آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-10-19, 10:09 PM | #1 | ||||||||||
| تحديث الصفحة صولات وجولات: رحلتي من الإلحاد إلى اليقين (2) بسم الله الرحمن الرحيم منذ نعومة أظافري كان أبي دائمًا يحب بيتًا من الشعر، فكان وهو يتجول في أنحاء المنزل يغنّيه بشتى الألحان والمقامات، ويطبقه على بعض البحور، فتارةً يعدّل فيه ويزخرف، كان البيت " وخلدت إلى برشي وعلمي أنه نعشي"، كان يقول لي: لك مني ما تريده إن قلتَ لي ما هو معنى "برشي"، كنت أقول إن كان نعشي هو كفن الموت، ووجود كلمة "خلدتُ" في الجملة، فإن المعنى بلا شك هو ساحة المعركة، فكان يقول لي خطأ ويكرّ عليّ بالخطأ. بعد فترة من الزمن قال لي: إن بُرشي تعني "فراش السجن"، وإن البيتَ هذا يحمل الكثير من المعاني والتأويلات، فمنها أن السجين عندما ينام في السجن، يعلم أن أيامه في السجن هي بوابته نحو الجنة وهي حجته أمام الله، ومن التأويلات أيضًا أن فظاعة ما يقاسيه السجناء من التعذيب في النهاري، ترتدّ عليهم عندما ينامون في ليل السجون الموحش، فتستوي في أنظارهم الحياة والموت. لم يدخل أبي الجامعة غير أنه كان دائمًا كثير المعلومات حافلًا بها، فكان يتحداني بها أنا وإخوتي، والمكافأة كانت مغرية!، ساعةُ سهرٍ زيادة على التلفاز. كان والداي يحرصان وبشدة على أن أفهم ما أتعلم، وأن أفكر في كل ما حولي، وهذا ما جالَ في ذهني حين سمعتُ تأويلات بيت الشعر الشهير لأبي " وخلدت إلى برشي وعلمي أنه نعشي". كنتُ أقول كيف يستوي الموت والحياة في شخص، لماذا نملك ذات الدماغ غيرَ أن الفارق في النتائج عظيم وكبير، نحن نتحدث عن فارق موت وحياة، كنت أتجاهل هذه الومضات الفكرية وأستمرّ في يومي كالعادة، ومن المواقف التي أذكرها مثلًا، أحضرت والدتي نوعين من الحلويات وخبّأتهما في يديها خلف ظهرها، وقالت لي ولأخي أن نختار كل واحدٍ يد فيأخذ ما فيها، بعد ذلك تساءلتُ أنا لماذا أنا اخترتُ أنا هذه اليد وأخي تلك اليد، كانت كل الظروف واحدة في كلينا، ونحن لدينا دماغان بشريان، لماذا اختلفت النتائج؟ تجاهلتُ كالعادة واستمررتُ في الطريق. مضت السنون حتى وصلت إلى مرحلة من الإدراك، كنت أحب قراءة المقالات والكتب خارج الأطر المنهجية، وكانت من عادات عائلتي الصيفية أننا ننام على سطح المنزل في ليالي الصيف، فكان النسيم رائعًا في كل ليلة والنجوم في السماء والقرية هادئة، وكانت حقًا من أجمل الأيام. كان ينامُ أهلي وأنا أنظر لأقرب نجمتين بعضهما وأقول، هل حقًا أن المسافة بينهما تساوي آلاف بل مئات آلاف السنين الضوئية؟ والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة كاملة إذ إن الضوء يستطيع أن يلفّ الكرة الأرضية سبع مراتٍ في ثانية واحدة!!!!، كنت أتعجب كثيرًا وأقول إن كان الأمر هكذا بين هاتين النجمتين، فكيف بالمسافة بين تلك النجمة أقصى اليمين وتلك أقص اليسار؟!، ولماذا وجدت النجمة هذه وكيف تكونت غازاتها، ومن أي مادة استقت غازاتها، وهل تفنى غازاتها نتيجة الانفجارات؟ إن كانت تفنى فمن أين تحضر غازات تكفيها مليارات السنين لتفنى وتتحول للـعملاق الاحمر ثم تتحول لثقب أسود في النهاية؟ عجيب! ومع البلوغ والكبر والنبوغ، اعتدتُ المضيّ في الشوارع بين الزحام، فأسأل نفسي كيف أنني غريب بينهم، هل كل منهم لديه مركزية معينة يرى الناس من حوله؟ أم هل أنهم كلهم كذب وأنا الوحيد في هذا العالم، وكلهم كذب تعني هل أنهم جميعًا يفكرون كما أفكر ويشعرون كما أشعر! غريب والله! لاحقًا علمتُ أن هذا يعني "اضطراب الآنية"، إذ كانت تراودني أفكار بأن الناس ما دمت لا أراهم فإنهم غير موجودن، وإنهم موجودن فقط في وجودي معهم، والحمد لله أن الأمر لم يتحول لوسواس فقضيت عليه بسرعة. كنت أسأل عن كل شيء حولي، وأحاول أن أفهم بواطن الأمور، فكنتُ أسأل لماذا نعيشُ إذا كنا سنموت في النهاية، ولماذا سنموت، إننا مجموعة من الخلايا التي تجري في عملها اليومي المعتاد، لماذا قد تتوقف بعض هذه الخلايا عن العمل؟ أليس للأمر حل، يعني أليس للموت حل؟ .. من أين أتينا وإلى أين نذهب.. استمرّ الأمر بيني وبين أسئلتي في جرّ ودفع، وكنت أحيانًا أسأل أصدقائي إن كان يخطر على بالهم تلك الأسئلة فيقولون لا، فكنت أظنهم مساكين.. كان الواقع في نظري، أنهم لا يعلمون ما هي الحياة المجردة، وكيف هي خلف الستار الاجتماعي، وكنت أتعجب كيف أن الطباع والاجتماع سيطر على البشر، استمرّ هذا حتى تعرفت على مصطلح "الملحد". . | ||||||||||
19-06-20, 10:51 PM | #2 | ||||||||||
مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت
| تشوقت لقراءة القادم دمتم بكامل الود | ||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|