قبالة الجدة لتقول الأخيرة ببسمة حامدة:
(الحمد لله صغيرتنا بخير...)

بكت مجددا بضعف لتسحبها الجدة في أحضانها تقول بتأنيب:
(لا تبكِ يا صغيرة في يوم نجاحكِ... لم تحن الفرصة لنا بعد للمباركة )

خرجت من بين أحضانها تقول بصوت متقطع:
(أنا آسفة كل ما حدث كنت سببا به...)

وصلها صوته الخافت يقول:
("رُبى" ... كفي عن قول هذا)


تحرك بمساعدة أخيه حيث غرفة في الطابق الارضي معدة للضيوف... جلس فوق السرير بتعب بينما خرج "مصطفى" بعدما سمع صوت رنين هاتف زوجته... وجدها تقف في الصالة تقول بتعب:
(للأسف يا أبي... المسكينة تبكي منذ ساعات و "أحمد" يبدو متألما غير أن "مصطفى" متأثرا بقوة مما حدث تعرفه يحب أخاه بقوة)

توقفت قليلا تسمعه ثم قالت:
(بعد قليل سآخذ سيارة أجرة و آتي...)

عادت تصمت قليلا ثم تقول:
(لا يا أبي لا تتعب نفسك أنا سآتي بمفردي...)

سُحب منها الهاتف لترى زوجها جوارها يتحدث مع والدها قائلاً:
(مرحبا عمي... عيد مبارك عليكم ، أنا سأوصل زوجتي بنفسي ... آسف على تأخرها خارج البيت حتى هذه اللحظة لكنك تعرف الظروف)

صمت يستمع رده ثم قال بهدوء:
(حسنا.. شكرا لك عمي..)

اعطاها الهاتف لتقول هي برفض:
(سأذهب بمفردي يا "مصطفى"... أنت مرهق جدا و لن...)

قاطعها يقول بتصميم:
(لا تبرري قراركِ يا غصن الزيتون... لن أترك زوجتي تعود لبيت والدها بمفردها)

اقتربت منه ببسمة خجولة لتميل عليه تطبع قبلة دافئة فوق وجهه... نظر لها بأعين متأثرة فقالت بخفوت خجل:
(سلم ليّ زوجي الدكتاتوري...)

من داخل غرفة الضيوف...
تحركت "حنان" بعدما جهزت السرير ليصلح للنوم تجاه باب الغرفة تقول بسرعة:
(سأذهب لإعداد حساء الخضار و الدجاج كي يتناوله...)

اومأت لها "سوزان" تقول بتأكيد:
(نعم هذا جيد... سآتي معكِ لأعد له كوبا من الحليب أيضاً قبل الحساء)

تركتا الغرفة للجدة و له و لها... نظرت "دلال" بطرف عينيها لنظرات حفيدها التي لم تترك زوجته للحظة منذ دلفوا هنا... ضربت بعكازها الأرض بخفة تقول بنبرة مقصودة:
(أخرجي منامة لزوجك من الدولاب يا "رُبى"...)


اومأت لها و تحركت بسرعة تفتحه و تخرج منه منامة رجالية... تقدمت منها تمد يدها بها فقالت الجدة بتعجب:
(هل أنا من سيرتديها؟!... أعطها لزوجكِ)

عادت تنظر له بصمت ثم مدت يدها له بالمنامة... أخذها بصعوبة فكل حركة تتسبب له بوخز حاد في كتفه ... قالت الجدة بنبرة آمرة بعض الشيء:
(هل ستتركين زوجكِ في وضعه هذا يبدل ملابسه؟!...)

اتسعت عيناها بصدمة فوزعت نظراتها بتيهٍ بينه و بين جدته تهمس بعدم تصديق:
(أنا!!!...)

تحركت الجدة ناحية الباب لتقول بتأكيد:
(نعم... هل يوجد زوجة غيركِ هنا؟!)

أغلقت الباب خلفها ببسمة عابثة مشابهة لحفيدها الصغير... همست بتمني داخلها:
(خذ خطوتك يا "أحمد" و لا تتردد أكثر من هذا...)

داخل الغرفة وقفت بنفس صدمتها تنظر له بصمت مندهش... هل هي ستبدل له ثيابه؟!!!... لا تستطيع أبدا فعلها!!... لاحظ توترها ورفضها لمساعدته و
هو لا يلومها أبدا ... معها كل الحق لترفض فهو بنفسه يشعر بالتوتر لأن تساعده في نزع ثيابه!... اعتدل بصعوبة فوق السرير و رفع كفه ناحية أزرار القميص ليحل أولهم بصعوبة جعلته يتأوه أكثر من مرة... صعب أن تراه هكذا ضعيف عن تأدية أقل الأعمال تفاهة!... تقدمت منه بقلب مضطرب و جسد يختض من قربه بهذه الصورة... جلست جواره على السرير ثم مدت يدها إلى قميصه بتردد كاد يبلعها ... دون أن تنظر له بدأت في حل أزرار القميص واحد يلي الآخر تحت أنظاره الثاقبة لها... كانت باردة متوترة و هو كان في عالم آخر يسبح بين أروقة جمالها و يتنعم برائحتها العطرة... توقفت اصابعها فجأة لتتسع عيناها بصدمة كبيرة... لقد لامست صدره العاري دون قصد... ابعدت يدها فجأة بإجفال ليقول هو مراعيا توترها ..
(لا بأس سأكمل أنا...)

حاول نزع كم القميص لكن حقا الألم لا يُطاق و قد تفاقم بقوة... جعلته يلهث و يغمض عينيه بضعف خافت... راقبت ما يمر به و شعور بالذنب يزداد... جثت على ركبتيها أمامه لتسرع يدها في الوصول إلى كم قميصه ليكتسحه عطرها الناعم بكل قوة... ظل على وضعه مغمض العينين يشتم عطرها بكل حواسه و يتنعم به بكل ما فيه من اشتياق... بعد لحظات فتحهما ليجد شعرها الطويل يخيم على وجهه بينما هي منكبة ناحية كتفه تحاول نزع الكم دون أن تسبب له ألم... اقترب أكثر من شعرها حتى لمسته شفتاه ببطء حذر... لا يعرف لأي طريق يسير لكنه متيقن بأن طريقه مهما كان صعبا إليها سيسلكه... ابتعد فجأة عندما انهت عملها في الكم الأول و اتجهت ناحية الثاني تحت أنظاره... قربها رائحتها و نعومة أنفاسها التي تلفح وجهه يدفعه لأن يضمها بقوة إليه... بعد محاولات منهما أن يرتدي سترة المنامة أنهت غلق أخر زر فيها... ثم حملت بنطالها بين يديها تنظر له بوجه مصدوم تقول:
(سأنادي ل "مصطفى" كي يساعدك في ارتداء البنطال)

اومأ لها ببطء يشعر بالخدر يسري في خلاياه بسبب قربها... بعد لحظات عادت بوجه ضجر تقول:
(لقد خرج مع "ندى" كي يوصلها...)

استند على السرير حتى استقام بصعوبة يمد يده لها قائلا:
(لا بأس سأفعلها أنا... شكرا لكِ)

راقبت ألمه فقالت بسرعة مشفقة:
(لكنك تتألم...)

ابتسم بسمة صغيرة قائلا:
(هل ستبقين هنا حالما أنتهي أم ستخرجين؟!)

اسرعت تعطي له البنطال و تجري ناحية باب الغرفة بخجل كبير...
ضحك بخفوت عليها ثم نظر لبنطاله يقول بتعب:
(و أنت كيف ارتديك الآن مع هذا الألم الكبير؟!...)

....................................

خرجت من غرفته لتتجه ناحية المطبخ ترى إلى أين وصلن في اعداد الحساء... حينما وصلت رمقتها الجدة بنظرة متفحصة لترى حمرة خديها التي دفعتها لأن تبتسم بشقاوة... بعدما انتهت "حنان" من سكب الحساء اوقفتها الجدة تقول بهدوء:
(أعطي الحساء لزوجته يا "حنان"...)

تحت تعجب "رُبى" الكبير قالت الجدة بتأكيد:
(من يساعد الزوج في مثل هذه الظروف هي الزوجة... أليس كذلك؟)

ابتسمت كل من "حنان" و "سوزان" بعبث مختفيتان عن انظار الصغيرة... حملت الحامل الخشبي الموضوع عليه الحساء بينما تومئ برأسها قائلة بخفوت :
(حسنا جدتي...)

بعدما شيعتها "دلال" بنظرة راضية اجفلت من صوت زوجة ابنها التي قالت بحاجب مرتفع:
(مهما مر الزمن عليكِ يا "دولي" لا تنقص شقاوتكِ...)

ابتسمت "دلال" بفخر تقول:
(لست كبيرة لهذا الحد يا زوجة ابني... ثم أن حفيدي الكبير يستحق السعادة و الصغيرة تروقني)

أكدت "سوزان" كلامها حينما قالت برضا:
(في الحقيقية "رُبى" تعجبنا كلنا... لكن لا يمكن إجبار أيًا منهما على شيء يكفي ما حدث من قبل)

ضحكت "دلال" بخفوت تهمس لنفسها تقول بخبث:
(حفيدي ليس مجبراً... حفيدي غارقا لحد الثمالة بها)

دلفت الغرفة و هي تدعو الله أن يكون قد انتهى من ارتداء منامته بالكامل ... يكفي التوتر الذي غزاها و هي تبدل له الجزء العلوي منها!... وجدته مستريحا فوق سريره مغمض العينين بإرهاق... تنحنحت بحرج ففتح عينيه تدريجيا... وضعت الحامل الخشبي أمامه فوق السرير تقول بخفوت:
(تناول الحساء قبل أن تنام...)


حاول أن يعتدل لكنه فشل فأسرعت تسنده من تحت ابطيه بعدما وضعت له وسادة خلف ظهره... نظر لها بامتنان ثم تقدم من الحامل الخشبي ليرفع الملعقة و لكنه تألم بصوت مسموع... أوقفت حركة يده حينما تدخلت هي تجلس أمامه و تمسك الملعقة تملأها بالحساء و ترفعها ناحية فمه... لم تنظر له لمرة واحدة و لكن حقيقي ما يشعر به يجعله سعيدا بشدة... كل ما حدث بينهما منذ اخبرها بنجاحها يجعل قلبه يرفرف في السماء... ارتشف من يدها الرقيقة اول ملعقة و الثانية و هي لا ترفع وجهها إليه... سئم حالها فقال بخفوت:
(إذا سمحتي يا "رُبى" الحساء ساخن قليلاً هل...)

قبل أن يكمل رفعت الملعقة حيث فمها الرقيق تنفخ بها عدة مرات تحت انظاره التي توترت من حركة شفاهها... اتجهت الملعقة من أمام فمها لتستقر أمام فمه... ارتشفها بتلذذ كبير يكفي أنها تحمل عبق انفاسها العطرة التي تسكره!...


مرت ساعات الليل الأولى و هي جواره... منذ غفى بفعل المخدر الذي تناوله في الدواء و هو نائم... تحسست حرارته كما اعتادت أن تفعل منذ بقت جواره بعدما أخبرها بضرورة ذهابها لغرفتها كي ترتاح... شعرت بارتفاعها الطفيف فأسرعت تجهز وعاء ماء بارد و بعض المناشف الصغيرة... قضت الليل بجانبه تعمل على خفض درجة الحرارة... امتدت كفها الصغيرة لتدخل تجويف كفه الكبير بحذر... كانت تشعر برغبتها في فعلها بأن تتمسك بهذه اليد لأطول فترة ممكنة... بعدما وضعتها تسلل لها بعضا من حرارته فداعبت جفنيها و أشعرتها بثقلهما ... فأغمضت عينيها و ابقت حواسها متأهبة لأي حركة منه.....

وسط كومة من الزهور البرية كان غافيا... مبتسما... مبتهجا... و راضيا لدرجة التشبع بهذا الاحساس و الاكتمال به... فتح عينيه ببطء عندما غزت رائحتها المكان وقف سريعا على قدميه ليلمحها واقفة في فستان رقيق كحالها بين الزهور تبتسم له بسمة تسحر لبه و تأخذه لعالمها الخاص... اسرع ليتمسك بها لكنها اختفت فجأة أفزعته... دار حول نفسه في المكان ليجده تحول لعشب ذابل ذو رائحة كريهة !... نادى عليها بعلو صوته و لكنها تبخرت تماما... سار للخلف بخطوات بطيئة بدون استيعاب ليقع في حفرة كبيرة تبتلعه في ظلام دامس!...

فتح عينيه فجأة بعدما تسارعت نبضات قلبه و زاد عرقه... وجد نفسه فوق السرير في غرفة الضيوف فسحب نفسا عميقا ليهدأ من حالته بعد هذا الحلم الغريب... شعر بشيء متكوم جواره فحاد بطرف عينيه ليلمحها ... يا إلهي !!! متشبثة بيده بكل قوتها و متكومة قرب ذراعه السليم ... نائمة بعمق كطفل صغير وجد الأمان... تحامل على جرحه و مال ناحيتها يرمقها بنظرة عين تائهة ... هل لا يزال يحلم؟!... قاوم ليقترب منها يلمسها ليتأكد و لكن عرقلته هذه المنشفة الموضوعة فوق جبهته و سقطت فوق وجهها هي... شهقت بخفوت و اعتدلت فجأة تنظر له بقلق... تحدثت بصوتها النعس تقول:
(هل أنت بخير؟!... )

اومأ لها بصمت غير قادر على تهدئة ضربات قلبه... لقد كانت نائمة جواره لأول مرة منذ عرفها... يا إلهي على شعوره الآن... حملت المنشفة بكفها لتضعها في الوعاء مجددا و تعاود بها حيث جبهته لكنه أوقفها حينما قال بخفوت آمر:
(أتركِها و اصعدي غرفتكِ...)
عبس وجهها تقول بصوت ناعس و رافض:
(لمَ؟... أنا تسببت لك في هذا الجرح و عليّ مساعدتك)

شدد على حروفه دون أن ينظر لها قائلا:
("رُبى" هيا للأعلى... لقد تعبتِ كثيرا منذ صباح الأمس)

زفرت بصوت خافت فنظرت له تقول بحنق:
(حسنا... ستجد دواء خافض للحرارة في مقدمة الطاولة ، خذه بعد ساعة من الآن)

همس بخفوت دون أن ينظر لها:
(حسنا... تصبحين على خير)
خرجت من الغرفة بقلق عليه... نظر في أثرها ليزفر ببطء هذا الشعور الذي يكتسحه كلما باتت قريبة منه!... تحركت يده فوق السرير في المكان الذي احتلته قبل قليل... مسح عليه بحنان و قد ارتسمت بسمة صغيرة فوق وجهه ...

...................................

بعد أسبوع في أحد المراكز التجارية...
(و لماذا لا تبتعيه؟!... أنه رائع)

زمت "رُبى" شفتيها تقيم هذا الفستان الذي اختارته "رحمة" لها بعدما عرفت أنها ستسافر مع زوجها و أخيه إلى المدينة الساحلية للاحتفال بافتتاح مشروعهما هناك... تحدثت بصوت حرج:
(الفستان ذو حملات رفيعة جدا و أنا لا ارتدي هذا النوع!)

عوجت "رحمة" شفتيها بتعب تقول:
(يا ابنتي افهمي... يجب أن تتبعي خططي كي تلفتين نظره إليكِ)

صاحت "رُبى" بصوت عالٍ رافض تقول:
(و ألا يوجد طريقة غير هذه لألفت نظره؟!!)

ضحكت "رحمة" بخجل تقول:
(الرجال يحبون هذا النوع من لفت النظر)

نظرت لها بشك ثم قالت:
(من أين عرفتي كل هذا يا أنثى القرد؟!... و الله لولا معرفتي لكِ لقُلت أنكِ تملكين العديد من التجارب في الحب)

وقفت بفخر ترد عليها:
(بالطبع لدي العديد منها و لكنها شفهية فقط...)

ضحكت "رُبى" عاليا ثم عاودت تنظر للفستان... كان رقيقا و لكن لو ارتدته فستصبح ذراعيها عارية بالكامل!... لونه الأخضر الفاتح و ذيله المنتفش قليلا به مزيج من الوان قوس قزح تسحر العين... تنهدت بتفكير مما جعل صديقتها تهتف لعاملة المحل و تطلب منها شراء هذا الفستان!...

في صباح ثالث يوم بعد زيارة المركز التجاري...
كانت تحمل حقيبتها و تنزل بها درجات السلم... اتخذت ما قالته "رحمة" نصب اعينها و حملت بداخلها بعض من أدوات الزينة و الفستان الذي اشترته قبل ايام... قابلها "مصطفى" عند نهاية السلم ليحمل منها الحقيبة قائلا بمزاح:
(كتف أخي المجروح سيجعلني الخادم الجديد لديكما هناك...)

قالت بسرعة بعدما شعرت بالحرج:
(دعني أحملها أنا ... هي ليست ثقيلة)

غمز لها يقول بمشاغبة:
(لا يا حلوة الوجه هذه الأعمال تُترك للرجال...)

تدخل "أحمد" يقول بسخرية:
(و الرجال لا تنعي حظها ...)

عدل "مصطفى" ياقة قميصه يقول بتباهٍ:
(أنا فقط أوضح لكما اهميتي في هذا السفر)


ضحكت بخفة عليهما و نزلت تقبل يد الجدة و تسلم على "سوزان" و "حنان"... تكلمت "سوزان" تقول ناصحة إياها:
(حبيبتي هذه اول مرة لكِ في هذه المدينة... لا تتركِ أي منهما و تذهبي لمكان ما بمفردكِ... لا تنسي مفتاح غرفتكِ أبدا ... و ارتدي ملابس ثقيلة ليلا فالجو يكون باردا نسبيا)

اومأت لها ببسمة عرفان... تحدث "مصطفى" بتأثر يقول:
(و أنا يا أمي؟!...)

تعجبت والدته منه فقالت :
(ما بك؟!)

تقدم منها يقول بخفوت :
(ألن تعطني نصائح غالية كالتي أخذتها زوجة ابنكِ الكبير؟!... ألست فلذة كبدكِ؟!)

ضربته بخفة فوق ذراعه قائلة:
(بلى ... اسمعني جيدا عيناك هاتان لا تنزلان عن الصغيرة ... لا تعبث هنا أو هناك كي لا تجد زوجتك فوق رأسك )

مسد ذراعه يقول بتألم:
(يا ليت تأتي زوجتي معي و الله... فبدلا من الزواج مع وقف التنفيذ هذا سأقضي معها شهر العسل و نخلص)

انتشرت الضحكة بين الجميع و قد تبادلوا التحيات و بعدها ركب الثلاثة سيارة "مصطفى" لعدم قدرة "أحمد" على القيادة بعد... حيث مدينة جديدة و أحداث متروكة معلقة للقدر... لكن هل سيكون أمر القدر رحيماً؟!... هل سيجعل الحياة تسير بنفس النمط أم ستعلو كموج بحر عتي يقصف أكثر الجبال شموخا!!...

بعدما وصلوا إلى الفندق الذي تم بناؤه بتأسيس شركة "النجار" اتجه "أحمد" حيث عامل الاستقبال ليأخذ مفاتيح الغرف الثلاثة!... أعطى لكل واحد منهما مفتاحه فتحدث "مصطفى" له هامسا بتعجب يقول:
(هل ستتركها في غرفة بمفردها؟!)

عقد "أحمد" حاجبيه بغرابة من سؤال أخيه فقال:
(و منذ متى نجتمع أنا و هي في غرفة واحدة؟!)

هز رأسه متفهما ثم قال بصوت عالٍ قليلا:
(حسنا أنا سأذهب للبحر حتى يحين موعد الغداء ... هل سيأتي أي منكما معي؟)

نظرت له نظرة فضولية متخفية بها الرجاء بأن يوافق... لم ترى البحر منذ فترة طويلة جدا و كم اشتاقت له... لاحظ الرجاء في عينيها فقال بهدوء:
(سنبدل ثيابنا في الأول ثم نذهب)

تهللت ملامح وجهها و أسعدته كثيرا... جميلة تقبل بالقليل لتغزل منه السعادة... و سعادته هو أن يراقبها في كل ما يصدر منها...
بعد قليل اجتمعوا ثلاثتهم في بهو الفندق الارضي...
الشباب ارتدوا سراويل قطنية قصيرة فوقها قمصان قطنية بنصف كم... بينما هي ارتدت بنطال قصير حتى بعد ركبتيها قليلا و فوقه قميصا قطنيا خفيفا... تحركوا ناحية الشاطئ و هناك ركض "مصطفى" اولهم و ارتمى بين الأمواج ليتنعم بهم...
ضحكت عليه بخفوت فألتف لها زوجها يقول بهدوء:
(هل تودين النزول في البحر؟!)

هزت رأسها نفيا تقول بحرج:
(لا أعرف كيف أسبح جيدا... فقط احب الجلوس أمام البحر )

اومأ لها ببساطة ثم استراح فوق الاريكة الخشبية الموضوعة اسفل الشمسية الكبيرة... مضى الوقت بين ضحك و صخب من النزلاء على الشاطئ... و اقبل الليل دون شعور بالوقت... كل منهما كان هائما في تفاصيل الآخر يحلل كل ما يصدر عنه و يفسر برؤية القلب ما يريد...
بعدما عادوا للفندق وقف "أحمد" يتحدث مع صاحبه الذي جاء خصيصا يستقبلهم و يشكره على مجهوده الكبير في التخطيط الهندسي و البناء... من حديثهما استشفت وجود حفلة مساء الغد احتفالا بالفندق و كل من "أحمد" و "مصطفى" مدعوين...
بعدما انتهى سألته بخفوت تقول:
(كم يوما سنبقى هنا؟!...)

أجابها ببساطة:
(من المفترض أن نمضي اربعة ايام كي نعود للعمل)

اومأت له بهدوء فأعطى لها المفتاح ببسمة حنونة و أخبرها أن غرفتها تقع أمام غرفته ... و إن احتاجت لأي شيء تأتي له ليساعدها...
فور وصولها غرفتها اخرجت هاتفها تتصل ب "رحمة"...
(يا فيلسوفة زمانكِ... لدينا غدا حفل ماذا افعل؟!)

وصلها صوت "رحمة" المؤكد تقول:
(عليكِ بالفستان... و ها قد أتي وقته كي نستخدمه)

تحدثت تقول بشك:
(قلبي غير مطمئن من خططكِ الفاشلة هذه!!)

وصلها صوت صديقتها تقول بهدوء مقنع:
(فقط سيري على خُطاي و لن تندمي)

في اليوم التالي...
كانت رابضة في غرفتها لا تتركها... تتجهز لحفل المساء و الذي به من المفترض أن يراها كأنثى كاملة علّه يُعجب بها كما أعجبت به هي!... العديد من ماسكات الوجه الطبيعية هي كل ما قوت عليه مع بشرتها الحساسة... و ها قد اقبل الليل بسرعة كبيرة... ارتدت فستانها و تركت شعرها حرا يغطي كتفيها العاريين نوعا ما... وضعت ملمع الشفاه الهادئ و زينت عينيها بكحل اسود ابرزهما بقوة... نظرت لنفسها في المرآة لتتسع بسمتها بخجل تهمس بعدم تصديق:
(أبدو جميلة...)

كان مع أخيه في المكان المخصص للحفل... ملهى ليلي مبني خصيصا في الفندق ليناسب ذوق السياح... تبدو حفلة تضم رجال الأعمال المدعوين مع زوجاتهم... وقف بملل يتكئ على طاولتهما بينما صوت أخيه يأتي مستفهما:
(ألن تأتي زوجتك؟!)

هز رأسه بلا اعرف قائلا:
(لم تنزل اليوم من غرفتها ابدا... ربما متعبة من السفر)

هز "مصطفى" رأسه بتأكيد ثم قال بملل مشابه لأخيه:
(سأذهب خارجا اتصل بزوجتي ... الحفل يبدو مملا )

اومأ له "أحمد" يقول بموافقة:
(و أنا سأبقى لبعض الوقت و بعدها أصعد لغرفتي)

وقفت خلف باب الملهى بتردد من أن يراها هكذا... لكن الأنثى بداخلها تستفزها كي تعرف رد فعله عليها... دفعت الباب لتدخل حيث الحفل... صدرها يعلو ويهبط بقوة ... عيناها تبحث عنه في كل مكان و قلبها لا ينفك عن النبض بقوة ... قوة متعبة لقفصها الصدري الرقيق... و ها قد وجدته... ها قد تلاقت عيناهما معا... و ها قد توقف الزمن حينما لمحها!
"رُبى"....
تبلورت في زي النساء ... و رشفت من نعومة الأنثى... تشبعت بجمال فطري يسلب العقول... بفستانها الساحر و وجهها الخجل ... و كأن بدخولها ارسلت رسالة روحية له لينظر ناحيتها فيتوه و يموت بين حنايا روحها المشعة بجمال...

تقدمت منه حتى وقفت قبالته تبتسم بخجل... همس بصوت خافت متوتر و ضائع للغاية...
("رُبى"!...)

توردت من نظرته فهمست بأهداب مسبلة تقول:
(كيف ابدو؟!)

ليس هو من أجاب ... بل قلبه الذي سارع يخترق حلته الرسمية ليقول بصدق:
(خلابة...)

نظر في يدها ليجدها تحمل مفتاح غرفتها بها... قال بتعجب:
(لماذا تحملينه معكِ؟)

اجابته ببساطة تقول:
(لا اعرف أين اضعه؟!)

ابتسم يقول بحنان:
(هذا يُعطى لعامل الاستقبال... لكن لا بأس هاتِه معي حتى تنتهي الحفل...)

صوت الانغام الهادئة التي انتشرت حولهما للتو جعلتها تنظر خلفها... تداري تأثرها بما يقول.. شعرت بكفه يسحبها ناحيته بينما يقول بخفوت دافئ...
(تعالِ...)

وقفت معه في منتصف ساحة الرقص... تنظر له بعدم تصديق فهمست تقول :
(لا أعرف كيف أرقص!!)
كانت إجابته أن وضع ذراعه حول خصرها يقربها منه ببطء... و كف ذراعه الآخر يأسر كفها الرقيق و يتملكه بشعور لذيذ يعصف به بقوة!...

لمستك نسيت الحياة...
و أنت اللي بحلم أعيش يوم معاه...
و الليلة هي البداية و خليك معايا ...
ده عمري الليلة دي ابتدا...

ابتلعت ريقها بخجل تنظر داخل مقلتيه بحرية لم تُسمح لها من قبل... تمايلت معه بخفة تاركة امرها له...

و لازم نعيش يلا قرب كمان...
تعال حبيبي لأبعد مكان...
ننسى اللي ضاع من أيدينا ...
نعيش بس لينا خلاص اللي جوانا بان...

عيناه ارسلت شعوره الداخلي فغامت بحنان لها... يده تحركت فوق خصرها ليشعر بارتجافها فخفف من تمسكه بها قليلا... حادت بعينيها عنه و الخجل يسكنها بقوة...

سرحت بعيونك لفين...
ايوا أنت جانبي و حعيشلك سنين...
و حياتي قرب عليا يا عمري و عنيا...
نعيش الحياة لو يومين...

انفاسهما تناسبت في السرعة... و قلبهما تزامنا في النبض... و روحهما تعالت للسماء لتتصل دون ان يشعر كلا منهما بما يمر به الآخر... كل منها يعتقد أن ما يعيشه في هذه اللحظة احساس فردي و لا يدري أيًا منهما أن تقابل الأرواح قد حدث و تآلفت بقوة منذ زمن...

انتهت الأغنية تحت تصفيق الجميع ... ابعدت يدها من يده بحرج تهمس بخفوت:
(سأصعد لغرفتي... الوقت تأخر)

هربت من أمامه بسرعة قبل أن تستوعب عيناه ما يحدث... تحرك بتيهٍ إلى الطاولة و بداخله وحوش تم فك حبسها الطويل... وحوش باتت تطلبها بقوة ... تطلب قربها ... تطلب زوجته و امرأته بكل ما فيها من حواس...
نظر في ظلها المتروك ليزفر بتعب كبير... شعوره نحوها تغير لشيء لا يقبل به ... لا يقبل قبل أن يتأكد منها هي اولا... نظر إلى طاولة المشروبات الكحولية و قد اخذته قدمه ناحيتها دون شعور... فقط يريد إخماد هذه النيران بداخله كي لا يؤذي الصغيرة...


وصلت غرفتها مترنحة بفعل ما عاشته معه للتو... يا إلهي كل ما جمعهما مؤخرا يشعرها بالسعادة... وصلت لبابها لتجد عاملة نظافة الغرف بداخلها... دخلت لتبتسم لها بينما تتأسف العاملة بأدب تشرح لها أن الغرفة كانت فارغة و وجدت أن تنظفها قبل أن يأتي النزيل و يتضايق من تواجدها... اومأت لها ببساطة تقول:
(لا بأس... شكرا على جهودكِ)

بعد حوالي نصف ساعة...
ترنحت يده فوق الطاولة ليطلب كأس آخر... لقد ثمل بطريقة كبيرة و بدأ يهذي بكل ما يجول في خاطره لعامل البار...
(ما رأيك في مرأة تحوم في رأسي ليل نهار... تسلب النوم من جفوني... اشعر معها بكوني الرجل الأكثر حظا في العالم... لو تأذت هي اتوجع أنا... لو ضحكت هي أسعد أنا...)

همس العامل ببساطة يقول:
(لا يوجد غير إجابة واحدة...)

نظر للفراغ يجيب بتأكيد نابع من قرارة قلبه الذي وجد أخيرا بره ليرسو...
(أنا أحب "رُبى"....)

خرجت من حمامها تضع المنشفة فوق رأسها بينما ترتدي منامة قطنية قصيرة ... توقفت فجأة على صوت المفتاح لتتسع عيناها حينما وجدته يدلف للغرفة في حالة مزرية... تقدمت منه تقول بهلع:
("أحمد" ما بك؟!... أنت بخير؟!)

نظر لها نظرة طويلة جدا ... نظر لزوجته امرأته التي يرغب... مال عليها دون قصد لتميل للخلف و تسقط منشفة رأسها... انسدل شعرها الطويل المبلل أمام عينيه... امتدت يده تحاوط خصرها بقوة و الأخرى تلامس شعرها ليقول بصوت مترنح:
(شعركِ... جميل)

همست بتوتر بدأ يهدد أمنها...
(كيف دخلت هنا؟!)

اخرج مفتاحها من جيبه يقول ببساطة:
(نسيتِ مفتاحكِ معي!...)

دفعته في صدره برفق تقول:
(يجب أن تعود لغرفتك الوقت تأخر...)

نظرته هذه المرة طالت بشكل ارعبها... و فجأة صرخت بخوف حينما حملها مرة واحدة بين ذراعيه... لا تعرف من أين توالت ذكريات معرفتها للمعلومات الخاصة بالزفاف ليلة عرسهما و لكنها توالت بقوة جعلتها ترتعش بين يديه... همست برجاء كبير تقول :
("أحمد"... رجاء اتركني)


صوته كان ثقيلا ... تائها... راغبا... و حانيا رغم كل شيء حينما همس لها قائلا...
(لا تخافي...)

و كانت أخر ما نطق به كلاهما ليتوه و يغرق و يُغرقها معه في بحر مشاعر جديدة عليهما معا...

أحيانا البوح بما يجول في خاطرك يقتل أكثر من الكتمان...
أحيانا امتلاكك لشيء يفقدك شغف السعي خلفه...
أحيانا تتمنى العودة بالزمن للوراء كي توقف نفسك من فعل شيء ندمت عليه أشد ندم...

وقفت أمام مرآتها في الصباح تنظر لنفسها بأعين زائغة غائرة و مرتعدة... ارتفعت اصابعها حيث جبينها تلمس أخر قبلة له هنا تحديدا... كانت دافئة ناعمة حانية من وسط الصخب الذي حدث امسا... و كأنه كان يضع بها أسفه و ندمه و ربما هي اخطأت الفهم...

عيناها دمعت تتذكر رجائها له بالأمس... لكنه كان مغيبا بعيدا كل البعد عن الشخص الذي عرفته يوما!...
رنين هاتفها افزعها فأخرجته لتجد اسم أخيه عليه...
فتحته لتجده يقول بسرعة:
("رُبى" أخي عاد في الصباح الباكر و لا أعرف السبب... علينا العودة بعد ساعة تحديدا اجهزي...)

اغلقت معه الخط لتعاود النظر في المرآة ... ارتدت ملابس واسعة عما ترتدي في العادة... جسدها لم يتغير به شيء لكنها تشعر بأن روحها و ليس جسدها فقط تغير... هناك أثر تُرك بداخلها و كم هي خائفة بأن يلحظه الناس!!!...
همست بضعف تقول:
(لماذا لم تسمعني حينما رجوتك... و الآن تتركني بمفردي ؟!!!...


أنتهى الفصل....
الفصل الثامن عشر بعد قليل....

Jayb likes this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 11:23 PM   #334

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بالانتظار ❤️❤️❤️❤️

Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 11:41 PM   #335

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد حبيبتى ❤❤❤
تسجيل حضور
تسلم ايدك على الفصل السابع عشر
بانتظار الفصل الثامن عشر ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 11:47 PM   #336

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر

آهٍ على قلبٍ هواهُ مُحكّمُ...
فاض الجوى منه فظُلمًا يكتمُ...
ويحي أنا بُحتُ لها بسرهِ...
أشكو لها قلبًا بنارها مُغرمُ...
و لمحتُ من عينيها ناري و حرقتي...
قالت على قلبي هواها مُحرمُ...
كانت حياتي فلما بانت بنأيها...
صار الردى آهٍ عليّ أرحمُ...

صوت تحطيم الأكواب الزجاجية كان عاليا... مخيفا و قاسيا... صرخته الهادرة التي خرجت منه اوضحت كم المعاناة التي يعيشها الآن... عاري الصدر يتصبب العرق منه بوفرة... شعره فوضوي و عيناه حمراء بلهيب مشع... جلس بتعب يستند على الحائط في هذه الغرفة في شقته الخاصة البعيدة عن بيت والده... وضع رأسه بين كفيه و عقله لا يرحمه بالمرة... منذ فتح عينيه صباح اليوم ليشاهد ما اقترفته يده في حق الصغيرة يكاد يـجن... متى وصل لها متى سمحت له نفسه بالتعمق و التطرق لهذه النقطة تحديدا معها؟!... لم يشعر بشيء سوى أنه يبعد قبل أن تستيقظ و يلمح ما يخشاه في عينيها... رأسه استندت للخلف على الحائط ليضربها عدة مرات بقسوة يهمس بصوت خشن مخيف...
(ماذا فعلت أنا؟!... )

عقله اللعين يصدر له صورا متقطعة متفرقة و أصوات متداخلة لكل ما حدث بالأمس و لم يشعر به... لكن الآن بدأ يتذكر وميض مما حدث ... وميض خافت مشوش لكنه مؤلم بقوة له...
("أحمد" أرجوك دعني... "أحمد" توقف رجاءً... "أحمد" لا تفعل ...)

اشتدت قوة ضربته لرأسه بينما عيناه مغمضة ... ضرب فوق صدره بحدة يهمس بألم متفاقم...
(لعنة الله على "أحمد"... لعنة الله عليّ يا صغيرة)

فتح عينيه لتزداد القساوة بهما و يعصف العتم عليهما ليخيم بين جفنيه بلهيب محترق... تذكر فور وصوله للعاصمة و كيف ذهب لوالدها ... فبعد ما حدث هذا أنسب وقت للقاء... لقاء تأخر كثيرا و دفعه لأن يحفر بعمق في جرح الصغيرة و الذي صنعه والدها ذات يوم!!...

توقفت السيارة الأجرة في تمام السابعة صباحا أمام مقر شركة "الحسيني"... ترجل منها بهيئة مخيفة و أعين غاضبة حمراء... صعد حيث الطابق المخصص لمكتب "هاشم" و فور دخوله أسرع إلى مكتبه دون الاهتمام بصوت سكرتيره المتعجب...
(انتظر لحظة سيدي... من أنت؟!)

بعدما أقترب منه و تعرف عليه اعتدل في وقفته يقول بترحيب:
(سيد "أحمد" مرحبا بك... لحظة أخبر سيد "هاشم" بوجو...)

لم يمهله الفرصة ليكمل حديثه فقد وصل بالفعل للباب و الذي دفعه بحدة جعلته يرتطم بالحائط الداخلي للمكتب و يصدر صوتا عاليا... وقف "هاشم" فجأة من فوق كرسيه ليرى ماذا يحدث! ... حينما تعرفت عيناه عليه شعر بانقباض في عضلة قلبه و شيء بداخله يهمس له بخفوت أن ابنته ليست بخير.... صدح صوت السكرتير يقول بأسف:
(لقد حاولت أن أخبرك بوجوده قبل أن يدخل سيدي لكنه...)

أشار له "هاشم" بيده أنه لا بأس ... تحرك السكرتير للخارج يغلق الباب عليهما... ليبقيا بمفرديهما في غرفة تم بها أول بند في صفقتهما معا... صفقة إزهاق روح الصغيرة بقسوة منهما كلا على حدى!...
تمسك بكل الثبات الذي عرفه يوما بعدما رمق زوج ابنته في مثل هذه الحالة الفوضوية ليقول بهدوء:
(مرحبا "أحمد"... كيف حال ابنتي؟)

تقدم من المكتب بنظرات أسد مذبوح... عيناه حوت كم العذاب المشتعل بداخله لتنعكس بلهيب أسود لمن يقف أمامه... اتكئ على سطح المكتب يقول بصوت مخيف بارد:
(ماذا ستفعل لو أخبرتك أنني آذيت ابنتك؟!)

ابتلع غصته و رعبه على طفلته بصعوبة... يتابع تدفق الحمم البركانية من جسد زوج ابنته المشتعل... قال بخفوت متوتر:
(مستحيل أن تفعلها... أنا واثقا من خصالك الحميدة)

ضحك "أحمد" ضحكة صغيرة قاسية و متهكمة يقول:
(واثقا!!!... من أين لك هذه الثقة يا حماي العزيز؟!... هل تعاملت معي من قبل ، هل تربيت على يدك منذ الصغر؟!... كيف واتتك الجرأة لتترك ابنتك في حمايتي دون السؤال عنها لمرة واحدة؟!)

شعور بالفزع يهدد كيانه و هو يستلم هذه الكلمات من "أحمد"... ماذا فعل لأبنته ؟!... و الله لينتقمن منه أشد الانتقام لو آذاها بالفعل!... لكن هل يحق له الانتقام حقا و هو المذنب الأول هنا؟!!!... همس بصوت مرتعش يقول:
(صفاتك الجيدة في سوق العمل أكبر دليل على أنك ستحمي ابنتي و لن تؤذيها)

ضربة قوية ساحقة صدرت من كفه لترتطم بسطح المكتب و تجعل ما عليه يرتج بقوة... هدر بصوت بدا كزئير لحيوان مفترس مطعون يقول بحدة عالية:
(لكنني فعلت... فعلتها... أنا آذيت ابنتك بشدة...)

ارتفعت عيناه المتوحشة له ليقول بصوت متقطع قاسٍ:
(الجرح الذي تسببت لها به يوما و كاد يندمل... بالأمس أنا حفرت به بكل جبروت و قسوة... أنا و أنت متساويان في ذبحها بسكين ثلم... أنا و أنت متشابهان في قتلها ببطء... و تخبرني أنني خير من تأمنه عليها!!!!!)

غصبا ترجم عقله خوفه على ابنته كرسالة تحذير ... فخرج صوته حاد مرتعدا يقول:
(ماذا فعلت لأبنتي؟!... )

ابتعد قليلا عن المكتب ينظر له مليًا بنظرات ملتهبة... قال بعد فترة بصوت ساخر:
(هل يحق لك الخوف عليها؟!... هل يحق لنا وجود فتاة مثلها في حياتنا؟!... )

تهالكت قواه فارتخت عضلاته بوهن ليعود للخلف متقهقرا بعجز أصابه للتو... جلس فوق كرسيه يقول بتعب:
(أين ابنتي و ماذا فعلت بها؟!)

وضع "أحمد" كفيه في جيبي بنطاله يقول بخفوت مخيف:
(لقد قدمتها ليّ كبند في صفقة و أنا قبلت ... فلا يحق لك السؤال عن حقك الذي تنازلت عنه يوماً!)

أخرج كفا واحدا من كفيه يضرب فوق صدره بقوة قائلا:
(و ما فعلته معها ليس بجديد عليك... فكل منا أجبرها لفعل شيء ما دون رغبة)

خفت صوت "هاشم" يقول برجاء خفي:
(هي زوجتك و لن تضرها...)

ضحك عاليا و قد بدا بعيدا كل البعد عن الواقع فقال:
(لقد فعلتها و انتهى الأمر... ابنتك بيدك و يدي ستعاني عمرها القادم)


اتجه ناحية الباب ينوي الخروج لكنه التفت يراقب "هاشم" التائه بعقل مرتعد فوق كرسيه... ابتسم ساخرا يقول:
( رغم كونك رجل أعمال ناجح و لا تحتاج النصائح لكن خذها منيّ نصيحة... لا تأمن لبشر مطلقا فكلنا شياطين متنكرة في زيّ بني آدم)

خرج من ذاكرته القريبة على صوت هاتفه الملقى أرضا جواره... رفع رأسه من بين كفيه ينظر فيه ليجد اسم والدته و بعدها اسم أخيه ... قلب الهاتف على وجهه ليعود يدفن رأسه بين كفيه يهمس بألم كبير:
(ماذا فعلت بكِ؟!... ماذا فعلت أنا؟!...)

................................

منذ وصلت مع "مصطفى" و هي واقفة بوجوم باهت في صالة البيت... ثرثرة الجميع حولها لا تخترق أذنها من الأساس... كل فكرها مسجون و مكبل فيما حدث بالأمس في غمضة عين... ما قرأت عنه قشور المعلومات و جعلتها تنفر يوما بسببه عاشته بصورة أعمق بكثير بالأمس... صورة جعلتها تتوه بين ما حدث و ما شعرت ...
هزتها "حنان" لأكثر من مرة فعاد ذهنها للحظات يلتقط كلمات مبهمة...
(هل أنتِ بخير؟!...)

اومأت بصمت تائه و بعدها سمعت صوت "سوزان" المندهش تسأل ابنها الصغير...
(إلى أين ذهب ؟!... غريب ما يحدث و يقلقني عليه!!)

اتجهت بصمت ناحية السلم لتصعد غرفتها تحتمي بها... تشعر أن كل من حولها يعرف كل حصل و هذا يوترها بقوة... اوقفتها الجدة تقول بتعجب من حالها:
(إلى أين يا ابنتي؟!)

همست بصوتٍ خاوٍ جافٍ مرهقٍ:
(تعبت من الطريق ، سأرتاح في غرفتي)

هرولت إلى ملاذها بسرعة قبل أن يستوقفها أحدهم مجددا... بعدما دلفتها ارتعش جسدها فجأة لتتجه نحو سريرها ترتمي عليه... تكالبت على مخيلتها الصغيرة ذكريات الأمس التي حُفرت في روحها بقوة لتنخر بها دون شفقة ...
تخلل عقلها أصوات و تركبت صور مما جعلها تنكمش في وضع الجنين حول نفسها... اغمضت عينيها بقوة تحبس دمعاتها الهاربة بخوف مما حدث... وضعت يدها فوق أذنها تقول ببكاء خافت:
(يكفي... يكفي رجاءً... لم أكن أريد أن يحدث هذا الآن ... لماذا لم يسمعني حينها؟!... لماذا؟!!)

ارتجافها كان قويا فبدت لمن يراها كساق نبتة خضراء غير قادرة على الوقوف في وجه الرياح... استسلمت لها في أول محاولة لتنقسم نصفين و تهلك... و كم كان قاسيا انقسامها!!... قاسيا جدا!

....................................
مالت رأسها على النافذة تبصر بعينيها هذا السواد الحالك في ظلمة الليل... عادت ببصرها للخلف حيث الساعة الموضوعة فوق الطاولة لتجدها عبرت الثانية و النصف بعد منتصف الليل!... عيناها تراخت و النوم يهددها و لكنها تقاوم... منذ عادوا من المدينة الساحلية و هي تقف هذه الوقفة كل يوم!... منذ أسبوعين!!
يا إلهي لقد مر أسبوعان دون أن تراه لمرة واحدة... أصبح يتأخر كثيرا في الشركة و يعود قبيل الفجر و يرحل في الصباح الباكر قبل أن تستيقظ... هل يتهرب منها؟!... موقفه يزيد الخوف بداخلها و يُشعرها بالنقص!... هناك في جزء بعيد من روحها تشعر أنها مُهانة... تنهدت بتعب و كعادتها منذ اسبوعين عادت لسريرها تجر خيبة أمل في أن تراه و تتحدث معه... اندست تحت غطائها تسلم كل مخاوفها للنوم ... ربما يقوى هو على فعلها و يهدأ من رعبها...

بعدما أعلنت الساعة عن الخامسة و النصف فجرا دخل البيت... هذا حاله منذ عادوا من المدينة الساحلية... لا يريد أن تراه و لا يقوى على أي تبرير لما حدث... يكفي ذاكرته التي تضعه أسفل النيران كلما تذكره بجزء بسيط مما حدث... و كل ما يتذكره هو خوفها بل رعبها منه وقتها... أين كان عقله و هو يفعلها بها أين؟!... وصل للصالة ليلقي المفتاح بإهمال فوق الطاولة و يجلس بتعب على الكرسي يريح رأسه للخلف مغمض العينين... أصبح كالشريد يأتي بعد الفجر يبدل ملابسه و يعود بعدها لشركته قبل أن يلمحه أحد هنا... والدته لا تكف عن مهاتفته و سؤاله عن السبب و هو يجيب بكل فتور أصبح عمله كثير هذه الأيام!... بيده قلب موازين حياتهم جميعا... رفع كفه حيث جبهته يدلكها ببطء ليرحمها من هذا الصداع المميت... فتح عينيه على صوت والدته الخافت حينما قالت:
(و أخيرا رأيناك...)

اعتدل في جلسته احتراما لها ثم ابتسم بسمة لا روح بها يقول بإرهاق:
(أعتذر يا أمي العمل كثير جدا حقا... هناك اتفاقيات مع شركتين اجنبيتين و هذا يأخذ كل الوقت)

جلست قبالته تضعه أسفل المجهر و تتفحص كل ما فيه... قالت بصوت هادئ يخفي لوعتها عليه و قلقها...
(طوال عمرك تحت ضغط العمل ، و اتفاقيات الشركات الأجنبية ليس بالجديد عليك... ما جدَّ لتبتعد عن البيت هكذا و تأتي إليه كمسافر يرتاح في استراحة؟!)

أخفى عينيه عنها ليقول بصوت عادي:
(لا شيء يا أمي... فقط أحاول بناء شركتي من جديد بعد الأزمة المالية بها)

عقدت حاجبيها بعدم فهم تقول:
(لكنك بالفعل تشاركت مع "الحسيني" و أنتهى الأمر)

احتد صوته دون قصد يقول بصوت غاضب:
(لن أظل طوال العمر مرهونا له... يجب أن ينتهي كل هذا قريبا)

ما به ؟!... يبدو مختلفا عن نفسه المعتادة!... قلقها عليه و خوفها ترجم كلماتها الخافتة لصوت مسموع...
(ما بك بني؟!... هل هناك شيئا ما يقلقك؟!... لا أعرف ماذا أصابكما حتى "رُبى" حالها مختلف عما نعرفه... طوال اليوم في غرفتها لا تخرج منها و لا تتحدث مع أحد و الطعام تتناول أقل القليل منه!!)

تصلبت شرايينه و تعرقل سريان الدم بهم... هل يحق له السؤال عن حالها؟!... أم سيكون كمن يقتل القتيل و يسعى في جنازته؟!!...
هب واقفا فجأة يقول بجمود يواري اشتعاله الداخلي بنيران الذنب...
(سأصعد لأتجهز لدي موعد عند السابعة مع أحد العملاء...)

تحت أنظارها المندهشة تحرك متجها ناحية السلم... لكنه توقف فجأة يقول برجاء خافت دون أن يدير وجهه لها...
(لا تتركوها بمفردها يا أمي... رجاءً)

تابعت اختفائه من أمامها لتقف تضرب كفا بكف تقول بتعجب كبير:
(ماذا حدث لهما؟!... هل تشاجرا مثلاً؟!)

.........................................
(ما بكِ شاردة طوال الوقت؟!... لقد مر أسبوع على دخولنا الجامعة و أنتِ على نفس الوتيرة منذ ما يقرب من شهر!!)
كلمات "رحمة" لها جعلتها تبتسم بذبول لتقول بخفوت:
(أنا بخير لا تقلقي...)

وضعت "رحمة" كتبها جانبا على هذا المقعد الخشبي في فناء الجامعة لتقول بشك:
(بخير!!... أي خير هذا يا "رُبى"؟!... مر شهر تقريبا على حالتكِ هذه و كل مرة أخبر نفسي أنكِ ستأتين تشتكين مما يتعبكِ لكنكِ لم تفعلي!)

صمتت لحظات ثم أكملت تقول ببطء حذر:
(منذ تلك الليلة في المدينة الساحلية و أنتِ مختلفة!... لم تخبريني ماذا فعلتي بعد الحفل و لم تتحدثي معي بعدها إلا قبل دخول الجامعة مباشرةً)

توترت ملامح "رُبى" بشدة و قد لاحظتها صديقتها ... اسرعت "رحمة" تقول بأعين متسعة:
(هل عرف عن اعجابكِ به؟!... هل رفضكِ؟! ... لذا أنتِ حزينة!!!)

لماذا دوما تشعر أن الجميع سيعرف عما حدث بينهما؟!... وقفت فجأة من مجلسها لتنهي هذا الحوار الغير مريح لكنها ترنحت بقوة حتى كادت أن تقع... التقفتها يد صديقتها بسرعة تحول بينها و بين السقوط... عادت تجلسها مجددا بينما صوتها الخائف يهتف عالياً:
("رُبى" ما بكِ ؟!... طمئني قلبي أرجوكِ)

أغمضت عينيها لتقلل من شعورها بالدوران... انفاسها تسارعت بشكل كبير و جسدها ارتعش كله فجأة... همست بخفوت متعب للغاية:
(لا أعرف... أشعر بأن روحي تُسحب منيّ ، جسدي متراخي و هناك صداع يداهمني)

شددت صديقتها من التمسك بها قائلة بتوتر:
(هل تناولتِ طعامكِ اليوم؟!... سأذهب لأجلب لكِ عصيرا )

تمسكت بيدها بقوة تقول بتوسل:
(لا تتركيني يا "رحمة" أرجوكِ... أشعر و كأني سأفقد الوعي في أي لحظة)

اقتربت منها تضمها بقوة قائلة بتأكيد:
(لن أترككِ لن أفعل... اهدئي و نظمي تنفسكِ)

توقفت سيارة أجرة أمام بيت "النجار" و ترجلت منها "رحمة" بسرعة تتجه ناحية الباب الآخر تساعد صديقتها على الخروج... دلفتا معا للداخل و "رُبى" في أسوء حالتها و هذا أفزع صديقتها عليها كثيرا... وقفت ترن جرس الباب بينما صديقتها مستندة عليها بضعف و وهن... اسندتها "رحمة" بيدها و باليد الأخرى ضربت على الباب بحدة متوترة بعدما تأخر الرد...
اسرعت "حنان" تفتح الباب و هالها ما رأته ... التقفت جسد "رُبى" المتراخي بينما تهتف بصوت عالٍ في الجميع:
("رُبى"!!!... سيدة "سوزان" ... "مصطفى" ساعدوني)

خرج الجميع على صوت "حنان" المفزع ليجدوا الصغيرة مغشيا عليها بين ذراعيها و صديقتها تبكي بجزع!...
حملها "مصطفى" بين ذراعيه سريعا ليصعد حيث غرفتها جريا ... بينما اسرعت والدته بالاتصال بالطبيب ... وقفت الجدة بملامح قلقة تسأل "رحمة" ماذا اصاب "رُبى"... كانت حالتها صعبة و هي ترى صديقة عمرها تقع بين أيديهم بلا حول ولا قوه... ربتت الجدة فوق كتفها تقول بخوف:
(ستكون بخير... ألطف بنا يا رب)

استقام الطبيب في وقفته ينزع سماعته الطبية... و ينظر في هذا الجهاز البلاستيكي بعدما طلب منها اداء هذا الاختبار بعد معرفة حالتها الاجتماعية... بينما قامت كل من "حنان" و "رحمة" بتسوية ملابسها مجددا... تقدمت "سوزان" بقلب وجل تقول:
(ما بها طمئنني؟!...)

تكلم الطبيب بهدوء يقول:
(جسدها ضعيف جدا و يبدو أنها لا تنتظم في تناول الطعام فحدث لها هبوط في الدورة الدموية... أتمنى أن تهتموا بتغذيتها في وضعها هذا )

عقدت "سوزان" حاجبيها بتركيز تقول:
(أي وضع ؟!... هل "رُبى" تعاني من شيء آخر؟!)

التفت لها الطبيب بينما يقطع الورقة التي كتب عليها الادوية يقول:
( لا لا تخافي ليس هناك أي مرض عضوي ... لكنني أقصد حملها )

أربعة أزواج من الاعين المتسعة بصدمة كبيرة نظرت له في آن واحد... تراخت يد "حنان" من فوق ملابس "رُبى" بينما سقط فم "رحمة" للأسفل تتابع غفوة صديقتها التي سقطت بها بعدما خرجت من الحمام و سلمت هذا الجهاز للطبيب... و هناك على الناحية الاخرى من السرير شددت "دلال" من قبضتها على عكازها و تاهت "سوزان" في سواد مبهم و كحيل...
كان يقف خارج الباب يعطي لزوجة أخيه الكبير الخصوصية في لحظة كهذه يكفي أن معها جميع النساء بالداخل... ظل يتصل مرات عديدة بأخيه ليخبره عن وضع زوجته لكنه لا يجيب!... غريب وضعه منذ فترة و الجميع يلاحظ هذا!... اقترب من باب الغرفة ليستمع لصوت الطبيب ... انقبضت يده فوق خشب الباب و عقله لا يصدق ما يسمع!...

نظرتها الصامتة للطبيب زادت فتنحنحت بتيه تقول:
(عفواً... ماذا قلت؟!)

تحدث الطبيب بعملية يقول:
(السيدة حامل...)

ألجمتها الصدمة و كأن أحدهم سكب دلو ماء بارد فوق رأسها... فتح "مصطفى" الباب فجأة و وجهه مقتضب يقول بصوت حاد قليلا:
( أتعبناك معنا أيها الطبيب... لا تقلق سنهتم بها جيدا)
اصطحبه حيث الخارج و عقله لا يستوعب كيف للصغيرة أن تكون حاملا و أخيه يبيت في غرفته هو !!!...
................................

جالسا فوق كرسيه في مكتبه شاردا صامتا و عيناه تحوي الغضب المخيف... تقدمت منه بحذر تقول بخفوت:
(بت تقضي معظم وقتك هنا و تعود متأخرا للبيت!... هل زوجتك أصبحت ثرثارة و تهرب منها؟!)

نظرته لها أخافتها فابتلعت ما في جوفها من كلام... تنهد ببطء و حادت عيناه للفراغ مجددا ... ظنته لن يتحدث و لكنه كسر اعتقادها حينما قال بخفوت محذر:
(أخبرتكِ من قبل اسمها لا يأتي على لسانكِ يا "سارة"...)

رمقته بنظرة خطيرة و قد كبحت فوران غضبها في العمق الاسود منها لتقول بفحيح:
(و لمَ ؟... هل أعجبتك الصغيرة المراهقة؟!)

وقف فجأة يضرب المكتب بكف يده ليصدر صوتا عاليا يقول بحدة:
(لا تدفعيني لفعل ما لا اريد معكِ يا "سارة"... )

اندفعت نحوه تقول بثورة أنثوية ساحقة:
(تهددني مجددا لأجلها!!!... هل تنوي إبقائها زوجة لك طوال العمر؟!... ألم يكن مجرد زواج صفقة ؟!)

توترت حدقته لتأخذه ذاكرته حيث تلك الليلة... قلبه يئن من أجلها و لا يعرف بأي بلد رست سفنها بعد ما فعله بها!... لا يملك القدرة على رؤيتها فقط يطمئن عليها عبر الجميع في بيته!... همس لنفسه بكل ما يعيش من ندم و ذنب...
(لم يعد مجرد زواج صفقة ... لم يعد مجرد حبر على ورق ...)

انتبه لاهتزاز هاتفه فوق سطح المكتب... نظر لاسم أخيه عليه فالتقطه يفتحه دون روح... وصله صوت "مصطفى" الغريب يقول بجمود...
("أحمد" نحتاجك في البيت الآن)

تحدث بخفوت يقول:
(لا استطيع القدوم الآن لدي عمل كثير ، سيأتي المدير العام بعد قليل لنعقد اجتماع من أجل سفره إلى استراليا لإتمام عقد العمل بيننا و بين الشركة الاسترالية هناك)

قال "مصطفى" بصوت خاوٍ أشعره بالخطر:
("أحمد" اترك كل شيء و تعال فوراً...)

سأله بترقب مميت يقول:
(ماذا حدث؟!)

لا يعرف هل حقا ما شعر به من تردد أخيه و تنهده صحيح أم أنه توهم... وصله صوته يقول باقتضاب:
("رُبى" مريضة و جلبنا لها طبيب...)

ارتج قلبه بقوة حينما سمع اسمها... و عصفت الرياح كيانه بعدما عرف أنها مريضة!... تحدث بلهفة يقول :
(ما بها؟!... بماذا أخبركم الطبيب؟!)

قال أخاه بهدوء:
(لا تتأخر ننتظرك ...)



تحرك بسرعة أمام انظار "سارة" المتعجبة ... خرج من المكتب على عجالى بينما هي تخصرت تقول بوجه غاضب ...
(تطير إليها متلهفا يا "أحمد"!... تُرى ما بها هذه المراهقة التافهة؟!)

جالسين جميعهم في صالة البيت و الوجوم ينال منهم نصيبا وافرا... "دلال" رأسها منحني للأسفل مستندة على عكازها بوجه كبرت ملامحه فوق كبرها سنوات... "حنان" خلفها تراقب الجميع بقلب قلق... "سوزان" كأنها تقف على صفيح ساخن تقطع الصالة جيئة و ذهاب تفرك كفيها بتوتر... "مصطفى" يجلس على الكرسي يفكر كيف حدث ما حدث؟!... هل تعرفت "رُبى" على شاب دون علمهم و ضحك عليها؟!... كيف حدث الحمل؟!... كيف !!...
دلف عليهم البيت بوجه مرتعد و صدر لاهث... وصل ليقف قبالتهم يقول بصوت متقطع و انفاس متسارعة...
(ما بها "رُبى"؟!...)

نظروا جميعا لبعضهم البعض بصورة ارعبته عليها... تقدم من والدته يمسك ذراعيها يقول بتوسل:
(ماذا حدث يا أمي؟!... مما تشكو "رُبى"؟!)

نقلت "سوزان" بصرها لحماتها تسألها العون... فأجابت عليها "دلال" بنظرة خاوية لا شفاعة بها... ابتلعت ريقها ببطء تقول بصوت هادئ:
(أهدأ بني هي بخير...)

عقد حاجبيه بدهشة يقول:
(بخير!... إذًا ماذا كان يفعل الطبيب هنا إذ لم يكن الوضع صعبا؟!)

زفرت نفسها بخوف من رد فعله ... كيف حدث هذا يا الله؟!... و كيف لم ينتبهوا لها جيدا ويحمونها من العالم الخارجي؟!... لكنه زوجها و عليه أن يعرف
همست بخفوت حذر جدا...
("رُبى"... حامل)

هل مادت الأرض الآن من تحته؟!... ماذا تقول والدته؟!... الصغيرة حامل!!... نظر لها بعدم تصديق يقول بتيه:
(ماذا؟!.... حامل)

استقباله للأمر بهذه الصورة المصدومة دفع الشك جانبا ليتحول إلى يقين تام بأن الصغيرة هناك من لعب عليها ... تحدثت والدته تقول بمواساة:
(بني علينا معرفة الأمر منها كاملا... ربما هناك أحدهم ق...)

قاطعها بسرعة يقول بجدية:
(ماذا تقولين يا أمي... "رُبى" زوجتي أنا)

بدأ الأمل يغزو ارواحهم المعذبة باليأس... فتتبع الجميع كلماته بلهفة طالبين الراحة ... تحدثت والدته تقول بتأني:
(زوجتك!!... لكنكما منفصلين في غرف مختلفة و أنت منذ شهر تقريبا لا تبيت هنا... تأتي عند الفجر و تذهب بعدها بقليل!!!... كيف و متى حدث ذلك؟!)

قال بجمود :
(هذه التفاصيل تخصنا نحن يا أمي...)

اتسعت بسمتها بقوة و انزاح الهم عن قلبها و قلب الجميع... اومأت له بسعادة تقول:
(نعم أنت محق... مبارك لك بني مبارك حبيبي...)

استندت "دلال" على عكازها تقول بهمس شاكر:
(الحمد لله... اللهم لك الحمد حتى ترضا و لك الحمد إن رضيت و لك الحمد بعد أن ترضا...)

قفز "مصطفى" من مجلسه لتتبدل كل ملامح الذعر على وجهه لسعادة كبيرة يقول بمحبة:
(مبارك يا أخي مبارك... و أخيرا سأصبح عم )

حديثهم و مباركتهم لا شيء يصله... هو واقع تحت ذنب كبير لم يعد قادرا على حمله أكثر... ما ذنبها هي ؟... ماذا فعلت له كي يعذبها بحياة لم تكن في حسبانها!!!!... عيناه انتقلت حيث أعلى السلم حيث هي وحيدة تعاني مما يحدث لها و زاد عليه حملها!!

جالسة فوق سريرها كتمثال لا حياة به نُحت على وضع الصدمة!... جوارها صديقتها التي تحاول جاهدة تصديق أن زواج "رُبى" و "أحمد" قد تم و نتج عنه طفل... همست بخفوت مصدوم تقول:
(أنا... حامل!!!!)

نظرت لبطنها المسطحة تقول بخوف حقيقي:
(يعني بداخلي الآن شخص آخر!... كيف؟!)

ربتت "رحمة" على كتفها تقول ببسمة مرتعشة كمحاولة لتشتيت خوف صديقتها:
(نعم يا سيدة أميبا ... أرأيتِ خططي و نهايتها السعيدة)

كانت لا تصدق ما يحدث بالمرة... تارة تشرد في الفراغ و تارة تهز رأسها نفيا... هتفت في صديقتها بخفوت تقول:
(لم أكن أريد... لم أكن جاهزة نفسيا لهذا... و الآن بداخلي طفل !!!... روح أحملها داخل روحي!!!... أنا خائفة)

حاولت صديقتها بث الأمان بها حتى هدأت قليلا وغفت بصعوبة... تحركت "رحمة" ببطء و وصلت لباب الغرفة لتتجه للأسفل... ارتفعت الأعين إليها بتساؤل... وقفت قبالتهم تقول بحرج خافت:
(لقد غفت... رجاءً لا تتركوها بمفردها فهي خائفة جدا من فكرة أن بداخلها طفل!)

اومأت لها "سوزان" ببسمة واسعة تقول:
(لا تقلقي سنضعها داخل أعيننا... العقبى لكِ)

توردت وجنتاها بشدة فهمست بخجل:
(لا أفكر في الزواج الآن... لكن شكرا لكِ)

ضحك الجميع عليها فهي تشبه "رُبى" لحد كبير... تحدثت "دلال" تقول لحفيدها...
("مصطفى" أوصلها لبيتها بني...)

اومأ لها بينما يقول ببشاشة:
(هيا آنستي...)

فور خروجهما اجتمعت الثلاث نساء حول بعضهن يتناقشن في اختيار ملابس الطفل الجديد...
وقف بعيدا يستمع لحديث صديقتها الذي زاد من عذابه أضعاف... مسح فوق وجهه بتعب يهمس و شعور بالذنب يجلده:
(لم أكن أنوي إيذائكِ صدقيني...)

اهتز هاتفه في يده ليعلن عن اسم المدير العام لشركته... لم يجب عليه و لكنه شرد في فكرة ما بدت له جيدة لهم جميعا و هي أولهم... هي فقط من سيسعى لعدم جرحها أكثر من هذا!....

صوت عجلات الحقائب توقف أمام باب غرفتها... لقد اقبل الليل و أخبر الجميع عن نيته و انتهى الأمر... فتح بابها ببطء ليدخل غرفته التي امتلكتها يوما ربما لأخر مرة!... دلف يخطو بحذر إليها حتى وصل لها... نائمة فوق سريره بصورة بديعية أوجعت قلبه ... كانت بعيدة عما دفعها إليه لماذا دمر حياتها هكذا؟!... سحب كرسي قرب سريرها ليجلس عليه يراقب نومها الجميل... تردد لمرات لكنه مد كفه في النهاية حيث بطنها المسطحة... رعشة ضربت روحه بقوة حينما لمسها... هنا جنينيه !!!... أغمض عينيه يهمس بحروف نادمة على ما اقترفته يده...
(هل قول آسف يفي بالغرض في موقفي هذا؟!... لو كان كذلك فأنا آسف و نادم أشد الندم... دفعتكِ لخوض تجربة كتلك دون رغبتكِ و لا اعرف كيف تناسيت توسلكِ حينها!!... آسف )

فتح عينيه لينظر حيث كفه الموضوع فوق بطنها... نزل من كرسيه ليجلس القرفصاء فيقابل جنينه قائلاً بتأثر كبير...
(كنت آمل أن تأتي في غير هذه الظروف... أنا آسف لك أيضاً)

نظر لوجهها الغافي بعمق يهمس بقلب ينبض حبا و ذنبا و لهيبا...
(ليتني تركت حبكِ بداخلي يكوي فؤادي بنيران التمني... أهون عليّ أن أحترق بها عمري بأكمله بدلا من أن تحرقكِ أنتِ كما فعلت ... أنا لا استحقكِ بعد ما فعلت بكِ... ستظل نظرة عينيكِ و همسكِ المتوسل تلك الليلة في ذاكرتي للأبد...)
أعتدل واقفا ليخرج علبة مخملية يضعها جوار رأسها على الطاولة القريبة من السرير... شيعها بنظرة أخيرة طويلة و مودعة ليخرج من الغرفة حيث تنفيذ قراره الجديد...

توقف في حديقة البيت على صوت أخيه اللاهث... التفت له ليقابله وجه "مصطفى" المتعجب منذ أخبرهم بقراره... وقف قبالته يقول برفض:
(هل ستترك زوجتك في وضع كهذا؟!... لماذا ستسافر أنت استراليا ما دام يمكن لغيرك فعلها؟!)

تحدث بهدوء يقول:
(السفر يحتاجني أنا...)

كان غير مقتنعا بالمرة فهو يعرف هوية هذا السفر الذي يمكن لأصغر موظف عندهم انهائه... قال بتريث :
(كم المدة التي ستقضيها هناك؟!)

أجابه بخفوت:
(لا اعرف... لم أحدد بعد)

تحدث "مصطفى" بحدة غير مقصودة يقول بتأكيد:
(أخي أنت تقصد الابتعاد أليس كذلك؟!)

توترت حدقته فأبعدها عن اخيه الصغير ليكمل بيقين...
(كنت متعجبا من اختفائك الفترة الماضية من البيت... و اليوم تأكدت مع قرارك هذا)

زفر "أحمد" نفسه بصعوبة فأمسك "مصطفى" ذراعه يقول بخوف عليه...
(ما بك أخي؟!... هل أنت نادما على إتمام زواجك بزوجتك؟!... لكن ما ذنبها هي لتعيش بمفردها و تواجه الناس بحملها؟!)

فلت منه التعقل و هرب التحكم و فاض الجرح المتقيح بدماء مختلطة بصديد مؤلم ... قال بحدة غاضبة:
(هي لا ذنب لها ... أنا المذنب هنا ، أنا من تغاضى عن توسلها يومها ، أنا من أجبرها كما فعل والدها بأن تكن ليّ قولا و فعلا... أنا لا استطيع النظر في عينيها من يومها... لا اقوى على مقابلتها... لذا عليّ الابتعاد علّها تنسى و هذا ما أشك به!)

ما يقوله أخاه غاية في الخصوصية التي جعلته يندم على مواجهته... أخاه يتألم و الصغيرة يبدو كانت تفعل دون علمهم أيضا... همس بخفوت يقول:
(لكنها زوجتك أخي... ربما خافت و توترت حينها تعرف الفتيات يخفن وقتها... لكن لا اعتقد أنها نافرة منك ... ابقى و أصلح كل شيء لا ترحل)

هتف بحدة و جسد يختض بفعل الغضب:
(لا اقوى على البقاء... لا أتحمل أن تنظر في عيني يوما كمعتدٍ أخذها عنوة)

هدأ قليلا يقول:
(يجب أن أختفي من أمامها يا أخي... دعني أرجوك)

حمل حقيبته تحت أنظار أخيه المشفقة... همس بخفوت يقول:
("رُبى" في أمانتك حتى يحين لنا لقاء...)

...............................

أبلغ عزيزا في ثنايا القلب منزلهُ...
إني و إن كنت لا ألقاه ألقاهُ...
و إن طرفي موصول برؤيتهِ...
و إن تباعد عن سُكناي سُكناه...
يا ليته يعلم أني لست أذكره...
و كيف أذكره إذ لستُ أنساهُ...
يا من توهم أني لستُ أذكره...
و الله يعلم أني لستُ أنساهُ...
إن غاب عني فالروح مسكنهُ...
من يسكن الروح كيف القلبُ ينساهُ...

تستند على إطار نافذتها تهمس بكلمات "المتنبي" التي تلامس روحها... تتحسس بطنها المتكورة بيدها و ترتسم بسمة صغيرة شاردة فوق ثغرها... سبعة أشهر و أزيد بقليل و هو غائب عنهما... عنها و عن طفله!... بعدما عرفت والدتها و جاءت تبارك لها و تحدثت معها عن الأمر باستفاضة و هي متقبلة ما حدث ... نعم كانت مرتعدة حينها و لكن لا بأس فهو زوجها كما أخبرتها والدتها... تنتظره منذ سافر قبل أشهر لكنه يبخل عليها حتى بمهاتفتها... يتصل بهم جميعا كل يوم و حينما تعرض والدته عليه أن يتحدث معها يغلق الخط متحججا بالعمل!... ماذا حدث له ؟!...
زمت شفتيها ببؤس حقيقي لكنها تحاول جاهدة ألا تكتئب ... بمفردها و حيدة تواجه الحياة مع جنينيها ... الدراسة التي قصرت بها غصبا و العديد من الأدوية لضعفها الجسدي و التفكير ... كثير من التفكير فيه و هو غير مباليًا!... همست لجنينيها تقول بشكوى:
(أرأيت والدك ماذا يفعل بنا؟!... أخبره أن «ماما» تشعر بالخوف بمفردها ... دعه يأتي سريعا أرجوك)

تألمت بقوة حينما ركلها جنينها عدة ركلات قوية... وقفت تعتدل و شعور بثقل الجنين أسفل بطنها يتعبها... تكلمت بتوبيخ مازح:
(حسنا عرفنا أنك في صف والدك يكفي ركلا...)

اتجهت ناحية الطاولة تأخذ تقويم التاريخ تنظر به بتدقيق... عادت تمسح فوق بطنها تقول ببسمة صغيرة:
(أنت كثير الحركة هذه الأيام... بقى لك أسابيع قليلة و ربما تحين الولادة حينها... كن فتى جيد و يكفي ضربا فيّ...)

سمعت دقا فوق بابها و صوت "حنان" يقول بلهفة:
("أحمد" يتصل...)

ابتسمت بأمل كبير و أسرعت تهرول للأسفل... حينما لمحتها والدته قالت ببسمة ...
(نعم هي هنا جواري... هل تود محادثتها؟!)

تجهم ملامحها أخبرها أنه سيفعل ككل مرة... ارسلت لها والدته نظرة مشفقة من تعامل ابنها الغريب لتغلق الخط بعدها مباشرةً... همست لها ببسمة واهية تقول:
(كان يريد محادثتكِ لكن هناك أمر طارئ في العمل...)


اومأت لها بيأس و حملت نفسها لتصعد غرفتها تحت أنظار الجميع المشفقة عليها... تحدثت الجدة بعدم رضا تقول:
(بماذا يفكر "أحمد" كل هذه المدة؟!... ألم يحن وقت عودته لزوجته وطفله الذي أصبح على وشك الولادة؟!... هل سيدعها تلد بمفردها أيضاً ؟!... هذا كثير و الله و ليّ معه حديث )

وقفت تستند على عكازها و تتجه لغرفتها بوجه متضايق... راقبتها "سوزان" لتقول بعدها لأبنها بهمس:
(تكلم معه بني... أخبره بما تعانيه زوجته بمفردها يكفي أنها تدرس مع ثقل الحمل هذا!!)

اومأ لها بهدوء يقول:
(إن شاء الله يا أمي...)

على الجانب الآخر...
وضع هاتفه بأعين مغيمة بحزن قاتم... أشهر مضت و هو بعيد يتلظى بنيران الشوق و يكتوي بلهيب بالحب... فقط لو يعود بالزمن للوراء و يصلح هذه الخطوة المهمة في حياتهما و بعدها يبدأ معها حياة جديدة ... مع حبيبته التي لا يقوى على العيش دونها... وقف و اتجه ناحية محفظته ليخرج منها صورتها... صورة أعطتها له يوم تقديم استمارة امتحانات الثانوية العامة ... احتفظ بصورتها من يومها و كلما يشتاق إليها يخرجها ينظر لها و يتحدث معها... رفع الصورة إلى وجهه يهمس لها بعشق دفين:
(أحبكِ بكل ما فيّ ... و يا ليت ما فيكِ يغفر ليّ و يحبني... يا صغيرتي )

تنهد بشوق لها ينظر في ظلمة الليل البارد القارس في هذا البلد ... استند بكفه على النافذة يقول بحنين:
(تُرى كيف أصبحتِ الآن؟!)

.................................

(سيدة منفاخ ابتعدي قليلا لأحمل لكِ الأدوات...)
جملتها خرجت ضاحكة بعدما لمحت التذمر على وجه صديقتها... ضربتها "رُبى" بحدة فوق رأسها تقول بتأنيب:
(لا تسبي صغيري يا أنثى القرد... أنا لن اصمت لكِ)

استقامت "رحمة" تمسد فوق رأسها بوجع... اقتربت من بطن صديقتها و انحنت إليها تقبلها بحب قائلة ببسمة:
(آسفة يا سيد أو سيدة "النجار" ... لن افعلها مجددا ، سأسب والدتك فقط)

ضحكت "رُبى" تقول بصوت متهدج من ثقل الحمل:
(و والدته ستضربكِ في كل مرة!)

تكلمت "رحمة" بسخرية تقول:
(والدته تضربني طوال الوقت ما الجديد!!)

توقفت "رُبى" فجأة تغمض عينيها بألم أفزع صديقتها... قالت "رحمة" بقلق...
(هل عاد يركل ؟!...)

اومأت لها بألم تقول :
(نعم ...)

ربتت فوق كفها تقول بمؤازرة:
(خفف الله حملكِ و أعانكِ حبيبتي... )

اكملت بمزاح تقول:
(و ارجوكِ اعرفي لنا نوع هذا الجنين كي نعرف كيف سنوبخه من الآن على كل ما يفعله بكِ...)

غامت عيناها بحزن تقول بهمس:
(أردت أن يكون "أحمد" هنا حينما أعرف نوعه)

حزنت صديقتها عليها تقول بخفوت:
(ألم يخبركم بعد متى سيعود؟!)
هزت رأسها بلا يائسة ثم تحركت لتتجه ناحية باب الجامعة لتذهب كل منهما لبيتها...

اتجهت "حنان" لتفتح باب البيت بعدما صدح صوت رنين الجرس... تسمرت مكانها لوهلة ثم اتسعت بسمتها تقول بفرحة كبيرة:
("أحمد"... أخيرا عدت)

دلف للداخل ببسمة صغيرة يقول بهدوء:
(كيف حالكِ يا "حنان"؟!... اشتقت لكِ)

تحدثت ببسمة متسعة تقول:
(بخير حبيبي كلنا بخير...)

اجتمعت والدته و جدته لاستقباله... رحبت به "سوزان" بحفاوة بينما رمقته جدته بنظرة غير راضية... اقترب منها يقبل يدها قائلا بخفوت:
(لقد عدت كما أردتِ... لا تحزني منيّ رجاءً)

تكلمت بتوبيخ قائلة:
(عدت حيث زوجتك و ابنك يا بني... يكفي بعدك عنها في أكثر المراحل أهمية في حياة أي امرأة)

بسمة صغيرة زينت فمه و صغيرته توصف بامرأة!... كبرت لتُصنف كسيدة متزوجة و حامل!... همس بخفوت مشتاق يقول:
(أين هي؟...)

تحدثت بنبرة عادية تقول:
(في جامعتها...)
اومأ لها و قلبه يضطرب كلما شعر بقرب اللقاء... بعد فراق أشهر سيراها اخيرا...

بعدما لمحها "مصطفى" من نافذة البيت أسرع يفتح لها الباب و يحمل منها أدوات كليتها الهندسية... ابتسمت له بخفوت متعب تقول بتهدج:
(شكرا ... لك)

ابتسم بشقاوة يقول :
(على الرحب يا أم "همام"...)

ذمت شفتيها تقول برفض طفولي:
(لا ارجوك غيّر هذا الاسم ... ألا يكفي اسم "عتريس" قبل هذا؟!)

ضحك يلعب حاجبيه قائلا:
(هذا أول ولد سيناديني عمي لذا عليّ اختيار اسم رجولي له...)

دلفت تضع حقيبتها بتعب تقول:
(و لنفرض أنها فتاة ماذا ستفعل؟!)

حك رأسه بتفكير يقول:
(اسم "سعدية" سيكون رائعا لها...)

ضحكت بخفوت تقول:
(و الله ستعاني منك "ندى" حينما يرزقكما الله بأطفال)

تنهد بضجر يقول:
(نتزوج اولا ثم نبحث عن اطفالنا و نتشاجر على اسمائهم!)

ابتسمت تقول :
(هانت كلها شهر واحد فقط)

تقدمت منهما "حنان" تقدم لها كأس عصير كعادتها كلما تعود من الجامعة... حملته منها ببسمة شاكرة تقول بينما ترتشف منه...
(في وقته يا "حنان"... أشعر بأني في حاجة لبعض السكر)

مسحت فوق شعرها تقول ببسمة سعيدة :
(بالهناء حبيبتي...)
بعدما أنهت الكأس و تبادلت معهم أطراف الحديث..
اتجهت ناحية السلم لتصعد غرفتها تتجهز للغداء لكنها تجمدت و وقف كل شيء من حولها... هو واقفا هنا قبالة عينيها لا تحلم!!...

صدمته برؤيتها ببطنها المنتفخة الجمته بقوة... صغيرته النحيلة بدت الآن مختلفة ... بطنها المتكورة دغدغت قلبه المتيم بها بقوة... هنا يعيش صغيره يا إلهي!... راقب صدمتها الكبيرة فحنّت عيناه لها بقوة و أرسل لها عبرها الاعتذار عن كل شيء... نزل حيث تقف هي ينظر لها بأعين يغطيها الذنب .... حاول ايجاد ما يقوله في هذا الموقف و كل ما خرج منه جملة واحدة بخفوت متردد...
(كيف حالكِ؟!)

أنه هنا يا "رُبى"!!!... بعد تلك الليلة هذه أول مرة نراه بها يا صغيري!... هل تراه جيدا هذا والدك أنت... تعرقل لسانها و تاهت وسط مشاعر كثيرة مبعثرة... لا تعرف هل هي غاضبة من ابتعاده أم مشتاقة لرؤيته؟!... هزت رأسها بخفوت تقول :
(بخير...)

صمتا معا و لم يجدا من الكلام ما يصل كم المشاعر المضطربة داخلهما... همست مجددا بتساؤل :
(متى عدت؟)

أجابها بنظرة عين مشتاقة...
(قبل ساعات ...)

اومأت له بصمت و انتظرت كي يقول أي شيء... يعتذر عن بعده ... يسألها عن طفله... يعبر عن قبوله ما أصبحا به معا!... لكنه صمت صمت ضربها في صميم قلبها بيأس كبير...
صعدت تحت عينيه المراقبة لها حيث غرفتها ... امتدت يده تنوي لمس كفها الصغير و سحبها حيث احضانه ليقبلها بأسفٍ... بشوقٍ
.. بحبٍ... ليخبرها كم هو نادم و كم يريد إصلاح كل شيء في حياتهما... لكنه لم يفعل ببساطة لم يقوى ... ضرب السلم بحدة يقول بتوبيخ لنفسه:
(ما بك صامتا هكذا؟!...)

تبدل حاله ليستعيد هيئتها الجديدة... ابتسم بخفوت عاشق يقول:
(تبدو جميلة و هي حامل... )

بعد قليل على طاولة الطعام كان التوتر هو سيد الموقف... لم تأكل بل كانت تنظر له بطرف عينها غير مصدقة أنه هنا اخيرا... أما هو عاد يستنشق عبيرها الجميل من جديد... يتنعم بوجودها الذي حُرم منه بسبب قراراته ... لكن لا مزيد من البُعد بعد الآن و هذا ما ينويه... سيتخذ خطواته لها بطريقة صحيحة لينهي ما عاشته بمفردها من خوف...

صعدت غرفتها مساء تفتحها بتفكير منشغل به... منذ وصل ولم يتحدث معها سوى كلمات مقتضبة ... هل حقا هو نادما على زواجهما الذي حدث؟!... دلفت الغرفة لتتسع عيناها بصدمة كبيرة... هو هنا فوق السرير بملابسه البيتية!!!... ابتلعت ريقها تهمس بخفوت مستفهم:
(مساء الخير!!)

نظر لها ببسمة وسيمة يقول:
(مساء النور... لا اعرف أي جانب تنامين عليه لذا سأنام على نفس الجانب الذي أعتدت عليه)

هتفت بتعجب كبير تقول:
(من سينام مع من؟!)

كبح بسمته يقول ببساطة:
(أنا و أنتِ...)

تسمرت عينه على بطنها المنتفخة يقول بمرح:
(سيكون غريبا بعد حملكِ أن ينام كل منا في غرفة منفصلة)

اشتعل وجهها بخجل كبير ... هزت رأسها بحركة عصبية تقول بغمغمة:
(نعم... نعم)
اتجهت تندس أسفل الغطاء توليه ظهرها و عيناها متسعة بعدم تصديق... ماذا يحدث؟!... لقد طلبت وجوده ليالٍ طويلة و الآن هو نائما جوارها!!!...

ظل على وضعه المتكئ يراقب نومها الملائكي... لا يصدق أنه عاد و يتعامل معها بصورة عادية و هي غير رافضة... ابتسم حينما اعتدلت على ظهرها ليحدد الغطاء ملامح بطنها... لكنه اعتدل يراقب تألم ملامحها و أنينها الخافت... نادى عليها بقلق حتى استيقظت بأنين... قال بقلق:
(ما بكِ تتألمين؟!)

اعتدلت بتعب تقول:
(يركل بحدة كعادته ...)

نظر لبطنها بحنان مشفق يقول بصوت مهزوز:
(يتعبكِ أليس كذلك؟!)

ابتسمت بسمة صغيرة تقول:
(جدا للأسف... يبدو شقيا)

ابتسم على بسمتها يقول:
(هل هو ولد؟)

هزت رأسها بلا ثم قالت بخجل:
(لم اعرف نوعه بعد...)

عقد حاجبيه يقول بدهشة:
(لمَ ؟!...)

هزت كتفها بلا معنى جعلته يود ضمها إليه... همس بخفوت محمل بمشاعره تجاهها و تجاه هذا البروز في بطنها الذي أشعل به مشاعر خاصة بالأبوة يتذوقها بطريقة مختلفة عن معاملة أخيه الصغير ذات يوم...
(هل يمكنني لمسه؟)

اتسعت عيناها و تجمدت في مكانها ... هل يطلب لمس جنينها ؟!... هل يقبلها و يتعامل بصورة عادية معه؟... اومأت ببطء خجل له... امتدت كفه حيث بطنها ليلمسها و كأن الوقت لم يجري و كأنه كان هنا بالأمس يلمسها و يعتذر منهما... دفء غزا قلبه بقوة في هذه اللحظة و مشاعر يعتقد أنه سيظل عمره كله يتذكرها... قاطعته حينما قالت بخفوت:
(شكرا من أجل الخاتم...)

راقب إصبعها يزينه خاتمه الذي تركه لها قبل السفر... قال بهدوء:
(كان يجب شراؤه منذ فترة ... اعتذر على التأخر)

كلمته الأخيرة بث بها كل الاعتذار على تأخره بعيدا عنها كل هذه الفترة... تحدث بجدية يقول بينما كفه لا تزال فوق بطنها:
(هل تنوين معرفة نوعه؟!)

امتلكها الحماس لتقول بفرحة:
(هل تود أنت؟!)

اومأ لها ببسمة تسحرها ... احمرت خجلا فهمست باستحياء تقول:
(سأفعل قريبا إن شاء الله...)

التهم وجهها بعينيه يشبع من وجودها الذي غاب عنه طويلا ... اندثرت أسفل غطائها تقول بهمس ناعس:
(لقد هدأ ركله الآن... تصبح على خير)

لامس بأطراف أصابعه شعرها المستريح على الوسادة يهمس بخفوت غير مسموع:
(كم أنتِ جميلة حبيبتي ...)

..................................

خرجت من العيادة النسائية ببسمة متسعة... في بطنها ولد كما ظنت دوما... تُرى كيف سيكون حاله عندما تخبره هذا الخبر؟!... لقد ذهب للشركة اليوم هل تذهب له هناك و تخبره بأن طفلهما ولد ؟!...
اوقفت سيارة أجرة لتتجه بها حيث شركته بفرحة كبيرة لا تعادلها فرحة من قبل...

في مكتبه ...
وقفت "سارة" بوجه مخيف تقول بصوت عالٍ:
(زوجتك حامل يا "أحمد"!... زواجك الصوري منها تحول لفعل ... ماذا عني أنا ها؟!)

لماذا تسحبه لذكريات هذه الليلة ؟!... لماذا تدفعه بقسوة حيث عيناها الخائفة منه حينها ؟!... حيث توسلها بألا يفعل ؟!... هتف بحدة و كأنه يرى "رُبى" أمامه و كأنه يعتذر منها عما بدر منه... و كأنه يطلب منها السماح... و يعترف لها بأن ما فعله بها ما هو سوى خطأه في حقها...
(كنت ثملا وقتها... كنت غائبا عن وعي... كنت تائها لا ادري ما أفعله... كانت مجرد غلطة وقعت بها ... كانت غلطة و حملها كان غلطة... لو عاد بيّ الزمن لمنعت نفسي عن فعلها...)

وقعت كومة أوراق قرب باب مكتبه لتُخرجه من حالة جلد الذات هذه و تجعله ينظر لها هناك... تقف متسعة العين غير مصدقة تبكي بصمت... متى جاءت هنا؟!... يا إلهي لقد سمعت كل شيء!...

راقبت صورتها هذه "سارة" و التي قالت ببسمة متشفية:
(معك حق كانت غلطة و أنا سأسامحك عليها...)

ارتعشت شفتاها و هي ترمقه بنظرات ضائعة... هي و ما فعله بها و جنينه بداخلها بالنسبة له مجرد غلطة!!! ...
هرولت تبتعد عن مكتبه ببكاء مرير... اصطدمت ب "مصطفى" اثناء سيرها لتتسع عيناه بصدمة من وجودها و حالتها... هرول خلفها حيث باب الشركة ينادي عليها بعلو صوته... اسرعت حيث الطريق العام ببكاء يغطي عينيها... استمعت لصوت "مصطفى" العالي يقول بتحذير مرتعد...
("رُبى"... انتبهي...)

نظرت لجانبها بتيهٍ لتجد سيارة قادمة أمامها بسرعة كبيرة و بعدها لم تشعر سوى بالارتطام الكبير الذي اطاحها للجهة الأخرى من الطريق...
تجمدت خلاياه الحسية و هو يراقب ما يحدث لها بعدما وصل لباب الشركة متبعا صوت أخيه... الدماء التي انتشرت على أرض الطريق سحبت روحه ببطء مؤلم... همس بعدم تصديق يقول:
("رُبى"!!!... ابني!!)


أنتهى الفصل ...


مرحبا ...
اشتقت لكم كثيرا و لأول مرة أشعر بأن ما يفصلني عنكم أكبر من مجرد أسبوع عادي... ربما لأنه كان قاسيا عليّ بسبب أصابتي بوعكة صحية صعبة كنت و لا أزال أعاني منها منذ أسبوع كامل التزم الفراش "الحمد لله" ... أريد أن أعتذر مقدما عن عدم قدرتي على متابعة تعليقاتكم الحالية على الفصلين و حمدا لله أنني قمت بكتابتهما قبل مرضي بفترة ... لكنني أعدكم فقط استرد صحتي و أعود أتابع كل ما تركتموه ليّ و اتفاعل معه... رجاء تقبلوا عذري و لا تحرموني من تعليقاتكم...
دمتم بخير...
حفظكم الله اصحاء سالمين...

Jayb likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-01-20 الساعة 04:59 PM
AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 11:48 PM   #337

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

نورتى يا يويا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 18 والزوار 24)

ام زياد محمود, ‏منارًً, ‏زهرة الغردينيا, ‏Shadwa.Dy, ‏AyahAhmed, ‏إدارية, ‏فتاة طيبة, ‏basama, ‏Bsma97, ‏Fairtulip+, ‏غاليه 1, ‏الغيد 11, ‏جلاديوس, ‏حلا المشاعر, ‏Loofa sweet, ‏سوووما العسولة, ‏آمِيرتٌ?, ‏Dalia.7rb


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:46 AM   #338

الغيد 11

? العضوٌ??? » 337689
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 423
?  نُقآطِيْ » الغيد 11 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامتك ما تشوفين شر
الفصلين كانوا روعة و صارت فيها احداث غير متوقعة ، و نهاية الفصل كان
صدمة ، و أتمنى انك ترفقين بحالتهم بس و لا يموت طفلهم 😭 ..
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


الغيد 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:47 AM   #339

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 34 والزوار 36)

ام زياد محمود, ‏الغيد 11, ‏منال سلامة, ‏بتولل, ‏فتاة طيبة, ‏zahara 3, ‏chiraz10, ‏همس البدر, ‏همتي للمولى, ‏سمية21, ‏Fairtulip+, ‏Lautes flower, ‏ghada.samir, ‏Bsma97, ‏houda4, ‏la luz de la luna, ‏عبير سعد ام احمد, ‏زهراء ش, ‏إدارية, ‏Mona eed, ‏Soy yo, ‏غاليه 1, ‏sosomaya, ‏الغفار, ‏hhanen, ‏Saro7272, ‏simsemah, ‏زهرة الغردينيا, ‏Wejdan1385, ‏Dalia.7rb, ‏منارًً, ‏Shadwa.Dy, ‏basama, ‏جلاديوس


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:50 AM   #340

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

😭😭😭😭😭😭😭
القفلة صعبة جدا بعد كل شهور الحمل ووحدتها
😢😢😢😢😢😢😢
منك لله يا سارة ..😬😬
ربى سمعت احمد يتحدث مع سارة لم يكن مقصود به ما فهمته هي 😢😢😢😢
الف سلامة عليكي ..
تسلم ايدك فصلين اكثر من رووووعة..
لولا القفلة المؤلمة الحزينة لربى ..
اتمنى ما يصير شئ سئ لها او للجنين


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.