آخر 10 مشاركات
ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          مهلاُ يا قدر / للكاتبة أقدار ، مكتملة (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-19, 06:02 PM   #191

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
:sss4:




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مساء الخير قراء رواية في عينيك أملي الأعزاء...
تعتذر كاتبتنا العزيزة كنز لمين عن تنزيل الفصل لوفاة جدتها رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جنانه وصبر قلوب عائلتها وأحبابها.....
شكرا جزيلا لكم لتفهمكم ودعمكم...
دمتم برعاية الله وحفظه...





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




قديم 06-01-20, 06:23 AM   #192

eng semsema

? العضوٌ??? » 307112
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 423
?  نُقآطِيْ » eng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond reputeeng semsema has a reputation beyond repute
افتراضي

مررررررررررسي كتيررىىىىررررررر شكرا جزيلا لكم على هذا الموضوع

eng semsema غير متواجد حالياً  
قديم 08-01-20, 04:00 PM   #193

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل العاشر

خرجت مساءا من المبنى التي تعمل فيه ....بخطواتها البطيئة و حجابها الوردي الحريري الذي يلتف حول وجهها شديد البياض ...بإستدارته المحببة للقلب ...و ملامحها الفتية الجميلة ....
لقد كان يوما متعبا جدا ....لم يكن العمل يتعبها كثيرا , بالعكس عملها كان يعتبر واحد من أحلامها التي تعبت جدا للحصول عليها ....إلا أنها مؤخرا ومن أسبوع بالضبط ....هناك شيئ ما يؤرقها و يشغل تفكيرها بإستمرار ....أو بالأحرى شخص ما , لم تكن تضعه في حساباتها مطلقا ....بل لم تكن تظن أبدا أنها ستراه مرة أخرى قط....إلاّ أنّ للقدر تدبيرات أخرى ...
في الحقيقة مند أخر مرة رأته فيها , في حفل عقد قران لمياء ....بعدما هربت منه و إختفت داخل المنزل التي غابت فيه لأكثر من نصف ساعة ....حتى إسترجعت القليل من شجاعتها التّي فقدتها أثناء وقعت عيناها على عيناه ...إلا ّ أنها بمجرد ما نزلت الى الحديقة متسلّحة بالقليل من الثّقة الزائفة التي حاولت أن تقنع نفسها بها لمواجهته بحزم , لم تجده ....لقد إختفى كلّيا كأنه لم يكن متواجدا من الأساس ....حتىّ أنها شكّت في نفسها لربما كان مجرد وهم توهمته ...
بقيت طيلة الحفل متوترة و أعصابها على وشك الإنفجار في أيّة لحظة ....حتى أن لمياء و الخالة هناء سألاها أكثر من مرة عن حالها الذي إنقلب فجأة ...و وجهها الذي أصبح شاحبا جدا .....إلاّ أنها إدّعت العكس فبالتأكد لا تريد أن تخرب فرحة صديقة عمرها في أجمل ليلة لها....
إلاّ أنها لم تستطع أن تنتظر إلى أن ينتهي الحفل ....حتّى إستقلت سيارتها متجهة إلى المنزل ...و من حسن حظّها أن خالتها لم تكن موجودة في المنزل آنداك ,فقد كانت لا تزال في المطعم مشغولة في الإشراف على حفل الزفاف ...
و بمجرد ان إنقضى اللّيل التي لم تدق فيه طعم النوم ....لم تتحمل أكثر و هاتفت لمياء حتى تتأكد منها حقيقة وجود جواد في الحفل ....التّي أكدت لها
هذه الاخيرة ما كانت تخشاه ...و أقسمت لها أنها لم تكن تعلم حتى بأنه سيحظر ..بل لم تكن تعلم عن وجوده في البلاد من الأساس ....
و ها هو أسبوع يمر و لم يظهر أي خبر منه و هذا ما يخوفها جداا ...فهي متأكدة أن جواد لن يظهر بعد كل هذه السنوات بلا سبب ... متأكدة أنه ينوي على شيئ ...إلاّ أنّ أقصى ما يمكنها فعله في هذه اللحظة أن تدعوا الله أن لا تكون من بين أسباب ظهوره مرة أخرى ....
تنهدت بتعب بينما تستخرج هاتفها من حقيبتها اليدوية الأنيقة ....لتبحت عن رقم شركة سيارات الأجرة التي أعطتها إيّاه خالتها صباحا ...حتى تتصل بهم ليبعثوا لها بسيارة أجرة ...فسيارتها تعطلت بها الأمس وهي في طريقها إلى المنزل ....و لحسن حظّها أن جارهم مرّ بالقرب منها في ذلك الوقت من المساء و ساعدها حتى تقل سيارتها إلى المصلح الذي أخبرها أنه يحتاج أقل شيئ مدّة أربعة أيام حتى يصلحها ....
و ماهي إلاّ ثواني حتى أجابها صوت رجل
" مرحبا ..أريد سيارة أجرة في الحال "
و بمجرد أن أملته العنوان ....تأسّف منها عن عدم توفر سيارات أجرة في تلك الجهة من المنطقة ....تأففّت ذهب وهي تقول بعصبية
" من المفروض أن عندكم سيارات أجرة في كل أنحاء المنطقة ....أليس هذا ما تكتبونه في صفحتكم على مواقع التواصل الاجتماعي ...أم أنها مجرد خدع لتجلبوا الزبائن "
وصلها صوت الرجل من الطرف الأخر من الهاتف معتذرا
" نحن نعتذر سيّدتي ....إلاّ أن اليوم فقط نمر بظرف خاص , يمكننا تأمين سيارة أجرة لك....إلاّ أنها ستأخد بعض الوقت حتى تصل إليك "
أخدت ذهب نفسا عميقا بتوتر و هي تسأله بفتور
" كم من الوقت ؟؟"
أجابها الرجل بعملية
" ربما ساعة أو أكثر على حسب الإزدحام سيدتي ...في أقل تقدير ساعة "
أغمضت ذهب عينيها بيأس و هي تقول
" حسنا سأرى و أعاود الاتّصال بك "
أغلقت ذهب الخط بعصبية و هي تشتم بصوت خافت حظها السيّئ ....غافلة عن الشخص الجالس ورائها في سيارته السوداء رباعية الدفع, الذي يراقبها منذ أن خرجت من المبنى ....
لقد وقفت أمامه دون ان تنتبه له ,تتكلم في الهاتف بصوت عالٍ قد وصله بالتأكيد
إبتسم بإنتصار للفرصة التي جاءت لحدّ عنده .....لقد مر أسبوع منذ آخر مرّة ا رآاها فيها ....و الحقيقة أنه لا زال منبهرا و متأثرا لرؤيتها بعد كل هذه السنوات ....و قد إزدادت جمالا و أنوثة ,فأصبحت آية في الجمال تسرّ الناظر إليها ....
منذ أسبوع و هو يأتي يوميا ليراها عن بعد ....أمام عملها ...أمام منزلها ...في كل مكان ....لا يريد أن يظهر لها الأن ....يريد أن يترك لها القليل من الوقت حتى تتخلص من صدمة رؤيته بعد هذه المدة الطويلة....و حتى تتقبل فكرة وجوده قريبا منها , و إحتمال أن تقابله في أي مكان ....إلا أنّ الحقيقة انه هو من خائف من مقابلتها مرة اخرى ....ليس خائف من ردة فعلها , فهو بالتاكيد متوقع بل و مهيئ لنفسه لجميع ردّات الفعل ....إنما خائف من عدم تمكنه من السّيطرة على نفسه أمامها و يفعل شيئا يجعلها تنفر منه بدل أن تقترب ...
فلا زال لحدّ الأن متأثرا و عاجز عن السيطرة على الأفكار التي تدور في رأسه إتجاهها ....حبيبته التي يتمنى أن يخطفها بعيدا و يضمها بين أحضانه حتى تنصهر معه للأبد فلا يعود هناك حائل بينهما ....
شفتاها التي تأرّق لياليه الباردة و عيناها الذهبيتين الّلتان يراهما في كل مكان..... حتى عندما يغلق عيناه ,أول صورة يراها هي ملامح وجهها الفاتنة .....
إشتعل صدره و تضخم بشدّة من كثرة المشاعر العنيفة التي تجتاحه في تلك اللّحظة .....
لم يفكر أبدا قبل أن يفتح باب سيارته و يترجل منها بخيلاء و بمجرد أن أغلق الباب الذي أصدر هذا الأخير صوتا مرتفعا ...إلتفتت إليه ذهب لا إراديا ...قبل أن تقع عيناها الذهبيتين على عيناه المتوهجتين ....
تسمّرت مكانها ...و تجمّدت ملامحها كليا حتى أنها توقفت عن التّنفس للّحظة ....و هي تنظر إليه بصدمة ....يا إلهي إنه هنا ...جواد هنا ...في الحقيقة لقد كانت متوقعة ظهوره في أية لحظة و قد هيئت نفسها جيدا لمواجهته في حال ظهوره ,إلا أن الواقع ليس كالتخيل أبدا ....كلِّ السيناريوهات التي جهزتها في عقلها و تدربت عليها لأسبوع كامل حتى تلقيها في وجهه في حين ظهوره ,طارت ادراج الرياح .....
ظلت ذهب متسمرة مكانها تراقبه بصمت دون إرادة ....بضخامته الجديدة عليه ,صحيح أنه كان قوي العضلات في ما مضى بفضل التمارين الرياضية التي كان يمارسها بكثرة ....إلاّ أنه لم يكن أبدا بهذه الضخامة ....بالإضافة الى طوله الفارع ,التّي متأكدة أنه زاد عن دي قبل ....بالرغم أنه علميا لا يستطيع الإنسان أن يزداد طولا بعد سنّ معين ....إلاّ أنها متأكدة أنه إزدادا طولا .....إرتفعت عيناها إلى ملامح وجهه التي تغيرت كليا ....بخشونتها الغير معتادة عليها ...فكّه القاسي ....شفتاه الجامدتين ...لحيته الكثيفة الغير مهندمة إطلاقا ...إلى أنفه المعقوف قليلا إنّما شامخ بكبرياء ...حاجبيه الكثيفين المنعقدان بقسوة غريبة عليه .....و عيناه.....آه من عيناه ... تسمرت عيناها على عيناه , بلونهما الغريب التي كانت تعشقهما في ما مضى ....عيناه الوحيدتين اللّتان لم يغيرهما الزمن ....لا تزال تحملان ذلك الوهج الدافئ , الذي يجعلها لا تريد إزاحة عينيها عنهما أبدا....أفاقت من أفكارها على صوته الرجولي ذو النبرة الغريبة عليها
" كيف حالك ذهب ؟؟"
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تفكر أن لا ترد عليه بل تتجاهله كليا و تكمل طريقها , إلا أن جزءا من عقلها أخبرها أن تتصرف بعقلانية و برود ....فهي لم تعد تلك المراهقة ذات الثامنة عشر عاما بل إمرأة ناضجة على وشك إتمام الخامسة و العشرون ....كفاها غباءا يجب أن تتصرف معه عاديا جدا ...حتى لا يفكر انها لا تزال متعلقة بالماضي و لم تتجاوزه بعد ....
أخدت نفسا عميقا قبل أن ترد بصوت متوتر
" بخير ...و أنت كيف حالك سيد جواد ؟؟"
تعمدت أن تتكلم معه برسمية بحثة , حتى تقطع له كل أمل إتجاهها ..
إبتسم بتسلية قبل أن يقول بهدوء
" أنا بأفضل حال الان "
إبتسمت ببرود مجاملة اياه ....ثم أردفت متسائلة ببرائة مزيفة
" الحمد لله ....بالمناسبة ماذا تفعل هنا ؟؟"
أجابها بصوت واثق قائلا
"كنت في زيارة لزيارة لصديق لي يعمل هنا ....و أنت ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
إرتفع حاجبيها و هي تقول بإستغراب
" حقاااا !!! و أنا ايضا أعمل هنا "
هزّ جواد رأسه ببطئ و هو يقول مدعيا التجاهل
" حقااا ؟؟؟ هذا جيد ....اذا لقد حقّقت حلمك أخيرا و إستطعت العمل في أكبر شركة في البلاد ....أنا فخور بك جداّ ذهب "
رقذّت عيناها قليلا و هي تشرد في ذكرى بعيدة جعلت شفتيها ترتفع في نصف إبتسامة حزينة .....
.................................................. .................................................. ...

جالسة في سريرها الصّغير المكون لشخص واحد فقط ... بينما تقضم أضافرها بتوتر ....ركبتيها تهتزان باِستمرار و بقلق يكاد يدفعها للجنون لقد مضت أكثر من أربع ساعات و هي تنتظر أيّ خبر اِلاّ أنه لحد الأن لم يصلها شيئ ...
اليوم موعد صدور نتا ئج اِمتحانات نهاية الثانوية العامة ...من المفروض أنّ النتائج قد نشرت مند أكثر من ثلات ساعات ....اِلاّ أنها تأخرت لسبب مجهول ..
لقد دهبت والدتها و خالتها صباحا اِلى ثانويتها حتى يطّلعوا على النتائج ....بالرغم من أنهم حاولوا مرارا اِقناعها بمرافقتهم اِلاّ أنها أبت و رفضت قطعيا الدهاب .....لا يمكنها تحمل الصدمة ....و هاهي الأن جالسة وحيدة لأكثر من أربع ساعات في غرفتها تكاد تموت قلقا ....
رنين هاتفها جعل دقات قلبها تتزايد بينما اِبتلعت ريقها بتوتر و هي تنهض ببطئ مقتربة من هاتفها ....أضائت شاشة هاتفها باِسم المتصل ...فردت بصوت مخنوق
" لم أنجح أليس كذلك ؟؟؟"
ووصلها صوته المتأفف قائلا
" اِنها المرة العاشرة التي تطرحين فيها هاذا السؤال في الأربع ساعات الماضية ....تفائلي قليلا ذهب لا تكوني متشائمة "
اِلاّ أنها لم تكثرت و هي تقول بنفاد صبر
" جواد قل لي هل نجحت ؟؟؟"
وصلها صوته قائلا بتنهد
" لم تصدر النتائج بعد "
ردّت بتافف و نفاد صبر
"يا الللهي سأجن حتما ....ماذا ينتظرون هؤلاء عديمي الضمير حتى يعلنوا عن النتائج ....أيريدون قتلي ؟؟؟ أكيد يريدون اصابتي بالجنون ....بالتأكيد ليس هناك تفسير ٍآخر "
ضحك جواد بيأس من جنونها.... حين تتوتر تختلف عندها كل الموازين و تنقلب الى فتاة مجنونة كلّيا ..لا تتحكم لا في أفعالها و لا حتى في أقوالها ...
مند أن تطورت علاقتهم بعد اِعترافهم لبعضهم بمشاعرهم ...تغيرت ذهب كليا معه كما تغير هو أيضا ...لقد أصبحت أكثر عفوية و إنفتاحا ....بالرغم أنّها لا زالت خجولة معه , الاّ أنها لم تعد ترتبك كلما رأته و تتلعتم أمامه كما كانت تفعل من قبل ....
اما هو فأصبح أكثر حرية معها بتحكماته و غيرته الشديدة عليها ...فمن قبل لم يكن يملك أيّة مبرر يقدمه لها عند غيرته و محاولة تقييدها به ....الاّ أنه الأن يملك كل الحق ....يعلم جيدا أنه يضغط عليها في كثير من الأحيان خاصة بسبب غيرته الشديدة عليها و خوفه الكبير من فقدانها ....أو تغيّر مشاعرها ناحيته ....الاّ أنه يمنح نفسه الحق و المبرر ليفعل ....مبرره الوحيد انه يحبها بل يعشقها بجنون لدرجة تجعل مجرد تخيّل فراقها تضيق نفسه و تشعل النيران في قلبه....
لقد أصبحت هذه الصّغيرة التي لم تتجاوز الثامنة عشر ربيعا... تشكل له كل عالمه و حياته ....منذ أن دخلت حياته ....غيّرتها كليا و غيّرته هو أيضا للأحسن طبعا ...أصبح له هدف يسعى اِليه غير جمع المال و التفّوق على والده ...أصبحت ذهب جزء لا يتجزء من أحلامه التي يسعى الى تحقيقها ...
و ما يجعله مرتاح البال من جهتها أنها تطيعه دون نقاش ....ربما لانها لا زالت مراهقة صغيرة السن ....يجعلها هذا تشعر بالغرور و السعادة حين تشعر بغيرة حبيبها عليها ...الا انه متأكد أنها سوف تتمرد لاحقا حين تصبح واعية أكثر ....و هذا ما يخيفه بشدة ....أن تتمرد عليه لاحقا و لا يستطيع ضبطها مجددا ...
لذلك قد اتّخد قراره مند فترة بطلب يدها بمجرد أن تلتحق بالجامعة ....بالرّغم انها لا زالت صغيرة السن , اِلاّ أنه لا يمكنه الصبر اكثر ....يريدها بأقرب وقت ممكن أن تكون ملكه ...بالرّغم انه يعتبرها ملكية حصرية له مند زمن ....اِلاّ أنه يريدها رسميا و شرعا هذه المرة ...
هو متأكد أنه لن يواجه مشكلة من جهتها اِلاّ أنه ليس متأكد من ناحية عائلتها ....فعلى حسب حديث ذهب عن عائلتها....ليس متأكد من قبولهم تزويج إبنتهم في هذا العمر ...اِلاّ أنه سيحاول اِقناعهم بالتأكيد فليس لديه حل غير ذلك...
أفاق من شروده على صوت ذهب المختنق
" جواد أنا خائفة .."
رقّت عيناه و اِنعقد حاجبيه بشدة توترا هو أيضا ...لقد اِنتقلت اِليه العدوى أيضا من ذهب على ما يبدوا ...فهو أيضا متوترا بشدة من هذه النتائج اللعينة التي تأبى أن تصدر .....لا يتدكر أنّه كان قلقا هكذا في حياته من قبل ....حتى عند صدور نتائجه لاِمتحان نهاية الثانوية ,لم يكن قلقا هكذا ....على ما يبدوا أنّ ذهب أصبحت تهمّه أكثر من نفسه حتى ...
أردف بصوت حنون محاولا بث بعض الطمأنينة فيها
" لا تخافي صغيرتي ...أنا متأكّد أنك ستنجحين ثقي بي....لقد تعبت و درست بجدّ ...اِذا بالتأكيد لن يضيع مجهودك هباءا "
وصله صوتها المتشكك
" وماذا إن لم أفعل ؟؟؟ سأموت وقتها بالتأكيد سيتوقف قلبي"
قاطعها جواد بحزم
" بعد الشر عنك حبيبتي ....لا تعيدي هذا الكلام مرة أخري اِيّاك ذهب ....اِيّاك أن تعيديه مرة اخرى ....ألف اِمتحان فداءا لك ....و ماذا اِن لم تنجحي ليست نهاية العالم ...لست الأولى التي لم تنجح ولن تكوني الاخيرة ....."
إلاّ أنها قاطعته قائلة ببكاء
" ماذا ؟؟؟ لم أنجح يا اللهي كنت أعرف أنّني لم أنجح ...."
تأفّف جواد بعصبية و هو يقول بصوت عال
"ذهب توقفي و من قال لك أنك لم تنجحي ...نحن نتكلم عن الاِحتمالات فقط "
قاطعته بصراخ
" لا لا تتكلم أبدا عن الاحتمالات ....ليس هناك احتمالات ,هناك احتمال واحد فقط و هو أنني سأنجح ....أفهمت ؟؟؟ لا تتكلم عن الرسوب أمامي أبدا ."
حك جواد رأسه بتوتّر محاولا تهدأتها و تهدأت نفسه قبلها ...ستصيبه ذهب بالجنون بالتأكيد
" حسنا ...حسنا كما تريدين ستنجحين بالتأكيد ستنجحين ....انا أعدك ذهب أعدك أنك ستنجحين "
أردفت بصوت باكي متسائل
"و كيف ذلك ؟؟؟"
أجابها بحزم
" لا تهتمي كيف ...أنت فقط اِعلمي أنّك ستنجحين مهما كلف الثمن "
أرجع جواد رأسه للخلف مستندا على مقعد سيارته المركونة أمام ثانويتها مند أكثر من خمس ساعات و هو يفكر أنه ليس لديه حل ,اِن لم تنجح ذهب سيجعلها تنجح بطريقة أخرى دون علمها ....يعلم جيدا تعلّق ذهب الشديد بدراستها و ضغط امها المستمر عليها للاِلتحاق بفرع الهندسة اللعينة التي أصبحت تأرّق لياليها و لياليه بالتأكيد معها ....
لا يمكنه أن يسمح لهذا الامتحان أن يفقدها فرحتها و عزيمتها ...لا يمكنه تحمل رؤيتها حزينة أبدا .....لقد وعدها و وعد نفسه بجعلها سعيدة دائما مهما كلفه الأمر و سيفي بوعده ....في الوقت الذي أخد يفّكر في من لديه من معارف في قطاع التعليم ممكن أن يساعده ....تركزت أنظاره على تجمع بعض من الاشخاص من أولياء التلاميد و التلاميد أيضا حول شيئ ما ...همس دون وعي
" ما هذا ؟؟"
وصله صوت ذهب العالي مما افزعه
"ماذا ؟؟؟ صدرت النتائج أليس كذلك ؟؟
لقد نسيها تماما في خضم اِنشغاله بالتفكير في كيفية اِنجاحها ...
اِنعقد حاجبيه أكثر و هو يحاول أن يركز أنظاره على ما يحصل هناك ....أردف بهدوء بينما يخرج من السيارة و هو يقترب من الجمع الغفير
" لا أعرف ذهب ....سأرى ما الموضوع وأعاود الاتصال بك "
الاّ أنها قاطعته بسرعة قائلة بتهديد
" اياك ان تقطع الخط ....اياك ؟؟ أريد أن اعرف النتيجة فورا لقد اوشكت على الاِصابة بسكتة قلبية من التوتر "
الاّ أن جواد لم يكن مركزا تماما على ما تقول بل كانت أنظاره موجهة نحو تلك المرأة القصيرة و التي تشبه ذهب بدرجة غير معقولة ....كأنها ذهب اِنما بصورة مكبرة .....تمسك بتلابيب رجل ....من ملابسه علم أنه حارس المدرسة ....بينما تصرخ في وجهه
" من أنت أيها الغبي حتى تتكلم معي بهذه الطريقة ....من تظن نفسك حتى تطردني من أمام المدرسة .....سأشتكي عليك ...أقسم أنني سأجعلك تندم "
لم يدري جواد بنفسه اِلا ّوهو يغلق الخط و يضع الهاتف في جيب بنطاله بينما يقترب بخفة الفهد و هو ينزع الرجل من يديها و يرفعه عن الأرض ملصقا اياه بالحائط و هو يقول بغضب
" كيف تتجرأ على اِهانتها ....أيها الحقير ألا تخجل من أن تهين سيّدة محترمة "
تجمد الحارس مكانه و اِبيض وجهه رعبا من هذا الكائن الضخم الهارب من اِحدى برامج المصارعة التي يشاهدها أحيانا ....و هو يقول متلعتما
" أنا لا ...لم ...أنا بريئ ...لم افعل بالتأكيد لم اقصد "
الِاّ أنّ جواد قاطعه بغضب صارخا في وجهه
" أتقصد أنّ هذه السيدة تكذب ...ألا تخجل من نفسك و أنت تتّهم محترمة مثلها بالكذب "
اِلاّ أن المرأة ورائه تدخلت قائلة بعد أن لاحظت تفاقم الموضوع قائلة بهدوء
" حسنا يا أخي ..أتركه أرجوك ...لقد ندم بالتأكيد الأن "
تركه جواد عن مضض بينما لم يحرره كلّيا و هو يتسائل قائلا
" ماذا فعل لك سيدتي ....أتجرأ و أهانك ...أنت فقط أخبريني و أعدك أنني سأقوم بالواجب "
لم ترد أميرة تكبير الموضوع أكثر , خاصة مع تجمهر الناس و التوتّر الشديد التي تعيشه الأن بسبب نتائج ذهب التي تأبى أن تصدر لحدّ الساعة ...فأردفت قائلة بهدوء
" لم يهينني اِنّما فقط من الواضح أنه لا يعلم كيفية التعامل مع السيدات ....و خاصة مع أم تكاد تموت توترا من اِنتظار نتائج اِبنتها "
رمقه جواد بنظرة سوداء جعلت ركبتاه تجمدان من الخوف , بينما أردف قائلا باِشمئزاز
" اِعتدر فورا من السيدة "
لم يكاد جواد ينهي كلامه ,حتى اِقترب الرجل بسرعة من أميرة و هو يقول بترجّي
" سامحيني سيدتي ....أرجوك سامحيني ....أنا لم اقصد "
قاطعته أميرة بنفاد صبر
" حسنا حسنا ...سامحتك "
اِنصرف الرجل مسرعا و اِختفى وراء باب المدرسة الحديدية الضخمة ....بينما اِلتفتت أميرة الى جواد قائلة بامتنان
" أنا اشكرك يا اخي "
اِبتسم لها جواد و هو يقول بهدوء
" لا شكر على واجب سيدتي ...أيّ شخص مكاني لفعل نفس الشيئ "
هزت رأسها نفيا و هي تقول باعتراض
" أنت متواضع جدا ....هناك الكثير من الاشخاص حولي ,اِلاّ أنه لا يوجد شخص تدخل و دافع عني "
التفت جواد الى الاشخاص حولهم و هو يرمقهم بغضب بينما يقول
" للأسف اصبح أغلبية الرجال جبناء ....اِلاّ من رحم ربي "
هزّت رأسها بتأثّر و هي تقول مؤيدة
"معك حق ....للأسف الشديد ....اِلاّ أنه بوجود أشخاص شجعاء و يعرفون معنى الرجولة مثلك , اذا لا زال هناك خير "
ابتسم جواد بخجل من اِطرائها ....و هو يفكر بينه و بين نفسه ...أنه ربما هناك أمل في أن يقبلوا بزواجه من ذهب ....مادام اِستطاع نيل اِعجاب والدتها , التي لا يعجبها العجب كما تقول ذهب ....اِذا فقد اِستطاع تحقيق شيئ يدكر على الاقل
و صله صوتها الهادئ اِنّما دو وقار و هيبة غريبة عليها ....فهي تبدوا بشكلها الطفولي اِبتداءا بتنورتها الطويلة و قميصها الواسع و حجابها البسيط الملفوف حول وجهها ناصع البياض كوجه ذهب ...باِستدارته المحببّة و لون عينيها الدهبيتين كعيني ابنتها.... ووجهها الخال من الزينة تماما....للحظة ظنّ أنه ينظر الى ذهب لا والدتها ....سبحان الخالق كيف يجعل من الشبه ...
" أتنتظر نتيجة أحد من أقاربك ؟؟؟"
لم ينتبه لنفسه اِلّا وهو يقول
" خطيبتي "
اِرتفع حاجبي أميرة باندهاش و هي تقول
" خطيبتك ؟؟؟ هذا غريب ....بالتأكيد هي صغيرة السن مقارنة بك "
كزّ جواد على أسنانه بغضب ...على زلة لسانه ...لقد أصبح مثل ذهب تماما لا يقكر بالكلام قبل أن يقوله ....بعد أن كان يدرس كل حرف يخرج منه ...
حاول تصحيح الأمور قليلا ....الا أنه زادها تعقيدا دون أن يدري
" في الحقيقة هي ليست خطيبتي رسميا ....اِلاّ أنني انوي خطبتها في أقرب وقت ممكن "
هزّت أميرة رأسها بتفهم و هي تقول متسائلة
" آممم لقد فهمت ....اِلاّ أنك ألا تظن أنها لا زالت صغيرة على الزواج و الخطوبة ...فأظنها لا تتعدي الثامنة عشر بالكثير "
أومئ جواد برأسه و هو يقول بصوت أجش
" نعم اِنها في الثامنة عشر ....اِلاّ أننا نحب بعضنا البعض ....و الحب يطغى على كل شيئ"
هزّت رأسها بعدم اِقتناع و هي تقول
" ربما ...اِلّا أنني لا أوافقك الرأي ....فأنا مثلا لي اِبنة في نفس عمرها و لا أفكر أبدا تزويجها و خطبتها لأيّ كان ,قبل أن تنهي دراستها و تستقل في حياتها "
تجمد وجه جواد كليا ....بينما اِشتدت نظراته و اِزداد اِرتفاع دقّات قلبه ....هذا ما كان يخشاه ....اِنفلتت منه زفرة ساخنة .....و بمجرد ما هم بالكلام , قاطعه خروج مجموعة من الأساتدة و هم يحملوا لافتات تحتوي على النتائج التي كان ينتظرها بتوتر لأكثر من خمس ساعات ....اِلا أنه لم يكن يشعر بشيئ تلك اللحظة سوى بخنجر اِنغرز في أعماقه مبثّا اِيّاه خليط من خوف و رعب بالفقدان ...جعله لا يشعر بشيئ من حوله سوى همس بعيد يخبره باِنعدام أمله .
.................................................. .................................................. ......
"أتنتظرين احدا ؟؟"
أفاقت من ذكرياتها البعيدة على صوته الخشن فأردفت بتسائل
"ماذا ؟؟"
رد بهدوء
" أنت واقفة هنا في هذا الوقت من النهار ...أتنتظرين أحدا "
أومات برأسها ببرود و هي تقول
" ااه نعم ...نعم أنا أنتظر سيارة أجرة "
رد بهدوء بينما يهز رأسه
" حسنا اذا سأنتظر معك لحين وصولها "
قاطعته بحدة قائلة
" لا ....لا أريد "
أجفل جواد من ردة فعلها , مما جعلها تنتبه لنفسها ...فتنحنحت بسرعة قبل أن تقول موضحة
" أقصد ....ليس هناك داع , لا تتعطّل على أشغالك "
إلاّ أنه لم يبدي عليه الاِهتمام بكلامها و هو يقول
" لست مشغول ....يمكنني الاِنتظار معك حتى تأتي سيارة الأجرة ...فليس من اللّباقة أن أترك آنسة جميلة و محترمة ,تنتظر لوحدها في هذا الوقت من المساء في طريق جبلي خال .....هذا منافي تماما لرجولتي "
ازداد عبوسها و تجمدت عيناها و هي تهمس بقسوة بصوت غير مسموع
" رجولتك !!!؟؟؟ حقا !!! أين كانت رجولتك من قبل اِذن ؟؟؟ يقول رجولة من كامل وعيه !!! "
لم يسمع ما قالته بالضبط اِلّا أنه فهمه تماما .....ليس من الصعب توقع ماذا ستقول ....
اِنعقد حاجبيه بألم ,لا زال يغرزه بخناجر الندم على ضعف غيّر حياتهم كلّيا ...قرار واحد اِتخده في لحظة ضعف و تسرع ...قاد حياتهم الى مسار مختلف تماما ...لا يعرف بشأنها و ماذا حصل لها من بعده .....اِلاّ أنه هو قد ماتت روحه في كل لحظة و ثانية بعيدة عنها ,لا زال الوجع يجلده بسياط الندم و الحسرة .....لقد انتظر كل هذه السنوات بأمل واحد و هو اِسترجاعها ...
يعلم جيدا انه ليس من السهل أبدا , اِلاّ أنه لن يكف عن المحاولة حتى آخر نفس له ...
راقبها و هي تحاول تحكم نفسها بصعوبة أمامه ....على ما يبدوا أنها اصبحت لا تطيق رؤيته حولها
اخرجت هاتفها من حقيبتها و هي تضغط بأرقام بعصبية واضحة ..و ماهي الّا ثواني , حتى وصله صوتها الناعم
" مرحبا أنا من طلبت سيارة أجرة مند قليل ....نعم ....نعم .....أريد أن أؤكد على طلبي .....حسنا ...حسنا ليست مشكلة سأنتظر .....شكرا ...."
تنحنح و هو يقول بلباقة غريبة عليه
" يمكنني توصيلك أينما تريدين ؟؟؟"
رمقته بحدة وهي تقول بضيق
" لا ...لا أريد شكرا "
الّا أنه أردف قائلا ببساطة أقرب الى الِاستفزاز
"حسنا اِذا .....كما تريدين ...سأنتظر معك اِذن , لحين وصول سيارة الاجرة "
حاولت الاِعتراض بسرعة ...الّا أنه قاطعها أسرع بصوت غير قابل للنقاش
" لا اريد اِعتراض ....هذا أمر غير قابل للنقاش ...لا تأخدي الأمر شخصي , كنت لأفعل هذا مع أيّ شخص آخر .....يعني هذا أمر إنساني بحث "
ارتفع حاجبيها بينما عبست بوجهها ...قبل أن تقول ببرود
" حسنا اِذا ....لا نريد حرمانك من أفعالك الانسانية سيّدي "
ضغطت على آخر كلماتها بشدة ....اِبتسم بثقة و لمعت عيناه بتحدي و هو يردف بصوت اجش
" يمكننا الاِنتظار في سيارتي ريثما تأتي سيارة الأجرة "
أفلتت منها ضحكة اِستهزاء ...قبل أن تقول بسخرية
" ليس هناك داع ....سأنتظر أمام المبنى بالضبط , و أنت يمكنك أن تنتظر في سيارتك ....طبعا اذا مازلت مصرّا على عملك الاِنساني "
و استدارت بمجّرد أن أنهت كلامها....متجهة اِلى المبنى الضخم المقابل لهما بعنفوان و ثقة
راقبها بحسرة و اِعجاب ....و هي تمشي كمهرة جامحة , وكأن لا شيئ يمكنه هزيمتها ....الاّ أنه هزمها هو الوحيد الذي حطمها و هي لا تزال في ريعان شبابها ....لمعت عيناه بألم و اشتدّت ملامحه كلما تذكرها ....ذكرى آخر لقاء بينهما قبل سنوات ...لا زال واقف بين عيناه و متشبتا في دهنه آبيا أن يرحمه و لا للحظة ....لم يكن يتصور و لا في كوابيسه أنه سيجرحها في يوم من الأيام هو من كان حاميها و الدّرع الذي يحول بينها و بين كل ما يؤديها ....أصبح هو سبب عاهتها التي تظهر بين طيات نظراتها , حتى و هي تحاول ان تخفيها تحت قناع القسوة و البرود ....لا زالت تظهر له بكل وضوح , يستطيع رؤية الخيبة في نظراتها التي تأبى أن تطيعها .....و كان عقلها و قلبها يختلفان في صراع بين الرغبة في العتاب و الامتناع عن المواجهة ...
شردت عيناه في دكرى بعيدة , إلّا أنها قريبة دائما منه ككل ذكرياتها الرّاسخة في ذاكرته بكل تفاصيلها الصغيرة و الكبيرة
.................................................. .................................................. ............
يومها قد وعدها بالاِحتفال بمناسبة نجاحها و دخولها الجامعة .....نعم صغيرته نجحت بتقدير عال بمجهودها الشخصي و مثابرتها و اِجتهادها .....تفوقت على كل قريناتها في المدرسة ...بالرّغم من أنها لم تحتل المركز الأول على ثانويتها ....الى أنها اِحتلت المركز الثاني بفرق صغير جدا مع الأول ....لقد حققت حلمها أو بالأحرى حلم والدتها بالِالتحاق بكلية الهندسة , لا يهم المهم عنده أنها سعيدة و هذا يكفيه ....
اليوم سيأخد خطوة مهمة جدا بالنسبة له ....سيعرفها على أصدقائه , لا أحد يعرف هويتها من قبل .....بالرّغم من أنهم يعلمون جيدا أن في حياته شخصا مهما , قد غيّره تماما ....اِلاّ أنه لا أحد يعلم من تكون .....
في الحقيقة لم يكن يريد أن يعرفها على أحد .....ليس خجلا منها و إنّما غيرة عليها و خوفا في نفس الوقت ....خوفا من ان يجرحها أحد دون قصد , ذهب من النوع الخجول الناعم الذي يتأثر بسهولة من أية كلمة عابرة ....
يعلم جيدا انّ محيطه و مجتمعه ليس أبدا كمجتمع و محيط ذهب المتحفّظ .....عائلته و اصدقائه منفتحين كثيرا , بتفكيرهم و ملابسهم و حتى بطريقة عيشهم التي تشبه عيش الجانب أكثر من عيشهم في مجتمع محافط , كالتي تعيش فيه هي و عائلتها ذوا الطبع الشرقي الاعتيادي كمعظم العائلات في المجتمع العربي ..
لذلك هو يخشى عليها عدم التأقلم معهم أو التأثر بهم ....و هذا مايرعبه حقا , ان تتأثر بهم ....لا يريدها ان تأخد على طابعهم و تتأثر بأفكارهم المتحررة و زيف عيشهم ....يريدها أن تحافظ على عفويتها النادرة في هذا الوقت و برائتها التي يعشقها ..
لولا اِصرارها الكبيرعلى التعرف على محيطه ....و لولا خوفه من أن تفهم عدم رغبته في تعريفها على أصدقائه .....بأنه يخجل منها و من أن لا تنال اِعجابهم ....أو عدم جدّيته معها , لما قبل أبدا ....
لا تزال صغيرة جدا على فهمه و اِستيعاب خوفه الكبير عليها من التأثر بمحيطه الذي يحتوي على مظاهر الزيف اكثر من الحقيقة
ينتظرها في السيارة منذ أكثر من نصف ساعة خلف منزلهم , و لا تزال تجهز نفسها ....لقد حدّرها أن لا تبالغ في زينتها كثيرا و اِلاّ سيجعلها تمسحها نهائيا هذه المرة ....إنفلتت منه زنجرة قوية خشنة و هو يتذكر تلك المرة اليتيمة التي خاصمته فيها ذهب .....لقد كانت المرة الأولى التي ترفض مصالحته فيها لأسبوع كامل كئيب , بالرّغم من كل محاولته في الإعتذار منها و تطييب خاطرها ....لم يكن يعتذر منها لأنه نادما على ما فعل , بل بالعكس لو يرجع الوقت مرة أخرى لفعلها مجدّدا ....الاّ انّه ندم على الطريقة التي عاملها بها ..
وقتها كان عيد ميلاد اِحدى صديقاتها التي لا يطيقها أبدا .....صديقة من النوع المنحل التافه ....تلك النوع من الفتيات الغنيّات المدللات لدرجة الفساد , لا يهمها شيئ غير المظاهر .....مراهقة مدللة فاسدة , تريد أن تجرّ ذهب معها الى مستنقعها العابث .....
لقد كان دائما يحذّرها منها و من التأثر بها ....الاّ أنها كانت له بالمرصاد , و بالنهاية لم يكن بإمكانه الضغط عليها اكثر من ذلك و إلّا إنفلتت من بين يديه ...فهي لا تزال مراهقة تتأثر بكل ما هو جديد و ملفت حولها ..
الاّ أنه حاول دائما حمايتها دون الضغط عليها ....خوفا من أن تبتعد أكثر ...
لقد أخبرته أنها أرادت الذهاب لحفل عيد ميلاد صديقتها و أنّ والدتها سمحت لها بذلك و هذا ما أثار استغرابه أكثر ...فعلى حسب ما ترويه ذهب و ما اِستنتجه منها , انّ والدتها من النوع الحازم و الذي لا يقبل ابدا أن تخرج اِبنتها و تبقى حتى منتصف الليل في حفل بمنزل صديقة لا تعرفها أبدا....
الاّ أنه لم يكن بيده حيلة غير الاِنصياع لها, بعد عدة محاولات من اِقناعها بعدم الذهاب ....وافقها بشرط أن يأخدها هو, و ينتظرها ليس لأكثر من ساعتين ثم يرجعها مرة اخرى
لمحها تجري بخفة ناحيته فخرج من سيارته بسرعة ....الاّ أنه ما كاد أن يفعل حتى توقفت أنفاسه تماما ..... و فغر شفتيه بصدمة , بينما اشتعلت نظراته فجأة ....
وصلت اليه تتهادي بفستانها الأحمر القصير جدّا ...و الذي يلتف حولها مظهرا قوامها الأنثوي المغري ....الذي تشكل في الآونة الأخيرة , لذرجة تجعله يتقلب في نيران الرغبة و الغيرة ...فستانها الذي يكاد يصل الى ركبتيها , خاصة مع تحركها يزداد ارتفاعا ....الى حدائها دو الكعب العالي الذي يظهر تقاسيمها الأنثوية بوضوح و إغراء يدعوا كل جائع الى الِارتواء ....
ارتفعت نظراته ببطئ شديد الى وجهها الذي كان يبدوااا ....فاتن لذرجة الكمال ....ابتداءا من عينيها الذهبيتين اللّتان بدتا واسعتين أكثر من المعتاد .....بسبب الرموش الكثيفة التي اِزدات طولا بالزينة التي تضعها ...محيطة عيناها بظلال رمادية اللون , جعلت عيناها وحدهما كأنّهما مرسومتان بفرشاة في لوحة لرسّام مبدع .....الى شفتيها الصغيرتين المطليتين بأحمر شفاه بلون الدم الفاقع .....أمّا شعرها فكان قصة أخرى , كان متماوجا بدرجة كبيرة , كأمواج البحر الممتدة الى ما لا نهاية في ليلة عاصفة ....ملتفا حولها كستار طويل بالرغم من أنه ذهبي اللون , اِلاّ أنه بذا أسود مع سواد اللّيل و تحت ضوء القمر الذي انحنى بإستحياء لجمالها الذي فاقه بمراحل , معلنا هزيمته أمامها ....
بقي لثواني ...أو لدقائق ...أو لساعات ....أو لسنوات ربّما .....لا يعرف مدة الزمن التي ظل ينظر اِليها غير قادر على اِزاحة عينيه عنها ....كأنّه تحت تأثير سحر جعله كالمنوّم لا يقوى على الكلام ,أو عن الحركة ...
احمرت وجنتاها بشدة من نظراته التي زادتها غرورا .....أصبحت تعلم جيدا مدى تأثيرها الكبير عليه ....من نظراته الجائعة و الجريئة نحوها , و التي يحاول دائما السيطرة عليها بشدة دائما ....قبل أن تتنحنح قائلة باِستحياء
" ما رأيك جواد ؟؟؟ كيف أبدو ؟؟؟"
وصلها صوت أنفاسه القويّة السّاخنة , و كأنه في صراع مع نفسه ....مما زادها ثقة .....اِقتربت منه أكثر ....فوصله عطرها الانثوي , ممّا جعله يغمض عينيه للحظة مستنشقا اِيّاه بأكبر قدر ممكن ....
لم ينتبه لنفسه اِلّا و هو يجذبها اِليه فجأة ....يقرّبها منه , بينما يداه تتحرك دون وعي فوق فستانها الرقيق , تحرق ظهرها بشعور تختبره لأوّل مرّة في حياتها ...أغمضت عيناها مستمتعة بهذا الشعور الّذي يضعفها بشدة ....
في أعماقها تعلم أن هذا خطأ إلاّ أنها لا تمتلك القدرة على اِبعاده ....كأنها فاقدة السيطرة على نفسها ...
لفحتها أنفاسه السّاخنة و هو يقربها أكثر اليه ....حتى اصبح وجهيهما لا تفصل بينهما الّا أنفاسهما الحارّة المضطربة ....وصلها همسه الغير واعي بتأثّر و رغبة ظاهرة جلّيا في نبرة صوته المرتعشة
" ذهب .....ذهب .....ذهب...."
لم تعلم اذا كان يناديها أو يردّد فقط اِسمها , الاّ أنها لم تكن تهتم تلك اللحظة بأيّ شيئ .....سوى البقاء بين احظانه الدافئة , تجرّأت و رفعت عيناها الى وجهه و هلعها ما رأته ...
عيناه مشتعلتين بشدة و و جهه يقرّ برغبة أخافتها ....اِقترب منها أكثر ....فأغمضت عيناها , منتظرة تلك اللّحظة الحاسمة التي سمعت عنها و لم تتوقع أن تختبرها .....
الاّ أنها فجأة أحسّت بصعيق يجتاحها ....جليد جمّد كل أطرافها .....اْختفى ذلك الدفئ و الحنان و حل مكانه وحدة و فراغ كبير ....
اضطرت الى فتح عينيها ببطئ ....ليقابلها بظهره بعيدا عنها بمسافة ....من اِهتزاز جسمه دون الحاجة لرؤية وجهه , اِستشعرت اِرتجافه و مدى صعوبة الصّراع الذي يعانيه للسيطرة على رغبته ....
ابتلعت ريقها بصعوبة , قبل أن تردف بصوت مهزوز
" جوادد "
خرج صوتها مبحوحا ....الاّ أنه وصله جيدا.....ثواني حتى وصلها صوته الأجش مضطربا خشنا
" اِصعدي غيّري ثيابك ....و اِمسحي هذه الزّينة اللّعينة من وجهك ....فورا "
اتّسعت عيناها قبل أن تقول بعدم اِستيعاب
" ماذا ؟؟ "
اِلتفت اليها فجأة بحدّة ...و هو يقول بجمود
" ماذا ماذا ؟؟؟ اذهبي و غيّري هذا الذي ترتدينه فورا ....أتظنّين أنّني سأسمح لك بأن تذهبي هكذا ؟؟ أنت غبية اِذا "
انعقد حاجبيها و هي تقول بعناد بغل
" لا أبدا ...لن أغيره ....لقد أمضيت أكثر من ساعتين و أنا أجهّز نفسي ...أتظنني سوف أرضخ لك و أغيره ....أبدا ....أبدااااا "
اِزدادت ملامحه قتامة ...قبل أن يقول بصوت خشن صارم
" ذهب ...لن أعيد كلامي ....اذهبي فورا و غيري ثيابك و امسحي هذا التهريج من على وجهك ....أنا لن اسمح لأي مخلوق أن ينظر اليك و أنت بهطه الملابس أبدا ..... كيف سمحت لك خالتك بالخروج هكذا من الأساس "
ارتبكت ملامحها قليلا ...قبل ان تستعيد ثقتها و هي تقول بهدوء هذه المرة محاولة استخدام كل أساليبها الأنثوية التي تعلمتهم مؤخرا في الاِقناع
" لقد أخبرتها أنّ أم صديقتي ستأتي لتقلني .....و أيضا أنت تعلم جيّدا يا حبيبي , أنّ الحفلة للفتيات فقط ...يعني لن يراني سوى الفتيات "
و اقتربت منه قائلة باٍغراء جديد عليها
" و أنت فقط حبيبي"
لقد أصابت هدفها جيدا ....من اهتزاز حدقتا عيناه و توتّر ملامح وجهه ...
الاّ أنّه اِستعاد رابطة جأشه بسرعة وهو يقول بصرامة أخف هذه المرة
" لا أبدا ....لا تحاولي , لن أسمح لك "
اقتربت منه أكثر ...و التوت شفتيها كالأطفال و هي تقول متوسّلة بهمس
" جواد أرجوك....لا تفعل .....أنت تعلم جيدا أنّني حذرة في هذه الأمور كثيرا ...أتظن أنني كنت سألبس هكذا اذا كان هناك شباب في الحفل ....بل لم أكن سأوافق على الذهاب قط ....أنت تعرفني جيدا جواد .....أرجوك لا تفسد فرحتي أرجوووووك "
رأت عيناه يعبّران عن رفض و عدم اِقتناع ....فاِقتربت منه أكثر و هي تقول بتوسّل
"أرجووووك "
لم يستطع مقاومتها أكثر .....بالرّغم من كل قوته و مكانته ....اِلاّ أنّه معها يضعف بشدة تحت تأثيرها عليه ...
أخد نفسا عميقا , قبل أن يقول بصلابة
" حسنا ....هيا اصعدي اِلى السيارة حتى لا نتأخر "
ابتسمت بإنتصار .....قبل أن تقفز بفرح , كطفلة صغيرة وصلت الى مبتغاها ....لم تدري بنفسها الاّ وهي ترتفع فجأة و تطبع قبلة بريئة على خده ...و تستدير بسرعة صاعدة الى السيارة .....تاركة إيّاه ورائها مصدوم ...
كزّ على أسنانه و اِشتدت قبضتاه قبل أن يهمس بأنفاس ساخنة بنفاد صبر
" تحمّل يا جواد ....تحمل .....تبقى القليل فقط و تصبح ملكك رسميا و الى الأبد "




بعد حوالي عشرون دقيقة وصلوا الى المنزل المنشود .....منزل فاخر كبير لرجل أعمال معروف ....مزيّن بالأضواء من كل ناحية ....و يرتفع فيه صوت الموسيقى العال
انعقد حاجبيه و هو يقول بضيق
" ماهذا ؟؟ ألم تقولي أنّها حفلة بسيطة بين الفتيات فقط ؟؟؟ أنا أراها كأنّها حفل زفاف....ذهب أانت متأكدة أنه ليس هناك شباب ؟؟؟"
ارتبكت ملامح ذهب قليلا ....لقد ظنت هي ايضا انها حفلة بسيطة , هذا ما اخبرتها به لبنى صديقتها ......بعد ان دعتها الى الحفل , لم توافق ذهب في الأول الذهاب لعلمها أنّ أمها لن تسمح لها أبدا ....اِلاّ أنّ لبنى استطاعت اِقناعها بأن الحفل بسيط بين الفتيات فقط ....وأنّها أصبحت واعية الأن , لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي تتحكّم في كل أمورها والدتها ...و بالفعل استطاعت اقناعها في الأخير بالذهاب و بالكذب ايضا....فوالدتها من المستحيلات السبعة انّ تسمح لها بالدهاب حتى لو أرادت ذلك ....
فجأئتها الصدفة العظيمة ....خالتها ذهبت لقضاء الليلة مع والدة زوجها رحمه الله المريضة ....تاركة اِيّاها في المنزل لوحدها ...بالرغم من أنها ليست أوّل مرة تذهب فيها للمبيت عند حماتها .....الّا انها في المرات التي تدهب فيها , تأخدها معها دائما ....الا أنّ هذه المرة أصرت ذهب على عدم الذهاب متحججة بأنها ستمضي ليلتها في الدراسة لقرب موعد امتحاناتها .... و بالفعل ذهبت خالتها تاركة اِياها في المنزل .....
تعلم جيدا أنها لو أخبرت جواد بهذا لما سمح لها أبدا بالذهاب ...لقد أنبّها ضميرها قليلا , اِلاّ أنّها أقنعت نفسها بحجة أنها لا تفعل شيئا خاطئا بل تدهب الى حفلة بسيطة بين الفتيات و ترجع فورا ....
أما الأن و هي ترى كل هذه الزينة و الموسيقى العالية لم تعد واثقة من الحفل ....و لا يمكنها أن تخبر جواد بمخاوفها الأن , سيظنّها غير مسؤولة و غير واعية....هو في الأصل يعاملها كطفلة مراهقة صغيرة , و هذا يزعجها كثيرا ....لا تريد أن تمنح له فرصة أخرى حتّى يزيد من معاتبتها على غبائها و عدم وعيها ....
اِبتسمت باِهتزاز و هي تقول بشجاعة زائفة
"لا تقلق جواد ......أنت تعرف الأغنياء يحبّون المظاهر قليلا ....أنا متاكدة أنّه ليس هناك أيّ شاب في الحفل "
نظر اِليها جواد بعدم اِرتياح و هو يقول بعدم اِقتناع
" حسنا ....اِسمعيني جيّدا .....سأعود اِليك بعد ساعتين بالضبط , اتركي هاتفك قريبا منك حتى أتصل بك ....مفهوم ؟؟"
هزّت رأسها ببطئ و هي تقول بهدوء بعيد كليا عن التوتر الذي يجتاحها
" حسنا ....حسنا "
ترجّلت من السيارة تتعّرج بحدائها ذو الكعب العالي بتوتر ....قبل أن تأخد نفسا قويا وهي تهمس بصوت غير مسموع لنفسها
" تشجّعي ذهب ....كوني شجاعة , و تحملي نتيجة قراراتك "
ناداها جواد ...فاِلتفتت اِليه بسرعة .
" ذهب ...اِنتبهي اِلى نفسك جيدا "
أومات برأسها ببطئ , تتمنّى لو أنّها تستطيع أن تعود بأدراجها و تصعد في السيارة معه , مبتعدة كليا عن هذا المكان الذي يبث فيها الرعب و شعور بشيئ سيئ على وشك الحدوث .....اِلاّ أنها شجعت نفسها مرة أخرى و أخرست اِحساسها و تقدمت نحو البوابة الضخمة للمنزل الكبير ....و بمجرد أن فتح لها الباب و دخلت اِلى الحديقة الواسعة ....تجمدت ملامحها و فغرت شفتيها بصدمة ....قبل أن تهمس بهلع
" يا الللللهي ......ما هذا !!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟"


لقد كانت حديقة المنزل تعجّ بالشباب و الفتيات ....المراهقين منهم و حتى الأكبر سنّا , فتيات بملابس خليعة تظهر أكثر مما تخفي ...تذكرت فجأة أنّها ترتدي نفس الشيئ , تقدمت ببطئ و توتر بينما ملامح وجهها مصدومة مما ترى ....شبان و فتيات في أوضاع مخلة , اِلاّ أنّ ما جمدها كليا المشروبات الكحولية الموجودة على أغلب اِن لم يكن معظم الطاولات الصغيرة المستديرة ...
" ذهب ....مرحبا بك "
اِلتفتت على الصوت الأنثوي المائع خلفها , لتجد شابة نحيفة و طويلة قليلا ....تتقدم ناحيتها , بقميصها عاري الكتفين الذي ينتهي عند منتصف بطنها و تنورتها التي بالكاد تكاد تسمى تنورة .....لقد كانت تظن فستانها قصيرة الّا أنه بالمقارنة مع تنورة لبنى , يعتبر مستور جدا و محتشم .....اِقتربت منها تتمايل قبل تضمها قائلة بخبث
" لقد أتيت ....لم اكن أظنك ستتجرّأي و تأتي أبدا , حفا لقد نلت اِعجابي أيتها الخبيثة "
قالتها و هي تضحك بصوت عال و اِبتسامة خبيثة تزين شفتاها ....اِستشاطت ذهب غضبا و هي تهتف بقوة
" ما هذا لبنى ؟؟؟؟ لقد كذبتي علي ....لماذا لم تخبرينني أن الحفل سيكون هكذا ...."
اِرتفع حاجبي لبنى ببرود و هي تقول
" و هل كنت ستأتي لو أخبرتك ؟؟؟"
ردّت ذهب بسرعة بحدة
" أبدا ...لم أكن لآتي أبدا "
هزّت لبنى رأسها و هي تقول بهدوء أقرب للاِستفزاز
" لهذا السبب لم أخبرك ....أنت تعيشين في قوقعة مغلقة , تظنّين نفسك بهذه الطريقة أنك تعيشين أفضل ....اِلاّ أنك تحرمين نفسك من الكثير أيتها الغبية , الحياة نعيشها مرة واحدة في العمر ....اِذن اِستمتعي بها و اِلاّ سيمضي عمرك هباءا "
اِحمر وجه ذهب غضبا و هي تهتف بعصبية
" و ما ذخلك أنت في حياتي ...أتظنين نفسك على حق , أهذا هو الِاستمتاع في رأيك ....ها أجيببني .....بهذه المشروبات السّامة التي تقدمينها أو بهذا الاِنحلال التي أدخلته اِلى بيتك ....أنت اِذن الغبية اِذا كنت تظنّين أنّ هذا هو الاِستمتاع "
لم يبدوا على لبنى أنها تأثرت بكلامها أبدا , بل بالعكس بدت هادئة جدّا و كأنها متعاطية لشيئ ما و هي تقول بصوت هادئ
" اآاه أيتها المسكينة ....تظنين نفسك كاملة و مثالية اِذن ؟؟ أنت هي الفتاة الخلوقة اِذن التي تعرف كل شيئ و لا تخطئ بشيئ ...اِلّا أنك لست كذلك ذهب ....ألم تكذبي اليوم على عائلتك و تأتي هنا سرّا ؟؟؟"
قاطعتها ذهب بسرعة قائلة
" أنا لم أكن أعلم أن ّه...."
اِلاّ أنّ لبنى أوقفتها قائلة بهدوء يحمل بين طياته حقد ظاهر جليا في نبرة صوتها
" الّا أنك كذبتي ....ليس هناك مبرر للكذب ذهب ....عائلتك تظنك نائمة في البيت , اِلاّ أنك لست كذلك ....أنت خارج المنزل في منتصف الليل ...و أتظنين أنني لا أعرف بشأن حبيبك الغني الأكبر سنّا منك ....الذي يأتي دائما لاِصطحابك بسيارته و الله أعلم أين تذهبين وماذا تفعلين معه .....أيعلم والديك بهذا أيتها الفتاة المثالية "
تجمد وجه ذهب تماما قبل أن تقول بصوت غريب ميت
" أنت حقااا ....شيطان .....أنت شخص مليئ بالحقد ....غارق في مستنقع الوحل و تريدين جر الجميع معك ......نعم معك حق أنا أخطأت , الاّ أنني على الأقل نادمة على خطئي و معترفة به ....من الأن فصاعدا أنا أحدّرك من أن تحاولي الاِقتراب مني و الاّ سأجعلك تندمين "
اِستدارت بسرعة بينما انهمرت دموعها على خدها ندما على غبائها ....جواد معه حق لطالما حدرها , اِلاّ أنها مثل الغبية لا تفرّق بين الأشخاص و لا تميّز الصحيح من الخطأ ....في الوقت التي اِقتربت فيه من البوابة ,أمسكها شاب يبدو عليه مظاهر الثمالة ....أبعدت ذهب رأسها عنه بتقزز من رائحته الكريهة و هي تقول بغضب
" أتركني ..أجننت!!!! "
الاّ أنّ الشاب لم يكن واعي و هي يقول بصوت متقطع
" ارقصي معي ...هيا يا جميلة ...."
حاولت مقاومته بشراسة و هي تهتف فيه بغضب
" اتركني ....أترك يدي ...ماذا تفعل اانت مجنون "
و حين بدأ بتقريبها منه اكثر , رفعت يدها عاليا و اسقطتها على و جنتيه بقوة ....للحظة اختل توازنه قبل أن يصرخ في وجهها
" أيّتها الغبية ....كيف تجرأين ؟؟؟"
و في نفس اللّحظة دوى صوت عال في المكان ...جعل كل الحاظرين يتجمدوا في مكانهم خوفا و رعبا , بما فيهم ذهب الذي سقط قلبها أسفل قدميها ....من الرّجال الذي اِقتحموا الحديقة صارخين بصرامة
" الشّرطة ....لا أحد يتحرك "
.................................................. .................................................. .......
تقف مستندة على الحائط الرطب المليئ برسومات متنوعة بشعة و أسماء غريبة لأشخاص أغرب .....رائحة العفن تزكم أنفها و تطبق على أنفاسها , بينما تحوم نظراتها حول عدّة أشخاص أغلبيتهم شابات مراهقين كانوا معها في هذا الحفل اللّعين .....إلّا أنهم يبدوا كأنهم في عالم آخر غير العالم التي هي فيه , لا تبدوا عليهم إمارات الخوف أو الرعب بل بالعكس يبدوا شاردين في عالم موازي غير آبهين بما أوقعوا أنفسهم به ....
لا تدري كيف و متى حصل هذا , إلاّ أنّها وجدت نفسها هنا في هذا المكان القاتم و المقرف ,بعد سلسلات أحدات طويلة لا تتذكر معضمها إلاّ محاولتها ترجّي الضابط القاسي عديم الرحمة و هو يدفعها بعنف للشاحنة الضخمة دون الإكتراث بمحاولاتها اليائسة بإقناعه أنّ ليس لها علاقة بما يحدث و لا تعرف أصلا نوع الحفلات هذه .....إلاّ أنّ الضّابط الذي يبدو عليه أنه تعوّد على عدم الإكثرات بالمشبوهين من الناس , فهم في نظره مجرمون يستحقون العقاب حتى دون أن يتعب نفسه للإستماع إليهم .....
أخرجها من شرودها صوت فتح باب الزنزانة الحديدية الضخمة .....صوت مزعج و مرعب في نفس الوقت ......إلتفتت حولها لترى تلك الوجوه المعدمة الغير آبهة لما يحدث , لا أحد منهم مكثرت لذلك الضابط النحيل جدّا الذي يدخل ممتعض الوجه غيرها ....
راقبته ذهب بتوتر و هو يمرّر أنظاره عليها و على كل الفتيات بنظرات جريئة وقحة دون خجل ,و لما يفعل و معظمهم شبه عاريين إلاّ من تلك القطع الواهية التي تظهر أكثر ممّا تخفي ....
ثم فجأة و دون مقدمات سمعته ينادي بإسمها ......إرتفعت دقات قلبها و إزداد جبينها تعرقا ....إلّا أن الضابط بدى عليه الغضب ونفاد الصبر و هو ينادي بإسمها مرّة أخرى بصوت عال ....
خرج صوتها ضعيفا لا يكاد يسمع , إلاّ أنه سمعه من شدة الهدوء المقبع في الغرفة الضيقة ....نظر إليها بإمتعاض و ضيق و هو يردف بنفاد صبر
" هل أنت ذهب عبيدي ؟؟؟ "
هزت رأسها بإيمائة مضطربة و هي تقول بخفوت
" نعم "
جالت نظرات الضابط عليها من رأسها حتى أسفل قدميها بوقاحة و جرأة , إحتقن وجه ذهب خزيا و غضبا في نفس الوقت ....لو إستطاعت لإقتربت منه و أعطته صفعة قوية على وجهه على وقاحته و إنعدام حيائه , إلاّ أنّها للأسف لا تستطيع خشية أن تزيد من تعقيد الأمور و لِجبنها الكبير حاليّا الذي يمنعها من فعل ذلك ...
لم يبدوا عليه أنّه سيتوقف على تآمّلاته الوقحة ...قبل أن يقول بإمتعاض
" تعالي معي "
إنعقد حاجبيها بشدّة و هي تقول بتوتر
" أين ؟؟؟"
أردف الضابط بنفاد صبر قائلا
" تحرّكي النّائب يستدعيك "
تبعته ببطئ و ترقب عبر الّرواق الطويل , توقف أمام باب خشبية بيضاء قبل أن يطلب منها الإنتظار ....راقبته يدخل لثواني ثم يطلب منها الدخول معه .....
تبعته ببطئ و بخطوات متعثّرة ....إلاّ أنّها بمجرد أن خطت عتبة الباب إلى الغرفة , إتّسعت عيناها برعب و شحب وجهها بشدة بينما أحسّت بصعيق يجتاح أطرافها جمد الدم في عروقها .








انتهى الفصل العاشر....
قراءة ممتعة...
ولا تنسوا جميلتنا كنز من تعليقاتكم ودعمكم...
دمتم بحفظ الرحمن...




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-01-20 الساعة 05:23 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
قديم 09-01-20, 08:34 AM   #194

عنك

? العضوٌ??? » 168167
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,058
?  نُقآطِيْ » عنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عنك غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-20, 09:34 PM   #195

MaRo.2014.

? العضوٌ??? » 323149
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » MaRo.2014. is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة اكملى
وفقك الله


MaRo.2014. غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-20, 11:20 PM   #196

riyta

? العضوٌ??? » 427697
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 107
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » riyta is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
افتراضي

اعجبتني البداية
متحمسة للبقية


riyta غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-20, 01:05 PM   #197

عاليا محمد

? العضوٌ??? » 452025
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » عاليا محمد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاليا محمد غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-20, 07:30 PM   #198

منال غرة

? العضوٌ??? » 412034
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » منال غرة is on a distinguished road
افتراضي

للحقيقة سأقرأ لك للمرة الاولى
وسأحاول ابداء رأيي لاحقا
اتمنى لك دوام التقدم والنجاح


منال غرة غير متواجد حالياً  
قديم 12-01-20, 09:09 AM   #199

منال غرة

? العضوٌ??? » 412034
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » منال غرة is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله بداية موفقة عزيزتي
مبارك تنزيل روايتك الأولى


منال غرة غير متواجد حالياً  
قديم 12-01-20, 05:13 PM   #200

منال غرة

? العضوٌ??? » 412034
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » منال غرة is on a distinguished road
افتراضي

رواية مشوقة جدا ورائعة

منال غرة غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
just faith

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.