آخر 10 مشاركات
6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-19, 01:05 PM   #591

حنان حرب

? العضوٌ??? » 430561
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 264
?  نُقآطِيْ » حنان حرب is on a distinguished road
افتراضي


صباح الخير وبداية موفقة

حنان حرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 05:37 PM   #592

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر هينزل النهارده❤❤❤❤

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 06:54 PM   #593

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الفصل مش موجود واثبات حضور

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 06:56 PM   #594

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

🖤❤🖤❤🖤❤🖤❤
الفصل مش موجود


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 06:56 PM   #595

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

إثبات حضور.. بانتظار الفصل

اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 06:59 PM   #596

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي Faten A Metwelly

بإنتظار الفصل نور ❤❤❤❤❤

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 07:05 PM   #597

pooh10

? العضوٌ??? » 186571
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 698
?  نُقآطِيْ » pooh10 is on a distinguished road
افتراضي

فين الفصل الجديد يا نور

pooh10 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 07:06 PM   #598

Bassma Rabie

? العضوٌ??? » 406034
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Bassma Rabie is on a distinguished road
افتراضي

فين الفصل لامؤاخذه 🤨

Bassma Rabie غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 07:07 PM   #599

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور في إنتظار الفصل 🌹🌹🌹🌹

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 07:11 PM   #600

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

شظايا القلوب

الفصل السادس عشر


اشتقت إليك... فعلمني ألا أشتاق ، علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق ، علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق ،علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق ... إن كنت نبياً خلصني من هذا السحر ، من هذا الكفر ، حبك كالكفر... فطهرني من هذا الكفر....
" نزار قباني"
.................................................. .............

كان يقاوم نفسه بقوة ألا يفعل ، ألا يؤذيها ويحطمها أكثر ، ألا يجرحها ، إذ أنه يعلم يقيناً كيف ثقتها مهتزة بنفسها بالفعل ! ولكنه لم يستطع الأمر كان فوق احتماله أيضاً ، ويمزق جوارحه ...

نزع ذراعه من تحت رأسها مبعداً كفها التي تستريح فوق صدره العاري بنوع من الجمود ...

ثم اعتدل يجلس يخرج ساقيه الطويلين من تحت الشرشف الوثير ثم وضع مرفقيه فوق ركبتيه دافناً رأسه بين كفيه ... هو كان ببساطة يتألم ، نادم علي ذلك الطريق الذي تجره له جوان كأنه غرٌ ساذج ، مسلوب الإرادة أمام تحايلها !

واقع في ذلك البئر العميق المظلم ... رامية علي عقله شباك تحجبه وراء ظلال قاتمة فلا يفيق من تلك الهوة إلا بعد أن يحقق لها ما تريد ويشبع روحه الجائعة إليها ...

كان يتنفس بقهر !! ظهره متصلب معبراً عن معاناته باثاً فيها كره عظيم تدركه ، موجه إليها ؟!

" لماذا تفعل هذا معي ؟!" صوتها الخافت أتاه من وراء ظهره دون حياة !

كفيه كانت تتقبض على جانبي وجهه بعنف وهو يقول ببرود " هذا علي أساس أني من أقف كل ليلة أمام باب بيتكِ مترجيكِ أن اصطحبكِ لفراشي!"

ساد صمت مدوي في أرجاء غرفته ... سكوت قاتم أسود وجارح ... متخلله صوت أنفاسها العنيفة تزفر باحتراق مؤلم وكأنه وجه إليها ألاف الطعنات دفعة واحدة ...

للحظات ظن أنها سوف تنسحب ململمة بقاياها ككل مرة يذبحها فيه !

ولكنها لم تفعل ؟! لا هي دفعة واحدة كانت تقفز من مكانها ناشبة أظافرها في ظهره مخربشة إياه بشراسة حيوان جريح وهي تصرخ فيه بقهر " اللعنة عليك ، من تظن في نفسك لتعذبني كل مرة ... لتقوم بإذلالي ؟!"

كتم تأوه مؤلم وهو ينتفض بعيداً عن مرماها ، ثم استدار مواجهها ممسكاً بكلا ذراعيها اللذان ارتفعا في نية واضحة لمهاجمته من جديد ثم قال " أنا لا أحد يا ابنة صادق الأمير ... مجرد نكرة أمام ابنة الأكابر ، هل هذه الإجابة التي تسعين إليها ككل مرة أيضاً توجهين ليه استهجانكِ ؟!"
كانت ثائرة غاضبة كما لم يرها من قبل ... وكأن ما يفعله فيها ما يدفعها للشعور به يجعلها تخرج من تلك الهالة الهشة ، تودع تلك الروح الشفافة المهتزة التي تخترق الفؤاد تلقائيا ، مستفزة شيئاً فيه لحمايتها " ملعون أنت وحججك ولسانك ، بل أنت كل أحد أردته يوماً واعتبرته مجرد كائن أسطوري لا وجود له ...
إذ أني آمنتك علي نفسي منحتك أنا ، بعد أن عاهدت روحي بألا تُسلم لبني جنسك أبداً حتى لو كان بديلي الموت !"
دارت عينيه داخل محجريه بنفاذ صبر ، وكأن اعترافها هذا بدل أن يُهدأ روحه ، لعنه ألف مرة بالكره ... قال من بين أنفاسه العنيفة " ما تمنحيه لي ليس كافياً يا جوان ... تعلمين منذ ليلتنا الأولي أنه ليس ما أردت ... لقد خدعتي ؟!"

عينيها سكنتها نظرة أحرقته وهي تتراجع عن ثورتها تنكمش بجبن أحرقه وهي تقول باهتزاز " أنا لم أغشك يا نضال لقد أخبرتك قصتي كاملة ... وأنت من قررت المجازفة مع قلبٍ مات ولا أمل في إحيائه !"

نفض يديها بعيداً لتهبط علي الفراش مرة أخرى تنكمش حول نفسها بحسرة وهي تسمعه يقول بلهجة لاذعة " ويوم اكتشافي هذا أخبرتك أني سوف أكتفي بمساعدتكِ للوصول لسَبنتي ، دون الحصول على الثمن المقرف هذا "
رفعت ذقنها تنظر إليه ببرود وهي تقول بجفاف " إذاً لماذا تقبله ، ألم تعد تستطيع المقاومة ... هيا نضال لا داعى أبداً للتمثيل أمامي أن الأمر لا يعجبك ؟!"
لم يتردد وهو يقول بنفور كاذب " بل يقرفني ... لذة باهتة ليس لها معنى مجوفة فور فراغي منها ... لا تترك بداخلي إلا الشعور بالندم ، بالذنب بالجرم الذي أقع فيه بسببكِ !"
الحزن الذي سكن بداخلها كان لا يُحتمل عندما مدت كفها تضعها علي قلبها وكأنها سوف تكبحه تهدئه حتى لا يسبب لها ذبحة ، قالت بوقاحة " وهل أنت مراهق مسكين يقع في حبال إغوائي ، إذ أن ما تثبت لي وأنا بين ذراعيك عكس هذا تماماً ... بل تكاد تجن وكأنك لا تريد الانتهاء أبداً ، كن صادقاً مع نفسك مرة واحدة أنت تعجبك المسرحية إذ أنك تأخذ ما تريده وترغبه ، دون حتى أن تطلبه !"
تمكنت من رؤية وجهه يجمد وهو يقول " أنا اكتفيت لن أخوض معكِ هذا الحديث يا جوان ... ليس هذا ما عاهدت نفسي أن أقدمه لكِ !"
صمتت ورعدة خفيفة تسري علي طول عمودها الفقري وهي تراقبه يحني جذعه الأسمر الضخم يلتقط ملابسه مرتديها برتابة " ليس هذا ما وعدت أن تقدمه لي "
رددت باختناق ...
أسبل جفنيه وهو يتمتم " لا تحاولي !"
عاد الضياع يسكن عينيها الجميلتين البريئتين !! وهي تقول بحزن " عندما طاردني مطالبي بالعودة ... باعثاً لي رجاله يجروني وكأني مجرد حيوان أليف هرب منه وقرر أن ينزل به العقاب ... أنت من وقفت في وجوههم ، حميتني ، وعاهدتني بأنك سوف تساعدني لأجد طريقي الذي ضاع ، هل تذكر ؟!"
لم يرد كان يحاول انتزاع نفسه من ذكريات تضرب رأسه ... لا ليس هذا الحدث بحد ذاته عندما وجد رجاله يطاردونها ينهشون فيها دون رادع بحجة إجبارها للعودة لبريطانيا ! بل ما يدور في عقله الآن صور لا ترحم لفتاة مهتزة تتخفى من خلف حجاب تراقب راشد الراوي وهو يحتضن طفلته !! فيحدق فيها بتعجب وهي تنهار على أرصفة لندن الباردة في نوبة بكاء تقارب الانهيار ... لقد اعتقد وقتها أنها ربما مجنونة ما من هؤلاء مطاردي المشاهير أو رجال الأعمال ... متفكراً أنها تخص راشد لا الطفلة ... ولكن عند تعدد ظهورها هنا وهناك بنفس الهيئة والحال علم أن ما ورائها سر مخيف يدور حول سَبنتي وحدها ... ولون العينين ودموعها المفجوعة أكدت له هذا الخاطر عندما اقترب منها كاشفها أمامه مطاردها بتهديدات كاذبة ... ومرة وراء مرة ، ولقاء تعقبه مطاردة وحصار منه ... انهارت مخبرة إياه بالحقيقة الصادمة " الصغيرة طفلتها المُنتزعة منها !"

" نضال " وتره نطقها لاسمه بهذا الدفء ... وأحس بالكراهية تتجدد داخله نحو كل رجل تعارض مع طريقها وحولها لهذا الكائن مسلوب الحيلة والإرادة ...
" لا تتركني وتغادر ... ما عدت أتحمل نظرة ازدرائك لي !"
أخفض رأسه للحظات متوقفاً عن غلق قميصه المفتوح ثم قال " ما الذي تريدينه منىّ يا جوان ... بسببكِ ما عدت أفهم نفسي ، لقد حطمتي كل شيء ملقيه إياي في دوامتكِ !"
للحظات طويلة ظل كلاً منها ينظر إلى الآخر بمشاعر متفاوتة بين الجمود ، الوهن ، الألم ، والترجي ...
حتى قطعت هي الصمت أخيراً معترفة بأخر ورقة عارفة سوف تحرقه كمداً " ما تسعى إليه لا أستطيع منحك إياه ، إذ أنه مزقه نازعه من داخل صدري ، دون رحمة ، لن أخبرك أنه ساكنه ، إذ أنه دعسه بفعلته ، فما عاد فيه بقية !"
لأول مرة كانت ترى معنى أن يتراقص الجنون في عيني رجل ، أن تقابل تلك البراكين التي يتحدثون عنها ... إذ اشتعلت في عينيه القاتمة وهو يتوجه نحوها ممسكاً بكتفيها العاريتين بعنف سيترك مؤكد أثار غاشمة فوق بشرتها الحساسة " كيف حتى يكون لك القدرة علي ذكره أمامي ... وبعد كل ما فعله بكِ ، أهذا هو السبب المقرف الذي يمنعكِ عني ، الحقير هو من يقف حائلاً بينكِ وبين أن تكوني امرأة محترمة يا جوان ؟!"
آنه طويلة خرجت من بين شفتيها متألمة وهي تقول باستنكار حاقد " هل هذا ما أتى لتفكيرك ؟! ذلك الحيوان الذي وقف أمامي ناكراً أبوته لابنتي متهمي بأني أفعلها مع الكثير كأية منحلة هل تسمع نفسك ؟! أنا لو طلت عزام بين يديّ لن أتردد في ذبحه قبل أن أكل من لحمه الحي انتقاماً !"
حدق فيها في عدم فهم للحظات ثم قال باضطراب " ما الذي تخفيه عني ؟!"
شحب وجهها بقوة وغرقت عينيها في الدموع ... أخفضت ملامحها بعيد عنه لينسدل شلالها الكستنائي حاجبها بعيداً مدارية شفتيها المرتعشة وأسنانها المُصطكة وهي تقول باختناق " أنا . أنا أحببت ابن عمٍ لي وظننته فرصتي الثانية تعويض عن كل الإذلال الذي لقيته ، خُطِبت له وحُدد موعد زفافنا ... ولكن كما يبدو أني ارتكبت خطأ عمري عندما صارحته بالحقيقة ... إذ أنه بعدها وبساطة شديدة قرر عدم إكمال زواجنا وطالبني أن امنحه ما أعطيته لغيره دون رابط يلوث اسمه !"

الصدمة والذهول كانا من نصيبه عندما فهر فمه بعجز يديه الغاشمة تتركها ، جسده الضخم ينهار بجانبها ... أنامله اندست تحت ذقنها رافعها ليستطيع النظر لعينها ... قالت بصوت مختنق وجسدها أخذ في الارتعاد " لقد اعتقدت أنه يحبني حقاً ... وأنا كنت دفعت ثمن جريمتي كاملة ... لقد انحنيت لأبي ، فعلت ما أراد كنت أعيش في دنيا الأموات وأنا علي قيد الحياة أنفذ ما يقوله ويأمر بطاعة واعتقدت أنا ظننت أن " أنور " فرصتي ولكنه كان مجرد نذل آخر ... لقد حطم أخر جزء من قلب جوان القديمة !"
كانت تنكمش أمام عينيه تنزوي حول نفسها بطريقة مؤلمة ، هالة من العار والحضيض تُرسم حولها حتى يخيل إليه أنه يتلمسها " لا أستطيع منحك ما تريده لأني لا أملكه ...أنا لا أملك إلا ما أمنحه لك يا نضال جسد ميت وروح خاوية أنت عدت بحمايتك تحييها بالأمل !"

قال بصوتٍ مكتوم " أخبريني أكثر!"
قالت بصرامة كابحة تلك الطعنة من الخزي والعار التي تسكن البنفسج في عينيها " لن أفعل ... ما يخبئ وراء تلك الحكاية مُذل أكثر ... وهذا ما لن أسمح لك بكشفه !"
فقد أعصابه فجأة وهو يهتف في وجهها " أكثر من اعترافكِ بطفلة سفاح ؟!!"
شعرت بضآلتها بالمرارة تنصهر كالنحاس المغلي تصب داخل جوفها وهي تقول بمرارة " أرأيت ! هذا ما قاله لي أبي أيضاً ... عندما أخبرته منهارة بما صدر من ابن أخيه ... دائماً هفوتي تطفو علي السطح لأكون في أعين الجميع مجرد امرأة منحله !"
أغمض عينيه بقوة للحظات قبل أن يفتحهما وهو يقول " أنا آسف !"
رفعت عينيها إليه وهي تقول بتهكم " لا يهم ، ما عاد يؤثر بي إذ أني أستحق هذا بالفعل!"
قال بصوت أكثر هدوء " لم يكن ذنبكِ رمي والدكِ لكِ في بلاد وعادات غريبة بين براثن شقيقين يتنازعان ويتنافسان ... لتكوني بالنهاية أنتِ ضحية لعبة أحدهما العبثية !"
ارتفع جانب فمها بسخرية حزينة قبل أن تقول باقتناع قاتم " بل هو ذنبي ... أنا أستحق كل عقاب اُنزل بي ...حتى عندما جعلني أواجه الموت كنت مقتنعة رغم ذعري بأنه العدل ؟!"
" لم يكن عدلاً يا جوان !"

وضعت يديها علي فمه تكتم صراخ يريد الخروج مزلزلاً العالم من حولها ... ثم في لحظات كانت تعود تدفن نفسها في صدره عنوة !! ضمها بقوة باستسلام بتعاطف وكأنه لا يملك حتى حق الرفض !! دقائق مرت وهي تتمسك فيه أكثر تضم نفسها إليه وكأنها تريد دفن نفسها داخله والاحتماء فيه ... تراجع نضال ساحباً جسدها معه مانحها كل اطمئنان تحتاجه حتى وهو يدرك أنها سرقت منه سلامة بغير عودة هزمته في حرب ليس له منها قومة أخرى ... شعر بدموع ساخنة تلسع جلده وبشهقات مكتومة تبدد حاجز الصمت " أنا لا أحب هذا الحقير الآخر ، أنا ما عدت أريد إلا ضمها هي بين ذراعي ، أدفع كل الباقي من عمري دون تردد أمام أن أسمعها تناديني " ماما " مرة أخرى !"
كان ذراعه يضمها إلى صدره بقوة وهو يتركها تفيض بكل ما تكتمه " هل أخبرتك أن أول حروف نطقتها كانت لي " نادتني بأمي ... طفلتي الذكية لم تكن أكملت عامها الأول !"
" جوان " حاول أن يوقفها عن الكلام ...
هزت رأسها برفض أن تتوقف وهو يشعر بصرير أسنانها وكأنها دخلت في حالة من الذعر ... جسدها يقشعر بطريقة غريبة قدها كله يختبئ فيها كأنها تُطارد من أشباح ما يخيل لها أنها تكاد تلتهما " كنت أتمسك بها صدقني حاولت بكل قوتي ... ولكن .ولكن عاد يلوح بعقاب جربته علي يديه ، اختيارين أصعب من بعضهما ، أحدهما رميها في أي ملجأ !

والآخر ... الآخر "

صمتت حتى أطلقت صرخة مكتومة هزته وأظافرها تعود برعب تنغرس فيه " لا ...لا لم تكن بي قدرة أن أعود ادفن حية ... لقد فتح قبر و دفنني بين جثث الأموات حية دون أن يرف له جفنٌ واحد !"
.................................................. ...
أجفلت لورين وهي تشعر بيديه التي احتضنت خصرها وبصوته الخشن يخبرها بمداعبة " لا يجوز ترك فراش عُرسكِ صباحاً وترك ذراعي زوجكِ باردين دون إذنٍ مُسبق !"
هزت رأسها بيأس وهى تعود تضع شرائح الجبن على خبز "التورتيلا" ثم تلفه مقلبه إياه على الاناء الواسع وهي تقول بخجل " على زوجي أن يترفق قليلاً ، ويحاول أن يفهم أن كل هذا جديد عليّ ويمنحني بعض الوقت للاستيعاب !"
مد يده من ورائها يغلق النار ... فأصدرت هي زمجرة معترضة ، فلفها هو ناحيته وهو يقول بوقاحة متعمدة " وأنا من ظننت أني فعلت المستحيل ، وأعلمتكِ وضعكِ الجديد من أول ليلة وصباح خاص مثير ؟!"
رسمت علي شفتيها ابتسامة لطيفة ، علها تبدد احمرار وجنتيها اللتان التهبنا كرد فعل على تذكر افعاله المنحرفة ثم قالت مدعية الجدية " سأتظاهر بعدم سماعك أو التذكر بل من الأفضل أن ننسى الأمر ونبدأ من جديد ... صباح الخير ممدوح !"
فتح فمه باستنكار ثم قال بخشونة " تنسي ماذا ؟! هذه إهانة غير مقبولة لي ... وسنبدأ بالفعل من جديد ... ولكن !"
صمت قبل أن يجذبها بنوعٍ من العنف مجلسها فوق ركبتيه لافاً يده علي خصرها وهو يكمل " لتذكيركِ بواقعية ما حدث ، طابعه في ذاكرتكِ إلى الأبد !"
لفت يديها حول عنقه وهي تقول ضاحكة " ومن سيسمح لك بهذا ، العذراء قليلة التصرف التي كنتها بالأمس تبددت الآن ، ومن أمامك الوقحة السابقة والتي ستخبرك بحزم أنه لن يحدث ويجب أن نتحدث عن خطواتنا القادمة !"
دفن كل وجهه في جيدها مستنشقاً بعمق بينما شفتيه تُقبلها هناك بجوع متدرج حتى وصل لما بين كتفيها يمنح أنوثتها العارمة قُبلات جامحة جعلتها ترتعش ووهن يضرب أعصابها التي سالت كشلالات من الشكولاتة التهمها بنهم ... دافعاً يديه أن ترتفع تسند ظهرها حاميها من سقوط محقق لتبقي ثابتة في مواجهته " توقف " همست بنبرة مبحوحة ... فأجابها هو بهمهمة رجولية مشتعلة الهبت بشرتها الحساسة ، كانت تذوب وتذوب في عاطفته سالبها كل تعقلها أو حتى محاولتها السابقة لرفض مسعاه ... وكيف لعفيفة الجسد بريئة الروح مثلها أن تقف في وجه طوفان أفعال رجل خبير ، يجيد العزف على مواطن ضعف أية امرأة !
تنهدت بصخب عندما امتدت يديه ترفع فستانها ويديه تقع على بدنها المكشوف ... هذه المرة كان هو من ينتفض مزيح رأسه للوراء يحدق في عينيها بنوعٍ من الصدمة الضاحكة وهو يقول بمداعبة " لا قطع صغيرة ؟! أخبريني مرة أخرى عن رغبتكِ في النسيان والحديث المتعقل ، وأه ماذا أيضاً الترفق ببراءتكِ ؟!"
رغم توتر عينيها قالت بمشاكسة وقحة " شعرت أنها قد تعيق طريقك وتكلفنا المزيد من الوقت ... فقررت ألا حاجة لنا بها بعد اليوم !
فغر فاهه للحظات طويلة حاجزاً أنفاسه داخل صدره ... قبل أن يفلتها مرة واحدة ضاحكاً بصخب ... عاد يتنفس فوقها ببراكين عبثية أضاعتها في لجة مشاعر لوقتٍ طويل لم يشعر فيه أحدهما ... داخلين هذه المرة عالمه حيث لا مهادنة ، لا شفقة ولا سيطرة مفرطة منه !"
.................................
بعد وقت كانت تجلس بجانبه مريحةً رأسها علي صدره علي أريكتها الوثيرة في بهو المنزل ... يديه تداعب خصلات شعرها بشرود جعلها تسأل بهدوء " ما الذي يشغل تفكيرك ؟!"
لم يراوغ وهو يرفع ذقنها بأصابعه ثم قال " ما قلته للتو يجعلني أتشكك يا لورين ، إذ صعب عليّ التصديق أن الأمر تم سريعاً وببساطة هكذا !"
توترت وهى تقول " وما الذي يدفعني للكذب عليك ؟ المحامي قال ..."
ضيق ما بين عينيه وهو يسحب نفسه بعيداً ثم سأل بنبرة تلبسها العنف " عن أي محامي تتحدثين ؟!"
اعتدلت لورين تحدق فيه باضطراب شاعرة بالندم على ذلتها السابقة جداً لأوانها ، خائفة من تخيب آماله ، من كسر وعد ثقه منحته له قبل أن يُرسوا بالفعل قواعدها ... مما دفعها للكذب الأبيض !! علي الأقل في هذا الوقت الحساس حتى تكسب عنده ما يدفعه للثقة دائماً ... قالت أخيراً بتلوي " المحامي الخاص بورق الزواج ورفع قضية الوصاية في المحكمة ، هو من تطرق لهذا الأمر عرضاً وأخبرني أني قد أستطيع تقديم أوراقك مرة أخرى إذ أنك بحاجة ملحة للعودة للعلاج الآن ... وبعدها نستطيع المضي في الأمر بخطوات مرتبة !"
وقد خالت عليه الكذبة ببساطة عندما ارتخت كل حواسه مؤمن فيها ، ضائع في لجة عشقها مسلم أمره بين يديها وهو يقول بصوتٍ أجش " الأمر سابق أوانه ... أنا بخير دعينا نرتب حياتنا كزوجين أولاً ، وبعد المحاكمة واثبات أني أهل للعناية بنفسي سنشرع في العودة لعلاجي !"
قالت سريعاً باندفاع مهني بحت " أنت لست بخير ، ربما أنت سليم من نواحي عديدة ولكني أعرف أن حالة ساقيك تزداد سوءاً ... وإن تأخرنا أكثر قد تظل قعيد لباقي عمرك !"
اهتزت ملامحه وهى يسألها بغموض " ولنفترض ألا أمل في علاجي وسوف أستمر في هذه الحالة بالفعل ... هل سوف يسبب لكِ الأمر مشكلة ؟!"
لم تلتقط هدفه الحقيقي من صياغة السؤال عندما رفعت يديها تعقد شعرها في ذيل حصان طويل وهى تقول " بالطبع يفعل ... إن كانت حالتك هذه ليس لها علاج لن أعترض ولكني لن أقبل أن يكون هذا باختيارك ولدينا الحل بالفعل ... أنا لا أفضل الإنسان الذي لا يحارب محاولاً أن يصل للأفضل متغلباً علي عثراته !"
شحب وجه ممدوح بقوة إذ أن إجابتها وصلته بطريقة أخرى تماماً عن المعنى الحقيقي الذي تسعى إليه ... دافعة إياه ليصل لغايتها " نبرتكِ تغيرت يا لورين ، أذكر أن كلماتكِ كانت معاكسة تماماً !"
عقدت حاجبيها بعد فهم وهي تقف من مكانها تلتقط ملابسها مرتدية إياهم برتابة أمام عينيه ... وكأنها ببساطة عادت طبيبته الوقحة التي لا تبالي بنظراته الحارقة مودعة بالفعل الفتاة الخجلة التي كانت منذ ساعات فقط بين ذراعيه ... ثم قالت بلا مبالة " وأنا أيضاً لا أذكر مطلقاً أني أخبرتك بقبولي للوضع ، هدفي كان واضحاً من البداية ... منحك فرصة أخرى مع حياة كنت ترفضها ، وأول اهتماماتي كطبيبة أن أدفعك لتكمل علاجك ، والآن دوري كزوجة أن أدفعك لهذا بكل ما أملك من قوة وما يتاح لي من صلاحيات !"
انقبض قلبه بعنف ، جاعلاً داخله يتخبط يتراجع منزوي لنقطة ما لم يغادرها من الأساس بل تزحزح عنها لصالحها هي فقط !! ثم قال بنبرة قاتمة " دعينا إذًا نصيغها بالطريقة الصحيحة ، أنتِ تحاولين سلبي اختياراتي من قبل أن تملكي الحق بالأساس ... فماذا إن فعلتِ يا لورين ، كيف سوف يصبح الوضع عندما تمحنكِ المحكمة تلك الورقة ؟!"
بهتت ملامحها مدركة للنبرة العملية السخيفة التي لبستها للحديث معه ، للبرودة الأوربية التي توغلت فيها غالبة جيناتها العربية المراعية ... عادت تقترب منه علي الفور تجلس علي ركبتيها أمامه يدها ترتفع تحاوط وجنته الخشنة محاولة تلطيف الأجواء التي اشتعلت ، حامية مخاوفه التي اشتعلت في عينيه الخضراوين علي الفور " أنا عاهدتك أني لن أكون أبداً واقع يؤلمك ... آسفة حبيبي لم أقصد مطلقاً ما تفوهت به ربما كان حماس زائد مني بدافع الخوف ... لقد أخبرتك وضع ساقيك لا يريحني وتلك الشرائح التي زُرعت منذ شهور لابد أن تُنتزع منك علي الفور ، وتشرع في العلاج الطبيعي قبل جراحتك الأخيرة !"
أغلق جفنيه للمنتصف ينظر إليها بلا انفعال حقيقي نظرة خالية من أية مشاعر قد تتبينها ... بينما يديه كانت تخالف برودته تلك وهي تتقبض علي ركبتيه بعنفٍ واضح ... لقد بدا وكأنه غير مقتنع . وكأنه بالفعل اكتشف شيئاً فيها أقلقه
" ألا تحبني ؟!" همست
ابتلع ريقه قبل أن يجيبها بجفاف " تعلمين أني أفعل ، وبأنكِ في مكانة لم ولن يصل لها غيركِ قط !"
حركت كتفها الأيمن باستسلام ثم قالت " إذاً أنت تعرف أن ثقتك بي في مكانها ... لا داعي حبيبي لهذا القلق وكما قلت أنت نحن نبدأ حياتنا ورابطنا للتو!"
صمت للحظات ... سكوت أقلقها إذ أنه أطلق شحنات سلبية في أجواء المكان الحميمي الصغير الذي جمعهما لشهور طويلة كاشفاً أحدهما للآخر كل ما يؤلمه جاعله ينفذ لأعمق مناطقه المظلمة ومخاوفه ...
استطالت قليلاً تضع شفتيها المرتعشة علي شفتيه ! محاولة جره لروحه المداعبة الحلوة التي عرفتها بعيداً عن تحويله لذلك الإنسان المحطم الجامد والخائف !!
اغلق جفنيه مداري قلقه رعبه وذلك الوسواس القهري الذي تلبسه كاشفاً له خيط من الحقيقة !! أزاحه بعيداً بقوة ناكر ما استشعره امتدت أنامله دافناً أصابعه في شعرها من الوراء ملتقط شفتيها في قُبلة ناعمة ... ولكنها هذه المرة كانت خالية من صخبه المعتاد حبه الذي يلهبها ..بل كانت أشبه بقُبلة يحاول أن يعيد فيها يقينه ! ويسلمها ما قد اوشكت أن تخسره من مجرد حديث ، فماذا إن علم بالحقيقة وبأنها بالفعل علي بعد خطوة من سلبه كل حريته واختياراته ؟!
" لا تفجعيني فيكِ " همس من بين شفتيها بنبرة مترجية كانت أقرب للتوسل
" أنتِ كل ما حصلت عليه يوماً ... فرصتي الأولى والأخيرة يا لورين !"
يديها حاوطت خصره بقوة مسندة رأسها على صدره مردده بنبرة مختنقة مهتزة " لن أفعل ... أعدك أني لن أفعل !"
يديه كانت تهتز بوضوح وهو يرفعها ليحيطها بها ... شاعراً بخاطر مزعج بأنه إن ضمها إن صدقها فهو يقيد نفسه عنوة إلى منفى قصي ليس منه فكاك واقع في فخ أتقنه صانعه محاصراً روحه بين قضبانه ... ولكن سلطتها عليه ، مشاعره القوية نحوها والتي يتذوقها لأول مرة جعلته كالمغيب يهبط بذراعيه أخيراً متقبلاً حجتها ومقتنعاً بآسفها !
" هو بخيباته الكثيرة لم يكن غبياً ليدرك أن هناك وجوه أخرى تستر وراء ستار برئ ، هو بقتامة روحه كان يعلم يقيناً أن كلاً منا لديه وجوه وأقنعة كثيرة نظهر منها ما نريده حسب الموقف والحجة ... ورغم كل هذا كان عشقها الأقوى ليسلم نفسه مرة أخرى للقناع الطيب دون أن يلتفت للوجه المظلم !"
لم يلتفت كلاً منهما للوقت الذي بقياه علي هذا الوضع إلا عندما خبط الباب معلناً عن زيارة أحدهم ...
أزاحت لورين نفسها وهى تتجاهل كل المشاعر المتخبطة التي كانت تغرقهما ثم قالت باسمة " لا أعتقد أنهما والداي ! إذاً من الزائر المتطفل في هذا الوقت ؟!"
رسم ابتسامة عادية وهو يجاريها بالقول " لديّ نفس تساؤلكِ ، هذا ليس وقت زيارات !"
وقفت علي قدميها متوجهة ناحية الباب " ربما أحد الجيران أتى بطعام ما كمباركة ، تعلم أن هذه الضواحي لديها بعض القواعد اللطيفة !"
صوته أتاها حازماً " توقفي ... ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ؟!"
تراجعت يديها عن المقبض مدعية الرعب المرح " ماذا هناك ...لا تقل أنك خائف من قاتل مأجور مثلاً يتربص بنا ، نحن في وضح النهار!"
لم يُجب الطرفة تماماً إذ قال ببرود " وكأنه لم يحدث من قبل ... علي كل حال ليس هذا ما قصدته !"
عبست بضيق وهو يشير بأصابعه بعبث لتقترب منه ، تقهقرت للوراء لتعود تقف أمامه بنفاذ صبر " ماذا هناك ؟!"
اعتدل سريعاً وروحه الوقحة تطفو مرة أخرى عندما جذبها بيده ماسكاً ركبتيها ورفع طرف فستانها وهو يقول بحنق " أنا لست متفتحاً جداً لدرجة أن أسمح لكِ بفتح الباب دون ملابس داخلية ... قد لا تحتاجينها معي وهذا يعجبني بالتأكيد ... ولكن إن رأيتكِ تفكرين في الظهور من غيرها حتى لو كنت مستترة بملابس طويلة ... صدقيني سأجعلكِ تجاوريني علي مقعد مشابه لمقعدي !"
توسعت عينيها وهي تشهق بعنف جاذبة يديها بعيداً عن أنامله الغاضبة يديها ارتفعت تلطم خدها وهي تقول بحرج " أقسم أني نسيت !"
رفع طارف فمه باستنكار جلل وهو يقول " وهل هذا أمرٌ يُنسى ، ألم تشعري حتى بالهواء الذي مؤكد يتسلل إليكِ بكل حرية ؟!"
انصرفت من أمامه على الفور متمتمه بإحراجها الحانق سابه إياه بألفاظ جارحة ... بينما هو صرخ فيها بصوت خشن جهوري " انسيها مرة أخرى وستجدين رأسكِ الجميل ملقى على طاولة والدكِ متحيراً في كيفية إصلاحه !"
اختفت داخل حجرتهما بينما هو ظل يتمتم بغل دافعه إليه الغيرة ... يجب أن يجد طريقة لإحراق كل ملابسها وتعديل تصرفاتها نازعاً عنها تلك اللامبالاة ... توقف للحظة عن ارتداء ملابسه شاعراً بالحيرة " متى كان يلتفت أو يهتم بطريقة ملبس أية امرأة ، أو حتى يحكم عليها منها ملتفت لما تظهر ... هل أصبح بدون أن يشعر نسخة عربية أخرى تدفعه الحمية و حدة الدماء ؟! عادت عينيه تحدق في اثرها والسؤال الحائر يخرج لأول مرة بصوتٍ مسموع " ما الذي تفعلينه بي ، كيف جعلتني ببساطة أعترف بجينات حارة كنت أفعل المستحيل لإنكارها وقطع أية صلة لي بها ؟!"
دقائق مجهدة استغرقها حتى يعيد نفسه على مقعده دون مساعدتها ... توجه نحو الباب يفتحه ، جازماً أن الزائر مؤكد مل من الطرق وتخلى عن إزعاجهما ... ولكن كل توقعاته تبخرت في الهواء وهو ينظر للقادم بصدمة أو إن صح القول الزائرين اللذين تفوه أحدهم بالقول المتهكم " هذا وقت قياسي يا رجل لتنزع نفسك عما تفعله وتفتح الباب !"
ابتلع ممدوح ريقه الذي جف دون أن يمنحه حتى شرف الإجابة عينيه تتشرب ملامح تلك التي تنظر إليه بلهفة ... عينيها البنيتين تغرق في دموع الشوق وهى تزيح رجلها من طريقها بلا شعور ثم تقف أمامه وهي تقول " ظننت أن جينات مولى أقوى من جيناته الأنانية ، أتذكُر أخر ما وصتنا به يا ممدوح ؟!"
اغرورقت عينيه في دموع رجالية أبت أن تهبط وهو يقول بصوتٍ أجش " كلانا نساها لوقت طويل جداً ... فما عدت أذكرها أو أؤمن بها إسراء !"
.................................................. ........
داخل الغرفة كانت منى تقف بملامح متصلبة وهي تقول " لا تفعل ... تعلم أن ما حدث لها لا يمكن علاجه وإصلاحه !"
وقف ياسر من مكانه واستدار حول مكتبه وهو يقول " لا تقفي حائلاً يا منى بينها وبين فرصة قد تعيد لها بصرها !"
قاومت رغبة عارمة في جلده بتذكيره بما جنت يداه علها تخرج ذلك الألم القاتل علي صغيرتها ثم قالت بحدة " لن أسمح لها بأن تعش أمل كلانا يعلم زيفه ... هي تعبت لسنوات طويلة كان يجب أن تعشها بمرح وطفولة منطلقة لا تحت مشارط الأطباء وبين أروقة المشافي !"
قال من بين أسنانه " لا شيء يصعب علي العلم ، طالما المال موجود بسهولة نسخره لها !"
لم تقاوم نفسها عندما صرخت فيه " عن أي علم ومال تتحدث ، لقد جنت عليها يداك ، كنت السبب في فقد بصرها ... تعلم جيداً أن حالتها ليس لها علاج ولو سخرت أملاكك كلها يا ياسر كفاك هراء !"
اهتزت ملامحه ويده ترتفع تمسد علي صدره بعنف محاولاً الحفاظ على هدوئه ، إذ أنه لم يرغب في أن يتشاجرا ، ولم يرغب بالتأكيد أن يمنحها سبب آخر ليتعاظم كرهها ضده ؟! عندما قال بنبرة مختنقة متظاهراً الهدوء بها " أحاول تصليح هذا الخطأ ! تعلمين جيداً أنه في ذاك اليوم الموجع للجميع لم أقصد أن أتركها وحيدة تحت حوافر الجواد !"
أغمضت منى عينيها لتسيل دموعها الحرة دون قدرة لها على ردعها تخبطت يديها تستند علي ظهر المقعد ... ثم تلمست طريقها لتجلس عليه هناك وهى تقول بغصة " أخبرتك يومها أنك لست أهل لمراعاتها ... أنا كنت أشعر وأعرف بالخطر الذي يتربص بصغيرتي ، وقد حدث ما توقعت بأبشع صورة ... كيف استطعت حتى أن تنساها منشغلاً في هاتفك وأعمالك وصفقاتك ... أكان يستحق حقاً أيا ما جنيته وقتها أن تفقد أمامه ابنتي نور عينيها ؟!"
قال ياسر بمرارة " تتحدثين وكأني قصدته ، أو رغبته لها ... لماذا تحاولين دائماً نسيان أنهم صغاري يا منى ، بأنهم قطعة منكِ أنتِ ، حبي لهم نابع من أبوتي وعشقي إياكِ ؟!"
هزت رأسها بمرارة ولسخرية القدر أرادت أن تضحك على وجيعتها علي سخف مبرره ، نحو إقرار يستحيل على أنوثتها الموجوعة تصديقه يوماً ... قالت أخيراً باختناق متهكم " عشقك ؟! أتعلم هذا أمر آخر يجعلني أشك بحبك لهم من الأساس أو اخلاصك لتصليح حياتهم ... إذ أن يديك التي تعبث بمصائرهم تزيدهم بشاعة !"
استدار مواجهاً لها ورفع وجهها بكفه ينظر لها بتعب ثم قال " ربما أنا والد فاشل وزوج خائن ... لكني لم أحب امرأة سواكِ ، ولم أهتم يوماً إلا بأطفالكِ أنتِ شاعراً معهم بالفخر بتغذية أبوتي ... ومهما أنكرتِ أنتِ تعلمين هذا جيداً !"
قالت بقتامة " وهذا يجعل الجزء الحي من ضميري يمقتك يا ياسر ... إذ أنك تجنيت على روح بريئة عانت !"
ارتبك مع نغزه مؤلمة اصابت فؤاده ... ابتلع ريقة وهو يقول بتهرب " الطبيب الجديد الذي راسلته يقول أن هناك احتمال ضئيل لشفاها !!"
نظرت له بسخرية عارفة أنها أوجعته ! ثم ما لبثت أن قالت بجفاف " حالة شيماء ليس لها علاج ... خمسة أعوام قضتها صغيرتي خارج مصر وهنا طارقين كل الأبواب أعلمتنا بهذا أخيراً ... أنا وهي رضينا بما قٌسم لنا فدعها تكمل طريقها الذي اختارته !"
كان قد بدأ يشعر بالحنق عندما هتف فيها بانزعاج " أي طريق غبي هذا ... قفزها في هذا المعهد أم ذهابها لورشة الأطفال المماثلين لحالتها ؟!! ربما هي تتظاهر بالسعادة الآن ولكنكِ تعلمين أنها مجرد مراهقة لا تعرف مصلحتها ، وأنه سرعان ما سيبهت كل شيء متمنية العلاج ؟!"
قالت منى من بين أسنانها ويديها تهبط علي سطح مكتبه خابطه بعنف " كفى ... بل هي تعلم جيداً طريق كتبه رب العالمين لها ، راضية بما قُسم لها ... أنا ساعدت ابنتي أن تصل للرضى لليقين أنها تستطيع أن تخلق لنفسها حياة من وسط دوامتها ... أنت لن تعود لتنزع سلامها منها بعد كل هذه السنوات من الدارسة والتدريب الشاق حتى اعتمدت علي نفسها أخيراً !"
قال هو بغضب " إذاً سأصحبها معي رغم أنفكِ ... لن أقف مكتوف الأيدي وأنا ألمح أي أمل حتى وإن كان واحد بالمائة لعلاجها !"
قالت منى بفظاظة " في أحلامك الخاصة ، لن أسمح لك بتحطيم أخرى يا ياسر !"
" ولكنه فعل أمي !"
شهقت منى بصدمة قاربت صرخة مكتومة وهي تقف ببطء من مقعدها مستديرة نحوها ...
تلوى قلب ياسر بين أضلعه ووجهه يزداد شحوبه تدريجياً ، الألم يرتسم علي ملامحه جارحاً جموده قوته ، وحتى صلابة ملامحه التي أرهبت أعتى أعدائه ...
" حبيبتي ، منذ متى أنتِ هنا ؟!" استطاعت منى أن تتحرك بلهفة ممسكة بيد ابنتها التي تتخبط وكأنها تبحث عن دعمها ...
كانت مرتبكة هي الأخرى ضائعة جسدها الصغير الهش ينكمش بتلقائية وهي تقول بحزن " منذ البداية ، أنا آسفة لتلك الفعلة أمي ، ولكن طالما تتعمدان إخفاء أية وسيلة مرئية باستخدام أناملي بقصد ... سوف أستخدم ما هو متاح لي بالتنصت !"
راقبت منى كيف يدي ياسر ارتفعت تمسد صدره بعنف وهو يفك أزرار قميصه محاولاً استنشاق بعض الهواء بألم مضنى ... للحظات شعرت نحوه بالتعاطف ترى كم وقع الأمر مؤلم نحوه وشيماء تقر أخيراً وبعد هذه السنين من إنكارها الأمر أنه هو المتسبب فيه !!"
الذنب الكبير كان فوق طاقته حتى أنه لم يحاول أن يتعامل معها بأبوته الحازمة ... بل صوته خرج برفق أشبه التوسل " أعرف أن الأذى كان كبيراً صغيرتي ، صعب غفرانه ، ولكن امنحيني أنتِ موافقتكِ وسأصحبكِ منذ الغد للسعى وراء رد بصركِ مرة أخرى !"
كانت مرتبكة ضائعة وهي تقول " بابا هل تعرف حقاً ما تشخيص حالتي ؟ انفصال تام لشبكية العين ... أي أنها حالة ليس لها علاج مطلقاً !"
مسد ياسر جبهته بعنف شاعراً بالضيق يتفاقم داخل صدره وهو يقول " هذا طبيب يقبل بحالتكِ بعد كل هذه السنين ، دعينا نذهب إليه لفحصٍ آخر ربما صغيرتي !!"
قاطعته وهي تقول بنبضة مؤلمة " لماذا تنسى أني من قررت التوقف ... أنا تعبت أبي من أملٍ زائف ، تعبت من حرماني من طفولتي بأقصى الطرق ... أرجوك دعني في أمرٍ تألفت معه وأمنت به ... كما قالت أمي أنا راضية !"
قال ياسر بجمود وهو يتفحص ملامحها متذكراً بألم طفلته الجميلة الذهبية والتي كانت وقتها أشبه بالدمى بملامحها الناعمة الرقيقة المنمنمة وهى تهوى من فوق ظهر جواده الذي كان يصحبها فوقه وفي دقيقة واحدة غفل عنها فيها وقعت بقسوة لتصطدم مؤخرة رأسها بالأرض المصقولة بعنف ... وقبل حتى أن يستطيع أن يصل إليها أحدهم كانت أقدام الحصان تدهس جسدها الصغير لتنفجر الدماء منها وسط صراخهم ومحاولتهم الفاشلة في سحبها ... انتفض بوجع متذكراً جسدها الدامي وقد ظن وقتها أنها هالكة لا محالة ...
وقتها شكر الله علي المعجزة لبقائها حية حتى وإن كانت ستبقي لباقي عمرها عمياء ... ولكن بعدها بهت شكره !! وأصبح يحارب بجنون وهوس ليسترد بصرها " ولكني لا أقتنع بهذا الاختيار... لن أقف مكتوف الأيدي راضياً بتحطيمي إياكِ كما قلتِ !"
" توقف يا ياسر هذا لن يصل بنا لأي شيء " قالت منى في محاولة أخرى لصده ... إذ أنها تعلم أن شيماء أضعف من أن تقف في وجهه مقنعة إياه بحجتها !"
ارتسمت ابتسامة مريرة جداً على ملامحها البريئة وهي تزيح يد منى بعيداً عنها تتقدم متلمسة طريقها بعصاها نحوه ! أخذة من مصدره صوته دليل لتحديد موقعه ثم قالت بهدوء " بابا يجب أن تعلم أن أيا كان ما حدث أنت ليس لك يد فيه ، أنه مجرد حادث أيا منا كان معرض له ... هو أمر قُدر لي من قبل مولدي وأنا بالفعل متقبلة قدري ... ويوماً ما أعلم أني سأصل للرضى !"
ذهوله لما تنطق لم يكن أقل من صدمة زوجته التي دمعت عينها تأثراً بطفلتها !"
اقترب ياسر يحاوط وجهها بين كفيه يقبل جبهتها من بين حدقتيها الامعة وهو يقول بخفوت " قولك هذا أوجعني يا ابنة منى !"
قالت بتقطع " أنها الحقيقة التي توصلت لها بابا ... أنت لم تحطمني وقتها أبداً بل كنت أداة للقدر ليس من العدل أن يحملك أحد ذنبي !"
حبس ياسر أنفاسه وهو يعود ينظر لها بتوجس قلبه خافق بعنف شاعراً باقتراب ضربة أخرى موجعة غير قادر علي منع نفسه من أن يسألها " إذا ماذا قصدتِ بأني حطمتكِ إن كنتِ مقتنعة بهذا ؟!"
اخفضت شيماء ملامحها بلا هدف ... كاتمة شهقة مؤلمة شقت صدرها ثم تراجعت خطواتها في البداية ببطء سريعاً ما تحول للتخبط وهى تقول بشجاعة نادرة ولكنها كانت أشبه برصاص مطاطي سام أصاب صدر والدها بعنف ليس منه قومة " أنت حطمتني بالفعل يوم أن فعلت به ما جعلني أعرف يقيناً أني مجرد معاقة عمياء لا تستحق أن تحيا ، أن تأمل في مشاعر البشر نحوها ... أنت سرقت روحي يوم أن رميته هو في ظلام دامس لن يخرج منه إلى النور أبداً ... مثلي تماماً !"
.................................................. ..... يتببببببببببببببببببببببب ببببببببببببببع ....


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.