آخر 10 مشاركات
سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          سيدة القصر- سلسلة زواج لأجل الإرث -نوفيلا غربية زائرة-بقلم الجميلة روما-(مكتملة) (الكاتـب : ريهام ماجد جادالله - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > القسم الاجتماعي > الـمـجـلـة الـشـبـابـيـة > شخصيات صنعت التاريخ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-19, 04:09 PM   #1

slaf elaf

? العضوٌ??? » 322637
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 880
?  نُقآطِيْ » slaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond reputeslaf elaf has a reputation beyond repute
افتراضي المسلمون وعلم الطفيليات




قد يتملك أحدنا الاستغراب والتعجب إذا علم أن المسلمين سبقوا غيرهم في مجال علم الطفيليات، ذلك العلم الدقيق الذي يتناول أصغر الكائنات وأدقها: من بويضات الديدان ويرقاتها ومراحل نموها، والأمراض التي تسببها وغير ذلك مما هو متعلق بهذا العلم، ويزول هذا العجب، وتلك الدهشة إذا عرفنا أن الحضارة العلمية الإسلامية ما تركت صغيرة ولا كبيرة، ولا شاردة ولا واردة إلا وتضمنتها واكتشفتها، وأخبرت عن حقيقتها ومكانتها في العالم المعيش، وهذا -بلا ريب- من عظمة الحضارة الإسلامية التي لم تتوقف حدود معارفها عند العلوم النقلية الشرعية -رغم أهميتها- بل اخترقت حاجز العلوم المحضة والتجريبية، وكان من جملة هذه العلوم التي تعرّف عليها علماء الإسلام "علم الطفيليات"، ومن ثَمَّ فإننا سنتناول هذا العلم من خلال المبحثين الآتيين:

المبحث الأول: المسلمون وابتكار علم الطفيليات
ينظر البعض إلى ما نُقَدِّمه هنا من إسهامات المسلمين العلمية على أنه تراث قديم ومعلومات بدائية عفا عليها الزمن، لا تلائم عصرنا الحاضر، ولا تُفيدنا، ولا تُفيد الحضارة الحالية بشيء!

والحقيقة التي لا مناص منها أن التراث الذي قَدَّمَهُ الأقدمون، وتلك المعلومات البدائية التي عفا عليها الزمن، والتي كانت في يومها سبقًا علميًّا وحضاريًّا بكل المقاييس -وأَخُصُّ هنا إسهامات المسلمين العلمية- هي التي بلغت بها حضارةُ اليوم ما بلغته؛ فهي التي مَهَّدَتْ لهذا الرُّقِيِّ الذي تعيشه الحضارة الحديثة، ولولا هذه الجهود وتلك المعارف لما رأينا تَطَوُّرًا يُذْكَرُ لهذه العلوم.

ومن هذه الجهود وتلك الإسهامات التي قَدَّمها المسلمون للإنسانية في هذا الصدد ما كان من دورهم في ابتكار علم الطفيليات (parasitology)، ذلك العلم الذي يَعْتَبِرُه البعض عِلْمًا حديث النشأة، ولكن بداياته كانت على أيدي المسلمين.

ويُعنَى علمُ الطفيليات بدراسة الطفيليات (الديدان) وعَلاقتها مع الجسم المضيف، أو هو العلم الذي يدرس العَلاقة بين كائنين أحدهما يتغذَّى على الآخر ويُسَمَّى العائل، والآخر يُسَمَّى الكائن المضيف، وتُسَمَّى العَلاقة بينهما بالتطفُّل.

وكان من الطبيعي في بدايات هذا العلم أن يكون بسيطًا؛ حيث عرض العلماءُ المسلمون لموضوع الديدان معتمدين أساسًا على شكل الديدان البالغة كما تبدو للعين المجرَّدَة؛ إذ لم يكن لديهم المجاهر المعروفة عندنا، والتي تكشف عن دقائق تركيب هذه الديدان وأطوار نُمُوِّهَا كالبويضات واليرقات.

ورغم ذلك فإن العلماء المسلمين استطاعوا أن يصفوا الديدان، ويصفوا أعراضها وصفًا دقيقًا؛ ومن ذلك أنهم قالوا: "طإنها كثيرًا ما تتولَّد في الأطفال والصبيان، وإنها تهيج عند المساء، ووقت النوم أكثر، كما استطاع المسلمون أيضًا أن يتوصَّلُوا إلى معرفة أعراضها؛ وذكروا من ذلك: الجوع، والخفقان الشديد، والغثيان، والمغص، والإسهال، وانتفاخ البطن، وإذا اشتدَّت العِلَّة والجوع سقطوا، أو تَشَنَّجوا، والْتَوَوْا كأنهم مَصْرُوعُون، وربما تأذَّتِ الرئة والقلب بمجاورتها فحدث سعال يابس وخفقان، ومن علاماتها سيلان اللعاب، أمَّا صِغار الديدان فيدلُّ عليها حكَّة المقعدة، ولزوم الدغدغة عندها، ويَعْرِضُ صراخٌ وتململٌ".

وقد وصف العلماء المسلمون لعلاج هذه الديدان الكثيرَ من الأدوية، وكان المبدأ العام في العلاج هو منع المادَّة المُوَلِّدَة لها من المأكولات الرطبة اللزجة؛ مثل: الفواكه، والبقول، والألبان، واللحم الخام، وأن تُتَّقَى البلاغم التي في الأمعاء التي منها تَتَوَلَّد، وأن تُقْتَلَ بأدوية هي سموم بالقياس إليها، ثم تُسَهَّل بعد القتل إن لم تدفعها الطبيعة بنفسها، ولا يجب أن يطول مقامها في البطن بعد الموت؛ فيَضُرّ بخارها ضررًا سُمِّيًّا.

ثم وصف العلماء المسلمون عشرات الأدوية؛ كالشيح، والترمس، وبذر الكرفس، والثوم، وقشر الرومان، وورق الخوخ، وأيضًا التعب والرياضة الشديدة قد تُسَهِّل خروج الديدان.

وإضافةً إلى ذلك فإن مَنْ يتناول مُؤَلَّفات علماء الحضارة الإسلامية باحثًا عن أصول علم الطفيليات -كما يذكر ذلك الدكتور أحمد فؤاد باشا- سوف يجد الكثير من الحقائق العلمية والمنهجية التي تُنْسَبُ زورًا وبهتانًا لعلماء الغرب، دون أدنى إشارة إلى مكتشفيها الأصليين في العصر الإسلامي، وتوضيح ذلك في السطور التالية:

عَرَضَتْ مراجعُ التراث الطبي للمسلمين ملاحظات دقيقة عن أنواع الطفيليات التي تعيش داخل جسم الإنسان، والتي تُعْرَفُ اليوم بـ(الطفيليات الباطنية Endoparasites)، وأنواع (الطفيليات الخارجية Ectoparasites) التي تعيش على ظاهر الجسم. ولا يُقَلِّلُ من أهمية هذه الملاحظات الدقيقة أنها كانت تعتمد في اكتشافها على ملاحظة الديدان الطفيلية بالعين المجرَّدَة، أو على الأعراض المرضية الدالَّة على وجودها.

فقد جاءت في المراجع التراثية أوصافُ بعض (الطفيليات الأولية Protozoa)؛ مثل أنواع الأميبا التي تعيش في جدار وتجويف الأمعاء الغليظة، والتي تُسَبِّبُ مرض الدوسنتاريا، وما جاء عن أعراض بعض الأمراض، مثل حُمَّى الملاريا التي كشف العلم الحديث عن طفيلياتها التي تُصِيبُ الإنسان من جنس البلازموديوم .

المبحث الثاني: بعض إنجازات علماء المسلمين
ولقد أَكَّدَتِ البحوث الحديثة ما ذهب إليه أبو بكر الرازي (ت 311هـ/ 923م) -الذي يُعَدُّ عَلَمًا من أعلام الطبِّ في الحضارة الإسلامية, ويُعتبر من أعظم مُعَلِّمي الطبِّ الإكلينيكي- أَكَّدَت ما ذهب إليه في كتاب (الحاوي في الطب) عندما ربط في ملاحظاته السريرية للإصابة بالملاريا بين نوبات الحُمَّى وبين حالة تَضَخُّم الطحال؛ حيث قال: "الحميات التي تبتدئ بنافض أعلم أنها من التي تنوب بأدوار؛ وذلك أن الْغِبَّ والرِّبْعَ في الأكثر يحدث مع نافض، إلاَّ أن الْغِبَّ منذ أول حدوثها تبتدئ بنافض شديد، فأمَّا الرِّبْعُ فلا أعلم أنِّي رأيُتها تبتدئ بنافض شديد، لكن بِعَقِبِ حميات مختلفة، أمَّا النائبة كلَّ يوم فلا تكاد تَحْدُث إلاَّ مع عِلَّة في فم المعدة، كما أن الرِّبْع لا تكاد تحدث إلاَّ مع عِلَّة الطحال".

أمَّا الديدان الطفيلية المعوية فقد أفاضت في الحديث عنها مُؤَلَّفاتُ العلماء المسلمين الطبية، وقد مَيَّزَتْ بين أربعة أنواع من هذه الديدان؛ هي: الديدان العراض أو الشريطية، والديدان العظام والمعروفة حاليًا باسم (الإسكارس)، والديدان الصغار التي تشبه الدود المُتَوَلِّد في الخَلِّ وتُسَبِّب داء (الدبوسيات)، والديدان المستديرة أو الشصية، لا سيما الإنكلستوما.

هذا، وقد استطاع الشيخ الرئيس ابن سينا (ت 428هـ/ 1037م) أن يُقَدِّم للإنسانية أعظم الخدمات بما تَوَصَّل إليه من اكتشافات في هذا المجال، وإليه يرجع الفضل في اكتشاف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن؛ فهو أول من كشف عن طفيل (الإنكلستوما)، وسمَّاه في كتابه (القانون في الطب) في الفصل الخامس الخاص بالديدان المعوية: الدودة المستديرة، ووصفها بالتفصيل لأول مرة، وتَحَدَّثَ عن أعراض المرض الذي تُسَبِّبه.

وعن هذا الفتح الكبير كتب الأستاذ الدكتور محمد خليل عبد الخالق مقالاً في مجلة الرسالة، جاء فيه: "... قد كان لي الشرف في عام (1921م) أن قُمْتُ بفحص ما جاء في كتاب القانون في الطب، وتبيَّنَ لي أن الدودة المستديرة التي ذكرها ابن سينا هي ما نسميه الآن بالإنكلستوما، وقد أعاد (دوبيني) اكتشافها بإيطاليا عام (1838م)، أي بعد اكتشاف ابن سينا لها بتسعمائة سنة تقريبًا، ولقد أخذ جميعُ المُؤَلِّفِين في علم الطفيليات بهذا الرأي في المُؤَلَّفات الحديثة، كما أخذتْ به مؤسسةُ (روكلفر) الأمريكية، التي تُعنى بجمع كل ما كُتِبَ عن هذا المرض... ولذلك كَتَبْتُ هذا لِيَطَّلِعَ عليه الناس، ويضيفوا إلى اكتشافات ابن سينا العديدة هذا الاكتشاف العظيم لمرضٍ هو أكثر الأمراض انتشارًا في العالم الآن".

بل إنَّ بحوث المسلمين التراثية تَطَرَّقَتْ أيضًا إلى بعض أنواع الديدان الطفيلية التي تعيش بعيدًا عن القناة الهضمية؛ مثل: ديدان العين التي تُفَضِّل منطقة العين، وديدان الفلاريا المُسَبِّبَة لداء الفيل، والذي يَتَحَدَّث ابن سينا عنه فيقول: "هو زيادة في القدم وسائر الرِّجل على نحو ما يعرض في عروض الدوالي فيغلظ القدم ويكثفه".

كما تَحَدَّث عنه يعقوب الكشكري (عاش في أوائل القرن الرابع الهجري) قائلاً: "إذا امتلأت عروق الدوالي بالدم العكر في الساقين وورمتا ورمًا عظيمًا حتى صارتا أشبه برجل الفيل، ولا يَتَهَيَّأ للمريض أن ينهض بهما من عِظَمِهِمَا، فإن هذه العِلَّة تُسَمَّى داء الفيل".

أمَّا بالنسبة إلى العرق المدني (دودة المدينة)، والتي لا يكاد كتاب من الكتب الطبية يخلو منها، إلاَّ أنه لا يُعتقد بأن أحدًا وصف هذه العِلَّة حتى عصرنا هذا بأكثر مما قاله الرازي عنها، وقوله فيها صواب كله، والمعروف أنها سُمِّيَتْ كذلك نسبة إلى المدينة المنورة (يثرب)، أو على الأقل نسبة إلى الجزيرة العربية ؛ يقول عنها الرازي: "العرق المدني قد يكون في البلاد الحارَّة وبشرب المياه الرديئة... ويحدث في البلاد اللطيفة الهواء الحارَّة، وفي الأبدان الرطبة المترفة إذا انتقلت إليها"، "ويتولد في الهند ومصر، ويعرض في الأعضاء العظمية مثل المعصمين والساقين والفخذين، وأمَّا في الصبيان فقد يعرض في الجنبين".

وعن طريقة علاج هذه الدودة تَحَدَّث الزهراوي (ت 427هـ/ 1036م) بما يستوجب الإعجاب؛ حيث يقول: "هذا العرق يَتَوَلَّد في الساقين في البلاد الحارَّة؛ كالحجاز وبُلدان العرب، وفي الأبدان الحارَّة القصيفة القليلة الخصب، وربما تولَّد في مواضع أخرى من البدن غير الساقين... وعلامته أن يَحْدُث في الساق تَلَهُّب ثم تَنَفَّطَ الموضع، ثم يبتدئ العرق يخرج من موضع ذلك التَّنَفُّط كأنه أصل نبات أو حيوان... فإذا ظهر منه طرف فينبغي أن يُلَفَّ على قطعة صغيرة من الرصاص تكون زنتها من درهم إلى درهمين، وتعقده وتترك الرصاص مُعَلَّقًا في الساق، فكُلَّمَا خرج منه شيء إلى خارجٍ لَفَفْتَه في الرصاص وعقدتَه، فإن طال كثيرًا فاقطع بعضه ولُفَّ الباقي، ولا تقطعه من أصله قبل أن يخرج كله؛ لأنك إن قطعته تَقَلَّصَ ودخل في اللحم، فأحدث ورمًا وعَفَنًا في الموضع وقرحة رديئة؛ فلذلك ينبغي أن يُدَارَى ويُجَرَّ قليلاً قليلاً حتى يخرج من آخره ولا يبقى منه شيء في البدن، وقد يخرج من هذا العرق في بعض الناس ما يكون طوله خمسة أشبار وعشرة... فإن انقطع لك في حين علاجك له فأدخل مِرْوَدًا في الثقب، وبُطَّهُ طويلاً مع البدن حتى يُفْرَغ كل ما فيه من مادَّة، وحاول تعفين الموضع بالأدوية أيَّامًا، ثم عالجه بعلاج الأورام، وقد يكون هذا العرق ذا شُعَبٍ كثيرة، ولا سيما إذا ظهر في مَفْصِل الرِّجْل أو الرِّجْل نفسها، فيحدث له أفواه كثيرة، ويخرج من كل فم شعبة، فعالُجه كما ذكرنا في التقسيم وبما تَقَدَّم"، وغنيٌّ عن الذِّكْرِ أن طريقة العلاج هذه هي الطريقة المستعملة في علاج هذه الدودة حتى اليوم!

وأمَّا بالنسبة إلى الدود المتولّد تحت الجلد، فقد خصَّصَ الزهراوي فصلاً خاصًّا له تحت عنوان: (الشق على الدود المتولَّد تحت الجلد ويُسَمَّى عِلَّة البقر)، فقال: "هذا المرض يُسَمَّى في بعض البلدان عندنا عِلَّة البقر؛ من أَجْلِ أنها كثيرًا ما تعرض للبقر، وهي دودة صغيرة واحدة تتولَّد بين الجلد واللحم، وتدبُّ في الجسم كله صاعدة وهابطة، تتبيَّنُ للمس عند دبيبها من عضو إلى عضو حتى تخرق حيث ما خرقت في الجلد موضعًا وتخرج، وتكوُّنها من عفونة بعض الأخلاط...". إلى أن قال: "وإنما يُتَوَقَّعُ من أذِيَّتِهَا أنها إذا دَبَّتْ في الجسم وارتفعت إلى الرأس، وبلغت العين، فربما فتحت فيها وخرجتْ فأبطلت العين، ويعرض ذلك كثيرًا، فإذا أَرَدْتَ علاجَها وإخراجَهَا فإنما يكون ذلك عند دبيبها وظهورها للمس؛ فينبغي أن تَشُدَّ ما فوقها وتحتها برباطٍ شدًّا جيدًا، ثم تشقَّ عليها وتُخْرَج، فإن غاصت في اللحم ولم تجدها فاحملْ على الموضع الكيّ بالنار حتى تحرقها".

أمَّا أنواع الطفيليات الخارجية التي تُصيب جسم الإنسان فقد كَثُر حديث الأطباء والعشَّابين المسلمين عنها في مؤلفاتهم، وخاصَّة الصئبان والقمل الذي يتولَّد في الرأس وسائر الجسد.

ولم يَبْقَ بَعْدُ إلاَّ أن نُؤَكِّدَ ذلك الدور الرائد الذي قَدَّمه علماءُ المسلمين وساهموا به في تأسيس علم الطفيليات، معوِّلين على إمكانات وظروف عصرهم، ومستندين إلى منهجٍ تجريبي رائد، ومدى أثر ذلك الدور في خدمة الإنسانية. ونسأل الله عز وجل أن يُعِيدَ للمسلمين مجدهم وحضارتهم وريادتهم للإنسانية.

بعد هذه الإطلالة السريعة لهذا الباب القيم الذي أوضحنا فيه مجموعة من العلوم وثيقة الصلة بالعلوم الطبية، نتأكد أن كل هذه العلوم وغيرها تفصح عن أمر لا مناص منه، يكمن في سبق علماء الإسلام إلى كثير من العلوم والمعارف التي اعتمد عليها الغربيون في دراساتهم الطبية، وهو أمر جلل يوضح تتَلمذَ هؤلاء الغربيين على أيدي علمائنا الأجلاء، فكأن الحضارة المدنية التي تسبح في نعيمها الشعوب الغربية ما هي إلا ترجمة لما تكبده المسلمون الأوائل من مشاقِّ البحث العلمي، وما ضيّعه المسلمون الأواخر من روح وفلسفة الإسلام التي تأمرنا بضرورة تحصيل العلم بأنواعه المختلفة.

المصدر: كتاب (قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية) للدكتور راغب السرجاني.




slaf elaf غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.