آخر 10 مشاركات
أسيرة عشق(25) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة::*strawberry*كاملة&روابط (الكاتـب : *strawberry* - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بالوقت الضائع (18) من لا تعشقي أسمراً للكاتبة المُبدعة: سمانور1 *كاملة & مميزة* (الكاتـب : سما نور 1 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-20, 10:44 PM   #5991

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضووووووور ♥️♥️♥️♥️♥️

Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:02 PM   #5992

dody zakaria

? العضوٌ??? » 398285
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » dody zakaria is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل. حضور 🌹🌹🌹🌹

dody zakaria غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:06 PM   #5993

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور 😊😊😊😊🤗🤗🤗🤩🤩🤩

Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:17 PM   #5994

imy88

? العضوٌ??? » 456123
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » imy88 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور ❤🥰😍🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰

imy88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:19 PM   #5995

شهباروزا

? العضوٌ??? » 372077
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » شهباروزا is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووور 😍😍😍😍💙💙💙

شهباروزا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:23 PM   #5996

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل السادس والأربعون المشاركة "١"


أكرهها وأشتهي وصلها
وإنني أحب كرهي لها
أحب هذا اللؤم في عينها
وزورها إن زورت قولها
أكرهها
عين كعين الذئب محتالة
طافت أكاذيب الهوى حولها
قد سكن الجنون أحداقها
وأطفأت ثورتها عقلها


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انخلعت لورين من مكانها وهى تلتهم الأرض قاطعة المسافة ما بين الارجوحة التي كانت تجلس عليها وبين البوابة الحديدية للمنزل...فور أن رأت ممدوح يعود بمرح رافعها عن الأرض تقريباً وكأن أختها فقدت قدرتها على المشي...ثم هتفت في وجهه بتصلب متهم" ماذا فعلت بها ، ألهذا الحد لا تملك القدرة على عدم أذية أي بشر يمر جانبك ؟!"
جمر يحترق كان يشتعل في عينيه الخضراوين وهو ينظر إليها بطريقة أجفلتها عندما قال " احترمي نفسكِ ،وكونيمهذبة من أجل ابنتكِ على الأقل "
تراجعت بالفعل تضم فمها بقوة حاجبة لسانها عنه ..إلا أن تعاقب انفعالها الأليم لم ينمحي...عندما أخذت أختها منه وضمتها إليها بقوة ..تربت على ظهرها برفق وهى تهمس من بين خفقات قلبها العنيف القلق "ماذا حدث ،كنتِ بخير عندما غادرتِ؟!"
رغم شعورها بيدي مرح التي ارتفعت تمسك بتشدد على ملابسها لبرهة إلا أنها رجعت سريعاً مبعدة نفسها عنها وهى تهمس بصوتٍ معذب "أنا بخير ..الأجواء لم تناسبني وأعتقد أني اصبت بإغماء"
ولكن لورين لم تكن تصدقها عندما أخذت في تفحصها بذعر يتصاعد حتى ابصرت بقعة دماء على بلوزتها فوق بطنها ...وقبل أن تصرخ بجنون ..كانت تسمع صوت ابنتها التي التصقت فوق كتف أبيها تخبرها بأسف وتعثر "كان هناك رجل عفريت كبير يقطر دماء...يريد أكل مرح يا ماما!"
انتفضت لورين مجدداً والصرخة تعلق داخل صدرها تنظر بعينين واسعتين محمرتين نحو وجه ابنتها المستند على كتف أبيها بكل براءة تضع إصبعها داخل فمها تمتصه بكل وداعة وكأنها لم تختر هذه اللحظة المرعبة تحديداً...لتناديها بأمومتها لأول مرة...
وكأن ممدوح استشعر عدم تركيزها عندما اقترب يلمس كتفها بخفه وهو يقول بخفوت" مرح أولاً ..لها الأولوية حالياً"
أخذت تتنفس بصعوبة قبل أن تهز رأسها بنعم متلاحقة ..ثم كأنها بعودتها للنظر لأختها تجدد كل التساؤل بداخلها وعمل عقلها سريعاً لتهتف وهى تلمس مكان الدماء من فوق ملابسها بحرص" هل أنتِ مصابة؟!"
هزت مرح رأسها نفياً ودون كلمة أو نظرة إضافية كانت تتحرك بآلية نحو غرفة الضيافة المخصصة لها مع لورين...
رفعت وجهها نحو ممدوح تسأل بلهفة مضطربة "ما الذيحدث ..وأي عفريت تقصده أمل؟!"
أخذ ممدوح نفساً طويلاً حانقاً من أمله محلولة السان ،التي لا تستر سراً أبداً ..ثم قال بجمود" ليس وقت الحديث يا لورين ،الحقي بها فهي بأمس الحاجة إليكِ"
وافقته وهى تتحرك سريعاً ولكنها قبل أن تختفي من أمامه كانت تلتفت إليه بحدة وهى تقول بقهر " هذا لا يعنى أنك لست مديناً لي بإجابة فمرح التي أعرفها لن تمنحها لي وإن رأتني أتمزق أمامها"
اسدل قناع قسوة فوق ملامحه وهو يحدق فيها ببرود ثم قال بسخرية" أنتِ خيبة لكل من يحيطكِ كما توقعت...إذ أنكِ لم تعرفيها بالأصل ..من رأيتها الليلة ولمست تعثر روحها لا تقرب لمرح التي رسمها خيالكِ وحافظ على الفكرة مكتفياً بما تظهر..غير راغبة في اكتشاف حقيقة لا تقربه بصلة"
اهتزت شفتي لورين وارتسم الخذلان على ملامحها ،بينما عينيها تدر دموعاً على الفور متأثرة باختلاج قلبها العنيف ثم همست قبل أن تختفي لاحقة بأختها" أنت محق لقد غرقت في مأساتي طويلاً محبوسة في وجعي...دون أن أرى معاناة أحبائي "
فور أن اختفت زفر هو بعنفٍ شديد ووجد لنفسه مكاناًموضع جلوسها السابق الغارق في عبير مرورها من هنا...رغماً عنه كان قلبه ينهزم وهو يتعلق كما الطفل ببقايا رائحة أمه ..يستنشقها بمرارة الاشتياق "لقد أردتكِ وطناً ..ولكنكِ تصرين على نفري ..وكأن كل معاناتي تتمحور حول "نفس القصر المرصود بجنده ،رافضه أن يمنحني عبركِأمنية أخيرة في حبيبة أتوسلها الخروج من بين يدى سجانيها ..واللجوء إليّ...أنتِ دائماً كنتِ وطناً ينفر الغرباء مثلى يا لورين...يحارب سطو احتلالهم باستماته ..وأنا لم آمن جندي ولا محتل يريد الإغارة عليكِ بل لاجئ يبحث فيكِ ،عن أرضاً تحميه.."
"بابا ..هل هذا العفريت المخيف سيؤذى مرح؟!"
فتح ممدوح عينيه يعيد رأسه لأسفل يحدق في ابنته بسذاجة من رد أفعالها المريبة كما أمها ثم قال أخيراً بصوتٍ صارم" من يقترب من مرح أو فرح...أو أمكِ سندمره ..لا أحد قادر على إيذائهم منذ الآن"
صمت لبرهة أمام عينيها الفضوليتين اللتان تبرقان باستمتاعلكلماته بتعجب أكبر ..ثم همس بسخرية لنفسه " بالطبع أمكِ لا تحتاج لحماية إذ أنها قادرة على تحطيم قبيلة رجال بأكملها دون أن يرف لها جفن .."
" أمممم ،لم يكن مخيفاً جداً !"
فغر شفتيه ببلاهة ثم قال "هل تقصدين العفريت الدامي؟!"
هزت كتفيها بلا معنى ثم قالت " ماما طبيبة ..أنا لا أخاف الدماء "
" وكيف تخافينها وأمكِ مصاصة دماء وزعيمة دمار" صحح بتهكم أكبر ،محركاً شفتيه دون صوت..
إلا أنها الحت وهى تقول " لا أحب الأسرار مزعجة!"
عدلها فوق ساقيه رافعاً وجهها إليه ثم قال باهتمام جدي" حقاً من أين تأتين بكل هذا الكلام...كيف لا تخافين مما حدث وقد ارعبني شخصياً؟!"
قالت معترضة رافضة اعترافه " الشجعان لا يخشون شيئا ..بابا أيوب يقول هذا !"
هتف هو الآخر منزعجاً معترضاً" بابا أيوب ،ربى امرأة عجوز مخيفة وليس طفلة في الرابعة"
قالت بسخط وهى ترفع إصبع محذر في وجهه" أنا لست امرأة بل رجل !"
امتعض وهو يقول " على أساس تكرهين أن يخبركِ أحداً بأنكِ صبي؟"
وضعت إصبعها في فمها تمتصه كالعادة وكأنها تبحث عن إجابة أخرى ذكية عبره...ثم اخرجته وهى تقول بلعاب يتناثر على وجهه "لأني لست صبي صغير أحمق كسيف ..بل رجل شجاع"
مسح ممدوح وجهه بطرف قميصه مدعى القرف ثم قال " أولاً يجب أن نجد لكِ حل لمنع هذا الإصبع من اقتحام فمكِ ، لقد كبرتِ على هذا !"
اعترضت بعينيها الساخطتين وهى تدفع إصبعها سريعاً بين شفتيها ...ابتسم بلطف قبل أن يضمها إليه وهو يٌقبل أعلى رأسها ثم قال " ثم من الاحمق الذي أخبركِ أن الرجولة وحدها مقياس للقوة والشجاعة ..هناك امرأة واحدة شجاعة أفضل من قبيلة...النساء وحدهن بجَلدِهن كافيات لهذا المقياس صغيرتي"
عند هذه النقطة كانت تفقد مجاراته فقط تنظر إليه بعينين ضيقتين علها تفهم حكمته...
أخرج إصبعها بلطف من فمها فزمجرت في وجهه محاولة جذبه منه وإعادته مكانه الطبيعي ..إلا أنه قال بخفوتٍ" لماذا ناديتِ لورين بأمي بدلاً عن مرح؟ "
حركت كتفيها من جديد ببراءة الأطفال ،وعجزت عن الشرح له ، عن إفهامه بأنها عندما ارتعبت من رؤية هذا العفريت لم تفكر إلا في لورين لتجري نحوها تختبئ بين ضلوعها ...همست أخيراً ببساطة "لأنها ماما التي أنجبت مولى ..بابا أيوب أخبرني بهذا أيضاً!"
تنهد ممدوح وهو يقول " نحتاج للحديث مع بابا أيوب ..إذ أنه فتح عينيكِ على كل شيء باكراً ..بحق الله أنا أريد طفلة صغيرة استمتع بجهلها وبرأتها ..وليس طفلة تفوقني ذكاء"
ضحكت برقة ولم تفقه شيء أيضاً مما يعنيه إلا أنها رددت بتفاخر" مولي جميلة أذكى منك ومن هذا الطفل "الغبي " إياب "
" يا مرحب ..ومن إياب هذا أيضاً ضحية جديدة لجنابكِ خلفناها وراءنا دون أن أمنح مزيداً من الاعتذار ..إذ هذا كل ما أفعله من يوم تنويركِ حياتي"
هزت كتفيها بلا معنى من جديد وهى تجذب يدها رغم أنفه وتزج إصبعها في فمها ..لبرهة امتصته بكل إخلاص ..قبل أن تقول بنبرة مضعضة مغرقة وجهه من جديد برزازها" لا ،أنا لم أؤذي إياب لقد أعجبني !"
هذه المرة لم يحاول تجفيف وجهه بل تصلب مكانه ينظر إليها مصدوماً وشعور بالغيرة مع الغضب يتملك منه ،ما الذي يفترض به أن يفعله الآن " يؤدها بكل مسرحية مدارياً عاره...أم يفتخر بهذا الإياب المجهول الذي ظفر بإعجاب أمل في فعله نادرة اعتقد أنها لن تأتي أبداً؟!"
وبين الشعورين اللذان كبرا بداخله أراد حقاً أن يبكي ناعيا حظه " الأسود " إذ أدرك الآن أن مصيبتيّ حياته سيرسلونه لقبره باكراً " للهم أني راضي بقدرك ولكن هذا كثير البنت وأمها دفعة واحدة ؟!"
...........................................

رفعت مرح جفنيها تنظر للورين بحيرة شديدة وكأنها لتوها تستوعب ما يجري حولها ...تلمس قلق أختها العاصف وعينيها الدامعتين وهى تضمها إليها بقوة في معانقة أخوية ومساندة فطرية ..."من هو يا مرح ..ماذا فعل بكِ لتنهاري بهذا الشكل ؟!"
ارتفعت أصابع مرح المرتجفة تضعها أمام فمها ،بتشدد ثم همست أخيراً بصدرٍ مختنق " لا أحد ،رجل أزعجني وعاقبته "
أطرقت لورين برأسها بإحباط وهى تهمس بيقينٍ" أنتِ تكذبين عليّ"
تصلب فم مرح بقوة قبل أن تقول بجمودٍ " نعم ،أكذب ولن أغفر لكِ ما حييت إن نبشتِ ورائي"
نظرت إليها لورين بألم قبل أن تتكلم بصوتٍ أجش " إن لم أبحث ،لن أكن الأخت التي تمنيتها "
ظلت تنظر إليها طويلاً ..طويلاً جداً بعينيها الغامضتين المخيفتين ثم قالت أخيراً بقسوة " وإن بحثتِ ،مصرة على إخراج ماضي تركته ورائي لن تصبحي هذه الأخت أيضا بل عدوة يجب أن أتخلص منها "
خطت لورين وجهها بكف يدها بتعب قبل أن تأخذ نفساً طويلاً وهى تعود تدفعها للاستلقاء على الفراش بلطف ..تمسك أصابعها بين يديها تضمد بعض الجروح الصغيرة التي خلفتها طعنتها له ...ثم قالت بخفوت " نحن لسنا مجرد رفيقتي سكن لأصبح عدوة إن علمت بماضي أختي التي تمسكت عمراً بمداراته عنا...أنا شقيقتكِ"
اجفلت مرح من أثر المطهر الذي تضعه لورين...قبل أن ترفع إليها عينين بائستين للغاية في تعبيرهما...وضعت لورين المطهرات والقطن جانباً قبل أن تعود تتسطح بجانبها متواجهة معها تمسك وجهها بين يديها وهى تقول بحزمٍ وإنما برفق" نحن أختان ،هل تعلمين معنى الكلمة؟! أي همكِ هو همي، وجعكِ يجد له صدى داخل وجعي ..نتوحد في الماضي ،ومجبرين بكل عاطفة الدماء التي تجري في عروقنا أن نعالج كل جرح يُعسر الأخرى ،لن تجدي في العالم أجمع من يخاف عليكِ من يصون أسراركِ من يدافع عنكِ ويحمى ظهركِ إلا شقيقتكِ ..هل تفهمين؟"
دون أن تدري وجدت مرح شفتيها تنفرجان ببطء مطلقة تأوه متألم ..كلها يحن ،كلها يضعف متخلية عن بعض تحجبها وهى تقول باختناق " أنا لست من أخبرت والدكِ عنها "
لم تفهم لورين المعنى بوضوح ..إذ أنها قالت بهدوءٍ حزين " ومن منا كانت هي نفس التي يرجوها؟!"
أطرقت مرح بوجهها وهى تبكى دون صوت تمسك في صدر لورين تلوى الملابس بعنف بين يديها مستنجدة بها من دوامة أخرى تهدد بالعصف بها ..حتى قالت أخيراً بما يشبه الانهيار " أنتِ لا تفهمين ..أنا لست تلك الضائعة التي اوهمت والداكِ بها ..ليس بالطريقة التي أراد لأجلها قتلي على الأقل ..أنا مازلت كما كان يتمنى ..إلا أن ثمن تمسكي هذا دفعته غالياً جداً يا لورين ..لقد ضعت بطرق أخرى أشد قسوة وعنف ..خسرت فيها جزء من روحي من نقائي ..يداي ملطخة بالدماء ببقايا البشر !"
كتمت لورين صرخة ذعر ،صرخة صدمة بكفيها اللذان ارتفعا على فمها يكتمان صوتها سريعاً تحدق في رأس أختها المتألم بضياع ..غير مستوعبة معاني الاعتراف...
وهمست مرتجفة خائفة من الإجابة " كيف؟!"
هزت رأسها بنفيٍ عنيف قبل أن تحضنها بنفسها تشهق وتغص بالبكاء على
فؤاد أختها الملتاعة لأجلها بقسوة ثم همست بتحشرج متوسل " أرجوكِ كفى ..أرجوكِ أتوسلكِ لا تضغطي عليّ لا تعيديني لهذا الجحيم ، لا أريد التذكر ارحميني !"
منهارة مصدومة خشنة الأنفاس كانت لورين تدفعها إليها بحرقة تتشبث فيها بقهر وهى تهمس " لا بأس عليكِ...لن أسألكِ من جديد لن أؤلمكِ بالتذكر ..ولكن تعديني أن مرح القوية التي أعرفها ستستعيد نفسها وتصارح شقيقتها بكل شيء "
هزت رأسها بلا معنى قبل أن تهمس بتضرعٍ أشد " والدكِ يجب ألا يعلم ، الصورة التي أعلم أنها توجعه عنيّ أفضل مما قد يكتشفه من سر أخبئه"
ابتسمت لورين ببؤس قبل أن تقول بشرود " مخطئة يا مرح ...أيوب قد يتراقص بكِ فخراً أنكِ فعلتِ ما صرحتِ به أمام نقائكِ "
ضحكت مرح ضحكة قاسية خالية من الروح قبل أن تقطعها كمن فقد عقله وهى تهس" بل أنتِ الجاهلة الغبية ..أنتِ لا تعرفين شيئا. لن تفهمي.. فإياكِ بالتفكير عني والتصرف من وراء ظهري أنا لست ممدوح "
أشتد جسد لورين بالكامل بوجع عنيف مكتوم معترفة ضمنياً أنها نالت منها ..إلا أن مرح التي عادت ترفع وجهها إليها تخبرها بتوسل مريع " لورين أنا أسفة غبية ..لم أقصد جرحكِ لورين ...."
قاطعتها لورين وهى ترسم ابتسامة واهية بعينين ميتتين ثم همست بهدوء" لم اُجرح منكِ، ومازلت عند رأى لن تجدى السند عند أحد إلا أنا ..كما لن أجد أنا السلوى عند سواكِ ..ضعي في عقلكِ هذا مهما رفعتِ رايات رفضكِ ضد مساعدتي سأفعل رغم أنفكِ ..لقد ولى زمن الصمت والأنانية ..
...................................
يتبع الان


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:28 PM   #5997

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

[CENTER]
الفصل السادس والاربعون المشاركة "٢"

أحبّك أحبّك والبقيّة تأتي حديثك سجادةٌ فارسيّه.. وعيناك عصفورتان دمشقيّتان.. تطيران بين الجدار وبين الجدار.. وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك، ويأخذ قيلولةً تحت ظل السّوار..


.........،.،.......
من حسن حظها أن خالد عندما اختار فستان الزفاف تعمد أن يجعله بسيطاً وليس ضخماً متعرجاً يحتاج لكم يد لحمله ، بل كان من السهولة التحرك به ورفعه قليلاً عن الأرض بنفسها ، ولذكائها ايضاً رغم امتعاض أخواته أنها اختارت أن ترتدى حذاء رياضي وعملي وإن كان باللون الأبيض بالطبع يعلوه أشرطة من لون البنفسج ...ها هي تجد نفسها تشكرها بحرارة بعد أن كشفت رحلة "العذاب الخاصة بزوجها الوغد المغيظ..."
زوجها ؟! عند إقرارها لأول مرة بالأمر الواقع ،وجدت بداخلها حيرة مرافقة باضطراب شديد وهى ترفع وجهها بغته تتأمل جانب وجهه وهو منشغل في التحدث مع رجل ما يبدو أنه السائق الذي رتب معه مسبقاً لأخذهما من أرض مطار" أسوان"
استدار إليها بدوره يقترب منها وبطريقة ما وجدت أصابعها تنزلق في دفء أصابعه يضغط عليها بتشدد إنما برقة وهو يقول بهدوء " هل أنتِ بخير ؟"
هزت رأسها نفياً بنفس الشرود قبل أن تخفض رأسها وهي تتمتم "بخير حال "
تحرك خالد يجذبها جواره بلطف وهو يقول "كنت لأسعد بإجابتكِ هذه ، إلا أن شحوب بشرتكِ يخبرني بكذب إجابتكِ "
قالت متهربة" ربما ارهاق الرحلة بعد تعب الأيام الماضية ..."
صمت لبرهة وعينيها تدور في الصالة المخصصة لاستقبال كبار الزوار تنظر للناس الذين يحدقون فيها بتأمل بتمهل ثم أكملت " وربما نظرات البشر تربكني ،تعلم لا أحب أن أكون ملفته للأنظار"
حرر خالد أصابعها ثم حاوط كتفيها تحت ذراعه قاومته بخجل لبرهة قبل أن تشعر به يمنحها تحذيراً صامتاً ألا تقاوم فسكنت بخجل وهى تسمعه يقول بهدوء " أولاً هذا طبيعي أنتِ بفستان زفافكِ وأنا أيضاً ببذلة عرسي وهذا المشهد يثير الكثيرين...ثانياً من الليلة يجب عليكِ اعتياد وضعكِ تحت الأنظار كزوجة لي"
زوجة لوريث ياسر الراوي الوحيد ،الفارس الذهبي الذي انقذ عائلته في أكثر أوقاتهم حساسية ،الشاب الصغير الذي صعد سريعاً وبثقة ووجد لنفسه مكاناً بين منافسيه ؟! هذا يشرح كل شيء باختصار ...ولكن هذا أحد أسباب تخبطها بالأصل من قال أنها أرادت هذا الشرف؟!...بالماضي كل ما رغبته هو الانتماء إليه ، لخالد وحده دون مناصب، دون دور يتطلب منها تمثيلة...دون هذا الدور الذي لا يليق بها بالمطلق ليس لمشكلتها العويصة فقط ،بل لأنها باختصار لا تليق به... أليس هذا ما قد أخبرها به ياسر بوضوح ؟!"
خبطة خفيفة على جبينها اخرجتها من شرودها مجدداً حدقت في خالد الجالس بجانبها في المقعد الخلفي بعينين واسعتين ؟! متى خرجوا من المطار ومتى أدخلها السيارة التي شقت طريقها نحو وجهتهما ؟! سمعته يطلق تنهيدة متعبة قبل أن يقول بهدوء " ليس الليلة يا سَبنتي "
همست بخفوت" ماذا تعني ؟"
تأملها بتلكؤ وكأنه يسبر أغوارها يفهم خطوط عقلها المتطرف قبل أن يقول ببساطة" أياً ما كان ما يسرقكِ مني"
أخفضت رأسها تنظر ليديها اللتان تفركهما في بعضهما بمزيدٍ من التوتر قبل أن تقول بخفوت" أنا هنا ، فقط أفكر كيف حال راشد الآن ...و شوشو؟"
سحب يدها من كفها راحمها من عنفها ضدها ، ثم مسد عليها برفق وهو يقول " دعينا من راشد سيتعلم تدبر أمره دونكِ منذ الآن ...أما عن شوشو فهي تعيش سعادتها الخاصة ولا تحتاج لحارستها الشخصية لتفسد لحظاتها مع زوجها"
زمت شفتيها بغضب قبل أن تقول بخفوتٍ جاف" أتعجب منك ألا تغار عليها ؟"
ابتسم ابتسامة صغيرة قبل أن يقول " أغار الغيرة الطبيعية الخالية من الأحقاد أو المبالغة في رد الفعل ...عالماً أن زوجها يحبها وسيحسن إليها ،متمنياً لها بكل حب أحمله لها بأن يرافقها التوفيق والسعادة التي تستحقها "
صمت خالد ثم رفع أصابعها يمسها بأطراف شفتيه وهو ينظر لوجهها الذي تورد ، ولجسدها الذي اجفل وهى تبادله تحديقه بذهول؟!
ثم همس " كما أتمناهما لكِ أيضاً!"
الهجوم عليه حامية مشاعرها التي تلين طالبة وده وحنانه ،كان هو خير وسيلة عندما قالت من بين أسنانها " وطبعاً هذا متوقف على جنابك ..بحق الله من الأحمق الذي أفهم الرجال أن نجاح المرأة أو سعادتها متوقفة عليهم .."
من الجيد أن المرافق لهم لا يتنصت ؟! وجمت ملامح خالد قبل أن يترك يدها ببرود ثم قال في نبرة آمرة غليظة أخرسي حتى نصل "
الوقت الذي استغرقوه للمكان لم يكن طويلاً بينما هي تحاشته نهائياً مقررة أن تستمتع بعظمة المكان تتأمل مبهورة الجبل الشامخ الذي يحتضن الأراضي المترامية والبيوت الحديثة والطينية ويطل على نهر النيل وكأنه يخبره عن سرٍ طويل تعاقد بينهم منذ آبد الآبدين مانحين للمكان المميز طلة سحرية ولدت من رحمها أرض الكنان....توقفت السيارة على أرض ممهدة نحو الأعلى مزروع جانبيها بالورود واشجار الكركديه المميزة...بالطبع التفت إليها خالد يساعدها للخروج وهو يقول بهدوء " يجب أن نصل للمكان مشياً على الاقدام "
لم تعترض بل استسلمت لسنده لها وهى تكمل تأملها المنبهر لسطح النيل الذي يتراءى لها متراقصاً بانعكاس نور القمر الذي لم يختفي بعد حتى وإن كانت تستشعر بزوغ فجر نهار جديد أخيراً...
ومن مشيها المتمهل خمنت أنه لم يحجز غرفة في فندق وإنما من شكل المنازل الطينية التي تعلوها قبة تشبه أسطح المساجد و المطلية باللون الأزرق المريح في ديكور متوحد خمنت أنه حجز أحدها ..ولم يطل تخمينها طويلاً عندما مال جانب أذنها وهو يقول بخفوت خبيث " الفنادق لا تمنح خصوصية نحتاجها، منزل صغير خاص بنا أفضل"
قرقعت معدتها ،حتى شعرت أن ذلك الصوت كان كافياً لأن يسمعه عندما رفع حاجبيه ينظر إليها بتحدي متلاعب...لقد وقعت في فخه فعلاً حتى وإن أرادت النجدة ،من قد يستطيع انقاذها منه وهما على بعد آلاف الأميال ،والمغيظ أنه يملك عقد زواج بمباركة الجميع وموافقتها الحمقاء...
لم ترد ،بل تناهى لمسامعها وابصرت عينيها من جديد فرقة صغيرة مكون من عشرين رجلاً أو يزيد يتراصون على الطريق أول البوابة وحتى باب بيت يطل على النيل مباشرة ...يدقون على دفوف بصخب آثر للحواس ويتغنون بنغمة لم تفهمها ولم تفسر كلماتها ..فسر هو من جديد بعينين ضاحكتين "لا تستخدمي ذكائكِ ،أنتِ تجهلين اللغة النوبية"
لم تكن لتخبره أن كل هذا يسعدها لذا قالت ببرود" مزيد من الاحتفال والغناء ،وكأنك افلحت في السابق ولم تبقى ملتصقاً بجانب الرجال وكأنك خائف أن أكلك؟!"
نظر إليها بدهشة قليلاً قبل أن ينفجر في الضحك قبل أن يقول بخبث" إذاً أنتِ لم تكوني مستاءة من تواجدي كما تظاهرت ،بل أردتِ أن التصق بكِ؟"
تباً كما تكره تهورها في الحديث.... "لا إنما متعبة أريد أن أنام .."
وصلا أمام باب المنزل أخيراً والذي قابلهما بجانبه أحد العاملين مانحه المفتاح وهو يقول بابتسامة مرحبة كبيرة " مبارك لكما ،لقد استلمت الحقائب بنفسي من الأمس ستجدها بالداخل ، وتلك الزفة هدية خاصة من أرض النوبة "
شكره خالد بلطف قبل أن يفتح الباب ،ويحيّ الرجال ثم دخل وأغلق الباب وراؤه وهو يقول بهدوء " ظالمة ..هل رأيتِ إنه كرم منهم يمنحونه لأي زائر لأراضيهم "
منحته ظهرها وهى تقول باقتضاب "حسناً"
لم تنطق غيرها إذ أن الاضطراب الذي تعيشه الآن كافي جداً...هي أخيراً معه في مكانٍ واحد ،لا بل غرفة واحدة ..دون أي حماية ،دون أدرعة ..ومطالب منها أن....رباااه لا ،لا هذا لن يحدث ..لن يتحقق بينها وبين خالد بالذات...خالد الذي تربت معه في منزلٍ واحد ،خالد الذي كان يحذرها يحاوطها ألا تقع في الخطأ يوماً " أين خطأ يا غبية أنه زوجكِ...الرجل الذي تحبينه منذ علمت ما الذي يعنيه الحب..."
قفزت من مكانها وهى تشهق بذهول "لم يكن من لمسته الخفيفة لخصرها من فوق قماش فستانها بل من اعتراف خرج منها مواجهاً قلبها بقسوة....
يفهم توترها كأي عروس تجد نفسها تنفرد بزوجها لأول مرة ..يكشف المرض العضال الذي لم تشفى منه وإنما مؤكد خالد لم يعرف بعد ،الجانب الآخر من سَبنتي ،ذلك الشبح الذي مازال يتغذى على سلامها جاعلها ترفض الانصياع ،تتمرد على منحه ثقة يستحقها ...تبغض دون أن تجرب بعد ما قد يحدث بينهما...!
سمعته أخيراً يقول بصبر" تجولي في المكان وألقي نظره ،أنا أحتاج لتجديد وضوئي"
أومأت ببطء ثم سألته باهتزاز" ما الذي عناه بوصول الحقائب أنا لم أجهز شيئاً"
صمت خالد لبرهة قبل أن يقترب منها وهو يضع يديه في جيبي بنطاله قاصداً أن يرسل لها تفكه صغير ،لن ألمسكِ مرة أخرى طالما تقفزين كأن عفريت خرج لكِ من الظلام " وما الذي جهزته أو شاركتِ به تحديداً منذ أن شرعنا في الاستعداد للزفاف؟!"
اشاحت بوجهها بعيداً رافضة الإجابة ..فقال هو بهدوء "بدور محل ثقتي ،لذا هي من قامت بتجهيز حقيبتكِ "
همست "إذاً يعلمون أننا هنا؟!"
انصرف من جانبها وهى يقول ببرود "بدور فقط أهل لثقتي...إذ أني تعمدت أن ابتعد عن السفر للخارج أو أي مكان يتوقعه أحد "
"لماذا؟' سألت بحيرة دون أن تستدير نحوه بل ظلت مانحة إياه ظهرها وأجابها في برود هو أيضاً دون أن يستدير نحوها "لأني أردت وهذا كافياً لذا لا تجادلي؟!"
اختفى خالد داخل الحمام ...بينما هي استدارت ببطء تتأمل أثره مشتمة أثر عطره باضطراب و خوف ؟!
" لماذا تحول عائداً للوغد القاسي الذي كان ؟! هل استسلم سريعاً يأساً منها قبل أن يبدأ حتى؟!...ألا يفهم الغبي أن ما يحدث معها أمراً فوق طاقتها...
نفضت أفكارها جانباً وهي تمتثل لأمره متجولة في أرجاء المنزل الريفي ،لم يكن المكان واسعاً أو مبهرجاً بل البساطة والرسوم النوبية المشهورة ما بين لون بني محمر وأخضر وبعض النقوش الصفراء والزرقاء أضافت راحة نفسية رهيبة لداخلها...كان هناك في ما يشبه حجرة استقبال طاولة خشبية مسنودة على الحائط المزركش وبعض المقاعد الملونة أيضاً بنفس لون الجداران...انتشرت أيضاً وسائد في الأرض مشغولة يدويا في مثلثات توافقت مع باقي الديكور ...غرفة أخرى جانبية وضع فيها سريران صغيران متقابلان...جيد مؤكد ستحتلها في وقتٍ لاحق هاربة منه...تنفست بارتياح ،بالطبع لأنه اختار منزلاً من غرفتين ..إذاً هو يفهم أنها لن تستسلم وإن وقف على شعره الأسود الكثيف الناعم الذي تمنت مرة وهو يقبلها أن تغرس أصابعها فيه مستمتعة بكثافته .."تباً ..تباً توقفي يا غبية ..هل أنتِ منحرفة حقاً وترغبينه كما أخبركِ متفاخراً؟!"
أغلقت عينيها علها تبدد عن عقلها المتطرف الفكرة ثم واصلت سعيها حتى وصلت للمرر الطويل الذي اختفى خلفه ! والذي لم يكن إلا غرفة نوم رغم ضيق مساحتها إلا أنها كانت مبهرة ...نوع جديد لم تره قط رغم سكنها طوال عمرها في أفخم المنازل والقصور...سرير عريض يتوسط الغرفة حُدِد جانبيه بطاولات خشبية صغيرة بأرفف وعلا ظهره نافذة خشبية بزجاج ملون نصف مستديرة خطت جانب كبير من الفراش ،والحائط المطلي بلون البنفسج ...

عطرة المسكي المميز نبهها أنه عاد إليها قبل أن تسمعه يقول "أعجبكِ المكان ؟!"
استدارت ببطء تواجهه ترفع رأسها لأعلى وهى تنظر إلى جسده الضخم الذي اظهره قميصه الذي احتضن صدره بتملك مظهراً كل خط في عضلاته ..بصورة مخيفة ..انكمشت تلقائياً وهى تغلق عينيها عنه صاعدة نحو وجهه الوسيم خشن الملامح .. فكه العريض ،شعره الذي كان محل أفكارها منذ برهة كان ينسدل على جبينه إثر المياه التي بللته ..دفه خالد راحتيه على جبهته قبل أن يزيح خصلاته للوراء مصففها وهو يرفع حاجبيه بخبث "ليس الآن ؟!
اجفلت وهى ترجع خطوة للوراء صارخة باعتراض وكأنها تحاول نفي تهمة تأمله " ماذا تقصد؟"
هز كتفيه بلا معنى وهو يقول ببراءة " عنيت وقت تجمدكِ ...أريد أن أصلي بكِ أولاً"
سألت دون تفكير "لماذا؟!"
رفع طارف فمه باستنكار وهو يقول "ما هو الماذا...أريد الصلاة ألا تعرفين أننا يجب أن نقيم ركعتي بناء؟"
فغرت فمها قليلاً قبل أن تقول "لم أفكر في الأمر"
تصنع ابتسامة وهو يقول باستهزاء " بالطبع أنتِ لم تفكري في أي شيء يجمعنا بالأصل ..أتساءل أحياناً إن كان حبكِ لي بالأساس فكرتِ فيه يوماً؟!"
رغم اهتزاز حدقتيها وشعور من الألم تملكها إلا أنها قالت بصقيع "أنت محق ،لم أفكر فيه ،إذ أنه كان مجرد غباء من قبلي"
لم يرد بل ظل ينظر لها بهدوء غامض قبل أن يقترب منها يدفعها نحو الحمام وهو يقول " اذهبي للوضوء ،وبعدها لدينا عمر مديد للتعامل مع حماقاتكِ"
حاولت الاعتراض "أنا لست حمقاء"
دفعها وأغلق ورائها وكأنه لا يطيق صبراً للتخلص من وجودها أمامه وهو يقول "كنتِ ومازلتِ سيدة الحمق"
بعد دقائق كانت تقف أمام المرآة تزيل زينتها بعنفٍ وكأنها ترغب في مسح كل مشاعرها الغير متزنة لترسيها على برٍ واحد...
وحينما فرغت واطمأنت لخلو بشرتها أخيراً من بقاياها ..كانت تتمسك في الحوض بقوة تتأمل عينيها الواسعتين بلونهما النادر الذي يحرقه ..تعلم أن مغازلته المخفية عبر وضع كل لمسة حولهما بلونهما يعصفان به ..ورغم تميزهما الذي يلفت النظر إليها دائماً ..لم تتوقف من قبل وتتسأل عن سر الاعجاب بهما ..عن فتنتهما التي يتحدث عنها؟! هل رغبها خالد لسحرهما؟! ...ولكنها لم ترغب في هذا أبداً بل توسلت في الماضي ليحبها كما هي دميمة كانت أو عادية! أليس هو من خبرها يوماً أن الجمال شيءٌ عارض ويُقيم بنظرات الطرف العاشق؟!!
" سَبنتي ،هل أنتِ بخير لقد اطلت؟"
هتفت من وراء الباب دون أن تفارق تأمل وجهها الشاحب " نعم.. امنحني دقائق وسآتي"
سمعت صوت زفرة طويلة فاقدة الصبر قبل أن يدعى الهدوء وهو يقول بإغواء" الطعام وصل...طعامٌ شهي معد منزلياً ،ألن يشجعكِ للخروج؟"
اقتربت سَبنتي من الباب وهي تقول من خلفه بدهشة "هل تغريني بالطعام كما القطط؟!"
اقترب خالد أيضاً وأمسك المقبض دون أن يديره ثم قال بنبرة بطيئة بتلكؤ على الحروف حرفاً حرفاً "لا ...بل أغريكِ كما حشرة الدعسوقة في موسم التزاوج ،إذ أن الذكر إن أراد استسلامها يجذبها لغصن ملئ بالثمار التي تصلح للطعام "
توسعت عينيها بذهول ، قبل أن تسأله وكأن موضوع التزاوج هذا لم يجذب اهتمامها " بئس الذكر الأحمق يستغل نهمها وجوعها ليصل لأغراضه الدنيئة!"
اسند خالد رأسه على اطار الباب كاتماً ضحكة اهتزت لها عضلات صدره ثم قال أخيراً بخشونة زائفة" لماذا تسبيه ؟ الرجل يعرف نقطة ضعفها ويقدمها لها بطيب خاطر من أجل أن يصل لهدفه النبيل "
"وما النبل في استغلال المسكينة ؟!"
لم يسيطر على ضحكته من جديد وهو يقول بمرح "الحفاظ على نوع البلهاء من الانقراض ..إذ أنه مُسلي"
امتعضت وهى تقول هازئة "الشهم وأنا من ظلمته "
تحشرجت أنفاس خالد وهو يهمس" أنتِ دائماً ظالمة"
بهتت وهى تهمس " ربما لم يكن احدنا ظالماً يا خالد ،بل الظروف المعقدة التي حاوطتنا واصابتنا بشظايا لم تكن من صنعنا"
سمعته يطلق تنهد مستغفراً قبل أن يقول "اخرجي أو سأدخل أنا ،لن نجري حديثاً كهذا وأنتِ مختبئة كطفلة مذعورة..
تنقل مزاجها في برهة وهى تهتف بغيظ "أنا لا أخافك لأذعر"
ردد "اخرجي وواجهي بشجاعة إذاً"
لم ترد وهي تبتعد عن الباب مرة أخرى وشرعت في خلع الجاكت وهى تخلع البروش الثمين بحرص ثم وضعته هناك فوقه وشرعت في الوضوء
خمس دقائق أخرى وكانت ارتدته من جديد دون أن تغلقه بل امسكت في يدها هدية بدور كما تقول "إرثها الذي وهبته لها ..في اعتراف ضمني منها أنها تراها جزء من العائلة أخيراً قاضية على أخر بقايا سلبية بينهما!
أخذت نفساً قانطاً قبل أن تفتح الباب هامسة لنفسها بشجاعة " إنه خالد ..فقط بعبعكِ الضخم لن يؤذيكِ ، أين كلامكِ القديم وتلويحكِ في وجه الجميع بأنه يهتم ،بأنه خالد والاسم وحده يكفي لتسكن كل مخاوفكِ ...رباه ما هذه الورطة المصيبة الفعلية أنه خااااالد...!
عندما عادت إليه اخيراً كان يقف على سجادة الصلاة شارعاً بدايتها أو ربما كان صلى بالفعل ركعتين قبل أن يؤمها...
ارتبكت عندما التفت إليها ينظر إليها بابتسامة حنان وبريق عيناه يزداد ناراً متوهجة ..إلا أنه لم يقل شيء فقط أشار نحو حقيبة مفتوحة على الفراش اسند جانبها حجاب للصلاة وهو يقول "ارتديه "
اومأت دون جدال ..وعادت نحوه بخطوات غير موزونة ..قبل أن يعدلها بجانبه تقف متأخرة عنه خطوة سمعته يقول بهدوء" اهدئي لن انقض عليكِ ،أنا لن المسك إن لم ترغبي!"
زفرت بارتياح وهى تقول باستفزاز "جيد ،هذا معناه أنك لن تقترب مني أبداً"
"سخيفة" قصفها بالكلمة قبل أن يشرع في التكبير مجبرها للاستماع لصوته الشجي ...هل اخبرته من قبل أنها تحب صوته عندما يرتل عليها آيات الذكر الحكيم ..أن كلها يرتاح وينجلي عنها صديد الوجع ويصبح قلبها خفيف صافي عائداً لنقائه الذي كان...لا تعتقد أنها فعلت ...ولن تخبره أبداً ..لن تمنحه أيا من نفسها القديمة لن تلاحقه ،لن تنكشف إليه...ربما اعترافه لمسها ..ربما كيانه حولها يضعفها ..إلا انها مازلت لا تقدر على تخطي ذلك السد المنيع الذي بُني بينهما رافضة منحه سلطة على فؤادها ،خائفة هي أن يعود يلقيها وراء ظهره من جديد إن حدثت أزمة بينهما !

بعد وقت كان فرغ من الصلاة، وفور تسليمها خلفه حاولت أن تقف سريعاً لتجد لها مكاناً تختبئ فيه إلا أنه امسك ساعدها يجلسها أمامه على ركبتيها ثم وضع يده على رأسها من فوق الحجاب وأخذ يتلو أدعية كثيرة مستمر في خشوعه رافضاً ذلك الإلحاح المؤلم الذي يصرخ فيه بأن يسكنه بضمها إليه بقوة ...
" اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه"

ظل كليهما في مكانه دون أن تجرؤ وتحاول التحرك من جديد وكأنها بسكوتها هذا ستجبر الوحش المتربص بها على التزام الهدوء أيضاً...
حتى قالت بحماقة " أريد أن أغير ملابسي!"
ادعى الصدمة وهو يقول بعينين جشعتين فيها " وأنا من كنت أبحث عن كلمة اخبركِ بها ..دون أن تجزعي! "
الاحمرار زحف على وجنتيها مبدداً الشحوب تماماً عندما أغلقت عينيها سريعاً وهى تهتف بحلق تورم من الحرج "لم أقصد ما يجري في عقلك..."
مال نحوها يجذبها إليه لتقع كلها على صدره صرخت فيه بإجفال قبل أن يرفع وجهها إليه بأطراف أصابعه ثم قال بتلكؤ دون أن ينزع عينيه عن حصار عينيها " وهل تعرفين ما يدور في عقلي الآن يا بقة؟"
التصاقه بها ..مع ضيق الغرفة ونسمة صافية عبقه برائحة جلده المميز التي تسللت من خلال قميصه المفتح أول ازراه ..كلها تعاونت لتغزل حاجب ضبابي مانع عقلها من التفكير...
فقط عيناها تتألقان ببريق النجوم المميز بتلك النظرة التي كانت تكافئه بها بالماضي ...
داعب وجنتها المخملية برقة قبل أن يهمس أمام شفتيها" هل فقدتِ فصاحتكِ في الرد ،أم أني اعتديت عليكِ في وقتٍ مفقود وقصصته؟!"
لم تبهت نظرتها ولم تبتعد عن مرماه حتى عندما قالت بنبرة هادئة عادية وموزونة "جرب أن تضرني بأي سوء وأنا من سأكسر أضلعك المبالغ فيها "
أخفض رأسه وكاد أن يحط بشفتيه على شفتيها وهو يهمس "أنتِ الضئيلة أكثر من اللازم ...لذا أشك أنكِ تستطيعين تنفيذ تهديدكِ"
قبل أن يقتنصها أخيراً ساحبها من جديد لعالمه ..كان يشعر بها تضربه في خصره بكلا قبضتيها وهى تبتعد عنه ثم تقفز كالعفريتة ملتصقه بأخر الغرفة وهى تهتف "لا .."
وقف خالد وهو يخلع قميصه بملل ثم قال بجمود " سأنتظر خارج الغرفة أمامكِ عشر دقائق أخرى تغيرين فيها ملابسكِ ،وبعدها سنرى معنى تلك "اللا"
قالت كمن تلبسها عفريت "لا داعي، بل ستتركني أبيت في الغرفة الأخرى قبل أن ...أن ...."
اقترب منها وهو يقول ببرود وقح " ماذا هل ستصرخين...حسناً لن تسببي لأحد الاحراج إلا لنفسكِ ..إذ أن صراخكِ متوقع "
توسعت عينيها بذعر وهى تتذكر تلك الجلسة النسائية وما اخبروها إياه ..اللعنة عليكِ يا نوة لكم أكرهكِ"
توقف خالد مكانه ..ثم قال بحيرة " ما دخل نوة في الأمر؟"
كان اقترب منها ..اقترب حد أنها حدقت في صدره الأسمر العضلي المرعب بذعر أكبر .شاعرة أنه إن نقل خطوة أخرى سيطولها ويدعسها تحته ..لم تجد أي مكان للهرب غير القفز فوق الفراش وهى تحمل طرف فستانها بين أسنانها...تلتصق في ظهر السرير بحماية قبل أن تحرر الفستان المسكين لافحه إياه تقريباً فوق كتفها وهى تقول بنبرة مهددة بالبكاء" تعقل يا خالد ..وابتعد عني ..أنا سَبنتي، الدعسوقة الحمقاء الصغيرة ،كيف ستتحمل نفسك إن غررت بها ؟!"
ثبت خالد مكانه يعقد يديه على صدره مصدوماً من حماقة المنطق ثم قال ببرود" لا تقلقي سأتحملها وأشكرها فخراً لأداء المهمة!"
رفعت إصبعاً محذراً نحوه بينما عيناها تقيم سريعاً المسافة بين وقوفه ومخرج الباب ...تباً ساقاه الطويلتان ستلحقانها بخطوة وحداة حتى إن جرت أمامه عشر خطوات...
عادت تنظر إليه بإحباط وهي تهتف باختناق " أنا ابنة ناس على فكرة وما تريد فعله سيجعل راشد يعلقك على حبل مشنقة إثره ...
ممتعة...لذيذة ، بها أنوثة وطفولة متناقضتان وملهبتان لحواسه الرجولية فكيف الحال إن كان يحبها أيضاً ؟!يكاد يجن ليظفر بها حلالاً بين ذراعيه ويسحقها فوق صدره ، مازجها بكل إنش فيه ...
قال أخيراً بجدية " ثقي بي ، راشد سيفتك بي إن لم أفعلها "
تهدل كتفيها بإحباط وهى تقول بنبرة مضحكة" الخائن لقد باعني بالكامل ...لم يكن عشمي بك يا أبي"
كان خالد قد نقل خطوتين نحو الفراش عندما قال بضجر " إن كنتِ انتهيتِ من نعي نفسكِ وسبه، هل يمكن سيادتكِ الانتباه معي قليلاً؟"
نقلت خطوتين لطرف الفراش وهى تقول بحذر " ماذا إن توسلتك ..ألم تخبرني أني إن لم أرد لن تقترب؟"
عقد حاجبيه وهو ينظر إليها كمن يخضع لتقيم ما ثم قال أخيراً بغلظة " كنت اخدعكِ لتهدئي...أنا لم انتظر لما يفوق خمسة وعشرين عاماً مدة عمرى البائس لأترك زوجتي ليلة الزفاف بالنهاية ..دقيقة أخرى لن أصبر لابد أن أدخل بكِ ..!"

هل عاد لنفس اللعبة ؟!اللعنة اللعنة ستبكي.... بحثت عن أي عذر ..عن أي مبرر فلم ينر في عقلها الفذ إلا القول بمنطقية تامة" اسمع، لماذا لا نمنح أنفسنا الفرصة ، نعقد خطبة فيما بيننا نتعرف على بعضنا بشكلٍ كافي عن قرب وبعدها نرى إن وجدنا انجذاب من الطرفين ،واستعداد نفسي ..نكمل ما تريده وإن لم نجد "وإن شاء الله لن نجد " كل منا يرحل لحال سبيله؟!"
كانت كل كلمة منها تهبط على عقله كالصاعقة جاعلة عيناه تتوسع شيئاً فشياً حتى شعر بأن كل نسمة هواء تجرح مقلتيه ...
"فكرة عبقرية وتُحترم للحقيقة ، ولكنى لن أحترمها"
قال أخيراً بصوتٍ عميق فظ...
صمت لبرهة قبل أن يراقب كتفيها يتهدلان بإحباط ،متسلى بها عندما قال "لن اخدعكِ لقد رأيت كلللللل شيء ،وإن كان هناك ذرة صبر فقد تبخرت بعد سخائكِ "
رفعت رأسها إليه كالطلقة وقبل أن تتحفه بالسؤال أشار نحو ساقيها العاريتين إلا من جورب نسائي أبيض يصل حتى أسفل ركبتيها وقد ثبت من على الجانبين بشرائط من الدانتيل ، لم يكشف بعد أين ينتهى...
شهقت بذعر أكبر وهى تخفض فستانها ..وبين شعورها المريع بالحرج وتفكيرها المبهر بالهرب كانت تجد نفسها تُسحب من قدميها لتعرقل وقفتها وتنبطح على ظهرها فوق الفراش ...لهثت انفاس سَبنتي بعنف وهى تراقبه يزحف فوقها مثبتها بجسده فمه يهمس بصوت ارهقته العاطفة المقيدة فوق بشرتها " يا مجنونة ،لقد خلقنا لبعضنا ..لماذا العناد إذاً وتلويع قلبكِ قبلي؟!"
اشاحت بوجهها دون أن ترد إلا أن أيا ما كان تنويه باستخدام الصمت كسلاح تبخر مع الريح وهى تصرخ بذعر لامحة الحقيبة المفتوحة التي يخرج منها قميص نوم أ حمر ناري " هل فتحت هذه الحقيبة.. أخواتك عديمات الاخلاق ...جميعكم يتواطأ ضدي ..ابتعد ..ابتعد "
ازاح خالد الحقيبة بطول ذراعه لتقع أرضا مصدرة صوتاً مكتوماً على سجاد الغرفة ثم عاد يجبرها للنظر إليه وهو يقول متعذب " فلتحترق الحقيبة، ويغصصن أخواتي بخبثهن ..من قال أني أحتاج لشيء صغير شفاف مثير ليشعل حاجتي نحوكِ؟!"
اغمضت عينيها بقوة وكلها يتشنج تحته غير قادرة على النظر إليه أو الرد...ووجدها هو فرصة عندما مس شفتيها برقة مذيبة ،تماس يعقبه تماس كله يشتعل يتصلب بألم يزأر بداخله شعورٌ وحشي بتملكها دون تمهل دون مهادنة... جاعلها تدخل عالمه لتبادله رغبته العنيفة بعنفٍ مماثل ....
إلا أنها لم تفعل التزمت بالتشنج ..إلا أن أنفاسها وتفاعل جسدها الذي يلمسه ينذر بما تتمنع صاحبته عن البوح به ...
حررها خالد من هجوم فمه ، ثم ربتت على وجنتها برفق فقط صفعات خفيفة للغاية وكأنه يريد افاقتها عندما قال بغلظة " سَبنتي هل متِ ؟!"
وإجابتها كانت هادئة كهدوء عاصفة أمشيرية! "لا أفكر ماذا استخدم لضربة تتسبب في اغمائك!"
منحها ابتسامة ساحرة قبل أن يجبرها على فتح عينيها الواسعتين عندما انقض على فمها ملتهم شفتيها في قبلة عنيفة شرسة ..أججت مقاومتها الممتعة.....
وفعلت مانحة إياه ما يريده ،تكور كفيها ضاربة إياه في كتفه وذراعيه ..عينيه لا تفارق عينيها ...فمه الثابت الواثق مستمر في تحطيم حصونها ، محو كل اعتراضاتها ..تكسير كل افكارها ليبقى شيء واحد لمسه تفاعل معه سالباً كل قدراتها الذهنية ،ثم شتتها بعيداً ليبقى هو وهي فقط...هدأت يديها أخيراً وفردتها دون وعي على صدره العاري وكأن بركان اضطرب فيه مكان لمستها الناعمة ..شاعرة به هي عندما ارتبكت وهى تحدق فيه بذهول انفصل خالد عنها أخيراً فقط لبرهة وهو يهدر فيها أمراً بأنفاس مقطوعة " المسيني...أشعري بي كما أشعر بكِ"
هزت رأسها نفياً ، ليس لأمره وإنما لمشاعر تجتاحها دون أن تفهمها ،لإحساس يسيطر عليها غير راغبة في تفسيره...
انحدر يدفن شفتيه تحت أذنها يمس بنعومة ذلك الشريان الذي يضرب بجنون هناك ...وهمس من فوقه بنفسٍ ناري لفحها" هل أنتِ خائفة مني حبيبتي ؟"
" ألم يتأخر سؤاله كثيراً نظر للوضع المتداخل الذي أصبحا فيه؟!"
إلا أنها هزت رأسها بنفي شعره من فوق بشرتها الشهية...
" ما الذي يعيقكِ إذاً"
كانت يديه تعمل على خلع معطفها بينما يهمس داخل أذنها بنبرة حسية قادتها للضياع ...وكادت أن تستسلم بيأس! ..أن تحتضنه كما تمنت مرة ليس لتقديم ما يرغبه منها بل لأنها كانت بحاجة وحشية أن تشعر بذراعيها حوله تختبئ فيه من العالم ،من مشاكلها من كل ما يعيقها...من كل احزانها ..هي ارادته بقدره ..ولكن يبقى ما يطلبه منها في المقابل عائق كبير كيف لها حتى وهم في هذا الوضع أن تتخيل ....." رباااه أنت خالد!"
إلا أنه كان أكثر انشغالاً من أن يسمع اعتراضها ويفسره عندما ركع على ركبتيه فوق الفراش ثم دفن يديه تحتها يرفعها بالمقابل لتستقر على صدره.. وحققت أمنيتها عندما ارحات وجنتها على قلبه تلف يديها حول خصره بتشدد ..توقفت يدا خالد عن فتح سحاب فستانها وتركه هناك معلق حتى المنتصف مأخوذ بمبادرتها، بملمسها الناعم برقتها الفطرية ..بيديها التي تستدير حوله تضم نفسها إليه بتشدد..
وهادنها لم يجد إلا هذا طريق وهو يكبح مشاعره المتأججة للمرة التي يعجز عن عدها..
أخذ في ضمها أكثر لصدره القوي يغمرها بحبه ،بإحساسه بقوته وضعفه معها ...حتى تحولت الغمرة لإحساس أقوى مبهر في جنونه ، في لهفته كأي رجل يتأثر لوجود امرأة لأول مرة معه في خلوة ، لاستقرار الحبيبة بين ذراعيه ..يداه تنحدران يكمل ما بدأه أنامله تداعب جلد ظهرها الذهبي بإلحاح ،ينحني من جديد ليجد مكاناً تستقر فيه قبلاته فوق كتفيها، ناعمة كبشرة الأطفال ..ذهبية كحجر النار ..متقدة كالجمر ..شهية كثمرة التوت الذي طاب أكله وحلا طعمة ...مسكرة كالخمر الذي استلذ اشتهائه رغم تحريمه، داعبه هوى نفسه للنهل منه حد الثمالة...أما عنها تاهت المعاني وضاعت الكلمات ، وتشتت كل الرهبة وإن بقى بداخلها هاجس الخجل الذي يعيق تحررها معه واقفاً بينهماً سداً منيعاً حتى وإن وجدت نفسها تستسلم دون مقاومة عندما أخذت يديه في تحريرها من الفستان برقة وخطوة خطوة حتى اسقط كميه وبقى معلقاً فوق خاصرتها...رغماً عنها وجدت نفسها تشهق كمن بقى وجوده تحت غمرة الماء متنعماً إلا أنه في لحظة ضرب الحاجة للهواء رئتيه فاخرج رأسه عالياً ... وهى تحجب عن عينيه ما كشف منها بكلا ذراعيها
البسمة في عينيه الهفة في صوته وتلك المشاعر المجتاحة في وجهه الذي يتألم جعلتها تصمت تماماً كمن أصابه الخرس تتحرك بين يديه كزهرة يانعة في مهب ريحٍ عاتي ...
امسك ساعديها بلطف محاولاً أن يبعدها ..إلا أنها هزت رأسها برفضٍ مميت وهى تقول بتحشرج "لا أستطيع ...أرجوك"
حاول التحدث بلطف ،متصنعاً الود إلا أنه لم يقدر عندما قال من بين أسنانه "اوقفي عقلكِ عن المقاومة ..وستملكين القدرة"
هتفت بذعر عندما اندفع إليها يبسطها من جديد دافعها على الوسائد الحريرية " نتحدث أولاً ..سأعترف بصراحة أنا .."
قال بشيء من الصرامة " أنتِ مُتعِبة يا بقة ..وأنا أحجم نفسي عن الفتك بكِ حتى الآن !"
انفجرت شفتها العلية بما يشبه الاستنكار ثم هتفت تجادل " أتساءل كيف سيكون عدم تحجيمك ..إن كان تحجيمك بهذا الشكل "
ابتسامته الشرسة لم تبشر بالخير عندما نظرت إليه بتوجس وهي تراه يتخلص من باقي ملابسه ...صرخت سَبنتي بعنف معترض وقبل أن تهرب كانت تشعر به ينخفض من جديد يقبلها بعاصفة ..مرة وراء مرة بشوق جاعلها ترتجف ..نزع عنها أخر افكارها كما باقي ملابسها ...
هي لم تعلم متى باتا مشتبكين لا يفصل بينهما حتى مرور الهواء ، لا تدرك متى توقف العقل والكلام ،ولم تبقى إلا حروف يدغدغ بها أنوثتها ...تجهل كلياً متى انتقلت لقمة العاطفة عابرة معه طريق ليس منه عودة مكتفية بالتحديق ...بعينين واسعتين لم تتزاحم فيها أية مشاعر تاركين "للذهول فقط " حرية التعبير بهما...في وجهه خشن الملامح ...بذهول تراقب فمه الشهواني الذي يترك بصمته فوقها بالغريزة يغزو جندها ويستبيح منها حرمة أماكن ارهقت أفكاره منذ زمن بعيد كما يهمس بصوتٍ خشن داخل أذنها...
لا هي لم تغلق عينيها لم تستطع إذ عجزت أن تفعل .. فقط فمها فاغراً بصدمة أنفاسها تتلاحق بطبيعة الجهد الذي يجبرها عليه ..مشاعرها تتقيد ،أنوثتها المجهولة تتمرد ..متى شعرت بالأصل بتلك الانوثة التي يتغنى بها هاتفاً من بين لمساته وهمساته والإجابة أبداً .. إلا أنها تجدها الآن تتمرد على كل ظنونها ، مدللة في وجهه سائقة إياه إلى الجنون...
وحاله لم يكن أقل منها رغم المشاعر التي أطلق لها حرية التصرف بعد طول تقيد ..إلا أنه كان يحدق في بنفسجها الآسر مقيداً بسحرها "بذهولٍ مماثل "
صوته يهدر فيها لامسة فيه توسلاً لم ينفيه " المسيني يا عبثية"
سمحت لذراعيها أن ترتفع بحذر إلا أنها لم تجرؤ على وضعهما على صدره من جديد ،بل لفتهم حول عنقه ..سامحة له أن يرفعها قليلاً نحوه ليصبح كلاهما يجلسان نصف جلسة كلها يلتف على عضلاته وخاصرته ...تملكه فيها يزداد حرارة وشوقاً ..مفتوناً بامرأته الأنثوية التي لم يغادرها فضول المراهقة وبراءة الطفولة ..شهية بعذريتها ،ليس عذرية الجسد الذي يبذل جهداً خرافياً ليهادنه ..وإنما عذرية الفكر الذي يتخبط لمسه في كل حركة منها حتى استسلامها للدوامة التي انفصلا بها عن الواقع ..عن كل الموانع ، عن التحفظات ،عن الأفكار...تحت تأثير عاطفة مسكرة عالية...
تلاشى العالم من حولهما ..حاجبهما تحت ستار شفاف ..كلا منهما يحدق في عيني الآخر بنظرة واحدة لم تتبدد" الذهول البحت" وكأنهم يصعدان لقمة جبل عالي بعيد شاهق تفلحهما برودة الثلج فيه كلما ارتفعا خطوة ..وتدفئة نار الجسد المتلاحم كلما ارتعش كلاهما بتناغم ..حتى كان اجفالها ودمع سبح من عينيها وهي تدفن وجهها سريعاً داخل صدره تكتم شهقة ألم ..صرخة خسارة لم يحدد أيا من الأسباب التي تعددت في تلك اللحظة قد يكون سر إطلاقها ..
"سَبنتي هنا ...سَبنتي له ...سَبنتي زوجته وحلاله ...هل له أن يصدق ، أو يستوعب حلماً اصبح واقعاً بين ذراعيه، يتملكها ،ويمنحها نفسه ...واضع بها وفيها أخر خيوط الترابط التي لن يقطعها إنسٌ أو جان إن فكر يوماً أن يجرهما لخبث شيطانيهما ..هل له ألا يخشى أخيراً من وحوش الماضي البشعة أن تظهر من جديد وتحول بينهما ...وما بين هذا وذاك وبين تفكير وغمرة عمر سرقت حتى أنفاسه ..كانت كل مشاعره لم تكتفى منها بعد ..باسط روحه و نفسه فيها وإليها أعمق واقوى، وأقل تحكماً في نفسه رافضاً تحريرها ليتوحد كيانهما ....حتى وإن ضربها الضعف والوهن ،غامر تعانقهما هذا نور الشمس التي اقتحمت بأشعتها أجواء الغرفة الحميمة الصغيرة التي شهدت على حبه لها كما حلم يوماً ..إذ لطالما كان يراها زهرة عباد لن تتفتح له سبلها إلا في نور الشمس الساطع الذى يغمر الدنيا بضيائه ووضوحه بعيداً عن ظلام الليل الدامس بضباب شياطينه وأسرارهم المخزية...
.......................
"يا إلهي ،ما أجملكِ ...ما أجملكِ وأجمل تذوق حسنكِ "
أنفاسه لم تكن هدأت بعد عقب انتهاء العاصفة التي جرفت كليهما يشرف عليها من علو يوازن جسده الضخم على كفيه المحيطان برأسها وهو يتأملها بشغف لم تتركه صدمة اللقاء بعد ...
إلا أنها لم تبادله أياً من أحاسيسه ..وقد أغلقت عينيها أخيراً رافضةً النظر إليه حرجاً و ذلاً؟!
صوته العذب كان يهمس لها من جديد وهو يهبط بجانبها ناوياً أن يحيطها بذراعيه مهدئ انفعالها الطبيعي ،مطمئناً لها أنهما بخير وقد تخطيا أول عقبة ...إلا أنها لم تستسلم هذه المرة بل ازاحته بمقاومة عنيفة وهى تبحث بألم الخجل عن أي شيء تستر نفسها العارية منه!
بحيرة يغلبها التعاطف كان هو يجذب طرف الغطاء يدثرها به ..إلا أنها رفضت مساعدته أيضاً عندما جذبته بيدين منتفضة وفم مضموم بقوة وكأنها تقاوم ألا تنفجر في البكاء وعندما لفت نفسها من رأسها حتى اخمص قدميها تتكور حول نفسها على طرف قصي من الفراش المشترك ..راقبها تدفن وجهها كله في الوسادة كتفيها يتقلصان في مزيدٍ من التماسك ..الذي لم يفلح إلا لدقائق ..إذ أنها انفجرت أخيراً في بكاء عنيف ،بشهقات متقطعة ..تشنج لها كله وهو يحدق فيها بتصلب...حاول خالد أن يقترب منها يجبرها على الترفق بنفسها ، أن يفهم ما يحدث ..إذ أنها لم تبدي أي رفض حقيقي ،لم تُخرج اعتراض واحد اثناء لقائهما...ولكن صرختها المجفلة لمجرد لمسه لها من فوق الغطاء جعله يتراجع وهو ينظر إليها بعينين كالزجاج عاجزاً عن الفهم وغاضب من رد الفعل ..ألم تخبره الطبيبة أن يعجل بالزواج ، وإن حانت له الفرصة ولمس ضعفاً فيها نحوه فليمض في طريقه !! أين الخطأ فيما حدث إذاً؟!
ظل جالساً في مكانه لا يتحرك لا يرمش حتى مكتفي بسماع نحيبها العظيم ،بملامح مغلقة خلت منها المشاعر ..قانطاً في إيجاد سبيل واحد معها واضح وصريح ليتبعه!
غافل أنه وحده في هذه اللحظة سر انهيارها ..سبب عذابها ،المتسبب الأوحد في بكائها مخرجاً كل مخاوفها ؟!
لطالما كان خالد ابن العم "رغم أنه الحبيب!"
لقد فكرت إن سلمته ما يريد ،إن رضت بضعفها معه وحققت له ما يرغب قد تتجاوز هذيانها ..ويذهب مع الرياح كرهها العاصف لتخيل نفسها معه...إلا أن ما حدث زاد الطين بله، معززاً بداخلها كرهاً غير محتمل لنفسها قبله ..كيف سمحت بما حدث ، كيف لخالد أن يخوض معها ذلك الطريق دون تردد من جانبه دون تذكر ما الذي كانت تعنيه له ..أهذا هو الحب العذري الذي صدعها به حد أنها صدقت بحقيقته وإمكان تواجده بينهما ؟!
تتخبط تائهة ..مضطربة كانت يديها تتقبض بعنف حول نفسها تتكور أكثر فأكثر بحماية ،أسنانها تنبش في الوسادة بقهر لن تتخطاه ..كيف لها أن تنظر إلى عينيه من جديد ..وهى ترى في انعكاسهما صورة بطيئة موجعة لتسليمها الغبي ..واجتياحه إياها ...
هل سيتركها الأن بعد أن نال منها ما رغبه...بعد أن خاض طريق لم يجد صده بداخلها إلا الندم ؟!"هل هذا ما شعرت به أمها عقب الاستسلام لمشاعرها ؟!"
"توقفي توقفي أنتِ زوجته يا غبية ...خالد لا يشبه أحداً ...ولكن تبقى المشكلة المؤلمة أنه بالفعل خالد وهذا يختصر كل الموانع لديكِ ..."

قلبها المنفطر في البكاء عاد يتجدد دقه بجموح غريب عندما شعرت به يريح رأسه فوق رأسها المدفون...إحدى يديه يدفنها تحت جسدها الملفوف في الغطاء والأخرى تستقر على خصرها محاوطتها ككماشة عتية ،كيانه العفي يديرها إليه جبراً قاومت قليلاً رفضت. بتعب ..رافضة النظر إليه ومواجهته ،إلا أنه لم يحاول بالأساس أن يجبرها على ما لا تطيق بل أكتفى أن يستبدل الوسائد بصدره الملهب ..سامحاً لها بترك بصمة عذابها على آنين فؤاده ، مال قليلاً يطبع قُبلة اعتذار هادئة فوق جبهتها ،ثم وضع كفه في خصلات شعرها يمسد فروة رأسها برفق ..جاعلها تهدأ شيئاً فشيئاً أنفاسها المفطورة تخدع ، وكل ألمها يسكنه بينما تسمعه يقول بصوتٍ أجش رخيم وجد له صدى داخل روحها مذكرها بعهدٍ كان
"أخيراً توحد كلانا في روحٍ واحدة بعثوري عليكِ ،وشفيت حالتي البشرية التي كُتب عليها الانقسام بالاكتمال "

صمت كما صمتت وهدأت أنفاسها على دقة قلبه ،اختفى البكاء وإن ظلت بقايا لانهيار....ولكنها بعد برهة تجرأت أن ترفع يديها المرتعشتين تلفهم حوله ..تضم نفسها إليه بقوة محققة أمانيها الخاصة فيه أخيراً.. منكمشة وصغيرة ،ضئيلة جداً على جسده كاللعبة... لم يحاول أن يضغط عليها بالمزيد وإن تمنى أن يفعل ،تاركها هي للبحث عما تريده حقاً بداخله ... وعندما استقرت أنفاسها أخيراً شاعر بانتظامها دون أن تحاول ترك ملجئها إليه ..كان يسبل جفنيه هو الأخر ،شاعر بتصاعد نبضات مضخته داخل صدره هادرة الدماء في عروقه ساخنة حارة ومؤلمة... واستمر في تلك الحالة يضمها إليه بقوة تارة ،يربت على ظهرها مهدداً تارة أخرى ..حامد الله أنها بالنهاية لم تنفره ولم يلمس منها اشمئزاز نحوه...همس دون صوت بقنوط "فقط لو تعلمين كم أحبكِ ،ما كنتِ استسلمتِ لكل افكاركِ تلك يا سَبنتي ..وكأنهم استبدلوا حقاً حبيبتي المشاغبة القوية التي كنت أعرفها ،ولم يبقى إلا مجرد ظل معتم يطعن دون سلاح "

...........................................
ht]يتبع الأن



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 27-10-20 الساعة 11:25 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:34 PM   #5998

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل السادس والأربعون المشاركة "٣"
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ".. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا

......،،،......


"ساعتين ونصف الآن ،ألم تشبعي بعد ؟!"
قالها نزار من بين أسنانه لعروسه التي تجلس أمامه دافنة رأسها كله تقريباً في طبقها!
تصلب وجهه شيماء بالغضب وهى تتحسس طريق طبق أخر ، تخطف منه "حمامة أخرى...وتضعها أمامها مستمرة في تناول طعامها بكل صمت وإخلاص مستفز ...
هتف نزار باعتراض حقيقي وذهول شاعراً بدمائه تغلي في قمة رأسه وبالدخان يخرج من أذنيه كشخصية القط توم عندما يقهره الفأر جيري..." هذه الخامسة، هذا إن تغاضيت عن عد وركي الفرخة اللذان افترستهما يا مفجوعة"
ملامحها رسمت البراءة والهشاشة وهى تقول بخيبة" هل تعد عليّ الطعام يا نزار ؟!"
قال بحيرة " بالطبع أعد ، أنا لم أتناول شيء حتى الآن يا مفترية ..أين يذهب كل هذا ؟!"
مطت شيماء شفتيها قبل أن تلتهم دون أي خجل او تحفظ معتاد أن يراقبها أحد أثناء طعامها قاصدة أن تشعل نفوره وهى تقضم بنهم صدر الشهيدة المسكينة التي جار عليها الزمن لتقع فريسة بين اسنانها ملتهمه صدرها المحشو بقضمه!
ثم قالت أخيراً بفمٍ ممتلئ" أكلتي ضعيفة على فكرة، والدتي تُحايلني بالعادة لألتهم المزيد "
شحب وجه نزار وهو يراقب الحمامة المسكينة تختفى بين يديها وأسنانها ثم قال بصاعقة" أكلتكِ خفيفة؟!...ماذا إن لم تكن هل كنتِ التهمتني أنا شخصياً؟!"
تعاني ،يعلم الله كم تعاني بتلبس طبع ليس فيها ،ولكن ليس هناك حل أخر لتهرب منه ،ليبتعد عنها حتى يحل النهار ،وتجد ملتجئاً دائماً عند والداته!
عضت طارف شفتيها قبل أن تهمس بتردد" لا تخف لن التهمك ،أعتقد ان طعمك لن يكون مستساغ"
توترت ملامح نزار وعينيه تتوسع برهبة قبل أن يقول بدهشة" ما الذي يعنيه هذا ؟!"
صمت قبل أن يهتف بأدراك" فهمت والله أني خمنت هذا قبلاً ..ليس بغريب عن عائلتك المتوحشة أنكم تلتهمون اعدائكم على طبق رئيسي"
عضت على طارف شفتها من جديد ،قبل أن ترفع ذقنها نحو مصدر الصوت وهى تقول بتلاعب" بدور وراشد فقط من يفعلاها ..خالد يرفض إذ أنه مُحرم"
"هذه مشكلته فقط "
شوحت بكلا كفيها مؤكده " طبعاً، آكل الأعداء عاده راوية لكن خالد لديه بعض التحفظات ، وأنا كما ترى أفضل الحمام والدجاج ؟!"

يا الله ستجلطه ،ستجلطه ومنذ أول ليلة لهما في " وكر الزوجية؟!" وليس عش بعد ما شافه منها...أين شيماء الرقيقة الهشة ،الضعيفة التي ظن أنها لن تستغرق بين يديه إلا دقائق بعدها ستكون له كاملة تتمسح بين أحضانه كقطيطه زغبة مطالبة إياه بالمزيد من الغرق العشقي؟!"
قال بعد برهة بنبرة من يوشك على البكاء " الله يكن في عوني، من أين سأطعمكِ إن استمر " ضعفكِ بالطعام بهذا الشكل ؟!" ،ستخربين بيتي وبيت كبارة البلد"
قالت ببلاهة " لا تقلق أنا أعمل وأستطيع أن اقرضكِ بعض المال ،فقط توقف عن النواح وعد الأكل عليّ"
يا فرحته سيرقص طرباً لهذا العرض المذهل والغبي ...كور قبضته ثم رفعها نحو فمه يعض على إصبع بشدة وغيظ ..مانعاً نفسه من أن يمنحها رداً قد يتسبب في بكائها عشرين ليلة...
هدر أخيراً وهو يقف مزيح كرسيه بعنف ثم يجذب ذراعها جابرها للوقوف معه" توقفي ، ستموتين بالتخمة ، استسلمي يا شيماء الهروب لن يفيدكِ "
تبعثر تماسك شيماء على الفور ..وتصاعد الذعر بداخلها وهي تتخبط محاولة أن تتخلص منه هاتفة بتشدد" لن يحدث، لن اسمح لوحشك المرعب أن ...أن ..."
صمتت قبل أن تنفجر في بكاءٍ عنيف ، مناقض تماماً لبرودها وسماجتها منذ دقائق على الطاولة ..أم يقول منذ ساعات ، أي منذ دخوله من باب المنزل وقبل أن يقترب منها يُقبلها يبارك لها كانت تتحايل بتوسل قارب البكاء أن يطعمها ..قبل أي أمرٍ آخر ..وليته ما فعل ولا رق لحالها!
جرها نزار بين يديه نحو غرفة نومهما ،ثم سحبها نحو الحمام يساعدها رغم أنفها لتغسل يدها وفمها...تلكأت يديه على شفتيها الورديتين اللذان مال جانبهما في تعاسة.. وهى تحاول دفع رأسها للوراء رافضة حتى لمسته!"
اطلق نزار زفرة صبر طويلة وهو يمد نحوها محرمة صغيرة لتجفف لنفسها مكان الماء والصابون...
ثم قال بهدوء" شيماء ، أي وحش ورعب الذي تتحدثين عنه، ما الذي تغير لقد كنا بخير قبل القدوم إلى بيتنا؟!"
تراجعت متلمسه طريق باب الخروج معتمدة على ذاكرتها وارشادات أخواتها ‏اللواتي أتوا بها إلى هنا بالسابق عدة مرات لتحفظ معالم المنزل ...
تبعها نزار للخارج وهو يراها تدفن وجهها بين كفيها واقفة في منتصف الغرفة قبل أن تقول بتوتر" كل شيء تغير، أنا خائفة ..أخواتي ‏قلن ..قلن أنك ستفعل أشياء بشعة "
رغم سبه ودعواته المخلصة على أخواتها متمنيا لهن بوقاحة ليلة فاشلة كليلته ربما يشعرن بحرقته ..إلا أنه اقترب منها يلمسها وهو يقول بمهادنة" أنهن مجرد حمقاوات ،بالعادة كما سمعت قبلاً أن المتزوجات يتلذذن بتعذيب وترهيب العرائس الجدد "
جفلت منه وهى تبتعد بتخبط ملتصقة في أول حائط وجدته ثم أخذت تبكي بتوسل حقيقي هذه المرة وهى تقول من بين شهقاتها " لا أريد ..أنا خائفة بل مرتعبة ،أرجوك أن كنت تحبني لا تقترب "
إلا أنه اقترب خطوات مكتومة منها وهو يقول بحنان محايلاً" ولكنى أحبكِ ،لذا لن أستطيع الابتعاد .."
هزت رأسها برفضٍ قوي رافضة بتشدد وهى تدفن وجهها في كفيها ثم هتفت من بين نشيجها المتقطع " أريد والداتك لقد وعدت ألا تتركني بين يديكِ ..أو سَبنتي حالاً...إن كنت تحبني فعلاً وستحقق لي كل ما أريده كما وعدت ..أريدهما"
فتح نزار ذراعيه وهو ينظر نحو السقف هاتفاً بسخط" رائع ..هذا رائع ..ترغبين في سَبنتي وأمي ليلة عرسنا ..أتساءل إن كانت هذه الليلة الغريبة ستضيف المزيد لجلطتي "
مسحت شيماء دموعها بساعدها بنزق ثم كورت فمها بتبرم وهي تقول " هما أو لا شيء اختار والآن .."
اهدأ ..اهدأ تحتاج لمزيد من الصبر أنت كنت تعرف هذا فعلاً!!"
قال أخيراً باستسلام " أمري لله سآتي لكِ بأمي ..ولكن بعدها تعدين أن تتعقلي ، ونتحدث على الأقل دون بكاء"
أومأت برأسها الذهبي عدة مرات بلهفة وكأنها تخشى أن يتراجع ولكنها همست بخفوتٍ خجل " أريد أن أحدث سَبنتي أيضاً، هي ..هي تمنحني السَكينة "
بحث نزار عن معطف بدلته الذي خلعه منذ وقت وعلقه في المشذب ثم أخرج هاتفها الذي كان استلمه من اخواتها ووضعه في جيبه في وقتٍ سابق تقدم منها مانحه لها وهو يقول بتفكه "ستمنحكِ السَكينة...وربما ستأتي مانحة إياي سِكينة في منتصف قلبي كما تتمنى"
لم ترد بل زادت تورد وتوتر بشكل يدعو للعطف وإن كان ينوي حصارها فقد تراجع الآن، قارئ على ملامحها وفى نبرتها ، مخاوف أكبر من حجة ترهيب اخواتها لها ..بل أن الحاجز الحقيقي ما تظنه هي في إعاقتها ، إذ أنها لا تستوعب أن يتقاربا ،يتأملها هو يكشفها أمامه دون أن تقدر هي على النظر إليه ، ورؤية ما يحدث ..فقط الفكرة ثقيلة ولكنها ليست مستحيلة تحتاج لمزيد من الصبر، والتصرف بطبيعية معها دون أن يشعرها ، بأنها مكشوفة مكتفياً بالأسباب التي تظهرها ...
وعند الباب الذي يوصله لبيت والداته توقف نزار مصعوقًا شاعراً بمغبة جريمة شنعاء قد ارتكبها ،أمه أين هي والداته ..هناء حبيبته ملكيته وحده حصري له ..عاش عمراً هو وهي مكتفيان كلاهما بالآخر ..حتى سمح بكل غباء أن يتدخل هذا الجوش "المدعو أبيه بينهما..."
"لاااا ،أماااه..لقد غاب عنها فعلاً تناسها تماماً تاركها مستضعفة فريسة سهلة بين فكي وحشٍ كاسر ؟!"
فتح الباب سريعاً وتجول في أنحاء المنزل بسرعة أكبر ،وسقط قلبه بين اضلعه وهى يدرك خلوه من كليهما معاً في آنٍ واحد وفى هذه الليلة ..دون تأخير ذرة وجد نفسه يتصل على هاتفها سريعاً، ينتظر رنة واثنان بأعصاب تتقلب على جمرٍ، وبغضب يحرق فيه الأخضر واليابس.. حتى انقطع الخط أخيراً دون إجابة ، لم ييأس وهو يعيد الكرة مرة واثنان وثلاث ..حتى أجابه صوت أبيه الخشن ،متكاسلاً ثقيلاً ومفعم بالرضا كما لم يلمسه فيه أبداً من يوم معرفته .."ماذا تريد يا مزعج؟"
صرخ نزار بجنون الغيرة التي تعمي" أمي ،ماذا فعلت بأمي؟! "
أجابه جوشوا بوقاحة بكسلٍ مستمتع حتى التخمة" سقطت نائمة من فرط التعب ..أما عن سؤالك أي جزء تريد أن تعرفه ربما يساعدك يا فاشل ؟"
هتف نزار وهو يشعر بوالده يلوح أمامه بخرقة حمراء كثور المصارعة " أنا لست فاشلاً ..وإنما أنت من لم تصن الأمانة "
"ثق بي لقد أخلصت في صيانتها بأفضل السبل ...........يا فاشل"
مد جوشوا ذراعه يجذب هناء النائمة من جديد ليحيطها إليه ،مداعباً شعراتها البيضاء بأنفاسه عله يوقظها ،ويضيعها بين سبله في مغامرة عشقية أخرى ..ثم قال أخيراً بإغاظة" بغض النظر عن غيرتك التي اتفهمها ...إلا أنك فاشل كما توقعت ..إن لم تكن ما كنت بحثت عن صدر أمك تشكوها اخفاقك يا مدلل"
تحرك نزار في طرقة الدرج بعنفٍ قبل أن يهتف في وجهه "أنا أيضاً لن أرد عليك محترم خصوصيتي كرجل شرقي .....صمت لبرهة قبل أن يقول من بين أسنانه بغيظٍ" أنت مازلت في الفندق ، سآتي إليكم حالاً، لأخذ أمي ..زوجتي تحتاجها"
اعتدل جوشوا مستنداً على مرفقه فوق الفراش قبل أن يقول بحزمٍ جدي لا يقبل المناقشة " أقسم يا نزار إن فعلتها ورأيت وجهك ، لأبلغ الأمن أنك مجرد قاتل مأجور اتيت لاغتيال حياة الأمير هابر ، وبعدها سأتركك خمسة عشر يوماً تُعرض على النيابة قبل أن أفكر في سحب التهمة "
خفق قلب نزار بعنفٍ بين أضلعه واسقط بيده وهو يقول بذهول لماذا تفعل بي هذا قاصداً ؟ أنا ابنك إن كنت نسيت ! "
نظر جوش لوجه هناء الذي ارتفع ينظر إليه بقلق رغم النعاس الذي يظلل مقلتيها ..ثم قال أخيراً بهدوءٍ صارم "أنت من تحتاج للتذكر يا حماري الأبيض ، متخلى عن تلك العقدة أخيراً واضعاً في عقلك أني لم أسرقها منك إذ أني من وهبتك إياها بالأساس ...أذهب وجد حل مع زوجتك ..صباح مبارك ..هذا إن كان هناك ليلة مباركة لك ولم تكن ابنة الراوي لوعتك بالحرمان "
......
فور أن اغلق الهاتف ، كان يستدير نحو هناء ، يضمها إليه من تحت الغطاء الذي يستر جسديهما المتلاحمان ..أحمرت بخجل شهى قبل أن تسأل بارتباك" ما الذي حدث؟"
دفن شفتيه في جيدها مستنشقاً رائحتها بعمق ،قاضماً بشرتها قضمات خفيفة ،مانحها الألم حسي ذو لذة ..ارتعشت مانحة إياه رد الفعل الذي يريده ..قبل أن يهمس بصوتٍ رخيم مداعباً" تلك الصغيرة ليست سهلة ،على الأقل كما توقعت ولم يرى ابنكِ الغارق في عشقها"
قالت بلوم من بين أنفاسها المبهورة بغرامه بينما تسمح له أن يمنحها مزيداً من تلك النيران التي تجتاح كينونتها ..ملهبة كل مشاعرها" لا تظلمها ،الفتاة طيبة للغاية وبريئة ، ولن تصمد طويلاً أمام خبث أبنك وطرقه الملتوية ...
عندما سطحها وهو يرفع الغطاء قليلاً معيد نفسه لاصطحابها في جولة ساحرة أخرى مصراً أن يعوض فراق السنين ..كان يتنهد بجانب اذنها بصوتٍ رخيم مدغدغ انصهر فيه كل مفصل فيها على حدة مطالبة بلوعة بحبه فيها " آه من البريئات ،آه وما يفعلن بسلبهن عقول الرجال !!"
..........................

بينما على الطرف الآخر كان نزار يغلي على مرجل من شدة سخطه وقهره وكاد أن يرفع الهاتف ليضربه في عرض الحائط مراقباً كيف يسقط متهشماً لشظايا ...إلا أنه سريعاً كان يعيد ضم هاتف إلى صدره يربت عليه بحنان وهو يقول "لا تخف لن أجرؤ وأفعلها ،هل تعرف كم سعرك؟! لماذا الافتراء وكسرك ..كسر رأسي في الجدار أهون وأرخص أي والله ."
تهدل كتفيه بإحباط قبل أن يجر نفسه عائداً لعروسه عله يجد سبيل معها ..إلا أن كل آماله تبخرت في الهواء عندما وجدها تجلس في ركنٍ قصي كأي طفلٍ مذنب تتكور حول نفسها وهى تقول باختناق " سَبنتي لا ترد عليّ ..لقد اتصلت بها كثيراً ولكن لا إجابة ..هي لا تفعل هذا أبداً..."
تنهد بقوة قبل أن يجلس على ساقيه أمامها ..جفلت من جديد وهو تلتصق بالحائط وكأنها تتمنى إيجاد مخرج عبره للهرب ...
قال أخيراً وهو يمد يده يلمسها برقة ورأفة " دعينا منهما، لا تحتاجين أحداً غيري ..يمكنكِ البحث عن اطمئنانكِ معي ،ألم نتفق أننا أصبحنا كياناً واحداً؟ "
هزت رأسها بالنفي ،قبل ان تومأ بالإجابة وهى تغلق جفنيها بقوة وهمست كعصفورة صغيرة لم تجرؤ على الطيران ومغادرة عشها الآمن " أنا أحبك...ولكنى لا أريد ..وإن ..وإن بقيت أنت على سعيك لن أُمنح الاطمئنان "
لمس وجنتيها بنعومة مجففاً بقايا دموعها ثم همس بصوتٍ أجش " أنتِ خائفة بالفعل إذاً"
همست بنبرة شديدة الجبن والصراحة" أنا لا أدعي ، لا أستطيع الاستمرار في التمثيل وقتٍ طويل ..لذا نعم أنا مرتعبة"
اتكئ نزار على كفه قبل أن يجد له مكاناً بالأرض جانبها ..وفرد ساقيه أمامه ماداً يده بكل صبر وجد داخل نفسه ليزيح أية مشاعر أخرى راغباً فيها ويبقى فقط حباً سامياً تحتاجه أول فترة على الأقل حتى تعتاده ..حاوط كتفيها برقة ففزعت ،إلا أنه ثبتها بصرامة قبل أن يدير وجهها اليه وهو يقول بهدوءٍ رخيم " أنتِ في ضيافتي إذاً حتى تجدين في نفسكِ القدرة للمضي قدماً"
ارتعشت شفتيها الناعمتين وهى تهمس بدهشة " ماذا...لا أفهم؟!"
أجبرها أن تتمدد بجانبه مريحة رأسها على ركبته وهو يمسك يديها الباردتين يدفئهم بين كفيه بحنان أكبر من أي شيء لمسته قبلاً ..ثم فسر بنبرة لمست فيها الابتسامة الناعمة " كان لديّ صديق فلسطيني وأنا أدرس في السويد ..وبينما نتجاذب اطراف الحديث مرة اخبرني عن عادة لديهم ، تُدعى ضيافة العريس لعروسه المرتعبة المدة التي تريدها ..مع وعد قاطع منه بعدم الاقتراب منها ،حتى يمحو مخاوفها"
هتفت بلهفة بامتنان وهى تدفن وجهها كله في ركبته وقد تبدد بعضاً من مخاوفها قليلاً ..إن كان على الوعد فهو سيد من يفي به دون اخلال ..ألم تجربه قبلاً ..رغم كل المآسي ولكنه بقى أبداً على وعده نزار رجل تستطيع أن تثق به " هذا رائع ..شكراً لك ..ولهم "
يديه تابعت تمسيد شعرها برقة نازعاً بهدوء وحرص بعض الورود من رأسها .. ثم انحنى نحوها يضع قُبلة على وجنتها وهو يهمس " أوكد لكِ أن بدو فلسطين اللذين اوجدوا تلك العادة ..يصلهم امتنانكِ ،لإيجادكِ مهرب مني"
ابتسمت أخيراً مانحة إياه مكافئة اكتفى بها جداً حتى حين...عبر عينيها التي لمعت بالحب له وحده...
حافظ عنها بمعجزة تقلبه على الجمر، مختار عبر حلمه بها عدم إيجاد راحة لعذابه...حبها وثقتها فيه تكفيه ويغنيان."
وقبل أن يسمح لها أن تغلق عينيها عبر تمسيده الرائع كان يهمس بصوتٍ أجش مفعم بعاطفته ومربعاته "
Jag älskar dig, spurv"
وبالطبع وسط كل هذا لم ينسى أن يشعر بكل غل وحقد نحو أبيه ويسب بكل حنق " البعبع ، تباً له تبااااااااً له بالطبع لم ترد زوجته مؤكد هذا الأحمق حصل على ليلة زفافه لذا انشغلا عن الهاتف ..."ليلة تطفحها على جتتك يا خالد " ،بينما هو بقى هنا جليس أطفال لأخته التي ارعبوها مدمرات بيت الراوي ...سحقاااااااً لكم...
وليكمل يومه الأسود جمال وجدها بعد وقت قليل تنحنى علي بعضها ، وهى تمسك بطنها بقوة ، ثم قالت بألم " معدتى تؤلمنى، أظن أنى بالغت قليلاً في العشاء؟!"
فتح فمه بأستنكار وهو يقول " بالغت فقط أنت آكلتى ما يكفى لأطعام ست أسر بأطفالهم"
كورت شفتيها بطفولية مهدده بالبكاء وهى تهمس " لم أعتقد إنك بخيل، وقاسى بهذا الشكل ..ياااا خسارة عشمى بك تحاسبنى الآن بدل أن تجد لىّ علاج ، أو نذهب للمشفى..."
صمتت وهى تشهق بدموع مفتعله قبل ان تقفز من على قدميه وهى تقول " أريد أمى..وحالاً..أعدنى لها"
كملت ...الآن سيجبر للعمل " ‏كدادة وممرض ، او يرسلها لأمها ..."
" منكم لله يا بيت الراوى...ومعكم أبى ،سأخبر الله بكل شيء فعلتماه بىّ"
........................
.................................................. .....................................زز
:24056 7671:: 882125687:
يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:40 PM   #5999

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل السادس والأربعون المشاركة {4}
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدّ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار



بعد يومين
كان قد وصل أيوب أخيراً للأراضي المصرية في البداية بالطبع استقبلوه في بيت مراد إلا أنه رفض بكل صرامة أن يبقى عليه ضيفاً هو وبناته ليومٍ واحد زيادة ..وهذا ازعج مراد بالطبع ولكن أصرار الرجل وشكره على استضافة كلا صغيرتيه المدة الماضية ..جعله يتراجع قليلاً مساعده في إيجاد شقه مفروشة كما طلب!
هي لم تكن مفروشة طبعاً، إن كان أيوب يحمل بداخله الحمية القبلية التي تجعله يرفض أن يثقل على أحدهم بالمزيد ..فأصول مراد أيضاً ما كانت تقبل أن يحل الرجل الذي أصبح في مقام والد نسيبه ،أن يجعله يقيم في مكان كالضيف ..لذا وصلوا لحل مرضي بأن قبل بأخذ شقة مراد القديمة بعد أن أرسل إليها فريق تنظيف وجدد بها بعض الأثاث العملي...واتفقا على مال يقدمه أيوب ليريحه فقط ..إلا أنه مؤكد لن يقبل جنيه واحد مقدم منه !
" مرح لم تكن مرح التي عرفها الجميع ..إلا أن والداها فقط من استشعر هذا وبالطبع لورين وممدوح اللذان شهدوا على انهيارها .."
الفتاة تجيد التمثيل بمهارة تمازح ،تجادل تقصف وكأن شيئاً لم يكن ...إلا أن عينيها الزائغتين على الدوام و المحيط بهما هالات سوداء" كالطين " وجهها الشاحب ،جسدها الذي ينتفض تلقائياً عندما يدق الباب معلناً عن زائر ...لم يتركا مجال للشك أنها تعاني خائفة من ذلك" العفريت" الذي تهرتل به أمل على الدوام أن يعود ويقتحم سلامها مهدداً دنياها...لقد كانت أختها تنتظره! وكأنها موقنة أنه سيأتي في أي لحظة ...رافضاً تركها لحال سبيلها ..."
كتمثال ناعم في جموده وخداعه ..كانت تجلس بينهم تشاكس كما عاداتها والداها لشيءٍ قاله ..تتصنع السجال مع ممدوح الذي يراقبها بترصد وكأنه هو الآخر يخشى عليها من أمرٍ هي ببساطة تجنبت الذكرى متظاهرة بأنها لم تحدث بالأساس...
أما عن والد ابنتها فقد رفض قطعياً أن يخبرها شيئاً متمسكاً بقولٍ واحد لا يغيره " كيف أشرح لكِ أمراً أجهله ..لقد وجدها بدماء عالقة على كفيها تحاول مساعدة شخص مجهول لا يعرفانه.."
يكذب ..تحفظه جيداً تتذكر خطوط وجهه بمهارة عند كذبه تلويه ..وصدقه ...
"سحقاً ،فلم يخرج من رأسها هو الآخر إذ بات وجوده الأيام الماضية قريباً منها يجهزان سوياً البيت الصغير الذي استأجره في منطقة راقية يهدد سلامها ،يجعلها تتردد للحظات عما تنويه ..مأخوذة بحماسه وهو يشرح كيف يتخيل ما سيمنحه لصغيرته وسط بيت دافئ طبيعي يحيطها فيه كلا اهتمام والديها ..وصغيرتها التي لا تقرب البراءة بصلة أصبحت تمطرها بحبها ،بمناداتها أمي بحماسها للمنزل الجديد الذي لن تنشغل عنها فيه أبداً كما وعدت.....يا الله ما هذه الورطة ،هل هذا عقاب لي على تهوري السابق ..على تخبئه ما حملته في أحشائي عنه...إن كان كذلك أنا راضية ..ولكنه صعب ..صعب على نفسي أن أتقبل من اغتالني في منزلٍ واحد من جديد ، كزوج مطالبة بعد زمن بمنحه حقوقه! برجل أفقد كل سبل الأمان معه لأطمئن على نفسي وابنتي معه !"
أخرجها من أفكارها القاسية ..صوته الهادئ وهو يخاطب والداها مكرراً طلبه بإلحاح " وماذا ستفرق هنا عن هناك عماه ..كلها أراضي عربية قريبة من فلسطين ..أي أنك لن تفقد أياً من شروطك التي وضعتها عندما قررت العودة والإقامة في الأردن"
تنهد أيوب وهو يطرق برأسه ويده لا تكف عن الاستغفار في مسبحته حتى قال أخيراً بصوتٍ موزون" لا اريد لهن مزيداً من التشتت ..لقد كبرت يا ولدي على التنقل كل حين والبدء من جديد ،ابحث عن جدران منزل يأوينا ..وعن محل افتتحه ليوفر لقمة العيش"
هز ممدوح رأسه باهتمام قبل أن يقول بحذر " سأساعدك أنا بكل ما استطيع ، مقدم للفتاتين أيضاً حماية معك، هذا سيكون أفضل للجميع ..لورين تحتاجهن كما أمل التي لا تنفك تطلب وجودك بإلحاح كما خالتيها...وفرح ومرح يحتاجان أيضاً للشعور بأجواء عائلية تعودا عليها بوجود اختهن الكبرى ، والصغيرة التي ارتبطت بهن!"
" فاقد الشيء يبحث عنه بكل دأب.. حتى يمنحه ويتشبع به " هذا ما فكر به أيوب وهو يتأمل ممدوح بهدوء سابراً أغواره ..ولكن تبقى المعضلة الكبرى أنه يجهز ويطالب بأمرٍ غير مضمون مع معرفته بنية ابنته الحقيقية وإن لم تخبره بها صراحة !
هتفت مرح بجمود معترضة على الاقتراح" هذه ليست أرضنا ..أنا لا أريد البقاء هنا ليومٍ واحد ،أرغب في الرحيل !"
نظرت إليها لورين بتمعن قبل أن تقول بهدوء " لم يكن هذا رأيكِ في السابق؟"
قالت بفظاظة" وغيرته ،أدركت أنها لا تناسبنا"
تولى ممدوح الرد ببطء شديد ضاغطاً على كلماته كلمة كلمة " كلها أرض واحدة، هنا أنتِ ستكونين في حمايتنا جميعاً ،نهب فرداً وجماعة لحمايتكِ ..أما إن شردتِ بعيداً ستكونين فريسة سهلة لأي من قد يلوح به هوى نفسه مطاردتكِ "
اشتد تركيز أيوب وهو يراقب وجهه مرح الذي ابيض مشابهاً للون الجدران خلفها ثم تمتمت بشيءٍ اشبه باعتذار ..وغادرت دون أية اعتراضات أخرى ...
" ما الذي يجري مع أختكِ ؟ عندما منحتها لكِ أمانة ابنتي لم تكن بهذا الضياع !"
توترت لورين ..وهى تنظر لممدوح تلقائياً والذي تولى الرد سريعاً بصوتٍ هادئ " لقد اصابتها وعكه شديدة ، ولم نرغب في أثارة قلقك ..اعتقد هذا السبب لا أكثر ، أو ربما لديها نفس تحفظك"
لم يقتنع أيوب أبداً بالجواب إلا أنه صمت يحدق فيهما بغموض ، إن لم يخبرانه إذاً هناك أمرٌ جلل أصابها ..ومن قال يوماً أنه قد ارتاح من ناحية مرح ! على كلٍ مؤكد سيحاول اقتحام ابنته علها تمنحه بعضاً من نفسها ..
"ماذا قلت يا عمي في الاقتراح ..ألا ترغب في ضم جميع أفراد أسرتك جانبك؟ "
اطرق أيوب ينظر للأرض من جديد بينما لسانه يهمس بألم رغم حمده على كل ما يكتبه له الله في صحيفته " هذا الزمن قدر ..وهذا الكلب نفذ ..وكأن رحلة النزوح لم ترضى بإيجادي أرضاً بعد ..وقد قبلت باستبدال وطني بالترحال!"
وجمت ملامح ممدوح ..كما خط الألم الشديد على وجه لورين ..ولم يتفوه أحدهما بشيءٍ لوقتٍ طويل ..
حتى قال أيوب بنبرة ثقيلة " دعنا تنتهي من استقرار حفيدتي وابنتي معك وبعدها ما يقدمه الله سيكون بالمشيئة"
تنحنح ممدوح وهو ينظر إليها رافعاً حاجب متحدي ثم قال بصرامة " أريد أن أعقد عليها بالغد، لا معنى للتأجيل أكثر من هذا وقد وصلت عماه أخيراً "
" ماذا ..لا بالطبع لا أنت تحلم نحن لم نتفق مطلقاً على هذا"
هتفت لورين بصرامة تفوق نبرة صوته وهى تقف بعنف من مكانها في علامة أشد على اعتراضها .."
كان ممدوح ينظر إليها ببرود من مكانه دون أن يتحرك إنشاً واحداً ثم قال أخيراً بتشدد" على ماذا اتفقنا إذاً ..التلاعب مثلاً؟!"
شحبت لورين بقوة ورأسها يرتد للوراء بعنف ثم همست باختناق متبعثر" ماذا تقصد ..أي تلاعب وأية سخافة ، ها قد عدنا لجنونك وظنونك قبل أن نبدأ حتى"
هدر والداها فيها من بين أسنانه " لورين ، ضعي لسانكِ داخل فمكِ ..واحترمي وجودي بينكما ...تريدان الجدال؟ بعيداً عني"
" أنا لا أجادل ، هو الذي يُلقى اتهامات جزافاً "
لم يهتم جداً بتوترها عندما قال ببرود " أنها كلمة عابرة ..عنيت بها استعجالنا أبيكِ ..ثم تهربكِ الآن ..لماذا ارتعبت ،هل اصبت شيء نجهله وتنويه؟"
أغلقت جفنيها بقوة وهى تضغط أصابعها على جانبيها مسببة لنفسا بعض الألم قبل أن تهمس بتخاذل " كرهت اتهامك لي أمام أبي وقد وعدته بالصدق الدائم "
مال طرف فمه المبتئس بابتسامة ساخرة لم تلاحظها إلا عينيها ..ثم عاد يخاطب أبيها وكأنه لا يراها في الصورة أو يعنيه رأيها" كفى تغريب في أمل ..ها هي تتنقل بين بيتك وبيت أختي الذي ابقى فيه ..بصراحة تعبت أنا الآخر من الترحال، ومن حقي أن أجد بيتاً يأويني حتى استقر واتفرغ لعملي وأرسي أسس لحياتي ..فأنا أبدأ من جديد من تحت الصفر عماه"
رفع أيوب عينيه الغامضتين نحوها قبل أن يقول بهدوء "من حقك ... إن كانت وافقت بالفعل ، وهى بالأصل من اقنعتك بالبقاء وإيجاد أرضاً لكما هنا ..لا أجد إلا منحكما مباركتي "
توترت لورين بشكلٍ عاصف وهى تنظر لأبيها بتوسل أن يسحب موافقته مانحها وقتاً جيد للتهرب ..إلا أنه أفرغ يديه منها وهو يقف مستأذنهما" أريد رؤية مرح على انفراد ،وأنتما ساترك لكما وقتاً لتتناقشا فيه بحرية فيما يخصكما"
" أجلسي يا لورين ..."
قال بهدوء قبل أن يلحقها متصنعاً الأدب" من فضلكِ "رمشت بعينيها وهى تقترب منه هامسة بخفوت وقح " كثير من اللياقة، والتهذيب الذي لا يليق بك "
مط شفتيه بلا معنى قبل أن يقول " على الإنسان التحلي ببعض الصفات الغير مستحبة حتى يصل إلى هدفه "
رفعت حاجبيها وهى تقول بحيرة " الأدب غير مستحب؟!"
قال ببرود" معكِ طبعاً...أنتِ امرأة يجب على الانسان ليتعايش معها أن يتحلى بالخبث والملاوعة والقليل من " الجلافة "
ضيقت ملامحها بعد فهم للكلمة الأخيرة ففسر بضجر" أعني الحمق وغلظة الطبع"
ضحكت وهى تقول باستهزاء وما الجديد ، أنت " جلف " من يوم معرفتي بك"
قال بصرامة " نعم ، أنا جلف ، سوداوي ،عديم خلق ، رجل اوجعكِ ..كل ما ترغبين في قوله هو أنا ..ولكن الأمر الذي لن أقبل مجادلتكِ فيه هو الزواج منكِ غداً"
توترت وهى تقول بخفوت " ما تطلبه المحال بعينه"
رد عليها بصوتٍ قاتم "بل هو الممكن بكل سبله "
ساد صمت متوتر وطويل بينهم ..حتى قالت بصلابة " لقد وعدت بمنحى مهري أولاً وهو رؤية أخي وزيارة وطني ..وأنت لم تحقق أياً من هذا حتى الآن ..أخبرني لما عليّ الزواج منك وقد أخفقت في أول وعودك"
توتر فم ممدوح بقوة كما شردت ملامحه وهو يشيح بوجهه بعيداً عنها ، مدركاً ورطته الحقيقية ، لقد قبل تميم بالصفقة ..رضى بتسهيل دخولها هناك بشروطها ..ألا تدخل عبر مطار إسرائيلي...ولكن كيف له بأن يواجه الرجل بعد ما حدث ..بل كيف بالأساس يأمنه على زوجته بعد ما علمه من إيذائه البشع لمرح...بل الصاعقة الحقيقية أنه يحمي مرح ا لآن باعتقاده أنها زوجته ..فمن أين له أن يقدم له لورين ..دون كشف كذبته!!"
" كما توقعت ، ها أنت تخدعني" رغم نبرتها القاسية إلا أنها كانت مليئة بالخيبة ..بعد أن منت نفسها طويلاً وحلمت بهذا اليوم منتظرة إياه بكل لحظة وساعة ودقيقة !"
دفنت وجهها بين كفيها بالألم وهى تشعر بأن كل ما يحدث غير مجدي ، بأن كل أحلامها كالعادة تتبخر في الهواء ..غير مقدر لها أن تحصل على أيٍ من سلامها يوماً ..همست بمرارة حقيقية ، غير مبالية ببكائها أمامه " كل ما رغبته من الدنيا هو رؤية عيسى ..ضمه لي كما كنت قديماً ..عل حضنه هذا يصلح بعضاً من تكسري ،يمحو ضنى روحي"
ساد الصمت بينهم طويلاً من جديد ، لا يتخلله إلا أنفاسه المكتومة ..صراعه النفسي الرهيب والمؤلم ، رغب في ضمها إليه ..رغب في أن يكون هو من يمنحها هذا السلام ، أن يمحو بيده بروحه برأفته بأسفه واعتذاره وحبه كل مرارة بداخلها...
شعرت به يبدل جلسته يعرج ليكون أمامها ثم تساوى يركع على ركبتيها أمامها يرفع وجهها بحنان ماسحاً دموعها ..ارتبكت لورين أمام عينيه الخضراوين التي أحالهما خضار "مريع ..رغم راحته ..مريع لأنها ترفضه لا تجرؤ على لمسه للتأمل فيه ، لتسليم نفسها إليه من جديد ...
يده تقبضت على كلا كفيها فوق حجرها بين يده الأخرى أخذ دون تردد رغبه ،ادراكه بغصة تقسمه كلما تمر به كل كرهها ونفورها من وجوده ...ثم قال بابتسامة مهزوزة من قمة العذاب فيها " لا بأس، لقد وعدتكِ وسأنفذ لا تسبقي الأحداث ..فقط أريد بعضاً الوقت ... لورين اسمحي لي بفرصة أخيرة لن أطالبكِ فيها بأن تعطني عبرها أي جزء من نفسكِ ، لن أطمع بأي قسمة من روحكِ ..فقط فرصة تقتصر على السماح لي بتعويضكِ أنتِ وأمل "
همست بإرهاق موجع دون أي زيف ، خالعة كل اقنعتها وأفكارها جانباً " أشعر بداخلي عجوز هرمة ، لم أعد لورين التي كانت راغبة في الحياة في الحب ..كل شيء تبدل ،ضاعت مني سبله ..لقد تعبت والله تعبت ..اكتفيت من الوجع من الخذلان من الأسى ،كل ما أرغب به بعض الراحة ،شيء من مُسكن يؤخر هرمي...هل تفهم معنى أن تشعر امرأة بالهرِم ؟ هذا لا يعنى إلا شيئاً واحداً فقدها كل رغبة في الحياة ،في الأمل ..تتجمد فاقدة حتى الشغف والمقاومة ..إذ أن كل المشاعر كل الاحاسيس كل مباهج الحياة والحب ..تصبح بلون واحد رمادي مرير "
يداه تشتد حولها ألمه يزيد ويعصف كل ذرة فيه شاعراً بقلبه ينزف دموع ندم من دمٍ...
همس أخيراً برفقٍ هادئ" أتفهمكِ.."
صرخت بعنف دون سيطرة " لن تفهم إذ لم تكن يوماً امرأة"
لم تتغير ملامحة المحتوية ولا نبرته الناعمة بخفة أسد يتربص" لا ، ولا أتمنى للحقيقة فخور أنا بأني رجل ، ليس لتحيز ذكوري ،بل لأن النساء معقدات أكثر من اللازم، مؤلمات حين يحببن، ويذبحن حين يبغضن...أنتن أكثر تعقيد منا بكثير إذ أن الرجل بطبيعة الحال كائن بسيط مشاعره واضحة محايدة يجهل التلميح ، ويفقد ركيزته عن افكاركن الجبارة ومقصدكن حين ترتكبن مصيبة فيأخذ بظاهر الأمور ظالمكن بجهل بواطنها"
تدلت شفتها وهى تنظر إليه بذهول " هل تمزح ..أصارحك منهارة عن ألمي وأنت تمنحني محاضرة عن أن الرجال من كوكب وردي أبله "
تنحنح وهو يقول بمرح " أرأيت ها أنا تأثرت بثرثرتكِ...متناسياً أن أخبركِ ..بأني أتفهمكِ لأني عانيت مثلكِ من الهجر الطويل ، من النزوح ..كلانا غريب يا لورين في عالم فسيح ...كلانا لديه ما يكفيه ليشعر بانعدام الأمل ، بالهرم سامحاً للسواد أن يلتهمه أخيراً.....إلا أنكِ تتناسين ، أنكِ وجدتِ الأمل بالفعل ..بأن هناك شيء يستحق للمقاومة ، لتأجج حربكِ من جديد"
همست " تقصد أمل؟ "
هز رأسه نافياً قبل أن يقول بتشدد" لا ،لم تعد أمل وحدها ، بل أصبح لديكِ هدفٌ آخر ..سعي يستحق منكِ أن تقاومي، ألم يكن هذا حلمكِ لزمنٍ بعيد ..لماذا الآن عندما أصبح واقعاً بين يديكِ اهملت فيه ،سلمتِ بعدم وجوده، متناسية ما وعدتِ به نفسكِ ، عندما تململيهم حولكِ"
متوسعة العينين كانت تحدق فيه بذهول أشد وكأنها غير مستوعبة ما يقوله ، من أن يصدر عنه بالذات ..وكأنه فهمها عندما قال ببساطة " لا أحد يبقى على حاله نحن نتغير ..."
رددت وراؤه بهمسٍ مضطرب " ولكننا لا نتبدل"
وقف ممدوح من أمامها مستديراً ليصبح بجانبها على نفس الأريكة قبل أن تتبدل نبرته للصلابة الواضحة على ملامحه وهو يقول " والآن، هل يمكننا الحديث في زواجنا بالغد؟!"
جادلت" ولكنك لم تفي بعهدك ..حققه أولاً وبعدها سنرى"
أدارها إليه ممسكاً بذراعها بحزم وهو يقول بلهجة ساخرة" لست أحمق يا عزيزتي ، لأقع في الفخ مرتين ، الزواج أولاً وبعدها السماح لكِ بالذهاب "
توترت مجدداً وعصف الرعب بها مؤكد ترديده لهذا ليس عرضياً هل كشفها ؟!"
عندما لم ترد وجدته يقول بلهجة أقل تصلباً " لورين أنا لن أسمح لكِ بالدخول لفلسطين دون أن أملك صفة حقيقية تجاهكِ ، يكفي المخاطرة التي سأعيشها وأنا أعلم أي جامحة مجنونة أنتِ عند استفزازكِ ..لذا يجب أن أؤمنكِ ونفسي بزواجنا ، حتى إن حدث أي أمرٍ خارج تخطيطنا يكن لي كل الحق ، بالدخول والمطالبة بكِ"
عضت لورين على طارف شفتها بقوة رافضة الانصياع ، عقد زواج جديد يعني تعقيد الأمور معه، كيف لها أن تنفذ ما نوته وهي زوجة له ..ماذا هل تختفي من جديد وهى أيضاً زوجته هذا كثير عليها لتحمله أن تبقى معلقة به للآبد ..والأسوأ إن ملل ويأس أخيراً وطلقها هذا يعني استحالة عودته إليه ، وغلق باب قصتهما نهائياً وهي ..وهي لا ترغب في هذا بل تريد دائماً بابه موارب ..شحبت ملامحها أكثر وهى تقبض على أفكارها على اعتراف القلب الذي مازال ينبض بوشمه بداخلها ...
" لن أقبل غير بالزواج ..بيدكِ أن تقرري والآن ، إما كل شيء بالغد ..أو لا شيء ونعود لنقطة الصفر "
قال أخيراً بغضب بدا يستعر في عنينيه ..قاصداً الضغط عليها بورقة أخيرة "
وهذا التهديد في حد ذاته ضرب قلبها بقسوة ..وأثار بداخلها تمرد وجمود لا يحتمل ...مانحها أخيراً صفاء ذهني غبي بالاستمرار بلعبتها ...
عندها همست بجمود " حسناً موافقة ، ولكن لديّ شروط ..لن أقبل الجدال فيها "
ورغم كرهه لأن يظهر لها خنوع حتى وإن كان تظاهر إلا أنه أجبر نفسه على فعله عندما قال " كل ما تطلبينه مجاب "
ظلت تنظر ليديها المعقودة في حجرها طويلاً بغضب لم يفهمه قبل أن تنظر إليه كلوحٍ بارد وهى تقول " تلك المرأة أو الفتاة الصغيرة ، أو أياً كانت صفتها ..لن أقبل بزيارة طيفها في بيتي من جديد ..أنت ستتخلص من هوسك بها نهائياً ..ربما أنا أعرف كل شيء وأعلم أنها لا تُشكل بداخلك إلا إثماً تريد تطهيره...ولكني ما عدت اتحمل هوسك بامرأة غيري أياً كانت مبرراتك"
هل عليه أن يفرح كأي أبله لأنها أظهرت أياً من مشاعر الغيرة نحوه ؟! أم يتساءل عن الهدف من هذا الشرط...إذ أن امرأته الجاحدة ما كانت لتتنازل وتلوح بأمرٍ كهذا بدافع الغيرة ..
وأجابها دون تردد" هذا غير قابل الجدال ..من تقصدين أصلاً؟!"
اُخذت ملامحها قليلاً وهى تنظر إليه بعينيها الواسعتين وحاجبيها المغيظين بدهشة " هكذا ببساطة ، منذ أيام كنت كالمجنون وأنت تعارك أختك للوصول إليها"
هز كتفيه بلا مبالة ثم قال " قلتيها مجنون ومن الله عليّ بالعقل ..ما عاد هناك أية نساء قد تشغلني إلا أنتِ، " واللئيمة " ابنتكِ "
ارتخت ملامحها وهى تبتسم لوصفٍ يليق بابنتها ..إلا أنها تجمدت من جديد وتصلبت وهى تقول بتقطع " أنا سأكون زوجة ليست بزوجة...لست مطالبة بأي حقوق نحوك"
لم تظهر على ملامحه أية مشاعر وهو يقول ببرود "لا داعي لتجديد طلبكِ هذا ، نفوركِ مني لا يوازي نفوري منكِ"
اهتزت عضلة جانب فمها ، قبلا ان تنتقل للحديث سريعاً وكأنها تريد التهرب من مشاعرها التي اُوجعت، أن ترفضه شيء وأن يُطلق هو زهداً فيها أمراً آخر...
" عملي، تعلم أني لن أقدر على السهو فيه ، فهو جزء مني من رسالتي"
قال بهدوء " لن أطالبكِ بأكثر من الاهتمام بأمل ، ومؤكد سنبدل مسؤوليتها بيننا ، بحيث لا أحملكِ فوق طاقتكِ، ولا أنا أيضاً اهمل في واجباتي نحوكن "
فركت يديها بتوتر من جديد وهى تقول " لم يعد لديّ المزيد ..اعتقد يمكننا ابلاغ أبي باتفاقنا "
إلا أنه لم يكن أنتهى عندما قال بلهجة لاذعة " العظيمة انتهت من إلقاء أوامرها على " الرعاع " ..ألم تتسألي إن كان لديّ أنا الآخر بعض الشروط لنُرسي حياة مقبولة على الأقل ؟!"
تأففت وهى تقول " لا داعي للسخرية ..أنا لم أفكر ظننتك القيت أسبابك بوقتٍ سابق"
شعرت بجسده النحيل يتيبس بعنفٍ جانبها قبل أن ينحني قريباً منها ليواجه عينيها بملامح قاتمة قبل أن يقول بلا تعبير " لديّ ما هو أهم من كل شروطكِ " لا أريد كذباً ولا خداعاً ، إياكِ بأخذ أي قرار حتى وإن كان في شراء علبة صلصة دون أن تخبريني"
هتفت بحماقة " ما هذا بالضبط تريد التحكم بي؟"
لم تتغير نبرة القاتمة وهو يقول " بل اتجنب خططكِ المبهرة، إذ أني لن أتحمل يا لورين أي تلاعب بي ..بحق الله الذي عرفته أخيراً وأخلصت في رجائه ودعائه ..لم تعد بي طاقة لتحمل الخداع ..إن رغبتِ في قتلي لن أعترض ..ولكن إياكِ أن تعيدي محاولتكِ السيطرة عليّ ..أو تكذبين ، أنا لا أطالبكِ إلا بالصراحة .."
ابتلعت ريقها بعنفٍ وهى تحدق في وجهه بخوفٍ وجد له مكان فسيح بين أضلعها ..والنظرة المطعونة في عينيه متذكراً ما كان ،عاكساً هاجسه الأكبر الذي حققته ..تؤلمها من أجله وقد ظنت أن هذا مستحيل ..
" لن أنتظر منكِ رداً، لديكِ حتى تذهبي لفلسطين وتعودي، أنا أكرم منكِ وسأمنحكِ وقتاً لتأخذي قراركِ بأن تعاهديني ..بأن هذا العهد سيكن له عواقب إن اخيلتِ به يوماً...
لم ترد أيضاً فقط تحدق فيه بعجز وحيرة ...
وقف أخيراً من جانبها منتهي من كل شيء ثم قال " شرطي الأخير لا يقبل الجدل بالأصل ، مالكِ لكِ وحدكِ، تحرقيه تضعيه في أحد البنوك لا أهتم ، ولكن قرشاً واحد لن يُصرف في بيتي ..ولا عليكِ أنتِ وابنتي، أنا سأتكفل بكل شيء وإن اقتطعت من جسدي لألبي لكِ أي مطلب"
هنا وقفت تحاول الجدال بقوة " ولكن هذا تعسف من معه..."
قاطعها بهدرٍ صارم " لا ..هذا الشرط لن أتساهل معه أيضاً.. ولن أقبل مجادلتكِ أو نقاشكِ فيه يوماً..."
ثم دون كلمة إضافية كان يحرك رأسه فيما يشير وداع ويغادر تاركها تتلظى بتنازعها..
......،،،،،،............................

وقفت هبة على باب المطبخ وهى تحمل كوب قهوتها بيدها ،تنظر لوالدتها وزوجة أخيها الجالستين على الطاولة الصغيرة يجهزان العشاء بأمتعاض وهى تقول " خائنات ، تذهبن لحفل كهذا دون ، أن اتفكرا بىّ،أين أمومتك يا عفاف..وأنتِ يا أبنة الاكابر هل ذهبَ مع الريح وعدك بالاخوة "
ابتسمت جوان إجهاد وهي تسمع عفاف تنهرها بالقول " وأين سنأخذك وأنت تجري خلفك جيشاً ، مشاغباً..وكأنه سينقصنا "
قالت هبة وهى تتقدم تجلس جانب جوان " أشعر أحياناً أن أمي تتحملني من أجل العشرة ، وان كان الامر بيدها لمنحتني" بلوك " من حياتها"
كانت يدى جوان تعمل على تقطيع السلطة فوق لوح زجاجى ، اذ أنها لا تستطيع الوقوف لوقت طويل ، وحتى ان رغبة ما كانت عفاف لتسمح ...همست أخيراً بتضامن " وهل تلوميها..أولادك فرقة من المدمرين ، نضطر بعد مغادرتكم لاخذ أسبوع كامل لتنظيف المنزل ورائهم "
" خائنة ..تبيعني لصالحها !"
ضحكت جوان برقة وهى تتابع حماتها التي وقفت امام الموقد تعد الطعام بكل نشاط ..." لقد سرقةُ أمومتها منكِ بصعوبة، ويجب عليّ أن أحافظ على غنيمتى فيها "
وضعت هبة الفنجان امامها ثم اقتربت منها وهى تسأل بخفوت " دعينا منها ومنيّ..كيف حاله معك "
تنهدت جوان قبل أن تقول بهدوء " بخير حال ، نضال سيد الرجال ماذا قد تتوقعي منه"
عبست هبة وهي تقول " لا اسألك عن نظرتك اليهم ، لا تتلائمي ، أعنى هل عدتما كما كنتم أعني ..."
تنحنت هبة بحرج وهى تحرك علامات وجهها في إشارة عن ما تستفسر عنه ...تهربت جوان بعينيها وهى تقول بفتور" علاقتنا لا تقام ، على ما تقصدي ..ثم أن حملي ليس سهل "
غضبت ملامح هبة قليلاً وهي تهتف بنزق " ومن قال أني أهتم لهذا الجانب ، سيدة متمنعه ...عنيت أن أفهم هل غفر لكِ نهائياً عملتكِ التي مثل وجههك"
نظرة اليها جوان من أعلى لاسفل ثم قالت باستفزاز " اذاً عملتي جميلة ، وفاتنة ..كما يقول اخيكِ"
" أنتِ ضغط دم متحرك !" قالت هبة معترضة وساخطة
شعرت بعفاف تخبطها بغطاء الطنجرة فوق رأسها ثم قالت " كفي ، عن إزعاجها..مالكِ أنتِ وحالهم، هل أخبرك احد أنهم أطفال يحتاجون النصيحة...
" والله ما أحد طفل مدلل الا زوجة ابنك التي تحميها ....

غادرت عفاف المطبخ وهى تنظر لها بقرف زائف تاركة اياهن مع بعضهن ...

عادت هبة تنظر الي شرودها بقلق ثم همست " جوان تعلمي أنك صديقة ليّ،،أحبك واحترمك حتى رحيلك الذى لم أعرف حتى اللحظة أسبابه ، أنا لم أغضب منه ..اذ أعلم أن مؤكدً كان هناك أمراً فوق طاقتك و....."
قاطعتها جوان وهي تستدير نحوها متوقفه عن ما تفعل ثم قالت بهدوء" لنضع للأمر نهاية يا هبة ..أسباب رحيلي ليس لاي أسبابٍ قد أتت لعقلك..مازلتُ أحب اخيكِ راضية جداً بحياتى معه ، أشكر الله كل لحظة على وضعه في طريقي و والداتك أيضاً"
عضت هبة على فمها بحرج أذاً انها لن تنكر بتفكيرها المتألم أن زوجة أخيها ببساطة ملت وزهدت الفروق الإجتماعية وربما اشتاقت لحياتها الصاخبة الرغدة ، كما تتوقع ..للحقيقة جوان مطلقاً لم تتحدث عن حياتها السابقة لم تتفاخر يوماً على الإطلاق بإسم عائلتها او غناها لا كانت دئماً. كمن كان يقضى عقوبة، واخيراً فاز بالحرية كاره سجانه السابق ...
" لماذا رحلت وأوجعتيه اذاً..وكما اعلم انه مازل لم يتخطى الامر حتى وأن كان يمثل التناسي بمهارة "
استندت جوان الى الطاولة وهي تنظر اليها بشحوب ..ثم همست باختصار " لأحميه هو بالمقام الأول .."
توجست هبة وهى تقول بتوتر" هل مازل والدكِ يهدده حتى بعد كل هذه السنين "
ربتت على كتفها وهي تقول مطمئنه إياها " ثقي بيّ اي ما كان يهدد كلينا ، ذهب مع ادراج الرياح اختفى بغير رجعة ..ولم يعد الا حبى له ، ورغبتى في البقاء معه دئماً"
كثير من ألغاز ، وكثير من عدم التفسر هذا ما استشعرته ولكنها أسرت عدم التوضيح ..أن لم تكن تريد البوح مؤكد هذا أمر يخصها ، اذ ان كل ما يهمها شيء واحد نطقته على الفور وهي تشدد على يدي جوان " أخي يستحق السعادة ، والحب ..كل رجائي أن لا ترهقيه أمنحيه ما يحتاجه منكِ يا جوان !"
ابتسمت ابتسامة متوسعة قبل ان تقول بثقة " لا اعدك في موضع الإرهاق هذا ، أن كان مازل يلتزم بجانب السيد زاهد.."
أبتسمت لها هبة مشجعة وهي تقول " لا اي زهد وكلام فارغ ، ابتسمت متزوجين وهو يعيش في فراغ عاطفي ان كان الامر هكذا ..الله معكِ في نوايكِ الشريفة..
قفزت هبة كالملسوعة وهي تسمع نداء عفاف الغاضب بأن ترى ما يوجد على الموقد ...

احتلت هبة مكان أمها ثم قالت بتوسل مضحك " صحيح ، الم تلتقطى أي صور ، للعرسان ، الفضول يقتلنى ، لرؤية وجه أبنة الراوى "

توتر فم جوان واهتزت عينيها وهي تقول " من في بنات الرواي ، أنهن كثر "

قال هبة بخلو بال " رأيت تلك التي يقولون تزوجها أمير ، فيديوهات رقصهم تغرق مواقع التواصل الاجتماعي ...من اقصدها الأخرى ...اذ يقولون بأن زوجها حذف اى صور مسربة لها او فيديو مماثل ...لم يكن هناك الا صورة او اثنين ، رسميتين وكانت الفتاة تدفن نصف وجهها تقريباً في كتف زوجها "
همست جوان بصوت مختنق " لديه حق ، من يملك " جوهرة ثمينة مثلها " عليه بحمايتها واخفائها عن شيطاطين البشر "

لم تنتبه هبة لمشاعر جوان الخاصة ..بينما تقترب منها وهي تقول بحيرة " تحمل أسم غريب ..كما لون شعرها وما تبينته من ملامحها ، يشبهك لحد عجيب ..."
لم تلاحظ هبة شحوب وجه جوان بقوة بينما هي تقول ضاحكة" أن لم اكن اعلم انك طفلة وحيدة لقلت ، انها اختك "
عم صمت لحظى بينهن حتى استعادت جوان اعصابها ، وسيطرة على نبرتها وهى تقول ببساطة " لماذا ظننتِ اني دعيت للزفاف اذا "
نظرة اليها هبة بدهشة في استفسار ...
قالت جوان بهدوء شديد جداً " الفتاة لديها قرابة معيّ..والداتها وأمي يشتركن في نفس الجدة التي ورثتني واياها ، ملامح مميزة "

قالت هبة ببساطة " هذا يفسر الامر اذا ...ولكن مازل فضول النساء يقتلني..هل تحملي لها مزيد من الصور ؟!"

الإجابة هي تحمل المئات ..في قلبها كما هاتفها ، ومذكراتها ولكنها اختارات ان تقول بهدوء " لا ، لاأحمل شيء يخصها ولا أحبذ هذا ربما نقرب لبعضنا ولكن احدانا الاخر ، لا تفضل تقارب بيننا "
" ‏خسارة"

.......................
بعد وقت
كانت جوان تنظر لسقف الغرفة بقنوط ، بينما يدى نضال تحاوطها كالمعتاد ..! منذ عودتهم لبعضهم ، وتلك الليلة التي بدأت بتهديد فقدهم للجنين وانتهت بها بين ذراعيه ...ولا شيء تغير ! يهتم بها يراعيها يترفق..كما على اي زوج حنون محب ان يفعل ..ربما يشاكسها يتحمل كيأبتها ضيقها او مداعبتها...الا ان زوجها العاشق اختفى...ما عاد يتلهف لها باى طريقة...! رغم رؤيتها له بأم عينيها " الحمامات الباردة الكثيرة التي يخضع نفسه لها ..حتى خافت من تعرضه للالتهاب الرئوي..ورغم ايضاً ان الحصار من الطبيبة ُرفع، كما انها تعلم بحكم مجالها حتى وان كان تخصصها أطفال ، بأن بات من الأمن اقترابه منها ..وقد لمحت له بالأمس ..وقبل أسبوع في ذاك النهار ، الا ان رده لا يتغير انه يتخلى عنها مانحها ظهره وينام كاللوح..او يغادر المنزل كله متحجج بالعمل ...هل لها أن تقلق .، ان جزء منه لم يصفى ناحيتها لهذا يتعفف..من معرفتها الكبيرة له والسابقة ، لوحها الحبيب على استعداد ان يعفها لعام ، وربما يزيد زفرت بحرقة وهي تهتف بسخط" حسبنا الله "
رفع نضال رأسه بقلق ينظر اليها بعينين اوشكت على النعاس وهو يسألها بحيرة" من تعيس الحظ هذا "
رفعت ذقنها بترفع وهي تتمتم بجفاء " أنتَ طبعاً وهل هناك غيرك !"
حررها من بين ذراعيه وجلس قصادتها وهو يقول بتجهم "لماذا تتحسبني بي يا محترمة!"
حسناً ان كان يتهمها بعدم الاحترام فلم يخترق لذا قالت بفظاظة وقحة" لاني اريدك اشتاق اليكَ وانت تمنع عني حقوقي"
توسعت عينا نضال وتدلى فكه وهو ينظر اليها بغباء لحظي ، سرعان ما تحول للغيظ والاتهام ...
اعتدلت جوان تواجهه بشجاعة وهي تقول بغضب" لا تنظر اليّ هكذا وكأني اطلب منكَ امراً محرماً"
هز رأسه ببطئ متفهم مغيظ ثم قال ببرود " ظننت أن الطفل هو كل همك..."
زمزت فمها بقوة قبل ان تقول بفتور " ان كان هذا حجتك أطمئن ، الطفل بخير ..فأنا لن اخاطر به حتى وان كنت أموت اشتياقاً اليكَ"
نظر اليها نضال بتسلي وقد تبدد غيظة وغضبه ثم قال " هذه الأمور لا تجري بالطلب ، حتى وان كان حقك ، اذ ان الطرف " الفاعل .، يجب ان يضاهي رغبتكِ..ليسد نهمك يا " مؤدبة"
اشتد خطي شفتيها وتراجعت كل ثورتها مطفئة في مهدها ..فليحترق اذاً هي لن تخوض هذا الحديث ، ولن تحايله ابداً ليصفى اليها ...عادت تنام في موضعها تمنحه ظهرها وهي تقول بجمود " فلتحرق يا نضال ..وأجعل حمامتك الباردة تنفعك ، انا لن احايلك مرة أخرى.."
تدبر نضال ضحكة عالية مشاغبة وهو يتبعها ملتصق بها واضع احد ساقيه فوق ساقيها مشدد عليها به ..صرخت معترضة" ابتعد جسدك ثقيل ، ويكتم على انفاسي"
اصابعه داعبت وجنتها ثم نحرها منحدر لم يتلوى جسدها وهو يهمس بصوت خشن اجش " وصدري ان التحم بك سيكون ثقيل أيضاً ..ماذا هل ستجبني سريعاً وتتخلي عن حقك دون حرب ، الا استحق بعض المقاومة من اجلي"
تنهدت بتعب وهي تدير وجهها ليقابل وجهه دون ان تعتدل من موضعها ثم همست " ما عاد بى نفس لاي حروب يا نضال ..كم تحتاج لتفهم أني أحبك ، أني احلم وأتمنى كل ليلة ولحظة ، بأن لو كنت قابلتك أنتَ منذ زمن أحببتك أنتَ، ووهبت لك نفسى وحياتى كما افعل الان ...الماضي ولى وانتهى، فلماذا ترفض انت تخطيه؟!"
توترت عضلة في فكه ، قبل أن يقول بصدق " انا لا افكر فيه بالاصل يا جوان ..ولكن لن انكر هروبك الأخير هو الذى لا يزال يترك بداخلى ندبه.."
رفعت كفها تضعها على فكه الخشن ، ثم همست بتدله" دعنا نضمدها أرجوكَ.. امحيها ،أطويها وابعدها واسمح لنا ان نبدأ مع طفلنا القادم حياة طبيعية خالية من أي اوجاع "
اخفض نضال وجهه يدفنها على كتفها متشمم رائحتها العطرية المميزة ، تحشرج أنفاسهُ لفحها. بقوة جاعلها تسدير اليه تضم جانبه بقوة جاذبةً إياه نحوها .. ووجد نفسه يطبع قبلة على بشرتها البضة ،. هامس فوقها بخشونة " هل يمكنني إزاحة خوفي منكِ يا جوان ، الاطمئنان انك تعلمتي حقاً ، درسك اخيراً ، بأن لا أب ولا اسرة ولا أحد بالعالم ، سيتحملك ويحبك ويداويكِ سواي "
" نعم "
" هل ليّ أن أأمن يقينك ، واعترافك بسلطتي عليكِ، بفهمك أخيراً اني يجب ان اعلم بكل خطوة وفكرة تجري في عقلك الاحمق "
شدت نفسها اليه بقوة بينما فمها يطبع قبله مجنونة على صدره ، ثم موضع قلبه وهي تهمس بحرارة " نعم ..نعم ....فقط أحبني ..أحبني أرجوك يا نضال "
ساعده صم ظهرها بتوحش يغمرها بجانب صدره بقوة ..بينما يده الأخرى ترفع وجهها لتواجهه ثم قال بنبرة اكثر خشونة " تلك هي المشكلة ، أني احبك ، ابتعادك عنيّ هو الهلاك "
لمع بريق عينيها ،.وهي تهمس بصوت مختنق احرقته العاطفة الجياشة " بل الهلاك كل لحظة ، قضيتها قبل ان اعرفك ، قبل ان احبك ..أعشقك يا نضال "
توقف الكلام عند اعترافها ، اذ انها وجدته اخيراً يهبط على فمها مكتسحه كالإعصار .. يضمها بين ذراعيه..يحبها كلها بلغة المشاعر ..يخطو معها على كل المصاعب يمحي ، اخر ندبة بداخله ..مكتفي بشغف والحب ان يتكفلا بكل شيء شارحان اخر ، تحفظاته..ومرسيان أهم قواعد حياتهم ...
لم تشعر هي رغم كل جنون وغرام لقائتهم ..بما تلمسه الان بين يديه وعبر شفتيه وهمساتهم المفعمة بالغرام تدفع نفسها اليه اقوى يجذبها هو اليه مسيطر ..يتقلبان بين سحب السماء لا فراشهم متعانقين وجميلين و محبين ........
"الباب ..." همست جوان تاركه ذلك العالم الرائع بحسرة ...
ولكن نضال لم يكن انعزل بعد من خيمة مشاعرهم مستمر في اجتياحها وهو يهدر فوق بشرتها " لا تتحركِ..اشتقت اليكِ..افتقدكِ"
كادت أن تبكى احباطاً وهي تدفع كتفيه بكلا كفيها ثم كررت بصوت صارم عله ينتبه" والداتك تدق على الباب ، وكأن هناك كارثة"
" تباً ... " انتفض نضال من فوقها سريعاً ..يتغلل شعره بيده بحنق وجهه محمر مكتوم .. من أثر مشاعره ، أنفاسه لاهثة عنيفة .. وقد اخذ جهداً حتى يعيد توازنه ..وقت اخر يسمع الحاح والداته وهى تأمره بقلق ان يخرجا...استند هناك على الحائط عاري الجسد ينظر اليها وهي تعتدل بخجل تلملم ملابسها ...ثم نظرت اليه ..لدقيقة متضامنين في نعي الحظ " النحس"
قبل ان تجده ينفجر في الضحك وهو يقترب ملتقط ملابسه مرتديها على عجل وهو يقول " حقوقكِ ليس لها حظ ..الم تستطيعي طلبها فقط نصف ساعة مبكراً..."
وقفت جوان بجسد مازل يسكنه الارتجاف ..ثم قالت ضاحكة " فلنحل مصيبة والداتك وبعدها ..يمكنك تعويضي"

نفخ نضال نفس ساخن متعباً قبل ان يقول بيأس " اخرجي انتِ سألحقك ، رغم قلقي من هتافها ..الا اني لن اخاطر بأن تراني او هبة بتلك الحالة "
توردت وجنتيها وهي تتأكد من مظهرها ..ثم خرجت سريعاً وأغلقت غرفتها ورائها باحكام ..
وقبل ان تسأل حتى عن ما يجري ..وجدت حماتها تقف امامها باضطراب وحزن ؟! تحمل بين يديها لفافة صغيرة متسخة...!

" ما الذى يحدث ..!"
كان هناك من على باب المنزل امراة اربعينية تعرفها يقين ، اذ انها لطلما لجأت اليها ، طالبة تبرعها في مراعة أطفال ملجئ تديره ..وهي كانت تفعل مقدمة للأطفال الكشف والعلاج ..وبعض احتياجتهم ..علها تكفر عبرهم عن ذنب...وتأخذ منهم مسكن ، لالم الذى كانت تعيشه " انها طفلة وجدنها متجمدة تقريباً امام الملجئ...اعتذر يا دكتورة ولكن اقرب مشفى بعيد ..وفكرت انك قد تستطعي فعل اي شيء لانقاذها قبل الذهاب بها للمشفى"

امسكت جوان الطفلة سريعاً ودون تفكير تتفحصها على عجل مبدئياً بين يدى عفاف .....ثم سرعان ما اختطفتها وهي تهتف " اريد الدفاية اولاً وبعض الملابس الثقيلة ..."
حركت رأسها لتجد هبة التي تبات لديهم في عادة شهرية ..تنظر اليها برهبة ..اشارة اليها وهي تقول " هبة احتاج مساعدة..

كان نضال خرج اخيراً ينظر اليهم بعدم فهم حتى اقترب منها وشعرت به يشرف عليها ..هتفت دون ان تنظر اليه " احتاج ان اخذها لعيادتى ، فأنا لدى غرفة مجهزة وحضانة كما تعرف ..

اومأ نضال على الفور وهو يقول " سأتي بالمفاتيح...."

عيادتها كانت قريبة وليس اول مرة يقتحم منزلهم احد مستنجد بها لذا هو اعتاد تقريباً الامر واصبح روتين.. اذ انه يصطحبها بنفسه في حالات الطؤارى..
عندما عاد نضال كانت جوان لفت الطفلة العاريه الا من ذلك الشئ المقرف في ، شيء ثقيل أتت به عفاف ..وقامت ببعض الإسعافات الأولية السريعة ...لذا اعتدلت تضعها بين يدى نضال وهي تقول بتسارع..سأرتدي عباءة فوق ملابسى ..والحقك...
" نعتذر يا دكتورة ولكنها روح ..لم يطاوعني ضميري للمخاطرة ...
كادت جوان ان تخبرها بالا تهتم ...

ولكن الصوت الذى قصف مدميها بوحشيته وجهله جعلها تموت مكانها الف مرة ، ولماذا العجب وهي تعلم بيقين ان ربما الحياة تضحك لها تأخذ فرصتها الثانية ، تحب تعيش وتنسى ..الا ان الخطايا لا ُتنسا لا تسامح .. وقد تعود تقتلك ولو لمجرد لفظ عابر مثل الذى قالته هبة بقهر وقرف " اعذريني لتحجر المعنى، ولكن ليتك تركتيها، تزهق وماذا قد تكبر لتجده .." لقيطة " انجبتها امرأة ككلاب السكك العفنة تمنح نفسها للغادي وذاهب...عديمة دين واخلاق نزع من قلبها معنى الشرف ."

والصوت المتألم من اجلها همس دون صوت مجرد تحرك شفتيه وهو يستدير نحوها " جوان"

أغلقت جوان عينيها بقوة ، تحجب دموع الألم قبل ان تقول بهدوء به غرابة " انها روح يا هبة ..ليس لها ذنب في انعدام اخلاق أمها ..التى حكمتِ بعهرها على الفور... الطفلة ليس لها ذنب ، ولقب لقيطة التي وشمتها به ، ما هو الا توحش منكِ ونزع رحمة"

.................................................. .......................
:7r_001::7r_001::7r_001::7r_001::7r_001:

يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:59 PM   #6000

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل السادس والأربعون المشاركة "٥"

أكرهها وأشتهي وصلها
وإنني أحب كرهي لها
أحب هذا اللؤم في عينها
وزورها إن زورت قولها
أكرهها
أشك في شكي إذا أقبلت
باكية شارحة ذلها
فإن ترفقت بها استكبرت
وجررت ضاحكة ذيلها







...............................
في عصر اليوم التالي وقفت لورين بجانب والداها وخلفها أختيها وصغيرتها...عقب انتهاء عقد قرانها في إحدى القاعات المخصصة بالأزهر الشريف كما صمم هو ،لقد كانا قد أخرجا منذ فترة أيضاً تصريح بالزواج من "الشهر الxxxxي" كما قال إذ أنه رفض أن يتزوجها بهويته الامريكية كما السابق ،بل استخدم بطاقته المصرية التي استخرجها أخيراً مع أوراق أمل أيضاً التي أصبحت تحمل نفس جنسيته بالتبعية ..بينما هي بكل قهر العالم بقت بهويتها الامريكية وإن كانت طبعاً غيرت اسمها فيها مصححة نسبها وآخذة اسم أبيها منذ زمنٍ طويل ..لم يكن الأمر هين إلا أنهم ظفروا به في النهاية ...

شعرت بيد والداها يحيط ظهرها .. يضمها إليه قبل أن يقبل رأسها من فوق الحجاب الأبيض الذى حاوطت شعرها به ...
ثم سمعته يقول بنبرة رخيمة " هل أنتِ واثقة في خطوتكِ هذه؟"
اخذت لورين نفساً عميقاً قبل أن تقول بابتسامة مهتزة" هذه المرة الخامسة التي تسألني بها ..أشعر وكأنك تريد أخباري بالهروب ..وليس دفعي للعودة إليه "
ابتسم أيوب في وجهها برضا وعينيه تطفران بالدموع قبل أن يهمس بصوتٍ أجش" لا أريدكِ أن تُجبري على شيءٍ يا حبيبتي .. اكره أن أركِ مجبرة لأمرٍ لا تطيقه نفسكِ"
قالت بخفوت وهى ترمي رأسها على كتفه لدقيقة" لا تقلق عليّ ..أعدك أني سأكون بخير "
قبل أيوب رأسها من جديد يربت عليها بقوة ،مانحها من صبره ..ثم هتف أخيراً بتأثر مختنق لممدوح الذي كان يقف بجانب مراد وشقيقته، وأناس أخرين كثر لم تعرفهم ولكنها فهمت أنهم من طرف مراد الذي أصر ان يكون هناك " جاهة" كما التعبير الخاص بمدينتها هي ..حتى وإن كانت بالأصل اشترطت أن يكن العقد شيئاً بسيطاً غير مبالغ فيه يقتصر على عائلته وأخته ...إذ أنها شعرت أنها ستكون أكبر المنافقين إن حصلت على زفاف آخر معه وهما لديهما ابنة ،كما أن أسباب عودتها إليه لا تقرب للسعادة بصلة حتى تسمح له أن يبتهج على حسابها !"
عندما أصبح قريباً منها يضع كلا كفيه عاقدهما أمامه لأسفل غير ناوي أن يأخذ بيديها ،أن يضمها كأي زوجين طبيعيين ..سمعت والداها أخيراً يقول بصوتٍ أجش " لقد قبلت بك ..لم أعاقبك عقاب تستحقه ، سمحت لها بالعودة إليك، ومنحتك فرصتك كأي خطاء تائب من أجل أمل ..فلا تجعلني أندم ،لن أسمح لابنتي بأن يطالها أذى من جديد ، ستجد دائماً بيت والداها وظهره ملتجئ وسند ..إن عادت إليّ يوماً شاكية منك لأي سببٍ لن أعيدها إليك وإن وقفت على شعر رأسك "
تكلم ممدوح بلغته العربية الركيكة إلا أنها كانت أكثر وضوحاً الآن ، أعمق في كلماته التي أجاد استخدامها "كتفي ماء والأخر زواد ..لن أخيب لك رجاء أبداً، من أجلك وأجل كرمك عليّ، خاطرها دائماً سأحمله فوق رأسي"
أومأ أيوب باسمها قبل أن يحتضنها بقوة ..وهو يقول بصوته الرخيم "أجيدي اختيار خطواتكِ وتمهلي قبل تنفيذ أحد قرارتكِ ..وضعي أمل دائماً وقلب أبيكِ نصب عينيكِ ..إذ أن كلانا لن يحتمل فقدكِ من جديد ..."
ارتعشت بين يديه قبل أن تغمره بقوة بدورها تبكى بمشاعر غريبة تجتاحها وهي تتمسك فيه بقوة ،وكأنها حقاً فتاة بكر أول مرة تتزوج ويسلمها أبيها لزوجها ...لا لم يكن مجرد احساس إنها الحقيقة ..هي تستطعم لأول مرة في حياتها معنى السند ،معنى أباً يشرفها يعزز فيها ، يكن وكيلها شرعاً يضمن لها حقوقها ..أباً من أجل خاطره وحمايته يعمل لها ألف حساب ...
"وفقتِ يا حمامة أيوب .. ومفتاح أحاجيه "


عندما حررها أيوب أخيراً كان ممدوح يتقدم خطوة نحوها ، تجاوره إسراء التي تبتسم إليها بسعادة لم تخلو من الامتعاض بالطبع للون فستانها الأسود اللامع واللطيف الذي اختارته صباحاً خصيصاً للمناسبة ، لقد تجادلاً سوياً ، بل وصلا للنزاع وهي تصر عليها أن ترتدى لوناً ابيضاً ..ولكنها رفضت مخبرة إياها أنها ارتدته مرة وليس لديها أي نية لإعادة التجربة ..تحايلت عليها هي ومرح لأن تختار لوناً محايداً على الأقل ذهبي أو حتى رمادي شاحب ..إلا أنها لم تتنازل بصلابة عن اللون الأسود الطاغي دون أي لون يبدد قتامته عدا عن ذلك اللمعان الخفيف ...
أخيراً كان يصل أليها يمسك يدها بأطراف أصابعه وكأنه يخشى لمسها ..ثم وضع خاتم زواج ذهبي " دبلة "

في لإصبعها ..وخاتم آخر ماسي بلا روح أو معنى يميزه ...
همست هي بنبرة شاحبة" لم يكن هناك داعي ، مازلت احتفظ بخاتمي القديم"
نظر لعمق عينيها بنظرة مظلمة قبل أن يقول بهدوء متشدد" لم يكن يليق بكِ، ذاك مُنح لامرأة أخرى كنت أحسبها "
لم تهتم وهى تشمخ بوجهها بترفع ..وإن كان كلامه أصابها في الصميم ..ثم قالت بفتور" شكراً لك .."
قال بتهكم" لا شكر على واجب ، زوجتي الحبيبة "
شعر بإسراء تدس رأسها بينهما وهى تقول من بين أسنانها " يمكنكما التباري أو حتى قتل بعضكما لاحقاً ..وعدك لوالدها لم يختفي بعد من أرجاء المكان ، يا آخرة صبري"
التفت إليها لورين وهى تقول باهتمام " من صبري...هل أخطأت في اسم أخيكِ؟"
قال ممدوح بتسلي" يبدو هذا ..الدجاجة الحنون كسرت إحدى بيضاتها لتوها محطمة قلب " كتكوتها الحزين"
نقلت إسراء نظراتها بينهما بينما تشعر أنها تريد القضاء على كليهما بنفسها غير تاركة الفرصة إياهما للفتك ببعضهما نهائياً كما يتوقع الجميع ...

" يا ويلي، كيف سأتحمل كليكما للمتبقي من حياتي؟! "
كلاهما اختار هذه اللحظة لأن يضحك بصفاء ..وهذا كان إعجازاً في حد ذاته أن يتفقا على أمرٍ...
اختفت ضحكة ممدوح سريعاً وهو ينظر إليها مشدوه متألم بالذكريات التي عصفت به ، لامح من بين حداد عينيها ذكرى مماثلة وهو يضعها على قدميه فوق كرسيه المتحرك يدور بها بجنون ، بفرحة لم يذق قبلها أو بعدها سعادة مماثلة كلاهما كان يحلق ممسكاً الغيوم بيديه ..متعشم في الأماني التي يعد بها كلاهما للآخر ...
بريق الحزن في عينيه ، وجد صدى لديها ..خالعان نفسيهما سريعاً من ذكرى غير مرغوب فيها ..أمسك العلبة المخملية من إسراء ثم قدمها لها وهو يقول " هذه بقية "الشبكة" التي وعدت بها ...يمكنكِ تبديلها في وقتٍ لاحق إن لم تعجبكِ "
قبلتها منه بلا تعبير حقيقي ...قبل أن تجده يخرج ورقة بيضاء وضع فوقها تعهده ثم امضائه بمبلغ لم يحدده ثم قدمه لوالدها وهو يقول بهدوء شديد" المؤخر الذي وضعته لم يرضيني ..لذا أريدك أن تحتفظ بحقها لديك تحسباً لأي ظروف ...ضع به ما تراه مناسباً ..أنا " شاري " ولن ابيع لذا لن أهتم كثيراً أو ألقي بالاً بإقراري هذا..."
استدارت لورين نحوه بعنفٍ وهى تهمس بسخط" ما الداعي لهذا العرض ..الأمر ليس في شرائك أو بيعك إذ أن المرأة إن كرهت قد تبيع شعر رأسها في سبيل الخلاص..."
لم يكلف نفسه بالرد عليها من الأصل ...وهو يقول لأيوب بهدوء " لقد طلقتها مرتين، لن أذكر اسبابهما الآن ..ولكن أنا لا أضمنها بصراحة ..واخشى أن تُفلت أعصابي يوماً ، لذا أتعشم فيك أن تقبله لتريحني على الأقل "
لم يجادله أيوب ..وهو يأخذه منه طاويه في جيبه بحرص ثم قال بنبرة متسلطة " لا أهمية لرأيكِ يا لورين ، هذا حقكِ الشرعي الذي يقدمه هو بطيب خاطر .."
اُسقط بيدها ولم ترد ..شاعرة بنفسها تحاصر من كل جانب ..الخبيث لقد كسب رضا والداها واطمئنانه إليه بكل الجوانب ...







..............................





أخر الليل عندما دخلا من بابا المنزل أخيراً بعد العشاء العائلي اللطيف الذي كان على إحدى البواخر النيلية ...
وجدت لورين نفسها تقف متجمدة أمام الباب برهبة ..
"ما الذي يجري معكِ هل هذه أول مرة يختلي فيها معكِ ، على الأقل الآن هناك ابنتكِ، التي ستكون درع حماية مانعه أن يبادر بخطوة نحوكِ ، أو يتعدى عليكِ إن جن وأراد في وجودها بالطبع سيقيده ،أم أنه سيفعل ؟!"
احمر وجهها بغضب ، وسخط قبل أن تتحرك بفستانها الأسود لتجلس على أول مقعد توسط في حجرة الاستقبال ....دارت عينيها نحوه الغرفة التي اختفى بداخلها مع صغيرتها التي نامت بعد تعب من فرط الحماس اليوم والتفافز حولهم بفستان عرس أبيض اختارته بعناد...هاتفة بسعادة أنها تحضر زفاف والديها ..مخبرة كل من يقابلها بهذا ..لقد اشعرتها بالحرج قليلاً لأعين البعض الفضولية المنتظرين تفسير ..هااا وكأنها ستهتم يوماً لمنح أحد شيءٌ يرضيه...

ظلت لورين مكانها لوقتٍ لم تحدده ، عقلها خالي تماماً من الأفكار ..رأسها فارغ كما كل مشاعرها ..وجهها الجامد خالي من أية احاسيس أو مشاعر وكأنها تحولت لقطعة من جليد ..وعندما يئست من خروجه من غرفة ابنتها وتعبت من انتظار ما قد ينويه لها ....وفضول الأنثى فيها يرغب بسادية اختبار تقززه الذي رماه في وجهها مرتين .. .لتكشف له حقيقية نفسه أي كاذب هو ..أي مدعي يتأثر بها يريدها ،يرغبها ويفتقدها...مؤكد بعدها سترمي رفضاً بارداً في وجهه ...موقنة هي أنها تعجز اصلاً أن تفعلها حتى وإن رغبت أو ملك هو إغراء العالم ....على كل حال لقد فشل تخطيطها للشماتة فيه أليس كذلك؟!
وقفت من مكانها أخيراً ، متوجهة نحو غرفة النوم ..سوداء الأساس بالكامل ، كما ضميره وروحه وقد اختارها هو بنفسه ..ثم توجهت للحمام ، ناوية أخذ حمام سريع يزيل عنها عناء اليوم ويطفئ عقلها عن العمل تماماً ..ثم يساعدها على غفوة كبيرة تحتاجها...
وعندما خرجت بعد وقتٍ ، مستريحة ومطمئنة لخلو الغرفة منه، إذ أنه من الواضح سيبات ليلته في السرير الإضافي بجانب أمل ..
كانت تجفف شعرها الأسود الغزير بالمنشفة ، غير منتبهة برأسها المائل جانبياً لوقوفه أمامها حتى ارتطمت به ... شهقت بعنفٍ معترض وهى تتراجع خطوات قبل أن تهتف بدون تردد" ما الذي تفعله هنا ؟!"
قال ببرود " أنتِ ما الذي تفعلينه ، ألم نتفق أن هذه غرفتي، بينما أنتِ ستأخذين الغرفة التي اخترتها على ذوقكِ ؟"
الحرج زحف على وجنتيها تاركاً أثر وردي شهي عليها و وساعديها المكشوفين من تحت بلوزة بجامتها التي بلا أكمام ..بل مجرد قطعة صغيرة تلتف حول صدرها ، وبالكاد تخطى تحت خاصرتها ...
همست بحرج ، وهى تهم بالخروج "هذه غلطتي ، آسفة لقد نسيت واعتمدت على نومك بجانب أمل "
اوقفها يده عندما أمسك ساعدها ..ولكن نظرة الحذر التي سكنت عينيها سريعاً جعلته يتركها مكتفياً بمنعها من الخروج وهو يقول دون أن ينظر إليها " إن كانت اشيائكِ هنا ، يمكنكِ البقاء ..أنا سأستحم سريعاً وسأعود جانب
مولي "
نفخت بضجر قبل أن تقول " لا داعي لشهامتك هذه ،على كل حال هذا وضع يجب الاعتياد عليه ، وأفضل البدء منذ الآن"
هز كتفيه وهو يقول بجفاف " على راحتكِ ، فعلت ما عليّ"
إلا أنه قبل أن يلج للحمام كان يسمع صوتها البارد يأمره " عندما تنوى دخول المنزل أو أي غرفة أطرق الباب أولاً ..هناك امرأة تعيش معك الآن فلا داعى لعشوائيتك "
عاد إليها ، بغضبه يقف أمامها بتهديد ثم قال بنبرة رجولية متسلطة " أنا سأدخل بيتي كما أحب وأحدد ..إن كنتِ تخجلين ، وهذا صادم للحقيقة إذ أنه ما عاد لديكِ شيء لم أراه واتشبع منه بالسابق ...لذا إن رغبت في خصوصية عليكِ بالاحتشام "
صرخت في وجهه بقوة وقهر ..يدفعها الاعتراض على كل شيء بات واقع تعيشه من جديد " أنت نذل ، وقح لا تتغير "
اسبل ممدوح جفنيه بحلمٍ شديد متحكماً في أعصابه واندفاع جنونه ..ثم قال أخيراً بصقيع" لن تجريني لهذا يا لورين ..بل سأخبركِ أني اراعي حالتكِ مقدراً ورطتكِ بي مجدداً...."
كادت أن تندفع إليه متلبسة روحه تمزق وجهه الوسيم المستفز بأظافرها ..إلا أنها تمسكت بمعجزة ...وهو يقول بجدية غبية" كدت انسى أهم شرط ، صوتكِ لا يرتفع مطلقاً في الشجار معي ..ليس لفرض سلطه لأني للحقيقة لا اهتتتتتم ..ولكن إن كنا علقنا مع بعضنا للآبد من أجل ابنتنا، فسنفعل كل شيء بالطريقة الصحيحة "
ستمزقه ..ستمزقه شر تمزيق...حركت لورين قدميها التي خذلتها وجلست على طرف الفراش دافنة وجهها بين كفيها بقهر ينسدل حولها شعرها مبتلع ملامحها بالكامل مانحة للذى يراقبها بتنازع صورة موجعه لذات الشعر الغجرى امرأته الأسيرة التي اذقته معنى الحب على حد الخنجر " ما الذي يحدث معكِ، منذ متى كانت العصبية والجنون هي ما يحرككِ، دائماً كنتِ الجامدة ، الباردة المتحكمة ، تقودين الشخص لفقد عقله دون أن تتأثري أو تهتزي... " يا الله إن كان عقاباً ، أنا لا أعترض ، ولكن امنحني السكينة والركيزة وخلصني من حملي الثقيل إذ أنه اوشك على الفتك بي محطمي بالمزيد الذي لن تتحمله نفسي ..."
لم تعلم كم مر من الوقت عندما شعرت بجانب الفراش ينخفض، آخذاً حمله مؤكد فوقه .... شعرت به يقترب بتردد منها ..ذراعيه تكاد تحيطانها ،صدره يقترب من ظهرها ، يصهد بنار فوق ظهرها ... تسمع ازدراء ريقه الصعب الذي شعرته يتكور بغصة داخل حلقه ..الى ان كل شيء تبدد...فور ان اهتز كل انش فيها رغم إرادتها فاقدة التحكم في نفسها ..شعرت به يتراجع بعيداً ..بعيداً جداً ..حانت منها التفاته نحوه ، فوجدته يأخذ نفس جلستها ظهره ينحني لأسفل يوازن جبهتها بكلا كفيه المستندين على ركبتيه ...ثم سمعته يقول أخيراً بنبرة كالجمر المتقد" نحن أكبر كاذبان ، فاشلان ..."
همست بصوتٍ خافت مختلف " نعم "
قبضته ضربت باطن كفه بقوة ، وهى تسمعه يقول بصوتٍ أخشن هامساً وكأنه وحده يرفض مجرد الفكرة لرغبته التي ابداها " أريد أن أضمكِ إليّ بتوحش ،أن أمنحكِ ما تجديه لديّ حتى وإن رفضتِ الاعتراف... أريد احتضانكِ يا لورين برغبة أقوى مني ..منذ أن سمعت ما قلتيه بالأمس كاشفة لي جزء من نفسكِ"
هزت رأسها بالألم ، وهى تأن دون صوت ، تنشج دون دموع مسيطرة على نفسها بمهارة لا تقدر امرأة في وضعها هذا أن تملكها ..." إن فعلت ، إن سمحت لك ، أخاف أن أقتل نفسى بعدها "
عيناه الخضراوين كان يرتسم فيهما الألم بلا حدود ..دون تحفظ ، عارفاً أنها لن تكشفه لن تحاول الاقتراب منه ، وفهم ما يمر به من وجع ..حتى همس بصوتٍ متحشرج ثقيل " أعلم أنكِ عاجزة عن منح نفسكِ ، وأنا كنت جاداً ومازلت لا أرغب في أكثر من ضمكِ إليّ ..ما عدت أجد داخل نفسي صدى لأي رغبة ..لقد اكتفيت منها ، اكتفيت من الدناءة والخسة اللذان جلبتهما عليّ ..إن كان ما حدث منذ سنوات مازال يحطمكِ ، لن أبالغ إن أخبرتكِ أنه يجد له صدى بداخلي لأجدنني أنا الآخر زهدت فيها، وقد كانت سبباً في خسارتي إياكِ"
ارتجفت شفتاها ، وبدت غير قادرة على تلبية طلبه رغم وجود انعكاس له بداخلها ..شعرت به يتسطح من جديد ناحيته ويقترب منها ..ثم يلمس ذراعها برفقٍ شديد وهو يقول بصوتٍ خشن " أريحي رأسكِ وأرقكِ ، تقبلي منحتي، وإن لم تجدي لها مكاناً بداخلكِ.. أنتِ ستظلين مالكة أمر نفسكِ ..."
ترددت وتورطت ، رفضت وقبلت ، احاسيس عدة عادت أخيراً لتسكنها ، قبل أن تسمح لنفسها. بتردد أن تفرد جسدها المتشنج على الفراش إنما لم تجرؤ أن تستدير لتنظر إليه ..اقترب منها بتمهل وحذر ثم حاوطها بحنان أولاً قبل أن يتحول لتشدد رهيب ممتع ، ذو لذة واغفاءة ..ناعم كالحرير ،وصلب كالفولاذ ، صهداً كقيد النار، وبارد نقى كبياض الجليد .. سلمت أخيراً جسدها يهدأ ،مخاوفها المرهقة تعود لداخل عقلها ..مطمئنة جداً داخل حضنه المذهل ..لقد افتقدته، الشيء الوحيد الذي لن تخجل من البوح به من تكراره على عقلها ، أنها تحب احتضانه ،تعشق ما يجعلها تعيشه عبر ضمه إليها ...
وعند وصول افكارها لهذه النقطة كان أمراً يسلم أمراً تاركة نفسها لاحتوائه ، غارقة في دوامة ناعمة ورقيقة ..لم تحصل عليها منذ زمنٍ بعيد ..
وبقى هو مستيقظ ، عاجزاً عن الحصول على سلامه ... أو أمانه وقد عادت لتسرق منه كل شيء من جديد " فراشكِ نار يا لورين جمراً أتقلب عليه وحدي ، وبركان يغلي متلظى بجحيمه..."
ولكن إن كان هذا ثمن بخس أمام كسبكِ لي وابنتنا أنا راضي بهذا ...
.........
انتهى
قراءة سعيدة


:ma3qoola :


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.