آخر 10 مشاركات
حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (الكاتـب : الحكم لله - )           »          حب بطيء النسيان (64) للكاتبة: Stella Bagwell (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-21, 01:57 AM   #7281

سالي فؤاد

? العضوٌ??? » 419182
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » سالي فؤاد is on a distinguished road
افتراضي


الحمد لله على سلامتك يانور وحشتينا جدا ♥️♥️♥️
ربنا يديم عليكي الصحة والعافية يارب انتي وحبايبك


سالي فؤاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:02 AM   #7282

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

قبل الفصل عوزه أطلب منكن تسمحونى للتوقف الكتير ولكن عمر دا ما كان أسلوبي ولأول مرة يحدث معىّ في رواية كدا ..فلحمد لله على كل شيء...ثانياً لن أطيل معكم في الكلام قبل الفصل ولكن عوزه أوضح أنى بعمل بكل جهدى أن تنتهى الرواية قبل شهر رمضان المبارك ...
أحنا تقريباً اوشكنا علىّ الانتهاء من كل القصص الموجودة في الرواية معادة شخصية سَبنتى لانى حابة أوصل الشخصية لبر الأمان والنهاية الجيدة كما يليق بتعبى وتعبكم مع شظايا القلوب ..لذا ربما ستجدون بعض الفصول تركز علي ثنائي خالد وسبنتى بشكل ملحوظ حتى يتم انتهاء حكايتهم بالتوافق ما الجميع ان شاء الله ..
لا تنسوا الأسبوع القادم بأذن الرحمن هيكون في فصلين كمان لو كان التفاعل علي الفصلين دول مرضى ❤️



الفصل الرابع والخمسون المشاركة (١)
" ثلاثة أنواعٍ من الرّجال لا يفهمون المرأة؛ الشّباب، والشّيوخ، والكهول."
😒😒



تعدى الوقت منتصف الليل عندما عاد خالد عقب انتهائه من شيءٍ ما يتعلق بالعمل ولم يستطع تأجيله، خاصةً بالطبع أن سيدة الأعمالالحديدية قد أصبحت مجرد أم مسكينة مروضة من عقلة الإصبع المسمىإياب..
فإن أمر ألا تتركه وتتخلى عن مهامها تفعل.. وبالطبع لم يكن هناك أحدمغلوب على أمره ليسد مكانها غيره.. نفخ خالد بسخط متمتماً في سره(وكأنه كان ينقصني جنابك إياب بك! قبلاً كان أبوك سبب في فقدي لهاوالآن أصبح جنابك من يحرمني من كسر رأسها, أو ليكن أوضح الانفرادبها، وقد أصبح أمر مسلم به أن يجد النمر الصغير المبجل يطرقجناحهما ليلاً ودون حتى السماح له بالدخول يمر من بين قديمه ويتخذمن ذراعي زوجته مخدعاً)
"ياااااا ابن بدور" همس ساخطاً وكأنها شتيمة.
"خالد، هل هذا أنت حبيبي؟!"
عدل خالد اتجاهه عندما سمع صوت والدته يأتيه من غرفة المعيشةالمجاورة لحجرة الاستقبال.
دخل عليها يتفحص جلستها بنوع من الضيق بالطبع ليس لرؤيتها وإنمالتلك المتهربة التي أصبحت أفعالها مكشوفة جداً ليس له وحده كمايبدو.. قال بهدوء وضع فيه كل حلمه بينما عيناه تتفحص رأس زوجتهالذي استقر في حجر أمه وقد عبر فمها المفتوح قليلاً عن أنها تغرق فينوم عميق:- "السلام عليكم, ومن غيري سيأتي بهذا الوقت؟!"
أشارت منى على مقعد قريب منها وهي تضع كتاباً لمح اسمه سريعاًوتبين أنه خاص بمادة تدرسها زوجته.
سمعها تقول بابتسامة:- "لقد أرادت مساعدتي في شرح بعضالمصطلحات الخاصة بالميكروبيولجي.. ولكنها نامت قبل أن أفسر حرفاًواحدًا"
لقد أوصلها منذ وقت للمنزل إلا أنه تعشم أن تنتظره بعد لقائهما السابقوقد ظن أنه نال من شيءٍ فيها يعيدها إليه ولو لليلة واحدة.
فرك وجهه بتعب وهو يجلس ويضع مرفقيه على ركبتيه ثم قال بنبرةمكتومة:- "لم أعد أصدق هذه الخدع منها, بالماضي كانت تتدعي الغباءلأساعدها في مادة الكيمياء التي كنت أخطئ بها فتصحح هي المعادلةبمنتهى البراءة"
كانت النظرة على وجه أمه وحدها كفيلة بإعادة الهدوء للنفس خاصةًعندما قالت بتفهم تام: "وأنت كنت تدّعي البراءة أيضاً ،إذ أنك لمتكشفها ولو لمرة واحدة مستمتعاً بالوقت الذي تقضيه معك بحجة الدراسة"
شرد للحظات وهو يرفع وجهه مُستنِدًا واضعًا كفه على عنقه ثم قالبتهكم: "كان يا أمي.. كان ماضي تستحيل عودته.. الآن أصبحت تخترعالحيل لتهرب من وجودها معي"
كان صدرها يختنق وهي ترى وحيدها بمثل هذه الحالة.. في مقتبل عمرهوبفترة يفترض أن يكون أسعد البشر وقد حصل على الفتاة التي طالماتمناها، ولكن ماذا قد تفعل أو تقول؟! هل تشعر بالأسف عليه وحدهوتنقل سخط أمومتها على ربيبتها وهي أدرى الناس أن ما يجول بخاطرسَبنتي ويعتم فكرها أمر خارج إرادتها.
همست منى وهي تنظر لزوجة ابنها التي بالكاد تحاول استعادتها كماكانت علاقتهما قديماً: "لقد دخلت هذه المجازفة وأنت تعرف تماماً ماستلاقيه، لذا كل ما أستطيع قوله.. ليس من حقك التراجع الآن وقدمنحتنا جميعاً من قبلها وعداً بالصبر.. الوعد أمانة, وشرف الرجل أمانتهيا خالد"
أخذ نفساً عميقاً وهو يغمض عينيه بقوة بينما يهمس بنفس مكتوم: "ليسهذا وقت تذكيري يا أمي بالكاد أغلب نفسي وأمسك بأعصابي"
قالت منى بصوتها الحنون: "وأنت تبدو جيداً حتى الآن في هذا.. أنا لاأريد أن أتدخل الآن بينكما، ففي هذا الوقت أي كلمة حتى وإن كانتمؤازرة منّي قد تزيد سلبية مشاعرك نحوها"
ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه وقال بصوت جاهد أن يكون خالٍ منالحدة: "ليس هذا الأمر فقط, أنا لم أتوقع هذا الكم من العُقَد والحمق"
ضحكت منى وهي تقول مازحة: "دعنا من العُقَد ولكن الحمق بالله عليكَكيف لم تتوقعه وأنتَ كبرت بين أربع شقيقات هن الحماقة بعينها؟!!"
قال خالد بفتور: "ثقي بي, منطق سَبنتي الأحمق نحو زوجها يتفوق علىأخواتي جمعيهن.. أنا لا أتخيل أن إحداهن تفكر بمثل منطقها المبهر"
قالت منى بهدوء شديد الصلابة: "إلا أنك كنت تعرف منذ رفضها للزواجمنك.. وقد أخبرتك أيضاً في فترة عَقْد القِران أنها غير مستعدة أو متقبلةالأمر، لذا ليس من العدل الآن أن تحاسبها وقد أصررت بنفسك علىإتمامه بأسرع وقت"
فرك خالد أصابعه في بعضها بعصبية قبل أن يقول بتوتر: "هذا ليسمربط الفرس وإنما..."
صمت من جديد بتحفظ شديد وكأنه يخجل من قول صريح فج أماموالدته لذا وقف متهرباً وهو يقول: "الوقت تأخر, دعيني أوقظها لنصعدوترتاحي أنتِ أيضاً"
نظرت إليه منى بتفرس تعقد حاجبيها قليلاً قبل أن تقول بتروي: "لاتجعل إحباطك يتحكم في مزاجك معها.. أكد لها أنك بالفعل تريد القلبفقط وستذهل من النتيجة"
ضحك محرجاً وهو يستوعب الرسالة القصيرة والمتفهمة تماماً لإحباطهالجسدي: "أماه لا تتلاعبي معي.. أنا لستُ إياب لتطويه تحت جناحكِبجملتين"
رفعت منى حاجباً خبيثاً ذكره بلمحة سريعة من وجه بدور ثم قالت: "أناوالدتك.. لن يشعر بك أحد ويفسر كل لمحة تبديها سواي، لذا لن أعاملككإياب وأنا جاهزة لأي مشورة، وأرجو أن تضع خجلك جانباً لأنيالوحيدة التي ستتفهم ما قد تقوله دون حواجز"
اقترب خالد منها ثم وضع قُبلة على رأسها وهو يقول بصوت خافت: "حفظك الله يا ست الكل ولكن أرجوكِ لا تفتحي معي الحديث في هذهالأمور.. لا تشغلي بالكِ, لستُ يائساً لهذا الحد، معاناتي معها أمرمختلف تماماً"
لم يكن من طبيعتها الضغط عليه حتى وإن كانت ترغب بأي طريقة الأخذبيده، لذا آثرت الصمت التام متظاهرة أنها فسرت خطأ علاقته بزوجتهكما يحاول إقناعها.
تحرك خالد وهو يحاول أن يوقظ زوجته ببعض الجلافة: "هيا يا عاشقةالنوم.. استيقظي"
أزاحت سَبنتي يده بضيق ثم اعتدلت في نومها من جديد ولفت ذراعيهاالاثنين على خاصرة والدته وكأنها تتشبث بالبقاء والاحتماء من هذهالمطرقة المزعجة التي تحاول سحبها من عالم بلا سلطان.
ابتسمت منى وقد انتعش قلبها وهي تراها من جديد تتشبث فيها بعدرفض قد طال.. مد خالد يده من جديد بغيظ فأمسكت منى يده وهيتقول بخفوت شديد: "ترفق ولا تتجبر.. أخواتك جاورن قلبي وهي تربتبين أضلعه"
أغمض عينيه بشدة من جديد مستوعباً رسالتها المقصودة ثم انحنىيضع يديه تحتها وحملها بين ذراعيه متضرراً وهو يقول: "هذا جيد ما لمأمس علة القلب بأذى.. فقط أنا من سينكسر ظهري من حملها كل ليلةللأعلى"
ضحكت من كل قلبها بتسامح ثم قالت: "سلامة ظهرك وقلبك يا حبيبوالدتك"
استدار بالفعل متوجهاً للأعلى قبل أن يلاحظ أخيراً معطفه الذي لمتخلعه والذي كلفه ثروة لا بأس بها ثم هتف قريباً جداً من أذنها فجعلهاتجفل قافزة برأسها تخبط فكه بجبهتها: "هل نمتِ بمعطفي يا مهملة يادب الكوالا ؟"
"آآآه"
سب خالد من جديد بعنف أثر ارتطامها به ولكن يبدو أنها لم تنل نصيباًمن الألم.. فكل ما صدر عنها بعينيها الناعستين: "أخبرتك ألا توقظنيبصوتك المزعج, قد تتسبب في توقف قلبي"
لوهلة تمنى من كل قلبه أن يلقيها من بين ذراعيه لتتدحرج درجات السلمالذي صعدها يكسر عظامها.. هتف بحنق: "يا ليت"
:-"هل تدعو عليّ يا محترم من أجل معطف يبدو أنك اشتريته من علىالرصيف؟!"
رد ساخراً: "وإن كان بهذا السوء لماذا ارتديته؟!"
قالت ببرود: "شعرت بالبرد ورائحته التي تخنق بصراحة كفيلة بإرسالفيلٍ للنوم"
قال بذهول: "أنا رائحتي تخنق"
قالت باستفزاز: "نسيت شعوري بالبرد, أردت التدفئة يا شعلة"
"إذاً نامي في فراشكِ يا عاشقة النوم والغباء وأنتِ ستشعرين بالدفء.. لقد تعبت من حملكِ"
أسرعت تحاول القفز من بين يديه تقاومه بعنف بدا غباءً في موقعهما هذاومع جفونها التي ما زالت مثقلة بالنعاس: "ابتعد ومن منحك الحقللمسي.. أخبرتك سابقاً أكره حملك لي وإحراجي وكأني شوال أرز"
جز خالد على أسنانه بعنف يصدر صريراً حاداً وقد نجحت بسهولة فياستفزازه عندما انحنى يسيطر عليها من جديد و حملها يقلبها علىظهره وهو يهتف: "طلبتها ونلتها.. سأريكِ الآن كيف يحمل الشوال"
صرخت بطريقة مزعجة وهي تردد: "أنزلني وإلا سأنشب أسناني فيظهرك وأخرج لحمك دون شفقة.. لا تعتقد أني توقفت عن الأمر وبأنيعاجزة عن تكرارها"
سخر قائلاً: "إن كنتِ رجلاً هيا افعليها وستنالين رداً على هذا أضعافاًمضاعفة"
هتفت بغل: "أنا لستُ رجلاً لذا سأفعلها يا متخلف"
:-"اوووه ظننت أن خالي ذكياً, هل سَبنتي مصاصة دماء.. لا, لقدأخبرتني مرة أنها نمرة مثلي"
تجمد خالد وسبنتي تماماً يشعران بالسخف والإحراج التام خاصةًعندما ردت بدور على حديث الأطفال الدائر بين ليبرتا وإياس وإياببالترتيب قائلة: "أما أنا أعتقد أنهما مجرد (قردة ومدربها) أمتعانابعرضهما اللطيف في هذه الليلة التي لا تريد الانتهاء مع حفنة منالأوغاد الصغار مثلكم"
أسقطت سَبنتي رأسها على ظهره وهي تطلق صوتاً مدعية الموت منشدة الحرج، بينما استدار خالد عن درجة السلم التي فصلت بين الدورالثاني والطابق الخاص به وقال ببرود: "مساء الخير يا بدور, ماذاتفعلون بهذه الساعة؟"
وقفت بدور على إطار الباب ثم كتفت يديها على صدرها وهي تقولببرود: "هل توجه هذا السؤال لنا؟!! أجادٌ أنتَ؟ حسناً.. سأجيبك بينماأنا أحاول لعب دور المربية لأولاد المحترمات أخواتك وابني غير المحترمنهائياً, سمعنا أثناء جلستنا الغاية في اللطف اثنين من المجاذيبيتشاجران من منهما قد يجعل نفسه أضحوكة للصغار الأوغاد أيضاً، لذاالسؤال الصحيح الآن ماذا كنت تفعل أنت وبلهائك بهذا العرض؟!"
قال خالد ببعض البلاهة: "هل سمعتم كل شيء؟!"
هتفت ليبرتا بحماس: "ورأيناكما أيضاً.. أريدك أن تحملني كالشوال ياخالي أرجوك.. أرجوك لماذا سَبنتي من تأخذ كل المرح؟! هذه أنانية منها"
مطت بدور شفتيها ثم قالت بخبث متلاعب: "لأنه كلما منح سَبنتي المرحستمنحه هي مرحاً بالمقابل"
هدر خالد صارماً: "بدور"
بينما قال إياب بذكاء رهيب: "هل ستحمله ولكنه ثقيل!! أتريدين مساعدةيا سبنتي؟"
أخرجت سَبنتي صوتاً محبطاً مختنقاً وهي تخبط رأسها بكلا كفيهاقائلة: "أاااه.. أتركني لأسقط الآن لعلي أقع على رأسي وأنسى هذاالإحراج.. رباه"
اشتد فك خالد بعنف بينما قالت بدور بمرح خبيث: "يمكننا حمله جميعاً.. أو نستعين بصديقة أكثر قوة تساعدكِ يا بسبوسة"
هتفت سَبنتي وهي تخبط رأسها مراراً في ظهره "أكرهكِ يا بدور، كلماحاولت إقناع نفسي أني أحبكِ تنجحين بتفوق بجعلي أكرهكِ"
رمشت بدور ببراءة ثم قالت: "وماذا فعلت الآن يا أضحوكة الزمان أنتِوهو؟!"
قال خالد بجدية رهيبة: "هل تريدين مني أن أخنقها؟ أنا الآخر مغتاظمنها"
قالت سَبنتي تقلد مقولة شهيرة رأتها في أحد الأفلام: "سنفعل أنا وأنتوراشد وكلنا ولكن ليس الآن"
تحركت بدور أخيراً نحوهما ثم سألته ببرود: "هل ستنزلها أم ستظلتحملها كطرزان؟!"
قالت سَبنتي: "وأخيراً نطقتِ بشيء جيد"
استدار خالد بها من جديد ثم بغيظ كان يفلتها لتقع على السجادةالمخملية التي تفترش الممرات..
تأوهت بألم وهي تنظر إليه بحزن حقيقي إلا أنه رفع يديه كما حاجبيهعلامة على أنه نال انتقامه منها.
مالت بدور على ساقيها وهي تساعدها على الاعتدال قائلة باهتمام: "هل أنتِ بخير؟"
همست باختصار شديد: "بخير"
رفعت بدور وجهها نحو أخيها قبل أن تقول بانتقام أنثوي: "ما رأيكِ أنتسهري معنا, لقد جهزت غرفة التلفاز بالمسليات كما حصلت على إصدارالفيلم الجديد لشخصيتك الكرتونية المفضلة؟ اممم وسوف ننام جميعاً فيالخيمة التي ابتاعها إياب"
عقد خالد حاجبيه وهو يقول بصوت غليظ: "على من تعود جميعاً هذه؟"
إلا أن سَبنتي لم تنتظر توضيحاً حين وافقت على الفور خاصةً مع تدافعالصغار حولها يسحبونها للداخل فلم يكن هناك مجال لاعتراضه.
"أنتِ حقاً مزعجة" هتف خالد من بين أسنانه
غمزت بدور بعينها ضاحكة قبل أن تقول بنعومة خطيرة: "بل أنا عادلة.. قم بإحراجها من جديد وأنا من سترميك من النافذة"
نفخ وهو يقول بتذمر: "لم أقصد إحراجها"
نظرت إليه من فوق كتفها ثم قالت ببرود: "أعرف ولكنك للأسف رجل لنتفهم.. كما أن أبسط الأفعال تسعدنا فإن أتفهها تترك في القلب جرحاًعميقاً.. لذا راقب أفعالك.. لا أريد أن تكون أنت من بين كل الرجالصورة مطابقة لغباء الرجل الشرقي في الحب"
ابتسم من جديد وهو يحك فكه ثم قال: "هل ستأسرينها في حصنكِفعلاً؟ ألا تكفي مجهودات ابنكِ العظيمة كل ليلة؟"
هزت كتفاً واحداً وهي تشير للداخل ثم قالت بهدوء: "لم أعد بحاجة لهذا, تعالى وأنظر ماذا تفعل"
اقترب خالد يضع يده حول أخته بينما يطل برأسه على الحال الذيانقلب للنقيض حيث كانت زوجته تتربع داخل خيمة كبيرة مطبوع عليهارسوم كرتونية شكلت تقريباً نصف الغرفة وقد حاوطها كل أولاد أخواتهيشاركونها في لعبة تحتاج لعدة أفراد وقد بدأت سيطرتها عليهم وهميطيعونها تماماً.
قال بدهشة: "لم أعرف أن أولاد شذى ونوة هنا أيضاً"
مطت بدور شفتيها بملل ثم قالت ببرود: "طلبت من مريم أن ترسلالصغيرين لأني اشتقت لهما، وبالطبع بعد وعود عدة بحفاظي عليهماوعدم تركهما بعيدًا عن عيني للحظة انتهيت أيضاً بالفشل في إقناعهابالمبيت"
:-"إذاً كيف تواجدا؟"
قالت بدور بهدوء: "بالورقة السحرية طبعاً, أخبرت إيهاب برغبتي وهوتولى مهمة إقناعها، أما ابن الست شذي عندما اشتم الخبر وجدته يهبطفوق رأسي وبالطبع أرسلت نوة هانم بناتها بحجة الاشتياق لجدتهم قبلعودتهم للسويد.. وهكذا كما ترى ارتاحت الهوانم مستغلات طيبة قلبي"
ربت خالد على كتفها وهو يقول بذهول: "والله ما يحدث معكِ كالسحر, أنتِ تجالسين أطفال!! كيف بحق الله وصلتِ لهذا الصفاء والتواضعوالـ...."
أوقفته بدور بكف يدها ثم قالت بحزم وجدية: "من قال أي شيء عنمجالستهم؟! أنا ذاهبة لآخذ حماماً دافئاً مليء بالفقاعات والعطورالمريحة، وبعدها سأشغل موسيقى هادئة ثم أنام نوماً هنيئاً"
سألها ببلاهة: "وحفلة المبيت؟!"
استدارت وهي تزيح يده بعيداً عن كتفها ثم قالت ببرود: "مبارك عليكأنت وزوجتك.. يقولون الخال والد, والحفيدة الأولى لطالما كانت كبيرةباقي الأحفاد والأقرب إليهم, ولكن لم يقل أحد أن الطاووس يصلح لهذاالدور"
انحنت نحو صغيرها بعد أن تركت فك خالد متدلي حيث لم يستوعب هذه(التدبيسة).
"قلب ماما، تعالى سننام أنا وأنت فقط في خيمتنا الخاصة"
اندفع إياب نحوها يطبع القبلة المعتادة على وجنتيها ثم همس بشيءلأذنها جعل ملامحها تنزعج إلا أنها تركته بالنهاية بكل طيب خاطر ثمقالت قبل أن تختفي في الطريق لغرفتها: "يرفض ترك أخته معك, لذاسيبقى لحراستها منك.. ليلة سعيدة يا قلب أختك"
سيقتلها.. يقسم إن لم ينجح راشد قريباً ويخلصه منها سيتخلص منهابنفسه ضارباً كل صداقته وأخُوَّتِها بعرض الحائط: "الباردة ذات الانتقام المزعج"
.................................................. :7R_001::7R_001::7R_001::7R_001::7R_001::7R_001:

يتبع ألان


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:20 AM   #7283

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل الرابع والخامسون المشاركة " ٢"


بعد وقت كان خالد يجلس بينهم ينظر لتفاعلها مع الأطفال بحيرة يغلبه االضحك على شجاراتهم القصيرة من الفائز بتلك اللعبة الجماعية.
انتهى الأمر بأن أغلقت الأضواء تماماً وبدأ تشغيل الفيلم الكرتوني وقد انتبه جميع بنات أخواته.. الثلاثة الكبار احتللن بالطبع كل واحدة أريكةرافضات أن يشاركن الصغار النوم في هذه الخيمة, متحججات أنهن كبرن على أمور الرضع هذه ولكن فيلم سبونج بوب نجح بجدارة فيإثبات فشل ادعائهن مع انتباههن الكامل وضحكهن على كلمة تقال.
بينما كان هو يحتل طرف الخيمة وأجبر سَبنتي بتودد هذه المرة أن تحتل جانبه, وقد احتل ذراعه الأخرى إياب بطفوليته المحببة وكنوع من ود جديدبينهما معلناً فيه الفتى بتسلطه عن هدنة بينهما, وبقيت ليبرتا وإياس جانب سَبنتي يزاحمهما رويد الذي ينام بجانب إياس بينما عينا الفتى تتنقل بين الفيلم وابنة خالته, عينا خالد لم تترك بحرص شديد مراقبةتحركات رويد الطفولية وهو يحاول كل حين إزعاج لوليتا عله يحصل على أي تجاوب منها ولكن الفتاة لم تبدي نحوه إلا الترفع والغيظ والبرود التام وبالطبع الاهتمام بمجري الفيلم.
حتى بدأ في سماع انتظام الأنفاس والهدوء التام وقد سقطت زوجته بالطبع كالعادة في النوم على صدره تلف ذراعها حوله وتلتصق به, اتبعها نوم إياس وبقي إياب ساهراً كما لوليتا ورويد والبقية, وعندما انتهى الفيلم كان إياب يطالبه بإلحاح: "خالي اروي لي قصة لأنام"
همس خالد بحيرة: "لا أعرف حكايات مناسبة"
هتفت ابنة نوة الكبرى ليم: "حاول خالي أرجوك, لم أسمع قصة منذ زمن فوالدتي تجبرنا على القراءة قبل النوم بأنفسنا"
قالت لوليتا بدلال: "أخبرنا قصة الطاووس, إياب يغيظنا بها مدعياً إنه الطفل الوحيد الذي يعرفها"
هتف إياب وهو يرفع رأسه عن ذراع خالد: "ولن يخبرك بها, أنتِ مزعجة, لا أريد أن أشارككِ أشيائي الخاصة"
قال رويد ببرود: "متى ستفهمين أنه لا يحبكِ وتكفين عن إزعاجه؟"
قالت لوليتا بغضب: "أنا التي لا تحبك.. من أنت لتتدخل بيني وبين ابن ماما بدور.. مزعج كريه و..."
تأففت الفتيات وهن يتهامسن عن مدى تناطح رويد ولوليتا بينما قال خالد بحزم وهو يداعب رأس لوليتا: "أنت لا تغيظها وإلا عاقبتك, وأنت يا إياب إن أغضبت ليبرتا من جديد سأخبر بدور وستحزن منك كثيراً"
زم إياب شفتيه بعنف، وكأنه بالفعل أصبح يرهب فكرة حزن بدور لشيء يفعله.
بينما أخذ خالد نفساً طويلاً قبل أن يقول: "لا أذكرها جيداً فقد قرأتها له مرة واحدة, ولكن من أجل لوليتا حبيبتي سأحاول"
قالت لوليتا بميوعة: "أنا أحبك يا خالي أكثر من مريم والمزعجة سَبنتي"
قال خالد ساخراً: "مرحى ووداعاً يا سَبنتي طالما وضعتها في رأسك اآنسة لوليتا"
حركت كتفيها بمزيد من الدلال الممتع من نومها محتضنة أخيها النائم بقوة وكأنها تستمد شيئاً منه.. همس إياب بإلحاح: "هيا أريد أن أنام"
قال خالد: "ألا تمل من هذه القصة؟ سمعتها مئات المرات"
قال الفتى ببساطة: "أصبحت أحبها جداً خاصةً أني وجدتُ طاووسي السحري"
امتعضت شفتا خالد وهو يهمس داخلياً: (وهل هذه القصة المريبة تصلح لطفل ولكن ماذا أقول لإنتاج راشد وبدور؟!)
أجلى حنجرته ثم حاول التركيز وهو يقول: "كان هناك طاووس جميل يتمختر في مزرعته"
صاح إياب مصححاً: "حديقة سحرية، والطاووس كان يمتطي حصان اًذهبياً ولا يمشي"
قال رويد رافضاً: "وهل هناك طاووس يمتطي حصاناً؟!"
قال خالد بتهكم: "على أساس أن هناك طاووس يملك عقلاً وحكمة ليتزاوج مع نمر مرقط وماكر"
لم يفهم الأطفال من سخريته شيئاً ولكن لوليتا هتفت من بين تثائبها: "لا أحبك يا خالي، أنت تشبه المزعج رويد, لقد أفسدتما القصة"
رد إياب متعاطفاً معها أخيراً: "لا تحزني لولو، سأخبر بابا أن يقصها عليكِ، هو أفضل من يحكيها"
تغاضى خالد عنهم جميعاً عندما نظر لإياب وهو يقول بهدوء: "ومتى ستسمح لبابا أن يعود، ويقصها لك، على أساس أنك غاضب منه"
تكللت ملامح الصغير بالحزن ثم قال بتلعثم: "لقد منع ماما عن إياب وقال أنها لا تحبه"
همس خالد بحزم مصححاً: "هذا لم يحدث, هو لم يخبرك بوجودها ليس إلا"
تعثر الفتى بشكل أكبر وبدا محتاراً في شرح مقصده ولكنه قال بالنهاية: "هو أصاب ماما بجرح كبير وأحزن إياب أيضاً.. لذا لم أعد أحبه.. أناكنت أبكي أريد الماما خاصتي مثلهم"
أشار بإصبعه الصغير نحو أولاد خالاته, إلا أن خالد بدا مأخوذاً للحظةوهو يسأله بصوت أجش: "ألم يمنحك حب بدور وتيتا وسبَنتي أيضاًشعوراً مماثلاً؟!"
قال ببراءة الأطفال: "لا, أنا كنت أريد ماما فقط, أن تضمني مثلما تفعلا لآن وأنا أناديها أمي مثله.. قبلات ماما وحضنها حلو يا خالي، وليس كما تضمني صديقتي بدور"
صمت الفتى لبرهة قبل أن يقول بحيرة متملكاً: "ماما ليست صديقتي.. هي والدة إياب, تحب إياب كثيراً لأنها لي وحدي"
ابتلع خالد ريقة وحانت منه التفاتة سريعة يتأمل وجه سَبنتي من تحت جفونه وكأنه الآن فسر شيئاً لم يكن منتبهاً له جيداً.. ثم عاد سريعاً للصغير وهو يقول بتركيز: "ووالدك أيضاً يحبك مثل ماما, وهو الآن يتألم مثلها ويفتقدك"
قال إياب بغضب: "لماذا أبعدها إذاً؟ لا لن أحبه مثل الماضي"
قال خالد بهدوء: "أنت ما زلت صغيراً لن تفهم ما يفعله الكبار ثم لقد أخبرتك ماما بنفسها أنها كانت مريضة وخائفة عليك.. لذا طلبت منه إبعادك لسلامتك"
لم يرد الفتى على الفور إلا أنه عندما تحدث كان يقول بنبرة صادمة: "لقد جرح النمر الطاووس بشدة، ثم أخذ منه كنزه السحري وتركه يتألم وحده في الغابة.. أنا لست غبياً, أنا أفهم أن بابا تركها تبكي إياب وحدها"
نظر إليه خالد بعينين واسعتين قبل أن يقول: "لا أنت لست كذلك, أنت ابنهما في تطرفك وتصميمك على الحقد الذي سيهلك..."
قطع جملته قبل أن يكملها يتمسك بضبط النفس ثم أرجعه لينام وهويقول: "راشد يحب إياب وبدور أيضاً, إن كان هناك شيء يجب أن تغضب منه هو حب الاثنين لك بنفس القوة والتملك الذي أوصلنا إلى هنا"
قال إياب بعناد شديد ينهي الحديث: "لن أسامح ولا أريد رؤيته, لا ربماسأقابله مرة واحدة ليحكي لي ولوليتا وإياس القصة لأنك تحكيها بشكل سيء وبعدها سأخاصمه"
قال خالد بهدوء: "المهم أنك ستسمح له بلقاء قريب، وبعدها سنترك له أمر مراضاتك"
وبينما هو يلتفت إلى جانبه الآخر كان يلاحظ محاولة رويد بإبعاد إياس حتى يستطيع النوم بجانب لوليتا بل وتجرأت يده ليلمس خديها بانبهار،اعتدل خالد قليلاً يحرر يده من تحت إياب ثم رفع الفتاة ووضعها بتملك وحماية على صدره وهو ينظر لرويد بقرف شديد.. ارتبك رويد وعاد يتخشب مكانه ناظراً لكل شيء وأي شيء إلا وجه خاله الذي قال بتهديد: "إن رأيتك تلمس Unicorn خاصتي مرة أخرى أقسم لأجعلنك تغسل سيارات الشارع كله قبل أن أعلقك من قدميك على باب المنزل, هل تفهم؟"
هز رويد رأسه ببطء, هدر خالد بصوت خفيض من بين الظلام: "لم أسمع"
قال رويد سريعاً برعب: "فهمت.. فهمت لن ألمسها"
وعندما أغلق خالد عينيه كان يبتسم في الظلام شاعراً بالأسى على الصبي الذي بدأت معاناته لتوه وستستمر لوقت طويل جداً.
غير مدركين لبدور التي عادت تتأمل هذا المشهد بعينين فرحتين, ووالدتها التي وقفت جانبها وهي تقول: "ألا تشعري بالشفقة على أخيكِ؟ تفعلين مصيبتكِ وتهربين"
قالت بدور بهمس ضاحك: "قدره لم أخطط لأن يتولى هو أمرهم.. ولكن أنظري بالله عليكِ, الأمر يليق بهما, يقيني يزداد كل يوم أننا تسرعنا في زواجهما"
خبطت منى على رأسها من الخلف ثم همست: "هل أصبحتِ ترددين كلام المجذوبة نوة؟ لا لن أسمح لكما.. ابني بألف رجل"
قالت بدور بهدوء: "لم أعنيه هو بل زوجته، فالأطفال يتعاملون معهاوكأنها واحدة منهم"
قالت منى وهي تجذبها من أمام الغرفة: "هذا طبيعي، دائماً أصغر فرد في الأسرة ينظر إليه الأطفال على أنه مثلهم، ومع محاوطتنا لها مؤخراً عزز هذا الشعور عندهم"
نظرت إليها بدور وسألتها بقلق: "هل تظنين أن هذا قد يساعدها؟"
تنهدت منى بحسرة قبل أن تقول: "فلنأمل, دعينا نترك الأمر للطبيبة،ربما إن أقنعها أخوكِ بالذهاب قد يساعدها هذا بالفعل وقد تبوح لشخص غريب بما يثقل لسانها"
أومأت بدور دون رد إلا أن منى قالت بنبرة بها بعض الهجوم: "وأنتِ هل ستظلين مستمتعة بدور المطلقة التي تراعي أولاد أخواتها بينما هن يمرحن في بيوتهن؟!"
شحب وجه بدور بشدة إلا أنها لم تستدر للمواجهة وقالت ببرود: "لم تكن مرة أردت فيها منح ابني وقتاً مع أولاد خالاته"
قالت منى من بين أسنانها: "حالكِ لم يعد يعجبني، لذا لا تتهربي"
قالت بدور دون أن تستدير أيضاً: "وصفي بالمطلقة لن يستفزني يا أمي خاصةً عندما يصدر منكِ أنتِ لذا..."
أمسكتها منى تديرها نحوها بحزم ثم قالت: "التمسك بالعناد لم يعد حل متاح، وقد أصبح ترككِ له خلف ظهركِ والبدء من جديد أمر ميؤوس منه،لذا حرري خوفكِ يا بدور, لا تقفي في منتصف السلم حتى تجدي كل الفرص قد فاتتكِ، و قد خسرتِ من جديد كل شيء"
ردت بغلظة: "وماذا تريدين منّي؟ أن أذهب إليه وأتوسله ليعيدني إليه"
قالت منى بصوت أجش: "لا تكذبي على نفسكِ، ألم يتوسلكِ هو سراً وعلانية؟ ألم يحاول؟ ألم يعدكِ بأرض وسماء جديدة معه إن رضيتِ؟"
ابتلعت ريقها وهي تشيح بعيداً ثم قالت بحزن: "وعد بالماضي، ووثقت بكل اندفاع وقلب مراهق، وأنظري للنتيجة"
قالت منى بحنو: "حرريه يا بدور، أتركي الماضي بكل عثراته، حتى أوقاته السعيدة إن كانت تجلب بعدها لكِ الحزن اخلعيها من رأسكِ, وابدئي معه في كتاب جديد كلياً عن ذاك الذي غرق في الحبر الأسود، وأكتبي من أول السطر شروطكِ، أخبريه صراحةً بمخاوفكِ، وهو تعلم درسه جيداً ودفع الثمن مثلكِ من عمره، واستقراره، ووحدة يعاني منها أيضاً.. أنظري إليه كراشد الحبيب، كابن عمكِ، وكبير العائلة الآن.. فكري به بعين الرحمة قبل الحبيبة الساخطة، تخيليه الآن في أرجاء بيته وحيداً يعاني بينما كلنا أصبحنا ننعم بدفء بعضنا, بدور.. راشد إن سقط في منزله لن يشعر به أحد إلا بعد فوات الأوان"
توترت بشكل مؤلم وهي تفرك ذراعيها وشعور مظلم يجتاحها إلا أنهاقالت بعناد: "أنتِ تكبرين الأمر، إنه بخير، والأمور مستقرة، بحق الله عمره لم يتجاوز الثامنة والثلاثون"
قالت منى بوجوم: "وهذا مبرر.. هل تضمنين أنتِ ألا تسقطي مغشيّ عليكِ بعد لحظة؟ هل تضمنين ألا أموت أنا في هذه اللحظة التي أحاوركِبها؟ لا تستخدمي منطق منزوعي الإيمان"
قالت بلهفة: "سلامة قلبكِ من الشر يا أمي"
قالت منى باستكانة: "الموت ليس شراً.. ولكن قلبي الذي يتمزق وأنا أرى كل أولادي مع شركاء حياتهم بينما أنتِ تضيعين عمرك هباءً هو الشر بعينه, إن لم يكن لأجلكِ.. افعليها من أجلي وابنكِ"
قالت بضحكة متوترة: "ما هذا المنطق يا أمي؟ منذ متي تتحدثين بهذاالشكل؟ أرمي بنفسي مع رجل فقط من أجل أن ترتاحي؟"
نهرتها منى: "وهل أخبرتكِ أن تتزوجي أي رجل؟ إنه راشد يا بدور, حب حياتكِ، والد ابنكِ، الرجل الذي رغم كل ما مضى ظل متمسكاً بطيفكِ.. أتعلمين شيئاً؟"
همست بخفوت: "ما هو؟"
قالت منى بشجن: "نصف محبة الرجل لصغاره تأتي من حبه الشديدلامرأته، إن لم تكن كلها عند بعضهم"
قالت بدور باستهجان: "هذا غير واقعي.. انظري أكبر دليل حبه لسبَنتي، حب راشد بالفطرة يا أمي"
قالت منى كمن انتصر لهدفه: "حبه بالفطرة.. هااا أنتِ قلتها بنفسكِ, وإن كان كفّر عن خطئه في حبكِ لعشر سنوات وأنتِ بعيدة فكيف له وأنتِ قريبة فهو لن يخاطر بأمان صغيره أو أولادكما إن شاء الله، راشد لن يغدر يا بدور وإن أغرته ألف امرأة، مليون سبب يجعله يقول ألف لا للخيانة.. توبته صادقة آمني وجازفي مرة أخيرة"
قالت بدور بنفس مثقلة: "وهل اعتقدتِ أني لا أريد، أني لا أشتاق إليه؟مخطئة أنتِ.. ولكني أحتاج لدفعه دفعة أخيرة تطمئن إليها نفسي، فقط فليمنحني برهاناً أخيراً صغيراً، وبعدها.. بعدها.."
همست منى: "بعدها ستغفرين؟!"
قالت بضحكة بائسة: "أنا غفرت يا منى ولكني لن أنسى، هذه طبيعة النساء، وأنتِ خير من يعرفها"
صمتت قبل أن تضيف مازحة: "فقط ليثبت وبعدها أعدكِ أني سأمنحه ما يطلبه وأخلصكِ من وجودي"
قالت منى بنزق تداري اعتصار قلبها بجرحه المدفون: "أتخلص منكِ.. ها قد عدنا للغباء, أتعرفين بدأت أشك أن سبب حماقة سَبنتي هو انبهارها الدائم بكِ، ألم تجد قدوة أفضل؟!"
قالت بدور وهي تضحك بقوة: "جدًا، للأسف نسخة، أقرت اليوم أني وجه أخر له"
قالت منى مازحة وهي تتوجه نحو غرفتها: "خسئتِ، هو أجمل منكِ طبعاً"
نظرت بدور في أثرها بصدمة قبل أن تقول: "لمعلوماتكِ بدأت أشك في موضوع أمومتكِ لي"
قالت منى بجدية رهيبة: "هذا صحيح, أنا لست أمكِ ولا أعرفكِ فقد وجدتكِ أمام مشفى المعاتيه"
قالت بدور ببرود: "تقصدين المجانين"
ردت منى بإصرار: "بل المعاتيه, تصبحين على خير يا طاووسي الغالي

..................................

يتبع ألان


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:33 AM   #7284

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

[align=center]الفصل الرابع والخامسون المشاركة "3"

بعد ساعتين..
وقد اقترب وقت صلاة الفجر فتحت سَبنتي عينيها ببطء تشعر بالتشوش للحظة من مكان وجودها, وشيئاً فشيئاً أدركت أنها سقطت كالعادة في النعاس وهي تجالس الصغار، حاولت رفع رأسها ببطء حتى لا تسبب إزعاجاً لخالد أو إياس النائم ناحيتها؛ إلا أنها تسمرت عندما وجدت يده تضغط عليها، وصوته الثقيل يهمس: "إلى أين؟"
همست بصوت شديد الخفوت: "لا مكان"
:-"جيد أنا اللامكان, ابقي"
وضعت رأسها من جديد على صدره باستسلام والنوم تبخر تماماً من عقلها، وقد ذهبت كل الغفوة العقلية التي أصرت أن تحجب بها لقائها مع عزام عبر اليوم الطويل الصاخب الذي انتهى بالنسبة إليها بحضن جوان.. وعاد السؤال التعيس يطرق عقلها: "ماذا تفعل؟ هل تتركه يدمر الجميع قبلها؟ أم تخبر راشد وخالد سوياً؟ وهما سيتصرفان مع شيطان مثله"
تنهيداتها وتسارع نبضات قلبها كانت كفيلة أن تطير النوم القلق من عيني خالد فهمس: "هل هناك ما يزعجكِ؟"
هزت رأسها نفياً ببطء، وكم أصبحت مذهلة في التنقل بسلاسة شديدة الغرابة بين أشباحها، وطلب مسكنها، فشعورها بخالد مع تذكر كل حرف ذكرته بدور نهاراً، وانتهاءها باحتوائه الرائع ليلاً، جعلها ببساطة ترغب في الشعور به كحبيب من جديد، ترمي كل شيء لساعات أخرى وراء ظهرها، تترك لنور النهار أن يتكفل بكل ما يؤلمها، ولترتاح مع صمت الليل قليلاً، قليلاً فقط ستترك قلبها يبتعد عن ما يؤلمه ويضمد جراحه..
رفعت عينيها ببطء شديد نحوه، ولم تتفاجأ عندما وجدت نظراته تتأملها، تحرصها، راصداً حتى احتراق أنفاسها.
أصابعه امتدت تمسك ذقنها برقة شديدة.. إبهامه يتحرك على شفتها السفلى بنعومة، بينما وجهه يبتسم من بين الظلام بلطف وحنان همس: "الكوالا لا يستيقظ إلا للطعام, هل أنتِ جائعة؟"
هزت رأسها بالنفي الشديد دون إجابة بالكلمات، ودون أن تحاول التهرب منه أيضاً، بل ظلت تبادله النظرة بنظرة، تحاول أن تجد عبر عينيه الحبيبة مرساة، ومنارة تهتدي بها للخروج من شعور الألم الذي يتزايد بداخلها ويتشعب...
وضع خالد جبهته فوق جبهتها قاطعاً نظراتهما بين الظلام، وكأن نظرتها تلك، ومشاعرها المرسومة على صفحة وجهها كانت عبئاً لم يعد يحتمل مقاومته، يده مستمرة في تمسيد فكها مع فمها، عيناه تقابل عينيها يتبادلان حديثاً صامتاً, طويلا، معاتباً وعاشقاً، كان أبلغ من أي حروف قد يتبادلانها، بينما تفاعل جسديهما الذي يقترب شيئاً فشيئاً كان حديث أشد غرابة وجمالاً..
همس خالد بعد برهة بخفوت: "هل نصعد لغرفتنا؟!"
حركت رأسها صعوداً وهبوطاً توافق على اقتراحه، وهي تحشر سبابتها وإبهامها في فمها بتوتر خجل، وقف خالد بحرص ووضع ليبرتا أولاً بعيداً بجانب الفتيات، ثم دثرها, والتفت نحو سَبنتي التي ما زالت تجلس تحت الغطاء، تفرك يديها بطريقة خرقاء في بلوزتها، انحنى نحوها وهو يهمس من جديد: "هل أحملكِ؟"
لم ترد أيضاً وكأنها فقدت صوتها، بينما وجنتاها تحمران بعنف.. وقفت أمامه ثم تحركت نحو الدور الخاص بهما، تشعر به يتبعها حتى وصلا لمنتصف الدرج، شعرت به يحملها بنفس الطريقة التي حملها بها يوم أن طلب منها تعليق فروع الشجر في غرفته.. همس بمشاغبة وهو يفتح الغرفة بقدمه، ثم قفز بها ليتلقاها بين ذراعيه: "لمعلوماتكِ لم أجركِ إلى هنا لأني أريد شيء مقززاً في نفسي، بل للنوم براحة على فراشي حبيبي، بدلاً من نوم المتسولين بالأسفل"
ضحكت بوجنتين محمرتين وهي تبتعد عنه، ثم جلست على الفراش تجثو على ركبتيها وقالت أخيراً بحماس: "أنا وإياب كنا نخيم طوال الوقت في جورجيا.. هل تعلم أني أحب سلسلة أفلام الرجال الخارقين"
كان خالد يقف أمام الخزانة يخلع ملابسه عندما نظر إليها شزراً، ثم قال بلهجة مهددة: "تحبين من؟!"
ضحكت وهي تضع شعرها وراء أذنها، ثم قالت: "أعني مارفل, هل تحبهم؟"
اقترب منها ثم ارتاح كفيه على الفراش أمامها منحنياً أمامها بكتفيه وصدره العاري عندما قال بخفة: "لا أهتم بالتلفاز ولكن إن كان يفرق معكِ سنبدأ من اليوم وأشارككِ شغفكِ"
كانت متوترة بقوة وهي تحاول النظر بعيداً عنه عندما همست: "آه، سأسعد إن فعلت، خاصةً أني أنتظر بكل شوق الفيلم الأخير بالسلسة، ليتني أستطيع الحصول على نسخة منه فور إصداره"
أعاد وجهها لينظر إليه ثم قال بهدوء: "أخبريني بموعده وسيكون عندكِ قبل نزوله السينما هنا"
:-"سيكلفك, لا داعي"
قال خالد وهو يمسد وجنتها: "الغالي يرخص من أجلكِ"
كانت تعض على شفتها السفلى بقوة، تتنازع ما بين مجاراته بمشاعرهما.. أم تهرب بجبن مثل كل مرة وتبتعد عنه؛ إلا أنه بالنهاية كانت الغلبة لطنين في رأسها، ضجيج عالٍ تغلب على كل الأصوات، وقد تمثل في صورة واحدة بدت مرحبة جداً بها..
"هل تحبني؟"
قال بخفوت وبصوت أجش قوي: "أنا أحبكِ كيفما كنتِ ومثلما شئتِ"
صمت لبرهة وهو يضع ركبته اليمنى على الفراش قريباً منها، يداه تبعد شعرها عن وجهها، ثم سألها بصوت متحشرج: "هل تحبيني أنتِ؟"
عيناها الواسعتان كانتا تحدقان فيه باضطراب، فمها يخرج نفساً لاهثاً، قلبها يدق بسرعة مجنونة كمؤشر بوصلة خربة، وكأنها تقاوم نوبة ذعر.
أسبل خالد جفنيه وهو يخفض رأسه لأسفل بإحباط، ثم قال متراجعاً: "لا داعي لكل هذا الخوف.. أكملي نومكِ، سأوقظكِ لصلاة الفجر"
إلا إنها صدمته عندما أمسكت بيديه قبل أن يبتعد عنها، وهي تقول بخفوت: "لا أريد النوم، ابقى معي"
تسمر خالد قليلاً وهو ينظر إليها بنظرة غريبة، قبل أن يقول ببطء: "سأكتفي بإجابة سؤالي"
همست باختناق: "تعرف الإجابة جيداً"
التوت شفتاه في ابتسامة لم تصل للمرح، ثم قال: "أليس عجيباً أن تطالبي بإثبات حبكِ في قلبي، دون أن تمنحيني شيئاً واحد يثبت لي أنكِ تحبيني"
قالت بريق جاف وهي تغلق عينيها بتشدد، بينما يداها ترتفعان بتردد لتلامس صدره العاري، شعرت بارتجافه العنيف تحت يديها، وبجسده الذي تصلب؛ إلا أنها لم تحاول التركيز معه عندما همست: "كنت أموت حرفياً من.. مما كنت أشعر به نحوك, وأنت كنت تعلم.. سيداً على قلبي مزهواً، وفخوراً لنفسك بسخافتي، بمطاردتك هنا وهناك، ومحاولة كسبك، ولفت انتباهك, أني ربما لستُ فتاتك المثالية ؛ولكني قد أكون يوماً كافية، لذا تعهدت لنفسي أن لا أنطقها من أجلك أبداً، وألا أروي ظمأك بها مثلما عطشتني طويلاً"
مال خالد نحوها، أنفاسه تلفح عنقها، يده الأخرى تزيحها ببطء حتى تسطحت، وأشرف عليها بجسده هامساً بأنفاسٍ حارة: "تعذبيني.. إذاً"
همست من بين جفونها المغلقة: "نعم"
مرر فمه بلطف بالغ فوق وجنتها، بينما دفن يديه لملامسة بشرتها ويخلع قميصها ببطء شديد وهو يهمس: "أتراهنين بأني سأنجح بانتزاعه منكِ؟"
لم يغفل عن تنفسها الفوضوي المبعثر، عن يديها التي تتقبض بعنف فوق صدرها، ثم تفردها تتلمسه بعشوائية شديدة، لقد كانت تجرب نفسها حرفياً.. والآن كانت الحيرة من نصيبه، يتنازع ما بين الكبرياء وبين أخذه مبادرتها ومجهودها هذا، وألا يكسر شجاعتها هذه..
"أنت تنجح في انتزاع الكثير، مثبتاً كل مرة كم أنا هوجاء وأرغبك.. ولكن إلا هذا، لن أكسر عهدي"
إلا أنه هتف وهو يمسك وجنتيها بأصابعه بخشونة: "ماذا قلتِ؟"
فتحت عينيها ببطء ثم همست: "لن أكسر.."
قاطعها هدراً: "قبلها يا سبنتي"
تلعثمت إلا أنها همست بصراحة شديدة: "هل تعني إني أرغبك؟"
تأوه بخشونة, صدمها بعدم حرصه وهو ينزع بلوزتها بنوع من الخشونة، ارتبكت خاصةً عندما ضغط عليها صدره الحجري تشعر به يسحقها برحابته وحنانه..
لكنها ترددت من جديد وكتفيها ينكمشان لتدفعه وهي تقول بتوتر: "خالد أريد أن أسألك أمراً"
رفع وجهه وهو ينطر إليها من بين أنفاسه بتساؤل، إلا أنه قال: "وأنا أيضاً أريد طلباً.. رجاءً منكِ، بما أنكِ غريبة الأطوار الليلة"
"حسناً.. قلت أنك مستعد للنقاش معي في أي أمر أرغبه، وقد نصل لنقطة مرضية إن اقتنعت بأسبابي لذا..."
كان يحدق في عينيها التي تجمدت على سقف الغرفة بنوع من القتامة عندما قال بصوت خافت: "بما أني لديّ طلب مماثل فلن أجعل النقاش والقرار حِكرٌ عليّ"
نظراتها كانت عميقة، أشد سواداً وهي تهمس بصوتٍ خالٍ من الروح: "لا أريد الإنجاب وقبل أن تجن.. لا تأخذ الأمر بشكلٍ شخصي دعني أوضحه.. أنا لا أريد أطفالاً، وليس معنى هذا أني لا أريد أطفالك أنت"
حرك خالد يده ليعيدها إليه، يجبرها للسماح لعينيه أن تنظر لعينيها، يحدق فيها دون أن يرف له جفن واحد، وأيّ ما كانت تتوقعه منه، لم يكن مطلقاً أن يجيب بخفوت شديد: "وهل ضمنتِ ذلك؟ ربما أحدنا لديه مشكلة تمنعه من الإنجاب بالأساس يا سَبنتي"
همست وهي تسبل جفنيها بقوة، بينما تعتدل لتتسطح على جانبها تضع كلا كفيها على صدره وهي تقول بحلق جاف، وصوت متقطع: "دعنا... أعني لنأخذ احتياطاتنا ولا نجازف، وبعدها إن أردت التأكد نذهب لأي طبيبة ونرى الطريقة المناسبة فقط، وافق ولا تحملني فوق طاقتي"
ساد صمت غريب، حينها رفعت جفنيها ببطء تنظر لعينيه الداكنتين، وتوقف الزمن من جديد حين قال ببساطة وبنبرة صادقة: "وماذا إن أردت طفلاً منكِ أنتِ.. حتى بخطبتي الأولى ورغم رغبتي بتأسيس عائلة معها.. عقلي كما عاطفتي كانا يتواطآن، وأتخيل أطفال بلون البنفسج تكونين أنتِ والدتهم"
ابتلعت ريقها وهي تقول ببهوت: "يكون ظلمٌ منك إذاً"
قال ببرود غزاه لثوان: "هذا ليس المكان ولا الوقت المناسبان لتعلني تعاطفكِ مع أخرى ترغب بكل قوتها ما تعفين عنه أنتِ، وتقاومين احتلاله لفؤادكِ"
ضحكت بخفوت ضحكة خالية من المرح عندما قالت بصوت ميت: "غبي.. أنت غبي"
احمر وجهه وهو يهدر فيها: "راقبي كلامك"
إلا أنها لم تتوقف عن الضحك عندما قالت بنوع من الهذيان: "أتعاطف مع من بالضبط؟ فتاة كما قلت أرادت منذ أول يوم رأتك فيه أخذك مني.. لا سيد خالد إن كانت هي ملكة الأخلاق الملائكية وانسحبت من خطبتكما.. فأنا لا أملك هذا التسامح مطلقاً، أنا لن أتعاطف مع لانا ولو للحظة واحدة، بل عند ذكرها لا أشعر إلا برغبة عارمة في تمزيق وجهها وتمزيقك أنت إرباً"
تسمر خالد مكانه للحظة وأمسك بها بقوة يديرها ويرفعها لتصبح فوق صدره، ارتبكت، وكأنها تعود لإفاقة نفسها من جديد، متمسكة بوجهها اللامبالي: "هل هذا إعلان ملكية؟ إذاً الدعسوقة الصغيرة تضع بصمتها وتقرض بأسنانها الفرع الأخضر الخاص بها"
ساعداها كانا يرتاحان على صدره، بينما تعيد شعرها بتوتر خلف أذنها وهي تقول بتهكم: "أنت بعبع لا تليق بك الفروع الضعيفة"
وضع يده في مؤخرة رأسها، يفرك خصلاتها بحنان شديد، بينما يرفع وجهه قليلاً يزرع قبلات صغيرة على قسماتها, وهو يقول من بينها: "بيتك الأخضر إذاً.. أمانكِ وبراحكِ"
في هذه اللحظة بالذات، وعندما أغلقت عينيها من جديد، كانت تصر بكل ما تملك من قوة و غرام أن تعيد نفسها لعمق أمواج عشقه الذي ضربها كالإعصار، تتخيل نفسها الآن عند الكورنيش ليلة عيد ميلادها، عندما أخبرها لأول مرة أنه يريدها حلالاً له، وجوابها على سؤالها الحائر، هي تحبه تحب خالد بكل جنونها عبثيتها, أملها و...
فتحت عينيها من جديد وهي ترفع رأسها بعيداً عنه كمن أجفل من أمر عظيم وهي تقول: "أنا اللون الأخضر، العود الطري الذي يحتاج منك للعناية، لست أنت المعني"
يداه مستمرة في تمسيد رأسها، جذعه الصلب يعيد إدارتها من جديد ملتفاً بها ليواجهها من علو وسلطة: "بينجو.. يا دكتورة"
:-"أنا صيدلانية ولستُ دكتورة"
كشر بأنفه، ثم هبط بشفتيه يقبل شريانها النابض بجنون، وهو يهمس بنزق: "حقاً يا سَبنتي! هل هذا وقته؟"
كورت فمها بطفولية تداري لهاثها العنيف، كمن يخوض ماراثون ليس له خط نهاية، حتى همست بضعف شديد وهي تحاول أن تبعده عنها بمقاومة معدومة: "لم تجب طلبي، أرجوك لا تحكم بالظلم علي وعلى روح بريئة، أنا لستُ بخير.. لستُ صالحة لهذا الدور، أرجوك لا تكرر أخطائهم"
رفع خالد عينيه المشتعلة ينظر لعينيها بشيءٍ أشبه بالوحشية المكتومة، رغم عدم عنفه بلغة الجسد التي أصبح كل شبر منه يتكلم بها الآن فوقها، يلغي القلب، والعقل، وشعور غريزي بداخلها أجبرها على مطاوعته، على عدم المماطلة بالمزيد أو التفوه بقول آخر غبي.
ولكن ما جمدها حقاً وألقاها في عتمة ظنت أنها غادرتها هو قوله بلا أي انفعالات: "إن كنتِ انتظرتِ للنهاية لكنتِ أدركتِ أني أنا من سآخذ احتياطي معكِ يا صيدلانية"
وقبل أن تتهور أو تشعر حتى بالإهانة من قرار هي من طلبته كان هو يخرسها، ويصيبها بذهول معتاد كلما سمحت لدوامته أن تعصف بها، وإن كان عالم العلاقة الحميمة هو حياة مغلقة، مجهولة بالنسبة لها، لقد أدركت الآن بينما يجبرها أن تشعر بكل حركة، وهمسة منه بيديه، وشفتيه أن خالد كان بارعاً فيها، يعلم تماماً كيف يضرب على أوتار أنوثتها، فيشعلها بطريقة مختلفة تماماً عن ما عرفته قبلاً معه، رغم يقينها أنها امرأته الأولى كما هو رجلها الأول والأخير.
*****
بعد وقت..
زفر خالد نفساً ساخناً وهو يعود يدفن وجهه بعنقها يلثمه بخفة.. لعدة لحظات ثم سمعته يقول بصوت أجش: "إن تركتكِ ستهربين للاختباء؟!"
مرت لحظات أخرى وهي تحاول ترتيب أنفاسها، كما أفكارها التي شتتت كلياً، حتى أصبحت حجة أشباحها تعد أضحوكة لها قبله.. لقد كانت هذه المرة مختلفة كلياً عن أيّ مما عاشته معه بالسابق..
وجدت نفسها أخيراً تهز رأسها بالنفي البطيء..
دقيقة, اثنتان.. كان يحاول أن يستعيد انتظام أنفاسه كما هدير قلبه المشتعل.. ثم نهض عنها ينظر إليها مبتسماً.. وتحولت الابتسامة لضحكة طويلة عندما سمعها تقول بغباء وهي تعقد حاجبيها: "لماذا لا أشعر بثقل جسدك؟!"
قال غامزاً من بين ضحكاته بشقاوة: "لأني أخدركِ دون مواد كيميائية.. مستخدماً رغبتكِ لألف أعصابكِ"
عضت شفتيها بعنف ندماً على السؤال الأبله، وهي تزيحه بعنف, أسقط خالد نفسه جانبها ولم يستعجب كثيراً عندما أمسكت الغطاء تشده فوق رأسها وهي توليه ظهرها.. عاد يضمها إليه ملتصقاً بظهرها, يده تداعب خصلاتها وشفتيه يدفنها تحت أذنها.. وبقيَ على هذا الوضع زمناً.. حتى بدأ نور الصباح في التسلل ينير الغرفة من خلف الستائر الناعمة...
همست: "لقد فاتتك صلاة الفجر"
:-"سنصليها سوياً، قبل أن أترككِ لتنامي يا كوالا"
هتفت بنزق: "توقف.. لا أحتاج لألقاب جديدة، يكفي البقة التي التصقت بي وكأنه اسمي الأصلي"
قال مداعباً بشرتها من تحت الغطاء: "لن أناديكِ به أمام أحد، سيكون سرنا الخاص.. لقد تفاءلت به"
قالت ممتعضة بتهور أصبح طبيعياً: "بالطبع تفعل.. هذا كل ما يهمك أصلاً"
توقفت يداه كما شعرت بتصلبه وهي تسمعه يقول: "ندمتِ إذاً"
ابتلعت ريقها وهي تهمس بنبرة قاتمة: "لما الندم؟ هذا حقك بالنهاية!"
ابتعد عنها يحررها من حصاره.. ثم سمعته يقول بفتور: "لقد كنت أتساءل عن سر تغيركِ الغريب.. وتعشمت أنكِ بطريقةِ ما اتبعتِ صوت قلبكِ.. لا غبائكِ"
استدارت إليه ببطء تنظر إليه بتعب وهي تقول: "هل أنتَ غاضب.. لماذا؟ ألم تحصل على ما تريده بالضبط؟ ما الفرق إذا كان صوت القلب أو فكرت بمنطقية وواقعية؟"
اعتدل خالد يجلس نصف جلسة, ساقاه الطويلان مفرودين تحت الغطاء.. بينما جذعه الرياضي القوي عاري تماماً في مواجهتها.. توترت تعض شفتها من جديد بقوة.. وهي تشيح بوجهها بعيداً عندما سمعته يقول بغضب غلفه بضحكة ساخرة: "تصرين على محورة زواجنا بهذا الجانب فقط.. وكأني بالفعل مجرد حيوان شهواني كل ما أرغبه منكِ هذا الجسد.. ألم يأتي لعقلك فائق الذكاء أني أريد هذا لمتعتنا كلينا مثلاً؟"
قالت سريعاً بصوت خفيض: "أنا لا أشعر بأي متعة.. لذا.."
قاطعها وهو يمسك ذقنها بنوع من الخشونة وهو يقول: "أنتِ أكبر كاذبة.. هذا تخبرينه لبدور التي هرولتِ إليها باكية.. ولكن ليس لي أنا يا سبَنتي.. ليس أنا الذي يعرفكِ أكثر من نفسكِ"
هزت كتفيها بلا معنى وهي تقول ببساطة: "مسكين إذاً في وهمك.. أنت لا تعرف أي شيء عني.. لا تفهمني.. لا تلمس ما أحاول قوله, ما أخفيه عنك يا خالد.. هل نعتني بالكذب؟ حسناً أنا أكبر كاذبة بالفعل.. أكثركم دهاءً وادعاءً.. كلكم في نظري حفنة من الأغبياء الأوغاد، أردت شيئاً ومنحتك إياه، فلا تدعي العاطفة الآن, أو أنك أفضل منهم.. كلكم وجه لعملة واحدة وإن اختلفت طريقة الطلب"
هدر فيها غير قادر وقد فقد منارة كبح أعصابه فجأة: "اخرسي.. لقد تعبت منكِ ومن ادعائكِ القوة والغموض.. أنتِ مجرد فتاة مهتزة، معطوبة، توهم نفسها بالبراءة والخجل مني.. وأنتِ أكثرهم وقاحة.. أيّ دهاء تملكينه وقد حطمتِ نفسكِ وعلاقتكِ بالجميع؟ عن أيّ خجل تتحدثين؟ هل نسيتِ تواجدكِ في غرفتي قديماً؟ دعوتكِ لتقبيلي إياكِ قبل ادعائكِ الحمل مني مباشرة؟!"
شحبت ملامحه بقوة، كما أقسم هو أنه رأى بعينيه انتفاخ جفنيها في الحال مع زرقة أموات استوطنت شفتيها.. أما ملامحها انطفئ بها شيئاً، كان قد بدأ في العودة للحياة بعد الساعات السابقة، وهو فقده من جديد بغير عودة هذه المرة..
أنفاسها كانت منفعلة, ثائرة بقوة، وكأنها ما كانت تتخيل يوماً أن يذكرها بهذا الماضي تحديداً...
أبعدت يديه عنها بيد متجمدة، وكأن كل نقطة دماء هربت من جسدها وتركت رائحة الموت وملمسه فوقها..
خبط خالد وجهه بكفيه ندماً.. قبل أن يشعر بها تقف بتعثر شديد, تلتقط ملابسها وترتديها كما اتفق..
سحب نفساً سريعاً وهو يمسك ذراعيها يوقفها عن ما تفعل: "سبَنتي.. كفى بالله"
إلا أنها قفزت تقريباً، وكأن مس أصابها.. غير محتملة اقترابه.. وهي مستمرة في غلق بلوزتها بيدين ترتجف..
إلا أنه عاد وأمسكها بعنف, جسده يسيطر عليها.. مما جعلها تصرخ بعنف وهي تقاومه بجنون: "ابتعد عني.. أكرهك.. أنا أكرهك، أكره كل لحظة طائشة جعلتني آمل فيك.."
كانت تميل للأمام تقاتل لفعل شيء واحد وهي تشير بهستيرية نحو الباب كمن أصابه هوس..
"أنا آسف.. هل يمكنكِ الهدوء لنتحدث؟"
رفعت وجهها المحمر تنظر إليه من وراء كتفها بحقد وهي تصرخ بعينيها المجذوبتين: "أنا بلا أخلاق.. طلقني.. طلقني حالاً"
من الجيد رؤية الصدمة على وجهه، حتى لا تشعر بأي ندم غبي لاحقاً، إذ أن غضبه حركه وهو يزيحها نحو الفراش تسقط فوقه.. تسمعه يهدر: "لقد أخبرتكِ قبلاً.. إن نطقتِ بالطلاق سأصبّ عليكِ جام غضبي"
اعتدلت وهي تندفع نحوه تضربه بغل وشراسة، وهي تصرخ من بين الدموع التي فاضت: "أو لم تفعل؟ ماذا بقي بعد؟ أتعني عدم تذكيرك لي ما كشفناه تلك الليلة.. حسناً سأخبرك بها بنفسي، أنا ابنة حرام.. ابنة حرام حاول والدك بكل قوته أن يبعدك عنها.. وقضاء وقت لطيف معها لتشبع رغباتك من البنفسجية لن يغير هذه الحقيقة"
إن كانت ظنت أنها صدمته قبلاً.. فالنظرة على وجهه الشاحب نافست أي شعور سابق..
"اخرسي"
اختنقت بأنفاسها من جديد بغيبوبة دافعها الألم، لم تظن أن ينافس كل أحاسيسها يوماً.. لقد كانت تموت.. تموت حرفياً من شدة الوجع.. لماذا لم تمت.. لماذا يُصِر القدر أن يمنحها يوماً وراء الأخر؟ لماذا لم تتوقف أنفاسها فجأة بأي لحظة وترتاح؟
وكأن هذه الفكرة بحد ذاتها جعلت كل جنونها ومقاومتها تهدأ, كما بدأت تنظر إليه بعينين موجعتين بفظاعة.. أنفاسها تنهت ببشاعة وكأنها تجاهد للبقاء ثابتة لتمزقه إرباً..
"سبَنتي.. لم أعني أبداً هذا، أعطني فرصة لأوضح"
همست بصوت معذب: "لقد عايرتني وانتهى الأمر.. أيّ توضيح أصبح بلا قيمة.. لن أسامحك أبداً.. حتى وإن أجبرني الوضع المميت للعودة إليك"
أزاحته بسرعة تجاهد للوصول لباب الغرفة.. تبعها وهو يقول بتصلب: "لن تخرجي من بيتي.. على جثتي"
رفعت وجهها تنظر إليه من بين دموعها بسخرية مميتة ثم همست بظلمة وهي تفتح الباب بالفعل "أو على جثتي وجثة عزام.. لنرتاح جميعاً.. لا تقلق سيد خالد لن أذهب لأي مكان، لم يعد لي حق آخر للأسف إلا منزلك"
تركها تذهب لعلمه أن بقائهما معاً في هذه اللحظة لن يجلب إلا مزيداً من الوبال.. لكنه تابعها بعينيه وهي تهبط بترنح حتى وصلت أمام غرفة والدته..
وقتها فقط سمح لنفسه أن ينهار على أول الدرج يغطي جبهته بكفه وهو يهمس بذهول: "تباً.. تباً.. ماذا أصابك يا غبي؟!"
*****
عندما دخلت سبنتي لغرفة منى وجدتها تجلس وكأنها تنتظرها.. فتحت ذراعيها بصمت وهي تقول بحنان: "تعالي حبيبتي"
ورغم ترددها للحظة وجدت سبَنتي نفسها تستسلم ليدي منى وذراعيها التي لفتها.. لكفها العطوفة التي أخذت تمسح على رأسها وهي تهمس بشيء لم تفسره من بين بكائها العنيف وشهقاتها المتألمة.. حتى هربت من جديد في عالم أحلام بلا سلطان، خالٍ من كل خذلان البشر.
...................................
يتبع الان [/align]

ru'a and كريم الشيخ like this.

Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:39 AM   #7285

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

[size="6"][size="7"]الفصل الرابع والخمسون المشاركة "4"[/size]

السخط والانزعاج كان واضحًا على وجه راشد وهو يقتحم مكتب خالد يغلق الباب خلفه بعنف..
هدر بصوت أشبه بالضجيج: "أخبرني سبباً واحد يمنعني أن لا أحطم وجهك الآن؟!"
كان الإرهاق بادياً على وجه خالد، وهو يهب من مكانه واثقاً أن ما يزعجه مؤكد لا يخص سبَنتي، إذ أنها مع صمتها الدائم مؤكد لن تقرر إخباره الآن وبشيء خاص كما حدث..
"اسمع ليلة أمس كانت مرهقة تماماً ولم آخذ قسطاً كافياً من النوم لذا.."
لم يكمل خالد جملته عندما هبط راشد على المكتب بعصبية وهو يهدر: "بل أنت نائم على أذنك.. وتشخر شخيراً وصل عزام بك.. من جديد امنحني سبباً واحداً لأبقيها معك.. ألا أنتزعها منك وأرسلها بعيداً وأبعدها عنكم جميعاً"
تحرك خالد بعنف من مكانه وكاد أن يتهور ملقياً بعصبيته في وجه راشد الصارم.. إلا أن اسم عزام الذي انتبه لتكراره أشعل في عقله شمعة لإنارة العتمة أخيراً: "ما الذي عرفته وغفلت عنه أنا؟"
قال من بين أسنانه: "عندما تجيبني ما نفع رجالك بالضبط إن كان يستطع أن يصل إليها بسهولة؟"
كانت نبرة خالد بعيدة كبعد باطن المحيط المخيف عندما سأل: "متى غافلني وقابلها؟!"
التفت إليه راشد يواجهه وهو يقول بصوت متصلب خشن ساخر: "بالأمس تسلل من أمام أعين حراسك ودخل لها في منتصف الجامعة وأمام زملائها ثم خرج بها وغابا لأكثر من ساعة.. ثم أعادها بمنتهى الأبوية لمكانها من جديد"
أسند خالد حمله كله على ظهر المقعد قبل أن يسقط فوقه، وهو يخفض وجهه المعتم، كفه يحتضن جبهته، ويده الأخرى ترخي ربطة عنقه كأنها تضن عليه بالهواء.. ثم همس أخيراً بجمود شديد: "بالأمس.. هذا يفسر الكثير"
عقد راشد حاجبيه قبل أن يقول بجفاف: "اسمع لا وقت لبكاء فشلك"
رفع خالد وجهه ينظر إليه بشيء من عتمة الروح قبل أن يقول من بين أسنانه: "فشلي وحدي.. ألم تقل أنك قضيت على رأس الأفعى وانتهينا من شره؟!"
أطبق راشد على قبضته ببطء.. تحولت لشدة حتى ابيضت مفاصل أصابعه، كما تنافرت عروق زرقاء في عنقه وهو يقول بصوت خطير: "هل تقترح أن أقتله؟ هذا الحل الوحيد.. أو نرميه في السجن ونحجم شره.. لحظة لقد قمت بهذا فعلاً وماذا فعل أبوك؟ أخرجه منها كما الشعرة من العجين"
قال خالد بحدة: "أليس هناك حل أقل إجرامية؟"
جلس راشد على مقعد مقابله وهو يقول بتهكم: "طبعاً.. طبعاً سأفرك مصباحي السحري وأخفيه من الوجود.. مهلاً لقد فعلت هذا أيضاً.. دمرت كل فرصة له للعمل.. أعدمته كل الحيل.. شردته لعله يتعظ.. وكل ما طلبته من سيادتك هو حماية زوجتك منه"
كان خالد يبدو بعيداً، شارداً في كل كلمة.. في كل رجاء منها، لقد كانت تختبره، تحاول قول شيء عبر كل حركة وشعور منحتهما له وهو لم ينتبه.. (غبي)
ابتلع ريقه قبل أن يقول بجمود: "ما الذي يريده منها.. لما هي والآن فهو لم يهتم بها قبلاً؟"
أظلمت عينا راشد بقوة وهو يطرق على المكتب بأصابعه برتابة شديدة كمن يخبئ شيئاً..
ضاقت عينا خالد ثم قال بذهول شرس: "هل يطارد بدور.. أتعرف وتخبئ عني؟!"
زفر راشد بعنف قبل أن يقول بصرامة: "يفترض أن كل واحد منا يحمي ما يخصه سيد خالد.. إلا أني كنت أعلم أنه لا رجل في الكون قادر على حماية ابنتي إلا أبيها"
لم يتوقف خالد عن جلده بكلماته وهو يقول بصوت مكتوم: "بدور تعرف؟"
قال بهدوء: "بالطبع لا.. هي لا تحتاج الآن للتشتت أو الخوف خاصةً في هذه المرحلة مع إياب.. لذا أنا أؤمنها بطريقتي"
قال خالد بغضب: "تراقبها"
عبس راشد بشدة قبل أن يهس مصححاً: "احمي امرأتي وابني.. لن أتركها مرة أخرى هدفاً لضبع عفن.. هل أنت غبي؟"
همس خالد بصوت جامد لا حياة فيه: "نعم.. غبي أكثر مما تتخيل"
صمت من جديد أمام عيني راشد المتفحصة وكأنه يحاول أن يفهم حالتها: "كيف علمت.. بينما لم يخبرني أحد هؤلاء الـ..."
قطع جملته مستغفراً عن سبهم..
بينما قال راشد ببرود: "لقد أخبرتك للتو، ما كنت لأترك مسؤوليتها معك فقط.. هل تريد تقريراً بكل خطوة تحركتها سبَنتي بالأمس.. على سبيل المثال أنكما تناولتما العشاء في بيت نضال!"
ضحك خالد بعصبية وهو يقول بتهكم: "ياسر بك كان محقاً.. من أنا لأقارن بنمر الراوي"
وقف راشد وهو يقول بجفاف: "تنقصك الخبرة يا خالد.. وهذا ما لم نحصل عليه أنا أو والدك أو جدك بالطريقة السهلة"
أطبق خالد كفيه بعصبية.. كانت عيناه بلون الدم.. وهو يقول: "سأقطع قدميه قبل أن أرميه...."
وضع راشد كفه على كتفه وهو يقول ببساطة مخيفة: "عزام ليس مازن وأصدقائه نختطفه في مخزن لتهذيبه.. ثم ترميه في سجن مزرعتك لتصلح منه.. يجب أن تدرك خصمك جيداً.. حتى وإن كان ذو روح عفنة، خبيثة يظل منا, كبر في كنف أبيك واكتسب تماماً ما يجعلني وأنت على القمة"
قال باستياء: "هل تقول أننا خسرنا لصالحه؟"
قال راشد بنبرة قاتمة رغم هدوئه المخيف: "لا عار في الخسارة يا بطل طالما لم تدق طبول انتهاء الحرب بعد"
هدر خالد بغضب: "كيف تتحدث بهذا الهدوء بحق الله.. بداخلي نارٌ إن تركتها لأحرقته حياً"
قال راشد كمن يحدث وحشاً صعب الترويض: "بالطبع اذهب إليه.. أقتله، انتقم منه شر انتقام.. دون أن نعرف ما قاله لها أو يخطط له.. أو من هم مساعديه الذين يتواطؤون علينا.. اذهب يا خالد وضحي بها إلى الأبد"
قال مشوحاً: "أضحي بها.. وهل يهمها أصلاً"
نظر إليه راشد بصمت.. قبل أن يقول بنفس حاد: "لماذا اعتقدت أني أريد الخلاص منه دون أذيته حقيقةً.. للأسف أنت لم تفهم سبَنتي حتى هذه اللحظة جيداً.. هو أبوها شئت أم أبيت.. حتى وإن كرهته لن تقبل برجل تلوثت يداه بدمائه.. نحن لسنا قتلة.. هو لا يستحق أن نعيش مع هذا الذنب.. أن نئد جزء من إنسانيتنا لأجله"
((لا توهم نفسك, أنت لا تعرفني!))
ومضت جملتها في عقله وهو يلقي برأسه للوراء يفرك وجهه بعصبية ثم قال بجمود: "من قال شيئاً عن القتل.. ولكن هل سنتركه طليقاً يهددنا؟"
قال راشد بهدوء: "اعرف منها ما قاله لها.. ولا تقلق عزام جبان كثيره مطاردة النساء والتنمر عليهن"
:-"على الأقل ضعني على الخط معك.. على ماذا تنوي؟"
قال راشد بابتسامة مفترسة هادئة جداً: "سأخلصك منه نهائياً هذه المرة.. كما خلصتك من كل شريك مزعج.. أنا لن أتراجع حتى أقطع ذنب عزام، وأذيقه من سمومه"
صمت راشد فجأة وهو يضيق إحدى عينيه وسأل بتشكك: "لماذا لم تخبرك.. أليس من المفترض أنك الأقرب إليها؟!"
كان رد خالد ضحكة.. ضحكة مستهزئة بشدة، ثم عاد يضع مرفقيه على ركبتيه وهو يمسد مؤخرة رأسه بعنف، جفناه مغلقان بتشدد بينما يهمس بصوت خشن متذكراً ما انتهى به الأمر بينهما: "يا الله ماذا فعلت.. هذا سبب اضطرابها الشديد إذاً.. كان يجب أن أفهم.. لقد ضغطت على جرحها بكل رعونة"
سأل راشد بتشكك: "ما الذي تتحدث عنه؟"
وقف خالد أخيراً من مكانه يعدل ربطة عنقه ثم سحب سترته من مكانها وهو يقول بصوت خافت بريء ظاهرياً :"أتحدث عن الكثير.. انتهى بأني جرحتها بعد أن قدمت شيئاً ثميناً كقربان تختبرني عبره قبل أن تبوح.. ثق بي لن يعجبك سماع التفاصيل"
زم راشد فمه بقسوة.. قبل أن يمسك ذلك اللوح الفضي الذي يحمل اسم خالد ويضربه قريباً جداً منه..
قال خالد ببرود قبل أن يخرج من الباب: "أنت من سألت.. على كل حال سأذهب لرؤية زوجتي في قلب جامعتها.. فمن غير المعقول أن تظل تتهرب من إعلان زواجها مني بينما تتلقى زيارات سرية من رجل آخر"
*******
"هذه الطاولة محجوزة"
كان رأسها كله تقريباً محجوباً وراء شاشة الحاسوب والكثير من دفاتر المحاضرات.. عندما ألقت جملتها بفتور وبرود قوي..
"ليس لزوجكِ"
تسمرت أصابعها على الأزرار.. وهي ترفع وجهها ببطء لتراه بشحمه ولحمه وبجاحته جالساً أمامها, ينظر إليها بمرح لم يقرب للنظرة القاسية في عينيه بصلة..
زمت سبَنتي شفتيها وهي تدير عينيها تنظر حولها.. تحاول معرفة إن كانت كافتيريا الجامعة تكدست بالطلبة.. وقد كانوا بالفعل يراقبون بفضول الفتاة الجديدة الصامتة في أغلب الأوقات.. والتي تتغيب منذ قدومها أكثر مما تحضر.. وبالطبع الفضول ونظرات الإعجاب الأكبر كانت من نصيب كتلة العضلات المتأنق في حلته غالية السعر بما قد تفوق راتب معيد الجامعة شخصياً طوال العام..
"أخبرتك أني لا أريدك هنا.. ألا تكفي فرقة الحراس التي تطلقها خلفي؟!"
كان بارداً، جافاً، ومتعالياً كما لم تعرفه قط.. وهو يقول: "على أساس أنهم نجحوا معكِ"
قالت بصقيع: "وهل قررت أنت مراقبتي"
هز كتفه بلا معنى ثم قال: "لستُ متفرغاً لكِ لأجالسك كالأطفال"
تنفست سبَنتي بسرعة وهي تقول من بين أسنانها: "اذهب من فضلك، أم أنك شعرت أن إهانتي في منزلك ليست كافية.. فأتيت لتكمل رسالتك العظيمة في إذلالي هنا أيضاً"
مط شفتيه ببرود أشد، بينما ملامح وجهه كانت خالية من التعبير وهو يقول: "أنتِ زوجتي، أي أنه ببساطة أي شيء سينال من كرامتكِ الغالية يعود عليّ.. لذا أتيتكِ في سلام"
نفخت سبَنتي بتعب حقيقي وهي تقول متنهدة: "توقف رجاءً.. وغادر"
خلع وجهه البارد أخيراً مظهراً آخر هادئ، متفهم عندما قال بجدية :"نحتاج للحديث"
قالت بسرعة وتشنج: "هنا ليس مكاناً لحديث من هذا النوع.. وإن كان ليس هناك ما يقال بيننا يا خالد"
أمسك خالد بيدها الموضوعة بجانب الحاسوب.. أجفلت وهي تسحبها في لمح البصر تعيد تحريك عينيها على وجوه زملائها الذين ينظرون إليهما بفضول متهامسين..
قالت من بين أسنانها: "كفى أنتَ تحرجني.. الجميع يعلم أني متزوجة و..."
هدر خالد بصوت عالٍ صلب: "متزوجة مني أنا.. زوجكِ وأتى لاصطحابكِ من مكان عام.. ما مشكلتكِ؟"
بهتت ملامحها وهي تقول بخفوت متألم: "وكأني لا أعرفك.. أنت تتعمد إحراجي.. وقد أخبرتك ألف مرة أني لا أريد علاقة بكم هنا"
أشار بذقنه نحو الأعين التي تحيط بهم.. ثم حرك رأسه نحو الحرم الجامعي وهو يقول ساخراً: "أوه.. هل أسبب الخجل لكِ إلى هذا الحد؟ اممم على كل حال دعينا نقطع عرق ونسيح دمه ولأثبت لكِ أنكِ أنتِ الأخرى لا تعرفيني على الإطلاق"
فتحت سبَنتي شفتيها تنوي الصراخ فيه بغير تردد أو حرج تأمره بالانصراف، علها تنتقم منه لكبريائها الجريح.. إلا أنه كان الأسرع منها عندما وقف بكل كيانه وحضوره الجذاب لكل الأعين وهو يقول بنبرة رغم تكبرها وثقتها إلا أنها خرجت موزونة جداً ورحبة.. حتى وهو يقول مشير بيده لعاملي الكفتيريا: "مرحباً يا شباب.. ربما لا تذكروني فقد كنت بكلية الزراعة.. وبما أني خريج نفس الجامعة.. سأسمح لنفسي أن أدعو الجميع لطلبات مفتوحة طوال اليوم الدراسي كهدية مني احتفالاً بزواجي من زميلتكم بكلية الصيدلة"
بالطبع انطلق التصفيق والتشجيع من الطلاب الشباب هاتفين بتهنئة تقبلها بإيماءة بسيطة من رأسه..
ثم جلس بكل زهو ينظر إليها متحدياً.. بينما كانت ضائعة تماماً, فاغرة الفاه, مذهولة من أفعاله...
"والآن حلت المشكلة.. لن يشكك أحد في أخلاقكِ سيدة سبَنتي.. وطبعت صورة زوجك في أذهان الجميع بطريقة فعالة ومضمونة"
همست بذهول: "أنت جننت.. كيف سمح لك حرس الجامعة بالدخول أصلاً؟"
مط شفتيه قبل أن يقول بنفس مكتوم : "كما سمحوا لعزام بالضبط حبيبتي"
بهتت وعادت تلك القشعريرة تنفض جسدها بعنف.. أطرقت بوجهها تنظر إلى قدميها بألم تشعر بكل جزء منها يتمزق..
ساد الصمت المشحون بينهما من جديد.. وبدأ هو يتراجع عن أفعاله العابثة.. عندما قرب المقعد منها دون أن يلمسها مراعياً بالطبع وضعها كطالبة ملزمة بالقوانين الأخلاقية حتى وإن كان زوجها هو خالد الراوي.. قال أخيراً بخفوت: "لماذا لم تخبريني؟"
رفعت عينيها المبللتين بالدموع وهي تقول بصوت مهتز قليلاً: "لأنك لست أهلاً لثقتي.. هل هذا سببٌ كافٍ؟"
حرب النظرات كانت بينهما قوية، عنيفة، وثائرة.. إلا أنه قال بالنهاية بجفاء: "ليس كافياً.. حتى وإن لم تثقي بي يجدر بك إخباري أن النذل يطارد زوجتي"
رفعت ذقنها ثم قالت بصوت حاد باتر: "إذاً.. هناك سبب أقوى أنت رسبت بجميع اختباراتك وبوقت قياسي فجأة بصراحة.. ولكن لأني عادلة معك، أنا لم أتوقع منك الكثير لطالما خذلتني بقسوة ممزقاً قلبي.. لذا لم يعد هناك فرق بأيٍّ مما أناله من أذى خاصةً منك.. هل ارتحت الآن؟!"
هز رأسه في حركة غير مفهومة.. لم تعرف إن كانت ألماً أو ندماً, راقبته بصمت تام يجمع أدواتها بنفسه ويغلق الحاسوب ويضعه في حقيبتها.. ثم تحرك نحو منفذ البيع يضع مبلغاً ضخماً في الخزينة.. ثم عاد إليها يقول باختصار: "تحركي أمامي"
قالت بهدوء بارد: "ما زال لديَّ محاضرات"
أمسك خالد ساعدها يضغط عليه بشيطانية قاصدًا أن يسبب لها ألماً جسدي ثم قال بنبرة مرعبة: "لدينا ما هو أهم.. وإن أعدتِ السنة كلها، لم أعد أهتم، فبالنهاية أنا لا أنتظر شهادتكِ العظيمة لتصرفي علينا"
هتفت بصعوبة من ضغط قبضته: "توقف, هل تظن بأني إحدى الحالمات وتظن أنك ستبهرني؟!"
قال بحزم مكرراً وهو يميل نحوها، أنفاسه ترتجف بالسخط فوق بشرتها من موقعه القريب: "لا.. أنتِ زوجتي ومنذ اللحظة، ستخبرينني حتى عن عدد أنفاسك التي تستهلكينها هنا.. هل أخبرتكِ بالأمس أني لن أتحكم بكِ.. حسناً ها أنا أسحب كلامي.. لأني سأفعل"
وقفت حتى لا تجلب لنفسها مزيداً من الخزي إذ أنه بمظهره هذا ووجهه غير المألوف.. لا تضمن ما قد يقدم عليه.. مؤكد هي لا تريد مزيداً من الإهانة.. ألا يكفي عرض عزام المقيت بالأمس؟!
رباه مؤكد ستكسب سمعة جديدة هنا.. الفتاة الحمراء الصامتة والتي يأتيها زوار مجاذيب كل يوم، ويوشكون على افتعال فضيحة.
بينما تمشي جواره كان هو من يمسك بحقيبتها.. كما لم يترك معصمها.. حاولت مقاومته لتتحرر.. إلا أنها فشلت.. عندما سمعته يقول بكل هدوء: "سنذهب لمكان سترفضينه وربما تصابين بالجنون عند معرفة ماهيته ولكن لا بأس.. أنتِ مجنونة أصلاً وباعترافكِ.. إذاً أثناء الطريق ستخبرينني كل كلمة هددكِ بها الوغد وأوصلتكِ لتلك الحالة الغريبة بالأمس"
لم تهتم كثيراً بجانب الجنون.. عندما قالت بقسوة ساخرة: "لا تنعته بالوغد.. بالنهاية الرجل بطل وقد كان لقائه سبباً مباشراً لأسمح لك بإفراغ إحباطك الجسدي عليّ"
كانت أنفاسه تلهث بعنف وهو يفتح باب السيارة الخلفي يلقي حاجياتها بلا اهتمام.. ثم حررها لتصعد بنفسها عَالِماً أنها لن تبدي أي مقاومة.. وقد وجدت طريقة سهلة وفعالة لتنتقم منه بها..
وعندما احتل مقعده كان يقول بجمود وباختصار شديد: "لن أجادلكِ في الصورة التي أصبحتِ تحصرين نفسكِ بها.. ولن أحاول تصحيحها من جديد، صفي نفسكِ بالدونية كما تشائين.. إلا أني أرفض أن تضعيني بها معكِ.. كلمة أخرى عن هذا تحديداً وسترين مني وجهاً آخراً سيجعلكِ تعضين أصابعكِ ندماً"
أطرقت وجهها بقوة تداري اهتزازها وارتعاش شفتيها.. وهي تهز رأسها نفياً..
ظل خالد ينظر للأمام صامتاً تماماً.. ثم تكلم أخيراً قائلاً بخفوت متألم: "حربي القصيرة معكِ كانت لأكسبكِ، لأربح الفتاة التي أحببتها، واشتقت إليها منذ زمن بعيد.. وهذا لا عيب فيه وليس أمراً أخجل منه.. وبالطبع ليس هذا كل ما رغبته منك.. أنا أردتُ حياة بينما أنتِ بكل قوتكِ تحاربين الأموات.. اشتهيت مستقبلاً خالياً من الألم.. بينما أنتِ لم تشتهي إلا مزيداً من الوجع، مصرة أن تجرينا لظلام الماضي"
صمت مبتلعاً ريقه.. كابحاً كل شر نفسه وهو يمسك وجهها يديره إليه هامساً بصوت شديد الخفوت: "أنا ألعن اليوم الذي أحببتكِ فيه.. هل هذا عادل الآن.. ارتاحت نزعتكِ السادية بتعذيب نفسكِ"
نظرت إليه سبنتي بصمت ودموعها تغرق وجهها، مقاومة صرخة نجاة تشق صدرها تصارع للخروج.. إلا أنها قالت بنبرة سوداء: "أتركني إذاً.. أخبرتك أني لستُ هي ولم تصدق"
راقبته يبتلع ريقه وعروقه كما شرايينه تنفر بعنف على نحره، حتى إن أرادت عدهم لم يكن هذا أمر بالغ الصعوبة..
سمعته يقول بضحكة الألم: "بموتي يا سبَنتي.. بموتي إن تركتكِ حبيبتي.. يبدو أن لوثة عقلكِ أصابتني بالنهاية"
أسبلت جفنيها لم تقدر على مواجهته.. تحرر مزيداً من الدموع.. شعرت بيده تمسح وجنتها برقة، رغبت عبرها أن تضحك بغباء على هذا الجنون الذي قد أصابته به فعلاً..
سمعته يقول وهو يبعد عنها يده أخيراً بصوت أجش بطيء: "سنذهب لطبيبة نفسية الآن.. أعلم أنكِ ترفضين الأمر.. ولكن القرار لم يعد بيدكِ"
كانت تشعر بإعياء فظيع، باليأس، باستسلام من ينتظر الموت.. لذا همست ببساطة وهي تسند رأسها على النافذة: "لم تعد تفرق.. حتى أقاوم.."
وفي الطريق وبنفس الاستسلام كانت تقص عليه كل شيء.. كل جملة قذرة وسامة ألقاها على أذنيها عزام كما أمرها خالد تماماً..
*******
[size="7"]انتهي قراءة سعيدة [/size]
[/حsize]


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:42 AM   #7286

ليلى عمرو

? العضوٌ??? » 470384
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » ليلى عمرو is on a distinguished road
Rewitysmile1

بجد تسلم ايدك يانور ياكيوته علي الفصل الجميل دا بكل المشاعر الي فيه من ام وابنه وزوج وصديق
فصل قمه في المشاعر ولا اروع ♥♥والحمدلله علي نعمت الوطن ونعمة الام ونعمه العيله والاب ♥♥


ليلى عمرو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 02:57 AM   #7287

marwa kh

? العضوٌ??? » 420834
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » marwa kh is on a distinguished road
افتراضي

وحشتينا يا قمر 🌹

marwa kh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 03:09 AM   #7288

تيتو عبده

? العضوٌ??? » 470376
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » تيتو عبده is on a distinguished road
افتراضي

عودتي والعود أحمد ياجميلة وأخيرا عاد ليوم الإثنين ضحكته ونبضه ياجميلة تعيشي لينا وعاش لينا قلمك الماسي يانوارة القلوب❤️❤️❤️❤️❤️

تيتو عبده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 03:14 AM   #7289

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 519 ( الأعضاء 116 والزوار 403)
‏اجزخنجية, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Aengy, ‏سالي فؤاد, ‏Asmaa Abdel atif, ‏aber alhya, ‏abeernagy, ‏toma gogo, ‏Hoba Nasry, ‏منالب, ‏تيتو عبده, ‏Nohaaaaa, ‏مروه محمد عطيه, ‏ملاك العمرو, ‏yawaw, ‏Asmaa 33, ‏Um-ali, ‏yasser20, ‏Rosyros, ‏'asmaa, ‏Dalia Huzaien, ‏Zozaaaaa, ‏marwa kh, ‏مرام ابوبكر, ‏غيمة السعادة, ‏neno 90, ‏Esara, ‏رغيدا, ‏Dreamdida, ‏مها العالي, ‏حلا نور, ‏[email protected], ‏شاكره لله, ‏سيز العلي, ‏دعاء مصطفى, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏شادية كريم, ‏سوووما العسولة, ‏سهام زيد, ‏نونه بدران, ‏اني عسوله, ‏Latofi, ‏هدى هدهد, ‏nanash, ‏yousra 05, ‏Princess rahom, ‏جنا احمد, ‏Marwa.., ‏user0001n, ‏زهر الخير, ‏روهي, ‏بسمة هاشم, ‏Hendalaa, ‏Emaimy, ‏ولاء محم, ‏نصيبي و قسمتك, ‏Beenim, ‏ليلى عمرو, ‏اسراء رفاعي, ‏mango20103, ‏اميرة بأخلاق, ‏شيرين الحق, ‏همسات ناعمه, ‏Aya yoga, ‏om malk90, ‏قمر صفاء, ‏مريم المقدسيه, ‏مريم مري, ‏رحمه السماء, ‏zezeabedanaby, ‏koka 88, ‏Nor BLack+, ‏سيهار, ‏رقيه95, ‏سارووونة, ‏Amira fares, ‏فراقيعو, ‏ملاك وشيطان, ‏besomahd, ‏يود البحر 7, ‏قمر حلوة, ‏Reemkoko, ‏soosbat, ‏داليا انور, ‏Mon abdou, ‏Hoda.alhamwe, ‏Amanykassab, ‏مهرة..!, ‏ديدي امبابي, ‏فيزياء, ‏Hanasyriana, ‏Lulu9, ‏bassma rg, ‏om elez, ‏زهرة الحنى, ‏سلمي جاد, ‏شقشقة, ‏منه ايمن, ‏شموخي اسطورة, ‏نسائم ., ‏رتوجججة, ‏Dina66, ‏chaimaeM, ‏Assmahala, ‏hedia1, ‏Soumeye, ‏رنا عزت محمد, ‏Zlelward, ‏geeroo, ‏Dilan, ‏رودينة محمد, ‏ام عمر وريتاج, ‏نيفين الحلو, ‏لولوn, ‏Romareem, ‏Redred


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 03:16 AM   #7290

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

لازم سيبنتى تتعالج قبل ماخالد بتجنن معاها معاناتهم الاتنين خلتنى ابكى عليهم منك لله ياعزام دومتى مبدعة

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.