آخر 10 مشاركات
1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          رواية فقاعة ج 2 _ نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سأبكي غداً -ليليان روث -عبير الجديدة -(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-19, 12:40 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 الاقدار ،للكاتبة/ mimichita " جزائريه " ( مكتملة )






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( الاقدار ))

للكاتبة/ mimichita



قراءة ممتعة للجميع ...






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 30-06-19 الساعة 12:43 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 12:42 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية هنــــــــــــا




مقدمة


من انا
سؤال غبي صحيح
حسنا ساخبركم ببساطة عني
عن قصة حياتي
عن الامي و معاناتي و سط مجتمع لا يرحم عشت فيه وسط الاحتلال الفرنسي للجزائر
انا مجرد فتاة كاذبة دائما ما تخدل من تحب
دائما ما تراهم يموتون امامها دون ان تفعل اي شيئ
انا فتاة لا تعرف اي شيئ عن والدتها
انا ياقوتة

الفصول ستنزل كل يوم خميس ان شاء الله

اتمنى ان يعجبكم هذا الغلاف






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 30-06-19 الساعة 12:42 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-02-19, 01:10 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الاول

الحزن
الألم
الغضب
من منا لم يشعر بمثل تلك المشاعر الإنسانية المؤلمة
الحقيقة أن هذه المشاعر هي جوهر قصتنا
حسناً أظنني سأتوقف عن فلسفتي الحمقاء
رغم أنني و لسخرية القدر لم أتعلم القراأة و الكتابة إلا عندما أكملت الخامسة و الثلاثين و هذا قبل شهر فقط
آه يالي من حمقاء نسيت أن أعرفكم بنفسي
أنا ياقوتة
و هذه مذكراتي
تحكي لكم قصة حياتي
حكايتي المؤلمة التي خبأتها في قلبي لخمسة و ثلاثين سنة
أكتبها لكم يوم 20 جويلية (يوليو) 1965 بالظبط
تريدون أن تتعرفوا علي أكثر
حسناً أنا إمرأة في الخامسة و الثلاثين من العمر كما أسلفت الذكر متزوجة و أمتلك ثلاثة أطفال بنتان و ولد
نوارة و يمينة و يزيد
أنا متأكدة من أنكم تفكرون في السبب الذي جعلني أتكلم عن عائلتي
حسناً لا يهمني ما تفكرون به و لا يوجد أي سبب محدد
أنا هنا لأروي لكم قصتي
قصة ماضيي
قصة الألم الذي عشته في ظل الإحتلال الفرنسي من جهة
و مجتمع لا يرحم و رجعي الفكر انتشرت فيه الخرافات و الأكاذيب من جهة أخرى
أعلم بأنني تحدثت كثيرا
ً قصتي بدأت في الخامس عشر من شهر جوان عام 1930
لا أعلم الساعة بالظبط
لأن في ذلك الوقت لم يكن الناس يفكرون في توثيق تلك الأمور التافهة
خرجت للحياة
لا أتذكر ذلك اليوم
و لا أعتقد أن هناك شخص في هذا العالم يتذكر يوم مولده
لذا لا تؤاخدوني فكل ما سأخبركم به الآن هو ما سمعته لاحقاً عندما كبرت و وعيت لهذا العالم الظالم
المهم نكمل من حيث توقفنا
حسناً كما قلت لكم ولدت في شهر جوان. (يونيو) في يوم صيفي مشمس
لقد كنت الطفل السابع و الأخير بالنسبة لوالدتي لأنني علمت بأن والدي قد قام بتطليقها لأنها لم تنجب له سوى الفتيات
أخواتي الأكبر مني جميعهن توفين بسبب مرض الكوليرا الذي انتشر آن ذاك و شاء القدر ان أولد في ذلك العام
و كأنه مكتوب علي الألم و المعاناة قبل أن أعي للدنيا حتى
فأنا لم أجلب لنفسي و لا لغيري سوى الألم
تزوج أبي بعدها من إبنة عمه الخالة علجية
الحقيقة تلك المرأة كانت و لا تزال تعتبر كلغز بالنسبة لي فأحياناً تتصرف معي بطريقة حسنة و لكن أغلب الأحيان كانت تكلفني بالأعمال الشاقة و لا ننس عصبيتها الغير مبررة
كما أنها كانت تحمي شقيقيها بطريقة مرضية و كانت تحبهما لدرجة غير عادية
صحيح نسيت أن أخبركم بأسماء ذالكما الأحمقان
الأكبر كان يدعى النوري أما شقيقها الصغير فقد كان يدعى مولود و هو أقربهم لسني فقد كان يكبرني بثلاث سنوات فقط
كنت أعيش في "كربي"
و هو مصطلح بالعامية يطلق على المنزل الذي كنا نعيش فيها
و هو أشبه ما يكون إلى كوخ جدرانه عبارة عن ألواح خشبية
ربما أخشاب البلوط أو الفلين فهما بالإضافة إلى أشجار الزيتون الأشجار الأكثر انتشاراً هنا
صحيح نسيت أن أخبركم
أنا أعيش بمنطقة جبلية تدعى بوحادرة و بالظبط في الرحيبشة
تستطيع من هذا المكان رؤية البحر بزرقته و ذلك ما كان يصبرني على الحياة المؤلمة التي أعيشها فأيامي هنا متشابهة أستيقظ قبل استيقاظ الديك لأسرع من أجل مساعدة السيدة حسينة في جني الزيتون فنحن الآن في شهر نوفمبر و الغلة و الحمد لله هذا العام كبيرة
لحسن الحظ أن المنطقة التي أعيشها لم تطأها أقدام الاستعمار فهي منطقة معزولة من ولاية جيجل و تسمى بتيمديوان
الحياة هنا بسيطة و الناس طيبون
ولولا زوجة أبي علجية و إخوتها الحمقى لكانت حياتي أجمل بكثير مما هي عليه الآن
فؤلئك الحمقى لا يقومون بشيء سوى النوم و التأمر علي
فوالدي العزيز و الذي لا أتذكر ملامحه جيداً يعمل ظابطاً في الجيش الفرنسي
فنحن في فترة الحرب العالمية الثانية و أبي قد جند طمعاً في أن تحقق فرنسا وعدها لنا بالاستقلال
على الرغم من أنني لا أفهم مالذي سيتغير ان استقللنا
هل سأتخلص من إخوة زوجة أبي مثلاً ؟
لو كان الأمر كذلك فسيكون من دواعي سروري أن أساهم في تحرير فرنسا من وطأة الألمان
فالمعيشة مع أولئك الملاعين تكاد تجنني
و السيدة علجية المحترمة تدلل إخوتها بطريقة مزعجة و تجعلني أبدو كاليتيمة التي تتفضل عليها بالرغم من أنهم جميعاً يعيشون بسبب عملي
أنا أكرههم بشدة و كنت أتمنى دائماً لو كنت إبنة السيدة حسينة
فهي إمرأة طيبة أو هاكذا كنت أظنها
عانس و قد ورثت من أبيها السيد بوعلام أكبر حقول زيتون هنا في بوحادرة و الكل يحسدونها عليها
و لكن الذي يحيرني هو عدم رغبتها في الزواج
لا يهمني فأمي العزيزة تخلت عني و أخواتي كلهن ماتوا
قد يبدوا لكم أن هذا الأمر صعب التصديق فكيف لست فتيات أن يمتن بهذه الطريقة
و أقول لكم أنه في الزمن الذي عشته لم يكن ذلك بالأمر الجلل
فمرض الكوليرا منتشر كثيراً في الأوساط الفقيرة كما تعلمون
كنت أظن أن حياتي لن تسوء أكثر لكنني لم أشعر بالنعيم الذي كنت أعيشه إلا بعد أن فقدته

مضت أربع سنوات
أنا الآن طفلة في العاشرة من عمري
سنواتي الأربع كنت أمضيها في سقاية الماشية أو حصاد الزيتون الذي يبدأ موسمه من شهر أكتوبر إلى شهر نوفمبر
حياتي مع تلك العجوز علجية كانت مليئة بالشجارات فأنا كنت فتاة عنيدة و طفولية و لم أفهم أي شيء حول شخصية هذه المرأة التي تعتبر بمثابة الأم لي
تلك المرأة العنيدة و التي دائماً ما أراها غاضبة و تقوم بتوبيخي في أقرب فرصة
هذا يوم جديد
استيقظت باكراً ثم أطلقت تزفيرة منزعجة حينما تذكرت أن اليوم هو دوري في سقاية الماشية
تنهدت بحنق فالآن يجب علي النزول إلى سفح الجبل لأصل إلى نهر يطلق عليه اسم برتشو و لحد الآن لا أعلم سبب إطلاق مثل هذا الإسم الغريب عليه
حملت الدلاء و توغلت في غابة الصنوبر الكثيفة التي أحفظها مثل حفظي لاسمي
لكن هناك أمر غريب
فعوضاً عن السكون الذي دائماً ما يسود هذه الغابة كان هناك أصوات رجال
تعجبت من الأمر فأغلب الرجال قد جندوا في الجيش الفرنسي بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية
لم أستطع مقاومة فضولي و توغلت في الغابة متجهة نحو تلك الأصوات و كلي فضول لمعرفة الأمر الذي يتكلمون عنه بمثل هذه الجدية
بدأت الأصوات تصبح أكثر وضوحاً كلما اقتربت من مصدرها
يبدو أنهما مجرد رجلان
اختبأت وراء شجرة رغبة في التخفي و خوفاً من اكتشاف أمري

"أنا حقاً لا أريد العودة إلى المنزل فكلما أتذكر أن هناك سبع بنات ينتظرنني في المنزل من أجل تزويجهن أصاب بالفشل "

"هيا سي لخضر اتقي الله أنت تعلم بأنهن بناتك و يجب عليك رعايتهن و هذا من حقهن إذا كنت تعلم؟ "

"أنظر يا سي بوعلام لا تتفلسف علي و أنت لا تعرف وضعي فرجل يمتلك أربعة أولاد ذكور لا يفهم ما أمر أنا به لذلك من الأفضل أن تطبق فمك على لسانك الثرثار و إلا سأتأكد من نزعه "

أحسست بالرعب من محادثتهم و بالغضب أيضاً فكيف له أن يتكلم بمثل هذه الطريقة عن الفتيات فأنا مثلاً فتاة و لا أمثل عبئاً على أمي فأنا أعمل دائماً من أجل توفير لقمة العيش لنا بالإضافة إلى أمي
كانت تلك الأفكار الطفولية هي ما تدور في رأسي ثم أذكر أنني سلكت الاتجاه المعاكس
قمت بملأ الدلاء ثم توجهت نحو المنزل عن طريق مختصر لا أحد يعرف به إلا أنا و لا أستعمله كثيراً من أجل ألا يتم فضحي فهذا المكان يعتبر القاعدة السرية بالنسبة لي
أكملت مهمتي في سقاية الماشية ثم اتجهت ألى المنزل و التعب قد نال مني
لكنني توقفت فجأة عندما لمحت أمي علجية تقف أمام رجل غريب قد فقد ساقه اليمنى
أحسست بالرعب فهذه أول مرة في حياتي أرى هذه الملامح على وجه خالتي علجية

"مالذي تقصدينه بأنهن متن بسبب داء الكوليرا؟ أي حماقة تتفوهين بها؟ أعود للمنزل بعد غياب طويل قديته في الحرب لأكتشف بأن بناتي كلهن توفين بسبب داء الكوليرا! هل تسخرين مني أم ماذا ؟"

"أنظر يا سي بوعلام وراس يما يمينة و راس خالي الجيلالي أن ما أقوله الحقيقة "

ابتسم بسخرية
"و كأنني سأصدقك دعيني أسألك عن سبب بقاء شقيقاك على قيد الحياة على الرغم من أنني أتذكر أنه لو كانت ابنتي الكبرى نوارة لا تزال على قيد الحياة لكانت في مثل عمر شقيقك النوري"

"يا سي بوعلام اتقي الله أنت تعلم بأن مناعة الذكور أشد من مناعة الاناث كما أظن أنني قمت بكتابة رسالة لك أخبرك فيها عن حقيقة الوضع "

أطلق تزفيرة منزعجة
"مع علمك بأنني لا أجيد لا الكتابة و لا القراءة "

أحسست و كأن أمي علجية على وشك الانهيار حسناً لم أعر أي اهتمام لتلك المعلومات الغريبة و الصادمة بل كل ما فعلته هو مناداتها بأمي من أجل انقادها فبالرغم من أنني أكرهها و لكنني أحبها أيضاً
حسناً أنا لا أمزح هنا فأنا أتذكر دائماً سهرها معي عندما كنت أمرض حتى أن معاملتها لي تتغير تماماً

"أمي من هذا الرجل؟ "

التفت ذلك الرجل نحوي لأصدم بتلك العيون الخضراء الصافية
لقد كانت ملامحه نسخة طبق الأصل على الانعكاس الذي دائماً ما أراه في النهر عندما يكون في مزاج جيد
هل هذا هو والدي ؟

تغيرت ملامح ذلك الرجل ثم اقترب مني ببطئ
شعرت بالرعب لأبدأ في البكاء بعد تذكري لشاجره المرعب مع المرأة التي كنت أعتبرها أمي
و هربت نحو خالتي علجية متمسكة في ثوبها لتحملني نحو صدرها و تمسح على شعري بلطف
كم أحب عندما تقوم خالتي علجية بتلك الحركة فهي تجعلني أرغب في النوم
أرخيت رأسي على صدرها أستمع إلى ضربات قلبها التي تشبه أصوات الانفجارات التي أسمعها من الحين إلى الآخر و التي تطلق بواسطة المروحيات الخاصة بجيش الاستعمار

تكلمت خالتي علجية و لكن هذه المرة بصوت قوي و مليء بالثقة
"أنظر يا بوعلام هذه ابنتك الصغيرة و الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة و تسمى ياقوتة و هذا كل ما تحتاج أن تعرفه عنها "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 01:38 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني



كنت متشبثة في والدتي أشعر بالرعب من هذا الدخيل المسمى بأبي
أنا لا أريدا أباً مثله
أنا أريد العودة إلى حياتي القديمة أنا و أمي علجية و ذالكما الأحمقان و فقط
أريد الاستمرار في النهوض باكراً فقط من أجل سقاية الأغنام ثم أبدأ في اللعب في الغابة قبل عودة أمي ثم أقوم بتحضير الغذاء
ذلك الروتين ممل و لكنه أرحم من الموقف الذي أنا عالقة فيه الآن
نعم إن جدولي ممتلئ و لا يوجد هناك مكان لدخيل مثله

اقترب مني ذلك الرجل المرعب يعرج مستندا ً على عكازته بينما أنا بقيت متشبثة بوالدتي التي لم تحرك أي ساكن و هي ترى هذا الوحش يقترب منا
انتزعني بقسوة من حضنها ثم رمقني بنظرة تفحصية
"أنت نحيلة جداً يجب عليك أن تسمني كم تبلغين من العمر؟ "

و أنا ما يدريني؟
أردت أن أجيب عليه و لكن نظرة أمي علجية التحذيرية أخرستني لتجيب هي بصوت هادئ و رزين
"في جوان ستكمل ربيعها العاشر "

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه
"جميل هذا جيد حسناً بعد سنتين من الآن سأقوم بتزويجك فأنا أمتلك رفيقاً شاباً يبحث عن زوجة و أنا متأكد من أنه سيسعد بهذه الفكرة"

أحسست بالانزعاج من هذه الفكرة فيبدو أنه يريد التخلص مني بأسرع ما يمكن و لكنني صمتت لأنني أعلم بأن أمي علجية ستقتلني إذا فتحت عن فمي فأنا أمتلك لساناً سليطاً و دائماً ما يوقعني في المشاكل

مرت سنتين منذ تلك المشكلة و تغيرت حياتي تماماً منذ عودة والدي فمهامي أصبحت مقتصرة على الطبخ فقط فقد وفر لنا أبي كل الإمكانيات المالية بفضل معاش تقاعده
كما أنني أصبحت صبية جميلة بشعري البني الحريري الطويل و بشرة الخمرية بسبب الشمس و عيوني الخضراء الصافية و لكن مع الأسف فإن قوامي لم يتغير فهو لا يزال قواماً طفولياً لا يحتوي على أية منحنيات
اه أيضاً لم أخبركم لقد تم تجنيد النوري بواسطة الجنود الفرنسيين
لقد كانت أول مرة بالنسبة لي
حقاً لقد كانت المرة الأولى التي أرا فيها دموع أمي علجية
لقد كانت تبكي بحرقة على فراق أخيها مما جعلني أشاركها بالبكاء بالرغم من أنني لم أكن في حياتي من محبي ذلك المزعج
بينما كانت ردة فعل مولود باردة مما جعلني أستغرب فالعلاقة بين هذه الأسرة حقاً غريبة جداً

اتكأت على شجرة الصنوبر العجوز أحدق في السماء و أفكر في مستقبلي المجهول
ترى مالذي سيخفيه عني مستقبلي المجهول
كان ذلك السؤال الذي يدور في دهني و لكن مع الأسف ستكون هذه اللحظة الأخيرة التي سأعيشها بسلام لأن حياتي ستقلب رأساً على عقب منذ هذه اللحظة بسبب هذا الزواج المزعوم
كل شيء بدأ في إحدى أيام شهر مارس الباردة عندما طلبت مني السيدة حسينة ملأ دلاء الماء من أجل سقاية أشجار الزيتون
أحسست بعدم الأمان من طلبها
فمند أن أعلنت خطوبتي من السيد عبد الكريم أصبحت معاملة السيدة حسينة لي مختلفة و كأنها كانت تغار مني
أبعدت تلك الأفكار الغبية من رأسي فكيف لإمرأة بمثل جمال السيدة حسينة أن تغار من مجرد طفلة شبيهة بالهيكل العضمي و لا تمتلك أية مفاتن
أطلقت تنهيدة طويلة فنحن في الأخير نحتاج القليل من المال فمخزوننا للملح يكاد ينفد و لا أظن أن ميزانيتنا الحالية تكفي لشراء كيس جديد
أبعدت تلك المخاوف الدفينة و ابتسمت لها
"حسناً خالة حسينة سأخبر أمي و بعدها سأذهب لإحضار الماء
و لكن بالمقابل أريد على الأقل عشرين فرنك فأنت تعلمين كيف يكون النهر في مثل هذا الوقت من السنة .."

ابتسمت لي السيدة حسينة و لكن بارتباك
أنا متأكدة من أنها تخفي شيئاً عني
"حسناً ياقوتة كما تريدين اجلبي لي الماء و سأقدم لك ستين فرنك كمكافأة "

عندما سمعت المبلغ تبخرت كل الشكوك التي تدور في رأسي $_$ فقد قررت أن أحصل على تلك المكافأة و لو زحفاً على بطني
ذهبت بسرعة نحو الخالة علجية من أجل أن أبشرها
عندما لمحتها و هي تحمل كومة من أحزمة اللفت على رأسها
"أمي أمي لدي لك أخبار سعيدة سأحصل على ستين فرنك كمكافأة "

تغيرت ملامح الخالة علجية لترتسم على وجهها ملامح الشك
"جميل و لكن لماذا؟ "

"لقد وعدتني الخالة حسينة بأن تعطيني ذلك المبلغ مقابل أن أجلب لها المياه من النهر "

"لا أنت لن تفعلي
أنا متأكدة من أن تلك الثعلبة العجوز تمتلك مخزوناً احتياطياً من الماء
كما أن الخروج في مثل هذا للوقت يعد انتحاراً لأن القوات الفرنسية قد بدأت في التجول من أجل تجنيد الشباب
و هل تعلمين ما سيحدث إذا رأو طفلة عذراء أمامهم؟
أنا أعارض أمر ذهابك و أما متأكدة من أن تلك الثعلبة الماكرة لن تعرض عليك مثل ذلك المبلغ مقابل أن تجلبي لها الماء فقط
أنا متأكدة من أنها تخطط لشيء ما"

"و لكن أمي نحن نتكلم عن ستين فرنكاً
نحن نحتاجها
نستطيع أن نشتري ما يكفينا من الملح لمدة سنة كما يمكننا شراء القليل من القهوة من أجل والدي هيااا أمي أرجوووووكِ"

"أنت لن تذهبي و هذا قرار نهائي إلا إذا كنت تريدين عصيان أوامري فأنت تعلمين ما ينتظرك "

"بلا أن سأذهب و سأكون حريصة على ألا يلمحني أي شخص
سأفعل أي شيء من أجل الستين فرنكاً "
قلت تلك الكلمات الغاضبة و غادرت
و يا ليتني استمعت لنصيحة الخالة علجية فهي قد كانت تريد مصلحتي بالرغم من معاملتها القاسية لي و لكنها استمرت بالإهتمام بي و لكنني كنت عمياء عن معرفة الحقيقة
ذهبت إلى السيدة حسينة و أخبرتها موافقتي لترتسم ابتسامة واسعة على وجهها

و لكنني قاطعتها قبل أن تلفظ بأي كلمة
"ولكنني أريد المبلغ الآن "

تنهدت تلك المرأة الجميلة
"حسناً أنا أعلم أعلم بأنك أذكى من أن تنفذي طلباً خطيراً بدون أية ظمانات سأعطيك أربعين فرنكا و الباقي تحصلين عليه عندما تعودين"

"كلا أنا أريد المبلغ كاملا و حالاً و إلا لن أنفد ما طلبتيه فأنا لست غبية و أذرك مدى الخطر المحدق بي"

استسلمت تلك الشابة و أعطتني المبلغ كاملا
ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهي و خبأت المال بعناية في ملابسي و بعدها حملت الدلاء و توجهت نحو النهر و كلي سعادة بالانتصار الذي حققته
كان النهر هائجاً و لكنني معتادة على مزاجه السيء
حملت الدلو الأصغر حجماً و توجهت نحو النهر رغبةً في التخلص من هذه المهمة المزعجة في أقرب وقت ممكن و التفاخر بالمال الذي جنيته أمام الأحمق مولود. (أخ السيد علجية الأصغر لمن لا يذكره)و لكنني توقفت فجأة عندما سمعت حركة غريبة و أصوات رجال يتكلمون بلغة لم أفهمها
لم يستوجب الأمر الكثير من التفكير لأكتشف ببساطة أن أمري قد كشف و أن أصحاب تلك الأصوات الغريبة هم جنود الاحتلال الفرنسي
وجدت نفسي حائرة بين أن أخاطر بحياتي و أحصل على الستين فرنك أو أهرب من المكان و بهذا أتخلى عن المال
و استنتجت في الأخير بأن حياتي هي أغلى من ستين فرنكاً لذلك قررت الهرب والنجاة بحياتي و لكن مع الأسف كان الأوان قد فات على الهرب
لا أستطيع نسيان تلك العيون الزرقاء المقيتة التي كانت تحدق بي بإزدراء ليغيرا من وجهتيهما و يتجها نحوي
الحقيقة أن مشاعر الرعب قد تمكنت مني مما جعلني غير قادرة على الحركة
اقترب مني أحدهما و أمسكني من وجنتي و بدأ يحدق في عينيني و ابتسامة ماكرة قد ارتسمت على وجهه
يبدو أن لون عيني المميز قد أثار اهتمامه
تكلم ببضع جمل غير مفهومة مع رفيقه و من ثم ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه
أمسك بقميصي البالي و مزقه بطريقة وحشية
لم يكن يتطلب الأمر الكثير من الذكاء لأكتشف بأنهم يحاولون سلب أهم شيئين أمتلكهما
حريتي و عذريتي
حسناً أنا لم أستسلم للأمر ببساطة فقد قاومت ببسالة لتلمع فكرة عبقرية في رأسي استغللت انحدار المكان و رميت بثقلي ناحية النهر
لم يستطع ذلك الرجل المقاومة ليقع برفقتي
حسناً الحقيقة لم أعتقد أن خطتي قد تنجح و لكن الشكر كله كان موجهاً للتربة الطينية المحيطة بالنهر فقد قامت بمساعدتي
تمسكت بغصن من أغصان الزيتون بينما ذلك الجندي الأحمق وقع في النهر
ابتسمت بانتصار لأن النهر سيتكفل بالباقي فمن المستحيل لأي شخص أن ينجو منه عندما يكون في مزاج سيء
رفعت نفسي للأعلى
لحسن حظي أنني كنت أمتلك جسداً نحيلاً و إلا لما تحملني ذلك الغصن و لكنت برفقته الآن
حسناً تخلصت من واحد بقي آخر و يبدو من ملامحه الغاضبة أنه لن يتركني بشأني
اقترب مني بخطوات ثابتة ثم صوب مسدساً نحو رأسي
لم أعلم ماهية ذلك الشيء الموجود بين يديه و لكن من ملامحه الواثقة عرفت بأنه سلاح خطر و قد يودي بحياتي
حاولت الهرب و لكن صوت الطلق الناري جعلني أتيبس في مكاني
اقترب مني ذلك الرجل و أمسكني من يدي
جرني نحوه و لكنني تمسكت بغصن الشجرة و لكنه هذه المرة قام بخيانتي و انكسر
حسناً لقد انتهت حياتي
أمسكت بالغصن و و بدأت ألوح به بطريقة عشوائية لأرغمه على الابتعاد عني و لكنه كان عنيداً و لم يتركني
بقيت أواصل كفاحي ليختم الامر بحركة لا إرادية
أدخلته في عينه اليسرى
صرخ ذلك الرجل بألم بينما أنا انتهزت الفرصة و بدأت بالركض بدون أي هدف ملابسي كانت ممزقة و شعري كان مشعثاً
ببساطة منظري كان مثيراً للإشمئزاز
ركضت و ركضت و لكن ذلك اللعين واصل الركض خلفي
لقد انتهى أمري
يا ليتني استمعت لخالتي علجية
لو فعلت ذلك لما وصلت إلى هذه الحالة
و لكن يد خشنة و مألوفة سحبتني نحوها
حاولت الصراخ و لكن تلك اليد كتمت عبراتي المتألمة و المرتعبة
بقيت صامتة أنتظر ذهاب ذلك الرجل و بعدها سأشكر منقدي فيبدو أنه لا ينوي على أي شيء سيء بما أنه لم يقدم على أية حركة لحد الآن
بقي ذلك الجندي الأعور اللعين يدور في الأنحاء لمدة تتجاوز النصف ساعة و بعدها قرر الاستسلام ليغادر و علامات الانزعاج بادية على وجهه
انتظرت حتى غاب عن نظري و بعدها التفتت لأشكر منقدي و لكن عيني اتسعتا عندما اكتشفت هوية هذا الملاك
لقد كانت خالتي علجية آخر شخص توقعت أن يقوم بإنقادي
رمقتني بنظرات معاتبة
"لقد توقعت أن يحدث شيء مشابه
أنت أيتها الحمقاء اللعينة ألم أخبركِ بألا تذهبي؟ "

أجهشت بالبكاء و تمسكت بها أدرف دموع الألم
"لقد كنت خائفة حقاً أمي ؛لقد كنت خائفة ؛أرجوك فلنعد إلى المنزل أمي أنا حقاً أريد النوم؛ أنا حقاً بحاجة إلى النوم أمي "

ربتت على شعري بلطف
أحسست بعدة مشاعر متضاربة
بالحب لأمي العزيزة
و بالحنق على نفسي التي لم تستطع أن تلمح حقيقة معدنها
أبعدتني عنها فجأة و ملامح جدية مرسومة على وجهها
"أنت لا تستطيعين العودة خاصة بهذه الحالة كما أن تلك الوغدة حسينة قد قامت بنشر إشاعات عنك و ذهابك و أنت بهذا المنظر الشنيع سيؤدي إلى قتلك من طرف والدك انتقاماً لشرفه المزعوم "

"لكن أمي لقد حميت نفسي أنا أقسم بأنه لم يحدث أي شيء"

"و هل تستطيعين إثباة ذلك؟ "

أنزلت عيني نحو الأرض و بدأت دموعي الصامتة تنهمر من عيني بدون توقف
يا ليتني استمعت لنصيحة خالتي علجية
"و مالذي سنفعله هل سأموت؟ "

أنا لا أستطيع نسيان ابتسامة الخالة علجية
لقد كانت ابتسامة تحمل قدراً كبيراً من الغضب و المكر فعلى ما يبدو فهي تمتلك خطة بالفعل

"أنت ستذهبين إلى قسنطينة أنا كنت أخطط لكي أبعث مولود إلى هناك لأنني لا أريده أن ينظم إلى الخدمة العسكرية فقد تمت التضحية بأخي الآخر لذلك لا أريد أن أخسر أشخاص أعزاء و لكن قضيتك الآن أكثر أهمية فلو أنني لم أسمح لك بالذهاب لما حدث الذي حدث "

في تلك اللحظة اعترتني عدة مشاعر و أولها الشك
فمالذي يضمن لي أن هذه العجوز لم تكن متواطئة مع اللعينة حسينة؟
و لكنني تذكرت حضنها الدافئ و إنقادها لي في آخر لحظة
"و لكن...."

"خمس سنوات ياقوتة ستعيشين خمس سنوات على أنك مولود؛ هناك قريب لي يعيش قي تلك المدينة خدي معك هذا العنوان و أريه لأول شخص تقابلينه و سيدلك على المكان و أعدك أنه عندما ستعودين ستجدين تلك اللعينة حسينة تحت قدميك تطلب منك السماح "

نظرت لها و علامات الحزن بادية على وجهي فعلى ما يبدو أنه الفراق
أنا حقاً لا أريد أن أفترق عن أمي
لا أريد أفترق عن المرأة التي ربتني
بالرغم من تصرفاتها الباردة و القاسية نحوي غير أنها تبقى المرأة التي كانت و لا تزال أقرب الناس بالنسبة إلي
انسابت دمعت يتيمة من عيني تحوي مشاعري المتألمة
مشاعر الألم و الحزن
و مشاعر السعادة
نعم السعادة فيبدو أنها تحبني بقدر ما أنا أحبها
اقتربت مني خالتي علجية
"حسناً ياقوتة تعالي معي "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 01:39 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث


لم أبد أية معارضة و رافقتها و ألف سؤال و سؤال يدور في رأسي
فكيف وصلت في الوقت المناسب
هل هي كانت مجرد صدفة أم أنه مخطط له
لا أريد أن أصدق ذلك فأنا حقاً أحبها
رغم معاملتها القاسية لي
إلا أنها كانت تظل ساهرة علي عندما أمرض كما أنها تقوم بضفر الملابس الصوفية من أجلي
أعلم بأن هذه مجرد أمور بسيطة كما أعلم بأنها ليست والدتي الحقيقية و لكن.. و لكن حقاً أريد أن أصدق بأنها لا تمتلك أي دخل
أعلم بأنكم متفاجئون من أفكار فتاة لا تزال في الثانية عشر من عمرها و لكن أوضاعنا الحالية تستلزم مني الفطنة و الذكاء كما تعلمون
أخدتني نحو كوخ مهجور

"ياقوتة أنت ستظلين هنا لهذه الليلة و غدا سأجلب لك كافة مستلزمات الرحلة هناك فراش قديم و لكنه جيد كما أنه لا يحتوي على أية حشرات "

شعرت بالرعب و بعضاً من الشك فهل حقاً يجدر بي الثقة بها
نحن نتكلم هنا عن فتاة لا تزال في الثانية عشر من عمرها قلبت حياتها على عقب بين ليلة و ضحاها
ولكنني آثرت أن أصدقها بل أجبرت نفسي على تصديقها
أومأت لها بالإيجاب و ابتسامة صغيرة مرسومة على وجهي

رمقتني بنظرة حانية نسفت جميع شكوكي نسفاً

"انتظريني ياقوتة أنا حتماً سآتي غداً و سأجلب لك كل ما تحتاجينه اصبري لهذه الليلة فقط "
ثم غادرت بهدوء

بقيت أتسمع لخطواتها الثابتة و هي تغادر
بقيت تخف شيئاً فشيئاً إلى أن عم الصمت
أغمضت عيني بحزن ثم تذكرت بأنني لم أقم بأي فرض من فروضي
أنا لم أصلي أي وقت من صلواتي
يال سعادتي هذا ما كان ينقصني
من أين لي الآن أن أجلب الماء من
المستحيل أن أنزل إلى للنهر مجددا فربما أجد ذلك اللعين الأعور في انتظاري
تذكرت فجأة جارتنا السيدة زهيرة عندما أصيبت بحرق شديد على مستوى الدراع اليسرى لتنصحها الحكيمة بعدم استعمال الماء لمدة شهر كامل
تذكرت حركاتها التي كانت تقوم بها قبل كل صلاة
حسناً أنا أعلم بأنني لست مصابة بحرق و لكنني حقاً خائفة
أنا لا أستطيع النزول إلى النهر و لا أمتلك أي مياه بحوزتي حاليا
أطلقت تزفيرة طويلة و رفعت رأسي للسماء
يا ربي أنت أعلم بحالي و لولا ظروفي لآثرت أن أتوضأ كما أمرتني اللهم اغفرلي و اقبل مني صلاتي
قلدت جميع حركات السيدة زهيرة
وبدأت في الصلاة
لم أحس بنفسي و أنا أسلم ختاماً لصلاة العشاء لأخر نائمة بهدوء فالطمأنينة التي أكستنيها الصلاة طغت على جميع مشاعر الشك و الخوف المتكومة في داخلي
مر الليل بأسرع مما كنت أتوقع لأستيقد على صوت مألوف
صوت خشن و لكن يحتوي على الكثير من الحنان
الذي اكتشفت بأنه دائماً ما كان يحتويه صوتها عندما تقوم بتوبيخي
أنا حقاً شخص سيء لأشك بإمرأة رائعة مثل أمي

"استيقضي أيتها الكسولة أنا حقاً لا أستطيع أن أصدق بأنك تستطيعين النوم حتى في مثل هذه الظروف "
أمسكت مقص
"أولاً علينا أن نغير من مظهرك فأنت الآن ستتقمصين شخصية ذلك الغبي مولود
أمسكت بظفائر شعري الحريرية و التي دائماً ما كنت أتفاخر بها أمام جميع الفتيات اللاتي بسني و قامت بقصها الواحدة تلو الأخرى
"أيضاً أريد منك يا ياقوتة ألا تثقي بأي شخص سوى ذلك الرجل و ألا تخبريه بحقيقتك أخفي جنسك عن الجميع لا تسمحي لهم بأن يكتشفوا بأنك فتاة فالعالم في الخارج خطر خاصة على الفتيات أمثالك "
أمسكت بحقيبة غريبة مصنوعة من الحلفاء
"خذي هذه معك فهي ستكون السبب في نجاتك "

حملتها و فتحتها لأتفقد ما كانت تحتويه و كم كانت صدمتي عندما لمحت كل تلك المأكولات لا بد أنها استعملت جل المخزون الاحتياطي للشتاء القادم أيضا وجدت سكيناً غريباً و مقصاً و الكثير الكثير من القطن لم أصدق ما أراه فالقطن جد غال

"لا ترمقيني بمثل هذه النظرات ستحتاجينه عاجلاً أم آجلاً لقد أنفقت جميع مدخراتي من أجله و آمل أن تكفيكي "
ثم غادرت بدون أن تنطق بأي كلمة لتبدأ

رحلتي نحو مدينة قسنطينة عاصمة الشرق

.
أطلقت تزفيرة طويلة فهذه ستكون بداية جديدة
نزلت إلى سفح الجبل و ألقيت نظرة أخيرة على موطني العزيز
حسناً لقد بدأت أفهم شعور حب الوطن
ربما ..
لا أدري فهذا هو آخر همي
حسناً حسب قول أمي علي أن أتجه نحو الجهة الجنوبية الشرقية و لكن المشكلة أنه في وسط بلدية سيدي عبد العزيز ستتواجد قرية فرنسية
تنهدت بحنق عندما عادت إلي صورة أولئك الجنديان اللعينان
مشيت بهدوء متجاهلة كل ما يحيط بي
تجاهلت تلك العيون الزرقاء المقيتة التي تحدق بي بإشمئزاز
ربما بسبب ملابس الرثة
تجاهلت نظراتهم فهم أسوأ مني لأنهم يرتدون ملابس بلدنا
يرتدون ملابس هي من حقنا نحن و ليس هم
تجاهلت تلك المشاعر الغاضبة و أكملت سيري
اخترت أن أمشي في الطريق الموازي للبحر كان المنظر جميلاً حيث تختلط خضرة الجبال مع زرقة البحر بالرغم من أن الطريق كانت وعرة جداً
كانت أغلب الطريق خالية من الناس لم يكن هناك أثر لأي أحد أغلب أيامي كنت أقديها إما في السير أو الصلاة الطعام و النوم
مرت أربعة أيام على رحلتي و مخزون طعامي كله قد نفد بالرغم من أنني حاولت تقسيمه بطريقة متساوية و لكن العفن نال منه بسبب شدة الرطوبة
لم أرد أن أخاطر بصحتي لذلك قمت برميه و ها أنا ذا أكاد أموت من شدة الجوع و الإعياء
أكملت مسيرتي محاولة كبح تعبي و إعيائي و فجأة بدأت معالم المدينة تظهر أمامي


كما أني استطيع سماع ضجيج المدينة
ابتسمت بسعادة فقد وصلت إلى هدفي و لم يبق لي سوى البحث عن الشخص الذي أخبرتني عنه خالتي علجية
ارتسمت ابتسامة رضاً على وجهي و لكن فجأة بدأت الأصوات في التداخل فيما بينها و أخر على الأرض بعد أن نال مني التعب و الجوع
..
لا أدري كم مضى من الوقت بالتحديد و أنا بتلك الحالة أحسست بشيء ناعم لم يسبق لي أن نمت على مثله في حياتي
أحسست بقرب شخص ما مني
فتحت عيني لأفاجأ بعيون زرقاء ترمقني بنظرات متسائلة
أحسست بالرعب
يبدو أن حياتي اقصر مما كنت اتوقع
سأموت هنا
يال حياتي البائسة
كان شاباً ربما في مثل عمر ذلك الأحمق النوري أو أصغر منه بقليل (لمن لا يتذكره النوري هو شقيق علجية الأكبر من مولود)

لاحظ ذلك الشاب إفاقتي من تلك الغيبوبة القصيرة ليجلب لي بعض الخبز و الجبن و كأسا ًمن العصير
رمقته بنظرة شك لكنه أومأ لي
لأهجم على الطعام
لا تلوموني لقد كدت أموت من الجوع
نطق بعدة كلمات غير مفهومة
لابد أنها لغتهم المزعجة
لاحظ عدم استجابتي ليقترب مني بشكل غير مريح
أحسست بالرعب لأخرج السكين الذي أعطتنيه خالتي علجية و أشهره في وجهه

اتسعت عينا ذلك الشاب
"لحظة لحظة أنا لن أقوم بإيدائك أيها الفتى "




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-03-19, 04:23 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الرابع


اتسعت عينا ذلك الشاب
"لحظة لحظة أنا لن أقوم بإيدائك أيها الفتى "

أخفضت سكيني بعد أن سمعت تلك الكلمات
لا اصدق بأنه يتكلم لغتنا
"ككك كيف لك أن تستطيع التكلم بلغتنا بمثل هذه الطلاقة و انت تمتلك مثل هذه العيون ؟من أنت بالتحديد؟"

ضحك ذلك الشاب
"أنت شخص وقح أتعلم هذا؟ أنا لا أفهمك.. كيف لك أن تعامل الشخص الذي قام بإنقادك بمثل هذه الطريقة أيها الغر؟"

"وو ولكن أن...أنت.. أنت منهم أنت تمتلك مثل عيونهم أنت قاتل مثلهم و لكن ما لا أفهمه كيف لك أن تتكلم بلغتنا بمثل هذه البساطة لماذا كلفت نفسك بتعلم لغة أناس لا تعتبرونهم بشراً أصلاً"

"مهلاً مهلاً ما كل هذه التهم؟ حسناً لا أدري لماذا و لكنني سأجيبك على كل أسئلتك نعم أنا أتكلم لغتكم و بطلاقة تامة كما أني أمتلك دماءً فرنسية و هذا واضح من هيئتي و لكن جدتي من والدتي هي جزائرية و هي من علمتني لغتكم بالرغم من أن أمي لا تجيدها حسناً إذا فهمت أكمل طعامك و غادر قبل أن يقبض عليك الجنود فأنت لا تمتلك تصريحاً لذخول مدينة كبيرة مثل قسنطينة و هذا سيتسبب في خلق مشاكل كبيرة "

"إممممم هكذا إذن أنت ربع جزائري صحيح؟ و هذا هو سبب تكلمك. بلغتنا.. أنا لا أهتم بأي شيء كل ما أريده هو أن تذلني لهذا العنوان "

أطلق تزفيرة طويلة
"حسناً أظن أنني لا أمتلك خياراً آخر سوى أن أذلك. على العنوان و لكن أبقي أمر لقائنا طي الكتمان فأنا لا أريد أن أدخل في مشاكل بسبب طفل ذو لسان سليط مثلك "

أحسست بسعادة عندما سمعت كلماته و لكنني أخفيتها بسهولة
"و من يريد التكلم عن شاب مزعج مثلك فقط أسرع و خدني إلى ذلك العنوان"

"حسناً إذن أيها الغر سليط اللسان اتبعني و لا تبتعد عني لأنني لن أبحث عنك إذا ضعت "

تنهدت بحنق و لكنني أومأت بالإيجاب فلا فائدة من الجدال معه كما أنه أكبر مني سناً و ليست من عاداتي أن أتكلم بقلت احترام مع من هم أكبر مني و لكن لا أدري لماذا ارتحت لهذا الشاب صاحب العيون الزرقاء

كنت أسير وراءه حريصة على ألا يبتعد عني و لو لثانية
كان يمتلك جسداً طويلاً أطول من والدي بمراحل و منكبين عريضين لكن الخاصة بوالدي أعرض و أقوى كما أنه وسيم لحد ما و لكن بالتأكيد أبي أوسم منه بمراحل
و فجأة دخلنا إلى مناطق سكنية
اتسعت عيناي بصدمة من كثرة الناس و الضجيج بالإظافة إلى تلك البنايات الغريبة و الكثيرة فأنا لم أكن معتادة على مثل هذه الأجواء فالمنطقة التي أتيت منها تتمتع بالهدوء كما أن أقرب جار منا يبعد عنا مسافة تزيد عن الأ بعة أمتار
أحسست بنفسي ضائعة في هذا الزحام الرهيب
و ما لفت انتباهي و زاد من حيرتي تلك المرأة التي مرت بجانبي لقد كانت ترتدي الحايك و تسير في الشارع من ذون أية مضايقات
لا أعرف ماهية المشاعر التي خالجتني في تلك اللحظة أهي السعادة الاعتزاز أم الاستغراب
لكنني لم أهتم فكل ما علي فعله هو الوصول إلى صاحب هذا العنوان الغريب
كنت غارقة في أحلامي و لم ألاحظ توقف ذلك الشاب عن السير لأصطدم بظهره
"ها أنت .. لما توقفت؟ "

التفت إلى وعلامات الانزعاج بادية على وجهه
"اسمع أيها الغر لقد كنت أريد أن أوصلك بنفسي و لكنني لا أريد التورط معك و نحن هنا في قسنطينة مدينة كبيرة و مليئة بالعسكر على عكس قريتك الحبيبة و أنا لدي مكانتي و لن أخاطر بها من أجل طفل سليط اللسان ناكر للمعروف تعرفت عليه تواً "

تنهدت بحنق
"كفانا من فلسفتك الحمقاء و أخبرني بالمختصر المفيد حسب ما فهمت فأنت لا تريد أن تكمل معي "

أطلق ذلك الشاب تزفيرة طويلة
يبدو أنه قد سئم من إزعاجي
حسناً أنا لا ألومه فحتى أنا لا أستطيع فهم نفسي أحياناً

"أنظر أيها الطفل لقد وعدت بمساعدتك و أنا لن أخلف وعدي أنظر أترى ذلك المنعطف الذي بجانب محل الخضر؟ أدخل إليه ثم التفت جهة اليمين أكرر اليمييين على مسافة بضعة خطوات ستجد هناك رجلاً عجوز يعمل كحداد هو الشخص الذي تبحث عنه "

حفظت تلك المعلومات بسرعة فأنا معتادة على مثل هذه الأمور و ابتسمت بسعادة
"شكراً لك حقاً شكررً لك لقد أنقدت حياتي لمرتين و لا أعلم كيف أرد لك معروفك الوداع أيها الربع شقيق"

ضحك ذلك الشاب
"الوداع يا سليط اللسان "

مشيت بسعادة حسناً هذا هو المنعطف الذي تكلم عنه أمم قال اتجه يميناً
لا أكذب عليكم لم أكن حينها أفرق بين اليمين و الشمال إلا بطريقة غبية و هي أنه توجد ندبة في يدي اليسرى
حسناً أنا لا أفتخر بهذا و لكنني لحد الآن لا زلت أعتمد على هذه الطريقة أحياناً
نظرت في يداي ثم نظرت إلى الطريق
و الآن أي يمين كان يقصد ذلك الأحمق
حسناً فلنجرب كلا اليمينين و نبحث عن الحداد المزعوم
ذهبت أولاً على يميني سرت و سرت و سرت و لم أجد أي أثر لأي حداد
أكملت المشي حتى وصلت إلى طريق مسدودة و هناك تأكدت من أنه لم يكن الطريق الصحيح و يبدو أنه كان يقصد يمين الطريق لا يميني أنا
ذلك المعتوه اللعين ألم يكن عله أن يفصل أكثر
أكملت سيري و علامات الانزعاج بادية على وجهي
و لكنني و أثناء سيري لاحظت تلك النظرات المرعبة المصوبة نحوي
و لكنني حاولت تجاهلها
كان سكان ذلك الحي ذو ملامح مرعبة تشبه المجرمين و لكنهم ليسو فرنسيين و أنا متأكدة من ذلك
تجاهلتهم و أكملت سيري حتى وصلت إلى نقطة البداية
الآن علي السير في الاتجاه المعاكس و لكن هذه المرة وجدت مبتغاي بسرعة
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهي و اتجهت نحو ذلك الحانوت المتواضع
كان فارغاً فآثرت أن أنتظر مجيء صاحبه و أنا في الداخل
لم أعر أي اهتمام للأرض الوسخة فقد نال التعب مني لأخر جالسة ثم بعدها سمحت لنفسي بأن تأخد قسطاً من الراحة
لا أدري كم الوقت الذي أمضيته نائمة و لا منذ متى وصل سيد المحل كل ما أذكره أنني استيقظت بعد سماعي للضجيج الذي يخلف اصطدام المطرقة بالسندان

التفتت إلى مصدر ذلك الصوت المزعج و الذي يشبه صوت القنابل التي تلقيها فرنسا على قمم الجبال مرة في السنة و كأنه عمل روتيني بسبب حملات التمرد المتزايدة على قوانينها الجاحفة في حقنا نحن الجزائريين و على رأسها قانون التجنيد الإجباري و قانون الإندجينا. (قانون الأهالي )و الذي يجعل من الجزائريين مجرد مواطنين من الدرجة الثالثة و يحق للأوروبيين قتلهم بدون حساب و لا عقاب كما أنه يتم معاقبة الجزئريين المشكوك في أمرهم من دون محاكمة حتى
المهم نعود إلى موضوعنا الأساسي
كان مسبب ذلك الصوت رجلاً ربما في عقده الخامس كان يمتلك جسداً قوياً مفتول العضلات
على الأرجح بسبب عمله
كان منهمكاً في عمله لدرجة أنه لم ينتبه لاستيقاضي
بقيت أراقبه باهتمام فهذا سيكون منزلي الجديد على الأرجح
حاولت النهوض من مكاني و لكنني تعثرت و وقعت على رأسي مصدرةً صوتاً مزعجاً
أخيراً انتبه ذلك الكهل المزعج لي
كنت أشك بأنني سأقضي الليلة هنا بدون أن ينتبه لي حتى
"أه عذراً سيدي أنا أنا أممم.. "
أحسست في تلك اللحظة و كأن لساني قد خانني
و كأنني أصبحت بكماء من شدة التوتر
لم أجد أي شيء لأقوله و أنا في مثل تلك الحالة الحرجة
و فجأة تذكرت تلك الورقة
علي أن أجدها فهي الشيء الوحيد الذي سيخرجني من هذا الموقف المحرج فأنا لا أمتلك أي مكان للبقاء فيه و قد سئمت من النوم في العراء
بدأت في التفتيش في ملابسي و في جيب سروالي المهترئ بحثت و بحثت و لكن لا أثر ثم أمسكت حقيبتي المهترئة و التي لا تحتوي سوى على ملابس مهترئة لذلك الأحمق مولود أعطتني إياها خالتي علجية و كومة من القطن
و لكن و لحظي الرائع لم أجدها
"انتـ... انتظر سيدي. سأجدها حسناً أنا متأكد من أنني وضعتها قي مكان ما أرجوك انتظر لحظة "

أطلق ذلك الكهل تزفيرة طويلة ثم أدخل يديه الضخمتين و الخشنتين في جيب سرواله المهترئ ثم أخرج ورقة تشبه لحد ما الورقة التي أعطتنيها خالتي علجية

لحظة لا يمكن أن تكون هي نفسها
اتسعت عيناي بصدمة



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-03-19, 10:17 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس

"انتـ... انتظر سيدي. سأجدها حسناً أنا متأكد من أنني وضعتها قي مكان ما أرجوك انتظر لحظة "

أطلق ذلك الكهل تزفيرة طويلة ثم أدخل يديه الضخمتين و الخشنتين في جيب سرواله المهترئ ثم أخرج ورقة تشبه لحد ما الورقة التي أعطتنيها خالتي علجية

لحظة لا يمكن أن تكون هي نفسها
اتسعت عيناي بصدمة

ليطلق ذلك الكهل العملاق ضحكة مستهزئة فقد قرأ أفكاري بسهولة
"أتظن بأنني سأبقيك هنا بجانبي و أدفع عنك الظرائب فقط بسبب رسالة غبية من تلك الحمقاء المزعجة اسمع أيها الغر أنا حقاً لا أحب شقيقتك كثيراً صحيح أنني أدين لها بالكثير و لكن هذا لا يعني أن أتكفل بشقيقها المدلل اسمع أيها الغر انا لست جليسة أطفال لذا عد لقريتك فأنا لا أريد أن أتورط مع طفل غريب مثلك"

أنا أتذكر جميع المشاعر التي خالجتني حينها من حزن و خيبة أمل و رعب
أجل رعب
فقد عادت لذاكرتي تلك النظرات المرعبة التي كانت مصوبة نحوي من طرف أولئك المشردين المرعبين
لأنفجر بالبكاء
أتذكر جميع كلماتي
"سيدي أرجوك أرجوك سأفعل ما تطلبه مني سأعمل لديك كخادم سأنظف المكان و أحظر لك الطعام فقط لا تتركني وحيداً أرجوك أنت تعلم بأن هذه المدينة خطيرة كما أن جيجل تبعد عن قسنطينة بمسافة كبيرة حتى أنني كدت أموت في طريقي إلى هنا أرجووووك أنا أعدك بأنني سأكون شخصاً مطيعاً "
كانت دموعي تسيل بدون توقف
كيف لا وحياتي على المحك

أطلق ذلك الرجل تزفيرة طويلة تنم عن انزعاجه
"حسناً حسناً توقف عن النحيب مثل النساء أنت ستبقى هنا"

صمتت فجأة عند سماعي لمثل تلك الكلمات لم أصدق أدناي
هل حقاً سمح لي بالبقاء
من فرط سعادتي ارتميت في حضنه و أنا أضحك

أبعدني عنه بصعوية و علامات الانزعاج بادية على وجهه
"لا داعي لكل هذه السعادة فبقاأك هنا بجانبي لن يكون بالمجان فأنت ستكون المسؤول عن غسيل الملابس الطبخ و تنظيف المكان كما أنني سأقوم بتعليمك بعضاً من مهارات هذه المهنة فربما سأحتاجك في المستقبل القريب "

ابتسمت بسعادة فقد تم إنقاد حياتي و لن أضطر للنوم في العراء ثانية
"أنا أعدك بأنني سأكون عند حسن ظنك عمي و لن أقوم بتخييب أملك و لكن أولاً هل يمكنك إخباري عن اتجاه القبلة و عن مكان مناسب للوضوء فأنا لم أصل بعد صلاة الظهر "

فتحت عيناي ببطئ كان المنظر مشوشاً في البداية و لكن أخيراً بدأت تتضح لي معالم المكان الذي أنا فيه حالياً
اتسعت عيناي بصدمة لأقف بسرعة فهذا المكان غير مألوف
أين أنا؟
كان هذا أول سؤال طرحته على نفسي و لكن شيئاً فشيئاً بدأت ذكريات البارحة تعود إلى ذهني
ابتسمت بسعادة ففي الأخير نجحت خطتي و سأستطيع العيش هنا لبضع سنوات
تمتمت بصوت منخفض و عينين حالمتين
"آه كم اشتقت إليك خالتي علجية "
و لكنني صمتت فجأة عندما سمعت تلك الحركة الخافتة
التفتت مدعورة و لكن سرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهي
"صباح الخير أيها العم بوزيد "
لقد عرفت اسمه من محاورة بسيطة دارت بيننا بعد أن قمنا بصلاة العشاء بالطبع حرصت على أن أصليها مرة أخرى عندما كان نائماً فهو لا يعلم بأنني فتاة و علي تغطية رأسي و إلا لما قبل بقائي معه

"كفانا إضاعة للوقت أسرع و حضر لي الفطور ثم قم بتنظيف المكان سأحاول إخفاء أمر وجودك عن العسكر الفرنسي فلا رغبة لي لدفع ضريبة على فرخ أحمق مثلك أيضاً إحرص على أن تبقي أشياءك الشخصية بعيداً و لا تخرج من المحل أبداً فهناك الكثير من الخونة في هذا المكان الذين باعوا انتمائهم بأثمان بخسة"

ابتسمت مرة أخرى و أومأت له بالإيجاب
"أعدك أيها العم بأنني سأكون مثل الشبح و لن يحس أي أحد بوجودي "

"كفانا ثرثرة أنا أتضور جوعاً أسرع و حضر الطعام"

كان محل العم بوزيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام الورشة و هي المكان الذي يعمل فيه غرفة العم بو زيد و هي مكان محظور و يحرم علي الاقتراب منه و المطبخ و هو بمثابة غرفتي حالياً
لم أجد شيئاً صالحاً للأكل ما عدى الرايب. (الزبادي)و بعض الدقيق و الزيت حسناً في حالات مشابهة كنت لأقوم بطبخ الكسرة


و لكن هذا سيكون مثيراً للشك فكيف لفتىً أن يجيد القيام بهذا لذلك قررت أن أقوم بسلق البيض الذي وجدته و قدمته له مع الرايب
حسناً هذا بمثابة فطور
جلبت له الطعام و تركته أمامه
رمقني بنظرة غريبة ثم بدأ في تناول طعامه من دون أن يقدم أية شكاوي و لكنه تعمد على الإبقاء لي نصف كوب من الرايب و بيضة مسلوقة
رمقته بنظرة متسائلة فقد فهمت مقصده و لكنني أردت أن أتأكد فماذا لو كان يريد إدخارها لحين يجوع أنا سعيدة كفاية بإيجادي لسقف يحميني و لم أكن أريد أن أخسره بسبب سوء فهم غبي
مشيت بعيداً فلا زال علي أن أقوم بمهام التنظيف و لكن يداً خشنةً قامت بإمساكي و منعي من أن أتقدم خطوة أخرى

"إلى اين تظن نفسك ذاهباً أيها الغر ؟"

"بالطبع لكي أقوم بمهام التنظيف هل ظننت بأنني سأتهرب من مهامي؟ "

"بالتأكيد أنت لن تتهرب منها و إلا ستودع السقف الذي يأويك و ستغادر في رحلة ذهاب دون عودة "

"إذن لماذا منعتني من الذهاب؟ "

أطلق ذلك العجوز تنهيدة طويلة تنم عن سأمه من غبائي الذي فاق الحدود في عينه و لكنني لم أكن اريد أن أسيء الفهم فقط
يبدو أنه لا يريد أن يطلب مني أن أتناول الفطور حسناً يبدو أن خلف هذا المظهر القاسي و الوجه المتحجر قلباً رقيقاً و لكن كبريائه يمنعه من إظهاره للآخرين
"شكراً لك عمي بو زيد تناولت كأس الرايب و شربته دفعة واحدة ثم أمسكت بالبيضة المسلوقة و دفعتها في فمي "

كان العم بو زيد يرمقني بنظرات غريبة و لكنني تجاهلتها فالجوع يكاد يفتك بي
"حقاً أشكرك عمي أنت حقاً ملاك على الأرض "

تغيرت ملامح العم بوزيد و شبح ابتسامة كادت أن تظهر على وجهه و لكنه قتلها قبل أن تظهر
"لا تغتر بنفسك فأنا لم أكن أريد أن أقوم برمي الطعام لذلك أعطيته لك و من الآن فصاعداً أنت ستقوم بتناول بقايا طعامي و لكن لا تغتر بنفسك و تقوم بالإسراف من أجل أن تتناول طعاماً أكثر فهناك ميزانية خاصة للطعام كل شهر و عليك احترامها فأنا لست بالشخص الغني كما تعلم و إلا سأقوم بطردك من المنزل و لن تجد مكاناً تبات فيه "

"أمرك عمي أعدك بأنني سأحترم ميزانيتك فأنا معتاد على التقشف كما تعلم "
ثم انطلقت أنظف المكان لقد كان وسخاً لدرجة لا تصدق و برادة الحديد منثورة في كل مكان
يا لسعادتي يبدو أنني سأموت قبل أن أكمل عملي
أبعدت تلك الأفكار السوداوية فالعمل هنا كخادمة أرحم لي من الفضيحة التي تنتظرني في موطني الأصلي

مر شهر على عيشي مع العم بو زيد كانت جل أيامي تمضي في الطبخ و التنظيف و أحياناً كان السيد بو زيد يقوم بتعليمي حرفته التي توارثها أباً عن جد
اعتدت على حياتي معه فقد كان كل شيء يسير على خير ما يرام طالما أنا مطيعة لأوامره و لكن فجأة أحسست بألم غير ضاعتيادي في بطمي
ذخلت الحمام و لكن و يال المفاجأة لقد كانت ملابسي مليئة بالدماء أحسست بالفزع في الأول و لكنني بدأت أهدأ فعلي أن أخفي الأمر عن العم بو زيد و إلا سيكتشف هويتي
سؤال واحد بقي يدور في رأسي
مالذي علي فعله في مثل هذا الوقت؟
لحسن الحظ كان الوقت ليلاً و السيد بو زيد الآن يغط في نوم عميق مما سيسمح لي بالتفكير بروية من أجل التخلص من هذه المصيبة التي أوقعت نفسي فيها
بقيت أسير مجيئاً و إياباً فس المطبخ إلى أن تذكرت كمية القطن الكبير التي أعطتني إياها خالتي علجية
ابتسمت بسعادة فيبدو أنها فكرت في المستقبل من أجلي حتى أنها ضحت بجميع مدخراتها فقط من أجلي حسناً فبفضل مزاجها الغريب و معاملتها السيئة لي استطعت التأقلم بسهولة مع العم بو زيد غيرت ملابسي و ارتديت سروالاً أسود فقط من أجل ألا أفضح و بالطبع القطن و عدت للنوم
و قي صباح اليوم التالي استيقظت لأجد باب المطبخ مقفولاً و سمعت أصوات رجال لم يسبق لي أن سمعتها و لكن لم يمض و قت طويل لأكتشف بأنهم فرنسيون بسبب لغتهم المزعجة
كانوا يتكلمون مع السيد بوزيد بلكنة مستهزئة و كأنهم لا يعتبرونه بشراً حتى
شعرت بالحنق و بالغضب و لكنني كتمت غيضي فعلي ألا أصدر أي صوت فلحد الآن يبقى أمر وجودي هنا سراً و لا أحد يعرف به و لا حتى زبائنه الذين يترددون عليه و لكنني حقاً لا أشعر بالإرتياح لمثل هذا الوضع فلدي شعور بأن الأمور لن تبقى على هذا الحال و لكن لدي أمل أن يخيب إحساسي بالرغم من أن هذا الأمر نادر جداً
قررت أن أقوم بطبخ الإفطار ليتما يغاذر أولئك الحمقى
لم يمض الكثير من الوقت لأسمع صوت الباب يفتح
ارتسمت ابتسامة لطيفة عندما لمحت ذلك الوجه المألوف
"أهلاً عمي بوزيد حظرت فطورك "
أطلق ذلك العجوز تزفيرة طويلة

"أحياناً تجعلني أحس و كأنك فتاة فأنت تجيد التنظيف إعداد الطعام و حتى غسل الملابس أنت حقاً زوجة مثالية"

شحب وجهي حين سماعي تلك الكلمات و لم أقم بتحريك ساكن أعلم بأن هذا كان غباءً مني و لكن ماذا تتوقعةن ؟لقد كانت ردة فعل تلقائية فلقد كنت خائفة من ان يكون قد اكتشف أمري خاصة بأنني وصلت لمرحلة البلوغ و هذا مقاً مرعب لأنه يتطلب مني أن يكون أكثر حذراً

تنهد ذلك العجوز
"حسناً حسناً أنا اعلم بأنني أزعجتك هناك القليل من اللحم سنتناوله اليوم كإعتذار فأنا أعلم بأنه من المؤلم التشكيك في رجولتك "

ابتسمت بسعادة فلقد مضى زمن طويل منذ آخر مرة تناولت فيها اللحم

مضى اليوم بسرعة و قبل أن أذهب لأنام لاحظت ضوءً غريباً ينبعث من غرفة العم بوزيد
و بعد مد و جزر و صراع دام لمدة دقائق معدودة قررت أن ألقي نظرة طفيفة
بالرغم من أنها فكرة سيئة
اقتربت من غرفة العم بوزيد و لكن و قبل أن أدخل سمعت حركة غريبة داخل الغرفة
أول فكرة دارت في خلدي أن أمري قد كشف لذلك هربت نحو المطبخ و تظاهرت بالنوم منتظرة أن يأتي عمي بوزيد و يقوم بنهري و لكن هذا لم يحدث
انتظرت و انتظرت إلى أن غلبني النعاس
و في الصباح استيقظت كالعادة قمت بواجباتي من تنظيف و إعداد للفطور و بعدها جاء عمي بوزيد و تناول طعامه بدون أن ينطق بأية كلمة
يال حسن حظي يبدو أنه لم يكتشف بأنني حاولت التجسس عليه بالرغم من أن هذا الأمر لم ينفع فأنا لم استطع أن أرى أي شيء في النهاية
بقيت أنظر إلى العم بوزيد و هو يتناول طعامه إلى أن تشجعت و قررت أن أسأله عما حدث البارحة
"أممم عمي بو زيد أمم البارحة لقد لمحت ضوءً غريباً ينبعث من غرفتك إمم أ أممم هل يمكنك أن تخبرني لماذا؟ "

تغيرت ملامح العم بوزيد فجأة و علت على وجهه معالم الصدمة و كأنه لم يتوقع أن أطرح عليه مثل هذا السؤال المحرج

أنزل عينيه للحظة ثم رفعهما نحوي و ساد صمت ثقيل للحظات معدودة أحسستها و كأنها سنوات
"أظن أن هذا ليس من شأنك "

كانت تلك الكلمات هي آخر ما توقعت سماعها لقد كنت متأكدة لسبب ما بأنه سيخبرني بذلك و لكن يبدو أنه لا يعتبرني من عائلته في الأخير
نهضت من مكاني
"سأذهب لأدخل الغسيل فلا بد بأنه جف"
ثم غادرت مكاني
كنت أنتظر أن يوقفني أن يطلب مني الجلوس و أن يخبرني بحقيقة ما حدث ولكن يبدو بأنني اغتررت بنفسي و تجرأت على أن أعتقد بأنني أحتل نفس المكانة التي يحتلها هو في قلبي و لكنني كنت مخطئة حسناً لقد جرح هذا مشاعري أكثر مما كنت أعتقد فأنا حقاًكنت أعتبر العم بوزيد كعائلتي
أبعدت تلك الأفكار السوداوية من رأسي و قررت أن أكتشف الأمر بنفسي

بعد ما حدث البارحة لم أستطع النوم بقيت الليل كله أفكر
مالذي يخفيه عني عمي بوزيد؟
هذا السؤال لم يستطع أن يتركني و شأني و بقي يراودني حتى في أحلامي
أنا أعلم بأن هذا ليس من شأني و لكن ليس باليد حيلة فهذه طبيعة إنسانية بالرغم من أن فضولي دائماً ما يسبب لي المشاكل و لكن دائماً ما أستسلم له
و هذا ما فعلته و مع الأسف
قررت أن أدخل إلى غرفة العم بوزيد بينما هو مشغول في عمله بالرغم من أن هذا ليس بالقرار الحكيم بالرغم من أنه أعطاني منزلاً و طعاماً مجانيين و لم يمنعني من شيء و أعطاني حريتي غير أنني لم أنفذ الأمر الوحيد الذي نهاني عنه
بل استسلمت لضعفي
حل الصباح بسرعة أكملت أعمالي الروتينية من تنظيٍف و تجهيٍز للطعام و بعدها استغللت انشغال عمي بوزيد بعمله و تسللت نحو غرفته
حاولت فتحها و لكنها كانت مغلقة
حسناً هذا متوقع فهو لن يبقي غرفته مفتوحة لكي يدخل لها كل من هب و ذب و لكن لدي حيلي الخاصة و أستطيع تدبر أمري بسهولة تامة
لم يمض الكثير من الوقت لتفتح أمامي باب الغرفة المحرمة
ترددت للحظة فالعمل الذي أنا مقبلة على فعله عمل شنيع و يعتبر انتهاكاً لخصوصيات الغير و في الأخير قررت الدخول و تجاهل عذاب ضميري الذي بقي يذكرني بأفضال ذلك الكهل عليّ
دخلت بخطاً مترددة و علامات الخوف بادية على وجهي لتتسع عيني من هول الصدمة
كانت أمامي صورة قديمة و كبيرة لرجل ذو مهابة خاصة و ملامح واثقة دون أن ننسى ملابسه الفخمة
تساألت عن هوية ذلك الرجل لأقترب نحو الصورة
كانت مليئة بالغبار
لم أستطع مقاومة رغبتي في مسحها و لكن و عند لمسي لها انهارت و سقطت على الأرض
كانت الصورة كبيرة جداً تغطي أغلب الحائط و عندما سقطت اتسعت عيناي من هول الصدمة كان منظراً مرعبا بل و مخيفاً
كانت أمامي العديد و العديد من الأسلحة الآلاف من بندقيات الصيد القديمة بالإضافة إلى بعض السيوف و مسدسات تشبه كثيراً الذي كان يحمله ذلك المعتدي اللعين الذي دمر حياتي المسالمة
رجعت بعدة خطوات نحو الخلف لأرتطم بشيء صلب و دافئ
لحظة واحدة
دافئ؟
ازدردت لعابي فقد حزرت بماذا أو على الأرجح بمن اصطدمت
أدرت وجهي ببطئ نحوه
منزلة عيناي نحو الأرض فأنا لم أستطع أن أضع عيناي في عينيه ليس لأنني خائفة منه لأنه يمتلك مخزناً كبيراً من الأسلحة بل بسبب الخزي الذي أشعر به لأنني لم أستمع لكلامه لأنني و للمرة الثانية أرمي بنفسي في المشاكل بسبب عنادي اللعين
كنت أنتظر أن يصرخ في وجهي أن يضربني أن يمسكني من شعري و يرميني على الأرض و لكنه لم يفعل أي شيء
حاولت أن أتكلم و لكن صوتي خانني لتبدأ الدموع في النزول من عيني الخضراوتين



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-03-19, 04:54 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس


ازدردت لعابي فقد حزرت بماذا أو على الأرجح بمن اصطدمت
أدرت وجهي ببطئ نحوه
منزلة عيناي نحو الأرض فأنا لم أستطع أن أضع عيناي في عينيه ليس لأنني خائفة منه لأنه يمتلك مخزناً كبيراً من الأسلحة بل بسبب الخزي الذي أشعر به لأنني لم أستمع لكلامه
لأنني و للمرة الثانية أرمي بنفسي في المشاكل بسبب عنادي اللعين
كنت أنتظر أن يصرخ في وجهي
أن يضربني
أن يمسكني من شعري و يرميني على الأرض
و لكنه لم يفعل أي شيء
حاولت أن أتكلم و لكن صوتي خانني لتبدأ الدموع في النزول من عيني الخضراوتين

أطلق ذلك الرجل تزفيرة طويلة ثم استغفر الله بصوت منخفض و لكنه يحوي على الكثير من الغضب
"كنت أعلم بأنك لن تستمع لكلامي
كنت أعلم بأنك ستفعل هذا عاجلاً أم آجلاً و لكنني و كالأحمق وثقت بك
حقاً لقد وثقت بك و لكنك في الأخير خنت ثقتي
نعم أنا أعلم بأنك مجرد طفل في الثانية عشر من عمره و على الاغلب لم تصل لسن البلوغ حتى و الأطفال في عمرك غالباً ما يكونون فضوليين و لكنني اعتبرتك شخصاً مميزاً
ربما بسبب تصرفاتك البالغة "
حك عينيه بقلة صبر
"لا أدري ما يجب علي فعله في مثل هذه الحالة فأنا لا أستطيع رميك خارجاً خوفاً من أن تقوم بتسريب سري كما أنني لا أستطيع تركك معي فأنت قد خنت ثقتي و نزلت مكانتك. من عيني بل تدمرت تماماً"

كنت أبكي بصمت و دموعي كانت تنهمر كالشلال بدون توقف
ليس خوفاً من عقابه
و لا من احتمالية طرده لي
بل غضباً على نفسي التي خانت ثقة الشخص الذي حماني و وثق بي بالرغم من أنني مجرد شخص غريب بالنسبة له
مسحت دموعي بقسوة فلا يحق لي أن أبكي بعد ما فعلته
تغيرت ملامحي من الحزن إلى البرود أمسكت بمسدس صغير و رميته نحو العم بوزيد
الذي أمسكه بسهولة و مهارة و كأنه معتاد على حمل سلاح مثله
بالرغم من أنه كان محاصراً وسط دهشته و لكنه أفاق منها بسهولة مما يؤكد لي بأنه ليس مجرد حداد فقير يكسب قوته من مهنة متواضعة و يعيش حياة مسالمة
تكلمت بصوت واثق و خال من أية مشاعر
"يمكنك قتلي إذا أردت فأنا في الأخير لا أستحق العيش
لقد سبق لي و أن رأيت هذا السلاح و أنا أعلم بأنك تستطيع إنهاء حياتي بسهولة فقط بضغطة زناد فأنا أفضل أن أموت بين يديك على أن أموت بالجوع بعد تخليك عني محاصرة بعذاب ظميري"

أمسك العم بوزيد بالمسدس و صوبه ناحية رأسي أما أنا فقد قمت بإغماض عيني مستعدة لكي أتلقى عقابي جراء فعلتي الشنيعة

أغمضت عيني مستعدة للموت
نطقت بالشهادتين و بقيت أنتظر الرصاصة التي ستأخدني من هذه الدنيا التي لم أدق فيها طعماً للسعادة إلا و تلاها حزن و ألم شديدين ينسياني إياها
مرت دقيقة تلو الأخرى و لم أسمع صوت الرصاصة التي ستحررني من سجني
فتحت عيني بفضول
حسناً أنا لن أتعلم درسي سأبقى أستسلم لفضولي
يقال أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين و لكن على مايبدو سألدغ من نفس الجحر ملايين المرات و لن أتعلم درسي
تغيرت ملامحي مئة و ثمانون درجة عندما لمحت ذلك المنظر الغريب
كان العم بوزيد يبكي!
حككت عيني فلا بد أنني أحلم
و لكن المنظر لم يتغير لقد كان يبكي بصمت و يداه اللتان كانتا تحملان المسدس كانت تهتزان بقوة
لم تحتمل عيناي ما تريانه أمامهما لتبدآ بدرف الدموع أما قلبي فقد انفطر تماماً لأبدأ بالبكاء بصوت عال ثم ارتميت بين يدي العم بو زيد
لقد كان بمثابة الأب بالنسبة لي
بالرغم من أنه كان مجرد شهر
و لكنني شعرت بالإطمئنان و بالإنتماء
لقد كان بمثابة الوطن بالنسبة لي

أوقع العم بوزيد المسدس و استسلم هو الثاني للبكاء

و بعد تلك المشاعر الجياشة توقف عمي بوزيد عن البكاء و أبعدني عنه ببطئ
أما أنا فقد قمت بمسح دموعي التي قامت بعصيان أوامري و بقيت تنزل بدون توقف

تنحنح العم بوزيد ثم أطلق تنهيدة طويلة محاولاً بها إبعاد كل مشاعره و ترك الأمر لعقله من أجل حل هذه المعضلة التي أوقع نفسه فيها
أما أنا فكنت أنتظر حكمه فأنا مستعدة لأن أتقبل أي عقاب ينزل بي فأنا أستحق هذا

أطلق ذلك الكهل تزفيرة طويلة
"لا أظن أنني أستطيع قتلك فأنت في الأخير مجرد طفل كما أن الخطأ لا يقع عليك أنت فقط فأنا أيضاً مسؤول عن الأمر
فلو أنني كنت حذراً كفاية
لو أنني قمت فقط بغلق الباب جيداً
أو على الأقل لو افتعلت كذبة بسيطة عن الأمر من اجل ابعاد فضولك لما حدث كل هذا "

كانت كلماته هذه تشبه كلمات خالتي علجية عندما أنقدتني لتبدأ دموعي بالنزول مرة أخرى
كم أنا مثيرة للشفقة أقوم بالمشاكل و بعدها أبكي
أردت ان أتلفظ بتلك الكلمات و لكنني لم أستطع لتخرج على شكل شهقات متواصلة

اقترب مني ذلك الكهل و مسح على رأسي بلطف ليزداد بكائي قوة

"أرجوك لا ترمني خارجاً أرجوك ليس لدي مكان لأرجع إليه
أعدك بأن أكون شخصاً مطيعاً
أعدك بان أستمع لكل كلامك
أرجوك دعني أعيش بجانبك "

حك ذلك الكهل شعره الذي كان خليطاً بين الأبيض و الأسود و علامات التفكير بادية على وجهه
يبدو أن فكرتي قد أعجبته
بل أتمنى أن تنال إعجابه. فأنا حقاً لا أمتلك أي مكان للعودة إليه

قاطع تفكيري كلمات العم بوزيد و كأنها حكم بالإعدام

"حسناً أيها الفتى لا أظن أن فكرة رميك خارجاً ستكون جيدة لذلك سأسمح لك بالبقاء بجانبي و لكن معاملتي لك ستتغير كلياً كما أنني سأمنع عنك الطعام لمدة يومين كعقاب "

ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهي
"حقاً أنت ستتركني أعيش بجانبك؟ أنت لا تمزح صحيح؟ أنت أنت ....."
بدأت الدموع تنزل من عيني و عانقته بقوة

"أبعد مخاطك المقرف عني أيها الطفل الذكاء "

ابتعدت عنه بسرعة و ابتسامة واسعة مرسومة على وجهي
"أمرك سيدي و لكن أمممم لدي سؤال"

أطلق ذلك العجوز الكهل تزفيرة طويلة
"أنت لن تتعلم درسك على الأرجح صحيح؟ "

"هيا عمي لم يكن هذا ليحدث لو لم تخبرني بالحقيقة هيا فنحن عائلة الآن ألسنا كذلك؟ "

"أنت حقاً فتىً مزعج حسناً أنا أستسلم أخبرني بسؤالك التافه "

"أمم على الأرجح أنا أعلم سبب تخزينك لهذه الأسلحة لأن الجميع هنا قد تعب من وعود فرنسا الكاذبة و على الارجح هي لن تمنحنا الاستقلال لذلك أنا أتفهم سبب تخزينك للأسلحة فوال...."
صمتت فجأة فلقد كدت افضح أمري

رمقني العم بوزيد بنظرات مستغربة
"مالذي تقصده ب فوا؟ "

"أقصد فزوج شقيقتي الكبرى كان ضابطاً سابقاً في القوات الفرنسية و قد كان يتكلم على مثل هذه الأمور"

"إذن فقد تزوجت علجية حسناً هذا متوقع فهي تمتلك ملامح جميلة إذا استثنينا صوتها الخشن و المرعب "

لم أستطع كتمان ضحكتي فهو محق فصوتها حقاً خشن جداً
رمقني العم بوزيد بنظرات غريبة لأصمت فجأة
"أمم نعود لموضوعنا الأساسي عمي هل يمكن أن تخبرني عن هوية الرجل الذي في الصورة ؟"

تغيرت نظرات عمي بوزيد ليرفع رأسه نحو السقف و نظرات حالمة كانت مرسومة على وجهه
"إن قصة هذه الصورة طوييييلة جداً اذهب و قم بتنظيف المكان و في الغد سأروي لك القصة "

"حسناً تذكر هذا لقد وعدتني عمي و إياك أن تخدعني "

"اذهب فقط أيها الشيطان الصغير "

خرجت من الغرفة ركضاً قبل أن يغير رأيه و معالم السعادة مرسومة على وجهي فهو لم يسامحني فقط بل سيحكي لي قصة ذلك الشخص مما يعني أنه أصبح يثق بي بالرغم مما فعلته
ياليت الغد يصل بسرعة
كانت تلك هي أمنيتي الوحيدة

حل الليل أسرع مما كنت أتصور ذخلت إلى المطبخ و الذي هو بمثابة غرفتي
استلقيت على ذلك الحصير الصغير و الذي هو بمثابة فراش الذي أقدي عليه لياليي
أغمضت عيني محاولة النوم و لكن يبدو أنه قد قام بهجري حالياً
تقلبت و تقلبت على ذلك. الحصير و لكن لا فائدة
رفعت عيني للسقف المهترئ و الذي يوحي لمن يراه بأنه سينهار في أية لحظة
أطلقت تزفيرة طويلة و حاولت إشغال نفسي بالتفكير في ما سيحدثني عنه العم بوزيد
حاولت تكهن القصة التي سيرويها لي و لكن لم تراودني أية أفكار
تباً تباً تباً يالحظي البائس استسلمت في الأخير لمصيري و قضيت بقية وقتي في التحديق بالسقف منتظرة شروق الشمس على أحر من الجمر
مرت الساعات تتلوها الساعات إلى أن سمعت صوت الفجر
لقد كان صوت الديك الذي كان يعلن عن طلوع الفجر
نهضت من مكاني بتعب ففي الأخير لقد سهرت الليل بأكمله
صليت صلاة الصبح نظفت المكان جهزت الفطور و انتظرت استيقاض العم بوزيد
لقد كان كل شيء نظيف و هذا سيمنحني وقتاً أطول كما أن اليوم هو الجمعة و لا أظن أنه سيكون هناك العديد من الزبائن في مثل هذا الوقت من الأسبوع
بقيت واقفة أنتظره
لا أدري لماذا و لكن يبدو أن الوقت اختار هذا اليوم. بالتحديد ليتكاسل فيه أو ربما هذه فقط تخيلاتي
قاطع أفكاري دخول العم بوزيد و الذي كانت ملامحه باردة و متعجبة في نفس الوقت
"ما سبب كل هذا النشاط اليوم؟ أهناك أمرر مميز؟ أم أنك خائف من احتمالية استغنائي غن خدماتك؟ "

"هل من المحتمل أنك نسيت وعدك لي؟ أنت تمزح صحيح؟ من المستحيل أن تفعل هذا بي"

أطلق العم بوزيد ضحكة مكتومة
لأفهم بأنه كان يريد اختبار صبري
"هذا يكفي عمي هيا أخبرني حالاًالفضول يكاد ينهش عظمي "

"حسناً حسناً لا أدري من اين جاءتك كل هذه الجرأة أيها الفتى انتظر حتى أكمل فطوري على الأقل و بعدها يرحمها ربي "

تنهدت بعدم رضاً
و بقيت أحرك. قدماي بعصبية حسناً أنا أعترف بأن الصبر لم تكن من الصفات التي أتحلى بها و لا أفتخر بذلك

و أخيراً أنهى عمي فطوره و الذي أنا متأكدة مم أنه أطال فيه قصداً

"حسناً عمي لقد أكملت فطورك هيا الآن أخبرني أخبرني أرجوووووووووووك من هو ذلك الرجل في الصورة؟ "

"حسناً هذه قصة طويلة و معقدة و بما أنك. تبدو طفلاً غبياً فسأرويها لك على شكل قصة
في زمن قديم كانت هناك بلدة تحت حكم إمبراطورية ما كانت السنوات الأولى جيدة و عرفت البلاد ازدهاراً تاماً و لكن و مع مرور السنين بدأت الأحوال بالتغيير و هذا كله بسبب حكام تلك البلاد الذي كان شغلهم الشاغل هو زيادة ثروتهم فهم لم يكونوا من سكانها الأصليين بل كانوا يعينون من طرف الإمبراطور نفسه مرت السنون و انتشر الفقر بين سكان ذلك البلد و المجاعات ايضاً كما أنهم كانوا يعانون من ارتفاع الضرائب
حتى أصبح الشعب يكنون الضغينة و الحقد نحو أولئك الحكام و لكل من يمتلك دماءهم
بدات تلك الإمبراطورية بالضعف و استنجدت بأسطول تلك الدولة
كان أسطولها هو الشيء الوحيد الذي تفتخر به فبفضله تم صد العديد من الهجومات الخارجية و لكن مع الأسف تم تحطيم ذلك الأسطول الضخم و لم تمض سوى سنتان ليتم غزوها من طرف دولة أخرى
جمع الحاكم ماله و عائلته و هرب من تلك البلد تاركاً شعبها يعانون من الأمّرين
جميع حكام مقاطعات تلك البلدة سلموا لواءهم للمستعمر ما عدى رجل واحد قاوم الاستعمار و كان له جيشه و تنظيمه و ألحق بالاستعمار عدت هزائم
كان ذلك الرجل يحكم الشرق و قد عاصر عهده رجل آخر أقام الثورة في المنطقة الغربية و لو اتحدا معاً لكانت تلك البلد محررة و لكن بطلنا كان يغار من إنجازات ذلك الرجل فقد أقام دولة بحد ذاتها و صك العملة الخاصة به أما الآخر فقد كان يكره بطلنا لأنه كان يمتلك دماء ً مختلطة
و بسبب كبريائهما تم تدمير مقاومة كلاهما نفي الأول نحو دمشق أما بطلنا فقد استمر في مقاومته و لكن في الصحراء بعد أن أزيح من منصبه
هذا البطل هو صاحب الصورة و هو صديق حميم لجدي فقد كان يأتمنه على صناعة السيوف الخاصة به و يدعى أحمد باي أما الشخص الآخر فهو الأمير عبد القادر و أظنك سمعت باسمه فلا يوجد شخص إلا و سمع باسم ذلك البطل
حسناً أظن أنني أكملت واجبي صحيح؟ "

ابتسمت بسعادة
"لقد كانت حقاً قصة جميلة و مأساوية في نفس الوقت و أعدك بأنني سأحكي لك قصتي و لكن عندما أتجهز لذلك نفسياً فهي قصة مملة و لكن لا يزال تأثيرها سيء على نفسيتي "

"لا أظن أن أحداً سألك عن قصتك التافهة أيها الطفل الغبي أسرع و نظف الصحون "

"هياا! أنا أعلم بأنك تريد سماعها هيا لا تخجل يمكنك إخباري فنحن بمثابة عائلة ألسنا كذلك؟'

"كفانا تماطلاً و قم بواجباتك أيها الطفل الكسول"

أطلقت تنهيدة استسلام فذلك العجوز الكهل عنيد بحق
و في الأخير استسلمت لمطلبه و قمت بتنظيف أطباق فطوره و بطني تقرقر من الجوع غير أنني لا أستطيع اسكاتها مع الأسف فأنا معاقبة عن الأكل بسبب حماقتي
.
.
...
...........

أنا لا أتذكر جيداً ما حدث بعد سماعي لقصة العم بوزيد التراجيدية و الحزينة بطريقة ما
حسناً لكي لا أكذب عليكم ذكرياتي عن السنوات الثلاث التي تلتها ليست واضحة
ربما لأنها كانت متشابهة بطريقة ما
حسناً هذا لا يهم
كل ما أعرفه أنها مضت بشكل عادي و مسالم بالرغم من أنه كانت تتخللها شجارات تافهة بيني و بين عمي بوزيد لا أتذكر حتى أسبابها
ربما لأنني اعتدت العيش معه بل و أحببته فقد شعرت بإحساس العائلة و بالإنتماء أكثر مما شعرت به في سنواتي الإثنتي عشرة التي أمضيتها بجيجل
أحببته كثيراً بل حتى كنت أعتبره الوالد الذي لم يلدني
ربما الوالد الروحي أو شيء من هذا القبيل

عذراً على التعبير الغبي و لكن كما تعلمون لم يمض الكثير من الوقت منذ تعلمت الكتابة و القراءة و أنا هنا مجرد مبتدئة لذلك أعذروني
نعود إلى قصتي المأساوية

بعد ثلاث سنوات من عيشي برفقة ذلك الكهل غريب الأطوار
لقد كنت في الخامسة عشر من عمري نعم لقد أصبحت شابةً جميلة
أو بالأصح أصبحت شاباً مخنثا حسب تعبير زبائن العم بوزيد و ذلك بسبب شبهي الكبير بالفتيات و صوتي الحاد و لون عيناي الغريب
فإذا كنتم تتذكرون فإنني أمتلك عينان خضراوتان ورثتهما من والدي و يبدو أن هذا اللون نادر
و لولا جسدي النحيل و الخالي من أية مفاتن لفضح أمري
حسناً لأصارحكم القول أنا سعيدة بامتلاك جسد كهذا و لست سعيدة في نفس الوقت فعندما أعود للعيش كفتاة مرة أخرى لا أظن بأنني سأحب جسدي الصبياني و النحيل فكل فتاة تحلم بأن تمتلك جسداً جميلاً و لكن لا يهم فلقد كان آخر همي
لو انتبهتم و أجريتم عملية حسابية بسيطة فستحزرون في أي سنة نحن الآن مع العلم أنني ولدن سنة 1930 كما أسلفت القول لمن لا يمتلك ذاكرة جيدة
نعم إنها سنة 1945 و أظن أن جميعكم يعرفون ما يمثله هذا التاريخ بالنسبة للعالم ككل
نعم بالظبط
نهاية الحرب العالمة الثانية و انتصار الحلفاء
قصتنا تبدأ بالظبط في الثامن من شهر ماي حين أعلنت ألمانيا استسلامها و تم تحرير فرنسا من وطأة الاستعمار الألماني
حسناً منطقياً عليها تنفيد وعودها بمنحنا الاستقلال و لكن و كالمتوقع نكثت فرنسا بوعودها و قامت بقتل في يوم واحد خمسة و أربعون ألف شهيد و المعروفة في زمننا هذا بمجازر ثمانية ماي
يمكنكم البحث عنها لمن لا يعرفها
و لكن ما لا يعرفه الكثير هو ما حدث في الأيام الموالية لتلك المأساة الإنسانية
فقد قامت فرنسا بحملات تفتيش دقيقة على جميع مستويات البلاد فعلى ما يبدو أنها أحست بالخطر فهي تعلم بأن الجزائريين لن يصمتوا على جريمتها الشنيعة و لكي تقوم بإجهاض أية محاولة للتمرد
قامت بحملات تفتيشية بحثاً عن أي متمرد و تصفيتهم قبل أن يقوموا بأية حركة تجلب الأنظار نحوهم
و أظن أنكم حزرتم ما حدث معي
بالطبع لقد قامت بتفتيش منزل عمي بوزيد أيضاً
لقد حدث ذلك في عشية اليوم التاسع من ماي كنت في المطبخ أقوم بتجهيز وجبة العشاء بينما كان عمي يقوم بالعمل على طلبية أحد المعمرين لنفاجأ بطرق قوي على الباب و اقتحام الجنود الفرنسيين للمكان
بالطبع أنا قمت بالإختباء في المطبخ في انتظار أن يسوي عمي بوزيد الأمر و تنتهي المشكلة
و لكن هذه المرة طال الأمر و سمعت صراخ عمي بوزيد و تكلمه معهم بنفس لغتهم و بلهجة غاضبة

بالطبع أنا لم أفهم أي شيء و لا أي حرف مما كانوا يتكلمون به و بعدها سمعت صوت تكسير
يبدوا أنهم قرروا اقتحام المكان
أحسست بالرعب فأنا هالكة لا محالة
سمعت خطوات متجهة نحوي
اختبأت تحت الطاولة كاتمة أنفاسي
لم أقم بإقفال الباب حتى لا يشكوا و يبحثوا كثيراً على أمل أن تنطلي عليهم حيلتي و يغادروا بسرعة
سمعت صوت فتح الباب
لتتجمد الدماء في عروقي و كتمت أنفاسي من شدة الرعب
كنت أتسمع للأصوات الخافتة التي كان يصدرها ذلك الجندي
أحسست بالاستغراب فكيف لجندي فرنسي أن يقوم بالبحث بكل هذا الحذر ففي العادة كانوا ليحطموا كل شيء في طريقهم و لكنني نسيت جميع مخاوفي عندما تذكرت غرفة العم بوزيد السرية
و ما زاد الطين بلة هو سماعي للضجيج في الغرفة المجاورة
أحسست بالخوف ليس على نفسي بل على عمي
على الشخص الذي حماني
الشخص الذي قام بالعناية بي بدون مقابل حتى
و من دون إذراك مني أصدرت صوت شهقة عندما تخيلته ملقاً على الأرض و غارقاً في دمائه ناسية أنني أيضاً في موقف لا يسمح لي بالقلق على الغير
سمعت صوت الأقدام تلك متجهة نحوي و .........................



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 09:56 AM   #9

ward77

? العضوٌ??? » 408977
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » ward77 is on a distinguished road
افتراضي

جميلة القصة.....

ward77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-19, 08:48 PM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع


سمعت صوت فتح الباب
لتتجمد الدماء في عروقي و كتمت أنفاسي من شدة الرعب
كنت أتسمع للأصوات الخافتة التي كان يصدرها ذلك الجندي
أحسست بالاستغراب فكيف لجندي فرنسي أن يقوم بالبحث بكل هذا الحذر ففي العادة كانوا ليحطموا كل شيء في طريقهم و لكنني نسيت جميع مخاوفي عندما تذكرت غرفة العم بوزيد السرية
و ما زاد الطين بلة هو سماعي للضجيج في الغرفة المجاورة
أحسست بالخوف ليس على نفسي بل على عمي على الشخص الذي حماني الشخص الذي قام بالعناية بي بدون مقابل حتى
و من دون إذراك مني أصدرت صوت شهقة عندما تخيلته ملقاً على الأرض و غارقاً في دمائه ناسية أنني أيضاً في موقف لا يسمح لي بالقلق على الغير
سمعت صوت الأقدام تلك متجهة نحوي
كتمت أنفاسي و استعددت للموت
أنزل ذلك الشخص رأسه لتحدق عيناه الزرقاوتان مباشرة في عيني
بقيت أحدق فيه بعينين متسعتين من هول الصدمة
إنه هو !.....نعم إنه هو
لقد تغير خلال الثلاث السنوات و لكن كيف لي أن أنسى منقد حياتي
أحسست بمشاعر مختلطة
أنا حقاً لم أتوقع بأنني سألتقي به مرة أخرى
و لكن أن يكون جندياً فرنسياً فهذا مالا أستطيع تصديقه
بقي يحدق هو الآخر في عيني بدون أن ينطق بحرف
ثم سمعت صوت شخص آخر يناديه بكلمات غير مفهومة
تبا لهم و للغتهم التافهة
يجب علي أن أتعلم لغتهم لاحقاً هذا إن بقيت على قيد الحياة حتى ذلك الحين
أزاح ذلك المزعج وجهه و أجابه بكلمات معدودة ثم غادر المكان
هل حقاً أبقى امري سراً ؟
لقد أنقدني و للمرة الثانية !
لم تدم لحظات ذهولي فقد أفقت و لكن على صوت مألوف
على صوت قوي و مرعب أيقضني من اوهامي لأجد نفسي في الأمر الواقع

صوت مرعب
صوت قوي انطلق فجأة ليذكرني بما حدث ماضياً
نعم أنا أعرف هذا الصوت
إنه صوت الموت
هل كشف عمي بوزيد؟
هذا كان أول سؤال تباذر على ذهني بالرغم من غبائه فهذا قد كان واضحاً
و لكن و لجبني الشديد لم أتحرك من مكاني
لم أذهب لإسعافه
بل بقيت مختبئة أنتظر ذهابهم
كم انا أنانية
الرجل الذي أنقد حياتي و سمح لي بالعيش معه
تخليت عنه من أجل نفسي و حياتي
أنتم لا تتخيلون عذاب الضمير الذي عانيت منه و لا أزال لحد يومنا هذا ألوم نفسي عما حدث
فلو تحركت أسرع
لو أسعفته بشكل جيد
لو أنني لم أستسلم لجبني
لربما بقي على قيد الحياة
لربما كان حياً يرزق الآن
أنا حتى لم أخبره بحقيقتي بل كنت أخدعه من أجل أهدافي الأنانية
من أجل نفسي
استغللت شخصاً بمثل طيبته
لا أظن أنكم ستستطيعون فهم المشاعر المعقدة التي انتابتني عندما لمحت تلك الجثة الغارقة في الدماء
حتى أنني لم أقترب منه و أتحقق من نبضه لأنني كنت خائفة
و من ماذا؟
من أن تلتصق بي دمائه
أجل انا شخص سيء بل شخص مريع
لا أدري كيف حتى راودتني تلك الفكرة الغبية و لكنني في حينها كنت في حالة نفسية لا تسمح لي بالتفكير بعقلانية
فأي شخص في مكاني
و بالظبط لو كان فتاة
لقرر العودة لدياره و ليحدث ما يحدث و لكن و بما أنني لست ذلك الشخص العاقل
قررت و بكل أنانية أن أنتقم من قتلة عمي المسكين
ربما كتكفير لذنبي
أو ربما من أجل إرضاء ضميري
و لكن أنا متأكدة من شيء واحد على الأقل
و هو أنني أحببت عمي بوزيد
أحببته كثيراً
لقد كان شخصاً طيباً و لكن بطريقته الخاصة
أنا لا أستطيع رد أفضاله علي كما أنني أعلم علم اليقين بأن انتقامي من قتلته لن يعيده لقيد الحياة
و لكن عن من نحن نتكلم
فأنا في الأخير مجرد فتاة مراهقة في الخامسة عشر
ممزقة بين الذنب الذي اقترفته و عذاب الظمير الذي لن يتركها
أنا مجرد طفلة في أعين المجتمع
و لكنني كبرت قبل أواني
لا أستطيع العودة لمنزلي لأن مصيري حينها سيكون و ببساطة الموت
لقد كنت محاصرة تماماً وسط ظلام حالك
حسناً دعونا نعود لأحداث قصتنا
لقد قمت بدفن عمي بو زيد بمساعدة الجيران الذين قاموا بتغسيله و الصلاة عليه حسب الشريعة الإسلامية و بعدها قمنا بدفنه وراء المنزل
بما أنه لم تكن متاحة مقابر خاص بنا في ذلك الزمان بالإظافة لكون مدينة قسنطينة مدينة مليئة بالمعمرين و بعد مرور أسبوع كنت أمضيته مسجونة في غرفتي
أه أعتذر أقصد المطبخ
قررت أن أخرج للعلن
نعم سوف أنتقم لعمي بوزيد
تلك الأفكار الطفولية هي التي كانت تدور في رأسي حينها فلا تنسو لقد كنت مجرد مراهقة في الخامسة عشر من عمرها
مر الأسبوع بسرعة فائقة
لقد قررت مسبقاً الانتقام و لكنني لا أعرف حتى كيف سأنتقم
و لكن أولاً قررت الاستمرار في مهنة عمي بوزيد من أجل كسب القليل من المصروف مدعيةً بأنني ابنه و أنه لم يخبرهم بحقيقتي بسبب شكلي الذي يشبه النساء
و الغريب في الأمر أن الجميع صدقني حتى أنه منهم من قال بأنها طباعه بالفعل
الحقيقة أنا لن أنكر هذا فأنا متأكدة لو أنني كنت حقاً ابنه الحقيقي لأبقاني معزولة عن العالم الخارجي من أجل ألا أفسد عليه سمعته
مضت الأيام تتلوها الأيام و أنا على نفس الحالة أعمل بجد من أجل أن أكسب مال أستطيع به البقاء على قيد الحياة و الزائد كنت أدخره من أجل أن أستعمله في انتقامي الذي لم تظهر معالمه بعد

لقد مضت أربعة أشهر بالفعل و أنا و لحد الآن لم أخرج بأية خطة للإنتقام
كان يوم جمعة من أحد الأشهر لا أذكره بالتحديد
فوجئت بدخول رجل متوشح بالسواد
أصبت بالأول بالرعب و لكنني تحاملت على نفسي و أخفيت خوفي بسهولة مظهرة شجاعة مزيفة
ظل ذلك الرجل يقترب مني بصمت
ثم رمقني بنظرة مرعبة بعينيه اللتان فارقهما الضوء
كانتا تشبهان عيون مجرم اعتاد القتل
كل ما كان يدور في ذهني في ذلك الوقت هو سؤال واحد
هل هذه هي نهايتي؟
و لكن خوفي كله تبخر بعد سماعي لكلماته
أجل ذلك الاسم المألوف
و المحبوب لقلبي
يبدو أنني أخيراً سأنتقم لعمي
ارتسمت ابتسامة واسعة عندما سمعت اسم العم بوزيد يخرج من شفتي ذلك الرجل و الذي على ما يبدو هو صديق آخر لعمي بوزيد أو ربما هو من مجموعة المتمردين الذين كانوا يخططون لإلحاق بعض المشاكل للاستعمار و تكبيده خسائر مادية
على كل
تجاهلت تلك الأفكار الغريبة و التي لا تقدم أو تؤخر من شيء و آثرت أن أعرف الحقيقة بنفسي
رفعت نظري نحوه و تجاهلت تلك الهالة المرعبة التي تحيط به و قررت أن أسأله بعد أن استجمعت جل شجاعتي
"أنت أيها العم من أنت؟ و ما هي علاقتك بالشخص المدعو ببوزيد ؟"

"أظن أنه أنا من علي أن أسألك أيها الغر فأجبني أنت و بعدها أقرر إجابتك عن سؤالك من عدمها "

تنهدت بحنق
حسناً معه حق فأنا هي الغريبة هنا و لكن أنا هي أول من سألت
تجاهلت حنقي و حاولت أن أفكر في كذبة ما و لكنني في الأخير قررت أن أستعمل كذبتي المعتادة
"أنا أكون إبنه"

تغيرت ملامح ذلك الرجل الغامض
"و من هي والدتك "

حاولت أن أحافظ على ثبات نظراتي حتى لا يشك في أمري
في الأخير تذكرت ذلك الحوار الغريب عندما التقيته أول مرة
فعلى ما يبدو لقد كان على معرفة بخالتي علجية لذا علي أن أستغل الوضع
"إنها تدعى علجية و قد تطلقا و أنا عشت معها في جيجل "

تغيرت ملامح ذلك الرجل
"هذا إذن يفسر الأمر و الآن يا إبن بوزيد لماذا لم تعد لموطنك "

قاطعته بنظرة باردة و قوية
لقد كانت نابعة من أعماق أعماقي
كيف لا و نحن نتكلم عن عمي بوزيد
"أنا هنا من أجل الانتقام سأنتقم من قتلته و الآن أظن أنني أدين لك ببعض الأجوبة على أسئلتي صحيح؟ "

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه ذلك الرجل المرعب
"لا أظن أن اسمي يهمك فقط ما أريد تأكيده لك أنني صديق مهم لوالدك أيها الفتى و بما أنك شخص عزيز عليه فمن المحتم علي حمايتك "

"هاه! و المعنى "

"المعنى أنك ستأتي معي أو ربما أنت لا تثق في صحيح"

"الحقيقة أنا لا أثق بك و لكنني سأحاول تصديقك في الوقت الراهن المهم مالذي تريده مني؟ إذا كنت تريد الانتقام فيسعدني أن تساعدني في مسعاي أنا لدي خبرة في صناعة السيوف ليست كسيوف والدي و لكنها ستفي بالغرض كما أنني أجيد الطبخ التنظيف و صناعة الأدوية باستعمال الأعشاب الطبية "

"أمم جميل و هل تجيد الفنون العسكرية؟ "

تغيرت ملامحي
فهل سيتطلب مني القتال أيضاً؟
حسناً هذا ليس بالأمر الغريب فقد كان علي أن أتوقع حدوث شيء كهذا بما أنني قررت الانتقام لعمي بوزيد
أخدت نفساً عميقاً محاولة أن اخرج صوتي واثقاً و قوياً
"لا أنا لا أجيد أية فنون عسكرية و لكنني أظن أنك لن تمانع تعليمي بالنظر لكمية الفوائد التي ستجنيها مني"

ابتسم ذلك الرجل
"كان علي أن أتوقع إجابة مثل هذه فأنت في الأخير ابنه أنت حقاً تشبهه كثيراً حسناً لك ما تريد "

"حسناً إذن اتفقنا سأجلب حاجياتي و مدخراتي التي كنت أخبئها ليوم كهذا "

خرجت من المستودع الرئسي و الذي يمثل الواجهة الرئيسية للمحل توجهت إلى غرفتي أو المطبخ لا يهم أياً كان اسمه و حملت حقيبتي القديمة
ابتسمت بألم فآخر مرة استعملتها كانت عند قدومي إلى هنا من كان ليظن بأنني سأغادر المكان بهذه الطريقة
أطلقت تزفيرة طويلة عندما تذكرت ذلك الرجل الذي بانتظاري
هناك الكثير من الغموض يدور حوله و لكن الغريب في الأمر هو ثقتي به
نعم لقد وثقت به بغباء بالرغم من أن الحادثة التي تسببت فيها الخالة حسينة هي من أوصلتني لهذا
و لكن....
حسناً أنا لا أظن أنه ستأتيني فرصة مشابهة
حملت حاجياتي و مصروفي الذي وصل إلى خمسين ألف فرنك
وهذا ليس بالمبلغ القليل
انتابتني مشاعر مختلفة عندما مررت على غرفة العم بوزيد
لقد أبقيتها مغلقة طيلة تلك الأشهر التي تلت الحادثة
أنا لم أتجرأ على فتحها خوفاً من سيلان الذكريات المؤلمة التي ستعود إلي
غادرت المكان بخطوات متسارعة فأنا لا أريد أن أفقد السيطرة على نفسي و على مشاعري فيجب أن أبقى متوازنةً
ارتسمت نظرة واثقة على محياي و أنا أحدق في ذلك الرجل المجهول الذي ابتسم لي بدوره

"حسناً حسناً أيها الغر أنت لم تستغرق الكثير من الوقت "

"أريد أن أعلم ما هو هدفكم ؟و لماذا قبلت عرضي ؟بالرغم من وجود العديد من الناس من لهم خبرة عسكرية و طبية أفضل مني بمراحل"

"المشكلة هنا أيها الغر هي الثقة لا يوجد الكثير من الناس من نستطيع أن نضع ثقتنا بهم فكما تعلم فلقد تفشى الفقر و الوجوع بين الشعب الجزائري و بيع معلومات مثل هذه للجيش الفرنسي ستضمن لهم إعالة عائلاتهم لمدة سنة على الأقل من دون خوف "

تنهدت بألم فهو محق فحالة السكان الأصليين في تدهور مستمر
"إذن إلى أين سنذهب "

"فقط ثق بي و أنا أعدك بأنك ستحقق انتقامك "

أصوات تتداخل مع بعضها معطية ضجيجاً يصم الآذان
أناس يتحركون و كأنهم دمى غير عابئين بغيرهم
أظنكم حزرتم مكاني
نعم أنا الآن في وسط المدينة
كنت أتبع ذلك الظهر الأسود بدون أن أشيح عيني عنه و لو للحظة
لم أهتم لأولئك المارة النزقين الذين يصطدمون بي عمداً من أجل سرقتي
أولئك الحمقى يظنون أن خدعة مثل تلك كافية من أجل أن أسمح لهم بانتزاع أموالي الثمينة
لا
هم لا يعرفون مع من يتعاملون
قاطع تفكيري توقف ذلك الرجل عن الحركة فور وصولنا لمخرج المدينة
قطبت باستغراب و لكنني آثرت أن أكمل المشي حتى أصل لمكانه و أعرف سبب توقفه المفاجئ
و فور وصولي تحرك ذلك الرجل بسرعة حتى أنني لا أدري ما يحدث معي و خلال أجزاء من الثانية وجدت نفسي أو بالأحرى عنقي بين يدي ذلك الرجل الغريب
ضيق الخناق علي لأكح بصوت عال
"مالذي تريده مني أيها العجوز الخرف؟ لو كنت تريد قتلي ألم يكن من الأفضل أن تتخلص مني عندما كنا في المحل ؟ بالرغم من أنني لا أعلم مالفائدة التي ستجنيها من قتل شخص مثلي"

"أنظر أيها الفتى أنا ليس لدي الوقت للدردشة معك لذا من الأفضل أن تجيب عن أسئلتي قبل أن أفقد السيطرة على أعصابي "

يبدو أنه كشف أمري
حسناً هذا أمر واضح فهو في الأخير صديق عمي بوزيد و كان علي أن أخبره الحقيقة فحسب و لكن فات الأوان عن التراجع لذلك سأحاول اللف والدوران من أجل إخراج نفسي من هذه الورطة التي أوقعت نفسي فيها
تكلمت بصوت مخنوق بسبب قبضته التي كانت تضيق الخناق علي
"أولاً أتركني فأنا أكاد أموت و لا تخف فأنا لا أنوي الهروب بل لا حاجة لي به "

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهه
"أنت حقاً فتى ماكر لك ما تريد "
ليتكرني أخيراً
شهقت بصوت مرتفع محاولةً أن أذخل أكبر كمية من الهواء لرئتي
و عندما ارتحت أخيراً التفتت إليه و رمقته بنظرة حاقدة فذلك العجوز قد قام بخداعي
يبدو أنني فتاة سهلة الخداع مع الأسف و علي الإصلاح من هذه العادة في أقرب وقت ممكن
فغرت فاهي ليخرج صوتي بارداً مستهزئاً
"إذن مالذي يريده فخامتك مني انا الفتى المتواضع ؟"

قاطعني صوته الحاد
"من أنت؟ و من أين لك أن تعرف باسم علجية؟ أنت لست إبنه فبوزيد لم يسبق له الزواج و لا تحاول أن تتذاكا علي فأنا أعرف كلاً من علجية و بوزيد منذ أن كنا صغاراً"

لعنت بصوت منخفض حضي الذي رماني بالقرب من هذا العجوز المعتوه
حسناً بما أنه يعرف خالتي علجية يبدو أنه علي أن أستعمل هويتي الأخرى
و لكن علي أن اتصرف بطريقة حذرة فذلك العجوز ماكر جداً و هناك احتمالية كبيرة من أن يكتشف خدعتي و علي أن أخفي حقيقة كوني فتاة عنه مهما كلفني الأمر لأنني بذلك سأدمر جميع خططي في الإنتقام لعمي بوزيد أو بمعنى أدق خططي لإسكات ضميري المزعج
"أظن أن هويتي الحقيقية لا تهمك بما أنك تثق بي في النهاية فأنت قد جلبتني هذا الطريق كله
أما بخصوص معرفتي بعلجية فأظن أنني سأترك الأمر لخيالك بما أنك تعرفها حق المعرفة و كل ما أستطيع أن أخبرك به أنني من ولاية جيجل و هذا هو بيت القصيد "

"أنظر أيها الطفل الأحمق لا تتذاكى علي فأمامك مئة سنة حتى تستطيع خداعي و لكنني سأغض طرفي عن هذا الموضوع في الوقت الراهن بما أنني أيضاً لم أخبرك بهويتي الحقيقية و لكن لا تفرح فسأكشف حقيقتك عاجلاً أم آجلاً "

قال تلك الكلمات بصوت يشبه فحيح الأفعى
الحقيقة أنني شعرت بالإضطراب و الخوف من هذا المختل الخرف الواقف أمامي و لكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكنني من اسكات ضميري المزعج
"إذن إلى أين سنذهب؟ هل هناك وجهة محددة؟ "
بقيت أنتظر الإجابة على سؤالي المنطقي و لكن كان الصمت إجابة لي

لا أدري كيف مضى ذلك اليوم
و لكن كل ما أعرفه أن الشمس قد غربت
و حسب الظلام الدامس الذي يحيط بي فإن وقت العشاء قد انتهى مند زمن
وضعت رأسي على الأرض أراقب النجوم
لقد مر زمن طويل منذ آخر مرة نمت فيها في العراء
حتى أنني نسيت ذلك الشعور
بقيت أراقب ذلك الخط المضيء في السماء و الذي يطلق عليه اسم بالهلال
من يصدق بأن هذا كان قبل زمن ليس بطويل قرصاً كبيراً مشعاً
بقيت أتأمل فيه إلى أن غلبني النعاس لأستسلم للنوم
لا أدري كم مضى من الوقت و أنا نائمة
و لا أتذكر ما كنت أحلم به
فقد تم مقاطعة حلمي و الذي على الأغلب يدور محتواه عن الليلة التي قتل فيها عمي بوزيد نظراً للعرق الذي كنت مبللة به
استفقت لأجد ذلك العجوز فوقي يحاول خنقي مرة أخرى
حاولت التحرك
و لكنه ضيّق الخناق علي
و بعد محاولات فاشلة استسلمت للأمر الواقع
يبدو أنني أخيراً سأموت
أغمضت عيني باستسلام
و لكن ذلك العجوز أبعد عني يديه بسرعة و ضربني بلكمة قوية كادت تتسبب في قتلي فعلياً
نهضت بسرعة
لأصرخ عليه بغضب
"مالذي تفعله أيها العجوز الخرف ؟ تخنقني و بعدها تلكمني؟ هل أنت مختل عقلياً أو ماذا؟ "

لم يبد ذلك العجوز أية ردة فعل بل بقيت ملامح البرود مرسومة على وجهه مما أثار حنقي
"هل بلعت لسانك أم أصبحت أبكماً؟ أم أنك تظنني مجرد طفل أحمق لا يستحق حتى أن تتعب نفسك لتشرح له سبب محاولتك الغريبة لإنهاء حياته "
تغيرت ملامح ذلك العجوز التافه أخيراً ليطلق تزفيرة طويلة
"أنت أيها الفتى مجرد مضيعة للوقت و لولا مهارتك في الطب و الطبخ لتخلصت منك بسرعة فأنت مجرد دودة تافهة "

"مالذي تقوله بحق اللـ... "

"أنا أقول الحقيقة فقد خيبت ظني كيف لك يا من يريد الانتقام لبوزيد ألا تكتشف تسلل شخص من ورائك بل و حتى استسلمت لي بسهولة
أنا حقاً لا أحب التعامل مع الأطفال المدللين الذين هم من أشباهك
أنظر أيها الغبي
بمهاراتك الحالية ستقتل في أول يوم لك
أنت تريد الانتقام صحيح؟
حسناً دعني أخبرك بعدة أمور تحتاجها و عليك تعلمها بمفردك فأنا ليس لدي الوقت للتفاهات الخاصة بك
أول شيء يجب عليك تعلمه هو أنه من الممنوع أن تغط في النوم عندما تكون في العراء فأنت لا تدري من سيهاجمك
ثاني شيء يجب عليك تعلمه أنه و عند مهاجمتك يجب أن تتحلى بالهدوء و لا تجزع و أن تفكر بطريقة لتخليص نفسك و لا تهدر قوتك في ضربات عشوائية بل ركزها في مكان محدد
أيضاً عند مواجهتك وجهاً لوجه مع أي شخص فأول عضو عليك استهدافه هو العين فهي أكثر عضو حساس و هي من ستمنح لك الوقت المناسب للهرب فمع بنيتك الضعيفة هذه سيكون انتحاراً أن تحاول مواجهة جندي فرنسي وجهاً لوجه بسبب الفرق الكبير في القوة و الخبرة
أخيراً و أهم شيء إياك ثم إياك أن تشي بزملائك الموت أرحم من الخيانة مت و رأسك مرفوعة خير من أن تعيش كخائن للبلاد "
ثم تنهد بهدوء
"أظن ان هذا كاف حالياً سأخبرك ببقية الأمور التي يجب عليك التحلي يها عندما نلتقي بمجموعات "

أومأت له بالإيجاب و حرصت على أن أحفظ كل حرف تفوه به ذلك العجوز غريب الأطوار فأنا أعرفه و أعرف مزاجه المتقلب فليس كل يوم عيد و لن يخبرني بمثل هذه النصائح المفيدة مرة أخرى
على الأقل احتمال ذلك يعادل الصفر

حسناً الحقيقة أن هناك جانباً سلبياً عانيت و لا أزال أعاني منه لحد وقتنا الحاضر فيبدو أنه من الاعراض الجانبية
أظن أنكم حزرتموه
أجل إنه الأرق
لم أعد أستطيع النوم كالعادة بسبب تفكيري المطول بالحماقات التي تفوه بها ذلك العجوز
و أي صوت و لو كان خافةً كان يوقدني من نومي في حين ذلك المزعج ينام بأمان و هدوء

الحقيقة أنني أحسست بالحنق اتجاهه
و لكن كل ما قاله و علمه لي كان من مصلحتي لذلك لم أكن أمتلك أي حق في الاعتراض



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.