آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          رواية : بريق الماس من تأليفى "مكتملة" (الكاتـب : medowill1982 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-19, 07:50 PM   #411

imy88

? العضوٌ??? » 456123
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » imy88 is on a distinguished road
افتراضي


ممكن لنك الفصل 15 من شظايا القلوب ؟؟

imy88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 07:58 PM   #412

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي


تابع الفصل الخامس عشر


" أنالا أصدق أنه خرج بسلام أخيراً هو وبناته دون ضحايا حرب !"
قالتها نوة وهي تطلق ارتياح طويل بالتضامن مع إلقاء جسدها علي الأرض مرتمية هناك فاتحة ذراعيها على آخرهما مدعية انتهاء حياتها بمسرحية !"
تأملتها لثواني وهي تجلس علي المقعد المطل عليها ثم قالت بهدوء " لماذا ترفضين استخدام أحد لمساعدتكِ إذاً ؟! وتتفرغين تماماً للتمعن في النكد عليه بدل اهدار طاقتكِ في متطلباتهم !"
نفخت نوة خصلات شعرها التي تهدلت فوق وجهها ثم قالت بحيرة " للتمعن في النكد عليه ؟! لماذا يا كئيبة يا عدوة الفرحة ، الرجل المسكين يعاني في عمله وحياته ومخلصاً لبيته تماماً ، ما الذي يدفعني لاتباع نصيحتكِ الفذة ؟!"
هزت كتفيها بلا معنى ثم قالت ببرود " إذاً كفي عن الشكوى ، أنتِ وهو جادلكما المعتاد للأمانة أصابني بصداع نصفي دائم !"
اعتدلت نوة سريعاً تجلس على الأرض أمامها وشبكت ساقيها ثم قالت باستنكار " نحن لا نتجادل مطلقاً ، ما ترينه مجرد اختلاف في وجهات النظر ليس إلا !!"
وقفت من أمامها متوجهة نحو المطبخ المفتوح ناوية إعداد بعض القهوة وهي تقول بلا اهتمام " أنتما لا تختلفا ، إذ أنكما لم تتفقا يوماً من الأساس ...هو قطعة من ثلج قمة جبل ايفرست ،هادئ رزين متعقل وله هيبة تفرض نفسها ، أما أنتِ "
صمتت تنظر لها بتقييم قبل أن تقول بمشاكسة مستفزة " امممم ، أنتِ عكس كل هذا وأكثر ؟!"
وقفت نوة برشاقة لم تستعجبها بدور ، إذ أنها تعلم العناية الفائقة التي توليها نوة لجسدها ، ليس رغبة للحفاظ على مدحت أو تبقى في عينيه حلوة وهذا الكلام المتعجرف الذكوري المنفر ، بل كل اهتمامها لتحافظ هي على صحتها ونضارة شبابها ... ثم سمعتها أخيراً تقول " وهذا أحلى ما في الأمر ، ما يجعل زواجنا ناجح حتى اللحظة ، إذ أني ومدحت منذ أيام خطبتنا درسنا جيداً النقاط السيئة في أحدنا الآخر وتقبلناها راضين ، نحن اتممنا رابط زواجنا دون ترقب زلة لأحدنا ، دون مخاوف نخبئها عن بعضنا ، أنا أحببت عيوب مدحت قبل مميزاته ، ولم أحاول يوماً تغييرها وهو كذلك ... وأهم قاعدة وضعناها منذ ليلة زفافنا أنه مهما حدث بيننا لا ندخل فيه طرف ثالث أبداً !"
اهتزت عضلة بجانب فمها فاهمة ما ترمي إليه ! ولكنها لم تسعي مطلقاً لإدخال أحداً بينها وبين راشد بل هو من فعل ... هو من خدع !
برفق كانت تقول " تريدين القول أنه ليس زواجاً بقدر ما هو مشاركة كلاكما يكمل الآخر ؟!"
كانت نوة توجهت لخزانة تقع خلف باب منزلها سحبت منها معطفين أسندت أحدهما على رخامة المطبخ ثم شرعت في لملمة شعرها ملحقه إياه بحجابها وهي تقول " تقريباً ، هذا ما يحدث بيننا ، لذا أنا أرفض أن أعيش حياة مترفة أستخدم فيها الكثير من البشر ليؤدوا دوري الطبيعي كأم وزوجة !"
قالت بدور " ولكن وضع زوجكِ يجبركِ على هذا !"
وقفت أمام مرآة صغيرة تعدل من ملابسها وتتأكد من حشمتها وهى تقول باسمة بهدوء " وضعه ونجاحه له وحده ، أفتخر به بالطبع لكنه لا يجبرني على أي شيء لا أريده أو لا يناسب اختياراتي "
" ولكن شذى !"
قاطعتها نوة وهي تقول بنبرة غامضة " شذى مختلفة ، وحالة خاصة جداً جداً ، لا تدعي المظاهر تخدعكِ يا بدور وحاولي أن تري ما وراء وجه أختكِ الهش الكاذب !"
أنهت جملتها وهي تقول " هيا سنشرب القهوة خارجاً أريد أن أريكِ شيئاً !"
سحبت المعطف الذي كانت وضعته سابقاً ثم ارتدته فوق ملابسها البسيطة " لا تقولي مزيد من الرحلات النفسية في الهواء الطلق ، تعرفين أني لن أتحدث يا نوة !"
نظرت نوة إليها بهدوء شديد تتفحص يديها التي تتلكأ على بروز بطنها المحدب والذي أصبح الآن واضحاً جداً لأي عين تراها ... متذكرة الصعوبة الشديدة التي لاقتها حتى تقنعها بالابتعاد عن الجميع ، عن كل ألمها وماضيها وحتى حاضرها المحيط ، متعشمة أنها قد تستطيع في رعايتها أن تقنعها باللجوء لطبيب نفسي ، إذ أنها أصبحت تفهما وتراوغها ! ولكنها كالعادة رفضت باستماته متشبثة بأنها فقط تريد فترة نقاهة وستكون بخير ...
ولكنها أيضاً كاذبة كما كانت تكذب منذ خمسة أعوام ... ظاهرياً هي بخير تتفاعل معها مع صغيرتيها ، حتى أن روحها اللذيذة ما قبل راشد ! طفت قليلاً علي السطح لتشاكسها ومدحت سوياً ، ولكن ما إن يأتي الليل تنزوي في غرفتها ... وتسمعها بأذنيها تعود تبكي بالكثير من الوجع والقهر ... أحيانا تقبل بها أن تواسيها تحتضنها ، كما كن يفعلن صغيرات عند وقوع إحداهن في أزمة ... وأحيانا أخرى ترفضها تطردها بعيداً مكتفية بنفسها لنفسها !!
فتحت نوة الباب أخيراً وأخذت نفساً طويلاً جداً قبل أن تقول بمرح " لا بل هي رحلة نميمة بحتة ودس أنفنا في شؤون الآخرين !!"
.............................................
عندما فُتح الباب فجأة وبدون إنذار ...
عرف عمه القابع خلف مكتبه أنه فقد كل قدرته على التماسك ، على التربص كنمرٍ شرس كعاداته حتى يظفر بما يريده ، لقد كان ابن أخيه يحترق وللعجب كم أشعره هذا بالارتياح ، إذ أن أميرته لا تعاني وحدها ....
مؤكد هو يجن إذ أنه منذ أن سافرت بدور مع نوة وأخفى مدحت بنفسه خطواتها رغبة منها في الابتعاد عن محيطه عن الجميع حتى تستطيع أن تستريح قليلاً تلملم شتات نفسها وتحدد ما الذي تريده لها وطفلها ... يكاد راشد يفقد عقله يشعر بالعجز الحقيقي ، يكسر كبريائه وغرور نفسه الذي أوهمه بأنه قادر على فعل كل شيء ، يمتلك كل شيء ويحظى بأي أمر يريد ، ليدرك أخيراً بأنه مجرد فان ، استطاعت هي أن تهزمه تحرمه من كل ما أراده فيها ... وتلسعه بالقهر والتخبط وقلة الحيلة ....
ربما هو يحب راشد يتأمل فيه ككبير للعائلة من بعده ، ولكن مهما كان تقديره لابن أخيه ، مؤكد لا ينافس حبه لابنته ، كما أنه منحه فرص عدة معها ، وهو من أهدرها جميعاً فيستحق ما جنته يداه !"
الغضب كان يشع من عينيه ، فاقداً تماماً كل هدوء وسيطرة كان يًفترض أنه يتمسك بهم في الشهرين الماضيين عندما قال من بين أسنانه " أنت تحميها ، أنا بت قادراً أن أعرف الآن أن هناك يد تسبقني لتستر كل ما أكاد أكتشفه فبدلاً أن أتقدم خطوة أتأخر خطوات !"
أراح ياسر ظهره للوراء يحاول أن يتظاهر بالاسترخاء أكثر في مقعده يتشبث بهدوئه في وجه من أمامه وهو يقول " ما الذي تريده منها ؟ ولماذا لا تكتفي بما أخبرتك إياه أنا ...أما عن حمايتي فأنا بالطبع أفعل وأسبقك خطوات وليس واحدة !! "
مال راشد بجذعه يستند علي المكتب بكلا كفيه وهو يقول غاضباً " كيف تستطيع السؤال حتى ... زوجتي مختفية بطفلي الذي أرادت قتله ، وتريد منيّ ترك الأمر كأنه لا يعنيني !"
زم ياسر شفتيه بغضب قبل أن يتقدم للأمام هو الآخر رأسه تميل نحو مكتبه حتى كادت أن تصطدم بجبهة ابن أخيه ، عينيه الغاضبة تواجه الشراسة في عيني الآخر وهو يقول بغيظ " ابنتي يا راشد ما عادت زوجة لك ، أم تريد أن أشهر عقد الطلاق في وجهك ربما قد نسيت ؟! "
قبضة غاشمة عصرت قلبه ومشرط حاد دقيق كان يشقه بخفاء وخفة جاعله ينزف بقهر بصمت ... لترديد ما أصبح يحاول العقل علي ما يبدو نكرانه ... ساد صمت ثقيل أحس راشد بأن الهواء اصبح مشحون بذبذبات غضب ثقيلة جعلت حتى تنفسه أمراً مستحيلاً وهو يسمع ياسر يكمل ببطء ساخط " قبلاً هي من أجبرتني للقبول بك ... وبعدها هي وحدها أيضاً من كانت تجعلني أضعف في مواجهتك وحمايتها منك ، ولكن إن كانت أميرتي قررت أخيراً إخراجك من عالمها أنا لن أتردد للحظة في إعلان الحرب عليك ... كما أنه ليس لديك أطفال عند ابنتي إذ أنها قررت الاستئثار بصغيرها كتعويض مُرضي عن تجربتها السيئة معك !"
لثواني أخرى لم يرد راشد أيضاً ... بل اعتدل ينصب جسده الرجولي وهو يستعيد بروده دفعة واحدة حتى والغضب والقلق يأكل قلبه وكيانه ! ثم قال أخيراً " هذا ما كنت أحتاج معرفته ! يدك أنت هي من تخفى تحركاتها ؟! إذاً كشف طريقها أصبح يسير عليّ !"
اصدر ياسر غمغمة غاضبة مكتومة قبل أن يقول " ما الذي يعنيه هذا ؟! هل كنت تستدرجني يا راشد ... على كل حال ذكائك خانك إذ أنك لن تعرف أين هي !"
قال راشد بجمود " لا أعتقد أنك من هذا النوع الذي يستدرج !! ولكن على كل حال أنا فعلت ! كما أنك أردت إخباري بجزء طفلي قاصداً .. وبالطبع أنت لن تحتج منيّ القول إن هذا في أحلامك أنت وابنتك ؟!"
أحس بتوتر جسد عمه وهو يقف من وراء مكتبه وقال " ابتعد عن طريقها!"
قاطعه راشد " ما عادت تمثل لي تلك القيمة ولكن من حقي أن أعلم أن صغيري بأمان وهو في صحبة امرأة فقدت كل ثقتي حتى في أمومتها المزعومة !"
وقبل أن يقول ياسر شيئاً آخر كان راشد ينظر لساعة يده مبتسماً فجأة ودون مقدمات ... ابتسامة ميتة مستفزة ليس لها معنى ... ودون أن ينظر إلى وجه عمه كان يقول ببرود " بمناسبة استرداد الحقوق ، والحماية للأبناء أنا لديّ هدية لك عمي ولكن أرجو أن تكون تناولت أدويتك !"
ثم فتح الباب وغادر مباشرة دون تفسير ... وقبل أن يستوعب ياسر أو يحاول الفهم كانت مساعدته تدخل وهى تقول بتوتر " سيد ياسر هناك رجل بملامح أجنبية يصر على الدخول دون موعد مسبق أنا لا اعرف حتى كيف تجاوز المبنى هنا دون تصريح ؟!"
فتح ياسر ذراعيه باستهجان والسخط يخط ملامحه بوضوح ... ألا يكفيه الجنون الذي يعيشه منذ أن اختفت بدور متعمدة؟! وعاد هو لعمله وصفقاته واجتماعاته حاملاً كل شيء علي عاتقيه وكأن الجميع قرر بصمت أن يتناسى وعكته الأخيرة والمدمرة ! ربما راشد مازال يتصدر كل أمور الشركات والمصانع والعمل هنا وفي فرع إنجلترا وحده ، ولكنه أيضاً يتعمد ترك القسم الخاص ببدور كاملاً له وحده ويرفض أن يسمح بتعين أحد مكانه!
" ومن هذا أيضاً ؟!"
صوت هادئ بنبرة باردة كان يجيبه " بروفسور جوشوا هابر ... أو الأمير هابر كما كان يُطلق على داخل مملكتي ... وأنا اترك لك الحرية التامة في مناداتي بما يليق بك سيد الراوي !"
للحظات بدا ياسر عاجز تماماً عن الرد ينظر إليه بذهول وكأنه ما كان يتوقع أبداً تلك المقابلة ...أو أن يُجبر لخوض تلك المواجهة !
سمح جوش لنفسه بالدخول وهو يقول بنفس النبرة الباردة يتخللها التهكم اللاذع " كنت أود التقيد بالتصرفات الراقية معك وأمنحك حق الاختيار في مقابلتي ولكن بعد ما اخبرني إياه ولدي أعتقد أنك لا تهتم بأية معايير أخلاقية أو إنسانية ؟!"
وكأن ياسر فقد كل حنكته ، كل ذكائه الاجتماعي والعملي عندما قال مهاجماً " وأن رفضت وأمرتك الآن أن تستدير من هنا مغادراً في الحال ؟!"
تقدم جوشوا أكثر وجلس علي مقعد مواجهاً لياسر وهو يشير بإصبعه السبابة " زوجتي " هناء الكردي " للتذكير إن كنت ما زلت تصر على كذبة رسمها خيالك !"
صمت لبرهة وهو يلاحظ الغضب الذي يتكون بحد غير مقبول في عيني الرجل ثم أردف " زوجتي تقول أن دمائي باردة بحكم موطني كما تعلم وتفضلت أنت وجودته على مسامع نزار ... ولكن ما هي تعرفه يقيناً أيضاً أن غضبي مدمر وقاسي لا شيء أبداً يجعلني أتريث أو أتورع عن الانتقام بشراسة من أي شخص كان قد أذى فرداً يخصني!"
قال ياسر من بين أسنانه " من تظن نفسك لتأتي لمكتب الراوي وتهددني ؟!"
نظر جوش لأعلى الغرفة وملامح وجهه ترسم سخرية باهتة !! ثم عاد يقول بهدوء شديد " أيا كان ما نحن على وشك قوله لا أعتقد أنك تريد لأحد معرفته ؟!"
نظر ياسر بعينه نحو سكرتيرته التي ما زالت واقفة تنقل نظراتها بينهما بنوعِ من الفضول ... أجبر نفسه أن يتمالك نفسه وهو يشير نحوها " غادري ... ولا تسمحي لأيا كان بالدخول !"
أومأت علي الفور قبل أن تخرج بسلاسة مغلقة الباب ورائها !
اطلق ياسر نفساً طويلاً عميقاً قبل أن يحاول تماسك أعصابه ليستطيع مجاراة من أمامه ... ثم عاد يجلس على مقعده يضع ساق فوق أخرى ويده تمتد لتخرج سيجار كان توقف عن تدخينه منذ مرضه ولكن يبدو ألا فائدة الأحداث تجبره لتنفسها مرة أخرى ثم قال " قهوة أم شيئاً آخر ؟"
رفع جوشوا حاجبيه بتعجب قبل أن يقول ببساطة " معك لا أعتقد أني سأتناول أي شيء !"
هز ياسر رأسه بإيماءة خفيفة ثم قال " إذاً لماذا أنسب الفضل لهذه الزيارة ؟!"
لم يظهر أي تعبير على وجهه الأرستقراطي وهو يقول مباشرة وبوضوح " لكذبك مثلاً وجبن فعلك وأنت تتنمر على شاب في مقتبل عمره دمرته بماضي أنت تجهل حتى حقيقته !"
صراحته كانت مثيرة للغيظ مستفزة لأبعد حد إذ أن بالفعل جانب من ضميره مازال مستيقظاً فيه لامه وأنبه لفعلته في حق الفتى ... مما جعله يقول ساخطاً " وهل أنا زورت الحقائق تلك مثلاً .. أنت رجل لا من ديانتنا ، ولا حتى تنتمى لبلادنا ، فعن أي كذب تتحدث ؟!"
لم يستطع جوش أن يتمالك نفسه وهو يقول غاضباً " ومن أنت لتحكم ، لتُنصب نفسك حاكماً وجلاداً ، لتأتي بابني هنا تستفرد به كالجبناء وتذبحه دون ذرة شفقة ؟!"
ابتسامة جانبيه متهكمة هي ما قابلته عندما قال ياسر بخبث " أيا كان ما ربطك أنت وتلك المرأة لا يعنيني ، وإن أردت تفسيراً لما فعلت ، أنا كنت أحمي صغيرتي من رجل ليس من عقيدتها ، حتى وإن صح إسلامك الذي تدعيه الآن ، تظل في نظري أنت وأي ابن من صلبك لا تنتمى إلينا !"
عم صمت مشحون لدقائق فقط نظرات محملة بالغضب بينهما لوهلة ظن ياسر أن البروفيسور الملكي عاجز عن مجاراته ... وأنه قد يستفزه ليصدر عنه رعونة أو غضب أهوج ... ولكم خاب ظنه عندما قال جوشوا بهدوء صقيعي " وأنت ولدت في دين الإسلام بالوراثة ! كما ورثت اسمك ومال عائلتك ! أي أنها عقيدة لم تبذل أي جهد لنصرتها أو الدفاع عنها وإثباتها ثم اعتنقاها !"
بهتت ملامح ياسر من ضربة عجز عن الرد عليه ورسالتها تصله واضحة عندما اكمل جوش بنبرة باردة " أخبرني أيها المسلم بالوراثة ... هل نفذت كل ما طلبه منك دينك ؟! هل احترمت وأطعت ربك في كل ما أمرك به ، ألم تكذب قط ، تسرق أو تقتل , تزور الحقائق أو تخدع ، أقمت أنت كل صلاة اُمرت بها منذ أتممت العاشرة على الأقل ؟!
صمت جوشوا قبل أن ينظر إليه بابتسامة ميتة وهو يقول ألم تزني سيد راوي !"
هنا انتفض ياسر داخلياً بعنف .. وعينيه الخضراوين الشرستين كانت تبوح بالكثير من أمامه الآن ينوى الفتك به بغير تنازل حماية لابنه يعرف أكثر ما ينبغي عنه ... الرجل كان من الواضح درس عنه كل كبيرة وصغيرة قبل مواجهته ...
بكل هدوء كان ياسر يسيطر على نفسه عاكساً له أنه لم يتأثر بهجومه إطلاقاً وهو يقول ببرود " فعلت أم لا ... لا أعتقد أن هنا جوهر الأمر ، إذ أني ولدت مسلماً بالفعل ، انحدر من أسرة عريقة ليس بها شائبة ! وما كنت لأسمح مطلقاً لشاب يحمل اسم رجل آخر ، فتى هربت به أمه بعد غلطتها معك في بلاد الغرب ... أن يدخل لعائلتي أو يرتبط بابنتي !"

في ردة فعل غريبة كان جوشوا يسترخى أكثر على مقعده يفتح ذراعيه بمسرحية وهو يقول بتفكه" الأمر غير عائد لما تسمح به أنت ... إذ أنك من لا تليق مطلقاً أن يرتبط اسمك بأسلاف عائلتي وابني ، أنت تعلم بالتأكيد أن لدينا معايير صعب على أحد مجاراتها !"
جذ ياسر على أسنانه الخصم ليس سهلاً مطلقاً .. والنظرة المتبادلة المتناحرة بينهم بدأت كأنها لسبعين شرسين وغاضبين محبوسين في قفص من حديد لا يفل ، وقد بدا أن كلا منهما لا ينوى التنازل إلا بعد أن يفتك بالآخر تماماً ...
" ألهذا رميته وهي بعد أن فرغت منها ؟!"
قال جوشوا بهدوء يحسد عليه رغم ذاك الاحمرار الذي كسى وجه ناصع البياض بعنف معبر عن معاناته في كتم غضبه المتأجج " سيد الراوي أنا حقاً أحاول أجراء حديث متحضر ولكن إن استمررت في إدخال اسم زوجتي بيننا أنا الآخر أستطيع جلب كل نساء عائلتك في سب عربي سوف تذهلك مهارتي فيه ... ويخرسك ما أستطيع نعتهن به !"
دب ياسر على مكتبه غاضباً ... وقبل أن يسبه هو كان جوشوا يعود للبرود وهو يقول " ولكن كما قلت نظراً لخلفية عائلتي وإسلامي قلباً وفعلاً وابتعادي عن ما يغضب ربي لن أفعل ، والآن نعود لجبنك في اغتيالك نزار !!"
ضغط ياسر على ضروسه بعنف وهو يقول " ابنك كان يتعدى على حرمة منزلي ، مستغلاً ضعف ابنتي ، كان يجب أن يتربى ، أن يواجهه رجلاً بأفعاله الحقيرة ، بما أنك غفلت عنه عشرين عاماً كما يبدو وتذكرت الآن أن تأتى وتعترف بأبوته !"
نظر إليه جوشوا طويلاً جداً والغضب يعصف بتفكيره يعمي عينيه ، يلوح أمام وجهه بقطعه حمراء كالثور الذي يتعمدوا استفزازه داخل الحلبة عندما يتذكر وجه ابنه ملامحه المنهارة الباكية والتي لم يستطع السيطرة عليها مطلقاً وهو يخبره بركوعه تحت قدمي هذا الشيطان الأدمي مرتجي منه الرحمة برجولته الفتية التي اغتيلت وهو يشرع في عينيه حقيقة رابطه بوالدته حتى أصبح ابنه يرفض تماما أن يصدق أنه طفل حلال أتى بداخل رابط زواج لا تحمل والدته من وزر كذبه شيئاً !"
نفس فاخر كان يطلقه صدر جوشوا المكبوت حتى كاد أن يطير أزرار قميصه من علي صدره من فرط ما يشعر به ..ولكنه قال " إذاً كما توقعت الأمر لا يتعدى لديك ما يليق وما يصح العيب ، والقبول ، العادات الاجتماعية ونظرة المجتمع ، وليس الحلال والحرام سيد راوي ؟!"
قال ياسر سريعاً ببرود وهو يتناول نفساً طويلاً من سيجاره" سمها ما شئت ، المجتمع في أمور النسب لا يفرق بين رجل وامرأة ، وكما أخبرتك ما كنت لأغامر بابنتي ومستقبلها تحت أية أسباب حتى وإن كان رابط عشق عبيط!"
رغم أنه لم يفهم ما الذي يعنيه عبيط تلك !!
ولكنه استطاع أن يقول باستفزاز " أوافقك في هذا ... ولكن هذا أمر بسيط نستطيع حله ، أنا أعمل على هذا بالفعل ... ولكن ما أريد أن تفهمه جيداً أن " نزار هابر " ابن معروف النسب ، أبوه معترف به كان يبحث عنه عشرين عاماً احتضنته أمه وخاله وأحسنوا تربيته وتعليمه ! وثائق الزواج التي أنكرتها وزورت حقيقتها في عيني صغيري كانت واضحة تماماً ؟!"
اهتزت عضلة بجانب فم ياسر وبدا كأنه يتأهب لضربة موجعة قادمة لن يتردد أن يفتك بالآخر إن اطلقها ... كان يطفئ سيجاره بتوتر وجبينه يتعرق بينما جنون يتراقص في عينيه وطعنه تخترق صدره وهو يسمع جوشوا يقول بنبرة بطيئة جداً ومفترسة " أتعلم ، تعجبني الفتاة مريم ! ودودة جداً وبشوشه في التعامل حتى أني شعرت بأبوة شديدة نحوها رغم قصر معرفتنا !
قطع كلامه مطرقع بلسانه ثم قال بسخرية مريرة " شابة جميلة بماضي موجع ، ما جريمتها أن يلبسها مجتمعكم ثوب ابنة حرام ... ناتجة عن فعلة أب جبان تنكر لوجودها ؟!
انتفض ياسر واقفاً من مكانه وهو يقول بصوتٍ هادر " اخرج من مكتبي حالاً ، وأخبر ابنك إن اقترب من ابنتي ، في هذه الحياة أو أية حياة أخرى سوف أطارده ليس بفضيحتك أنت وأمه فقط بل بالقضاء عليه تماماً !"
وقف جوشوا أمامه هو الآخر يضع يديه بعنف علي مكتبه ينظر إليه بغضب لا يقل عن غضب من أمامه ثم قال من بين أسنانه " ضع إصبعاً واحداً عليه ، حاول حتى أن تقترب منهما وأنا من سوف أكون حريصاً علي تدميرك وعائلتك وإمبراطورتيك تلك ... أما عن ابنتك فهي عندك كلها لك ، لا تليق بابني لا في هذا الزمان ولا أي أزمنة أخرى ... سأكون حريصاً علي هذا !!"
أغمض عينيه بقوة محارباً نفسه ألا يشتبك معه أو يستدعي رجاله ! ثم غمغم أخيراً بنبرة مكتومة و بلا معنى " المقابلة انتهت !"
رفع جوشوا كفيه باستلام ساخر ... وكأنه يخبره عن مدى صغره أمامه وأنه هو من انتهى منه ... تراجع للخلف نحو الباب دون أن تحيد عينيه المتوعدة الشرسة عن عيني عدوه الحانقة ... وقبل أن يفتح الباب ويختفي من أمامه إلى الآبد كان يقول ببرود " تلك الفتاة الصغيرة التي أحبها ابني ، كم اشفق عليها لأن لديها أب مثلك قضى عليها طفلة وحطم مراهقتها ، وقضى علي كل مستقبلها كبيرة ...
وداعاً !"
خرج مغلقاً الباب خلفه ليترك الآخر ينهار علي مقعده يفتح قميصه بتخبط ممسداً علي صدره بعنف وهو يبحث بعجز عن أدويته " قضى علي مستقبلها ، أيعقل أنه فعل ، ابنة أخرى خسرها ؟!"
.................................................
خرج راشد بغضبه العاصف طارقاً أخر احتمال أتى لعقله ، وهو مراجعة كل الأسماء التي غادرت أرض المطار تحديداً يوم عودة نوة وشذى ، ولكنه هذه المرة كان لديه من يوصله بمن غادر بطائرات خاصة ! طائرة ياسر الراوي تحديداً كيف لم يأتي لعقله كأول احتمال ، هو في الواقع بالبداية كان يظن انها تختفي كالفأر الجبان هنا !
ولكنه عاد ينفي هذا الاحتمال بعد أن بحث في كل شق وضع احتمال أن يجدها فيه ، ثم وجد نفسه يبحث بروتينية في كشوف المغادرين ليعلم بعدها أن يداً خفية تعبث فيه بخبث مضللة طريقه...وكما توقع هو أباها ...
" عسى ألا تكون وصلت اليها ؟!"
أغلق راشد عينيه ودون أن يلتفت كان يجيبه بصوت مكتوم " من الأفضل لك الابتعاد عن طريقي ، اذكرك لأخر مرة مازلت أقيم إكراماً لوالدينا ، وإلا كنت دمرتك منذ زمن !"
دخل عزام إلى داخل مكتبه ثم قال من وراء ظهره المشدود " أو لم تفعل أنت منذ كنا مجرد أطفال ؟! ألم تسرق منيّ كل ما أردته يوماً ، حتى اهتمام وحب والدينا ، ومن أجل ماذا ؟! لا شيء أنت لا تحمل إلا ميزة مريعة وهي انجابك أولاً !"
لم يلتفت إليه أيضاً وهو يقول ساخراً " أيها الطفل المسكين ، لقد نُثر قلبي من أجلك ؟! أهذه حجتك الآن أني حصلت علي كل شيء ، ألم تسأل نفسك مطلقاً مواجهها بالحقيقة ، لماذا كانت لي الأفضلية ؟!"
قال بصوت مكتوم " لأنك قذر ملتوي ، حتى معها استغللت سذاجتها وبراءتها وأجبرتها لتهب نفسها لحقير مثلك ، وهي ...هي !!"
صمت مبتلعاً ريقه جسده ينتفض نبرته ترتعش بالفقد صوته يصرخ بالعشق الذي لم يستطع كتمه " وهي كانت قدري أنا ... إذ أني وهبتها كل شيء كل شيء قبل حتى أن تعرفك وتغويها !"
كان يغلق عينيه بقوة ، بقوة أكبر كاتماً أنفاسه العنيفة داخل صدره ... بينما يديه تتقبضان بجانبه مقاوما ألا يلتفت إليه ويفتك به في التو واللحظة " أنا لن أدخل هذا الجدال العقيم ، إن أردت أن تُبقي علي حياتك العفنة اخرج من هنا !"
والإجابة كانت ضحكة شيطانية مجلجلة اتبعها صوته الحاقد " ما عاد هناك سبب واحد يجعلني اكتم عشقها ، لقد تركتك محطمة ، وأنا أنا سوف أطاردها بعشقي بإخلاصي لها جاعلها تعرف الفرق الحقيقي بيني وبينك ، ثم امحيك انت وأسرك تماما من حياتها !!"
التفت إليه راشد ينظر إليه باشمئزاز كمن ينظر لمعتوه مقرف مشوه النفس والروح ثم قال بنفس لهجته الباردة " اخرج !"
اقترب منه عزام وهو يقول بحقد " لن أفعل يجب أن تعرف أني سأجعلك تدفع الثمن لسرقتها منيّ ! لتحويلي لذلك الكائن المريع الذي لا أطيقه !"
رفع راشد وجهه ينظر إليه من علو ...علو أشعره بحجم ضآلته بصغره وتهميشه في حضرته رغم تشابه بنيتهم الجسدية تقريباً ، ولكن منذ متى كان يكسب رجل احترامه وقوته بقوته البدنية أو حتى باسم عائلته وماله ونفوذه !! الزرعة وحدها ... ولكن شتان بينهما ، ثمرته التي يعلم فسادها وينكره وبين حصاد أبيه فيمن أمامه !"
" أنا أعرف أين هي ، بل وسمحت لي بالتواصل معها ، تحدثنني وتستمع لي بينما نفرتك أنت زاهدة إياك " قال عزام بحقدٍ طفولي أحمق
هز راشد رأسه بدون معنى ثم قال " مبارك لك إذاً وصالها "
صمت ثم تابع بابتسامة شرسة أخذت في الاتساع التدريجي وهو يقول ببطء
"صحيح عزام ، هل أخبرتك ولو عرضاً ، عن حال طفلي الذي يكبر بين أحشاء زوجتي ؟!"
توتر عزام وابتسامته الشامتة تنمحي ببطء " ماذا تقصد ، أنت لم تجرؤ على لمسها ؟!"
قال راشد بقرف " أنت مثير لاشمئزاز كم أشفق على روحك العفنة ، علي دناءتك التي توجه لزوجة أخيك ، حتى رغبتي في الفتك بك ، تتبدد ولا يحل مكانها غير أنك دماء ملوثة تعف نفسي أن أُغرق يدي بها !"
كان بدأ يفقد سيطرته تماماً إذ أنه بالفعل كان يجهل خبر حملها ، رغم معرفته بخبر الطلاق الذي لم يصبح خبراً حصرياً اذ حرصت بدور أن تنشره علي موقعها الإلكتروني معلنة ارتياحها أخيراً بحصولها علي الطلاق !!
اندفع نحوه رافعاً يده التي تكورت بعنف ناوياً لكمه في وجهه مال راشد في ناحية معاكسة ثم بخفة كان يقبض علي يديه وبخطوة سريعة كان يضربه تحت الحزام في منطقة مميتة ، شالاً حركته تماماً ثم قال لاهثاً " نفس الأخطاء لا تتعلم أبداً " زوجتي يا غبي ، امرأة مني وسوف تظل دائماً لي ، حتى وإن افترقنا لقرون طويلة متى تعلم وتتعلم؟!"
كان وجهه يتلوى بالألم وقلبه يتعاظم بالوجع وخنجر مسموم ينغرس داخل فؤاده وهو يقول " أنت لم تنلها بعد كل ما فعلته ، بعد أن سخرت حياتي لأستعيد ما أخذته منيّ !"
ساعده كان يضغط علي نحره بعنف بينما عينيه الدخانيتين ينفثان حمم منصهرة وهو يقول ساخراً بحرقة " وابنتك ، ألن تحاربني مطلقاً لأخذها منك ، لحرمانك حبها وانتمائها الكامل لي ، أم أنها لا تستحق يا جبان ؟!!"
هكذا وبلمح البصر كان يزيد الحطب علي نار رجل فقد كل عقله لتطفو روحه العفنة إلى السطح يفلت لسانه بما كان يحاول أن يتناساه منذ تلك الكارثة " ابنتي مِن منَ ، فتاة سهلة لم استغرق في إغوائها شهراً واحد حتى سلمتني نفسها ، فتاة منحلة قد تكون فعلتها مع العشرات من بعدي ، وتلك الفتاة التي تأويها ربما ؟!"
لكمه برأسه صارخاً فيه بعنف " أخرس يا حيوان ، بل فتاة حمقاء صغيرة استغللت التهاء عائلتها عنها ، وحدتها وحاجتها للعطف ، كيف تجرؤ ، كيف تجرؤ على نعتها و ابنتي بهذا ؟!!"
رغم عنف الضرب الذي تلقاه كان يستجمع أنفاسه قوته كلها فيبادله الضربة بأخرى كانت كفيلة أن يهتز خصمه مفلته ومبتعد عنه خطوة ثم قال بشماتة " بالضبط ، ابنتك ؟! كانت لتكون ابنتك أنت من عروسك المنتظرة قبل أن أغويها أنا سارقاً شرفك المزعوم ، كما سأفعل مجدداً امرأة بامرأة ، و طفل بطفل والبادي اظلم ؟!"
.................................................. .......

" اشربي قهوتكِ لقد بردت "
كانت مازالت شاردة يد تستند على صغيرها بحركة أصبحت لا تفارقها ، ويدها الأخرى تحرك دلايتها التي لم تنزعها من عنقها منذ أن عاد وألبسها إياها بنفسه في ليلتهما الأخيرة ... تمتمت " لم تعد نفسي تشتهيها !"
قالت نوة بصوتٍ أجش " إلى متى ، ألم نتفق أنك ستقبلين يد العون ، ستستمعين لي لتتخطي تلك الازمة ؟!!"
كانت عينيها مازلت تراقب مرغمة ذلك الزوجين اللذين يجلسان علي المقعد الخشبي أمامهما ... الفتاة ذات الملامح الغربية ومظهر غجري أقرب لتلك الفئة المسماة " بالهيبز ترتاح علي ذراع رجل وسيم المحيا ،أرستقراطي الطلة ، يقرأ لها من كتاب ما ، لم تستمع إلى لغته بالطبع ولكن ملامحه لم تستطع أن تخفي أنه ينتمي لأصول عربية لقد بدا مظهرهما متناقض تماماً حد التكامل ، " الفتاة تنظر اليه وكأنه عالمها الأوحد ، بينما ابتسامة الشغوفة الحنونة التي يحاوطه بها كانت تصرخ بعشق واضح بأنه لا يرئ في الكون أمرأة سواها ؟!"
قاطعت نوة تفكيرها وهي تقول بنبرة متآمرة " مصري مثلنا ، من عائلة عريقة قد تكوني تعاملتِ معهم من قبل ...أما زوجته أمم الطريفة الغريبة من وجهة نظري فهي بدماء مختلطة !"
نظرت لها بعبوس وهى تقول " متى أصبحتِ من تلك النساء النمامات ؟!
رقصت حاجبيها بتلاعب ثم ارتشفت من كوب قهوتها وهى تقول " منذ أن كنتِ تنائين بنفسك في برجك العالي بعيد عن البشر الغلابة الفانين !"
صمتت لبرهة ثم قالت " أليس لديكِ أي فضول لأخبركِ قصتهم ، مؤلمة بعض الشيء للفتاة ، ولكنها كانت أكثر قوة لتحارب اشباحها هازمة مخاوفها ... لتظفر بسعادتها !"
زفرت بدور بتعب قبل أن تقول " لا أريد أن أعرف يا نوة ، فقط كل ما أرغبه هو الصمت السكون ، امنحيني الوقت أرجوكِ لجمع شتات نفسي ، لأغلب ذلك الألم الذي يرفض أن يغادرني ، أنا أتوجع من فراقه يا نوة ... ومازلت أكره نفسي لهذا !"
مالت نوة للأمام تضع يديها علي ركبتيها تنظر للأبخرة المتصاعدة من كوب قهوتها بتركيز ثم قالت أخيراً بحزم " ولهذا تحديداً أنتِ تحتاجين للتحدث ، الفراغ واللاهدف الذي أصبحت تعيشينه لن يساعدك أيضاً ، ولن يحافظ علي طفلكِ القادم ، كما ترغبين !"
للحظات طويلة لم ترد ... شاعرة أنها مازالت تطفو فوق سحاب أسود حمضي قاتل ، ثم قالت أخيراً " ولا الكلام سوف يساعدني ، أنا أغرق يا نوة ، ليس حسرة أو ندم على راشد ، بل على وجعي أنا ضياعي أنا ...كيف لم انتبه كل هذه الأعوام لما كنت افعل ... أنا لم أغفر لراشد قط ولا أنوي هذا ، ولم أمنح نفسي الفرصة والابتعاد ...
لقد وقفت في مفترق الطرق لا أنا قادرة علي الافتراق ، ولا حتى على إكمال حياتي معه !"
قالت نوة بهدوء " اصبتِ الهدف أخيراً ... هذا ما كان الجميع يحاول دفعكِ إليه يخبركِ بخطأ ما تفعلين ، الناس قدرات هذا صحيح لا محالة ولكن ، ولكن في الخيانة يا بدور ليس لديكِ إلا خيارين منطقيين أما تفترقين بغير عودة ، أو تتناسين وتعيشين معه محاولة تحمل عقبات اختياركِ ... لن أخبركِ أن تغفري إذ أن هذا الأمر بالذات لا سماح فيه ولا يمكن أن ينمحي جرحه أبداً !"
ظلت بدور ساكنة مكانها طويلاً بصمت أيضاً وكأن بالفعل كل طاقتها استنزفت ، في الجدال ، في الاعتراف وأصبحت الآن تدرك واقعها الجديد ببطء مراجعة كل ماضيها بتركيز منتبهة لأشياء كانت تغفل عنها ...ثم قالت أخيراً بصوتٍ مختنق " نوة أنا لست مستعدة بعد أن أحكي أيا من جروحي ، صدقيني أنا أحاول ولكن بداخلي يرغب بشدة أن يستمر على حالة السكون ، روحي تحتاج للصمت والوحدة ، فأرجوكِ امنحيها لي !"
هزت نوة رأسها بهدوء وهي تعتدل تجذب رأسها رغماً عنها لتريحها علي كتفها ثم قالت " احصلي على هدنتكِ أنتِ تستحقينها بعد كل هذا ، ولكن ما أرجوه منكِ أن تتعافي منها سريعاً ، يكفيكِ ما اضعته من عمركِ !"
تمتمت شاردة " هل تعتقدين أني قد اكتفي بهذا الصغير ، بأني كما قالت والدتكِ فور رؤيتي إياه وضمه إلى صدري ستنمحي كل أوجاعي وأنسى حتى أسباب حقدي علي أبوه ؟!"
قالت نوة بهدوء " دعيني أخبرها لكِ بطريقة أخرى ؟!"
سألت بخفوت " ما هي ؟!"
فالت نوة بتفكر " الرجل يتمسك بطفل المرأة التي يعشق ... معظمهم هكذا يغلبه حبه النابع من حب امرأته ، فيصبح يوجه أكثر من تسعين بالمائة من مشاعره نحوها لصغيره ... أما نحن الأمهات الطبيعيات منا ، نحب صغارنا قبل أن يسكنكِ حتى أو تقابلي أبيه ... حبنا غريزة حمايتنا لهم أيضاً غريزة ...ولكن حب الآباء مشروط مكتسب!"
هزت رأسها وهي تتنهد بارتياح وكأنها تكتفي بكل هذا الكلام الذى يبتعد عن جرحها النابض ...سعيدة بعزلتها عن صراعات الجميع أخيراً حتى وإن كان لمدة قصيرة سيطلب منها بعدها أن تعود أكثر قوة وشراسة !
" لماذا سعيت للحمل من الأساس يا بدور إن كنت تنوين الافتراق ؟!" سألت نوة جافلة إياها بجدية مفاجأة !
ابتلعت ريقها وهي تبتعد عنها ثم قالت بتهرب " لم يكن في خطتي من الأساس ، ولكن الموقف الذي وضعت فيه وقتها جعلني أجاريه في مسعاه !"
" إذاً كنت تعرفين أنه يهدف لهذا ؟!"
احمرت بقوة بردة فعل خجلة جعلت نوة تكاد تنقلب ضحكاً ... ثم قالت بمشاكسة " لا أصدق أن الطاووس وزوجة راشد الراوي ، تخجل كأية فتاة طبيعية !"
تمتمت بحنق " اخرسي "
قالت بتلاعب " أنا لم أسألكِ في أمورٍ خاصة لأخرس أو أدفعكِ للخجل ، إلا إذا كان سؤالي ذكركِ بمشاهد مثيرة ؟!"
توسعت ابتسامتها وتورد وجنتيها يزداد بطريقة لذيذة مبددة أخر أثر لشحوبها ثم قالت بتلاعب مماثل مجارية إياها " من البائس للغاية أن أعترف بكل مصداقية أنه عاشق من الطراز الأول لديه تكتيكات غرامية مذهلة ، كانت تفقدني عقلي تماماً ، حتى كنت أنسى حروف اسمي ومن أنا بين يديه ، مكتفية بتذكر حروف اسمه فقط !!"
اطلقت نوة ضحكه مجلجلة وهي تقول بانتصار" كنت أعرف ، لهذا أنتِ سلمتِ راضية وتلك الحماقة لسعيكِ للطفل كانت مجرد حجة لحفظ ماء الوجه ! "
قالت بعبوس " وماذا قد تفعل امرأة مثلي كانت تخبئ عاطفتها عميقاً ناكرة إياها ، في مواجهة طوفان رجولته ؟! راشد خبير من الطراز الأول ، عنيد ، مغرور في معرفة قيمة نفسه جيداً ، وو ... "
تنحنحت قبل أن تقول بخفوت خجل " ومعطاء للغاية دون أنانية ، إذ دائماً كان يحرص علي فقدي عقلي وإشباع كل عواطفي أولاً قبل أن يفكر في الأخذ منيّ !"
كانت تستمع إليها باهتمام قبل أن تقول " أكيدة أنتِ من كرهكِ لهذا الرجل من قراركِ في عدم تناسي ما فعل ومنحه فرصة أولى وأخيرة ؟!"
أصفر وجهها مرة واحدة وهي ترفع عينيها تنتظر إليها مذهولة لانجرارها الساذج في الحديث عن عواطفهما الخاصة نوة كانت تطرق بهدوء وروية لدق أول مسمار في نعش تماسكها ليصبح يسيراً عليها بعدها تحطيمه والولوج إليها ... وقفت سريعاً وهي تقول بخشونة " نعم ، أُعيدها على مسامعكِ مرة أخرى إذ أخبرته إياها ، إن رأيت راشد يحترق أمامي يُقطع منتشرة أشلائه تحت قدمي ، مطلقاً لن يحصل على غفراني !!"
اومأت برأسها بهدوء ثم قالت ببرود " أتمنى أن تتمسكي بعزيمتكِ تلك !"
" سأفعل !"
مطت نوة شفتيها قبل أن تقول " مشكلتكِ الحقيقة يا بدور ليست خيانة راشد ولكن كبريائكِ الذي يرفض التصديق أنكِ مجرد امرأة كالعديد من النساء ، يمكن أن تخاني ويُغدر بك ببساطة ، ولكن المفارقة الوحيدة أن لديكِ رجل يلهث ليكفر عن جرمه ويكسب رضاكِ !"
نظرة إليها بعينين ناريتين وهي تقول من بين أسنانها " ماذا أتقترحين عليّ أنتِ الأخرى التسليم بالأمر ، والعودة إليه ؟!"
قالت نوة بحزم " أنا لم أقل هذا مطلقاً بل كل ما أريد إخباركِ به أنكِ يجب أن تُقري بأنكِ إنسانة عادية أحبت وأخلصت ، وثقت بشريك عمرها وخانها ببساطة كالعديد من المغدورات اللواتي عانين من وجع وألم الخيانة ، وقتها فقط قد تستطيعين أن تبوحي بما يكتمه قلبكِ ، ونتخطى ذلك الجدار الصلب ونشرع في إيجاد علاج لروحكِ !"
.................................................
كان يشعر بأنه يختنق ، كل شيء أصبح يطبق عليه يرهقه ويزهق روحه التي أصبحت مشتتة تعاني دون أو يمنحه أي إنسان بعضاً من الشفقة !
" لجأت إليكِ لأنك الوحيدة التي ستتفهمني " قال بصوتٍ أجش
نظرت إليه منى بتعاطف حامدة الله أنها استطاعت أن تمتص جل غضبه عندما أتاها كموج المحيط الثائر يكاد يحطم كل ما حوله ... مخبرها أنه لن يتردد للحظة في تحطيم بدور وأيا من يقف في وجهه إن لوح بحرمانه من طفله !"
" كنت أعرف من البداية أنك آتيت إليّ ، لأطمئنك وأمتص غضبك ، لا لتهديدي !"
نظر إليها بامتنان ثم قال بخفوت " هي عند نوة ؟!"
قال منى بحيرة " كيف عرفت ، هل أخبرك ياسر ؟!"
تهكمت ملامحه وهو يقول " بالعكس لقد تكرم عمي وغذى جنوني وحقدي نحوها !"
زفر بتعب ثم قال " لقد توصلت لاسمها عبر السفارة هناك ، إذ أن مدحت أدخل جوازها لختم الإقامة الطويلة !"
اقتربت منى تربت علي كفه ثم قالت بهدوء " هي هناك بالفعل بعد إلحاح من نوة أن تبتعد عن هذا الجو الخانق حماية لحملها !"
بدا مهتزاً كما لم تره من قبل وهو يقول " أنا لا أثق بتطرفها ، لا آمنها عليه !!"
قالت منى بهدوء " وماذا إن منحتك أنا وعدي أنها أبداً لن تؤذيه ؟!"
قال بتوتر " أنا أعلم أن نوة لن تقدم علي ما يهدد حياة أختها بالخطر، ولكن حقدها وكرهها لي شخصياً لا يطمئنني !"
قالت منى بصوت أجش " راشد ، أنت ترفض الفكرة بحد ذاتها أن تكون هي بعيداً عن حصارك وعينيك كما كانت دائماً حتى وأنت في بلد آخر !"
ارتعش شيئاً بداخله وهو يقول داعياً الله ألا تلاحظ أو أحداً اهتزازه وضعفه الواضح في تلك اللحظة " ربما هذا صحيح ، أو فقط أنا أريد أن أطمئن على الطفل ؟!"
" الطفل الذي أصبح يأخذه حجة " همست منى بتهكم !
ولكنها قالت بحزم " هو بخير ، وسوف يظل كذلك دعها تبتعد إن كنت تخاف علي سلامته ، وعند ولادته مؤكد لنا حديث آخر !"
نطق ببساطة أدهشتها " حسناً !"
اومأت منى برأسها بتعجب ، قبل أن تسمعه يتمتم بنبرة رخيمة " أنتِ الوحيدة التي صدقت توبتي وأمنت بها وغفرت ، بينما الجميع حكم على زلتي بعدم النسيان وعين نفسه حاكم وجلاد !"
قالت منى بهدوء شديد " أخبرتها لك سابقاً إن كنت صادقاً في طلب التوبة ، فأسعى للحصول عليها من الخالق وليس بدور !"
ابتلع ريقه وهو يقول بنبرة مختنقة " أحاول أن أفعل ... ولكن أنا مجرد بشر ربما لن أعود لنفس الجرم ولكني لست معصوم من الخطايا ... أخطأ وأعود وأندم واكفر ... ثم أعود لنفس الدوامة !!"
كانت نبرته أكثر منها شاردة مكتومة وكأنه هو الآخر بالفعل يعاني ويحتاج فقط لمن يسمعه ...
اقتربت منه منى تربت علي يديه المستريحة علي مقدمة سيارته إذ أنه منذ زمن بعيد يرفض لأي سبب الدخول لمنزلهم !! ثم قالت أخيراً " بالضبط يا راشد ، أنت بشر يا بني ، ولكنك بضمير يقظ أفضل من غيرك !"
" أنا لا أشبهه !"
انقبض قلبها بقوة وكيف لها ألا تفعل وحصاده العلقم مازال يذبحهم جميعهم " أنت لا تشبهه يا راشد ، كن متأكد من هذا لديك خطاياك ، ضعفت وأردت الاعتراف ولم يقبل أحد بمنحك هذا الحق ، وربما شبابك الطائش قبل حبك لها وارتباطك بها هو ما زاد صورتك سوءاً !"
تمتم بهدوء شديد ، شديد جداً به بعض الغضب المكتوم " لماذا لم يصدق أحد توبتي إذاً ، لما جميعهم يريدون وضعي في خانة واحدة مشوهة وكأني شيطان آدمي ؟!"
أسبلت منى اهدابها ثم قالت باقتضاب " لأن الجميع نصب نفسه إله رافضين أن يصدقوا أنهم بشر أيضاً لهم زلاتهم وخطاياهم بأن لا إنسان واحد كامل ، بأن جميعنا لدينا الجانبين الأبيض والأسود والفوز لمن يغلب شيطانه !"
أومأ برأسه دون أن يعلق ... فمدت يدها تربت علي كتفه وهي تقول " أنت بشر يا راشد يجب أن تعرف هذا ، تحتاج أيضاً أن تقول بأنك تعبت بأن تخرج عن طريق رُسم لك من أبيك وعمك بغير أنصاف ... أنت لست مجبراً أن تكون دائماً في موقع القوة وإنقاذ الجميع ستراً وعلانية !"
كانت عينيه تلمح صغيرته التي تتقدم إليه بملامح حزينة !! حزن أصبح لا يفارقها وكأن شيئاً داخل روحها قد كُسر سارقاً توهجها !
اعتدل وهو يقترب خطوة أمام الباب راسماً ابتسامة خادعة مرحبة حتى لا يعلمها بما يحمله صدره وفؤاده المنهك ! ثم رد أخيراً علي طلب السيدة منى " هناك أدوار مقدرة لنا خلقنا من أجلها ، وضِعنا فيها لنكون أسباب لتحيا أرواح أخرى مجني عليها ... وبالطبع هناك مسؤوليات أنا لا أنوي مطلقاً أن أتملص منها ، إذاً ببساطة لن أستطيع الأخذ بنصيحتكِ !"
تنهدت منى بيأس وهى تنظر إليه يفتح ذراعيه ضاحكاً وهو يقول مشاغباً " بقتي الحلوة ، أرجوكِ لا تكبري أكثر ، من أجلي ، أنا غير مستعد على فقدان صغيرتي بعد ، أو صنع شجار مع كل شاب ينظر إليكِ !"
ضحكت بسعادة وهي تندفع إليه سريعاً قافزة بين ذراعيه التي ضمتها رافعها إليه قليلاً ثم قالت بنبرة متبرمة " أنا لم أكبر ولن أفعل أبداً ، فتوقف عن دفع هذه الفكرة لرأسي !"
أزاح وجهه للوراء ينظر إليها باهتمام ثم قال ببطء " إذاً مازلت بقتي الصغيرة جداً ؟!"
اومأت سريعاً " بالطبع ، وسأظل هكذا رغم أنف كل حاقد وحاسد ، كالمجنونة خاصتك !"
ضحكت منى بيأس مصاحبة لابتسامته هو وهو ينظر لها بحنان وعطف ثم قال بصوتٍ أجش " إذاً ربما تخبريني اليوم بما يزعجكِ؟!"
اهتزت ابتسامتها وهي تنقل نظرتها المتوترة بينه وبين منى ، التي منحتها نظرة مشجعة وكأنها ، تحثها على إخباره بما حدث !
قالت باهتزاز واضح لم يخفى عليه " أنا بخير جداً ، أنت تتوهم !"
لم يجفلها أو تنمحي ابتسامته وهو يرفعها إليه مداعبها بأبوية وهو يقبل رأسها ، فتمنحه وجنتها بمشاكسة ... ثم تمسك وجهه بكلا كفيها طابعة قُبلة طويلة بدورها على خده ... ضحك بقوة وهو يفلتها بعيداً عنه ثم قال " هذا يتعدى الابتزاز العاطفي ، وبما أنكِ غيرتِ يومي صانعة لحظات سلام بسهولة ما رأيكِ بوقتِ خاص أنا وأنتِ فقط ؟!"
قبل أن تجيبه كانت تلمح ذلك الذي ينظر إليهما بغموض مخالط لغضب لم تفهمه وصوته يجذب أنظار راشد وهو يقول " ما تفعله غير جائز ويعد فعل فادح ، سوف يسيء لصورتها هي !"
التفت إليه راشد وهو يقول باستنكار " ما الذي تتحدث عنه ؟!"
قال بحنق " لا أحد يعلم أنها أختك راشد بك ، وإن صورتها كاميرا الصحافة التي تلاحقك ، لن يرحمها أحد !"
تحرك راشد نحو سيارته وفتح الباب وهو يقول بتسلي " خالد دع أنفك في وجهك ، وتحفظاتك لنفسك وكما أخبرتك مراراً هي لا تخصك ، وسأحرص ألا تكون يوماً !"
راقب كيف احتلت نظرة رعب خالصة ارتسمت علي وجه باستمتاع دفعه ليبتهج قليلاً ضاحكاً وهو يومأ بوداع ممتن للسيدة منى التي تراقبهم صامتة !!
ضم سَبنتي تحت ذراعه مرة أخرى وهو يخبرها " ما رأيكِ أن أعد لكِ العشاء بنفسي ، وقبل الذهاب للمنزل نمر علي أي محل ألعاب تختارينه ، لشراء هدية ميلاد مبكرة ؟!"
تجاهلته تماماً وهو يمر من جانبها عارفة أن عينيه تسترق النظر إليها " ولكنك قلت أني كبرت ، كيف لفتاة ناضجة أن تغريها بألعاب ؟"
كان يفلتها لتجلس علي مقعدها بجانبه ثم سأل باهتمام " ماذا تريدين إذاً كهدية لفتاة كبيرة ؟!"
صمتت لبرهة واحدة قبل أن تتوسع ابتسامة خبيثة على فمها بددت شيئاً من حزن عينيها الطفوليتين وهى تقول ببطء " أن تكون أخاً صالحاً وتهديني عريساً لقطة مثلاً ، أنت تعلم أن الأزواج الصالحين أصبحوا عملة شحيحة في هذا الزمن !"
انطلقت ضحكات راشد المجلجلة بينما يراقب الشاب الذي تجمد مكانه ينظر إليها بهلع مخالطه الغضب وكأنه يوشك علي التقدم والفتك بها !
..............................
بريق العبث في عينيه لم يغادرهما منذ أن ودعا والديها وأصدقائها بعد الحفل الصغير الذي أقاموه احتفالاً...هي ارادت البقاء أكثر متهربة من العريس الذي أبدى أكثر من مرة تلهفه للانفراد بعروسه لأول مرة كزوجين ،
" هناك أخبار هامة ، كنت أريد متابعتها ، ذلك الشاب عاد يضربهم من جديد ؟!" كانت تقولها بتوتر وخوف جعله يشفق عليها
دفع كرسيه سريعاً حتى اصبح وراءها تماماً ثم حاوط خصرها بذراعيه ... أطلقت شهقة مجفلة طويلة قبل أن تستسلم لجذبه إياها لتجلس بين ركبتيه ظهرها ملاصق لصدره وسمعته يقول " لا أصدق أنك تخافين منيّ ، تتهربين وكأنكِ فتاة مراهقة !"
همست بخفوت وهي تخفض رأسها لأسفل " أنا لا أخافك !"
أنفاسه الحارة داعبت عنقها من الوراء وهو يقول بنبرة عاطفية منخفضة " خجلة ؟!"
قالت بارتباك " ربما ، فأنت حسناً جرئ ، دائماً تصرفاتك غير متوقعة مربكة كما مشاعرك المتغيرة !
أصدر همهمة طويلة بينما شفتيه الجشعة تمر علي ظهرها متتبعة عمودها الفقري في قبلات ناعمة خاطفة هابطة لأسفل دون أن يسمح للهواء أن يمر بين فمه وجلدها ... انتفض جسدها البريء بقوة مقشعر جلدها بطريقة دفعت إليه مزيداً من اللذة وهو يقول " أنا لست جرئ مطلقاً ، بل وقح يحترق شوقاً لتعليمكِ كل ما يجيده من أساليب الغرام يا عزيزتي !"
توقف قلبها للحظات عن الخفقان وهي تحاول الهروب منه تهتف باختناق الخجل " رباااه ...توقف !"
يده حاوطت خصرها متشبث بها ، بينما يده الأخرى كانت تحل سحاب فستان زفافها ثم همس بحنان " إن أردت أنتِ فعلا أن أتوقف سأفعل ، ولكن لرغبتكِ لهذا وليس ردة فعل طبيعية لخجلكِ منيّ !"
لم ترد فقط أنفاسها تعلو تأثراً بجنون صدرها يعلو ويصعد بانفعال مترقب حتى وهي تشعر بكتفي فستانها يهبطان من ذراعيها لتصبح أمامه مكشوفة من الخلف تماماً ...
اطلقت شهقة عميقة أخرى عندما دفعتها يديه لتقف ، وقبل أن تستوعب حتى ما يحدث كانت يديه تمتد تخلع عنها باقيه بتعجل ثم جذبها بقوة لتصبح هذه المرة فوقه ومواجهه له ... ارتعدت والحمرة تكسو كل جزءٍ منها وهي تشعر بكل عضلة في جسده المشدود تحتويها " فقط أنا قلقة ، ممدوح أنا لم أحاول مطلقاً من قبل أن أتطلع لتلك العاطفة ، كنت دائماً اتعامل معها كفزاعة مخيفة ، حتى لا تضعف لها نفسي أبداً وأخسر أخر جزء متبقي من ابنة الخليل !"
حبس أنفاسه من اعترافها الصريح والمثير ، هو بكل خساسته بخطأ ونجاسة روحه يُقسم له فتاة بريئة عفيفة النفس والروح ، زوجة له... له وحده هو رجلها الأول وسيحرص أن يكون الأخير!"
همس وعينيه تتأجج بالعاطفة الجارحة " سنمضي ببطء حتى تكسري حدة خوفكِ ، أنا لا أريد إفزاعكِ أو أخذ شيئا لا تريدين منحه ، حتى لو أجبرت لتأجيل الأمر ليالٍ أخرى !"
ابتسمت بارتباك قبل أن تقول " أنت والانتظار والتضحية ، لا أعتقد مطلقاً ، بل أشعر بك تسيطر على نفسك بصعوبة حتى لا تنقض عليّ !"
غمز بعينيه بينما يديه تتسلل لتحيط خصرها العاري ويده الأخرى تحيط عنقها جاذبها ناحيته ثم قال بتلاعب " وكيف سيحدث هذا وأنا عاجز عن الحركة كما ترين ؟!"
حبست أنفاسها والدماء تنسحب من وجهها ، بينما قلبها يخفق بعنف بين أضلاعها ، شاعرة بيديه التي كانت تتحرك تداعب أنوثتها توقظ عاطفتها وتحايل عذريتها مجبرها على الاسترخاء وهي تقول من بين أنفاسها المتلاحقة " أنت تنسى أني طبيبتك وأعلم يقيناً ما أنت قادر علي فعله ... و ..."
شهقت بعنف وعينيها تتوسع بصدمة غير قادرة على النطق بحرفٍ أخر ، يديها تتشبث بكتفيه حدقتيها تنظر إليه بذهول ممتع حد اللذة ، دموع طفيفة كانت تلمع في عينيها كردة فعل طبيعية على مشاعره تخترق حاجزها لأول مرة ، مغرقة إياها في أحاسيس متخبطة ، حتى أنها لم تدرك متى استطالت شفتيه لتلاقي شفتيها في قُبلة طويلة متملكة بها الكثير من الرغبة ، التمكن والكثير والكثير من التحايل الذي أطفئ عقلها خدع جهلها ليصبح عقلها ضبابياً عينيها مغيمة بالعاطفة ، وجسدها مجرد كتله من الهلام ، استطاع أن يتحكم فيها بسهولة ...
هي حتى كانت مغيبة لتدرك متى انتقلا لفراشهما المزدوج ، ومتى كانت تتبع تحكمه وسيطرته مسلوبة الإرادة ، تماماً ضائعة في مشاعر كثيرة وغريبة ذهول ارتباك وشوقاً لأن تشعر به ، ترقب لما قد تحصل عليه بعد وعوده التي أغرقها بها ... يديه كانت تتحكم فيها كما ردة قوة جسده الرجولي ، أصابعه ترتفع لتمسح دمع عينيها ... ثم بذراعيه تلتف حولها ليقربها منه ليُقبلها مرة أخرى هامساً لها بغرامه بمحبته ووعوده مهادن صدمتها التي تعاني ...
وعندما أخبرها أخيراً بعاطفته أزهقتها الأحاسيس التي منحتها إليه " لكم أحبكِ وأريدكِ ، لو تعلمين فقط لو تدركين ما الذي منحتيه لي ؟!"
كفيها الناعمتين التي كانت تستند علي صدره فوق هدير قلبه الذي شعرته يكاد يتوقف من فرط انفعاله وتحكمه في نفسه المفرط ليكون هو المسيطر الأوحد المتحكم الأوحد والآخذ بطمع وشجع وجوووع شديد وكأنه لم يعرف هذه العاطفة مثلها قط ... كانت تحرقه ببساطة مزلزلة إياه بعنف ... فتظن أنه على وشك الصراخ الاكتفاء ... لتجده عند النظر لعينيها بأنه لن يشبع منها قط ...
وهي فقط ورغم كل هذا كانت مازالت محبوسة بالصدمة من فرط ما تشعر به مسلمة إياه تماما ...عابرة معه دون تردد أو خوف هذه المرة إلى طريق ليس منه عودة قط .
...............
فتح ممدوح عينيه يبحث عنها بلهفة وكأنه لا يصدق أن أمسه القريب كان واقعاً ملموساً وبأنه امتلك وحشية الجمال رقيقة القلب وبريئة الجسد فيكاد يبكي تأثراً وهو يستعيد كل لحظة غمرت روحه بالجمال بالحلال ... من كان ليصدق أن يحصل هو علي كل هذا النقاء ... ظل يتأمل وجهها النائم بملائكية بجواره يده تمتد تداعب جانب وجهها محاولاً أن يستعيد كيف كانت ردة فعلها عند انتهاء لقائهما العاصف ... لا يذكر إلا أنه كان مبهوراً بحلاها بطعم الشكولاتة الذائب الذي التهمه من فوق بشرتها مراراً وتكراراً دون توقف حتى سقط أخيراً نائماً من شدة الإنهاك ضامم جسدها المرتجف بتشدد بين ذراعيه !
أحست بذراعيه الساخنة التي كانت تسحب جسدها ، لتدرك ببطء وضعها الجديد ، فتحت عينيها بردة فعل غريزية ويديها تقاومه ...انطلقت ضحكته الخشنة وهو يقول مداعباً " تأخرت كثيراً يا عروسي السمراء الخجلة !"
" ممدوح ! " نطقتها بنوع من التوهان والذعر ...
فكانت ردة فعله أن أزاح الغطاء الذى يستتران تحته ثم وجدت نفسها تطير علي ذراعيه لتصبح فوقه كما حدث بالأمس ... تخبضت وجنتيها سريعاً وهي تقول باختناق " ماذا تفعل ؟!"
يده تخللت شعرها الغزير ورأسه يرتفع من علي وسادته ليقترب فمه منها بحدٍ خطر ثم همس بنبرة متوعدة امام شفتيها المتورمة اثر قبلاته " أمنحكِ صباحاً يليق بزوجة ، حتى لا تتجرئين علي مقاومة يدي أبداً مرة أخرى !"
هتفت بلا ... والتي سرعان ما ذابت داخل النعم النهمة الرجولية خاصته !"
.................................................. ..........

لقد اشتاقت لاهتمام راشد بها جداً ، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يمنحها كل أحاسيس الدفء والاهتمام والحنان مجتمعة ، أكثر من زوجة عمها حتى ... فمع أخيها الأكبر وأبيها الروحي هي تشعر دائماً بالانتماء بعدم الوحدة والغربة ، أو بأنها مجرد أمانة ويتيمة تربى في كنف عائلة تتعطف عليها ، ربما لم تشعرها عائلتها مطلقاً من قبل بهذه الأحاسيس ... ولكن رغماً عنها مؤخراً ومع جفاء خالد وكرهه الموجه لها أصبحت تشعر بهذا ...
جلست علي فراشها مرتدية بجامة طفولية محتشمة بعد حمام طويل أخذته لتنفض عنها إثر رحلتها الطويلة مع راشد ، حتى أنها تناولت العشاء معه مجبرة بالخارج ، لطالما كرهت هي تناول أية اطعمة خارجاً ... كما أنها تعيش هنا ومدرستها هنا ولكنها من النادر جداً ما كانت تزور شوارع مصر الحقيقة إذ أنها دائماً ما كانت محاطة بحماية خالد ما بين مدرستها منزلهم والنادي الرياضي وبضع رحلات لمدن ساحلية ، وبالطبع سفرها الدائم للندن !
يد راشد سحبت المنشفة من يدها ثم جلس جوارها وهو يقول " بتنا وحيدين ، الآن ماذا هناك ؟!"
" ماذا كان يقصد البعبع بغير جائز ؟!"
قال بهدوء " هو مجرد غر أحمق لا تبالي به !"
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تقول " أنا لا أهتم به ، لا أحبه ... أنا ...؟!"
أدار راشد رأسها برفق ثم قال بهدوء " أنتِ أذكى من أن تنكري ما تشعرين به ، وأنا من القوة أن اخبركِ بأن هذا خطر مميت صغيرتي ! "
ارتجفت شفتيها بطفولية ثم قالت " أنا لا أفهم ماذا تقصد ؟!"
تنهد راشد بصبر وهو يقول " كما تريدين ، ولكن تذكري أني دائماً جاهز لسماعكِ ... هزت رأسها موافقة قبل أن تستدير متهربة من النظر إليه !

يديه كانت مازالت تجفف شعرها بمنشفتها بينما هي تجلس أمامه على طرف فراشها ... ثم سمعته يقول بصوتٍ أجش " لن أضغط عليكِ ، ولكن علي الأقل أريد أن أعرف ما الذي جد ليجعلكِ حزينة هكذا ؟! "
هزت رأسها برفض مصرة أن تحجب نفسها عنه ، ثم قالت " أنت معي تهتم بي ، كما أردت دائماً ، إذاً ما الذي قد يحزنني ... أعتقد أنك من تحتاج الكلام والبوح بما يثقلك ؟!"
أخذ نفساً طويلاً جداً متسائل إلى متى قد يستطيع نزعها بعيد عن اضطراب عائلته ... بل كيف له حمايتها من قدر مظلم تركض نحوه بكل عزيمتها ...
استطاع أخيراً أن يقول برقة وهو يداعب شعرها بحنان " دعكِ منيّ أنا قضية خاسرة ... ما الذي حدث " للدعسوقة الحلوة ؟!"
كان يستفزها بإطلاق لقبه الخاص ! وهى كانت من الذكاء لأن تعرف ... ولكنها أيضاً كانت صغيرة جداً لأن تقاوم محاولته لدفعها للحديث ... إذ أنها استدارت تواجهه مندفعة بين ذراعيه رأسها تستريح علي صدره وهي تقول باختناق " خالد ... خالد يكرهني رغم كل ما فعلته لدفعه لحبي !"
تصلب جسده ورغم الغضب الذي تملكه و غيرته الأبوية على صغيرته ولكنه كان يفهم أن سَبنتي لم تقصد المعنى بحد ذاته حتى وإن كانت هذه حقيقة مشاعرها ...
أمسك كتفيها برفق جاعلاً عينيه تواجه عينيها البنفسجيتين المتألمتين ثم قال بهدوء " هو الخاسر إذاً ... القلوب ليست بأيدينا صغيرتي ، أو حتى جعل شخص يحبنا ، يكرهنا أو ندفعه ليمنحنا السماح ! هذا أمر خارج استطاعة البشر !"
احست بالدموع تحرق عينيها وهي تقول بنبرة متهدجة مختنقة مشيرة بأناملها نحو موقع قلبها " ولكن ... هنا يؤلم ، متمزقاً بسببه !"
جذبها بقوة سريعاً فمه يقبل رأسها مشفقاً علي قلبها البكر علي مشاعرها المراهقة التي جُبرت أن تواجهها سريعاً مع شاب تائه عديم التصرف مثل خالد ... ثم قال أخيراً بجمود " ليت بيدي أن أطبب هذا نازعه من قلبكِ وقلبها ؟! "
صمت ضاممها إليه أكثر بحنان أبوي بينما قلبه المفجوع يردد " ليت لا عرف قلبكِ ولا قلبها الطريق إلينا قط !"
" ليت لا تحل يا راشد ، لا تداوي أبداً !"
نعم يا سَبنتي " يا ليت لا تصلح ماضي تركنا كالعروش الخاوية !"
.............................................

دخلت هناء بعينين لا تريان ، متشبثة بقوة بيد أخيها !
الذي ضمه ذراعها ينظر إليها نظرات اعتذار لا تنتهي ، ندم لا ينفك أن يخبرها عنه يومياً ، ولكن متى كان الندم يعالج شيئاً وقد وقعت المصيبة ، وحدثت الفضيحة حتى بعد عشرين عاماً قضوها جاهدين أن يخبئوا ماضيها ...
جلست بوهن علي مقعد خشبي في قاعة المحكمة التي كم حمدت الله كثيراً أنهم استطاعوا بالفعل أن يجعلوها سرية !!
عينيها الضائعة التائهة المليئة بالدموع تبحث حولها بتيه عن وجهه ، لا لم يكن كل ما يحدث يعنيها ، ولا حتى دخول القاضي الذي شرع في إلقاء اتهاماته ولا نداء مساعده على أسماء المدعي والمتهمة !!!
كل هذا كان يحدث بروتينية بتسليم أمرها للقدر والمكتوب ... ولكنه صدرها المكلوم كان يتمنى يترجى أن يتراجع هو ، أن يرحمها من فاجعة أن يقف أمامها متهمها كارهها ...
اطلقت شهقة عنيفة وهي ترفع رأسها منتفضة بعنف اضطرت يد ما أن تمسكها من كتفيها حتى لا تقع من طولها ...
" نزار سمير الكردي ، حاضر يا فندم ! ومازلت أصر علي ادعائي علي المتهمة !"
صوته كان حاقداً عنيفاً شامتاً يأتي من أخر القاعة متقدماً مع محاميه !
يداها الاثنتان كانتا تضغطان علي صدرها بعنف بينما فمها يفتح ويغلق كمن يحاول أن يتنفس دون جدوى ... تنظر إليه بتمزق ... و وجهها يشحب حتى خيل للحاضرين أنها انسحبت منها كل العلامات الحيوية التي تدل أنها على قيد الحياة ، بينما وقف هو أمامها مباشرة كوحش كاسر عينيه تمزق أحشائها التي حملته ، تعريها تصفعها بعنف الموقف الذي تعيش ...لا تستطيع ! لم تقدر أن تتسلح بالقوة أكثر من هذا إذ أنها كانت هشة ضعيفة لا تساوي حتى جناح بعوضة وقد أضاعت كل عمرها هباء بالفعل ... وعندما اغمضت عينيها كانت تستسلم أخيراً للانهيار ، لغيبوبة لا ارادية رحمتها من ذلك الوحش الغير رحيم بقلب أمومتها ... غير سامعة الصرخات التي
اختلطت بأصوات الجميع هلعاً ورعباً .....



انتهى

قراءة سعيدة


:heeheeh::heeheeh:



Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:14 PM   #413

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Marwa Gehad مشاهدة المشاركة
روايه رائعة وانا بحب قلم حضرتك والقضايا اللي بتنقشيها وحلول حضرتك منتظره النهايه بفارغ الصبر علشان اعرف نهاية كل شخص وجزاه 😁😅

وفي الاخير انا بحب حضرتك ❤😘😍
يا قلبي وانا بحبك اكيد


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:26 PM   #414

Shyra

? العضوٌ??? » 441091
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » Shyra is on a distinguished road
افتراضي

عملت ريبلاي ومش لقياه 😭😭

Shyra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:32 PM   #415

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

خلي نزار ينبسط هلأ هي جلط امه المسكينة الله لا يوفقه ان شاء الله شو انه حقير ..
ياريت راشد وبدور يحاولوا يرجعوا لبعض بدون مشاكل لحتى يربوا ابنهم بطريقة لطيفة ..
راشد حلو الانسان انه يتوب توبة نصوحة 🖤
سبنتي خالد ببعد لانه بدو مصلحتك بس تكبري حتشكري ...
ياسر عنجد انه انسان تافه وحقير ..
لوسيرو وممدوح منحرفين الرواية 🥰😂🏃‍♂️💃🏻


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:44 PM   #416

روياتى

? العضوٌ??? » 419335
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » روياتى is on a distinguished road
افتراضي

بأنتظارك يا كيوووووت وربنا يستر 💣💣💣💣💣💣💣💣

روياتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:46 PM   #417

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

مشهد ايوب موجع جدا جدا حسيت بكل لحظة مربيها عذابه بين ابوته وينضف عاره حالة الضياع الي كان فيها تخبطه وصدمته ببنته انها عرضت نفسها عليه من خوفها صدقا انا انصدمت بس لحظة ماضمها واحتوى خوفها ارتحت وكنت متاكده ان مرح بلحظة خوف فقدت وعيها فعلا انتي خليتيني ابكي على حال ايوب واشوف وجعيعته على بنات ولحظة ضمهم لحضنه وتقبلهم له ونطقهم بابوته حاجة تبكي الحجر مش عارفة هيحصل ايه لما يلاقي لورين وعيسى

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:50 PM   #418

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoda.alhamwe مشاهدة المشاركة
مشهد ايوب موجع جدا جدا حسيت بكل لحظة مربيها عذابه بين ابوته وينضف عاره حالة الضياع الي كان فيها تخبطه وصدمته ببنته انها عرضت نفسها عليه من خوفها صدقا انا انصدمت بس لحظة ماضمها واحتوى خوفها ارتحت وكنت متاكده ان مرح بلحظة خوف فقدت وعيها فعلا انتي خليتيني ابكي على حال ايوب واشوف وجعيعته على بنات ولحظة ضمهم لحضنه وتقبلهم له ونطقهم بابوته حاجة تبكي الحجر مش عارفة هيحصل ايه لما يلاقي لورين وعيسى
اعتقد ان ايوب عرف ياثر علي الاسهل ظروف مرح وفرح خلتهم اكثر هشاشه واستسلام معتقدش ان لورين وعيسى نفس الشئ


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:50 PM   #419

omar alaa

? العضوٌ??? » 456137
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » omar alaa is on a distinguished road
Rewitysmile1

هو الفصل فين انا اهو🤔🤔🤔🤔🤔😢😢😢

omar alaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:51 PM   #420

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

نزار وااااه من وجعه لايمته هيفضل ياذي مش عارفة اكرهه تعرفي كل مرة بتعاطف معاه وخاصة بلقاءه بجوشوا هو بيسمعله بس شيطانه مش مخليه يستوعب كمية الاذية والجناية الي بيرتكبها بحق امه الي ربته وتعبت عليه وكبرته بدموع عنيها بس عندي ثقة ان تربيتها مش هتروح هباء وخاصة بوجود اب زي جوشوا اكيد طريقته العقلانية هيعالج الصدع الي حصل لنزار

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.