آخر 10 مشاركات
رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لنجعل اليوم يوم الاعتراف .....؟ (الكاتـب : ميكاسا أكرمان - )           »          لوحة ليست للبيع -ج2 من أهلاً بك في جحيمي- للكاتبة الآخاذة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الطريق المسدود -روبرتا لي -عبير جديدة - عدد ممتاز (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          227- لعنة المال - ريبيكا ونترز (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          204 - من يطفئ الحنين - سارة كريفن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-19, 11:13 PM   #241

توتو2008

? العضوٌ??? » 6115
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 652
?  نُقآطِيْ » توتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond reputeتوتو2008 has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل رائع تسلم أناملك

توتو2008 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 04:20 AM   #242

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

هناك حرب ضروس بين عقله و قلبه.. العقل ينأى و يشهر سيف العذل مدافعا عن حق الماضي الدامي بأن يجد خط النهاية العادل.. بينما القلب الملهوف الذي كلما أطاح به العقل انتفض و هب مستبسلا في قتاله مطالبا بحقه في الحياة الرغداء إلى جوار من امتلكته

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 04:21 AM   #243

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

حمد لله علي سلامتهم حفظهم الله من كل سؤ زبارك فيهم يارب
فصل رائع مفصلتيش ضحك علي سبع البرومبة هههههههه


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 02:32 AM   #244

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

دكتور الهم والغم يخربيتك ياعمر يازفت وليك عين كمان تعترف انك بتحب اختها صحيح انك واطى

نور تفطس من الضحك تعيش وتاخد غيرها ياسروج والله دمهم خفيف جدا عاملين زى توم وجيرى
محمد ناويلك على نيه يارحمة ربنا يستر

جاسر كلامه محزن جدا بجد زعلت عليه

الفصل فى منتهى الجمال تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 11:13 AM   #245

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 08:46 PM   #246

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتو2008 مشاهدة المشاركة
فصل رائع تسلم أناملك
تسلميلي يا قلبي ربي يسعدك


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 08:47 PM   #247

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
حمد لله علي سلامتهم حفظهم الله من كل سؤ زبارك فيهم يارب
فصل رائع مفصلتيش ضحك علي سبع البرومبة هههههههه
لسة لسة يا ما هانضحك على سبع البرومبة.. اتدوم الضحكة يا قلبي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 08:48 PM   #248

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
دكتور الهم والغم يخربيتك ياعمر يازفت وليك عين كمان تعترف انك بتحب اختها صحيح انك واطى

نور تفطس من الضحك تعيش وتاخد غيرها ياسروج والله دمهم خفيف جدا عاملين زى توم وجيرى
محمد ناويلك على نيه يارحمة ربنا يستر

جاسر كلامه محزن جدا بجد زعلت عليه

الفصل فى منتهى الجمال تسلم ايدك
لسة الضحك بأوله.. عمر فعلا وااااطي لكن خلينا نشوف لوين هايوصل.. أما جاسر فهو حبيب قلبي والله المفضل عندي بهالرواية هههه.. تسلميلي يا غالية


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 08:50 PM   #249

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر:
تجلس أمام مرآتها تتأمل صورتها المنعكسة.. صورة باهتة يكتنفها القلق و قسمات وجه تنضح بالندم على ما هي مقبلة عليه.. لا تعلم أي شيطان تلبسها كي تخطو مثل هذه الخطوة.. تنهدت بتقطع ليقطع تسلسل أفكارها الذي كان يجذبها نحو قاع جب مخيف دخول نور.. اقتربت منها نور تتأمل هيئتها بابتسامة مؤازرة قائلة:
- ما شاء الله يا رحمة.. طالعة بتجنني الله يحفظك من كل عين.
حاولت مبادلتها الابتسام دون نفع.. قلبها يتخبط برهبة من فكرة واحدة لا غير.. أن يعلم محمد عن هذه الزيارة.. حتى الآن لا تستطيع استيعاب أفكارها.. كانت تريده أن يعلم لاحقا و يغتاظ و يتلظى بنار الغيرة لكن الآن تشعر أنها خائنة.. هو لا يستحق منها هذا.. قد عافر في السابق من أجلها و تحمل تباعدها و نفورها منه.. لكنه في الفترة الأخيرة كان يرد لها ما أذاقته.. يسقيها من نفس الكأس فهل هذا عذر كاف لتقوم بما هي مقدمة عليه!!
أجادت نور قراءة عينيها الزائغة.. لتحط كفها على كتف رحمة تشد عليها بقولها:
- لو مش مرتاحة بالنزلة لتحت بلا منها.
أسبلت رحمة أهدابها و عضت شفتها السفلى تمنع نفسها من النحيب ليأتي صوتها متحشرجا:
- ازاي ما انزلش يا نور؟ دي عيبة في حق أهلي! أنا اللي عملت في نفسي كده.
لوت نور شفتيها ترد حديثها:
- قصدك تقولي أنا اللي حفزتك على هاد الشي؟
هزت رحمة رأسها بدلالة النفي تبرر:
- لا مش قصدي يا نور.. أنا عارفة انه محمد غلط في حقي.. لكن ما يستاهلش اعمل فيه كده.. هو استحمل مني زمان ليه ما استحملش أنا دلوقتِ؟
ربتت نور على كتفها تشد عضدها و تقول بروية:
- لا تنزلي.
انعقد حاجبي رحمة برفض متأرجح لتؤكد نور:
- يمكن مرات من الأفضل نتجاوز عن أخطاء اللي بنحبهم مشان نقدر نخلي الحب يتنفس و ما نكتم الهوا عنه.. انه تتجاوزي مش يعني انك ضعيفة بالعكس معناه انه جواتك قوة كبيرة لحتى تقدري تعدي من هيك حفر.. انا ما بنكر إني مقهورة من محمد ( قالتها و عيناها تضيقان و هي تتذكر حديثهما في الحديقة حينما استشفت رغبته بالانتقام من اللوعة التي ألحقتها به رحمة في السابق ) لكن معلش.. ما بدي اياكي تسوي شي انتي مو مرتاحة إله.
- و هانقول للناس إيه؟
- خليها علي.
قالتها لتخطو خارج الغرفة و تقفل بابها.. و في الممر المؤدي للسلالم الداخلية أخذت أنفاسا عميقة قبل أن أن تتجه نحو غرفة جديها و هناك أخبرتهما بالأمر الواجب.. رحمة لن تنزل و ستخبرون الخطابين أنها قد تمت خطبتها لابن خالها بالأمس و هو الأحق بها، تذمرت الجدة بينما نال الأمر استحسان الجد الذي و لهذه اللحظة كان يراقب دون تدخل.. خرجت نور من حجرتهما بعد أن أخبرتها الحاجة فتحية أنها ستلتحق بها بعد قليل.. وجدت نفسها مرة أخرى في الممر ليثير انتباهها صوت فتح الباب من حجرة رقية و رؤى.. مشت نحوهما لتفتح الباب أكثر فترتد الفتاتان للخلف.. رفعت حاجبا متعجبا لتتجاهل الأمر و تقول بتقرير:
- إلبسوا و الحقوني تحت.. كلنا لازم نكون موجودين.
عارضتها رقية:
- لاء ما يصحش.. بس العروسة هي اللي لازم تنزل.
تأففت نور من جدالهما لتقول بنفاذ صبر:
- ما فيش عروسة.. رحمة ما هاتنزل فلازم احنا نعوض غيابها مشان ما يحسوا الضيوف بحرج.. لكن بلاش سمر تنزل لانه ماكلة مرضة زكام و عيونها منفخة عالاخر.
أومأت رقية باستسلام لكن ما أثار ريبة نور هو توتر رؤى.. استفهمت منها و هي تدقق بتبدل قسمات وجهها:
- في شي يا رؤى مو عاجبك؟ كأنك مو على بعضك!
ابتلعت رؤى لعابها بخفر تجيبها كمن ينفي تهمة عن نفسه:
- هاه.. لا لا ما فيش حاجة.. اسبقينا انتي تحت و احنا هانحصلك.
ضيقت نور عينيها بتدقيق لكنها استسلمت للأمر و ارتحلت خطاها نحو الأسفل.. في ذات الوقت هرولت رؤى نحو هاتفها و من ثم للمرحاض تحت نظرات أختها المتعجبة.. و هناك حاولت أكثر من مرة مهاتفة أخيها محمد.. خلال اليومين المنصرمين كانت تجادل نفسها ان لا تخبره بالأمر لكنها في لحظة ضعف و شفقة على أخيها أخبرته.. و هذا كان قبل ساعتين.. علمت حين أغلق الهاتف في وجهها أنه سينطلق من القاهرة نحوهم من فوره و الآن هي تحاول ترميم ما تصدع بفعل تهورها.. حاولت الاتصال به أكثر من مرة و كل مرة ياتيها نفس الرد " الهاتف مغلق " تحركت بالمرحاض بتوتر حتى أتاها صوت أختها يستعجلها لتفوض الأمر لله و تخرج كي تتجهز.
في الأسفل كانت خالتها تتمم على الضيافة.. اقتربت منها نور و أحاطت كتفيها بذراعها تميل نحوها.. همست لها بكلمات مقتضبة عن الأمر لتنتفض أحلام مبتعدة عن نور تصيح بتقريع:
- إيه حديت العيال ديه؟ يعني إيه مش هاتنزل و خلاص وافقت على محمد.. و هي ما افتكرتش انها عايزاه غير دلوقت! و الجماعة اللي جايين حدانا هانقولهم إيه؟
- قوليلهم إنها مخطوبة لابن خالها و هو أولى بيها و أي واحد يفكر يقرب من حاجة تخصه هايكون آخر يوم في عمره.
تجمدت الاثنتان إثر الكلمات الزاعقة من محمد.. لم تتوقعا مجيئه و تمنتا ان ينتهي الأمر دون علمه.. تبادلت الاثنتان النظرات المتوجسة قبل ان تخطو نور خطوة واحدة مقتربة من مجاله.. أخذت نفسا عميقا و قالت تحاول مخاطبة العقل فيه:
- ما في داعي لكل هالهليلة يا محمد.. رحمة ما رضيت تنزل من الاساس و أنا حكيت هلأ نفس الحكي اللي انت حكيته لخالتي.
لكم أراد ضربها.. صدقا تمنى لو كانت رجلا لكان أبرحها ضربا حتى تدمي من كل شبر من جسدها.. رفعت حاجبا و هي تتلقى نظراته المغتاظة منها بالخصوص.. قلبت عينيها بانزعاج لتلتفت نحو خالتها تطلب منها تركهما وحدهما.. تحركت أحلام بخطوات مهرولة نحو الأعلى و بالأخص نحو حجرة والدها.. بينما لدى نور و محمد:
- انت ليش زعلان.. بنت زي كل هالبنات بيدق بابها الخطاب.. و خلص احنا هانحكيلهم بناء على طلب رحمة انها مخطوبة لجنابك.
قالتها باستخفاف ليكور هو قبضته و يرميها بسهام الاتهام:
- انتي السبب.. انتي اللي لعبتي بدماغها.. تكونيش فاكرة اني مش عارف انها كانت ناوية تقابلهم.. لكن واضح انه عقلها رجعلها في اخر لحظة.
ارتفع صوته و هو يضيف:
- كنتوا عاوزين تستغفلوني و تجوزوها لواحد تاني؟؟ و لعبتوا بعقلها عشان توافق و تنسى انه في واحد حمار فضل طول عمره قاعد تحت رجليها يتمنى منها بصة رضا واحدة.
استشاطت نور غضبا و صاحت به هي الأخرى:
- معك حق.. انا اللي حثيتها على الموضوع.. و انت عارف ليش و عارف شو حكيت.. هي من حقها تشوف خياراتها كلها.
- اخرسي.. بؤك ده تقفليه خالص.. رحمة من لما كانت في اللفة و هي ليا.. طال الزمان او قصر هي نصيبي و أنا نصيبها.. انتي اللي كيف السوسة جيتي و خربتي علينا.
احتدت نظراتها تنوي الدفاع عن نفسها ليقاطع ثورتهما صوت رحمة المترجي:
- نور ما الهاش دخل يا محمد بالعكس هي اللي ساعدتني اطلع من اللي كنت فيه و احاول ما اخافش اني أبادلك المشاعر.. أنا اللي كنت واخدة على خاطري منك.. أنا عارفاك كويس يا محمد انت كنت عايز تجرحني بإهمالك زي ما جرحتك زمان.. بس انت ما اخدتش في الاعتبار كل اللي انا عشته مع أبويا و أمي و الخوف اللي تولد جوايا.. لما بدأت أحاول اتغلب على خوفي انت ما رحمتنيش و جيت عليا.
نزفت عيناه ألما و خيبة يجيبها:
- معقولة تصدقي اني ممكن اعمل فيكي زي ما ابوكي عمل في عمتي؟ تبقي ما تعرفينيش يا رحمة.. أنا فعلا كنت مقهور منك.. بس مش معناه إنه حبك قل جوايا.. أنا بعشقك يا رحمة.
ارتفع رأسه للاعلى يطالع جده الذي كان ينزل السلالم مثبتا عينيه على محمد و قال:
- انا هابعت أجيب الشيخ دلوقت و هانكتب الكتاب.
بهت وجه رحمة لتقول بتيه:
- إيه دلوقت؟
علا صوته بأنفاس متهدجة مختنقة مؤكدا:
- أيوة دلوقتي يا رحمة.. خلاص بكفيانا لحد كده.. و الا إيه يا جدي؟
اومأ له جده و هو يشير إليه بيده كي يذهب قائلا:
- روح هات المأذون يا ولدي و انا هابلغ أبوك و عمك عشان يلحقوا يرجعوا بسرعة من عند العمدة.
ابتسم محمد باتساع قبل أن ينظر لرحمة نظرة ملؤها الحب و من ثم ألقى بنظرة مزدرية لنور قهقهت هي بتعجب لها.. و قبل أن يصل الباب أتاه صوت جده رادعا:
- نوبة تانية صوتك ما يعلاش في بيتي يا ابن مصعب.
التفت محمد يضع كفه فوق رأسه معتذرا:
- حقك على راسي يا جدي.. مش هايحصل تاني بإذن الله.
قالها ليمضي خارج القصر و قد شرعن النساء يهنأن رحمة.. اقتربت نور من رحمة تحتضنها و تتمنى لها دوام الخير و السعادة.. التفتت رحمة لجدها تقول بصوت مهتز:
- و ابوي يا جدي؟
أشاح جدها بوجهه يجيبها بنبرة زاجرة:
- بوكي مش هايعارض على شوري.. أني هاكلمه و افهمه اللي حوصل.. هو من زمان ساب رباطكم و احنا مسكناه من وقتيها.
أسدلت رحمة أهدابها بأسى على فرحتها المنتقصة قبل أن تنسحب للأعلى بانتظار عودة محمد، انتبهوا جميعا لصوت قرع جرس الباب ليعلموا أنهم الضيوف.. انفض الجمع و بقيت النساء ما عدا رحمة و سمر لاستقبالهم، تقدمت أحلام لتفتح لهم الباب و ترحب بهم بحفاوة و ما أن استقروا في مجلسهم و حظيوا بضيافتهم.. استفهمت والدة العريس:
- هي فين عروستنا بقى ؟!
ابتسمت أحلام بتوتر لا تعلم كيف ستجيب لترحمها الحاجة فتحية و هي تجيب بصوت رزين:
- العروسة اللي كنتوا جايين تخطبوها اتخطبت لولد خالها و انتوا عارفين عوايدنا زين يا ام ياسين.. ابن العم و ابن الخال أولى بالبت.
تجعد وجه والدة العريس بغضب حاولت أن تداريه لكنه ظهر واضحا في نبرتها الساخطة المستهجنة:
- و ما دام العروسة اتخطبت ما قولتولناش ليه بدل ما نيجي و تكسفونا اكده؟
اجابتها الحاجة فتحية بهدوء صارم:
- ما عاش اللي يكسفكوا يا ام ياسين.. القصة صارت قوام و ما حبيناش نخبركوا تقولو مش رايدين نسبكوا.. حاصله احنا حبينا نتشرف بزيارتكوا لينا.. ده انتوا تشرفوا أي بيت تخشوه.
انتفخت اوداج والدة العريس زهوا و قد راقها حديث الحاجة.. تبادلت النظرات الموحية مع إبنتها الكبرى التي كانت ترافقها لتومئ لها ابنتها بأن تتابع .. توزعت أنظارها على الفتيات القابعات أمامها.. سلطت أنظارها على نور لتبتسم و هي توجه الحديث للحاجة فتحية:
- بس احنا مش هانخرج من اهنه بايدينا فاضية.. العروسة اللي قاعدة هناك ديه اني رايداها لولدي الدكتور ياسين.
استوقفتها الحاجة قبل ان تستفيض في حديثها قائلة:
- نور بت بتي تبقى مخطوبة لسراج حرب.. و رقية بت بتي التانية مخطوبة لصاحب ولدك زي ما انتي عارفة.. و من الآخر يا ام عبدالرحيم احنا صحيح مش عايزينك تخرجي من عندينا زعلانة لكن ما ينفعش تقعدي و تنقي على كيفك اكده.. دول بنات التهامية مش أي بنات.
لطمت والدة العريس على صدرها تنفي و تبرر:
- واه.. و مين قال اكده يا ام سالم.. أني قلت لك احنا شاريين نسبكوا و ربنا العالم بمحبتنا ليكوا.. و مع اني واخدة على خاطري من موضوع العروسة اللي قلتوا انها بقت مخطوبة على غفلة اكده لكن مش هاحط العقدة بالمنشار.. ها قلتي إيه يا ام سالم؟
انقعد حاجبي الحاجة فتحية بعدم فهم لتترجمه لكلمات:
- قلت إيه في إيه يا ام ياسين؟
أشارت والدة العريس لرؤى التي توسعت عيناها بصدمة و هي تردف:
- ما فاضلش عنديكوا غير العروسة دي ربنا يحفظها لشبابها.. و احنا طالبين القرب منيكوا فيها.
صدرت قهقهة خافتة من نور كبحتها بأن غطت فمها بيدها.. تعرقت رؤى للمنحنى الذي وصلت إليه الأمور فلم يخطر ببالها أن تذهب هي كبش فداء لقصة حب محمد و رحمة.. طأطأت الحاجة فتحية رأسها الهنيهة بتفكير لترفعه اخيرا و تقول بحسم:
- ماشي يا ام العريس.. و احنا شاريين النسب لكن انتي عارفة القول الأول و الأخير للعروسة و رجالة العيلة.. عشان اكده تشرفونا بزيارة تانية يكون العريس موجود فيها عشان يقعدوا مع بعض و بعدها يحلها الحلال.
هللت أم ياسين فرحا و اتفقت مع الحاجة فتحية أن تكون الزيارة المقبلة بعد أسبوع حتى يعود إبنها من عمله في القاهرة.. لتنتهي الجلسة على هذا الأمر.
ما أن خرج الزوار حتى ركضت رؤى للأعلى و الدموع تتدحرج من عينيها.. تبادلت النساء النظرات القلقة ما عدا الجدة التي قالت بحزم:
- كله يروح داره.. و أنا هابلغ الحاج بس مش دلوقت.. خلينا نخلص من موضوع محمد و رحمة بالاول.
في نفس توقيت الزيارة في غرفة الجلوس اجتمع الرجال مع المأذون ليتمموا عقد القران.. دخلت عليهم رحمة تعطي موافقتها و تضع توقيعها على الوثيقة التي ستربطها بمحمد رباطا شرعيا محمودا.. ارتجفت أناملها و هي تخط إسمها فالتوقيع.. لم تكن رجفة رفض لكنها رهبة.. حانت منها التفاتة نحو محمد لتطمئن ما أن ترى ابتسامته المحبة المشجعة.. اعتدلت بجلستها ما ان انتهت.. دعا لهما المأذون بالبركة و الخير لتنهال التبريكات على العروسين من الجد و سالم و مصعب.. لم ينتظر محمد خروج الجمع بل اتجه بخطوات واسعة نحو رحمة يضمها بين ذراعيه يدفن وجهه في عنقها الذي يحجبه حجابها.. تنفسها كأنه غريق و قد وجد قارب نجاته.. تخضل وجه رحمة بحمرة قانية حياءً.. فأتته ضربة على ظهره من أبيه الذي وبخه بصوت غليظ:
- اتحشم يا ولد.. مش شايفنا واقفين اهنه و الا إيه؟
لم يعطه بالا و لم يتزحزح قيد أنملة.. بقي يعتصرها في حضنه و يهمس في أذنها كلمات تبث فرحه و أشواقه.. سعادته و عشقه اللامنتهي.
انسلخ عنها بعد وقت طويل ليتلفت حوله فيجد المكان خاليا إلا منهما.. ابتسم بظفر و هو يعض على شفته السفلى بإيحاء خطير.. قبض على خصرها بيديه يقربها منه.. دنا منها و شفاهه تعرف وجهتها.. تعلم مستقرها و مكمن انبعاث منبع رويها.. حطت شفتاه على شفتيها في قبلة ودها طويلة لكنها قوطعت بدخول الفتيات الحماسي بأصواتهن و زغاريدهن.. شتم محمد بصوت خافت لتضربه رحمة على كتفه و هي تخفي وجهها في صدره بعد أن تبين لها أن الفتيات قد شاهدوا لحظتهم الحميمية من كلماتهم و همزاتهم عليهما.. التفت إليهم محمد يصيح بهن:
- كل واحدة تروح أوضتها ... رحمة دي تنسوها من هنا لشهر بعدها أبقى اسيبهالكوا يوم في الاسبوع.
اختطلت ضحكات الفتيات على حديث محمد و لوحن بأيديهن لرحمة بعد أن منع محمد أي منهن الاقتراب و هو يحيط بها كأنما ستهرب منه.. حدجته بنظرة مؤنبة ليرفع حاجبه و يقول كأن المقاطعة قبل قليل لم تكن:
- احنا كنا بنقول إيه قبل ما الغفر دول يقاطعونا؟
تمنعت و هي تتحرك بعشوائية تبتغي الابتعاد عن أحضانه لكنه كان متمسكا بها بشدة:
- محمممد.. الله ما خلاص عيب اللي بتعمله ده.
- عيب إيه.. طب و ديني و ما أعبد لكون معوض سنين الحرمان اللي عشتها يا رحمة.. و الليلة يا عمدة.
-------------------------------------
اتصلت به للمرة الخامسة اليوم دون أن يجيب.. وصل منها القلق حده عليه.. تساءلت عن سبب عزوفه عن الرد عليها و توجست أن يكون قد عاد لتباعده.. فكرت في نفسها هل حقا انتهى وقت التباعد.. بالرغم من تجاوبه معها لكن الأمر لا يحيد عن التجاوب الجسدي.. ترتدي من الثياب ما يحفزه على الاقتراب و تغدق عليه بدلالها لكنه يبقى متباعدا بروحه و قلبه.. تحيرت فيما قد تفعله و إن كانت ترضى على نفسها أن تكون زوجة لا يبادلها زوجها الحب.. هي ليست بغبية لتغفل أنه لا يكن لها حبا عميقا كحب محمد لرحمة.. استغفرت ربها فهي لا تريد أن تحسدهم بل تتمنى لهم كل الخير.. لكنها لا تستطيع منع نفسها من التحسر على حال قلبها.. طالعت هاتفها للمرة الأخيرة قبل ان تحتضنه بين كفيها و تستلقي تناشد نوما يريحها من عتمة أفكارها.
------------------------------------
في صباح اليوم التالي خرجت نور نحو الحديقة لتجد محمد و رحمة يجلسان متقاربان و كفيه يحتضنان كفها بمنظر دافئ.. اقتربت منهم و روح المشاكسة تطفو على السطح:
- الله الله على عصافير الحب.. طب شوفولكوا زاوية مخفية كنكنوا فيها.
زفر محمد أنفاسا متأففة من مقاطعتها إياهما ليلتفت إليها و علامات التأفف واضحة على محياه ليقول:
- أولا أنا ما فهمتش أصلا الكلمة اللي قلتيها و مش طالب أفهمها.. ثانيا أقسم بالله انا ما اعرف أخويا حبك ازاي بتناكتك دي؟!
شهقت رحمة بصدمة من حديث محمد العفوي بينما استحال وجه نور للعبوس.. أغمض محمد عينيه بشدة نادما على ما تفوه به في غمرة اللحظة.. نهض واقفا ليقترب من نور معتذرا:
- أنا اسف يا نور و الله ما كان قصدي.. انا كده دبش و ما بفكرش قبل ما اتكلم.
أومات نور و هي تبتسم بتفهم تقول:
- ما عليك بعرف ما كان قصدك.. بس أنا جد ما كان قصدي كل اللي صار مع جمال ضروري تفهم هالشي.
مسح محمد على وجهه و هو يؤكد كلامها:
- و الله عارف.. انتي و لا مرة لمحتيله بحاجة بس هو اللي حبك من نفسه.. انتي مالكيش ذنب باللي حصل.
تقدمت منهم رحمة تحاول تغيير الموضوع:
- ما تيجي تقعدي معانا شوية يا نور.
ابتسمت لها نور باتساع و هي تراقب تبدل تعابير وجه محمد للامتعاض:
- مية طلب زي هالطلب.. أحب ما علي أقعد معك و محمد.. من يوم و طالع كل ما تقعدوا مع بعض ان شاء الله هاتلاقوني بينكوا.
شحب وجه محمد من وعيدها المستتر.. كاد فعلا أن ينفجر غيظا فبعد سنين من الانتظار تأتي نور لتخرب عليه لحظاته المختطفة مع محبوبته.. جاورهما مرغما و أسند رأسه على كفه يراقب أحاديثهن و قهقهتهن على ما يفيد و ما لا يفيد.. رفع عيناه للسماء يناجي الله الصبر لتنتبه له نور و تقرر ان ترحمه إذ تكفيه هذه الجرعة من الإغاظة لليوم:
- خلص أنا بقول أتركم شوي سوا مع بعضكم.. أكيد في شغلات كتير بدكوا تحكوا فيها.
ثم التفتت لمحمد و قد تحولت نبرتها للجدية:
- محمد جدي حكى شي بخصوص رجعة جمال على البيت؟
- أيوة.. قال انه من بعد فرحك مسموحله يرجع.
تألم قلبها لهذا القرار الجائر بحد رأيها.. لم ترغب أن تكون السبب في نفيه عن بيته و عائلته.. آلمها الأمر بشدة خاصة أنها لم ترى منه سوى الخير و العون.. ليته عدها كأخت له كم كانت لتسعد بهذا.
انتبهت لصوت رنة هاتفها و هي في طريقها للداخل.. أخرجت الهاتف من جيبها لتجد رسالة واردة من سراج.. مطت شفتها السفلى بتعجب لتفتح الرسالة و تمر عيناها على كلماتها " جهزي نفسك كمان نص ساعة هاجي أخدك.. هانروح نفطر انا و انتي و اختي روح بالارض".
هكذا.. دون سلام أو تحية أو حتى سؤال عن الحال.. رغما عنها تحسرت على هذه الفترة الذهبية من حياة كل فتاة و التي لم تعايشها حتى اللحظة.. هزت رأسها تنفض تلك الأفكار الشيطانية عن رأسها و استغفرت ربها و قد قررت أنها حقا تود التعرف على أخته و ليس هناك مانع من التنعم برحلة صباحية للأرض الخضراء.
دلفت للمطبخ تنادي حسنية.. وقفت حسنية بين يديها تجيب:
- نعم يا ستي نور.
- حبيبتي يا ريت تجهزيلي picnic basket اخدها معي طالعة رحلة على الأرض.
بقيت حسنية تحدق بها دون فهم.. لتعض نور على شفتها بإحراج قائلة تبرر:
- معلش حسنية اعذريني .. قصدي بدي سلة تحطي فيها ساندويشات و عصائر و هيك اشياء مشان رايحة افطر مع سراج و اخته بالأرض.
- أيييوة أنا فهمتك دلوقت.. حاضر من عينيا يا ست هانم.
ابتسمت لها نور بشكر و اتجهت من فورها لحجرتها تجهز نفسها.. ارتدت بنطالا من الجينز و قميصا أبيض طويل و وضعت حول خصرها حزاما.. ارتدت حذاءها الرياضي و أتمت لف حجابها حول رأسها.. تأملت هيئتها برضا قبل أن تصدح رنة الرسالة من جديد تنذرها بأنه قد وصل.. نزلت بخطوات متمهلة للمطبخ و هناك وجدت سلتها جاهزة.. شكرت حسنية و اتجهت من فورها للخارج.. وجدت سراج يصافح محمد و يلقي التحية على رحمة.. حادت أنظاره تجاهها ما ان أحس بوجودها بمحيطه.. أزاح منظاره الشمسي عن عينيه ليبتسم بزاوية فمه ابتسامة مستحسنة لما يراه.. تجاهلت نظراته المعحبة و قالت لمحمد:
- انا رايحة مشوار مع سراج و ان شاء الله ما بتأخر.


رفع سراج حاجبا باعتراض يقول:
- مش عارف لحد دلوقت ان كنا هنتأخر و الا لاء.. و مش شايف في داعي حد يقلق عليكي ما دامك مع جوزك.
قالها بتلميح صريح تجاهلته هي كما محمد الذي لا يريد الاشتباك معه فهو لا يضمر له المودة البتة.. مضت في سيرها نحو سيارته دون أن تعيره أدنى اهتمام ليتبعها مغتاظا.. و ما أن وصلت للسيارة التفتت إليه تسأل:
- وين أختك.. انت مش حكيت انه أختك جاي معنا؟
ابتسم بتهكم و هو يعلم ما يدور بخلدها:
- إيه خايفة أخطفك؟
أتبع سؤاله بغمزة متواقحة لتنقلب قسماتها للنفور تجيبه:
- مش بعيدة عنك خاصة و انه الك سوابق.
قهقه عاليا باستمتاع قبل أن يميل نحوها فترتد للخلف.. ابتسم باستفزاز و قد وعت انه ما كان يريد إلا ان يفتح لها الباب:
- أختي هانروح نجيبها دلوقت.. أنا كان عندي شغل في الأرض الصبح بدري.
ضربت السلة ببطنه كي يأخذها منها و دلفت للسيارة دون أن ترد على حديثه.. تأوه هو باصطناع و هو يوزع انظاره بينها و بين السلة ليتساءل:
- إيه ده؟
- picnic basket.
رفع حاجبيه و هو يتامل السلة التي بين يديه.. فتح الغطاء القماشي ليجد جبنة قريش و بعض المخبوزات .. عاد بأنظاره إليها ليقول ساخرا:
- ما بلاش حد يعرف انك قلتي عن دي picnic basket.
تجاهلت ملاحظته و قد استشفت ما قد وضعته حسنية في السلة مع انها أكدت عليها ان تضع فيها شطائر و مخبوزات.. بقيت طوال فترة قيادته تناظر الطريق بوجه متجهم.. أما هو فقد اختار قناة اغاني حماسية شعبية ليدندن معها و هو يعزف بيديه النغمات على مقود السيارة و يردد الكلمات مع الأغنية.
وصل لمشارف قصره و هناك فتح لهم الحارس الباب ليقود سيارته للداخل.. التفتت حينها إليه و قد تنبهت للأمر:
- صحيح سيارة مين هاي؟ انت اشتريت سيارة جديدة؟
- لاء دي وحدة من عربياتي بس ما بحبش استخدمها.. يومين كده و عربيتك توصل و وقتها تبقي ترجعيلي عربيتي.
التمعت عيناها بمكر تجيب:
- ممم.. بس ما الي دخل اذا كنت مطحبشيتلك اياها من هون لتيجي السيارة الجديدة.
حرك المقود و أنهى صف السيارة ليميل نحوها بغتة يحاصرها و عيناه مثبتتان على شفتيها يقول بتلكؤ:
- فداكي يا قمر.
حركت يدها تتحسس مكان المقبض دون أن تحيد بوجهها عنه و فتحت باب السيارة لتخرج منها سريعا فيعود هو لضحكاته المستمتعة.
عرض عليها الدخول للقصر لترفض بتعنت فهي لا تأمن جانبه.. لم يكن يظن انه سيستمتع اليوم بهذا القدر لكن تعابيرها الطفولية الحانقة تجعله يود لو أنه يعض كل إنش فيها.. خاصة خدودها المحمرة غيظا.. التقط هاتفه و هاتف أخته طالبا منها ملاقاتهم أمام البوابة و لم تمضي ثوان حتى كانت روح تفتح الباب لتطل منه.. ابتسمت نور تلقائيا حين أقبلت عليها روح.. وضع سراج كفه خلف ظهر روح يحثها على المضي و هو يقدمها لنور:
- دي روح اختي يا نور.. تقدري تقولي بنتي لإني انا اللي ربيتها.
كانت تتتبع حركة يده الحانية و نبرة صوتة الدافئة و هو يتحدث عن اخته.. أيقنت أن هذا الرجل لهو لغز عظيم و يظهر غير ما يبطن.. هناك نبع من الحنان يتفجر دون انقطاع بداخله.. أنست لهذه الفكرة و اقتربت من روح تحتضنها.. تفاجأت الأخيرة من حركة نور لثانية لتبادلها الحضن في الثانية الأخرى.. سعد قلبه بالود المبدئي بين الاثنتان ثم قال يحثهما على المضي:
- يالله بينا.. لو اتأخرنا أكتر من كده هايبقى غدا مش فطار.
في الأرض و بالخصوص فوق البقعة التي شهدت اللقاء الأول الناري بين سراج و نور جلست الفتاتان بجوار بعضهما البعض يتبادلان أطراف الحديث بينما سراج خطى مبتعدا عنهم كي ينهي لفافة التبغ التي بين أصابعه.. طالعته نور بتعجب سرعان ما التقطته روح لتجيبها دون أن تسأل:
- هو ما بيرضاش يدخن جمبي عشان صحتي ما بتستحملش ريحة السجاير.
بدا الألم المتعاطف واضحا على وجه نور لتتساءل:
- ليش شو مالها صحتك بعيد الشر؟
ابتسمت روح بألم تجيب:
- أنا عندي مشكلة صغيرة بالقلب.. بس ما تقلقيش هي مش مأثرة على حياتي جامد.
وضعت نور يدها على فخذ روح بمؤازرة تقول:
- الله يشافيكي و يعافيكي حبيبتي.. ما تشوفي شر.
بداية أرادت الاستفاضة بالسؤال عن طبيعة حالتها الصحية .. لكنها ما أن رأت علامات الحزن ترتسم على محيا روح آثرت أن تغير الموضوع و أن تؤجل السؤال لما بعد:
- ما حكيتيلي انتي شو دارسة؟
- أنا خلصت ثانوية عامة و ما كملتش.
تغضن جبين نور بضيق.. و مرة أخرى أرادت السؤال عن السبب الذي منعها عن اكمال تعليمها لكنها توجست أن تحرجها في لقائهما الأول.. قاومت فضولها لبضع ثوان لكن الفضول غلبها فحسمت أمرها:
- طب ليه ما فكرتي تكملي؟
- سراج مارضيش.
جحظت عينا نور بصدمة مما ألقته روح على مسامعها.. التفتت برأسها نحو سراج الذي كان يدهس عقب السيجارة بقدمه و يحث خطاه نحوهم.. جلس جوارهم يشكلون دائرة صغيرة و قال بمرح:
- إيه مش هناكل.. الأكل كتير ما شاء الله احنا جايبين أكل و نور جايبة اكل.. يالله يالله انا من الفجر على لحم بطني.
شرعت روح توضب الأطعمة على المفرش الموضوع أمامهم.. ساعدتها نور بذهن شارد تفكر بالتناقضات التي يمتلئ بها سراج.. فكرت لربما هناك سببا قويا جعله يمنع اخته من اكمال تعليمها مع أنه بدا في نبرة صوتها أنها حزينة لعدم اتمامها مسيرتها العلمية.. كانت تضع اللقيمات في فمها بشرود انتبه اليه سراج.. ارتحلت انظاره نحو أخته يغمز لها تجاه نور ففهمت لتبتسم و تقول بهدوء:
- أصل نور قفشت لما قولتلها انك ما خليتنيش اكمل تعليمي في الجامعة.
رفعت أنظارها إليه و عقدة تحتل جبينها تنتظر منه تبريرا مقنعا.. رمقها بنظرات باردة و قال كلمته اليتيمة:
- بعدين.
حاولت نور الخروج من مزاجها الذي تعكر و انخرطت في أحاديث شتى مع روح.. تأكدت أنها فتاة بسيطة ذات روح نقية و قلب صافٍ لكن عيناها تحكي حكايات عدة.. حكايات لا تمت للفرح بأي صلة.
بعد انتهائهم من تناول الإفطار استأذنت روح بالابتعاد عنهم لمهاتفة عمتها.. بقي نور و سراج وحدهما.. تأملته قليلا و قالت:
- اشمعنى اخترت هالمكان؟
ابتسم لها بخبث و غمزها يجيب:
- عشان لينا فيه ذكرى حلوة أوي.. و الا انتي إيه رأيك؟
بادلته الابتسامة الخبيثة تجيب:
- مزبوووط معك حق.. لسة رنة الكف اللي شمطتك اياه بيرن بالمكان.. يعني لو دققت شوي ممكن تسمعه.
اتبعت عبارتها بضحكة طروبة لينقلب حاله للعبوس قائلا بتذمر:
- أبو شكلك.. فعلا انتي ما ينفعش معاكي رومانسية.
تابعت ضحكاتها لتخفت قليلا و تجوب بأنظارها الأرض البهية حولها.. كان يتأملها بافتتان شديد عيناه ترتحلان على تفاصيل وجهها فجسدها ثم تعود و تستقر عند شفتيها.. اقترب يجاورها بغتة حتى أصبح ملاصقا لها.. طالعته بنظرات مستنكرة تسأله:
- خير ليش ملزق فيي هيك تقول لزقة غرا؟
تجاهل تعليقها المستفز و رفع يده و إبهامه يتحسس أهدابها الطويلة.. ثبت عينيه بعينيها يتحدث كأنما الكلمات تستجديه التحرر علها تصيب سهمها في نابضها.. فطفق يسرد شعرا مر على مسمعه مرات و مرات و لم يستشعر معانيه إلا بعد أن التقاها " الموج الأزرق في عينيكي يجرجرني نحو الأعمق ".. ليرتحل الابهام كما الطرف جنوبا يتسكتشف بشرة وجنتها الحريرية و يكمل بنبرة ساهية " و أنا ما عندي تجربة في الحب و لا عندي زورق " .. ليرسو إبهامه على طرف شفتيها ليتحرك يطوف على حوافهما و هو يقترب بوجهه من وجهها " إني أغرق " و اقترب أكثر " أغرق " فأكثر" أغرق " ليستسلم للموج العالي و يلحم شفتيه بشفتيها ليغرقها معه ببحور عشقه العتية.
اقشعر جسدها من فعلته تلك و تسارعت نبضات قلبها بجنون لم تعهده من قبل لتشعر انها قد انفصلت عن الواقع من حولها.. انسلخت الشفاه التي ما عادت بتولاً ليثبت نظراته عليها يقول و ابهامه ما زال يقوم بتلك الحركة المخدرة لحواسها:
- من أول مرة شفتك هنا و انا عايز أدوق دول.
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تتبع حركة وجهه يقترب من وجهها لمرة أخرى.. أهداها قبلة رقيقة عكس سابقتها شعرت بها كأنما تطفو باسترخاء فوق سطح البحر و الشمس ترسل أشعتها الدافئة على طول جسدها.. ابتعد عنها ما ان تنبه لخطوات روح المقتربة منهما و صوتها و هي تنهي المحادثة.. جلست مرة أخرى تقول:
- عمتي بتسلم عليكوا.. لو فاضية يا نور ايه رأيك تشوفيها قبل ما سراج يروحك هي نفسها تشوفك أوي.
تنحنحت نور تزيل آثار ما كان قبل قليل من صوتها تغلفه بثبات عكس البراكين المتفجرة بداخلها:
- احم.. اه اكيد و انا حابة اتعرف عليها بس هي ليش ما اجت معنا كان انبسطت كتير.
أجابتها روح و هي تهم بصب الشاي في الأكواب:
- أصلها لسة في العدة.
أومأت نور بتفهم لتطرف عينها نحو سراج رغما عنها فتجده يتأملها بابتسامة متسلية راغبة تزين ثغره.. اضطربت ضربات قلبها و هي تشعر بحرارة شديدة تعصف بوجهها باكمله.. قبلتيه اليوم على عكس التي سبقتها تركت في نفسها أثرا عميقا يكاد يكون محفورا.. حاولت تجنب النظر إليه لما تبقى من الوقت حتى أتى وقت الرحيل، قبلت دعوة روح في الدخول لقصرهم و مقابلة العمة التي كانت تماثل روح في طيبتها.. تفكرت نور بداخلها كيف لسراج أن يترعرع بين هاتين النسوة الطيبات و ألا يكون رحيما غير فظ!
رحلة العودة لقصر أهلها كانت مهلكة لأعصابها.. أصر سراج على أن تبقى يدها أسيرة كفه يحسس بإبهامه بشرة كفها الناعمة كل حين.. حركاته تلك كادت أن تفقدها صوابها و تصرخ به أن يتوقف فما يفعله يزيد من تشتتها و غليان الدم في وجهها.. تنفست الصعداء ما أن وصل للقصر لتخرج بسرعة بعد أن ألقت سلاما سريعا لتهرول تحتمي من سحره بداخل جدران قصر أهلها.




noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 09:11 PM   #250

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

بس احنا مش هانخرج من اهنه بايدينا فاضية

هههههههههه٨ بلاها ناديه بلاها سوسو مسرحية سك علي بناتك ههههه

فصولك ممتعه وحسك الفكاهي ملفت ومحمس جدا
وكده الاحبه كنكنه سوا ربنا يهدى الباقييين منتظريينك بشوق


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.