آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-20, 03:30 PM   #2041

باااااااارعه

? العضوٌ??? » 460579
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » باااااااارعه is on a distinguished road
افتراضي


الفصل غير موجود هل هناك مشكله خاصة ان المنتدى لم يفتح معي امس وكان مكتوب عطل في الموقع او للصيانه ارجو من الاشراف يجدو حل ويظهرو الفصل الاخير

باااااااارعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 03:33 PM   #2042

توتى على

? العضوٌ??? » 373500
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » توتى على is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
الروايه جميله جدااااا


توتى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 03:55 PM   #2043

ام مارياااا

? العضوٌ??? » 443763
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » ام مارياااا is on a distinguished road
افتراضي

جميييل جدا جدا وراااائع

ام مارياااا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 04:48 PM   #2044

أسيل33

? العضوٌ??? » 457427
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » أسيل33 is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

أسيل33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 05:35 PM   #2045

توتى على

? العضوٌ??? » 373500
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » توتى على is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الرواية رائعه جدااااا


توتى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 05:44 PM   #2046

walaa mahmoud

? العضوٌ??? » 390123
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » walaa mahmoud is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

walaa mahmoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 08:14 PM   #2047

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
1111

الفصل الخامس والعشرون ج2


قال عن حقوق الرجوع " لفلسطين



أقول كلاما كثيرا عن الفارق الهش

بين النساء وبين الشجر ...وعن فتنة الأرض

عن بلد لم أجد ختمه في جواز السفر

وأسال : يا سيداتي ويا سادتي الطيبين

أأرض البشر لجميع البشر كما تدعون ؟

إذا أين كوخي الصغير وأين أنا ؟

فتصفق لي قاعة المؤتمر ثلاث دقائق أخرى

ثلاث دقائق حرية واعترافا

فقد وافق المؤتمر على حقنا في الرجوع

ككل الدجاج وكل الخيول إلى حلم من حجر

أصافحهم واحدا واحدا ..ثم أحني لهم قامتي

وأواصل هذا السفر إلى بلد آخر

كي أقول كلاما عن الفرق بين السراب وبين المطر

وأسال يا سيداتي وسادتي الطيبين :

أأرض البشر لجميع البشر؟•~

محمود درويش : الأسطورة

...............................................

" ماذا فعلت .... ماذا فعلت ، رباااه"

صرخها بقهر وشياطينه المعتادة تصارع موضع علته ، توئد ملائكة روحه الهزيلة ، المقيدة بداخله ، تهمس داخل أذنيه بشر متأصل فيه ، بأنه أخذ بثأره ، أهداها ما تطوق إليه منذ عقود ، بأنه أخيراً ، إنتقم من كل شرور بنات حواء مانحهن ما يستحقنن عبر جسد لورين المنتهك ..!"

خبط رأسه في الجدار بعنف بسخط عدة مرات متوالية وهو يصر بأسنانه علي شفتيه حتى أدماهم دون أن يشعر بلحظة ألم واحده وذكريات كثيرة متسارعة تقتحم عقله بدون توقف ، أول مرة رأها ، أول تحدى منها ...أول نظرة تعاطف وأول لمسة وإعترف ظنه عشقاً سيمحى ظلامه ، لكم كان أحمق ساذج وواهم ، غرٌ شريد سهل إستدارجة ، هل هو حاقد عليها ، ساخط علي العالم الذى جعله لقمة سائغه لكل من سولت نفسه الحقيرة لإفراغ غضبه فيه ....هل حقاً في تلك اللحظة يصدق أن لورين زورت الحقائق كبلته بعجزة، جعلته في نظر الجميع مجرد طفل أبله فاقد الأهلية ... إذاً فليعترف لنفسه بمرارة أنه بالفعل صغير ...صغير جداً في دنيا ظالمة ، صغير وعاجز مسلوب الإرادة والقوة مجرد كائن

ضئيل في دنيا واسعه ، طفل مشرد إستطاعت أن تغريه بما تهفو إليه روحه المحرومة ؟!

قسىَّ وجهه مصارعا دموع غريزية ترقرقت داخل عينيه الخضرويتين متذكر كل كلمة منها ، كل تبارى وسخرية ذبحته فيها من الوريد للوريد ، لقد دعسته دون رحمة ، إنتهكته دون شفقة أخرجت ذلك الفؤاد العاصى الذى لم يسلم لمخلوق سواه ومزقته بيديها

لعنته ألف وألف مرة لعنت كل نبضة منه بسحرهم

الأسود الأبدى، وشمته بدقاته المحرمة ..!!"

اللعنه ، اللعنة ، لقد قتلته ...فكان عقابها اللحظى بأغتيالها ..!"

توقف عن طرق رأسه مسندها للجدار بتعب ، آهاتها المكتومة تخرج حارهوالعة، موجوعة حد الأعماق بينما لا يدور في خلده إلا أمنية واحدة مستحيلة ، لصورتها ملقاه هناك أسفل قدمية العاجزة ، وهو يلقي عليها يمين الطلاق ، ثم يمزق في وجهها آخر شيئاً يربطهم ... مشهد سيطارده أكله حياً لما تبقي من عمره " فقط لو يغادره ذلك الخيال ، لو يمحى من ذاكرتِه لنسيان كل لحظة دنائه نالها فيه ؟!"

" سيد ممدوح ، إن لم تفتح الباب سنكون مجبرين لكسره ؟!"

رفع رأسه مجفلاً وهو يستدير ببطئ متبين الربكة التي تدور خلف تلك الحجرة ، أصوات عدة جهورية ، لرجال شرطة ... يتبعها صوت خشن يتلوى بعض القوانين الحقوقية ، مخبره أنه لا يتمتع بها من

الأساس..لم يُبرح مكانه ، حتى صُدِمَ بكسر الباب

بالفعل ثم إنتشار خمس من أفراد شرطة المدينة حوله ...

للحظات عجز عقله عن الإستيعاب ، أن يفهم ما جرى ، ولوهلة واحدة..ظن أن لورين من قامت بالإبلاغ عنه ، من اجل الجريمة العظيمة التي فعلها فيها ...ولكن آخر ما كان يتوقعه أن يطل عليه وجه إسراء الشرس الغاضب من خلف ظهورهم ...!"

أسند ظهرة علي الجدار سامح لساقيه التي لم تستعيد عافيتها بعد أنتأخذه للأسفل ببطئ تحت أقدامهم ينظر إليها بذهول وهي تقول مباشرة

بالإنجليزية " لقد تنازلت زوجتك لي عن الوصاية القانونية ، وأنا يا غالي لا أملك قلب رحيم مثلها ، لذا لم أكلف نفسى حتى لأبحث عنك ..بل أخبرت البوليس مباشرة عن هروب أخي فاقد الأهلية ، وهم كما ترى أوصلونىإليك في لمح البصر !!"

للحظات كان يتأمل وجه أخته بإنهاك بتعب وكأنه

ما عاد فيه روحاً لأى إستنكار للصراخ بما يفعلوه به ، وماذا قد يقول وقد حكمت عليه لورين بالعجز ، كبلته مقيده إياه كالحيوان الأليف يلقفوه لبعضهن البعض ؟!"

" لقد قابلتها ؟!" سأل!

بترت أحرفها بقرف " منذ خمس أيام مضت في قاعة المحكمة ، لقد كانت ترتب للتخلص من ثقل حملك منذ أشهر ؟!"

بان عليه التوتر للحظة واحده وهو يسأل بالعربية " ماذا أخبرتك ؟!"

قالت ببرود " لا تقلق لم تستفيض بالشرح عن جريمتك ، بناء علي تاريخك الحافل و المخذى عرفته لوحدى ؟!"

توتر فم ممدوح وهو يخفض بصره نحو معصميه ثم مدهم متساويين أمامهوهو يقول ساخرا " هيا إسراء لا تضيعي الوقت ، دعيهم يقيدوا الكلب الأليف الجديد حتى تستطيعي انتِ الأخرى تدريبه للخضوع إليكِ؟!"

أظلمت عينا إسراء بالقرف والغضب قبل أن تلتف

نحو الشرطى تشكره للمساعدة وتخبره أنها ستتولي الأمر من هنا ... استغرق الأمر بضع دقائق أخرى قبل أن يغادر الجميع من المكان تحركت إسراء تغلق الباب مرة أخرى .. ثم أسندت يديها عليه للحظات بينما كل ذرة في كيانها تتوحش بالغضب الخالص .." أنتِ ستذهبين للمحامى فىصباح الغد ، وتتنازلين عن الوصاية يا اسراء ..وبعدها لا أبالي إن زُججتُ للسجن أو حتى مصحة أمراض عقلية ؟!"

إلتفتت إليه بحدة بشياطين كانت تظن أنها ودعتها منذ عودتها بين أطفالها وزوجها ، بقسوة اكتسبتها من ماضيها الحافل بالألم " إياكَ حتى أن تفكر ، بأنى مثلها ..مثلهن؟! ضعيفه كمريم .... ، أو عاجزه بعشقك الغبي فأنطاع لقباحتك ..أنا حصلت عليك بين يدى ، سلْسِلْتُكَ بالفعل ككلب أليف سأُطوِّقعنقه بملكيتى ، ولن أتنازل عن هذا أبداً ؟!"

وكأنها ضغطت علي ذر ما أشعله في لحظة ، إسترد فيها كل عصبيته جنونه وبروده عندما قال بتهكم وهو يصفق بيديه " عرض رائع ، من أخت أنانية ، كذبت الكذبة وصدقتها ..وكأنك فكرتى فيّ مرة واحده خلال عمرك البائس وكأنكِ إلتفتِ إلىّ مرة واحده ، لتحتوينى لتفهمى جروحى لتدافعى عنِ كل الشرور التي حطمتنى وشوهتنى خالقة ذلك الشيطان البغيض الغبي الذى أمامك ؟!"

إقتربت إسراء من جلسته وهى تشوح بيديها بقهر تخبره معدده ما تخبئه بداخلها منذ زمن ويقتلها

بالذنب ؟!"

ربما لم أحاول معك لعلة مميته كانت تأكل جوفي وتشوه قلبي ، ولكنى لم أكرهك قط ، لم أنفركَ عنىّ بل أنتَ من فعلت ... وتغاضيت عن جرحك لي عن

كلامك السام وتشفيك بأخطائى ، نسيت كل إخفاق منك كأنه لم يحدث ..وبحثت عنك مأجله سعادتى في بيتى بزوجى وصغارى ..حتى يطمئن قلبي عليك .. وأنتَ من إبتعدت كالعادة نافر إياىَّ ناسى ومتناسى أنى لي حقوق عليك ؟!"

أطلق ضحكة ساخرة مشوهة كما روحه قبل أن يقول " وبعد ... ماذا تريدين؟!"

لم تبالي به وهي تقترب أكثر تكمل بحرقة " ووجدتك أخذتك بين ذراعي متحايلة ... مخبئه عن الجميع ومتغاضيه عن ما عرفته من مريم ؟!"

إنتاب جسده الإضطراب هذه المرة بشكل موجع بينما عيناه تتوسع وكأنه لقى الجحيم لتوه "مريم ؟!"

صرخت فيه بغلظة " نعم ، أختنا التى رُبيت بيننا هل تذكرها ، الصغيرة التي أُغتيلت برائتها ، تلك الفتاة التي كنت تخطط أنت والقذرة إلهام لإغتصابها ؟!"

" أنا ..أنا لم ، أعنى ...!"

قاطعته وهي تركع علي ركبتيها أمامه وهي تنهره بسخط " كنت حقير؟! ..ورغم هذا أنا لم أحاسبك ، لم أعاتبك ولم أتخلي عن أُخوتَك .. ولم أهتم لما عرفته ...غافلة أو متظاهرة بأنى لا أعرف حقيقتك الوحيدة...:. فقط لانك أخي ... متغاضية بضمير معمى أنك نجس ، ندل لا تستحق أن تحيا بيننا ، بأن لم يكن من العدل ابداً أن أسمح لزوجتك بالوقوع في براثينك ..ليتنى حذرتها ...ليتنى أخبرتها ؟!"

راقب تعابير وجهها للحظات ، الغضب المكتوم الذى تعبر عنه يديها المنتفضة وكأنها تمنع نفسها بصعوبة عن صفعه عن تشويه وجهه بإنتقام .. ثم ما لبث أن قال بنبرة مميته " لورين كانت تعرف .، أنا من حذرتها بنفسى أخبرتها أنى سأستغلها، سأحطمها وهي من أصرت أن تدخل حضيرتى لأدعسها؟!"

فغرت إسراء فمها للحظات ووجها يفقد كل ألوانه غير فاهمه ما يقوله ، مصدومه بإعترافه ... فأكمل بضحكة متهكمة مريرة " لقد أخبرتها كل شيء ، بوضوح تام ، لهذا الحد كنا متصالحين ومحبين متفاهمين ؟!"

تمكنت إسراء من السيطرة علي نفسها بمهارة ، تحسد عليها قبل أن تتتفس في وجهه بحدة باردة " كنت أم لا .، لم يعد يهم ، مراد سيصعد الآن ، ليساعدنى في جرك ، لبيتى القديم في مدينة أخرى ، وهناك انتَ سيفرض عليك ألف قانون تحت إمرتى، ولن يكون أمامك إلا خيارين ، إما أن تستعيد روحك المشوهة وتصبح رجل ، أو تظل الباقي من عمرك البائس تحت رحمتى؟!"

عكس ما توقعت تماماً لم يجادل ، لم يثور أو يساجلها بل ألقى رأسه خابطها في الجدار بقهر وهو يقول " إفعلى ما تريدين، ما عادت تفرق ..الموت الحياة الحرية الزائفة ، أو عدمها كلها كلمات مختلفة المعانى ومتشابهة المخذى " لا شيء يستحق ، نحن مجرد أرواح تائهه معلقه بين الحياة والموت نتألم محرومين من سلام الأموات نتنفس ولكننا لا نشعر بدنيا الأحياء ؟!"

لم تدرك إسراء أن يديها كانت تتقبض بشدة داخل حضنها حتى أحست بأظافرها الطويلة تنغرز هناك ناهشه إياها ،بجرح أصغر بكثير مما تعانى جوارحها المقهورة وهي تراقب أخيها الضائع ، فاقد الرغبة في الحياة ، أوحتى المقاومة .. وكأن كل رغبته كبشر في المحاولة أن يحيا بُهتت حتى إنمحت بشكل تام " رباه ، لا تجعلنى أبكِ ، أرجوك يا الله أعنى على مصيبتى ، لا أريد أن أفقده ؟

تمتمت مدعية الجمود " جيد إستسلامك هذا سيسهل الكثير ، ولكن لتبدأمعى من جديد يجب أن تُنهى أحد ديونك ؟!"

تهكمت ملامحه المنهكة قبل أن يسألها بإستسلام معذب" ماذا تريدين بعد مالكتى الجديدة ؟! إرتعشت عضله بجانب فم إسراء قبل أن تقول بمرارة " ورقة طلاق في المسجد تمنحها للمسكينة حتى تحفظ حقها ، تعلم جيداً أنهاتستحقها ممدوح ؟!"

ساد الصمت الصارخ بينهم بينما رأسه لم يحرك من مكانه وجهه باهت اللون كان ساكن تماماً وكأنها تتعامل بالفعل مع جسد ميت عالق في دنياهم ..حتى قال اخيراً بروح تتخبط كالذبيحة " لقد طلقتها بالفعل ،. ولا لن أمنحها شيئاً ورقتها الممزقة ، وحقها المنتهك كان ثمن لورقة عبوديتى ؟!"

أومأت برأسها قبل أن تتحرك من مكانها ، تمسك هاتفها لدعوة زوجها .. وهي تقول " لا بأس ، لقد كنت من التركيز أن أطلب من المحامى نسخة أصلية عن ورقة الزواج الشرعي التي قدمتها له عند مطالبتها بحق الحجز عليك ومنحتها إياها ... ومع

طلاقها الذى أقررت به لتوك .. أعتقد أن قصتكم إنتهت وإلى الأبد ؟!"

رغم الظلام الدامس الذى غطى علي لون الأخضر. الفاقع في عينيه وكأنه انقلب مرة واحده لكائن

إسود معمى بالغضب ..كان يردد بخفوت شديد

كالسكين التلم " لم تعد تفرق ... حتى وأنا أعلم أنى سأدفع ثمن غالي جداً لن أستطيع يوماً سداده ؟!"

.................................................. .....



يتبعععععععععععععععععععععع عععععععع في المشاركة التالية





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-01-20 الساعة 06:22 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 08:26 PM   #2048

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
1111

توقفت بدور مكانها متجمدة ، وإنتفاضة رعب تجتاح كل كيانها مرة واحده ، وهي تحدق في المشهد أمامها إذا كان أبيها يتكئ علي فراشها محنى نحو صغيرها الذى تركته هناك لدقائق فقط وذهبت لتسخن له بعض الحليب الذى يساعدها علي إطعامه إذ أن حليب ثديها الجاف بسبب التوتر الذى تعيشه لم يكن كافياً ...

" ماذا ، تظن نفسك فاعل ؟!" نطقت أخيراً مدعيه الجمود بينما كل خلية مضطربة فيها كانت تصرخ

بالرعب ..!"

إعتدل ياسر من مكانه ثم وضع يديه تحت جسد الصغير بحرص ورفعه بين ذراعيه يضمه برهبه إليه ...وجهه كان ضاحكاً مسترخى تماماً كما لم تراه منذ زمن طويل لم تعد تدركه ثم قال أخيراً دون أن ينزع عينيه عن الرضيع " أتعرف علي أول حفيد بدماء راوية خالصة .. ؟!"

صمت لبرهة وهو يطبع قبله علي جبينه ثم همس بحسرة " حفيدى الحبيب يملك قلباً ، متسامح ، وعطوف ...قلب لم تمتلكه أمه ؟!"

إبتلعت ريقها الجاف بضعف ، قبل أن تقترب نحوه تمد يديها في محاولة بائسة لنزع طفلها منه وهى تقول " فقط ، إبتعد عن ابنى يا أبي ، أرجوك افعل شيء واحد لي واتركنا لحالنا ؟!"

أبعد ياسر يديها بلطف ، بينما يحتفظ بإياب نحوه أكثر ، ثم قال بهدوء " تُرى إلى أي حد تحبينه يا بدور ؟!"

خنقتها عبرة مكتومة وهي تجلس ببطء بجانبه ، أنأملها تستطيل لتمرر نحو وجنت إبنها بحنان حتى لفتت إنتباهه ليدير عينيه نحوها ، ثم قالت شاهقه " حد أن أنزع روحى وأقدمها لك ، ولراشد ..قرباناً ، مقابل أن أن لا تطاله أيديكم ؟!"

نفس حركتها الأمومية كان يفعلها ياسر ، يمد جسر من تواصل أبوى كانت حطمته هي منذ زمن بينهم ..ثم قال " نفس القربان كنت علي

إستعداد أن أقدمه فداء لطيب جروحك ولكنكِ لم تسمحى لي أبداً ، يا بدور ؟!"

إرتجفت بعمق مرة أخرى ، قبل أن تغلبها دموعها وهي تقول " أنا وأنتَ قضية خاسرة ..لا أنوى

تكرارها مع ابنى"

إبتلع قسوتها بداخله وهو يقول " وأنا سأموت ، أن أحرق أحدهم قلبك علي وليدك ؟!"

سخرت بتهكم " وكأنك لا تنوى نزعة منىّ ومنحه إياه بنفسك "

" بعد حملي إياه ، لا أعتقد أنى سأفعل ؟!"

أطل ندم لحظى من ملامحها قبل أن تهمس بنفس شارد " ليت ضمه هذا يعيد الزمن للحظات ، لأغير الكثير والكثير مما إقترفته !"

أسبل ياسر جفنيه حاجب مشاعره عنها ثم قال " ليت صغيرتى ، نستطيع تلك العودة الخيالية ومحو صفحتنا المميته ...الندم الذى تعيشيه الآن ، لن يغير ما إقترفته يداك ؟!"

زفرت لاهثة وهي تقول بشحوب " ليت ؟! تبقي كلمة تمنى يستحيل تحقيقها

نظر إليها ياسر من تحت جفنيه بغموض .. قبل أن يعود ينظر للفافة الرقيقة بين يديه .. ثم حرك ذراعيه يمنحه إياها داخل حضنها الملهوف تركها للحظات تضمه نحو قلبها ، تلثم وجنتيه ، تقبل يديه الصغيرتين التي تبحث عن التواصل معها بأستكشاف وكأنه يعرفها ، يعلم بأنه بضع من قلبها يتنفس بين ضلوعها ...

ثم قال أخيراً بنبرة عملية قاسية وكأنه لم يكن منذ لحظات يمد حبال المحبة بينهم " وبعد وضعك وتحسن حالتك أخيراً أحب أن أخبرك ، أنى حددت مع عزام موعد القران ، في الواقع إنى استجبت للهفته ومنحته موافقتى لعقد قرانكم بعد ثلاث أسابيع من الآن ، وبعد أن تستردى عافيتك قليلا

، سنحدد موعد الزفاف ؟!"

أجفلت ملامحها للحظات وكأنها قد نست وسط لهفتها علي صغيرها أمره تماما " وإن أخبرتك برفضى وبأنى ، سأخذ ابنى وأغادر من هنا ، دون أن تعلم لي طريق ؟!"

وقف ياسر من مكانه ينظر إليها ببرود ثم قال " سيطاردك راشد لآخر جحر قد تستطيعين الوصول إليه نازع إبنه من بين يدى أمٍ سيئة السمعة غير مؤهله لحضانته ؟!"

توقفت أنفاس بدور داخل صدرها بينما تشعر بكلماته المسمومة تركلها بقسوة علي جرح ولادتها الرطب ، فأحست بروحها تندفع عبر جوفها "لمَتفعل هذا ؟!"

تصلبت ملامحه وهو يقول بنبرة رجل الأعمال عديم الرحمة " أفعل ماذا أخبركِ بالحقيقة المُرة التي ألصقتيها بنفسك ..؟!"

تمسكت أن لا تنهار وهي تقول " وإن تمسكت برفضى ، ؟!"



إنحنى ياسر نحوها يلمس الصغير القابع بين ذراعيها ، قاصداً قبل أن يقول بتهديد مطوى" الوحيد القادر علي حمايتك منىّ ، فرغ منكِ وإنقلب ضدك ، وإحذرى ماذا يرتب لنزع إياب منكِ ؟!"

قالت من بين أسنانها " لا أحد قادر علي حرمانى من ابنى؟!"

إعتدل ياسر مرة أخرى وهو يقول بصرامة " قد

أحميكِ منه وبالقانون الذى تبحثى فيه مع المحامى الخاص بالعائلة كالمجذوبة ..؟!"

قالت بإقتضاب" ماذا تعنى ؟!"

زفر ياسر بحرقة وهو يستدير بعيداً عنها حاجب حزنه الخاص وجعه لما يفعله بها ، داخله حتى لا تكتشفه ، حتى لا يرق قلبه ويفعل الشئ الوحيد الذى يكاد يجن وينفذه ، يأخذها بين ذراعيه يضمها بقوة داخله أن يحميها وابنها من أي يد قد تريد ذبحها ..ولكن ليفعل يجب أن تفيق هى أولا

، يجب أن تتذوق العلاج المر علها تشفي إلى الأبد

ولا تعود أبداً لجنونه وتلتفت لحياتها وعمرها الذى أضاعتهم هدراً علي رجل لا يستحق كما أمها بالضبط ؟!

قال أخيراً بخشونة " أعنى ، مقابل عقد قرانك علي عزام ، أنا سأحمى إياب سأقاتل راشد بنفسى وأمنح الحضانة لأمك ، وقتها فقط قد يتخلي راشد عن محاربتك ؟!"

كاد عقلها أن يغيب بين غياهب صدمة عرضه " هل تعنى أن أُنهي حياتى ، أن أدفن نفسى بالحياة ، مقابل أن أحصل علي حقي الطبيعي في ابنى ؟!"

إلتفت إليها ياسر بحدة وهو يقول " حقاً هل أنتِ جادة .. أخيراً أدركتِ ما ورطتى نفسكِ ونحن به ...

إسمعى هذا آخر عرض لديكِ عندى أقدمه من أجل حفيدى فقط ، أم أنتِ فلتحترقي

إكراماً لفضائحك ..سواء وافقتِ أم لا الزواج سيتم ؟!"

قالت كالمغيبة وسط بقايا عناد كريهة " وأنا كما أخبرتك ، لن أتراجع ، شرط أن تفي بعهدك ببقاء إياب لي ؟"

!

تحرك ياسر مغادراً قبل أن يقول في جليد ساخر " جهزى نفسك يا عروس ، أريدك أن تكونى بأبهى طلة ، حتى نعوض فضيحة زفافك السابق ؟!"

غادرها أخيراً تاركها تحدق في إثرهِ ، ترتجف بضياع ، بحسرة ، بهسترية الخوف والوحدة ..وحدة شديدة لا يملأ فراغها شيئاً ولا يطيبها مخلوق حتى ذراعي أمها التي إلتفت حولها ، تضمها بقوة تمسد شعرها وهي تهمس في أذنيها بخفوت مؤازر " مازلت لديك الفرصة ، أرجوك إستمعي إلينا قبل فوات الأوان "

رأسها إستند علي كتفي أمها ، رافعه صغيرها بين ذراعيها تنظر إليها بعينين دامعتين ، بقلب ينقبض بإحساس خطر مجهول لا تعرف مصدره .....ثم همست ضائعة " ماذا أفعل بنفسى وبكْ ،ألا من نهاية لهذا الحضيض؟!"

................................................

إضجع في مقعد السيارة يتظاهر بالهدوء والإسترخاء بينما جحيم قلبه المعلول يتفحم بداخله يستمع لمحدثه البغيض في تلك اللحظة ؟!..... بينما عقله يتذكر بقسوة كل لحظة دمرته فيها جوان الأمير ؟!

إمرأته القاسية ، حبيبته المضطربة عديمة التميز أو الفهم ...!

يتذكر بمرارة جسدها المرتجف عينيها الضائعة ونبرتها القاتلة وهي تضحى به دون أدنى تردد أو تفكير ..، " أنا لم أتخيل أن تقدم علي ضرب نفسك يا نضال .. للحق كان فعل متهور ويائس منك ؟!"

نفخ نضال وهو يقول بخشونة ساخرة " وأنا لم أتوقع أنك تحمل قلب رقيق حد أن تمنحنى سلاح يحوى خرطوش وليس رصاصاً حي؟!"

مط راشد شفتيه ببرود قبل أن يقول " أنا لست بقاتل ، كان يجب أن آخذ جميع الإحتياطات ، خوفاً أن تتهور ، تعلم جيداً. أن كل هذا العرض المسرحي كان هدفه شيئاً واحداً فقط؟!"

قال نضال بألم " عرفت من اللحظة الأولي التي ألقيت بعرضك عليها ؟!... إنتقامك راشد بك كان أشد وطأة من القتل ... إنى ضحيت بكل شيء من أجل

إمرأة لا ترانى من الأساس ؟!"

قال راشد بصرامة " أنا لم أكن أنتقم لم

أحتاج لهذا ... فقط بسطت أمامك الحقائق ، أنت خنت ثقتى أمانتى وظيفتك ، وصداقتي من أجل سراب ؟!"

" بغض النظر عن ما تظنه ، أنا لست فاقد الإيمان ، حتى أُقدم علي الإنتحار ، وسط موجة غضبي وحرقتى ، إنطلقت هذه الرصاصة في الباب المصفح القريب جداً منى ، وارتدت على جسدى كما ترى ؟!"

قال راشد بهدوء " أعرف ، ومن تظن أنه أوصلك

لأقرب مشفي وبأسرع وقت ؟!"

قال نضال ساخراً بوقاحة " ألم أخبرك ، أنك طيب القلب؟!"

طرقع راشد بلسانه وهو يقول بجفاء.

" لا ليس هكذا ، ولكن للأسف مازلت أحتاجك إن كنت قررت أن تدخل لعبتنا ، فأنت مجبر أن تُكمل فيها حتى النهاية ؟!"

مسد نضال علي صدره متنفس بألم طفيف مازل ينغزه مكان شظايا الرصاص التي أصابت منطقة الصدر وذراعه وجزء من وجهه " جوان ؟!"

أومأ راشد برتابه دون أن يحاول أن يزيح عينيه عن الطريق أمامه ثم قال " كما أخبرتك آخر مرة أتيت فيها لمنزل والدتك ، أنا لن أستطيع العناية بها أكثر من هذا ، ولن أخاطر بتركها في منتصف الطريق لينال منها أبيها ؟!"

لم يرد نضال علي الفور مكتفي بأن يحدق من نافذة السيارة نحو المنازل والشوارع التي تأكلها السيارات المسرعة كما يحرث بداخله جرار أرعن كل غضبه ...ثم قال أخيراً بنبرة غريبة

" لم أكن لأتخلي عن إمرأة مازلت تحمل إسمى ؟؟"

إلتفت إليه راشد مجفلاً وكأنه كان غير متوقع قبوله السريع " ستغفر لها ، بهذه البساطة ؟!"

أدار نضال وجهه يحدق داخل عينيه بإفتراس قبل أن يقول قاصفه " يصدمك ، أن هناك ما يدعوا العفو والرأفة ، وما نفع رجولتي إن إستخدمتها علي إمرأة ضعيفه يائسه تتخبط بالخذلان مثلها ؟!"

إسودت ملامح راشد وهو يلتفت عنه بعيداً لم يجيبه علي جملته المقصودة ولم يسترسل في الشرح ،نضال لأعوام كثيرة كان قريب من كل فرد منهم حد أنيعلم بكل ما يجرى بصورته الحقيقة دون تزيفه كما يفعل مجتمعه المخملي والصحافة ؟!

قال مغير الحوار " لماذا تركتها إذاً كل هذا الوقت في منزلي ، جاعلها تصدق أنى قتلتك حقاً ؟!"

للمرة الأولي منذ أن صعد لسيارته ، كان يترك لغضبه العنان ..لكل المرارة والألم المكبوتين بداخله أن ينفجران عندما هتف فيه بعنف " عليك اللعنة يا راشد ؟! ....لم أقل أنى ملاك ، كان يجب أن تموت في كل لحظة وليلة ، وهي تظن بأن دمائي في عنقها ؟!"

لم يغضبه سبه مطلقاً إذ كان لديه ما هو أهم بكثير من سخط نضال عندما قال " جوان لن تتحمل ..

أي نوعاً من العقاب أو حتى عتاب ، بل تحتاج أحداً يأزرها؟!"

من بين أنفاسه المشتعلة كان يقول بغلظة " أنت لن تعلمنى كيف أتعامل معها ، لا تدعي رحمه لا تحملها نحوها ، إن كنت تشعر بذرة شفقه عليها ، إترك إبنتها بجانبها ؟!"

ضغط راشد مكابح السيارة بعنف وتوقف علي جانب الطريق ثم إلتفت إليهوهو يقول من بين أسنانه " أتركها معها بأي صفة ، ولأي سبب ، وإنتغاضينا عن الأسباب القانونية والإجتماعية ... هل تريد منى ترك إبنتى مع إمرأة مازالت محبوسه داخل ماضيها ،

إمرأة نضج جسدها دون أن تنضُج عمرياً أو عقلياً ؟!"

فرك نضال وجهه بعصبيه وكأنه يفيق نفسه من كل أفكاره المضطربة ، وكأن في الفترة التي إبتعد عنها فيها تارك ضميرها ليعذبها بزيف فقده ، ومن أجل خاطر آخر كان رغماً عنه يجبر عليه قلبه " بأن يتخلي عنها بداخل بيت راشد لأطول وقت ممكن حتى تحقق حلمها أخيراً بجوار إبنتها ؟!" ناكر حقه هو بحمايتها ومجاورته ... جعلته أخيراً يفيق من فداحة ما كان ينجر إليه ويزن الأمور بمنطقية يتحدث بها راشد الآن قال أخيراً " والدتى باتت تعرف عنها ، لقد أخبرتها كل شيء ورغم غضبها منىّ ، اشترطت أن تستقبلها في منزلها ؟!"

رفع راشد حاجبيه بدهشة من الإجابة البعيدة تماماً عن سؤاله المطروح ثم قال بتشكك " هذا جيد

بالتأكيد ، ولكن هل أخبرتها بكل شيء ...كل شيء عن جوان ؟!"

قال بوجوم " بالطبع لا ، سر جوان سيدفن معى ، لن أشوه صورتها أمامعائلتى ....ولكن بالطبع منحتها بعض المبررات ، التي لا تخصك لنقاشها معك ؟!"

قال راشد " حسناً طلب أخير لك حرية رفضه ؟!"

" ما هو؟!"

أسبل راشد جفنيه حاجب عن نضال شيئاً من مشاعر حاده تموج داخلهما وتنعكس علي أصابعة التي تتقبض علي المقود بغضب مكبوت " لا أريدك أن تظهر الآن في حياة جوان ، مازلت أرغب في مجاوراتها لإبنتها عدة أسابيع قليلة وبعدها ، سأخبرك بنفسى لتأتى إليها ؟!"

نظر إليه نضال بتشكك قبل أن يقول " ولماذا قد أفعل ، أنا علي كل حال كنت أتحين فرصة مناسبة

لإقتحام منزلك وأخذ زوجتى ؟!"

قال راشد بنفس نبرته الحازمة الجافة " رغم ثقتنا المعدمة المتبادلة ،. سأطلب منكَ من أجلها هي ، أن تتركها لدى .. تستطيع القول أنى سأهديها شيئا يسير من حقها..... عله يساعدك علي ، علاجها النفسى الذى تحتاجه؟!"

.............................................

بعد مرور شهر ...



جلس أيوب في مقعد الطائرة يربط حزام الأمان بينما عيناه الدامعة تراقب و تتنقل بين مرح الواجمة في المقعد المجاور ، ولورين وفرح التي تتمسك بها في مقعدين مقابلين ...

" هذه أول مرة أصعد الطائرة ؟!"

همست فرح بإبتسامة مهتزة ، ربتت لورين علي يدها وهي تقول بهدوء " سيمر الأمر بخير فور الإقلاع لن تشعرى بأى رهبه ؟!"

إنحنت مرح للأمام ، بينما تمد يدها تمسك يد أبيها بمساندة تعلم أنهيحتاجها ، إبتسم أيوب بحنان وهو يمرر كفه علي شعرها مخبرها بنظرات عينيه الممتنه أنها سند قوى وصلب سيتكئ عليه لما تبقي من عمره .. ولم يكن يتوقعه يوماً ... سمعها تقول بتلقائية " أنا الأخرى هذه مرتى الأولي ، أتعلمى ماالمضحك في الأمر أنى دائما ما كنت أرى كوابيس معتمه ، تنتهي بطائر حديدى عملاق يلتهمنى ثم يلقينى من العلو علي أرض ملغمةوملعونة تبتلعنى ؟!"

تنبهت إليها لورين علي الفور وهي تقول " طائر بأجنحة من نار ، يختطفك مع مجموعة من البشر بوجوه كالحة وأجساد هزيلة ، ثم تنتهي رحلته بتفريق كل صرخة علي حده ؟!"

شهقت فرح وهي تنتفض من مكانها متابعة بتعجب " رغم أنه كان يعد في أول الرحلة بأنه ملاك نجدتك لا ضياعك ؟!"

إرتسمت الصدمة في عينى ثلاثتهن بينما ينظرن

لأيوب بخوف يتصاعد حتى أوجههن وكأنهن يلقين

بإتهام معتم بيد كابوسهن المشترك الغامض ..." ليس صدفة أن تحلمن بنفس التفاصيل صحيح " قال أيوب بمرارة ثم تابع عندما إستمر صمتهن " لم

أُجبركن علي الرحيل مازلنا نستطيع العودة ؟!"

" لا " هتفت مرح ولورين في نفس واحد صلب ومظلم ..

عم الصمت لدقائق أخرى لا يخترقه إلا همس المسافرين علي نفس الرحلة ، وصوت قائد الطائرة الذى يلقي بمعلومات رحلته التي علي وشك الإقلاع ...

مدت لورين يدها عبر الممر بتردد ، حتى حطت علي ساعد أبيها تنظر إليهبعينين دامعتين ولكن لأول مرة يرى الرضا فيهن ؟! ثم همست " الطائر كان من أتى بنا هنا الي أرض الأوهام ، نازع منا حتى حق تقرير المصير ، بينما الآن نحن من نختار بأردتنا المضي في مطاردة حلم عودتنا ؟!"

أطلق أيوب نفس ملغوم بالعجز بالخوف ، بالقلق ثم

قال " أخشى عليكن من خيبه أخرى ، من أرض غريبة نلجأ إليها بأمل نعرف أنه صعب تحقيقه ؟!"

قالت لورين بقوة بإصرار ناقد جسدها الهزيل المنهك ،وضعف الفؤاد المغدور " ولكنها أرض تشبهنا يا أبي ، تقربنا من غايتنا ، أرض صرختنا فيها سيتردد صداها علي حدود " فلسطين الحرة "ليسمعها باقي أهلينا

هناك ؟!"

قال أيوب بألم وهو يربت علي يدها التي رقدت في كفه " أخشى عليكِ أنتِبالذات من الندم ، من ترك حياتك ومستقبلك التي حاربت لتأسيسه، أخاف عليكُ من ندم مخلوط بالحنين ؟!"

حدقت في عينيه للحظات ، تقرأ العتاب المغلف

بالشفقة فيهما ثم قالت بصلابة ، وكأنها واحده أخرى غير تلك التي رأها تتخبط بضياع لأسابيع تنعي حباً وحظاً مرير ، تتمسك بالصمت ، وترفض

الإفصاح عن وجع دمرها ، مكتفيه بإخباره بطلاقها المعتم ، مصره عليه أنيتبع خطته الأساسية في مغادرة أرض الكوابيس التي نالت منهم إلى الأبد ، " لم يعد لي شيئا فيها ، كما أنتَ ، لقد حققنا حلمنا الصغير بعودتنا يا أبيتحت جناحك ، ولم يبقي لنا غير مطاردة حلمنا الكبير ؟!"

إهتزت إبتسامة غير واثقة علي وجهه المغضن الذى شاخ من أهوال الزمن الذى نال منه ما ناله ثم قال " كل شيء مرتب هناك ، فقط نأمل ألا يطول تشتتنا ؟!"

:-" سنفعل يا أبي ، لا نملك إلا أن نخوض تلك الحرب ، لنجمع آخر شطر من فؤادك الذى إنقسم ؟!"

" عيسى " قال أيوب بمرارة منحوره ..!"

أعادت رأسها تسنده علي ظهر المقعد ، تغلق جفنيها ببطء حاجبه نظرة الحداد فيهم بعيداً ، كاتمة كل

أوجعها عميقاً داخل ممراتها السرية ملقيه فيهم كل كسورها ، خالقه منهم ناراً حاره تلتهمه لتبنى لورين من جديد لتنهض كما العنقاء ، نافضة عنها كل آثار الرماد ، لتبعث لورين أيوب الخليل الحرة كما أرضها كما أوطانها كما تصر أن تزرع داخل كل واحده من

أخواتها " ستعود الحمامات هذه المرة بنفسها لتحتمى تحت جناحي صقرهن الحارس؟!"

مرت لحظات طويلة طويلة جداً من الصمت المعتم ، غارق كل فرد منهم في أحلام وأمانى ما تحمله لهم طائرتهم التي أقلعت تشق عنان السماء الواسعة ، حتى شعرت أخيراً . بمرح التي بدلت مكانها مع فرح وجلست بجانبها ثم همست بصوت محمل بالقهر " لقد صمتنا ورحلتى ، دون أن يدفع الثمن كماوعدتِ ؟!"

أدارت لورين رأسها علي المسند ، تنظر لأختها بهدوء ، بسلام شديد ، وراحه غريبة وكأن قلبها لا المحطم جبر بطريقة غامضة ثم قالت أخيراً بنبرة مريبة وغريبة "في بعض الأحيان ، لسعات القدر كفيلة بأن تحقق غايتك ، ثمن جريمة ممدوح الأول كان أنا ، رحيلي وتركه ورائي كأنه لم يحتلنى يوماً قط... أما ثمنه الأغلى هو حرمانه إلى الأبد من الحلم ....و بأن يحيا بلا أمل ؟!"

عقدت مرح حاجبيها للحظات بعدم إقتناع ، قبل أن تنزلق عينيها تحدق بذهول نحو كف لورين التي لمست للحظة واحده بطنها المسطح ...

...........................................

كان يتحرك في الغرفة الغريبة داخل المنزل الأكثر غرابة ، بين أناس إستقبلوه بالحب بالود ، وبإشواق رغم صدقها لم تترك بداخله إلا توحش ينهشه ينتهكه يشطره ، بالحزن العظيم ، جاعلِهِ يشرب من مر كأسه الذى جرعه لها ، وحدها دون ذرة شفيع أو رحمه بمن حملته وهناً علي وهن " أبي ، أين أنتَ ، لمَ تختفي منذ الأمس ، أرجوك عد إلى هنا ؟!

ضغط علي ذر الإرسال ، للمرة التي لم يعد يدرك عددها ، ولكن كالعادة لم يأتيه أي مؤشر علي وصولها ....

دفن نزار وجهه في الوسادة ملقي حمله هناك بتعب ...تعب من كل شيء بروح تخفو ببطئ ، بتهمل حتى إختفت تماماً ذاهب عنها الدفء ، مغلفها صقيع ، يماثل الجليد الذى يملئ طرقات هذا البلد ، هذا الوطن الذى أُستقبل فيه كأمير متوج علي عرش أسرتهم ، أمير منحوه كل ما كان يطارده طوال عمره ، عائلة محبه ، محتضنه تهفو لودِه بكل السبل وكأنهم جميعاً يحاولون التكفير ، عن نبذه وأمه ، منذ سنين ، ...حنين ودفء وتقبل ، لم يترك بداخله إلا الخواء ، إلا ذعر لن يردعه إلا ذراعي هناء ،وشطآن عيني أميرة القصر السجينة ؟!!

" ماذا جنيت علي نفسى ؟!"

.................................................. ..............





يتبع ...

ru'a likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-01-20 الساعة 06:22 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 08:43 PM   #2049

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile14


وعلي بعد آلاف الأميال ، فتح جوشوا هاتفه يمرر عينيه علي رسائل ابنه ، بتعاطف ، قبل أن يغلقه مرة أخرى واضعه داخل جيبه وهو يهمس بإصرار " حان وقت إيجاد طريقك وحدك يا نزار ، لا مزيد من مؤازرتك ، يجب أن تدفع ثمن أخطائك يا صغيرى؟!"

ثم حرك يده ، يدق جرس الباب ، بهدوء يرسم

إبتسامته المهادنة المحبه ، حتى فُتح إليه الباب ليطل منه وجه سديم عشقه والتي توسعت عينيها

بإجفال للحظات قبل أن تقول بلا تفكير " ماذا الذى تفعله هنا ، ألم ننتهي من تلك الصفحة جوشوا ؟!"

هز كتفيه بأناقة قبل أن يقول بصوت رخيم " لا لقد مزقنا الكتاب الأليم كله ، يا هناء ..وأتيت بكتاب من الماس صعب كسره ، وقلم حبر حتى نخط فيه سطوراً يستحيل محوها ؟!"

زمت فمها بعناد للحظات ، وبدأت أنها علي وشك غلق الباب في وجهه من جديد وهي تقول " ربااااه ، عد

لإبنك جوشوا ، ولا تجن بالعودة ؟!"

وضع يده علي الباب بإصرار قبل أن يقول بمشاكسه حلوه " كان يجب أن أعود لقد نسيت إخبارك بشئ هام ، ربما تغيرى رأيك وتعودى إلىّ إن سمعتيه ؟!"

حسناً هي بالنهاية أنثى ، تتحول لطفلة صغيرة وشابه يانعه ، إن وجدت يوماً حباً كعشقه يحى

زهورها الذابلة تصنعت الجدية وعدم الإهتمام وهي تقول " ماذا لديك إطربنى حضرة الأمير ؟!"

إرتعشت نبرة صوته كما إهتزت يديه ، داعي خالقه

أن لا تتبين في تلك اللحظة مقاومته المستميتة لرغبته الوحيدة جذبها من ذراعيها عنوة ، إحتضانها داخل ضلوعه حتى تمتزج فيه تخلط داخل دمائه ،

فلا تنفصل عنه مرة أخرى ابداً ، كما أن أفكاره لم تكن عذرية تماماً إذ أنكل ما يطوق إليه هو إشباع ذلك الفم العاصى الذى يصر علي دحره تقبيلاً ، حتى تذوب بين شفتيه كقطع الحلوى همس أخيراً بالعربية " لقد حفظت قصائد شاعرك المفضل كلها ؟!"

للحظات توترت ، بينما اللون الأحمر يزحف علي وجنتيها ، وكأن الزمن يعود بينهم للحظات مشابه ، إبتسمت اخيراً في وجهه فكانت أجمل ابتسامة حصل عليها يوماً ثم همست مازحه بخجل " خدعة قديمة ، أنا علي يقين أنك نسيتها تماماً مرة أخرى؟!"

إقترب منها خطوة أخرى ، محاوطها بعينى لا تغفل عن أقل شعور يعبر خلايها يتشربها بجوع ، يمنحها برغبة ، يلمسها برقته برفقه دون أن يمد إصبع واحد نحوها ، لقد كان يتنفسها عبره كما كان هو يكسر شيء فيها سامحه له بالولوج الحذر ثم قال " إذا عودى الي وعلمينى مرة أخرى ، طفلك الضائع سيدتى يرجوك عطفك وحنانك ؟!

هتفت فيه بحنق دافعه الحرج

" رباااه توقف عن النظر لىّ بهذا الشكل ، عن الهمس لي بتلك النبرة ؟!"إبتسم برزانه عكس نبرته العابثة الحارة " عينى العاشق لا تأمر أوتعاتب كما قلبه الراغب في الوصال .. يا هناء ؟!"

صمتت مرتبكة مبهورة ، عاجزه أن تجد مخرج واحد معه ، ثم علي غفله منه كانت تستغل شروده فيها وتزيحه مرة واحده مغلقه الباب في وجهه " يا الله هذا لن يحدث ...أبداً لن أقع في فخك مرتين ؟!"

أتاها صوته الحانق من خلف الباب " سأعود يا هناء ، دائماً ما سأعود حتى تيأسى وتقبلينى في حياتك ؟!"

..............................

" هل تثقي بي صغيرتى !"

همست باختناق " نعم ، أكثر من نفسى حتى ؟!"

قال بألم لم يحتاج ان يحجبه عنها بالذات "اذاً ودعيها دون أن تشعر .. وإصعدى علي الفور ، مع الحارس ، وإنتظرينى حتى آتى ؟!"

بكت بكت بحرقة ، بفاجعة صعبه وهي تقول بأرتعاش "كيف تريد. منىّ ترك شوشو ، وأمى ، ووخا...أعنى؟!"

كان يحترق ، ينصهر بالألم باليأس والوجع وهو يقول بصراحة مطلقه " لم يعد لنا مكان بينهم صغيرتى، هذه الأرض لم تعد تسع لى ولك وهم فيها .. لقد تعب أبيك يا سَبنتى ، شرب الخذلان و الوجع والقهر ، وآخرهم كسر هامتى ورجولتى ، فهل ستتركينى أرحل وحدى ؟!"

إلتوت ملامحها بالقهر قبل أن تهتف فيه دون تردد " لا ..إلا أنتَ ؟!"

" إذا ستفعلي ما رتبته معك بالأمس ؟!"

شهقت بغصة أخرى ، وهي تومئ علي الطرف الآخر دون أن يراها...ثم قالت في محاوله يائسه للتمسك بأى شيء من هنا " شلبي ، لا أستطيع تركه ؟!"

اخذ أنفاسه بصعوبة قبل أن يقول بحزم لطيف " لن نستطيع إصطحابه معنا ، سنتركه هنا أنا أثق أن شيماء سترعاه بعدك ؟!"

قالت " هذا صعب ..صعب جداً يؤلم منذ اللحظة ؟!"

أغمض عينيه حاجب الألمة الخاصة ثم قال " أشعر بكِ صغيرتى ، ولكن لم يعد هناك حلول أمامى حتى أنجو بكِ وأخيكِ ؟!"

:-" ماذا ، تعنى ..لا راشد أنتَ لن ؟!"

قال سريعاً " سَبنتى نفذى ، ما طلبته منك ، وإياكِ بأن يكتشف أي مخلوق شي أمامك نصف ساعة لا أكثر ، وتصعدى السيارة التي تنتظرك ؟!"

.........................

وضع هاتفه في جيبه بعد أن أرسل رسالة أخيرة لخالد ؟!

" رسالة مماثلة لأخرى أرسلها لنوة وعمه ..... متلاعب بهم دافع كل فرد منهم لما يريده في خطته ، دون ان يشعروا؟"

ثم أخذ عشر دقائق كاملة يزفر فيها بصعوبة وكأن أنفاسه أصبحت عليلةتؤلمه " أنتِ السبب ، لا أغفر لكِ أبداً ما دفعتينى لفعله بكِ وبه ؟!"

.................

فتح راشد باب شقة أحلامه الملعونة بالفراق ، شاعر أن روحه تغادر جسده بأن قلبه بالفعل خلع من مكانه بعملية جراحية صعبه ودقيقة ، وزرع مكانه حجر من الصوان الصعب كسرة أو حتى خدشه ، وجهه جامد لا حياء فيه ،

جسد صلب يتحرك كألاشباح ، وعيني خاليتين من الحياة معتمتين بالجراح ، لقد حرص أن يراها ؟! ، لقد أصر أن يجلد نفسه ، حتى ينزع بداخله أي ذرة رحمه ، أو تردد قد تجد لها مكان في فؤاده ... وحدث ، بمنتهي السهولة المره وهو يراقبها تتهدى في فستان باللوان الأسود اللمع ، وبوجه زين بعناية تاركها بأجمل طلة لعروس ، تتفاخر بعريسها الملهوف ، الذى هرع إليها ، يتبطئ ذراعها يميل يهمس بشئ داخل أذنيها ثم يصطحبها لداخل القاعة ؟!

لا هو كان غافل عن نظرة الضياع التي سكنت عسل عينيها عن جسدها الذى إنكمش بغريزته حذر من

ملامسه زوجها المستقبلي ، وعن نفسها التي كتمتها بإصرار مقاومة نوبة قئ رداً علي هسمه المتوعد بليال غرام طويلة ..!"

هو لم يتبين ولم يرى ، إلا أن انها كانت من العناد لأن تصل لتلك اللحظة مع عزام .. لأن تسمح إمرأته لرجل آخر أن يلمس ما كان له وحده ..." والإعتراف المرير ، الذى يحرق جوفه هو الآن وفقط ، يفهم يشعر يحترق متحطم مليون مرة بطعم " الخيانة الصافية ...هو خان مرة في لحظة ضعف ، وهي خانت بكل إصرار وتجبر ؟!"

ليس الآن يا راشد ، لم يحن وقت الانهيار ..مازل إنتقامك لم ينفذ بعد ؟!"

دقائق بسيطة مرت قبل أن يدق جرس الباب .. تحرك فاتحه علي الفور ، سامح لضيفته العزيزة

بالدخول ..

والتي خطت للداخل مرفوع الرأس بعجرفة دافعها شعورها الشامت المنتصر " لم يتغير شيء هنا ، مازلت أحفظ كل قطعة أساس داخل رأسى ؟!"

أغلق الباب ورائها ووقف مستند عليه ، بهدوء دون أن يمنحها الرد .. تجولت قليلاً بعينيها في المكان ،قبل أن تعود بعينيها تتفحصه بتهمل وهي تقول " وأنتَ هل تغيرت ؟!"

حرك رأسه علي جانب واحد وهو يقول غامز بعينيه " ماذا ترى ؟!"

:-" كما أنت ، ناهيك عن قسوتك عليّ في المرة السابقة من أجل أعين " الطاووس المغرورة؟!"

تعبير دبلوماسي مدروس بعناية كان يرسمه علي

ملامحه وهو يقول " ما عاد هناك طاووس لأدافع عنه من عدمه ، تستطيعين القول أنى أعتذر لقسوتى معكِ المرة السابقة ؟!"

تأملته نادين قبل أن تقول بتشكك " حتى بعد ما عرفته ؟!"

هز كتفيه وهو يقول ببساطة " لم يكن ذنبك وحدك ، أنتِ لم تخططين لكل هذا ..بل فعلتيها بدافع وصالي والتقرب منىّ صحيح ؟!"

نظرت إليه نادين متفكرة قبل أن تهتدى لفكرة

زرعت داخل عقلها بخبث ..نمر الراوى مجروح ،ويحتاج في هذه الليلة بالذات لإمرأة تعيد ثقته في رجولته التي كسرتها الأميرة الحقيرة .....لطالما كانت مقتنعة أن الرجل مخلوق أحمق، يركض وراء رغباته وبقليل من الإغراء يسقط في فخ ملذاته، وهي فعلتها مع هذا الجامد مرة، فلمَ لا تستطيع أن توقعه هنا والآن في تلك الشقة بالذات حيث دعاها إليها مرة أخرى بكامل رغبته وفي ليلة زواج تلك المغرورة... كل الطرق أمامها مفتوحة وفرصتها الذهبية متاحة، فما يخط في عينيه الشاردتين الآن رغم إدعائه البرود يخبرها بأنه من السهل وقوعه مرة أخرى...وبرغبته التي بيديها

خلعت نادين معطفها ببطء مقصود حتى سقط على

الأرض خلفها وهي تقول بتلكؤ "هل تعتقد أني غبية، لقد أخلت بالشروط فهي لن تترك حفل زفافها ملبية ندائك"

رفع وجهه الخالي من الإنفعالات ينظر إلى إقترابها منه خطوة تلو الخطوة ببطء مغري مدروس ..ثم

قال "ستأتي بعد عقد القران، والمال الذي طلبت في هذه الحقيبة التي تجاورني، تعلمين جيداً أني لا أخلف وعد قطعته؟!"

صمته، هدوئه، عدم منعه إياها أو إستنكاره شجعها

لأن تقرب خطوة أخرى حتى لصقت صدرها في جذعه.. ثم قالت بصوت وضعت كل خضوعها، فيه ..... نبرة غانية تعرف جيداً متى تضرب بأنوثتها على مواطن ضعف رجل غاضب وساخط، يحتاج لكل مواساة ممكنه لجسد جميل ناله مرة ، أسقطه مرة، ليفرغ فيه كل قهره، وهي مستعدة بل متلهفة لأن تجعله يحقق كل خيالاته ...وكل أحلامها أن تنال رجل مثله مرة أخرى حتى وإن كان آخر ما تفعله همست "بينما ننتظر، إمنحنى الفرصة لأن أبدد عنكَ بعض من غضبك.. لا أريد المال بل ساعة واحدة بين ذراعيك تساوي أضعافه عندي؟!"



أمسك إحدى كتفيها يضغط عليه بطريقة مقصودة بينما يده الأخرى كانت تستطيل لتلامس وجنتها وهو يقول بهدوء "هل تشعرين بي يا نادين.. ترى كيف أحتاج لحب إمرأة في هذه اللحظات؟!!"

إرتعشت بعمق، بإستجابة مهولة بالشوق لأن يلمسها راشد مرة أخرى، لأن يطفئ رغبة حارقة أذهلتها، وكأن ما حصل بينهم ذات مرة لم يمحَ قط بل بقي

عالق في ذاكرتها متمنية تكراره، قالت بلهفة ويديها تمر من تحت أزرار قميصه "نعم، نعم دائماً كنت حلم وذكرى تطاردني، يحترق لها جسدي، صارخ بجنون متمني لقائك وكأنك لم تنفرني قط..!"

الإهتزاز كان من نصيب جسده الضخم هذه المرة، لم يمنعها أو حتى يجرحها بكلماته، مما شجعها أكثر أن تستطيل علي أطراف أصابعها.. لتمد شفتيها المغويتين نحو فمه في دعوة لم يحققها على الفور، ولم تفهم تعابير وجهه الغامضة، إذ أنها عاكست رد فعله الجسدي على الأقل!

أمسك بأنامله ذقنها يفركه بترفق قبل أن يميل نحو أذنها، أنفاسه الساخنة تلفح عنقها ...تسبب لها

الإضطراب فتكاد تركع على قدميها متوسلة إياه أن ينهي عذابها وينالها... "لا أحب التسرع يا نادين، إن كنتِ تريدين، فسيحدث هذه المرة كما أريد أنا بتمهل شديد، وبخطوات مدروسة تزيديني رغبة؟!"

إلتصقت فيه أكثر فأكثر كفيها يحفران حفراً على صدره بينما تقول بلهفة "أريد ..وأرغب بشدة، كما أن هذا العرض إن قدم لها في مكانه الصحيح ..سيمنحك إنتقام مضاعف!!"

بنفس أنفاسه التي تلفح أذنيها كان يقول "بالطبع ...

بالطبع عزيزتي، ولهذا تحديداً أريدك أن تدخلي إلى غرفة النوم تخلعين كل ملابسكِ، وترتدين ثوب

باللون العسلي ستجدينه معلق مكانه منذ خمس أعوام مضت ..وتنتظرينني وكأنك عروسسسسسسي؟!"

ترددت وللحظات تنبهت خلايها بالشك وهي ترفع رأسها نحوه تبحث داخل عينيه عن سخرية، إستهزاء أو حتى فخاً من أي نوع، فلم تجد فيهم إلا نظرة خااااوية...

وهو كان من الخبث من اللوم أن يمحو كل مخاوفها البسيطة عندما أمال يلثم جانب فمها ببطء شديد مغري لرجل يعلم جيداً كيف ينال مراده "هل ستفعلين هذا من أجلي نادين،تخبريها كل ما تريدين وأنتِ فوق فراش عرسها المهجور، تتغنجين متشبعة حد التخمة بين ذراعي حبيبها ووالد طفلها؟!"

أي شيء يجعلها ترى نظرة الانكسار في عيني بدور الراوي ستفعله "نعم، بالثوب العسلي الذي ستخلعه بيديك عن جسدي الراغب والمشتاق!"

أمسك بأصابعه نحرها وهو يقول بحرارة وتوعد مقصود "أو سأنزعه بأسناني عزيزتي؟!"

..............................................

داخل قاعة أعراس صغيرة ملتحقه بأحد المساجد ، والتي أجبر عزام علي مضض تقبلها بعد أن رفض عمه بشكل قاطع أن يقيموا حفل قران ضخم مخبره أن يأجل الامر ، لزفاف ...حفل زفافه الضخم الذى سيقيمه بترف وبزخ حفلاً سيدعو إليه كل فرد يعرفه ولا يعرفه ، ويطلب فيه أكبر مغنين في البلد، لقد إقترب ... إقترب من كل شيء ، لا بل هو علي بعد فرقعة إصبع من تحقيق حلمه وحصوله علي حبيبته وسر وجيعت روحه ..

بينما بدا خالد في في تلك اللحظات يتلظى علي صفيح ساخن ، يحجم جنونه ورغبته الحارقه في نزع أخته من علي تلك الطاولة صافعها مراراً وبدون توقف حتى تفيق مما تفعله بنفسها .... بينما والده المجاور له يمسك بذراعه يبقيه قاصراً ثابت في مكانه وهو يقول " أعدك أن كل تلك المسرحية ستنتهي ، أنا أعرف أختك عن يقين ، سرعان ما ستفتعل فضيحة أخرى وتهرب من هنا ، لهذا أنا أصررت أن لا يحضر معنا إلا أشخاص معدودين علي الإصبع ..!"

كانت نوة أيضاً تتماسك بصعوبة أن لا تنفجر فيها تخبرها بكل ما تعرفه ،بينما أمل ضئيل يدفعها لأن تتعلق عينيها بباب القاعة تعلم أنه لن يسمح ابداً ، بأن يجعل هذا الأمر يتم " أين أنتَ ؟!"

وبين كل هذا ، كانت هي تجلس هناك تراقب الشيخ الذى يرتب أوراقه مجهزها للعقد ، تتطلع في وجوه الجميع المتفاوتة المشاعر دون أن تشعر بهم حقيقة ... عينين زائغتين جمود وصمود حطم ولم يبقي غير الضعف ، و الحنين ! ، ذكريات مشابهه بتفاصيل مبهجة ، لفتاة بدت لا تعرفها ، لا تخصها ..فتاة فخورة وعاشقه متلهفه خجلة ، تتطلع لحبيبها الذي يتفحصها بعينين عاشقتين بهمس خافت مترفق محايل ، لعذرية أذنيها كما قلبها الذى إمتلكه منذ فتحت عينيها علي الدنيا ... ثم لا اردياً كانت تقارن ما بين وجهه ذاك الحبيب وبين وجه عزام الذى إنقلب بشكل مخيف ، لقرد متوحش يكاد يمزقها ... أغلقت عينيها محاوله

بإستماته حجب تلك الصورة بأن تتماسك ، بأن لا تقف من هنا وتفر هاربه ، فلا ترى خلف جفونها المغلقه ، إلا لحظات نطق راشد بقبول زواجه منها .. بوقوفه فجأة يخطف ذلك المنديل من الشيخ مازحاً برجوليه ، بيده التي حاوطتها رافعه من علي المقعد دون خجل ، بدفنها وجهها الذى إشتعل بألحرج داخل عنقه وسط هتاف

أخواتها المشجعين ،بين ضحكات الضيوف الخشنة ، ثم بسحبه لها هناك تحت أشجار منزلهم ، وإختطاف أول قبله لهم معاً ..أو تلامس حقيقي بينهم وهو يحتضنها بقوة يداخلها إلى صدره الواسع يهمس لها بعشقه الكاذب !" الخائن ؟!"

شعرت بيد عزام تسطو علي كفها المتمسكة في الطاولة وكأنها تحميها من سقوط محقق ، فتحت عينيها سريعاً تحدق فيه بعجز ، ببغض ، وبفؤاد ينزع من مكانه ، دون أمل أن يعود ابداً " لا أصدق أنكِ

أخيراً لي ؟!"

شحب وجهها فاقد كل ألوانه حتى ذلك التبرج لم يستطع أن يخفف من وطأة ذلك المرار الذى سكنها وهي تهمس " لم أصبح بعد ؟!"

تجاهل تماماً مشاعرها ، الكره المتطرف والغير عادل من كل فرد يحاوطهم ، ببصق زوجة عمه الرزينة

دائماً الرحيمة ابداً. في وجهه .. ورفضها القاطع ، أن تحضر معهم متذكر قسوتها وهي تضم الطفل بين ذراعيها وتخبر بدور دون رأفة " إن عدت وانتِ

زوجة ذلك الندل ، سأعتبرك ميتة يا بدور ؟!"

تمتم عزام وهو يعيش في فقاعته. السعيدة الخاصة " دقائق فقط حبيبتى ، وسأمحو عنكِ كل حزنك ،

أضمك علي قلبى أنا أُقدر جيداً معنى إمتلاك وعشق إمرأة مثلك ، أنتِ الدنيا لي يا بدور ؟!

لهثت من فرط الانفعال ، بينما كلها يهتز بقسوة ، عينيها تغرورق بالدموع ، وأناملها المهتزه تصعد نحو عنقها ، لتمسك بقلادتها المخفيه هناك متذكرة

" هذا من أجلي إنه رائع

جداً"

أمسك راشد الطوق من على صدرها ثم قال برقة وهو يتابع فتح الحلقات الحلزونية ليشبكها لتصبح بسهولة على شكل الكرة الأرضية !! وكل حلقة وأخرى مطعمه بالماس على جانبيها،وكتب بداخلها بضع كلمات ترجمها هو بعشقٍ ينبض من حنايا فؤاده"أهديكِ العالم كله بين يديكِ،وما أنا إلا ذرة في تكوينه،نجمكِ المحترق في مداركِ أبداً،راشد"
ومن غيرك يستحقه " أنتِ الكون اجمع "؟!

انتفضت من ذكراها البسيطة
"
و وقفت أخيراً كمن يهرب من ثعبان سام ، وجده يلتف حوله علي غفله منه ، مما نبه جميع الحضور أن يعلقوا أعينهم عليها .. نظرت نحو أبيها ثم عزام .. ثم أبيها مرة أخرى ، وهي تهتف بنبرة من يوشك علي

الإنهيار " أنا لست دنياه ، ولن أكون أبداً ...أنتَ لن تستطيع إجبارى ؟!"

لم ينطق ياسر بشئ فقط ترك يد إبنه أخيراً محرره ليقترب من أخته سامح له دون أن يشعر أحد بأن يأخذ دوره ويحميها منهم ؟!

وقف عزام يحاول أن يدعي اللطف وهو يقول " أنتِ غير جادة ، لن تفعلي هذا بنا والآن ...أخبرينى أنها رهبة الأمر لا أكثر ؟!"

إلتفتت إليه بوجهها بينما تتحرك بعيداً للوراء وهي تقول " ليس هناك نحن ..ما فعلته بموافقتى إياك كان خطأ لا يغفر ، أنا لن اتزوجك ولو كنت آخررجل في دنياك المضحكة تلك ؟!"

الشرسة تمكنت منه وجهه القمئ ظهر علي السطح بينما يهمس بشرر" وأسمح لكِ بالعودة إليه صحيح ، في أحلامك لن يتحرك أحد من هنا ، حتى يتم هذا العقد ..صحيح عمى!!"

لم يمنحه ياسر الرد بل إكتفي بأن يثبت عينيه علي إبنته ، والتي أخذت في التراجع بذعر خالص حتى أُصطدمت بصدر خالد . إلتفتت إليه مجفله بخوف ..سرعان ما إنمحى وهي تقول بقهر" لقد قلت إنك ستحجر عليّ ، ستمنع أي أحد يجبرنى علي ما لا أريد أين وعدك هذا يا خالد؟!"

نظر إليها خالد بجمود للحظات قبل أن يقول أخيراً " ماذا تريدين الآن ، بعيدا عن عنادك وغبائك ؟!"

هبطت دموعها علي الفور بينما يديها تتمسك في صدره بعنف ثم هتفت كالمجذوبة

" إبنى...أريد أن أحتضن إبنى يا خالد ، قلبي يؤلمنى يشعر بسوء يحيطه ؟!"

رق قلبه الرحيم علي الفور ، ثم أحاط كتفيها حاميها مظهر شراسه مستعده للإنقضاض علي أي شخص يفكر من المساس بها " سنخرج من هنا علي الفور ،ومن سيفكر بمنعي لن أتردد كى أرديه قتيلاً ؟!"

ضحك عزام بقمائه وهو يصفق بأحد يديه علي يده

الأخرى المعلقه في جبيرة ثم قال " عش في أحلامك الخائبة يا فتى ..الزواج سيتم رغم أنوفكم ؟!"

أيضاً لم يرد ياسر علي تلك المهزلة مكتفي باستمتاع غريب بما يشاهده ، وكأنه حصل لتوه علي جائزة ما محقق مسعاه ورغبته ؟!"

تدخلت نوة أخيراً وهي تمسك هاتفها التي وصلت عليه رسائل عديدة من راشد تغاضت عن رسالته

الأخيرة التي يخبرها فيها ... أنه لم يعد بشئ منطوق ، وبأن ما ستعرفه بدور الآن لرغبة عنده ؟!"

" بلا عزام المسرحية إنتهت وأخيراً سنرتاح من ثقل وجودك الخبيث بيننا ؟!"

إلتفت اليها بحدة " وأخيرًا المغرورة الأخرى تنازلت وتحدثنى ، ويا هل ترى كيف ستفعليها سيدة نوة ستقتلينى؟!"

" بل سأخبرها بكل نجاستك .. بفعلتك القديمة مع ......؟!"

بترت نوة جملتها بعنف الصدمة وهي ترى آخر شخص كانت لتتوقع إقتحامه المكان ...والتى

إندفعت صارخه تبحث بهسترية عن بدور " جوان ؟!"

" أنتِ السبب ...أنتِ لعنة حياتى لقد فقدتها مرتين بسببك ، خسرت نفسى وشرفي ودنيتى بسببك ؟!"

تصاعد الإرتباك في المكان وبدا ، أن صراخ جوان جعل الجميع فاقد سيطرته بل وتركيزة مشلول ، حتى التفكر والتدبر بما يحدث ...؟!"

اقتربت جوان من بدور ، ودون مقدمات كانت تخبطها بعنف بقهر وكأنها تفرغ فيها كل ماضيها كل عتمتها كل فقد وكره ..حضيض وبغض ونفور جميع من عرفتهم في حياتها ..داخل صدر بدور وهي تقول بحرقه من بين أسنانها " غرر بي ، بسببك ، أنكر

إنتهاكه لجسدى بسببك ، نعتنى بالمنحله ، وتنكر لطفلتى بسببك ...فقدت أمومتى ودفنت حيه ، بسببك ..بسببك وحدك والان جردت من حنانها من قربها من شمى رائحتها لأن الحقيرة المغرورة لم تستطع أن تتنازل ولا ترتبط بالحقيرعزام ؟!"

راقبتها بدور كالمشلولة للحظات بينما زاد الصخب من حولهم ، إقترب ياسر محاول أن يبعد جوان عنها ، فكان خالد الأسرع وهو يمسكها من ذراعيها يبعدها عن بدور ، إلتفت إليه جوان تحدق فيه بضياع وهي تقول بققهة بكاء عالية " لقد جردنا منها ...اختطفها منى ومنك ؟!"

شحبت ملامح خالد وشعر بأنفاسه تنهت داخل قلبه الذى اعتصر بقسوة " عن ماذا تتحدثى ؟!"

قالت بشهقات انهيار مرير " لقد أخذت سَبنتى ، راشد رحل بعيداً ..بعيداً جداً حتى لا يعثر عليه أحدنا يوما كما اخبرنى؟!"

إلتوت ملامح خالد بعدم تصديق بينما يهز رأسه ببطئ وهو يقول"تكذبين..مستحيل أن يفرقها عنى لقد وعدنى ؟!"

لطمت نوة خديها بعنف وعينيها تجرى علي رسالة أخرى أرسلها راشد بينما تقترب من بدور وهي تهتف بذعر" لم يعد ، لقد حركنا لما يريده هو

يا خالد...؟!"

وضعت بدور يدها علي قلبها الذى شعرت بالألم غير محتمل يقتحمه هناك قبل أن تقاطع تباريهم وهي تهمس بإعياء" هل يمكننى ان أفهم لماذا هذه المرأة هنا وتتهمنى، بماضيها مع راشد ... تحملنى أن ذنب إنكاره لابنته ؟!"

اختار عزام هذه اللحظة أن يتقدم متخطى بدور ، متوجه بعنف نحو جوان ناوى أن يطردها من هنا أن يبعدها قبل .. أن تصحح ما يعرف يقين أن بدور تعتقده ...!!"

" أيتها المنحلة اللعينة ولكِ عين تواجهينا ..لقد كانت تحيا في بيت عاشيقها راشد منذ أشهر بدون رابط يجمعهم ؟!"

وكأنه منحها قوة لا تهزم.، وهبها هدية تطوى جحيم عاشته طويلاً بسببه ... وكأن كل لحظة ضياع تسبب فيها كل إهانة تحملتها .. إجتمعوا متزاحمين بداخلها لتندفع من بين يدي خالد نحو عزام ، تمنحه صفعه مدوية. تعقبها أخرى وأخرى وأخرى مستغله ذهولة وعنصر إرباكه ... بينما تزمجر فيه بشراسة لبوءة تتهيأ للصيد " أيها الداعر الحقير ، عديم الشرف والنخوة ، منذ عرفتك ، منحل قذر ، دنيئ الرغبة ... هل هذه من حطمتَنى من أجلها .. هل تلك التي تكرهها لا تطيق أنجبت طفل رجل آخر غيرك تلك التي لم تراكَقط إلا نكره .. هل هذه حبك الضائع التي أنكرت إبنتك من أجلها ؟!"

رفع عزام يده ناويا أن يضربها يحطمها .. وهو يبعدها عنه .. ولكن كانت يد أخرى لم تكن تنتمى لعمه أو إبنه هي من منعته ... يد هشمت أسنانه وصوت جهورى خشن بغضبه يصرخ فيه " إن لمست شعره واحده من زوجتى ، سأكون أنا من يقتلك ، وأخلص العالم من حقارتك؟!"

كضوء النهار الذى ينبثق فجأة مبدد الظلام الذى

طال..وطال في عتمته، كان أثر ظهوره عليها ... شهقت جوان حتى علق صوتها في مكان ما .. بينما عيناها الباكيتين تتوسع حتى صفي البنفسج فيهم ليلمع داخل محجريها كالزمرد النفيس أنفاسها كانت مبهورة نبرتها كانت خافته مبحوحة بينما تنطق بصوت متحشرج " نضال ...نضال أنت هنا ، أرجوك أخبرنى أنك لستَ حلماً؟!"

أسبل نضال جفنيه حاجب ملامحه الغاضبة بعيداً ، ثم أجبر نفسه أن يمد يده يسحبها إليه جاعلها تلمسه تتشرب حقيقة أنه هنا همست جوان ويديها تتلمس جرح وجهه تبحث فيها كأنها تريد التأكد من أنه ليس سراب تطاردة " أنت حياً ..حياً ..."

أخذت أنفاسها لبرهة غير مبالية بالصراعات التي

إنطلقت خلفهم ثم كالعادة ودون مقدمات كانت تنفجر فيه شاكية بمرارتها كما عرفها أول مرة

" لقد اخذها منىّ بعد أن جعلنى أجرب معنى قربها بين أحضانى ...سيحرمنى منها إلى الأبد هذه المرة ؟!"

سيطر نضال علي نفسه بصعوبة أن لا ينجر لجحيمها المعتاد ..قبل أن يدفن رأسها في عنقه بقوة مانعها في الإسترسال بالمزيد ..ثم مد مغلف كان يمسكه في يده وهو يقول " سيدة بدور ، راشد ترك لكِ هذا ؟!"

همست بدور بضياع بينما وجهها كله يرتعش بالألم غير المحتمل وهي تمد يدها تلتقط المغلف " ما الذى يعنيه ما قالته ...سَبنتى إبنتك وراشد ، صحيح ، أرجوك قولي إنه صحيح ؟!"

لم تدير جوان رأسها بعيدا عن نضال وهي تهمس بين طيات قميصه بطعم مر كالحلظم" راشد كان من نجدنى وهي من الموت ، أنا لم تربطنى به أي علاقة من أي نوع يوماً يا بدور ؟!"

أختل توازن بدور فأسندها خالد سريعاً بينما يسمعها تقول " رباااه، رباااه لقد سمعتك بأذني ، لقد أخبرتنى سَبنتى بنفسها ؟!"

" القذر الذى كنتِ علي وشك الزواج منه ، هو أبيها يا بدور؟!"

رفعت بدور رأسها نحو نوة تنظر إليها بخيبة شديدة بخذلان أشد " كنتِ تعرفين ،يا نوة وتركتنى أنجر إلى هنا ؟!

تأهب عزام بأن يقترب منها مرة أخرى يخبرها بأى شيء أي تبرير عندما أخرج ياسر هو الآخر هاتفه وهو يقول بقرف " أخيك يريد أن يبارك لكَ زفافك عزام بك؟!"

إلتقطَ منه عزام الهاتف بعنف ثم صرخ برعونة " أيها الخبيث ، الحاقد ؟!"

بهدوء كان راشد يقول " لا أنصحك بالبدءِ في التبارى الآن ، إذ أنى بينما أُحدثك في تلك اللحظة ، نادين هانم شريكتك تتواجد داخل شقتى القديمة ، أنت تعرف طريقها بالتأكيد ؟!"

" فلتحترق أنتَ وتلك العاهرة !"

تأتت راشد بلسانه قبل أن يقول بتلون خبيث " لا أنصحك بهذا أيضاً أخي العزيز ، إذ أنها هناك وفي تلك اللحظة بالذات ، تتواجد مع مستندات لصفقات قذرة ومجرمة ، تدينك زورتها بنفسى بالمناسبة "

فغر عزام فمه بصدمة وبدا أنه عاجز الاستيعاب بينما تابع راشد " ألم أخبرك ، يجب أن تسرع ، وتأخذها منها أو ستصل إليها الشرطة قبلك ؟!"

أغلق راشد الهاتف في برود ، بينما ملامحه تتكلل

بالقرف البحت، وهو يسمع صوت نادين التي تخبره بأنها إنتهت من تجهيز نفسها كما طلب ؟!"

.............................



يتبع ...





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-01-20 الساعة 06:29 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-20, 08:43 PM   #2050

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile14




، بينما كانت بدور تبدو ضائعة تماماً ...تنقل نظراتها بينهم بتعب ، بخيبة ، نظرة مذبوحة ، وحيدة في دنيا الألم خاصتها " جميعكم كان يعرف ؟!"

لم تحتاج أن تخاطب أحدهم مرة أخرى بينما تسحب مقعد وتبعد يد خالد عنها ، وبدون إنتظار كانت تفتح ذلك المغلف الذى لم يحتوي إلا على هاتف صغير وضعته علي الطاولة مأجلة البحث فيه وأمسكت وورقه مطوية بعناية داخلها " أَردت أن تعرفي هل شعرتِ بقسوة ومرارة الخيانة هنيئا لكِ، لقد فزتِ، طعمها كالعلقم ، مرير حد أن يهبط إلى مجرى دمائك فيصبغها بسواد ، لا بقعة ضوء فيها ، إنه يحطم يذل يفقدك عقلك ، يقتل نفسكِ التي تعرفيها يا بدور ويضع روح أخرى غريبة عنك ..... مبارك فوزك يا حجر الصوان ؟! ، ولكن أنا أكرم منكِ وأُخبرك أنى أسامحك علي كل ما فعلتيه بي .... ولكنِ لن اغفر لكِ ما حييت ، حرمان أياب من حنان أمه ؟!"

كلها كان ينتفض وكأنها في لحظة واحده ماتت ودفنت دون جنازة ودون حتى صلاة أخيرة تصحبها في ظلمتها ... وهي تقراء جملته الأخيرة

صرخت

" إياب .. ابنى ؟؟"

سحب نضال جوان متسلل ببطء، الآن فقط فَهم ، ما الذى عاناه راشد ، بهدية تخرج بعض من مرارتها ..ولكن أليس حرمانها من سَبنتى الآن يمحى أي من خططه تلك ؟!"

" اللعنة عليك يا راشد ، من أين إمتلكتَ عقلك المظلم هذا ؟!"

..............................



إقتحم عزام باب الشقة المفتوح ، بعنف بعينين لا تريان كان يفتش المكان ، فلم يجد له أثر توجه إلى غرفة النوم ، وأين قد يجد عاهره مثل نادين غير هناك .. دفع الباب بقدمة ، وتجمد مكانه للحظات ، مثلما قفزت نادين من الفراش تنظر إليه بتصلب " ما الذى تفعله هنا ؟!

لحظات أخرى كان عزام يتأملها بغضب ، بسخط

لقد كان من الذكاء أن يفهم ما رتب إليه راشد كهدية أخيرة ساخرة ،!! نادين عليّ فراشه ، ترتدي ثوب ذهبي ، بدا من النقش البسيط أعلىصدره لطائر الطاووس أنه ينتمى لبدور ، ثياب كان يعرف بطريقة ما أنراشد من كان يصممها لبدور في أكبر بيوت

الأزياء بإنجلترا وهما يجهزان لزفافهم لقد كانت الرسالة واضحة " ترغب فضلاتى دائماً ، حسناً هذا أقصى ما تستطيع أن تصل اليه ...مجرد عاهرة بعد أن إستحال وصولك لأنثاي مستحيل يوماً ؟!"

جل غضبة كان ينفجر مرة واحده وهو يندفع نحو نادين ، يضربها علي بطنها ، يسبها بعنف يصرخ فيها بجنون فاقد السيطرة ؟!"

لم تمر حتى دقائق إلا وكانت الشقة تمتلئ بأفراد الشرطة أحدهم ينزعه بعيداً عنها ، هي تصرخ سابه إياه

حاول أن يتملص منهم ، فكانت فاجعته الأكبر ، عندما ألقى عليه الضابط التهم الموجه إليه

أولها " مستندات مقدمة من شركات الراوى ، تتهمه بأغتلاس مبلغ مالي ضخم بالاشتراك مع نادين ؟!

والمبلغ المالي الذى يتواجد في حقيبة تخصه هو

بالخارج مع أوراق وقع عليها هو ونادين ، وجدت كدليل قاطع ؟"

وثاني إتهام هو من هبط الصاعقة فوق رأسه وجعل نادين تصرخ وهي تجرى في أرجاء الغرفة بهلع ، وكأنها تريد أن تقفز من أول نافذة تصل اليها ...!"

السيد راشد الراوى يتهمك بالإستيلاء علي مسكنه ، وتحويله لأعمال منافية للآداب؟!"

" لا ، لا كاذب ، لقد وصلت لتوى ، هذه المرأة عشيقته هو ؟!"

نظر الظابط ببرود نحوه ثم تفحص نادين التي حاوطتها العساكر ، بثوبها القصير حتى أعلى الركبة ومفتوح من الجانبين ، بينما صدره العارى لم يترك أي مجال للمخيلة ثم قال " تحفظ علي المهتمه بحالتها ، ولفها بملاءة ،؟!"

ثم إلتفت نحو وجهه عزام المذهول وهو يقول " سنحرز كل الأدلة بما فيهم أنتَ وهي ، وأمام النيابة تستطيع أن تبرر وتدافع كما تحب؟!"

" هذا ظلم ، تلك التهم ملفقه؟!"

سحبه الضابط ووضع الأساور الحديدية علي يديه وهو يقول في برود " ليست مشكلتى ، مهمتى هي الضبط متلبس وإحضارك وهذا ما حدث ؟!"

.......................................



الهستريا كانت تتصاعد من كل فرد فيهم ، خاص بعد إتصال أمها وهي تخبرهم بإنيهار ، بقدوم راشد إليها ، لرؤية طفله ، وهي سمحت له منحته إياه ، وغابت عنه دقيقة واحده فقط كانت كافيه أن يختفي مع الصغير دون أثر ؟!"

جرب خالد حظه بإستماته وهو يطلب هاتف سَبنتى ،

حتى كانت النجدة اخيراً وهي ترد عليه هامسه

" خالد؟!"

بلمح البصر كان كل ملامحه تلين وهو يهتف فيها " حبيبتى ، أين انتِ ، الآن ؟!"

قالت باكية " انا آسفه لن اخبرك ، لقد وعدته ؟!"

للحظة واحده من الأنانية كان يقتنصها متبع فؤاده المعذب بتهديد الفقد كان يهمس " لا يهم ، بقة ، ولكن أنتِ لن تتركينى ..لن تتبعيه وتبتعدى عنى ، أتذكرين وعدك لي بعدم الإفتراق ؟!"

همست بإختناق " أنا أسحبه ؟!"

بُهتت ملامحه وهو يتشبث في الهاتف بشكل موجع ثم قال " لن تفعلي ، أنالا أسمح لكِ بهذا ؟!"

قالت بقهر " بل ستفعل ، أخبرتك أنى لم أعد أريدك ، لا أحبك ، ولن ألتزم بوعد أخذته جبراً منىّ ،

ما عاد نحن ، أنا لن أكرر غلطة أمى ولن أسمح لنفسى أن أكون نسخة أخرى من بدور ، أَخبر والدك أن الصغيرة إبنة الحرام هي من ترفضك ؟!"

هتف بعينين مجنونتين " سَبنتى أين أنتِ ، أجيبى

الآن.... ؟!

إختنقت وهي تشعر بالدنيا تضيق من حولها بكل شيء ينمحي بأشباحها تعود تطفؤ علي السطح ، وبتشبث جوان فيها وكل لحظة ألم عاشتها في فقدها ، تهزها هزاً حافرة خنادق من المرارة داخلها ..هتفت بإضطراب مراهقة ، بشفقه

بتعاطف تمكنت منها عليّ بدور وحدها

" في طائرة راشد الخاصة يا خالد ، أنتظره مع إياب ...فهل تستطيع أن تصل وتمعنه معيدا ابنها إليها .... ؟!"

" أهبطى الان .. لا تتركينى ، أياكِ ان تغادرينى ، لن اقدر علي غيابكِ بقة !"

أغلقت الهاتف دون ان ترد وهي تضمه الي صدره بقوة منفجرة بأعتذار معذب ؟'

...........................................

أطل وجه راشد بعد وقت طويل ، طويل جداً مر عليها كدهر حامل بين يديه لفافة تحوى طفله، لم تتحرك سَبنتى من مقعدها الذى تجلس عليه حاضنه ركبتيها المضمموين إلى صدرها ، بذراعيها ،

أمالت جانب وجهها تنظر اليه بعينيها الباكيتين ، تحدق فيه بضعف عاجزة عن الحديث ، تعاتبه بصمت تجلده بالذنب ..

" ألن تحتضنى ، أخيكِ ، هو يحتاجك الآن صغيرتى ، كما يحتاجنى ؟!"

تغضن وجهها مرة أخرى بالمرارة ، ودمعها يهبط بشكل متتابع ليغرق ملامحها ثم همست بتضرع بائس " يحتاج لبدور .... لقد عانت طويلاً ، ليس من العدل ان تحرمها منه ، لا تكرر الظلم الذى اوقعتموه عليّ ؟!"

إقترب راشد منها يجلس في المقعد المجاور لها ، قبل أن يمد ذراعه يلفها حول عنقها يجبرها أن تنكمش هناك علي صدره مشاركه إبنه إياه " هذا ظلم ، ظلم .. يقتلنى لماذا تفعلوا هذا بنا ... لما نحن ندفع ثمن خطاياكم ؟!"

" هششششش ...إهدئى ... لقد إنتهي كل شيء ..كل الألم سيمحى ، كل يد تحاول النيل منكم وكسرى فيكم ، ستختفي ، أنا لا أظلم يا صغيرة ، فقط تعبت ..تعبت جداً من حرب لا تريد أن تنتهي من نار تريد إلتهامك أنتِ وهو ... وحان وقت أن

أنجوا بكما ؟!"

إستطالت أنامل سَبنتى ، تلمس يد إياب داخل لفافته ، تتأمل وجهه الصغير بوجع ، بينما لا يدور داخل عقلها ، ولا يتردد داخل فؤادها إلا صوت معذب يهتف بأسمها متضرع أن تخرج إليه وتلقاه... أغلقت أبواب الطائرة ، وطلب الكابتن الإذن بالإقلاع ..بينما نغزة موجعه مع صرخه جهوريه جعلتها تقفز من مكانها تترك راشد وإياب ، تتوجه للنافذة محدودة الحجم من الناحية الأخرى ، لتجده هناك وليس مجرد خيال هيئ لها " صرخت ، بإختناق " خالد.. هما هنا توقف يا راشد ..من أجلي ، أرجوك فرصة ثانية ....فرصة أخيرة !"

عاد راشد يقبض عليها يجبرها علي الرضوخ يكتم شهقتها في ذراعه ..يضم إياب بين يديه ، بينما يسمع صراخ مكتوم ملتاع ، مفجوع وذليل ..ذليل بشكل جعله يحس بالدموع تحرق عينيه ، بكل ذرة تماسك فيه تنهار ، بكل صلابة تحلي بها يوماً تنهزم ولم يبقي إلا آهه عظيمة آهة تعبر عن كسر كبرياء أعتى الرجال آهة جبل إنهار.. وهو يسمح بشهقات بكائه وندمه أنتشارك سَبنتى وصغيرة الدى بدا في البكاء وكأنه يعترض علي حرمانه من أمه أغلق جفنيه أخيراً سامح لدموع القلب أن تنوح ...حتى إمتزجت الأصوات تماماً داخل هدير الطائرة التي حلقت ..متوجهة الي اللامكان .....

...

عندما اندفعت بدور داخل الحظيرة الخاصة داخل المطار ، كانت تخلت عن حذائها ، تهرول بجنون نحو ذلك الكيان الحديد المشؤم ، تصرخ كالمجذوبة التي فقدت عقلها ، بينما وجهها كان تحتله أشد المشاعر بؤساء ، لون بشرتها البارد كان يختلط بكحل عينيها ، شعرها المصفف بأناقة قبل ساعات ، كان مشعث وكان تيار كهربائي ضربة أو ينتمى لإمرأة في مصحة عقليه ، أخذت في نهشه حتى أحاطها بهالة مرعبة ..ليس رعباً من ذاك المخيف ..بل ذاك الرعب الذى يقتحم أوردتك ، وأنت تدرك بأن الذى أمامك يعانى من حالة سقوط ليس منها وقفه ثانية ؟!

كانت بدور تصرخ وتصرخ ، بهستريتها ، بفاجعة قلب أمومتها تتبع أخيها الذى يركض أمامها " إبنى ..يا راشد ، لا تحرمنى منه أرجوك ..أرجوكأعده اليّ ؟!"

لا مجيب ولا تربيت حبيب ....تتجاوز الرياح علها تسبق مصيبتها ..علها تصل إليه تتوسله ، تركع تحت قدمية دون تفكير أو تردد ... فقط لتضم صغيرها مرة أخرى " إياب ..صغير جداً ، إياب يحتاجنى ..كما قلبي يحتاجه ، أعد الي ابنى ؟!"



توقف خالد أخيراً مكانه ، ينظر بعينين ملتعاتين يذرفان دموع لم يحسها تهبط علي وجهه ، بينما يشعر بفؤاده يتحطم بداخله لشظايا نحرته ذابحة إياه لأعماق ... وبأن كل احاسيسه تضيع وتضيع داخل خضم قهره " لقد تلاعب به ، لقد كسر وعده وسلبها منه ؟!"

إلتفت ببطئ ببؤس خلف ظهره يراقب بدور التي وقعت علي ركبتيها عينيها تنظر للطائرة التي تحلق فوقها بعينين خاليتين من المشاعر ، بوجه مَن فارق الحياة لتوه ...

إقترب منها بإنهزام ، وركع أمامها يهمس دون صوت بإعتذار لن يمحى أبداً ..الجريمة التي جميعهم إشتركوا فيها دون أن يشعروا ...

وصل أبيها ونوة أخيرا جوارهم ، وهبطا يحاوطها من كل جانب بينما هي تهمس بخواء" إبنى ...ضاع ، إياب أُخذ منىّ لن أضمه إلى صدرى مرة أخرى ، لن

ألمس وجهه بشفتى مرة أخرى ..لن أشم رائحته الذكية.ولن أرى بعينى إبتسامته حديث العهد أبداً .."

" بدور ، إبنتى سأجده سأعيده اليكِ لا تتحدثي بنبرة اليأس ؟!"

لم تسمع الأصوات حولها ، لم تشعر بأى شيء ، فقط تترنح ، يمينا ويسارامسلوبة القوة الإرادة فاقدة لكل المعانى ، دقائق طويلة مرت قبل ان يرقبوها تفتح عينيها وتغمضها عدت مرات وكأنها تقلب صور عدة داخل عقلها حتى نطقت أخيراً " إياب حبيبي ، لقد وعدت ماما أن لا تخذلها ولا هي تخيب لك رجاء فيها ، لقد وعدت

بالعودة إليك سريعاً حبيبي .. ها أنا أتيت تعالي

أضمك إلىّ لأشبعك منىّ وأُشبع روحي منك ؟!"

كتمت نوة صرختها بكلا يديها بينما تنظر بذعر لبدور والتي كانت تفتح يديها لشئ وهمى ثم تعيدها إلى صدرها تضمه بحرص بحنان ثم تهدد حضنها الفارغ وهي تهمس اليه بكلمات لم تصل مسامعهم ؟"

أمسك خالد بذراعيها يهزها بعنف يهتف فيها بقهر ، برعب صافي " بدور .. عن ماذا تتحدثي لا تفعلي هذا .. لا لا أفيقى؟"

رفعت بدور رأسها تنظر إليه باسمه وهي تهمس" هشششش ، ستزعجه ، ينام ليلاً بصعوبة مثلي ، مثل أمه التي لا يغادرها أبداً؟!"

أمسك ياسر بذراعيها يجذبها ناحيته بعنف يتفحص ملامحها الباهته ، يقرأفي عينيها أنه فقدها بالفعل ، بأنها ضاعت في صدمتها ، حتى فقدت قدرتها علي

إستيعاب ما يجرى كانت تترنح بين يديهم ، رأسها يميل لليسار وكأنه قصف حتى أصبح عنقها لا يحمله أسندته علي كتفها محاوطها شعرها العسلي من كل جانب ماثلة لوحة تجريدية لأمراة مجذوبة في أشد

حالتها إحتراق... وهي تحدق في وجه ياسر بنظرة غريبة لم يفهمها ، أو لم يتحمل قلبه أن يصدقها " لن تستطيع حرمانى منه كما هو سعى لنزعه منىّ وفشل ؟! ، أرأيت أرأيتم؟' ابنى لم يحتمل إبتعاده عن ذراعي أمه دقائق وعاد إليّ ... انظر بابا كيف هو جميل ... "

صمت لبرهة ثم رفعت ذراعيها المطوويين حاملين الفراغ نحو وجهه وقالت

" هل تريد أن تمنح حفيدك قبلة شكر لعدم حرقه قلبي ؟!"

بكى ياسر ..بكى بعنف ، كما لم يبكى في عمره كله بكى وهو يشدها إلي صدره يضمها بقوة وهتف من بين شهقاته العنيفه " لا ..أنتِ أقوى من كل هذا ، محاربة كأمك ، صلبه

كأبيكِ ، لن أفقدك يا بدور ، أرجوك أخبريني أنك تعذبينى بما تفعلي ؟!"

ولكنها لم ترد ولم تتمسك فيه لم تبكى ولا حتى

ذرفت مزيد من الدموع ..بل أغلقت جفنيها بهدوء ،

بإستسلام عذب واتبعت أوامر عقلها الباطن الذى

إصطحبها في موت مؤقت ،، ذلك الموت الرحيم الذى يفصلك عن كل العالم القاسى الذى لم يستوعب جروحك ، لم يغفر تخبطك، ذاك الذى يفقدك الرحمة

والإنسانية فيعاقبك دون شفقه ، علي سقطات لم تكن بالأساس إلا رد فعل لكل من حطموا برائتك وسرقوا أحلامك ، وهي موتها كان رحيم ، ذلك الموت الذى تولد من داخل رحمه من جديد وتنبعث فيه روحك بنقاء خالي من خيبات الجب السحيق ....هل تستطيع فعلا

"ان تولد من رحم موتها بفراق وليدها ؟!"


------------------------------------------------------------------------------



انتهي قراءة سعيدة






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-01-20 الساعة 06:30 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.