آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree41Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-20, 06:03 PM   #141

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي


{ في منزل يوسف }

عاد من صلاة العشاء وهو يُسبح الله بخفوت، وحين وصل إلى بيته قطب متعجبا من سكون البيت وغياب أصوات صغيرتيه اللتان عادة ما تثيران حنق الجيران بسبب صياحهما الذي لا يتوقف أبدًا.
فتح الباب بمفتاحه الخاص بعدما رنّ الجرس لثلاث مرات ولم يفتح له أحد، وبحذر شديد كان يخطو أولى خطواته لداخل بيته لكن حذره تبخر فجأة وهو يُطلق العنان لصيحته المجفلة التي ندت عنه رغم إرادته حين أضاءت نغم المصباح فجأة لتُنير البيت بعد أن كان يغرق في الظلام الدامس.
ظلت نغم صامتة، باسمة بإتساع وهي تقف أمامه وكأنها تمثال منحوت من الشمع بينما يوسف يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يحدق فيها بذهول، وبترقب شديد اقترب منها، يتفحص مظهرها الغريب قائلا بتوجس: " أهناك مناسبة خاصة أم ماذا؟ ما هذا الزيّ يا نغم؟ "
دارت نغم حول نفسها دورة كاملة قبل أن تتوقف مكانها قائلة ببسمة عريضة: " ما رأيك؟ ألست جميلة ويليق بي الثوب الجديد؟ "
أراد أن يخبرها عن شعوره بالحسرة على المبلغ المالي الذي أُهدِرَ على هذا الثوب الذي لا يجد له مسمى من شدة بهرجته وكأنه زِيّ مُهرج، لكنه نحى فورا كل ما فكر فيه كرد مناسب على سؤالها وهو يراها ترفع حاجبها بتهديد صامت ولا ينقصها إلا أن تُشهر في وجهه السكين الذي تستخدمه في تقطيع اللحم.
قطب يوسف مدهوشا من سؤالها وهو يخبر نفسه بأنه وقع في الفخ حرفيا وعليه الكذب الآن وإلا ستسود ليلته وتقلب ما تبقى منها إلى نواح وولولة لن تنتهي حتى تشرق شمس الغد.
تنحنح وهو يطالع ملابسها المتداخلة الألوان ببهرجة تؤذي العين وتُسبب تلوث بصري حاد، قبل أن يبتسم بلطف زائف قائلا: " طبعا يليق بكِ، أنتِ جميلة في كل حالاتكِ حبيبتي "
صفقت بيديها جزلا دون أن تعقب بشيء في اللحظة التي شهق فيها يوسف مجفلا من مظهر ابنتيه اللتين كانتا نسخة مصغرة من أمهما بزيِّهما الطويل المُبهرج وكُحل العينين الأسود الذي جعل منهما عفريتتين صغيرتين ولم يكن المسكين قد لاحظ وقوفهما في إحدى الزوايا حتى أصدرتا صوتا لتُنبهانه إلى وجودهما.
اقتربت منه الكبرى ذات التسع سنوات وهي تقول ببسمة ماكرة تشبه خاصة أمها: " ما رأيك بابا؟ لقد كانت فكرتي في الأساس "
عبس يوسف وهو يغمغم: " فكرة سيئة ومن صميم قلبي لا أتمنى أن تتكرر "
رفعت الفتاة حاجبًا بتهديد تقول: " لم أسمعك جيدًا يا بابا، هل قلت عني فكرتي أنها سيئة أم أنني سمعت خطأ؟ "
ابتسم يوسف ابتسامة صفراء وهو يجز على أسنانه مجيبا: " بل قلت أنها فكرة رائعة، لا تحرمينا من أفكاركِ الفذة هذه أبدًا يا زينة "
ابتسمت زينة ابتسامة مستفزة وهي ترد: " لا تخف سترى الكثير من أفكاري في الفترة القادمة بابا "
طالعها يوسف بغيظ وهو يغمغم في سره: " فليلهمني الله الصبر إذن "
نزل على ركبتيه أرضا وهو يتأمل مظهر ابنته الصغرى ذات السبعة أعوام بأسى قبل أن يبرم شفتيه متمتما: " وماذا عنكِ يا حبيبة؟ أليست لديكِ فكرة تريدين عرضها أنتِ الأخرى؟ "
ابتسمت حبيبة فماجت حدقتيها العسليتان بقتامة لذيذة وهي ترد: " لا بابا ليس عندي "
هز رأسه بأسى وهو يقول: " أفسدت أختكِ العفريتة جمال عينيكِ "
ردت حبيبة ببراءة: " الكُحل كان فكرة ماما "
رفع يوسف بصره لنغم وهو يتمتم بحنق: " فكرة رائعة "
استقام واقفا وهو يعبس قبل أن يشير لابنتيه قائلا بصرامة: " أمامكن من الزمن عشر دقائق حتى تتخلصان من تلك الفوضى "
اومأت حبيبة بطاعة لكن زينة هتفت باعتراض: " أنا لا أريد "
رفع يوسف حاجبًا وهو يسألها: " ما الذي لا تريدين بالضبط؟ "
طالعته زينة بأنفة وهي ترد: " لا أريد أن أزيل تلك الفوضى، أنا أحب الفوضى "
هتف يوسف بضجر: " أحبيها كما تشائين ولكن ليس في بيتي يا هانم "
لوحت زينة بكفيها وهي تغمغم بنزق: " إذن أسمح لي بالرحيل حتى تحافظ على نظام بيتك "
فغر يوسف فاهه بذهول وهو ينظر تارة لنغم وتارة لزينة، لا يصدق ما قالته ابنته للتو قبل أن تتدخل حبيبة ببراءة قائلة: " ماما أخبرت زينة أن تقول هذا الكلام لو اعترضت على مظهرها "
ضيقت نغم عينيها وهي تحدج ابنتها بتهديد بينما ابتسم يوسف بتهكم وهو يعقد ساعديه أمام صدره قائلا: " أهلا وسهلا بصاحبة الأفكار والمؤامرات المفضوحة "
رمقته نغم بسماجة وهي ترد: " أهلا بك "
زمت زينة شفتيها وهي تقول بحنق: " ماذا نفعل الآن؟ أنُزيل الفوضى أم نتركها؟ "
رد يوسف بهدوء مستفز: " اسألي أمكِ "
تأففت نغم بتذمر قبل أن تغمغم على مضض: " حسنًا اذهبا إلى غرفتكما وامسحا الكُحل "
طالعها يوسف ببرود وهو يضيف: " والملابس؟ "
فرمقته بنظرة مغتاظة قبل أن تقول لابنتيها: " وبدلا ملابسكما هذه، هيا "
اومأت حبيبة من جديد متمتمة ببساطة: " حاضر ماما، تصبحون على خير "
وانسحبت بهدوء تنفذ ما أمرتها أمها به أما زينة فهتفت بغيظ: " ما هذا الظلم والاستبداد؟ سأشكوك لجدي سليم على فكرة "
وذهبت بخطى عصبية فهتف يوسف في أثرها بدهشة: " استبداد! من أين لكِ بتلك المصطلحات يا بنت؟ "
ردت حبيبة من الداخل: " من ماما "
فشهقت نغم وهي تتمتم: " تلك الوشاية حبيبة أبوها سأقص لسانها عما قريب "
إلتفت لها يوسف يطالعها بنظرة نارية وهو يتمتم من بين أسنانه المطبقة: " ليلتكِ بلون كُحل عينيكِ يا عفريتة، أتريدين قلب ابنتايّ عليّ؟ "
ردت نغم بعبوس: " وما ذنبي أنا؟ كانت فكرة زينة "
رفع حاجبا يطالعها بغيظ قائلا: " لكني لا أظن أن تلك المصطلحات كان فكرة زينة أيضًا "
تنحنحت بحرج وهي ترد: " اممم بصراحة هي من عندي أنا، أردت أن اساعدها حتى لا تعترض على فكرتها، زينة من حقها أن تفعل ما تشاء طالما في حدود المسموح "
هتف يوسف بتعجب: " هل كان يُعجبكِ شكلها أو أفكارها؟ الفتاة مظهرها أقرب لأحد أفراد قبيلة الهنود الحُمر وآكلي لحوم البشر ولا ينقصها إلا ريشة تعلقها في رأسها حتى يكتمل مظهرها الغريب "
كتمت نغم ضحكتها وهي تتمتم: " في الحقيقة الريشة موجودة لكنني شفقة عليك منعتها من وضعها حتى لا... "
قاطعها وهو يضرب كفا بالآخر محوقلا قبل أن يوليها ظهره، متجها لغرفة النوم وهو يغمغم: " لقد جُنت نغم تمامًا والحمد لله "
لحقت به نغم وهي تضحك قائلة: " أنتظر يوسف أنا لم أُكمل لك بقية مُخططنا لهذه الليلة "
إلتفت يصيح بنفاذ صبر: " استغفري ربك وابتعدي عن وجهي اللحظة يا نغم "
كتمت ضحكاتها وهي تهز رأسها بطاعة وحينما همَّ بأن يوليها ظهره قالت: " ألن تسمعني حتى؟ "
صاح يوسف بغيظ: " لا أريد سماع أي شيء منكِ حتى الغد "
رفعت سبابتها وهي تقول باستعطاف: " كلمة واحدة "
فهدر بحنق: " قلت.. لا "
دخل الغرفة وصفق الباب في وجهها فأجفلت للحظة قبل أن تضرب الأرض بقدمها بطفولية هاتفة: " هذا قمة الاستبداد والظلم على فكرة "
فصاح هو من الداخل: " وما تفعلينه هو قمة الجنون على فكرة "
زمت شفتيها بانهزام قبل أن تخطو ناحية غرفة ابنتيها هامسة: " إذن الليلة مصيري مع القردتين الصغيرتين، يا للخسارة! ضاع المُخطط "
°°°

} في غرفة يوسف }

كان يقف في منتصف الغرفة متخصرا، عاقدا الجبين وهو يغمغم بامتعاض: " تبًا! لم تكن تلك مُخططاتي لهذه الليلة "
تأفف وهو يتجه نحو خزانة الملابس قائلا: " منكِ لله يا نغم، منكِ لله ستجلطينني "
لم يكد يفتح الخزانة ويسحب ملابسه منها حتى وجدها تدخل الغرفة باسمة بتوتر وهي تقول: " أردت أن أخبرك أنني آسفة ولن أكرر ما فعلت مرة ثانية "
رفع يوسف حاجبيه بدهشة قائلا: " حقًا! "
اومأت إيجابا دون رد وهي ترمقه باستعطاف فتنهد يوسف مستسلما ككل مرة وهو يشير لها بصمت حتى تقترب، فهرولت إليه ترتمي بين ذراعيه، قائلة: " لا حرمني الله منك يا يوسف "
فرد يوسف وهو يضمها برفق إلى صدره: " ولا منكِ يا فراشة يوسف الغالية "
*****

{ في فيلا الباسل }

كانت مروة تلعب بحماس مع حفيدتها الصغيرة ذات الخمسة أعوام، من يراها وهي تلاعبها بهذه الحيوية يمنحها تقديرا لعُمر أصغر من عمرها الحقيقي وقد بدت مروة اللحظة امرأة جميلة حقا ببشاشة محياها وصيحات التشجيع الحنونة التي تدفع بها الصغيرة للتفاعل معها.
على بُعد مسافة قريبة كانت فرح تقف وإلى جوارها أكرم المبتسم بصمت عميق يكمن فيه مزيج رائع من السعادة والراحة والرضا التام.
تنهدت فرح فجأة قبل أن تبتسم بلطف قائلة: " لقد كانت عمتي مروة أكثر من تأثر بموضوع تأخر الحمل الذي عانيت منه "
هز أكرم رأسه مجيبا بمرح: " نعم، كانت خائفة جدًا وكأنها هي من تواجه المشكلة لا أنتِ حتى كادت تصيبنا جميعا بالهستيريا من توترها الشديد "
ضحكت فرح وهي تقول: " لازلت أتذكر ما كانت تفعله في الطبيب بعد كل زيارة فاشلة يخبرنا فيها بأن العلاج لم يأت بالنتيجة المرجوة "
وضع أكرم قبضته على فمه بسرعة وهو يحدج فرح بلوم مرح ليقول بعد لحظات قليلة: " حرام عليكِ يا فرح، ألم تجدي سوا اللحظة لتُذكريني بهذا الموقف بالذات؟ "
قطبت للحظة بحيرة من فهم مقصده لكنها سريعا ما حدقت في عينيه لثوان قبل أن تنفجر في الضحك الذي شاركها إياه وهي تتمتم من بين ضحكاتها: " نسيت أنك كنت معنا وشاهدا أيضًا على كل ما كان يحدث وقتها، يا الله كلما أتذكر هذه المواقف لا أصدق أن عمتي مروة سيدة المجتمع الراقي من كانت تتفوه بتلك الألفاظ "
رد أكرم وهو يبتسم بتواطؤ: " وأنس ذاته كاد يتبرأ منها ذات مرة حينما وصفت الطبيب بأنه قرد أبله لا ينقصه سوا ذيل وبعض الموز "
انحنت فرح للأمام وهي تمسك ببطنها من شدة الضحك حتى دمعت عيناها وهي تقول: " كفى عمي، سيتوقف قلبي من الضحك "
ابتسم أكرم بحنان غامر وهو يربت على ظهرها قائلًا: " بعيد الشر عنكِ يا فرحة دخلت حياة ابني فأنارت عتمتها "
اعتدلت فرح في وقفتها، تطالعه بود وهي ترد: " الآن علمت ممن تعلم أنس الكلام اللطيف، بارك الله لنا في عمرك عماه "
مال أكرم يُقَبِّل جبينها قبل أن يتمتم بمشاكسة: " هيا خُذي ابنتكِ واصعدي لزوجكِ، دعي جود تفسد نومه فهو عاد لتوه من سفر عمل دام لشهر كامل بعيدًا عنكما ولا يصح أن تتركاه يرتاح بهذه البساطة "
هزت فرح رأسها ضاحكة وهي تقول بتواطؤ: " طبعًا لا يصح، كيف ينام ببساطة دون أن يتحمل القليل من مشاكسات وشغب ابنته الذي لا ينتهي؟ "
اومأ أكرم وهو يردف: " معكِ حق ثم أنا أريد الاختلاء بزوجتي قليلا وفي وجود تلك المشاغبة جود لن تلتفت لي مروة أو تمنحني ولو نظرة حتى "
ابتسمت فرح بمرح وهي تغمز له بطرف عينها قائلة: " اوامرك مُجابة يا حمايا العزيز، سأرحل وابنتي حتى أُخلي لك الساحة تمامًا "
فطالعها أكرم باسما وهو يقول بجدية مصطنعة: " إن شاء الله سأرد معروفكِ هذا قريبًا "
فرمقته فرح بشقاوة وهي ترفع كفيها متمتمة: " لا أريد شيء، إنها خدمة لأجل الوطن "
تركته فرح وتقدمت من مروة لتأخذ ابنتها بينما أكرم يطالعها بنظرات ممتنة، فمنذ دخلت فرح البيت عروسا لابنه وهو لم ير أنس يومًا حزينا أو شاكيا نِعم الابنة كانت في بيت أهلها والآن هي نِعم الزوجة في بيت زوجها.
بعد قليل من المحاولات الفاشلة خلال تشبث مروة بجود والأخيرة تضحك حائرة بين أمها وجدتها استطاعت فرح بشق الأنفس أن تأخذ ابنتها وتفر من أمام حماتها التي توعدتها بالكثير من العقاب.
اقترب أكرم، يجاورها في جلستها قبل أن يحيط كتفيها بذراعه فتميل لتضع رأسها على كتفه وهي تبتسم بعتاب قائلة: " أعلم أنك من حرضت فرح على أخذ جود مني ولن أسامحك على فكرة "
ضحك أكرم بمرح وهو يرد: " أنتِ دومًا تقولين هذا وفي النهاية تسامحينني على فكرة "
صمتت مروة دون تعقيب جهري وفي سرها تُردد ما تعلمه يقينا في قرارة نفسها 'أسامحك لأنني أحبك جدًا'
°°°

{ في جناح أنس وفرح }

دخلت تحث الخُطى وهي تظنه قد غفا بسبب هدوء الغرفة لكنها تسمرت مكانها فجأة مجفلة للحظة واحدة قبل أن تتنهد حين سمعته يقول: " أهلا وسهلا، أنرتِ الغرفة بل الجناح كله وشرفتيني بحضوركِ الباكر اليوم فرح هانم "
ابتسمت بمرح يشبه ما صدح في نبرته وهي ترد عليه: " الشرف لي أنس بك "
اعتدل جالسا بعدما كان مضطجعا على الفراش وهو يفتح ذراعيه مُرحبا بصغيرته: " أهلا بحبيبة بابا "
فارتمت الصغيرة بين أحضانه وهي ترد ضاحكة كما قالت أمها: " أهلا أنس بك "
ضحك أنس وهو يدغدغها قائلا: " أشتقت لشقاوتكِ يا قردة "
أطلقت جود العنان لضحكاتها وهي ترد: " وأنا أيضًا إشتقت إليك بابا "
فتخصرت فرح وهي تدعي الضيق هاتفة: " هل أصبح كل الدلال لابنتك وحدها الآن؟ وماذا عني أنا يا سيد أنس؟ "
رمقها أنس بطرف عينه، قائلا بمكر: " لو أحببتِ أن تقتربي لتحصلي على حصتكِ من الدلال فلن تجدي ما يمنعكِ على فكرة "
ابتسمت بشقاوة وهي تتمتم: " اممم وماذا سنفعل في ابنتك؟ "
رد أنس بمشاكسة: " لو شئتِ ألقيتها من النافذة لأجل خاطركِ "
فشهقت فرح وهي تدعي الخوف قائلة: " هل تريد أن تقتلنا والدتك؟ ألا تعلم كم هي تحب جود؟ "
زم أنس شفتيه بتفكير للحظات قبل أن يتمتم: " معكِ حق، ستقتلنا فعلا، ماذا برأيكِ لو تركناها الليلة تنام مع جديها؟ "
ضحكت فرح بحرج وهي تجيبه: " أتريد فضحنا أم ماذا؟ "
تأفف أنس بتذمر كطفل صغير وهو يغمغم: " ماذا أفعل إذن؟ أنا إشتقت إليكِ وتلك القردة الشقية لا تنام سوا خمس دقائق ماذا سنفعل فيهم بالله عليكِ؟ "
عبست جود بحيرة وهي تتمتم: " أنا لا أفهم "
رمقها أنس بسماجة مغمغما: " وهذا هو المطلوب "
فتأففت جود وهي تقول: " ألن نلعب يا بابا؟ أنا أريد أن ألعب "
رد أنس بعبوس: " وأنا أريد أن أنام "
رمقته جود بعبوس مشابه له وهي تصيح: " بابا سيء أنا أريد جدتي مروة "
فقفز أنس عن الفراش فجأة وهو يصيح بابتهاج طفولي: " غالية والطلب رخيص، تعالي يا حبيبتي سأوصلكِ إلى جدتكِ بنفسي "
حملها بسرعة وهو يخطو ناحية الباب بينما فرح تهتف بذهول: " ماذا تفعل يا أنس؟ "
فرد وهو يخرج من الغرفة: " سأتخلص منها بسرعة وآتيكِ "
°°°

لحظات قليلة وكان أنس يقف أمام والديه اللذَين تفاجئا من حضوره وهو يُنزل جود أرضا قائلا: " خُذاها عندكما الليلة "
رفع أكرم حاجبا بمكر وهو يسأله: " لماذا؟ "
بينما قطبت مروة بتعجب قائلة: " ماذا حدث؟ "
فيرد أنس بهدوء لا مبالي: " لا شيء، لكن جود ظلت تبكي وتقول 'أريد جدتي مروة' فلم يتحمل قلبي الرقيق بكائها واسرعت لتلبية طلبها "
طالعته جود بذهول وهي تتمتم: " أنا بكيت! "
حدجها أنس بعبوس مغتاظ بينما والده يعقب بتهكم مرح: " عيب عليك أن تتهم الطفلة البريئة بما لم تفعله يا صاحب القلب الرقيق "
لم تبال مروة بما يقولان وأسرعت تحمل جود بفرح قائلة: " تعالي حبيبتي لنُكمل لعبنا "
فصفقت جود بفرح وهي ترد: " نعم جدتي هيا نلعب "
رمقهما أنس بامتعاض وهو يغمغم: " تبًا! طفلة مولودة في مدينة الألعاب "
عاد ادراجه إلى جناحه وهو يصفر بسعادة بعدما تخلص من ابنته لتفاجئه فرح وهي تقف في منتصف الغرفة بملامح مرتبكة.
قطب أنس بحيرة وهو يسألها: " ماذا بكِ يا فرح؟ "
تنحنحت بحرج وهي تتمتم: " اممم أظن أن الليلة لن يفلح الأمر.. أنا... "
طالعها أنس بترقب وهو يقول: " أنتِ ماذا؟ "
فردت وهي تعض على طرف شفتها بإرتباك: " أنا الليلة غير مُتاحة "
ارتفع حاجبيه بدهشة قائلا: " نعم! لم أفهم "
تنحنحت من جديد وهي تغمغم: " أنا أقصد أنني... في فترة راحة "
رمش بغباء وهو يطالعها قائلًا: " وهل كنتِ تعملين في السابق أم ماذا؟ "
تأففت بحرج وهي تهتف: " أوف، أنت تُصر على احراجي "
ليزفر هو بغيظ، هاتفا في المقابل: " أنا لا أفهم تلك الأُحجية من الأساس ولا رغبة لي في إضاعة الليلة على الكلام "
رمقته بشفقة وهي تتنهد قائلة: " لكن لن يفلح الليلة سوا الكلام للأسف فأنا صدقني لم أكن أحسب لها حسابا لكنها غافلتني و... "
قاطعها أنس وهو يصيح بصدمة: " لا، لا تقولي أن ما أفكر فيه صحيحًا "
اومأت برأسها إيجابا وهي تغمض عينيها بترقب لسماع صياحه الذي لم يتأخر وهو يهدر: " يا حسرتي! وأنا الذي ركضت كالمجنون لأتخلص من جود حتى تخلو الساحة لنا، تبًا يا فرح! "
كتمت ضحكتها شفقة على حاله بينما هو يتجه نحو الشرفة لتسمع صوته بعد لحظات وهو يُنادي والديه: " إذا سمحتما اتركا جود تصعد إليّ ما عُدت أريد النوم ولا الراحة سألاعبها طوال الليل ولمدة... (صمت مفكرا للحظات قبل أن يردف بصوت مُتَحسِر) ولمدة ثلاثة أيام كاملة "
كتمت فرح ضحكتها وهي تراه يدخل بوجه محتقن مغمغما بامتعاض: " طار كل شوقي لكِ وذهب أدراج الرياح، اخلدي للنوم يا فرحة العمر التي ما تمت "
انفجرت فرح ضاحكة وهو يطالعها بغيظ حانق قبل أن تذهب هي إليه وتحاول استرضائه كثيرًا حتى هدأ أخيرًا وتنهد بأسى يقول: " ضاعت الليلة يا فرح "
فابتسمت فرح برقة وهي ترد: " يكفيني أنكَ إلى جواري يا حبيبي "
ليبتسم أنس باستسلام وهو يقول: " كالعادة هزمتِني يا فرحة عمري "

•• يتبع ••👇

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:07 PM   #142

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي / المدينة الجبلية
{ دار الجبالي / في جناح ياسين وملك }

أنهى اتصاله بأخيه وهو يُطمئنه بأنه درس أوراق صفقة العمل الجديدة جيدًا وبلا شك تُعتبر تلك الصفقة مُربحة جدًا لهم.
خرج من الشرفة وهو يبتسم برضا عن إتمامه ما يلزم في الوقت المحدد دون تأخير وإلا لكان ناله من توبيخ قاسم ما يكفيه لبضعة سنوات مُقبلة ولكنه فجأة قطب مُستغربًا وهو يرى ابنته تقف كقطة مُنكمشة على نفسها في إحدى زاويا غرفة الجلوس الصغيرة المُلحقة بجناحه الخاص فناداها بحيرة: " ماذا بكِ يا تالا؟ لماذا تقفين بهذا الشكل؟ "
رمشت الصغيرة ذات التسع سنوات بخوف وهي تجيبه: " لأنك ستُعاقبني "
زادت حيرته بينما يقول: " ولماذا سأُعاقبكِ يا تالا؟ ماذا فعلتِ؟ "
هزت تالا رأسها وهي ترد: " لستُ أنا يا بابا، إنها ماما من فعلت أقسم لك "
رمقها بتوجس وهو يسألها: " وماذا فعلت ماما بالضبط؟ "
أشارت على المنضدة الصغيرة الجانبية _التي سبق ووضع عليها ملف الصفقة الجديدة قبل قليل بعد أن أنتهى من دراسة الجدوى الخاصة به_ بينما بصره تلقائيًا يتتبع ما تشير إليه وهو يسمعها تقول: " لقد سكبت ماما فنجان القهوة على الأوراق "
شهق ياسين بصدمة وهو يرى الأوراق المُتناثرة هنا وهناك على سطح المنضدة وقد تلونت باللون البُني القاتم، وفي اللحظة التي هرول ناحية المنضدة ليتفقد الأوراق ركضت تالا إلى أمها حيث تختبئ في غرفة النوم.
لحظات قليلة وصدح صياح ياسين في الأرجاء بسرعة مدوية كانتشار النار في الهشيم وبخُطى تعكس إنفعالاته كان يدخل إلى غرفة النوم صارخًا: " يومكِ بلا ملامح يا ملك، عِقابكِ عسير... "
قطب باستنكار وهو يسمع صوتها يعلو بالتكبير وهي تستقبِل القِبلة للصلاة فصاح بعصبية: " حسنًا، صلي اليوم بطوله يا حُلوة، فوالله لن يمر الأمر بسلام تلك المرة "
وقفت تالا تكتم ضحكتها وهي ترى ملامح أمها المُنقبضة بخوف جليّ وهي تدعي أنها تصلي لكنها لم تكن تفعل إذ أنها للتو كانت قد أنهت صلاة الظهر.
في ذلك الحين وقف ياسين أمام الباب يستند عليه وهو يعقد ساعديه أمام صدره والغضب جليًا على ملامحه وفكيه المتصلبين.
انتظرها أن تركع لكنها لم تفعل فرمق تالا بشك ليرتفع حاجبيه باستدراك حين رآها تضع كفيها على فمها، تُخفي عنه بسمتها.
أشار لها بالصمت فأومأت له بوداعة بينما تأخذه خُطاه بحذر ناحية تلك المسكينة التي تدعو الله أن تنشق الأرض وتبتلعها حتى يهدأ غضبه على الأقل.
وعلى حين غفلة صدحت شهقة ملك المُجفلة وياسين يقبض على ملابسها من الخلف وكأنه يُمسك بلص سرق منه حذاءه، وانفجرت تالا ضاحكة حينها وهي تمسك ببطنها.
تنحنحت ملك ببراءة مُدعية وهي تلومه بالقول: " ما فعلته حرامًا على فكرة، لقد قطعت عليّ صلاتي "
رد ياسين وهو يرمقها بتهكم: " أيُّ صلاة تلك التي تخلو من الركوع والسجود؟ "
ردت وهي ترمقه بإرتباك: " كنت سأفعل "
رفع حاجبا بشك دون أن يعقب فطالعته باستعطاف وهي تتمتم بخفوت: " أترك ملابسي لو سمحت، أنت هكذا تُهينني أمام البنت وهذا لا يصح "
رد ياسين ببرود: " لقد اعتادت البنت على الحماقات التي تفعلها أمها كل حين وباتت تنتظرها لتضحك عليها "
علت ضحكات تالا فحدجتها أمها بشراسة لتنكمش الأولى على نفسها وهي ترفع كفيها باستسلام وتكتم بقية ضحكاتها في جوفها.
إلتفتت ملك تواجه ياسين بعبوس قائلة: " ما كل هذه الضوضاء؟ ماذا حدث؟ "
طالعها ياسين باستنكار وهو يرد: " والله! تعبسين في وجهي وتوبخينني على علو صوتي أيضًا؟ ألا حد لوقاحتكِ؟ "
تخصرت بيد بينما تُشهر سبابة كفها الحُر وهي تصيح: " لعلمك أنا لا أسمح لك بإهانتي فإما تختار أسلوبًا مُهذبًا في الحديث معي أو... ماذا تفعل؟ "
تراجعت خُطاها للخلف وهي تراه يخلع عنه حزام بنطاله الجلدي بينما يقول: " أحاول التفكير في طريقة مُهذبة للكلام معكِ "
طالعته بترقب حذِر وهي تسأله: " وهل وجدت؟ "
اومأ برأسه وهو يبتسم بشراسة مُجيبا: " بلى، وجدت طريقة فعالة للغاية لا أعلم كيف لم أُجربها معكِ من قبل؟ "
حين رفع يده المُمسكة بالحزام عاليًا صرخت ملك وهي تفر منه هاربة وتالا في أثرها تضحك بشدة حد أن دمعت عينيها.
صاح ياسين بغيظ: " والله لو وصلتِ إلى المريخ يا ملك فستُعاقبين رغم ذلك "
هتفت ملك وهي تفتح باب الجناح خارجة: " سأشكوك لوالدك أيها الفظ "
°°°

حلَّ المساء وهما لا يزالان مُتخاصمين، كل منهما يجلس على طرف الفراش من ناحية وتالا في المنتصف ترمق والدها تارة وأمها تارة أخرى حتى هتفت فجأة وهي تنزل عن الفراش: " أنتما لا تكبُران أبدًا، لقد مللتُ "
عبس ياسين بامتعاض بينما غمغمت ملك: " منكِ لله يا حلا ما أوثتِك إياه من وقاحة أسقيتِه لأطفال العائلة جميعًا "
هتف ياسين فجأة: " تالا اطلبي من عمتكِ حياة أن تُعد لي فنجان قهوة "
فردت تالا ببرود: " عندك زوجتك أطلب منها ما تشاء ودع خالتي المسكينة في حالها فعمي قاسم سيُعلقها من أذنيها على باب الدار "
قطب ياسين بفضول وهو يسألها: " لماذا؟ ماذا فعلت خالتكِ المسكينة؟ "
اقتربت تالا من والدها وهي تخفض صوتها وكأنها على وشك الإدلاء بسر حربي خطير فاقتربت ملك منهما تريد أن تعرف فرمقها ياسين بطرف عينه بنظرة ممتعضة قبل أن يُولي انتباهه لابنته التي قالت: " لقد حضرت عصرًا الجدة ثريا ومعها ابنتها الكبرى ولم يكن في الدار سوى خالتي حياة وخالتي حفصة وبعد قليل تشاجروا "
سأل ياسين بقلق: " مَن الذين تشاجروا يا تالا؟ "
ردت تالا بتلقائية: " ابنة الجدة ثريا وخالتي حياة (تابعت بحزن) تلك المرأة قالت عن خالتي حياة أنها خاطفة رجال وأنها سرقت منها عمي قاسم وخالتي حياة بكت كثيرًا بعد رحيل الجدة ثريا وابنتها "
هبت ملك من مكانها صارخة بحنق: " لماذا لم تخبرينني وقتها حتى أخرج لتلك الشمطاء وأُريها مقامها؟ "
طالعتها تالا بخوف وهي ترد: " خالتي حفصة قالت أنتِ بالذات لا يجب أن تعرفي شيئًا عن مجيئهما "
سحبت ملك حجابها، تضعه على رأسها بفوضوية وهي تغمغم بغضب: " لن تمر ليلتها بسلام تلك الحرباء فقط لأطمئن على أختي أولًا "
استوقفها ياسين بصرامة: " اذهبي إلى غرفتكِ يا تالا ولا تخبري أحد أننا عرفنا بشأن هذا الأمر، وأنتِ اخلعي عنكِ حجابكِ واستكيني في مكانكِ، الموضوع انتهى "
انتظرت ملك حتى خرجت تالا من الغرفة وبعدها هتفت بضيق: " كيف انتهى؟ هل تريدني أن اتغاضى عما فعلته تلك الحقيرة وخالتك المصون؟ "
نهض ياسين من مكانه هاتفا في المقابل: " أغلقي فمكِ الثرثار هذا بنفسكِ وإلا أغلقته لكِ بالقوة يا ملك "
أولاها ظهره يهمّ بالابتعاد حينما أمسكت مرفقه وهي تقول بصوت بدى مُهتزًا قليلا: " لم يسبق لك أن صرخت في وجهي هكذا "
إلتفت برأسه يطالعها بصمت تام فأطرقت بحزن تتمتم: " حسنًا اعترف أنِّي أخطأت و... لكن لعلمك أنا لم أتعمد سكب القهوة على أوراقك "
رد ياسين بهدوء: " أعرف "
حينها طالعته بدهشة تقول: " وطالما تعرف علامَ تريد مُعاقبتي إذن؟ "
رد وهو يعبس قليلا: " لا أعرف "
قطبت بذهول وهي تغمغم: " لا تعرف! "
لانت نظراته وهو يقول: " تعرفين أن ما يُزعج حياة يُزعجني بالطبع ولكن أن تُسيئي إلى خالتي مهما كانت سوء أفعالها فهذا ما لن اتقبله يا ملك "
فتحت فمها تريد الرد والدفاع عن نفسها لكنه سبقها بالقول: " أما يكفيكِ أن قاسم ما أحب امرأة غير أختكِ؟ فيما سيُجدي العِراك مع خالتي أو ابنة خالتي وأنتِ تعرفين أن ما يدفعهما لِفعل ذلك هو حقدهما عليكما؟ "
صرحت ملك بشعورها بقوة: " أنا أكرههما "
اومأ ياسين وهو يرد: " أعلم هذا، لكن ما لا أعلمه حقًا هو لماذا تكرهينهما بهذه القوة ومن قبل أن يفكر قاسم في خطبة ابنة خالتنا ثريا من الأساس؟ "
صمتت ملك دون أن ترد فهي مهما حدث لن تخبره بشأن اكتشافها أن تلك الحقيرة ابنة خالته كانت تحبه هو لا قاسم.
تنهد ياسين بعمق قائلا: " سأذهب لأطمئن على تالا "
تشبثت به ملك أكثر متمتمة: " ألن تُعاقبني؟ "
استدار ياسين بكُليته يُناظرها بحب وهو يجيبها: " ما يعنيه عقابي لكِ أنِّي أُعاقب نفسي يا ملاك وأنا لستُ أحمقا لهذه الدرجة حتى أفعل "
أشاحت وجهها جانبا وهي تعاتبه بالقول: " كنت ستضربني هل نسيت؟ "
رد ببساطة: " بل كنت أنوي تبديل ملابسي التي اتسخت ببضع قطرات من القهوة وأنا أتفقد الأوراق وأحاول انقاذها "
رمقته شذرًا فانفجر ضاحكا وهو يقول: " هيا يا ملاك لا تكوني قاسية لهذا الحد، تعرفين أنني ما كنت لأفعلها بكِ "
هزت كتفها بدلال وهي ترد: " ظننتُ أنك ما عُدت تحبني "
تراقصت بسمة على ثغره وانعكست شقاوتها على صفحة مُقلتيه وهو يقترب منها، مُعتقلًا خصرها برفق وهو يميل على أذنها هامسا: " كل هذا إذن لأجل ظن أحمق راودكِ، ألا تعلمين أنني أحيا على حُبّكِ؟ "
رفعت رأسها، تطالعه بحب والبسمة تعانق ثغرها الوردي وهي تجيبه بمناكفة: " هذا كلامي أنا "
فرد عليها باسما بحنان: " كلانا واحدا أليس كذلك يا ملاكي؟ "
حينها تنهدت براحة وهي تميل واضعة رأسها على صدره متمتمة: " بلى يا أميري "
°°°

{ في جناح زيد وشمس }

كانت شمس على وشك جذب شعرها من الغيظ وهي تستمع إلى صراخ ابنتها الذي لا ينقطع بينما الأخيرة تقف أمامها عاقدة ذراعيها أمام صدرها وهي تطالع أمها بغضب وتوجه إليها اللوم والعتاب.
فاض الكيل بشمس فهبت من جلستها على الفراش تتخصر أمام ابنتها وهي تهتف: " هل تلوميني على شيء ليس بيدي؟ هل أنتِ مجنونة يا بنت؟ "
رمقتها نور بعبوس مغمغمة: " بالطبع ألومكِ فهذا ذنبكِ "
زفرت شمس بضجر وهي ترد: " يا حبيبتي افهمي هذه أمور بيد الله سبحانه وتعالي ونحن لا نقدر على التدخل فيها "
هزت نور رأسها بحنق هاتفة: " لكن عمتي نبض أنجبت غيد بعيون ملونة "
جزت شمس على أسنانها وهي تحاول التحكم في أعصابها بينما تتمتم: " وأنتِ أيضًا ذات عيون ملونة يا حبيبتي "
عبست نور بغير رضا فأبتسمت شمس على مضض تقول: " عينيكِ جميلتان على فكرة ولونهما رائع "
رمقتها نور بامتعاض مغمغمة: " ما الرائع في عيون باللون البني القاتم؟ أنا أريدهما زرقاوين "
رفعت شمس بصرها للأعلى مغمغمة: " يا الله يا ولي الصابرين "
في تلك اللحظة دخل زيد باسما وهو يحيهما فرمقته نور بضيق بينما زفرت شمس براحة وهي تقول: " الحمد لله، وصلت في الوقت المناسب تمامًا "
تقدم زيد منهما وهو يسأل بترقب: " ماذا بكِ يا شمس؟ "
فأجابته شمس باستياء: " ابنتك لا يعجبها لون عينيها وتلومني لأنني لم انجبها بعيون زرقاء "
ارتفع حاجبيه بدهشة وهي ينظر لابنته قائلًا: " حقًا! وما سر حبها المفاجئ للون الأزرق؟ ألم تكن تبغضه من قبل؟ "
تمتمت شمس بنفاذ صبر: " ها هي أمامك فأسألها "
التفت زيد إلى ابنته، يطالعها بإهتمام وهو يقول: " ما المشكلة يا نور؟ لماذا أحببتِ اللون الأزرق هكذا فجأة؟ "
فردت نور بعبوس: " غيد لن يقبل بي لأن عيناي ليستا زرقاوتين مثله "
قطب زيد بذهول يقول: " إذن تغيركِ المفاجئ هذا لأجل غيد؟ "
اومأت نور ببؤس قائلة: " سيضيع غيد مني يا بابا، ماذا أفعل؟ "
رمش زيد بذهول من حديث ابنته الذي يفوق سنها بينما تدخلت شمس تضيف بسخرية: " كان سيضيع أيضًا حتى لو كنتِ زرقاء العينين يا نور فما لا تعرفينه هو أن هناك قصة حب وود دموية ظلت قائمة لمدة لا بأس بها بين عمكِ صخر ووالدكِ العزيز وهذا يعني أنكِ خيار مستبعد على أي حال "
ضيقت نور عينيها وهي تطالع والدها باتهام قائلة: " إذن أنت السبب، أنت من أضعته مني "
فتح زيد فمه ليرد فسبقته نور وهي تهتف: " لعلمك أنا لن أسامحك أبدًا على ما فعلت يا بابا، أبدًا.. أبدًا "
وهرولت للخارج غاضبة بينما انفجرت شمس في الضحك وهي تقول: " كان ينقصها 'أبدًا' إضافية وتصل ابنتك للعالمية اللهم لا حسد طبعًا "
طالعها زيد بغيظ هاتفا: " لقد ورطتني يا هانم لتنجين من ابنتكِ "
هزت شمس كتفيها وهي ترد بلامبالاة: " في المواقف الصعبة العقل يقول 'تصرف لتنجو' وأنا فعلت ما أملاه عليّ عقلي وتصرفت "
عبس زيد متمتما: " نعم نجوتِ واوقعتني في الفخ بدلًا منكِ، صحيح إن كيدهن عظيم "
كتمت شمس ضحكتها بينما ترمقه بطرف عينها، منتظرة رد فعله التي هي موقنة من أنه سيأتي حالا دون تأخير، وحين رفع زيد حاجبه وتألقت الشقاوة في مقلتيه علمت أن لحظة رد الفعل قد حانت.
ببسمة ماكرة كان يقول: " تعلمين طبعا أن ابنتكِ حين تغضب مني فإنه يلزمني وقتها الكثير من الجهد حتى أتمكن من استرضائها أليس كذلك؟ "
زمت شفتيها تمنع بسمتها من الظهور وقد بدأت خيوط الاحجية تتجمع في عقلها بينما تهز رأسها مؤكدة قوله فيردف هو بنفس البسمة: " وطبعا يلزمني أنا الآخر مصدر طاقة أمد به نفسي حتى أتمكن من مواجهة غضبها أليس كذلك؟ "
للمرة الثانية تهز رأسها بالموافقة دون رد فتتسع بسمته هو مردفا: " جميل جدًا والآن ننتقل إلى النقطة الأهم ألا وهي أين مصدر طاقتي؟ "
توردت رغم أنها حاولت إظهار الغباء في قولها: " أين؟ "
لكن توردها فضح أنها علمت قصده فأبتسم في المقابل يرد بإيجاز: " أنتِ "
عبست شمس وهي تلوح بكفها مصطنعة الحنق بينما تقول: " لا تمزح يا زيد فأنا مرهقة وأشعر بالنعاس "
رفع حاجبه وهو يرد بشقاوة: " وهل قلت غير ذلك يا شمسي؟ لعلمك أنا أيضًا أشعر بالنعاس لهذا سوف نذهب ل... "
قاطعه صوت رنين هاتفها الذي صدح فجأة بنغمة مميزة جدًا.. جدًا خاصة لدى زيد الذي فغر فاهه ومظاهر البلادة تحتل قسمات وجهه وهو يغمغم: " حماتي العتيدة "
كتمت شمس ضحكتها شفقة عليه بينما هو يردف بنفس النبرة: " أقسم بالله بدأت أشك أنها تضع جهاز تنصت في كل مكان نذهب إليه، إنها تضبط موعد الرنين على نفس اللحظة في كل مرة "
طالعته شمس باعتذار صامت بينما هو يبتعد متجها إلى غرفة النوم متمتما ببؤس: " يا لحظك التعس يا زيد! صدق من قال 'فطريقك مسدودا.. مسدودا' سبحان الله لقد كان يصفني تمامًا "
انفجرت شمس ضاحكة مع نهاية حديثه فالتفت يطالعها بغيظ قبل أن يعود إليها هاتفا: " لكن إلى هنا وكفى، ما عُدت أريد الطريق المسدود (سحب منها الهاتف وأخرج شريحته ثم رماه على الأريكة قبل أن يخطو نحو الباب مغمغما) وها هو الباب أيضًا "
أغلق الباب بالمفتاح ثم عاد إليها مرة ثالثة وحينها مال بخفة يحملها بينما هي تهتف بإجفال: " ماذا تفعل يا مجنون؟ "
فرد وهو يتحرك تجاه غرفة النوم: " سأحاول شحن طاقتي حتى أتمكن من مواجهة ابنتكِ ولا تنسِ أنكِ كنتِ السبب في توريطي "
غمغمت ببؤس: " وماذا عن عمتي مروة؟ هكذا ستقلق عليّ "
ابتسم زيد بشماتة قائلًا: " عساها تغضب وتثور وتتبرأ منكِ بل وتقرر حرمانكِ من الميراث وفي المقابل تحرمنا من اتصالاتها المستفزة في الأوقات الحاسمة "
ضحكت شمس بقلة حيلة متمتمة: " أنت شرير "
غمز بطرف عينه وهو يرد بمرح: " فيما يخصكِ نعم أنا شرير جدًا يا نور حياتي "
فطالعته شمس برقة قائلة: " لا حرمني الله من شرك هذا أبدًا يا حبيبي "

•• يتبع ••👇

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:11 PM   #143

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحًا
{ في جناح قاسم وحياة }

كانت ترتب الفراش وهي تحاول قدر الإمكان الاشاحة بوجهها عن مرمى بصره حتى تخفي عنه آثار بكائها الذي استمر على مدار ساعات الليل كله وحتى بزوغ أول شعاع لشمس اليوم.
لم تكن تدري أنه لاحظ احتقان وجهها واحمرار عينيها بالفعل لكنه فضل الصمت حتى تأتي إليه بنفسها وتخبره عما حدث.
انتهت مما كانت تفعله وتتشاغل به عن مواجهته فقالت وهي تخطو بعجلة تجاه الباب: " سأذهب لليال، الساعة صارت السادسة والنصف وهي لم تستعد للمدرسة بعد "
سمرها صوته الساخر وهو يقول: " اليوم عطلة يا حياة، يبدو أنكِ نسيتِ أنه ما من مدرسة تكون يوم الجمعة "
ازدردت ريقها وهي تتمتم بتوتر: " يبدو أنني نسيت بالفعل إذن س... "
قاطعها ببرود: " لا تختلقي الحجج الواهية يا حياة بإمكانكِ الهروب وصدقيني لن أمنعكِ.. (أردف بتهكم) هيا اهربي من جديد، عودي إلى سيرتكِ الأولى "
ظلت على وقوفها دون أن ترد حتى شعرت بصوت خطواته التي تقترب منها فجزت على أسنانها بقوة.
هي ترغب حقًا في الهروب اللحظة لكن قلبها يعاندها، يُذكرها بوعدها له.. هي وعدته بأنها لن تهرب منه أبدًا، بأنها ستشاركه في كل شيء وكل فكرة تطرأ في ذهنها فما بالها اللحظة تشعر بالعجز والرفض الشديد من اخباره بما يحدث معها؟
أجفلت لوهلة حين وضع كفيه على كتفيها، يُديرها له برفق وهو يقول: " إن كانت أفكاركِ السوداء ومزاجكِ المُكدر هذا لسبب بعيد عن زيارة خالتي وابنة خالتي بالأمس فأتمنى أن تخبريني عنه حتى نجد حلا له معا وإن كان العكس فمن الأفضل أن تتابعي صمتكِ حتى لا أضربكِ بشيء حاد على رأسكِ الصلب هذا "
طالعته بذهول متمتمة: " كنت تعلم بشأن زيارتهما؟ "
اومأ بالإيجاب وهو يرد ببساطة: " ألتقيت بهما أثناء خروجي من الدار وسلمت عليهما "
هزت رأسها بوجوم فتنهد هو يردف: " كنت أعلم أن هذه ستكون نتيجة زيارتهما لهذا تركتكِ تبكين طوال الليل دون أن أتدخل لعلكِ تشعرين بالراحة "
رمقته بحرج متمتمة: " أنت لا تفهم.. تلك الحرباء ابنة خالتك قالت كلاما مسموما في حق ملك ومن لطف الله أن ملك كانت مشغولة بشيء ما وقتها ولم تعلم بوجودهما من الأساس "
زفر قاسم بإحباط مغمغما: " يا الله! ألن ننتهي من هذه الدائرة المفرغة أم ماذا يا حياة؟ "
هتفت حياة بضيق: " وما ذنبي أنا؟ هي من تطاولت على أختي وفي دارنا أهُناك وقاحة أكثر من هذا؟ "
هز رأسه مجيبا بهدوء: " لا، وقاحتها فاقت كل الحدود هذه المرة لذلك هاتفت خالتي مساء الأمس فور أن علمت بما حدث وأخبرتها بكل وضوح ألا تأتي لزيارتنا مجددا على أن أزورها أنا أو ياسين أسبوعيا "
طالعته حياة بصدمة قائلة: " ماذا؟ لا أصدق أنك فعلت هذا "
ابتسم بمناكفة وهو يرد: " لماذا يا سيدة حياة؟ هل قصرت معكِ في شيء من قبل أو تساهلت مع من يزعجكِ؟ "
هزت رأسها سلبا وهي ترد بحب: " أبدًا، لطالما كنت ولا زلت بطلي "
ابتسم قاسم بسخرية مرحة، قائلا: " الآن تهللت أساريركِ بعد أن كانت متجهمة وعلى وشك التفتت "
رمقته بعبوس متمتمة: " أنت تبالغ "
فرد باستفزاز: " أُبالغ! ألا تطالعين صورتكِ في المرآة أم ماذا؟ "
قطبت بضجر هاتفة: " كفاك سخرية وتهكما يا قاسم فلتقل خيرًا أو لتصمت رجاءً "
كتم ضحكته وهو يقول بنبرته الساخرة المستفزة: " خيرًا! أوَ يعرف الخير لكِ طريق يا بومتي؟ "
تأففت بنزق وهي تدفعه في كتفه بخشونة متمتمة: " فظ، غليظ، لا تجيد الكلام المعسول "
ضحك قاسم بإغاظة مجيبا: " معسول الكلام أتى عندكِ وسقط مغشيا عليه وللحق لن ألومه في ذلك يا وجه الخير "
حينها صاحت بغيظ وهي تضرب الأرض بقدمها بطفولية: " توقف قاسم، أتظن نفسك خفيف الظل؟ "
استمر في ضحكه، وهو يستفزها بقوله: " حاشا لله وهل يعقل أن أنسب لنفسي خفة الظل في وجودكِ يا بومتي؟ "
ضربت كفا بالآخر وهي تتمتم بقلة حيلة وغيظ: " منكِ لله يا ملك، أنتِ السبب في هذا اللقب البشع "
كتم قاسم ضحكته وهو يكتف ساعديه أمام صدره قائلا بمناكفة: " لعلمكِ أنا أحبّ البومات العبوسات أمثالكِ جدًا "
فعبست بامتعاض متمتمة: " هذا أسوء كلام غزل سمعته في حياتي "
ابتسم باستفزاز وهو يرد: " لكل نوع من البشر ما يليق به من كلام الغزل يا بومتي "
لتزفر بقوة وهي تصيح بتذمر: " لا أريد هذا اللقب أنا أتنازل عنه لابنتك في مقابل أن أستعيد لقبي السابق "
رفع حاجبًا يرمقها بمكر قائلا: " أيّ لقب بالضبط أنا لا أتذكر؟ "
أشاحت بوجهها عنه وهي تغمغم بإرتباك خجول: " بلى أنت تعرف "
هز كتفه بلامبالاة وهو يرد: " لا أتذكر "
فقطبت بغيظ وهي تغمغم: " أيها الماكر! "
ليهتف هو متصنعا الملل: " هل ستخبريني أيّ لقبا تقصدين أم أذهب لأكمل عملي؟ "
لوحت بكفها وهي تتمتم بحنق: " أذهب لعملك يا قاسم وخلصني قبل أن أتهور وأفعل شيئًا أحمقا "
رمقها بطرف عينه بامتعاض زائف وهو يغمغم: " وما أكثرها حماقاتكِ يا... (استدارت تنظر إليه بينما هو يطالعها بحب قائلا) يا حياة الروح "
تنهدت حياة بعمق وهي تبتسم بحبور متمتمة: " وأخيرًا عاد إليّ لقبي الحبيب "
عبس قاسم بغيرة طفولية قائلا: " بدأت أغار من هذا اللقب على فكرة "
فاقتربت منه، تطالعه بحب لا زال ينمو في قلبها كل يوم أكثر من اليوم الذي مضى دون أن يقل مقدار ذرة منه وحين وصلت إليه كانت هي المبادرة تلك المرة حين احتضنته هامسة إلى جوار أذنه: " لا يحق لك أن تغار منه فأنا لا أحبه في الأساس سوى لأنني أسمعه منك أنت يا توأم الروح "
لانت ملامحه وعانقت البسمة ثغره وهو يبادلها العناق، هامسا بشجن في المقابل: " أضعتِ منا الكثير من الوقت حتى أعلنت استسلامكِ يا حياة "
فتنهدت وهي ترفع رأسها تواجهه، قائلة: " لكنني وعدتك أن أعوضك عن كل حماقاتي السابقة فهل قصرت معك في شيء يا قاسم؟ "
هز رأسه سلبا فأبتسمت برقة تقول: " إذن المهم أننا معا ولن يفرقنا شيء بإذن الله "
مال يُقبل جبينها وهو يرد: " نعم هذا هو المهم يا أجمل بومة خلقها ربي "
عبست من جديد وهي تهتف: " مجددًا يا قاسم "
فضحك قاسم بمناكفة وهو يقول: " وما لها البومة لا أفهم؟ "
ردت بنزق: " لا أحبها "
فاستمر في ضحكه، قائلا: " إنها جميلة صدقيني "
لتدفعه بغيظ وهي تهرول للخارج مغمغمة: " ستظل فظ طوال حياتك "
فصاح هو في أثرها، مستمرا في ضحكه الذي يتعمد أن يستفزها به: " هل تقولين شيئًا يا حياتي؟ "
لم ترد عليه فعاد لمقعده أمام المنضدة المستديرة ليكمل مراجعة أوراق العمل وهو يقول بمرح: " إنها تظلم البومة صدقًا ولا أعلم لماذا تُعاديها بهذا القدر رغم أن البومة جميلة؟ "
" معك حق وأنا أؤيدك في هذا يا بابا "
رفع رأسه ضاحكا وهو يفتح ذراعيه بسرور، مرحبا بابنته ذات الثمان سنوات، قائلا: " أهلا بحبيبة بابا "
هرولت إليه الصغيرة، ترتمي بين أحضانه متمتمة بتواطؤ: " بومتك تنفث لهبا من أذنيها على فكرة "
هز كتفه بلامبالاة مجيبا: " ليس لي ذنب في هذا وأنتِ تعلمين ذاك أليس كذلك يا ليلة؟ "
رفعت ليال حاجبًا باستفزاز تقول: " ليال يا بابا، أنا إسمي ليال بالجمع وليس ليلة واحدة "
ضحك قاسم وهو يقرصها من خدها بمشاكسة قائلا: " مِمَن ورثتِ تلك الشقاوة يا ابنة البومة العبوس؟ "
ابتسمت بفخر وهي تجيبه: " من خالتي ملك "
تنهد قاسم، مبتسما بقلة حيلة وهو يتمتم: " صحيح كدت أنسى أن جينات خالتكِ العزيزة متفشية في العائلة كلها كالوباء "
ابتسمت ليال بشقاوة وهي تقول: " دعنا نعود للموضوع الرئيسي الذي أتيتك من أجله يا بابا "
طالعها قاسم بإنصات شديد بينما هي تردف بضحكة مكتومة: " متى سيحضر عمي صخر لزيارتنا؟ "
رفع حاجبه باستفزاز وهو يتصنع الإنشغال بأوراقه قائلا: " لماذا؟ "
فردت بنفس النبرة الشقية: " أشتقت إليه كثيرًا "
رمقها بطرف عينه بسخرية وهو يتمتم: " حقًا! "
فأومأت برأسها وهي ترد: " طبعا يا بابا، وأنت تعلم كم أحب عمي صخر ثم إنه أطال الغيبة علينا هذه المرة كثيرًا ألا تظن ذلك؟ "
رد قاسم بهدوء وهو يُقلب في أوراقه: " معكِ حق طالت غيبته تلك المرة لثلاث سنوات كاملة "
غمغمت ليال بعبوس: " وخمسة أشهر ويومين "
رفع رأسه بدهشة، وهو يحدق فيها قائلا: " ما شاء الله، تحفظين التاريخ بالضبط "
رمقت والدها بنفس العبوس وهي ترد: " أخبرتك أنني إشتقت إليه "
جذبها قاسم من تلابيب بلوزتها وهو يحدجها بنظرات شريرة بينما يقول: " لا أصدق أنكِ تُجيدين الحساب لهذه الدرجة، هيا اعترفي مَن أخبركِ عن مدة غياب عمكِ صخر "
رمقته بتذمر هاتفة: " من برأيك؟ "
تركها قاسم وهو يعود لأوراقه قائلا: " بالطبع جدكِ خالد "
تحول عبوس ليال إلى الشقاوة التي ارتسمت على صفحة مقلتيها البندقيتين الشبيهتين بحدقتي أمها وهي تتمتم: " إجابة خاطئة سيد قاسم إذ أن زينة هي من أخبرتني "
قطب قاسم وهو يرمقها سائلا: " زينة! بدأت أشعر بعدم الراحة تجاه الموضوع "
اومأت ليال وهي ترد ببراءة: " لماذا يا بابا؟ زينة تحبه بصدق "
زادت تقطيبته وهو يردد: " تحب مَن؟ "
تنهدت ليال بحالمية وهي تجيب والدها: " تحب غيد وأنا الأخرى أحبه "
فغر قاسم فاهه بينما هي تبتسم بإتساع هاتفة: " لكن زينة تقول أنها تحبه أكثر لهذا سأتنازل لها عنه "
ابتسم قاسم بسخرية يقول: " بهذه البساطة؟ يا لكرم أخلاقكِ! "
اومأت بجدية وهي ترد عليه: " نعم، وسأحب فهد بدلًا منه "
طالعها قاسم بذهول متمتما: " والله! "
فلم ترد وإنما لوحت بكفها وهي تخرج من الغرفة بينما قاسم يردد بدهشة: " ما شاء الله سيأتي الصبيان ليجدا فتيات العائلة منقسمة إلى حزبين بسببهما، فليلطف الله إذن ولا تنشب الحرب بين الفتيات وهن يتقاتلن عليهما "
°°°

{ في جناح حمزة وزهراء }

كان عابد يقف إلى جوار أمه المنشغلة بلوح رسمها المكسور قبل أن تزفر فجأة وهي تهتف بضيق: " لا أفهم كيف حدث ذلك، كان سليما قبل يومين "
تنحنح عابد وهو يحك جبهته متمتما: " ألا يمكن إصلاحه؟ "
هزت زهراء رأسها ببؤس وهي تجيبه: " لا، لقد خرب تماما ولا أعلم كيف حدث ذلك "
غمغم عابد بإرتباك: " ربما تكون سما من كسرته "
هتفت سما بضجر وهي تهب من جلستها على الفراش واقفة: " ولماذا لا تكون أنت من كسرته يا أستاذ عابد خاصة وأننا جميعا نعلم كم تكره الرسم؟ "
رفعت زهراء حاجبها بتهديد وهي تقترب منه جازة على أسنانها بينما تقول: " سما محقة تماما، ليس هناك من يكره الرسم أكثر منك وقد تكون أنت فعلا من كسره "
رمش عابد ببراءة زائفة وهو يقول: " أنا يا ماما؟ بالعكس أنا أعشق الرسم وخاصة لوحاتكِ "
رمقته سما بامتعاض وهي تغمغم: " كاذب، أقسم بالله أنه ما من أحد فعلها سواك "
حدجها عابد بغيظ بينما زهراء فاجأته حين قبضت على ملابسه من الخلف وهو تصيح بتهديد: " أمامك خمس دقائق فحسب يا عابد لتخبرني الحقيقة وإلا سأسلمك لعمك قاسم حتى يتصرف معك "
اتسعت عيني عابد بوجل وهي يتمتم: " ولماذا عمي قاسم؟ أخبري بابا أفضل "
ضيقت زهراء عينيها قليلا قبل أن تميل على ابنها قائلة ببسمة شرسة: " هل تعلم ماذا؟ أشم رائحة والدك العزيز في الموضوع وإن صدق حدسي أقسم بالله يا عابد لأجعلن عمك قاسم ي... "
قاطعها عابد وهو يهتف معترفا، خوفا من عقاب عمه قاسم: " بابا هو من فعل يا ماما، هو من كسره أقسم لكِ "
رفعت حاجبا وهي تسأله بحنق: " ولماذا فعل؟ "
رمقها عابد بنزق مغمغما: " لقد فاض به الكيل صراحة ولم يعد يحتمل ممارستكِ لتلك الهواية التي تأتي بنتائجها السلبية على رأسنا جميعا "
صاحت سما بشماتة: " تحدث عن نفسك يا أستاذ فأنا أحب الرسم وماما تعلم ذلك جيدًا "
أراد أن يرد لكن صيحة أمه أجفلته وهي تهتف: " حسنًا، الجميع معاقب على ما حدث... "
قاطعتها سما بتذمر، تقول: " وما ذنبي أنا يا ماما؟ "
فقطبت زهراء دون أن تُبالي بها وهي تكمل حديثها بغيظ: " وأولكم هو السيد والدكم "
°°°

بعد نصف ساعة

كان حمزة يجلس على الأرض، عابسا وأمامه لوح الرسم الخشبي الخاص بزهراء بعدما أجبرته الأخيرة على تصليحه،
وإلى جوار حمزة كان عابد واقفا، يطالع اللوح الخشبي بغيظ وهو يتمنى لو باستطاعته تهشيمه إلى قطع صغيرة لا يمكن تصليحها أبدًا بينما جلست سما على ركبتيها أرضا وهي تناول والدها المسامير هاتفة بحماس: " تبدو نجارا محترفا يا بابا "
رمقها حمزة بعبوس مغمغما: " هذا ما كان ينقصني بالفعل "
فابتسمت زهراء باستفزاز وهي تتدخل في الحديث قائلة: " صدقتِ يا سما تماما، والدكِ في الأساس كان يجب أن يصبح نجارا "
طالعها حمزة باسما بسماجة قبل أن يعيد بصره إلى ما بين يديه فهتف عابد فجأة: " لا أظنكم بحاجة إليّ فهل يمكنني الانسحاب؟ "
فتح حمزة فمه، ينوى السماح له بالذهاب لكن زهراء سبقته وهي ترفع حاجبها بينما ترد ببرود: " لا، غير مسموحا لك بالانسحاب يا أستاذ حتى ينتهي والدك من تصليح لوح الرسم خاصتي "
تخصر عابد وهو يصيح بغيظ: " وما دخلي أنا؟ بابا من كسره وها هو يقوم بتصليحه إذن وجودي لا معنى له "
طالعته زهراء بسماجة وهي تجيبه: " لا تقُل هذا يا حبيبي يا وجه الخير فوجودك مهما جدًا لأنني اتفاءل به "
عبست سما وهي تغمغم بامتعاض: " هذه هي أكبر كذبة سمعتها في حياتي فما من علاقة أبدًا بين وجه عابد العبوس والتفاؤل "
رمقها حمزة بطرف عينه وهو يتمتم بصوت ساخر، خافت لم يصل لسواها: " هذا على أساس أن البسمة لا تنمحي من على وجهكِ أليس كذلك؟ "
طالعته سما ببرود فكانت أقرب شبها بزهراء وهي تغمغم بسخط: " ومن أين ستأتينا البسمة يا حسرة والعبوس عندنا بالوراثة؟ "
قطب حمزة بغيظ وهو يجز على أسنانه متمتما: " حين انتهي من هذا اللوح البغيض سأعيد تربيتكِ من جديد يا طويلة اللسان "
لوحت سما بكفها وهي تتمتم بلامبالاة: " هذا إن انتهيت منه على خير، سمعت جدي سليم مرة يقول أن أهم نقطة في أي شيء هي النية الصادقة وأنا لا أرى لديك تلك النية على إصلاحه "
زفر حمزة ببؤس وهو يقول: " وهل تلوميني على ذلك؟ لقد مللت من هذا اللوح، أنتِ لا تعرفين كم تعذبت بسببه؟ "
اشفقت سما عليه فطالعته ببراءة تهمس: " إذن دعنا نخبئه منها "
رمقها بقلة حيلة وهو يرد: " ستشتري واحدا جديدًا "
زمت سما شفتيها وهي تفكر في حيلة ما حتى مالت على والدها تهمس بتواطؤ: " إذن لنبحث لها عن عمل يشغلها عن لوح رسمها ما رأيك؟ "
عبس حمزة يفكر في حديث ابنته في اللحظة التي رفعت زهراء حاجبها وهي تطالعهما بحذر سائلة: " خير! في أي شيء تتهامسان؟ "
كتف عابد ساعديه أمام صدره وهو يتمتم بسخرية: " يبدو أنهما يرتبان لمصيبة ما من خلف ظهركِ يا ماما؟ "
فردت زهراء بشك: " صدقت يا بني فقد بدأت بالفعل أشتم رائحتها منذ اللحظة "
حينها طالع حمزة ابنته بمكر قبل أن يميل عليها هامسا: " فكرتكِ رائعة يا صغيرة وقد وجدت ما سيشغل أمكِ بالفعل "
طالعته سما بتساؤل لكنه تجاهل الرد عليه وهو يطرق برأسه بينما يدق إحدى المسامير في اللوح الخشبي قائلا بلامبالاة مصطنعة: " أفكر في أن بإمكاننا إنجاب طفلا آخرا بما أن سما قد كبرت "
عبست زهراء ببلادة وهي تتمتم: " 'بإمكاننا' من تقصد بتلك ال 'نا' بالضبط؟ "
رمقها حمزة بسماجة وهو يرد: " أقصد أنا وأنتِ يا زهرتي "
تخصرت زهراء وهي تهتف باعتراض: " ومَن قال أنني أريد المزيد من الأطفال؟ "
طالعها حمزة بهدوء قائلا: " لكنني أريد يا زهراء، لكن لو كنتِ مُصرة على الرفض فما من مشكلة يا حبيبتي سأتصرف أنا وعلى كل حال أنا لا تهمني سوى راحتكِ "
ابتسمت سما ببراءة وهي تقول: " ما أجملك يا بابا! (التفتت إلى أخيها تُردف) أنظر لبابا وتعلم منه الطيبة والتضحية يا أستاذ "
رفع عابد حاجبه وهو ينظر لوالده بشك مغمغما: " قلبي يخبرني أن تلك التضحية ليست إلا غطاء لكارثة قادمة والله أعلم "
هزت زهراء رأسها تؤيد حديث ابنها الذي كان مسموعا بالنسبة لها وهي تقول بنظرات متشككة، مسلطة على زوجها: " نفس شعوري بالضبط يا بني فمنذ متى ووالدك يقدم التضحيات بهذه البساطة؟ "
أطرق حمزة يكتم ضحكته بينما زهراء تهتف بترقب حذر: " لم تخبرني كيف ستتصرف بخصوص هذا الشأن؟ "
فرد حمزة ببراءة وهو يرفع رأسه إليها: " سأتزوج من أخرى وطبعا هذا لا يخالف الشرع أليس هذا يناسبكِ أكثر يا حبيبتي؟ "
شهقت سما وهي تحدق في والدها بذهول متمتمة: " تتزوج! "
بينما ابتسم عابد بتهكم يقول: " أعجبتني تلك التضحية كثيرا والله "
في حين صاحت زهراء بغضب وعاصفة تهدد باقتلاع الأخضر واليابس: " نعم يا سيد حمزة! تريد أن تتزوج عليّ؟ لماذا هل تراني عاجزة أم أنك مللتني وتريد التجديد؟ أقسم بالله نهارك أنت وأولادك لن يمر على خير "
هتف عابد وسما في صوت واحد معترض: " وما ذنبي أنا؟ "
فردت زهراء وشرارات الغيظ تتناثر كالشظايا من حولها: " ذنبكما أنكما أولاده، الجميع معاقب "
غمغم عابد بنزق: " هذا ما نأخذه من الكبار، يفعلون المصائب ولا يقع فيها غيرنا "
فهزت سما رأسها تؤيد أخوها وهي تغمغم بسخط: " كانت فكرة سوداء، سحبت كل ذرة تعاطف منحتها لك يا بابا "
كتم حمزة ضحكته وهو يقول بمهادنة: " أو يمكنكِ التنازل وإنجاب طفلا آخرا فأستبعد فكرة زواجي من أخرى "
طالعته زهراء بشر وهي تقول: " الحمد لله أن حفصة لم تعد الغداء بعد فيبدو أننا اليوم سنتناول لحما، من مختلف الأعمار "
تبادل عابد وسما النظرات فبما بينهما وما هي إلا لحظة وصاحت سما بصخب بينما تطلق لساقيها الريح: " انفذ بجلدك يا عابد "
لحق بها عابد راكضا وهو يقول بضيق: " سأخبر جدي خالد عنهما على فكرة "
خلت الغرفة إلا من حمزة العابس وزهراء ذات النظرات المجنونة والتي شمرت عن ساعديها وهي تبتسم بشر قائلة: " والآن اسمعني ما قلت يا زوجي العزيز مرة أخرى.. تريد الزواج مرة ثانية أليس كذلك؟ "
تحول عبوس حمزة لوجل وهو يقول: " زهراء يا مجنونة ماذا ستفعلين؟ "
اتسعت بسمتها أكثر وهي تلتقط المطرقة الحديدية من على الأرض، مقتربة من حمزة بينما ترد: " سأعيد تشكيل هذا العقل الذي يفكر في الزواج من امرأة أخرى فيبدو أنه قد أصابه تلفا ما "
هب حمزة من مكانه مجفلا وهو يتراجع للخلف قبل أن يفر من أمامها هاتفا بحنق: " تبًا يا زهراء، لقد جُننتِ تماما "
بينما صاحت زهراء في أثره بشماتة: " الخوف جميل يا زوجي العزيز "


•• يتبع ••👇

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:15 PM   #144

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
Icon16e

في الصباح الباكر

كانت سيارة صخر السوداء، الفارهة تصطف أمام بوابة دار الجبالي التي شهدت صفا طويلا من السيارات التي تعود لأحفاد عبد الرحمن الجبالي، الرجل المهيب، العجوز الذي منحه الله طيلة في العمر وبسطة في الرزق والبنين وكأن الله الحَنَّان المَنَّان أراد أن يعوضه عن خسارة وفراق أربعة من أبنائه _محمد، محمود، مختار، رقية_ قَبْلًا برؤية أحفاده من حوله اليوم.
ترجل صخر من السيارة في نفس اللحظة التي حطت أقدام ولديه على الأرض وكلا منهما يرفع رأسه بتوق وحماس، ناظرين للدار العريقة البناء.
استدار صخر حول السيارة ليفتح لنبض الباب بنفسه، فتترجل هي باسمة برقة، متمتمة: " شكرًا صخر "
فيكون رده غمزه من طرف عينه وهو يرفع كفها إلى فمه يُلثمه برقة مجيبا: " أنتِ على الرحب يا حُلوة "
ضحكت نبض بحياء وهي تقول: " سامح الله ولديك، أكانت تنقصني ألقابهما هما أيضًا؟ وكأنَّ الألقاب التي تُطلقها عليّ لا تكفيني! "
لثم ظاهر كفها من جديد وهو يرد بحب: " أنتِ يا جنتي ألقاب الكون كلها لا تكفي لوصفكِ "
أطرقت بخجل بينما هو ابتسم بصمت وهو يحيط خصرها، يضمها إليه برفق بينما بصره مثبتا على ولديه اللذين يتطلعان للبناء الخارجي للدار ويتأملان تفاصيله بصمت عميق.
مالت بسمة صخر بحنين وهو يتأمل تفاصيل الدار كما يفعل ولديه، لا يصدق أن ثلاث سنوات كاملة مرت عليه دون أن يزور عائلته لمرة واحدة، دون أن يرى والديه وأخوته وأبناء عمومته لكنه برغم ذاك الحنين لا يشعر بالندم على الوقت الذي قضاه مع أسرته الصغيرة خارج البلاد.
قاطعت نبض شرود أفكاره وهي تقول: " ألن ندخل؟ "
زاد من ضمه لها وهو يرد بسؤال آخر: " هل تظنين أن المفاجئة ستعجبهم؟ "
ابتسمت نبض برقة وهي تجيبه: " بلى ستعجبهم، فالجميع مشتاقا إليك يا صخر "
غاص مستسلما في جمال لون حدقتيها بينما يتمتم في خفوت أجش: " وأنا مُذ وجدت نفسي بِتُّ مشتاقا إليكِ في كل وقت وكل مكان "
هربت منه وهي تتورد خجلا متمتمة: " كفاك عبثا يا صخر، نحن في الشارع "
لحق بخطاها وهو يغمغم بتنهيد: " إذن فليلهمني الله الصبر حتى يحل المساء وانفرد بكِ يا جنتي "
وأمام البوابة وقفت تنتظره حتى وصل إليها فتأبطت ذراعه كطفلة صغيرة تتشبث بوالدها مما دفع فهد للضحك وهو يتمتم بمشاكسة: " لا تخشِ شيئًا يا حُلوة، لن تضيعي فمن حولكِ ثلاثة من الأسود تحرسكِ وترعاكِ "
ردت نبض ببسمة حنونة: " أعلم ذلك، لا حرمني الله منكم يا حبيبي "
عض فهد طرف شفته السفلى بشقاوة مغمغما: " إن لم أجد فتاة حُلوة مثلكِ في الداخل فسوف أُفجر هذه الدار عند خروجنا منها صدقيني "
ابتسمت نبض بصمت بينما يعقب غيد باسما بشقاوة مماثلة لخاصة أخيه: " صحيح أن الفتيات كثيرات ولكن لا تُمني نفسك بالمستحيل فلا توجد أي فتاة تشبه حبيبتي نبض يا ولد "
رفع فهد حاجبا باستفزاز وهو يرد: " إذن سأُفجر الدار كما قلت "
هز غيد رأسه بلامبالاة وهو يقول: " افعلها وحدك إذن أنا لا دخل لي بالأمر "
غمغم فهد بامتعاض: " جبان "
فكان رد غيد مُستاء كالعادة: " جلف "
تأفف صخر وهو يهتف بحنق: " متى ستنتهيان حتى ندخل؟ "
اطرقا بصمت فربتت نبض على كتفه برقة قائلة: " هيا حبيبي "
اومأ باسما وقبل أن يلمسها وجد فهد يمسك بيدها اليمنى قائلا: " هذا مكاني "
كان يعرف أن غيد سيمسك بيدها اليسرى كما العادة وهو يتمتم باعتذار: " آسف بابا لكن هذا مكاني "
فما يكن من نبض إلا ضحكة مغردة كرد على ما يفعله صغيريها، ضحكة يتقبلها صخر برحابة صدر وسعادة وهو يميل بخفة ليُقبل خدها هامسا: " حسنًا لأجل ضحكتكِ الحُلوة هذه أعلن استسلامي، تفضلي يا أم البنين "
فتتقدمه فعلا وهي تتوسط صغيريها الذي يضع كلا منهما يده الحرة في جيب بنطاله، ومن خلفهما كان صخر يسير الهوينا، واضعا كفيه في جيبي بنطاله، متأملا برضا وقناعة جمال عطايا الله له المتمثلة في زوجته وطفليه.
°°°

في الداخل / المجلس الفسيح

كانت العائلة كلها مجتمعة من كبيرهم إلى صغيرهم، الشيء الوحيد الذي أختلف عليهم عدا عن زيادة عددهم هو أن الهدوء الذي كان معتادا بينهم فيما سبق لم يكن له وجود في تلك اللحظات وقد ساد الجو همسات الأطفال الصغار الذين لا يكفون عن الكلام أو الشِجار عادة.
خُطى صخر المتلهفة في باطنها والثابتة في ظاهرها أخذته إليهم تلقائيا لتعلو فجأة الصيحات والتهليلات.
كان أول من هب من مقعده هو خالد الذي هتف بشوق بالغ: " ولدي "
فكانت خطوات صخر أقرب إلى الهرولة وهو يتقدم ناحية والده الذي لاقاه في منتصف المسافة وبصمت بليغ كانا يتعانقان، وخالد تطفر الدموع من عينيه دون شعوره بينما صخر يتشمم رائحة والده بشوق متمتما: " يا الله! لو تعلم كم إشتقت إليك يا أبي؟ "
رد خالد وهو يبعده قليلا عنه: " ليس أكثر من شوقي إليك وفرحة قلبي اللحظة بعودتك "
تدخل قاسم وهو يقول بسعادة: " حمدًا لله على سلامتك يا أخي "
عانقه صخر بود مجيبا: " سلمك الله يا قاسم "
فصاح ياسين فجأة بنزق طفولي: " أوف، كفى وافسحوا لي المجال حتى أسلم على أخي حبيبي "
ضحك صخر وهو يشده إلى حضنه دون أن يترك قاسم قائلا: " إشتقت إليك يا حبيب أخوك "
رد ياسين بمحبة وهو يلثم كتفه: " اشتاقت إليك السعادة وراحة البال يا غالي "
تركهم صخر وهو يتقدم ناحية جده، وحين وصل إليه حيث يجلس على كرسيه الوثير نزل على ركبتيه أرضا، يمسك بيد جده، يلثم ظاهرها وهو يقول بحنين: " كيف حالك جدي؟ "
ربت عبد الرحمن على رأسه وهو يرد بحنو: " بخير حال بفضل الله، أنرت دارك يا ابن خالد "
طالعه صخر باسما بلطف وقبل أن يتمكن من النطق بحرف كان ينشغل بسلام وترحيب أبناء عمومته به حتى سأل خالد مقطبا: " أين زوجتك بني؟ "
فردت نبض وهي تدخل بصحبة طفليها: " أنا هنا عماه "
تهللت أسارير خالد وهو يراقب تقدمها منه، واستسلمت نبض بحياء لِضَمِه المُترفِق لها وتربيته على رأسها بحنو وهو يقول: " لا يزيدكِ العمر إلا بهاء يا ابنة الغالي "
فتبسمت نبض بخجل تجيبه: " بارك الله لنا في عمرك عماه "
وأثناء ترحيب الجميع بنبض وقف الصغيرين خلفها صامتين، حتى التفتت أمهما لهما قائلة: " هيا سلما على جدكما عبد الرحمن "
اومأ كلا منهما بصمت وتقدما بالفعل يسلمان على جدهما بأدب كما فعل والديهما ثم سلما على سليم وخالد وأعمامهم وحين أتى دور قاسم وقف أمامهما متخصرا يتأملهما بصمت للحظات كما يفعل في كل مرة يراهما فيها قبل أن يهز رأسه بيأس وهو يلتفت لصخر قائلا: " صبيان كَشِقَيّ القمر ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا به، لا زلت أتساءل كيف فعلتها؟ "
ضحك صخر وهو يرد بمشاكسة: " وما دخلك أنت بإنجازات الأبطال يا بني؟ "
دخلت حلا فجأة وهي تهتف بنزق: " ماما انظري ماذا فعل اب... نكِ؟ عمي صخر! "
ركضت إليه وهي تصيح بفرح: " عمي لقد جئت! حمدًا لله على سلامتك "
ضمها صخر إليه قبل أن يُقَبِّل جبينها قائلا بحنو: " سلمكِ الله يا حلا، ما شاء الله بِتِّ صبية جميلة "
ابتسمت بحياء وهي تفلت منه مقتربة من نبض، قائلة: " إشتقت إليكِ كثيرًا يا نبض "
فردت نبض بحنان: " وأنا أيضًا إشتقت إليكِ يا حلايّ "
ما إن أنهت جملتها حتى علا هتاف الصغيرين باعتراض: " ماما "
فألتفتت نبض تطالعهما بقلة حيلة من غيرتهما قبل أن تهتف حلا فجأة بحبور: " يا أهلا وسهلا بصورتيّ المستقبل الباهر "
ابتسمت نبض بمحبة قائلة: " جميع أطفال الجبالية مبهرين يا حلا "
رمقتها حلا بعبوس وهي تتمتم: " ليس الجميع صدقيني، وعلى كل حال ما يهمني الآن أنني أخيرًا رأيت في دارنا أولاد "
فضحكت حفصة قائلة: " وماذا عن أخيكِ وعابد بن عمكِ حمزة؟ "
برمت حلا شفتيها بتهكم مغمغمة: " لا تذكريني بابن عمي هذا بالذات رجاءً يا أمي، أتصدقين أنني للتو تركته عابسا كما ولدته أمه وهو يتشاجر مع بعوضة صادف حظها العاثر أن تمر من أمامه بالخطأ هو دون غيره من البشر "
انفجر الجميع في الضحك تفاعلا مع حديثها حتى حمزة الذي هتف: " يا للبعوضة المسكينة! "
مَرَّ الوقت سريعا بين استقبال الجميع لصخر ونبض وطفليهما صباحا حتى أكتمل اليوم بحضور يوسف ونغم وطفلتيهما قرابة الغروب، وحين حَلَّ المساء آوى كل واحد منهم , 1اشه بعد إرهاق يوم طويل، حافل بالأحداث.. والأشواق.
°°°

منتصف الليل

الطرقات المتسارعة على باب غرفة عاصم وحفصة كانت ما أجبرتهما على الاستيقاظ بغتة وبينما كل منهما يطالع الآخر من بين سحابات نعاسه علت الطرقات من جديد يصاحبها صوت حلا المتردد: " ماما هل يمكنني الدخول "
اعتدلت حفصة في جلستها على الفراش بينما استلقى عاصم متمتما: " الحمد لله، قالت 'ماما' وحصلت أنا على براءة "
رمقته حفصة بطرف عينها بغير رضا بينما تقول: " تعالي يا حلا "
دخلت الأخيرة بخطوات مترددة وملامحها تشي بمدى توترها في حين أردفت حفصة بترقب: " ماذا هناك يا حلا؟ "
رمشت حلا بإرتباك مجيبة: " لقد وجدته يا ماما "
قطبت حفصة بحذر تسألها: " مَن؟ "
فردت حلا وهي تكتم ضحكتها المحرجة: " العريس المُقترح الذي أتمنى الزواج به "
طالعتها حفصة بذهول بينما غمغم عاصم بسخرية: " طبعا وجدتيه في الحلم، أليس كذلك؟ "
عبست حلا وهي تتمتم بسماجة: " بل في الحقيقة يا أبي "
رفع عاصم رأسه عن وسادته، يطالعها بنظرات غير مصدقة وهو يقول: " هل تمزحين؟ "
فهزت رأسها سلبا، قائلة: " لا، أقول الصدق والله "
تنهدت حفصة حينها بقلة حيلة سائلة: " حسنًا يا حلا أخبرينا مَن هو... "
قاطعها عاصم يكمل جملتها بتهكم: " حتى نعلم من تعيس الحظ الذي سيبتليه الله بكِ "
عبست وهي تنظر لوالدها بامتعاض متمتمة: " على فكرة أبي رأيك غير منصفا لي إطلاقا "
ابتسم عاصم باستفزاز فزفرت بحنق وهي تقول: " هذا خطئي لأنني أردت اخباركما قبل أن أطلبه للزواج "
شهقت حفصة بصدمة وهي تضرب بكفها على صدرها بينما هب عاصم معتدلا على الفراش وهو يصيح بذهول: " ماذا؟ تطلبينه للزواج؟ "
اومأت حلا وهي ترد بثبات: " نعم، كما فعلت خالتي حياة بالضبط "
قطبت حفصة بغير رضا وهي تقول: " لكن خالتكِ حياة كان لها وضعا مختلفا وظروفا أجبرتها على ذلك ثم إن عمكِ قاسم كان قد طلبها للزواج قبل هذا بسنوات "
عبست حلا ببؤس مغمغمة: " لو لم أتصرف سريعا فسوف تسرقه مني تلك البغيضة نسمة "
قطب عاصم يسألها: " ومَن نسمة هذه هي الأخرى؟ "
ردت حلا بنفس النبرة: " ابنة عم أدهم "
وضع عاصم كفه على خده مغمغما بنفاذ صبر: " ومَن هو أدهم في الأساس؟ "
تهللت أسارير حلا وهي تجيب ببشاشة: " إنه العريس المُقترح يا أبي "
هز عاصم رأسه وهو يجاريها في حديثها ببساطة: " وما المطلوب مني الآن بصفتي والد العروس؟ "
ردت حلا بحماس: " أن تجبره على أن يتزوجني أنا "
اتسعت عيني حفصة بذهول من حديث ابنتها بينما عاصم يرد بهدوء: " حسنًا بسيطة، أخبريني إذن ابن مَن هذا ال 'أدهم' الذي يُفترض بي إجباره على الزواج منكِ حتى أتصرف "
اتسعت بسمة حلا وهي ترد بحماس: " إسمه أدهم سعد الناصر "
شهقت حفصة مغمغمة بصدمة: " يا للمصيبة! "
بينما تبلدت ملامح عاصم للحظات قبل أن يهتف بضيق: " اغربي عن وجهي حالاً يا حلا قبل أن أُقطعكِ إلى أجزاء وأُطعمكِ لجرو أخيكِ "
فهتفت حلا في المقابل بقنوط: " سوف أخبر جدي خالد وعمي صخر وهما سيساعدانني ولعلمك يا أبي أنا لن استسلم وسوف أتزوج أدهم رغما عنكم وعنه هو شخصيا "
بعد خروجها العاصف من الغرفة صاح عاصم بغيظ: " ماذا فعلت في حياتي يا رب لتبتلينني بتلك المصيبة ابنة لي؟ "
ربتت حفصة على كتفه بمؤازرة، قائلة: " اهدأ يا عاصم، تعلم أن حلا تنتابها كل فترة نزعة جنون وبعد قليل تهدأ وتعود لرشدها "
طالعها عاصم بحنق وهو يقول: " ونزعة جنونها تلك المرة لم تجد إلا ابن الناصر ويقع اختيارها عليه؟ "
تنهدت حفصة قائلة: " لا أعرف لكنني أثق بأنها لن تفعل ما لا يرضيك "
قطب عاصم مغمغما: " هذا ما أثق به أنا الآخر وإلا لكنت عاقبتها على هذرها المجنون هذا "
سألت حفصة بإهتمام: " والآن ماذا ستفعل بشأن طلبها العجيب هذا؟ "
ابتسم عاصم بتهكم يجيبها: " لن أفعل شيء يكفي ما سيفعله جدها خالد وعمها صخر بالخصوص حين يعلمان أيّ صبي تحبه ابنتكِ الحمقاء "
تنهدت حفصة بصمت وهي تفكر فيما يمكن أن يحدث لو كانت نزعة جنون ابنتها تلك المرة قوية لدرجة لن يتمكن عمها خالد من كبح لجامها كما يفعل دومًا.
أغمضت عينيها بحزن متمتمة بخفوت: " سامحكِ الله يا حلا ألم تجدي سوى ابن عائلة الناصر؟ يا رب لا تدع صفحة الماضي تُفتح من جديد كفانا ما حدث "


•• يتبع ••👇

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:18 PM   #145

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد بضعة أيام / صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك

كانت النساء تقفن جميعهن في المطبخ، كل واحدة تعمل بنشاط بينما يتسامرن في أحاديث مختلفة والعمة فاطمة وحدها من تجلس على أحد الكراسي في الزاوية تراقبهن بنظرات حنونة، عطوفة.
لحظات وعلت صيحات الأطفال في الخارج فكانت بمثابة تنبيه لعودة الرجال من صلاة العيد ورغم ذلك ظلت كل واحدة منهن تنصب اهتمامها على ما تفعله حتى يتمكنن من الانتهاء سريعا من تجهيز الفطور.
بعد بضعة دقائق خرجت نغم وفرح من المطبخ وكل واحدة منهن تحمل طبقين في يديها، تتحدثان بود وأريحية لم تكن موجودة في السابق لولا محاولات صخر الدؤوبة على وصل رباط المحبة بينهما وعلى ما يبدو أنه نجح في مسعاه، وبعد قليل كانت المائدة جاهزة، تحمل كل ما لذ وطاب فتقدم الرجال كل واحد منهم يجلس مكانه في انتظار حضور النساء اللاتي لم تتأخرن في القدوم.
كانت آخر من وصل هي نبض التي كانت تسير متأخرة خُطوة عن طفليها العابسين اللذين تقدماها بينما هي تكتم ضحكتها بشق الأنفس.
نهض صخر من مكانه يزيح لها كرسيها حتى تجلس قبل أن يعود إلى كرسيه جاذبا فهد من قميصه وهو يغمغم بخفوت، رافعا إحدى حاجبيه: " ماذا حدث؟ "
رد فهد بحنق: " تناثرت على ملابسي الجديدة بعض قطرات من دماء الأُضحية التي ذبحها الجد إبراهيم "
رفع صخر حاجبا باستفزاز وهو يقول: " هذا ما يخصك لكن ماذا عن أخيك؟ "
أطرق فهد رأسه وهو يجيب والده وشعور الذنب يتضح في نبرته: " غيد أفسد ملابسه متعمدًا حين رآني حزينا على ملابسي "
رمقه صخر بصمت وهو يتركه ليبتعد فهد متمتما بخفوت كئيب: " كل عام وأنتم بخير، عيدكم مُبارك "
وخرج بعدها فلحق به توأمه دون أن يتفوه بحرف فرفعت نبض رأسها تنظر لصخر بصمت قابله الأخير ببسمة حنونة وهو يهمس لها: " لم أكذب أو أبالغ حينما قلت أن غيد ورث من جمال روحكِ الكثير يا جنتي "
فابتسمت هي برقة هامسة في المقابل: " لكنهما يظلان نسخة من شخصك الرائع يا حبيبي "
°°°

قبل قليل / في الخارج

بعد إنتهاء صلاة العيد وعودة الجميع إلى بيوتهم مستعدين لذبح الأضاحي لم يكن الحال يختلف في دار الجبالي حيث كانت الفتيات الصِغار تقفن في إحدى الزوايا، تطالعن ما يحدث بترقب وحماس بينما العم إبراهيم يقوم بذبح أضحية العيد.
أما الأولاد فقد كانوا يقفون على مقربة منه وفجأة هتف عابد: " جدي إبراهيم هل يمكننا أن نذبح سما أيضًا "
طالعه الرجل العجوز بتأفف متمتما: " أتريد أن تذبح أختك أيها الأحمق؟ "
فرد عابد بنزق: " بلى، لأنها لا تطيعني أبدًا وتثرثر كثيرًا طوال الوقت "
هتفت سما بتذمر: " ولما لا نذبحك أنت حتى نتخلص من وجهك العبوس؟ "
ابتسم العم إبراهيم بسخرية قائلا: " يبدو أن نية كل منكما ليست خالصة تمامًا لذا الأضحية لن تُقبل منكما على أيّ حال "
رمشت حبيبة ببراءة قائلة: " بابا أخبرني أن لحم البشر لا يؤكل يا جدي أليس كذلك؟ "
طالعها العم إبراهيم بحنان فياض وهو يرد: " بلى يا غالية والدكِ محق "
فهزت كتفيها بخفة تقول: " إذن لا يمكن لعابد أن يذبح سما ولا أن تفعل هي مع عابد ذلك أليس كذلك؟ "
اومأ إيجابا وهو يجيبها: " دعكِ منهما إنهما ابن زهراء المجنونة وكل شيء منهما وارد الحدوث "
ضحكت حبيبة ببراءة بينما هتفت نور بحماس: " أنا أعلن تضامني مع قرار عابد "
عبست سما بغيظ بينما رمقتها نور بأسف وهي تقول: " سامحيني يا سما لكن عدد الذكور في العائلة قليل ولا نستطيع التضحية بواحد منهم على عكس الإناث فهن كثيرات "
ضحكت زينة بشقاوة وهي تتدخل قائلة: " وأنا أؤيدكِ يا ابنة العم "
عبس أمير حينها وهو يتمتم بنفاذ صبر: " كفاكن سخافة "
فحدجته نور بغيظ بينما غمغمت زينة ببرود: " أمرك يا سيد أمير "
لحظات وأنفض الجمع حينما بدأ العم إبراهيم وثلاثة رجال آخرين بتقطيع الذبيحة وتقسيمها في أكياس لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين،
بينما تفرقت الأطفال كل إلى وجهة معينة في حين وقفت حبيبة وحيدة في باحة الدار الأمامية وهي تشبك أصابع كفيها خلف ظهرها وتبحث بنظراتها عن...
" لماذا تقفين هنا وحدكِ يا صغيرة؟ "
التفتت حبيبة، رافعة رأسها للأعلى وهي تنظر إلى خالها صخر ببراءة مجيبة: " أنا أبحث عن فهد لكني لا أجده يا عمي "
ابتسم صخر بحنان وهو ينزل بجسده، جالسا القرفصاء أمامها وممسكا بكفيها الصغيرين وهو يقول: " ولماذا تبحثين عن فهد؟ "
ردت برقة: " أريد أن أخبره أن ثوبي أنا الأخرى اتسخ حتى لا يظل حزينا "
اتسعت بسمة صخر وهو يقول: " هل يهمكِ فهد لهذه الدرجة؟ "
اومأت بوداعة وهي تجيبه: " بلى، يهمني كثيرًا لكن غيد أكثر "
عبس صخر بحيرة وهو يسألها: " فلتت الخيوط من يدي يا صغيرة وما عدت أفهم قصدك "
عبست هي الأخرى قليلا بعدم فهم قبل أن تنبسط ملامحها الناعمة وهي تبتسم ببراءة آسرة بينما تفسر له قصدها ببساطة تفكيرها: " حينما يرى فهد ثوبي الغير نظيف سيعلم أن ملابسه ليست الوحيدة التي اتسخت وسيقل حزنه وهذا سيجعل غيد يعود ليبتسم كما يفعل عادة "
ارتفع حاجبي صخر وهو يقول: " إذن مَن يهمكِ هو غيد وليس فهد "
عبست قليلا ثم عادت ملامحها تستكين وهي تجيبه برقة: " أنا لا أحب أن أرى غيد حزينا "
ربت صخر على رأسها بحنان وهو يرد: " وغيد يحبكِ كثيرًا يا صغيرة "
تهللت أساريرها بالفرح وهي ترد: " ليس أكثر مني "
فضحك صخر بمرح وهو يقول: " تعالي إذن لنبحث عنهما معا حتى نصالح فهد فيبتسم غيد "
فهزت حبيبة رأسها بوداعة وهي ترد: " حسنًا "
*****

بعد نصف ساعة / في الخارج

كانت حلا تسير في خط مستقيم، بصرها مثبتا على تقدم خطواتها بينما تستمع إلى أحاديث تالا بصمت دون أن تتفاعل معها كما تفعل في العادة.
زفرت فجأة وهي تشعر بأن الطريق إلى دارهم صار طويلا جدًا بينما هتفت تالا بسرور: " أنا أحببت صلاة العيد جدًا وإن شاء الله نكررها العام القادم سويًا "
رمقتها حلا ببسمة صغيرة وهي تضمها من كتفها بود قائلة: " إن شاء الله يا تالا "
رفعت تالا رأسها تسألها بإهتمام: " لماذا أنتِ حزينة يا حلا؟ لقد كنتِ سعيدة حينما خرجنا من الدار "
صمتت حلا للحظات قبل أن تتمتم بكآبة: " لم أره يا تالا "
قطبت تالا لوهلة قبل أن ترفع حاجبها باستدراك قائلة: " تقصدين أدهم "
اومأت حلا بلا رد فأبتسمت تالا هاتفة: " لكنني رأيتهِ يا حلا "
تسمرت حلا مكانها وهي تطالعها بحماس قائلة: " حقًا؟ أين رأيتهِ يا تالا ولماذا لم تخبريني وقتها؟ "
ردت تالا وهي تهز كتفها بخفة: " كان هناك يصلي هو الآخر وظننتكِ رأيتهِ لهذا لم أخبركِ "
هزت حلا رأسها ببؤس متمتمة: " كلا، لم أره أبدًا "
ابتسمت تالا ببراءة تقول: " لكنه رآكِ يا حلا، لقد كان ينظر تجاهكِ طوال الوقت "
لم تمتلك حلا وقتا للرد على ابنة عمها حينما صدح من خلفها صوتا نزقا: " لماذا تقفين في منتصف الطريق يا آنسة؟ "
اتسعت عينيها بذهول وهي تطالع تالا وكأنها تسألها إن كان ما تظنه صدقا أم إنه محض خيال.
هل أدهم يقف خلفها حقًا أم أنها تتوهم ذلك؟
التفتت ببطء حتى أصبحت في مواجهته تمامًا وبقدرة جبارة كانت تسدل على ملامحها ستار البرود وهي تجيبه: " وما دخلك أنت؟ أقف في منتصف الطريق أو على جانبه أنا حرة "
عبس أدهم بقوة وهو يهتف: " كلا، لستِ حرة، حينما تقفين في منتصف الطريق وتتركين للمارة فرصة النظر إليكِ بأي شكل من الأشكال فأنتِ أبدًا لستِ حرة "
تقبضت كفيها إلى جانبها وهي ترفع ذقنها باعتداد قائلة: " كل هذا لا يعنيك في شيء لذا رجاءً أمض في طريقك ووفر على نفسك عناء إطلاق الأوامر لأنني حقًا لا أبالي بما تقول "
جز على أسنانه وهو يغمض عينيه مغمغما: " لا تستفزيني أكثر، بالله عليكِ لا تفعلي حتى لا أصب عليكِ جام غضبي اللحظة "
" جرب أن تفعل هذا ليكون يومك بلون عينيك السوداوين "
كانت المفاجأة من نصيبهم جميعًا وهم يحدقون في فهد الذي وقف متخصرًا، ولا تعلم حلا كيف ظهر في تلك اللحظة؟
هتف أدهم بتجهم: " مَن هذا؟ "
فرد فهد ببرود: " يفترض بي أنا توجيه هذا السؤال لك وليس العكس يا ذكي "
زاد تجهم أدهم بينما غيد يتدخل في الحوار قائلا بمهادنة: " لا داعي لكل هذا يا فهد، هيا لنعود للدار فنحن لم نخبر ماما قبل خروجنا "
سلط أدهم نظراته على غيد قبل أن يعبس بغيظ مغمغما: " ومَن هذا هو الآخر؟ "
رد غيد بهدوء وأدب وهو يمد يده بغرض مصافحة أدهم: " مرحبا، أنا غيد وهذا أخي فهد وهاتان ابنتا عمومتنا "
رمق أدهم كفه الممدودة بعبوس فحدجته حلا بتهديد فمد يده على مضض يصافح غيد مغمغما: " أهلا "
ابتسم غيد بدون رد بينما فهد يزم شفتيه متمتمًا بسماجة: " هل تسمح لنا بالعودة الآن أم تلزمك رؤية بطاقات هويتنا أيضًا؟ "
لكز غيد أخيه بغيظ وهو يقول: " لا تنزعج منه رجاءً فأخي يحب المزاح، أليس كذلك فهد؟ "
اومأ فهد ببرود وهو يتمتم: " بلى، أحبه جدًا "
رمقه أدهم بعدائية بينما حلا تتمتم بإقتضاب: " هيا لنعود، لقد تأخرنا "
تحركوا ثلاثتهم أمامها وحين همت بفعل المثل استوقفها أدهم وهو يتنحنح بحرج قائلا: " لحظة من فضلكِ يا آنسة "
رفعت حاجبها وهي تطالعه ببرود خاصة مع تلك ال 'الآنسة' التي يصر على مناداتها بها فزفر هو متمتما: " أعتذر منكِ، لم أقصد الصراخ عليكِ لكن... هلا توقفتِ عن تلك العادة رجاءً؟ "
قطبت بحيرة تسأله: " أية عادة تقصد؟ "
فرد عابسا بغير رضا: " التوقف فجأة في الشارع أثناء حديثكِ مع أحد "
رمشت بذهول وهي تغمغم: " وما أدراك أنني فعلتها من قبل؟ "
تنهد بعمق وهو يرد ببساطة: " لأنها ليست المرة الأولى التي أراكِ فيها تقفين في منتصف الطريق بهذا الشكل "
أطرقت بحرج وهي تبرر موقفها: " لا أشعر بنفسي حينها ربما لأن الحديث يكون حماسي أو... "
قاطعها هو بحزم: " أيا كان يا آنسة فلا تعيدي الكرة وتقفي في الشارع فهذا غير لائق بالمرة "
هتف فهد بتهكم: " ووقوفك معها بهذا الشكل أيضًا غير لائق يا أستاذ "
عبس أدهم وكاد يرد عليه لولا تدخل حلا السريع وهي تقول: " حسنًا، شكرًا أدهم لملاحظتك... "
قاطعها فهد تلك المرة وهو يُردف بسماجة: " ونخدمك في زفافك بإذن الله "
لا يعلم فهد أن حديثه جعل أدهم وحلا يتطلعان لبعضهما بتوتر وكأنه ألقى عليهما لعنة ما ليطرق أدهم فجأة متمتما بغموض: " سوف أحرص على ذلك بالفعل في عرس.. نا بإذن الله "
ولم تكن تلك ال 'نا' موجهة لغير حلا التي فهمت قصده بعدما رماها بنظرة غامضة أعقبها قوله: " عيدكِ مُبارك يا حلا "
غادر هو وظلت هي مكانها فاغرة الفاه بذهول قبل أن تهتف فجأة بسرور: " قال حلا، أخيرًا قال حلا "
بعد لحظات وهم في طريق العودة للدار غمغم فهد لأخيه بامتعاض: " إذن ذاك المتجهم هو الفارس المراد، ما أبغضه! "
ضربه غيد على رأسه وهو يهمس بعتاب: " يا بني تأدب "
فزم فهد شفتيه بغيظ وهو يتمتم: " وماذا فعلت أنا الآن؟ "
رفع غيد حاجبه وهو يطالعه بسخرية مجيبا: " أوَ لم تفعل حقًا؟ سبحان الله من يراك قبل نصف ساعة وأنت مبتئس بسبب ملابسك الجديدة التي اتسخت لا يصدق بأنك نفس الشخص السمج الماثل أمامي اللحظة "
شهق فهد بطريقة مسرحية وهو يشير لنفسه قائلا: " أنا سمج؟ "
اومأ غيد بشقاوة في اللحظة التي كانوا قد وصلوا إلى الدار بالفعل قبل أن يطلق لساقيه الريح وهو يركض هاتفا باستفزاز: " بلى، أنت سمج جدًا "
ركض خلفه فهد وهو يصيح بتوعد: " تعال هنا يا مدلل أمك لأخبرك من هو السمج على حق؟ "
تعالت ضحكات غيد بينما فهد يطارده دون هوادة حتى كاد يصطدم بليال التي ظهرت أمامه فجأة وهي تقول بلهفة: " مرحبا فهد "
رد فهد وهو يلهث من كثرة الركض: " مرحبا ليلة "
عبست ليال وهي تجز على أسنانها مصححة إسمها: " إسمي ليال يا فهد.. ليال، لا أفهم حقًا ما هي مشكلتكم مع إسمي؟ "
طالعها فهد ببرود يقول: " وماذا بعد؟ "
رمقته بغيظ قبل أن تنبسط ملامحها وهي تقول: " عيدك مُبارك "
اومأ برأسه وفتح فمه ليرد لكن صوت زينة سبقه وهي تقول: " أين غيد؟ "
طالعها فهد بمكر مجيبا: " لماذا تسألين عنه؟ "
فردت ببرود: " وما دخلك أنت؟ "
قطب فهد بامتعاض في اللحظة التي انضمت لهم سما تسأل بحماس: " أين غيد؟ "
فزادت تقطيبة فهد وهو يرد بترقب: " وماذا تريدين منه أنتِ الأخرى؟ "
ردت سما ببسمة واسعة: " أريد أن أريه ثياب العيد خاصتي "
رفع فهد حاجبه بتعجب بينما هتفت نور بضجر من بعيد: " ألم يرى أحدكم غيد؟ مضت ساعة وأنا أبحث عنه دون أن أجد له أي أثر "
تحولت نظرة فهد من التعجب إلى الريبة حينما سمع غمغمة ليال الحانقة: " أوف، يبدو أنني مضطرة لتغيير انتمائي والقبول بفهد "
سألها فهد حينها بدهشة: " هل كنتِ تريدين السؤال عن غيد أنتِ الأخرى؟ "
اومأت ليال بالإيجاب دون أن ترد فتدخلت تالا التي لتوها قد حضرت وهي تقول بإبتسامة واسعة: " أنا أكثركن حظا إذن فأنا رأيته وسرت إلى جواره طوال الطريق أثناء عودتنا للدار قبل قليل "
عبست الفتيات وكل واحدة تطالع الأخرى بضيق ليتفاجؤوا بجود التي اقتربت منهم تسألهم بحيرة: " أنتم جميعا هنا! أين غيد إذن؟ "
فغر فهد فاهه مغمغما لنفسه: " يبدو أن غيد المسكين قد وقع بين فكي الرحى، الفتيات جميعهن تطاردنه ما شاء الله (دار ببصره في المكان بينما يتمتم) أين اختفيت يا محظوظ؟ "
°°°

ومن خلف إحدى الأشجار وقف غيد يراقب المشهد بملامح مصدومة ومن خلفه تقف حبيبة تطالعه بحيرة حتى التفت غيد أخيرا زافرا براحة، وهو يتمتم: " الحمد لله، رحلوا "
طالعته حبيبة ببراءة تسأله: " لماذا تختبئ هنا، الكل يسأل عنك؟ "
نزل غيد يجلس القرفصاء أمامها وهو يرد ببساطة: " الاختباء أفضل في تلك المواقف يا حبيبة، وعلى أي حال أنا لا أعلم لماذا كانت بنات عمومتنا تسألن عني؟ "
فقالت حبيبة ببشاشة: " أنت طيب لهذا الجميع يحبك، لكني أحبك أكثر "
ابتسم غيد برقة قائلا: " وأنا أيضا أحبكِ يا حبيبة "
سألته حبيبة ببراءة: " لماذا تحبني؟ "
رد غيد بنفس النبرة الرقيقة: " لأنكِ الحبيبة "
طالعته بعدم فهم فمال يُقبل وجنتها قبل أن يستقيم واقفا وهو يمسك بيدها قائلا: " تعالي معي "
سألته وهي تعقد ما بين حاجبيها بحيرة: " إلى أين؟ "
فأجابها بمناكفة: " سنذهب إلى ماما نغم حتى أطلب منها أن تخبئكِ لي حتى أكبر قليلا بعد فأتزوجكِ "
ضحكت حبيبة ببراءة بينما صدح صوت فهد من خلفهما فجأة وهو يقول بتهكم: " والله ما أراه هو أنك مَن يفترض بنا أن نخبئه يا محبوب الجماهير "
التفت غيد يطالع أخوه بحرج وهو يتمتم: " مزحة سمجة على فكرة، كفاك غلاظة "
عبس فهد فجأة وهو يتمتم بحنق: " ولك عين لتتحدث أيضًا ألا يكفي أنك حظيت بإعجاب بنات عمومتنا كلهن حتى حلا الأكبر منا سنا تفضلك أنت عليّ؟ "
قطبت حبيبة بعدم فهم بينما فهد يُردف ومظاهر البؤس تخط آثارها على ملامحه: " الآن أصبح فهد هو السمج وحديثه مزعجا، طبعا لأن الفتيات لهن الأفضلية عليّ أليس كذلك؟ "
رمش غيد بذهول قبل أن يترك يد حبيبة ويهرع لأخيه قائلًا بحنان: " هل تمزح يا فهد؟ تعلم أنك الأقرب إليّ من نفسي فما هذه الترهات التي تتفوه بها؟ "
أطرق فهد رأسه وهو يرمش ببؤس زاما شفتيه، بينما الحزن يسيطر على غيد وهو يحاول التودد لتوأمه قائلًا: " هيا فهد قل أنك تمزح وأنك لا تظن حقا أنني قد أُفضِل عليك أي أحد أيًا كان "
رمقه فهد بطرف عينه مغمغما: " ولا حتى حبيبة؟ "
فتح غيد فمه بسرعة حتى يرد على أخيه لكنه لزم الصمت فجأة وهو يحيد ببصره جانبا حيث تقف حبيبة إلى جواره، طالعها برقة وحنان وكأنه يعتذر لها عن شيء ما ثم عاد ببصره إلى أخيه يقول ببسمة حنونة: " ولا حتى حبيبة يا فهد، أنت أنا يا أحمق فكيف تظنني قد أُفضِل عليك أي شخص آخر؟ "
صمت فهد ولم يعقب فربت غيد على كتفه يقول: " ها هل رضيت الآن؟ "
اومأ فهد قائلا: " بلى، أنا أعلم أنك واقعا في غرامي "
فابتسم غيد بقلة حيلة وهو يرد: " هذا هو حالي معك بالضبط للأسف، لقد أجدت الوصف "
صدح صوت نبض تنادي على غيد من بعيد فهرول إليها بسرعة ليلبي ندائها في حين اقترب فهد من حبيبة ومال نحوها قائلا ببسمة حنونة: " غيد يحبكِ كثيرًا يا حبيبة "
ابتسمت حبيبة في المقابل وهي تقول: " وأنا أيضًا أحبه "
اتسعت بسمة فهد أكثر وهو يهز رأسه بتأييد قائلا: " صحيح ومن لا يحبه؟ (ثم طالعها بحزم يُردف) إن كنتِ تحبيه حقًا فعليكِ إذن أن تسمعي كلمته وتطيعي أمره ولا تكسري بخاطره أبدًا (ثم أضاف بتهديد) وإلا كسرت أنا رأسكِ الجميل هذا هل تفهمين؟ "
اومأت حبيبة بوداعة وهي ترد: " حاضر "
فمال فهد يُقبل خدها وهو يبتسم برضا متمتما: " تلزمني أنا الآخر فتاة كحبيبة تمامًا "


•• يتبع ••👇

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:22 PM   #146

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

في المساء

وقفت ليال أمام اسطبل الخيول تنظر إلى ريحانة ببسمة لطيفة، مستمتعة بجمال المنظر من حولها وفجأة اجفلها صوت من الخلف يقول: " كنت أتساءل عن سبب عشق صخر للخيول "
التفتت بهدوء بعد أن تمالكت نفسها ودون أن ترد هزت رأسها بتحية صامتة بينما خالد يردف: " لقد ورث عشقها منكِ "
اومأت قائلة: " تعلم أنني أحبها "
عقب على قولها بلطف: " ورغم ذلك لم تمتطيها يومًا "
ابتسمت ليال في المقابل قائلة: " نبض تشبهني في هذا فهي الأخرى تحب الخيول ورغم ذلك تخشى الإقتراب منها "
أصبح يقف إلى جوارها وهو يمد يده ليربت على رأس الفرس التي استقبلت تربيته بحبور بينما هو يقول: " سعيد لأنكِ قبلتِ الحضور "
تنهدت ليال متمتمة: " لم أعد امتلك أي سبب يدفعني للرفض وما أنا من ترد أحدا دون أن ألبي دعوته "
هز خالد رأسه مؤيدا بقوله: " صدقتِ يا أم فراشتنا الغالية "
طالعته بصمت دون أن تعقب فهي تعلم أنه أعتزل مناداتها بإسمها كما أعتزل النظر إليها وهي ما عادت ترى فيه سوى رجل أحبته يوما و... ظل طيفه يحوم في مكان ما من حولها.
لن تقول أنها لا زالت تحبه أو العكس بأنها باتت تكرهه ولكنها حقًا في كل مرة تراه فيها تشعر بالاحترام تجاهه والرضا التام عما توصلا إليه من نقطة تلاقي في النهاية فأضحى صخر يعيش في سكينة وسلام وهذا هو أهم ما يتمناه الوالدين للأبناء.
قطع معتز الصمت وهو يهتف بحنق: " هذا ليس عدلا يا خالد، كيف استحوذت على محبة أحفادي أكثر مني؟ "
ابتسم خالد بوقار وهو يستدير ليواجهه قائلا: " دعك من تلك الغيرة الصبيانية يا معتز والتفت لزوجتك أفضل "
عبس معتز يغمغم: " وأحفادي؟ "
اتسعت بسمة خالد وهو يرد بود: " كن متسامحا أكثر من هذا يا رجل فأنا مهما بلغ قدري عندهم تظل أنت الأقرب إليهم مني "
ابتسمت ليال بمرح وهي تعقب على حديث خالد: " أخبره يا خالد إذا سمحت فأنا فاض بي الكيل "
غض خالد بصره عنها متمتما: " بل سأتركه لكِ لتحاولي معه من جديد فأنا أثق تمام الثقة بأنكِ ستنجحين "
غادرهما خالد وأمام باحة الدار إلتقى بأخيه سليم الذي قابله ببسمة ودودة، حنونة وهو يربت على كتفه بمؤازرة، قائلًا: " رضا الله عنك وأرضى قلبك يا أبا صخر "
فأبتسم خالد في وجهه قائلًا بمرح: " خلا الدهر يا أخي وما عاد هناك متسع للهو والعبث "
ظل سليم على انبساط ملامحه وهو يرد: " أمد الله في عمرك وبارك فيه يا خالد "
على حين غرة احتضن خالد أخاه بقوة وكأنه كان في حاجة لذلك حتى يتقاسم أحماله الثقيلة مع أحد بينما يتمتم بهمس خافت: " لا حرمني الله منك يا سليم "
فرد سليم وهو يربت على ظهره وكأنما يربت على قلبه: " ولا منك يا فخري وعزوتي "
°°°

صباح يوم جديد

أعدوا مائدة الإفطار في الحديقة الفسيحة كنوع من التغيير خاصة وأن اليوم سيعود صخر وعائلته الصغيرة إلى العاصمة وكذلك سيفعل كل من يوسف وأنس.
بعد لحظات كانت المائدة جاهزة وحينما همّ الرجال بالاقتراب ليأخذ كل واحد منهم مكانه توقفوا فجأة على صوت صياح أمير الغاضب الذي يقف على بُعد خطوات منهم وهو يشهر سبابته في وجه أخته، هاتفا: " لقد حذرتكِ أكثر من مرة يا حلا وأنتِ لم تُبالي بحديثي وهذه المرة أقسم بالله لأخبرن عنكِ أبي "
صاحت حلا بغيظ في المقابل: " لعلمك أنا لا أبالي سواء حذرتني أم لم تفعل فأنا لست طفلة لأنصاع لأوامرك "
" حلا "
استدارت مُجفلة تواجه عمها صخر وهي تغمغم بشحوب: " نعم عمي "
طالعها صخر بحزم قائلًا: " لا ترفعي صوتكِ على أخيك خاصة وأنكِ أنتِ المخطئة "
أطرقت ببؤس بينما هو يسأل أمير: " ماذا يحدث يا أمير؟ "
قطب أمير بينما يلمح غيد من خلف عمه صخر يشير له بشيء ما فعبس للحظة قبل أن يرد بهدوء: " حلا أكلت مكعب الحلوى خاصتي "
رفعت حلا رأسها تطالعه بذهول بينما صخر يبتسم بمكر قائلا: " ألهذا السبب كنت تصرخ في وجه أختك؟ "
اومأ أمير بدون رد فرمقه صخر بنظرة راضية ثم أولاه ظهره قائلًا: " برغم كذبتك الساذجة تلك إلا أن عدم افشائك لسر أختك قد راقني أكثر "
توقف صخر فور أن رأى غيد أمامه فأبتسم بمرح يتمتم: " كان يجب أن أعلم أن لك دخل بالأمر فقد لمحت في عيني أمير نيته على البوح في البداية وتعجبت من تداركه للأمر سريعًا "
تنحنح غيد بحرج وهو يغمغم: " أحاول تطبيق ما تعلمته منك يا أبي "
مال صخر على ابنه يهمس له: " يبدو أنك تعلم عن سر حلا أليس كذلك؟ "
زم غيد شفتيه وهو يهز رأسه بالإيجاب فأبتسم صخر متمتمًا: " ومن رأيك هل ابنة عمك تفعل شيئا خاطئا؟ "
على الفور رد غيد بيقين: " أبدًا يا أبي "
اتسعت بسمة صخر وهو يقول: " وأنا أيضًا أعلم سرها فهي قد أخبرت الحُلوة خاصتنا "
بحماس كان غيد يسأل والده: " وماذا قالت ماما؟ "
اعتدل صخر في وقفته وهو يلتفت برأسه ناظرا إلى حلا التي طالعته في البداية بإرتباك خجول وقد أدركت من بسمته الحنونة أنه يعلم سرها فأطرقت برأسها سريعا في حرج بينما هو تعمد رفع صوته قليلا وهو يرد على سؤال ابنه: " نبض قالت مقضية بإذن الله "
رفعت حلا رأسها كالمدفع وهي تطالع صخر بصدمة بينما هو يكمل حديثه: " سعد الناصر حدثني بنفسه يشكو إليّ من ابنه المتيم بالآنسة الصغيرة خاصتنا "
غزى التورد وجنتيها بينما ترمش بحماس وترقب في حين سأل أمير بحيرة: " حقًا عمي؟ وماذا أخبرته؟ "
رد صخر ببساطة: " أدهم وعدني أن يجتهد في دراسته وينهي تعليمه أولا حتى يصير مناسبا لأختك "
عبس أمير يقول: " لكني سمعت عن العداوة القديمة بيننا "
كان الرد من فهد هذه المرة وهو يقول بذكاء: " ما لنا والماضي؟ نحن أبناء اليوم والعم سعد رجل طيب لم نر منه ما يسيء كما أنه صديق أبي، ألا تثق برأي عمك صخر يا أمير؟ "
رد أمير على الفور: " بلى أفعل طبعًا "
ابتسم غيد حينها قائلًا: " إذن كما قالت الحُلوة الأمر مقضي بإذن الله تعالي "
أكمل فهد بسخرية مرحة: " بلى وستتزوج حلا من المدعو أدهم وفي الحقيقة كان يجب أن يسمونه المتجهم على الدوام "
عبس غيد بغير رضا قائلا: " يا ابني عيب "
فلوح فهد بكفه مغمغما: " دعك مني والتفت للفتيات التي كسرت بخاطرهن لأجل القطة البيضاء ذات العيون العسلية "
ابتسم غيد بحرج وهو يطرق برأسه بينما تدخل أمير بمزاح يقول: " وما دورك أنت في هذه الحلقة يا رقيق القلب؟ "
رد فهد بفخر وهو يرفع حاجبه: " سوف أطيب خاطرهن بالتأكيد فأنا قلبي واحة يتسع للجميع "
ضحك أمير قائلًا: " الشرع يقول أربعة فقط "
فعبس فهد للحظة قبل أن يقول بتآمر: " وجدت الحل، أسمع... إذا أخرجنا غيد وقطته الحبيبة من الحلقة يتبقى أنا وأنت وعابد وست فتيات من بنات عمومتنا في المقابل والعدل يقول للذكر ضِعف الأنثى لذا سيكون من نصيب كل واحد منا اثنتين ما رأيك؟ "
هز أمير رأسه وهو يضحك فطالع غيد أخاه بيأس متمتمًا: " طوال عمرك صاحب مبدأ ومثال لتحقيق العدل ما شاء الله "
رفع صخر وجهه ببسمته الرائقة فتلاقت نظراته مع نظرات نبض حيث تقف إلى جوار والده فأبتسم لها بحب قابلته هي بحنان امتزج مع تمتمة خالد الراضية: " يا رب عجز لساني عن شكرك والتعبير لك عن امتناني لجزيل عطائك، فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد في كل وقت وحين "
وعلى كرسيه الوثير كان عبد الرحمن يستند إلى عصاه القوية التي ما خذلته يومًا وإنما ظلت دومًا تدعم وهن جسده خلال تقدمه في العمر، بعينين مغشيتين بسحابة الدموع كان يتأمل وجوه ابنائه وأحفاده برضا وسكينة ولسانه رغما عنه يلهج بالدعاء إلى الله راضيا عن عطائه، شاكرا لنعمه، وفرِحًا برؤية السعادة تطرق أبواب جميع أحبته دون استثناء، أو فقد.

💕 ●°● تمت بفضل الله ●°●💕

أرجو أن أكون قد حللت عليكم ضيفة خفيفة الظل، وتركت انطباعا طيبا عندكم؛ متمنية أن تتقبلوا رحلة سُلاف قبولًا حسنًا، شاكِرة دعمكم ومساندتكم لي في أولى تجاربي الأدبية.

في انتظار آرائكم وتعليقاتكم الطيبة عزيزاتي ليكتمل الختام. 🌸

noor elhuda and السكر like this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 06:39 PM   #147

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألف مبرووك الختام يا هنودة
و بالتأكيد هتكون الرواية حلوة لأنك كاتبتها
إن شاء الله أقرأها على رواق عن قريب
تحياتي وودي حبيبتي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 11:11 PM   #148

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fazh مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
قرأت المقدمة والفصول الأولى وكانت أكثر من رائعه. الأسلوب جميل وسلس، فيها ددحبكه ودراما الكوميديا والكثير من الغموض. الحق يقال انك كاتبه متميزه والرواية تستحق التمييز و المتابعة.
شكرا على المجهود المبذول والرائع وأتمنى لك النجاح والمزيد من الروايات

حبيبتي رأيك أسعدني جدا جدا، تسلمي بجد وأتمنى أن أكون دوما عند حسن ظنك.
تعليقك من أجمل التعليقات التي وصلتني، شكرا جزيلا عليه.❤


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-20, 01:46 AM   #149

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima zahrae azouz مشاهدة المشاركة
ألف مبرووك الختام يا هنودة
و بالتأكيد هتكون الرواية حلوة لأنك كاتبتها
إن شاء الله أقرأها على رواق عن قريب
تحياتي وودي حبيبتي❤❤❤❤❤❤❤
الله يبارك في عمرك يا توتا، شرف ليا يا سُكرة إنك تقرئي حاجة كتبتها وبتمنى تنال اعجابك.🌹


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-20, 03:33 AM   #150

بوسي
 
الصورة الرمزية بوسي

? العضوٌ??? » 106028
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,693
?  نُقآطِيْ » بوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
رحم الله قلبا خاف هواه فاتقى
افتراضي

مبروك انتهاء الرواية

بوسي غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.