آخر 10 مشاركات
مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          582 - الصحافية الجميلة - جاين دونيللي - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          590ـ غابة الأشواق ـ ميراندا لي. ق ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          594-الرجل الملائم - ماري فيراريلا -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-19, 09:14 PM   #251

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


مطحبشيتلك اياها


هههههههه ننزل بقي بالترجمه


روح هي روح تائهة معذبة البنت دى وراها عذاب كبير


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 22-11-19, 10:02 AM   #252

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبه الفصل رائع وسير الاحداث ممتع
نور وسراج وكلاهما يتمازج مع الاخر بالرغم من المناوشات

عمر بعد الاهانه التي تعرض لها من ابيه هناك ردة فعل قويه في المقابل زصدوده عن خطيبته بدايتها
روح وعمتها لهم صفاء وشفافيه تدخلهم قلب من يلتقيهم ولقاء نور معهم سيقربها من سراج كونهما اغلى ما يملك من علاقات
في انتظار احداث الفصل القادم موفقه 🌸🌸


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-19, 12:26 PM   #253

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل حلو كتير
بدت تتفكك بعض العقد..محمد ورحمه..نور وسراج
بانتظار القادم ..


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 02:06 AM   #254

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

واخيرا ياعم محمد لاء الخطط بتاعت نور دى بتجيب نتيجه صحيح والحمد لله اليوم عدى على خير

بس رؤى ياعينى اللى وقعت فى العريس واعتقد كدا احسن عشان الواطى عمر ما يكونش سبب فى فراق بين الاختين واتنمى ياسين يطلع انسان كويس ورؤى توافق عليه فعلا
سراج غرق ياعينى ولا حد سمى عليه ونور شكلها هتغرق هى كمان ولا ايه

روح حكاية غامضة اتمنى نور تدخلنا ليها

الفصل فى منتهى الجمال تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 03:23 PM   #255

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الانوار

احداث جميله جدا

نور وسراج اعتقد طرق الحب أبوابهم المغلقة 😍😍

سلمت اناملك

تحياتي وحبي 💕💕💕💕💕💕


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 10:52 PM   #256

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر

اعذروني على التأخير
الفصل التاسع عشر:
انقضى أكثر من شهرين على أبطالنا تعددت فيهما الأحداث على البعض و استقرت حيوات آخرين على رتابة معتادة.. محمد و رحمة كانا يحلقان في سماء عشقهما دون قيود.. اقتلعت رحمة قضبان السجن الذي حاوطت به قلبها كي تسمح لمالكه بالدخول و الاحتواء.. لتخطو نحو أرض الاطمئنان و السعادة و قد حررت نبضات قلبها الصارخة باسمه من سجنها العتيق، بينما على أرض التيه كانت رقية تتخبط في الطريق.. استقرت على عذاباتها بصمت من تجاهل عمر لها.. ما يؤرقها هو عدم معرفتها لسبب التأرجح في تصرفاته معها.. لو أنه يصارحها.. لو أنه يحاورها لربما هدأت ثورة عقلها و انحسر سهادها.. لربما وجدت حلا لمعضلتهما.. لكن لا.. لا شيء سوى التكتم من قبله و التباعد.. كان يحادثها مرة كل يومين.. شيئا فشيئا أضحت مرة في الأسبوع معللا الأمر " ضغوط العمل " حاولت أن تصدق دون جدوى.. القلب يبحث عن التبريرات ليضعها أمام العقل ليجدها العقل واهية زائفة فيصدر الحكم " هو ليس براغب ".. حتى أن في إحدى مكالماتهم الشحيحة التي لا تروي من ظمأ و لا تغني من جوع القرب أخبرته بأمر خطبة أختها رؤى ليثور و يهوج مما أثار عجبها و حفيظتها.. برر غضبه أنه كان واجبا استدعاؤه و الأخذ بمشورته كون هذا الرجل الذي سيكون عديله هو زميله في العمل.. أجابته أن الأمر يقتصر على أختها و أبيها و جدها و ليس لغيرهم التدخل ليقفل لحظتها الخط في وجهها.. أمضت تلك الليلة في بكاء مرير و قد بدا لها كمن يعاني من لوثة في العقل.. كلما حادثها يسألها عن كل أهلها فردا فردا حتى أختها رؤى التي يخصها بعدد لا بأس به من الأسئلة فحسب قوله هي كأخته الصغرى و من واجبه الاهتمام بكل عائلتها و حين تعترض أنه حتى لا يسأل عنها يثور و يتأفف من كونها متطلبة و حالمة زيادة عن الحد.. تجرأت مرة و هاتفت والدته تخبرها و تشكيها تصرفاته.. تلعثمت الوالدة و جاهدت أن تقنعها بنفس المبررات " هو مضغوط بالمشفى و الأبحاث " لكنها لم تقتنع فاتجهت لعمتها التي للمفارقة نهرتها و أصرت عليها أن تدع هذه الوساوس جانبا فرجال الصعيد لا يسيرون مسرى أبناء المدينة من حب و كلام فارغ و مكالمات لا تنتهي حتى بزوغ الفجر.. هو رجل صعيدي صلب و لم تغير سنين الدراسة و العمل في العاصمة معدنه الأصيل و ليس لها أن تطلب منه إظهار عاطفة ساذجة.. في النهاية فوضت أمرها لله.. طوال تلك الأسابيع شرعت تبتهل و تدعو في صلاتها أن يختار لها الأفضل فهي ببساطة لا تريد لقلبها الألم.
في الجانب الآخر كانت نور و رؤى.. رؤى التي التقت بالعريس الذي كان من المفترض أن يكون لرحمة لينشرح صدرها له و خاصة أنها وجدت فيه احتراما شديدا لها و أكثر ما هامت به هو ابتسامته الهادئة الحانية التي كان يهديها إياها كل حين طوال فترة جلوسه معها.. تلحفت البداية بوجل غريب عليها حين تقدمت بخطواتها و كفها يقبض على ذراع شقيقها محمد.. عانقت نظراتها الأرض و هي تمشي تتحسس خطوات أخيها تهديها طريقها الصحيح.. بالرغم أنه البيت الذي قضت به عمرها و تحفظ زواياه و أركانه كوشم في عقلها إلا انه و في غمرة الارتباك انمحت خارطته من ذهنها كما كل شيء آخر.. جلست بجوار أخيها و نظراتها لم تحد عن الأرض بينما أذناها تلتقط الأصوات المتداخلة في لجة الأحاديث.. ميزت صوته.. لا بد انه هو.. حديثه و إجاباته على أسئلة أهلها تؤكد الأمر.. صوته رخيم و هادئ و بنفس الوقت متزن يشوبه بعض الحنان.. جاهدت نفسها كي لا تسرق نظرة إليه.. خاصة أنها قد أعلنت رفضها المسبق لزواجها به معللة الرفض بأن هذا العريس كان مقررا ان يكون لرحمة لا هي.. لكن أهله أصروا على التناسب مع عائلتها.. لم تستسغ تلك الطريقة في الزواج أبدا.. أرادت زواجها أن يبدأ بنظرة آسرة ثم ابتسامة مسترقة و من ثم حديث متبادل للعيون و من بعدها يأتي بهرج الارتباط.. لكن ما يحدث الآن لهو بعيد كل البعد عن آمالها.. و بالرغم من تحفظها كانت الغلبة لفضولها.. و في لحظة واتتها الجرأة فالفرصة لترفع عيناها و تتأمله.. كان يحادث أباها فلم تدرك منه سوى جانب وجهه الأيسر.. انتظرت لبرهة حتى التفت نحو أخيها القابع بجانبها يحاوره لتجده ذو وجه صبوح بشوش تبدو عليه سيماء الرصانة.. حنطي البشرة ممتلئ القوام فارع الطول.. همت أن تغض طرفها حالما حادت نظراته نحوها إلا أن ما استوقفها كان ابتسامته التي ظنت أنها لم ترى أجمل و لا أدفأ منها البتة.. ركزت بصرها على ثغره دون أي تفصيلة أخرى من قسمات وجهه و بالأخص تلك الابتسامة التي تزين ثغره.. عقدت حاجبيها و هي تدقق النظر في الابتسامة التي أخذت بالتوسع أكثر فأكثر لترفع نظرها إلى عينيه ترتجي معرفة سبب توسعها لتجده يخصها هي بتلك الابتسامة في حين كان والده يستحوذ على انتباه الجمع دونهما.. تداركت أمر تحديقها المخزي به من فورها لتوجه نظراتها من جديد لرفيقتها لهذه الامسية ( الأرضية اللامعة ) بينما جسدها يحترق خجلا كما الشمع.. وصل لمسامعها مطلبه بالحديث إليها في ركن منزو و كان له ما أراد.
على الجلسة المتقاربة من جلسة الرجال جلسا.. و بابتسامته التي خدرت قلبها خصها.. ارتجفت أطرافها و قد كاد أن يصيبها الحول من كثر ما تلفتت و هي تحاول الهروب من أسر عينيه.. "ألا حياء لديه" فكرت مغتاظة.. و في لحظة غيظ عادت رؤى لشخصيتها النارية لتثبت نظراتها عليه و بحاجب مرفوع بادرته:
- معلش بس هو حضرتك مضيع حاجة في وشي.. انت مش شايف أهلي قاعدين جمبنا على الأقل اعمل احترام ليهم.
فغر فاهه قليلا من الهجوم السافر على شخصه قبل ان يضع قبضته المكورة فوق فمه يحاول جمح ضحكة عاصفة لا يريد لها التحرر.. تنحنح يجلي حنجرته يجيبها باستفزاز و ابتسامة ملتوية:
- معلش أصلهم قالولي انه دي النظرة الشرعية و انه من حقي أبصلك زي ما انا عايز.. بعدين ما انتي كنتي بتبصيلي من شوية و مركزة معايا و الا هو حلال ليكي و حرام ليا !!
ثم شملها بنظرة كلية ليضيف بابتسامة أودعها اللطافة:
- بعدين لو كنتي عايزاني ما ابصش ما كانش المفروض تبقي حلوة بالشكل ده.
ارتج جسدها عقب تلك العبارة و عيناها توسعتا بشكل مضحك.. ارتبكت و غزت حمرة الحياء كامل وجهها لتعود لنفس التخبط بعينيها.. حك هو مقدمة انفه بإبهامه و هو يضيف يريد التخفيف من وطأة كلامه على نفسها الحيية:
- انتي اسمك رؤى مش كده؟
أومات له دون رد.. ليردف:
- شوفي يا بنت الناس.. أنا هاكون صريح معاكي.. انتي عاجباني و ما انكرش قلبي ارتاحلك من أول ما شفتك ده غير انه نسب أهلك يشرف أي حد.. لكن احنا لازم نتعرف على بعض و نفهم كل واحد منا بيفكر ازاي قبل ما ناخد خطوة الجواز.
نبرة الجدية التي شابت حديثه نفضت عنها دثار الارتباك لتتطلع إليه بتركيز.. وافقته رأيه و هي تزايد على حديثه:
- أنا فعلا رافضة موضوع إني أتجوز من دون ما اعرف اللي هاتجوزه كويس.. و ده شيء دايما بيخوفني.. لكن بما أنك متفهم للموضوع ده فأنا موافقة على اللي قلته.
تنفس بارتياح و هو يرتكز بكوعيه على فخذيه و شرع يتبادل الأحاديث معها التي تتخللها بعض القهقهات المستترة و الكثير من الابتسامات المخصوصة.. علمت أنه قد درس الطب في القاهرة و أنه ينتوي ترك العمل في العاصمة و العمل في المشفى الملتحق ببلدتهم كي يفيد أهل بلدته بخبرته.. حليم في طبعه و هادئ في غضبه.. يحب أخواته و يصفهن دوما بالغاليات.. كلماته كانت بسيطة و وقورة في نفس الوقت عابثة للحد المسموح به.. شعرت أنه نقيضها في هذه النقطة و هذا ما زاد من حماسها له.. فكم هو ممتتع أن تجد شخصا يكملك.. هي بجنونها و هو برزانته و في نهاية الجلسة طلب ياسين من الحاج عبدالعزيز جلسة أخرى له مع رؤى كي يتعرفا على بعض أكثر و بالرغم من الامتعاض البادي على وجه رجال أهلها و خاصة بعد عبارة مصعب المستفزة " أنا أعرف إنها نظرة شرعية مش نظرات ! " إلا ان الرد بالموافقة أتى حاسما من الجد ليكون لهم لقاء آخر بعد يومين.

اقترب موعد زفاف سراج و نور و معهما مصعب و نعيمة.. كانت نور في تلك الفترة تعيش حالة شد و جذب.. مد و جزر مع سراج.. تارة تجد نفسها تستمتع بالحديث معه و ملاطفته لها و تارة تغرق في حقيقة أن ما كل هذا إلا وهم و ليس بحقيقة راسخة.. مع كل المشاعر التي وصلتها منه.. و الكلمات التي غذت روحها إلا انها لا تستطيع ان تأمن جانبه.. ان تسلم مقاليد سعادتها و تضعها بيده.. مواقفه معها و أحاديثه السابقة لا تشفع له.. هل لها أن تتجاوز طريقة زواجهما و تنسج في خيالها قصة جميلة للقائهم و خطبتهم تغذي بها قلبها المتخبط؟! هل سيؤتي هذا بنفع؟ أصابها الإحباط و هي توقن أن في الأمر صعوبة.. لن تستطيع رفع الراية البيضاء و لن تستطيع قبول معاهدة سلم قد لا تكون سوى خدعة كي يتغلل في أراضيها و يضربها في مقتل.
و في صباح أحد الأيام كانت منشغلة بالحديث مع صديقتها بيان على الهاتف:
- ليش ما بتقدري.. كلها صورة وحدة خديها و هو مش منتبه.
تأففت نور بانزعاج من مطلب بيان و إصرارها على رؤية شكل " سراج ":
- يا بنتي صعب صعب.. افرضي لمحني بكرا بيقول هاي هيمانة فيي و بدها صورة تبقق فيها طول الليل.. ناقصني أنا.. بعدين ما أظن انه شاشة التلفون توسعه بحكيلك قد الغووول ما شاء الله يعني.
- مااااا أزنخك.. دبري حالك ما الي دخل بدي أعملك كولاج انتي و اياه مشان اشوف كيف البيبي تاعكوا هايكون شكله.
شهقت نور برعب تصيح بها:
- شووووو.. بيبي شو يا هبلة انتي .. انتي من كل عقلك عم تحكي!!
- بليز بليز بليز نوووور.
- خلص خلص.. بصورلك اياه أجزاء و انتي جمعيهم بمعرفتك بس ما تبعتيلي الكولاج تاعك هاد مش ناقصني اكل رعبة أنا.
تعالت ضحكات بيان عبر أثير الهاتف لتخفت بتسارع بطيء فيأتي سؤال بيان:
- طب انتي خلصتي جهازك و كل أمورك؟
- آه الحمدلله رحت كم مرة على القاهرة و جبت أغلب الاشياء من النت.. و الصيغة (الذهب )هو جابها بمعرفته و الامور كلها منتهية بإذن الله.
- طيب و كروت العرس شو هاتكتبوا عليها؟
تابعت بيان و نبرة مكر تغلف حديثها:
- يعني هاتكتبوا العريس سراج و العروس نور؟!
قطبت نور حاجبيها بعدم فهم تجيب سؤالها بسؤال:
- مش فاهمة وين المشكلة؟
- سلاااامتك بس انه سراج + نور = سراج منير.
تعالت ضحكات بيان بينما جمدت نور بفاه مفغور و هي الان تستوعب حجم الكارثة.. لم تمهلها بيان وقت للاستيعاب بل زادت الطين بلة و هي تردف:
- و بكرا بتجيبولنا بيبي صغنون من هلأ بحكيلك إذا ولد بتسموه قنديل و إذا بنت لمبة مشان تكتمل العائلة المنورة.
انحسرت ضحكات بيان و هي تعي أن صديقتها لم تبادلها الضحكات.. قالت بتوجس:
- نور شو مالك.. ترا أنا بمزح!
أمسكت نور ببطنها و هي تشعر بمعدتها تتلوى ألما.. لتتحدث بنربة تشوبها بحة الألم :
- أنا لازم أحكي معه هلأ مشان ما يحط إسمي.
- لكان شو بده يحط .. اسم بنت الجيران مثلا؟!
صاحت بها نور و علامات الانهيار باتت وشيكة خاصة انها تخاف أن يكون قد طبع الدعوات و قام بتوزيعها على معارفه:
- ما بعرف.. ما بعرف يكتب أي شي.. كريمته.. أميرته ان شاء الله فقيدته.. المهم ما يحط اسمي.
--------------------
- ما قولتليش يا وحش.. أخبار الخطوبة إيه معاك.. أنا شايف انك بقيت بتسرح كتير.. و ابتسامة هبلة دايما مرسومة على وشك.. شكلك طبيت يا برنس.
قالها عدي و هو يرقص حاجبيه لسراج ليقابل سراج حديثه بلوي شفتيه استهجانا.. أعاد ظهره للخلف ليصبح بوضع أكثر استرخاءً و هو يثبت نظراته على السقف يجيب بنبرة حائرة:
- أنا عمري ما كنت محتار زي الفترة دي.. من لما شفتها و انا مش قادر اشيل صورتها من نافوخي.. خلتني عايز أنسى كل القديم و احط إيدي في إيد اللي قتلوا أبويا.. أنا حاسس إني بتمزع من جوايا.. مشاعري ليها مش قادر أسيطر عليها و لما بسمع صوتها بحس نفسي عايز أجري ليها و اخطفها و مش قادر استنى لحد ما تبقى في بيتي.. و بنفس الوقت تار ابويا.. حاسس بتأنيب ضمير جامد و انا بتخلى عنه عشان وحدة.. بس نور مش أي وحدة.. مش أي وحدة.
خفت صوته و هو يعيد أخر جملة كأنه يحاول أن يحفرها بذهنه أو أن يجد مخرجا منها.. يشعر أنه على حافة الجنون.. استقام بجلسته يطالع عدي السارح بتفكير يستنطقه:
- قولي أعمل إيه.. ده أنا كنت ناوي أخلي عمي يتجوزها لكن بعد ما شفتها بقيت زي المسحور مش قادر انها ما تبقاش ليا!!
- عارف يا صاحبي.. أنا عمري ما كنت معاك بموضوع التار ده.. يا ما قلتلك سامح يا سراج عشان تقدر تعيش.. و ربك هو المنتقم الجبار لكن كنت تسمع من هنا و تطلع من الناحية التانية.. فعشان كده أنا بقولهالك دلوقت خصوصا انه بقى في سبب قوي عشان تنسى.. أنت بتحب نور يا سراج فبلاش ملاوعة.. انسى كل حاجة و البنت ما الهاش ذنب باللي جرى زمان.. عيش معاها حبك و اعمل عيلة و سيب الباقي على ربنا.
- بس هي ما بتحبنيش.. مش طايقاني!!
قالها بنبرة معجونة بالغيظ ليرد عليه عدي بتنهيدة و من ثم:
- معلش يا صاحبي.. انت لازم تنسيها البداية اللي كانت بينكوا و تتفاهم معاها عشان تفتحوا صفحة جديدة.
و قبل أن يتسن له التعليق وصل لمسامعهما صوت طرق على الباب و من ثم ولوج المساعدة الشخصية لسراج لتقول بنبرة مهذبة:
- سراج بيه.. في واحد برا بيقول اسمه جمال التهامي و عايز يقابل حضرتك.
ارتفع حاجب سراج الأيمن بتعجب وازاه حاجبان مرفوعان لعدي.. تبادل الاثنان النظرات برسالة أن الأمر لا يبشر بخير ليشير بعدها سراج بيده للمساعدة أن تسمح له بالدخول.
دخل جمال بهيبته و عنفوانه و هو يموضع كلتا يديه في جيبي بنطال بدلته.. لقاء بعيد عن التهلي من الطرفين.. لم يمد أحدهما يده لمصافحة الآخر.. شعر عدي بحرب النظرات و أن نعيق الغراب المنذر بالشر يحلق الآن فوق رؤوسهم.. ازدرد ريقه و هو يتقدم من جمال يقول بجدية:
- اتفضل يا جمال واقف ليه.
حاد بنظراته لعدي و هو يبتسم باستخفاف.. أزاحه بظهر يده و هو يجلس على المقعد مقابلا لسراج الذي كان كما البركان الخامد حتى الآن.. وضع الساق فوق الساق و فرك ذقنة بإبهامه و هو يقول بنبرة متلاعبة:
- مع إن نسيبنا ما رحبش بيا بس معلش.. التكاليف دي مش بينا.. بالاخر احنا نسايب.
ابتسم له سراج بشر و قد تقدم في جلسته.. ثم وجه الحديث لعدي قائلا:
- شوف ضيفنا يشرب إيه يا عدي.
التقى حاجبا عدي بضيق و هو يردد بذهنه " هل أصبحت عامل البوفيه لابن حرب الآن ؟! " لكنه آثر السلامة خاصة و أن الموقف محتد بشكل يثير الحفيظة.. التفت إلى جمال الذي وجه حديثه إليه أيضا دون أن يحيد ببصره عن سراج:
- ما تتعبش نفسك يا عدي انا مش جاي اتضايف.. هم كلمتين هقولهم و امشي.
وازى سراج غريمه بجلسته المعتدة بالنفس بأن وضع الساق فوق الأخرى و زاود عليه بأن أشعل لفافة تبغ و أخذ ينفث دخانها إلى ناحية جمال:
- يا ريت تقولهم بسرعة يا ابن التهامي عشان ما عنديش وقت خصوصا انك جاي من غير ميعاد.
أومئ له جمال بتوعد و هو يقول كلمته التي بترت الكلمات من بعدها:
- نور.
توحشت نظرات سراج و قد بات على بعد شعرة من أن ينقض على جمال.. سأله من بين أسنانه المصطكة:
- مالها مراتي؟
قالها و هو يشدد على اللفظ ليبتسم جمال باستهزاء و هو يضرب تحت الحزام:
- بصراحة يا ابن الناس أنا ما يهونش عليا انه بنت عمتي تتجوز واحد هي مش عايزاه و لا طايقة تبص في وشه حتى لو عشان تحمي حد مننا.. مش انا اللي أقبل إنه عرضي و لحمي تدافع عني و انا راجل ملو هدومي.. فأنا جايلك النهردة نتفاهم.. نور مش عايزاك و عمرها ما هاتحبك و أنا مش عايزها تدخل بالدوامة دي فيا ريت تخلي عندك دم و تطلق من سكات و الدية اللي انت عايزها عشان التار اللي فلقت بيه دماغنا هتاخده مني.
كان يتنفس بقوة كمن ينفث حمما من براكين متفجرة بداخل صدره.. فكرة أن يأتي غريمه و يتشدق عليه و يطالبه بأن يبتعد عن خطيبته و ينصب نفسه الفارس المغوار الذي يبتغي إنقاذ الأميرة من براثن الوحش لهو شيء يفوق قدرة تحمله.. اقترب أكثر بجذعه العلوي عبر سطح المكتب ليقول بفحيح مرعب:
- و هي بقى اللي قالتلك إنها مش عايزاني و الا انت اللي دمك محروق لأني أخدتها منك؟!!
في هذه اللحظة أصبح القتال مشروعا.. كلاهما رفع راية الحرب و قد نفخ في بوق النفير.. جعد جمال أنفه بغل و هو يعطيه الضربة القاضية:
- هي ما قالتليش بس انا وصلني انها بتخطط عشان تتطلق منك بعد الجواز بكام شهر.. و طبعا بعدها ما اقولكش.
ألحق عبارته بغمزة ذات مغزى ليهب لحظتها سراج عن مقعده و هو يزأر كالأسد الجريح و يرفع المكتب الذي يحول بينهما بقبضتيه يطيح به للجانب مما استدعى جمال و عدي لأن ينتفضا عن جلستهما بسرعة و جمال يحاول كبح ضحكاته الشامتة.. أسرع سراج بخطواته نحو جمال يريد الاشتباك معه لولا ذراعي عدي اللاتي كبلتاه من الخلف.. لكن مقدرة سراج الجسدية كانت أعظم من عدي بكثير لينال عدي من سراج ركلة خلفية انحنى بجذعه يتأوه لها بعد أن أفلت سراج.. هجم سراج على جمال يبتغي أن يكيل له لكمة لكن جمال كان أسرع منه و هو يتفاداها.. و في اللحظة التالية تصنم سراج و عدي و هما يطالعان جمال القابض على سلاحه الناري و يوجهه نحو سراج.. تحدث جمال باصقا كلماته:
- معلش يا ابو نسب ما كنتش عايز أجي و معايا سلاح بس أنا كنت عارف انك مش هاتكون مضياف معايا.. أنا قلت كل الكلام اللي عندي و دلوقت الكرة بملعبك.. ما عنديش مشكلة أجيلك بكفني و ادفعلك كل قرش معايا لكن بالنهاية أعيش مع اللي بحبها.
أراد سراج التقدم ليكمل الشجار لكن قبضتي عدي كبلتاه مرة أخرى بقوة أودعها عدي كل جهده ليصيح سراج بهياج و هو يجاهد للتملص من قبضتي عدي اللاتي كانتا كما الكلَاب:
- على جثتي يا جمال.. نور مراتي و هاتفضل لاخر عمرها مراتي و حتى لو مت هاعمل حسابي إنها ما تكونش لغيري.. أما إنت فمشواري معاك لسة ما انتهاش و تاري معاك غير التار الأولاني يا ابن التهامي.. و اعمل حسابك إسم مراتي لو جيه مرة تانية على لسانك هاقطعهولك.
في تلك اللحظة اقتحم طقم الحراسة حجرة المكتب لسراج بعد أن هاتفتهم المساعدة الشخصية عقب الضوضاء المقلقة التي وصلت لمسامعها.. اجتمع أفراد الحراسة على جمال يكبلونه و ينتزعون السلاح من يده و هو ما زال يتبادل النظرات النارية مع سراج.. كانوا يقتادونه لخارج الحجرة و هو يصرخ بهم أن يتركوه.. ليثبتوه بغتة بعد أن أتاهم الأمر من سراج.. اقترب سراج من جمال ليصبح وجهه شبه ملاصقا لوجه الأخير يتبادلان الانفاس المستعرة.. أهداه نظرة مزدرية قبل أن يرفع بطاقة مزينة امامه و يدسها في جيب جمال.. ربت سراج على كتف جمال و هو يقول :
- مستنيك يا ابو نسب.. فرحتنا مش هاتكمل غير بوجودك.
ثم التفت لطقم الحراسة يشير لهم بإصبعيه السبابة و الوسطى كي يقتادوه للخراج.. بقيت عينا جمال مثبته على سراج و الحراسة تقتاده للخارج حتى اختفى طيفه.. صفق سراج الباب و عيناه تلتهبان بسعير جهنم.. كانت تخدعه.. تفرش له الأرض ورودا و تهديه ابتسامة و نظرة خجلة أجادت اصطناعها لكنه لم يخفى عليه شرودها و تباعدها في أحيانا أخر.. هذا السبب.. لم تتقبله يوما و تخطط للفراق حتى قبل الزواج.. تلك الحمقاء لا يستبعد أنها تميل لابن خالها.. نفض الفكرة عن رأسه و هو ينفي.. بل قلبه من ينفي لكن عقله و كرامته تثبت الحجة بالدلائل.. بقي على وضعيته الشاردة و عيناه مثبتتان على نقطة فوق الأرض دون حراك.. لم يجرؤ عدي على الاقتراب منه.. فالقرب منه الآن يعد انتحار.. قاطع الصمت رنين هاتف سراج ليستله من جيبه و يرفعه مقابل وجهه.. وجد إسمها يضيء شاشة الهاتف ليشدد من قبضته على الهاتف قبل أن يقذف به إلى الحائط و هو يصرخ بهياج.. حاول عدي تهدئته دون جدوى.. أخبره أن جمال يريد زرع بذور الشك برأسه فلم ينصت.. ليلتقط مفاتيحه و يخرج بخطوات واسعة غاضبة نحو سيارته و منها إلى اللا مكان.
--------------------------------------
مرت الأيام و نور تزداد الهواجس التي تتكالب عليها لا ترحمها.. لم يحادثها.. لم يراسلها.. بل حتى أن هاتفه أضحى خارج الخدمة منذ ذلك اليوم الذي هاتفته به و لم يجب.. تجاسرت على نفسها مرة و هاتفت أخته روح لتجيبها أنه غائب في رحلة عمل كما أخبرهم و لن يعود حتى موعد الزفاف.. وصلت دعوات الزفاف و قد أتى بها صديقه عدي.. سلمها لعمها سالم و كم أرادت الهرولة نحوه و السؤال عن سراج لكنها ببساطة لم تستطع.. المشاعر و الأفكار تتخبط بداخلها.. هل اعتادت وجوده حولها.. وجوده الخانق.. بغيابه تشعر أنها تحررت وكم بغضت الشعور.. تقر أنها الآن باتت أسيرة لسجن الحرية التي رسمها هو لها.. لا تفهم نفسها.. أليس من المفترض أن تكون سعيدة بتباعده.. بعده هذا يؤكد صحة شكوكها.. أنه كل ما فات من كلمات جميلة و نظرات متحدثة و تلك القبلة التي فجرت بداخلها ينابيع الشوق.. كل ذاك ما كان إلا جزء من مخططه لتعليقها بها كمن يشبعك ارتواء و من ثم يقذف بك إلى جوف الصحراء دون قطرة ماء.
لم تكن نور وحدها من تعاني.. فرقية لم تكن بأفضل حال.. بل انها كانت بحال أسوأ من نور فمأساتها بدأت من قبل عهد.. تآخت المواجع و ترابطت الحيرة.. فاحتل الصمت الحناجر و أضحت كلتاهما كأجساد تتحرك بآلية لا حياة فيها.

انعقد قران رؤى وسط بهجة الجميع.. لم يكن أحد غافلا عن سهام الحب التي كانت تنطلق من عيني العروسين.. سعدت رقية لسعادة أختها و عاونتها في فرحتها لتظهر يومها بأبهى طلة.. حضرت عائلة عمر لحفلة عقد القران و لم يحضر عمر.. تذرع أبيه بحجة لم تعد مقنعة لها.. قلبها تعتصره قبضة وحش الرهبة لا تفلته.. انتهت تلك الليلة بسلام لينتبذ العريس الجديد بمخطوبته في نفس الغرفة التي شهدت اجتماعها و عمر في نفس الموقف.. وضعت الشال فوق كتفيها و خرجت للحديقة الخلفية.. لم تهتم بتغطية شعر رأسها فهي تشعر بنار تحرقها من الداخل للخارج.. تريد من نسيم الليل أن يهدأ من لهيبها.. جلست على مقعد من الخشب و هي تتأمل الليل الداجي و قمره المستتر بتفاصيله و نجومه الباهتة و قد خفت بريقها كروحها المنطفئة.. تاهت أنظارها في السماء الداكنة تسأل القمر الحزين بغيبها عن حبيب بعيد.. هل يتطلع إليه بحنين؟ تسأله هل يذكرها كل حين.. و هل يفتقد جلسات بينهما ما زالت ذكراها كظل شجرة وارفة تفيء إليها كلما اشتد بروحها الأنين؟ تسأله هل ما زال على العهد المنطوق أم بات عنه يحيد؟ أغمضت عينيها لترى صورة انعكاس روحها تتخبط في ظلام لا يشجه سوى نور خفيض ينعكس عن قمر دامٍ.. و هي تقف في منتصف طريق موحش لا معالم له.. تتلفت تبحث عنه دون الجميع.. تستنجد بإسمه دون ان تجد صدى لندائها.. أين هو؟ و لما هذا الجفاء.. أيقنت أنها وصلت لمرحلة مستعصية و قد باتت تتخيل نفسها بتخيلات مهلكة.. هل هو عقاب على ذنب اقترفته لا علم لها به.. فتحت عيناها و هي تتنهد بقنوط لا تعلم ما العمل.. تشعر به يتسلل من بين أصابعها.. و هل كان ملك يمينها يوما؟ هل ملكت الخافق و وشمته بإسمها ( فكرت ساخرة بمرارة ).. لربما وجد انها ليست فتاة أحلامه و استفاق على نفسه في مأزق الارتباط بها دون أن يعلم له من فكاك.. تأرجحها الأفكار و هي تشرع صدرها لرياح الظنون و الوساوس تعيث بداخلها الفساد و الخوف.. تفكر باستنكار لما لا تكون مرسى لروحه ؟ أليس هذا حقها؟! لو أنه يخبرها و يصارحها فقط كي ترتاح فكما يقولون ( وقوع البلاء أفضل من انتظاره ).. تشعر بنفسها كمن ينتظر حكما بحقها.. هي المذنبة الجاهلة بذنبها و هو القاضي ذو الحكم النافذ المؤجل.. تعبت من التفكير.. تعبت من التخمين.. تعبت من محاولاتها لاستجداء عاطفته حتى باتت تشعر أنها تهدر كرامتها كرامة له.. إن كانت هذه البداية فكيف ببقية الطريق؟!! لن تقبل بأن يجود بقليل من كثير بينما هي تجود بكل ما لديها.. التمعت عيناها بدموع القهر و عزمت أمرها.. ستواجه و تطالب بإرساء القواعد.. لن تحتمل التأرجح اكثر من هذا فوق الهاوية فإما النجاة و إما السقوط إلى القعر السحيق.

بقي على موعد الزفافان اربعة أيام.. طوال فترة القحط من وجوده الماضية لم تهدأ معدتها و أصبحت آلامها عذابا مستمر.. توجهت اليوم برفقة خالتها و جدتها نحو منزل آل حرب.. كانوا قد نسقوا الأمر مع " نعيمة " عروس خالها مصعب كي يأتوا و يجهزوا حجرة النوم و وضع متعلقات العروس فيها و بعض الأثاث الذي اختارته نور.. دخلت للحجرة التي كانت عبارة عن جناج ضخم.. تنفست بعمق علها تجد رائحته تسكن بعض ثنايا الحجرة.. لكن لا شيء.. هو الغائب الجاحد المعذب.. في الفترة الأخيرة تحول شوقها لغضب يزداد و يتفاقم دون رادع.. سارت تتلمس الأثاث الجديد الذي اختارته من أحد الكتالوجات بنفسها.. مررت عيناها على لون الطلاء الذي فرضته عليه.. دوامة شديدة السرعة تكاد تطيح بها.. لا تفهم أين موقعها.. ليتها بقيت على عهدها القديم به.. ليت قلبها لم يلن و لم يميل.. لكن لا بأس ليست هي من يستسلم و ينسى الإهانة و هو أشبعها غيظا بغروره و إهاناته بسفهها كأنها لا تعني شيئا.. بدأت تلتقط ملابسها من الحقيبة و أفكارها تأخذ منحنى خطر.. شرعت تعلق الملابس العرائسية التي لا تستر و تثير أجمد الراهبين و هي تتفكر.. ليتها تستطيع أن تحرمه حقه الشرعي بها.. آآه كم ستكوي روحه وقتها.. لم يخفى عليها بالسابق توقه للتنعم بها خاصة بعد حركته الفاجرة حينما احتجزها بشقته في القاهرة.. لكنها لا تستطيع.. ليس لإنها لا تريد لكنها تعلم أنه ليس بسيدنا يوسف عليه السلام ليعتزلها!! سيأخذها رغما عنها لو عاندت قربه.. فكرت و فكرت حتى أغمضت عينيها بوهن و قد أعياها التفكير.. ستترك الأمور لتسير حسب مشيئة الله لأنها قد أنهكت و لا قبل لها بمزيد من النيران التي يزداد لهبها في كل ثانية تمر عليها بهذا الطوفان.
جلست النسوة في صالة القصر يرتشفون الشاي.. عاتبت الحاجة فتحية نعيمة على عدم رغبتها بالقدوم لمنزلهم كي ترتب حاجياتها بنفسها و تعلمهم إن كانت تود تغيير أي جزئية.. أبدت نعيمة لا مبالاة للأمر و اكتفت بمعرفتها ان مصعب قد أعاد طلاء الحجرة و جلب أثاثا جديدا لاستقبال العروس.
-----------------------------------------
في المساء وقف عمر أمام البوابة الداخلية لقصر التهامي و يده لا تريد الامتداد لقرع الجرس.. و على حين بغتة ارتد جسده للخلف و الباب يفتح لتطل معذبته.. كانت تنوي اعتزال عائلتها في الحديقة ومحادثة خطيبها .. ابتسمت رؤى بشدة حالما رأته و تهللت أساريرها فقد لاحظت حالة الحزن التي تلبست أختها في غيابه:
- دكتور عمر إزيك.. فين الغيبة دي كلها؟
ابتسم بشجن يجيبها:
- و الله لو اعرف اني هاوحشكوا كده ما كنتش بعدت كل ده.
و تلك الغافلة لم تنتبه للمعاني المبطنة لعبارته لتجيبه بنفس وتيرة الحماس و هي تكاد تقفز فرحا:
- و الله رقية هاتفرح قوي لما تشوفك.. اتفضل جوا عبال ما اندهلها.
قاطعها بأن قبض على ذراعها لتجحظ عيناها بصدمة و يشحب وجهها فجأة من حركته.. تصلب جسدها و هي تراه يقترب و يهمس:
- يعني بس رقية اللي اتوحشتني مش حد تاني؟! أنا ما بقتش قادر أسكت أكتر من كده يا رؤى.. أنا كنت بموت لما عرفت انك اتخطبتي.. انتي النسمة المجنونة اللي دخلت حياتي و قلبتها فوق تحت.
تجمعت العبرات في مقلتي رؤى و تباطأت أنفاسها و برودة مجحفة اخترقت عظامها.. لزمت صمتها الذاهل ليبتعد هو قليلا يقول بتأنيب كأنه انفصل عن عالم المنطق:
- بتحبيه يا رؤى؟
لم تجبه ليتنهد بصوت عال و هو يغمض عينيه يعب من عطرها في رئتيه قدر المستطاع.. ليعيد أنظاره عليها و هو يقول:
- يا ريتك كنتي انتي اللي من نصيبي.
تلك اللحظة.. تلك الجملة.. تلك الخسة القاطرة.. ذلك النفور.. هو ما أججها و أعاد ضخ الدم لعروقها لترفع يدها عاليا و تهوي بها على وجنته و تلحقها ببصقة وجدت مستقرها فوق جبينه.. صفقت الباب في وجهه ليتسمر هو مكانه يتحسس ريحها الذي كان منذ برهة يحيطه.. بينما في الشرفة العلوية تهالك الجسد المغدور أرضا و الكف المكورة المتزينة بخاتمه تكتم نحيبا يكاد يمزق أوتار الحنجرة لما وصل مسامعها من صلي الرصاص المعجون بالغدر.

noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 12:34 AM   #257

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

اديش قلبي وجعني على رقيه
ما اصعب انك تسمع الرفض بنفسك
بانتظار القادم


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 01:28 AM   #258

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

يخربيتك واطى ياعمر والله القلم دا شويه عليك انت عايز الضرب بالنار وخسارة فيك رقية

والزفت جمال ربنا يهده قلب الدنيا على دماغ نور منه لله

دلوقتى سراج فاكر انها بتلعب بيه بعد ما بدأ يهدى من ناحيتها وينسى موضوع التار من اساسه

حبيت رؤى وياسين واضح انه انسان طيب غير الغبى عمر

تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 02:04 AM   #259

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبتي جميل الفصل
رؤى رائعه وقويه عجبتني واكيد رقيه ردة فعلها بتكون الانفصال شخصيه كاعمر لا تستحق الارتباط اكيد
مسكينه نور بس فترة البعد كفيله برؤية ما تكنه القلوب
متشوقين للقادم سلمت يداك بالتوفيق 🌸🌸


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 06:43 AM   #260

ملك جاسم
alkap ~
 
الصورة الرمزية ملك جاسم

? العضوٌ??? » 337305
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,645
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » ملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك fox
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملك جاسم غير متواجد حالياً  
التوقيع
أينَ أُخفي ضعفَ صَبرِي حينَ يلتَفِتُ إلَيّ الحَنينْ ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.