صباح الخير.لا يوجد فصل جديد للتعليق عليه ولكني أردت المشاركة بخصوص رواية وتبقي بالقلب غصة لانها لم تنزل لمنتدانا وللحق فهذه الغصة تبقي ليس بالقلب فقط ولكن بالروح والنفس والعقل والجوارح وكل ما يحتويه كيان الإنسان فالرواية بحق صرخة للضمير والانسانيةوالعالم اجمع فاختيارك لتناول موضوع أطفال الشوارع لهوتشريح لانسانية عديمة الأخلاق كما ورد علي لسان عمر أحد ضحايا الروايةوأحييك علي مقدرتك الرهيبة في عرض ما يتعرض له أطفال الشوارع ممن تاهوا عن ذويهم أو اختطفهم تجار البشر أو من اللقطاء الذين كما وصفهم عمر بأنهم ثمرة نصف رجل وامرأة ناقصة عقل ودين وليس هذا فحسب بل المصيبة الأكبر هو غفلة مجتمع قرر أن يغض الطرف عن هذه الطائفة وعن مد يد العون لهاواعتباروجودهم حقيقة مسلم بها نتحملها ونعاني من تبعاتها دون محاولة البحث عن حل بل والتأفف من هذا المرض الخبيث المتمثل في هذه الطائفةوعدم التفكير في كيف تحولوا إلي هذا الشكل علي يد تجار الشيطان الذين عاملوهم اقل من معاملة الحيوان بتجويعهم وتعذيبهم وحشرهم في بؤرقذرةنازعين منهم انسانيتهم متحولين إلي كائنات فاقدة الآدمية تشعر بالدونية بل وتستحق ما تكابده في استسلام تام وكأن التعذيب والحرمان صار لصيقا بهم فاذا بهم يتحولون إلي وحوش بلا رحمة تنهش المجتمع هذا طبعا لمن كتبت لهم الحياة ولم يتم المتاجرة بأعضائها اواعراضهاولكن النهاية دائما هي الهلاك فحتي المؤسسات التي من المفروض أن ترعاهم لا تخلو هي الأخرى من غلاظ القلوب الذين ينتهكون ما تبقي من انسانيتهم وكأن هذه الظاهرة للاسف صارت كقضية فلسطين الوطن المسلوب والذى ليس لها حل والتي اغمض العالم اجمعه عيونه عنها وظهر الاسوا من ذلك وهو الأطفال بلا شوارع من اللاجئين والنازحين الذين تقوضت أركان أوطانهم فارتموا في أحضان شعوب تدعي الإنسانية والمدنية فعملت علي طمس هويتهم وتعرض الكثير منهم للانتهاك والإيذاء النفسي والبدني ولا يزال مشهد الطفل السورى الذى لفظته بلاده بسبب ما تعانيه حتي لفظه البحر في مشهد هز ضمير العالم ثم تناساه كالمعتاد وعادت الحياة لطبيعتها كما كانت بعيدا عن هذه الكائنات التي تؤذى المشاعر وتذكر العالم بتقصيره ومحاسبته.وللاسف فإن من ينجو من عالم الشوارع هذا مثل عمر وسائد ابطال روايتنا قله وتظل شوائب الماضي عالقة بهم تشوه ارواحهم ففي حين استطاعت
المشاعر التي حركت عمر تجاه رابحة من تغييره ولو نسبيا إلا أن المشاعر السلبية لدى سائد حولته إلي ذلك القاسي الذى ينتقم من دجوى محملها وزر ابيهافتتحول إلي هذا الكائن الفاقد للحياةوالامل والاستسلام حتي تفقد جنينهاوحين يتملك سائد الشعور بالندم يكون قد فات أوانه.صدمت بموت عمر وحزنت جدا ولكنها كانت المفاجأة الأجمل باكتشاف أنها كانت حيلة للتخلص من تهديد أعدائه وانه أصيب فقط أما عن تصويرك لمشهد لقاء رابحة به وهي تظنه حلما فقد كان رائعا وما لم استسغه فعلا هو مسامحة دجوى وعفوها وعودتها لسائد جاء منافيا للمنطق فالطريقة التي تأذت بها وانتهاك مشاعرها ومعاملتها بهذه الدونية لا يمكن أن يتم نسيانه أو التسامح فيه ولكنها تظل رؤية الكاتب والمعني في قلب الشاعر.حاولت أن اختصر قدر الإمكان وحقا تستحقين جائزة الاوسكار علي هذا العمل الأدبي الرائع والذى ابدعتي في اختيار عنوانه لان تناول هذا الموضوع سيترك دائما بالقلب غصةفهو للاسف ليس له حل إلا أن ينبت للانسانية ضمير جديدشعاره العدالة الاجتماعية التي قد تمحى وجود شياطين البشر الذين يستغلون ضعف الصغار وغفلة المجتمع والا فالبديل هو الانتظار ليوم تختصم فيه الخصوم أمام الواحد الاحدحيث ترد المظالم ويأخذ كل ذى حق حقه.لك كل التقدير علي رواية عظيمةانصح صديقاتي القارئات لمن لم تقرأها بأنها فاتها الكثير.دمتي بخيروعيد سعيد عليكي. |