آخر 10 مشاركات
انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          22 - ضربة شمس - اليزابيت اولدفيلد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          النمرة الشرسة (29) للكاتبة المُذهلة: وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) *كاملة & مميزة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-20, 11:33 PM   #5521

مها العالي

? العضوٌ??? » 372455
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 132
?  نُقآطِيْ » مها العالي is on a distinguished road
افتراضي


في انتظار الفصل بفارغ الصبر يا قمر

مها العالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 11:37 PM   #5522

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

فين الفصل يا نور

ميادة عبدالعزيز متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 11:47 PM   #5523

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

[
color="blue"]
الفصل الخامس والأربعون


يا حبيبي الليل وسماه ونجومه وقمره وسهره وإنت وأنا
يا حبيبي أنا يا حياتي أنا كلنا في الحب سوا
والهوى آه منه الهوىسهران الهوى
يسقينا الهنا ويقول بالهنايا حبيبي
يالله نعيش في عيون الليل ونقول للشمس تعالي بعد سنة
مش قبل سنةدي ليلة حب حلوه بألف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر إيه غير ليلة زي الليلة

.................................................. ....[/COLOR]
تمالك نزار نفسه وهو يقول بصبر " اعتقدت أنكِ الوحيدة التي ستتفهم حاجتي لرؤيتها ، تعاطفي معي قليلاً من فضلك ألا يكفيني البعبع حامى العذراوات !"
ارتفع حاجبي بدور على الطرف الأخر ثم قالت ساخرة " يالها من مأساة فعلاً ..تستحق أخذ قلبي كله من أجلها "
برقت عينيه الخضراوين قبل أن يقول بمشاغبة صبيانية " لقد حاولت سرقت قلبك بالفعل قبلاً إلا أنكِ كنتِ من الجحود أن لا تمنحيه لي ،أليس أنا أفضل من ذاك المتغطرس أب إياب الذى سرقة دون أن يعيده إليكِ"

تبًا تبًا. ما مشكله جميع الحمقى من هذه العائلة أو الذى انتسب إليها ، فجأة أصبح كل فرد فيهم يحشر أنفه في شئونها ويلوح دون تردد بقصتها معه .. كانت تغلى كبركان بالغضب إلا أنه كالعادة عنيفًا عميقًا متخفى تحت جبال جليدها عندما تكلمت ببرود شديد متهكم " وهذه مأساة أخرى سيد نزار للأسف فارق العمر بيننا لم يتح لي تلك الفرصة العظيمة لتقبل غرامك ..هذا إن وضعنا الفارق الشاسع بيننا في الصبيانية وقلة العقل التى تأخذها كحق حصريًا لك وحدك "
ضحك نزار بانتعاش قبل أن يهمس بلا اهتمام أو شعور بالإهانة " أنتِ الخاسرة ، والآن كل هذه الحماقة المطعمة بالعشق والدلال ستميز بها العصفورة وحدها "
لن تكذب أكثر هي تحب نزار فعلاً وكأنه بطريقة ما أصبح يزاحم خالد في قلبها من طرف الأخوة ابتسمت هذه المرة ابتسامة فرحة حقيقية وهى تقول بمداعبة " اوه لقد تحطم قلبي للتو غبطة وحسرة على عشق السيد نزار العظيم الذى خسرته "
قال مازحًا " لا بأس بالنهاية لم تخسر عائلتك الشاب " اللقطة" ها هي أختك من ربحته"
سخرت بلهجة ممطوطة
" ونعم الربح ، لقد أخذت جائزة اليانصيب العالمية "
كلل صوته الرجاء " إذًا سأتى لي بها "
عقدت حاجبيها بشدة قبل أن تحرك قدميها نحو النافذة الكبيرة التي تقع في آخر الممر الذى تتواجد به الغرف المحجوزة ليوم كامل من أجل العرس كما كل الفندق ...قالت أخيرًا باستنكار " أين سأتيك بها ، ولماذا .........يا ابنى اهداء قليلاً يفصلك عن موعد الزفاف فقط ساعات وبعدها كلها لك لنهاية العمر "
تنفس نزار بانفعال محب يملئ القلب تعاطف و غبطة !! غبطة أبدًا ليست سيئة أو بها حسدًا إلا أن شعور الإنسان بوجع عشق قد كان يحرك القلب المكسور رغم إرادته ... " إلى أخر العمر .. عمرًا أخر ساجده فوق عمرى واسخره تحت قدميها لإسعادها "
قالت برقة شوبها تدرج أخر في المشاعر لم يصل إليه نزار وإن كان ميز الألم فيه " هل أستطيع الثقة في وعدك هذا يا نزار ، أنت لن تكسرقلب أختي الصغيرة ، لن تحرق أحلامها المحلقة فوق سنونو حالم فتحول جناحيه لرماد ، لا أنت قتلته وأرحته ولا هو قادر على ترميمهم والتحليق مرة أخرى "
بهتت الضحكة على شفتي نزار وأزيلت البهجة من قلبه ، إذ أنه ورغم كل سنون الابتعاد يفهم ما تعنيه ، يقدر ما تقصده و يحبها حد الجنون ،حد التطرف والذهاب لهذا الراشد ودق عنقه ، إلا أنه أيضًا ما يجعله يتميز غيظًا " أنه يقدر ويحترم راشد جدًا بل واعتبره أخ أكبر لم يحصل عليه يومًا ألا يكفى وقوفه في ظهر هناء وحمايتها عندما جار عليها هو نفسه ..وجد نفسه عاجز عن قول شيء متعاطف يعلم جيدًا أنها سترفضه لذا همس باختصار " أعدك ، أن لا أظلمها أبدًا ، أن أتحمل جنونها وهفواتها إن حدثت يومًا ..بدور أنا أحبها كم تحتاجوا منى قولها لتقتنعوا ؟!"
زفرت بدور بحدة قبل أن تهمس بقنوط " الحب لا يكفى يا فتى ، لقد اثبت رجال هذه العائلة كذب القول "
قال بهدوء " بل يكفى جدًا أن كان صادقًا ..يكفى ويرمم إن عاد نادمًا طالبًا وراغبًا ، الحب يكفى إن جاء مرممًا ...الحب يغنى يا بدور ليسمن أجل الطرف الأخر الذى أعلن منحه بل لأن الطرف المعنى يستحق عشقًا يرمم كسوره ويثرى حاجته الخفية "
بهتت ملامح بدور على الطرف الأخر وبدت مضطربة على غير العادة ، تبًا أخرى ياترى كم هرتلت شيماء عنها أمامه أم ربما سبنتى التي تعلم جيدًا ان هناك صداقة محدودة وخفيه أصبحت تربطهما !! إذ أنها أيضًا تدرك أن تلك العبثية العاشقة حد الثمالة " لراشد " تتخابث عليها شخصيًا محاولة التحدث معها على استحياء عن معاناته ومصلحة إياب " اللعنة وماذا عن اختياراتها هي ألم يصبح أحد يضعها أوليةيجب احترامها !" لقد أصبح مطلب عالمى تقريباً عودتهم سوياً ....
" بدور "؟!
أرادت انهاء الحديث إذ أنها لا تحتاج لمزيد من المتطفلين لدس وجوههم في شئونها ، يا اللهي يبدوا أن تباسطها أخيرًا وأخذ دور فعال معا لعائلة الكريمة أتاح واستباح لكل فرد فيهم النقاش معها وقول وجهات نظرهم ،التي لم يجرؤ قبلاً على نقاشها فيها ..على كل حال وبناء على معطيات الوضع الحالي هي تشتاق لدورها بدور الجامدة و" الصلفة "
ضحكت من أفكارها رغمًا عنها ثم قالت متظاهرة بالجدية " حسنًا يا نزار ، من أجل العدالة فقط كى تماثل خالد فى رؤية عروسك ، سأخلى الغرفة من السيدات وأسمح لك بالانفراد بها لخمس دقائق فقط ."
- أخرج صوت شديد الاستنكار وهو يقول بتهور " خمس ماذا يا هانم ، لن تكفى طبعًا أريد ساعة !"
عبست بدور قبل أن تقول بتشكك حذر " ساعة! لماذا ؟!"
-قال بمشاكسة وقحة " أطمئنى ليس من أجل الخاطر الذى أتى لرأسك ذاك يحتاج لساعات وأيام وليالٍ وربما شهور "
- احمر وجهها حرجًا إلا أنها لم يتبينه بالطبع إذ أنها قالت بوقاحة " أحمق أخر !!....نزار لا تثق في نفسك أكثر من اللازم ، حتى لا يصبح مظهرك أمام نفسك سيء للغاية عندما تفشل؟!"
- تميز غيظ وحرج وهو يهتف بحنجرته كادت أن تخترق طبلت أذنها " بدورررر ، هل لكِ علاقة خفيه بأبي أم أنه بطريقة ما بينكم استنساخ جينات !"
- امتعضت قبل أن تقول ماطه شفتيها " لهذا أعجبني أبيك أصلاً ، ومن أفضل منه ليعلم قدرات ابنه ويضعه في نصابه الصحيح .. ولهذا أنااطمئننت تستطيع رؤيتها لشهر وليس خمس دقائق ، بالنهاية أنت مثل أخيها ٠"
- هل قال من قبل أن سبنتى مستفزة ويرغب في قتلها حسنًا طاووس الراوي نجحت في اشعال غريزة الرجل البدائي بداخله لكم يتمنى الآن، أن يقفز على عنقها ويفصله عن رأسها بيديه العارية؟!"

.....................
أمسكت شيماء بساعد بدور وهى تقول بقلق " أين ستذهبين وتتركيني، ولما أخرجتي الجميع ؟!"
استدارت بدور نحوها وأبعدت كفها عنها وهى تقول بمداعبة" لا تخافي يا أميرة ، أميرك سيأتي ليختطفك الآن وينقذك على حصانه الأبيض ،أو حماره أيهم يليق"
عقدت شيماء حاجبيها الشقراوين بعدم فهم ، ولم تستوعب ما تحاول قوله ثم همست مرتجفة " بدور أرجوك لا تتركيني في مكان أجهل تفاصيله أو التحرك فيه"
نغزه موجعة أصابت قلب بدور من تعبيرها الصريح جعلتها رغمًا عنها تضمها إليها بقوة مفاجئة ثم همست برقة " لا تقلقي ، فقط أرغب فيمنحك ذكرى مميزة ، أفضل من زفافك نفسه "
همست شيماء وهى تتمسك في صدرها أكثر " لا أفهم ..بدور أنا مرتعبة "
أبعدتها بدور عنها ثم ربتت على وجنتها وهى تقول ضاحكة " لا بأس ، أعدك أن يزول كل هذا الرعب ولن يبقى إلا ابتسامة حلوة ومنعشةستكلل محياكِ عندما تتذكري مدى عشقه ولهفته..!"
هاااا.."
خرجت بدور سريعًا وقبل أن تستوعب ما يحدث أو تتلمس طريقها نحو عصاها أو مكان تجلس فيه مجنبه نفسها أي حوادث عرضية ، وجدت أنفها يشتم رائحته التي احتلت الأجواء من حولها كما استوطنت قلبها ورئتيها منذ زمن ... " ما الذى تفعله هنا " صوتها الضعيف هتف معترض بينما جسدها يتحرك للوراء بطريقة خرقاء ..
أغلق نزار الباب جيدًا خلفه غير مهتم بوجوه إخوتها ما بين معترضة ممتعضة وبين ضاحكة مشجعة ومتلاعبة.!

سمع صوتها الهش يأمره بارتجاف " أخرج من هنا حالاً "
اقترب نزار من جسدها الذى يبتعد بتمهل خطر يفرك يديه ببعضهم وكأنه صياد ماهر يسن أسنانه للفتك بفريسته الشهية الشاردة ، ثم قال بصوت متظاهر بالصخرية " لن أخرج وأنتِ توقفي ، عن الارتجاف ... لقد تكلفت فوق طاقتي لأقنع الوحش بلقائك"
وحش ...هل قال وحش ،... أليس هذا نفس الوصف المرعب الذى قالت مريم أنها ستقابله أول ليلة معه ..

هتفت شيماء بصوت أوشك على البكاء بينما كلها ينتفض " أخرج يا نزار وإلا أخبرت خالد !"
مط نزار شفتيه وهو يقترب خطوة اخرى محركة راسه يمين ويسار بتحفز ان كانت ابصرته لندفعت تلقى بنفسها من اول شرفة خوفاً وذعر....ثم قال في برود" وقتها سأستخدم دفاعه شخصيًا. هاتف في وجهه .. إنها حلالي زوجتي أفعل معها وبها ما أريد ٠
هتفت من وسط ارتباكها " ليس من حقك استخدام وصف حصرى لأخى"
قبل ان يرد راقب تعثرها فى فستانها الحريرى الجميل والطويل فاسرع يدس ذراعه على خصرها سامح لخصلاتها الذهبية الرائعة ان تتحرك يمين ويسار بأريحية وملكية شابهت أميرات عالم ديزني تحرك حلق نزار بصعوبة عيناه الخضرويين ناريتين قاتمتين بالرهبة ، هل كل هذاالحلى له وحده ملكه كما هى مليكة قلبه !!
انفاسه لفحت عنقها من وضعهم المائل اذ انها كانت تتراجع للوراء مستنده على ذراعه بينما جذعة ينحنى قريباً منها يديها المنتفضتين كانت تزيح صدره عبثاً
" رباه ...أنتِ رائعة ، أميرة وصف وفعل ؟!"
صوتها خرج مستنكر غاضباً لشئ لم يفهمه " هل هذا كل ما فى الأمر اذاً"
أبتسم بحنان قبل ان يقول بصوت رجولى مداعب " خطأ، فهمتى خطأ الجمال الشكلى ليس مقياساً ابداً ولن يكن يوماً سبباً حقيقى للانجذاب والزواج ...الا انه تعبير يستخدمه الرجل واصف ما تراه عينيه المحبة وبصيرة فؤاده العاشق "
ارتجفت شفتى شيماء وهى تهمس محاوله ان تنحنى اكثر هاربه " اذاً لا انبهار شكلى هنا ، أنتَ تحبنى كما انا ، لن تشعر بنقصى يوماً .."
تنفس بعنف قبل ان يقول بصرامة " انا ان أجيب مجدداً عن هذا السؤال المتخلف مثلك ...وربما ان كانت اجابتى فعلية قد تخرس خوفك هذاالى الابد "
اترعشت اكثر وهى تسأل ببراءة " وكيف تكون الاجابة الفعلية "
قال بخبث " سأقبلك طبعاً !"
صرخت تقريباً وهى تزيحه مفلته منه ولم تجد ما تدافع به عن نفسها غير الهتاف وهى تشير نحوه مهدده " سأبكى"
ضحك نزار بقوة قبل أن يختطف إصبعها جاذبها كلها منه لتستقر على صدره وبين ذراعيه ثم قال " لا تستعجلي على البكاء يا عصفورة .. أعدك أن أجعلكِ تنهاري في بكاء أسطوري وأنتِ تتنهدى من بين تلك الشفتين الشهيتين بأسمى غرامًا ..."
أزاحت من صدره الا انه لم يفلتها هذه المرة وهى تنتفض رعبًا وخجلاً وشعور أخر مسيطر عليها لم تفسره ، إلا أن ما استشعرته الدفء الذى أحاطها وقلبها الخائن الذى خدع عشقًا على هدير قلبه الذى يهدر الدماء كمضخة عاتيه تكاد تحطم أضلعه شغفًا و رهبة ... " لا أرجوك " همست بصوت متقطع هش "
يده مسدت على ظهرها بحنان ومداعبة محرك كل مشاعرها محايل خجل أنوثتها محاول أن يشعرها بجنون النار الضارمة التي تكاد أنتلتهمه حيًا إن لم يسكنها ببلسمها الحلو ، مجرد مسكن يصبره لساعات قليلة ....
أمال بجبهته يسندها على جبهتها بينما يده الاخرى تمسك بذقنها رافع وجهها لأعلى ثم همس مدعى المرح ربما يسيطر على عشقه الغاشم ،مدارى عنها ذلك التمرد الذى يجتاح أوصاله ليدخلها كلها فيه فيصبح جزئها الضعيف يقوى بكله الذى هذب ودرب ليسند هشاشتها " لمأكلف نفسى كل هذا ، واحايل أخيك وأتوسل لابن عمك ،، للعقد عليكِ وبالنهاية لا أحصل على قبلة "
ارتجفت شفتيها وهى تحاول الافلات منه ثم هتفت فيه بعنف صدرها المرتجف " أنت جننت ، أنا ..."
أمسك بأصبعية طارف شفتيها مانعها عن الكلام ثم قال بصوت مشحون معبق بعاطفة كبت الرجال " لا .. أنتم المجانين ...سأقبلك قبل الزفاف يعنى سأقبلك ، وإن اهدر اخوكِ دمى ...هذه القبلة حقي "
حاولت شيماء التملص منه البعد عن ذراعيه التي أسرتها داخل سجن صدره وحضنه المزدهر والمنعم ... إلا أنه أمال بوجه نحو وجهها وقبل أن تستوعب كان يحرر فمها ليضع فمه الساخن كالجحيم على شفتيها الناعمتين المحمرتين بطبيعية مثمر الكرز الشهي الذى طاب وطلب أكله " سأقبلك ،يقولون أن هذه القبلة الخفية والمسروقة أحلى من مليون قبلة بعد الزواج .. وأنا بصراحة لا أنوى مطلقًا جعل نفسى أجهل الحقيقيةولا أتنعم بالتجربة "
قبل أن تستوعب شيء من كلامه الأحمق وجدت نفسها كما فمها وكلها يضيع في طوفان غير رحيم بالمرة ...
.............................

"أنتِ جننتِ تماماً, ما حاجة ذلك الأحمق لأن يراها الآن؟" تمتمت شذى بحنق معترضة بشدة على ما حدث للتو..
نظرت إليها بدور بترفع ولم تمنحها الاهتمام للرد.. هي قررت ونفذت ومن تعترض منهن فلتخبط رأسها بالجدار..
تولت نوة الرد بنبرة عادية وهي تركن إلى الحائط خلفها أمام جناح تجهيز العروستين "بكيزة لديها حق، هذا يجلب الحظ السيء!"
قالت مريم بتهكم بينما عيناها تلمعان بخبث مشجعة ما يحدث "هذا على أساس أن أفراحكم لا تنقلب دائماً لكارثة، بالله عليكِ يا نوة ما الذي قد يحدث أكثر مما حدث فعلاً؟!"
رفعت بدور حاجبيها بدهشة قبل أن تقول في برود "هل ترمين بالحديث عليّ؟!"
مطت مريم شفتيها بامتعاض وهي تهمس "حاشا لله أن أقصدكِ وحدكِ, بل جميعكم"
أمسكت شذى جانبي جبهتها بعصبية نادرة إلا أن ضغط ترتيب هذا الزفاف ومتابعة أدق تفاصيله مع مدير القاعة ومنسق الأغاني ومهندس الإضاءة وغيرهم بالفعل دمر كل طاقة متبقية لديها "هل يستطيع أحدكم أخذ مريم من أمامي ورميها في أي غرفة بحجة تجهيز زينتها وارتداء فستان الحفل"
امتعضت مريم بصورة أكبر قبل أن تصفق فجأة دون سبب وهي تهتف بإغاظة "قَبّلها يا نزار ولا تتركها إلا وأنت واضع بصمتك عليها "
ضحكت بدور بخفوت، بينما جنت شذى وهي تضرب الأرض بحنق قائلة "هذه ليست الأصول ويعد ضرب لكل القواعد الاجتماعية!"
إلا أن نوة لم تلقي بالاً لهرجهن بل كانت عيناها معلقة بزوجة أخيها الصامتة المنعزلة والبعيدة كل البعد عما يحدث وكأنها تشاهد فيلماً خيالياً لا يعنيها ولا يجذبها ولا تهتم لشيء فيه.. لقد نسيت سَبنتي على ما يبدو أنها تأخذ دور البطولة وبجدارة في هذا العرض الحصري..
تحركت نوة نحوها ودون أي مقدمات أو كلمات طويلة لفت ذراعها على كتفيها تضمها إليها بقوة.. لم تقاومها سَبنتي أو تحاول الفرار بل أمسكت في قمة ملابسها تضم نفسها إليها.. بعينين واسعتين متخبطتين تائهتين تحدق في البعيد بلا معنى أو هدف.. كطفل هش ضعيف يبحث عن حنان أمه لتحتويه, لتهمس إليه كما همست نوة وهي تمسد على جبهتها علها تمدها بالدفء والاطمئنان اللذان تحتاجهما "كل شيء سيكون بخير, أعدكِ"
صمتت مريم وشذى تنظران إليها بوجوم، بينما كانت بدور تحدق فيها بقهر فادح وبشعور معتم, هي نفسها لا تفهمه أو ربما تحاول التهرب منه.. ربما ينظر البعض لحالة سَبنتي تلك لرفضها ما يحدث على أنه دلال زائد أو تبطر على نعمة منحها الله لها لتبدأ من جديد مع رجل يحبها ويتقبل خلفيتها, يحرق نفسه فقط من أجل أن تهمس له بكلمة سحرية مختصرة بأنها تبادله الحب.. إلا أنها وحدها تفهم ما تمر به الفتاة, ليس من السهل عليك التنازع بين أمنية حلمت بها كثيراً لتسعد بها, لتفرح سارقاً كل بهجة العالم فتطير معانقاً السحب، بينما حلمك هذا الذي أتى لم يحمل بين طياته إلا وجع الماضي وتهديد بمستقبل مظلم..الخوف الخوف كائن قبيح الخلقه جشع وشرس فى تغذيه على جنابات سعادتنا .........................
عند هذا الحد شمخت برأسها وتصلبت ملامحها.. سَبنتي ستسعد بهذا اليوم رغماً عن أنفها.. ليس من العدل أن يذوق أخوها طعم الشهد المر في يوم انتظره طويلاً.. لا لن تسمح بأن تحصل تلك العبثية على أمنيتها الطفولية بأن تشبهها.. "ربما سأرحب بأن تشبهيني في كل شيء يا سَبنتي ولكن ليس نصيبي من الحب والوجع"
"شذى احسبي عشر دقائق لا أكثر واخرجي نزار واستدعي المصففات مرة أخرى"
التفتت لمريم تجذب انتباها وهي تقول "وأنتِ هيا كما اتفقنا، ستهتمين بتجهيز الأطفال, كفاهم لهواً حتى الآن"
قالت شذى بتهكم "حسناً مولاتي, سمعاً وطاعة، ولكن أنتِ إلى أين ستذهبين؟!"
استدارت وهي تخطو نحو جناح الأطفال الذي خصص إليهم مع مربيتين ووالدتها أيضاً.. حيث جهز بالألعاب الإلكترونية وحمام سباحة داخلي، وألعاب بهلوانية أيضاً حتى لا يملوا من اليوم الطويل والمرهق
"سآخذ إياب ونذهب لزيارة العريس الآخر، أرغب في أن أكون أول من يراه ببدلة العرس"
همست شذى ممتعضة لمريم "على أساس لم تخترها بنفسها المتسلطة ورفضت أن يراها أحدنا حتى الآن!"
***********
في الدور الأسفل وداخل جناح مماثل خصص لحمام العريس وارتدائه ملابسه، كما جناح مقابل حجز لنزار الذي اختفى الآن معتقدين أنه ذهب للمطار ليستقبل بعض من أصدقاء الجامعة في السويد والذين أصروا على الحضور برفقة بعض أقاربه لحضور زفافه.. ما فهمه راشد أن من بينهم عرب كانوا له عون في غربته في تلك السنوات..
أغلق راشد مكالمة عمل وهو يبصر خروج خالد العاصف فجأة من غرفته التي دخلها لتوه.. منشغل في ارتداء بلوزة قطنية على عجل.. يبدو أن شيء حدث وأزعجه بعدما بدأ بالتجهز لليلته.. وحشر هاتفه بين كتفه وأذنه هاتفاً من بين أسنانه "أريد كل حراستي لتتبعني الأن . سأخرج حالاً"
وقف راشد أمامه متجهماً وهو يقول "ما الذي يحدث؟"
تخطاه خالد غاضباً وشاحباً كمن رأى أبشع أشباحه لتوه "ابتعد يا راشد من طريقي"
ظل راشد مكانه ثابتاً لا يتزحزح وكل ما فعله أن حرك يده في جليد مختطف منه الهاتف المعلق "هذه ليست إجابة سؤالي"
عقد خالد حاجبيه بخشونة قبل أن يمد يده قابض على الهاتف بعنف وهو يقول بشرر لم يره فيه من قبل "هناك أمر يجب عليّ حله.. لذا ابتعد عن طريقي"
ساد صمت لحظي متوتر بينهما إلا أن راشد لم يتحرك قيد أنملة ولم يهتم بغضب ابن عمه الأعمى الذي فقد عقال نفسه على ما يبدو في حالات نادرة تنتابه.. ثم أمره بفظاظة "ابعد يدك حالاً"
صرخ خالد فيه وهو يكور قبضته بفقدان سيطرة لاكمه أعلى كتفه "هل تظن نفسك وصيّ عليّ.. أفق.. تسلطك أقبله بإرادتي"
لم يتحرك المستفز أيضاً من أمام وجهه بل سحب الهاتف منه بخشونة ثم ضغط على الشاشة المفتوحة على رسالة لم يغلقها خالد بعد، ودون توضيح فهم ما سر هذا الجحيم الذي يسكنه، وقد طال روحه كما عيناه على الفور.. أظلمت ملامح راشد وهو يرفع رأسه متجنب النظر إليه ثم قال بجمود "أفهم تهور الشباب الذي يتلبسك الآن، حيث كنت غر ساذج مثلك, كنت أظن ألا أحد قادر على خداعي أو التلاعب بي.. وانظر إلى ما أوصلتني إليه ثقتي البلهاء هذه"
ساد صمت مشحون طويل هذه المرة، وخالد يبتعد عنه خطوة مكتومة حتى قطع الصمت وهو يقول بنبرة مخيفة "لن اقع في نفس فخك, لقد راقبت أخطائك جيداً حتى لا أكررها.. هذا الأمر يجب أن أضع له حد بنفسي, لن أسمح لذاك الحقير بتدميرها"
بقي راشد مكانه ينظر إليه ثم قال بصوت خافت "هي مسؤوليتي أنا"
قاطعه خالد بعصبية وهو يدب على قلبه كمن يريد أن يؤكد ما ينطق به حرفاً حرفاً "بل هي باتت مسؤوليتي، فتاة مني, قطعة من روحي وكياني فكيف سأسمح لبشر أي كانت صفته أن يمسها؟!"
ابتسم راشد رغم تلك الكارثة, كان فمه القاسي يتقوس بابتسامة مهيبة وسعيدة قبل أن يقول بهدوء "وأنا لم أثق بك وأمنحها لك من جديد لتذهب الآن وتلقي نفسك في فخ حقير، آسف يا خالد.. أتفهم كل ثورتك إلا أني لن أسمح لك بغير الاستدارة لتجهيز نفسك لليلة عرسك"
أمال خالد نحوه بكتفه ثم قال من بين أسنانه "أنا لا أحتاج حمايتك"
تهور الشباب وعصبيتهم مجدداً, ومن قد يلومه لأنه لم يفهم كلمة مما قاله راشد لذا كرر بهدوء "في وقت آخر كنت سأتركك تفعل ما تريد، ولكن ليس الآن, أنا لن أكسر قلب سَبنتي بالسماح بخروج عريسها ليلة زفافه وأنا أعلم بنهاية ما ينوي إما قاتل أو مقتول"
الشهقة المكتومة التي صدرت مؤكد لم تنتمي لأي منهما إذ أن كليهما التفت بتوتر إلى صاحبتها متخلياً كل منهما عن المشاعر التي تحكمه "بدور, ما الذي تفعلينه هنا؟"
كان إياب يتعلق بين ذراعيها, ضمته إلى صدرها أكثر وكأنها تستعيد توازنها وتوقف تلك الهوة السحيقة التي تريد سحبها للأسفل رعباً.. ثم قالت أخيراً باضطراب "كنت أريد التحدث مع خالد"
قطعت جملتها فجأة ثم همست بذعر "من تقصدا بقا.. أعني بما تفوهت؟!"
لم ترد تكرار ما قاله حماية لابنها الذي رفع رأسه ينظر لخاله وأبيه بتوتر بدوره رغم جهله بما يحدث إلا أنه لمس ذلك الجحيم الذي يدور بينهم..
زم راشد شفتيه بغضب، إلا أنه قال بنبرة هادئة "لا تشغلي بالكِ"
صمت قبل أن ينظر لخالد متابعاً "تعقل إن كانت تهمك فعلاً، وخذ أختك واذهب لتجهيز نفسك واترك الأمر لي"
الرفض كان ما زال يتعلق بين دواخله ويعصف بعقله إذ قال "ألا يعد هذا خطر عليك أنت الآخر، قد تكون مواجهتي معه بها أمل، أما أنت وهو كلانا يعلم أنها ستنتهي بالمحتوى الذي أرسله إذ أنه توعد بإراقة دمائك إن لم نفض هذه الزيجة"
هتف راشد بصلابة وبعينين صارمتين "قلت توقف، وانسى هذا الأمر أنا كفيل به"
زم خالد شفتيه بغضب رافض الانصياع حتى قال راشد أخيراً وهو يفرك وجهه بكفيه مستغفراً "هذا دوري يا خالد، إبقاء كل فرد فيكم آمن.. مواجهتي مع عزام تأخرت إذ أنك تعلم بأني أردت إنهاء سمه نهائياً وبشكل أقل عدوانية أو مخططات قذرة.. ولكن إن أرداها بهذا الشكل فهنيئاً له"
قال خالد مردداً بتجهم "أنا لست..."
قاطعة راشد بعصبية "أعرف بأنك لست طفل، بل شاب ساذج كبرياءه أغراه بما يمتلكه، بما يتميز به.. عزام لا يلعب بشرف مثلك, لن يواجهك مباشرة وبوضوح، لقد غلبني أنا شخصياً وتلاعب بي فدمر حياتي.. من تظن نفسك لتهزمه.. إذا كان حقده وعمى قلبه حثه على التلاعب بنا جميعاً"
"بابا.."
نبرة صغيره الخائف جعلته يسيطر على أعصابه ويرسم الهدوء على ملامحه قبل أن يقترب منه يداعب وجنته ويقبل رأسه ثم همس له مراضياً "مرحباً يا بطل، أين بدلة العريس الخاصة بك؟"
ابتسم الصغير لبرهة في وجهه وهو يجيبه دون أن يتركه التوتر بعد "مع بدور, لقد أخبرتني بأنك ستسعد إن ارتديتها مع خالي وليس مع باقي الأطفال"
رفع بصره أخيراً سامحاً لنفسه بالتحديق فيها بعد أن فشل في تجنب الغرق فيها.. لا, هو لا يحتاج للتشتيت معها..
وليته ما فعل.. ليته ما أبصر تلك الطريقة التي لأول مرة ترمقه بدور بها.. نظرات كانت تجعل العسل في عينيها متجمد ذائب في آن واحد مدفقه أياه داخل صدره بحمم الصهد "امرأة التناقضات بجدارة"
ثم قالت أخيراً بنفس مبهور "إلى أين تظن نفسك ذاهباً؟! إياب يريدك"
ضحك راشد بعصبية فاهماً البعد من النطق باحتياج إياب له في هذه اللحظة بل المعنى كان بعيداً وصارخاً "هل أخبركم أحد بأني سأذهب للحرب؟!"
أخذت بدور نفس أطول من سابقه مسيطرة على لمعة دموع مبهمة تهدد فوراً بالهبوط قبل أن تقول ببساطة "بل ذاهب بقدميك لحقير يهدد ب..."
صمتت مرة أخرى وهي تنظر لولدها بقلة حيلة وقهر.. حتى سحبه راشد وتحرك مانحه ليدي خالد وهو يقول بمرح "اذهب لغرفة العريس ولا تتركها حتى أتي إليك، فهناك حفل للرجال سيقام قبل العرس وأريد منك حضوره يا بطل"
نظر إليه إياب بتردد قبل أن يستسلم ليد خاله ثم قال "ورويد رجل أيضاً, لماذا لا يأتي معنا؟"
جاراه راشد علّه يبدد توتره "هل تحب رويد؟"
هز رأسه بقوة قبل أن يقول بسعادة "وإياس أيضاً، خالتي نوة تقول بأننا جميعاً أخوة"
داعب راشد شعره الكثيف قبل أن يقول بتآمر "إذاً اذهب مع خالد للداخل وأمره كرجل يُعتمد عليه أن يتصل برفقائك ليشاركوا مجلس الشباب لا الفتيات"
همس إياب كمن يبوح بسر خطير "سأفعل وإن لم ينفذ سأبكي وأزعجه.. حتى أنقذ أصدقائي من تلك الفتاة المزعجة لوليتا"
ابتسم راشد في وجهه ثم أمسك بكتف خالد يشد عليه بسند رجولي وقال "لن أطلب منك مرة أخرى تنفيذ أمر لي.. ولكن إن كنت أهل للثقة بالفعل لتسليم أمر صغيرتي إليك فأنت ستنسى ما يحدث ولا تركز إلا على شيء واحد.. ليلة عمرك"
الرفض لم يكن بعيد عن خالد إلا أنه من أجلها سينصاع لمطلبه واثقاً أن راشد لن يقدم على تهور قد يكلفهم الكثير، استدار خالد وأخذ إياب معه متجهاً للغرفة إلا أنه قال بجمود "بدور، هل ستظلين عندكِ كثيراً؟"
اهتز شيء بداخلها دارته سريعاً وهي تقول "سألحق بك بعد دقيقة"
تحرك راشد متجنب النظر إليها مرة أخرى إلا أنها أوقفته وهي تقول بجمود "عمل بطولي رائع تستحق عليه جائزة أكبر أحمق"
كانا يقفان متعاكسين, كل منهما ينظر لجهة مختلفة كما حالهما دائماً!
لم يغفل راشد من نارها المشتعلة تحت الجليد.. ولم يحاول الاعتدال بل ظل واقفاً في مكانه حتى قال أخيراً بهدوء "وأنتِ كالعادة تستحقين جائزة أكبر مغفلة، هل تعتقدين أني سأذهب لعزام بصدر عار دون خطة مسبقة؟"
كتفت ذراعيها على صدرها تنظر من خلال النافذة البعيدة لمنظر الأهرام الشامخ منذ الأزل كما حظهما العاثر.. "لقد خططت في السابق يا راشد وماذا كانت النتيجة.. دائماً ما ينفد (قابيل) بجريمته"
عقد راشد حاجبيه من تشبيه زار خياله ووصف عزام به قبلاً إذ أنه حاول من قبل إيجاد مبرر لحقده، لشيطانه الذي أغواه فدمر الكثيرين ونفسه قبلاً فلم يجد إلا دافع واحد ولد به، قابيل الذي غطى جانبه المظلم على جزئه الملائكي فخسر معادلته البشرية ولم يبقى إلا شيطان رجيم يسعى للخراب..
تراجع راشد بظهره دون أن يتحرك من خطواته الثابتة ولكنها كانت كافية لأن ينظر لوجهها الذي استدار إليه بدوره فأصبح كلاهما متواجهين متعاكسين إنما قريبين جداً وعلى بعد نفسٍ واحدٍ "هل هذا خوف عليّ يا سنونو؟"
النظر في عينيها كان أشبه بالغرق في مدن الجان التي لم يسبق لبشر أن خطاها قط, أو أن يلمس حسناً أبداً وسحراً خلاباً وذهباً يلمع دونما انطفاء أما عن تلك الدموع الأبية التي ترقرقت هناك لم تكن إلا سحب شديدة الصفاء أسرت العقل.. همست أخيراً بخفوت "إن كنت تسعى لاعتراف آخر فأنت لن تطاله مني يا راشد"
ابتسم فمه الممتلئ ابتسامة تعاسة "سأوهم نفسي بأنكِ تفوهتِ به إذاً وأنكِ ترجيتني عدم الذهاب ووضع نفسي في الخطر"
أغلقت بدور جفنيها مبتلعة غصة جارحة هناك حتى فتحتهما تحدق فيه, عيناه اللتان لم تتركا تأمل ملامحها الجذابة بنهم "اهتمي بهم إذاً ولا تخبري أحد بما يجري، يحب أن أضع حد له، عزام خسر كل شيء بالفعل.. وعندما يخسر إنسان كل شيء يصبح دماره لغيره حتمياً، فيكسر كل مجاديف النجاة ليصبح غرق الجميع معه واقع لا محالة"
تصلب نحرها وزمت شفتيها وكأنها تقاوم صرخة قهر وما قاله لم يبدد ذعرها بل زاده "وبعدما تفوهت به تريد مني السماح لك بالذهاب.. أكررها لك قابيل خسر آخرته ودنياه، فلن يتردد هذه المرة بتورية جسد أخيه الثرى"
ابتسم هذه المرة ابتسامة حقيقية قبل أن يمد يده بتردد يلمس وجنتها بسبابته ثم قال "لا تخافي لقد وعدت إياب بأني سأعود إليه، وعاهدت نفسي أن أعيش حتى أسلم سَبنتي لزوجها بنفسي"
أبعدت يده عنها بلطف مفتعل إلا أنها لم تحررها من بين أصابعها العاجية وهي تهمس بتهكم "يبدو أن الأفراح لم تكتب لعائلتنا قط"
رفع راشد يده ساحباً يدها معه ثم قَبّل معصمها برقة ودفء رغم تناقض صوته الخشن وهو يقول "هذا الزفاف سيقام وسنسعد جميعاً بالفتاتين وأخيكِ، لن يحول أي مخلوق على وجه الأرض بيننا وبين فصل جديد من السعادة نستحقه، فنطوي به كل فصولنا من الألم"
****************
كانت منى تتألق رغم جلستها البسيطة بين أحفادها.. نظرة السعادة في عينيها الزرقاوين لا يمكن أن تخطئها, ولما لا وهي تشعر في تلك اللحظة بينما تراقب هرج أحفادها ودخول وخروج بناتها هنا وهناك مهتمين بكل تفصيله تخص صغيرتيها العزيزتين..
هل تستطيع القول أن العمر لم يضع بعد، أن هناك أمل يدب في أوصالها دافعها للإيمان أن كل منهما على الطريق الصحيح هذه المرة ليجد سعادته، هل تأمل أن تنظر لصورتها المثالية يوماً فترى كسرها قد ترمم وقبحها أزيل وحزنها تبدد؟!
"جدتي أخبري غنوة أن تتوقف عن إزعاجي"
ناولت منى كوب الشاي ليد هناء المنشغلة في هاتفها في شجار طبيعي مع ابنة أخيها التي تأخرت في القدوم ثم وضعت ليبرتا على ساقيها تُقبلها بقوة وهي تقول بمهادنة "غنوة جيدة وتحبكِ، هي فقط ترغب في مساعدتكِ"
عبست ليبرتا بعدم رضا قبل أن تقول بميوعة "أنا لا أحبها ولا أحب أخيها، بل أفضل بنات خالتي إعصار"
استدارت هناء تنظر إليها قبل أن تضحك بسعادة ودون هم ثم قالت "حقنة كأمكِ تماماً"
بينما لم تتغير ملامح منى التي قالت بهدوء "أنتِ تحبين الجميع, ليس لدينا هنا من يكره أخوته، وإنما تفضلين (ليم، ولوليا)"
صمتت تهمس بداخلها ممتعضة (ربما لأنهما يشبهانكِ ووالدتكِ في فشلكن المنزلي وميوعتكن) ثم تابعت متنحنحه للفتاة "أعني ربما لأن أسمائكن متشابهة أو لأنهن يسمحن لكِ بفعل ما تريدين"
لم تقتنع ليبرتا أصلاً بل هبطت من على ساقيها تضع إصبع في فمها وهي تتمايل بدلال ثم قالت وهي تنفض شعرها العسلي الكثيف "بل أحبهن لأنهن جميلات مثلي، بينما غنوة قبيحة كأخيها وتغار مني"
جزت هناء على أسنانها بغيظ ثم همست "سأضربها، يوماً ما سأحبس هذه الفتاة وأعيد تربيتها"
همت منى بتعنيفها إلا أن غنوة قدمت تسحبها من يدها وهي تلاطفها قائلة "لا بأس (تيتا), أنا لا أغضب منها وسأهادنها الآن حتى لا تنزعجن مني"
رفعت لوليتا وجهها بتسلط قبل أن تشير نحو رويد الذي يقف ناظراً إليها بغضب مشتعل "اطردي أخيكِ المزعج من هنا وربما بعدها سأحبكِ وأسمح لكِ بمساعدتي"
قال رويد بانزعاج "أنا ذاهب أصلاً حتى لا أبقى هنا وأسمع صوتكِ المزعج وأرى وجهكِ البشع"
لم تبكي الفتاة ولم تهتم بل رفعت شعرها بكلا كفيها بدلال ثم نظرت إليه بترفع قبل أن تنصرف دون أن تعيره أي اهتمام..
بينما بقيت هناء ومنى تنطران إليها ببلاهة من رد فعلها الذي لا يتناسب مع سنها إطلاقاً حتى قالت هناء "يا إلهي، من أين اكتسبت كل هذا البرود، مريم بطبيعتها شعلة وغنجة إن قال أحد لها هذا الكلام لكنا غرقنا في دموع أحزانها ورثائها عامين كاملين؟!"
كتمت منى ضحكة تتمرد للخروج ثم قالت بتهكم "جينات يا عزيزتي، أراهن أن عرق الراوي تمرد وطغى ليلغي عرق زيدان داخل تلك الحقنة بالذات"
مطت هناء شفتيها قبل أن تقول "تفسير منطقي"
رسمت منى ابتسامتها الهادئة قبل أن تقول "وأنتِ كيف حالكِ مع ما يحدث؟ لم يتنسى لي مباركة عودتكِ لزوجك قبلاً"
توترت هنا واختفى لون وجهها قليلاً ثم همست "جزء مني ينازع للرفض.. وجزء يتقبله مشتاق إليه.. وجزء آخر ما زالت تغذيه خيبتي ووجعي منه"
أمسكت منى بيدها بقوة ثم قالت بتشدد "لقد كفّر هذا الرجل بكل الطرق يا هناء، وبصراحة لم يعد في العمر بقية للتنازع، أنتِ تحبينه أليس كذلك؟!"
أخذت هناء نفساً طويلاً قبل أن تقول بسخط "ولم أحب رجلاً غيره رغم ما فعل، ولكن..."
الحزن الطفيف طغى على قسمات منى قبل أن تقول بنبرة مرتجفة "لا لكن يا هناء.. تحبينه ويحبكِ.. أخلص لكِ في غيابكِ كما حضوركِ، ارتضيته رجلاً وأنتِ غير متيقنة من نواياه, انسقتِ وراء الحب الأعمى ودفعتِ أنتِ وهو الثمن غالياً وكفّرتما بأبشع الطرق.. والآن بعد أن تاب كل واحد لربه، بعد أن بحث هو وتيقن طريق الحق حتى وإن كان فاقداً الأمل فيكِ.. تضنين على نفسكِ وهو بسنوات سعيدة تجلي الحزن من قلبيكما"
الكلام كأنه أراحها قليلاً فهمست بتوتر "ليت الأمر اقتصر على هذا فقط يا منى، أنا بصراحة.."
صمتت مبتلعة ريقها فحثتها منى وهي تقول مشجعة "أنتِ ماذا... تعلمين بأني بئر عميق لن يسرب لك سراً"
ابتسمت هناء ابتسامة جميلة قبل أن تهمس كمن يبوح بسر خطير "بصراحة رغم زواجنا إلا أني لا أتقبل في عمري هذا ما يريده.. أعني أنا لا أثق..."
صمتت لبرهة أمام عينيّ منى التي سكنها الإدراك والشجن ثم قالت أخيراً بنبرة غريبة "إن كنت تعنين العلاقة الخاصة.. فاعذريني أنتِ مجنونة أو أنكِ غرقتِ في تجميد مشاعركِ طويلاً حتى فقدتِ بوصلة الأنثى فيكِ"
عبست هناء قليلاً وقبل أن تعلق كانت منى تأخذ نفساً طويلاً وهي تقول بخفوت "ربما هي فورة جسد تحكمها الرغبة في الرجال، بينما نحن نبحث دائماً عن المشاعر, نفتش عن الأحاسيس، نتعطش كورود الصباح لقطرة من الحب والغزل الندي لتفتح حقولنا, وهذا لا يحكمه سن يا هناء بل هو كائن داخل المرأة يجوع للحب والاهتمام منذ الطفولة وحتى الهرم"
صمتت لبرهة تبتلع ريق جاف تتمسك بابتسامة وجع وهي تكمل "هي علاقة جسدية للبعض، وإنما لقلوب العاشقين ما هي إلا ارتواء لأرض قاحلة فتزدهر.. العمر ليس مقياساً لأن الأحاسيس بداخل المرأة لا تتغير أبداً، وإنما تتبدل فيها إن علقت مع خائن عهد الهوى.."
شددت هناء على يدها بقوة وهي تهمس بتعاطف "منى!"
إلا أن منى لم تستمع إليها بل رسمت ملامح رائعة كأنها لا تتمزق وهي تقول "الشيء الوحيد الذي قد يحول إحساس المرأة بزوجها هو شعورها بالخيانة, شمها رائحة أخرى تفوح من عفن جسده.. ترقد اللهب بداخلها حتى ينكمش القلب ويتجمد وتمزق أوصالهم على مهل حتى تنتهي.. وهذا ما لا تعانين منه أنتِ وزوجكِ لذا قد أنصحكِ بعدم المقاومة يا هناء, استسلمي للحب حتى يروي عطشكِ ويذيب تجمدكِ مشعل لهيب قلبكِ.. كلاكما يستحق هذه المنحة"
ظلت هناء تنظر إليها بتوتر ثم راحة وكأنها رغم حكمتها ورغم عمرها ونضجها كانت تحتاج لهذه الكلمات لتشجيعها ولنيل نصيبها من السعادة بين أحضان حبيبها مغلقة صفحة الوجع إلى الأبد بكل ما فيها من عطب.. إلا أنها وقبل قول كلمة كان هاتفها يصدح برقم غريب بلا اسم أو رقم.. بل اتصال خاص..
عقدت حاجبيها وهي تقف من مكانها تجيب الاتصال بتعجب "السلام عليكم"
والإجابة كانت للصوت المتكلف رغم وهن السنين الطويلة التي دبت فيه لم تكن تتوقعه إطلاقاً "السلام عليكِ يا أم حفيدي"
تخشبت هناء مكانها, يدها تمسد حجابها باضطراب, عيناها تتوسعان بذهول بينما القلب يدق بعنف حتى ترك مكانه وسقط بين قدميها.. أما عن اللسان فهو خرس تماماً، هل علمت بزواجهما مرة أخرى وعادت لتهديدها، لا لن تحتمل والله ما عاد فيها قوة لأن تحتمل كلمة من أي مخلوق "نزار علمني بعض كلمات الإسلام، طفل جيد أجدتِ صناعته كرجل"
امتعضت شفتا هناء مرغمة (طفل ورجل.. كيف يجوز جمعهما أصلاً).. شيطان صغير بداخلها أراد رد الضربة وإخبارها دون زيف (أجدت تربيته ليس كما فشلتِ أنتِ مع ولدكِ!)
إلا أنها لم تعلق فقالت ڤيڤيان بالسويدية ببطء كمن يحدث أبله "هل ما زلتِ هنا عزيزتي أم أنكِ نسيتِ لغة زوجكِ وابنكِ الأصلية؟!"
تماسكت أخيرا متداركة صدمتها وهي تقول بهدوء "لا ما زلت أجيدها، لم تكن رحلة رفاهية تلك التي عشتها هناك بل دراسة لمدة عام ثم زواج من ابنكِ لثلاثة أعوام كاملة"
قالت ڤيڤيان ببرود "زواج لم تحترمي رابطه، وهربتِ بحفيدي فأحرقتِ قلب ابني"
أغلقت هناء عينيها بقوة وهي تهمس بنفاذ صبر "اللهم قوة لاحتمال هذا الكائن"
"ماذا قلتِ؟!" سألتها بهدوء
رفعت عينيها مجدداً لسقف الغرفة قبل أن تقول بصوت أجش "أعتقد أن وقت العتاب قد ولى، وما فعله ابنكِ بي لم يعد سراً على أحد.. أما عن غضبكِ فهو مضحك قليلاً إذ أنكِ كنتِ طرفاً في نبذي ورفضي من البداية"
رق شيء في ملامح ڤيڤيان على الطرف الآخر رقة قلب أم وجدة ليس لها علاقة بوضعها الاجتماعي أو تحفظها الذي ما زال.. إلا أن ابنها اختار طريقه منذ زمن طويل وهي ما عاد بيدها إلا شيء واحد تقدمه له ويستحقه هو وحفيدها الحبيب "اعتذر عن كل ألم سببته لكِ سابقاً"
الآن كانت الصدمة أكبر والذهول أشد حد أنها لم تستطع موازنة نفسها على قدميها, أمسكت هناء بطرف سور الشرفة غافلة عن منى التي تحدق فيها بقلق إلا أنها منحتها الخصوصية حتى وإن لم تكن تفقه من السويدية التي تتحاور بها شيء "أنتِ تعتذرين لي حقاً، هل نحن في آخر ساعة من العالم؟"
عبست ڤيڤيان مدعية الضيق ثم قالت بخشونة "لا تكبري الأمر يا فتاة، وامتنّي و اقيمي الصلاة لربكِ شكراً لأنِ وضعتكِ في الصورة وتذكرتكِ"
ضحكت هناء ضحكة مشوبة باختناق دموعها ثم قالت بتهكم "سمعاً مولاتي المبجلة"
"هل تسخرين مني؟!"
حسناً هي لن تصدم فهي تعلم أن المرأة رغم تكبرها وغرورها بمكانتها إلا أنها مجنونة كما ابنها بالضبط.. سلالة مبهرة للحقيقة.. همست ممتعضة قبل أن تهمس باحترام "لا سيدتي, بل شاكرة لاتصالكِ"
قالت ڤيڤيان بنبرة صارمة تسلطية "لا يا هناء، بل اشكري ضميري الذي شعر بوجوب منحكِ اعتذاراً تستحقينه, وشكري لأنكِ منحتِ ابني رغم كل ما فعله فرصة أخيرة"
قالت هناء بصوت أجش "كلانا استحقها"
رفضت ڤيڤيان بشدة وهي تقول "أنتِ استحققت نهاية سعيدة، رفضي لكِ قبلاً لا يعني عدم تعاطفي كامرأة وأم مع ما لاقيته من كليهما ابني وحفيدي سوياً"
قالت هناء بخفوت "لا أعرف ماذا أقول حقاً.. شكراً لكِ"
أجابتها ڤيڤيان بنبرة أقل وطأة يختبئ فيها رجاء غير معلن حتى لا تفقد هيبتها "كل ما أطلبه منكِ أن تحافظي على كليهما، أن تسمحي لنفسكِ بحبه من جديد، ابني ضاع عمره أمامي، أتوجع عليه, قلبي يتحسر ويتألم عاجزة عن مساعدته، فهل تحققين الأمنية الأخيرة لامرأة تطلب منكِ الرفق بابنها؟"
قالت هناء من بين الحيرة والدهشة "تتحدثين كأنه طفل، أو ربما شاب في ريعان شبابه!"
زفرت ڤيڤيان على الطرف الآخر قبل أن تقول بصوت جهوري "مهما كبروا سيظلوا أطفالنا الذين يتخبطون ويحتاجون الحماية"
همست هناء برفق أخيراً "أتفهمكِ إذ أنه لديّ قطعة من قلبي تمشي على الأرض معذباً روحي معه"
همست ڤيڤيان بصوتها المهيب أخيراً "إذاً هذا أمر, حافظي على ابني هذه المرة وإياكِ والتفريط فيه أو جرحه, أما عن حفيدي عندما يأتي إليّ وأبارك زواجه بنفسي سأرى ما سأفعله بفتاته"
قالت هناء بتعب "لا, أرجوكِ اتركي زوجة ابني لحالها, لن تتحملكِ أو..."
قاطعتها ڤيڤيان وهي تقول بقوة "ابنكِ أخبرني بطبيعة الفتاة التي يحبها، وعندما اختصر مشاعره بالقول (أعشقها جدتي) لم أبح في وجهه إلا بالتفهم, أنا لن أخسر ابن آخر وأحاربه من جديد.. يكفيني ما فعلته في جوش"
لم تجد هناء ما تقوله إلا الهمس بــــِ "أشكركِ"
ابتسمت ڤيڤيان أخيراً راضية جداً عن ما تفعله, إن كانت قد فقدت أميريها وجردوهما من حقهما وألقابهما فلن تخسر ودهما على الأقل, قالت بهدوء أخيراً "لقد كنت أرغب في الزيارة وحضور الزفاف إلا أني كبرت يا هناء حد عدم تحملي للسفر"
"أطال الله عمركِ"
همست ڤيڤيان "سيفعل لأراكِ مرة أخيرة, هل تعيدني بالقدوم؟"
أغلقت هناء عينيها سامحة لدمع الراحة أن يسيل ثم قالت "إن شاء الله سأفعل
"أثق بكِ عندما تتفهوهين هذا إذ أن نزار يتحدث مثلكِ وينفذ ما يعد به
.. على كل حال أريد إخباركِ بأني أرسلت هدية بسيطة من حقكِ وحفيدي, أتمنى أن تقبليها.. ستصل إليكِ خلال ساعتين على الأكثر، عدم حضوري لا يعني أن لا يزف حفيدي في بدلته الملكية"
عقدت هناء حاجبيها بتشكك مدركة تقريباً ما تلوح به...
*........................ز

المشاركة الأولى من الفصل يتببببببببببببببببببببببب بببببب
ببببببببببببببببببب بببع الان


Nor BLack غير متواجد حالياً  
التوقيع
نور بلاك " نورا سليمان دقات محرمة
عادات خادعة
شظايا القلوب
همس الموج
رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 12:07 AM   #5524

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

تابع الفصل الخامس والاربعون المشاركة الثانية



اقتحم راشد المكان بكامل هيبته، بكل سلطته, وبشرر وشراسة غضب كان ترك له حرية التصرف دون خطط, دون ترتيب ودون عمل حساب لا لصحف ولا لفضائح والأهم لا خاطر لأبويه الذين ماتا وأوصياه باحتمال صغيرهما مهما فعل، ولكن إلى هنا وكل صبره وخواطرهم انتهت.. وماذا قد قدم له هذا الأخ ليتذكره له, ليجعله يترفق به ولا يعامله معاملة المجرمين؟!
وقف راشد أمام شقة علم بتواجد عزام بها، إذ أنه منذ اعترفت له سَبنتي بما دار وهو عين من يراقب كل خطوة له وقد عرف أنه يترك ذاك المصنع البعيد ويأتي إلى هنا يراقب سَبنتي تارة، وبدور مرات..
اشتعل غليل بداخله لا مياه في الأرض قادرة على إطفائه.. نار الغضب.. نار الغيرة.. نار الكره ونار الحرقة لأنه سمح له يوماً بالتلاعب به، وتركها هي لحرقتها التي جعلتها لقمة سهلة يمسها فيه كلب نجس...
وقف راشد أمام باب شقة عزام أخيراً ثم عقد ذراعيه على صدره وهو يأمر رجاله خلفه بجمود "اكسروا الباب"
لم يناقش رجاله أمره إذ شرعوا بالفعل في تحطيمه وبين طرقة وأخرى وضربات أكتاف الرجال كان الباب يفتح مقابله عزام مباشرة الذي كان يقف بذهول يحدق في من اقتحم بيته دونما استئذان..
عيناه كانت تبرقان بعنفوان أفعى, فمه يكشر عن أنياب ضبع عفنة وهو يقول على الفور "لقد ظننت أن المرض فتك بك أخيراً وفقدت شراستك أخي اللدود"
لم يتقدم راشد خطوة بل ظل في مكانه ينظر له بقسوة وهو يهمس "هذا هو الأمر إذاً.. اعتقد الضبع أن النمر ضعف، فهجم عليه من الخلف متمنياً انتصاراً أخيراً"
قال عزام بنبرة محتقرة "لا تغتر في قدرك هذا كثيراً، لقد كنت مجرد قطعة من الشطرنج أزيحها لأصل لملكة لم تقدرها حقها"
القلب المشتعل يعاني لإطلاق براكينه أما العقل كان مغيب في لذة تخيل دمائه تغطيه كاملاً لولا حماية جزء أبوي بداخله, جزء حبيب وعد بعدم كسر ثباتها، أو إخفاقه في رجائها المتخفي بأن لا يفجعها به، وهو جرب خذلانها مرة ولا ينوي تكرارها أبداً ولو كان حد السيف على عنقه.. تحرك أخيراً ينقل خطواته داخل وكر عزام ثم أغلق الباب المكسور خلفه علامة على منع أحد من رجاله اللحاق به..
ثم قال أخيراً بغضب مكبوت "لقد فكرت ألف مرة في الطريقة التي سأقتلك بها يا عزام فور رؤيتي لك.. ولكني الآن أجد داخل نفسي اشمئزازي القديم من تلويث يدي بدمائك النجسة"
فتح عزام يديه وهو يقول دون اهتمام بنبرة مقززة "إن كنت رجل فعلاً افعلها، إن كان هذا سيمحو حقيقتي وبأني كنت على وشك نيلها والغرق فيها زارع رائحتي بها ما...."
لم يكمل جملته إذ أن لكمة قوية كانت توجه لفمه كالإعصار ودون ‏إنذار..
أمسك عزام فمه بين سبابته وسلامياته وظل وجهه ملتفت بقوة ومنحني على أثر الضربة إلا أنه لم يشرع في استخدام القوة البدنية معه بل ضحك بقماءة وهو يقول باستفزاز "كما أخبرتك ضربي وقتلى لن يمحو حقيقة أنك اعتقدت أني نلتها"
ساد صمت طويل بينهما.. حتى قطعه راشد بضحكة عالية قاسية في معانيها وكأنه يستحقره, يعيده صغيراً, يسخر من رجولته بل ويمحوها عندما قال "أنا لن أخوض هذا الحديث القذر عن امرأة مني وستظل لي، إذ أنها أعلى قدراً من أن أجعلها علكة في فم كلب نجس مثلك يا عزام.. أما عن اعتقادي أكاد أقسم حتى دون معرفة أنها كانت تتقيأ عند كل نفس لك يقترب منها ولو على بعد أمتار"
شحب وجه عزام بقوة وبدا يتهرب من النظر إليه متذكر منذ زمن بدا بعيداً جداً الأن ومريراً أنها فعلت عندما حاول لمس يدها مرة..
أمال راشد نحوه يمسكه من طارف قميصه بقرف ثم قال بشراسة "أرى أن تخميني صحيح، ومع كل هذا مازلت تأمل، مازلت تحلم، مازالت تشكل لك هوساً لن تشفى منه"
اعتدل عزام ينظر له بكره يفيض ثم قال ببرود "لا يهم ما تعتقده، إلا أنك يجب أن تخسر كما خسرت أنا.. لن تفوز بكل شيء يا راشد"
أومأ راشد بتهكم وهو ينصاع ليده التي أزاحته بعنف ليتركه ثم قال بجمود "طبعاً.. وبدل أن تواجهني رجل لرجل، ها أنت كالعادة بكل حقارة تلتف من وراء ظهري وتضربني في امرأتي وابنتي"
دارت عينا عزام بجنون التملك.. تملك بحت لم يره فيه مطلقاً ثم صرخ وهو يدب بكلا كفيه على صدره "بل ابنتي أنا، من صلبي, تحمل دمائي وحدي وأنا لن أسمح لك بسرقتها أكثر من هذا"
قصف صوت راشد عالياً مسيطراً "ليس لك فيها إنش واحد، أنا من حميت، أنا من ضحيت بقلبي وحياتي، وخاطرت حتى بعملي ومكانتي التي صنعتها بجهدي لا وراثة مثلك وأضعتها.. هي ابنتي بحكم كل ذرة وجع أصابتني بها يوماً.. ابنتي ومن دمائي الحرة بحق كل كلمة أبي محرومة وجدت بها ملتجأ عندي"
هتف عزام بشرر "أثبت هذا إذاً اليوم عندما أشهر الحقيقة، عندما أعلن للملأ سلبك لصغيرتي، وحرماني من امرأة أحبها، لتحافظ على سمعة العائلة.. برر للناس كيف زوجت ابنتي وأنت لا تملك عليها ولاية، أم ستسلمها في الحرام فقط لتبقي يدك عليها؟"
أظلمت ملامح راشد بشدة وعقد حاجبيه كأنه يحاول استيعاب كلمة حرام.. وما أن وصل إليها انفجر في ضحكة أشد وطأة من حرب السيوف, وقعها أكبر من أن يضربه بخنجر في منتصف صدره وهو يردد "حرام... هل تمزح حرام.. أنت تخاف من (الحرام)؟!!"
صمت فجأة, عيناه تشبه الوحوش في شراستها ثم قال من بين أسنانه "تخاف عليها من حرام، يا كلب، يا ابن...."
قطع حروفه وقبضة متعبة مجهدة تحط على قلبه, كيف به أن ينعته بلفظ استحقه بينما ستعود جارحة بإهانة والدته الحبيبة؟!
حتى قال عزام بصوت قاتم سوداوي "إن كنت رجل أكمل ما نويت قوله"
قال راشد بصوت مزدري "أنت منحط.. لقد تفوقت قذارتك على كل خسيسي النفس مجتمعين"
نظر إليه بتهكم ثم قال دون مرح "إن لم يلغى هذا الزفاف كما أمرت فتاك المدلل، سأذهب دون تردد وأكشف كل شيء للجميع، وأخبرهم عن ابنة صادق التي سلمتني جسدها دون رابط.. واعترض على عقد قران ابنتي ثم سأنتزعها منك هذه المرة دون عودة"
شعر راشد بشيء يوجعه في زاوية قلبه على صغيرته ذات الحظ العاثر, التي ألقاها القدر تحت رحمة إنسان فقد ضميره، لا بل الضمير لم يجد مكان داخل عزام قط.. أظلمت عيناه وهو يقول بصوت خشن شديد اللهجة "إن اقتربت من سَبنتي يا عزام، أنا لن أكتفي بقتلك، أو اللعب معك بتلفيق قضية كالمرة السابقة، حتى وإن لم تجد يد ياسر الراوي يساعدك هذه المرة"
جنون التملك عاد يطغى على حدقتيه المجنونتين وهو يقول من بين أسنانه بشرر "سأعيد ابنتي لي, لن أسمح لك بتسليمها لخالد ليحطمها كما... كما حطمت أنا وأنت كل من اقترب منا"
عبس راشد للحظة وهو يحدق فيه بنفس النظرة المظلمة وإنما مشككة.. هل يأمل بأن عزام فعلاً يحمل أي نوع من المشاعر تجاهها؟
مسح راشد على فكه وكأنه يحاول السيطرة على آخر نفس صبر فيه ثم قال أخيراً "أنا وحدي من لي الحق في تقرير مصيرها، أحفظها كما خطوط يدي كي أدرك جيداً أني أسلمها لمن هو أفضل مني ومنك ومن عمي وأبينا حتى... وإن كنت أظلمنا بالمقارنة معك!"
تشنجت عضلات فك عزام وبدا وكأن شيء يجذبه ويفقده سيطرته عندما تحرك يبحث عن شيء ما داخل درج مرآة معلقة في منتصف غرفة الاستقبال "لن اتركهن لك.. لن تهنأ, حتى ابنك المدلل سيكون هدف لانتقامي"
لم ينتظر راشد إذ استغل تخبطه فهجم عليه يضع ذراعه تحت عنقه مهدداً وأخرى يثبت بها كتفيه ثم شدد بقسوة عليه كمن سيعدمه خنقاً وهو يقول بوحشية "المس شعرة واحدة من بدور يا عزام، حاول الاقتراب منها خطوة واحدة، حوم مجدداً حول ابنى وسبنتى ...وبعدها أعدك أنك ستتذلل لي تطلب الموت ولن تطاله، قبلاً ظننت أنه مجرد حقد أبله سيبدده الزمن دون أذى, أما الآن ما عاد للخاطر مكان بيننا إذ أنها حرب بقاء.."
جحظت عينا عزام ذهولاً واختناقاً وبدا أنه يعاني لالتقاط أنفاسه حتى.. إذ نقص الأكسجين بحد خطر من رئتيه وبدأت تخور قواه ليدافع عن نفسه..
"خليل..." هتف راشد بصوت جهوري وقبل أن ينتهي كان يندفع رجله متبعه البقية.. أفلت عزام أخيراً راميه تحت أقدامه ثم قال بنفس منقطع "اربط السيد عزام بالحبال وكمم فمه حتى لا يسمعه أحد، وابقى أنت معه ورجلين آخرين حتى آمرك أنا بتركه.."
قال عزام بصوت شديد الغل والحقد "إن مرت هذه الليلة, لن أتركها يا راشد، ولن أتركك حتى أراك مقتول أمامي"
قال راشد بحركة مسرحية وهو يفتح ذراعيه بسخرية "إن استطعت افعلها.. من سيمنعك؟!"
صمت ثم أمال نحوه مسند ساعده على ركبته وقال ساخراً "أنت جبان يا أخي.. مجرد فم يهدد، وكلب مسعور ينهش في الظلام مستغل عتمتنا.. غير هذا لن تستطيع فعل شيء بل ستظل في النهاية مجرد نكرة خسر كل شيء، ليبقى هكذا وحيداً دون أهل, دون سند أو صحبة.. ودون ابنة جميلة الروح, بهية الطلة تربت عليك تنزع أحزانك.. كما ابنتي الصغيرة العبثية"
بدا عزام كالمجنون وهو يحاول الاعتدال لهدف واحد تفريغ السلاح الذي وقع منه عندما كبله في قلبه كاملاً.. إلا أن خليل أعاد السيطرة عليه بعنف لا يعرف الرحمة كأنه مجرد طرد من القمامة عليه التخلص منه سريعاً..
اعتدل راشد ينظر إليه بابتسامة بطيئة لم تصل لعمق قلبه المتحسر..
بينما سؤال حسرة الرجال يجد له مكان داخل قلبه ..وماذا لو كان عزام رجل آخر أخ يشد عضده ويستند كلاهما على الآخر, ألم يكن حالهما ليتبدل بدل هذا الحضيض الذي ألقيا فيه؟!...
تحرك راشد نحو الباب وهو يفتح أزرار قميصه العلوية وكأنه يريد أخيراً استنشاق هواء نظيف ثم قال أخيراً بجمود "الفتاة قانوناً وشرعاً أنا من أملك السلطة عليها، لا شيء حدث خطأ هنا.. أما عنك فأنا لم أكن أهدد من فراغ يا عزام.. من الغد أعلم أن أن كل رصيدك في البنك سيحجز عليه أما عن إدارتك للمصنع فاعتبر نفسك مفصولاً"
ظل عزام ينظر لذلك السلاح الناري بتمني أن يقفز ليده ويقضي عليه حتى صرخ أخيراً بألفاظ نابية أكثر انحطاط من أن يتحملها رجل حتى..
صمت قبل ان يصرخ مجدداً "لم ينتهي الأمر بعد, ما زال للأحداث بقية.. إما أنا أو أنت"
********
فور أن خرج راشد إلى الشارع استند لسيارته بكلا ذراعيه بتعب وقهر، هو لم يندم على ما فعل إذ أنه أقل شيء قد يفعله مع عزام, لم يبقى أي صلة يحفظها له ليترفق به.. أغلق جفنيه متنهد بحرقة, يطرق رأسه محدق في الرصيف وهو يتخلل شعره الأسود الكثيف بكبت.. حتى أتى نسيم عطرها فجأة إلى خاطره, نظرة العسل الذائب الآسر للنظر.. لا, هو تجنب تماماً التباري بها, حاول التهرب من الحديث عنها أو ذكر عشقهما إذ أنها أعلى قيمة من أن يسمح بذكرها مع مشوه روح مثله..
بعد برهة رفع راشد عينيه المظلمتين يحدق في البعيد قبل أن يستل هاتفه ويطلب أخرى..
فور أن أتاه الرد المتلهف كان يقول بصوت أجش "تعلمين أني أحبكِ, أليس كذلك؟"
همست بحزنٍ طاغي "أعلم.. ولكنك أصبحت تجافيني, تبتعد عني وهذا يقتلني يا أبي"
ضاعت نظراته في إحساس الحنان قبل أن يهمس "جافيتك لأنكِ آذيتني، ظلم العالم شيء واتهامكِ لي شيءٌ آخر"
اهتزت عبرات سَبنتي على الطرف الآخر قبل أن تقول باختناق "كنت خائفة، مرتعبة من أن يؤذيك، ومذعورة أن يكشف سري، بابا أنا لا أخاف على نفسي ولكن أنت وخالد وبدور، والجميع لا يستحقوا مني التعامل بأنانية"
ألم حاد مزق قلبه وهو يقول بنبرة رخيمة "من زرع تلك الفكرة في رأسكِ أراد أن يحارب أشباحه فيكِ, أن يجد مبرر واحد لخذلانه لابنته، و وشوكه هو على تحطيم روح ابنه.. أما عن عزام.. فهو..."
اضطربت سَبنتي وهي تسأله بارتياب "ماذا عنه.. أرجوك هل آذيته؟"
رفع راشد رأسه نحو السماء وكأنه يبتهل لربه سراً أن يخفف عنهم, أن ينزع ذلك الحزن من قلوبهم حتى لا ينغص فرحتهم شيء أبداً ثم قال "هل تملكين أي نوع من المشاعر نحو عزام يا سَبنتي؟"
هزت رأسها برفض لم يره رفضاً, لم يكن قاطعاً مما جعل راشد يقول عندما طال صمتها وعلا نشيجها "لست ألومكِ يا سَبنتي، مشاعرنا ليست بأيدينا صغيرتي"
قالت بصوت خرج منها بالكاد "لا أعرف أن كنت أحبه أم أكره افعاله "
ابتسم وهو يطلق نفساً طويلاً مكتوماً ثم قال بخفوت "لا بأس"
إلا أن نبرتها الضعيفة تحولت للشراسة فجأة وهي تهتف بثقة "إلا أني أعرف بأنك أبي.. سندي وحمايتي التي أرتكز عليها"
الآن فقط كان قلبه يبتسم عندما قال بخشونة "تعلمين أني أفعل أي شيء لأجلكِ أنتِ"
"نعم"
صمت، صمت حائراً ثم قال أخيراً بهدوء "إذاً لو طلبت منكِ أن تنحي كل حزنكِ الليلة، إن ترجيتكِ صغيرتي أن تفوزي بسعادتكِ, أن أرى النجوم تبرق في عينيكِ وأنا أسلمكِ للرجل الذي ملك قلبكِ.. لن تخذليني؟!"
صمتت لبرهة قبل أن تقول بنفسٍ يطلق ناراً دون دخان "لست متأكدة من موضوع ملك قلبي هذا"
قال راشد بتسلية "أظن أنكِ أثبتِّ وبشكل قاطع في العديد من المرات فشل هذه الكذبة.. سَبنتي كلنا نعلم أنكِ كنتِ تتعذبين في بعدكِ عن ذلك الأحمق"
قالت سَبنتي بتجهم "بالله عليك أي نوع من الآباء أنت, ألا يفترض بك أن تكسر رأسي عند علمك بانتماء قلبي إليه؟!"
قال راشد مداعباً بحنان "لستِ أنتِ من تكسر يا عبثية، ولست أنا بالضعيف الذي يشكك في تربيتي لك.. أما عن اعترافكِ بأن قلبكِ ينتمي إليه فهذا الاعتراف هو كل ما أردته لأطمئن أخيراً دون ذرة قلق"
همست بارتباك وخجل "لقد كان مجرد استعارة كلامية"
قال بخشونة "لقد اعترفتِ وانتهينا.. والآن هل يمكنكِ أن تعديني بالسعادة ونسيان كل ما يؤرقكِ؟"
ساد الصمت مجدداً بينهما, صمت طال وطال حتى قالت باختناق شديد وبصوت خافت كاد أن لا يصل لأذنيه "هناك.. هناك شيء واحد قد يبدد ما أشعر به من ألم.. شيء أنت أول وآخر شخص في العالم سيحاربني لمنعي من الحصول عليه أو الاقتراب منها..."
وجمت ملامح راشد وعادت تظلم من جديد حتى قال بنبرة جلبت القهر واليأس لفؤادها كما دموع عينيها التي تدفقت "هذا صحيح ...دائماً ما كنتِ أذكى البنات يا سَبنتي"
ثم دون كلمة إضافية كان يغلق الهاتف دون أن يمنحها سلام جاف حتى...
***********
أغلقت سَبنتي الهاتف ثم ضمته إلى صدرها بقوة وهي تحني كتفيها في نشيج خافت ملتاع حتى شعرت بيدين رقيقتين تحاوطان كتفيها, التفت ببطء وهي تحاول مسح دموعها بنزق حتى وجدت نفسها أمام بدور التي همست بهدوء "الجناح يمتلئ بفتيات لا نعرفهم ولا يعرفون ما نمر به، لذا لن يكون شيء جيد لكِ أو لزوجكِ أن تبدي بهذه الحالة، نحن تحت الأنظار بالفعل يا سَبنتي وأي فعل يصدر عنكِ سيحسب ضدكِ"
قالت من بين شهقة وأخرى "أنا أريد التوقف, هل ظننتِ أني تخيلت في أعتى أحلامي بأني أحول ليلة زفافي منه بالذات ليلة نعي ونحيب"
أخذت بدور نفساً طويلاً قبل أن تقول بصبرٍ ساخر اكتسبته من اطمئنانها عليه بعد طول قلق إذ أنها سمعت نصف مكالمتهما تقريباً ولكنه لم يتصل بها هي.. وهي إن احترق لن تفعل طبعاً..
"طالما رغبة الفرحة (أعوذ بالله) موجودة داخلكِ كمعجزة متمردة على طبيعة بنات الراوي فباقي اقتناصها سهل"
عبست سَبنتي وهي تقول بقوة "أحذركِ من السخرية مني"
قالت بدور ببرود "وأنا أحذركِ من انتفاخ عينيكِ واحمرار أنفكِ بالتضامن مع العلامات التي طبعها خالد عليكِ تبدين كالمجرمين"
احمرّت سَبنتي بقوة ثم همست بخجل غاضبة "أنتِ لا تطاقين.. لا أسمح لكِ"
سحبتها بدور من ورائها نحو غرفة منفصلة داخل الجناح تاركة فستانها الحرير الأبيض الذي اشتروه خصيصا لنهار العرس يرفل ورائها يلحن صوتاً موسيقياً جذاباً..
وضعتها أمام مرآة جميلة وأدوات زينة عديدة لم تفقه منها شيء وبدت أمام أولات النسوة وبنات عمها مجرد شاب وبشنب أيضاً...
"ما هذا؟ هل تنوين طلاء غرفة الفندق؟"
ضحكت المصففة وخبيرة التجميل اللتان اتبعتاها على تعليقها حتى قالت بدور بترفع "كنت أعلم أن حظ خالد قليل بزوجته ولكن ليس إلى هذا الحد"
رفعت سَبنتي حاجب مغرور تقلدها ثم قالت باستفزاز وهي تمسح آخر دموع علقت في أهدابها "أنا جميلة أصلاً ولا أحتاج لسكينة من المعجون ولا أدوات سمكرة وفرشاة طلاء الألوان لتخدع عريس الغفلة"
دخلت نوة وهي تساعد شيماء للجلوس على مقعد مقابل مساعدة, لم يكن بسبب حالتها الخاصة وإنما مما فعلنه بها مستغلات كثرتهن على الفتاة المسكينة ثم هتفت "يسلم لقلب نوة الواثق من نفسه.. والآن هيا يا بدور استلمي تلك الجثة وناوليني الأخرى حتى أشطبها"
صرخت شذى صرخة حقيقية اعتراضاً وهي تقول "أنتِ يا بيئة, ما الذي تقولينه؟!"
شمرت نوة حتى منتصف ساعديها وهي تقول أمام نظرات سَبنتي المذعورة.. ومسامع شيماء المصدومة كما حدث فيها "بيئة ماذا يا مدام، أنا أسلم عملي على أكمل وجه واستلم القطعة تلو الأخرى على الفرازة"
وضعت شذى يدها على صدرها وهي تقول "قلبي.. قلبي سيتوقف.. منكِ لله"
بينما جاءت مريم تحمل بين ذراعيها طبق كبير عامر بالحلويات والموالح في آنٍ واحد ثم لوحت بقطعة كعك وهي تتربع فوق الفراش الذي يحتل نصف الغرفة وقالت بفم ممتلئ "قلبي معكِ يا سَبنتي, نصيحتي لكِ اقفزي من النافذة قبل أن يتسلمكِ (المعلم إعصار)"
خبطت بدور جبهتها بعنف وهي تتمتم ساخطة "يا إلهي, ما هذه المهزلة؟!"
بينما تحررت سَبنتي من تخشبها وهي تفزع نحو شيماء التي ما زالت مصدومة تحدق في اللامكان بلا هدف "ما الذي فعلنه بكِ.. شوشو حبيبتي أجيبي؟!"
تمتمت شيماء بنفس الذهول "أشياء بشعة للغاية لا يمكنكِ أن تتخيليها من كثر قسوتها وقبحها.. لا أحبذ تذكرها لكني أعلن كرهي لإعصار ولنزار سوياً"
عبست بعدم فهم وهي تقول "هل كان نزار معها؟!"
احمرّ وجه شيماء بشدة وبدأت بفرك يديها وهي تهتف بحنق مختنق "معها أين أنتِ الأخرى؟" سألت بنفس الجهل "ما دخله إذاً؟"
سحبتها نوة عنوة وهي تقول بوقاحة "ستعلمين ما دخله بالأمر فور انتهاء حمامكِ يا عروس"
صرخت سَبنتي بخوف وهي تستنجد ببدور وقد خيل للجميع وليس لها فقط أن نوة بتلك المسكة وهذه الملامح الشريرة كأولات الدايات الشريرات اللاتي يظهرن في الأفلام العربية القديمة..
"بدورات لا تتركيني لها.."
لم تتحرك بدور من مكانها وهي تأمر نوة بترفع وصوت رخيم قوي يزلزل قلوب مئات الموظفين "أتركيها حالاً يا نوة وكفي عن لعب هذا الدور"
ولكن نوة لم تكن أحد موظفيها وأيضاً لن تتخلى عن هذا الدور المسلي إذ قالت بشرر وهي تسحب سَبنتي للخارج نحو حمام البخار المجهز بكريمات ومعطرات خاصة "إن لم تخفضي أنفكِ المتكبر هذا, أقسم يا بدور سأسحبكِ قبلها فأحممكِ بنفسي إذ أنكِ تبدين كمن لم يخضع لهذا الأمر منذ سنوات"
حسناً هي ليست باردة طوال الوقت فلتترك جنون النساء يتحكم فيها إذ أمسكت علبة كاملة من المكياج وضربتها نحوها وهي تصرخ فيها بوقاحة "أنا أفعلها لنفسي وللاهتمام بأنوثتي، وليس من أجل إغراء أحمق يا سيدة إعصار"
"الحمد لله أني ضحكت على عقل الرجل وأتممت زواجي منه سراً قبل أن أعرفكن وأتعرض لهذه المهزلة"
نظرت جميع العيون بذهول لتلك الوقحة التي تتربع على السرير مرتدية بنطال هابط الخصر وبلوزة بحمالات كاشفة نصف بطنها الذي تكور بتحدب يفضح ما تخفيه.. رفعت شذى كفيها تبتهل بخشوع حقيقي وهي تقول "رباه أتوسل إليك مرر هذا الزفاف على خير قبل أن يتسببن في قتلي بذبحة"
قالت مريم بعدم اهتمام "الذبحة لا تقتل والثور حبيب أختكِ أقوى دليل على هذا.. قلب الراوي للأسف قويّ ومحارب بالفطرة"
وقفت شذى من مكانها تضرب الأرض بحنق قبل أن تخرج من المكان وهي تقول "أنا لن أنتظر مع هذه البلهاء دقيقة واحدة"
بينما ظلت تنظر إليها بدور بحاجبين مرتفعين مما دفع مريم لأن تقول ببراءة زائفة "ماذا الآن"
قالت بدور بابتسامة ملتوية "أفكر في أن أجعل نوة تسحبكِ بعد سَبنتي، ثم استدعي المسكين الذي يعتقد أنكِ تمرين بنوبة اكتئاب يا حرام ليكتشف البلوة التي تحتفظين بها لنفسكِ.. وبعدها..."
طرقعت بأصبعيها في الهواء علامة على التهديد مما جعل مريم تشرق بطعامها..
استدارت بدور تاركة إحدى الفتيات العاملات تهرع إليها مانحة إياها كوب ماء وهي تبتسم (لقد حذروها من التعامل معهن مصورين إياهن وكأنهن وحوش لا ترحم, متعجرفات لا يلقين بالاً للأقل منهن وضع اجتماعي لتكتشف أنهن كما الجميع مرحات مجنونات وإن كانت تلك "الفرسة" السيدة بدور تمتاز عنهن بهيبة وإجلال يسكن القلب دون أحقاد)

جلست بدور أمام شيماء تمسك بكفيها وهي تقول برقة "هل يمكن أن نبدأ في ارتداء فستانكِ, لم يعد هناك وقت وأنتِ ستكونين أول من تزف.."
حركت شيماء أصابعها في شعرها الأشقر الكثيف الذي يحاوطها كسبائك الذهب ثم همست "هل سامحتني فعلاً؟"
ساد الصمت للحظات، ولكم تمنت شيماء في هذه اللحظة أن يعود لها بصرها لبرهة, فقط لبرهة واحدةحتى تقرأ ما تقوله عينيها بصدق إلا أن بدور لم تطل عذابها عندما قالت بصوت أجش "هل كنتِ تحتاجينها فعلاً يا شيماء، حاجة روح غلبت نزعة الأخوة عندكِ؟"
قالت شيماء سريعاً بحرقة "لم يكن هذا دافعي فقط يا بدور.. ولكن كان هناك تهديد شديد باختفائها،أمر أكبر مني منعني من البوح إذ أني كنت أجهل مكانها, لا أملك لها حتى رقم هاتف, فكرت بعقليالمحدود إن أخبرتكِ لن أقدم لكِ إلا مزيداً من الأذية"
قالت بدور بنبرة غريبة "هل حدث وأن سمعتِ صوت ابنى ولو صدفة قط؟"
هتفت بحرقة "أبداً والله, مطلقاً, لقد رفضت بشدة,كانت خائفة مثلي تماماً أن يكشف راشد سراً"
أخذت بدور نفس مشحون مؤلم قبل أن تهز رأسها بتفهم وترفع يديها لتحاوط أختها بقوة شديدة ثم قالت بصوت أجش خافت "لقد نضجت مشاعريكفاية لأعاقب كل واحد على جرمه رافضة أخذ الأبرياء في طريقي لذا أنا غفرت لكِ ولها منذ زمن طويل"
حاوطتها شيماء بقوة ثم دفنت رأسها في كتفها وهيتبكي بنشيج ناعم "آسفة.. أنا آسفة"
أبعدتها بدور بلطف ثم أمسكت وجهها بين كفيها وهي تقول بحنان "كفى نكد أنتِ الأخرى, يكفينا المجنونة زوجة أخيكِ.. هيا لارتداء فستانكِ، ولنبتهج رغم كل أنف حاقد وحاسد وكئيب مثلكِ وصديقتكِ"
ضحكت شيماء بارتعاش قبل أن تستسلم ليدها متحركة معها لتبدأ أول خطوة حقيقية في طريق سعادتها وحياتها الجديدة..
************
"نضال"
التفت نضال ينظر إليها مشفقاً وهي تقترب منه تعدل من ربطة عنقه ثم قالت مدعية السعادة وهي ترسم ابتسامة واهية على شفتيها الناعمتين لم تبدد أبداً الحزن الصارخ في بنفسج حدقتيها "لا تنسىاتصل بي وأنت هناك وافتح الكاميرا و... أعنيأريد أن أرى أول إطلالة لها ..الزفاف ضخم مؤكد سيكون هناك زفة وسيسلمها راشد لزوجها.. و..."
أوقفها نضال عن الاسترسال ثم دون تردد كان يحتضنها بقوة مهدئ روعها عله يخفف الوجع الذيتعيشه.. همست جوان من على صدره باختناق"وجودك يغني، أنت وأنا واحد.. فقط أبلغها سلاميوبأني أتمنى لها السعادة أينما ذهبت.. لا, لا, إياك وأن تخبرها شيء عني, تمسك بأنك ما زلت تجهل طريقي"
نظرت إليها عفاف من بعيد بعينين مغرقتين بدموع الشفقة وقلب يغلي بالغيرة والرفض على ولدها من ماضيها.. إلا أنه بالنهاية غلبت طيبتها وقلب أمومتها المتفهم لما تعانيه..
قالت عفاف برفق "اتركيه يذهب يا جوان, لقد تأخر على صديقه، وأنتِ تعالي لترتاحي حبيبتي حتى لا تؤذي طفلكِ"
هزت رأسها موافقة قبل أن تشعر بنضال يضمها إليه بقوة أكبر يربت على ظهرها دافع إليها كل حنانه ثم همس "كل ما كنتِ تطمحين إليه أن تكون بخير،يكتب لها حظ أفضل من حظكِ.. لذا ادعي لها بالتوفيق"
همست جوان متنهدة بعذوبة داخل صدره "لا أحد يملك حظ كحظي بك، أنتَ نعمة الله عليّ وتعويضيبعد طول عذاب"
قبل نضال جبهتها، ويده تمتد تداعب بطنها الذيتكور ثم قال "والآن ركزي مع هذا الطفل.. لا أريدكِأن ترهقي نفسكِ"
زفرت بارتجاف وهى تهمس "وكأن الأمر بيدي يا نضال"
لمس وجنتها بسبابته وهو يقول بهدوء "تستحق منكِهذه التضحية بعد ما فعلناه بها, أليس كذلك؟"
أومأت باختناق دون أن تغادر دموعها الجفون وهيتكرر كمن يريد إقناع نفسه "نعم.. طبعاً حتى لو كلفني هذا الكثير وأحرق فؤادي.."
ظل نضال مكانه ينظر إليها بتفهم وحنان عاجز عن تركها حتى قاطعهم رنين جرس الباب.. مما جعله يدفعها بهدوء وهو يقول "اذهبي للغرفة, ملابسكِ غير لائقة"
لم تجادله رغم أنها ترتدي جلباب بأكمام واسع ومريح كانت ابتاعته لها عفاف من أجل الحمل حيث أخبرتها أن ملابسها قد تخنق راحة الجنين, وجدت الابتسامة تتسلل إليها ببطء، من قلق حماتها الذيلا ينتهي رغم أنها منذ زواجها بنضال وكل ملابسها رغم أناقتها ورقيها إلا أنها لا تظهر منها إنش واحد وتمتاز بالطبع بأنها لا تصف منحنياتها...
"راشد بك ما الذي تفعله هنا؟!" نبرة الدهشة في صوت نضال جعلتها تستدير ببطء خارجة من باب غرفتها الذي خطته للتو تحدق من بعيد مصدومة في الرجل الذي يسد بضخامته باب شقتهم.. راشد الراوي ربما كان أقصر من نضال قليلاً إلا أن وجودهوحده كان يضيف هيبة ورهبة تلقائية في أي مكان يحل عليه..
"هل هذه أخلاق أولاد البلد، توقفني على بابك وتسأل عن سبب مجيئي بدل الترحيب بي؟!"
تجهم وجه نضال إلا أنه لم يجد بد أن يقول بجفاء "البيت بيتك سيد راشد تفضل"
خطى راشد للداخل وهو يقول بتهكم "نبرتك توحيبمدى سعادتك برؤيتي"
انحدرت نظرات نضال نحو جوان التي تحدق فيه بقلق ورهبة..
ثم التفت إليه وهو يقول من بين أسنانه "عذري معي"
قال راشد ببطء وهو يرفع نظره ملقياً بنظرة غريبة أجفلتها حد التراجع وهي تمسك ببطنها بحماية,عبس راشد وهو يتبين حملها, ألم تخبره أنها تعجز عن الإنجاب.. ولكن ليس هذا ما أزعجه على وجه الدقة بل خوفها منه لذا قال بصرامة "أنا لن أؤذيها يا نضال ولم أفعلها قبلاً"
تأفف نضال.. ثم قال بعصبية "اتركك منها، وانظر لي ماذا تريد؟"
قبل أن يجيبه كانت نظرة متشككة ومظلمة في عين عفاف تحدق فيها بالرجل حتى أنها كادت أن تلتقط أي شيء وتلقيه على رأسه "ما علاقة هذا الرجل بزوجتك؟" هتفت عفاف بدفاع وعصبية
مما دفع راشد أن ينظر لها بهدوء واحترام قبل أن يقول باستياء "آسف لاقتحامي المكان سيدتي..ولكن آخر معلوماتي كانت بأنكِ تعلمين أني عم ابنتها"
ارتخت عفاف, ارتخاء بسيط.. على الأقل هو ليس الكلب الذي ضحك عليها لكانت دون تردد شقت عنق ابنها قبل زوجته..
"مرحباً" قالت باقتضاب
ابتسم راشد بلطف متفهم ما تمر به متعجب من تقبلها جوان أصلاً بعد ما علمت إذ أن هذه الطبقة من المجتمع تحكمها الأعراف والتقاليد قبل الرأفة والعقل.. ولكن يبدو أن جوان حصلت على معجزتها الخاصة التي دون مجاملة تستحقها بعد ما لقته..
"ألن تضيفينني شيئاً سيدتي الجميلة، أنا جائع بصراحة وأي شيء من يديكِ سأكون ممتن جداً إذ أني نسيت أن آكل منذ الصباح وما زال أمامي يوم طويل"
تبدد تجهم عفاف وضحكت برقة مجاملة لغزلهالعفيف.. بينما رفع نضال حاجبيه باستهجان وتعجب وأمه تسرع نحو المطبخ وهي تقول بلهفة أمومية "طبعاً يا حبيبي، شرفت وآنست, دقائق وأحلى صينية طعام ستكون هنا"
نظر نضال في أثر أمه بذهول بينما تدلى فك جوان حتى أسفل قدميها بصدمة قبل أن يستدير كليهما إليه باتهام صارخ..
حك راشد طارف أنفه بإبهامه قبل أن يقول بابتسامة عابثة "ماذا, إنها سيدة بالنهاية تستطيع كسب ودها بمعسول الكلام"
قال نضال بغضب "وأنت ضاقت بك الدنيا بعد عزوفك عن الزواج كل هذا السنوات لتغازل أمي"
ضحك راشد بصوت أجش، قبل أن يقول بمرح "القلوب لا تسأل, لقد جذبتني طيبتها"
ولكن المرح لم يطل نضال الذي كرر بهدوء "ماذا تفعل هنا يا راشد؟"
قال راشد بلطف وهو يعود يحدق في وجه جوان بغموض "اكتشفنا خطأ بشع في دعوتك وكان يجب إصلاحه"
ساد الصمت لدقيقة قبل أن يقول نضال بجمود"تواجدي سيكون للوقوف بجانب صديقي خالد.. إن كنت تتحفظ على الأمر فأنا سأرفضه ببساطة..كما أنه لم يكن هناك داعي لقدومك, كنت أرسلت رسالة ستفي بالغرض بالرغم أني سأحذفها ولناهتم بها"
رفع راشد حاجب واحد مستهجن وصارم ثم قال ببرود "ألهذا الحد أنت تسيء الظن بي؟"
فرك نضال عينيه بأنامله بتعب قبل أن يشير لجوانبتجهم بالانصراف ثم قال من بين أسنانه "كلمة ورد غطاها.. ماذا تريد؟"
قال راشد ببرود وهو يشير لها بالبقاء بتسلط "تعديل دعوتك، ونظراً لعدم وجود وقت لإضافة اسمها أتيت لأضعه بخط يدي وتوقيعي بنفسي، إذ أن الحفل كما تعرف دون دعوة لن يدخله مخلوق"
شهقت جوان بقوة وهي تكتم فمها بيدها بينما ظل نضال ينظر إليه بغباء غير مستوعب ما يقوله، هل من حاربها بكل قوته ومنعها من تواجدها مع ابنتها وسلب حقها في التقرب منها خوف من فضيحة تطالهم هو بنفسه من يطالبها بالظهور علانية ويوم زفافها؟!!
"عفواً, ماذا قلت؟" هتف نضال أخيراً بتجهم..
بينما تلبست جوان الشجاعة وهي تقترب منه دون الخوف من النظر إلى عينيه مباشرة ثم همست "قل أنك لا تمزح، أنا لن أتحمل خذلان آخر أو التلاعب بمشاعري"
قال راشد بهدوء "لا أعتقد أني تلاعبت بكِ يوماً يا جوان.. كلامي معكِ دائماً كان ثابت وواضح وفياتجاه واحد"
كانت قد وصلت إليه ووجدت نفسها تمسك في ذراع زوجها بقوة مستمدة منه صمود تحتاجه وهي تقول بهشاشة "وما الذي غير رأيك، هل أصبحت فجأة لن أمثل خطر عليها"
فتح راشد كفيه أمامها بقلة حيلة ثم قال "لن أجاملكِخطرك ما زال قائم، لا بل خطر مجتمع لا يرحم سيغتالكِ قبلها، لن يسمح لكِ بالسعادة, بالتكفير عن ذنبكِ ونيل غفرانكِ أما هي ستموت قهراً يا جوان...ولكن..."
صمت أمام عينيها الدامعتين وملامحها التعيسة ثم قال بخشونة رغم إجهاده "يوم أخذتها منكِ وعدتكِوأقسمت بأن أحميها بروحي من كل أذى يمسها، وبُعدكِ عنها بطريقة ما أصبح أذى يغتال البقية منها.. إن كان وجودكِ معها في يوم كهذا سيعيد ليصغيرتي، سيمنحكِ أنتِ شيء عادل أكفر به عن ذنب لم أكن مرتكبه ولكنه أصبح حمل ثقيل يجثم فوق صدري.. فأنا مستعد لأتوسلكِ لتأتي وتبقيبجانبها اليوم"
ترقرقت عينا جوان بالدموع ثم كممت فمها من جديد بكلا كفيها علها تخفي نشجيها المتقطع، حتى أفلت عقال كل شيء وهي تنفجر في البكاء بحرقة لاجئة لوطن زوجها الرحب محتمية فيه..
قال راشد بتوتر "لم أتي لأذيتكِ أنتِ و.. إحم الطفل.."
هزت رأسها داخل صدر نضال بلا معنى دون أن تواجهه..
همس راشد دون صوت لعيني نضال الذي ينظر إليه بعدة مشاعر مختلطة تتصارع بداخله امتنان..غضب.. وبهجة "مبارك تستحقه"
ابتسم نضال بهدوء ثم أومأ له شاكراً...
أتت عفاف أخيراً تتأرجح بحملها وجسدها المكتنز في مشية أشبه بالبطريق ثم سحبت جوان من بين ذراعيّ نضال عنوة وقالت بجفاء مصطنع "أنتِ يا بومة نغضبكِ تبكين، نسعدكِ تبكين.. ماذا نفعل لنراكِ تضحكين ولو لمرة واحدة من باب التنويع؟"
قالت جوان بحرقة مغتاظة "أنا لست بومة"
"بل أنتِ بومة ونواحة"
"وما نواحة هذه؟"
"يا رب ستقتلني ناقصة عمر، تركتِ الندب وبدأنا فصل البلاهة"

كور راشد قبضته يكتم بها فمه مانع ضحكته من الجدال الذي يدار على مقربة منه.. فقال نضال وهو ينظر إليه بتسلي "اضحك ولا تهتم, لقد بدأتا لتوهماواحتمال أن تستمرا حتى نضيع العرس"
تنحنح راشد قبل أن يتوجه لطاولة الطعام ويشرع في تناول أول لقمة بجوع شديد كمن لم يرى الطعاملأيام..
جلس نضال أمامه يجبر نفسه على الأكل مجاملة,غير متعجب من تقبله الأنواع البسيطة التي قدمتها والدته على عجل من نوعين جبن وباذنجان مقليوبيض مقلي.
قال نضال بهدوء "العادات القديمة يصعب الإقلاع عنها"
تناول راشد بيده متجنباً الشوكة التي وضعتها عفاف كنوع من التقديم الجيد ثم قال "لا دخل للطعام والشراب بتحديد مكانتك.. ولكن لن أخبئ عليك من يوم تركك لي وأنا لم أذهب لأي مكان بحرية، لن يتفهم أحد جموحي أنا وخالد أو ميلنا لعيش حياة طبيعية كما البشر"
هز نضال رأسه بتفهم قبل أن يقول بخفوت وهو ينظر لجوان التي تحدق فيه بترقب إذ أنه لم يقل كلمته في قبول دعوة راشد.. لقد تعلمت درسها ولا تنويالمخاطرة بكسبه بأي صورة, تعلم أنه لن يرفض إلا أنها ستنتظر قراره..
"وكيف تنوي إخفاء الشبه بينهما, أليس هذا أكثر ما يرهبك؟"
تناول راشد رشفة من كوب الشاي الذي قدمته عفاف ثم قال ببساطة "أولاً لا أعتقد أن الوقت قد فات لانتقاء فستان جيد لها, أليس كذلك؟"
قال نضال من بين أسنانه "لا أحتاج لشفقتك, أملك بحمد الله ما يشتري لها محل كامل وليس مجرد فستان"
هز راشد كتفيه بلا انزعاج ثم قال "سوء النية دائماً ما يطفو, لم أقصد أن ادفع لها شيء فأنا لا أمشيأوزع مالي على أحد"
عبس نضال وهو يقول بضيق "ماذا تقصد.. إذاً؟"
مضغ قطعة خبز أخرى قبل أن يقف من مكانه يمسح يديه في منشفة لطيفة خمن أنها مصنوعة يدوياً من خلال ورد التريكو الذي يتخللها ثم قال"أعني أن الأمر بسيط وأنت ذاهب لانتقاء فستان لها.. اذهب لأي صيدلية واطلب عدسات لاصقة بلون مختلف وهي طبيبة ستعلم مؤكد النوع الجيد الذي لن يضر بها.."
حدق فيه نضال للحظة قبل أن يعقد حاجبيه وهو يقول بتعجب "كيف لم تخطر على بالنا هذه الحيلة من البداية"
قال راشد ببساطة "أصعب الحلول تكمن في أبسطها، إلا أن عمى بصيرة القلوب يضللنا عنرؤيتها"
ظل نضال يحدق في كليهما بنظرة غريبة حتى قال أخيراً وقد حسم أمره "اعتقد أن اقتراحه جيد, هيااذهبي سريعاً, لم يعد هناك وقت لاقتناء ثوب يليق بكِ"
تهللت ملامحها كطفلة وكادت أن تقفز من فرط سعادتها ولكن الحمد لله أنها لم تبكي مجدداً...
بينما اقترب راشد نحو عفاف يرفع يدها أمام عينيها الذاهلتين وقبّلها.. سحبت عفاف يدها سريعاً وهيتداري وجهها في طرف حجابها الأسود الشفاف وضحكت ضحكة رائقة وهو يقول "تسلم يدكِ.. لم أتذوق طعام شهي بهذا الشكل منذ زمن"
اسند نضال كوعه فوق ذراعه وظل يقضم أظافرهوهو يشاهد بداية قصة "العشق الممنوع" بامتعاض..
وعفاف تقول بخفر "لم تأكل شيء يا ولدي، على كل حال هذا ليس مقامك تعال غداً سأعد لك وليمة"
قال راشد مغازلاً "نظرة الارتياح في وجهكِ بألف عزيمة"
هنا تدخل نضال وهو يقول "هل آتي بكوبين ليمونوقيثارة لأعزف لكما لحناً أم أذهب من هنا حتى لا أزعجكما؟"
وقف راشد وتحرك نحو الباب وهو يقول باستفزاز"أجلهم للمرة المقبلة.."
بينما نهرته عفاف وهي تقول "اصمت, يا عيب الشؤم عليك"
قبل أن ينصرف راشد وقف عند الباب بتردد حتى قال أخيراً بهدوء "سأكون ممتن جداً إن أتت السيدة عفاف معكما يا نضال، دعوتك معدلة ومفتوحة بتوقيع مني لكل من ترغب في إحضاره معك"
أومأ نضال بامتنان موافقاً قبل أن ينصرف راشد مغلق الباب خلفه وظهرت جوان مرتدية أحد ملابس الحمل وهي تقول بعجل وترقب "أنا جاهزة"
ظل نضال ينظر إليها طويلاً, طويلاً جداً حتى دب في قلبها القلق ثم قال أخيراً بصوت رخيم حازم"أعتقد بأنه قد حان وقت ارتداءك الحجاب وحجب حسنكِ عن الأعين يا جوان"

يتببببببببببببببببببببببب ببببببببببببببببببببببببب بببببببببببببببببببببع الان

:08 4:


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 12:44 AM   #5525

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

تابع الخامس والاربعون المشاركة الثالثة
وهلَّ المغيب أخيراً ملون السماء بلون أحمر ليس غضباً وإنما سحراً، يظلل على الساحة الكبيرة جداً المطلة على أهرامات الجيزة لتزيد بعبق التاريخ مشهداً حيّ لقصص حب كللت بالحلال، وبدأت بعد طول فرقة وعذاب.. ناشرة بذور النرجس والفل وعبق الأقحوان مع الأضواء المتلألئة بتنظيم ريشة فنان... لقد كان الفرح مقام في قاعتين داخليتين مفتوحان على حديقة غناء هندست بعض أشجارها بشكل فارسين يركبان صهوة الجوادين.. كما تدلت ‏الثريا الفخمة من داخل القاعتين حتى منتصف الحديقة.. كما نشرت بالونات تدرجت بين اللون الأحمر والأسود مطبوع عليها رسمة الدعسوقة ذات العينين المشاغبتين..
أما عن الطاولات المنتشرة هنا وهناك في دوائر كسيت بمفرش من الحرير المخملي وتوسطها مجسم شلال صغير يعلوه عصفورة من الكريستال تفرد جناحيها في استعداد للتحليق لأعلى وفي أسفل الشلال وعلى ما يحاكي ضفة مثله كان هناك أشجار صغيرة مجسمة ينتشر عليها كائن الدعسوقة الذي زاد الأخضر جمالاً...
كل من بدأ في التدفق للحفل كان مبهور منقطع الأنفاس، ماحياً من عقله السخرية الطفيفة عندما تلقوا بطاقات الدعوات التي كانت متعددة الأشكال والأحجام, بعضها كان كورق البردى، وأخرى كانت ملفوفة في صولجان لتفتح فتجد كروت الدعوة مطبوع عليها رسومات كرتونية لحشرة الدعسوقة والبعبع "شلبي سولوفان"
وأخرى كانت من كرستال مماثل للدعسوقة أيضاً أو عصفورة مع فارس همام... الدعوات كانت مبهجة ومضحكة بينما الدخول لحفل الزفاف الذي نظم بحراسة عالية ووفر كل سبل الراحة للمدعوين حتى أنهم وفروا بعض المستخدمين لركن السيارات بأنفسهم.. القاعات كانت من عجب العجاب... حقاً..
****
بالأعلى كن جميعهن أنهين استعدادهن وبدون في أجمل طلة.. ولكن لم يسمح الوقت للأسف لترى العروستان بعضهما..
لم تكن سَبنتي قد أنهت ارتداء فستان زفافها بعد عندما قفزت معترضة وهي تقول "أريد رؤية شوشو حالاً"
تنهدت بدور بتعب قبل أن تقول بهدوء "حسناً دقائق وتعودين لارتداء فستانكِ, لم يعد هناك أي وقت، الحفل سيبدأ خلال ساعة"
أومأت موافقة قبل أن تلتهم المسافة حتى وصلت إليها..
كانت شيماء تقف بفستانها الضخم للغاية أمام النافذة متوترة خائفة وهشة للغاية.. هتفت سَبنتي بعينين تدوران بإعجاب وهي تتأمل ظهر الفستان المحتشم الذي أسدل عليه طيات شعرها الأشقر اللامع في حلقات حلزونية متخللة إياه ورود زرقاء صغيرة أسرت النفس، فبدت سيدة الحسن والجمال "شوشو"
التفت إليها شيماء بتمهل وهي تفرك يديها بتوتر, عيناها تدوران في محجريهما دون ثبات، أكملت سَبنتي تأملها بانبهار, كان الفستان بأكمام قصيرة يتهدل عند كتفيها مظهراً بشرة كتفيها الذهبية الرائعة يحتضن قدها بتملك بقصة صدر محتشمة تغري دون أن تظهر شيئاً, يضيق عند خصرها ثم ينتفخ مرة واحدة هابط لأسفل في طبقات من الحرير والدانتيل المشغول يدوياً وقد طرزت أطراف ذيله باللون الأزرق كموج البحر بينما الخيط المستخدم فيه كان يضوي عاكساً على الفستان كنجوم السماء التي تضيء عتمة الصحراء "أبدو سخيفة؟"
قالت سَبنتي بصدق سريعاً "بل أنا من سأبدو سخيفة جوار بهائكِ"
حكت رأسها بتوتر وهي تقول بنبرة من يوشك على البكاء "لا تجاملي, ظننت أنكِ من ستخبرينني الصدق"
اقتربت منها سَبنتي وهي تحدق في زينتها الهادئة مرجحة الأناقة للألوان البسيطة وتعمد الخبيرة تزيين عينيها دون مبالغة لتظهر جمالهما الطبيعي, إن شذى من اختارت طلتها وقد وفقت فوق المعقول..
"أنا ما كنت لأسمح أن أجعلكِ تظهرين للناس لو فيكِ خلل واحد"
همست شيماء وانفعالها يهدأ قليلاً "كيف أبدو لكِ، صفي لي فستاني؟"
قالت بحيرة" لا أعرف كيف سأجد وصف يوفيه حقه، لقد أجادت بدور الاختيار"
حكت جبهتها بتوتر ثم قالت "أعرف طبعاً أنها أفضل من ينتقي ما يليق بي ولكن أريد أن أعرف شكله"
"ألم تصفه لكِ؟"
قالت شيماء بنبرة بؤس "فعلت, إلا أني أريد أن أرى انعكاسه في عينيكِ أنتِ فأشعر بالرضا أني رأيته"
همست سَبنتي بمشاعر مفعمة "شوشو.."
خبطتها بنزق في أول جزء طالته منها وكان صدرها ثم قالت بعبوس "لا تقلبيها دراما"
ضحكت سَبنتي إلا أن نظرة الحزن لم تفارقها ثم قالت أخيراً "قمر يتجلى منير عتمة البشر.. أما الفستان فهو أسطورة تليق بأميرة حقاً ودون مجاملة"
انكمش كتفا شيماء بخجل شاعرة بالرضا أخيراً..
قبل أن تقطع نوة اجتماعهما وهي تقول "هيا يا سَبنتي اذهبي من فضلكِ، واتركيني لأطعمها شيئاً قبل أن يستلمها عريسها"
هزت سَبنتي رأسها بنفي قاطع قبل أن تأخذ منها طبق الطعام ثم تشرع دون مجادلة في إطعامها بنفسها...
ما أن قربت منها الشوكة حتى ابتعدت شيماء معترضة وهي تقول "لا أستطيع، لقد فقدت شهيتي"
إلا أن سَبنتي عاندتها وهي تزجها بين شفتيها بعنف ثم قالت "بل ستأكلين الطبق كاملاً، أنتِ لم تتناولي شيئاً منذ الصباح والسيدة نوة لتوها تذكرتكِ"
قلبت نوة عينيها بملل ثم قالت بخبث مغيظ "كان لديّ مهمة قومية أهم من إطعامها.. حيث كنت أجهز لأخي حبيبي (بطته الخاصة) ليتناولها"
توردت سَبنتي بالأحمر القاني وهي تقول بتهور "أنتِ.. قليلة أدب"
شهقت شيماء بقوة وهي تهتف معاتبة إذ أن نوة دائماً ما مثلت لهم مقاماً كبيراً لا يمس "سَبنتي، هل جننت؟!"
ولكن نوة لم تنزعج بل خرجت من الغرفة ضاحكة, مبتهجة, زاهية بفستانها الأسود اللامع والجميل وحجابها السكري من المخمل أما زينة وجهها فكانت بسيطة معتدلة أظهرت بشرتها البيضاء بنعومة وعينيها الملونتين المشابهتين لعيون شيماء ووالدتها...
"لن أحب نوة بعد اليوم"
سألت شيماء بخجل "ماذا فعلت معكِ؟ هل أصرت على دخولها الحمام معكِ؟"
عبست سَبنتي وهي تقول معترضة "تتجرأ وتفعل لكنت كسرت رأسها ورأس أخيكِ.. لقد وقفت بالخارج وظلت تناولني أشياء عجيبة أمرتني باستخدامها"
مطت شيماء شفتيها بحنق ثم قالت "إذاً كرهها حصريّ لي، لقد دخلت معي المتسلطة قليلة الأدب"
ضحكت سَبنتي بضجيج مزعج وهي تقول من بين أنفاسها "أنتن أخوات........... بلا أخلاق نهائياً"
سحبت شيماء المعلقة بحنق ثم رمتها بها دون تردد.
************
‫بعد نصف ساعة كانت الأعين تعلق على العروس التي انتهت زينتها وارتدت فستانها للتو بحالة من البلادة والصمت التام مما دفع سَبنتي للارتباك وهي تقول "هل أنا بشعة لهذه الدرجة؟!"
همست أحد الفتيات التي كانت تساعد خبيرة التجميل في زينتها "ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ربنا يحفظكِ من العين، نحن احترنا أصلاً ماذا قد نضع لكِ فيخفي جمالكِ ولا يظهره"
عضت طرف شفتها بخجل وهي تهمس "شكراً لكِ"
إلا أن الارتباك لم يغادرها وهي تنقل عينيها في وجوه أخواته الصامتات حتى قالت شذى أخيراً صادمة إياهن "أفكر في كيف سيتحمل سيد (حلالي) حتى انتهاء الزفاف.. أرجو أن لا يختطفها ويتسبب لنا بفضيحة"
ضربتها بدور بمرفقها في بطنها وهي تقول من بين أسنانها "توقفن, الفتاة ستبكي من أقل همس"
قالت نوة "بكيزة محقة على فكرة"
نظرة إليهن سَبنتي بتجهم ولم يعجبها حديثهن الجانبي..
بينما بدأت الفتيات في الانسحاب تاركين العروستين في عهدة أخواتهن.
بعد دقائق أخرى رفضت إحداهن الإفصاح عن رأيها فيها متحججات أن أول وصف ونظرة من حق خالد بك "تباً له.. تباً له.."
ويبدو أن أفكارها تمردت عندما قالت بدور بحاجب مرتفع "هل (تباً) هذه لخالد؟"
قالت بوضوح "نعم, لكم أكرهه في هذه اللحظة"
ردت نوة ببساطة "هذا طبيعي, ليس هناك عروس في العالم لم تكره زوجها ليلة الزفاف"
فركت شيماء يديها مجدداً علامة على الاضطراب ثم قالت بصوت ضعيف "هلّا توقفتِ عن وصف هذه الليلة المريعة؟"
قالت شذى بلطف قاصدة تهدئتها "شوشو انسي كل ما تفوهن به الحمقاوات قاصدات بالضبط إرهابكِ وسَبنتي، هذه ليلة العمر حبيبتي مع شاب تحبينه.. نزار لن يؤذيكِ ولن يأخذ منكِ أكثر مما تمنحينه"
"أتمنى هذا"
تخضبت وجنتي سَبنتي بالأحمر القاني قبل أن تهمس بخفوت شديد "أليس لديكِ أي نصيحة لتمر هذه الليلة السوداء على خير؟"
نظرت لبدور بتوسل لتكون هي المجيبة إلا أن بدور قالت ببرود "أنا آخر شخص بالعالم قد يمنحكِ نصيحة لهذه الليلة حبيبتي"
قالت بصوت يكاد لا يسمع من شدة الخجل بينما الأختين الجميلتين ما زالتا تراقبان بتسلي "لماذا؟ ألم تمرى بها كجميع المتزوجين؟"
انحنت بدور قليلاً ساندة ساعدها على ساقيها المتشابكين فوق بعضهم ثم قالت بتهكم "هل تريدين مني إخباركِ كيف تستفزينه وتثيرين جنونه بدل من امتصاص غضبه فيحطمكما سوياً؟!"
صفرت نوة قاطعة الحديث وهي تقول "حسناً, شكراً لمداخلتكِ العظيمة يا بدور, الآن ضمنا ضياع الشابين المسكينين"
وجدت بدور نفسها تبتسم رغم كل شيء والغريب أن الحديث في الذكريات لم يعد يحزنها.. ربما يزعجها, يغضبها ولكن لا حزن طاغي يسكن القلب مصيبه بعلة..
قالت نوة أخيراً بجدية "انظري حبيبتي لن تجدي إلا نصيحة واحدة جميع نساء الوطن العربي أخبرن بها بعضهن من جيل لجيل, تسلم كسر حربي خطير، والحمد لله ها نحن نمر منها بسلام ونتكاثر كالجراد"
تكللت ملامح سَبنتي بالتقزز إلا أنها سألت باهتمام "وما هي؟"
قالت نوة بهمس خطير كمن يخبرها عن سر الكون حقاً "اتركي زوجكِ ليتصرف، فهو الشيء الوحيد الذي هم (فالحين) فيه ويفعلونه بضمير ودون خطأ واحد"
قالت سَبنتي بإحباط "أكرهكِ يا نوة, لن أنسى لكِ هذا اليوم ما حييت"
بينما دخلت مريم أخيرا مقتحمة المكان بفستان أحمر طويل الأكمام طويل حد أن يترك ذيل لطيف خلفه بينما أحكمت شعرها الذهبي في تسريحة مرفوعة أظهرت عنقها الأبيض الطويل، وجعلت زينتها الأنيقة دون تكلف تنعكس عليها فتزيدها إشراقاً, لفت حول نفسها وهي تقول "ما رأيكن؟"
همسن جميعهن "رائعة"
تقدمت مريم تحشر نفسها بين أخواتها وهي تهتف بتألق "أنا سعيدة، حقاً هذه أول مناسبة أحضرها وأشعر بأني جزء منها"
قالت بدور بهدوء "لأنكِ جزء منها فعلاً يا مريم"
ارتسمت ابتسامة على فمها سريعاً ما اختفت وهي تمسد بطنها الظاهر من ثوبها الذي يلفها لفاً "حملي ظاهر, أليس كذلك؟"
قالت شذى مازحة "إن وصلت الأمور للمشفى أخبرينا فقط وسنكون جميعاً بجواركِ وينتهي الزفاف هناك ككل مناسبة لدينا"
"أفهم من هذا الإجابة بأنه نعم" قالتها بإحباط مضحك..
حتى خبط الباب أخيراً وقد أتت منظمة الحفل تخبر شذى أنه حان وقت إطلالة العروس الأولى والتي لم تكن إلا شوشو..
صارعت سَبنتي لتضع سماعة غير مرئية داخل أذنها وهي تقول "لا تخلعي هذه لأي سبب, سأكون معكِ خطوة بخطوة.. شيماء هذه ليلتكِ لا أريدك ضعيفة أو خائفة بل قوية ترفعين رأسكِ بكبرياء, أتفهمين؟"
أومأت قبل أن تحتضنها بقوة ثم استسلمت ليدي نوة وشذى ليضعن اللمسات الأخيرة بينما سحبت بدور سَبنتي جانباً بعيداً عن الجميع ثم تناولت من المشذب ذاك "المعطف النسائي" الأبيض الذي كان قد طلب خالد تفصيله لها خصيصاً حتى يداري فتحات الفستان ذي الحمالات الرفيعة والصدر العاري..
لحسن الحظ أن سَبنتي بطبيعتها لا تحب أن يظهر هذا الجزء بالذات من جسدها لذا لم ترفض الفكرة بل رحبت بها ..استدارت بدور ورائها تساعدها في ارتدائه ثم قالت بخفوت "سأكسر عهدي لخالد وأخبركِ بأنكِ تبدين (كعقيق النار)"
نفخت سَبنتي نفساً متقطعاً وهي تنظر إليها بدورها في فستانها الملكي.. لم تصدق أنها ارتدته إذ أنها لآخر لحظة كانت تتشبث برفض فكرة النظر إليه حتى.. إلا أنه عندما كان مرفوع على مشذب شيء وعندما ارتدته هي بكل جمالها وسحرها الخاص كان أمراً آخر..
"وأنتِ تبدين أجمل واحدة فينا"
وقفت بدور أمامها و فستانها الضخم يصدر صوت ناعم مميز حولها ثم قالت بهدوء "ليس لهذه الدرجة.. أمممم لقد نسي الأحمق أن يطلب شيئاً مميزاً لنغلق به جانبي المعطف"
قالت سَبنتي "ليس مهم, استخدمي أي مشبك من مشابك حجاب نوة"
تركتها بدور ثم توجهت نحو الخزينة الخاصة في الغرفة والتي كن يضعن فيها مجوهراتهن التي ارتدينها ثم عادت بعد برهة تحمل بين يديها علبة مخملية وفتحتها ملقية بها على الفراش خلفهما وهي تقول بخفوت "لن أقبل بهذا"
أمسكت سَبنتي يد بدور بقوة وهي تقول بأنفاس تتسارع "ما الذي تنوين فعله؟"
ابتسمت بدور بمهادنة قبل أن ترفع وجهها بكبرياء وهي تقول بترفع "أعيد الحق لأصحابه"
تقوس فم سَبنتي بقسوة وهي تقول "هذا ليس حقي، تعلمين القواعد"
قالت بدور بصوت أجش بعد فترة من الصمت "القواعد التي نصت منذ سنين طويلة أن أول حفيدة ترث هذا "البروش".. وإن لم تولد حفيدة داخل المنزل فيورث لزوجة الابن الأكبر.. وكل من يقع نصيبها معه تكن مجبرة لتسليمه لمن تليها.. وبحق هذا القانون الذي يجري بيننا منذ أكثر من مئة عام أنتِ الوريثة الشرعية له"
همست سَبنتي بصوت خافت فاقد الحياة "أنا لا أحمل أي شرعية، تعلمين هذا جيداً، هذا ليس من حقي"
أمسكت بدور ذقنها رافعة إياه لتواجهها وهي تقول بنبرة أنثوية رخيمة "زوجة عمي تركته لزوجة راشد متحايلة على وصية جدتنا الكبرى، وعمي منحه لي عندما تم عقد قراني آملاً أن تكون ابنتي أول حفيدة للعائلة فأمنحه لها.. لكن جميعهم كانوا من الظلم أن يقروا أن هذه الحفيدة موجودة فعلاً تتنفس بيننا, ومن حقها أن ترثه كما وصية الأجداد"
اغرورقت عينا سَبنتي بالدموع وهي تنظر إليها عاجزة عن قول شيء.. فتحت بدور "البروش" أخيراً والذي كان على شكل نمر شرس يفتح فمه مخرج نابين مصقولين من الألماس الحر.. ثم قالت وهي تغلق به معطفها الرقيق "أنتِ أول حفيدة، لا أهتم بكونكِ شرعية أم لا.. وزوجة خالد الراوي فارسنا الغالي.. لذا سأخبركِ بما همستِ لشيماء لتوكِ ارفعي رأسكِ وتألقي بالكبرياء.. نوركِ دائماً كان مقيداً بالخوف، والآن حان وقت خروجه لتتألقي"
هتفت سَبنتي بعاطفة مشحونة قبل أن تجد نفسها تتعلق بين ذراعيها بقوة, ضمتها بدور بدورها وهي تقول بمرح مدعية البرود "حسناً ليس لهذا لحد، أنا بالكاد أتعامل مع كل هذه العواطف دون أن أهرب من بينكن بمعجزة"
ابتعدت عنها سَبنتي تمسح دمعها بعنف وهي تهمس بضراوة لم تفهم بدور أسبابها "أنتِ لا تفهمين ماذا الذي عناه هذا ومنكِ أنتِ خاصة"
ابتعدت بدور عنها خطوة وكتفت ذراعيها على صدرها قبل أن تقول بهدوء "بلى أعرف يا سَبنتي، لذا قصدت أن أعطيه لكِ هذه الليلة بالذات"
*********
بعد دقائق أخرى وقف خالد أمام باب الغرفة في استعداد لاستلام شيماء بينما عيناه ترنو ولو للمحة بسيطة من معذبته إلا أن أخواته وقفن كحاجز صلب بينهما.. مما جعله يتأخر ساند قدمه على الحائط خلفه مطرق الوجه وينتظر شقيقته..
كانت منى تتقدم أخيراً يتبعها حفيداتها اللاتي تألقن في أثواب بيضاء جميلة كوصيفات للعروس يحملن بين أيديهن باقات من الورود..
وقفتا ليم ولوليا أولاً تقودهما من الأمام غنوة بينما وقفت أمام غنوة تمسك في يدها قفص لعصفورين ليبرتا التي ارتدت فستان أبيض ضخم وبذيل طويل كما (أمرت والدها).
كانتا ليم ولوليا تتغامزان ضاحكتان على تلك المتسلطة الصغيرة بينما نهرتهما غنوة بجدية شديدة وهي تهمس "التزما بقواعد اللياقة وما هو مطلوب منكما ولا تشتتا الصغيرة فهي أهم دور فينا"
امتعضت ليم كالمعتاد بينما لوليا تقبلت نصيحتها بكل رضا..
خرجت شيماء أخيراً من الباب تتهادى في فسانها الضخم ..
أنزل خالد قدمه ببطء ينظر إليها مشدوهاً بينما اقتربت منى سريعا تأخذها بين ذراعيها تضمها إليها بقوة تهتف من بين دموع السعادة والشكر لله "مبارك حبيبتي, وفقكِ الله وسدد خطاكِ وجعل حظكِ من الدنيا أفضل منا جميعاً"
"ماما"
همست منى بعاطفتها الفياضة "ماما بجانبكِ أبداً وطوال العمر حبيبتي"
تقدم خالد يأخذ بيد أخته معلقها في ذراعه وتقدم بها خطوتين وهو يساعدها في حمل فستانها.. حتى توقف أمام المصعد الذي سيأخذهم لممر خفي حتى يصلوا للمسرح الذي يفترض أن تطل منه ويسلمها لعريسها...
نظر إليها متمعناً, متملكاً للحظة قبل أن يهمس بصوتٍ خفيض "أرغب في أخذكِ لمنزلنا وحبسكِ هناك يا عصفورة ضارباً زوجكِ من جديد وليريني ما سيفعله وكيف سيسلبكِ منى؟"
قالت نوة خلف ظهره بتهكم "ليتك تفعلها وهكذا يجد راشد حجة وينزع (حلالك) منك"
تجهم قليلاً حتى همست شيماء برقة ونعومة "لن يسلبني أحد, ستظل أنتَ فارسي المفضل"
فتح باب المصعد وساعدها خالد أولاً في الدخول ثم جاورها وهو يقول بمرح "إلا أني لست أميركِ يا عصفورة.."
صوت مزمار وموسيقى ملكية صدحت في أرجاء القاعة الداخلية.. بينما أظلمت تماماً ولم يبقى إلا ضوء متنقل بين الأخضر والأزرق يتبدل خلف المسرح الواسع..
وصوت حوافر حصان حقيقي كان يجر عربة على شكل يقطينة مزينة بالورود والنرجس بزغت من وراء هذا الحاجز الذي شكل على هيئة قصر.. كان خالد يمشي بجانب العربة باسماً بتحفظ حتى وقفت أمام بوابة تنزل منها درجتين أوقف الجواد وساعدها لتهبط من العربة متأبط ذراعها.. التوتر كان يلوح عليها بشكل عاصف وهي تتمسك في خالد كالغريق المتعلق بقشة داخل بحر هائج.. شد خالد على كفها بقوة ثم همس بصوتٍ رزين "أنا معكِ وفي ظهركِ, لا تخافي..."
وما لم يدركه أنه تحت طيات شعرها الكثيف كانت سَبنتي تهمس لها مشجعة "أنا معكِ خطوة بخطوة، أراقبكِ مع بدور من مكانٍ خفي.."
"حقاً؟" سألت بلهفة اعتقد خالد أنها تستفسر عما يقوله فابتسم بثقة وهو يقول "وهل تشكين بهذا؟"
بينما قالت سَبنتي بهدوء "استمعي إليّ فقط ولا تردي"
هزت رأسها كالبلهاء دون رد...
تقدم خالد خطوة وصعد نزار خطوة أخرى بقلب يرتجف وعينان تلتهمانها التهاماً, يتأملها كمطر هبط على قلبه فروى كل جفافه.. كقمر منير يزيح كل أرقه.. يداه ترتجفان.. شفتاه تهمس باسمها مستلذاً بطعم الشهد على لسانه.. بينما كان علي الجانبين رجال يحملون بين ايديهم سيوف مشتعلة كحاشية للعروس وفرسان يحيطون الامير .............
يصعد خطوة أخرى بينما خالد يهبط مقابلها.. أما شيماء كانت في عالم آخر من التوتر والترقب وسبنتي تصف لها أجواء الزفاف، ومظهر عريسها عندما قالت بتعجب "هل كنا نتمازح بموضوع الأمير.. حسناً لم تكن مزحة بل حقيقة.. نزار يرتدي بدلة عسكرية ملكية باللون الأسود بأزرار فضية كبيرة ومعلق عليها نياشين عدة.. ويعلق على خاصرته سيف ذهبي لامع أما كفيه فغطاهما بقفازين أبيضين.."
اضطربت شيماء بشكل مؤلم عندما شعرت بذراعي خالد الذي ضمها بقوة إليه وكأنه يرفض تسليمها، حتى شعرت بأحد ما يسحبه وبكف نزار الذي امتد يمسك يدها التي أصبحت متيبسة من كثرة البرودة التي تخللتها..
"لا تخافي, اثبتي وابتسمي في وجهه" همست سَبنتي..
تقدم نزار منها إنما لم يتأبط ذراعها كما هو متوقع بل انتظر لبرهة امرأة شقراء تتهادى في فستان بلون العسل بحمالات رفيعة وصدر مغلق يحتضن جسدها النحيف احتضاناً مظهراً قوام رائع وجذاب تحته كما ملامحها المصقولة الفاتنة ..تحمل بين يديها وسادة صغيرة من المخمل الأحمر وضع عليها تاج صغير يليق بأميرة, وقفت بجانب يتبعها فتيات كورال يتراقصن كالبجع حولهم ونغمة عسكرية ضربت تعظيما عندما أخذ نزار نفساً طويلاً وهو يقول بحرص "جدتي أرسلت لكِ تاج صنع لكِ خصيصاً يا أميرة ربونزل "
سمعت سَبنتي ما يقوله فهتفت بإعجاب وهي تقول بصوت خافت "ميلي قليلاً للأمام وكفي عن تخشبكِ"
كانت شيماء تشعر بنفسها أنها وقعت في حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة إلا أنها نفذت ما أرادوا.. إذ أحنت رأسها قليلاً فوضع نزار التاج هناك مثبته على تاجها الذهبي الرائع متلكئ في لمسها بتملك ونهم.. وعندما أحنى رأسه وقبل وجنتها على الملأ احتاج مالك وراشد لمعجزة لمنع خالد من التهور.. بينما شهقت شيماء بقوة وخجل محاولة التراجع وسط التصفيق الحار للحضور وهتافهم مباركين الامراء ... "الأبله" هتفت سبنتي
علق نزار يدها في ذراعه أخيراً بينما يده تتسلل فيجذب تلك السماعة وهو يقول بهدوء "لقد حان دوري يا سَبنتي، وانتهى دوركِ إلى هنا وأنا من سأرشدها.."
حدقت سَبنتي فيه بتعجب وهي تقول "هل أخبرته الخائنة بتلك السرعة وباعتني"
قالت شيماء بنفس يرتجف "من أخبرك؟"
غمز نزار بمرفقه خصرها جالب لها احمراراً أكبر ثم قال "خمنت, ما كانت لتترككِ خطوة دونها"
وقف نزار أخيراً في منتصف القاعة في مكان مخصص للرقص ثم حاوط خصرها بذراعه بتملك وهو يقول "والآن أميرتي هل تسمحين لي برقصتنا الأولى؟"
رددت ورائه مستسلمة بين يديه كدمية "رقصتنا؟"
رفع يده يداعب أنفها برقة ثم قال "يقولون أنها عادة ملكية, يجب أن أراقصكِ قبل أن يقام أي من مراسم الزفاف"
همست بصوت يكاد لا يسمع "حقاً؟"
وضع جبهته على جبهتها ثم قال بمشاعر تتأرجح بين الاحتفال بفوزه بها وبين اختطافها في التو واللحظة والهروب بها بعيداً..
"تتغلغلين في القلب بحسنكِ ودلالكِ يا عصفورة بينما هشاشتكِ التي تنادي الأضلع لفرشها مَسكناً لكِ ليحتويها حكاية أخرى"
عضت على طارف فمها قبل أن ترفع له عينيها المطفأة دون خجل, دون خوف.. ودون ذعر أن تكون مادة حديث لأحد.. وماذا قد ترغب من الناس، أو يهمها من قولهم وهي معها سيدهم...
انطلقت الموسيقى التي أخيراً صدحت في الأجواء بأغنية كان هو من حددها بنفسه..
أمال نزار ينحني بإجلال أمامها ثم همس لها مرشدها أن تنخفض على ساقيها انخفاض بسيط وفعلت.. عندها كان قد اقترب منها يضع ساعد خلف ظهره وذراعه الأخرى تحتوي خصرها ..وبدأ في الرقص على النغمات بتجانس مذهل..
صاحبة الصون والعفاف، أحلى واحدة في البنات
اللي عمر ما قلبي شاف، زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصة هادية؟ تسمحيلي بقربي منك؟
ما أصعب من أن تحتاج للصراخ بعشقك ولا تمتلك القوة الكافية للتعبير عنه أمام جموع من البشر تشعر بهم يراقبونك..
حركها نزار في نصف استدارة وهو يبدل ذراعيه فيضع التي كانت على خصرها خلف ظهره والأخرى يضعها تحت ساعدها رافعها لأعلى جابرها على مجاراته وهو يهمس لها بصوت خشن شجي في أحاسيسه
"حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك"
كان الخوف قد تبدد عنها والرهبة ذهبت لمكان لا تعرفه ولا ترغب في العثور عليه يوماً, تركت لنفسها العنان بين ذراعيه وجسدها يتحرك بنعومة تليق بأميرة يمين ويسار من بين طيات فستانها الضخم..
الحركة التالية رفع نزار يدها عالياً في دورة كاملة قبل أن يتلاقها بين ذراعيه وهو يستمر في ترديد كلمات الأغنية
"يا خلاصة الجمال، يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين"
بينما في تلك اللحظة أخرج خالد هاتفه يرسل بوحشية الشوق وضنى اللقاء..
" كام سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقى أساس حكايتي
والاجابة كانت انتي، انتي كنتي غايبة فين !
يا حبيبتي انتي نوري، انتي احساسي بحياتي
انتي مالكة من شعوري كل ماضي و كل آتي
"دائماً كنتِ وستظلين أنتِ يا حجر النار العبثي"
قرأت سَبنتي الرسالة ببطء وهي تشعر على حين غرة بنار التملك, بوحشية الشوق وباعتراف ضمني لنفسها على الأقل أنها لم ترى من رجال العالم سواه "أحبك" همست بها إلا أنها لم تنطقها أو ترسلها له..
بل عادت تنظر لشيماء ببهجة، بينما تراقبها تنطلق بحرية محلقة بالفعل كعصفور تحرر من قفصه أخيراً..
عندما أدارها نزار من جديد ثم ترك يدها لبرهة وهو يقف واضع ساعديه خلفه في وقفة مهيبة متحكمة.. دارت شيماء ودارت حتى ارتفع فستانها حولها يلتف معها سارقاً بأطرافه الزرقاء كموج البحر عقول الحاضرين الذين تزاحموا بشكل جنوني لرؤية العروس التي خرجت من إحدى أفلام أميرات ‏ديزني..
عادت لذراعي نزار من جديد واضعة ساعدها على صدره, كفها مفتوحة عند وجهه بينما ذراعه التفت حول خصرها وهما مستمرين في رقصة متناغمة وكأنهما جسد واحد لا اثنين, قربها منه نزار لوهلة عندما أحكم ذراعيه الاثنين حول خصرها يتمايل بها يمين ويسار دون أن ينحني هو إنش واحد بل ترك لها حرية التحليق والتمرد على أسباب كثيرة كانت دائماً تضعها في زاوية منطوية..
"انتي مفتاح الحياة للي نفسه يعيش سعادة
قلبي محتاجلك معاه وكل يوم يحتاج زيادة"
كررت النغمة والموسيقى كلماتها بينما هو قربها محدداً, واضعا يد تحت ذراعها ويده الأخرى تتشابك مع يدها مفرودين للبعيد بينما يدها علقت على كتفه ورأسها يتراقص للوراء محرك تلك الأمواج الذهبية المموجة في عرض سحري أشبه بأشعة شمس تلسع قلوب كل من يراقبها إلا أن هذه الشمس له وحده منذ عهود..
تحركا خطوتين للأمام والخلف من جديد وكررها بتناغم
وهو يسندها لتميل للوراء ساندها بصلابته..
ثم بدا جنونه يشتعل وتحررها يزيد عندما تسارع رقصهما المبهج وهو يلقيها بطول ذراعه دون أن يفلتها فتلتف متمايلة بدلال حتى يجذبها لتعود إلى دفئه من جديد..
"يا خلاصة الجمال، يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين"
ضحكت شيماء بقوة, ببهجة وهي تتلمسه بدفء غريب, تلجأ إليه بعجل, تستسلم لهمسه وشغفه وكأنها نسيت كل من يحاوطهما واختفت كل الوجوه وأصوات الناس من حولهما ولم يبقى غيرهما...
زاد اللحن بوتيرة حماسية وزاد التفافها من جديد حتى أمسك هو بخصرها من كلا الجانبين رافعها للأعلى ثم أخذ يدور بها ويدور ويدور ملتف حوله فستانها الضخم يكاد يبتلعه من بين طياته الكثيفة والسحرية.. بينما يهمس لها بصوت خشن تزاحمت فيها المشاعر والأحاسيس فكاد ينفجر من شدة انفعاله وحاجته لأن تستوعب أنها
"كام سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقى أساس حكايتي
والإجابة كانت انتي، انتي كنتي غايبة فين !"
انتهت الكلمات ولكن الموسيقى بقيت ونزار الذي يضمها إليه بقوة, لف بها في رقصته دون توقف حتى تقدمت الصغيرة لوليتا تتهادى في ثوبها المبهر وفتحت ذلك القفص وبيدها المدببة أخرجت أول عصفورة وتركتها تحلق فوق روحيهما المتعانقتين لا أجسادهما.. ثم مالت مرة أخرى تخرج العصفور الآخر وتحرره..
شعرت شيماء للحظات بزقزقة عصافير حولها.. وبالورود التي تنهال عليهما من كل جانب بينما بنات أخواتها يطلقن صفير إعجاب وتصفيق مشجع كما فعل كل ضيوفهم..
تحررت منه بخجل وكررت الانحناء البسيط كما هو فعل..
ثم اقترب منها يلاحظ وجهها الذي عاد لتورده "لا تخجلي هذه ليلتنا وسنعيشها كما نرغب"
حدقت شيماء به طويلاً, طويلاً وكأنها تراه, تلمسه, قلبها يبصر اللحن الصاخب في عينيه الخضراوين ولكن أي ما كان يتوقع منها سماعه لم يكن أبداً همسها الناعم الحالم "أنا أحبك"
برقت عينا نزار بجنون وشوق لكلمة ظن أنه لن يسمعها منها أبداً فهتف بصوت أجش من أعماق حنجرته "أقسم بالله أني أعشقكِ.. أعشقكِ يا فتاكة العينين"
*******
تحرر راشد أخيراً من مكانه وهو ينظر للفتى "الأمير" بإعجاب وتقييم ثم التفت لابن عمه الممتعض من العرض وقال "أقسم بأشد الأيمان إن لم تمنح صغيرتي عرضاً مذهلاً كهذا وتبهجها, لأفعلها بنفسي واحتكر دورك يا عريس الغفلة"
نظر إليه خالد بذعرٍ وذهول ثم قال "تريد مني أن أتراقص كالأبله أو تسرق عروسي؟!"
نظر إليه راشد بلا شعور، ثم قال بتأكيد جامد "نعم، سأفعل.. لذا فكر في حل سريع حتى أذهب وأتي لك بها من المكان المخصص لطلتها"
حكّ خالد رأسه بحيرة بينما ينظر لنزار بحنق مفكر "وماذا قد يفعل ليجاري أمير... وأحمق؟!"
قبل أن يترك راشد المكان كان يجاوره مالك ومدحت كما فعلا مع خالد أما إيهاب زيدان فقد تولى استقبال الضيوف حتى يفرغوا هم من ترتيب تسليم الفتاتين.. رفع راشد هاتفه ثم قال بهدوء "أين أنت الآن.. آه جيد لقد أوصلوك للدور الثالث.. حسناً انتظرني هناك, أريد أن أدخلها إليها بنفسي..."
قبل أن يترك القاعة مع البقية كان وجه أنثوي جذاب يصطدم بكتفه لا يعرف صدفة أم قصداً للحقيقة إذ أنها أمالت برأسها قليلاً تحدق فيه دون خجل.. بينما عيناها كان يمر فيهما بريق مشتعل ثم أُطفِئ سريعاً..
حتى قالت بصوت رخيم واثق ذو نغمة وبلكنة سويدية "أنت الراوي الكبير إذاً؟"
أراد أن يرد عليها ساخراً "الراوي الكبير تحلل في التربة منذ قرن، ومن أمامك رجل فيه ما يكفيه ولا ينقصه مصيبة تهل عليه متهادية في ثوب عسلي ضاع عمره وغزا الشيب رأسه قبل أن يرى (جلمود الصخر) ترتديه"

إلا أنه لم يرد بل ظل يحدق فيها محاول أن يتذكر إن كان يعرفها, غافل في هذه اللحظة عن أعين ثلاث نساء نارية حاقدة ومهددة بشراسة كانت تحدق فيه بتهديد ووعيد..
ضربه مدحت على كتفه ثم همس جوار أذنه بالعربية "أهرب أنت محاصر, إياك والوقوع في الفخ"
بينما تراجع مالك وهو يقول بالعربية أيضاً "أنا أعلنت قطع علاقتي بك تحسباً"
حرك راشد عينيه قليلا لتلتقي في عيني نوة البركانية وكأنها ستحرقه.. بينما شذى كانت تفرك يديها ببعضهما مهددة بسحق شيء ما.. أما مريم فقد اقتربت بشجاعة غريبة تنظر بقرف إليه وإلى المرأة لا الفتاة صحح لنفسه "إلا أن جلمود الصخر ليست هنا.. وعلى كل حال هو لم يخطئ"
همس لمدحت وهو يقول ببرود "النمور لا تهرب من المواجهة"
مد يده في سلام متحفظ رداً على سلامها ثم قال بهدوء بالإنجليزية "هو أنا بعينه"
رفعت رأسها بأناقة وذلك البريق يمر في عينيها من جديد، بريق تملك غريب وإعجاب مستفز ثم قالت بنفس اللهجة "أدي.. أدلين هابر"
هز رأسه وهو يعيد يده جانبه ثم قال بهدوء وهو يتابع سيره "تشرفت، ومرحباً بكِ"
قبل أن يختفي كان ينظر من فوق كتفه بتسلي وهو يراقب مريم تجرها تقريبا نحو (عصابة خاطفي النساء) لكم كان يروق له وهم صغار تشبيه نوة وشذى بـِ (ريا وسكينة)..
لقد ضاعت الأميرة في خبر كان...
*******
انتهى
وبقية الفصل الأسبوع القادم إن شاء الله وما زالت أفراح شظايا مستمرة ولم تنتهي بل نحن خطونا إليها للتو😁😁😁
‫الجزء الاولي من الفصل الخامس والاربعون والزفاف لم ينتهي بعد بتفاصيلة العديدة والمشبعة كونوا علي استعداد


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 12:52 AM   #5526

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 710 ( الأعضاء 198 والزوار 512)
‏اجزخنجية, ‏Nona.Mohamed, ‏سرو هانم, ‏wafaa hk, ‏هناء عبدالله, ‏Diego Sando, ‏imy88, ‏لانا ا, ‏قمر صفاء, ‏nadjou, ‏Shoshoh, ‏رينو اسامة, ‏leria255, ‏Menna23, ‏ريهام حمدى, ‏emytroy2, ‏Marwa Gehad, ‏شيماء انور, ‏رودينة محمد, ‏سمسمه عبده, ‏Emaimy, ‏رقيه95, ‏ولاء حنون, ‏besomahd, ‏دلال الدلال, ‏Samah Ali1, ‏Aya yoga, ‏Heckenrose, ‏Gawish, ‏Lazy4x, ‏Lutesflower, ‏مهرة..!, ‏Mayaseen, ‏Aengy, ‏Amira fares, ‏Noor Alzahraa, ‏مريم المقدسيه, ‏شموخي اسطورة, ‏منالب, ‏Nor BLack+, ‏almoucha, ‏ماما حسوني, ‏دعاء سعده, ‏saro22, ‏لصق, ‏موجة هادئة, ‏دانه عبد, ‏دره بارق, ‏Saraa Hasan, ‏لولو73, ‏lobna_asker, ‏shimaa hamdy, ‏Nagat farouk, ‏rahasff, ‏براءة م, ‏شهد الهدى, ‏رسوو1435, ‏شجن المشاعر, ‏aber alhya, ‏soosbat, ‏Shoqalsahara, ‏shereen.kasem, ‏Shyra, ‏Sea birde, ‏كوريناي, ‏Hoda.alhamwe, ‏اميرة بأخلاق, ‏Shemo nada, ‏توتى على, ‏اميرة حجازى, ‏ولاء محم, ‏شهباروزا, ‏دودي الخليفي, ‏نورين نشأت, ‏maha saloum, ‏جوانا محمد, ‏yawaw, ‏هبة الله 4, ‏Mahiraa, ‏اسمااء محمد, ‏ام عمر وريتاج, ‏toma gogo, ‏walaasaad, ‏رنا عزت محمد, ‏hayat sheta, ‏الطيبات, ‏راما الفارس, ‏سمسمه يوسف, ‏رانيا خالد, ‏Sekasaso, ‏دعاء غندور, ‏frau zahra, ‏bella vida, ‏amanyayman, ‏فراقيعو, ‏soso#123, ‏Omsama, ‏الاء الحياري, ‏No_s, ‏د. منى خلوى, ‏Angelin, ‏housewife, ‏Ollaa, ‏فداءمحمد, ‏مسك حسن, ‏بوسكا, ‏Malak assl, ‏رهف أوس, ‏لولوn, ‏Rosyros, ‏basma elabd, ‏مريم ميرا, ‏Mariam Mohamedh, ‏Farida omar, ‏amana 98, ‏basma asr, ‏أسيا أحمد 31, ‏Heba Atef, ‏دمعة شاردة, ‏shammaf, ‏Hendalaa, ‏املي بالله كبير, ‏user0001n, ‏اهات منسية, ‏ليلى عمرو, ‏نسائم ., ‏homsaelsawy, ‏هدى هدهد, ‏نفس تواقه, ‏مريم مري, ‏حنان حرب, ‏nanitajoseph, ‏Ayaomar, ‏ملكه الحياه, ‏Dina66, ‏سماح خلف, ‏ورده الكاردينيا, ‏Dilan, ‏همسة الحنين., ‏ونلقي, ‏Dndn1992, ‏Hoba Nasry, ‏basmat amal, ‏rontii, ‏nur vattar, ‏راندا علي غانم, ‏theredrose, ‏فلامنڤو, ‏امي احمد, ‏maha elsheikh, ‏batotaa, ‏رتال بسيوني, ‏Nourhene maa, ‏Nsro, ‏ديدي امبابي, ‏ميمو77, ‏tahany gomaa, ‏وسام عبد السميع, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏ميدو توتا, ‏الشيماء ممدوح, ‏فيزياء, ‏نوراااا, ‏basama, ‏princess sara, ‏رودى رامى, ‏هوس الماضي, ‏Samaa Helmi, ‏bassma rg, ‏رروووح تغار, ‏حسناء_, ‏داليا انور, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏الصلاة نور, ‏yasser20, ‏ميسى93, ‏تمام1234, ‏مها العالي, ‏Zhoor211, ‏fatma ahmad, ‏Redred, ‏الزين $, ‏شطح نطح, ‏رندوش9, ‏Reemkoko, ‏Amanykassab, ‏ghada89, ‏رحمه السماء, ‏Asmaa mossad, ‏رغد ورؤي, ‏Bata1997, ‏رتوجججة, ‏awttare, ‏رياح التلال, ‏رقيةرقية16, ‏abeeralfreihat, ‏احمدالعلاوي, ‏زينب عبد الوهاب


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 01:05 AM   #5527

اميرة حجازى

? العضوٌ??? » 388344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » اميرة حجازى is on a distinguished road
افتراضي

واو دلوقت بس اتنفس
الفصل مبهر


اميرة حجازى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 01:07 AM   #5528

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 744 ( الأعضاء 195 والزوار 549)
‏Nor BLack, ‏اميرة حجازى, ‏ام عمر وريتاج, ‏tahany gomaa, ‏رقيةرقية16, ‏دلال سعيد, ‏رينو اسامة, ‏pooh10, ‏Nsro, ‏faria, ‏اهات منسية, ‏basmat amal, ‏Omsama, ‏Heba Atef, ‏soso#123, ‏blue fox, ‏homsaelsawy, ‏اميرة بأخلاق, ‏دعاء سعده, ‏Dina66, ‏رغيدا, ‏سماح ممدوح علوانى, ‏رتال بسيوني, ‏manar.m.j, ‏Bata1997, ‏فيزياء, ‏فلامنڤو, ‏TasneemIshahab, ‏basma asr, ‏No_s, ‏Sea birde, ‏تيتو عبده, ‏رياح التلال, ‏almoucha, ‏أمل رياض, ‏شجن المشاعر, ‏نوراااا, ‏Shoshoh, ‏املي بالله كبير, ‏zezeabedanaby, ‏Samaa Helmi, ‏ايلاف ازاد, ‏رنا عزت محمد, ‏yawaw, ‏Um-ali, ‏باااااااارعه, ‏صبا., ‏Nagat farouk, ‏هناء عبدالله, ‏totalen, ‏لولوn, ‏fatma r, ‏اسمااء محمد, ‏داليا انور, ‏Nona.Mohamed, ‏سرو هانم, ‏wafaa hk, ‏Diego Sando, ‏imy88, ‏لانا ا, ‏قمر صفاء, ‏nadjou, ‏leria255, ‏Menna23, ‏ريهام حمدى, ‏emytroy2, ‏Marwa Gehad, ‏شيماء انور, ‏رودينة محمد, ‏سمسمه عبده, ‏Emaimy, ‏رقيه95, ‏ولاء حنون, ‏besomahd, ‏دلال الدلال, ‏Samah Ali1, ‏Aya yoga, ‏Heckenrose, ‏Gawish, ‏Lutesflower, ‏مهرة..!, ‏Mayaseen, ‏Aengy, ‏Noor Alzahraa, ‏مريم المقدسيه, ‏شموخي اسطورة, ‏منالب, ‏ماما حسوني, ‏saro22, ‏لصق, ‏موجة هادئة, ‏دانه عبد, ‏دره بارق, ‏Saraa Hasan, ‏لولو73, ‏lobna_asker, ‏shimaa hamdy, ‏rahasff, ‏براءة م, ‏شهد الهدى, ‏رسوو1435, ‏aber alhya+, ‏soosbat, ‏Shoqalsahara, ‏shereen.kasem, ‏Shyra, ‏كوريناي, ‏Hoda.alhamwe+, ‏Shemo nada, ‏توتى على, ‏ولاء محم, ‏شهباروزا, ‏نورين نشأت, ‏maha saloum, ‏جوانا محمد, ‏هبة الله 4, ‏Mahiraa, ‏toma gogo, ‏hayat sheta, ‏الطيبات, ‏راما الفارس, ‏سمسمه يوسف, ‏رانيا خالد, ‏Sekasaso, ‏دعاء غندور, ‏frau zahra, ‏bella vida, ‏amanyayman, ‏فراقيعو, ‏الاء الحياري, ‏د. منى خلوى, ‏Angelin, ‏housewife, ‏Ollaa, ‏فداءمحمد, ‏مسك حسن, ‏بوسكا, ‏Malak assl, ‏رهف أوس, ‏Rosyros, ‏basma elabd, ‏مريم ميرا, ‏Mariam Mohamedh, ‏Farida omar, ‏amana 98, ‏أسيا أحمد 31, ‏دمعة شاردة, ‏shammaf, ‏Hendalaa, ‏ليلى عمرو, ‏نسائم ., ‏هدى هدهد, ‏نفس تواقه, ‏مريم مري, ‏حنان حرب, ‏nanitajoseph, ‏Ayaomar, ‏ملكه الحياه, ‏سماح خلف, ‏ورده الكاردينيا, ‏Dilan, ‏همسة الحنين., ‏ونلقي, ‏Dndn1992, ‏Hoba Nasry+, ‏rontii, ‏nur vattar, ‏راندا علي غانم, ‏theredrose, ‏امي احمد, ‏maha elsheikh, ‏batotaa, ‏Nourhene maa, ‏ديدي امبابي, ‏ميمو٧٧, ‏وسام عبد السميع, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏ميدو توتا, ‏الشيماء ممدوح, ‏basama, ‏princess sara, ‏رودى رامى, ‏هوس الماضي, ‏bassma rg, ‏رروووح تغار, ‏حسناء_, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏الصلاة نور, ‏yasser20, ‏ميسى93, ‏تمام1234, ‏مها العالي, ‏Zhoor211, ‏fatma ahmad, ‏Redred
أدوات الموضوع


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 01:14 AM   #5529

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 746 ( الأعضاء 191 والزوار 555)
‏اجزخنجية, ‏Sekasaso, ‏براءة م, ‏همسة الحنين., ‏حنان حرب, ‏هناء عبدالله, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏فاطمة توتى, ‏دعاء غندور, ‏Hendalaa, ‏فداءمحمد, ‏Nor BLack+, ‏قمر صفاء, ‏هبة الله 4, ‏نورين نشأت, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏مملكة الاوهام, ‏emytroy2, ‏Amira fares, ‏yousra 05, ‏lobna_asker, ‏سحر احمد حسين, ‏اميرة حجازى, ‏ام عمر وريتاج, ‏tahany gomaa, ‏رقيةرقية16, ‏دلال سعيد, ‏رينو اسامة, ‏pooh10, ‏Nsro, ‏faria, ‏اهات منسية, ‏basmat amal, ‏Omsama, ‏Heba Atef, ‏soso#123, ‏blue fox, ‏homsaelsawy, ‏اميرة بأخلاق, ‏دعاء سعده, ‏Dina66, ‏رغيدا, ‏سماح ممدوح علوانى, ‏رتال بسيوني, ‏manar.m.j, ‏Bata1997, ‏فيزياء, ‏فلامنڤو, ‏TasneemIshahab, ‏basma asr, ‏No_s, ‏Sea birde, ‏تيتو عبده, ‏رياح التلال, ‏almoucha, ‏أمل رياض, ‏شجن المشاعر, ‏نوراااا, ‏Shoshoh, ‏املي بالله كبير, ‏zezeabedanaby, ‏Samaa Helmi, ‏ايلاف ازاد, ‏رنا عزت محمد, ‏yawaw, ‏Um-ali, ‏باااااااارعه, ‏صبا., ‏Nagat farouk, ‏totalen, ‏لولوn, ‏fatma r, ‏اسمااء محمد, ‏داليا انور, ‏Nona.Mohamed, ‏wafaa hk, ‏Diego Sando, ‏imy88, ‏لانا ا, ‏nadjou, ‏leria255, ‏Menna23, ‏ريهام حمدى, ‏Marwa Gehad, ‏شيماء انور, ‏رودينة محمد, ‏سمسمه عبده, ‏Emaimy, ‏رقيه95, ‏ولاء حنون, ‏besomahd, ‏دلال الدلال, ‏Samah Ali1, ‏Aya yoga, ‏Heckenrose, ‏Gawish, ‏Lutesflower, ‏مهرة..!, ‏Mayaseen, ‏Aengy, ‏Noor Alzahraa, ‏مريم المقدسيه, ‏شموخي اسطورة, ‏منالب, ‏ماما حسوني, ‏saro22, ‏لصق, ‏موجة هادئة, ‏دانه عبد, ‏دره بارق, ‏Saraa Hasan, ‏لولو73, ‏shimaa hamdy, ‏rahasff, ‏شهد الهدى, ‏رسوو1435, ‏aber alhya, ‏soosbat, ‏Shoqalsahara, ‏shereen.kasem, ‏Shyra, ‏كوريناي, ‏Hoda.alhamwe, ‏Shemo nada, ‏توتى على, ‏ولاء محم, ‏شهباروزا, ‏maha saloum, ‏جوانا محمد, ‏Mahiraa, ‏toma gogo, ‏hayat sheta, ‏الطيبات, ‏راما الفارس, ‏سمسمه يوسف, ‏رانيا خالد, ‏frau zahra, ‏bella vida, ‏amanyayman, ‏فراقيعو, ‏الاء الحياري, ‏د. منى خلوى, ‏Angelin, ‏housewife, ‏Ollaa, ‏مسك حسن, ‏بوسكا, ‏Malak assl, ‏رهف أوس, ‏Rosyros, ‏basma elabd, ‏مريم ميرا, ‏Mariam Mohamedh, ‏Farida omar, ‏amana 98, ‏أسيا أحمد 31, ‏دمعة شاردة, ‏shammaf, ‏ليلى عمرو, ‏نسائم ., ‏هدى هدهد, ‏نفس تواقه, ‏مريم مري, ‏nanitajoseph, ‏Ayaomar, ‏ملكه الحياه, ‏سماح خلف, ‏ورده الكاردينيا, ‏Dilan, ‏ونلقي, ‏Dndn1992, ‏Hoba Nasry, ‏rontii, ‏nur vattar, ‏راندا علي غانم, ‏theredrose, ‏امي احمد, ‏maha elsheikh, ‏batotaa, ‏ديدي امبابي, ‏ميمو77, ‏وسام عبد السميع, ‏ميدو توتا, ‏الشيماء ممدوح, ‏basama, ‏princess sara, ‏رودى رامى, ‏هوس الماضي, ‏bassma rg, ‏رروووح تغار, ‏حسناء_


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 01:31 AM   #5530

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا خراشي ياناس على جىال الفصل وروعته وحلوته وجماله وان اعدت اوصف من هنا للسنه الجايه لا يكفيكى حقك بجد فصل تاررررررررريخى بكل معنى الكلمه انا موت من الضحك فطست وفي نفس الوقت دبت من رقة الاحساس ما هذا الجمال يا فتاه بس خلاص مش عارفه اتكلم اكتر من كتر ما الادرنالين عالى عندى دلوقت هنزل ريفيو على الفيس بقي 🤣🤣🤣😘😘

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.