آخر 10 مشاركات
نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-20, 11:43 PM   #6751

Yasmin waled

? العضوٌ??? » 383425
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 303
?  نُقآطِيْ » Yasmin waled is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضووووووووور

Yasmin waled غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-20, 11:45 PM   #6752

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

فى الانتظار ياكيوت

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 12:36 AM   #6753

Rawoonah_15

? العضوٌ??? » 440752
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » Rawoonah_15 is on a distinguished road
افتراضي

So excited and can’t wait to read it

Rawoonah_15 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:07 AM   #6754

جنة سعيد

? العضوٌ??? » 419123
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » جنة سعيد is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
بإنتظارك يانور علي نار🔥🔥


جنة سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:07 AM   #6755

هند زياده

? العضوٌ??? » 454079
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » هند زياده is on a distinguished road
Rewitysmile19

من الصابرين المنتظرين

هند زياده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:12 AM   #6756

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:12 AM   #6757

toma gogo

? العضوٌ??? » 322403
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 270
?  نُقآطِيْ » toma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond reputetoma gogo has a reputation beyond repute
افتراضي

مستنياكي علي نار 🔥🔥🔥

toma gogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:12 AM   #6758

Mony abdel

? العضوٌ??? » 440498
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » Mony abdel is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الفصل يا نور 👏🏻👏🏻👏🏻

Mony abdel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:58 AM   #6759

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل الثاني والخمسون الجزء الاول المشاركة (1)

.................................................. .............................................


أمانة عليك يا ليل طوِل وهات العمر مـن الأول
بحب جديد و قلبي سعيد يا ريتني عشقت عمنولي
فتحت سَبنتي باب الغرفة الخارجية الخاصة بخالد ببطء مترددة في الدخول، ينأى لمسامعها كلمات أغنية كلاسيكية قديمة أصابتها بالدهشة والحيرة قليلاً.. إلا أنها اطمأنت عندما لمحت جسده الضخم هناك... يقف على سلم صغير من الحديد، أمام حائط زجاجي عاكس للمشهد بالخارج دون أن يبين من الغرفة الداخلية شيء... شلبي أيضاً كان يجلس هناك بجانبه ..وفور أن رآها اندفع نحوها يفرك جسده كله في قدميها ويشب يخربش ركبتيها علامة على الفرح برؤيتها...
"هل سأحتاج للهبوط وخوض جدال لإجباركِ للدخول؟!"
أتاها صوته عادياً وإن لم يخلو من التسلية دون أن ينظر إليها...
تقدمت دون أن تجيبه... ووضعت صينية بها بعض الطعام، والعصير على مكتبه ذي اللون الأخضر المريب في الحقيقة.. ثم جلست على ركبتيها تداعب شلبي قليلاً تمسد جسده بسعادة وهي تخرج له من جيبها بعض البسكويت كمكافأة لعودته إليها رغم أنه ما زال يتشبث بخالد صاحباً..
"لقد طلبتني.."
ارتفع حاجبا خالد دون أن يخفض يديه المستمرة فيما يفعله أو يلتفت نحوها..
"وهل عليّ طلبكِ كل مرة لتري زوجكِ.. كان أولى بكِ أن تأتي من تلقاء نفسكِ لتري إن كنتُ أحتاج لشيء"
نفخها الضجر كان واضحاً مع نبرتها القوية عندما قالت:- "وهل أخبرك أحد أني جارية جنابك... أنا لستُ متفرغة لسيادتك ولديّ دراسة متراكمة بسببك.."
لم يعر قولها أي اهتمام حين التفت لها يأمرها بفتور "أخرجي شلبي للحديقة وتعالي ..ناوليني علبة الأدوات هذه"
أشار نحو الفراش إلى صندوق أحمر مجهز بعدة نجارة...
اغتاظت ليس من الأمر.. ولكن من تجاهله لهجومها إلا أنها استجابت دون نقاش تودع الكلب الذي نظر لكليهما بحزن.. همست "آسفة، دقائق أتخلص منه وأعود إليك يا حبيبي.."
ردد خالد بتهكم "حبيبكِ، يا بختك يا سيد شلبي، أنا كزوجها لم أسمع هذه الكلمة مطلقاً.."
أغلقت الباب وعادت تلتقط العلبة تتوجه بها نحوه.. وقالت ببرود "شلبي حبيبي لا يقارن بأحد أصلاً.."
انحنى خالد نحوها يفتح الصندوق تاركه بين يديها وهو يلتقط منه شاكوش ومسامير ملونة رأسها حتى تندمج مع لون الخشب الأبيض المحيط للزجاج..
"أكرم الله أصلكِ يا مهذبة، للتشبيه.."
رفعت ذقنها بترفع رافضه الإجابة..
استمر الصمت لدقائق دون أن يتفوه أحدهما بكلمة مستغرق هو في تحديد الأماكن بقلم يمسكه بين يديه ثم يدق أحد المسامير..
تململت في وقفتها وهي تقول "هل أتيت بي لأعمل صبي لسيادت.. لماذا لم تطلب أحد العاملين أو تؤجر مختص ليقوم بما تريد؟!"
أجاب بسلاسة دون أن ينظر إليها "أولاً لا أسمح لأحد أن يدخل مكاني الخاص مهما كانت صفته... ثانياً لماذا أستعين بأحد وأنتِ ما دورك في حياتي؟"
لا يسمح لأحد؟! وماذا عنها ألا يسمح لها ومنحها نسخة من مفتاح المكان دون أن تطلب... إلا أنها أجابته بغلظة:- "دوري في حياتك زوجتك، ولست مسند لأدواتك"
توقف خالد عن دق المسمار وبكل روح إجرامية تمنى أن يبدل مكان الشاكوش ويدق به رأسها هي... نظر إليها من بين جفونه يتأملها بتلك الطريقة المربكة.. ثم قال أخيراً بتفكه يقلدها:- "أستغفر الله.. لا تقولي هذا يا ابنتي زوجة ماذا؟! إنه أنا خاااالد! كيف لكِ بأني تقري بتلك الأشياء المشينة معي؟!!"
احمرت إلا أنها لم تغضب... بل اختلج قلبها بعنف بين أضلعها عندما مال أكثر بضخامته يداعب رأسها المرفوع إليه وهو يقول بخشونة رغم عمق المشاعر:- "أريدكِ أن تكوني الزوجة، والصديقة والرفيقة التي تساير شطحات جنوني النادرة.. وشريكة الهواية أيضاً.. ما رأيكِ؟!"
هل يسألها؟! مؤكد نعم.. نعم جداً.. ولكن لما يصعب على اللسان الثقيل أن يجيبه بسعادته منطلقاً كما كان؟!
ابتسامة الارتباك منها كانت كافية عندما مسد وجنتها بين أصابعه ..شارداً في ملامحها للحظة ثم ابتسم لها بتلك الطريقة التي تذيبها أمامه حتى العظام ..واعتدل مرة أخرى ليستغرق فيما يفعل..
همست بعد وقت بتردد مع استمرار الأغاني الكلاسيكية الهادئة في التبدل دون توقف "لم أعلم أنك تحب الأغاني"
زينت شفتيه ابتسامة وهو يشب قليلاً بذراعيه لمكان مرتفع، فينسحب معه قميصه القطني تاركاً فراغاً بينه وبين حدود بنطاله الرياضي يظهر عضلات بطنه المشدودة بإثارة رجولية..
أجابها غافلاً عن ارتباكها "ومنذ متى سمحتِ لنفسكِ بمعرفة شيء عني؟!"
همست بتورد "لم أسمح لأني أعلم عنك كل شيء مسبقاً.. أنتَ كنت تحب سماع القرآن دائماً.."
:- "هذا صحيح.. ومن قال أني توقفت؟"
قالت من جديد وهي تنزع عينيها بعيداً عنه بخجل "سماع الموسيقى شيء جديد"
هبط أخيراً وهو يعيد الأدوات ببطء للصندوق.. يريحها ليس من صوت الدق المزعج وإنما من تأثير حركة عضلاته المتناغمة بطغيانه عليها "شيء جديد عليكِ أنتِ معرفته عني... أنا أميل للأصوات القديمة بشكل خاص ولا يستهويني الحديث منها.."
هزت رأسها ومن البعيد كانت تلك النظرة اللامعة المنبهرة تتمرد للخروج لتواجهه.. إلا أنها سيطرت عليها وهي تشيح ببصرها بعيداً عنه.
أحاط خالد وجهها بإصرار غير متنازل عن جذبها عنوة.. متنعماً بكل ما يتمرد فيها للولوج إليه ثم قال بهدوء وإصبع واحد يمسد أحد وجنتيها بخشونة وكأنه يمسح شيء عالق هناك "وهذا ما قصدته عندما أخبرتكِ.. اسمحي لنا بحياة جديدة والتعرف على بعضنا كزوجين وشريكي حياة.. معرفتكِ السابقة بخالد شيء وغرقكِ في أدق تفاصيل زوجكِ أمر آخر"
ما زالت تلك النظرة تأسره.. تنجذب هي إليه كالفراشة التي تزهو بألوانها باحثة عن رحيق الزهر... نظرة كانت كفيلة أن تجعله يميل كله نحوها موازياً لطولها ..فمه يقترب من شفتيها الناعمتين وهو يهمس أمامهما:- "وهذا لا يعني أني لا أريد تلك المجنونة البريئة أن تخرج لي وتستفز كل مشاعري.."
كان على فرقعة إصبع من أن يسيطر عليها أخيراً, أن يضمها إليه في قبلة، وربما يسيطر عليها من جديد مشتتاً أفكارها وتخبطها ليضمها إلى فراش لطالما زارته فوقه في أحلامه وأرقت مضجعه من تخيلها هناك متشابكين في ملحمة عشقية...
ولكن كل أحلامه ضاعت هباء مع أحلام أعوام طويلة وكأنه نطق بشيء ما كان يجب عليه قوله موقظاً روح شرسة بداخلها تخربش وتنهش دون هوادة.. عندما افتر ثغرها عن ابتسامة غريبة وهي تبعد وجهها عن مرماه وهي تسأله:- "هل كنتَ تخبر لانا بهذا أيضاً؟ ترى إلى أين توغلت رسم خطوط حياتكما سوياً قبل أن تأتي البقة المزعجة وتدمر كل حياتكما المنطقية الراقية بعبثيتها كالعادة؟"
أظلمت عينا خالد وهو يعتدل مبتعداً عنها.. إلا أنه حين أجابها تكلم بصوت بلا تعبير:- "العبثية لم تأتي قط.. وأجد الآن أن هذه المشكلة.. لا أنا طلت حياة منطقية سعيدة وهادئة.. ولا ارتاح قلبي بعودة الفتاة الوحيدة التي أحببتها"
صدر صوت كالأنين ورغم رقرقة الدموع في عينيها إلا أنها كانت تنظر إليه بصلابة رافضة أن يلمح تأثير قوله بحسرته عليها...
أخذ خالد الصندوق من بين يديها ..ثم توجه نحو رفوف بيضاء تقع في إحدى زوايا الغرفة وأسنده هناك.. وهو يسحب صندوق زراعي بحرص.. وضعه أمام ذلك الجدار الزجاجي ثم جلس القرفصاء واحنى كتفاه للحظة وهو يتنفس بتعب مستغفراً.. حتى قال أخيراً بصوت صارم:- "لا أريد أن أؤذيكِ.. ولكنكِ دائماً كنتِ تبرعين في دفعي لأفعل.. أخرجيها من حياتنا لأنها لم تكن بالأصل بيننا يوماً.. أنتِ تعلمين هذا جيداً يا سَبنتي فلما الإصرار على جلب الألم لنفسكِ؟"
(لأنها خائفة) هل تُعَد إجابة كافية؟!
كانت لانا بالفعل واقع بينهما، حائل لا يزول، مانع يقف بينهما, يحطم أحلامها معه على جدار الواقع كلما اقتربت منه خطوة تظهر لها مخرجة لسانها.. وتكسبه لصالحها...
لم ترد بالطبع واستمرت في الصمت..
وقف خالد من جديد يسحب من ذلك الصندوق فرع ورق طويل ثم فتح الجدار الزجاجي.. علق أحد أطراف الفرع بالخارج ثم شد البقية بالداخل..
أخذت تتأمله بصمت مطبق حتى عاد إليها بعد دقائق ..يضع جزء آخر بين يديها ورفعها من خصرها فجأة ودون انذار وهو يقول:- "هيا لفي طرف الخيط من داخل الفرع على العلامات بالحائط.."
توسعت عيناها بدهشة وهي تنظر إليه بغباء..
تحرك بها وهو يديرها نحو الجدار ممسكاً خصرها بقوة بين ساعديه.. أمرها بصوت محبب مازحاً:- "هيا، لا تعتقدي أنكِ خفيفة الوزن، ستتصلب ذراعاي بسببكِ"
كشرت وهي تفعل ما أمرها به قائلة بغلظة:- "لم أطلب منك تعليق أي شيء.. أو حملي"
أصابعه كانت تتسلل تحت ملابسها ملامساً بشرتها ..انتفضت كرد فعل تلقائي وراقب احمرار بسيط يلفح عنقها ونحرها تبينه من بين خصلات شعرها القصير...
"لا تحتاجي للطلب, أنا أحب اللعب بكِ.. وحملكِ.."
قالت بحنق تداري تأثرها بيديه التي لم تحاول دفعها بعيداً من الأصل:- "هل تظنني دمية حقاً؟ ستكون هذه كارثة أخرى.."
قال مازحاً:- "اعتبريها طفولة متأخرة، لقد تمنيت مرة أن أمتلك إحدى الدمى المحشوة ..لكن كلا والديّ رفضا.. لذا عندما ملكت أخيراً حق تقرير مصيري وتحقيق أحلامي بحثت عن دمية لنفسي.. الحمد لله أنها أنتِ بالنهاية، إذ أنكِ ستر وغطاء على عقدتي المشينة تلك"
ضحكت بقوة وهي تهز رأسها بيأس ...وكانت انتهت من عقد آخر الخيط..
لذا استدارت بين ذراعيه وهو ينزلها ببطء حتى ‏ساوى طولها بطوله.. تلكأ خالد قبل أن ينحني بجانب وجهه قليلاً ويطبع قُبلة ماثلت رقرقة مياه عذبة..
مجرد قبلة خفيفة مع همسه:- "لا تكوني من النساء الغبيات تحشرين أخرى بيننا وتكررين اسمها وسيرتها بلحظتنا الخاصة.. تحاولين إقناعي وزرع شيء داخل عقلي لا يتواجد به بالأصل.. ما عرفته أنتِ عني وأطالبكِ به لم أجرؤ وأفعله مع سواكِ.."
تقوس فمها بابتسامة ألم.. تنظر إليه من جديد بتلك العينين الواسعتين بتوسل القطط.. ثم أخفضت وجهها ويدها ترتفع تعيد خصلة نارية خلف أذنها ثم همست: "أنا آسفة.."
ارتد وجه خالد للوراء وهو يرفع حاجبيه ينظر إليها بذهول غير مصدق.. وتمتم:- "عفواً, ماذا قلتِ؟؟"
كورت كفها تضربه في كتفه بنزق ثم قالت: "لا تكن سخيفاً.. لقد سمعت"
رفع طرف فمه ينظر إليها بقرف وهو يقول: "سخيف!! هل هذا كل ما تحملينه جنابكِ من رومانسية؟!"
مازحته وهي تدعي الجهل والغباء عندما سألته:- "ما الذي تعنيه رومانسية هذه؟ هل هي طبق جديد على قائمة الطعام.. سأحب تجربته.."
منحها نظرة قرف أكبر وحسرة على شبابه أكبر وأكبر... مما دفعها للضحك وهي تضم فمها بقوة وعلى أثر ضحكتها كانت تتوسع ابتسامة على شفتيه عندما حط على فمها المنفرج قليلاً يقبلها مجرد لمسة خفيفة وسريعة.. لم يحاول أن يتعمق فيها حتى لا تفلت أعصابه.. أو تنفر هي مبتعدة عنه ثم قال بتلاعب وقح:- "طبق الرومانسية يحتاج لشرح طويل.. طويل, وأنا على آخري وأقسم بالله أني بكامل استعدادي لشرحه إن أردتِ.."
لم تفهم المداعبة جيداً عندما قالت ضاحكة بوجهها المتورد الشهي:- "اشرح إذاً.. كُلي أذانٌ صاغية"
حركها بحركة خاطفة لأعلى فشهقت متفاجئة وهي تنظر إلى وجهه المتواقح وهو يضم كلا ساعديه أسفل ظهرها الأن لتصبح مشرفة عليه بدلاً من مواجهته.. احمرت واصفرت وتعثرت أنفاسها من تلامسه الجريء لها.. خاصة عندما قال غامزاً:- "كلي استعداد وبكامل نشاطي وقوتي إلا أني وجب عليَ تحذيركِ.. وجبة الرومانسية ستكونين أنتِ الطبق الرئيسي فيها وأنا من سيلتهمكِ كاملة, فهل أنتِ مستعدة للمعرفة ؟!"
رغم المغازلة الطبيعية التي تدركها, ورغم كل الخجل العاصف بها مع رغبتها في البقاء جانبه والارتياح لحديثهما وتواجدهما سوياً هنا.. إلا أن ابتسامتها انمحت وهي تهز رأسها بنفي بطيء:- "لا أريد معرفة من هذا النوع... لست فضولية نحوها"
اهتزت عضلة بجانب فمه وهو ينظر إليها بقنوط ..ثم قال بهدوء "لا بأس.. سيأتي اليوم الذي يشتعل فضولكِ"
قالت بتزمت سريعاً "لن أفعل"
هز كتفيه وهو يقول ببرود "سأجبركِ إذاً"
رفعت طرف ذقنها لأعلى باستعلاء واضح ثم قالت "لست من أُجبر أو يُفرَض علَيّ شيء لا أرغبه"
قال غامزاً "لقد جرجرتكِ بالفعل وأثبتُّ لكِ بالتجربة أنكِ أكثر من راغبة"
التوى كل قدها العلوي نحو الحديقة المنعكسة ثم قالت بتهرب الأطفال:- "لماذا احتللت مكاني وشوشو؟ أذكر أن هذا الزجاج كان حائط سد خرساني.."
وضعها على الأرض منصاعاً لتهربها ثم أمسك بيدها يسحبها خلفه وخرجا للمساحة المتسعة المزروعة بزهور عدة ملونة وبعض من أشجار الفواكه المنثورة هنا وهناك, يتوسطها نافورة صغيرة بعدة أدوار يتوسع كل دور من الأسفل ويضيق الذي فوقه حتى يصل لأعلى بما يشبه إناء فخاري على الطراز الفرعوني..
"لقد تغيرت تماماً.. لا أذكرها بهذا الشكل"
كانت عيناها تتوسع بانبهار وهي تتنقل في المكان الذي استبدلت أسواره بحائط قصير فرعوني الطراز أيضاً.. ضحكت وهي تقول:- "ومحب للتاريخ المصري أيضاً.. هذا جديد!"
وقف خالد خلفها وأخرج من تحت قميصه ذلك السلسال المخفي الذي احتفظ به حول عنقه لأكثر من أربعة أعوام ..أمسك الجعران بين أصابعه يمرر طرف أنامله عليه بشرود وهو يقول بخفوت:- "لقد كشفت لكِ هذا الجانب يوم أن اصطحبتكِ في تلك الرحلة الخفية.. ولكنكِ لم تنتبهي... هل ما زلتِ تذكرينها؟!"
أطرقت بوجهها للأسفل وهي ترد بصوت عميق "لم أنسى لحظة معك أبداً... كنت سلاحي لأحارب به الغربة.. لأن أتحكم في نفسي، فلم أسمح لأحد سواك أن يدخل حياتي.. أنا لم أرغب حتى بصحبة الفتيات رغم كل الصخب الذي أحاطني بعامي الجامعي الأول بجورجيا... أغلقت على نفسي ألف باب مكتفية براشد وإياب فقط وبحكم النفي.."
أخذ خالد نفساً عميقاً غير مصدوم من استرسالها.. أو أنه لم يحاول أن يبدي رد فعل حتى لا تأتي بنتائج عكسية فتعود للانغلاق..
"إن كسرتِ كل شيء وتمردتِ كما كنتِ تفعلين ولجأتِ إليّ لكان تغير الكثير"
ابتسمت بألم وهي تستدير نحوه برتابة ثم همست "الندم والتمني لن يعيد الزمن ...دعنا نؤمن أن الله اختار الخير لنا وكان رحيماً بكلينا ومنعني من التواصل معك ليمنع شر أكبر نجهله.."
نظر لعينيها المتألمتين ثم قال بصوت غريب "أي خير يحمله ابتعادكِ عني؟ الشر بعينه كان خروجكِ من أمامي.. لقد شوهوكِ منذ أن وقفت عاجزاً عن منعهم من أخذكِ بعيداً"
اهتزت حدقتاها وكتمت نفساً مبهوراً داخل حنجرتها ..إلا أنها هدرت وهي تشير بيديها اعتراضاً: "لا تبدأ.. إياك.. لا أريد, أبعدني عن هذه النقطة ..ولا تجبرني للتطرق إليها, أنا بالكاد أنزع نفسي منها.."
اقترب خالد منها خطوة.. كفه يجرف ظهرها يلصقها فيه ،وإن ابتعد جسدها عنه إنشاً واحداً.. ثم رفع يده الأخرى يسقط السلسال أخيراً حول عنقها يعيده لمكانه بعد سنون طويلة من فقده لكيانها ...ثم هدر فيها بتسلط خشن.. لم يكن طلباً رقيقاً أو توسل عاشق ..بل أمراً رجولياً يثير فيها كل غرائز الأنثى لترغب في اللجوء لحبيب يدفع عنها كل الأذى: "عُودي إليّ إذاً... لقد طال الشوق إليكِ وما عاد بي صبر لتحمل هجرانكِ"
فغر فمها قليلاً وهي تهمس بتشوش "كلي معكَ.."
عم الصمت بينهما واتحدت أعينهما في نظرة طويلة ..كانت ملامحه عاصفة ..عيناه تحمل إعصاراً عاتياً.. كله يعاني قربها المهجر..
حتى قال بنبرة عنيفة المشاعر "من معي لا تقربها بصلة.. أريد الدعسوقة الملونة.. سَبنتي العبثية التي تثير جنوني وسخطي.. تلك المزعجة التي تلاحقني كظلي.. اشتاق لحبيبتي.. فلماذا تأسرينها بكل شر, تدفنينها ببئر معتم وأطفئتِ ألوانها؟"
اهتزت وهي تنطر إليه بريق جاف، كفها يتكور تخبط على صدره بعنف ...حتى انتهى العنف بأن أراحت وجنتها وكلها على صدره مغمضة العينين ..مبتلة الجفون ..هل تبكي؟! تباً.. هل أجبرها على البكاء في لحظات كل ما رَغِبَته فيها السلام التام معه؟!
التفت يدا خالد حولها لدقائق محترماً صمتها.. يمنحها ما تطلبه دون كلام.. صدر رحب.. وقلبه يدق لها بتفهم لتشتتها واضطرابها.. مرت دقائق.. ودقائق أخرى.. حتى حركها بحذر.. يمسك وجهها بين يديه وهو يقول بمزاح متوتر:- "هل نمتِ؟! لا أنا أعترض, ألا يكفي نومكِ كالجثة فور دخولكِ غرفتنا؟"
هزت رأسها نفياً ولم تعلق على طرفته ثم همست:- "أعجبني ما فعلته.. هل شوشو تعرف؟!"
ظل خالد ينظر إليها بعينين تسجلان كل لمحة من تعابير وجهها وعينيها.. عندما قال بهدوء "كانت أول من علم بما أنوي فعله.. بالواقع كانت تأتي إلى هنا تجالسني لساعات.. وأنا أنفذ كل شيء بيدي.. لقد تفهمت ما أحتاجه.."
حركت عينيها من جديد تتفحص المكان بانبهار ثم همست بتعجب "نفذت كل شيء بنفسك!"
أومأ ثم قال "لم استعن إلا ببناء وآخر ركب الزجاج.. لقد فعلتها فور مغادرتكِ.. وقتها كان الضغط النفسي أكبر من تحملي.. بدور وبقائها في المصحة من جهة وفراقكِ أنتِ من جهة أخرى.. لذا كنت أحتجت لجهد بدني يطفئ عقلي طوال الليالي التي لا أنام فيها.."
صمت وهو يتحرك في أرجاء المكان ..يمرر يده على الأشجار المزروعة بطريقة هندسية.. على الأزهار الجميلة العطرة حتى وصل لحوض خاص مزروع بعناية فائقة تحت ظل لا يصل له نور الشمس أبداً.. وبين كل زهرة وأخرى مساحة مضبوطة بالمسطرة كما يقولون..
تحركت سَبنتي نحوه ببطء, تجلس موازية له وهي تراقبه يمرر يده حول الزهرة التي تفتحت أوراقها لأسفل عكس كل الورود ...كان وكأنه عبرها يداعب حبيبته.. يواسي حزنها الذي يتحكم في انحناء توجهها ثم قال بصوت أجش "حدود الغرقة كانت تخنقني.. تشعرني بأنها سجن يحبس روحي لذا احتجت لأن أغير منها وأجعلها مساحة شاسعة مفتوحة.. لا حدود تحكم تحررها.."
اتسعت عيناها ثم قالت بصوت واهٍ "لم أكن أتخيل أنكِ تعاني أيضاً"
ابتسم بشجن قبل أن تزداد سرعة حركة صدره وهو يجذبها لتجلس أرضاً, لف ذراعه حول نحرها بغلظة مشاكسة وهو يقول:- "وما الجديد؟ البقة دائماً ما كانت حمقاء لترى أن بعبعها لديه مشاعر أيضاً"
فتحت فمها بأعين مبتسمة ولاح التهور فيهما ..إلا أنها أغلقته سريعاً وكفت عن قول ما تريده ..تحكمه بقوة وكأنها ما زالت لا تأمنه على قول المزيد..
تجنبه بكل صبر وهو يمسك يدها يجعلها تلمس تلك الزهرة بحذر شديد وسألها: "هل تعرفينها؟!"
ابتسمت بحزن أكبر وهي تقول "زهرة البنفسج الحزينة.. أرجوك لا تقل أنها تمثلني.. أقسم أني سأنتحر من كم هذه الكآبة التي تحدثني بها"
قال خالد ساخراً:- "وأنتِ ما شاء الله تخزين العين حبيبتي من كم البهجة والسعادة التي تتقافز منكِ وحولكِ.. أنا الكئيب الآن؟!"
دفنت نفسها في الفراغ بين ذراعه وجانبه ثم رفعت كفيها الاثنان تضم أصابع كل يد على حدا تحركهم للأسفل وللأعلى في حركة طفولية مناغشة وهي تقول:- "يا بُني هذا لمصلحتك.. أنا كئيبة وأنتَ تتحول لكئيب هذا يعد انتحاراً رسمياً.. وسواداً عاتياً. .وآل الراوي لا يحتاجوا للمزيد.. لدينا ما يكفي ويفيض"
شدد خالد عليها وهو يقول بدهشة وفرحة "يا حبيبتي يا سَبنتي.. وأنا من ظننت أنكِ تريدين أخذ الكآبة كلها لنفسكِ.. تبيّن أنكِ تفعلينها للمصلحة العامة"
ضاقت عيناها بضحكة أكثر صفاءً وجمالاً.. ثم قالت ممتعضة بمزاح:- "طوال عمرك ظالم لي.. ولكن ماذا أقول الله يسامحك, أنا أفضل منكَ ولن أتحسبن فيك علانية.."
توجس وهو يبعدها ينظر إليها بخوف "ما الذي يعنيه هذا؟!"
هزت كتفيها وضحكتها تزداد عمقاً ثم قالت "يعني أني أتحسبن عليكَ سراً طبعاً..."
نظر إليها مصعوقاً للحظة قبل أن يزجها من جانبه وهو يقول بفظاظة:- "أغربي عن وجهي.. أنا المخطئ لاستدعائكِ.. حديقة ونافورة وأجواء شاعرية.. وبالنهاية تتحسبنين يا بومة!"
عبست وهي تمسد ذراعها أثر زجه بغيظ ثم وقفت وهي تقول بكبرياء:- "أنا المخطئة لتنازلي والتباسط معك..."
هتف من وراء ظهرها باستياء "خسارة فيكِ المزرعة ..سأمنحها لأطفال مريم للعب بها ..على كل حال لوليتا كانت تلح لأخذها.."
استدارت نحوه ببطء تنظر إليه بتوجس وهي تستفهم "أي مزرعة هذه التي ستمنحها لطفلة لتلعب بها؟"
قال بفتور:- "شيء كنت أجهزه لكِ, ولكنكِ لا تستحقينه.."
عادت لتقترب منه وتشرف عليه لتسأله بفضول:- "وأين تقع؟ للمعرفة ليس إلا, لأندم على ما فقدته لتوي..."
أشار خالد برأسه نحو حوض ورائها ثم قال: "هناك.."
عقدت حاجبيها وهي تشير دون أن تستدير:- "مزرعة.. مزرررعة وخلفي؟! وماذا تربي فيها؟! أقزام؟!"
ابتسم بتسلية وهو يقف بخفة ورشاقة ..ثم توجه منحنيًا نحو صندوق من الخشب ورفعه من بين حوض الحشائش.. ثم عاد إليها يقدمه وهو يقول "لا, أربي دعاسيق.. بما أننا فشلنا في تربيتكِ أنتِ.."
رغم فرحة الأطفال التي انتشرت كبالونات العيد بداخلها وهي تراقب هذه الكائنات الجميلة الملونة متراوحة أحجامها بين كبيرة بحجم طبيعي تملك أجنحة تحت صدفتها وصغيرة جداً لم تملك رفاهية التحليق بعد إلا أنها كانت تنظر إليه مغتاظة (مفروسة).. ثم هتفت:- "والله أنت وحدك من لم تُربى يا عديم الذوق يا.. يا بعبع.. أحمق.. ن....."
لم تكمل سبها طبعاً عندما وجدته في لحظات أنزل مزرعته بحرص ثم اندفع يكتم فمها ناظراً إليها بشرر وبطريقة مرعبة.. فتراجعت خوفاً خاصةً عندما قال بصوت جمد الدماء في عروقها:- "ماذا قلتِ؟ أعيدي.."
وإن امتلكت ذرة عقل ما كانت لتفعل, ولكنها منذ متى امتلكت واحداً معه.. همست بنبرة خافتة "قلت أنك لم تُربى.. يا عديم التميز..."
:-"لم أكن أسألكِ.. بل أحذركِ.."
قالت ببرود رغم رعبها:- "أنا لا أخافك.."
انحنى خالد يحملها فوق كتفه ..يتركها تصرخ وتضرب ظهره بقبضتها اعتراضاً عندما قال: "دعي البعبع إذاً يمنحكِ سبباً للخوف. .فالحبال موجودة.. وعلقتها بنفسكِ.. بالمناسبة هل ترتدين الكثير من الملابس تحت تلك البدلة الكريهة؟"
تجمدت وتوقفت عن محاربته.. بل استسلمت بشكل كامل حتى تعجب منها وهو يغلق الباب الزجاجي خلفه..
وعندما ألقاها على الفراش يحاول جذبها لمرحهما من جديد.. كانت كلها تتخشب بطريقة غريبة معاكسة تماماً لما كانت عليه بالخارج.. انحنى خالد مشرفاً عليها يغطيها بجسده بشكل كامل..
ثم همس مُصِراً أن يتجنب ما تبديه من مشاعر "هل خفتِ فعلاً من تعليقكِ؟ لا بأس لن أفعلها الآن.. ما زلت أعمل على تجهيز الأفرع لتتحملكِ بشكل أطول.."
كانت تحدق في وجهه بعينين واسعتين وبملامح معتمة وفكر مغلق.. رب العباد وحده يعلم ما الذي يمر في هذا العقل الجبار الآن... إلا انها همست أخيراً:- "لا أريد..."
صوته كان أقرب للهمس الناعم رغم خشونته.. وتحكم يده التي تفتح سحاب السترة الرياضية ببطء:- "لا تريدي ماذا؟"
لم تبدي رد فعل أيضاً عندما دفن يده تحت ظهرها يرفعها نحوه ثم خلع الجزء العلوي أخيراً يرميه بعيداً.. يدفن شفتيه أعلى كتفها على بشرتها الناعمة..
:-"كنتَ أعلم أنكَ تجرني لهنا لتصل لشيء واحد، كما كل ذكر غبي.. ولكني تعشمت فيكِ, اعتقدت أنكَ بالفعل تريد سَبنتي القديمة.. لا الزوجة المطلوب منها أن تفرغ بها شهواتك بصك ملكية حلال على حد قولك.."
التجمد كان من نصيبه هو هذه المرة.. رفع رأسه ينظر إليها كمن تلقى صفعة حادة.. لقد أوجعته بشكل صريح هذه المرة..
لم ينتظر دقيقة أخرى وهو يقف من فوقها.. ينظر إليها بوجه قاتم ..بعينين انطفأت كل المشاعر فيهما ثم تحرك مبتعداً تماماً عن مرماها وهو يقول بصوت جامد:- "أنتِ محقة, هذا خطأي لأني وثقت بكِ.. خيل لي أنكِ تعرفيني بشكل كافٍ أفضل من غيركِ, لكن اتضح لي العكس الآن.."
اعتدلت قليلاً تنظر إليه بإحساس كبير بالذنب والغضب الذي تغلب على مشاعرها فجعلها لا تندم على ما تفوهت به..
:-"ارتدي ملابسكِ، وأخرجي من هنا ..لا أريد العودة وأجدكِ.."
سكنت سَبنتي مكانها تماماً تنظر في أثره بشعور فارغ ..فارغ كلياً.. وإن كان هناك شيء فيها يموت بالحسرة..
ألم تكن خطتها أن تنصاع لنصيحة بدور؟ وتسمح له بأن يخترقها.. تتنازل, تفرغ عقلها من تشتته وتمنحه هو الطريق إليها عله يرتب الفوضى بداخلها.. ما الذي حدث إذاً؟؟!
**********


يتبع الان


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 02:12 AM   #6760

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

المشاركة (2) من الفصل الثانى والخمسون الجزء الاول



وقفت لورين منذ ساعات مع مرح وإسراء داخل مطبخ الأخيرة، تلبي عزيمة الوداع على حد مزاح إسراء معها.. وإن كان ما حدث لم يقترب للعزيمة بصلة.. فقد وجدت نفسها تطهو معها أصناف عدة وتحمل الطبخ كله تقريباً...
:-"رائع، لم أعلم أن نفسكِ حلو هكذا في الطبخ..."
كانت لورين تُفرِغ المقلوبة على طبق كبير بمهارة وتمكن وهي تقول بترفع: "لأنكِ كأخيكِ, أنسيتِ لقد طبخت لكِ من قبل؟!"
مطت إسراء شفتيها بامتعاض.. وهي تستدير نحو الفرن لتخرج صينية اللحم بالبطاطا التي تبرع في إعدادها بطريقتها الخاصة ثم قالت:- "وقتها قدمتِ طعاماً مكسيكياً وتنكرتِ لنا... وصدرتِ الوجه الخشب..."
جلست مرح على المائدة المستديرة تقطع السلطة الخضراء بتمهل يناقض شخصيتها النارية التي استشفتها إسراء من صحبة الفتاة الدائمة لها تقريباً على مدار الأيام الماضية وقالت بتسلي:- "لا أسمح لكِ يا أم سيف أن تقولي هذا عن أختي.."
اقتربت منها لورين تقبل رأسها بشكر لدفاعها.. ولكن الامتنان طار واستبدلته بضربة مغتاظة عندما أكملت مرح بحزم :-"لورين لا تزيل الوجه الخشب أصلاً لتصدره بل هو وجهها الفعلي.."
"خائنة.." هتفت لورين
حكت مرح رأسها ثم قالت بحزم أكبر:- "بل صادقة.. لماذا عليّ الكذب.. أنتِ باردة، تِنحة... أمممم وماذا أيضاً؟"
استدارت إليهما اسراء تبعد لورين عن صديقتها الصغيرة الممتعة ..ثم قالت وكأنها لا تعبر لورين من الأساس:- "من أين أتيتِ بتنحة هذه يا بنت؟"
حركت مرح كتفيها ثم قالت بخبث "أبي أخبرني بها.."
شهقت لورين بقوة وسألتها بذهول "هل يصفني بابا بالتنحة؟"
رددت مرح بامتعاض:- "بابا ؟! منذ متى تنادين أبي بابا؟!"
عقدت لورين يديها على صدرها وهي تقول ببرود "لا يعنيكِ.. والآن هل أيوب دعاني بهذا؟!"
قالت مرح بتسلية وهي تضع بين شفتيها قطعة من الطماطم ..فتضرب اسراء يدها معترضة وهي تسحب منها طبق السلطة:- "لا بل أطلقه على سائق حمار كان يتلكأ ونحن قادمين.."
ضربتها لورين على رأسها وهي تقول "وهل أنا حمارة يا شعلة؟"
وقفت مرح معترضة هاتفة بنزق "أنتِ وهي إن مددتما أيديكما عليّ مرة أخرى سأفلت أمل على سيف"
ولولت إسراء:- "لا السماح.. وما ذنب المسكين المدله في حب الكارثة (المزغودة) ابنتكم.. أتركي ولدي لحاله..."
توسعت ابتسامة وضاءة على وجه مرح.. ابتسامة كانت مخيفة للعينين المراقبتين عندما قالت:- "يحبها؟! المسكين ألا يعرف أن المزغودة لا تعيره اهتماماً ولديها حبيب بالفعل؟!"
صرخت لورين تحاول منعها من إفشاء سر ستقتلهم إسراء على أثره .. إلا أن السيف سبق العذل.. عندما انتفضت إسراء بشرر تمسك سكيناً توجهه نحو لورين وقالت بنبرة خفيضة مهدده للغاية:- "ابنتكِ ماذا؟! لاااا, ليس الأم وابنتها.. أقسم بالله إن لم تحب ابنتكِ ابني، لأعلقكِ أنت وهي في زريبة الحاجة نعيمة.."
جالت مرح بنظراتها بينهما بتوجس ثم بكل جبن كانت تفر من المطبخ وهي تقول "سأترككما مع بعضكما, من الواضح أن لديكما مستقبل هام تخططان له.."
"انتظري.." هدرتها إسراء بصوت لا يحمل جدال بعده ..فوقفت مرح بكل أدب تنظر إليها ببراءة الذئاب..
همست إسراء بشرر متطاير:- "مقصوفة الرقبة تحب من؟ من هذا الذي دعت عليه أمه وتجرأ واقترب من زوجة ابني؟"
تأففت لورين بضجر.. وهي تقول ببرود "استمعي لنفسكِ.. ما هذا الكلام الفارغ.. أمل ما زالت...."
"اخرسي أنتِ..."
وللغرابة تراجعت لورين خطوة وخرست فقد بدت إسراء في هذه اللحظة كدجاجة فعلاً بمنقار حاد ينقر أي عين قد تقترب من لمس بيضها.. أشارت بوجهها نحو مرح ثم أمرتها بتسلط:- "من هو رفيق أمل؟!"
أطلقت لورين صوت استنكاري للوصف المبالغ فيه..
بينما همست مرح بوداعة متلاعبة "إنه طفل لا يصل لطول ساقكِ... فهل ستضعين عقلكِ بعقله؟!"
قالت إسراء بثقة وتفاخر: "لا سأطلق عليه سيف الدين العطار, هو كفيل به"
مطت مرح شفتيها بتقييم ثم قالت بنفس النبرة من جديد: "حسناً إذاً كل دعمي لسيف حبيب قلبي.. اسمه إياب طفل بشعر حريري داكن وعينين سوداوين تضويان بشكيمة تسرق القلب.. أما عن الفم والأنف وكله فلهم وصف آخر..."
فتحت لورين فمها باستنكار وهي تنظر لمرح التي تصف الفتى بشكلٍ أقرب للحالمية.. وأكدت إسراء على ما وصلها عندما سألت بتوجس "هل تتحرشين بالطفل يا ابنتي؟"
قالت مرح بهيام "لولا فرق السن لخطفته من أمل ..الفتى عليه شخطة يا إسراء ونبرة متحكمة تجعل الواحدة منا ترضخ مسلمة دون مقاومة.. لا عجب أن أمل أحبته أي والله.."
شهقت إسراء وهي تضع يدها على صدرها علامة على الصدمة..
بينما هتفت لورين فيها "بئس الخالة أنتِ, تريدين خطف عريس ابنتي؟!"
نقلت اسراء نظراتها بينهما بعجز ثم همست "يا معتوهتان.. ما الذي تقولانه؟"
وقفت لورين بجانب مرح ثم أمسكتها بدعم وهي تقول ببرود "نحن المعاتيه أم أنتِ التي ثارت ثائرتكِ فور سماع الخبر يا مجذوبة؟"
قالت إسراء باعتراض "الأم منا عليها حماية أملاك صغيرها حتى يشب ويقدر على خوض حربه بنفسه ..ثم ابنة أخي لن أسمح بأن تخرج لغريب..."
صمتت إسراء وهي تدير وجهها جانباً وتمتمت بامتعاض:" حتى وإن كانت مجنونة، متطرفة، ولكن ماذا أفعل هذا قدري وعليّ تحمله.."
مطت لورين شفتيها ورفعت طرف ذقنها بترفع ولم تتنازل للرد عليها ...حتى اعتدلت إسراء وهي تعقد حاجبيها بتوجس وكأنها تذكرت شيء ما "هل قلتِ اسمه إياب؟!"
أجابت مرح "نعم, هل تعرفينه.."
هزت رأسها بحيرة ثم همست "الاسم ليس بغريب، خاصةً إني سمعته لطفل واحد فقط.."
صمتت من جديد وهي تهز رأسها نافية بقوة, هامسة: "لا ..لا مستحيل أن يكون هو ..هل يعقل يا إلهي وأين قابلته ..لا نريد علاقة بهم!"
توجست ملامح لورين وبانت الحيرة على ملامح مرح التي قالت "اسمه إياب الراوي.. هو أخبرني بهذا بكل فخر مريب أن يصدر عن طفل في عمره.. لقد رأته في ذاك الزفاف.. هل هو المعني؟"
شحبت ملامح إسراء قليلاً وهزت رأسها.. ثم قالت بهدوء وقد انمحى كل المرح فجأة "اذهبي أنتِ لفرح والأطفال لقد انتهينا.."
علمت أنها تريد لورين وحدها فلم تجادل وهي تومئ مغادرة..
همست لورين بجمود: "هل هو ابنها؟!"
أخذت اسراء نفساً طويلاً وهي تتوجه نحو الموقد لتطفئ النار على المحاشي التي أعددنها سوياً ما بين المصرية واليخنة النابلسية ثم قالت بوجوم:-"ابن أختها.. أطفالها يحملون اسم زيدان مثل ابنتكِ.."
همست لورين بنبرة غريبة على مسامع إسراء أن تصدر عنها "لا تنفك أن تظهر في حياته من كل الجوانب.."
استدارت إسراء تنظر إليها بهدوء شديد ثم قالت بصوت قوي مؤكدة:- "ممدوح لم يحبها يوماً.. لذا لا داعي لغيرتكِ.."
قالت لورين بصوت أشد قوة "أنا لا أغار.. ولن أفعل يوماً.."
بهتت ملامح إسراء وهي تنظر إليها بتعاسة.. ثم همست بخيبة "بالطبع أنتِ لستِ كذلك نهائياً.. من تغار تحب بالمقام الأول وأنتِ لم تبادليه أي مشاعر يوماً.."
نظرت إليها لورين بكره, بمقت وتعب من تلويح لا ينفك الجميع إشهاره في وجهها ..اتهام كاذب وتفسير لمشاعرها وكأن أحدهم فهمها يوماً.. تعبت... تعبت من كل شيء, من كل الضغوط.. من تلويح بالباطل:- "ألم أحبه؟! لماذا تزوجته مرتين إذاً بكامل إرادتي.. إن لم أحبه لما خاطرت قديماً بمستقبلي وحياتي ونفسي وتزوجته... كفى يا إسراء.. بالله عليكِ كفى لقد تعبت، ظننت أنكِ الوحيدة التي ستتفهمين..."
نظرت إليها إسراء بأمل رغم عينيها الصلبتين المتقدتين :-"لما تبعدينه عنكِ إذاً.. لماذا أراه يلهث خلفكِ أميالاً عله يميل قلبكِ ليضمن بقائكِ معه.. لماذا ترهقينه يا لورين؟"
اقتربت لورين منها في خطوتين.. ومالت بكتفها نحوها دون أن تفك عقدة ذراعيها على صدرها ثم همست بصوت مكتوم :- "كيف تجرأتِ على السؤال وقد رأيتِ بعينيكِ ما فعله بيّ؟ هل نسيتِ كدمات قلبي التي أصابني بها.. أخوكِ لم يدمي الجسد ولم يغتصب البدن بل أدمى روحي.. مزق فؤادي, اغتصب كل ما عشت بغربتي لبنائه.. لقد كان وقتها كمغترب عاد لوطنه يستقبله بشوقه وأمله فاجتاحه كالمحتل البغيض.."
استحالت عينا إسراء لبركتين من الجليد وهي تهمس بصوت جامد:- "استحق ما ناله منكِ إذاً ...يستحق اللهاث خلفكِ بالمزيد ..لن ألومكِ ولن أكون كغيري مجرد امرأة عدوة لبنات جنسها من النساء ..ما ترينه عقاباً مناسباً ليكفر عن خطاياه في حقكِ افعليه يا لورين.."
فتحت لورين فمها بنفس لاهث وكأنها مصدومة بما تقوله..
اقتربت إسراء منها خطوة تفك يديها المعقودة ..أمسكت أحد كفيها تربت عليها بحنان وهي تردف بهدوء شديد: "في وقت ما كنت أحتاج لأي سند... أي امرأة تقف بجانبي تخبرني ما الصحيح، ما الطريقة المثلى حتى لا أدمر حياتي.. ولكني لم أجد يد واحدة تمتد لي.. حتى عاد هو إليّ، وفهم أخيراً ما أحتاجه ليخرج ما ترينه الآن ..ما كنت أخبئه خوفاً أن يستغل يوماً.. ويحطمني بضعفي..."
بدت ملامح لورين متصلبة كالحجر.. مترددة في التنازل والتسليم لتظهر لأحدهم ضعفها.. همست بفتور:- "أنا لستُ أنتِ..."
ورغم وقاحة القول.. كانت إسراء تقول بتسامح: "لا لست كذلك... ما عنيته أني لن أكون ضدكِ.. اسمحي لي أن أكون أخت كبرى لكِ.. تجدين السند والدعم لديّ.. لورين لا أريدكِ أن تندمي بعد حين.. ليس على ممدوح بحد ذاته.. ولكن عزيزتي أرغب منكِ أن تسمحي له ولنفسكِ بفرصة.. إن أتت بثمارها خيراً.. وإن لم تأتي لن تعيشي بألم سؤال يقض مضجعك (ماذا لو؟)"
اهتزت حدقتا لورين ولانت ملامحها وهي تنظر إليها أخيراً برجاء الصبر ومنحها فرصة للتعاطي..
كررت إسراء دامعة العينين:-"أنتِ تستحقين أن يركض خلفكِ ألف عام ...ولكن حبيبتي واجبي كشقيقته أن أرجوك أن لا ترهقي قلبه.. كوني صدر حنون يتكئ إليه.. أقسم بالله أنه غبي.. أعرف سوداوي ومتخلف كابنته.. لكنه مسكين جداً ومحدود التصرف.."
ضحكت لورين رغم ترقرق الدموع في عينيها.. ثم قالت بهدوء:- "لا أعتقد أنه محدود التصرف بل أصبح ماكر جداً، يدعي المسكنة ويلتف دون أن تدري ليقتنص أشياءً بداخلي لم أكن أصدق أنها موجودة له.."
ابتسمت إسراء ببؤس ثم قالت وهي تحني رأسها جانباً:- "دعيه يقتنصها إذاً... ثم لوعيه حتى تهدأ نفسكِ وتطمئن له من أجلكِ قبله على الأقل.."
اهتزت ملامح لورين ثم تحركت من أمامها متهربة ..وهي تمسك طبق مخبوزات السفيحة وتقول: "سأبدأ في تقديم الطعام ..لقد تأخرنا على موعد الغداء.. وأيوب رجل دقيق لا يحب التمايع؟!"
همست إسراء في أثرها بذهول أكبر:- "التمايع ..وقبلها تنحة.. يا خيبتي.. بمن تختلطن يا بنات الخليل بالضبط؟!"
"دجاجتي طبعاً, الصعيدية الأصيلة.."
تلون وجه إسراء بالحرج وهي تفك يدي مراد من حولها وهتفت تنهره :-"هل جننت يا رجل؟ عارٌ على عمرك.. ابتعد هناك ضيوف.."
توسعت عينا مراد مصعوق من المعايرة ثم قال "عمري أنا!!"
استدارت وهي تنظر إليه بحاجب مرفوع ثم قالت "لا عمر والدتك.. بالطبع أنتَ.."
زم مراد شفتيه بقوة وهو يهز رأسه يتوعدها ..ثم جرها نحو المخزن الصغير الواقع خلف المبرد وهو يقول "ورحمة أمكِ يا بيئة لن نتحرك قبل أن أريكِ سن من.."
نظرت إليه إسراء برعب صافي وهي تتمسك في طرف ملابسها تجذبها من يده:- "هل جننت؟! يا ويلي.. ابتعد.. الضيوف بالخارج ..وأخي.. وووو.. وأولادك.."
عندما زجها بين أكياس الخزين ..وصفائح السمن كان يقول بوقاحة:- "هذا هو ..أخوكِ ينظر لأولادكِ أي انه يعلم تماماً من أين أتوا ولن يعترض لجلب المزيد..."
العناد معه لن يأتي بنتيجة مبشرة بالخير.. صدق من قال أن الرجال أطفال بكلمة تدفعينه للجنون ليفقد حلمه وبكلمة أخرى يصبح عجينة هشة بين يديكِ تشكلينها كما تهوين، شرط أن توهميه أنه المسيطر الأوحد وصانع القرار لا المنجر إليه..
"موووراد.. حبيبي.. وسيمي ورجلي.."
ورغم الخبث الذي نضح فجأة وكشفه إلا أنه جاراها مستمتعاً.. جذبها نحوه يلطمها فيه وفمه سريعاً يلتقط شفتيها منفذاً وعد لم يتوقف عنه أبداً...
"قلب مراد يا شرقية الملامح..."
لهثت أنفاسها.. وهي تدفن أصابعها خلف رأسه تسمح له بالتعمق أكثر وأكثر ..تبادل شغفه بالمزيد.. تمنحه ولا تبخل.. تأخذ ولا تكف.. حتى تجرأت يداه قليلاً، فأوقفته وهي تهمس بدلال رغم أنفاسها الحارة التي لم تهدأ بعد مثله:- "أنا أيضاً أشتاق إليك وإن بدأنا لن أكتفي ..والناس بالخارج, أجلها بعد أن نركل ممدوح وابنته وزوجته خارج المنزل.."
وتركها دون جدال ثم قال بشيطنة "ومن قال أني أريد المزيد.. لقد اكتفيت, تعلمين كبار السن يحتاجون لوقت كبير قبل أن يستعيدوا القدرة يا دجاجة.."
"ماذا؟! ليلتك نكد إذاً..."
ضحك بصوت خشن وهو يخرج من المكان، ليصدم فور فتح الباب بوجه لورين المحمر التي تنقل نظراتها بينهما بصدمة طفل مسكين اكتشف عالم الكبار لتوه..
كتم مراد ضحكته وهو يخفض رأسه ويخرج من المطبخ.. حتى واجهت لورين إسراء وهي تعدل حجابها وملابسها... ضغطت إسراء على طرف شفتها بحرج بالغ.. خاصةً عندما قالت لورين ببرود وهي تأخذ طبق آخر "والله إنكم جميعاً عائلة وقحة.. الآن!!.. لا عجب من تصرفات أخيكِ.. تستغلين الرجل المسكين.. لكم أكره النساء كطبيبة والله.."
*****
عندما جلس الجميع حول المائدة كانوا يتجاذبون أطراف الحديث ما بين ممتعة مرحة وحزينة ..خاصة حين تتمحور حول الجانب الفلسطيني المقرر سفرها إليه بالغد..
كانت لورين تجلس بجانب ممدوح بينما أمل احتلت منذ لقائهم ساق أيوب الذي يطعمها بيديه..
وجلست مرح وفرح متجاورتين بجانب طفلتي إسراء ومراد الذي احتل رأس المائدة الأخرى مواجهاً للعم أيوب..
"ألم تفكر في مزاولة المهنة من جديد؟!" سأل مراد باهتمام على أثر كلام لورين عن رغبتها في فتح عيادة خاصة بها ..إذ أنها لم تحبذ حتى الآن العمل في المشافي الخاصة..
تسمرت الإجابة على شفتي أيوب قليلاً قبل أن يقطع بكفه الحنون جزء من المسخن المفضل لأمل يطعمها بيده...
طالت إجابته.. فهمست فرح بتردد يلازمها ولم يخفى على أحدهم الآن وقد امتزجت كلا العائلتين تقريباً ببعضهما إذ أن مراد لا يترك صحبة أيوب تقريباً بل عرفه على رجال من عائلته خاصة ابن عمته ناجي العطار الذي يعد أفضل منه في أمور التجارة..
"أبي ما زال ماهراً جداً، لقد راقبته على مدار أعوام يشرح للورين وينصحها بأشياء لم تجدها في كتب الطب خاصتها..."
ابتسم أيوب وهو يربت على كتفها.. ثم قال بهدوء:- "فكرت مراراً.. ولكن الوقت هناك لم يسمح لدراسة أخرى, واليد التي توقفت عن الممارسة لما يزيد عن ثلاثون عام أصبحت مهتزة.. لذا رغم الحنين لتطبيب جروح الناس لم أود المخاطرة.."
هزت أمل يد جدها لتجعله ينتبه لها ويكف عن الحوار معهم..
حاول ممدوح أخذها من بين ذراعي أيوب عبثاً إذ أن كلاهما كان يتشبث في الآخر كأنه الحياة..
"لا أمل تريد بابا أيوب.. أنت سيء كلورين"
نظر إليه أيوب معاتباً...فقد أخبرته تشكو إليه أنه عاقبها ..بل وطلبت منه أن يعاقب أباها..
تنحنح ممدوح ثم قال بصوتِ خافتِ "خذي راحتكِ، سنصل للمنزل وأريكِ من السيء يا أمل"
علق مراد باهتمام يسأل لورين: "هل انتهى شهر عسلهما؟"
أومأت لورين مؤكدة "نعم, هما الأن في مرحلة الندم كأي زوجين أصيلين"
قال ممدوح ببرود وهو يقنع أمل أخيراً بأن تجلس على قدمه "لماذا؟ هل تعتقدين أنها أنتِ يا سوداء؟!"
ابتسم الجميع دون تعليق خوفاً من نظرة لورين الشريرة الموجهة نحوه "من بعض ما عندكم يا باشمهندس السعادة الأبدية"
أشارت مرح بإصبعها لأيوب نحو ممدوح.. أي هل ترى؟! ثم قالت:- "لتعرف لماذا سأظل أرفض الزواج ..لآخر يوم بعمري.."
قالت ميرا أيضاً مصدقة:- "إن كان مثل خالي، أنا أتضامن معكِ أبلة مرح"
هتفت إسراء بضجر "هل ارتحتم؟ عقدتم الفتيات وانتهينا.."
هتفت أمل قبل أن ينطق أبوها مدافعاً بكلمة:- "أنا سأتزوج إياب.. إنه حلو.. أحلى من دوحا.."
نظرة الجميع التي تحمل العار نحو ممدوح جعلته يداري جبهته بكل خجل متصنعاً وهو يطرق نحو الأسفل..
"ونعم التربية.. يا أمل" قال مراد
نظرت إليه أمل بعبوس ثم هتفت بفمها الذي ما زال يحشوه أيوب بكل محبة بالطعام "عمي مراد.. أنا لا أحبك.. أنت بوجه قبيح جداً"
حاول ممدوح كتم ضحكته النادرة ولكنه لم يستطع خاصةً عندما نظر مراد فاغر الفاه بذهول..
ابتسم الجميع حتى إسراء ..إلا أيوب الذي أمسك يدها يخبرها بحزم: "عيبٌ أن تقولي هذا للأكبر منكِ.. سأغضب منكِ"
أراد مراد أن يعلق (هل ستغضب؟!) إلا أن احترامه لأيوب منعه من أي تعليق..
ضجرت أمل ثم أشارت نحو سيف وهي تقول بعفوية: "هل يمكنني صنع ساعة لابنه إذاً عندما يغضبني؟!"
دفن سيف كلا يديه تحت الطاولة وهو ينظر لها بهم وبفم مليء بالطعام وكأنه على وشك البكاء...
كرر أيوب بقوة: "ولا هذا أيضاً.. على ماذا اتفقنا؟ أمل فتاة مهذبة ستسمع كلام البابا.. وتتأدب مع الكبار"
أضافت إسراء بتمهل تضغط على حروفها حرفاً حرفاً "ولن تتزوج المدعو إياب.. بل سيف الدين ابن عمتها.."
وقف سيف على الطاولة وكأنه يبدي اعتراضه ..يرغب في الصراخ (ومن أخبركِ أني أريد الزواج؟!)
نظرت إليه أمل بقرف ثم قالت نافية "لا أحب سيف.. ولا أحبكِ عمتي.. ولكن أحب أكل طعامكِ.."
أمسكت لورين جبهتها بتعب ثم قالت "هل يمكننا مناقشة كلام السيد مراد ..رجاءً لا أريد لأمل أن تتفوه بكلمة لأنها كلما تحدثت سنخسر جميعاً علاقتنا ببعضنا.."
أشارت مرح من جديد بنفس الحركة نحو لورين ثم قالت "هل رأيتِ، ابنتي أنا أحق بها.. كلاهما لا يستحقا حبيبتي الشجاعة الجريئة.."
تمتم ممدوح بفتور "اخرسي أنتِ شعلة هانم.."
تراجعت بعيداً عن مرمى والدها قليلاً ثم أخذت تقلد ممدوح بشكل مضحك تترك لورين تتأملها بشكل غامض ..وموجع..
همست إسراء: "ألا تري أن من العجب نسيانها انهيارها تلك الليلة وكأنها لم تكن؟!"
تنهدت لورين ..فرغم جهل إسراء بما حدث مثلها هي.. إلا أن ما عانته أختها على مدار أيام كان جلياً لإسراء بالطبع ..همست "دائماً ما كانت صندوق مغلق, مليء بالأسرار. مفتاحه ملقى تحت ماء المحيط يستحيل إيجاده"
ربتت إسراء على كتفها ثم همست "سافري أنتِ وعودي لنا بالسلامة ..وإن شاء الله عند عودتكِ سنجد حلاً لإخراج هذا المفتاح.."
همست لورين برجاء "أعلم أن أمل معه آمنة ..ولكن أرجوكِ لا تتركيهما.. ممدوح ينسى أصلاً أن يطعم نفسه ويجهل طهو ولو بيضة.. وكما تعلمين رفضه أن يتركها لأبي وأخواتي.. لذا ربما يقتنع بأن يقيم معكِ حتى أعود.."
ابتسمت إسراء بإشراق مضيء فقد بدأت الحديث كزوجة وأن تهتم حتى وإن لم تلاحظ ..قالت بهدوء "لا تخافي, لديّ طرقي لأجبره على الانصياع، وتركها معي..."
جذب اهتمامها قول مراد من جديد باهتمام ..وكأنه يريد دفع والدها لشيء لمسه هو بداخله من خلال أحاديثهم الطويلة دون أن يتداركوه هم:- "يمكنك أن تقدم على طلب لمزاولة المهنة.. وإن كانت لورين ترغب في فتح عيادة لما لا تشاركها أنتَ كاستشاري؟"
بدا على أيوب انه يدرس الأمر بل لمعت عيناه بشعور جديد كلياً ..لم يروه فيه من قبل إلا أنه قال بهدوء " الأمر لا يؤخذ بحماس وانفعالية.. أقدر نصيحتك.. ولكني أحتاج للتفكير بتروي.."
في هذا الأثناء دق جرس الباب.. وقف مراد وهو يقول "البيت بيتكم، سأرى من الضيف الذي تحبه حماته.."
ضحكوا لتعليقه.. وعندما تبعه سيف الذي دائماً يلازم خطواته كانت أمل أيضاً تتحرك مكتفية تريد التحرر للعب..
كانت لورين تنظر لأبيها بحنان، تطالبه وتدفعه بصمت لأن يفكر جدياً في مهنة كانت كل روحه وحياته.. مهنة سامية كان هو أول من حببها فيها..
تبسمت شفتا أيوب بأسى ثم قال بصوت يثير الشجن "لم يسرقوا الأرض.. ولم يقتلوا جدكِ فقط.. بل كل شيء داخل أبيكِ.. لقد نجحت إسرائيل في نزع كل ما كانه أيوب.."
انمحت الضحكة والبسمة وطار كل الجو الأسري الذي كان يلفهم جميعاً.. وما زاد الأمر جنوناً وتطرفاً دخول الضيف مع مراد الذي استأذن النساء قبلاً بنوع من الحيرة:- "ضيفٌ لك يا ممدوح.."
ومع وقوف ممدوح واعتدال النساء يسمحون لهما بالدخول ..تزامنت عبارة أيوب مع إطلالة الضيف البغيضة...
وهتاف أمل العادي جداً والباسل جداً وكأن الجزء المعني بأرض كنعان يتوارث الفهم والتاريخ في الدماء وهي تتقافز على أحد المقاعد "فييييييش حاجة اسمها اسرائيل يا جدي!"
وبدلاً أن تلتف أعين الجميع نحو ذلك الضيف الذي هبط عليهم كالمجتاح لسلامهم.. كانوا ينظرون وأولهم ضيفهم نحو طفلة الرابعة الضاحكة بعجب وصدمة... ما عدا عينا ممدوح الذي اشتعل فيهما الجحيم ومرح التي كانت تتخفى تلقائياً برعب خلف ظهره تتساءل (هل أتى ليكشف حقيقتها وينتقم منها؟!)
**********

انتهي الجزء الاول من الفصل ويتبع الاسبوع القادم ان شاء الله بفصلين تعويض


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.