آخر 10 مشاركات
خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          217 - عيون الحب - كاثرين ارثر - مكتبة مدبولى - اعادة تنزيل (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لاجئات بيت الحكايا (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-19, 10:41 PM   #341

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى عزي مشاهدة المشاركة
يسلمواااااااااااااا
حبيبتي تسلميلي يا غالية


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:43 PM   #342

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية حبيبتي 🌼
الجميله نور عرفت طريق السعاده مع سراج وهي فعلا حتكون اله بلسم لجراحه وسوداويه قلبه
رقيه احبت الدكتور واعطته ما لا يتوافق مع اسلوبها ومبادئها لانها كانت تريد ان تعيش بسلام وحب مع شريك العمر وكانت طريقته وتعامله معها كسرت ثقتها وآمانها فالشريك هو الامان الذي ترتضيه المرأه في حياتها المستقبليه اتوقع ندم عمر على تضيعها من يديه اكيد ولكن هل ترجع لعمر لانها لم تعرف غيره او يطرق قلبها فارس نبيل يستحق المجازفه والتنازل

سمر وجمال عندما يعلم بمشروع الخطبه ستثور ثائرته لدرجه يعلم ان سمر ليست بنت عمه فقط ولكنها ملكيه خاصه لا ولن يسمح لاحد من الاقتراب منها

سلمت يداك يا جميله عفوا هذا فقط مجرد توقعات
لك مني اجمل تحيه 🌼🌼
الأجوبة على أسئلتك بخصوص جمال و سمر الليلة ان شاء الله.. سعيدة بمراجعتك للفصل عزيزتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:44 PM   #343

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
فصل جميل جدا

واخير نور استقرت وعرفت طريقة السعادة مع سراج

سلمت اناملك
تنبسطوش كتير راجعين للنكد وبقوة هههههههههههه


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:45 PM   #344

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس والعشرون

بحب أحكيلكم بس انه بعد هالفصل راح نرجع للنكد و بقوة بس بعدها هانزبط الامور تقلقوش..
إنجوووووي...

الفصل السادس و العشرون:
الساعة السابعة مساء من يوم الخميس في منزل عبدالعزيز في القاهرة:
- ها يا جمال.. ما قولتليش.. أخبار الصفقة الأخيرة مع شركة الـ.... إيه؟ أنا سمعت إنهم عاملينلك لبش و كل يوم طالعينلك بموال.
أسند جمال فنجان القهوة على الطاولة الصغيرة أمامه يجيب بعدم اكتراث:
- فكك منهم.. انا اعرف ازاي اخليهم يمشوا زي ما انا عاوز.. ما هي مش أول مرة يا عبدالعزيز.. يا ما شفنا من النمر دي كتير.
وافقه عبدالعزيز و هو يزفر أنفاسه:
- فعلا معاك حق.
بدى عبدالعزيز لعيني جمال ساهما.. متحيرا.. مترددا.. فسأله يبتغي استشفاف الامر الذي يؤرق مزاجه:
- مالك يا ابن عمي.. مش على بعضك.. هو في حاجة حصلت بالشغل او عند العيلة و ما اعرفهاش؟
صمت عبدالعزيز قليلا و هو يقلب الأمر بفكره.. فصباح اليوم كان يحمل مفاجأة من العيار الثقيل.. تردد لوهلة قبل أن يصارح جمال و هو يفكر أنه لربما من الأفضل أن يبادر بالبوح مع والده.. فرك ذقنه بإبهامه يوازن الأمر و يتساءل في قرارة نفسه إن كان بإمكان جمال أن يمد له يد العون.. فالأمر يخص أحد الموظفين اللذين يعملون تحت يديه و بالتالي قد يساعده بتشكيل فكرة مبدئية قبل أخذ الموضوع لوالده و جده:
- شوف يا ابن عمي.. النهردة الصبح حصلت حاجة كده و انا عايز اخد رأيك فيها قبل ما اقول لابويا و جدي.
ركز جمال نظراته على عبدالعزيز و أولاه جل اهتمامه.. عدل من جلسته ليضع الساق فوق الساق و يستمع لسرد عبدالعزيز بتقطيبة تدل على الجدية.. اصخَ السمع لعبدالعزيز و هو يردف:
- في موظف عندنا رئيس قسم المحاسبة اللي اسمه أشرف....
مجرد ذكر هذا الأسم جعل الدم يغلي في رأسه.. تحفز في جلسته و قد فض لقاء ساقيه و اقترب أكثر من عبدالعزيز يركز نظراته النارية عليه ينتظر التالي من القول:
- جالي النهردة و قالي انه رايد يتقدم لخيتي سمر.. فأنا بصراحة عاوز اخد رأيك في الراجل ديه.. يعني اكمنه بيشتغل تحت يدك فأكيد انت عارف طباعه و ممشاه كيف.. ها إيه قولك يا ولد عمي؟
صمت جمال صمت القبور فلم يخرج من شفتيه الهمسة.. فقط كان يحدق بعبد العزيز دون حتى أن يراه.. قد سافر لعالم آخر.. عالم تحفه النيران من كل اتجاه.. عالم تتتابع به مشاهد سمر و هي تضحك مع هذا الرجل.. تتحدث معه.. تتباسط معه.. تطري عليه حتى في حضرته هو ابن عمها.. شعر أن الاحتراق بداخل رأسه قد انتقل لمنابت الشعر في رأسه.. عيناه استحالتا لجمرتين متقدتين.. لكن.. لا يعلم لما!! هل هو كما دأب يقنع نفسه في الفترة الماضية أنها ابنه عمه و هو يحامي عليها.. هل يغار؟ و ما نوع غيرته؟ غيرة الرجل على ابنة عمه التي لطالما عدها كأخت له .. أم؟!! إن كانت الاولى فلما هذا الاختناق.. لما هذا الغضب.. لما هذا الخوف؟!! تهدجت أنفاسه و توترت حدقتيه.. رفع كفيه يمسح وجهه يحاول احتواء أعاصير المشاعر و الأفكار التي تلتف به.. كان عبدالعزيز يناظره بقلق و تقطيبة محتارة ترتسم على جبينه.. حرك يده يضعها على ساق جمال ليرتج الأخير و يتصلب محدقا بعبدالعزيز الذي قال بنبرة قلقة:
- مالك يا جمال؟ إيه اللي قلبك كده؟
و دون أي قول.. استل مفاتيحه و غادر البيت حتى دون كلمة سلام.
الساعة الثامنة صباحا من يوم الجمعة:
صبت نور قدحين من الشاي لها و لجدها لتناوله إياه و تجاوره و هي تقول بتبرير:
- معلش جدو عارفة غبت عنكوا اسبوعين لا حس و لا خبر.. بس انشغلت شوي و الله.
رمقها جدها بنظرات سابرة لأغوارها ليقول بإيحاء العالم بالخفايا:
- المهم تكون الأمور اتصلحت بينك و بين راجلك يا بتي.
شرقت نور برشفة الشاي التي جاهدت لابتلاعها لتجيب و قد استحال وجهها للون الأرجواني:
- الأمور طيبة جدو.. من يومها طيبة الحمدلله.
ابتسم الجد هازا رأسه باتفاق يكرر حمدها:
- الحمدلله يا بتي.
أجلت نور حنجرتها قليلا قبل أن تتحول تعبيرات وجهها للجدية:
- المهم جدو أنا من فترة كنت بدي افاتحك بموضوع.. انا بصراحة حابة أبني مسجد هون بالبلد هاي عن روح أمي.. يعني أنا من فترة وكلت عمي نزار يباشر ببناء مسجد ببلد والدي بالاردن عن روحه و الحمدلله الأمور ماشية بفضل ربنا.
ظهر التفكير جليا على وجه الحاج عبدالعزيز.. تفكيرا لم يستغرق منه أكثر من نصف دقيقة ليقول بعدها باستحسان:
- ربنا يباركلك يا بنتي.. فعلا الواحد بعد ما ربنا يفتكره ما لوش غير الولد الصالح يشفعله.
ابتسمت نور بسعادة و هي تضيف:
- فعلا جدو.. و انا من زمان و الله كنت بفكر بهالموضوع و الحمدلله انه بلشت فيه.. أنا بصراحة حكيت معك بالموضوع مع انه المنطق بيحكي انه احكي مع زوجي لكن انا حابة انه عيلة التهامي.. عيلة والدتي هي اللي تمشي بالموضوع.
- و نعم الرأي يا بتي.. و اني كمان هادخل معاكي شريك.. انتي النص و اني النص.
اعترضت نور بتحرج:
- معلش جدو انا حابة اعمل المسجد كله من مالي.. و الحمدلله الحال ميسور و عندي ورثة من بابا منيحة.
تنهد الحاج عبدالعزيز و هو يقول:
- ما تكونيش بخيلة يا بتي.. انا عايز ادخل و اياكي بالاجر و الثواب.. و غير اكده احنا لينا بسهام زي ما ليكي.
خفق قلب نور فرحا لتلك الكلمات.. بالرغم أنها تعلم مسبقا بغفران العائلة و مسامحتهم لوالدتها إلا أنها كلما استمعت لحديث يؤكد هذا يبتهج قلبها و ينشرح صدرها:
- ماشي جدو.. متل ما بتحب.
- و انا هابقى اتفق مع سالم و مصعب عشان يمشوا بالموضوع ديه.
أومات نور باتفاق تؤكد:
- تمام و انا هاستنى القيمة التقديرية مشان اكتب شيك بنص المبلغ.
ربت الجد على يد نور و هو يطالعها بنظرات حنونة:
- ربنا يرضى عليكي يا بتي و يباركلك.
استمرت الأحاديث المتنوعة بين نور و جدها و انضمت لهما بعدها الجدة لتضفي جوا من المرح المشوب بمناغشات الجد و الجدة لبعضهما بعضا.. اخترق الجو الهانئ دخول جمال الساخط كما الرصاصة عالية الصوت.. وقف أمام جده و هو يثبت نظراته النارية عليه كأنه لا يرى سواه ليصيح بانفعال:
- انا عاوز اتجوز سمر يا جدي.. و مش هاقبل أي رفض حتى لو منها.. ولو مش عاجبها تخبط دماغها بألف حيط.
عمق الحاج عبدالعزيز النظر في جمال لوهلة قبل أن ينطق ببتر:
- طلبك مش عندي يا ولد ولدي.. روح دور مرادك في حتة تانية.
الليلة السابقة:
بقي جمال يجوب الطرقات بسيارته على غير هدى.. يسير بطرقات لا يعلمها و لا حتى كلف نفسه عناء التحقق من منتهاها.. مضى و مضى حتى وجد نفسه أمام نهر النيل.. أطفأ محرك السيارة و اعتصر المقود بيديه و علامات الرعب قد ارتسمت على صفحة وجهه.. بلى هو مرتعب.. لا يريد خسارة أخرى.. لطالما علم بعشقها له.. لطالما أشفق عليها من حبها المبتور له.. لكن الآن.. و قد انسلت من بين يديه بات يشعر بالرعب.. من اللحظة التي قدمت بها للشركة لاحظ الأمر.. لاحظ تباعدها عنه.. لاحظ انشغالها و انغماسها بعالمها الجديد.. في البداية ظن مجيئها سيكون للفت انتباهه و كم استسخف الفكرة.. لكن بعد بضعة أيام اكتشف كم كان مضللا.. و الأنكى انه أضحى حانقا و لا يعلم لما.. هل هو أناني هكذا؟ هل من التعقل أن يطلب ودها اللامنقطع دون حتى أن يتكرم عليها بكسرة من رغيف الأمل!! تبا له.. تبا له و لقلبه المشؤوم.. لما أصبحت تشغله و تحتل تفكيره.. و إلى أين تبخرت نور!! ألم يعلن حربا و يحرق الأخضر و اليابس من أجلها.. حتى لو كانت متزوجة أليس من المفترض أن تبقى المشاعر الصادقة في قلبه!! دوامة.. هي دوامة و قد سقط في منتصفها.. يتأرجح في الهوى لا يعلم مسكنا.. هو تعب.. هو مشتت.. هو عاشق غافل.
يوم السبت الساعة العاشرة مساء في منزل عبدالعزيز:
- أنا مش فاهم انت ليه متعصب يا ولد عمي.. انا قولتلك انه سمر رفضت الراجل حتى قبل ما اخبر ابوي و جدي.
- و رفضتني أنا كمان!!
صرخ بها قهرا و حنقا.. ليضم عبدالعزيز شفتيه مطبقا عليهما دون رد.. لا شفيع له في هذه اللحظة فأخته أقصت الرجلين عن الساحة.. دار جمال في حجرة المكتب كأسد حبيس يتحين لحظة الحرية.. الحرية من مخاوفه و غضبه.. وقف بغتة و عاد لصياحه المنفعل:
- أنا مش فاهم ليه!! إيه اللي ( كاد أن يجهر بعبارة "ما الذي جعلها تعدل عن رأسها و رغبتها السابقة" لكنه لا يتسطيع هذا أمام أخيها ليستعيض بـ ) ايه اللي خلاها ترفضني!!
ليأتيه الرد بنبرة ناعمة معجونة بالقوة و البأس:
- عشان مرات يا جمال لما نفضل نستنى حاجة كتير و نكون وصلنا لاخر نفس فينا عشانها.. لما تيجينا بنبقى زهدنا فيها.. بتبقى ما الهاش نفس الفرحة و لا نفس الطعم اللي كانت هاتكونه لو جت بدري عن كده.
تأملها و أنفاسه قد هربت منه.. ارتجفت شفتيه و تعرق جبينه و هو يحدق بعينيها الثابتة دون اهتزاز.. رطب شفتيه بلسانه قبل أن يلتفت نحو عبدالعزيز يطلب منه:
- معلش تسيبنا لوحدنا شوية يا عبدالعزيز.
تلكأ عبدالعزيز و تردد برفض كان واضحاً على محياه.. لكنه آثر تلبية طلبه علَ الأمر تنحل عقده و ينتهي إلى خير.. ليغادر بعدها و هو يرسل نظرة مطمئنة لشقيقته.
فرق ما بين شفتيه يرتجي الحديث لتقاطعه هي بسؤالها الذي وضعه أمام محكمة ديار العشق:
- ليه؟ إيه اللي اتغير يا جمال.. ما انا كنت قدامك من زمان.. كنت قدامك و انا طفلة.. كنت قدامك و انا شابة تعلقت بحبال الهوى.. كنت قدامك و انت بتدوس على كل حاجة و بتحارب عشان نور.. فحقي أسأل دلوقت ليه؟
تاهت عيناه و فشل في معرفة من هذه التي أمامه.. لم تكن يوما بهذه القسوة.. كور قبضته و هو يرفعها لفمه يكبح لجام دفقات من الكلمات التي لا معنى لها في هذا المقام.. لا ليس صحيحا هو لا يريد منع نهر الكلمات.. فنهره قد غزاه الجفاف.. لا حديث يرد به عليها سوى:
- مش عارف.. كل اللي اعرفه اني مش قادر ما افكرش فيكي.
مطت سمر شفتها للأمام و هي تومئ بتفهم.. لتجلس على المقعد و هو ما زال على وقفته المتوترة:
- تمام.. يعني انت عايز تفهمني انك اكتشفت فجأة انك بتحبني.. طب ازاي! و امتى؟
- يمكن من كام يوم.. يمكن من كام سنة.. يمكن من لما كنتي بنت صغيرة بتتنططي حوليا بتتحامي فيا من محمد و رحمة لما كانوا بيضايقوكي.
ظن أنه بكلماته تلك سينفض السخام عن قلبها ليسطع ضوؤه من جديد فيظهر اسم مالكه منيرا.. حدقت به دون تعبير و صراع مرير يجول بداخلها.. مناظرة بين الحاضر و الماضي .. لن تنكر أن نظراته و لهفته قد أعادت بعض الوهج لمشاعر خفت ضوؤها..أنبت نفسها على سهولة لين قلبها.. لتنهر القلب و تهذب النفس و ما تسول إليه فتقول:
- و مش يمكن تكون بس أنانية منك.. تكون مش قادر تشوف بنت عمك اللي كانت بتتعبد بحبك ما بقتش رايداك! للأسف يا جمال انا ما اقدرش اصدق.. و بصراحة بطلت تفرق دلوقت.. زي ما قولتلك.. في حاجات بنفضل نستناها كتير لحد ما تبقى هم على قلوبنا و خيبة أمل كبيرة بنحملها معانا طول العمر و لما بتحصل بتبقى من دون معنى.. لإن وقتها بيكون فات.
بهت و قد أسقط بين يديه.. قد أزالت الدثار عن الحقيقة المرة.. و أطلقت وحش التشكك لينهش الوهم بينهما.
و في الساعة العشرة و خمس و ثلاثون دقيقة من مساء ذاك السبت.. خطت سمر كلمة النهاية على حكاية عشق مبتورة.. لم تكتمل في رحم قوي ليجهض دون أسف عليه.
------------------------------
كان الطريق طويلا للقاهرة.. باتت تبغض المسافة الفاصلة بين العاصمة و بلدة أهلها.. دوما تتشنج عضلات جسدها و تأن ألما.. نفخت بضيق و هي تجاوره في السيارة ليستشعر هو تكدرها فيتحدث و هو يولي اهتمامه للطريق المظلم أمامه:
- مالك يا حبيبتي.. فيكي حاجة بتوجعك؟
أصدرت صوتا ضجرا من فمها لتقول بسأم:
- مليت من هالطريق.. كتير طويلة و انا صرت أتعب.
أزاح كفه ليقبض على كفها و عيناه مسلطتان على الطريق يقول متأملا التخفيف عنها:
- خلاص هانت يا حبيبتي.. أدينا قربنا من مصر.. كلها ساعتين زمن و تبقي نايمة في حضني.
ثم التفت إليها يغمز متواقحا:
- و هابقى اعملك مساج ما تنسيهوش طول عمرك.
قهقهت نور و هي تلكزه في كتفه قبل أن يرتج جسدها بفعل ارتجاج السيارة.. انزوى ما بين حاجبيها و هي تستشعر خطبا جلل بالسيارة.. التفتت لسراج تنتظر منه أي إشارة أو قول منه ينفي حدسها و يبدد مخاوفها.. لتجده يشتم بصوت مسموع و هو يحيد بالسيارة إلى جانب الطريق لتشهق بحسرة و هي تجد الدخان يتصاعد من مقدمة السيارة.. فتح سراج باب السيارة من جهته ليخرج و يتفقد الخطب.. فتح مقدمتها و حاول بها دون جدوى.. ليصفق باب مقدمة السيارة و هو يعود لمقعده و يغلق الباب فيتناول هاتفه يتحدث به:
- أيوة يا عدي.. ( صمت لثانية قبل أن يصيح ) اصحى يا ابني و فوقلي كده.. العربية اتعطلت بيا في الطريق لمصر.. انا عايزك تيجيني دلوقت.. هابعتلك الموقع على الواتس اب عندك و ما تتأخرش الدنيا بعد نص ليل و انا معايا نور.
أتاه الرد إيجابيا ليغلق الهاتف و ينقر بسبابته على المقود بضجر.. حانت منه التفاتة إلى القابعة بجانبه ليجدها واجمة بنظرات زائغة.. سألها و قد استشف سبب قلقها:
- مالك متوترة كده ليه؟
وجهت نور نظرها للخارج تجيبه و هي تجول بأنظارها الخلا الموحش و المطعم بدجنة الليل الداكن:
- انت مش شايف الفلا اللي احنا فيه.. افرض طلعلنا قطاعين طرق و الا ضباع!!
رفع حاجبيه مغتاظا ينهرها:
- طيب فين المشكلة؟! انتي فاكرة انه معاكي كيس جوافة؟!! ما تشدي نفسك كده و بلاش خوف.
ابتلعت ريقها و كلماته لم تشعرها بأي سكينة.. حركت ساقها بعصبية و هي تأمل أن تمضي الساعتان على خير و سلام.. دقيقة فالثانية حتى دقت الثلاثون لتنفخ بغيظ ملول قائلة:
- أنا جد زهقت.. بعدين مع هالقعدة!!
أقفل هاتفه و رمى به قربه ليتطلع إليها يتأملها بعد أن زاد تأففها.. انتبهت هي لعينيه المثبتتان عليها لتلتفت إليه بجذعها و هي تكتف ساعديها تنطق بحنق:
- خير.. ليش صافن فيي هيك؟؟
مسح بإبهامه شفته السفليه و عيناه تتلكأن على تفاصيلها قائلا بثورة مشاعر أججتها سكينة المحيط:
- بقول ما دامك طهقانة كده.. إيه رأيك.. ها؟
أتبع الـ " ها " بغمزة و عضة على شفته السفلى.. لتجحظ عينا نور بصدمة من وقاحته فتضربه بقبضتها الصغيرة على كتفه تذمه:
- سااافل.. ما في بمخك غير هالقصص.. ارتقي شوي.
ضحك بمرح قبل أن يباغتها بوضع ذراعه تحت ساقيها و الأخرى تلتف من خلف ظهرها ليحملها و يضعها فوق ساقيه لتصبح أسيرة أحضانه.. تلوت بشدة تحاول تخليص نفسها و الفكاك من أسره دون طائل من مساعيها فالفرق بالقوة الجسدية بينهما مهول.. كان ينظر لها باستسخاف ماكر في خضم محاولاتها اليائسه ليقرر أخيرا أن يرحمها و يرحم نفسه من مناوراتها الفاشلة فيمسك وجهها بين يديه و يطبق على شفتيها بشفتيه بقبلة متطلبة بالمزيد.. حررت شفتيها من قنص شفتيه لتدفع بوجهه بعيدا بيدها و هي تصيح بلهاث متقطع:
- مجنون إنت!! افرض حدا اجا و شافنا.. بدك الناس يقولوا عني قليلة حيا!!
تنهد بسأم قبل ان يقول بمهادنة علها تستجيب لفيض مشاعره:
- ما حدش له عندنا حاجة يا حبيبتي.. يا بت انتي مراتي!!
فغرت فاهها لثانية قبل أن تتفجر ضحكاتها على عبارته الأخيرة.. مسته العدوى ليشاركها الضحك لتقول هي من بين ضحكاتها:
- لاء إوعى.. ترا الجملة هاي وصلتنا بالاردن الله وكيلك.. فما تحاول كاشفيتك أنا.
مرر إبهامه على وجنتها المتوهجة و من ثم ثغرها المبتسم.. نظر لها بنظرات عشق و رغبة عميقة.. أعاد مقعده للخلف و حاوطها برفق و قد تجاهل حديثها الممتعض لينثر قبلاته على صفحة وجهها قبل ان يأخذ الأمر منحنى مهلك.. حاولت الرفض لكن صوت الرغبة بالقرب كان أعلى من صوت التعقل لديه.. فكانت له.. لقرابة النصف ساعة بداخل السيارة في الطريق المقطوع.. لا شيء حولهما يؤنس وحشة ليلهما البهيم سوى أصوات الذئاب البعيدة تطمسها أصوات اللهاث المتعالِ بداخل السيارة.
هندمت ثيابها و استلقت فوق صدره الظاهر من قميصه المفتوح.. شتمته بسرها فهي لم تتخيل يوما أن تكون بهكذا موقف و أن تنحط لهذا المستوى القميء من وجهة نظرها.. لكنها لن تكابر و تقنع نفسها أن لم تهنئ بتلك الدقائق.. رفعت وجهها إليه لتجده يبتسم باستفزاز لأعصابها.. ضربته على صدره مرارا و هي تصرخ به :
- انت واحد ما بتستحي...
أخرجت العديد من الوعيد من فمها ليفقد صبره و يمسك بزندها و قد تحولت نظراته للقتامة.. هزها بعنف من يدها ليرتج جسدها قائلا بصراخ خفيض:
- صوتك ما يعلاش.. و الزبالة اللي بتخرج من بؤك دي امحيها من قاموسك.. بعدين تعالي هنا.. ما كله كان بمزاجك.. و الا يكونش شربتك حاجة أصفرة!!
شهقت و هي تلطم صدرها بيدها الحرة قائلة بحنق:
- مزاجي!! مزاج مين يا ابو مزاج!! انت اللي ضحكت علي و جريتني لفعل فاضح في الطريق العام.
كبح ضحكته بمشقة و هو يلبس قناع الضجر قاذفا إياها من فوق حجره لمقعدها الجانبي مما جعلها تتاوه بألم .. ليضرب الكف بالكف قائلا:
- استغفر الله العظيم.. هو انا كنت غصبتك.. اقسم بالله انك مجنونة.. و بلاش كلمة انتي مراتي ما دامها بتعصبك.. أنا جوزك يا هبلة يا بنت الهبلة!!
رفعت إصبعها بتحذير و نذير:
- تغلطش بأمي.. بعدين ماشي آمنا إنك زوجي.. بس.. يعني.. مش انك تثبت انك زوجي بالسيارة و بالخلا!!
أشاح يده بعدم اكتراث يجيبها:
- أهو اللي حصل بقى.
التمعت عيناه بغتة و هو يتذكر تفاصيل ما حدث منذ برهة قليلة.. استحكمت منه روح المشاكسة من جديد ليقترب منها و أنفاسه تلفح بشرة وجهها قائلا بهمس مثير:
- بس الحق يتقال.. طيرتيلي برج من نافوخي يا حبيبتي.
اشتعل وجهها خجلا و غيظا لتشيح بنظراتها بعيدا و قد أيقنت عقم الحديث معه.. بينما هو بقي يتأملها بخجلها و حنقها و قد عادت جذوة نيران الرغبة بالاشتعال بداخله.. لكنه آثر تأجيل الموضوع كي لا يناله منها تقريع آخر.
في صباح اليوم التالي استفاقت نور على قبلة عميقة لجبينها.. فرقت ما بين أهدابها لتبتسم و هي تتطلع بعينيها الناعسة من أثر النوم إلى زوجها بهندامه المنمق.. اعتدلت بجسدها تسأله:
- رايح عالشغل؟
هز رأسه بنعم قبل أن يبتعد عنها قائلا:
- النهردة كفاح جاية.. ما تتعبيش نفسك في حاجة و ارتاحي.
غاصت من جديد في فراشها الوثير تجيبه بصوت مدفون تحت اللحاف:
- حاضر.. قبل ما تروح من الشغل رنلي اوك.
- تمام.
و خرج لتعود هي لنومها لبضع ساعات أخرى.
---------------------------
استفاقت على صوت حركة في المنزل.. تمطت بجسدها تنفض عنها النعاس.. لتنهض بتثاقل تجر قدميها نحو المرحاض ترشق وجهها ببعض المياه.. ثم خرجت للصالة لتجد كفاح تعمل بجد و جهد.. ابتسمت و هي تلقي عليها الصباح قبل أن تتجاوزها نحو المطبخ بنية إعداد الإفطار.. وجدت الطاولة في المطبخ زاخرة بما لذ و طاب من الطعام.. فخرجت من جديد للصالة تنادي كفاح كي تشاركها الطعام إلا أن كفاح اعتذرت و قسمات وجهها تنضح وهنا و أرقا.. تغضن جبين نور باهتمام و هي تخطو نحوها تمسك بها من ذراعها قائلة بإلحاح:
- ما في أي أعذار.. شكلك تعبانة.. تعالي ارتاحي شوي و خلينا ناكل لقمة سوا.
استكانت كفاح و استجابت لمطلب نور على مضض.. جلست الاثنتان إلى المائدة و نور تشرع بملئ فمها من كل الأصناف.. إلا أن كفاح كانت شاردة.. عيناها غائرتان تقطران حزنا.. ابتلعت نور اللقمة التي بفمها تسأل:
- شو مالك كفاح؟ في شي صاير معك؟
رفعت كفاح بصرها لنور و على حين غرة هاجم سيل من الدموع مقلتيها.. ذرفت و ذرفت بنحيب يتصاعد و نشيج يتعالى.. تصلبت نور لمشهد الالم المتمثل أمامها و قد خانها التعبير هذه المرة.. توترت و هي تتلفت حولها تبحث عن مناديل ورقية لتجدها على منضدة المطبخ فتهرع إليها و تأخذها لكفاح..تطلب أمر تهدأتها جهدا عسيرا.. لكن و بعد قرابة النصف ساعة كانت قد خفتت شهقاتها و انحسرت دموعها.. مسحت نور على ظهرها تحثها على البوح:
- احكيلي كفاح شو صاير معك.. خوفتيني و الله.. حدا من اهلك صايرله شي؟
نفت كفاح بهزة من رأسها لتسأل نور من جديد و بإصرار أكبر:
- لكان شو في؟ احكي.
- أصلي اتطلقت.
ظهر الألم جليا على وجهها و هي تنطق بكلمة الطلاق.. تنهدت قليلا تخفف من اختناق صدرها لتطفق تسرد وجع قلبها:
- بقى بيعايرني عالطالعة و النازلة بشغلي.. و أمه مش راحمة.. كل شوية تناديني بالخدامة و لما تشوفني لابسة حاجة جديدة تتريق و تقولي دي أكيد فضلة الناس اللي بتشتغلي عندهم.. بس مع كل ده و الله كنت مستحملة و ما بفتحش بوءي لحد ما جاه في يوم بيقولي انه غير رأيه.. و انه منظره بقى زبالة قدام صحابه لما عرفوا انه خطيبته بتخدم في البيوت و فوق كده بيقولي انه بكرا اولادنا هايستعروا مني و هو مش عاوز كده.. فرمى اليمين و راح.
أنهت حديثها مثبتة نظرها على نقطة فوق بلاط المطبخ دون حراك.. بينما نور احتلها الصمت.. فالصمت في بعض الأحيان أعظم من ألف قول.. لنصف ساعة لم تتحدث أو تتحرك إحداهما.. ثم أتت الربتة و من بعدها الضمة لتعود فيضانات الدموع تنهمر من جديد لكن هذه المرة من الاثنتين.
أصرت نور على كفاح أن تعود لمنزلها دون أن تكمل عملها لليوم.. أجبرتها أن تعدها بإراحة جسدها و نفض أي أفكار سوداوية عنها لعل الله يحدث أمرا من بعد هذا.. و لعل الخير يتدفق من ثنايا الشر.
في المساء انهمك سراج بالعمل على بعض الملفات في حجرة المكتب في الشقة.. فتحت نور باب المكتب و اتجهت نحوه لتقف قبالته و تضع يدها على المكتب فوق ملفاته.. رفع أنظاره إليها و هو يسترخي بجلسته للخلف مبتسما.. رفعت نفسها قليلا لتجلس فوق المكتب قبالته.. و طفقت تحرك ساقيها المصبوبتان للامام و الخلف و هي تبتسم له قائلة:
- حبيبي.. بعرف انك مشغول.. بس بصراحة في موضوع مهم بدي احكي معك فيه.. أو بالأحرى هو طلب و بتمنى ما تردني.
احتفظ بابتسامته يجيبها بعد أن تكتف:
- أأمريني يا ست الحسن.
مدت يدها تعبث بزر من أزرار قميصه و هي تقول و عيناها مسلطة على ذلك الزر:
- بصراحة بدي تدبر وظيفة بالشركة عندك لوحدة معرفة.. يعني البنت مخلصة جامعة و تخصص مناسب.. و هي بحاجة للشغل هاد.
لم يحتج أن تكرر طلبها أو حتى أن يقلب الأمر بفكره.. فسارع بتلبية طلبها:
- حاضر يا حبيبتي.. مع اني ما بحبش الواسطة بس ما زال من طرفك اعتبري الموضوع تم.
انحنت تمنح وجنته قبلة قوية لتقول بسعادة جلية على صوتها:
- حبيبي الله لا يحرمني منك.. اذا هيك انا بكرا الصبح بحكي مع كفاح و بحكيلها تروحلك على الشركة مشان تشوفلها موقع مناسب.
عقد حاجبيه متعجبا من الإسم المذكور ليترجم تساؤله لكلمات منطوقة:
- هي المعرفة دي تبقى كفاح؟ كفاح اللي بتيجي عندنا تساعد في البيت؟
أومأت نور بتأكيد قائلة:
- أيوة هي حبيبي.. و يا ريت تكرمها بالراتب البنت و الله طيبة و مكافحة و بتستاهل.
أحنى رأسه قليلا و قد بدا التردد بائنا على قسمات وجهه.. همهم قليلا قبل أن يقول:
- طب و احنا هانجيب منين وحدة تساعد في البيت.. انتي كده هاتعمليلنا لبش.
ربتت على كتفه تحثه على الالتزام بموافقته و عدم التردد:
- ما تهكل هم حبيبي.. أنا قادرة إني أشيل البيت لحد ما تلاقي وحدة تساعدني.. عادي يعني ما تعملها قصة بليز.
تنهد باستسلام قائلا:
- خلاص.. اللي تحبيه يا روحي.. مع اني مش عايزلك التعب بس كله بثوابه.
- حبيبي يا ناس.
أطبقت على شفتيها لثانيتين كانها تمهد لقول آخر.. توترت خلجاتها و هي تقول بتلجلج:
- طيب هاي أول موضوع خلصنا منه.
رفع حاجبيه متحدثا:
- اها.. يعني لسة في موضوع تاني كمان.
ابتسمت ابتسامة سخيفة و هي تومئ ليقول بكلمات مبطنة:
- لاء كده حسابك يتقل يا نور.. بس المهم تكوني سدادة.
ظهرت الحيرة على وجهها تستفهم باستهزاء:
- و كيف بالله بدك اسدك جمايلك علي سيدي؟!
اقترب منها لتصبح شفتيه على مقربة شديدية من أذنها اليسار.. ليسرها بعض الكلمات التي أشعلت حمرة الخجل في وجنتيها فتنهره و تدفعه بعيدا:
- و بعدين معك!! انت عن جد ما بتستحي.
أعاد ظهره للخلف و عاد يكتف ساعديه يقول بلؤم:
- و الله ده اللي عندي.. إن كان عاجب.
نفخت بغيظ قبل أن تقول مستسلمة:
- ماشي.. ما بتعمل شي لله انت.
صدحت ضحكاته عالية ترج جدران المكتب لقوتها.. تقدم قليلا بجسده يحبس كفيها بين كفيه ليمسد على بشرة يديها بإبهاميه يحثها على الحديث.. ابتلعت هي ريقها بمشقة و قد غادرها العبث.. الأمر ليس بهين و هناك احتمالية قوية لانفجار صارخ.. كان ما زال مستمرا على حركته الحسية ليديها حين ركزت نظراتها عليه تريد بثه جديتها لتعدل من نبرة صوتها و تكسبها نوعا من الصرامة و هي تقول:
- بتمنى تسمعني للاخر و ما تقاطعني.. و كمان يا ريت تتفهم اللي بدي احكيه و توزنه منيح بعقلك.. ( أخذت نفسا عميقا قبل أن تزفره على مهل لتردف ) الموضوع بيخص اختك روح.
ارتخت أصابعه عن كفيها لكنه حتى اللحظة لم يفلتهما.. استحوذت بذكر اسم اخته على تركيزه الكامل.. توترت بداخلها من عينيه الثاقبتين لكنها لم تظهر الأمر بل أكملت بذات الثقة:
- سراج حبيبي.. أنا بعرف شو اللي كان زمان.. روح حكتلي عن طفولتك انت و اياها كنوع من الفضفضة.. و حكتلي كمان عن مرضها بالقلب.. و بصراحة أنا شايفة انه اللي بتعمله معها غلط.. يمكن انت شايف انه هيك أفضل الها لكن صدقني انت بتظلمها هيك.. اختك تعبانة و مش بس قلبها اللي تعبان لاء نفسيتها تعبانة و مش من جديد.. اللي صار زمان ترك ندوب و جروح عميقة جواتها و هاد لازمه علاج.. صدقني حبيبي العلاج النفسي زيه زي العلاج الجسدي و إن اهملناه..
لم يدعها تكمل وقد أتى الانفجار الذي توقعته.. نفض يديها و استقام واقفا يحدجها بنظرات مشتعلة صائحا بها:
- نووور.. ما تتدخليش بشيء ما يخصكيش.. اختي خط أحمر و أنا الأدرى بمصلحتها.
استقامت بوقفتها هي الأخرى لتقف بمواجهته تجابهه بعند:
- لاء يا سراج.. انت خوفك عليها تحول لمرض.. و هالمرض عم يعميك عن اللي بصالحها.. أنا بدي افهم ليش منعتها من انها تكمل دراسة؟ عشان قلبها! طيب يا سيدي هون بنوصل لنقطة الفصل.. ليش ما تسمحلها تعمل العملية.. العملية صدقني مش هالقد خطيرة و الطب تطور و بتقدر توديها بلاد برا اذا خايف بس ما تتركها هيك.. البنت مش عايشة هيك يا سراج.. البنت سجينة لماضيها و لمرضها و لوحدتها و هالشي و الله بيقصر من عمرها.. خليها تعيش و تفرح و تحس حالها زي البنات.
ثم اقتربت بتوجس حذر تمسد بكفها على صدره تستجديه أن يتفهم:
- حبيبي الواحد ما بيعرف متى منيته.. تعددت الاسباب و الموت واحد.. و الله حكالنا ناخد بالاسباب.. و انت عم تمنعها.. صدقني اللي بتعمله حرام.. انا متفهمة مبرراتك بس و الله بكرا بييجي يوم و راح تندم.
امتقع وجه سراج و قد استحال كظيما.. و في اللحظتين التاليتين لم تجد سوى عبق عطره الذي يملأ المكان و صوت صفق الباب من خلفه.. لتتنهد بيأس قبل أن تغادر حجرة المكتب هي الأخرى تجاه حجرة نومها و قد تيقنت أنه غادر الشقة بأكملها.

noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 12:39 AM   #345

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

لما نفضل نستنى حاجة كتير و نكون وصلنا لاخر نفس فينا عشانها.. لما تيجينا بنبقى زهدنا فيها.. بتبقى ما الهاش نفس الفرحة و لا نفس الطعم اللي كانت هاتكونه لو جت بدري عن كده.

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 12:42 AM   #346

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

بييجي يوم و راح تندم.


بعد هالفصل راح نرجع للنكد و بقوة


كلمة النهاية على حكاية عشق مبتورة.. لم تكتمل في رحم قوي ليجهض دون أسف عليه.
------------------------------



ايه ال بيحصل او حيحصل الله يستر
بعد الدلع وابشقاوة حتقلب غم الطف يارب
ههههههه ولا يهمك معك ف كل الاحوال سلمت اناملك المبدعه


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 06:26 AM   #347

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت الانامل 🌼🌼🌼

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 04:03 AM   #348

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

سراج فعلا لازم يوقف مع نفسه شويه ويفكر بجديه فى موضوع روح

خوفه عليها تحول لمرض انه بيحبسها وفاكر انه كدا بيحميها وهى محتاجه دعمه واهتمامه بطريقة تانية خالص

كفاح احسن حاجه انها اتطلقت من الواطى خطيبها دا ما يستهلهاش ولا المفروض تزعل عليه لحظة
جمال لازم يثبت لسمر فعلا انه بيحبها وان تفكيره فى نور كانت حاجه مختلفه خالص عن حبه ليه

تسلم ايدك ياقمر


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 11:35 AM   #349

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
سراج ونور امضوا بضعة أيام في سعادة
ومن الواضح ان النكد قادم وبقوة. .
سمر وجمال ...علم انة يحبها ولا يريد خسارتها
لكن بعد فوات الأوان ...
فهى تعتقد انة يتلاعب بمشاعرها ...
تسلم ايدك ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 08:32 PM   #350

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
بييجي يوم و راح تندم.


بعد هالفصل راح نرجع للنكد و بقوة


كلمة النهاية على حكاية عشق مبتورة.. لم تكتمل في رحم قوي ليجهض دون أسف عليه.
------------------------------



ايه ال بيحصل او حيحصل الله يستر
بعد الدلع وابشقاوة حتقلب غم الطف يارب
ههههههه ولا يهمك معك ف كل الاحوال سلمت اناملك المبدعه
دي هاتقلب سواد السواد.. معلش انا عندي حساسية من المشاهد السعيدة.. اللية هانبلش الغم و النكد بس دونت ووري هانزبط الامور ان شاء الله


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.