آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-10-19, 08:37 AM
| #42 | ||||
| نجم روايتي  
|  بالنهاية ما في صلاح مطلق و لا شر مطلق.. دائما البريء إلا ما تشوب براءته بعض الشر اللي بيعكرها و الظالم ممكن تلاقي لظلمه سبب أكبر منه.. بالنهاية كلنا عايشين بالمنطقة الرمادية و بتمر علينا أوقات بنضطر نتصرف بغريزة البقاء و الحرية | ||||
|  |
|
14-10-19, 08:46 AM
| #45 | ||||
| نجم روايتي
| ألا يامل عين عن لذيـذ النـوم مشطونـه وجار النوم عن موقه وزاد الويل والوالـي وحياة اللي تخضع له جميع الخلق يرجوني فلا احسب الهوى يذبح لمني شفت انا حالي انا توي عرفـت ان المحبـه زايـد كونـه تسل الروح برموع له المعلـوق ينشالـي نطحني فارع دالع يشوح الريـح بقرونـه مغر يطرق القذله يحسب المطـرق خالـي تذّير يوم لاقيته وضـف الـراس بردونـه تذّير قلت لاتزمل انـا المملـوك يالغالـي غرير غر في زوله وعيني فيـه مفتونـه مغر بالهـوى تـوه غرامـه لاح باقبالـي | ||||
|
| |
|
15-10-19, 07:00 PM
| #49 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الرابع الفصل الرابع: كانت تسير بجوار جدتها بخطوات ثابتة واثقة عكس الفوضى و الضوضاء التي كانت تضج بداخلها.. غص حلقها بألم جراء حبسها دموعها لكنها تأبى سكبها.. هي مشوشة حقاً لا تعلم هل هم أعداء أم أحباء؟ كيف تصنفهم ؟ ببساطة لا تعلم.. شعرت بخطوات راكضة في عقبها لتبتسم ابتسامة باهتة و هي تتوقع كنهة صاحبها..ابن خالها الشهم المغوار، تباطأت خطواتها لتتيح له المجال أن يلتحق بها و قد كان.. وصلها و هو يحمل حقيبة السفر خاصتها بوجه كظيم كأنه يستهجن ما حدث! ( فكرت بتعجب ) أما هي فلم تتعجب فما حدث هو السياق الطبيعي لسيناريوهات الحياة المقيتة. - أنا اسف على اللي حصل تحت. ابتسمت بزاوية فمها ابتسامة أرادتها متهكمة لتكون لعينيه مغوية و هي تقول: - عادي اللي صار كان متوقع و على العكس أنا أحرزت هدف و هدف كبير.. جدتي اللي بدها قربي هاد بالنسبة الي انتصار و الحمدلله. نفض عن رأسه أفكاره التي حادت عن الطريق القويم و هو يتأملها ليلتفت لجدته التي توقفت خطواتها تناظرهم و ابتسامة جذلة تزين وجهها.. ليوجه كلماته التالية لكليتهما بيثهما العزيمة و يؤكد أنه سيكون الدرع الحامي: - أنا عايزك تتأكدي إني في ضهرك و مش هاسمح إنك تسيبي البيت لو مهما كان التمن.. دا بيتك زي ما هو بيتنا و ان شاء الله جدتي مش هاتقصر معاكي و أنا هافضل هنا اسبوع كده لحد ما أتأكد إنه الأمور هديت و بعدها هافضل أزوركوا كل كام يوم كده. أثنت الجدة فتحية على قوله قائلة: - عين العقل يا ولدي.. وجودك دلوقت ضروري و بتي نور ما تخافش عليها أنا هاحطها في حباب عينيا. توسعت ابتسامتها بشدة لتتحول فجأة لضحكات شبه عالية تبين من رنتها أنها متعجبة.. لتخفت رويدا رويدا كما بدأت و هي تقول و آثار الضحك لم تفارق صوتها: - حاسة إنه داخلين حرب و انقسم العرب عربين.. و أنا الأميرة اللي بدكوا تخبوها عن الأعداء ؟ و أي أميرة..كان يتابع ابتسامتها التي تهديها جدتها و هي تستمع لكلماتها المطمئنة.. بسمتها كما الشمس و قد أشرقت فزينت بأشعتها بحور عينيها..هو لم يفقه من قبل كيف هو حال السكارى بنشواهم.. فهل إن ثمل من رؤيا ابتسامتها سيحصد إثمهم؟ قد أيقظ حسنها قلبه من سباته و ما علمه يركع للفاتنات، صدق من قال " قل للتي بلغ النصاب جمالها إن الزكاة عن الجمال تبسم.." انتبه من تأمله الهائم على هزة من يد جدته أيقظته من أحلام سكرته.. حاد بأنظاره إليها مجتهدا يستشف قولها من حركة شفتيها.. فضربات قلبه قد صمت مسامعه لا يصلها سوى صوت النابض و قد بُعث. - مالك يا جمال سهيان اكده ليه.. بقولك يا ابني روح دلوقت جار جدك و ابوك و عمك و ما تهملش البيت اليومين دول واصل كيف ما اتفقنا. لم تدرك منه سوى هزة رأس بالموافقة بينما نور التي وزعت أنظارها بينهما كانت تصارع ألم فقراتها و تهدل جسدها.. فاليوم كان طويل حتى ظنت أنه ما كان ليكون له منتهى، غادرهما جمال بتجهم لتتحسس هي خطوات جدتها و هي تقتادها لغرفتها التي ستقيم بها. أدخلتها جدتها غرفة والدتها فشرعت تجوبها بأنظارها.. هادئة أنثوية و نظيفة.. و قبل أن يتاح لها سبيل السؤال أتتها الإجابة مشبعة بتنهيدة حرقة الفراق: - ما فتهاش واصل.. كل يوم جمعة لازم أدخلها أنضفها و أرجع كل حاجة مطرحها.. كان قلبي يقولي إنها ممكن في يوم ترجع تنورها. أومأت لها نور بتفهم فيبدو أن جدتها لم تفقد أمل العودة.. عودة ابنتها لأرض المنبت لكن هيهات فللقدر كلمته الباترة و لا رادع لها.. لتستفيض الأم الثكلى: - بس قلبي ما كدبش علي.. و ان كانت بتي مش هاتخطيها تاني.. فبتها هي اللي هتنورها بدالها. اقتربت منها نور تبتغي احتضانها و اجتثاث حزنها.. لتستجيب جدتها و توازي اقترابها و هي تهدي ثياب حفيدتها دموعها التي تنعى صغيرتها الراحلة و نهداتها التي تستعذب العلقم المعتق في جوفها و قد أمسى زقوماً جزاء الظالمين.. و هي ظلمت.. ظلمت حينما صمتت و ظلمت حينما أفلتت يد ابنتها تهديها لأنياب الظلام تنهش بها دون رأفة و من وقتها قد ودَعت سكون القلب دون أن تستجديه قربا فهي بكل بساطة لا تستحقه لكن الله الرحيم قد من عليها كما من على يعقوب من قبل بقميص يوسف فتتغلغل رائحة يوسف بداخله لترد له بصره.. و هي كما الحال فحفيدتها أتتها هدية من الله تحمل عبق والدتها و قوتها.. فتعيد لها بصيرتها بعد أن استطال مكوثها في الظلام. - أكثر شخص كانت أمي مشتاقيتله كان إنتِ. ابتعدت قليلا دون قطع وصال القرب تناظرها بمقلتين تفيضان شوقا و أسفاً .. أحاطت نور كتفي جدتها بذراعها لتكملا مسيرهما تجاه السرير فيستقرا فوقه لتبدأ جلسة البوح و النبش في قبور الماضي. - أنا ما وعيت على أمي.. اللي بعرفه إنه صابها سرطان الثدي لما كانت حامل فيي و والدي حاول معها كتير إنها تنزلني مشان تقدر تتعالج لكنها رفضت.. حتى إنه وصلت فيه إنه حاربها فترة و دخَل جدي كمان بس بدون فايدة فرضخ للواقع بالرغم من رفضه و بالنهاية أمي جابتني بالسلامة لكن للأسف المرض كان متمكن من جسمها و ما صمدت أكتر من سنتين مع العلاج. ابتلعت فتحية ريقها بصعوبة و هي تشعر بجوفها كما الصحراء الجافة.. تفكر كيف عانت ابنتها و قاست و تحملت المرض و هو يفتك بجسدها ببطء دون أن تكون هي لجانبها.. تهدهدها.. تواسيها و تشد من أزرها.. ترقرقت عبرات الندم و قد كانت كما نار تلظى تنساب على وجنتيها فتشعر بلسعها: - و أبوكي عمل إيه بعد كده؟ تنهدت نور تنهيدة تحمل ذكرى زمن قد فات قبل أن تبتسم ابتسامة صغيرة كما عادتها حين يأتي ذكر حبيبها: - انتكس و دخل باكتئاب حتى اللي عرفته إنه ضل فترة رافض يمارس شغله لكن بالنهاية قدر يوقف على رجليه مرة تانية مع إنه كان دايما يسرح و بس أسأله بيحكيلي بتذكر أمك.. عمرها ما راحت من باله ضل يحبها لآخر نفس فيه.. فعليا انحنى ضهره بموتها ما كان متوقع الفراق يكون بهالسرعة. عقدت فتحية حاجبيها بحيرة لتسأل أول سؤال جال بفكرها: - يعني ما اتجوزش من بعد سهام؟ هزت نور رأسها بالنفي لتبتسم فتحية ابتسامة ساخرة و هي تقول: - سبحان الله.. اللي رفضوه و كانوا عايزين يدبحوه أهو طلع ابن أصل أكتر منيهم.. بقي عايش على ذكراها لحد ما مات.. حاجة واحدة بس اللي مريحاني.. إن سهام عاشت مع راجل حبها و صانها.. لو كانت فضلت اهنه ربنا العالم كان حالها هايكون ازاي!! استقرت كف نور فوق كف جدتها قائلة بتأكيد: - ما كان ناقصها غير رضاكوا عنها. أشاحت فتحية بوجهها و لم تعد تستطع كبح عبراتها فسقطت كما المحارب المتجاسر على جراحه في معركة شعواء يعلم أنه الخاسر فيها فسقط.. كما دموعها، أمالت نور رأسها تبتغي لقيا العيون لتقول بعد أن أخرجت من حقيبتها حفنة من المحارم الورقية تناولها جدتها: - صدقيني يا جدتي أمي كانت مبسوطة كتير مع والدي و هو حاول بكل جهده و أهله كمان إنهم يعوضوها.. بس مع هيك ما هيكونوا زي حضنكوا.. فرقاكوا كانت غصة بالقلب. انتحبت فتحية بغتة و هي تغطي وجهها بكفيها و هي تردد : - أنا ما أقلش عنيهم بجورهم.. أنا سكت وقت ما كان لازم أصرخ .. كان لازم أوقف بوشهم و احرق الأخضر و اليابس و لا بتي تتجوز ابن حرب..أنا والله ما غضبت منيها بالعكس كنت دايما بدعيلها إنه ربنا يسعدها و يهنيها و تلاقي العوض بجوزها. - و الحمدلله لقته و هلأ هي عند ربها.. و ما هيكون بدها غير تدعيلها بالرحمة هلأ. أومأت لها فتحية و هي تجفف دموعها و قد استحالت عينيها للحمرة الشديدة و قد انتفخت قسمات وجهها من انتحابها، و في تلك اللحظة تناهى لمسامعهم صوت قرع خفيض على باب الغرفة لتستقيم نور ناهضة عن مستقرها و هي تتقدم تجاه الباب فتفتحه لتجد ثلاث فتيات مصطفات كما اصطفاف الطالبات في الطابور المدرسي الصباحي.. ابتلعت ضحكتها لتستبدلها بابتسامة ودودة و هي تفسح عن الباب و تشير لهن إيذاناً بالدخول. - معلش إن كنا هانزعجوكي بس بصراحة مش قادرين نصبر أكتر من كده عشان نتعرف عليكي. اتسعت ابتسامة نور و قد أرادت في تلك اللحظة أن تهجم عليهن تحتضنهن.. المزيد من الحلفاء و الراغبين و هاي هي حبات العقد تنفرط بالتتالي: - أهلين فيكوا.. ما تتخيلوا قديش أنا مبسوطة لإني صرت بينكوا و حابة كتير نصير أخوات مو بس صحبة. اقتربت منهم لتمد الفتاة التي تكلمت حالما دخلوا يدها بغية المصافحة.. لتتجاهل نور يدها الممدودة و تأخذها لأحضانها لتعانقها هي الأخرى و منها انتقلت لعناق الأخريتين.. و بعد وصلة العناق التي أخذت أكثر من حقها أردفت الفتاة الأولى بتعريف: - أني إسمي رحمة بت خالتك أحلام و دول رقية و رؤى بنات خالك مصعب. رفعت نور كلا حاجبيها باستغراب بينما فتحية كانت تناظرهم جميعا بابتسامة راضية.. لتنطق نور بتساؤل قد يبدو وقحا للوهلة الأولى: - أهلين فيكوا حبيباتي.. بس معلش أعذروني على السؤال بنات خالي مصعب.. هو خالي معقول سمحلكوا تيجوا تسلموا علي. نظرت لها رؤى بنظرة ماكرة و اقتربت منها كمن يسرها سراً لتقول بصوت خفيض و هي تبتسم بتآمر: - لأ طبعا أصلا هو ما يعرفش إنه احنا هنا.. بس إحنا أخدنا الأوك من جمال و دلوقت لازم نرجع بلاش ناكل اللي فيه النصيب.. بس بكرا أول ما أبوي و عمي يمشوا هانجيلك جري. قالتها و هي تحتضنها مرة أخرى وسط ضحكات نور على ابنة خالها المشاكسة.. ليأتي دور رقية و التي تظهر من الرزانة ما يدل على الحكمة التي يشوبها الكثير من الحياء لتبادلها الأحضان هي الأخرى و يستلا لخارج الغارفة على وعد باللقاء يوم غد. استبقت نور ابنة خالتها و قد لاحظت علامات التحرج بعد انسحاب الأخريين لتنسحب الجدة هي الأخرى بعد أن اطمأنت على غاليتها نور و ذهبت لتزهب لهم طعام العشاء الذي سيتناوله ثلاثتهم في حجرة نور. - انتي كم عمرك رحمة؟ - تمانية و عشرين سنة.. و انتي؟ قابلتها نور بتربعها فوق الفراش و هي تجيبها بابتسامة لم تغادر محياها: - أربعة و عشرين.. إحكيلي عنك و عن أهل البيت شوي.. حابة أتعرف أكتر عليكوا. أومأت لها رحمة لتطفق مستفيضةً بالسرد و الشرح: - شوفي يا ستي.. هنا عندك جدو عبدالعزيز و جدتي فتحية طبعا عارفاهم.. و عندك خالك سالم متجوز من عمتي زهور و اللي هي تبقى بنت عمه كمان و خلف منها عبدالعزيز و هو بكري العيلة كلها و عنده كمان سمر يمكن شفتيها تحت بس هي ما جاتش شكلها خايفة من أبوها.. أصل سمر جبانة أوي ( قالتها بضحكة خافتة). - ما تلومي عليها الواحد مرات مقاليد حياته ما بتكون بإيده خاصة إحنا الإناث. أومأت لها رحمة بجمود و هي تؤكد حديثها: - فعلا معاكي حق.. الواحدة منينا حياتها دايما مربوطة بالراجل.. سواء أبوها و الا جوزها و الا عمها و مرات بتوصل لاولاد عمها عادي.. تقوليش حياتنا مشاع و كل من هب و دب يحشر نفسه فيها. حكت نور أرنبة أنفها بتوتر و قد استشعرت بنوع من الذبذبات العدائية من رحمة للرجال بعامة و قد تيقنت أنها فسرت كلامها بالخصوص لتصحح لها اعتقادها بما قالته موضحة: - انتي شكلك حاملة و مليانة على الرجال.. عالعموم أنا كان قصدي بالعموم يعني حتى الرجل مرات بيلاقي نفسه مربوط بقيود العيلة و التقاليد و بيضطر يخنع و يقول آمين بالرغم انه مستنكر. هزت رحمة رأسها بلا معنى و هي تبتسم بسخرية لتنفض رأسها و هي تستبدل ابتسامتها بأخرى مرحة قائلة: - المهم خليني أكملك شجرة العيلة.. وصلنا لخالي مصعب.. أهو ده بقى عنده جمال الكبير و محمد و رقية و رؤى اللي شفتيهم من شوية.. و قبل أن تكمل استوقفت نور حديثها متسائلة: - غريب أنا ما شفته محمد هاد تحت.. شكله مو موجود هون؟ رمشت رحمة بأهدابها بتتابع و هي تلعق شفتيها بتشتت و هي تجيبها بتلعثم: - ااا لااا هو أفتكر هييجي بكرا.. يعني هو بيحب يطلع الجبل كده كام يوم بالشهر يغير جو. استشعرت نور توترها لدى ذكر محمد لتبتسم بداخلها مكراً و هي ترسم بذهنها قلب حب يحوي إسمي رحمة و محمد الذي لم تتشرف بمعرفته حتى الآن ( فكرت بتفكه ): - طيب كملي، و مرت خالو مصعب مين بتكون؟ - إسمها سها ربنا يرحمها ماتت و هي بتولد رؤى.. هي مصراوية كان خالي مصعب يعرف أبوها و كان ليه شغل مع شركتنا و حبها و تقدملها مع إن الكل عارض و خاف إنها ما تقدرش على حياة الصعيد إلا إنها فاجأتهم لما تأقلمت بسرعة و حبت الحياة هنا و بعد ما ماتت خالي اعتزل الجواز لإنه ما كانش حابب يجيب مرات أب لاولاده..أنا بصراحة مش فاكراها أوي بس اللي أفتكره إنها كانت بتحب الرسم و دايما تقعد ترسم الطبيعة هنا. أومأت لها نور تحثها على المتابعة لكن كانت جعبة رحمة قد نفذت من التعداد .. لينتبها في تلك اللحظة لفتح الباب برفق و ولوج أحلام و هي تحمل صينية الطعام الممتلئة بالأطعمة فاتجهت نحوها كلا من رحمة و نور ليساعداها في حملها و إسنادها إلى الطاولة الجانبية بعد أن قاموا بإزاحتها لتتوسطهم..انضمت فتحية لهم بعد دقائق ليشرعوا بتناول الطعام و الذي كان لذيذا فوق الوصف بالنسبة لنور. بينما في الطابق السفلي كانت الشياطين تتراقص و تتضاحك بين جمع الرجال.. ينفخون وساوسهم و يلقون بالخشب على نيران صدورهم المتأججة.. مصعب يذرع الصالة بغضب لا يعلم له احتواء و سالم ما زال يرسل سهام نظراته الملتهبة لجمال القابع على مقعد مفرد بكل أريحية و استفزاز.. أما الحاج عبدالعزيز فلم يحيد عن جلسته التي اتخذها من نهاية المواجهة و هذا استدعى بعض القلق لدى جمال الذي نهض عن مقعده متوجها بتوجس نحو جده قبل أن ينحني بهامته و يجثي على ركبتيه متقابلا مع جده يطالعه بتركيز و كفه تستقر فوق فخذ جده و هو يقول: - جدي انت كويس؟ انت ما نطقتش بكلمة من ييجي ساعة!! رفع عبدالعزيز أنظاره الخاوية لابن ابنه دون أدنى ردة فعل مما ضاعف من قلق جمال و قبل أن ينطق بمزيد من التساؤل قاطعه صوت أبيه الجهوري و هو يقول بنبرة تحمل من الغل و السخرية ما ناف عن تحمله: - و عايزه يبقى كيف بعد عملتك المهببة دي!! أنا مش قادر أفهم انت كيف تعمل اكده و تجيبها حدانا بعد ما فطمك عمك عالحكاية و قالك تكرشها. هاج جمال و قد انفلت غضبه من عقاله ليصدح و هو يستقيم و يحرك يديه بعشوائية: - يعني إيه أكرشها!! هاقولهالكوا للمرة العاشرة دي تبقى بنت عمتي يعني لحمي و عرضي.. لااا لحمنا و عرضنا و دمنا كمان و ما ينفعش نسيبها و ما ينفعش أقولها روحي لحال سبيلك يا بنت الناس.. لإنه بكل بساطة هي بنتنا حتى لو فضلتوا تنكروا ده ليوم الدين خصوصا انه دلوقت مش فاضلها غيرنا. تنهد بتعب و قلة حيلة و هو يمسح وجهه براحة يده قبل أن يردف: - انتوا شفتوا جدتي قالت إيه .. و انتوا عارفين انه صحتها مش مستحملة زعل و أنا فاهم انتوا قلقانين من إيه.. قلقانين هاتقولوا إيه للناس و خايفين من عيلة حرب لما تعرف.. ليقاطعه سالم هذه المرة و هو يصيح بتكبر: - مش احنا اللي نخاف يا ولد أخوي.. لكن العبرة إنه الناس هاتعرف المستخبي و راسنا هايبقى في الطين. ليعقب والده على كلام أخيه قائلا بتهكم و استصغار: - حلها بقى يا فهيم.. هانقول للناس إيه؟ هانقولهم بتنا سهام طفشت مع عشيقها و تجوزته و ما عملتش حساب لأهلها؟!! هز جمال رأسه نفيا و هو يحاول أن يبث كلماته أقصى درجات التعقل و ضبط النفس: - لاء.. زي ما كدبتوا زمان تكدبوا دلوقت.. ليهدر به سالم و هو يحاول الانقضاض عليه لتمنعه قبضة أخيه الرادعة التي تشبثت بثوبه: - إتحشم يا ولد.. مش ناقص غير العيال تيجي تقولنا كدابين. رفع جمال كلا يديه باستسلام و اعتذار و هو يبرر: - إهدا يا عمي أنا ما كانش قصدي.. اللي قصدته إنه نلف الحكاية و نقول إنه إحنا ما هانش علينا بنتنا تتجوز عشان التار من غير ما يكون ليها حقوق و بنفس الوقت ما كناش عايزين سلسال الدم يفضل ملفوف على رقابينا فجوزناها راجل شفنا فيه الصفات الزينة و خصوصا إنه من بلد تانية يعني بنتنا هاتكون بعيدة عن هنا فما فيش خطر عليها و ما حدش هايعرف.. و قلنا اللي قلناه عشان نعمي العين عنيها. - برضك هانطلع كدابين.. الناس هاتقول كدبوا و خليوا بكلمتهم اللي ادوها لعيلة حرب. كانت تلك كلمات سالم المتجهم.. ليجيبه جمال بحنكة: - عارف بس هايكون ليكوا العذر.. الضنا غالي و كل الناس كانت عارفة محبة عمتي سهام في قلب جدي كانت ازاي.. فهايدوله العذر و يقولوا كان عايز يحمي بنته بدل ما يرميها بحفرة ما الهاش قرار.. و التار مع عيلة حرب ما هو كان ممكن يرجع بعد ما قلتوا انه عمتي سهام ماتت لكن سبحان الله.. جاسر حرب نزل انتخابات مجلس الشعب و هو فض سيرة التار كلها عشان ما يحصلهوش لبش و من وقتها أهو دخل المجلس ييجي أربع مرات. كوَر مصعب قبضته بغضب مقتربا من إبنه و هو يتحدث بفحيح كما الأفعى: - و لو الناس عذرونا عيلة حرب مش هاتعذر.. مش هايسيبونا بحالنا بعد ما ضحكنا عليهم و يمكن يرجعوا موضوع التار و كل ده عشان بت سهام.. احنا مالنا و مال بت سهام ما تولع و الا تموت و تندفن جنب قبر أمها!!! احتقنت حدقتي جمال و استحال وجهه للسواد و هو يتقدم من والده بغيظ ينهره: - شششششش وطي صوتك بلاش نور تسمع كلامك ده. ليصيح مصعب بهياج ناف عن حده: - ما تسمع إياكش تحس بالمصيبة اللي جابتهالنا. ليوازي جمال هياجه بهياج أعتى منه و هو يهدر بأبيه متناسيا أدب الحديث في فورة غضبه: - هايحصل إيه يعني؟!! اللي خلاهم ينسوا التار زمان هيخليهم ينسوه دلوقتي.. جاسر حرب لسة من رجال السياسة حتى لو خرج من المجلس و ينفعش يغبر على سمعته.. وكلوها انتوا بس لله و اعرفوا انه ده أفضل حل و اللي عنده حل تاني يتفضل. كان مصعب يطالع ابنه بسخط و يتسائل بداخله لما لا يشبهه في الطباع.. قد امتص جل طباع أمه و قلبها الحنون و هذا ليس من شيم الرجال بنظره.. لينهي المشهد الملتهب بأن يبصق على الأرض قبل أن يحدج أبنه بنظرة نارية و يخرج من الصالة بل من المنزل بأكمله بخطوات ثائرة ليتبقى جمال و عبدالعزيز الذي كان يتابع ما يجري بنفس نظرات الخواء بينما سالم كان قد جلس على أحد المقاعد رافعا رأسه للسماء متنهدا بسقم.. ليتحدث عبدالعزيز بعد فترة صمت قد طالت و أزف انقطاعها: - سبحان الله فعلا اللي قال حبل الكدب مهما طال له آخر ما كدبش..( ثم ابتسم ابتسامة جانبية هازئة ) و مبارح كان لينا لكن اليوم ليكوا يا ولد ولدي ما فاضلش بالعمر قد اللي راح..( ليضرب بعصاه الأرض ضربة كادت تتكسر لها الرخامة التي استقبلت ضربته ) بس اللي هيبقى هو السيرة الزينة و اللي هاتتوسخ لو عملنا اللي بتقوله.. من يومها عيلة التهامي راسها مرفوع و حتى باللي عملته سهام زمان ما نزلناش راسنا لكن دلوقت عايزنا ندفسه بالطين و بايدينا؟!! مش هايحصل يا ولدي فيا تشوفلك حل تاني يا تخليها ترجع من مطرح ما جات و ام سالم انا هاعرف دبارها زين لو عارضتني. -------------------------------------------------- كان قد وصلهم صوت مصعب بكلماته التي تقطر سماً.. لتنظر لجدتها تطمئنها و عبرة تعلقت بطرف عينها دون أن تنسال.. لتتدخل رحمة و هي تفتعل مواضيع شتى و تستمر بوصلة التحقيق مع نور عن حياتها السابقة فتلهيها عما سمعت و ما وقع منه أثرا في نفسها. -------------------------------------------------- جلس بفتور في حجرة نومه بعد أن قال كلمته الأخيرة و غادر.. لا أحد يعلم بالجحيم التي تستعر بداخله.. هو كان مجبر كما الآن.. بحكم التقاليد و العادات و الأعراف التي لا حل له منها هو مجبر.. تنهد يزفر هموم السنون مع أنفاسه إلا انها تأبى الرحيل فتستقر بحلقه كما الغصة التي رافقته لثمان و عشرون سنة كريتة مضت.. نهض عن مقعده و خطى نحو دولاب الملابس فيفتحه ليرفع يده بمفتاح صغير يفتح به الخزنة القابعة بالجهة العليا اليمنى من الخزانه.. فتح الخزنة و أخرج من تحت صف الملفات المحفوظة بداخل الخزنة صورة.. ترك الخزنة مفتوحة و توجه نحو المقعد ليجلس إليه مرة أخرى و هو يناظر الصورة بشرود و حنين.. سهام آخر و أجمل رزقه من الأبناء.. من فاض لها القلب بحبه و بذل لها من الدلال ما استطاع.. حسب أن تجعل اعتبارا لحبه و حرقته.. أن تعذر و تعلم أنه ما كان الا مجبر فتذعن كما اعتاد من نسائه لكنها ثارت عليه و اتهمته بالظلم و إن كتمت اتهامها قهراً.. هل ظلمها؟ القلب يجرِم و العقل ينقض التهمة بالنهاية كما قالت ابنتها قد ضاع الحق بينهما لا يتبينه سوى الله، و لدى خاطر ابنتها تنهد مرة أخرى بجهد.. لا تشبهها.. لا تشبه ابنته بالخلقة بل تشبه والدها بزرقة عينيها و بشرتها الحليبية.. امتقع وجهه ليضحي أكثر تجعدا و هو يتذكر أمجد ذاك الشاب الذي قصده يوما يطلب يد ابنته.. لا هو لم يطلب بل توسل.. عيناه كانتا تنطقان بعشقه و نبرة صوته و كلماته اللحوحة قد استتر خلفها ما فاض من الجوى.. قد تأكد حين قابله أن هناك قصة حب بينهما و كم أجج الأمر من حنقه.. ربما كانت تلك المقابلة هي السبب في النيران التي اندلعت في بيته يومها.. قد قرر قبلها أن يستجدي الموافقة من ابنته بحنانه المعهود عليها و تأكيده أنه سيكون دوما سندا لها.. أن يطلب منها تحكيم عقلها و ضميرها كي تقبل بزواجها من ابن حرب و أن لا تصغر كلمة والدها بين الخلائق.. كان سيعطيها الخيار الكاذب.. نعم كان سيخيرها و بداخله يعلم أنها لو اختارت الرفض سيضطر مكرها إجبارها، لكن ذاك الأمجد هو من أفسد كل شيء.. خدع صغيرته و حرضها على الهرب منتزعا إياها من عباءته.. تباً له فليتلظى بالجحيم إن كان مصيره فهو لن يسامح. أغلقت الباب بالقفل بعد مغادرة جدتها التي ألحت لوقت ليس بقصير على مجاورتها النوم.. لكن نور أصرت عليها أن تذهب لجدها فقد بدا لها خلال المواجهة في حال عصيب.. تنهدت بتعب قبل أن تفتح حقيبة سفرها التي أدخلها للحجرة جمال مشكورا و تخرج منها رداء نوم خفيف يتناسب مع الحر الذي يطوق الأجواء بالاضافة لغياراتها الداخلية قبل أن تدلف بتثاقل نحو المرحاض تبتغي الاستحمام. خرجت من المرحاض و قد أتمت استحمامها و ارتدت منامتها بداخله استعدادا للنوم.. لا زالت تشعر بالغربة و عقلها يستنكر عليها استبدال ثيابها بالغرفة حتى مع اغلاقها للباب بالقفل.. ارتمت على السرير و هي تعبث بمحتويات حقيبة اليد خاصتها لتخرج منها هاتفها المقفل و شريحة جديدة قامت بإدخالها لداخل الهاتف قبل أن تبدأ بتهيئته ليستقبل خط الاتصال الخاص بأحد شركات الاتصال المصرية.. و حالما أصبح بإمكانها إجراء المكالمات بدأت جولتها التطمينية ابتداء بعمها أحمد و انعطافا لعمها نزار و وصولا لصديقتها بيان و التي قصت عليها ما حدث بالتفاصيل المملة بعكس ما تحدثت به لنزار و أحمد اللذان أخبرتهما بكل هدوء أن الأمور رائقة و أن أهلها قد استقبلوها بحفاوة.. كذبت نعم.. لكنها إن أخبرتهم بحقيقة الأمر.... تعلمون ما سيحدث!! لتنتهي ليلتها السرمدية و هي تودع أضغاث اليقظة لتستقبل نعيم السبات. في الصباح التالي داعبت صفحة وجهها أشعة الشمس المتسللة من بين ستائر نافذة الغرفة التي ترقد بها كأنما ترجوها الكشف عن الياقوت الأزرق بعينيها.. تململت قليلا قبل أن تفتح عينيها بوهن و صداع عاصف يكاد يفتك بجمجمتها.. نهضت بجذعها العلوي تستند بظهرها على ظهر السرير تفرك وجهها و فروة رأسها بيديها علَها تخفف من ألمه.. تنهدت بسأم قبل أن تنفض الفراش عن جسدها و تنهض بخطوات متثاقلة لتدلف للمرحاض و تغسل وجهها و تتوضأ، عادت للغرفة لترتدي إسدال صلاتها بعد ان أخرجته من حقيبتها التي لم تنقل محتواها للدولاب حتى الآن و شرعت تؤدي فريضة الفجر و قد فاتها موعد أداءها في وقتها لغيابها في نعاسها لشدة انهاكها.. سلَمت من صلاتها و أزالت الإسدال عن جسدها لتتجه نحو التسريحة الموضوعة بالحجرة فتشرع بتسريح شعرها و وضع القليل من خافي العيوب تحت عينيها بغية إخفاء إرهاق يوم الأمس الذي بدا واضحا على وجهها ثم القليل من اللون الوردي على شفتيها، اختارت ثوبا باللون العنابي و زينته بحجاب أبيض يماثل بياض بشرتها و ختمت طلتها و هي تنحني فترتدي حذاء متوسط الكعب و من ثم استقامت بجسدها لتحث الخطى خارج غرفتها بعزم.. فكما قيل ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ). هبطت درجات السلم الذي يوصل الطابقين الأول و الثاني دون أن تلحظ أي أحد من البشر المقيمين بالمنزل.. تجرأت و قد بدء الفضول يتلاعب بحواسها لتنعطف نحو أول باب موصد تقترب بأذنها منه ترهف سمعها علها تلتقط صوتا أو لا فتتجرأ و تفتحه.. سمعت أصوات قرع الأواني و قد انبثقت بعض الروائح الشهية من الفسحة أسفل الباب لتدغدغ معدتها فأيقنت انه المطبخ، دقت الباب دقتين قبل أن تفتحه بأريحية لتجد تلك الفتاة الصغيرة التي استقبلتها و جمال بالأمس فور وصولهما تغوص في بحر من الأطباق و أواني الطهي و هي تتحرك بوتيرة سريعة قطبت لها حاجبيها بانبهار و تعجب.. ابتسمت بود قبل أن تتنحنح لتلفت انتباه الغارقة حتى كتفيها بأعمال المطبخ لتنتبه و تلتفت فتشهق و تصيح بترحاب مبالغ به: - يا مرحب يا هانم.. ده المطبخ نور بوجودك.. اتفضلي كنتي عايزة حاجة اعملهالك؟ اقتربت منها نور و هي على نفس ابتسامتها لتمد يدها إليها بمصافحة ودية قبل أن تدور عينيها بأرجاء المكان تستكشف جوانبه و مقتنياته.. أعادت بصرها للفتاة التي كانت تطالعها بحيرة و ترقب لتقول: - انتي شو اسمك يا حلوة؟ ابتسمت الفتاة باتساع و هو تجيبها : - خدامتك حسنية يا ستي. جعدت نور أنفها و هي تبتسم ابتسامة استنكار لتقول لها و هي تربت على كتفها: - أولا تحكيش خدامتك مرة تانية هاي الكلمة بتستفزني.. ثانيا أنا مش ستك و لا سبعتك.. إسمي نور فبتناديني بإسمي غير هيك راح أزعل منك.. مااشي!! بدت لها كمن تفكر برد مناسب لما ألقته على مسامعها من تعبير وجهها الحائر.. لتنطق أخيرا بتوجس: - بس اخاف الحجة الكبيرة تزع.. لم تمهلها إنهاء التعبير عن مخاوفها بل قاطعتها قائلة: - الحجة الكبيرة مش هاتعارض و بعدين كل واحد حر بحاله.. و انا بحكيلك ما بدي هالرسميات يا قمر. - حاضر يا ... يا نور هانم. تأففت نور و هي تصيح بحدة طفيفة: - برضه؟ استسمحتها حسنية و هي تربت على صدرها: - معلش بس ده أخري. لتقهقه نور على ظرافة و براءة تلك الفتاة المرحة.. استعادت هدوء تعبيرات وجهها و هي تتساءل: - خبريني متى أهل البيت بيصحوا من النوم؟ - الست الكبيرة بتصحى من الفجر بس بترجع تريح شوية عشان الدوا اللي بتاخده لحد ما يجهز الفطار و سيدي الحاج بيخرج بعد الفجر على الأراضي يشقر عليها و بيرجع وقت الفطار و الباقي لسة نايمين. أومأت لها نور بتفهم لتقول بتهذيب: - طب أنا حابة أشرب نسكافيه ممكن تدليني على المكونات وين ألاقيها! حركت حسنية كلا كفيها بعد أن رفعتهما برفض قبل أن تتحرك مسرعة في المطبخ: - أبدا و الله ما يصوحش.. أني هاعملهولك و اجيبهولك مطرح ما انتي عايزة. - طيب حبيبتي أنا راح أطلع برا على الحديقة. - تمام يا ست هانم. رفعت نور عينيها للأعلى بيأس فبعض البشر يكون تغيير ما بداخلهم أصعب من إزاحة الجبال لتخطو مغادرةً مساحة المطبخ متوجهة نحو الخارج حيث الحديقة التي تحيط بالمنزل أو القصر بالأحرى ناشدةً الاسترخاء و التنعم بالطبيعة الخلابة. جلست في الحديقة على مقعد مصنوع من القش تحيطه عدة مقاعد و تتوسطهم طاولة يشتركون جميعا بالصنع..تنفست بعمق تعب من الهواء العليل و الأنسام المعبقة برائحة الشجر لداخل صدرها لتشعر بنفسها أخف وزناً و أهون هماً، قاطع خلوتها وسيم العائلة ابن خالها "المغوار كما تطلق عليه بنفسها" و هو يتقدم نحوها بخطوات وئيدة و ابتسامة جذلى تزين محياه: - صباح الخير.. إيه صاحية بدري أوي! قالها و هو يتخذ مقعده مواجهاً لها ليمتع ناظريه بكامل هيئتها المبهجة.. ارتسمت ابتسامة رائقة على شفتيها و هي تجيبه بود لم تصطنعه: - أولا صباح الورد.. تانيا أنا متعودة أصحى بكير كتير من زمان. - و أنا كمان.. بحس لو اتأخرت بالنوم هاخسر كل يومي. هزت رأسها باتفاق و هي تؤكد على كلامه: - فعلا زي ما حكيت البركة بتروح من اليوم كله. قاطع حديثهما حسنية التي أتت بكوب النسكافيه الخاص بنور و فنجان القهوة لجمال.. أسندتهما للطاولها أمامهما و هرولت عائدة للمطبخ لإتمام تحضير وجبة الإفطار، ارتشف جمال القليل من فنجانه و هو يركز أنظاره على القابعة أمامه تتأمل الخضرة المحيطة بهم: - أبهرتيني. عادت بتركيزها إليه لتقطب حاجبيها بحيرة من كلمته المبهمة ليبتسم لها بعبث قائلاً يجلي حيرتها: - مبارح أبهرتيني وقت ما وقفتي بكل قوتك قدامهم.. توقعت تعيطي تنهاري أو حتى تهربي.. بس ما حصلش.. فأبهرتيني. قال كلمته الاخيرة و هو يبسط كفيه و عيناه لا تحيد عن وجهها المنير.. لتزايد هي على إطرائه بقولها: - بالعكس انت اللي أبهرتني بثباتك.. كنت خايفة بأي لحظة تقلب علي و تختار الصف التاني ( لتصمت لثانيتين و هي تبتسم قبل تقول بمنطق) و بالنسبة إلي ما كان بيزبط إني أكون ضعيفة أو حتى استسلم بسهولة.. اللي صار مبارح كان أول المعارك بحرب بتمنى من كل قلبي إنها ما تطول. - بإذن الله مش هاتطول و أنا قولتلك إني هاكون دايما في ضهرك وقت ما تحتاجيني. استمرت جلستهم الودية قرابة النصف ساعة و دارت حواراتها حول تعارف الطرفين.. تعارف تأخر وصوله بالفعل.. لم يفيقا على زوج الأعين المتحسرة المقهورة و التي كانت تتابع هذا المشهد من عليْ من شرفة غرفتها على الخصوص.. هبطت دمعتين سخيتين من كل عين و لسخائهما استدرجا خلفهما العديد من أخواتهما، هذا المشهد لم يكن لها يوما بالرغم من أنها تمنته بكل جوارحها.. أن يجالسها و يحاورها و يبتسم ابتسامته الساحرة لها وحدها دون غيرها، مسحت دموعها بوهن و هي تبتعد عن الشرفة و ورود أمنياتها و أحلامها الوردية قد بدأت تذبل شيئا فشيئا. | ||||
|
| |
|
15-10-19, 11:12 PM
| #50 | ||||
| نجم روايتي
| هو لم يفقه من قبل كيف هو حال السكارى بنشواهم.. فهل إن ثمل من رؤيا ابتسامتها سيحصد إثمهم؟ قد أيقظ حسنها قلبه من سباته و ما علمه يركع للفاتنات، صدق من قال " قل للتي بلغ النصاب جمالها إن الزكاة عن الجمال تبسم.." | ||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
29Likes
العرض العادي
