آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          375-فتاة لعوب- كاي سميث-مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          374 - حورية الغابة - ديبورا هوبر - م.د ( اعادة تحميل وتصوير بعض الصفحا)** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          373 - العش الدامي - ليندا بوشستر - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          371-بركان الحب -فران ريتشاردسن-مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          370 - لهيب الحب - باربارا بيكر - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-19, 06:55 AM   #1101

S.Raa
 
الصورة الرمزية S.Raa

? العضوٌ??? » 456097
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » S.Raa is on a distinguished road
افتراضي


مش عارفة أفرح إنهم اتجمعوا تاني ولا أتقهر على الحال اللي بيتقابلوا عليه
غرباء حد الحذر وتلمس طريق القرب
قريبين حد تلاصق القلوب وامتزاج الأرواح
لورين اللي فقدت كل طاقتها وقوتها وكل تجلدها اللي سلحت نفسها بيه من يوم ما اتسرقت من أهلها
ومقدرتش تخبط على بابهم ولا كانت قادرة تمسك ايد اختها اللي بتحضنها خايفة تنفصل عنها تاني
فرح اللي حتى توأمتها مقدرتش تخرجها من الحال اللي وصلته لكن ترنيمة أمهم على صوت لورين عملت المعجزة
مرح وطبعها الحذر خوف من القرب اللي بيتبعه بعد موجع
ويجمع كل ده أيوب اللي قلبه هينفجر من فرط المشاعر والحمامات التلاتة حواليه تاني
قدامه في حضن بعض مش فاضل غير النسر
جمعهم بعد طول حرقة قلب وقرب فقدان العقل من وجع فراقهم وذنب التسبب فيه
هيحقق وصية نسرين ويجمع بناتهم تاني
مشاعر كتييير قوي في المشهد ده مش قادرة ولا عارفة أعبر عنها وكنت فاكرة إني هعلق بكلام كتير عن لقائهم المنتظر 😅....


S.Raa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 11:19 AM   #1102

دنيا دودى

? العضوٌ??? » 406433
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » دنيا دودى is on a distinguished road
افتراضي

سبنتي يا ضنايا عااااااااااااااااااا... لورين عااااااااااااااااهييييييي ييييييييييييييييين .

دنيا دودى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 05:42 PM   #1103

bella vida
 
الصورة الرمزية bella vida

? العضوٌ??? » 336887
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 404
?  نُقآطِيْ » bella vida is on a distinguished road
افتراضي

waiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiting

bella vida غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 06:12 PM   #1104

Heba hamed2111

? العضوٌ??? » 456155
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » Heba hamed2111 is on a distinguished road
افتراضي شظايا القلوب

انا في انتظاااااارك
حد يخبئ سبنتي يا ولاااااد


Heba hamed2111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 06:15 PM   #1105

aber alhya
 
الصورة الرمزية aber alhya

? العضوٌ??? » 456141
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » aber alhya is on a distinguished road
افتراضي

فى انتظار.الفصل

aber alhya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 06:17 PM   #1106

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

مستنيييييييييييييين

اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 06:29 PM   #1107

روياتى

? العضوٌ??? » 419335
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » روياتى is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييل حضووووور

روياتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 06:54 PM   #1108

S.Raa
 
الصورة الرمزية S.Raa

? العضوٌ??? » 456097
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » S.Raa is on a distinguished road
افتراضي

طلب سَبنتي من راشد يحضنها عشان في الوقت ده عايزة تحس بحبه هو والأمان في حضنه هو
عايزة تحس بده وهي عارفة إنه أبوها بجد مش بس بيعوضها عن وجود الأب
عايزة تحس إن كل المشاعر والحنان اللي مغرقها فيه ده مشاعر أبوته ليها مش تعاطف ولا بيغطي مكان صاحبه سابه ومهتمش اتخلى عن مين ووجع مين
إنها أخيراً في حضن أبيها اللي متأكدة من حبه ليها مش مجرد بيأدي واجب وخلاص
تحس إنها مش يتيمة وإنها بقت زي بنات عمها وزمايلها عندها أب بجد موجود طول الوقت عشانها مستعد يحرق العالم كله فدا ضفرها
لا راشد اتغير ولا سَبنتي اتغيرت هي بس شافت الأمور من زاوية طول عمرها بتتمناها
وجعت قلبي قوي وهي بتطلب منه
والهلع اللي حسه راشد كان نظيره في قلبي عليها 💔

على ما الهلع الجديد ينزل


S.Raa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 07:21 PM   #1109

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله سمعت ان الفصل ضخم نزل ولا ايه ياجدعان يانورررر انا قلبي بيدق بسرعة ارجوكي محتاجة الجرعة

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 07:23 PM   #1110

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile21

الفصل التاسع عشر شظايا القلوب

كنتَ ترتشف دماء قلبي ، و تسعد برقص دموعي ، حافية فقيرة على اعتاب قلبك ..
كان رجائي الوحيد منك رحمة ... وعزائي الصبر ..
كنت اجري خلف اللاشيء ، وانت تطمع في جسد نحيل ..
تلتهم فيه السكرات الاخير ة ...
قبيل الفراق ، كسرت تلك الابر المسكنة و ابصرت حقيقة الخدعة الازلية أن ارضي لي ؛كيفَ! وأنا اراها تدنس كلّ يوم بحجة التاريخ و الاثر العتيق ...

#نبال_مناصرة

...........................................


دخل راشد بعاصفة دون أن يمنح حتى صباح معتاد للموظفين اللذين يتراصون على مكاتبهم في الطريق الطويل نحو مكتبه...
أمر مديرة مكتبة باقتضاب "لا أريد رؤية أحد مهما كانت صفته!"
لم يمهلها الرد وهو يلج إلى غرفته صافقاً الباب بحدة...
طالباً رقماً لشخص كانت تربطه بهم علاقة عائلية وعملية وثيقة في الماضي قبل أن يدمر النذل كل شيء!
دقيقة اثنتان كان يجيبه الصوت الخشن والجاف بصلف، إذ يبدو أنه هو الآخر يحفظ رقمه للطوارئ كما يفعل هو "ماذا تريد يا ابن الراوي؟!"
لم يشرح راشد نفسه أو يتمهل وهو يجيبه مباشرة بنفس الصفاقة "ابنتك... ترسل في طلبها اليوم قبل غد... أو سأكون مجبراً على أن أُرحلها بنفسي!"
قال صادق الأمير ببرود "عن أية ابنة تتحدث... وما دخلك بأمور عائلتي على أي حال؟!"
قال راشد بجمود "لا تحاول أن تلعب معي، أنت تعلم ماذا أقصد... وإن كنت نسيت دعني أذكرك جوان الصغيرة التي أنقذتها أنا من بين يديك مؤمن حياتها من والد وغد مثلك!"
أنفاسه الغاضبة النارية كانت تصله عبر الهاتف واضحة وهو يقول "الزم حدودك... غرورك هذا ينتهي داخل حدودي!"
قال راشد من بين أسنانه "ابنتك هنا منذ عام ونصف تحوم هائمة على وجهها... لقد قمت ببحثي حولها، لذا أريد أن أعرف ما الذي تخططان له؟!"
قال صادق بجفاف بارد "وجود جوان في أي مكان تريده تحت عيناي!! لا يخصك مطلقاً أم أنك تعتقد في نفسك أنك قادر على منعها من التواجد داخل بلدها؟!"
أطلق راشد ضحكة ساخرة وهو يقول باستهجان "بلدها؟! هل تمزح أم هل تريد أن أعيد عليك ما فعلته تحديداً من فصلها عن بلادها تلك حتى بددت طريقها مدمرها لتستحيل لكائن هش ضعيف يسهل على أي عابر سبيل إضاعتها أكثر مما هي عليه بالفعل؟!"
الجملة كانت تخرج منه عادية عفوية ولكنها أصابت الرجل في الصميم القاتل لامسة واقع بغيض سالبها منه منذ عام بين براثن حارس المتبجح هذا... ومن وقتها لم يستطع أن يعود ليحكم بقبضته البركانية عليها... مما دفع صادق أن يسأل بتوتر "نحن تقطعت بنا السبل منذ خمسة عشر عاماً... وتلك الصفقة التي ذكرتها الآن انتهت بالإنفاق أنت ستأخذ تلك ال شيء!! وتنسى أمر ابنتي تماماً!"
صرخ راشد بغضب ثوري "سَبنتي... حفيدتك لديها اسم، إنسان يتنفس، وليست شيئاً مجهولاً، ضحية لك كما أمها!"
قال صادق بحدة "لا تعنيني ولا أريد ذكرها مطلقاً... سؤالي محدد ما الذي دفعك لتذكرنا؟!"
سؤال متوقع وهو لحسرته ولوعة قلبه لا يجد الإجابة الشافية ولكنه حال الصغيرة الذي انقلب لكل ما هي عليه بين ليلة وضحاها... جعل عقله يعمل سريعاً وقلبه يفقد دقاته قلقلاً فأخذ منذ الصباح على عاتقه أن يبحث عن تلك التي ظهرت مؤخراً محاولاً أن يفهم إن كان لقائها معه في المشفى صدفة قدرية أم أن الغبية حاولت أن تحطم كل شيء بذل الغالي والرخيص لإخفائه... ولكن كل أبحاثه التي ما زالت مستمرة انقطعت عند خيط ٍ ما... وكأنه لا يوجد أية تحركات لها منذ أن حاول الأمير إعادتها جبراً مطلقاً عليها كلابه... فانتزعها رجل ما غامض الشخصية ثم اختفت كل سبلها وكأن قوى سحرية تحميها تغطيها... رجل مؤكد يعرف أن أحداً آخر سوف ينبش ورائها... قال راشد أخيراً قاطعاً الصمت بنبرة قاتمة عديمة الرحمة "لم أرد أن أؤذيها... ولكن إن كانت ابنتي في خطر يحوم حولها متمثل في ابنتك لن أتردد لحظة أن أفعل... لذا احترام أخير لعهد كان بينك وبين والدي وأنا انصعت له مرغماً!! أحذرك... إن اقتربت جوان من سَبنتي، إن آذتها بأية صورة محطمة عالمها البريء الذي عافرت لخلقه حولها... لن أرحمك أو أرحمها كاشفاً كل الحقائق أمام العالم أجمع!"
"ستفضح نفسك" قال صادق بصلفٍ بارد!
طرقع راشد بلسانه وهو يقول "هل تظن للحظة أني أخاف من حديث الناس؟! الأمر لا يمثل لي أي نوع من الفضيحة، أخي أقام علاقة مع مراهقة في بلد غربي وانجب منها... أين المشكلة هو رجل بالمناسبة ولكن أنت كيف ستواجه مجتمعك وعائلتك؟!"
حاول صادق أن يتمالك أعصابه متظاهراً بهدوء شابه الاضطراب "إن كنت كما تدعي... ما سر هذه المحادثة؟!"
احتقن وجه راشد بالغضب الأسود هل الرجل أصابه الخرف أم يحاول ملاعبته؟! قال أخيراً "إن كان يفرق معك... أنا تكتمي من أجل صغيرتي، لذا إن انهار عالمها بأية صورة لن أتردد أن أرفع راية عليّ وعلى أعدائي... لذا وقبل أن أغلق الهاتف ابعد ابنتك عن طريقنا، ربيها من جديد يا أمير مجبرها أن تنسى حتى حروف اسم عائلتي!!"
أغلق الهاتف بحدة ودون انتظار... رامي هاتفه بعيداً...
أسند مرفقيه على سطح مكتبه دافناً وجهه في كفيه، شاعراً بألم لا يحتمل و بإحساس آخر مكروه يرفض الانصياع إليه، بأن يصدقه أو يقر به... إحساس يصدمه ويولع قلبه في معانيه إذ لم يستشعر مثله بحياته قط... لقد كان نمر الراوي يشعر بالفشل والخوف أخيراً؟!
حتى وهو يطمئن نفسه أن اقتراب جوان منها أمراً مستحيل هو يؤمنها جيداً، يراقبها عن كثب، موظفاً لديها أفضل رجاله وأخلصهم على الإطلاق... كما أن جوان الضعيفة الهشة لن تملك القوة يوماً لأن تحاول أو تحارب حتى!
*************

أوقف السيارة أمام بناية حديثة تقع في حي راقي في إحدى المدن الجديدة! المكان كان مليء بالأشجار والمباني جميعها تحمل طابعاً واحداً مما يدل على أنه أحد الأحياء الخاصة التي تتمتع بخصوصيتها، مكان رغم رقيه النسبي كان يختلف تماماً عن منزلها الجديد في بيت راشد أو حتى قصر العائلة العريق الذي ترعرعت فيه!
نظر نضال للحظات متتبعا أثر لدموع جافة فوق وجنتيها، متبين تردد عينيها التائهتين والخائفتين بما يليق بسنوات عمرها القصيرة... ثم ما لبث أن قال بهدوء "يمكننا التراجع وإبعادها عنكِ ونسيان كل ما حدث... أنا لا أريد أذيتكِ سَبنتي!"
رفعت عينيها تقابل نظراته الثابتة ثم قالت بنبرة مهتزة "تعلم أني لن أستطع كبح فضولي، لقد فات أوان التراجع!"
تكورت قبضته على المقود حتى ابيضت سلامياته وهو يمنع نفسه بصعوبة من تحطيم أقرب ما تصل إليه يداه ندماً ولوماً على فعلته التي لم يسعَ إليها قط... لم يخطط أن تكون جوان من الغباء أن تندفع بمشاعرها لدرجة أذيتها بمعرفة الحقيقة بهذا الشكل الصادم... أجفله صوت سَبنتي المرتعش وهي تقول "هل كنت تعرف من البداية أنت الآخر، هل الجميع يعرف حقيقتي؟!"
أطرق نضال برأسه وهو يقول بهدوء "لا... أنا لم أعرف! وعلى حسب معلوماتي القليلة راشد حرص أن يكون الأمر سري للغاية!"
ظهر الألم جليا على وجهها مما جعل قلبه يتلوى داخل أضلعه وهي تقول "لقد أملت أن تنفيه أنت الآن، أن تخبرني أن تلك الجوان مجنونة من نوعٍ ما... أن كل هذا ما هو إلا مزحة سخيفة، أو حتى أية حقيقة غير ما فهمته منها!"
لانت ملامحه بطريقة عجيبة وهو يمد يده متجرأ أن يمسك كفيها الباردتين بقوة ثم قال "ربما هو كذلك بالفعل... ما الذي يدفعكِ للتصديق، ربما هي خطة لضرب راشد فيكِ إذ أن الجميع يعلم أنكِ نقطة ضعفه الحقيقية!"
تقلصت كتفيها وهي تسحب يدها منه سريعاً... ثم قالت باضطراب "لا أحب أن يلمسني أحد، لا تكرر هذا مرة أخرى، خالد أيضاً قال أنه لا يجوز!!"
ارتسمت ابتسامة من نوع ما رغماً عنه ثم قال بنبرة غامضة "بطريقة ما، تحذير خالد لا يصلح لي!"
أطرقت بوجهها لينسدل شعرها الناعم حول وجهها حاجباً انفعالاتها عنه... لم تهتم بتعليقه وهي تجيبه أخيراً عن كلامه المعلق بحكمة لا تليق بسنها "أنا أثق بك كما يفعل راشد، أنت لن تنل شيئا مما يحدث... كما أن هناك شيء في تلك المرأة يجعل إحساس مبهم بداخلي يصدقها!"
قال وهو يهبط من مقعده "هل يمكنني أن أعرف ما قالته تحديداً لكِ المرة الماضية؟!"
استنكرت وهي تقول "ألم تخبرك؟!"
هز رأسه برفضٍ وهو يقول بهدوء "جوان امرأة اندفاعية يا سَبنتي أحياناً كثيرة تتحدث بكلمات غير مترابطة تتحكم فيها أوجاعها... ربما أنا أعرف الحقيقة الآن، ولكن مما أظنه أنها لم توضح لكِ الأمور على حقيقتها!"
خانتها أعصابها وتدفقت دموعها العزيزة بدون إنذار وهي تقول من بين نشيجها "خذني إليها فقط... أريد أن أفهم منها منذ البداية قبل أن... أن... رباااه هذا يؤلم!"
أغلق جفنيه بقوة ربما يستطيع أن يحجب صورتها المحطمة تلك بعيداً عن الوجع الذي ينهشه... ليته ما علم، ليته ما قابل جوان ولا تعاطف مع قضيتها... هو أراد فقط محو ظلم وقع عليها من حرمانها من صغيرتها متناسياً بغباء كيف يكون هذا الأمر هادم للصغيرة...
ثم قال أخيراً "هي تقيم هنا في منزلي كما أخبرتكِ... وتنتظركِ بلهفة كما كانت منذ خمسة عشر عاماً!"
هبطت من مكانها أخيراً بخطوات مترددة تنقل نظراتها بينه وبين المكان بهشاشة شديدة، بضعف يجبرها أن تتخطى كل الحدود والتحذيرات وحتى مخاوفها... هي تذهب لفخٍ ساذج كهذا بقدميها تصعد مكانه الخاص الذي عرفت كما أخبرها في طريقهما أنه مخفي عن الأعين مجهول حتى لعائلتها التي تثق فيه وتستأمنه على حياتها!
طبيعتها تحكمت فيها وهي تخطو متجاوزة باب المكان لتقف بجواره أمام المصعد الذي سيُقلهما لأعلى وهي تقول بضحكة مختنقة "هل جوان بالفعل هنا؟ لأني لن أتردد في قتلك إن كنت تنوي استغلالي!"
ابتسم بحنان وهو يقول بصوتٍ أجش "في وقت كنت لأقص لسانكِ على وقاحتكِ... ولكن صدقي أو لا أنا الوحيد الذي قاوم الوقوع في غرامكِ صغيرتي كما لوحتِ سابقا... مشاعري تجاهكِ تتبلور حول الحماية فقط!"
قالت بتهكم "حماية يغلفها الإخلاص الشديد للرجل الذي وثق فيك... بالطبع أصدقك!"
تشنجت كل عضلة في جسده ولم يجرؤ أن يدافع عن نفسه... ضربة موفقة وصادقة، جَلد استحقه من مراهقة مثلها!
*******

المرأة التي كانت تنتظر أمام الباب بقلق لم تُثر بداخلها إلا النفور التام! مخمنة دون توضيح أو استخدم أي نوع من الذكاء أنها تقيم مع نضال في ذلك المكان وليست مجرد زائرة مثلها... إذاً بطريقة أو بأخرى تربطها علاقة معه تثير بداخلها الاشمئزاز... ربما هي بريئة كما يصفها الجميع، عقلها مطلقاً لم يتطرق لتخيل الحياة العاطفية بين أي ثنائي ولكنها ليست جاهلة حد ألا تفرق بين الروابط المقدسة لأي زوجين وبين علاقات مقرفة قد تجمع امرأة برجل...
اندفعت جوان نحوها كالمرتين السابقتين تحاول احتضانها فتراجعت خطوات وهي تقول بغضب يتصاعد بداخلها وكره ينفجر أخيراً ليوجه نحو الجميع دون استثناء وهي تقول بنبرة منخفضة "لا تقتربي منيّ لأي سبب، أنا هنا لأفهم منكِ ما حاولتِ دفعه داخل رأسي بالأمس!"
تراجعت جوان وهي تضم كفيها المرتعشتين ببطء إلى صدرها وشيء في عيني ابنتها جعل ذعر يستبد بها إذ أنها عرفت بأنها مهما أخبرتها أو استعطفتها لن تتمكن من اكتساب جانبها كما حلمت طويلاً...
همست أخيراً وهي تُفسح لها سامحة لها بدخول الشقة "كما تريدين صغيرتي!"
خطت سَبنتي أخيراً ورغم ضآلة حجمها بين كلٍ من نضال وجوان كانا يدركان أنها تتفوق عليهما بأنها الخصم الحقيقي لكل منهما، وبأن كليهما الصغير جداً جداً جداً في حضرة خصم ليس هيناً، إن تحول لن يرحم أحداً!
"لا أريدك هنا نضال..."
قالت بصوتٍ مكتوم فانسحب دون أدنى اعتراض تاركاً لكلتيهما حرية الحديث... وليكن واضحاً مع نفسه هو لن يحتمل تحطيم رجولته باعترافات جوان المخزية التي لا تنتهي!
جلست كلتاهما في مقعدين متواجهين بعد أن فهمت أن سَبنتي ترفض التعاطي معها بأية صورة... كما أخبرتها هي أتت لتفهم فقط ولن تخضع لأية عاطفة أمومية أو احتياج شديد كانت كل ذرة في جوان تنضح به بوضوح دون حاجة لشرح نفسها!
"كيف بدأ الأمر، ما نسبي أنا وكيف انتهى الحال بأن أكون ابنة لبلال الراوي... هل أنا راوية حقاً أم أن الأمور مغايرة لكل ما عشته طوال حياتي؟!"
رغم تضارب انفعالاتها وأسئلتها غير المرتبة كانت تبدو أكثر ثباتاً من جوان التي شعرت في تلك اللحظة بحضيض ليس له نهاية، بالهشاشة والضعف وكأنها عادت مرة أخرى في تلك الغرفة النتنة التي حُبِست فيها مع امرأة بشعة تحاول إجهاضها وهي تسبها بأبشع الألفاظ التي لم تفهم وقتها معانيها أو لغتها... ولكن سؤال واحد كان يتردد وكأنه المقايضة لجعلها تعيش يوماً آخر "من الفاعل... أم أنهم عدة!!"
قالت أخيراً بنبرة ضائعة "هناك أشياء لا أستطيع أن أجيبكِ عنها بوضوح ولا أهتم مطلقا بما تخالينه عني، ولكن أنا لم أكن فتاة منحلة كما تتخيلين... أنتِ ابنتهم كما أنكِ... أنكِ ابنتي أنا... جزءاً مني أنا!"
تحطم جدار تماسكها وهي تنفجر في بكاء غشى الرؤية أمامها دافعها لتستفيض بالقول الغير متزن "كنت صغيرة جداً في عمركِ تقريباً!! كبرت في بيئة لا يحكمها حلال أو حرام معاييرها مختلفة، وظننت وقتها... ظننت عندما أمنته على نفسي أني أحبه!"
تلاحقت انفاس سَبنتي وعيناها تتسعان بذهول وهي تحدق في وجهه المرأة الجميلة بطريقة مختلفة عن كل بنات عائلتها التي كبرت بينهن... وجه جميل حمل الكثير من المرارة والألم، والكثير بحد غير قابل للمزايدة من الذل والهوان، وجه امرأة لا تحترم نفسها ولا تحبها على الإطلاق... همست رغم معرفتها بأن كل ما يقال بينهما لن يجلب لها إلا مزيداً من الشعور بالتحطم "الرجل الذي أعرفه الذي أثق به ما كان ليتخلى عنكِ!"
هتفت جوان بقهر من بين نشيجها "بل هو شيطان خبيث حطم كل حياتي، كسرني بطريقة لم يعد بعدها حتى فيّ روح للمقاومة... أنتِ لا تعرفينه على حقيقته!"
شحب وجه سَبنتي بقوة وهي تقول بنبرة أوشكت على الانهيار "ماذا فعلتِ بعد أن أحببته؟"
كانت الدماء تغلي بداخل عروق جوان بالقهر بالغضب والندم وهي تقول "فعلت ما طلبه مني... أثبت له حبي بتقديم نفسي إليه دون تردد!"
كان جسدها الصغير ينتفض بقوة غير قادرة على سماع كل تلك القذارة التي حطمت كل عالمها ناصع البياض... انكمشت حول نفسها في ذلك المقعد ضامة ركبتيها إلى صدرها محيطة إياها بذراعيها وهي تهتف بصوت مختنق "لا.. لا تخبريني تفاصيل مقرفة... فقط كيف أنا أصبحت أخته لا ابنته!"
الدموع كانت تُزخ من عينيها بدون توقف... أسف يتعاظم بداخلها وإحساس مؤلم ينحرها نحراً ليتها سمعت نصيحة نضال وأبيها القاسي تاركة ابنتها في حال سبيلها ولكن ذلك الخافق هناك الذي تحطم لشظايا تجرحها داخل صدرها كان يحتاج لضمادة معنوية واحدة قادرة على إرجاع بعض منها... متمثلة في مهجة روحها...
"رفض الاعتراف بكِ... بل أنكر كل ما بيننا، علمت بعد فوات الأوان أني لم أكن إلا لعبة إثبات قوة بين أخوين... فقط لأن الجميع كان يعتقد بأني حبيبة الشقيق الآخر!"
كفها كان يمسد جبهتها بقوة تنظر إليها من بين رموشها الكثيفة الغارقتين بدموع صدمتها لوعتها مما تسمع... هذا العالم بشع... بشع بكل أفعال البشر الإبليسية ليته ينتهي الآن راحمها مما تكتشفه شيئاً فشيئاً!
هتفت بهستيريا "هذا غير مقنع لا يمكن أن يرفض مسؤوليته، أن يرفضني بهذا الشكل لهذا السبب... لعبة هل تمزحين معي؟!"
الغل كان يتصاعد بداخلها بطريقة مهولة حتى أنها لم تتمالك نفسها وهي تصرخ فيها "رفض لأن لديه حبيبة أخرى لن يشوه نفسه أمام عينيها من أجل فتاة منحلة... رفض مساعدتي وإنقاذي مما كنت فيه لأنه لن يُعرض نفسه لغضب والديه وتحطيم آماله في ابنة عمه وزوجته المستقبلية المنتظرة من أجل حثالة مثلي ومثلكِ!"
أياً كان ما توقعته جوان لم يكن أبداً هو قفز الفتاة نحوها... ضاربة صدرها بعنف مشتبكة معها في قتال عنيف هيستيري استسلمت له جوان دون مبادلة فقط مقاومة ضعيفة ليديها التي نهشت وجهها وحطمت صدرها... هي تستحق تستحق أكثر من هذا، لم تشعر يوماً أنها تستحق هذا العنف والتعدي حتى الآن! بالسابق عندما أتى بها والدها إلى هنا وانهال عليها بالضرب بحزامه في نوبة غضب حتى انهارت قواه تحت توسلها ومنظر جسدها الدامي كانت ترفض ذاك التعدي، ذاك الإيذاء بأنها لا تستحق كل ما يفعله فيها... ولكن الآن بين يدي ابنتها التي خارت قواها أخيراً كانت تعرف أنه عادل حتى وإن اقتطعت من أعضائها الحيوية "أنتِ تكذبين... لن يفعل هذا بي، راشد يحبني لن يضحى بي، كيف استطعتِ أنتِ بالذات كيف تجرأتِ؟!"
ضمتها جوان بقوة عندما دفنت سَبنتي وجهها في صدر أمها عنوة!!! وبركبتين مرتعشتين كانت تنهار على الأرض الباردة ساحبة جسدها معها وهي تقول بتخبط غير فاهم ما دخل راشد بالأمر كله ولكنها رأت بعينها خلال مراقبتها إياه أعوام طويلة مدى تعلق ابنتها به وكأنه هو بالفعل أبيها!
"لم أقل أن راشد لم يحبكِ... هو من أنقذ كلينا عندما أراد والدي أذيتنا!"
جزء منها، جزء ضعيف ولعين كان يتعاطف معها يصدقها... أما باقي عقلها كان يرفض الاستيعاب، أن يستمر بالاستماع من تلك الشريرة قاسية القلب، إن ملكت واحد بالأساس!
اهتزت كتفاها في تناغم مع شهقات بكائها المشبع بالألم والقهر عندما أبعدت نفسها عنها منسابة من بين يديها "إن كنتِ صادقة... إن كان كل هذا حقيقي... فأنتِ مجرمة كما هو، كلاكما اختار تأمين نفسه ملقي إياي في براثن اليتم وأنتم على قيد الحياة... أنتِ وهو لا تستحقان الحياة التي مُنحت لكما مالكين الدنيا وما عليها بينما أنا تربيني امرأة أخرى، تعطف علي واحدة أخرى، شفقة على مسلوبة النسب!"
أحست بطعنة ألم قاسية تخترق فؤادها وهي تجذبها من معصميها جابرة إياها على عدم تركها على قول الحقيقة المُرة كاملة وهي تقول بعدم اتزان "رغم ضعفي... أنا رفضت إبعادكِ عني لقد احتضنتكِ عاماً كاملاً، حُبِست بكِ في غرفة تقع بين جدران بيت خالي من كل سبل الحياة، اخترت أن أبقى معكِ لما تبقى من عمري هناك ولكن أبي رفض.. أنا لم أتخلى عنكِ إلا مجبرة، عندما لجأت لراشد بعد تهديد أبي أملت أن يجد حلاً ليجعل وجودكِ معي أمراً واقعياً ومقبولاً... لم يأتي لعقلي الغبي قط أن حله يتمثل في حرماني حتى من أمومتكِ ونسبكِ لأبيه!"
تمتمت سَبنتي بضعف "اصمتي، أنتِ تقتليني ببطء!"
يدها المنتفضة ارتفعت رغم إرادتها لتزيح شعرها الكثيف بعيداً عن ملامح صغيرتها ثم قالت باهتزاز "وأنا كنت أُقتل في اليوم ألف مرة، مشتاقة لرائحتكِ لضمكِ إليّ، لتخيل حرمانكِ من قول أمي, كما أنا ملتاعة لسماعها منكِ!"
صرخت فيها بصوتٍ مبحوح وباندفاع طفولي بحت نحو الهرب من كل هذا المرار الذي لم يعتد كتفها الهش احتماله "اصمتييييييييييييي!"
دفعت سَبنتي نفسها أخيراً لتسوي نفسها فوق قدمين تشعر بثقلهما بأنهما لن يسعفانها في الابتعاد عنها، لحقتها جوان وهي تتمتم من بين أنفاسها المتثاقلة "لم أُرد إيذائكِ! ربااااه أنا لم أتخيل كل هذا حتى... كل ما أردته صغيرتي هو مجاورتي إياكِ حتى وإن اكتفيت بخانة صديقة!"
أمسكت رأسها بيديها تشعر بالصخب يضج داخل عقلها مما دفعها للصراخ الهستيري "ليتكِ بقيتِ بعيدة إلى الآبد... ألم يُعلمكِ كل هذا أنكِ لا شيء سيدة جوان، بأنه محق بالفعل أن يتخطى امرأة منحلة مثلكِ؟!"
اتسعت عينا جوان بصدمة مثل ابنتها التي ارتسم الذهول على ملامحها وكأنها لم ترد قول التعريف اللاإرادي الذي تجاوز عقلها الباطن متخطي شفتيها!
تمزقت جوان شاعرة أنها متهشمة لقطع جارحة تحت قدمي ابنتها وهي تقول في دفاعٍ واهي "كانت غلطتي الوحيدة ... أنا لست امرأة بلا أخلاق أو ملوثة!"
قالت سَبنتي بتهكم مرير وخطواتها تتراجع نحو الباب وكأنها في استعداد للهرب "تأخرتِ عن شرح هذا وعن إيجادي... أنا لا أريدكِ مرة أخرى في طريقي، ولا الاستماع منكِ، أنتِ ستخرسين كما كنتِ لأعوام، تختفين من عالمي الذي دمرته إلى الآبد!"
بدأت أنفاس جوان تتلاحق وكأنها تعجز عن التقاطها وهي تتوسلها بانهيار عاطفي "أرجوكِ حبيبتي، لا تبتعدي، امنحيني الفرصة لشرح نفسي، لا تسلبي مني أمل عشت كل حياتي أغزله مصبرة نفسي بيوم اللقاء وأخذكِ بين ذراعيّ!"
عيناها المشوشتان بالدموع كانت تطعنها بالألم الشديد الذي أطل منهما وهي تقول باستسلام "أنتِ أنانية جداً ومؤذية جداً جداً... هل تعرفين ما فعلته بدافع أمومتكِ تلك؟!"
قالت جوان بشحوب مستسلم "لمستكِ مرة أخرى تواصلت معكِ واقتربت منكِ... إلى هذا الحد أنا يائسة يا سَبنتي... إن كانت معرفتكِ بحقيقتي أنانية فأنا بالفعل كذلك ولن أتوقف مهما كان هذا سيكلفني عن ضمكِ إليّ واعترافكِ بي!"

فتحت سَبنتي باب المنزل أخيراً ليطل منه وجه نضال غير مقروء المعالم... لم تعره اهتمام وهي تقول بتهكم "أنتِ في عداد الأموات, كم أشفق عليكما عندما يعلم بما فعلتماه بي!"
هتفت جوان بصوتٍ أجش دون أن تقدر مرة أخرى على تخطي الخطوات القليلة التي قطعتها ابنتها فخيل لها أنها جدران من نار لن تقدر على تحطيمها قط لتصل إليها!
"أنا احدثكِ من قبر حفره لي عزام منذ سنوات طويلة!"
للمرة الأخيرة عادت تنظر إليها بعينين تسكنهما الكراهية الشديدة النفور والقرف، وشيءٍ آخر لم تستطع جوان تبينه أو تحديده ولكنه رغماً عنها أشعرها بالذعر!
لم تجبها هذه المرة بل اندفعت متخطية نضال تقفز على الدرج وكأنها تهرب من ذلك اللقاء المشؤوم...
انهارت جوان مستسلمة لخذلان جسدها الذي لم يقدر على إنصافها لمزيد من الوقت... منكمشة حول نفسها تشهق بعنف وهي تسند قلبها بيدها علها تكبح ذلك الوخز الموجع المنتشر فيه... ثم همست من بين انهيارها للذي يراقبها هناك متحيراً أيهما يساند "ألحقها ...لا تسمح لشيء بإيذاء ابنتي كما فعلت أنا لتوي!"
دون كلمة أخرى كان يغلق الباب على تقوقعها، تاركها تنعي ضحيتهم ونفسها وحدها دون معين أو سند كما كان الحال لسنوات!
وسط كل ما كان يحدث وصخب أوجاعها وكل ما سمعته لم تنتبه مطلقاً لاسم عزام الذي ذُكِر عرضاً أو لم تهتم بالإيضاح وجوان أوصلت لها بالفعل منذ أول لقاء الفهم المغلوط... وصعوبة الموقف لم تجعلها هي الأخرى أن توضح الحقائق ذاكرة الوضيع الحقيقي... لقد كانت كلتاهما أكثر ألماً و وجعاً من أن تنتبها، تهدأ أو تتفهما...
وحقيقة مريرة وحيدة تحطمها... أباها رفضها، نفرها لأجل حبيبته وزوجته المستقبلية... راشد رفيقها صديقها، أباها وأمنها وأمانها كان مجرد وغد آخر باعها من أجل بدور الراوي... الآن هي تفهم تستوعب لما الكره الشديد الذي وجهته إليها، النفور والامتعاض من تواجدها، رفضها الفطري إياها... الآن ووسط كل ما تعيشه بين رخام وحطام عالمها المنهار هي تفهم تعرف سر جنونها وبطريقة أو أخرى تتعاطف معها تتفهمها... ولكنها لن ترحمها أو تترفق بها كما لم يرحمها أحد، جميعهم يجب أن يدفعوا الثمن، جميعهم يجب أن يخسروا كما عاشت هي متلاطمة بين أيديهم... إن أرادت جوان كشف الحقيقة فستكون بطريقة تليق بآل الراوي "وبالحشرة المخفية عن الأعين!"
**************

فتحت ساعة يدها تتبع الxxxxب بأناملها حتى تعرف كم الوقت الآن... تنهدت بتعب وهي تُغلقها مرة أخرى عارفة أن أخيها لن يتأخر أكثر من هذا ربما يأتي في أية لحظة... تراجعت وهي تُمشط الطريق بعصاها باحثة عن أي جدار تحتمي فيه!! ليتها بقيت في داخل المعهد خاصتها ولم تعاند نفسها وتخرج من بين أسواره مؤثرة انتظاره هنا!
أو ربما هي لا تندم مطلقاً!! لشعورها الدفين أنها مراقبة محمية حتى بعد أن هددها بدمارها إن وجد الفرصة... هي تعلم أنه حولها يحاصرها، يتحين كل فرصة له بكسر حصارها بتجريدها من أدرع حماية عائلتها، مقترباً من دائرتها يحوم حولها دون أن يجرؤ على الاقتراب منها ولكن الريح التي تحمل رائحته.. الهواء الطيب الذي تستنشق بقوة معبئة به رئتيها مختلط بعطر لاذع حار يعلمها بوجوده دائماً... رفعت كف يدها نحو هديته التي وضعها في يدها يوم حادثة الدلافين تشد عليها بقوة وكأنها تحتمي فيها منه باللجوء إليه "سأعود، دائماً ستعيدني إليكِ، وستذكركِ دائماً بأنكِ لي، بأني مررت من هنا!"
من قلبها مر، من خلال فؤادها الصغير الذي نبض بلوعة من أجله! "ولكنك لم تمر، بل ستبقى دائماً مُذكرني بحقيقتي في عينك وعين أبي!" همست بغصة...
"من المغفل الذي يترك الحلوة كل هذا الوقت تنتظر؟!"
صوت خشن مريع تبينت أنه لشخصٍ أخرق اقترب منها مخترق دائرة صمتها وتفكيرها... انكمشت شيماء بشكلٍ تلقائي ملتصقة في الحائط وهي تضم عصاها بيديها الاثنتين نحو صدرها وكأنها تحتمى فيها... تظاهرت أن هذا السمج لا يقصدها غير آبهة بالرد عليه ربما يمضى لحال سبيله!!
"إن كان هرب نحن في الخدمة يا حلوة!"
ازدرت ريقها وبدا على وجهها مليح القسمات الخوف وهي تتجنب الرد عليه أيضاً...
شعرت بخطواته تقترب بحدٍ خطر لتفهم الآن أنه أحد المتنمرين الأوغاد... إذ أن مظهرها محتشم الملابس وحقيبتها الصغيرة على ظهرها وعصاها الخاصة أمام سور المعهد تُفهم أي غبي أنها حالة خاصة جداً يجب أن يتركها ويمضي لحال سبيله...
"الصمت علامة الرضا، هل تريدين مني مد يدي وخطفكِ، أم ستأتين لمكنتي برضاكِ؟!"
الذعر تلبسها وهي تحاول التحرك بتخبط ناوية الاستنجاد بحارس مدرستها وهي تقول بقلق "ابتعد، أخي سيأتي الآن، ولن يعجبك ما سيفعله بك!"
الصوت السمج كان يلاحق خطواتها المرتعشة حتى شد ذراعها مجفلها لتُطلق صرخة غطت نبرته القذرة "سأسبق الأخ المزعوم وأفعل أنا... الحلو لا يكتمل بصحيح، أنتِ عمياء؟!"
قبل أن تجيبه أو تنادي أحد المارة لنجدتها كانت تشعر بنفسها تُزاح بعنف وهذا القذر يطير بعيداً عنها مصدراً ضجيج مدوي وهو يرتطم بالأرض... صوت شجار نشب على الفور جعلها تتراجع بقوة مرتجفة حد الأعماق وهي تسمع الصوت المميز يهتف بقسوة دافعها الغضب الأعمى "والحلو ستُفقع عين واحدة له الآن ليعرف الإجابة من تلقاء نفسه!"
سباب تبع جملته كان متبادلاً! شاعرة بتجمع بعض المارة اللذين يحاولون فض الشجار العنيف "اتركه يا فتى ستقتله!"
كان نزار يسيطر على الفتى المذعور، أنامله تلتف حول عنقه و عينيه الخضراوين يسكنهم الجحيم بذاته، فاقداً سيطرته على نفسه وكأنه يضع جل غضبه وإحباطه وعنفه مفرغهم في هذا الحقير المتحرش!
الهتاف كان يتعالى من حولها مستنجدين ببعضهم "أحد يمنعه سيقتله مسبباً مصيبة لنفسه!"
مما دفعها لتهتف بحرقة "اتركه... اتركه نزار أرجوك من أجلي، أنا بخير لم يقترب مني!"
لا إجابة فقط ضرب آخر وطرقعة عظام تُقسم أنها سمعتها مع صراخ الفتى الجزع...
تركه أخيراً ليدفعه رجل ما من صدره وهو يقول بغلظة "خذ أختك وانصرف عن هنا... يكفيه ما ناله!"
تمتم من بين أسنانه "لا يكفي لقد تجرأ ولمسها!"
"لم يفعل يا نزار... لم يفعل توقف!" نبرتها التي شابهت الهستيريا جعلته يتذكر انهيارها السابق عند اشتباكه مع أخيها... انهيار بأية صورة هو لا يريده لها هنا، على مرأى ومسمع من الناس!
بصق بقرف على الشاب الجبان المكوم على الأرض... ثم اندفع يسحبها من ذراعها ورائه، لم تقاومه بل استسلمت للخطوات التي قطعها نحو الناحية الأخرى من الشارع...
دخل بها مكان مغلق من الضجيج الخافت فهمت أنه المقهى المقابل لمدرستها، ثم سحب مقعداً مجلسها عليه وجلس هو في مقعد مقابل! يتنفس بعنف شديد مكتوم وهو ينظر لارتجاف جسدها ودموعها التي تهبط من تحت نظارتها التي تحجب بها عينيها عن أي فضولي يريد النظر إليها...
"لا تبكي!" قال بنفاذ صبر أخيراً...
أخرجت شهقة بكاء عنيفة أخرى إجابة على طلبه!
رقت ملامحه كما نبرة صوته وهو يقول فجأة "أنا آسف... كان عليّ التقدم باكراً ومنعه عنكِ!"
نطقت أخيراً بشحوب مختنق "لم يكن خطأك... خالد محق في إصراره ألا أبرح مكاني حتى يأتي بنفسه ويقلني!"
قال ببرود "وأين هو حامي الحمى بالأساس... كيف له أن يتأخر كل هذا الوقت... أنا أراقبكِ منذ نصف ساعة وأكثر؟!"
همست بنبرتها الهشة التي تُخلف ألماً كبيراً يخترق فؤاده "لم... لماذا ما زلت تراقبني، ألن تتراجع عن تهديدك لي؟!"
قال بنوعٍ من الحدة "ما زلت أراقبكِ لأتحين فرصة مناسبة للانقضاض عليكِ بنفسي... ولا لن أتراجع!"
هتفت فيه بقهر "إذاً لماذا لم تتركه يفعل ما أراده... كان ليكون انتقاماً جيداً أمام ما فعله بك أبي... كنت تستطيع المشاركة والتصوير حتى!"
رد بعاصفة هوجاء معتادة "من يضع إصبعاً واحداً عليكِ سأقتله دون تردد أو ندم!"
قالت بشحوب "أنت أصبحت تخيفيني... لقد تغيرت عن صديقي الذي عرفته وآمنت به مصدقة وعوده لي!"
قال سريعا من بين أسنانه "لم أكن صديقكِ يوماً... بل أحببتكِ، رغبت بكِ وكنت على استعداد لأفعل أي شيء من أجلكِ حتى التوسل لأبيكِ الحق...."
صرخت فيه مما جذب أنظار بعض رواد المقهى إليهما "لا أسمح لك بإهانة والدي!!"
"اخفضي صوتكِ!"
"وأنت توقف عن ادعاء واحداً آخر بشع عكس حقيقتك!"
عم الصمت بينهما عقب جملتها فقط أنفاس كليهما المشتعلة المتبادلة... حتى قطع الصمت أخيراً وهو يهمس مربكها بسؤاله "هل أحببتني ولو بقدرٍ صغير شيماء، أم كنت بالفعل مجرد صديق فتح لكِ باب من العالم كان يُغلق في وجهكِ؟!"
راقبها ممزق الفؤاد وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه، تبخل عليه بأية إجابة قد تطبب روحه التي اغتربت وهو ما زال بينهم!
"ولا مرة واحدة شعرتِ بحبكِ لي، بجذب اهتمامكِ، ألم يدق هذا القاسي الذي تغلفينه بهشاشة خادعة لي أبداً؟!"
لم ترد أيضاً وهي ترفع يدها تمسح دمع عينيها من تحت نظارتها براحة يدها بقوة بينما كل ذرة في ملامحها كانت تتألم "ارحل يا نزار، ابتعد عني انسني كما وعدت... ما تشعر به الآن كذب ووهم سوف يتبدد عندما تجد الفتاة السليمة والكاملة التي تليق بك!"
شعرت به يرفع جسده من على المقعد بتثاقل، لم يحاول مرة أخرى حتى ولم يجادل ويتحايل كعاداته بل بدا أنه ببساطة يستسلم!!
"اتصلي بأخيكِ وأخبريه عن مكانكِ هنا... سأراقبكِ حتى أطمئن عليكِ!!"
نزعت نظاراتها أخيراً رافعة وجهها نحوه... وكأن قوة لا إرادية تتحكم فيها دافعة إياها لتفعل لتجعله يحدق في بحريْها للمرة الأخيرة... شيء بداخل صوته كان ينبئها بقوة أنها مرته الأخيرة "انتبه لنفسك ولا تنجر مرة أخرى لغناء الأميرة المحبوسة في القصر!"
اقتربت خطواته منها يقف أمامها مباشرة فأدارت وجهها نحوه عندما مد أنامله ليلامس وجنتها حتى يعلمها بمكان عينيه الصحيح لم تمنعه بل ابتسمت عينيها الزرقاوين أخيراً من بين دموعها... ثم قال باختناق "لن يحدث، إذ أن لا أميرة ستستطيع طعن فؤادي سواكِ!"
همست بصوت مرتجف "لا تقل شيئاً آخر... اذهب من هنا يا نزار يكفي منح أنفسنا أمل كلانا يعلم الآن أنه أبداً لن يتحقق!"
ناجاها قائلاً بتوسل "أخبريني فقط ولو مرة واحدة أنكِ أحببتني، بأنكِ بادلتني عشقي إياكِ وأنا سوف أحارب العالم أجمع من أجلكِ!"
تماسكي، أنتِ أقوى من أن تنهاري بين يديه... يجب أن يمضي في حياته بعيداً عن طيفكِ الذي دمره!!
التعبير المغلق الذي رآه في عينيها صفعه بقسوة وهي تقول "كنت رفيقاً جيداَ لي... استغللتك دون أن أقصد، لقد حاولت إفهامك هذا وأنت من رفضت التصديق!"
سحب يديه بعيدا عنها، كما انسحب اللون من وجهه واُنتزِعت روحه من بين أضلعه تاركة إياه جسداً خاوياً!
"وداعاً شيماء، في المرة القادمة استمعي لنصيحة أخيكِ!" كان صوته المجروح يبتعد وكأنه صدق أخيراً إنكارها، دفاعها...
لقد نجحت... نجحت أخيراً في دفعه في نزعه من حياتها إلى الآبد... ولكن ما بالها تشعر بالخواء بين أضلعها، بأن نبضاتها المنتظمة فُقدت فجأة تاركة هوة مظلمة داخل صدرها، هل تعبير نزع قلبها وأخذه معه مجرد استعارة، تشبيه فقط وغير منطقية؟! إذاً لماذا تشعر بأنه حقيقي... حقيقي جداً... لقد قفز موضع وجعها خارج جسدها وتغرب معه منذ أول لحظة فراق؟!
"خالد أنا في المقهى المقابل... أرجوك أسرع في القدوم!"
سمعت اعتذاره ثم سؤاله القلق عن صوتها المختنق بالبكاء!
همست بهدوء "لم يحدث شيء... متعبة من الانتظار فقط!"
سمعته يخبرها عن موعد وصوله بعد لحظات وتأخره بسبب الزحام بينما لسان حالها يهمس بصوت داخلي منحور "بخير... فقط ودعت حلم بنور جميل لتوي لأغرق في عالم من الظلام الدامس دون أية ملامح أو أمل!"
*************** :heeheeh:
يتبععععععععععععععععععععع الان


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.