آخر 10 مشاركات
خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree70Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-20, 01:11 AM   #751

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
تصدق يابنى انت وهى انا بحبكم انتم الاتنين

حبونى معاكم اللهى تنستروا

ياسلااااااااااااااااااااا م اشى خيال ياناس

واخيرا ياخويا بعد ما البت يويا طلعت عينكم
حب من تحت الانقاض😂😂
مفيش أحلى من الرمانسية اللي بتيجي بعد صبر طويل💃🏻😂


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-20, 01:12 AM   #752

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيلينان مشاهدة المشاركة
اقتباس نار بانتظار الخميس با ايوش
الخميس كله مفاجآت يا سيلينان كوني مستعدة لجرعة قلوب كتيرة❤❤❤


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 08:11 AM   #753

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير عليكم💛

ميعادنا النهاردة مع الفصلين 28&29 ( الاخير) ✨

كونوا بالقرب و استعدوا للعرس💃🏻♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 10:19 AM   #754

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظارك❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 02:51 PM   #755

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظارك❤❤❤
يسعد صباحك يا زهرة نورتي حبيبتي💗


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:00 PM   #756

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون

الفصل الثامن و العشرون

يا نبض القلب حان الوقت كي تستكين
فالحب بات واضحا قد شع بسراج منير
وهجه اللامع ينشر الدفء بين شرايينك
يخبرك بصدق أنك بلغت الحلم الجميل
سنوات و أنت في سجن قضبانه جهل
دفعك نحو هاوية مليئة بخسران مبين
كفى خسارة و لدرب رُباك الخضراء استقِم
فوقها العشق يتبلور برونق خلاب يأسرك
فأصعد حيث محراب رفيق دربك و إليه طير
حلق في سموات خالقك دون خوف من الغد
فالغد و ما تصبو إليه بمشيئة إله الكون يصير

......................................

ينظر لنفسه أمام مرآته يعدل حلته الرسمية ببسمة مشعة كبيرة... قبل سنوات حينما فرض "هاشم" عليه الزواج كان يقف هنا يرتدي حلته كما يفعل الآن... لكن شتان بين حالة قلبه يومها و حالته اليوم... أنهى ما يفعله لينحني يلتقط ساعته و يضعها فوق معصمه ببسمة رائعة... عاد ينظر لنفسه بتقييم و بعدها التفت يواجه أخاه الصغير الذي دلف مع ابنه مرتديان حلات رسمية مثله... اطلق "مصطفى" صافرة عالية يقول ببسمة مشاغبة:
(ارتديت ما وضع على الحبل يا عريس...)

ضحك "أحمد" بسعادة لم يغفل أخاه عن ملاحظتها ليقول بعدها بفرحة تغمره:
(و هل هناك أغلى من "رُبى" كي أتأنق لها...)

زادت صافرة "مصطفى" هذه المرة بعبث ليتقدم منه يضبط رابطة عنقه قائلا:
(يبدو سنوات الفراق جعلت من أخي العاقل الرزين عاشقا...)

تنهد "أحمد" ببسمة صغيرة شاردة يقول بصدق:
(من اليوم لن أخفي ما أشعر به نحوها... سأدعها تعرف ، تسمع ، تشعر و تصبح ملكة متوجة داخل قلبي... سأخبرها بكل شيء و آمل أن يبدل هذا ما تركته في قلبها قبل سنوات)

ابتسم "مصطفى" بحنان يقول:
(أسعدكما الله يا أخي و أراح قلوبكما)

بعدها ضحك بمشاغبة يقول:
(فقط كي تعرف أهمية أن يخوض الشاب تجارب حب و اعجاب من سن صغير... بعدك عن صنف النساء جلب لك المصائب)

ضحك عاليا يقول بتهديد:
(الله الله هل تعرف "ندى" عما تقوله ليّ؟!)

تنحنح بقلق يقول:
(حبيبي يا أخي أنا فقط أنصحك ... هل هذا جزائي؟!)

ربت "أحمد" فوق كتف أخيه بحنان جعل الأخير يجدد شعور كونه ابنه الأول... نعم "أحمد" بالنسبة له أبا و لن يغير حقيقة هذا الأمر شيء... نزلت انظارهما حيث "مالك" الذي هتف بحنق يقول بحروف غير مفهومة...
("أمد" ... باي ... أوسة)

حمله والده بضحك عالٍ سببه ملامح أخيه الكبير المنعقدة بتفكير في حل طلاسم ما ألقاه ابنه للتو... قال بصوت صاخب:
(لا تبتأس غدا سيرزقك الله بأطفال و ستضطر معرفة كيفية تفك طلاسم حديثهم... و إليك الترجمة حصرية مقدمة من ابن "النجار" ... يخبرك السيد "مالك النجار" بأن تسرع يا "أحمد" كي نذهب عند عروستك)

مال "أحمد" يقبّل وجنة ابن أخيه بحب قائلا:
(هيا يا حبيب عمك...)

وسط حديثهم دلف "يزن" يحمل له حذائه قائلا بصوت خجول:
("أحمد" أمي ارسلت لك الحذاء...)

منحه بسمة حنونة ثم أشار إليه ليقترب منه فمال يلتقط الحذاء و يقبّل وجهه بحنو... مسح فوق شعره يقول :
(شكرا لمساعدتك يا "يزن"... أدعو الله أن يمنحني العمر كي أزفك إلى عروسك بإذن الله)

أحمرت أذن الصغير ليغمغم بخفوت:
(شكرا لك...)

نزل درجات السلم بخطوات محمولة على جناحي الفرح... اليوم سيبدأ اولى خطواته لها دون ألم... دون فراق... دون خذلان... نفس الخطوات التي قطعها قبل سنوات بقلب نازف ليرتبط بها... اليوم يقطعها بقلب عاشق حالما بها... ابتسم بشكر حينما لمح عائلته كلها مستعدة ليومه المميز معها... مع "رُبى" صغيرته ذات الرائحة العطرة... والدته ، جدته ، مربيته و زوجها ... أخاه و زوجته الجميع يزفونه لها بنظرات شاكرة و حامدة بأنه وجد بره ليرسو عليه... وصل إليهم لتمسح والدته فوق وجهه قائلة بدموع لم تقوى على منعها...
(بسم الله ما شاء الله... سعادتك تبرز من عينيك بني... جمعكما الله على خير )

مال يقبّلها بحنان يهمس في أذنها...
(أمي قلبي سعيد لدرجة أنني أشعر بأنه سيتوقف)

ضحكت بخفوت تهمس له:
(أدام الله سعادتك و حفظ قلبك لحبيبتك لتنعما معا مما حرمتا منه...)

تنهد براحة كبيرة و بعدها رمق جدته نظرة طويلة ليذهب إليها بعدما أشارت له... طوقها بذراعيه و انحنى كي تطبع قبلتها المرتعشة فوق وجهه تقول:
(دفعتما ثمنا غاليا من عمركما بني... فكن حريصا ألا تقطع سنواتك الباقية سوى معها)

اومأ لها بأعين خذلته لتلتمع بدموعه... مسحت جدته فوق وجهه كما فعلت والدته تماما... جميعهم يشعرونه بكونه طفل صغير مقدم على أول يوم دراسة... و هو سعيد بكل ما يُمنح له... سعيد بكونه صغير يحبو و يتعلم كي يصلح ما أفسده... و سيتعلم مهما كلفه الأمر ليمنحها الحب الذي تستحق...

...............................


أوقف "نعمان" السيارة أمام باب بيت "هاشم الحسيني" لينظر بعدها حيث "أحمد" الجالس بالخلف جوار جدته يقول بسعادة:
(لقد وصلنا يا عريس...)

ضحكت "حنان" الجالسة جواره تقول :
(أتركه يا "نعمان" يبدو عليه التوتر)

شاركها الضحكة ليهمس بأعين تنظر من النافذة جواره للأعلى حيث غرفتها يقول بقلب يذوب في حضرتها بعشق:
(وجود "رُبى" بالجوار يزلزل كياني كيف لا أتوتر؟!)

علت أصوات ضحكاتهم لتهمس جدته بخفوت:
(علمتك الصغيرة كيف تنطق بما يجول في قلبك يا "أحمد")

نظر لها بسعادة يقول بصدق:
(بل علمتني كيف أعيش يا جدتي... منحتني الحياة لأنها هي الحياة بالنسبة ليّ)

بعدما وصلت سيارة "مصطفى" خلفهم خرجوا جميعا ليتجهوا نحو أول خطوة رسمية تعيد ارتباط قلبين ذابا عشقا رغم ما عاشاه من ألم... تقدموه و تعمد هو التأخر خطوات للخلف ليخرج هاتفه و يرسل لها رسالة ...

«لقد وصلت ... عروستي»

أغلق هاتفه بعدما تأكد أنها رأت الرسالة ليتقدم بقلب يطير في أعالي سماوات الحب... فُتح باب البيت ليعلن عن فرحة منتشرة في الأجواء... استقبلتهم "كريمة" ببسمة كبيرة تصطحبهم حيث الصالون... تحركوا جميعهم خلفها ببسمة متشاركة بينهم... في الصالون وقف "هاشم" و "رباب" جوار "معاذ" و والديه... الترحيب الذي تغلف بالوئام و الود كان سائدا بينهم خصوصا في وجود جدة "أحمد" التي صممت أن تأتي لتطلب يد "رُبى" لحفيدها الكبير كما تقول الأصول... جلسوا جميعا بعد تلقي التحية لتبدأ "دلال" الحديث بصوتها المرتعش و المتقطع بفعل سنها الكبير...
(أحمد الله الذي مدَّ عمري حتى هذه اللحظة التي يجتمع فيها شمل حفيدي الكبير و صغيرتنا "رُبى"... وحده يعلم كم أحببتها من كل قلبي و هي حفظها الله من كل شر تسكن القلوب دون طلب... لن نذكر الماضي فقد مضى بكل ما فيه ، نحن هنا اليوم لنجدد أواصر المحبة و نربط روحين معا برباط متين للأبد إن شاء الله... سيد "هاشم" سيدة "رباب" نحن هنا اليوم نطلب منكما يد لؤلؤتكما الغالية "رُبى" لحفيدي "أحمد" ... و نسأل الله أن نلقى القبول و نعود مجبورين الخاطر)

انتقاء الكلمات المحملة بصدق المشاعر أبهج قلب "هاشم" و زوجته... ابتسم "هاشم" بسعادة يقول:
(وجودكم شرف لنا سيدة "دلال"... معكِ حق الماضي مضى و حمل معه كل ما كان... "أحمد" رجل يرغبه كل أب لأبنته و هذا ما وجدته به من قبل..)

ضحك قليلا لينظر له نظرة ذات معنى قائلا بمزاح:
(فقط يكف عن إخفاء مشاعره و يقلل خوفه من اتخاذ خطواته نحو من يريد و بعدها كل شيء سيكون بخير...)

تنحنح "أحمد" بحرج ليضع عينيه أرضا بينما ضحك الجميع بمرح... تكلم "مصطفى" بمشاغبة يقول:
(لا تقلق يا عمي أريد أن اطمئنك بأن أخي الجديد بات يبوح بكل شيء ما شاء الله)

ضحك "هاشم" عاليا ليقول بعدها بفخر أبوي و صدق:
(و ابنتي تستحق رجلا يفتخر بها بأعلى صوت بين الجميع)

قاطعه صوت "أحمد" الأجش و الذي جعل الجمع ينظر له بفرحة و سعادة لكون هذان الأثنان أخيرا وجدا بر الأمان...
(و أنا على أتم الاستعداد ليعرف الكون كله عن حبي لها... "رُبى" هي كل ما حلمت به يوما ... أعرف أنني آلمتها كثيرا لكن يشهد الله كم تألمت معها... وجود ابنتك معي هو انتصاري الوحيد في الحياة... )

من وسط الصمت الباسم اطلق "مصطفى" صافرة عالية يقول بعدها بسعادة متناسيا رسمية الجلسة...
(الله اكبر عليك يا ضلع "النجار" الكبير... لقد انحلت عقدة لسانك و أصبحت رومانسيا متمكنا)

اختلطت ضحكاتهم بسعادتهم العارمة و هم يتخذون خطواتهم لتتويج قلبين بتاج الزواج... يساندهما ليتعانقا عناقا روحيا طال انتظاره...

تحركت يدها من فوق طاولة الزينة تحمل هذا القرط الألماسي و تضعه في أذنها لتنظر لنفسها بعدها ببسمة مشرقة رغم تعبها البادي على ملامحها خصوصا مع مشكلة التنفس بصورة طبيعية... ابتعدت للخلف تقييم نفسها في هذا الفستان الفضي المنتفخ من الخصر لينزل كوردة متفتحة حتى منتصف ساقها... اليوم كما وعدها منذ أعترف بحبه سيجعلها تعيش كل خطوة من خطوات الزواج كأي عروس... ما حرمت منه في زواجهما الأول سيعوضه بجدية... فقط كي تسعد هي و تمسح كل ذكرياتها الحزينة... سمعت صوت هاتفها فاتجهت نحوه تحمله بأعين لامعة... تعجبها فكرة الرسائل جدا و كأنها تستلمها من خطيبها المتلهف على رؤيتها... فتحت رسالته الجديدة لتقرأها بوجنة حمراء...

«متى ستظهرين؟!... قلبي اشتاق لرؤيتكِ حبيبتي»

وضعت هاتفها مجددا فوق الطاولة لتنظر لنفسها في المرآة... قبل سنوات وقفت هنا بأعين مرتعدة من ارتباطها به... و اليوم كما وعدها ها هي تبدد تلك الذكري ليحتل وجهها السعيد هذا محلها... سحبت نفسا كبيرا لتضع يدها فوق قلبها و تهمس بخفوت متوتر:
(هل أنت مستعد أيها القلب لنخوض تجربة جديدة معه؟!... أعرف أنك تحبه بل تعشقه و إلا ما سامحته و نبضت له من جديد... لقد جعلت منيّ أضحوكة أمام نفسي و أنا أتخلى عن انتقامي حينما رأيت عينيه... لقد عاد ليعوضك و أنت كن مستعدا لتعيش ما حرمت منه)

ارتفعت عيناها حيث باب غرفتها بعدما دلفت أختها تقول ببسمة كبيرة...
(يريدونكِ يا عروستنا)


بادلتها بسمتها لتتنفس بتوتر... اطرافها مجمدة من الخجل و جسدها ينتفض داخليا مما تمر به... تشعر و كأنها حقا أول مرة تتزوج... تحركت خلف أختها لتصل لدرجات السلم و تنزل عليها ببطء... يا إلهي على الذكرى التي تهاجمها الآن حينما نزلت نفس السلالم قبل سنوات لتوقع على عقد زواجهما... كم كانت صعبة و مؤلمة تلك الفترة... لكنها الآن تقطعها قطعا لتصل له... لتلمحه و ترى انعكاس صورتها داخل مقلتيه... ثاني ذكرى تبدلت يا "أحمد" كما وعدت...

ارتفعت انظاره حيث صوت كعب حذائها ليزداد نبض قلبه بعنف... بدت رائعة في فستانها الفضي و نقاء وجهها الساحر... تحركت بخجل أشعل حبها في قلبه حتى وصلت لتقف جوار والديها... نظراتها نحوه كانت خجولة متهربة من أسر عينيه... التفت لجدته التي صدح صوتها بحب تقول:
(بسم الله ما شاء الله... كعادتكِ يا "رُبى" جميلة حبيبتي...)

همست بخفوت متقطع بفعل تنفسها و خجلها:
(شكرا لكِ... جدتي)

جلست جوار والديها تضع وجهها بحرج أرضا... مشاعرها في هذه اللحظة كثيرة جدا عن مجرد تعبير تصف به ما تحياه الآن... ابتلعت ريقها حينما صدر صوت "سوزان" تقول:
(ابنتي نحن هنا اليوم لنطلب يدكِ لأبني "أحمد"... والداكِ موافقان هلا سمعنا رأيكِ؟!)

تكورت يدها داخل حجرها بحرج بالغ و هي تشعر بأن الأعين كلها متربصة بها... ما هذا الشعور؟!...
قضمت شفتيها بخجل تهمس بصوت يكاد يُسمع جوار والدها:
(أبي... سيبلغكم ردي )

ضحك "مصطفى" ليقول بمشاغبة:
(لا بالله عليكِ يا "رُبى" أعطنا رأيكِ الآن... و الله لا تعرفين كيف قضى أخي هذا اليوم... أرفقي به أرجوكِ)

حانت منها نظرة خاطفة له لتجده ناظرا لها ببسمة راضية و سعيدة... تنحنحت بحرج تقول:
(عليه أن ينتظر ردي...)

كاد "مصطفى" يتحدث ثانيةً ليوقفه أخاه قائلا بتأكيد:
(لكِ كل الوقت الذي تريدين يا "رُبى"... هذا حقكِ عليّ و قد وعدتكِ به)

ابتلعت ريقها بخجل و هي تستمع لنبرته الدافئة... سحبت نفسها بقوة لتعتدل و تنظر له نظرة شاكرة أصابت قلبه في العمق... خرج من سحر سيطرتها عليه ليلتفت لزوجة خالها قائلا بأدب:
(سيدتي ما هي العادات التي تسبق أي عرس في قريتكم؟!... يعني تحديدا كم تحتاج من وقت؟)

استندت "نعمة" على عكازها تقول باعتزاز لكونها ستشرح لهم عادات قريتهم...
(و الله هناك العديد من العادات التي تحدث قبل العرس مباشرة مثلا كتب الكتاب في مسجد القرية الكبير و بعدها لمدة أسبوع كامل نعلق الزينة و يعلو صوت الأغاني احتفاء بكحك العروس الذي يجتمعن من أجله نساء القرية كلهن كمساعدة تقدم من الجيران... ثم تأتي ليلة الحناء و التي تنتظرها كل عروس ببهجة كبيرة حينما يلتف حولها النساء بودٍ و سعادة و يقمن بوضع الحناء كمباركة من العروس)

استمع لها بحرص لكل ما تقول... و بعدما انتهت اتسعت بسمته ليسألها مجددا:
(يعني تقريبا ستحتاج هذه العادات حوالي ثلاثة أسابيع؟!)

اومأت له "نعمة" تقول بتأكيد:
(في الواقع تأخذ حوالي أربع اسابيع لكن لو ضغطنا أنفسنا لربما انتهت في غضون أسبوعين أو ثلاثة)

زادت بسمته الوسيمة لينظر لها في هذا الفستان الجميل و يقول بهدوء أرسل بها رعشة لذيذة:
(جيد... رجاء سيدتي اتبعوا كل هذه العادات في عرس "رُبى" و معكم حتى ثلاثة أسابيع)

تدخلت "ريهام" تقول بتعجب:
(و لمَ نؤخر العرس لمدة ثلاثة أسابيع؟!... كما أن هذه العادات باتت غير متداولة كثيرا هذه الأيام!)

لم يترك وجهها الجميل للحظة حينما أجاب أختها بصدق يداعبها...
(أريد أن تعيش عروسي كل لحظات الفرح المتواجدة في هذه العادات...)

رفعت عينيها نحوه لتتسمر عليه لفترة فقدا بها الشعور بمن حولهما... التمعت الدموع غصبا في مقلتيها ليهز رأسه هو بخفوت يرجوها ألا تفعل... وقف "معاذ" يقول بنبرة لطيفة مضيافة...
(أعتقد نتركهما بعض الوقت معا... رجاء تفضلوا حيث الحديقة لقد جهزت أنا و زوجتي جلسة هناك حتى يحين وقت الغداء)

تحرك الجميع للخارج ليقف هو و يقترب منها بخطوات متمهلة و كأنه يتعمد فعلها ليرى حمرة خديها الجميلين من الخجل... وصل لها ليجلس جوارها مكان والدها هامسا بصوت جعل خلاياها تتأهب لتقبل المزيد منه...
(عروستي صامتة على عكس عادتها... هل أكل القط لسانكِ؟!)

نظرت له من هذا القرب طويلا دون كلمة... تاهت في عينيه الحانية و التي جذبتها من البداية له... تركها تتأمله كما تريد ... تشبع فضول روحها كما يفعل هو و يشبع روحه بها... بعد فترة همست بخفوت دون أن تحيد عن عينيه:
(و ماذا تريديني أن أقول؟!)

ابتسم ببطء ليهمس بنفس النبرة الحنونة قائلا:
(ماذا تريدين أنتِ أن تقولي؟!)

سحبت نفسا عميقا أمامه لتزداد بسمته و هو يراقب توترها من قربه... بللت شفتيها بلسانها لتهمس بعدها بينما تضع عينيها أرضا:
(هل أحلم؟!)

لامس كفها بيده ليؤكد أن ما تحياه هي حقيقة كاملة... واقع كان بعيدا جدا عنهما... لكنهما أخيرا وصلا إليه... قال بحب كبير:
(لا حبيبتي نحن لا نحلم... نحن نعيش ما كان ينبغي لنا أن نعيشه... أنتِ جواري أشعر بكِ و تشعرين بيّ )

تحركت أصابعه فوق كفها بصورة متكررة ناعمة لتهمس هي بخجل:
(هل تضايقت من عدم ردي على طلب الزواج الآن؟!... في الواقع شعرت بالغرابة من نفسي لأنه لو لم أكن موافقة لما أتيحت لكم الفرصة لتأتوا اليوم... لكن الحرج ألجم تفكيري و كل ما طرأ عقلي وقتها أنه ينبغي أن تنتظر ردي كأي عروس)

ضحك بخفوت يحرك رأسها ناحيته بطرف أصابعه و ينظر في عينيها قائلا :
(لستِ كأي عروس حبيبتي... أنتِ تأمرين و أنا أنفذ و لا تقلقي كل ما تريدينه سيحدث... لا تهتمي بغرابة الأمور حولنا فنحن قصة مختلفة عن الباقية)

ابتسمت بخجل تقول:
(شكرا لك يا "أحمد"...)

سحب أنفاسها داخل صدره ليقول ببسمة تحبها:
(من اليوم "أحمد" هنا كي يحقق أحلامكِ يا قلب "أحمد")



يتبع.....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:03 PM   #757

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون

واقفة وسط صديقاتها ببسمة سعيدة في هذه الغرفة القريبة من الصالة التي يقبع بها المأذون الآن يعقد قرانها عليه... الجميع حولها سعيد بهما سعادة تستطيع شعورها قبل رؤيتها... فور سماع "رحمة" دعاء المأذون لهما هللت بقوة لتضمها بعدها إلى احضانها تهمس لها بصوت متأثر سعيد...
(مبارك يا "رُبى" ... مبارك حبيبتي ، أدام الله الحب بينكما)

تنقلت من يد "رحمة" ليد أختها و بعدها صديقاتها اللاتي يحضرن عرس شرقي لأول مرة... كانت سعيدة بل تكاد تطير من السعادة و هي تعود إليه... لتحمل اسمه و يحمل هو قلبها... لم تكن تتخيل أن هذه الفرحة ستعيشها فقط لكونها تعقد القران وسط الجميع بفرحة... و ها هي ثالث ذكرى يا "أحمد" تبدلت... ذكرى عقد قراننا الأول لم أعد أتذكرها لأنني اليوم وضعت مكانها هذه البهجة في قلبي و روحي... التفتت إلى الصخب الحادث عند باب الغرفة لتجد معظم صديقاتها يحجبن دخوله عنوة مانعين إياه من الوصول إليها... كتمت ضحكتها و هي تراه يحاول دفع الباب برقة كي لا يصيبهن أذى... توقفن جميعهن حينما صدح صوت "نعمة" تقول بتوبيخ...
(يا فتيات دعن العريس يرى عروسته... هيا للخارج)

من بين غمزات استقبلتها منهن و ضحكات مكتومة غير الهمهمات التي سمعت ما يهدفن بها دفعها كل هذا للخجل من رؤيته... ابتلعت ريقها تبتعد عن الباب و تتجه ناحية الأريكة الموضوعة في منتصف الغرفة... وقفت تفرك كفيها بتوتر كبير... دلف هو يراقب هيئتها التي تدفعه إلى أن يركض إليها يضمها إلى صدره و يغمض عينيه بسكون على شعور تواجدها معه... لكنه تمهل بعدما لمح توترها... لن يعيد خطأه و لن يسعى لسعادته هو بل سيفعل كل المستحيل لسعادتها هي... وقف خلفها يهمس بصوت خافت حاني:
(مبارك "رُبى" لقد عدتي ليّ من جديد)

ابتعدت يدها من بعضهما لتتشبث بطرف فستانها الزهري الحريري و تهمس بخفوت خجل:
(نعم... مبارك لك )

ابتسم بحنان يتقدم منها بخطوات محسوبة حذرة خوفا من أن يكلفها فوق طاقتها و هي بهذا التوتر... امتدت كفه حيث كتفها ليشعر برجفتها فأبعده يقول بتأكيد:
(إذا تشعرين بالحرج يمكننا الخروج الآن لنبقى مع المدعوين... أنا لن أفعل شيئا لا تريدينه)

التفتت تنظر له ببسمة صغيرة متوترة تقول:
(فقط أشعر بقليل من الخوف)

أسرع يسألها بترقب مرتعد:
(منيّ؟!!)

هزت رأسها نفيا ليستكين قلبه و بعدها سمعها تقول:
(من الموقف نفسه... رغم أنها ليست أول مرة نجتمع معا و لست أخشاك أنت... لكن...)

توقفت حينما امتدت يده تلتقف يدها بحنان يقول بصدق:
(من دون لكن يا "رُبى"... ما نعيشه الآن نعيشه لمرتنا الأولى لذا من الطبيعي أن نتوتر حتى لو رأى الناس حولنا عكس هذا... دعيني أنا أخطو إليكِ و بعدها سآخذكِ معي لنمضي في حياة طبيعية لا خوف بها)

أنهى كلماته و أقترب منها يراقب ثبات ملامحها بعدما استمعت له... لامس وجهها ببطء بين كفيه ليطبع بعدها قبلة فوق جبهتها... لم تبدي اعتراضا فانحنى يطبع أخرى فوق وجنتها بحنان... شعر بها تبتلع ريقها بصعوبة فابتسم يهمس جوار أذنها:
(إن كنتِ لا تحبين هذا الآن لن أفعله...)

استمع لصوت انفاسها المضطربة ليصدر صوتها المختنق بخجل مميت تقول:
(ليس كما تقول، الأمر أنه...)

قاطعها حينما لامست شفتيه عنقها الطويل الذي اختفى خلف شعرها بعدما استطال عن قبل... نبضها المتحرك بجنون أسفل فمه يخبره بأنها الآن تعيش ما يعيشه من تأثر بقربها... صغيرته تتأثر به كما يفعل هو... رفع فمه يهمس لها بصوت متهدج:
(كم تمنيت هذه القبلة تحديدا يا "رُبى" و خفت ألا تتحقق أمنيتي... و الآن حصلت عليها بعدما أصبحتِ زوجتي)

أغمضت عينيها بقلب يعربد بجنون داخلها...لا تصدق ما تعيشه من سعادة و منه هو ... دون غيره
اعتدل يرمق وجهها الجميل بينما عيناها مغمضة... أصابه القلق بأن يكون أثقل عليها فنادى بخفوت:
("رُبى"!!... أنتِ على ما يرام؟!)

هزت رأسها نفيا دون أن تفتح عينيها فأسرع يسألها بصوت خائف:
(هل ساء تنفسكِ؟!... هل تماديت دون...)

توقف حينما التقطت كفه تضعها فوق قلبها و تهمس بخفوت و أعين دامعة:
(قربك يهلكني يا "أحمد"... قلبي سعيد لدرجة أنه يقفز بداخلي كطفل اخبروه بأن الغد ليلة العيد)

راقب كفه الموضوع فوق قلبها بقلب يصارع مثلها... ما يعيشاه جديد... و كأن تلك الليلة لم تكن ... و كأن مشاعرهما لا تزال بكر تختض من أول قرب و أول كلمة... و هذا يزيد من حلاوة ما يمران به... اتسعت بسمته ليمسك كفها و يضعه فوق صدره قائلا بصدق:
(و أنا أيضا يا "رُبى"... قلبي و روحي و كياني يتزلزل بقربكِ... ما تشعرين به أشعر مثله و كأننا نلتقي هنا لأول مرة... )

ارتعشت يدها فوق صدره من شدة نبضه لتنظر له بأعين دامعة غير مصدقة أنهما وصلا أخيرا إلى هنا... بعد كل شيء وصلا لنقطة التقاء تجمعهما... تكلمت بصدق عفوي تقول:
(أنا سعيدة جدا...)

جذبها من كفها لتستقر داخل أحضانه ويقبل رأسها بحنان قائلا:
(و أنا أحبكِ جدا...)

............................

الأصوات العالية الضاحكة تصلها حيث غرفتها لتزيد من فرحتها اضعاف... نزلت درجات السلم حتى وصلت لصالة البيت التي حولتها زوجة خالها إلى مخبز ريفي من الطابع الأول... هذه الطاولات الدائرية الخشبية ذات الأرجل الأربعة في كل مكان... يجلسن حولها أقاربهم من نساء القرية... جوارهم العديد من العجين و أدوات الخبز ليصنعوا لها كحك العروس على وصفة الحاجة "نعمة" التي لا يعلو عليها... بهجتهن تبهجها بشدة و تغذي بداخلها شعور ظنت أنها لن تجربه بسبب طريقة زواجها الأولى... كل هذه الفرحة تمتلكها العروس قبل زفافها يا لها من سعادة!!... راقبت ابنة أختها تجلس جوار "صباح" و تضع بعض العجين داخل أداة بلاستيكية ثم تضغط عليه و تقلبه ليظهر شكل كحكة منقوشة بنقوش جميلة... بسمتها بهذا الانجاز الصغير داعبت قلب "رُبى" بقوة و جعلتها تتقدم منهم لتقف جوار زوجة خالها الجالسة فوق الكرسي تراقب العمل و تعطي النصائح بينما تحمل حفيدها فوق حجرها ببسمة متسعة... انحنت تقبّل خدها الأبيض و تهمس بعرفان شعرته "نعمة" من أول حرف:
(شكرا لكِ يا زوجة خالي... اليوم أشعر و كأني ملكة متوجة و الجميع يسعى لنيل رضاها)

أمسكت "نعمة" كفها لتقول بحنان :
(تستحقين حبيبتي أن تسعدي و تهنئي... فقط دعِ لنا هذه العادات و سنجعلكِ أجمل عروس)

ابتسمت لها بشكر لتعتدل قائلة:
(هل يوجد المزيد من هذه العادات؟!)

ضحكت زوجة خالها بخفوت تهمس:
(بقى ليلة الحناء يا عروس... هذه الليلة الخاصة بكِ كي تتجهزين لزوجكِ بنيتي)

اتسعت عيناها بصورة طفيفة بعدما فهمت ما ترمي إليه زوجة خالها... تنحنحت بحرج و وجنة حمراء تقول بتلعثم:
(سأذهب أساعدهن في صنع كحك العروس)

راقبتها "نعمة" ببسمة مشاغبة لتهمس لحفيدها بأمل كبير:
(و أنت يا روح جدتك متى ستكبر لأجهز لك عروسك يا غالي)

تقدمت من الطاولة المتواجد عليها "روفان" و "صباح" لتنحني تستند على ركبتها و تسألهما ببسمة سعيدة:
(هل تحتاجون لمساعدة؟)

انتبهت لها ابنة أختها لتقفز بفرحة و تتجه إليها تدور حولها تهتف بسعادة:
(لقد استيقظت العروس... لقد استيقظت العروس)

اوقفتها تقبّلها بحنان و تمسح فوق شعرها بحب... نظرت لها الصغيرة لترفع يدها بالعجين تقول:
(تعالِ خالتي شاهديني و أنا أصنع كحك العروس)

سحبتها بمرح طفولي حيث الطاولة لتحمل لها واحدة من الكحك و تضعها في فمها تسألها بترقب:
(ما رأيكِ خالتي؟)

اغمض عينيها تصدر صوتها مستمتعا بالطعم لتقول بعدها:
(إنه رائع يا "روفان"... سلمت يداكِ يا حبيبة خالتكِ)

التمعت عين "روفان" بالفخر من كونها شاركت في مراسم العرس بنجاح... جلست "رُبى" جوارها تمسك بعض العجين و تقول بمرح:
(هيا لأصنع معكِ بعضهم...)

لكنها توقفت فجأة على صوت "صباح" الرافض بتوبيخ تقول :
(اتركي ما بيدكِ يا "رُبى" ... هل رأيتِ عروس تصنع لنفسها كحك من قبل؟!)

تكلمت هي برجاء تقول:
(فقط واحدة يا "صباح" أريد أن أجرب)

سحبت منها العجين تقول بجدية تامة:
(إلى غرفتكِ هيا ستأتي الخياطة بعد قليل من أجل فستان العرس... و لا تتعبي حالكِ نحن هنا نعمل لأجلكِ)

ابتأست و زمت شفتيها بحزن مصطنع كي تؤثر عليها لكنها تكلمت بأمر:
(لن ألين بهذا الوجه الحزين... لا عمل لكِ يعني لا عمل... و الله سأجن من تفكير فتيات هذه الأيام!!... ألا يكفي صديقاتكِ اللاتي يجلسن فوق رأسي ليل نهار يراقبن ما أفعله بذهول و يتساءلون عن كل صغيرة و كبيرة)

سحبتها "ريهام" بضحكة عالية لتستقيم معها بتذمر... تكلمت أختها تقول بتأكيد:
(لا تحاولي مع "صباح" حبيبتي... هيا أذهبي لتنهي ما تبقى لكِ ليلة الحناء بعد الغد و هناك الكثير من الأعمال المؤجلة)

صدح صوت "صباح" تقول :
(أرأيتِ لديكِ أعمال عليكِ انهائها ... هيا حبيبتي و اتركي طعام العروس لنا)

انحنت تلتقط بعض الكحك في يدها لتتحرك بتذمر أمامهن بعدما قالت بحنق مصطنع:
(حسنا يا "صباح"... سأريحكِ منيّ)

تركتهن يضحكن بمشاغبة عليها حتى وصلت لدرجات السلم و قبل أن تصعد وصلتها رسالته... ابتسمت تخرج هاتفها و تقرأها بعشق متدفق من روحها له...

«عروستي الجميلة... ماذا تفعلين؟»

التقطت صورة لما بيدها و أرسلتها له مع رسالة صغيرة...

«أكل كحك العروس...»

وصلتها رسالته السريعة...

«و هل يجوز أن تأكل العروس الكحك دون العريس؟!»

احمر وجهها لتصعد درجات السلم بينما تكتب له...

«اسمه كحك العروس لا كحك العريس!... أي إنه كله للعروس»

وصلها رده أسرع مما تخيلت...


«و العروس كلها للعريس ... يعني كحك العروس و أنتِ ليّ»

دلفت غرفتها بقلب سعيد مما تعيشه... تنحنحت بحرج و كأنها يراها لتكتب من جديد...

«اليوم ستأتي مصممة الأزياء كي تنهي فستان العرس... ماذا فعلت أنت بشأن حلتك؟»

تحرك في غرفته حتى وقف جوار النافذة يبتسم بسعادة لكلماتها فوق شاشة هاتفه... غامت عيناه بحبها ليكتب بعدها ...

«كما لا تريدين أن أرى فستانكِ لن أخبركِ عن حلتي..»

ضحكت بخفوت تشعر بلذة ما يجعلها تعيشه... ارتفع حاجبها لتكتب بعدها...

«زوجة خالي أخبرتني أنه لا يحبذ أن تراه... ما ذنبي أنا؟!»

انتظرت رسالته لكنه استبدلها باتصال جعلها تتوتر... فتحت الخط لتسمع صوته الآسر يهمس لها بنبرة تهدمها...
(حسنا سنستمع لزوجة خالكِ كما تشائين... لكن حينما تزفين إليّ بعد أيام سآخذ حقي)

ضحكت بدلال أصابه برعشة في قلبه لتهمس له...
(أعتقد هذه كانت جملة "مصطفى" كلما تأخر في زواجه مع "ندى"!...)

ضحك بخفوت ليقول بصوت أربكها...
(هذه جملة كل عريس تأخر زواجه من زوجته...)

ابتلعت ريقها بخجل تهمس بصوت خافت:
("أحمد"!!)

وصلها صوته العاشق يقول بصدق:
(يا عمر "أحمد".…)

قضمت شفتيها ببسمة خجولة لتهمس بعد فترة:
(أنت تربكني...)

ضحك عاليا ليقول بعدها بصوت شعرته متهدجا:
(هذه تحسب لصالحي...)

اغمضت عينيها تستمع له بروحها... همس يسألها بحنان...
(ليلة الحناء بعد الغد أليس كذلك؟)


وصلته همهمة خافتة منها فابتسم يقول بصوت أجش:
(و بعدها عرسنا... بعدها سآخذكِ من يديكِ حيث بيتي أنا)

كلمته جعلتها تسأله بجدية لا تناسب ما يمران به الآن..
(صحيح يا "أحمد" أين هي الشقة التي سنسكن بها؟!... منذ أخبرتني أننا لن نعيش في بيت عائلتك و أننا سنكون في شقة منفصلة و أنت تتكتم على أي معلومة عنها!!)

ضحك يقول بتأكيد:
(ها هي "رُبى" التي أعرفها قد عادت... اشتقت للعناد و الندّية يا عنيدة)

تكلمت بتذمر جعله يضحك...
(و الله هذه أقل حقوقي أن أعرف أين سأعيش...)

قاطعها يقول بصوته الحنون...
(بين ضلوعي حبيبتي... ستعيشين هناك جوار قلبي النابض لكِ)

ضحكت بخفوت تقول ...
(أخبرني ماذا أقول أنا بعد كل هذا؟!)

وصلها رجائه حينما طلب منها...
(قولي أحبك حبيبتي... أريد أن أسمعها منكِ يا "رُبى")

تنحنحت بخجل تقول بسرعة:
(يبدو وصلت مصممة الأزياء عليّ انهاء الاتصال)

وصلها صوته الضاحك يقول:
(تهربين!!... حسنا كلها أيام و سأجعلكِ تنطقين بما أريد أنا)

أغلقت الخط معه لترتمي فوق سريرها تضحك بمرح و سعادة لم تظن أنها ستعيشها معه بعد كل ما حدث لهما... غطت وجهها بيدها و الخجل يقتات عليها ... ضحكت بخفوت تهمس بعشق:
(أحبك يا "أحمد"... أحبك جدا)




يتبع.....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:05 PM   #758

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون

تحرك في شقته التي اشتراها في هذا الحي الراقي المطابق للحي الذي سكنته هي من قبل... لم يرد أن يقتلعها من حياتها الراقية إلى حياته هو الصعبة و خصوصا مع أجواء حيّه الشعبي التي كانت من المستحيل أن تتماشى معها ... دلف هذه الغرفة الوردية ذات الإضاءة الخافتة و الزينة الكثيرة... اتخذ خطواته بين كومة من الألعاب العديدة هنا و هناك حتى وصل لسريرها الصغير وسط الغرفة... تنام بسلام بينما تصدح الموسيقى الهادئة حولها... انحنى يشدد من غطائها حولها و يتأكد أنها بخير ثم طبع قبلة حاول قدر الامكان ألا تؤذيها مع خشونته الغير مقصودة في التعامل... ابتسم بمشاغبة يتذكر حديث زوجته كلما اقترب منها ليقبّلها... تخبره بأنه يجب أن يكون رقيقا و خصوصا مع الجنس الآخر... ضيق عينيه ينظر لأبنته قائلا بهمس:
(هل تمنحين والدكِ فرصة ليناكف والدتكِ قليلا... لا تستيقظين الآن اتفقنا)

تركها بخطوات حذرة ليغلق الباب خلفه ببطء... تحرك حيث غرفتهما ليصل لها و يفتح الباب بنفس الحذر ... ارتسمت بسمة عابثة فوق وجهه حينما لمحها تقف أمام مرآتها تضع لمساتها الأخيرة في زينتها... راقب قدها داخل هذا الجلباب الأحمر القاتم المطرز بتقييم... والدته تطعمها كل ما لذ و طاب و أعد بالسمن البلدي كي يمتلأ جسدها قليلا و لكنها كما هي حتى الحمل و الولادة لم تؤثر عليها... لكنه يعشقها كما هي بل يذوب بها و قوامها الممشوق... الليلة ليلة حناء صديقتها و هي تتجهز لتذهب مع ابنتهما لهناك... انحنت تأخذ حذائها من الأرض فمالت رقبته معها ببسمة خشنة مشاغبة... تابع استقامتها لتعتدل رقبته و يهمس بخشونة أصبحت تحبها به ...
(تبدين كعروس يا حبة الكرز)

نظرت له في المرآة ببسمة خجولة لم تمحى حتى بعد مرور عام تقريبا على زواجهما لتقول بخفوت:
(لن نأخذ زمننا و زمن غيرنا...)

اتجه نحوها تحت نظراتها المرتبكة من قربه... كل شيء به يربكها حتى لو حفظته عن ظهر قلب... باتت تعرف خطواته و طريقة حديثه حتى دلاله لها لكنها كل مرة تستقبل منه هذا بنفس الخجل... بارع هو في تجديد شعورها بالخجل معه و يبدو يعشق بها خجلها فأصبح يزايد عليها بدلاله... وقف خلفها لتمتد يده حتى خصرها و يضع ذقنه فوق عظام كتفها قائلا بخشونة هامسة:
(لكنكِ عروس كل زمان و مكان يا حبة الكرز... أراكِ كل مرة كليلة عرسنا تماما ... نفس الرقة و النعومة حتى الخجل هو ذاته)

ابتسمت له في المرآة لتهمس بأعين مرتبكة و وجنة توردت لتزيده رضا...
(لا يجب أن اتأخر "رُبى" تنتظرني)

رفع ذقنه ليلامس شعرها بفمه هامسا بين خصلاته:
(العروس في هذه المواقف لا تملك من الوقت ما يساعدها على التركيز لتعرف من أتى و من لم يأتي)

تملصت بين يديه لكنه تمكن منها و تشبث بها لتقول هي بضحكة خافتة:
(هذه صديقتي الوحيدة يا "أدهم" و يجب أن أكون معها حتى لو كانت كما وصفت أنت... أصلا أشك في ذلك لقد هاتفتني قبل دقائق تسألني متى سأصل)

تحركت يده فوق خصرها ليقول بتأكيد:
(هي صديقتكِ و أنا زوجكِ أي أن كفتي هي الكفة الأثقل في الميزان)

التفتت تواجه وجهه المغري لها لتقبّل وجنته برقة تقول:
(لا وقت لنعقد مقارنة بين علاقتي بك و علاقتي بها... حقا تأخرت)

مال يعيد قبلتها التي تركتها فوق وجهه بخشونة فوق وجهها جعلتها تغمض عينيها بضحكة داعبته... عاد ينظر لها قائلا بجدية:
(عرس صديقتكِ حفزني على إعادة ليلة عرسنا من جديد)

اتسعت عيناها بدهشة لتقول بعدم تصديق:
(هل سنقيم حفل عرس من جديد؟!)

ضيق عينيه بتعجب ليقول بعدها:
(من قال هذا؟!... أنا قلت ليلة عرسنا أي من بعد ذهاب المدعوين و انتهاء الحفل و دخولنا عش الزوجية)

سحبها إليه لتفعل كما علمها هو من قبل... وقفت بقدمها فوق قدمه لترتفع لطوله قليلا ثم أحاطت رقبته بذراعيها لتقبل أنفه برقتها المعهودة... وصلتها انفاسه التي دغدغت قلبها لتقول بعدها :
(دعني أذهب الآن و حينما أعود سنفكر فيما تريد...)

تركها ببطء لتتحرك أمامه بدلال و لكنها توقفت بعدما صدح صوته الجاد يقول :
("رحمة" ما هذا ؟!... جلبابكِ مقطوع من الخلف)

شهقت بفزع حقيقي تلف يدها لخلف ظهرها تتحسس منه ما تطول... تكلمت بينما تتحرك حركات هوجاء...
(أين يا "أدهم"؟!... يا إلهي ليس لدي الوقت لهذا!!)

تقدم منها يلمس ظهرها بيده و يثبتها قائلا بصوت هادئ:
(انتظري سأنزل السحاب كي تريه)

اومأت له بأعين متضايقة من هذه العطلة... أنزل سحاب الجلباب للأسفل ببسمة عابثة للغاية... سألته بصوت مضطرب تقول:
(أين القطع تحديدا يا "أدهم"؟!)

تجمدت مكانها و هي تشعر بقبلته الخشنة فوق ظهرها ... تنفست بصعوبة تقول بتلعثم:
(ماذا؟!)

ضحك بصوت خشن ليقول بعدما حملها بين ذراعيه:
(سأرى بنفسي القطع و سأصلحه لا تقلقي...)

هتفت به بغضب تقول:
("أدهم" أنت كاذب .... أنزلني لأنني حقا تأخرت)

لم يستمع لها بينما صوت ضحكاته يصل لأذنها ليخفت من غضبها و يجعلها تستكين... حرك حاجبيه يقول بضحكة رجولية :
(معنا سيارة لا تقلقي سأوصلكِ بنفسي...)

..................................

وقفت أمام مرآتها تربط شريط عباءتها الذهبية ذات التطريز الكثير... كانت لامعة ليس بسبب ثيابها بل روحها مبتهجة لدرجة أنها انعكست على ملامحها... ابتسمت بسعادة لتعيد خصلات شعرها للخلف و تقييم نفسها في هذا النوع من الملابس... لقد اقترحت "ريهام" أن يرتدين ملابس مشابهة كعباءات مطرزة... و كم لاقت هذه الفكرة استحسان صديقاتها الاجنبيات كثيرا... سحبت نفسا عميقا و زفرته ببطء تشعر معه بمشاعر مختلفة... لأول مرة ستعترف بها مع نفسها على الأقل... لقد منحها الطلاق فرصة لتعيش كل هذا الفرح الذي حُرمت منه في زواجهما الأول... لأول مرة ستكون صادقة و ستضع كل الألم و الوجع التابع لهذه المرحلة جانبا و تصنف الوضع من منظور آخر... منظور جعلها اليوم عروس تعيش كل مظاهر البهجة التي تتمناها كل فتاة... "أحمد" قد بدلّ جزء كبير من ذكرياتها اثناء زواجهما الأول و الآن ستسعى هي لتبدل الباقي منها للأبد...

اتسعت بسمتها بعدما سمعت رنين هاتفها و تأكدت من كونه هو... و الله لا تصدق أن بالغد سيجتمعان مرة ثانية في بيت واحد!.... تقدمت من الهاتف تحمله بشوق لسماع صوت رغم انه لا ينفك عن الاتصال... وضعته فوق أذنها ليصلها صوته الحنون الآسر يقول...
(لا أصدق يا "رُبى" غدا ستدخلين بيتي... فقط ساعات حبيبتي تفصلنا عن حلمنا... ساعات يا قلب "أحمد"...)

ارتعش صوتها من فرط العاطفة و التأثر فهمست بخجل تقول...
(صدق يا "أحمد" فقط ساعات و نجتمع من جديد)

سمعت صوت انفاسه المضطربة فتكلمت بحنان تقول...
(يقولون العروس هي من تعاني من القلق قبل الزفاف... هل العريس قلق أيضا؟!)

ضحكته الخافتة لامست روحها ليهمس بصوت أجش لها...
(العريس يشعر كما تشعرين و لكننا نختبئ خلف قناع الرجولة كي نحمي مظهرنا الخشن دوما)

ضحكت بدلال تهمس له بصدق:
(حقا... لقد عرفت للتو سرا من اسراركم)

اسرعت تسأله بترقب فضولي...
(هل ستقيم حفل لليلة الحناء أم ماذا؟)

وصلها رده السريع...
(و الله لا أعرف لكن يبدو ليّ أن "مصطفى" يخطط لحفل بعدما شاهد الأجواء عندكِ)

همستها الناعمة رفعت من نبضه حينما قالت بهدوء...
(هذا جيد... سنعيش سويا نفس الأجواء)

سألها بفضول و رغبة تلح عليه...
(هل ستضعين الحناء فوق يدكِ... هل ستكتبين اسمي؟!)

اتسعت عيناها بصورة طفيفة تهمس بحرج كبير:
(كنت أريد فعلها و لكنك تعرف بشرتي حساسة للغاية)

تعتقد أنها شعرت في صوته نبرة يأس حينما قال بهدوء:
(لا بأس حبيبتي... و أيضا لا تبذلين مجهود كبير لا يزال تنفسكِ غير منتظم و يجب أن نتبع نصائح الطبيب)

سمعت طرقا فوق باب غرفتها و بعدها دلفت صديقاتها يسحبنها معهن للأسفل بصخب و مرح كبير... تكلمت معه بسرعة بينما الباقية يجذبنها من عباءتها...
(حسنا سأفعل حبيبي...)

قطعت جملتها حينما صدحت الكلمة مسمعها بقوة... لقد قالتها و هي التي كانت تتجهز لأن تخبره بها يوم الغد في بيتهما... الصمت الذي خيم عليه من الطرف الآخر جعلها تتملص من يد صديقاتها لتهمس بحرج بالغ و خجل مميت...
("أحمد"!!!!)

ابعدت الهاتف من فوق أذنها تنظر له بذهول بعدما أغلق الخط في وجهها... هل سمع الكلمة أم ماذا؟!... يبدو لم يستمع لها جيدا و هذا لصالحها...
انصاعت لرغبة صديقاتها لتنزل معهن للأسفل حيث مرسم من مراسم العرس تبعا لعادات قرية أهلها...

بالأسفل....
جلست فوق الأريكة المزينة بمفردها كملكة تتربع عرشها... أمامها طاولة كبيرة تحوي العديد من الصواني المعدنية المحملة بالحناء... بداخل كل صينية شموع مضاءه مرصوصة بترتيب رغم بساطته يسعد القلب... السيدة المختصة برسم الحناء يجلسن حولها صديقاتها ينتظرن دورهن لرسم الحناء لأول مرة في حياتهن... والدتها السعيدة جوار زوجة خالها... "ريهام" و ابنتها تتمايلان على صوت الأغاني التي تصدح بقوة في المكان... الجميع سعيد بها و هي سعيدة بعيش كل هذا... بل هي تحلق في السماء من السعادة... نظرت حيث باب البيت بعدما ظهرت "رحمة" تحمل ابنتها و تنظر لها بأسف... زمت شفتيها تقول بتوبيخ:
(ما كل هذا التأخير يا "رحمة"؟!...)

توردت وجنتها بقوة تهمس بخفوت:
(أعتذر حبيبتي ظهر ليّ عملا طارئا و عطلني عنكِ)

راقبت خجل صديقتها فمالت تهمس في أذنها بخفوت مشاغب:
(يبدو أن للثور عديم الذوق يد في هذا التأخر)

كتمت "رحمة" ضحكتها بصعوبة تنظر لصديقتها بخجل و تهمس بخفوت:
(يرسل لكِ مباركته)

سألتها بتعجب...
(لماذا لم يدخل معكِ؟!)

وضعت ابنتها بينها و بين صديقتها لتتمسك بها "رُبى" بحنان بينما تستمع لها...
(لقد دعاه "مصطفى" على حفل حناء خاص بالرجال في بيتهم...)

ارتفع حاجبها بدهشة تقول...
(حقا... يبدو هذا ما أخبرني عنه "أحمد")

تقدمت "ريهام" منهما تسحب "رحمة" لتستقيم معها و تستمع لها بضحكة مرحة...
(تعالِ معي لتضعي الحناء...)

راقبتهما بأعين سعيدة و عادت تنظر لكف يدها بتفكير... كان يريد منها كتابة اسمه فوق كفها!!..

بعد وقت قليل قد وضعت فيه جميع النساء المتواجدات الحناء... وقفن يتمايلن مع الاغاني بضحكات و مرح كبير... و هي ترمقهن ببسمة كبيرة متسعة بينما تجلس فوق الأريكة... لقد سحبنها معهن لتتمايل ببطء حذر للحظات و حينما شعرت بضيق تنفسها عادت تجلس مكانها و تشاهدهن... لكن الصمت الذي خيم على الجميع دفعها أن تنظر ناحية الباب لتتسع عيناها بعدم تصديق... هو هنا!!!
صدره يعلو و يهبط يبحث بعينيه في كل مكان و حينما وجدها استقرت عيناه عليها و طال الحديث الغير منطوق بينهما... انتبه لصوت زوجة خالها المتسائل...
(ماذا تفعل هنا بني في هذا الوقت؟!)

دون أن يتركها للحظة بعينيه أجابها بخفوت:
(لأرى زوجتي و اتأكد من شيء ما سمعته منها على الهاتف...)

أحمر وجهها ووضعت بصرها أرضا بحرج... لقد سمعها بالفعل و ها هو حمل نفسه ليأتي ركضا لها يتأكد مما نطقته... اقتربت منه زوجة خالها تقول بتوبيخ...
(غير مسموح رؤية العروس و الحديث معها قبل العرس..)

حاول كثيرا معها كي يتحدث و لو لثوان مع زوجته لكنها رفضت بشدة... عيناه التي اتصلت بها منذ جاء اخبرتها عن مدى السعادة التي يمر بها بسبب كلمتها له... التفت يتجه ناحية الباب لكن صوت "نعمة" اوقفه حينما قالت...
(لا يصح أن تأتي حفل حناء العروس و تذهب هكذا...)

عقد حاجبيه بعدم فهم و راقب زوجة خالها التي حملت صينية من الحناء و اتجهت نحوه تفتح كفه اليمين و تضع في منتصفه بإصبعها حناء بينما تقول:
(جعلها الله لك خير زوجة و جعلك لها خير زوج...)

فتحت كفه اليسار تضع فيه قائلة:
(و رزقكما الذرية الصالحة و أنعم عليكما بحياة هادئة مستقرة)

كلماتها دفعته لأن ينظر نحوها في زيها الرائع هذا... تبدو جميلة كعادتها لكن اليوم يراها و يتخيل كيف خرجت منها كلمة «حبيبي»... لم يصدق نفسه و هي تلامس أذنه لتستقر في قلبه مباشرةً.... بعدما انهت "نعمة" ما تفعله دفعته برفق نحو الباب تقول...
(هيا يا عريس حيث حفلك الخاص... الشباب أقاموا لك حفل فلا تتحجج بقول أردت رؤية زوجتي لأننا لن نسمح بأن تفعل...)

بين ضحكات الفتيات العالية و الهمهمة التي رمقن بها صديقتهن الجالسة بوجه أحمر و جسد متوتر خرج من البيت بقلب اشتاق لها رغم قرب اللقاء... تحرك في حديقة بيتها ليصل حيث البوابة الحديدية و قبل أن يفعل و صله صوتها الخافت و اللاهث..
("أحمد".... انتظر)

التفتت بسرعة غير مصدق بأنها بالفعل خلفه... تقدم منها بشوق جعلها تضع وجهها أرضا بخجل... وقف قبالتها يتفحصها بعين قلبه الذي بات يضخ دمه بقوة معززا قوته من كلمتها الصغيرة... همس بصوت متأثر يسألها...
(كيف خرجتي؟!)

جاوبته دون ان ترفع وجهها له تهمس بخفوت:
("ريهام" ساعدتني...)

صمتت قليلا لتسأله مجددا بخفوت...
(لماذا جئت؟)

صوت انفاسه المضطرب وصلها ليزيد من خجلها... تكلم بصوت حنون يقول...
(هل تعتقدين سماعي لها هينا؟!... جئت اتأكد منها و اسمعها و أنتِ تنظرين في عيني...)

زاد معدل تنفسها بصورة ملحوظة لتشتت انتباهه تحدثت بتلعثم...
(الحناء تبدو جيدة على كفك...)

رفع كفه قليلا يقول...
(فقط لأنها منكِ تبدو رائعة مثلكِ...)

ابتسمت بخجل داعبه ليهمس هو برجاء...
(ألن أسمعها يا "رُبى"؟!!)

سحبت نفسها بصعوبة لتنظر له بطرف عينيها تقول...
(لدي شيئا آخر أريد قوله لك...)

ضيق عينيه يسألها...
(ما هو؟!)

أخرجت كفها من خلف عباءتها لتفتحه تدريجيا و ترفعه الى وجهه تهمس بخفوت...
(لم أتمكن سوى من هذا...)

راقب كفها الرقيق في منتصفه وضعت الحناء بحرفه هو... اتسعت عيناه و هو يرى اثار الحساسية على كفها كقرصات حمراء... أمسك كفها بلهفة يقول بصوت قلق...
(يا الهي لقد تحسس كفكِ منها... لماذا فعلتي هذا؟!)

نظرت في عينيه الخائفة عليها لتهمس بعشق جمده...
(لأنك أردت... أحببت أن أرى سعادتك حينما ترى اسمك فوق كفي...)

احتوتها عيناه بحب كبير و قد غامت بعاطفته نحوها... مال يلامس رسغها بشفتيه ليترك قبلته الدافئة عليه... ثلاث قبلات طويلات حانيات و مهلكات بالنسبة لها... تحركت شفتاه من بداية مكان الحساسية حتى نبضها الهادر في رسغها... رفع وجهها ليجدها مغمضة العينين ببسمة صغيرة ناعمة... أنزل كفها دون أن يتركه قائلاً...
(ماذا يوجد بعد أحبكِ لأقولها؟!)

فتحت عينها ببسمة رقيقة تنظر له بسعادة... وصلهما صوت أختها تسألها العودة بسرعة لأن زوجة خالها اكتشفت غيابها... كادت تذهب لكنه تمسك بيدها يسألها ببسمة ساحرة...
(هل اخترتِ المكان الذي تريدين قضاء شهر العسل به؟!... لقد ارسلت لكِ اقتراحات في رسالة)

طالت نظرتها له فتعجب من صمتها لكنه تجمد كليا حينما سكن جسدها جوار قلبه تهمس في أذنه بعدما استطالت فوق أصابعها... همسها داعبه و كلماتها ارسلت رعشة في اوصاله...
(نعم اخترت... في نفس المكان الذي اخبرتني أنني سأسكن به... بين ضلوعك حبيبي)

شعر بوجهها الناعم يقترب منه و بعدها أغمض عينيه على قبلتها الرقيقة فوق خده... هذه قبلتها الأولى له على الاطلاق... حينما فتحهما بشعور رضا كبير وجد ظلها يبتعد حيث أختها لتختفي معها في الداخل... لامس قلبه المتأثر بيده يهمس ببسمة صغيرة...
(فقط تبقت ساعات حبيبتي... و بعدها أعدكِ بأن تسكني روحي كلها و ليس بين ضلوعي فقط)



يتبع....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:08 PM   #759

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون

نظرة والدتها الدامعة لها أثرت بها و حركت الرغبة في البكاء بشدة... اتجهت نحوها بفستانها الأبيض البسيط شعرها مستريح فوق كتفيها تغطيه طرحتها الشفافة الكبيرة... ابتسمت بسمة صغيرة تهمس لوالدتها بتأثر...
(أمي أنا عروس...)

لم تتحكم "رباب" في دمعاتها التي دفعتها لأن تحتضنها بقوة تهمس لها بحنان كبير...
(أجمل عروس في الكون يا "رُبى")

سحبت نفسها بقوة كي لا تبكي و بعدها فُتح الباب ليطل منه "معاذ" قائلا ببسمة سعيدة...
(هيا يا عروس... لقد طال انتظار عريسكِ)

اخرجتها والدتها من احضانها تدعو لهما بأن تتم فرحتهما معا على خير... بسط زوج أختها ذراعه أمامها لتبتسم و تتعلق به... تحرك بها حيث سلم هذا الفندق الكبير حيث زوجها... وقفت عند أخر درجة به تنظر للجمع حولها... العديد من الصحافة و الاصدقاء... "رحمة" و "أدهم"... "إياد" و "تقلا"... أختها و ابناها... والدها ينتظرها أسفل السلم ليأخذها من ابن خالها و يوصلها لعريسها... أما هو واقفا مشدوها برؤيتها تبدو سحرته بطلتها الرائعة... كم بدا وسيما في حلته الرسمية خطف قلبها ككل مرة تراه بها... ابتسمت له بقلب يعزف عشقه نبضا ليعيد لها بسمتها بواحدة أروع بكثير جعلتها تتشبث بيد زوج أختها... ضحك " معاذ"
يقول بمرح:
(تماسكي نحن لا نزال في البداية... ثم أنني لن اسلمكِ له بسهولة هكذا قبل أن أعرف من أين عرفتي لقب مالكة القلب؟!)

ضحكت بخفوت تقول:
(ألا تزال تتذكر؟)

هز رأسه بنعم فتحدثت هي تقول ببساطة:
(سمعتك ذات مرة و نحن صغار تناديها بها بعدما خرجت من صالة بيتكم... و ظللت وقتا طويلا اعتقد انه اسمها كاملا "ريهام مالكة القلب")


عيناه حانت منها التفاتة حيث مالكة قلبه بالأسفل... داخل فستانها الساحر تحمل صغيره بينما تتمسك بيد صغيرته... فاض الحب من عينيه حينما ابتسمت له بعشق كبير... تحرك بأبنة عمته الصغيرة ينزل درجات السلم حتى استقر عند والدها الذي قابلها ببسمة مرتعشة و أعين دامعة... مال يقبّل جبهتها قائلا بهمس مختنق بالدموع...
(ما شاء الله... مبارك حبيبتي)

امتدت اطراف اصابعها حيث عينيه تمسح دموعه ببسمة حلوة قائلة...
(الله يبارك فيك أبي...)

ضمها اليه لتغمض عينيها تستمتع بحضنه الدافئ... همست جوار أذنه بصدق...
(بغض النظر عن كل ما عشناه... شكرا لك يا أبي لأنك أدخلت رجلا مثل "أحمد" حياتي... أنا ممتنة لك)

ربت فوق ظهرها بأيد مرتعشة بسعادة كبيرة... التفت يواجه هذا الذي وقف مبهورا كليا بها... تقدم منهما دون ان يحيد بعينيه عنها ليمد يده لها ببسمة حانية... تحرك كفها من يد والدها حيث يده لتسري رعشة بينهما خاصة بقربهما معا... بعدما أوصاه عليها والدها تحرك بها تحت تصفيق الجميع و تهليل الشباب و خصوصا أخاه... وقف بها في ساحة الرقص ينظر لها جليا بأعين تريد أن تختفي داخلهما و تبتعد معه عن العالم... رفع كفها الرقيق إلى فمه يقبله برفق قائلا:
(و اخيرا يا حلمي الصغير الجميل... اخيرا حبيبتي نحن هنا)

ابتسمت بأعين براقة تهمس بخجل...
(و اخيرا... حبيبي)

اجتمع الناس حولهما بسعادة كبيرة... تركها وسطهم ليتحرك ناحية منسق الحفل و يعطيها ظهره... عقدت حاجبيها بتفكير تسأل أخاه...
(ماذا يفعل "أحمد"؟!)

هز "مصطفى" رأسه بلا أعرف قائلا:
(علمي علمكِ... لم يخبرني بشيء)

رمقت زوج اختها بشك دفعه لرفع كفيه قائلا...
(و الله لا أعرف هذه المرة لا توجد خطط معي او مع أختكِ)

عادت تنظر له ينحني لمنسق الحفل بينما الأخير يضع له شيئا خلف رأسه... صدح صوت "إياد" يقول بتأكيد...
(إنه يعلق ميكرفون... هل سيلقي كلمة؟!)

زادت دهشتها مما يحدث و هي تراقب ما يفعله هو و يجهله الجميع... التفت لها بعد فترة لترى الميكرفون معلقا خلف أذنه و يصل حتى فمه... صدح صوت "أدهم" الخشن يقول بمرح...
(يبدو ستضيع الهيبة..)

جذبته "رحمة" من كم سترته تنظر له بتوبيخ... حاوطها من خصرها يقربها له بغمزة عين شقية قائلا:
(ستري يا حبة الكرز أنني صادق)

كانت بعيدة كل البعد عما يحدث حولها فقط تنظر له بتمعن و هو يرمقها بهذه النظرة الرائعة... فجأة صدح صوته لتتخشب هي بل تخشب كل المتواجدين... هل يغني؟!!!!!

اوعديني...

ضحك "أدهم" يقول لزوجته بتأكيد...
(لقد ضاعت الهيبة... أرأيتِ؟!)

لكزته "رحمة" في جانبه تقول بتوبيخ...
(بل يبدو رائعا ما يفعله لصديقتي... تعلم منه)

ضحك بخشونة يقول...
(مستحيل... إذا أردت التعبير عن مشاعري لدي طريقة واحدة فقط)

غمزة عينه لها اخجلتها فمالت تستند على كتفه و تستمع لغناء "أحمد"... لم يكن صوته طربي لكنه شجي محمل بحبه لصديقتها و قد اختار أغنية تعبر عن حالهما معا بكل دقة...

تقدم منها بعدما انسابت الموسيقى في الارجاء... ينظر لوجهها الجميل المندهش بقوة... اراد ان يعبر عما بداخله لها... يعتذر... يعترف... يعشق... و يُشهد العالم كله على حبها...
وقف قبالتها ليتمسك بيدها و يبتعد الناس عنهما ليتركا لهما الساحة و يستمعوا له بتصفيق و تهليل غير صافرات عالية اطلقها الشباب...

اوعديني...
لو زعلتي مرة منيّ تعرفيني...
لو جرحتكِ غصب عني تحسسيني...
ما تشليش جواكِ حاجة... تحكي ليا كل حاجة
لما ها فهم ها بقى أحسن صدقيني...
اوعديني...
لو نسيت يا حبيبتي نفسي تفوقيني...
لو خدتني الدنيا منكِ رجعيني...
لو في لحظة زاد غروري...
اشتكي... لومي... و ثوري...
بس اوعي في يوم تروحي و تسيبيني...

راقب الدمع في عينيها ليرفع يدها و يضعها فوق صدره يكمل الأغنية...

أنتِ قلبي... و أنتِ روحي... و أنتِ عيني
حد عايز أعيش معاه لأخر سنيني...
أنت بالنسبة لي مش حب في حياتي...
أنت كل حياتي فعلا افهميني...

تمايل بها على صوت الموسيقى... يتابع انشداهها بما يفعله لها... سحبها من خصرها لتقترب من صدره تنظر له بأعين مختلط بها الحب بالشكر... ما يجعلها تعيشه الآن يرفعها فوق سحب وردية..

اوعديني...
لو في يوم الخوف ملكني تطمنيني...
لو ذكائي في مرة خاني تفهميني...
لما أقسى في يوم تحني...و أما اغلط غصب عني
قبل ما أغلط غلطة تانية تلحقيني...



ابتسمت بدموع عينيها اللامعة تهز رأسها بموافقة على ما يقوله... و قلبها يشعر به يضرب صدره القريب منها بقوة...

اوعديني...
لو يبعني الكون بحاله تشتريني...
تبقي أقرب مني ليا تكمليني...
تبقي أختي تبقي أمي تجري فيا جوا دمي...
لما أكون تعبان تضمي و تداويني...

لامست وجهه بكفها تنظر له نظرة عاشقة... تعلقت برقبته تضمه لها بقوة تشعره بها بأنها حقا أخته و أمه و كل ما يملك من الدنيا... مالت تقبّل وجهه بحنان كبير تحت تصفيق الجميع... تحركت يده فوق خصرها لتشهق هي بعدما حملها فجأة يدور بها ببسمة سعيدة و يكمل معها كلمات الاغنية


أنتِ قلبي... و أنتِ روحي... و أنتِ عيني
حد عايز أعيش معاه لأخر سنيني...
أنت بالنسبة لي مش حب في حياتي...
أنت كل حياتي فعلا افهميني...

أنزلها لتختلط ابتسامتهما معا... نسيا كل شيء حولهما و بقيا داخل اطار العشق الذي فارقهما طويلا... امتلك وجهها بين كفيه ليطبع قبلة فوق وجنتها و يهمس بهمس خافت...
(ما رأيكِ أن اخطفكِ من هنا عروستي...)

همست بخفوت متعجب له...
(ماذا يعني؟!)

سحبها من يدها أمام الجميع ليتحرك بها ناحية باب القاعة تحت التهليل الكبير... ارتفع صوت أخيه يقول بضحك...
(أرفع رأسنا يا بطل...)

بينما ضحك "أدهم" يقول:
(هكذا هم الرجال)

لامست "تقلا" يدها و هي منساقة خلفه لتهتف بمحبة...
(اسعدي حبيبتي لأنكِ تستحقين السعادة...)

خرجا معا من القاعة و هي تتشبث به بحرج كبير... توقفا عند سيارته في المرآب لتقول هي بخجل...
(ما الذي فعلته يا "أحمد"؟!... هكذا سيظنون أننا سن...)

اتسعت عيناها بقوة و هي تستقبل قبلته... يا الهي ما هذا الشعور؟!... هل هذه هي قبلتهما الأولى؟!... تلك الليلة لا تتذكر منها شيء... بعدما حول ذكرياتها للسعادة باتت لا تتذكر أي شيء... ابتعد عنها ينظر ببسمة راضية و سعيدة لوجهها الخجول... ضحك بخفوت يسحبها من يدها حيث السيارة قائلا...
(اليوم أنتِ ليّ و أنا لكِ... لا ترهقي تفكيركِ بغيرنا يا قلب " أحمد")





أنتهى الفصل.....
نجدد اللقاء بعد قليل مع الفصل التاسع و العشرين و (الأخير)


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:46 PM   #760

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع و العشرون (الأخير)

الفصل التاسع و العشرون
★الأخير★

امتدت يده على السرير حيث مكانها ليشعر به باردا... فتح عينيه فجأة بخوف ينظر في كل ارجاء الغرفة حوله فلم يجدها... انتفض من نومه يبحث عن قميصه القطني البيتي ليرتديه و يخرج يبحث عنها فلم يجده... وقف مفزوعا يتحرك بجزعه العاري للخارج... لقد ظل مستيقظا يراقبها بعدما غفت جواره... كان قلقا عليها و يحاول بكل طاقته أن يتبع نصائح الطبيب بسبب حالة رئتيها و تنفسها... لكنه سقط في النوم غصبا بسبب يومه الطويل... أين هي؟ ... هل شعرت بالتعب و ساءت حالتها؟!... خرج من غرفتهما يبحث عنها بعينيه حتى توقف عند المطبخ يستمع لصوت ضوضاء خارجة منه... وصل إليه ليقف بابه يراقبها داخل قميصه القطني الذي أصبح بمثابة جلباب قطني قصير يصل لقبل ركبتها بقليل... زفر نفسه براحة كبيرة من رؤيتها سالمة و تقدم منها يهمس بصوته المغلف بالنعاس...
(ماذا تفعلين؟!)

التفتت له بأعين خجولة لكنها وقفت بسرعة تخبئ ما تفعله بجسدها الصغير و تهمس بخفوت مسكين...
(لقد شعرت بالجوع... كنت أحاول طبخ شيئا ما)

عقد حاجبيه بينما قدمه تأخذه نحوها في هيئتها المهلكة له هذه... وقف قربها يسألها بدهشة:
(تطبخين!!!... لقد حضرت لنا زوجة خالكِ طعام يكفينا لأشهر ليس أيام... لماذا لا تسخنينه؟)

تحرك بؤبؤ عينيها في كل مكان بنظرة استشعر معها أنها افتعلت مصيبة... ضيق عينيه يحاول النظر خلف ظهرها لكنها استطالت على اطراف اصابعها تحجز الرؤية عنه قائلة بخفوت...
(لقد حاولت تسخينه بالفعل لكن...)

امتدت يده إليها ليسحبها تجاهه برقة و ينظر خلفها للكارثة التي افتعلتها... اتسعت عيناه و هو يرى الأوعية التي التصق بها الطعام و تفحم... كتم ضحكته بصعوبة ليعود ينظر لها أسفل ذراعه تراقب رد فعله بأعين قلقة... تكلم بصوت متقطع من الضحك...
(ما الذي فعلته يا "رُبى"؟!... لقد احترق الطعام كله؟!)

خبأت عينيها عنه و تكلمت بحرج...
(لقد وضعته على أعلى درجة حرارة من دون قصد فأحترق كله...)

تحرك يزيل الأوعية و يضعها في الحوض المجاور للمطبخ بضحك عالٍ... تكتفت بيدها حول خصرها تقول بتذمر...
(هل سترميه؟!... ماذا سآكل أنا الآن؟!... لم أضع لقمة واحدة في فمي منذ الصباح!)


توجه ناحية البراد يخرج منه طعاما آخر قائلا بضحك...
(لا يمكننا ترك حبيبتي جائعة... سأسخن لكِ طعاما غيره)

وقفت خلفه تراقبه و تقول بضجر...
(هل سأنتظر كل هذا الوقت... الطعام لا يزال مجمدا!!)

التفت يحاوطها من خصرها و يقربها منه هامسا بعشق بينما عيناه تتفحصها بنظرات تخجلها...
(ماذا تريد جميلتي و أنا سأفعله حالا؟!)

ابتسمت بخجل و استندت بكفها فوق صدره العاري تقول بدلال...
(ماذا عن معكرونة بالصلصة كالتي تذوقتها منك قبل سنوات؟!)

ضحك بمشاغبة ليميل يلثم وجهها بقبلة طويلة ناعمة ثم يعود ينظر لها قائلا بحنان...
(من عيني... فقط انتظري دقائق و ستصبح جاهزة)

صفقت بمرح و تركته بعدما طبعت قبلتها الرقيقة فوق وجهه... وقفت خلفه تتابع ما يفعله بنية التعلم و يا ليتها تتعلم أفضل من هذا الحرج الذي تعيشه أمامه... و كأن السنوات لم تمر عليهما و كأنها تلك الصغيرة ذات الثامنة عشر التي لا تعرف كيف تطبخ...
وقف يُعد الصلصة بينما المعكرونة تتجهز لكنه رفع عينيه لتتجمد فوق الحائط أمامه... نزل بها حيث بطنه ليجد كفيها الناعمين يحيطانه بقوة بينما رأسها تتوسد ظهره برقة جعلته يبتلع ريقه بصعوبة... سمع صوتها الهامس من خلفه تقول...
(رائحة طعامك رائعة... هذا ما أردت قوله لك قبل سنوات حينما أعددتها ليّ لأول مرة)

ترك الملعقة لتتحرك كفه تضم كفها فوق بطنه يهمس بصوت أجش...
(ليتنا تكلمنا من قبل حبيبتي... ليتنا اختزلنا كل تلك السنوات المنصرمة من عمرنا و التي ضاعت منا هباءً)

تنهدت ببطء تحرك رأسها فوق ظهره بنعومة مستمتعة به... اعتدل رأسها لتقع عيناها على هذا الجرح القديم الذي تسببت به حينما كانا في الملاهي... استطالت على اطرافها لتصل له و تترك قبلاتها هناك... سبعة قبلات بعدد الغرز التي تقطب بها كتفه... اغمض عينيه على هذا الشعور الرائع بها... إنها تهدم قوته في لحظات معدودة... جذبها من يدها لتتحرك و تستقر أمامه فنظر لها نظرة طويلة راغبة و حنونة.... همس بصوته الخافت الذي يداعبها...
(يا "رُبى" ماذا تفعلين بيّ؟!)


عقدت حاجبيها بعدم فهم تسأله بوداعة...
(ماذا أفعل؟!)

ضمها لصدره يقول بمشاغبة...
(سأخبركِ حالا...)

تحرك بها لخارج المطبخ تحت صوتها المتعجب و المطالب بحقها في تناول الطعام...
(إلى أين يا "أحمد"؟!... ستحترق الصلصة!!!... و أنا جائعة جدا)

عاد يطفئ النيران على الصلصة ثم انحنى يأخذ زيتونة يضعها في فمها قائلا...
(صبّري نفسكِ بهذه الآن...)

مضغت الزيتونة و تحركت خلفه تقول برفض رغم علو نبضاتها و حمرة خدها...
(و الله ستحاسب عليّ... جائعة لم آكل منذ الصباح)

وقف بها عند باب غرفتهما لينظر لها بشوق قائلا..
(و أنا أيضا جائع... لكن عليّ إخباركِ ماذا فعلت بيّ حركتكِ)

ضحكت بخجل تتشبث بيده و تنساق معه حيث الحب الذي حُرما منه لسنوات...

......................................

خرج من غرفة المكتب ينظر لها جالسة فوق الأريكة تأكل من قطع الشكولاتة الموضوعة أمامها فوق الطاولة... بيدها كتاب تقرأ فيه بتركيز كبير... بعدما رفضت السفر لأي مكان كي يقضيان شهر العسل و طلبت المكوث معه هنا في شقتهما أطول فترة ممكنة و هما يتنعمان ببعضهما منذ أسابيع... اليوم عندما استيقظت طلبت منه اكمال الاعمال التي تعطلت بسبب زواجهما و قد شاركته فيها قليلا و بعدها اختفت في الخارج تاركة له غرفة المكتب ليعمل في هدوء.... لكنه اشتاق لها جدا رغم صغر مدة تركها له... ابتسم يراقب فمها الصغير و هي تدخل به قطع الشكولاتة تأكلها بتلذذ يغريه... تقدم منها ببطء ليقف خلفها و ينظر في الكتاب الذي تقرأه... رواية رومانسية أجنبية!!...
منذ متى و صغيرته تحب الروايات؟!... امتدت يده بحذر حتى وصلت للرواية ليسحبها منها فجأة جعلتها تشهق بفزع... اغلقها و تقدم يجلس جوارها على الاريكة يضع الرواية فوق الطاولة و يلتقط قطعة شكولاتة يضعها في فمه بتلذذ مشابه لها... ابتسمت له بهدوء تقول...
(هل أنهيت العمل؟!)

اومأ لها ببسمة تعجبت منها بسبب تركيز بصره على فمها... تحدث هو يسألها بخفوت...
(هل تحبين الروايات الرومانسية؟)

عادت تنظر حيث الرواية فوق الطاولة و تتحدث ببساطة:
(لا هذه أول مرة اقرأ بها روايات عموما... لقد أهدتها ليّ "تقلا" ظنا بأننا سنسافر للخارج لقضاء شهر العسل فقالت عند وقت الفراغ اقرأ فيها قليلا)

ضحك بمشاغبة يقول...
(و هل يملك عروسان في شهر عسلهما فراغ؟!)

ضحكت بخجل و تقدمت بجزعها تلتقط قطعة شكولاتة تضعها في فمها تحت نظراته المراقبة لها بتدقيق... نظرت له بتعجب تسأله بينما تأكلها...
(لماذا تنظر إليّ هكذا؟!)

مال بجسده إليها فجأة ليقف بوجهه عند وجهها ينظر لها داخل عينيها اللامعة و انفاسه تلفح وجهها قائلا ببطء جعلها تخجل بقوة...
(هناك شكولاتة حول فمكِ... تغريني)

ارتفعت يدها ببطء تحاول إزالة الشكولاتة لكنه تمسك بها قائلا ببسمة تزيد من اشتعال خجلها و روحها...
(و ماذا أفعل أنا هنا كي تزيلي الشكولاتة بنفسكِ؟!)

عقدت حاجبيها بتفكير لم يطل كثيرا حينما وصل بفمه لوجهها يلتقط من عليه اثار الشكولاتة برقة تهلكها... تهدجت انفاسها و هي تشعر به قريب همست بصوت يكاد يُسمع...
("أحمد"...)

توقف بعدما شعر ببطء انفاسها ليمتلك وجهها بعينيه الحانية و يبتسم بسمته الوسيمة... وقف فجأة لينحني يحملها بين ذراعيه قائلا...
(لقد انهيت عملي سريعا كي آخذكِ..)

تعلقت برقبته تسأله بخفوت متأثر به...
(إلى أين؟!)

وصل بها حيث غرفتهما ليفتحها و يدلف بها للداخل... نظرت لهذه الجلسة اللطيفة الموضوعة ارضا... جهاز الحاسوب الخاص به بين وسائد كثيرة ناعمة جواره الكثير من المقرمشات و المشروبات... تحرك بها حيث هناك لينزل بها للأسفل و يجلس وسط الوسائد دون أن يفلتها... ضحكت بمرح تقول بسعادة...
(هل سنشاهد فيلما رومانسيا؟!)

وضعها فوق فخذيه و ضمها الى صدره ليقبل أنفها بشفتيه قائلا برقة:
(ماذا تريدين أن تشاهدي؟!)

صدر منها صوت همهمة تفكير لتصيح بعدها بصوت سعيد تقول...
(ماذا عن التحدث سويا هكذا؟!... أنت ليّ أجمل من ألف رومانسية سنشاهدها في الافلام)

فاضت عيناه بالحب ليزيد من ضمها له قائلا ببسمة سعيدة...
(حسنا... بماذا نبدأ؟)

امتدت اصابعها حيث مقدمة قميصه تلعب بها ثم همست بخفوت...
(مثلا متى أحببتني؟)

ضحك بخفوت يقول...
(منذ اشتممت رائحتكِ عندما نزلتي لتوقعي عقد زواجنا الأول)

ارتفع حاجبها بتعجب لتقول ببسمة مشاغبة...
(رائحتي!!!... و الآن فمهت سبب غضبك و سؤالك عن نوع عطري بعدما تحدثت مع زميلي في المدرسة)


مال يدس أنفه في رقبتها و يسحب عبير عطرها إلى قلبه الهائم بها... قبّلها بنعومة فوق عظمة الترقوة ليقول...
(هذه الرائحة سحرتني منذ أول مرة... كيف لا اغضب و أنا اتخيل غيري يتنعم و يُسحر مثلي بها؟!)

تكلمت بينما رأسها تتوسد صدره...
(ما دام بداخلك كل هذه الرومانسية لماذا صمتت كل هذا الوقت؟)

تنهد ببطء يقول...
(خفت من الاعتراف بتعلقي بكِ و كل ما كان حولي وقتها كان يخبرني أنكِ راحلة يوما ما)

لمحت الحزن في حروفه فرفعت وجهها تقبّل ذقنه برقة قائلة...
(لا مزيد من الخوف أو التستر على مشاعرنا... أنا و أنت معا الآن و لن يفرقنا شيء أبدا...)

راقب عينيها المتعلقة به ليهمس بخفوت...
(أحبكِ...)

عادت تتوسد صدره ببسمة راضية تقول بمرح...
(هل سنترك هذه المقرمشات هكذا؟!.... هذا عيب في حقنا و الله!)

ضحك عاليا ليميل بها حيث أكياس المقرمشات يفتحهم و يطعمها في فمها قائلا بدهشة...
(بت تأكلين كثيرا هذه الأيام!!...)

اتسعت عيناها لتقول بصدمة زائفة...
(هل تعد عليّ الأكل؟!)



علت ضحكته بقوة ليرفعها من خصرها يلثم وجهها بخشونة جعلتها تضحك بصوت مرتفع... تكلم بعدها بصدق...
(يا قلب "أحمد" أنا أجهز لكِ الطعام و اطعمكِ بنفسي...لكن أخبركِ كي تنتبهي على صحتكِ لأن السمنة ممنوعة لكِ)

شهقت بفزع حقيقي لتنتفض من بين أحضانه و تقف تقول بصدمة...
(هل وصلنا للسمنة؟!... جسدي لا يزال كما هو)

جذبها من يدها لتستقر بين احضانه مجددا بينما ضحكاته تعلو بصخب قائلا...
(اهدئي و لا تجعلي الوسوسة تسيطر عليكِ... أنتِ خلابة في كل شكل بالنسبة ليّ)

زمت شفتيها بنزق تميل على صدره و تفكر بجدية... حقا باتت في الأيام الأخيرة تأكل كثيرا بنهم.. ماذا يحدث لها؟!...
...........................

خرجت من الحمام بمنامتها الحريرية القصيرة تتحرك ببطء حتى غرفتهما... دلفت لتنظر له مليا نائما على بطنه بعمق حتى الآن... ابتلعت ريقها ببطء ثم تحركت نحوه لتجلس جواره فوق السرير... مالت على وجهه تطبع قبلة ناعمة طويلة... تجعد ما بين حاجبيه ليفتحهما تدريجيا و ينظر لها ببسمة حنونة... استطال إليها يعيد قبلتها بواحدة حانية جوار فمها و يسحبها لتستقر فوق صدره... لامست رأسها صدره لتستكين للحظات ثم تطلق تنهيدة سمعها هو... دون أن يفتح عينه نادى عليها بخفوت...
("رُبى" ما بكِ؟)

سمع صوتها الخافت تقول...
("أحمد")

انتظر ما ستقوله لكنها صمتت بطريقة ارعبته... شعر بها ترفع رأسها بعيدا عنه ففتح عينيه ينظر لها بقلق... اعتدل في سريره يلامس ذراعيها قائلا بخوف عليها...
(ماذا هناك حبيبتي؟)

نظرتها الطويلة الصامتة له زادت من قلقه... سحبت نفسها بقوة لتقول بعدها بهدوء مترقب...
(لقد منحني الله سعادة جديدة... لم أكن أتوقع أن تحدث بهذه السرعة لكنها حدثت لتسقي بداخلي حنين اصابني في صميمي)

تابع كلماتها بترقب يهز رأسه لما تقول رغم جهله لمضمونه... اكملت هي ببسمة شقت وجهها لتزيده جمالا...
("أحمد" أنا حامل...)

اتسعت عيناه بقوة ليقول بتيهٍ..
(ماذا؟!... نحن اكملنا شهرنا الأول منذ أيام فقط!!)

تابعت صدمته بقلب شابه الخوف... هل سيرفض هذا الجنين؟!... تكلمت بهدوء
(هذا أمر الله... لقد أراد أن يحدث الآن)

ارتعشت يده ليمسح فوق شعره قائلا بأعين قلقة:
(لقد نصحنا الطبيب الانتظار لمدة سنة او اثنين... هل ستكونين بخير بوضعكِ الصحي هذا؟!)

هزت رأسها بأعين طاف الدمع بها و القلق بدا يغزو قلبها من رد فعله... تماسكت لتقول برجاء...
(سأتبع تعليمات الطبيب و سيمضي الأمر على خير... "أحمد" أرجوك لا تكسر فرحتي به... أخبرني أنك سعيد بوجوده مثلي...)

اسكنها احضانه يملس فوق ذراعها بحنان بالغ يقول بصدق..
(أن يمنحني الله طفل ثاني منكِ لهو أحب شيء على قلبي... أنا أكثر من سعيد يا "رُبى" اقسم لكِ لكنني خائف بل مرتعد عليكِ...)

ابتهج قلبها بقوة لتلمس صدره قائلة بوعد:
(سأنتظم في المتابعة مع طبيبي الخاص... لن أبذل مجهود و لن اذهب للشركة أصلا أنت ترفض ذهابي هناك سوى لمرات قليلة... سألتزم الفراش إذا رغبتم... سأفعل أي شيء و الله يا "أحمد" سأفعل أي شيء تريدونه فقط لا تخف و ابقى معي... هذا ما احتاجه)

نظر لمقدمة رأسها بقلق لكنه دفنه في نفسه كي لا يعيد ما عاشته من حزن في حملها الأول... امتدت يده حتى استقرت فوق بطنها المسطح يربت عليه بحنان هامسا:
(مرحبا يا صغير... أنا والدك حبيبي... أنمو بسلام و صحة لتصل لنا بخير... و رجاء لا تتعب والدتك لأن ألمها يقتلني معها... ننتظر قدومك بفارغ الصبر )

اغمضت عينيها ببسمة رائعة و هي تستقبل منه هذا النوع من الحب... الحب الذي تتشاركه مع صغيرهما يزيدها عشقا له... ربتت فوق صدره ببسمة تهمس...
(سيكبر بخير ان شاء الله لأن والده معه للنهاية)



يتبع....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.