آخر 10 مشاركات
كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )           »          16- انت وحدك - ناتالى فوكس . حصريا" (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس راميريز(34)للكاتبة:Emma Darcy(الجزء الأول من سلسلة عرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلاسل الروايات لكاردينيا73 (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-20, 09:12 PM   #2171

hedia1

? العضوٌ??? » 398560
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 208
?  نُقآطِيْ » hedia1 is on a distinguished road
افتراضي


فما تصبيرة اليوم؟

hedia1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-20, 11:17 PM   #2172

myryam

? العضوٌ??? » 412281
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » myryam is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة كالعادة.

myryam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 05:27 AM   #2173

majda sarito
alkap ~
 
الصورة الرمزية majda sarito

? العضوٌ??? » 118325
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 884
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » majda sarito is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

majda sarito غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 04:05 PM   #2174

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الاقتباس ياكيوته 😍😍😍

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 04:06 PM   #2175

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

خير اللهم اجعله خيير سمعت انه غومانس غومانس جدا غومانس قوي 🙊🙊🙊🙊

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 04:43 PM   #2176

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

أقتباس

" أنتِ ستكونين حريصة علي كل كلمة تتفوهين بها امام أمى... أى أنكِ لن تذكرى أمومتك لابنة الراوى مطلقاً وتحت اي ظرف من الظروف ؟!"

رفعت اليه عينيها المحمرتين أثر البكاء الشديد لساعات متواصلة ، قبل ان ترفع كفها نحو أصابعه المنقبضة بعنف علي المقود معبره عن كم ضبط النفس الذى يحاول ان يتحلي به في حضرتها ... ثم قالت بإختناق " كيف استطعت ان تهمني بموتك يا نضال .. هل تعلم التمزق الذى كنت أحيا فيه تلك المدة ؟!"

أسبل جفنيه ، بينما عروقه تنتفض علي طول نحره ثم قال بجمود متجنب الإجابة عن سؤالها المعلق " هل سمعتِ ما أخبرتك إياه ، غير مسموح لك بأى شكل يا جوان ان يعلم احد من عائلتى عن ماضيكِ ؟!"

حدقت فيه بألم للحظات شاعره بطعنة معتاده تنخر وتينها ، ثم قالت بصوت ملئ بالخزى " هل تخاف ، ان يكتشف. اخوتك ووالداتك أي أمراة سيئة السمعة هي زوجتك ؟!"

" اللعنة...!"

صرخ فيها وهو ينزع اصابعة الغليظة من تحت كفها الناعمة .. ثم أدار نفسه مواجهها بكليته ، قبل أن يقبض علي معصميها يشدها إليه مراقبها وهي تتضائل بدافع الخوف أمام جسده الضخم المهدد لسلامتها ! لم يعير رد فعلها إهتمام يذكر رغم وجعة من مظهرها هذا .. ثم ما لبث أن قال اخيراً من بين أسنانه " قبل أشهر أخبرتك ابنتك ان أمنية حياتى قطع لسانها .. ولكن الآن أصبحت هذه كل

أمنيتى معكِ...؟!"

توسعت عينيها برهبة وبدأت تنتفض بين يديه ..فأكمل " لم أتزوج إمرأة سيئة السمعة ، إن كنت ما أقدمت علي منحك إسمى قط ، موافق علي شروطك في السرية المقيتة تلك يا جوان ... أن تكونِ زوجة لي يعنى الكثير ، والأهم أنى لا أرى من هي أطهر منكِ علي الأرض ..!"

الآن كانت تهدأ بين يديه وإن كانت عينيها المتوسعتين تزداد صدمة ، ربما إمتنان.!! وهي تهمس بإضطراب " والماضى ؟!"

رق شيئاً بداخله ، فسمع عند كفيه الغليظة التي تحيطها مسبب لها الألم طفيف ... وهو يقول ببعض الهدوء رغم عنف أنفاسه " الماضى حدث بعثراته ، بخذلانه بأخطائه السوداء التي لوثت ناصع ثوبك ؟!... لن أستطيع إخبارك أن تنسيه ، ولن أقبل أن تبقيه نصب عينيكِ جالداً إياكِ ومشوه حاضركِ ومستقبلك .. بل كل ما أقدر علي قوله ، إنه حدث وأنتهي ندمك لن يغير شيئاً ، وتفكيرك فيه وتكفيرك عنه لن يصححه، أو يمحيه.... إتركيه كما هو بأوجاعه

بأسفهِ الذى يهلك ، ولملمى بقاياكِ لتصنعى منها

أنتِ جديدة وقوية ... تلافي ضرر ماضيكِ قبل أن يصبح مرض لا شفاء منه ؟!"

أطرقت برأسها لينسدل شعرها الأحمر حولها حاجب

ملامحها عنه ، عدا عن تلك الخصلة البيضاء ، التي كان يرها في الماضى سر عذابه التي تذكره دئماً أن كلباً نال منها ، لمسها قبله سرق أنوثتها شبابها ، كرامتها وروحها ...؟!

أغلق عينيه متشرب شعور مراره يوجعه قبل أن يمد يده بتردد شديد ، ماساكاً تلك الخصلة بين أصابعه ، مذكراً نفسه بوحشية ، أن تلك الخصلة بالذات ما هي إلا دليل حي

أي أم محاربةٌ بالفطرة هي !

كاد أن يتبع عقله ، حرارة عواطفة ونبض فؤادة .. فيميل يلثم تلك الخصلة بإجلال ، بتعظيم بعشق قيّدَهُ فأصبح عاجز عن الفكاك منه يوماً .... حتى ومض في عقله ومن بين ذاكرته آخرما كان منها من جرم في حق فؤاده .. تركها فجأة كما أمسكها ، فرفعت رأسها مجفله تحدق فيه بأنفاس مضطربه وكأنها كانت تنتظره تتعشم فيه .. لأن يهدم ذلك الجدار الذى بنته هي بينهم ، بعد أن فرطت فيه،

مستمعة لصفقة راشد الظالمة ؟!"

إعتدل في جلسته مزيح بصره عنها ، أخذ نفس فآخر قبل أن يسمعها تقول مرتبكة " انا يومها لم أملك خياراً اخر ؟!"

" رباه ، هل طبيبته ابنة الحسب ، يمكن أن تزداد غباء اكثر مما هي عليه بالفعل ؟!"

تقبضت أنامله في كفه المفرودة أمام عينيها .. قبل أن يقول بغيظ " هيا إهبطِ لأعرفكِ علي أمى ... أنا غير مستعد

لأسمع أي من مبررات غدرك بزوجك سيدة جوان ؟!"

" نضال " همست ببؤس مترجيه إياه ..!

لم يجيبها وهو يهبط من مقعده اخيراً ، واستدار حول السيارة ليفتح بابها مجبرها علي النزول دون جدال آخر وهو يقول بعملية " إن وجهت لك أمى ، أي أسئلة فضولية ، لا تجيبي واتركينى لتولي سلسلة الكذب التي أصبحت أتقنها من يوم معرفتي بك ؟!"

حاولت جذب يدها بعيداً وهي تقول دامعه " أرجوك ، أحتاج للحديث معك أولاً، لإخبارك بالكثير ، ولأفهم منك الأكثر !!..أحتاج أن أستوعب اختطاف سَبنتى منىّ وحرمانى من عطفها للمرة الثانية .... أنا أريد وقتاً ، أريد

أشياءً كُثر ؟!"

رقت ملامحه المتصلبه لثوان معدودة أمام وجعها وتوسلها ..! ومال للأمام قليلاً ليوازى طولها

قبل أن يقول " ما الذى تفعليه بي يا جوان ..كيف تحولي سخطى عليكِ ، لشعور عارم بالرأفة .. بالرغبة في ضمك ..!"

تغضنت ملامحها بوجع أكثر عظمة من سابقه قبل أن تهمس مرتعشة " وأنا أفتقد إحتضانك لي .. كمن كان يتوقف عن التنفس طويلاً تحت بئر ماء مظلم ، وفجأة سطع في العتمة النور المصاحب لوجه منقذه ... وانتشله من ضياعه ؟!"

لم يصدمها عندما مال فمه بإبتسامه بائسه ساخرة وهو يقول بتهكم " وعبرتى عن مكانتى هذه ، جيداً ليلة تضحيتك بي ؟!"

أطرقت برأسها بندم لا يفارقها واستسلمت ليده الحازمة التي سحبتها خلفه متوجه لبيت والدته كما أخبرها سابقا ..؟!"

........

بعد وقت كانت تجلس في مواجهة السيدة عفاف ! كما عرفت عن نفسها ، وهي تستقبلها بذراعين مفتوحين ، دون تردد أو سابق معرفه ..!"

والدة زوجها كانت إمرأة سمراء المحيا ، ممتلئة القوام وقصيرة ؟! .. ولكنها لاحظت أيضاً منذ الوهلة الأولي بيضاء القلب بشوشة السريرة .. أليس من الممكن أن نحكم علي بعض الأشخاص منذ أول مقابلة بل من أول دقيقة تمر وهم أمامنا .. حسناً ربما في الأمر بعض السذاجة والطفولية كما أخبرتها ابنتها الذكية ، بعد مقابلتها الصادمة مع أبيها الأناني الجاحد .. كما وصفته الصغيرة بحيادية !! " الحكم علي البشر لا يأتي من أول إبتسامة ، أو معاملة لطيفة ، ولا حتى من أول اصطدام بينهم .. بل بترصد تصرفاته بعين الحكمة وبحيادية المشاعر ... كما قيمتها صغيرتها بعد أن لجأت إليها وخففت عنها ...رباه يا نن وقرة عينى ونور فؤادى المعتم

أفتقدك ، كيف سأحيا بعيداً عنك مرة أخرى ... هذا ظلماً لم أعد أتحمله ..!"

لم تدرك أن كفيها المحيطين بمشروب دافئ كانت قدمته السيدة عفاف سابقا. كان يرتجفان .. كما حدقتيها الضائعتين الدامعتين ؟!"

حتى أتى صوت نضال قائلاً بحزم لطيف " جوان ..

لا داعي لانهيارك هذا ، والدك لم يعد يملك من الأمر شيئاً انتِ زوجتى شرعاً وبموافقته وأمر إشهار رابطاً من عدمه وبقائك معي لم يعد لديه فيه إختيار ؟!"

فغرت فمها بعدم فهم للحظات وهي تحدق في وجهه غير قادر علي مجاراته للحظات حتى إلتفت لوالدته وهو يتنحنح بالقول " كما أخبرتك سابقاً يا أمى ، ما كان يمنعنا عن

إخبارك أو إخبار أى أحد هو عدم إستعداد جوان لعصيان أمر والدها علناً أمام عائلتها هنا .. وفئته الاجتماعية ؟!"

نظرت إليه والدته ، ثم إليها بتمعن للحظات مما جعلها تتراجع أكثر في مقعدها متمنيه أن تختفي هناك ، شاعره أن المرأة الستينيه أكثر حنكه من أن تقتنع بكذبتهم تلك .. بأنها أكثرذكاء من أن لا تحس بحقيقة دموعها .. وضعت عفاف كوبها الزجاجي علي طاولة خشبيه لطيفة تتوسط الطقم المذهب الذى يملئ الردهة الصغيرة لشقتها اللطيفة علي الطراز القديم ، ثم اعتدلت تبتسم في وجهها بهدوء وهي تقول " وجه جميل ، طله بهية .. وروح تكاد تنطق من شدة الوجع الذى يملئ صدرك ويزهق ربيع عمرك .. أليس كذلك صغيرتى ؟!"

إنتفض نضال في مكانه وهو يقول بتذمر " أمى لا تبدأى في خلق أشياء وهمية نحوها .. جوان بها ما يكفيها ؟!"

بينما لم يصدر أي شيء منها هي إلا إنتفاضة عميقه .. وكلمات المرأة جعلت وجعا حادا يلسع فؤادها .. كخنجر تلم ينغرس ليشق دواخلها شقاً !"

لم تهتم عفاف .. بتحفز إبنها ، بل تحركت من علي مقعدها ، ببطئ بسبب جسدها المكتنظ ، الذى يهتز مع كل حركه منها .. حتى جلست بجانبها علي الكنبة الثلاثية ،، ثم أمسكت بكفها بحنان قبل أن تقول " لم تخيل علي كذبته ، أعرف ابنى جيداً .. وأعلم أن ما منعه لاخبارى عن زواجكم أمراً جلل ، لن أستفسر عنك منه صغيرتى ؟!"

" أمى؟!"

رفعت عفاف رأسها وهي تقول بحزم غاضب " اخرس أنت حسابي معك لم يأتي معاده بعد ... والآن دعنى مع كنتي ، أريد أن اكتشفها قليلاً .،!"

إرتجفت مرة أخرى وهي تنظر إليها بعينين متوسعتين قلقتين ثم قالت " لا شيئاً بى يدعي لإكتشاف .. يا سيدة ؟!"

كشرت عفاف وهي تعقد حاجبيها بعدم رضى ثم قالت "

إدعينى بأمى ، يا فتاة ؟!"

توترت جوان وهي تنظر إليها بغرابة قبل أن تهمس ببحه " أمى؟!"

قالت عفاف بمداعبة حتى تزيح عن رهبة اللقاء حتى تشعرها أن رغم عدم رضاها عن زواج كبيرها بهذا الشكل ، هي ترحب بها بينهم " لديكِ لكنة لا يمكن عدم إكتشافها ، كما أن حديثك بالعربية ركيك للغاية ... كأنكِ عشتِ في بلاد الغربة قبلا ؟!"

إرتجفت وبدت غير واثقة وهي تنظر لنضال برجاء التدخل كما وعد .. ولكن والدته منعته وهي تدحره بعينيها " أنا

أسألها هي ، وكما أرى لديها لسان لتخبرنى ؟!"

قال بصوت أجش محاولاً أن يبعدها قليلاً عنها " توقفي يا أمى .. اليوم كان سئ بالفعل .. لها ولن تتحمل ضغطك أنتِ الأخرى؟!"

إمتعضت ولم تهتم وهي تعود ، لتحيط يد جوان الباردة ، تربت عليها بدفء قبل أن تقول " أنتظر الإجابة يا حلوة ؟!"

إلتف نضال حول نفسه كثور هائج الذى يحبس داخل أبواب خشبيه لا هو قادر علي كسرها ، ولا يملك رفاهية تهدئ دمائه " استغفر الله ، تلك غلطتى وحدى كان يجب أن

أستمع إليها ، ونذهب إلى منزلنا ؟!

لم تهتم عفاف كثيراً ... عندما تهللت أساريرها بينما تسمع كنتها تقول بحذر " طوال عمرى تقريباً أي اثنان وثلاثون سنة ؟!"

قالت عفاف بإهتمام مردده " عمرك إثنان وثلاثون فقط ؟!"

:-"نعم"

:-" إذاً لمَ تبدين كمن تخطت الإثنان والأربعون ؟!"

" أمىىىىىىى"

" ماذا "

لم تهتم لا بإعتراضه ولا بصدمة كنتها وهي ترفع كف يدها تربت علي وجنتها وهي تقول " كلماتى قاسية أليس كذلك .. ولكن مظهرك الغير مهندم ، عينيكِ التي يحيطها الظلال ووجهك الذى يحمل كل هموم الدنيا التي تبدو أنها قصمت ظهرك ، تخبرنى بهذا ... أُخبرك سراً ؟!"

" هااا ؟!"

تبسمت عفاف وهي تكمل بهدوء " عندما دخل بكِ منذ ساعة ، صدمنى وهمست لنفسى ، ذلك الغبي بعد أن كان مضرب عن الزواج ليريح قلبي يرتبط بأمرأة تكبره بدلاً عن فتاة صغيرة ، كنت أحلم بها من أجله بكل جوارحى ؟!"

فركت جوان بيدها الفارغة جبهتها قبل أن تقول بتعب " هذا كثير عليّ ؟!"

تشتت تلك النظر من عينى عفاف وتخلت عن صرامتها وهي تهمس برقة " بالفعل ، حبيبتى ، هذا كثير عليكِ ، رغم جهلي بما يحنى ظهرك ، ويجعل لفظ أمى يسبب لك كل هذا

الألم ... لا أريد إلا أن تعلمى أنه مرحب بكِ في منزلي ، بل وفي قلبي طالما ستضعين إبنى في عينيك كما قلبك ؟!"

رددت ورائها ببلاهة " قلبي؟!"

رفعت عفاف عينيها مرة أخرى نحو إبنها وهي تقول بنزق " هل ستظل كثيرا تردد الكلام ورائي كالحمقاء؟!"

قال نضال بصوت مكتوم " تعانى بعض المشاكل .. في إشارةالناس لمكانتى قلبها امى ؟!"

ابتسمت عفاف بصبر وهي تصدق حدسها أن ذلك الثنائي ..يواجه مشاكل أكبر جداً من تلك الحجة الزاهده التي أخبرهاعن عاشقين يجدان صعوبة في إقناع

والدها بالفوارق الاجتماعية ...



علقت عيني جوان داخل عينيه متمنيه أن تصرخ بالندم

، بالألم لإعتقاده أنها لا تهتم به ، لا يعنيها بأنه لا يحتل كل جزء معطوب في فؤادها ؟!"

لم يعلق هو بشئ غير أنه منحها ظهره متوجه نحو غرفة تتوسط غرفتين أخريتين وهو يقول " تصبحان علي خير .. أرجو أن تتركيها لتنال حصتها في الراحة هي الأخرى أمى إذ إنها تحتاجها ؟!"

أدارت عفاف وجهها بسأم ، ثم قالت " لقد جهز لكِ بنفسه قبل أن يغادر ، هذه الغرفة ؟!" .. إشارة نحو غرفة تقع علي الجانب الأيمن من غرفته ثم قالت بخبث " لقد قال ، إنك لا تفضلينمشاركة أحد مكانك .. مما يجعلنى أتسأل ...؟!"

صمتت عفاف عن قصد مما جعل جوان تقول بقلق " عن ماذا ..!"

" لن يعجبك إن تدخلت في الامر ؟!"

هزت رأسها وهي تقول " أي أمر يمكنك طرح اى سؤال تريدين ؟!"

قالت عفاف بلؤم " ولكن نضال قال ، إنك ربما مصرية مثلنا ..ولكنك لا تحبين ، التدخل في شؤنك أو إنشاء علاقات إنسانية كالأجانب ؟!"

إبتسمت بتوتر وهي تقول " أنا لا اتواصل مع الكثير من البشر.... دائماً ما كنت محاطة من والدى داخل سجن مرفه ، فأصبح هذا جزء منى علي ما يبدو .. ربما لهذا السبب أخبركِ نضال أنى مثلهم ؟!"

قالت عفاف بإهتمام " ولماذا ، قد يحيطك والدك بهذا الشكل ، ألهذا الحد كان يخاف عليكِ ؟!"

إبتسمت مرة أخرى بأسى وهي تقول شاردة " نعم بالظبط يخاف عليّ ، وليس علي نفسه منى ؟!"

ربتت عفاف علي يدها مرة أخرى مدركه مرة أخرى أن لديها حق المرأة الصغيرة تحمل الكثير بداخلها ألهذا السبب تمردت علي أبيها وتزوجت نضال دون رضاه ... ، ثم قالت بهدوء " ووالدتك ، أين كانت من سجنك هذا ؟!"

اغرورقت عيناها الجميلتين في بحر من الدموع قبل أن تقولبغصة " ماتت ، وتركتنى وأنا في أمس حاجتى لها ، لم أكنوقتها أكملت التاسعه عشر .. وأنا كنت ...أعنى فقط كما أخبرتك أحتاج إليها ، أستند بها ، تقوينى قليلاً ...ماتت بعد أن إقتربت منىّ رأتنى في محيطها ، وقد كانت لوقت طويل لا تعيرنى إهتمام ، ولا تبالي بوجودى ؟!"

جذبتها عفاف بين ذراعيها المكتنظتين ، تحتضنها بقوة ، تمنحها حنان مفتقد ، تعطيها من أمومتها حتى وهي لا تعرفها بعد ، وتجهل كلياً ما قد تخبئه ورائها ولكن بطريقة أو أخرى لن تستطيع أن تتجنب ذلك الشعور العظيم داخلها الذى وجه نحوها متقبله إياها شاعرة بكثير من العطف والشفقه نحوها ... بتردد شديد كانت يدى جوان ترتفع بحذر نحوها ، حتى إستطاعت أن تحيطها بخفه ، غير غافلة عن ذلك الإحساس العجيب ، بالدفء بالأمانة ، براحة معبقه برائحة أمومية إفتقدتها طويلاً جداً ... همست قائلة

" شكراً لك ؟!"

قالت عفاف بحنان " حدسى يخبرنى ، أنى وجدت رفيقة جيدة لوحدتى "

صمتت قبل أن تضيف مازحه ، عندما لم تقول جوان شيء



، كما أنكِ طبيبة كما أخبرنى زوجك .. لذا ستوفرين عليّ الكثير من المال المهدر نحو هؤلاء المشعوذين ، أتصدقين أذهبإليهم سليمة معفاة وعفية ..لأعود محملة علي نقاله وبى كل أمراض العالم ... يبدوا أنهم يصعب عليهم أن يروا أحداً بكامل صحته؟!"

ضحكت جوان من كل قلبها... ضحكه لم تكن في وقتها ابداً .. ولم تكن لتصدق أنها قد تزيح بعض من ألامها بنفس الليلة التي غادرتها فيها صغيرتها ..أبعدتها عفاف قليلاً لتكفف دمعها براحة يدها .. وهي تقول باسمه " هذه أجمل ضحكة أحصل عليها من إمرأة شابة ..لوقت طويل ، أتمنى أن لا تغادرك مرة أخرى بين جدارن منزلي حبيبتى ؟!"

حدقت فيها جوان للمرة التي عجزت عن عدها بإمتنان، غير قادره علي إيجاد ما قد تقوله .. أمام ذلك الكم من العطف ، من الرأفة وهي من اعتاد علي التعامل مع أنواع من البشر لا يملأهم إلا الغل ..الحقد والقسوة ..!؟

إرتسمت المحبة علي وجهها المجعد قبل أن تقول بإدراك

" لا تحتاجى لشكرى مرةاخرى ... والآن حبيبتى هي استريحى قليلاً ..وغداً لنا حديث سيطول بيننا ؟!"

.................................................. ....

كان الوقت إقترب لأذان الفجر ... والإرهاق يتمكن منها كما سهاد الليل .. عندما سمعت حركه خفيفة أمام غرفتها ، وصوت أنثوى رخيم يبتهل بدعاء شق صدرها بهدوء عجيب .. ما بالها تنجذب لهذه المرة دون أدنى جهد يذكر منها .. أترى بالفعل المراهقة الأولى إتهموها أنها مازلت تحملها بداخلها ...تتوق لأي عاطفة تتوجه نحوها ، بهذا الجوع الغريب ..منذ متى لم تحصل جوان علي دفء أمومى ، علي حنان أُسرى .. بعيد تماما عن عاطفة نضال التي كانت تستفزة لتحصل عليها .. بعيد عن الغرق في عاطفة صغيرتها التي منحتها الكثير في أسابيع قليلة ... أغلقت عينيها واضعة وسائد فوق وجهها تكتم تحتها دموع غريزة أخرى .. تمنع ذلك الأنين الذى خرج معبر عن صراخ مازل يكتم صدرها..تباً ..لماذا عاملتها عفاف بكل تلك الطيبة ، ألا يكفيها الإحساس بالذنب نحو نضال .. ألا يحملها هذا مزيد من الجلد لخداع السيدة اللطيفة التي تطوق لحفيد من إبنها كما همست لها ضاحكة قبل أن تدخل الي غرفتها .. مخبره إياها بنبرة ذات مغزى أن نومهم المنفصل هذا لن يحقق أمنيتها .. رباه ألا يكفيها وجع فراق ابنتها ....

لم تدرك الوقت التي استغرقت ، في بكائها هذا ، حتى سمعت صوت الغرفة المجاورة يفتح ويغلق مرة أخرى ... رفعت تلك الوسائده ببطئ قبل أن تدفع نفسها دفعاً .. لتغادر الفراش ، مدفوعة بالحاجة ، بالتوهان .. بجوع مشاعر ،

وإفتقاد دفء .. أدركت بأصعب الطرق أنه لن يملئ سواه .. تباً له هو الاخر ستذهب إليه ، وليكن ما يكن .......

عليّ أطراف انأملها وبحرص شديد كانت تفتح باب غرفتها لتصل إليه ثم دفعت نفسها مرة واحده ، لتصبح هناك .. دقيقة اثنان أخذتها وهي تنسد برأسها هناك غير قادره علي

الإلتفاف، لتواجهه في نومه بعد ..

" ما الذى تفعليه هنا ؟!"

قفزت من مكانها مجفله عندما أتاها صوته الخشن من خلف ظهرها ... ثم إستدارت ببطئ واضعه يدها علي قلبها وهي تقول مغمضة العينين " يا الله ..أخفتنى ، بل لماذا أنت مستيقظ الآن !"

مط نضال شفتيه وهو يطوى سجادة الصلاة ، ثم يقف علي قدميه دفعه واحده وهو يقول " هناك قوانين في بيت

والدتى لا أستطيع كسرها .. أولها الصلاة في معادها

بالطبع ..؟!"

فتحت عينيها ببطئ وتسللت إبتسامة ناعمة علي شفتيها وهي تتابع جسده الضخم الذى يكسوه جلباب أبيض بالكاد يغطى ساقية ثم قالت بفضول " هل القماش نفذ من الخياط .. أم لم يجدوا مقاس يناسب ضخامتك ؟!"

تفحص ثوبه الضيق والقصير بالفعل ببعض البلاهة قبل أن يقول " لا إنه لأخى" ...ثم توقف وكأنه أدرك مزاحها

الإنسانى لأول مرة منذ معرفته بها ..هل زوجته المصون قررت أن تتخلى عن نكدها ونواحها فجأة لتتفكه علي حسابه " أنتِ وقحة ؟!" قال بهدوء

ضحكت مرة أخرى وهي تقول " وأنت مظهرك مضحك ؟!"

صمت كما صمتت هي .. ثم قال " وأنتِ يا جوان هل تعرفين كيف تُأدين صلاتك ؟!"

سؤال غريب بعد عام ونصف وربما أكثر من زواجهم ، سؤال جعلها تدرك جيداً أنها كانت بعيده عنه منغلقه لا تسمح له

بالولوج لحياتها ، غير فيما رغبت هي أن تظهره له .. قالت بتوتر " أعرف بالطبع ... علمت نفسى بنفسى بعد أزمتى كنت أحتاج ل

لأقترب من شيئاً روحانى لا يخذلنى بعد أن أدركت أنى في هذا العالم وحيدة .....ولكن أنا لا أؤديها بإنتظام ؟!"

تغاضى عن الجزء الأول من إجابتها .. وهو يشرع في نزع ثوبه وقال " كالعديد منكم للأسف .. علي الأقل انتِ تعلمى ، فرائضك غيرك لا يدركها بالأساس ؟!"

" أنا قابلة للتعلم ، والإحتذاء بك ؟!" همست بخجل

" هناك أشياء يجب أن تعرفي طريقها وحدك ، أن تفعليها

لأجلك يا جوان وخوف من ربك ثم لطاعته سبحانه ..وليس من أجلي ؟!"

قالت بتوتر " حسناً ...يا الله ما هذا ؟!"

كانت عيناها وقعت علي جذعة العارى والذى امتلئ بجروح غائرة أثر شظايا الرصاصة الذى ضربها علي الحائط الحديد في مخزن راشد لترتد عليه مصيبه صدره وجزء من ذراعه ، وأسفل ذقنه ووجنته ...

برد فعل تلقائي وكأن وجودها وحده ذكره بتلك النار الغير محتمله التي أضرمت فيه وقتها كان يرفع يده ليمسد علي جروحه التي لم تختفي ولم تبرأ بعد ثم قال بصوت مكتوم " هذا لا شيء فقط ، علامة سأحملها للأبد لتذكرنى جيداً بقيمتى في عينيك ، وداخل فؤادك ؟!"

وتبدد كل شيء فجأة وضاعت كل إبتسامتها الهزيلة والملعونة بالدوام علي فراق محبيها .. لم تتردد للحظة وهي تقول بهدوء فظ " لا تدعي الإحساس بالغدر والخيانة يا نضال ، أنا من البداية لم أخدعك ، لم أُناورك ولم أوهمك بمكانه لك في قلبي ..ولا بعشق أسطورى كما أوهمت

والدتك ، دفعنى للزواج منك وتحدى أبي ... بل وافقتك

لإخبارك لى بالحماية ..منحتك نفسى مقابل إيصالك لي

لابنتى .؟!"

لم يعد أي ما تنطقه جوان قد يصدمه وجزء منه، ذلك المسؤال عنه عقله ، بعيداً عن حماقات العشق ، كان يدرك صدق ما تقوله الآن ...ولكنه قال ببرود " هذا صحيح .. ولكن ظننت أنبعد كل ما بيننا ، بعد إخبارك لي مرة وراء مرة مقدار حاجتك لوجودى.... إمتنانك لظهورى في حياتك .. جعلنى أفكر ولو لحظة أن حياتى تساوى أي شيء لديك .. علي الأقل الجانب الانسانى منكِ .. ذلك الذى جلدك وأنتِ تغتالين دمائي فوق يديك ..!"



" هذا ظلم أخر يوجه لي بعدم إنصاف ، وأنا ما عدت علي

إحتمال هذا من أي شخص خاصة أنتَ ؟!"



علق سريعاً مستنكر " ظلم ..! هل تركك لي هناك مختاره موتى من أجل وعد كاذب تعلمى جيداً أن إبن الراوى لن ينفذه ابداً...يعد ظلم من جنابك ؟!"

إقتربت منه خطوة وهي تشير بعصبيه " نعم ، ظلم ، خيار راشد كان ظلماً ، وعتابك لي الآن ، عن قلة عقلي وقتها عن

إضطراب أفكارى ، كما مشاعرى عن الضغط الذى كنت أتعرض إليه وحدى ، عن مطالبتى لمجاورة رجل بعقل

الإبليس يخيرنى بينك وبين حلمى الذى أطارده علي

أرصفة لندن وأمام بوابة آل الراوى ... يعد إجحاف في حقي ..إذ أنك تعلم جيداً أنى كنت لأقدم علي أى شيء وكل شي لأصل لابنتى حتى وإن كان وعد كاذب وأمل غارق في الوهم ؟!"

الغضب هو ما كان يغرقه الآن ذلك القهر الذى تركته بداخله طاحن دواخله ، بعلامات يكاد يقسم أنها مرئيه ... كما تركت رصاصة غدرها بعشقه أثرها علي جلده ..

أغلق جفنيه لدقائق وهو يلتفت مبتعد عنها ..ثم قال "

أخرجى من هنا يا جوان ، صدقينى لن يعجبك ما قد أُخبرك إياه في تلك اللحظة ؟!"

تجمدت مكانها للحظات وهي تشعر برئتيها تتقلص ، بضغط لا يحتمل داخل صدرها وكأن الهواء نفذ من حولها علي غفله " لا أريد أن أغادر " كان هذا أول ما همسته متألمه متحايله ؟!"

إنفجر شيء بداخله وهو يقترب خطوة منها ثم يصرخ فيها بخشونة " وأنا لا أريد أن تقع عينى عليكِ ... كلك امامى يسبب لي الألم ؟!"

لم تهابه أو تخافه ، إذ أنها رأت من قبل أسوء وجه له معها ، وأسوأهم لم يكن إلا مرطب ومسبب لك وجع تشعر به وتفرغه في جوفه دفعه واحده ليشاركها إياه ، برهبه كانت تجبر كفها لتلمس جلده العارى ، تمررها ببطئ علي جروحه هناك ، تترك عينيها السودويتين تحدقان فيه بتجمد الصدمة ، بشلل الوصال ، وبعجز عشقه الذى لا يجرأ علي رفضها ابداً .. ثم قالت " لقد إحتضنتنى هناك ... دفعت ذلك القذر عنى ، صرخت برابطك بى وهددت الجميع بالويل إذ

إقتربوا منىّ .. ثم ..ثم أتيت بس إلى هنا مخفي كل شيء عن والدتك حتى أقابلها مرفوعة الرأس ... وبعد كل هذا تخبرنى أنك لا تريدنى ؟!"

للحظات كان كالمجذوب الذى يستوعب كلمة مما تقول ، متى تحلت جوان بالحنكة لإحتواء جل غضبه ، متى

إهتمت بمشاعره بالأساس ، لتحايله لتبقي بقربه "

لم يدرك أن تفكيرة الأحادي خانه وخرج بهمهمه رجولية حتى سمعها تقول

" ربما إحساس الفقد .. يدفع الإنسان ليدرك كل أخطائه ليعلم ان العمر قصير جداً ، وبأن الزمن الغادر ، لا يترك الكثير من الفرص لنعبر عن حبنا الحقيقي لمن يهمونا ، أنا لا أريد أنأندم مرة أخرى ، لا أستطيع أن أواجه بعد وقت عجزى لأنى جبنت لأقترب منك ، لأسمح لك بحبي كما أنا ..... ؟!"

وكأن الجبن الذى تتحدث عنه أغرقها فجاة ، مسبب لها بَكْم الكلمات ، كما صم المشاعر لتخبره عن حقيقة ما أصبحتتوقن به ...هي تحب هذا الرجل بكل ذرة في كيانها ولكنها تخاف ترهب ..تعجز أن تخاطر بقلبها المسكين المغدور ، مرة أخرى حتى وإن كان نضال .!"

وكأن ترددها هذا لقي له صدى في نفسه ليدركه ، ليفهمه ليمنحه حسن التصرف وهو يبعد يديها عن صدره ثم إنحنى برأسه نحوها وهو يقول بتحفز " كما أنتِ ماذا .. هل تجرأت علي الكذب الآن عليّ ، تزوير الحقائق أنتِ لم تحبينى يوماً ولن تفعلي أبداً ، مازلت أذكر جيدا إعترافك بأن آخر جزء من قلبك أُزهق ؟!"

قالت بصوت أجش " ذاك كان قلب أحمق ، خدعت فيه لم يكن ينتمى إليّ ، ذلك النبض الوهمى ، أقنعنى بحب أشخاص خطأ ، ولكن أن أعرف جيداً الآن أين دقاتى الحقيقة تلك التيكانت محرمة علي مخلوق سوى أبنتى ، وأنتَ ...أنتَ بطريقة ما سحرية وجدته قبلي وأفسحت لك مكان هناك ، لن أخدعك بالقول أنك قد تزاحم سَبنتى يوماً ، ولكن الحقيقة التي أوقن بها ، أنك تشاركها فيه ؟!"

فغر فاهه للحظات وبدا أنه غير قادر علي مجارات إعترافه ونفيه في آن واحد ...ستسبب ابنة صادق في جلطه ما يوما

تلك هي الحقيقة الوحيدة ....فكل العتة الحلو المر الذى تفوهت به !؟"

" تصبحين علي خير يا جوان ؟!" قال أخيراً في نبرة خشنة متصلبه ثم إستدار مبتعد عنها تاركها غارقه في بهوت

ملامحها ، وصدمة جفائه دخل فراشه الفردى ثم تلفح ،

بالأغطية وهو يمد يده يغلق الضوء معلن ببرود عن قطع الطريق ، أمامها بأي محاولة للحديث معه ، دقيقة إثنان وربما خمسة عشر دقيقة كاملة قضاها كلهما غارقاً في الصمت كما العتمه التي لفحت روحيهما .، غارقين في ظلام الغرفة التي تكفلت بالقضاء علي المتبقي منها ... إنتظر

وإنتظر أن تتحرك من مكانها ، أن تصدر أي صوت يخبره

أنها غادرته ولكن لا شيء إلا حركه خفيفه ، ثم رفع الغطاء من جانبه ليجدها دفعه واحده تحشر نفسها بجواره ملصقه نفسها فيه " ماذا تظنين نفسك فاعله !"

قالت ببرود نافس جليده " لدى عقد زواج ، يقيدك بي ..

وأنوى إستخدامه ؟!"

قال بتهكم " منذ متى .. أتتك تلك الشجاعة للمطالبة بحقوقك ؟!"

برقت عيناها البنفسجيتين في ظلام الغرفة الداكن فنافست أغلى أنواع الزمرد المتوهج وهي تقول " منذ أن إستوعبت درسك لي كاملاً .. منذ أن غررت بي للمرة الألف لفقدك وصغيرتى تستطيع القول أنى لن أنوى بعد اليوم عن التنازل في حق من حقوقي!"

شعرت بيديه اخيراً تتحرك بنعومة علي وجنتها حتى وصل لشعرها يدفن أنامله فيه بعمق متخلله بهودء " تعجبنى نبرتك الجديدة ، لذا ربما ...ربما سأسمح لك بمجاورتى ساعات قليلة "

لاهثة من فرط الإنفعال وهي تشعر بصدره الصلب ملتصق بصدرها .. بذراعه التي امتدت لتحطيها حاميها من سقوط محقق من علي سريره ، بملمس أنفاسه التي تلفح نحرها وفكها ، وصولًا لشفتيها .. ثم قالت مضطربة " هل هذا يعنى .. انك ستغفر لي يوماً ..!"

زفر بحراره وهو يقول " ربما يوماً يا جوان ؟!"

شعرت بكلماته الواعدة تكسر شيئاً من خوفها مما شجعها أن تقول " و بأننا نستطيع التحدث في كل ما حدث ، في العتاب يا نضال ؟!"

تقبضت يديه داخل رأسها لوهلة قبل أن يعود ليحركها برتابه وهو يقول بنبرة أخذت في اللين التدريجي " انا غير مستعد لهذا .. احتاج وقتاً أنا الأخرى للشفاء منك ؟!"

توترت ... وإنتفض جسدها بشكل مؤلم وهي تهتف بذعر بقهر " ما الذى يعنيه هذا ، هل تبحث عن طريقة للتخلص من حبك لي .. من زواجك منىّ ... ربما بتحقيق رغبة

والدتك بالزواج من فتاة صغيرة تنجب لك العديد من

الأطفال و......!"

وكأن النار التي أحرقتها لمجرد مرور الفكرة في رأسها ..

إمتدت لتصل إليها .. فوجد نفسه بشكل دفاعى يبحث عن فمها الثرثار ، ليكتمه بشفتيه القاسية الغليظه .، في بادئ

الأمر تجمدت بين يديه حرفياً ، وبدت أنها عاجزه عن مجاراته ، عن فهم تلك الحاجة العنيفه ، بداخلها لسطو مشاعره ، مصفوعة حد البكاء عشقاً لتسوعب أنه جسد من لحم ودم وقلبه متهور يضخ دماء عنيفه تحت كفيها الذى

إستندا علي قلبه وكأنهم كانا مكانها الطبيعي دوماً ... بينما هو كان يغرق فيها كما الحال دائماً معها حد الثمالة ، حاجب عقله الذى يرفض أي تماس معها ، تحت غمامة مشاعره توقه إليها إفتقاده إياه ..شوقه ورجولته التي قاومهم سوياً لأسابيع طويلة ... ليذهب إليها جاررها جراً من ذلك المنزل ، ليجبرها علي مواجهة فعلتها فيه ، و يسكنها إليه ، في شعورين غريبين متضادين كانا يتناحرا بداخله ... ببطئ كان كل شيء يتلاشى عندما أحس برجولته تتفاعل معها كما أنوثتها تضيع بداخله ممتزجة فيه .. فأجبر نفسه أن ينزع قبلته نزعاً من علي فمها الناعم بأن يحكم عقله ، ويسيطر علي رغباته ، بعناد ، قاطع ذلك التواصل اليتيم بينهم " تغارين ؟!" قال بحزم عاجزا عن ضبط وحشية أنفاسه ؟!"

" نعم .. نعم بشدة أدرك أنى أنانية ، بأن هذا غير عادل لك ولكن ..،! همست بنفس صعب ..

مما دفعه لأن يرفع ذقنها بأصابعة وهو يقول ببطئ ضاغط علي كل حرف يتفوه به حتى يقحمه داخل عقلها " لا أريد

إمرأة سواكِ .. لم أفكر بأن أحصل علي الأطفال يوماً كما لم انوي الزواج ، لذا لن أطلبهم الآن ، لوجع فؤادك .. إنزعى تلك الأفكار من رأسك .. حتى نستطيع أنا وأنتِ أن نجد بداية صحيحة وصحيه لزواجنا ...هل تفهمين يا جوان ؟!"

هزت رأسها ، بتوالي سريعاً لم يراها بالطبع ولكن يده التيتمسكها شعرت بها ورغم هذا كرر بحزم لطيف " أريد أن أسمعها .. هل أنتِ مستعده أن تكونين زوجة حقيقة لي .. بعد أن نتخطى كل الأزمات التي إفتعلتيها بيننا ؟!"

كانت تتتفس بصخب ، بقلب ينبض بجنون وبروح تسرح في أرجاء الغرفة ، تتراقص طرباً غير مصدقة ما تسمعه ، عاجزه عن إستيعاب ، ما يفعله نضال بها ، ويقدمه لها .. " نعم سأترقب غفرانك ولو لمئة عام ، طالما أننى بجوارك ..!"

إحتاج نضال لكل ما لديه من قوة أن يقاوم إغراء أن يتذوقها مرة أخرى ليضيع في لجة مشاعره وصخب لقائها ، بأن يلمسها مرة أخرى بأن يتوحد معها وفيها .. قال أخيرا بخفوت مازح من بين أنفاسه النارية " لن تحتاجى كل هذه المدة ربما خمسون عام ، تكفي لأتخطى حقدى عليكِ ؟!"

إبتسمت وهي تدفن رأسها عنوة داخل أضلعه .. ثم همست اخيراً " سأنتظرك ... كما سأنتظرها ؟!"

قال بحنو وهو يضم كتفيها نحوه أكثر ويده الأخرى تدثرها بالغطاء ناحيتها " تعلمين أن سَبنتى ، أقوى من أن يفرض عليها أحد شيئاً .. وبأنها إن أرادت ستعود لكِ في أقرب فرصة !"

قالت بمرارة " أعرف هذا .. ولكن فراقها صعب بعد أن عرفت معنى قربها ،. يؤلم كما أشعر بالشفقة الغريبة علي إبنةالراوى؟!"

" نالت ما إستحقته .. للأسف بدور جانى في تلك الحكاية كما هي مجنى عليها؟!"

هزت رأسها اعلي صدره وهي تقول بإختناق " لا تقل هذا يا نضال .، لا أم تستحق أن تُحرم من وليدها ، وحدى أفهم ما تعانيه تلك المسكينة الآن ؟!"

قال بتعجب " ربما ... ولكن ما يصدمنى شعورك

أنتِ بالشفقة نحوها ؟"

برقت عيناها بوحشية دون أن يراها ، ثم قالت بحرقة " أنا أجهل ما يجرى لتلك العائلة العجيبة ، ولكن أعرف جيدا. كيف لهذا الكلب أن يلتف حول ضحاياه ، ليغدر بهم مانحهم داء السعار الذى يجعلهم يفتكون بأنفسهم ببطئ دون أن يدرون ... وبدور الراوى التي تلاعب بي براشد لآصل إليها بتلك الحالة ، لأرى بعينى الدمار الذى ألحقه بها ذاك الداعر قبل صفعى إياه ....خير مثال على يقينى هذا ؟!"

ابن....الراوى .. اذاً هو من أرسلها لهناك قبل أن يقابله ويمنحه ذلك المغلف دافعه دفعاً لهناك مخبره بتوجه جوان قبله ..مدعي جهل معرفته بأسبابها كتم لفظ بذئ يليق به .. إذ أنه أدرك في تلك المواجهة ما وعد راشد بمنحه لجوان ..ولكن لقد ظن أنه أقنعها ، بالمواجهة لا

تلاعب معتاد " لقد أخبرنى مدعي الحزن والألم من أجلي .. بفعلت زوجته السابقة وبأنها من دفعته للرحيل ..ثم ألقي العنوان علي مسامعى كشئ عابر ... الكاذب الآن أنا أفهم أنهأرسلنى تبعا لخطته ؟!"

" راشد يهوى التلاعب بمن حوله ، يدير البشر كعرائس المريونت محققين رغباته ، دون أن يلوث يديه أو ملابسه الأنيقة ؟!"

أغلقت عينيها بتعب ...بتعب من كل شيء .. وهي ترمى بكافة حمولها عليه ثم قالت " لا أهتم حقاً .. إلا بعودة سَبنتى لي ..؟"

قال نضال بثقة " ستعود .. أعرفها جيداً واثق في قلبها الذى لم تلوثه الأحقاد رغم كل ما عانته ؟!"

" يارب ؟!" نجاته بحرقه قلبها المكلوم ..

قبل أن تغلق عينيها متشبثة فيه ، كما سيكون الحال دائماً مأجلة كل ما أرادت أخباره إياه ليوم اخر ..ربما غداً عندما يفيق علي خبر إعلانها زواجها منه علي صفحتها الاجتماعية المهجورة والتي إشتعلت بعد دقائق من نقلها الخبر ، بأسئلة لا تنتهي واستفسارات ، وتعجب من معارف والدها ... لم تجيبهم بالطبع ، مدركه أنها ستسبب لأبيها جلطة من نوعاً ما .. لن تندم عليها بالنهاية هو يستحقها كما فعل الكثير بها ، هي لم تعد خائفة بعد الآن ..لم تعد مرتعبة حد أنها ستخبر نضال آخر جزء من الحقيقة ذاك الذى حمته فيه أمها وأشفقت عليها الطبيبة حد أن يرفضان حكم الموت الذى خطه أبيها .. ليتركان لديها أمل ...أمل ضعيف تحقيقه ولكنه يبقي شيئاً يستحق المحاولة ؟!.... من أجل هذا الحبيب الذى يحيطها بحنان عاطفته وجمال إحتوائه حتى وهو يموت منها كمداً ..

شعرت به يميل ليطبع قبله طويلة علي جبهتها ظن منه مع

إنتظام أنفاسها أنها غرقت في نوم سريع إثر يومها الطويل المؤلم ثم قال بخفوت شديد ..بهمس يكاد لا يسمع " فقط لو تفهمين لو تدركين كم أحبك يا جوان ؟!

من قال إن ما يفسده رجل ، لا يصلحه رجل آخر ؟!

" حسناً تستطيع القول بكل ثقة العالم الآن ، أن ما يفسده رجل لا يصلحه إلا رجلاً يفهم معنى الرجوله كنضال ؟!"

قراءة ممتعة لاسف مفيش سعيدة


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 05:26 PM   #2177

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

نضال😍😍😍😍😍احنا عايزين نعمل منك استنساخ يابني والله

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 05:31 PM   #2178

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

نضال يا بني اضرب الولية جوان على بوقها اصلها مستفزة جدا لو ما ضربتها هاجي انا اضربها هو بيفهمها تقول ايه وهي ترد عليه باايه مافيش فايدة هتفضل غبية

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 05:32 PM   #2179

سهام سليمان

? العضوٌ??? » 441840
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
?  نُقآطِيْ » سهام سليمان is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس جميل حبيت نضال أكتر رجل بجد وجوان هتتغير وهتقوى وهتكون انسانة عاقلة وواعيةشكرانور على تعبك معانا😍😍😍😍😍😍

سهام سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 05:35 PM   #2180

امي احمد

? العضوٌ??? » 433638
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » امي احمد is on a distinguished road
افتراضي

في كل كلمة معني واحساس يأخذ بالقلب والعقل لدرجة أنني أشعر انها حقيقة أمامي وليست مجرد كلمات اقرأها .......بل هوالشعور بالكلمات التي تجعل القارئ يعيش كل حرف وكل كلمة بمشاعره سواء كانت مشاعر حزن أو فرح ..........شكرا لك علي كل كلمة قرأتها في كل رواياتك وخاصة شظايا بكل ما تحتويه من معاني ومشاعر .
دمت مبدعة دائما نور بلاك


امي احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.