آخر 10 مشاركات
عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه...رواية من اجمل ما قرأت (الكاتـب : taman - )           »          60- المصيدة- كاترين بلير-روايات عبير الجديدة (الكاتـب : miya orasini - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          011- الحبيب الغريب - دار الكتاب العربي ‏ (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          1118 - حكاية أب - سوزان كارى - د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree16Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-19, 01:06 PM   #31

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جميل
وارث يحب من يظنها متزوجة وهي أيضا في مأزق متى يعود شقيقها؟ وأين هو؟
اذن رحيم شرير القصة معقد بالدونية ومفتقد لحب الجدة وصل به
الحال ال تدمير زوجته وتوءمها باستغلال علمه النفسي والآن
يخطط لإزاحة أخيه فماذا سيحدث؟
احداث جميلة وغامضة في انتظار القادم باذن الله
تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 11:06 AM   #32

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جميل
وارث يحب من يظنها متزوجة وهي أيضا في مأزق متى يعود شقيقها؟ وأين هو؟
اذن رحيم شرير القصة معقد بالدونية ومفتقد لحب الجدة وصل به
الحال ال تدمير زوجته وتوءمها باستغلال علمه النفسي والآن
يخطط لإزاحة أخيه فماذا سيحدث؟
احداث جميلة وغامضة في انتظار القادم باذن الله
تحياتي
أرق التحيات والشكر لمتابعتك الغالية إلى قلبي 😘😘😘 التي تسعدني كثيرا😍😍😍


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 09:55 PM   #33

شمسالحياة

? العضوٌ??? » 415742
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » شمسالحياة is on a distinguished road
افتراضي

روووعة الأسلوب والغموض تحفة سلمت يداك متابعة

شمسالحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:27 AM   #34

شمسالحياة

? العضوٌ??? » 415742
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » شمسالحياة is on a distinguished road
افتراضي

ياترى مصطفى فى السجن مثلا بعد ماقتل مراته وخطيب اخته
الأطفال مدمرين نفسيا والولد بيتهم عمته انها سبب اللى حصلهم
اول مرة اسمع ان يكون فى عيون باللون البنفسجى
رحيم كان عارف مكان تيارا وماقالش لحد وحاليا مخبى يارا ايه الجبروت ده
سلمى مخبية حاجة بتخاف ليه من الجدة وبتكرهها


شمسالحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 11:47 AM   #35

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمسالحياة مشاهدة المشاركة
ياترى مصطفى فى السجن مثلا بعد ماقتل مراته وخطيب اخته
الأطفال مدمرين نفسيا والولد بيتهم عمته انها سبب اللى حصلهم
اول مرة اسمع ان يكون فى عيون باللون البنفسجى
رحيم كان عارف مكان تيارا وماقالش لحد وحاليا مخبى يارا ايه الجبروت ده
سلمى مخبية حاجة بتخاف ليه من الجدة وبتكرهها

الاطفال اللي مر عليهم مش قليل عشان كده رسلان بيحاول يظهر نفسه انه قوي وان كان ضعيف
عيون البنفسج دي متلازمة اليكس وفيها جين بيختفي يظهر العين بلون البنفسج
رحيم طبيب نفسي خبير واستخدم خبرته غلط
سلمى شخصية انهزامية ضعيفة
❤❤❤سلمت يداك على تعقيبك الرائع في انتظارك في الفصل القادم😍😍😍😍


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 04:37 PM   #36

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:38 PM   #37

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

ما الحب وما الجمال وما السعادة، أو بالأحرى ما الدنيا؟!
هي أسئلة نعيش عمرنا كله نبحث لها عن إجابة، لكن هيهات لإنسان كنود{الذي يعد المصائب وينسى النعم} أن يجد لها إجابة في ظل بحثه عن المزيد والمزيد دائما من كل شئ.
إذا أردنا تعريفهم سنجد أن الحب هو أن تميل إلى أحد وتجد سلواك وراحتك بين يديه والجلوس إليه تفضي له بما تكنه فتشعر براحة بعدها، وكثيراً ما نلتقي باناس هكذا لكن تفتك بنا دوامة الدنيا وتبعدنا عنهم فأضحى الحب كلمة نتغنى بها فقط ونتفنن في إيجاد أكثر من تعريف لها رغم عدم إيماننا بوجوده.
كذلك السعادة والجمال قد تجدهم في صباح مشرق دافئ، زقزقة عصفور يقف على غصن شجرة تحتضن أوراقها الخضراء زرقة السماء، أو انسياب غدير بارد في ساعة الهاجرة{نصف النهار عند اشتداد الحر} وأيضا تفتك دوامة الدنيا بنا فتصيرنا إلى آلات دأبت على العمل فقط دون الإلتفات لأشياء هكذا صغيرة قد تكون مصدر سعادة وهناء لنا.
في اللغة تجد أن الدنيا: هي مؤنث الأدنى وتعريف الأدنى: هو الأقرب أو الأضعف..
وفي قانون الطبيعة البشرية كلما كان الشئ قريبا، كلما فقد بريقه وشغف التمسك به،
وأن الشئ الضعيف لا يستحق التمسك به.
إذن الدنيا لا تستحق التمسك بها وإنما التمسك بما هو أبعد وأقوى منها.
نسعى جميعاً لبذل الغالي والنفيس من أجل حياة فانية لا تستحق وفي ظل سعينا ندوس بأقدامنا أواصر تجمعنا ونفتك بها ومع أننا لن نستطع إحيائها بعد ذلك إلا أن ذلك لا يشفع لها.
هي إمرأة استمدت من الأرض الثبات ومن الشمس الوضوح والقوة وقفت قوية كجبل راسخ راسي أعتى الرياح لم تقوَ على أن تميد بها، فراق زوجها، ابنها ورفيقة الدرب صفا والكثير ممن ارتبطت بهم لم يقوَ أي شئ على زحزحتها قيد أنملة عن ثباتها مادامت عائلتها بخير فهي بخير، لكن أن يشذ أحد أبناء العائلة عن قاعدة الولاء والمؤاخاة التي وضعتها مع صفا فذلك يزلزل ثباتها بخاصة انه حفيد صفا!
لم تأل جهداً كي تحافظ على أواصر عائلتها فلا تتفكك وتظل كما هي عائلة الليثي التي تحدت المكان والزمان، لكن…
فجأة شعرت بالإرهاق وأن قواها قد خارت وكأن طاقتها الذهنية قد نفذت ثم أثرت بالتبعية على جسدها الذي شعرت به عليلاً، ارتكزت على عصاها وقامت متوجهة إلى سريرها كي تستريح قليلاً لعل بذلك تستعيد بعض من قواها التي تحتاج إليها عن عودة اللواء صبري بالخبر اليقين.
•••••
التفكير في ذكريات الماضي دائمًا ما يصيبنا بالألم أو الغصة التي تحبس أنفاسنا فلا نستطيع التنفس بأريحية، وذكريات وارث لم تكن بالذكريات السعيدة فأصابته بألم مصحوب بغصة وانقباضه في صدره، فارتدى كنزته الصوفية ونزل إلى الحديقة يستنشق الهواء البارد ليطفئ ببرودته لهيب قلبه.

أما رُفيدة فذهبت إلى غرفة الطفلين كي تطمئن على حالهما بعدما اطمأنت على يارا، كانت الأغطية مزاحة قليلا عن جسديهما
فاقتربت منهما كي تعدل من وضع الأغطية فوجدت ذراع رسلان تحيط بكتف أخته ورأس رسل مغمور بأحضانه الصغيرة، شعرت بالأسف والأسى على حال الصغيرين وعزمت على إيجاد طريقة ما للاستفاده بقرب رسلان من أخته بشتى الطرق فاقترابه منها بهذه الطريقة يضر بها وبثباتها النفسي وهو مالا تريده.
خرجت إلى الصالة الصغيرة وأخذت شالها الصوفي وضعته على كتفيها بإحكام وخرجت إلى الحديقة فالهواء البارد وسكون الليل سوف يساعدها هي الأخرى على ترتيب افكارها.
كان وارث يسير في تؤدة{تأن} يفكر في صاحبة العينين البنفسجيتين ويبحث عن طريقة كي يتباحث معها في أمور المزرعة والشئون المالية، يجب أن يسألها عن رقم هاتف لزوجها كي يتصل به، هم برفع رأسه إلى السماء إلا انه وجدها تسير مطأطأة الرأس تحتضن أطراف شالها بإحكام، تعلقت عيناه بها فلجمه النظر إلى وجهها عن التفوه ببنت شفة بينما حدثها قلبه قائلا:
_ لمَ..لمَ أنتِ من بين نساء العالم من تملك حُسن ڤيولا وبهائها..؟! يا امرأة أسرت زهور البنفسج في عينيها وطغى دجى{ظلمة} الليل على شعرها..أحببتك دون حول مني ولا قوة فترفقي بي حبيبتي..ترفقي بي واسقني من خمر شفتيك حد الثمالة..كي أنسى لون عينيك القاتلة، اسمحي لي أن أضمك فأنهل من عطر جسدك ما يطفئ شوقي..
اقتربت منه بخطى مترددة مرحبة به بكلمات مقتضبة بينما رد هو تحيتها باشارة من رأسه.
عم السكون وانتظر أن تقطعه هي إلا أنها نظرت إلى البعيد متفادية النظر إلى وجهه فاضطر هو أن يسألها:
_كيف هي يارا؟
ترددت قليلاً قبل أن تجيبه بخفوت كأنها تخشى تعكير صفو السكون المخيم عليهما:
_بخير، لكن..انا..أر..
اقترب منها قليلا متسائلا في اهتمام قلق:
_ما الأمر؟ يارا بخير أليس كذلك؟!
سارعت بنفي استنتاجه قائلة بتأكيد:
_بلى..بلى إنها بخير وإنما أردت أن أسألك عن تيارا تلك هل تعلمها؟!
أصابه ذكر الإسم بذهول فجحظت عيناه وهو يزدرد ريقه بصعوبة وكأن شيء ما يسد حلقه وسألها بصوت مخنوق النبرات:
_من..؟! تيــارا! من أين علمتِ بإسمها؟
عضت على شفتها السفلى ندما وهي تعنف نفسها لفضولها القاتل لها ولتميم، يالك من فضولية غبية! انبت نفسها باحثة عن كلمات تجيبه بها دون أن يشك في صدقها شبكت أصابع يدها وهي تجيبه:
_ هي من ذكرت الإسم في نومها وكانت تنادي به كثيراً…
قاطعها متعجباً:
_ أمر غريب، حقا غريب تيارا هي توأم يارا وقد فقدت منذ كنا صغاراً ولم يعثر عليها حتى الآن.
أجابها مستعيداً لذكرى لطالما أراد طمسها لكن عقله أبى ذلك -كأنه ليس منه أو كأنه خارج عن سيطرته يذكره دائماً بمالا يريد- عاد إلى صدر ذاكرته ذكرى يوم علم بوجود أخت أخرى له تصغره ببضعة شهور وهي توأم يارا، وقد أُتهمت والدته بالتسبب في فقدانها..
قطعت عليه حبل تفكيره سائلة:
_وهل تعرفها يارا؟
أدار إليها ظهره قائلا:
_لا فقدت فقدت منذ عشرين عاما أو يزيد.
•••••
وصل رحيم إلى المخزن القديم وكانت أسيمه تضرب يارا الغائبة عن الوعي بقوة شديدة على وجهها آمرة إياها بنبرة صراخ تقترب من الهستيرية:
_أفيقي يا غبية...هيا..سوف تتسببين في نهايتنا..هيـ…
مسك يدها وهو يعنفها:
_ويلك يا أسيمة، ماذا تفعلين؟ أخبرتك أن تتعاملي معها برفق كي تظل على قيد الحياة لمدة طويلة.
وضع يده على عنقها في توتر ملحوظ في ارتعاشة يده فلم يشعر بنبض قلبها تحت أصابعه، مسك معصمها يحاول أن يشعر بشيء ما ولكن لم يجد أيضا.
صرخ في أسيمة:
_قتلتيها يا جدباء..قتلتيها، من سوء حظي أني اعتمدت على غبية مثلك.
صرخت فيه مدافعة عن نفسها بسؤال يطغي عليه الذهول:
_أنا قتلتها؟!
كان يبحث عن طريقة لإعادتها إلى الحياة مرة أخرى فلم يجد، نظر إلى أسيمة بقلة حيلة وهو يندب حظه:
_من سوء حظي أني اعتمدت على سفيهة مثلك، لا تفقه شئ قتلتيها بغبائك.
نفت ما رماها به:
_ لا..لا تحملني بوزر ليس لي يا أبا رائف انت…
قاطعها هادراً بعينين تشتعل غضبًا يبدو واضحاً في لونهما الأحمر القاني:
_اخرسي..ولا تزيدي بحرف واحد، هيا ساعديني على حملها إلى مكان ما بعيد عن هنا..هيا.
*******
_وهل تعرفها يارا؟
أدار إليها ظهره قائلا:
_لا فقد فقدت منذ عشرين عاما أو أكثر.
ترددت قليلاً قبل أن تسأله:
_وأنت؟!
نظر إلى أصابع يده التي يضمها معا في قبضة واحدة ويبسطها وأجاب مبتسما في تهكم:
_أنا عمري يزيد خمسة أشهر فقط عن يارا، فقد ولدنا في نفس العام 1991.
صوت طلقات نارية دوّى{جلجل} في الفضاء شق سكون الليل فارتجفت رُفيدة على إثرها، أخبرها وارث مطمئنا إياها:
_لا تخشي شيئا سيدتي، فهذا أمر معتاد منذ ما يزيد عن عام.
كان وجهها قد شحب لونه وقد لاح الذعر في عينيها جلياً وهي تستفسر منه عن السبب بصوت مهتز النبرات:
_لـ..لمـاذا؟!
ضم شفتيه ثم زفر أنفاسه متأففاً وهو يجيبها في حرج مطأطأً رأسه لأسفل:
_ هو أمـ..أمر ما..كريه لا أحبذ الخوض فيه كثيراً، لكن لأخبرك موجزاً اتقاءا للخوف فقط، فما حدث يأبى العقل تصديقه لكن محتمل حدوثه لأي كان..
حثته كي يتابع بنبرة يغمرها الفضول:
_نـعم؟
مسد رقبته بيده وهو يسير بضعة خطوات بعيدا عنها متابعاً:
_منذ عام تقريباً كانت هناك فتاة..في سن السابعة تم..تم الإعتـداء عليها من رجل أربعيني، كان على خلاف ما مع والدها وأراد معاقبته فيها ولكن جسدها لم يتحمل وطأة ما حدث فوافتها المنية بين يديه…بعد فترة وجيزة من البحث والتقصي علم الأب بما فعله ذلك الرجل مما دفعه إلى الهرب ومنذ ذلك الوقت قام أهل الطفلة بمحاصرة بيت الرجل ووضعوا أيديهم على أرضه الزراعية في انتظار ظهوره وتلك الطلقات النارية تدوي حينما يهم أحد أفراد عائلته بالهرب.
حديثه أشعرها بالتقزز، احتضنت خصرها بيدها تحاول السيطرة على ثورة معدتها وقد تمحور فكرها في ابنة أخيها، تملكها الرعب أن يكون ذلك الماجن قد تمكن منها أو...لا، لا مؤكد أن والدتها قد اطمئنت عليها، أغلقت عينيها كي لا يرى الألم المرسوم بهما وهي تفكر عازمة على الذهاب إلى المشفى في أقرب فرصة كي تطمئن عليها قبل كل شيء.
كان هو يتابع ما يتواتر على وجهها من مشاعر مختلفة تنم عن كراهية وخوف و شيء آخر لم يستطيع تفسيره، أغمضت عينيها فأخذ يتفرس قسمات وجهها ويحفرها في ذاكرته وجه يباري وجوه النساء جميعاً ليس جمالاً فقط وإنما أسراراً أيضاً، تجد فيه خليط من الاستبشار والتطير{الشؤم}، فيه القوة ممزوجة بالضعف، فيه الفرح يمتزج بالحزن وفيه الحرارة سريعاً ما تنقلب إلى برود.
طلقة أخرى أعقبها صوت صراخ وتهليل جعلها تفتح عينيها مرتعدة فمدت يدها تستند إلى شيء ما تستمد منه الأمان، فوجدت يده ممتدة إليها و أمسكت بها على الفور كانت قوية، ثابتة ودافئة بثت فيها دفعة قوية من الطمأنينة والدفء الغريب أشعرها بالذهول فنظرت إليه جاحظة العينين، كان هو الآخر ينظر إليها يمتع عينيه بخليط البنفسج الساكن مآقيها.
تمنت هي بداخلها لو كانت ملك لهاتين اليدين لإرتمت بينهما ما تبقى لها من حياة ولسكن خيالها هي فقط تلك العينين التي تشعر فيهما بدفء غريب.
كانت عينيها قد تعلقت بعينيه فتسرب الوهن إليها شيئا فشيئا وهي مسمرة العينين على زرقاويه غير آبهة بالأصوات المجلجلة حولها ولا بتحذيرات عقلها، استجابت فقط إلى نداء قلبها القارع كقرع الطبول، وتركت يدها تتوسد يده وقد غاصت أناملها في عمق أنامله تتنعم بدفئهما.
دفء جعل القشعريرة تسري على طول عمودها الفقرى، نقلت نظرها من يدها الى عينيه لا تعلم ما سر تلك القشعريرة التي تسربت إلى وجدانها فأصابتها بذلك الوهن الشديد في ساقيها، شعرت معها كأنها تقف داخل بحر عميق لا على أرض ثابتة.
احتضن وارث يدها بيديه كانت باردة فغمرها بدفء يديه يناجي قلبه قلبها راجيا:
_أمنيتي الآن الغوص داخل أعماقك وأقلب بتروٍ في خفايا عقلك وقلبك كي أعرف فيمَ وكيف تفكرين بي؟!
أغوص كي أكشف سر ذاك السحر في عيناك، سر انجذابي إليك..وسر ابتسامتك!
هل تسمحين سيدتي أن أمرر يدي على جدائلك الليلية فأتنسم عبير ليلها الفاتن الآسر…
كانت يده تأسر خصرها بقيود كالحرير تدني جسدها من جسده في نعومةٍ لا يضاهيها المخمل نعومةً، دون وعي منه أو منها اقتربت وحينما احتضن أنفاسها بأنفاسه واختلطا معاً تفوهت باسمه بصوت مخنوق متحشرج{به بحة}.
استفاقت هي من كبوة المشاعر تلك على تفوهها باسمه وتسللت من بين أحضانه عاصية لأمر قلبها الخائن لعهدها مهرولة نادمة على نا بدر منها إلى منزلها دون النظر إلى الخلف،بداخلها تلعن تلك الرغبة العارمة التي اجتاحتها وجعلتها تريده هكذا.
أغلقت باب المنزل خلفها واستندت بجبينها على الباب البارد واضعة يدها على نحرها الثائر {أعلى الصدر} تحاول تهدئه أنفاسها الهائجة وكانت اليد الأخرى تتلمس شفتيها على استحياء، بينما وقف رسلان خلفها قائلا في تهكم:
_أرى شاهين آخر يلوح بجناحيه في الأجواء!
التفتت إليه وهي ما تزال تحتضن صدرها بيدها ووضعت اليد الآخرى على جبينها، عندما رأت السخرية مرسومة في عينيه ثارت عليه معنفة:
_أراك تقلل من أدبك في حديثك معي، هل أنا ملزمة بتقديم تقرير مفصل عن خطواتي إليك سيد رسلان؟
كتف ذراعيه الصغيرة على صدره قائلا في اعتذار مخلوط بنبرة استهزاء وسخرية:
_حاشا لله يا أمي، لكن من المفترض أنكِ امرأة متزوجة وما حدث منذ قليل لا يليق بفتاة فما بالك بامرأة متزوجة؟
كلامه أصابها في صميمها، كان على حق فأن تسوغ{سماح} لرجل ليس من محارمها باحتضانها هكذا لا يليق بها في كلتا الحالتين، ترى كيف يفكر فيها الآن؟! نظرت إليه في غضب وتركته متوجهة إلى غرفتها وهي تدمدم:
_أشك أنك في عقدك الأول يا سليط اللسان.
في غرفتها نزلت دموعها ندمًا على ما حدث، نظرت إلى انعكاسها في المرآة متساءلة:
_هل صرت بهذا الضعف حتى تنسي أنه من محارمك؟ تذكرها الصبي وأنت الراشدة..لا!
تركها وارث تعود إلى منزلها ووضع يده على جذع الشجرة خلفه متسائلا في غضب متدثر بدثار التعجب من هكذا حياة:
_ماذا يعني ذلك؟! بل كيف يحدث وتسلل حبك إلى قلبي ؟! كيف أحبك هكذا.. كيف أحبك يا قصيدة نظمها قلبي ورددتها له أحاسيسي فطرب لها عقلي وسار خلفها ككفيف أفقده بهائك نظره؟!
هل لي أن اسألك كيف استطعت أن تحتوي فؤادي هكذا وتفرضي سطوتك عليه معلنة ملكيتك له؟! هل أنا ضعيف أمامك أنت فقط أم جرفني شوقي للنساء عامة للوقوع صريعاً لعينيك ؟! صارحيني قولي ماشئت لكن ابقى معي فأنا احتاجك رغم ما تفرضه الحياة القاسية علينا...واحرباه!!{كلمة تقال في الحزن الشديد}صرخ بها رافعا رأسه إلى السماء كمداً{حزنا شديدا}
•••••••
مع تباشير الصباح الأولى وصل رحيم إلى المنزل منهك القوى ذو متربة { المتربة يقصد بها الفاقة والحاجة أما هنا تعني اللاحق بالتراب} وتوجه رأسا إلى غرفته بدل ثيابه المتسخة بثياب النوم واضعا عليه عباءة المنزل{الروب} وجلس إلى مكتبه واضعا رأسه في يأس بين يديه، عاملا عقله في البحث عن مخرج ما لما وضعته فيه تلك الـ(اسيمة)، إذا عثر على تيارا تكون قد حُلت جُل التعقيدات...
"فعندما ثارت ثائرته على يارا في تلك الليلة وقام بقطع لسانها وضع نفسه وقتئذ في مأزق لم يعرف كيفية الخروج منه بخاصة أن الجدة كانت قد وضعته تحت ناظريها مراقبة لكل حركة تصدر منه، لكن كان السيف قد سبق العذل{مثل يضرب لما قد فات ولا يستدرك} وليس من وقت لللَّوم.
في تلك الليلة عاد إلى القصر مشدود الأعصاب وعندما وجده تميم على تلك الحالة، عرض عليه حينها أن يخرجا معا كي يستمتعا بمشاهدة العرض الختامي للكرنڤال{السيرك} ظنا منه أنه مصاب بكدر{غم وحزن} لابتعاد زوجته عنه، وافق على الفور متذكرا تلك الفتاة _التي رآها منذ أيام _وكانت تشبه زوجته وهي تأخذ كسرة خبز قد ألقيت في صندوق القمامة بجوار السيرك، تناولتها خفية ودخلت إلى ذلك المكان الذي يقيم فيه العمال والعارضين. هنا ظن أنها قد حُلت إذا وفق فيما يفكر فيه، في تلك الليلة ذهب برفقة أخيه عازما على الحصول عليها وجعلها بمكانة زوجته…"
عاد برأسه إلى الخلف مستندا إلى ظهر المقعد وأصابع يده تنقر نقرات منتظمة على سطح المكتب وهو يتذكر ذلك الرجل الملقب بذي السن الذهبية وهو يساومه على أعلى قدر من المال عندما علم بحاجته إليها.
فعندما استأذن من أخيه وذهب إلى غرفة ظنها غرفتها وجد ذلك المريد وعلم منه أنها ابنته وعندما علم بحاجته إليها أخذ يساومه على النقود مطالبا بالمزيد.
عاد إلى أخيه في المقصورة بعدما اتفق مع ذلك الرجل على كل شيء وكان وقت عرضها لمهارتها قد حان فسأله أخوه باهتمام:
_أين كنت فقد فاتك الكثير من العروض المميزة؟
كانت هي قد تعلقت في حبل في الأعلى، فأجابه دون أن يحيد بنظره عنها:
_ذهبت إلى الحمام.
لم يحد تميم بنظره عن الفتاة المعلقة في الهواء وهو يقول:
_هل تعلم بأن أخت زوجتك قد فقدت في احتفال كهذا منذ زمن؟
نظر إليه رحيم في ذهول متعجباً من ذكره لهكذا حادث في هذا الوقت، وكانت الفتاة قد تركت جسدها يطير في الهواء في عدة حركات قد اعتادت على تنفيذها إلا أن تلك الليلة لم تكن كسابقتها فقد أسقاها ذو السن الذهبية مشروب مذاب فيه قرص منوم وعندما سرى مفعوله نامت هي وكان الحبل الضام لخصرها غير محكم فانحل تحت ثقلها وسقط بها لولا تلك الشبكة التي احتضنت جسدها المخدر.
وسط صراخ وتهليل كان رحيم ينظر إلى أخيه الذي بادره قائلا:
_لاحول ولا قوة إلا بالله..أرجو ألا يكون اصابها مكروه ما… رحيم ما بك تنظر إلي هكذا؟!
هنا استئذن رحيم من أخيه -الذي كان ينظر إليه متعجباً- وخرج مسرعا إلى سيارته وكانت هي قد وضعت فيها فاقدة الوعي وسار بها إلى المخزن الذي وضع فيه زوجته، ولسان حاله يسأله دون توقف: لم لم يخبرني أحد بذلك، مؤكد أنها هي تلك الفتاة..لكنهم أخبروني أنها توفيت..لكن كيف..كيف؟!
دأب طوال ثلاثين يوم على اعطائها مجموعة من الأدوية التي من آثارها الجانبية فقدان الذاكرة وأخذ يجالسها بجلسات عدة يدفع إلى عقلها فكرة فقدان الذاكرة ويبث فيه بضع ذكريات صغيرة من حياة زوجته.
لم يكن ذلك بهين عليه فقد أرهقه كثيرا خاصة أنها كانت عنيدة ذو رأس حجرية ترفض تناول شيء من يده كما ترفض ما يحدثها به وتؤكد دائما على هويتها الحقيقية..تيارا فتاة الكرنڤال!
كان قد دار حديث بينه وبين والدتها سلمى وعلم منها بالظروف التي اختفت فيها تيارا الصغيرة وهنا تأكدت ظنونه بأنها هي..تيارا!
عاد إلى واقعه من رحلة الذكريات القصيرة التي زادته بؤساً ويأسا ثم ضم وجهه بكفيه ماسحا عليه وهو يزفر في غضب متسائلا:
_ما العمل الآن؟ فالدواء الذي دأبت أسيمة على إضافته إلى مشروب الجدة لم يأتي بمفعوله بعد، تيارا هاهي قد فقدت، ويارا انتقلت إلى رحمة بارئها...ما العمل؟ ما العمل!
ها قد تزاحمت المشاكل والتعقيدات أمامه ولا يعلم لها مخرج بعد.
••••••••
كانت سهيلة تعد مائدة إفطار صغيرة تكفي شخصين حينما دخلت عليها رُفيدة بوجه خالي التعبير نظرت إليها متسائلة برعونة{حمق}وتعجب:
_ما الأمر؟ هل هناك شيء يستدعي حضورك هنا في هذه الساعة؟!
كانت تعلم أن حضورها إلى هذا المنزل في هذه الساعة المبكرة غير ملائم ويدعو للتساؤل إلا أنها أرادت أن تلتقي وارث قبل أن يخرج إلى الحقل كي تسأله الإذن في الخروج برفقة أخته، نظرت إلى محدثتها بخيبة أمل وهي تجيبها:
_لاشيء وإنما أردت سؤال السيد وارث عن مكان المشفى العام.
تنبهت سهيلة إلى اندفاعها الأهوج، هزت رأسها بعدم اقتناع وهي تقول بنبرة جاهدت أن تمزجها بالأدب:
_أعتذر سيدتي فالسيد ذهب منذ الصباح الباكر، لكن أستطيع أنا مساعدتك..
أجبرت رُفيدة نفسها على رسم ابتسامة مرحبة قائلة:
_جيد فالأمر يدعو للأهمية فابنـ..ابنتي مرضت بالأمس وأريد الاطمئنان عليها.
كانت سهيلة تنظر إليها نظرات تقييمية من أعلى إلى أسفل وهي تجيب في نفور جلي وتذمر لم تجاهد في اخفائهما هذه المرة بعدما لاقت منها ترحيباً:
_لا يهم، تستطعين السير بسيارتك إلى أن تدركي بداية الطريق الرئيسي وتسيرين حتى نهايته وهناك ستجدين من يرشدك إلى مكانها.
شكرتها بكلمات موجزة سريعة وسارت عائدة إلى المنزل وهي تفكر في طريقة ما تستطيع بها الخروج بتلك الفتاة من المنزل دون أن يشعر بها أحد حتى لا يغضب منها تميم.
ولا تشعر بها تلك الـ(سهيلة) والتي كما يبدو عليها ليست بامرأة سهلة.
وصلت إلى المنزل فوجدت رسلان يقف على أعلى درجة من درجاته الخشبية سائلا:
_ألم تجدي مبتغاكٍ أم أنه رفض ما تعرضينه؟
نظرت إليه بغضب وأجابته متهكمة:
_من يحتاج إلى طبيب هو أنت وليست رسل يا درة الغالي؟
تركته ودخلت إلى المنزل وهو خلفها متابعا في صوت أشبه بالصياح:
_بل أنتم من تحتاجون الرجم حتى الموت فينتهي عذاب بنو آدم.
توقفت عن السير ونظرت إليه في تعجب سألته وقد وقعت في حيرة من امرها:
_كيـ..ماذا؟ أنت بعمر العاشرة فقط لمَ تتفوه بهكذا كلمات بذيئة؟!
ابتسم نصف ابتسامة هازئة قبل أن يجيبها:
_وهل شفعت لَكُن سني الصغيرة؟ تتساءلين عن ماهية النطق بعدة كلمات ولا تتساءلين عن ماهية الخيانة..يالك من غريبة الأطوار!
صرخت فيه منبهة:
_رسلان كفى…
لم تتوان عن التفوه باول كلمة طرأت على بالها وتابعت وقد بلغ غضبها ذروته:
_فلا تحملها وحدها أوزار الماضي المتراكمة وما كان فيها من انقسام وجحف، ولا تحملني مالا طاقة لي به..
قاطعها في نفور:
_ما من داعي عمتي لتلك العبارات الدفاعية، لأخبرك بشيء ما قد يوضح لكِ شئ ما..أنا قرأت كتابك المفضل..
نظرت إليه في تعجب وتساؤل فتابع:
_ألف ليلة وليلة...مجلد من ألف حكاية وحكاية تدور جميعها حول الخيانة والعهر سواء من انس او من چان.. أليس هو كتابك المفضل إليك؟
همت بالحديث إلا أن حضور الصغيرة قطع حديثها، كانت تفرك عينيها بحركات طفوليه قائلة:
_رسلان..أنا جائعة.
جرى ناحيتها إلا أن رُفيدة أوقفته قائلة بصوت تغلفه نبرة التهديد:
_ليس لك شأن بها..اذهب إلى غرفتك..الآن فقد بلغ غضبي منك مبلغاً جللاً، اذهب واعلم أن حديثي لم ينتهي معك.
أطاعها على مضض فهو يعلم أنها من الممكن أن تخبر والده بما يفعله معها فآثر السلامة من غضبه، بينما ذهبت هي إلى الصغيرة وحملتها قائلة بنبرة طفولية:
_رسل الصغيرة، ماذا تفضلين يا صغيرتي؟
توارى رسلان خلف باب غرفته متيقظا إلى صراخ اخته ومطالبتها به، كانت الصغيرة تبحث بقلق عن أخيها فتابعت العمه قائلة بنبرة احتفالية:
_نستطيع تحضير بيض من عيون الباندا أو شطيرة لحم صغيرة أو..
قاطعها الصغيرة قائلة بوجه باش مرح:
_أريد الإثنان.
دارت بها رُفيدة دورة كاملة وهي تؤمن على طلبها ضاحكة:
_حسنا فلتعد الطاهية الكبيرة أفضل طبق من عيون الباندا وآخر من شريحة اللحم المزينة بالجبن والخضار من أجل أميرة بيت مصطفى الصغيرة رسل.
ضحكت الطفلة بصوت عالي ضحكة مرحة وهي تهلل:
_ نعم أنا هي، أستطيع مساعدتك..
وضعتها رُفيدة على طاولة المطبخ مجيبة:
_نعم يا صغيرتي فأنا في حاجة إلى مساعدتك هيا اذهبي إلى البراد واحضري قطعتان من الزيتون الأسود.
أعدت رُفيدة طعام الصغيرة في جو من المرح والشغب الطفولي وهي تفكر أن السبيل إلى علاجها سوف يكون ميسر لها على عكس رسلان ذو الرأس اليابس.
•••••
استيقظت تيارا على رائحة الطعام الشهية المتناهية إلى أنفها فأشعرتها بجوع شديد، قامت حيث الأصوات المرحة ثم وجدت هالة(رُفيدة) برفقة فتاة صغيرة تضع أمامها طعام مزين بالخضروات، ألقت التحية على استحياء فعم السكون المرفق بالنظرات المترددة ثم ردت روفيدة عليها التحية قائلة بنبرة ترحيبيه:
_ مرحبا يارا لقد أعددت أنا وصغيرتي طعام الإفطار ما رأيك في تناوله الآن.
كانت رُفيدة تحتضن رسل فهزت تيارا رأسها موافقة دون أن تحيد بنظرها عن الصغيرة، أعدت رُفيدة مائدة صغيرة و دعت تيارا إليها فجلست الأخيرة تأكل بنهم ينم عن جوع شديد بينما رُفيدة تتابعها من كثب.
بمرور بعض الوقت كان الطعام أمامها على وشك الإنتهاء فعرضت رُفيدة إعداد المزيد، وافقت تيارا قائلة بحرج بالغ:
_أنا أعتذر فقد شعرت بجوع شديد، إنها المرة الأولى..
التفتت إليها مقاطعة:
_لمَ الإعتذار؟!
فجأة شعرت بألم شديد قد ألم برأسها وكانت عينيها تؤلمها بشدة، توقفت يدها في الهواء وهي تحمل بين أصابعها كسرة خبز وأخذت تنظر إليها وهي تفكر في سؤال رُفيدة، غامت عيناها دمعاً وهي تجيب بصوت مختنق:
_انا..فقـ...ظننت أنه..يجب أن..
لم تستطع متابعة الحديث مع اختراق دمع عينيها قضبانه الواهنه وكسرة الخبز ما زالت بين أصابعها تهتز مع اهتزاز أصابعها، تابعت متسائلة:
_هل هذه الكِسرة عَفِنة؟!
وضعت رُفيدة أمامها مزيدًا من الطعام وهي تتناول كسرة الخبز متعجبة مقلبة إياها بين يديها مقربة إياها من عينيها وهي تقول:
_لا..إنها طازجة ولم أرى عليها علامات عفن..لمَ تسألين؟
بيد مرتجفة حملت كوب الماء الموضوع بجانبها رشفت منه بضع رشفات تساقط بعض منها على نحرها تحاول بها ازالة غصة اجتاحت حنجرتها وقلق مسيطر عليها لا تعلم لماذا؟! وأجابتها في توتر:
_لا أعلم..رأيتها هكذا..أو ظننتها هكذا..لا، لا تهتمي.
أحجمت رُفيدة عن متابعة الحديث فما رأته أمامها هو قبس من ذكرى مفقودة أتى على حين غفلة منها وذهب على حين غفلة منها أيضاً، رغم إحساسها بشيء ما يكمن بدواخل الكلمات المتقطعة التي تفوهت بها وطريقة التفوه بهم، فتلك الكلمات كأنها أتت من أحد خزائن الذاكرة المفقودة لكن هذه الفتاة تأبى المتابعة وتلك حريتها ويجب احترامها، وألا تضغط عليها.
تنحنحت قليلا مجلية صوتها ومنبهة يارا(تيارا) لما ستقوله:
_يارا أريد الذهاب إلى المشفى لتوقيع الكشف الطبي على رسل وأريد..
قاطعتها رسل قائلة بغضب طفولي:
_رسل ليست مريضة، لا تريد مشفى.
تغضنت ملامح تيارا لدى ذكر كلمة مشفى وتركت الطعام من يدها وهمت بقول شيء إلا أن رُفيدة تابعت سائلة بعدما لاحظت ما ارتسم على محياها:
_ يارا هل تخشين المشاف{جمع مشفى}؟
أشارت برأسها نفياً.
فتابعت رُفيدة:
_جيد فرسل أيضا لا تخشى المشافي أليس كذلك يا صغيرتي؟
هزت الطفلة رأسها وتابعت تناول طعامها بينما رفعت تيارا كتفيها إلى أعلى وكانت عينيها غائمتان كأنها تتذكر شئ ما، ضغطت على جانبي صدغها في قوة مغمضة عيناها بشدة تحاول ايقاف ذلك الألم، ثم تحركت شفتيها في ثقل وكأنها تأبى الانفراج قائلة بنظرات زائغة:
_الد..واء علقـ..م..
لم تكن تلك الكلمتين موجهة لها وإنما لشخص ما موجود في عقلها هي، هنا تيقنت رُفيدة أنها لم تنتبه إلى حديثها الذي تفوهت به، فاقتربت منها قليلا وسألتها في صوت خفيض النبرة:
_لمَ لا تتركيه؟!
أجابتها وهي على نفس حالتها الغير مستقرة:
_لا أستطيع فيداي..
رنين الهاتف قطع حديثها وتنبهت إلى المكان وإلى محدثتها، كانت تنظر إليها في تساؤل بنظرات خوف وتردد فوضعت رُفيدة يدها على كفها الموضوعة على الطاولة وهي تقول:
_ لا تقلقي إنه هاتفي أستأذنك في الرد عليه.
•••••
وقف تميم أمام نافذة البهو الكبير يرشف من كوب قهوته المحلاة راصدًا قطرات الندى وهي تلثم براعم الزهور وتقطر منها كأنها دمع يسكب أرضاً، كان يشعر بحزن شديد مرده شوقه إليها مما جعله يشعر الكون حوله حزيناً.
أخذ يردد هساً{يحدث نفسه كلاما خفيا}:
"ها قد أصابني العشق بسهامه، وأضرم في قلبي للشوق لهيبًا لا يقوى قلبي على احتماله
يا من جعلت من قلبي سكناها وتعلق نبضه بعشقها وهواها،أنا وإن بعدت عني خطاها يراها قلبي وان لم تكن عيني تراها."
اخرج هاتفه الخليوي بيسراه وضغط ازراره طالبا من استئمنها على ساكنة قلبه، لحظات وأتاه صوتها الحذر فأجابها:
_مرحبا رُفيدة، أنا قادم اليوم لأمر هام.
أجابته في تردد واستحياء:
_مرحبا بك يا تميم ولكن أنا..اليوم لا بل الآن ذاهبة إلى المشفى العام وسأصطحب يارا معي.
شعر بارتياح كبير لدى سماعه لتلك الكلمات فهي كل ما يحتاجه لذا أجابها على الفور:
_جيد، أنا أمامي ما يقل عن الساعتين بنصف الساعة أراكِ في المشفى لكن…
التفت حوله يستطلع المكان وتابع في خفوت:
_لا تكشفي وجهها فيراها عمال المزرعة.
شعرت بالتوتر فسألته بصوت مرتعد:
_كيف؟ أنا ليس لدي..
قطع عليها استرسالها في الحديث قائلا بحزم:
_كيفما يتفق معك لكن حذاري أن يراها أحد.
أغلق هاتفه وهو يلتفت حوله مرتشفاً من كوبه رشفة صغيرة، قلبه يرقص طرباً لرؤياها وعقله يرقص قلقا عليها.
كان هناك من يستمع إلى ذاك الحديث المقتضب خلسة دون أن يشعر بها، وذهبت مهرولة كي تخبر حليفها بما استمعت إليه.

noor elhuda likes this.

عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 01:04 AM   #38

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جميل سلمت يداك...
وارث اغضبني بما فعله المفروض أنها متزوجة وامانة عنده ولصديقه ايضا كيف يسمح لنفسه بالضعف هكذا؟
والصغير يخيفني لا أتخيل ماذا عاش ليتعلم كل الذي يقوله ؟
اتمنى ان تكون الصغيرة بخير
يارا ماتت ورحيم يبحث عن تيارا ... جريمة قتل هل سيفتضح امره؟
في شوق للقادم باذن الله تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 01:05 AM   #39

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جميل سلمت يداك...
وارث اغضبني بما فعله المفروض أنها متزوجة وامانة عنده ولصديقه ايضا كيف يسمح لنفسه بالضعف هكذا؟
والصغير يخيفني لا أتخيل ماذا عاش ليتعلم كل الذي يقوله ؟
اتمنى ان تكون الصغيرة بخير
يارا ماتت ورحيم يبحث عن تيارا ... جريمة قتل هل سيفتضح امره؟
في شوق للقادم باذن الله تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 07:54 PM   #40

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل جميل سلمت يداك...
وارث اغضبني بما فعله المفروض أنها متزوجة وامانة عنده ولصديقه ايضا كيف يسمح لنفسه بالضعف هكذا؟
والصغير يخيفني لا أتخيل ماذا عاش ليتعلم كل الذي يقوله ؟
اتمنى ان تكون الصغيرة بخير
يارا ماتت ورحيم يبحث عن تيارا ... جريمة قتل هل سيفتضح امره؟
في شوق للقادم باذن الله تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله
لا حرمني الله من متابعتك الغالية إلى قلبي😍😍😍😍😍😍


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.