شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   شظايا القلوب(3) سلسلة قلوب معلقة *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t459560.html)

Hoba Nasry 07-07-20 04:58 AM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_راشد_بدور_إياب

و رب ضارة نافعة , يمكن اللي حصل لراشد ده كان سبب عشان يفوقهم جميعاً و يتخلوا عن عنادهم و كبريائهم

_راشد و اللى عرف أد إيه كان غافل عن كل اللي بيحصل حواليه و إنه الأذي طال أبنائه بالفعل برغم كل اللي عمله و ضحي به عشان يحميهم
إحساسه إنه الموت كان على بعد شعرة منه و هيترك إبنه من غير ما يعرف أمه و ده واضح إنه خلاه يأخذ قرارات حاسمة بدأ بتنفيذها بالفعل عشان يحمي كل أولاده، و أعتقد أنه أهمها إنه يمهد الطريق لإبنه عشان يعرفه إنه بدور تكون أمه

مشهد راشد مع إياب و هو بيحاول يخليه يفهم إنه بدور ما كانتش عايزة تأذيه و المشاعر المتعاقبة و النظرات العيون بين راشد و بدور فيها كلام أبلغ من أى وصف
راشد و اللي كان يتمني في اللحظة دي بالذات إنها كانت زوجته عشان يلقي على صدرها كل أوجاعه و تشد من أزره و تخفف عنه

_إياب و اللى تقبل بسلاسة تفسير راشد له أنه بدور خايفة عليه و بتحبه و مش عايزة تأذيه و إنه يشوف أبوه بخير خلاه يرجع يتقبل بدور من تاني و يعتذر منها
و أعتقد أنه الحل اللي توصل إليه هو الحل الأمثل هو يأخذ بدور و خالد يأخذ سبنتى دي قسمة العدل 😍😍😍😍😍

_بدور فهمت إنه الطريق لإبنه طويل عشان تستعيده قلب و روح و إنها محتاجه راشد و وجوده أساسي كمان اللي حصل لراشد خلاها تشعر بالفقد و ده كان أكبر من تحملها
راشد و بدور حالة خاصة صعبة التعقيد جداً مربوطين ببعض بخيط مش ممكن ينفصل
بدور حبها لراشد و خوفها عليه كان أكبر من حقدها عليه
بدور الجديدة أختلفت كليا بعد أزمة راشد و رفض إياب و كل الحقائق الصادمة اللي عرفتها خلتها أكثر مصارحة مع نفسها و تعيد النظر في حياتها و تقييمها و محاسبة النفس على أخطائها

كمان أصعب شعور إنها تشعر أنها مرفوضة من إبنها لكن المفارقة العجيبة إنه بدور ما وجهتش لوم وعتاب لراشد على أد ما وجهت لنفسها و إنها كانت مشاركه بطريقة أو بأخرى في حرمانها من إبنها

و برغم حرقة القلب لكنها فضلت صالح إياب و بتحاول تبعده عن كل التوتر و تمد جسور التواصل بينهم و بتتسلح بكل الصبر عشان توصله و تستعيده لقلبها

_راشد و بدور و المواجهة المرتقبة بينهم

كانوا في أمس الحاجة إليها و كل واحد فيهم يخرج مكنونات صدره من ألم و معاناة و يمكن تجيب على كل التساؤلات اللي بتشغل بدور و منتظرة من راشد يكون عنده إجابة شافية لجروحها
و راشد هو كمان محتاج إنه يفسر نفسه و أسبابه قدامها و يطووا الصفحه دي للأبد عشان مصلحة إياب و يجدوا صيغة تفاهم تجمعهم كأب و أم

Nora Soliman

marwa kh 07-07-20 05:29 AM

الفصل حلو اوى مع أنه صغير بس لذيذ 😍🥰

Hoba Nasry 07-07-20 08:02 AM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_شظايا_القلوب

_الفصل النهاردة كان بداية لم الشمل لعائلة الراوي و قبس نور بيضئ عتمة ليل غيم ظلاله على حياتهم

_الأزمة اللي تعرض لها راشد و الحقائق الصادمة اللي كشفت كل واحد راجع نفسه و وقف قدام مرايته و حاسبها

_راشد_بدور_إياب

_بدور و اللى أدركت أنها كانت بتركض في مضمار طويل من الحقد و الإنتقام أستنزفها و خلاها خسرت نفسها و إبنها
و لما حست إنها مهددة بفقد راشد حب عمرها و رفض إياب ليها و إتهامه إنها السبب كل ده خلاها على أد ما جرحها لكنه غيرها و خلاها تنضج أكثر ، بدور و اللى ظلت ملازمة راشد لغاية ما فاق كانت بتناجيه عشان يقوم ليها لأنها أعترفت في قرارة نفسها إنها ما تقدرش تصمد غير بوجوده ، عايزاه يقوم لإياب و يرجع لها إبنها زي ما وعد
و كأنه شعر بحاجتهم إليه و لبي النداء و فاق على عينيها قدامه و سمعها بقلبه
مشهد يخطف من روعته و جماله

_راشد بظهوره قدام إياب و إنه يفهمه إنه بدور مالهاش ذنب في اللي حصله خلي كل حزنه يتبدد في لحظة و ترجع ثقته في بدور من تاني
راشد و بدور المرة دى كان في إنفاق ضمني غير معلن إنهم هيعملوا لصالح إياب و إنه هو الأهم في حياتهم يتركوا كل خلافاتهم مؤقتاً على جنب، و أجلوا جلسة العتاب و المواجهة بينهم لغاية ما يكونوا مستعدين ليها

_راشد_خالد_سبنتى

_راشد بعد ما فاق و حس بدنو الموت منه خلاه يخاف على مستقبل أولاده و أخذ قرارات توفر لهم الحماية و الأمان
و يطمن عليهم و أول قرار أخذه هو زواج سبنتى و شيماء علي خالد و نزار في أقرب وقت
راشد عايز يفرض على سبنتى سور من الحماية حتى من نفسها بعد ما أدرك حجم العطب و الجراح في روحها و قلبها و اللى أجادت إخفائها عنه و كان دوره كأب إنه يصلح ده و يعيد ترميم شظاياها اللي كسورها
و لكنه كان موجوع عليها و منها و عشان كده كان حازم معاها
عشان تدرك حجم خطأها و إزاي كان جرحه منها الأشد قسوة عليه

_حبيت أوي العلاقة بين راشد و خالد و إنه في مثابة الأب الروحي لخالد ، راشد نجح في إحتواء خالد و سانده و توجيهه قدر يقوم بدور المرشد و المعلم و الصديق و نجح في دوره اللي فشل ياسر الراوي فيه مع أولاده

راشد و خالد هما دلوقتي صمام الأمان لعائلة الراوي و إيديهم في إيدين بعض هيقدروا يعيدوا بناء اللي إنكسر في الجميع كل واحد منهم أخذ دوره المقدر له

_بدور_منى

و لأول مرة بدور تقر و تفهم تضحية أمها عشانهم بعد ما جربت شعورها كأم و إنها مستعدة تضحي بالغالي والنفيس عشان إبنها
حوار منى و بدور و اللى كانت منى حريصة فيه إنها تجمع كل أولادها و تزيل أي خلاف بينهم و تجمعهم سوا يد واحدة
و توصيهم ببناتها شيماء و سبنتى

_نوة_مدحت_بدور

نوة و مدحت و اللى كانوا بيحاولوا في كلامهم مع بدور إنها تلتمس العذر لشيماء و تقدر ظروفها الخاصة و اللى دفعتها إنها تخفي عليها تواصلها مع رفيقة روحها و هي شايفة أختها بتتلمس أي خيط يوصلها لإبنها، و كلام مدحت معاها و إنه أول طريق نحو سلامها النفسي هو أنها تتعلم تسامح و تنسي أى ضغينة أو مرارة جواها لأي شخص

و بدور برغم إحساسها بالخذلان و الحزن منها لكنها مقدرة الأسباب اللي دفعتها لكده

_إجتماع بنات الراوي نوة و شذي و بدور و مريم و معاهم منى و هما بيحاصروا خالد و يحتفوا به و ترقيع منى له على تجاوزه مع سبنتى مشهد في ألفة و محبة و دفئ العائلة الجميل

_جوشوا_نزار_راشد_خالد

_خالد كانت صدمة و مفاجأة جديدة من ياسر الراوي له أنه يعرف إنه ترك وصاية شيماء في إيد راشد و برغم إحساس الخذلان اللي تمكن منه تجاه والده و هو بيكتشف كم الفواجع اللي أرتكبهم في حقهم و كانت سبب في تعرقل حياتهم و حطمتهم لكنه كان بار به لنهاية و تجاوز الأمر
رفضه في البداية لنزار و إصراره على موقفه لآخر لحظة كان دافعه الوحيد خوفه عليها من إنها تكون مشاعر نزار هوائيه و يكون سبب في تحطيمها و تعاستها لكن لما أستشعر صدق مشاعر نزار تجاه شيماء بارك زواجهم و هيظل في ضهرها و سندها

مشهد خطبة نزار لشيماء و جوشوا اللي تنصل من إبنه قدامهم ، و هناء اللي تجاهلته تماماً ولا كأنه إبنها و مشاكسات جوشوا لإبنه مشهد جميل جداً جداً
إحتضان هناء لنزار و اللى أخيراً نجح يحقق حلمه و رسيت سفينته على صاحبة العيون البحرية
و نزار اللي وجد فيها شبيهة أمه في حنانها و قوتها

نور بلاك أنتى مايسترو عزفت أروع الألحان بقلمك الساحر و كتبت ملحمة عشنا فيها و توحدنا مع شخوصها بكل حواسنا سلمت أناملك الذهبية 👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏

Nora Soliman

تاج الحسن 07-07-20 08:36 AM

تسلم أناملك كثير حلوة الرواية جميلة الأحداث بحب مناقرات نزار و جوشوا و بعشق ترابط الأخوة و متأكدة مريم حامل واضح القصة من متابعينك

Lobna hanafy 07-07-20 09:36 AM

el2::wavetowel2::fly::fly::fly:
تابع الفصل الواحد والاربعون

.............................................

بعد أسبوع...

كما توقع الجميع، بعد خروجه من المشفى.. لم يستطع بالطبع أن يعود سريعاً لممارسة حياته، ورفض بكل الطرق أن يستجيب لإلحاح خالد وزوجة عمه أن يجلس معه في المنزل الكبير مؤقتا للعناية به.. إذ انتقل خالد بإقامة شبه دائمة مع والدته في منزله.. ليلة خروجه لم يصدم عندما عادوا لمنزل راشد ليجدوا والدته سبقتهم لهناك مع نوة وشذى وأزواجهما وجهزوا له غرفة في الدور السفلي مؤقتاً كما اهتم الجميع على مدار الأيام لعنايته في الطعام والعلاج, إذ أنه أيضاً أصابته وعكة أخرى استدعوا على أثرها طبيبه الذي تبادل متابعته وعنايته مع والدته..

سَبنتي أيضاً كانت تحاول المساعدة والتدخل إلا أن راشد ولأول مرة كان يرفض اقترابها منه بكل شكل ممكن مكتفي بحديث مقتضب وجاف معها... أحدهم لم يفهم ما الذي يهدف إليه راشد بطريقته الجديدة معها.. إذ أنه أيضاً استمع لما لاحظه خالد عنها، وأخبره بصراحة مطلقة أنها تحتاج لطبيب نفسي، وليس مراعاتهم فقط.. وقد اتفقا بالفعل للبحث عن الطبيبة المنشودة، إذا أن خالد رفض بشكلٍ متعسف لجوئهم لطبيب من جنس الرجال...

أيضاً بدور كانت تتردد بشكل يومي ومنتظم على الزيارة إذ أن ابنها رفض أن يغادر جانب أبيه بل ظل يتشبث في صدره رافض حتى مغادرة الفراش من جانبه، إلا أنهم حالوا بين أي تصادم بينها وبين راشد رغم نظراتهم الفاضحة للجميع لتلهف كليهما لحديث ومشاعر تصرخ بها الأعين المفطورة باللوعة...

تذكر نوة تواطؤ بدور مع سَبنتي التي رفضت بشكل قاطع التواصل معها إلا أنها تعاونت لأن تقتحم غرفته الخاصة، وتسلم بدور كل سجائره، وحبوب المنوم التي علمت أنه ما زال يلجأ إليها مثلها.. وقد كانت قد حدثت طبيبه وفهمت منه ما الذي يفترض أن يتبعه من إرشادات وعلاج الفترة القادمة وطلبت منه أن يحذره شخصياً لخطورة ما يفعله بنفسه..

تذكر جيداً أيضاً عندما علقت بدور غير قاصدة أمامهم بأنه يهمل في صحته، وبأن حتى سَبنتي لن تكون قادرة على تحجيمه إن أراد أن يعود للتدخين أو يهمل في علاجه... يومها والدتها اكتفت بأن تنظر إليها بلوم وكبت وكأنها تخبرها باختصار "واحزري الفضل لمن.. إنه لا يملك من قد تحرص على حياته وتدفعه للالتزام مانحة إياه الأمل والمساندة"

فلنعترف بكل انزعاج.. بدور لم تغتال حياتها فقط وتحطمها، إلا أنها جرت راشد أيضاً لدواماتها ما يقارب العشر أعوام أو يزيد، إذ أنها لم تسمح له بالتحرر ومواصلة حياته مع غيرها ، وترفض بكل غباء وتعنت أن تعود إليه لترمم الباقي من عمر كليهما التعيس..



جلست نوة تضع ساق فوق الأخرى برشاقة وهي تميل نحو الطاولة التي توسطت غرفة المعيشة الخاصة بأفراد العائلة فقط، والمؤسسة على الطراز الكلاسيكي مريح للنفس والعين بأرائكه المتناسقة بجمال متداخل فيه اللون الأسود مع البني.. ومبطن فرشه بالحرير اللين.. ثم قالت بهدوء تجيب سؤال والدتها المعلق "نعم أمي كما رغبتِ.. شيماء ستبقى الليلة عند سَبنتي، ولن تعود إلا بعد أن تطلبيها أنتِ.."

صمتت قبل أن تنظر من فوق فنجانها لبدور بهدوء "هذا إن رغبت في العودة، إذ أنها أخبرتني أن وجودها بعيداً عن المنزل هذه الأيام أفضل للجميع"

ارتفع حاجبا بدور معاً وهي تنظر لها ببطء شديد ثم قالت بثبات "هل تلوحين أني السبب الآن في إحساسها بالخجل والبغض لضربها لي بظهري؟!"

قالت نوة بخفوت "لا ألومكِ لشعوركِ البشع بالخيانة، إذ أننا جميعاً فعلناها بطريقة أو بأخرى معكِ, إلا أن مبرري الوحيد أن شيماء لم تملك خياراً آخر، إذ أننا ندرك جيداً شدة تعلقها برفيقتها"

قالت بدور بصوت اخشن من حدة الألم الذي يتموضع في صدرها رافض أن يغادرها أبداً على ما يبدو "صدقي أم لا، أنا لا ألومها يا نوة فكما أشرتِ جميعكم فعلها، ورغم إدراكي أنها كانت تحتاجها حتى لو كان تواصلهما عبر الاتصالات الهاتفية.. ولكني بشر وشيماء كانت أقربكم لي وطعنتها موجعة.. كلما تذكرت أنها راقبتني أعاني دون أن تحاول التخفيف عني ولو حتى عن طريق إخباري أنه بخير.. أن تقول أي شيء يجبر لوعة فراقي لصغيري"

هزت نوة كتفيها باستسلام ثم قالت "يقولون كل واحد حجته في لسانه حلوة.. ومبرراته وتصوراته داخل عقله منطقية للغاية.."

أطرقت بدور تضع ساعدها على ركبتها ويدها على وجنتها دون أن تعلق.. فسمعت والدتها تقول بهدوء "لماذا لا نصف الأمر بصراحة دون مبررات.. شيماء أخطأت في حق أختها الكبرى.. إلا أن جميعكم فعل، وما يؤلمني حقا أن أصرح في وجهكن أن الذنب الأكبر يتحمله والدكن رحمه الله"

اهتزت يدا نوة بوضوح لتتساقط من قهوتها بضع قطرات... بينما رفعت بدور عينان شديدتا التعقيد نحو والدتها تحدق فيها دون تنازل.. والتي أكملت بصوت أجش "إن لومنا لبعضنا لن ينتهي كما قالت سَبنتي مرة ساعة غضبها منا.. نحن عائلة أشباح ملعونة قدر لنا الوجع طوال حياتنا.. لذا أرغب بقوة في تغيير هذا.. ألا أستحق منكن أي تنازل بسيط من أجلي، أن تتمسكن بالإصلاح والغفران لكل من يطلبه؟!!"

قالت بدور بخفوت قاتم "صعب عليّ يا أمي، أنا أحاول بكل ما أملك من قوة.. ورغم هذا كلما أعتقد في نفسي الوصول أخيرا لشاطئ ينجدني من بحر الظلمات والضربات القاسمة.. تظهر دوامة عاتية تبلعني من جديد"

اقتربت منى من بدور تلف ذراعها حولها لتضمها إليها تقبل رأسها بقوة وهي تقول بتحشرج "كل هذا غلطة أمكِ، أجدني أريد لوم نفسي ليتني ما تركتكِ له، ما قبلت مساومة أبيكِ بكِ ما كنت فقدتكِ"

أغلقت بدور جفنيها بقوة قبل أن تقول باختناق شارد "الذنب متساوي إذاً يا أمي، إذ أني من اخترته دائماً، من أجبرتكِ لتخضعي بعد اختياركِ الابتعاد عنه.."

سقطت عبرات منى بالألم فوق رأسها ثم قالت "بل أنا من فعل.. وحدي من اخترت العودة لعلّي أنقذ منكم من أستطيع، ولم أعمل حساب لفرصة دماركم"

ابتعدت بدور عنها بلطف ثم مدت أناملها تكفكف دمع منى وهي تنظر إليها بعطف ثم قالت بشجن "هذا ما عشت عمري ألومكِ عليه، ولكن الآن بعد أن جربت خاصةً ما عشته أجدني كنت مجحفة جداً في إلقاء وبال غضبي عليكِ.. فأنا الآن مستعدة لفعل المستحيل حد رمي نفسي في النار إن تطلب الأمر أمام استعادتي لابني"

اقتربت شذى الصامتة تجلس بجانبهن ثم أمسكت بيد والدتها بمساندة وهي تقول بخفوت "كل منا ينجز الأمر بطريقته وبناءً على المتاح، نوة أخبرتني مرة أن كل امرأة لديها رد فعل مختلف إذ أن الحياة تفرض عليها قيود قاسمة، لذا لا أحد يملك حق لومكِ أو جلدكِ لأنكِ اخترتِ الاستمرار لصالح أبنائكِ من وجهة نظركِ"

ابتسمت منى من بين دموعها ثم همست "سأستغل هذا وأخبركن أن شيماء أحبكن إلى قلبي، أضعفكن إذ أن اختياراتها محدودة، إن كنتن تحببنني فعلاً فلا تؤذوني بها، هي وصيتي الوحيدة لكن.. فلا أحد يلومها على قلة بصيرتها وميلها لصديقتها الوحيدة التي ملكت من السلطة أن تدعمها حتى وهي بعيدة عنها.. الأمر لم تكوني أنتِ المعنية به يا بدور"

اهتز صدر بدور وكأنها تكتم بكائها ثم قالت بصوت أجش "أعرف.. الآن أفهم يا أمي.. ولكن وجعي منها أمر خارج يدي، لذا فلندع الأيام تطيبه، أنا أثق بأنني سأفعل.. تدركين جيداً أنها لم تصبح ما هي عليه الآن بفضلكِ وسَبنتي فقط، أستطيع التبجح والقول أن لي يد أيضاً"

ابتسمت منى وهي تقول "هذا ما أريد سماعه على الأقل الآن.. فكل ما أريده أن أتأكد أن لا واحدة منكن تملك ضغينة تجاه الأخرى"

صمتت قبل أن تكمل بخفوت شديد وهي تنظر لعيني بدور برجاء متواري "وزوجة خالد أيضاً أضمها في أمنيتي... فجميعكن تعلمن أنها طفلتي قبل أن تكون زوجة ابني"

أومأن بموافقة دون تردد ..بينما اهتز شيء داخل بدور عاصرها عصراً بندم لن تجد له علاج.. فلتضع خيبتها وإخفاقها مع سَبنتي بجانب إخفاقاتها الأخرى...

الهرج في صالة الاستقبال قطع حديثهن بينما قالت نوة بضجر وهي تمسح دموعها وكأن شيء لم يكن "من الصراخ الذي يسبق ظهور أختكن، يخبرنا بكل وضوح أن السيد الموقر ابنكِ اشتبك مع الفتاة"

وقفت شذى من مكانها وهي تقول بتأفف "يا إلهي، بماذا أعاقبه بعد ليبتعد عن طريقها؟!"

قالت بدور بحرص "ربما بأن لا تعاقبيه أصلاً, فمن الواضح أن عدائه معها كرد فعل ساخط على تحذيراتكِ غير الإنسانية بالمرة للفتى"

قالت شذى ببرود "أنا أربي ابني كما يحلو لي"

امتعضت بدور وهي تقول ببرود مماثل "ونعم التربية"

أشارت شذى نحوها بحنق وهي تقول "انظرن من يتحدث عن التربية.. الأولى بكِ أن تفكري في تهذيب ابنكِ الذي يتفاخر بحوادثه الليلية"

قالت نوة بارتياب "هل هذا يعني أنكِ عاقبتِ أولادكِ صغاراً على ذلك الفعل؟!"

فردت شذى ظهرها بأناقة وربتت على شعرها المصفف بعناية ثم قالت بغرور "بالطبع، ومن أول ليلة ولم يكررها أبداً"

قالت منى بسخط "منكِ لله يا بكيزة الدرملي.. هل ربيتكِ هكذا.. يا خسارة الليالي الطويلة التي داريت فيها عن أخواتكِ فعلتكِ المتكررة"

توسعت عينا شذى بصدمة وهي تهتف بحنق "أمـــــــــي!!"

بينما انفجرت بدور في الضحك لمجرد الفكرة.. أما نوة فهتفت "أول شيء سأفعله عند عودتها لجورجيا هو الإبلاغ عنها لرعاية الطفل لينقذوهم من بين يديها"

قالت منى ببرود "ولماذا الشرطة.. أنا موجودة.. سأصادرهم منها، ولتريني كيف ستستردهم"

"اتركني يا خالد لأربيه ابن بكيزة، قليل الفهم.. الجلف ال...."

زج خالد مريم ووضعها بجانب والدته التي أخذت تسيطر على غضبها وهو يقول "المرة القادمة سأترك لكِ حرية ضربه، ولكن الآن يكفيه عقابي"

تنفست مريم بغضب وهي تقاوم منى والتي سألتها من باب الفضول ليس إلا "ماذا فعل هذه المرة؟"

صرخت بعاصفة هوجاء "بمجرد دخولنا مع خالد للحديقة، والمزعج, غير المهذب استلم ابنتي توقفي عن الميوعة.. ملابسكِ فاضحة، شعركِ بشع, خديكِ مترهلين.."

صمتت قبل أن تهب صارخة ناوية ملاحقته من جديد فأوقفها ذراع خالد الذي سيطر عليها رافعها عن الأرض بملل وتعب وهو يغلق عينيه بقوة من سيل برطمتها بشتائم قاسية ثم قالت "أنا ابنتي وجنتيها مترهلتين.. ابن المترهلة"

فغرت شذى فمها بذهول وهي تشير إلى صدرها بأصبعها وهمست "أنا مترهلة؟!!"

ضحكت بدور ونوة ومنى أيضاً حتى دمعت أعينهن بينما أكملت مريم "وأنا ابنتي الجميلة شعرها بشع؟! الجلف, عديم التمييز، الغبي, ابن......"

وضع خالد يده على فمها مانعها من الاسترسال...

بينما قالت شذى باستياء أنيق "سأحاول تفهم غضبكِ، ولن أرد عليكِ بالقول أنكِ وحدكِ المترهلة وقريباً جداً ستصبحين فيلاً صغيراً استناد على كم الأطعمة التي تتناولينها"

ازدادت عينا مريم شرراً وتخلت تماماً عن الوجه الناعم الرقيق وهي تقاومه لكي تصل إليها فتبرحها ضرباً..

تنهد خالد بصوت مسموع وهو يقول "الصبر من عندك يا الله.. اللهم لا اعتراض على قدرك, ولكن لماذا أنا وحدي من أتحمل خمسة من المجنونات.. خمسة من الحمقاوات.. خمسة من..."

أوقفته نوة وهي تقول بخبث "حسناً شيخنا لقد اتضحت الفكرة إذ أني أيضاً دعوتُ الله بكل ضعف وصدمة لماذا منحنا أخ لا قدرة له على السيطرة على نفسه فتسلل لفتاة عاجزة وحيدة مسكينة لينفرد بها ليلاً.. لاغتصابها؟!"

الذهول التام ما راقبته على وجوه الجميع.. تبعه صمت حاد وكأن على رؤوسهم الطير، وكما توقعت هدأت كل انفعالات مريم بل ونزعت نفسها منه وهي تبتعد ناظرة إليه بقرف مضحك..

حتى قطعت منى الصمت وهي تنهب الأرض نهباً متوجهة لباب الغرفة لتبعد طفلي مريم ذوي الأعين الفضولية وهي تصرخ "غنوة... غنوة تعالي إلى هنا، وخذي أبناء خالتكِ للأعلى"

لم تنتظر رد حفيدتها وإن سمعت تلبيتها النداء سريعاً ثم أغلقت الباب وهي تنظر إلى الجميع بشرر حقيقي كأم توشك على خلع نعلها وضربهم جميعاً به..

"أنتِ ما الذي تقولينه يا بكرية إخوتكِ.. يا بديلتي؟!"

جز خالد على أسنانه وهو يقول بغضب "لقد جُنّت.. ماذا تعتقدين غير ذلك؟ ابنتكِ المصون جُنّت.."

تمطت نوة بكسل ثم قالت بلا اهتمام "مقبولة منك يا أخي الأصغر المهذب..."

صمتت قبل أن تنظر لوالدتها وهي تكمل "عندما ذهبت لسبنتي صباحاً أصريت على أن أعد لهم وجبة طعام، وأثناء انشغالي في الأمر طلبت الحديث معي وأخبرتني برغبتها التامة في عدم إتمام هذا الزواج إذ أن راشد أخبرها كما نحن عن تحديد موعد الزفاف ولم يقبل منها مناقشته"

عقد خالد حاجبيه وهو يقول بثقل لم يهتز "حسناً, رأي سَبنتي في الأمر جميعنا نعرفه، لذا ما علاقة السخافة التي قلتها به؟!"

صمتت نوة قليلاً تحدق فيه ببرود ثم قالت بعد برهة عندما سمعت زمجرة والدتها تحثها على الكلام "ليلة وقوع راشد، ماذا كنت تفعل بعد منتصف الليل في المزرعة يا شيخنا؟"

الآن استطاعت أن تنال منه بما لا يقبل الشك، وهي تراه يتوتر بطريقة ملحوظة يقلب نظراته في وجوههن المتهمة الساخطة وكأنهن يحدقن بالفعل في وجه أعتى المجرمين المتحرشين ومستعدات في أي لحظة للانقضاض عليه وتخليص المجتمع من شره...

تنحنح بقوة قبل أن تستقر عينيه على وجه بدور ثم وكأنه أتته فكرة مبهرة وهو يقول بتلعثم ليس ضعفاً ولكن للكذبة التي هو مجبر على التفوه بها إذ قال "كنت مع بدور طبعاً, فأنا لن أدعها تذهب هناك وحدها"

وقفت بدور من مكانها ثم استدارت لتجاور أخواتها ووالدتها اللاتي مثلنّ في هذه اللحظة فرقة إعدام صغيرة متراصة قبالته... ثم قالت ببرود وهي تشبك يديها على صدرها في علامة نفاذ صبر "لقد ذهبت وحدي، أنا صدمت من وجودك هناك أصلاً بل وهبوطك من أعلى الدرج"

خبطت منى على صدرها بقوة وهي تلهث تقريباً علامة على الصدمة.. بينما قالت نوة بفتور "بالضبط وبالطبع جميعنا كنا أكثر قلقا وانشغالا في الأيام الماضية, لنركز ونسأل ما الذي كان يفعله أخونا الهمام مع الفتاة المسكينة والتي اتهمته بصراحة بأنه حاول اغتصابها؟!!"

علقت مريم وهي تحرك فمها يمين ويسار "وأنا من سمحت لك أن تبيت معها في منزلي بحجة أنك أمين عليها.. يا عيب الشوم عليك.. ألا تتحشم؟!"

رفعت بدور حاجبها وهي تنظر بجانب وجهها لمريم، ثم قالت "جدياً يا مريم من أين اكتسبتِ قاموسكِ اللغوي الجديد ليصبح بتلك.... بتلك...."

قالت شذى ببرود: "بيئة"

لم تهتم وهي ترد ببساطة: "لا أحد بيئة إلا أنتِ يا بكيزة... ونعم يا بدور فأنا لديّ صديقة جديدة رائعة أتعلم منها الكثير لينضبط عودي المتمايل"

أومأت بدور بنوع من التقدير ثم قالت "أريد التعرف عليها إذاً و...."

هتفت منى بتعب "رباه الرحمة.. أنا في ماذا وأنتن في ماذا؟!"

في تلك اللحظة كان خالد قد استنزف بالفعل كل رباطة جأشه ووصل لحد مرعب من الغضب إذ قاطعهن وهو يقترب من نوة ببطء متربصاً حتى أشرف عليها بضخامته ينظر لها من علو بعينين مشتعلتين ثم قال من بين أسنانه "أي غباء تهذي به هي وتتمسكي به أنتِ لتنشريه كمذياع الفضائح الصدئ"

اهتزت عينا نوة قليلاً وهي تبتلع ريقها بخوف مضحك ولكنها قالت باستفزاز "تهجمت عليها ناوياً اغتص....."

قاطعها بشرر "إنها زوجتي.. حلال.. كانت دائماً أمام عيني وتحت رعايتي انفرد بها وقتما أشاء دون أن أنظر لها حتى نظرة وقحة.. فما حاجتي لأقدم على ذلك الفعل المقرف والآن؟!"

مطت بدور شفتيها وهي تقول بلؤم "لم تنظر لها.. أبداً.. أبداً.. إطلاقاً.. بتاتاً.. البتة.. هل أنت متأكد؟!"

"الصبر من عندك يا الله، هل جننتنّ؟"

قالت شذى ببطء متكلف للغاية "على فكرة مبرر حلالك ذاك لا يسمح لك بلمسها حتى وليس التهجم عليها"

ادّعى الدهشة وهو يقول بنبرة سمجة "وهذا في أي شرع إن شاء الله سيدة شذى.. شرع رابطة بنات الراوي الحمقاوات صحيح؟!"

ابتسمت بدور بتكلف حتى بان صف أسنانها ناصع البياض ثم قالت قاصفة إياه "فلنحمد الله أن الأمر انتهى بتلك الصورة، ولم ينتبه راشد حتى الآن لتعديك عليها في منزله وبالغرفة التي تجاوره"

فغر فاه بذهول وهو يهبط بكلا كفيه على الأخرى بغضب جلل "لا حول ولا قوة إلا بالله ..الصبر من عندك يا الله عليكن"

اقتربت نوة منه حتى لامسته بتحدي ترتفع على أصابعها وهي تقول بحماقة "الآن أرى جانب مشرق لوعكته.. فهو إن كان ضبطك ليلتها لكان هو شخصياً من قام باغتصابك"

رفع خالد يديه أعلى رأسها بغضب جلل وهو ينظر إليها بذهول وكأنه يقاوم نفسه ألا يخنقها فعلاً... بينما بقيتهن كالعادة انكمشن في بعضهن يقهقهن بسماجة

حتى هتفت منى أخيراً بسخط "صه"

حاولن تلبية أمرها ولكن فشلن تماما وهي تقدمت تزيح نوة من طريقها بعنف حتى وقفت في وجه ابنها ترفع إصبعها في وجهه ثم تدبه على صدره في إشارة حانقة وهي تقول "لقد اكتفيت منك ومن تهورك مع فتاتي، هل جن جنونك وأصبحت عاجز عن الالتزام بحدود أخلاقية حتى تصبح الفتاة رسمياً وأمام العالم أجمع زوجتك وفي منزلك؟!"

قال بصبر موضحاً "يا أمي الأمر ليس بتلك الصورة البشعة.. لقد ذهبت لأني....."

دبت على صدره مرة أخرى وهي تقاطعه قائلة: "لا أريد أن أفهم.. لقد اكتفيت من انفلاتك مؤخراً.. أنت لن تقترب منها حتى بعد الزفاف إلا إن سمحت هي ومن الآن أفرض عليها حمايتي"

رفع طرف فمه مطلقاً صوتاً استنكاري.. فحاولت بدور مساندته إذ أن الأمر ابتعد عن المزاح الآن وهي تقول "أمي، خالد لم يقم بأمر شائن.. هي التي تبدي انفلات في تحديه ومقارعته.. أعتقد أن ما يبديه خالد لم يتعدى حدود أي خاطبين..."

التفت إليها منى بشرر جلل وهي تقول بنفس حنقها "أنتِ الأخرى لقد بلغ السيل الزبى من تهوركِ... مرة يأتي لي راشد بكِ من على الأرصفة فجراً, ومرة من منزله بعد منتصف الليل, وأخيراً أجدكِ صباحاً في مشفى يبعد ساعتين لأن سيادتكِ ذهبتِ إليه ليلاً"

بهتت ملامح بدور وتلكأت وهي تقول "الأمر أن إياب...."

قالت بحدة "اخرسا أنتِ وأخيك.. هل رجل الراوي الجديد وسيدة الاعمال المبهرة ذوا السلطة يعتقدان بأنهما كبرا على أن يكون لهما كبيراً يحجم أفعالهما؟! لا والله لن أسمح لكما.. لقد صمت طويلاً وحان وقت تهذيبكِ وهو من جديد"

قالت نوة بسخافة "أحسنتِ يا أمي, لا تترددي في تهذيبهما"

التفت إليها منى وهي تقول بشراسة "اخرسي أنتِ.. ويا ليتكِ تسمعين النصيحة وتضعين أنفكِ في مكانه الطبيعي أي داخل وجهك"

تقهقرت شذى خطوة بعيداً عن مرماها حتى لا تسمعها شيء يجلدها مثلهم ولكنها التقطتها وهي تقول "وأنتِ يا بكيزة، قوانينكِ الاجتماعية المريعة تلك تنفذينها في بيتكِ، وتجدين طريقة للسيطرة على ابنكِ وإلا والله لأطردكم من هنا شر طردة..."

أومأت على الفور عدة مرات دون جدال أو حتى غضب من التهديد...

بينما علقت مريم ممتعضة "قلبي معكِ, أولادكِ جميعاً قليلو التربية ومجانين"

لم تتردد منى في منحها من الحب جانب وهي تقول: "على أساس أنكِ العاقلة هنا.. لقد أحببتكِ واعتبرتكِ أختهم دون جدال لأنكِ تماثيلهم في قلة الأدب"

لكمتها بدور وراء ظهرها أن تصمت وأن لا تجادل.. غمغمت مريم على مضض وهي تشاركهم جميعاً النظرة المتوجسة..

حتى استدارت منى أخيراً وهي تبرطم "منكم لله، ستتسببون في جنوني على كبر.. لا الكبيرة نفعت ولا الفارس الهمام شفع.. لقد تعبت.. والله تعبت منكم..."

قبل أن تفتح الغرفة وتغادر التفت تأمرهم بصرامة "موعد الضيوف اقترب.. اذهبوا لتجهيز أنفسكم وهذا الأمر يغلق تماماً.. فقط فلنتمنى أن يكون راشد أكثر انشغالا الآن ولا ينتبه لسبب وجودك في منزله في ذاك الوقت"

عندما غادرت أخيراً نفخ خالد بعنف قبل أن يقول من بين أسنانه "لقد تعبت أنا الآخر منكن بصراحة.. فهل يمكن أن أتعشم بأن لا تتدخلن في حياتي مرة أخرى؟!"

ردت نوة "انظر بما أنك أخ وحيد لخمسة بنات.. فاستعذ بالله وارفع من رأسك تلك الفكرة المزعجة تماماً إذ أننا لن نكف أبداً، بل هذه البداية.. بالمناسبة هل هذه الخبطة الجديدة تسببت بها هي فعلاً؟!"

صرخ بصوت جهوري مرة أخرى قبل أن ينبش خطواته خارجاً بينما هتفت مريم من وراء ظهره "خالد لا ضغينة فيما أقوله ولكن إن أزعجت لوليتا مرة أخرى... سأخبر راشد بكل شيء"

"تخبريني بماذا؟" قال راشد الذي دخل بصحبة ابنه إثر أصواتهم العالية فور دخوله للمنزل..

"اللعنة" همس خالد وهو يغلق جفنيه بقوة..

بينما نظرت إليه مريم بسماجة وهي تقول "بأنه يشتاق لوجودك طبعا"

نظراته المتشككة غير المقتنعة أخبرتهم بما لا يدعو للشك أنه سيعرف بالأمر في القريب العاجل..

**********



كان راشد قد استقبل ضيوفه مع زوجة عمه منذ دقائق قليلة.. ووقفت بدور على الدرج تنتظر هبوط خالد الذي تأخر في تبديل ملابسه أو لتكون منصفه بأنها تحججت بالأمر حتى تحتضن صغيرها أطول وقت ممكن بعد شوقها الذي وصل مداه الأيام المنصرمة...

"أريد أن أذهب لأصدقائي"

نظرت إليه بدور وهو يجلس في حجرها ثم قالت "ألا تفتقد صديقتك، ابقى قليلا فقط"

فقال "قال بابا أنه يريدكِ معه وأخبرني أن أذهب بالأعلى... أنتِ يجب أن تستمعي لكلام بابا"

اضطراب ملامحها لم يلاحظه ولكنها أجابته بصوت أجش "سأفعل فور أن اكتفي من صحبتك"

قال خالد وهو يهبط أخيراً "إذاً فأنتِ لن تفعلي أبداً.. فاكتفائكِ من إياب أمر يائس للوصول إليه.."

عبس إياب في وجهه وكتف ذراعيه وهو يكور فمه بغضب تضامناً مع تعقيد حاجبيه أخذه خالد منها يرفعه لأعلى وهو يقول بمرح "لماذا هذا التقطيب، ألم نكن صديقين عندما استضفتني في منزلك الأسبوع الماضي؟!"

تشبث إياب بساعده وهو يقول بحدة "أنت تزعج أختي وتريد أخذها مني"

قال خالد وهو يداعب بطنه بوجهه في حركة مازحة "بالعكس أنا أخبرتها بأني أرغب في أخذك معها، وتبقيان معي طويلاً بلا نهاية.. ما رأيك؟"

انطلقت ضحكاته الطفولية المنعشة غالبة غضبه ولكنه قال "وبابا...."

أنزله خالد ليجلس على ذراعه ثم نظر لبدور وهو يغمز بعينه ثم قال ببراءة "وبابا... ماذا نحن فاعلين به، أعتقد أنه مسكين كتب عليه أن يبقى وحيداً دائماً.."

عبس إياب للمعنى ثم قال بغضب مساوم "لا سأبقى معه... وأنت أترك أختي.. أو أعطني أختك"

شرقت بدور بأنفاسها وضحك خالد بقوة وهو يقول "أنا أحب هذا الفتى جداً.. ولو ملكت حق المساومة لن أتردد للحظة"

قالت ببرود "تتنازل عني إذاً رغبة في الحصول عليها؟"

قال خالد بشقاوة "أنا على وشك فعل هذا مع شيماء.. إذ أن سَبنتي كانت قد طلبت بالفعل بالسابق أن يصبح مهرها موافقتي على نزار.. لذا أعتقد أني سأحب تكرار الأمر"

ابتسمت ابتسامة صغيرة.. قبل أن تلتقط إياب وتقبل رأسه وهي تهمس "اصعد لغرفتك ستجد أصدقائك ينتظرون هناك، أنت تعلم طريقها؟"

أومأ موافقاً ثم تابع الأمر كأي طفل مهذب... إلا أنه التفت إليها وكأنه تذكر شيئا هاماً "بدور هل يمكنكِ أن لا تغضبي، أنا أريد أن أمضي مع بابا، وسآتي إليكِ غداً"

ارتعش وجه بدور فاقدة الأمل في أن يأتي هذا الغد قريباً ولكنها الآن لا يعنيها إلا مصلحة صغيرها، وابتعاده عن كل ما يوتره ويضغط على أعصابه وصحته النفسية لذا أومأت بهدوء حزين وهي تقول بصوت أجش "لن أغضب إن عدت إليّ كما وعدت؟"

أومأ موافقا فرحاً ثم اندفع للأعلى كما أرشدته..

اعتدلت بدور نحو خالد ثم تركت لمشاعرها حرية التعبير وهي تقول بصوت مختنق "مهما أبلغتك أسفي واعتذاري, هذا لن يمحِ تطاولي المريع عليها يوم المشفى"

تراجع خالد يستند إلى سور الدرج وهو يتأملها بصمت دون أن تنم ملامحه عن شيء.. ونطق أخيراً بوجوم "أوجعتها.. لا مبرر مهما كان يمنحكِ قسوة ما تفوهت به أو يمنحكِ الحق أن تلوحي بهذا"

قالت بشحوب "أعرف.. أعرف وأنا نادمة, لأول مرة أشعر تجاهها بندم حقيقي يقسمني، جاعلني أكتشف أمراً مروعاً كان قلبي الأعمى لا يبصره"

قال بهدوء "ما هو يا بدور ذاك الذي يبرر توحشكِ معها؟"

ساد صمت قصير قبل أن تقول بخفوت "أدركت أن عند عودتها ما حرك مشاعري تجاهها هو الامتنان لرعايتها ابني وتعاطفها معي.. الامتنان فقط لا غيره يا خالد... إلا أن..."

صمتت مرة أخرى بينما بدت ملامحها الرخامية التي يعرفها تتزلزل ليظهر من تحتها وجه شاحب وعينين مرهقتين يخط أسفلهم سواد باهت يحكي معاناة صاحبته... حتى أكملت "لن أحتمل خسارتها مجدداً، أوجعتني وكأنها بالفعل أخت صغرى لي.. ربما بالماضي كان هناك ما منعني عنها.. شعور قهرني بأنها ابنته.. خطيئته على الأرض تتحرك أمامي.. لكني أقر بأني أحبها، ما دفعني لمحاولة كسبها عند عودتها هو إحساس آخر لم أفهمه.. لقد كنت أفتقدها وأشتاق إليها وأحتاج لرؤيتها مجدداً كجزء منا.. جزء يرمم تشتت غربتنا وابتعادنا عن بعضنا.."

ألا يعلم بهذا فعلاً حتى دون أن تصرح به.. إنه يفهمها ويعرفها جيداً.. يقرأ من كتاب بدور المعقد بتعويذاته المبهمة ما لم يتضح لأحد بالسابق حتى ذلك الذي يتغنى بعشقها...

اعتدل خالد ثم أمسك بكلا كفيها برفق ثم قال بخفوت "ربما تحتاج لأن تسمع منكِ هذا الاعتراف بنفسها.."

هزت رأسها رفضاً ثم قالت بخيبة "لقد رفضت.. حاولت بمنزل مريم مرات عديدة كما في منزل راشد.. ولكنها أصرت على سد أذنيها بكفيها وإغلاق عينيها عند رؤيتي في كل مرة أحاول الحديث فيها "

رغم ملاحظتها القوية لاشتعال عينيه بالغضب أدركت أنه يكبت قهره الخاص عليها، أنها جرحته أيضاً بما تفوهت به.. إلا أنه كان أكثر تحكماً وهو يقول بصوت رخيم "امنحيها الوقت الكافي، ولا تتحدثي في الأمر نهائياً مرة أخرى احتراماً لرغبتها"

عبست متسائلة عن مقصده.. فأوضح بخفوت "لقد تحدثنا أنا وهي بالأمر وأمنيتها الوحيدة الملحة يا بدور أن لا يعلم أحد بما جرى خاصةً راشد.. لقد شددت أن لا يكتشف راشد ما قلته"

اتسعت عينا بدور ألماً شاعرة بالصغر وهي تهمس "لا تريد أن تسبب مشكلة أخرى بيننا تصبح هي محورها"

قال خالد بقوة "نعم، فأبوكِ أوضح لها بما لا يقبل الشك أنها السبب في كل جرح لبعضكما أصلاً.. ومع إحساسها بالذنب تجاهكِ لما أخبرتكِ به كذباً وأنتِ حامل بطفلكِ.. فالأمران معاً عززا لديها ذلك الشعور..."

ارتجفت عضلة بجانب فمها من جديد وهي تنظر لعينيه المشتعلتين بالإصرار عندما أكمل "الأفضل لسبنتي وإياب أيضاً أن تخرجاهما من قصتكما يا بدور... هل يمكنني الثقة بكِ مجدداً لتحقيق رغبتنا سوياً؟"

تمتمت "بالطبع.. لا تقلق"

أخذ نفساً عميقاً يملأ صدره ثم قال بخفوت "ما زالت ثقتي ببدور الجديدة لم تهتز، ولكنكِ تحتاجين لأكثر من وعود منطوقة لتثبتي ذلك"

"خالد, راشد يتعجل وجودك.." قالت مريم بهدوء وهي تتجه ناحيته..

فقالت بدور بتعجب "وهل أرسلكِ أنتِ؟"

حركت ذراعيها بلا مبالاة ثم قالت "هناء أصرت على طردي عقب إخباري لها أني أتيت لآخذ جانب أخواتي وأرفض ابنها"

رفع خالد حاجبيه بدهشة ثم قال "ظننته صديقكِ المقرب؟"

قالت ببساطة "هو كذلك بالفعل، ولكني رفضت طلب هناء بأن آتي معهم كداعم لجانبهم.. ورأيت أن آتي إلى هنا بجانبكم أنتم.. وأصمم على رفضي لإزعاجه ليس إلا"

مسّد خالد وجهه براحة يده بعنف.. وهو ينصرف من أمامهم يهمس "هذا كثير.. والله هذا كثير عليّ"

بينما شدتها بدور بقوة ناحيتها وهي تقول بصرامة "هيا ما سركِ، هذه ليست أنتِ إطلاقاً، ما الذي تحاولين إخفائه بكل هذه البلاهة والتناحة؟!"

انمحى بالفعل انفعالها السمج، وتركت لملامحها حرية التعبير وهي تقول "انا خائفة"

رمشت بدور بعينيها قبل أن تسأل بقلق "من ماذا؟"

توترت بشكل يجلب الشفقة ثم همست بعد برهة "أنا أخفي أمراً فعلاً لو علم به إيهاب سيخرب بيتي"

مطت بدور شفتيها ببرود ثم قالت "لا أصدقكِ أبداً فالرجل المسكين يبدو بين يديكِ كطفل مسلوب الإرادة"

زفرت مريم بهم ثم قالت "يبدو كالطفل طالما أنا صغيرته الوديعة التي تقبل بكل ما يقرره هو لي, ولكن إذا تمردت أو نفذت أمراً في خاطري يصبح شرساً يجرح دون تردد"

قالت بدور باستنكار "إيهاب؟!"

"نعم إيهاب, ست بدور.. لما التعجب؟!"

قالت بدور ببرود "ربما سأصدق.. إن أخبرتني ماذا فعلتِ؟"

ضاقت عيناها لبرهة، ثم همست بتواطؤ "حسناً سأخبركِ, ربما يمكنكِ نصيحتي كيف أتحداه دون أن أخسره"

لوت بدور فمها بسخرية قبل أن تقول بتهكم "بالطبع حبيبتي، ليس هناك امرأة في الكون غيري تستطيع نصيحتكِ لتحدي زوجكِ وتهذيبه دون أن تخسريه، ربما سأعلمك كيف تنتقمي منه أيضاً دون أن تستفزيه لأن يفتح رأسكِ أو تجلطيه"

**********

جلس خالد محتلا مقعداً أحادي يقابل نزار الذي اتخذ مكان يحقق غايته في تحدي من أمامه قاصداً...

ذبذبات التوتر كانت واضحة بينهما من تبادلهما لنظرات تراوحت بين التشفي والغضب المكبوت.. حتى تكلم جوشوا أخيراً.. "أولاً أرغب في شكر السيد خالد لدعوتي للزيارة"

قال خالد بنبرة رخيمة "منزلك يا دكتور, مرحباً بك في أي وقت ولا داعي للألقاب يمكنك ندائي خالد مجرداً"

أومأ جوشوا بابتسامة رزينة ثم قال وهو يلتفت نحو راشد "وثانياً وأهمها حمداً لله على سلامتك، لقد قلقنا جميعنا"

قال راشد مبتسماً "شكراً لاهتمامك"

أجلى جوشوا صوته مرة أخرى، وبدا متحيراً في إيجاد بداية مناسبة لأمر سبق وطلبه ملحاً من أجل ابنه إذ أن الوضع كله غريباً عليه حتى وإن كان يتفهم منذ زمن عادات وتقاليد هؤلاء الناس... ولكنها تبقى غريبة مهما تظاهر بالاندماج في هذا البلد حتى تكلم أخيراً بهدوء "بالطبع نحن أتينا لتجديد طلب يد ابنتكم المصون لابني ونتمنى هذه المرة إيجاد القبول"

رسم نزار ابتسامة عريضة على وجهه واثق بالطبع في الموافقة ونفخ صدره بزهو أمام عيني خالد الحانقة، وقبل أن يتكلم راشد كان هو يتولى الرد بثقل "مع احترامي الشديد لك يا دكتور ولكن... لدي شروط يلتزم بها نزار وحده أمامي ..إن قبلها أهلاً وإن لم يقبلها كما أتمنى فليكن هذه المرة رفضاً غير قابل للاستئناف"

همست هناء لمنى التي تبدلت ملامحها قليلاً بتوجس "سيشتبكان مرة أخرى, أليس كذلك؟"

همست منى "فلندعو الله ألا يفعلا أو يمتلك نزار أي حكمة، فخالد يبدو على أشده هذه الأيام"

انمحت ثقة نزار في لحظة ولاح الغضب المكبوت وهو يقول من بين أسنانه: "إن العالم كله تحت قدميها أمر زهيد"

مط خالد شفته السفلى بلا معنى ثم قال "انسى تلك الشعارات، فمن يريد مالك إن كرهتك أختي يوماً أنا من سيضع الغالي والثمين أمام خلاصها منك"

قال بضحكة سمجة "لن تفعل، ولن تكرهني أبداً لذا وفر غاليك منذ الآن"

تنهد راشد قبل أن يقول بحدة رغم هدوء ملامحه "أحمقان"

عبس خالد بقوة بينما لم يتخلى نزار عن ابتسامته السمجة ولم يشعر بأي إهانة.. حتى قال جوشوا "إن كنت مكانك فأنا لن أقبل بمنحه ابنتي فعلاً، بصراحة أنا لا أثق في حماقة ابني مطلقاً.. ربما هو حقق إنجاز علمي جيد ولكن هذا ليس كل شيء لنعتمد عليه في أمر خطير كالزواج"

الآن افتر وجه خالد عن ابتسامة شامتة بينما حدق نزار في والده بحنق وهو يقول "لا أعرف ماذا كنت لأفعل لولا شهادتك في حقي.. الحمد لله على نعمة وجودك والدي العزيز لإفساد حياتي التي لم تبدأ بعد"

قال جوشوا ببرود "هل تريدني أن أكذب أمام الناس الذين وثقوا بي من أجلك؟!"

نظر نزار لأمه نظرة من فاض كيله وصبره وكأنه بالفعل يقدم على فقد نفسه وينعي حظه في بكاء حاد... رفعت هناء كتفيها للأعلى ثم لوت وجهها نحو سقف الغرفة وكأنها لا تراه ولا يعنيها...

قال جوشوا مرة أخرى "انظر بني ربما أنا لا أثق في ابني ليس مئة بالمئة, ولكني أثق تماما أنها ستصبح بخير معي ووالداته"

قال خالد بتهكم رغم تهذيب ملامحه "وهل أنا سأرسلها في رحلة استجمام عندكم مع احترامي مرة أخرى يا دكتور، ولكن يفترض أني سأزوجها لابنك بالذات، وليس لوالديه"

زم نزار شفتيه قبل أن يقول بجدية شديدة "ستكون بأمان معي, أنا مستعد لتنفيذ كل شروطك دون أن أعرفها حتى.. وسأقدم لك كل الضمانات التي تريحك"

أسقط بيد خالد وهو يبادل راشد هادئ الملامح النظرات الملحة وكأنه بالفعل يطلب منه تشجيع آخر أن يمنحه موافقة عزيزة على قلبه... وحسناً هو عندما ارتجل وضع تلك الشروط الصارمة الوهمية لم يفكر أصلاً ما طبيعتها...

تكلم نزار مرة أخرى بإلحاح "تفضل، مُر بما لديك أنا جاهز"

قال خالد وهو يلمح إيماءة راشد الذي يكاد لا يلاحظ.. وهو يتظاهر بالصرامة "مدرستها وعملها أولاً وقبل كل شيء, لن أقبل أن تأتي لي يوماً تخبرني برغبتك في أن تتركه"

عقد نزار حاجبيه بحيرة قليلاً ثم قال "أنا لم أفكر بالأمر أصلاً"

"لم تفكر فيه يعني أنك قد تفعل مستقبلاً" قال خالد مهاجماً

تأفف نزار وهو يقول بنزق "هل تتحجج لأي شيء أنطق به بل أعني أنه أمر غير مطروح بالأساس.. أنا لن أحرمها من أمر تجد نفسها فيه وتساعد من خلاله أطفال بحالات خاصة معدومي الدخل والإمكانيات.. لن أقطع خيراً تقوم به"

قال بصلابة "حسنا.. إجابة مطمئنة"

امتعض نزار قبل أن يسأل بصبر "هل هناك شروط أخرى؟"

ادّعى القوة وهو يقول "آه.. نعم.. بالطبع..."

ثم عاد للصمت وكأنه يحاول أن يعثر على أسباب عدة لمنع هذه الزيجة...

"أنت لا تجد ما يجعلك تعيق الموافقة عليّ" قال نزار بفتور

عم صمت لحظي قبل أن يقول خالد بهدوء "بل لديّ.. وإن كان يعز على نفسي النطق به"

وفهم الجميع قبل أن ينطق بما يعنيه "لا أراها ذات عاهة يا خالد، هذا كل الأمر ببساطة.. إن شكت نفسي لمرة واحدة لم أكن لأتمسك بحبها دون أمل طيلة هذه السنوات"

أجفل للحظة من الكلام الصريح.. وتقبضت يديه دون أن يتضح التوتر على جسده وهو يقول بعدم راحة وتشنج "نحن بشر، شباب كما بعضنا لذا لا أنفك أفكر، ماذا لو بعد التعايش مع بعضكما اكتشافك عجزها عن مجاراتك والقيام بالكثير بما هو متوقع مثل أي زوجة؟ ماذا لو أخبرت نفسك أنها ليست كافية؟"

لم يتردد نزار للحظة وهو يشير ناحية والدته مانعها والتي أرادت التدخل وقول شيء ما..

"ولكنها كافية بالفعل.. ألم توضح جملتي الصريحة ما أحاول إفهامك إياه"

قال خالد بإلحاح "وماذا لو ضعفت، أو مرّ في خاطرك يوماً ..إن شيماء أضعف من احتمال فشل كهذا بسبب حالتها على وجه خاص"

قال نزار بهدوء "سأكون واضح إذاً وأخبرك أني تعلمت درسي باكراً.. لا يوجد مكان يخلو بالعالم من الألم أياً كانت صورته ولا المعاناة أياً كان شكلها... كلنا ناقصين بطريقة ما.. كلنا نعاني من مشاكل خاصة وأوجاع تنغص علينا حياتنا التي يعتقد البعض في كمالها..."

قال خالد بخفوت "هذا ليس ضمان كافي ولا يجعلني أطمئن"

قال نزار بنفس الوتيرة "ومن قال أني أستطيع منحك ضمان، فالضمان الذي أملكه هو حبي الشديد لها، ربما هي ستعود يوماً وتثق به وتهدأ هواجسها.. إلا أنك لن تفعل.. ما أريد قوله أنه لا يوجد منزل واحد خالي من وجع ينغص عليه حياته.. ولكن ما يفرق شخص عن الآخر هو الرضا بما قسم الله له.. وأنا راضي جداً بما قسمه الله لي وجعل قلبي يختارها باكراً جداً من بين جميع البشر الذين مروا من حولي.."

صمت مرة أخرى مبتلعا ريقه متجنباً النظر للوجوه حوله وعينيه متمركزتان على عينيّ خالد الذي بدأ في الاهتزاز قليلا وكأن كلامه وجد صدى داخل نفسه أو إسقاط على أمر يخصه هو أيضاً.. إنه ليس غافلاً أن سَبنتي وخالد يعانيان لينجوا بعلاقتهما أو ربما خالد وحده من يحاول أن يبحر بسفينة عشقهما المثقوبة.. إذ أن الفتاة العبثية المقاومة التي كان يعرفها قديماً، يبدو أن بها شيء قد انطفأ وكأنها... وكأنها كسرت بشكل غير قابل للإصلاح..

شاب صوت نزار بعض الحزن وهو يعود يقول بخفوت "هل ستفهم إن أخبرتك أنها وحدها من بين البشر تملك سلطة عليّ.. تأثير قوي على النفس لن يملكه غيرها أبداً, إذ أن حبها هذا من النوع الذي يتملكك ونمنحه بمحبة ورضى حرية التسلط والتحكم كما يهوى لا يمر بالعمر إلا مرة واحدة"

اتسعت حدقتا خالد وهو يردد بسرعة "افهم واستوعب"

صمت مرة أخرى لدقائق ثم قال بخفوت "يبدو أني لا أملك خياراً في إخبارك أني لن أجد لها أفضل منك"

رفع راشد يده متدخلا وهو يقول بصوت رخيم "أنا يمكنني أن أجد لها أفضل منه ومنك شخصياً يا خالد"

تهدل كتفا نزار بإحباط قبل أن يقول "أرجوك لا تجبرني على ترديد ما قلت لإقناعه.. فأنا لا أعلم أصلا كيف أقنعته إذ أن الصدفة والحظ هما ما تدخلا ليجعلا لساني ينطلق"

قال جوشوا مجارياً راشد "وأنا أيضاً يمكنني اقتراح العديد من الأسماء ومساعدتك، على سبيل المثال لديّ ابن اخ أذكى من ح....."

هتف نزار بالسويدية محذراً "إياك.. أقسم إن نطقت بحماري الأبيض لأسحب صفقتي معك.. ما بالك اليوم؟؟ هل استعنت بك لتساعدني أم لتخرب زواجي؟"

قال جوشوا بالفصحى "أنا أحاول أن أكون صادقاً ولا أخدع الناس"

استراح خالد في مقعده ثم قال مازحاً: "ربما بالنهاية سأزوجها لك من باب الشفقة على ما تلاقيه من سوء معاملة.."

نظر إليه نزار وهو يقول بتوسل "آه والله، أنت لا تفهم مدى معاناتي معه، والله هذا الرجل لو يكرهني لن يفعل بي ما يفعله"

قال جوشوا بإصرار حاد "أنا عاهدت الله أن لا أكذب، ما الذى يجبرني لأن أبيض صفحتك وأخدعهم؟"

نظر نزار لأمه مرة أخرى والتي عادت للتحديق في السقف وكأنها لا تعرفه أساساً..

تولى راشد الحديث مرة أخرى برغبة نجدته ثم قال "إذاً بعد رأي أخيها نستطيع أن نقول مبارك علينا اكتساب شاب مثلك صهراً يا أستاذ نزار"

قال نزار بلهفة وهو يقفز من مقعده حتى كاد يلامس السقف الذي يبدو أن أمه ستتبناه إعجاباً مقابل خلاصها منه "الله يبارك في أصلك يا أبا إياب.. كيف أشكرك؟! كل كلمات الامتنان المعروفة وغير المعروفة لا تفيك حقك"

ابتسم راشد بشكل رزين وهو يهز رأسه يأساً بينما عاد خالد لمقارعته وهو يقول ببرود: "اركز قليلا واملأ مركزك، تبدو كمراهق خفيف للغاية"

قصفته منى وهي تضع ساق فوق أخرى مدارية سعادتها التي زادت عن الحد وطفت على ملامحها الجميلة رغم خطوط الزمن التي احتلت قسماتها "على الأقل هو لم يطير الفيلة لترضى عنه ست الحسن.. وليتها قبلت وهو يتقافز هنا وهناك خارجاً عن جلده"

دب خالد على صدره بامتنان وهو يقول "الله أنعم، تخلصنا من مذياع الفضائح نوة، لتجود والدتي بنفسها"

قال راشد بصبر "هل يمكننا أن نركز في أمر هذين الاثنين وبعدها يمكننا إكمال هذا الاندماج العائلي المبهر ونتبادل الفضائح.. فأنا أثق أن السيدة هناء لديها الكثير من القصص المخزية عن طفولة نزار ومراهقته أيضا"

قالت هناء أخيراً "والله يا أبا إياب مصائبه تسرد في مجلدات مكتبة الأندلس ولن تفي"

قال نزار بتهكم "صمتت دهراً.."

جحرته هناء بنظرة قاسية فصمت على مضض، ليرى أين سينتهي هذا الحديث...

قال راشد "كم هذا مطمئن، نعم بالفعل تنقصنا الفضائح إذ أننا لم نعاني منها أبداً"

قال جوشوا بجدية أخيرا "حسناً مبارك بالطبع علينا كريمتك، متى نستطيع تحديد موعد عقد القران؟"

قال راشد بجدية مماثلة "زفاف خالد بعد شهر من الآن، يمكننا أن نستغل الحدث الضخم ونعلن خطبة نزار وشيماء.."

وكأن نزار أمسك في الكلمة فقال بصرامة شديدة غير قابلة للنقاش "لا خطبة، بل زفاف مباشر"

عبس راشد قليلا وهو يقول "ما زال الوقت باكراً، لماذا التعجل؟!"

قال نزار بنفس منطقه "ولما الانتظار، أستطيع تجهيز منزلي من الأثاث وخلافه في ظرف أسبوعين لا أكثر.. فالحمد لله القدرة المادية موجودة والقبول من الطرفين موجود.."

نظر إليه راشد لبرهة قبل أن يقول بنبرة مسيطرة "الزواج ليس قدرة مادية فقط، امنح نفسك وهي الفرصة لتتقاربا من جديد، إذ أن زواجكما ليس حلماً وردياً جميلاً.. بل فور إغلاق باب واحد عليكما ستكتشفان أن طباعكما تختلف وأفكاركما في تضاد تام.. ستصدمان طوال الوقت بأشياء لم تعرفاها عن بعضكما"

لم يصل لنزار تماماً ما يحاول نصيحته به بل قال معانداً "البعبع عقد عليها من ثلاث أسابيع فقط دون خطبة، وها أنت ستزوجها له.. فلما المكيال بمكيالين؟"

صحح خالد بغلظة "اسمي خالد.. هل تظن نفسك ابنة أختي الصغرى أم زوجتي لتناديني بالبعبع؟!"

نظر إليه نزار باشمئزاز وهو يرفع طرف فمه مع أنفه بقرف "زوجتك!!!!!"

كور خالد قبضته وهو يهمس "سأضربه.. أقسم سأفعلها"

قال جوشوا يهدئه "العذر منك, امسحها بي سيد بعبع"

فضحكت منى وهناء بقوة رغم حرصهما على اخفاض صوتهما.. بينما انفجر راشد في قهقهة عالية وهو يقول من بين أنفاسه "هذا الثنائي ممتع للغاية"

حرك نزار كلا ذراعيه أمامه لأعلى وأسفل وأشار نحو والده وهو يقول "لن أعزه عليك والله, خد المتعة كلها قبل أن يتسبب يوماً في قتلي.."

بينما بدا خالد مغتاظاً حانقاً وهو يفرك في مكانه عابساً...

فقطع راشد ضحكته بصعوبة وهو يقول "دعونا نركز أرجوكم في هذه الزواج الغريب.. إجابة على سؤالك يا نزار، ظروف سَبنتي وخالد تختلف، إذ أن وعد زواجهما ليس حديثا كما يعتقد البعض، دعنا نقول أنه تم الاتفاق عليه منذ زمن طويل قبل أن...."

وجم فجأة وظلل حزن عميق ملامحه سارقاً كل أثر للمرح السابق من على وجهه وهو يقول "قبل أن تجبرها الظروف على الرحيل.. لذا كما ترى هما انتظرا كفاية ليضعا حداً لتذبذب كليهما"

قال نزار بتصميم "وأنا أيضاً.. دعني أتطرف وأقول أننا تشاركنا نفس القدر بصورة عجيبة، سيد راشد.. لذا أنا لن أحتاج أن أعرف شيماء أو هي تعرفني، أريد الزواج مباشرةً"

صمت راشد للحظات ولم يجيبه بينما قال جوشوا بهدوء "أنا أيضاً أرى أن هذا أفضل للجميع سيد راشد بعد إذنك وخالد بالطبع، لما التردد إن كنتم وافقتم بالفعل، فلا داعي لتأجيل الأمر, دعنا نقيم زفاف مزدوج.. هذا في صالح الجميع.. كما أن الفتاتين صديقتين حد التطابق كما فهمت من نزار ووالدته، لذا أعتقد أن الأمر في صالح كلتيهما إن تشاركتا سعادتهما"

أطرق خالد في الأرض ولم يعلق بينما تدور في رأسه فكرة واحدة.. عند نطق الرجل بالسعادة.. قد يصدق أن أخته ستسمح لنفسها بالسعادة فعلاً وتستقبل الأمر ببهجة الفتيات، إلا أنه متأكد بما لا يقبل الشك أن سَبنتي شعورها سيكون أبعد ما يكون عن تلك السعادة..

قال راشد بهدوء مخرجه من شروده "خالد ما رأيك؟"

رفع وجهه ينظر إليه ملياً ثم قال "الأمر يحتاج للتفكير.."

قال نزار بلهفة" ولما التفكير.. لقد قلتها للتو نحن شباب ونفهم بعضنا، إذاً تدرك الآن أن الحل الأفضل زواج مباشر"

قال راشد بخفوت مبتسماً "حاول أن تفكر مرة أخرى.. ربما أنت لست على استعداد الآن"

نفخ نزار صدره ووقف كثور تخصيب مستعد للتزاوج وهو يقول دون تفكير مفسر بالطبع خطأ مقصده "لا.. لن أقبل, فأنا أثق بأني مستعد للزواج وفي أوج استعدادي تماما.. منذ عام مضى وليس بعد شهر"

وقف خالد دون تردد وهو يندفع إليه ناوياً ضربه في وجهه فمنعه راشد الذي وقف أيضاً بتأهب وهو يهم بقول شيء غاضب... بينما شهقت هناء بارتياب وهي تهمس "سود الله وجهك لاندفاعك.."

وعبست منى بضيق ولم تعلق... وما لم يتوقعه أحد إطلاقاً أن ينطق جوشوا بهدوء بارد رزين جداً وهو يرتشف من كوب قهوته وينظر لوجه ابنه الذي يبدو أنه انتبه لمعنى ما قاله "لا تثق في نفسك جداً بني فخمسة وتسعون بالمئة ممَن يتحدثون بثقة شديدة مثلك يفشلون فشلاً ذريعاً بأول ليلة زواج وربما أول عام أيضاً"

هبط إصبع نزار الذي كان قد رفعه بغرض التوضيح بشكل يوحي أنه كسر.. بينما سقط كله على أقرب مقعد وكأنه ما عاد به عصب واحد ليشده ويبقى شامخاً واغرورقت عيناه بالفعل بدموع رجولية وهو يقول "لماذا تفعل بي هذا؟ هل لديك ثأر تخلصه مني؟!"

قال خالد وهو يهدأ ويجلس مكانه "عدالة السماء.. أنا لن أعلق مرة أخرى..."

أطلق راشد صوت مستغفر آخر ثم قال أخيرا "حسناً يا نزار لقد أوضح أبوك وجهة نظره كما أنت, لذا امنحني يومين لا أكثر، وسأرد عليك في موضوع الزفاف.. ولكن بشرط لن أتنازل عنه"

قال بلهفة "ما هو؟"

قال بحزم "لا عقد قران قبلها"

قال خالد بهدوء: "أرى أن عقد القران أفضل، أنا لا أحبذ الخطبة.. كما فعلت أنا"

نظر إليه راشد ببرود ثم قال "بالضبط هذا تحديداً سر رفضي لعقد القران.. فأنا لم يعد بي طاقة لأسمع كل خمس دقائق إنها زوجتي, إنها حلالي عند كل اعتراض لي على فعل يبديه"

فرك خالد يديه وهو يقول "يا إلهي، فلينتهي هذا اليوم على خير"

عاد راشد ليخاطب جوشوا "إن كنا انتهينا.. واتفقنا على كل شيء فهل نقرأ الفاتحة؟"

اومأ جوش وهو يقول "مبارك علينا جميعاً..."

ورفع الجميع يديه.. وهو يشرع في قراءتها.. وعقب انتهائهم قال نزار بأدب "لقد طلبت من السيدة منى أن لا تعلم شيماء باتفاقنا اليوم"

قال راشد بهدوء "لقد أخبرتني نوة صباحاً"

فقال بهدوء "هل يمكنني استئذانك, لديّ حلم ربما تعتبروه ساذجاً ولكنه أمر رتبت له طويلاً"

قال باهتمام: "ما هو؟"

رد نزار "شيء خاص أطلب منها الزواج عبره.."

ابتسم راشد وهو يقول بهدوء "أخوها أمامك إن سمح لك فأنا ليس لدي مانع..."

قالت منى بهدوء عوضاً عن خالد "الأمر لا يتعدى إلا فعل سيبهج صغيرتي ويشعرها بالتميز، لذا لا أعتقد أن خالد سيقف أمام بهجة شقيقته"

التفت خالد إلى أمه ينظر إلى عينيها المليئتين بدموع الفرحة ثم قال بتفهم "من أنا لأفعل يا أمي.. فليسعدهما الله دائماً"

حركت منى شفتيها من بعيد "حبيب أمك, الله يحفظك لي سندا قوياً احتمي فيه أنا وأخواتك"

ابتسم برفق.. "كله أمام رضاكِ ثمناً زهيداً"

وقفت هناء من مكانها ثم وقفت أمام ابنها وشدته من يديه ودون خجل من المتواجدين كانت تضمه بقوة داخل ذراعيها وهي تقول بصوت أجش أثر دموع سعادتها "مبارك يا نزار الهوى.. مبارك ربحك حبيبتك ذات البحرين لتستقر سفنك وروحك أخيراً يا بني"

قبل نزار يد هناء ورأسها ثم قال بسعادة تتلألأ في عينيه كأنوار العيد "مبارك عليّ من وجدت فيها ريح الطيب يا أمي، فأنا لم اخترها جزافاً بل لأني أجد فيها نفحات من حنانكِ"

ابتسم جوشوا وهو يراقب الفرح الذي علا واستوطن أسرته الصغيرة أخيراً.. حسناً وليكن أنانياً فأخيراً سيتخلص من ابنه المزعج ويضع هناء أمام الأمر الواقع ويعيدها إليه فهو بالفعل على شفى الانهيار بكبته الذي تعدى الحد المعقول وغير المعقول وكل الاستنكارات التي بالعالم....

اقترب راشد نحو خالد وهو يقول بخفوت: "المشهد أصبح أمومي بحت لذا لم يعد لي مكان هنا"

التقطت منى كلامه، فوقفت تخطو تجاهه وهي تقول بصوت رخيم "ابقى للعشاء، فأنا لم أطمئن عليك تماماً بعد"

قال مبتسماً "لستُ طفل يا زوجة عمي، أنا بخير كما أخبرتكِ بالأمس، فلماذا لا تصدقي؟!"

تذكرت منى إصرارها لمرافقته خلال الأيام الماضية فور أن أخبرها خالد بأنه خرج من المشفى وذهب لمنزله فلم تستطع أن تهدّئ من روعها حتى ذهبت إليه بصحبة مالك ومدحت ورأته بعينيها وراعته بنفسها...

قالت بهدوء "أنت لست بخير تماماً، إنه قلب الأم الذي تسخر منه يحدثني بهذا، كما إن كنت قد نسيت أنا طبيبة وتقاعدي لا يعني أني نسيت كيف يبدو شكل المريض الذي لم يشفى بشكل كامل.. راشد طوال الجلسة وأنا أراقب انفعالاتك.. أنت لم تستطع أن تنظم تنفسك بعد بصورة طبيعية، كما أنك لم تكف عن تمسيد صدرك كل بضع دقائق"

حاول أن يبتسم عبر اهتزاز عضلات وجهه، ففشل في إقناعها أو إقناع نفسه فقال "أدرك أن الأمر ليس شكة إبرة، ولكن ثقي بي أنا بخير، بضعة أيام وسأعود لطبيعتي"

قالت بهدوء "ابق إذاً وتناول العشاء معنا وابنك، فأنا أعددت لك طعام خاص بنفسي"

نظر لها بامتنان ثم قال ببساطة "ومن أخبركِ أني لن ابقى؟"

ربتت على كتفه بلطف.. ثم تركها تنشغل مرة أخرى بضيوفها..

همس لخالد بملامح لا تقرأ بصرامة عرف أنه لن يقبل فيها جدال مجدداً، إذ أنه إن كان انصياعه له الأيام الماضية فهو فعلاً برغبته الكاملة أما الآن لقد قرر وضع حد أخير مع بدور ولن يتنازل عنه..

"أريد أن أرى بدور ولن أقبل بالرفض كجواب.. الآن يا خالد.. أخبرها أني أنتظرها عند بيت الشجرة القديم بالخارج"

ودون أن يسمع رد كان يستأذن من الضيوف على عجل ويخرج من الباب الخلفي نحو ما أشار إليه.. تاركاً خالد في حيرته وقلقه في أن يلبي مطلبه، ثم لم يجد بُداً من أن يفعل فعاجلا أو آجلاً سيتواجهان أخيراً.. فقط فليتمنى هذه المرة أن يمتلكا من العقل ألا يفتكا ببعضهما..

"بدور.. اتبعيني"

**********

انتهى

قراءة سعيدة
:1aa::1aa::1aa::1aa::waba3din::waba3din:
[/QUOTE]

ام يوسف عامر 07-07-20 09:51 AM

الفصل روعه و العلاقات الانسانية فى جميلة و الحوارت الاسرية فى بجد ممتعه و خصوصا ان شظايا كانت تفتقدها

Hevi Ali 07-07-20 10:06 AM

فصل ممتع تسلم ايدك راشد شعور انك تستنى الموت باي لحظة موجع اكيد الاعمار بيد الله ما حدا بيعرف امتى الأجل لكن تكون عم تسابق الوقت وتحاول تصلح ع قد ما تقدر من دمار الي حواليك شي مؤلم

om ahmed altonsy 07-07-20 10:44 AM

فصل روووعه اياب فرحت جدا لفرحه تسلم ابديك ⁦❤️⁩💕💕💕💕

نور علي عبد 07-07-20 11:30 AM

يعطيك الف عافيه فصل روعه واتوقع شارفنا على النهايه بالتوفيق وبانتظار الزفاف وقد يجمع بدور وراشد ايضا 💕

حنان عطية 07-07-20 02:01 PM

حنان عطية
 
الفصل رووووعة تسلم الايادي وصف إحساسهم كان موقف جدا فوق الممتاز اتمني بدور وراشد يتفهموا 😍😍

Marwa Sal 07-07-20 06:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية جميلة وموفقة 😍

shezo 07-07-20 06:47 PM

مرحبا.الفصل الثامن والثلاثون كما تلاحظين اقتربت كثيراواشعر بهدوء نسبي في هذا الفصل ولم نشاهد فيه راشدولا نزار او العسل جوشواهابر ولكن بدأ بالجميلة أمل وتعلق ممدوح الشديد بها رغم محاولة اسراء أن تجعله يخفف من التصاقه بها لتحيا حياة طبيعية وسط الاسرةوهذا هو الأفضل طبعا.جميلة جدا الجلسة التي اجتمع فيها كل أبناء ياسر الراوى هم وأطفالهم في شكل تلقائي عفوىوكأنها أسرة اعتادت علي ذلك .طبعا سبنتي تتنصل من اعترافها كعادة بنات الراوى الذين يحتاجون ضربة علي الرأس ليعرفوا كيف يقتنصون فرصتهم في السعادةمعاندين لمشاعرهم مع أن الحياة ابسط من ذلك بكثير فما المانع أن يرتبط الإنسان بمن يحب بدون عقد ومكابرة.التحاق سبنتي بجامعة أهلية كان هو الصواب من البداية وهذا خطأ راشد الذى ألحقها بهذه الجامعة الخاصة.حسنا فعلت جوان بمواجهتها لابيها وأن كنت لا أدرى ما الذى كانت تنتظره من موات القلوب ندما مثلا لا اعتقدفالكبير يكبر بتصرفاته وحمايته لأبنائه وليس بالتخلي عنهم واذاقتهم صنوف العذاب وليته انتصارا لمبدأ ولكن حفاظا علي شكله وخوفا من الاعلام .واعتقد ان جوان كان أولي بها أن تحاول رأب الصدع والجرح مع حماتها تلك السيدة الطيبة التي احتوتها وعاملتها كابنتها أن لم يكن من أجلها فمن أجل نضال الذى لم تجد منه الاكل الدعم والحب بدلا من تطوى صفحتها مع ابيها والتي هي مطوية بالفعل.وللحديث بقية فهل سيوافق خالد علي المهر الذى طلبته سبنتي بزواج شيماء من نزارمع العلم بعقليته المتحجرة .هذا ما سيتبين في الفصول القادمة والتي لا اتوقع مفاجأتك فيها .دمتي بخير في امان الله ابنتي نورا.

ولاء مبروك 07-07-20 06:48 PM

حلووووووو و وووووووووووو

Hoba Nasry 07-07-20 06:57 PM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_شظايا_القلوب

_الفصل النهاردة كان بداية لم الشمل لعائلة الراوي و قبس نور بيضئ عتمة ليل غيم ظلاله على حياتهم

_الأزمة اللي تعرض لها راشد و الحقائق الصادمة اللي كشفت كل واحد راجع نفسه و وقف قدام مرايته و حاسبها

_راشد_بدور_إياب

_بدور و اللى أدركت أنها كانت بتركض في مضمار طويل من الحقد و الإنتقام أستنزفها و خلاها خسرت نفسها و إبنها
و لما حست إنها مهددة بفقد راشد حب عمرها و رفض إياب ليها و إتهامه إنها السبب كل ده خلاها على أد ما جرحها لكنه غيرها و خلاها تنضج أكثر ، بدور و اللى ظلت ملازمة راشد لغاية ما فاق كانت بتناجيه عشان يقوم ليها لأنها أعترفت في قرارة نفسها إنها ما تقدرش تصمد غير بوجوده ، عايزاه يقوم لإياب و يرجع لها إبنها زي ما وعد
و كأنه شعر بحاجتهم إليه و لبي النداء و فاق على عينيها قدامه و سمعها بقلبه
مشهد يخطف من روعته و جماله

_راشد بظهوره قدام إياب و إنه يفهمه إنه بدور مالهاش ذنب في اللي حصله خلي كل حزنه يتبدد في لحظة و ترجع ثقته في بدور من تاني
راشد و بدور المرة دى كان في إنفاق ضمني غير معلن إنهم هيعملوا لصالح إياب و إنه هو الأهم في حياتهم يتركوا كل خلافاتهم مؤقتاً على جنب، و أجلوا جلسة العتاب و المواجهة بينهم لغاية ما يكونوا مستعدين ليها

_راشد_خالد_سبنتى

_راشد بعد ما فاق و حس بدنو الموت منه خلاه يخاف على مستقبل أولاده و أخذ قرارات توفر لهم الحماية و الأمان
و يطمن عليهم و أول قرار أخذه هو زواج سبنتى و شيماء علي خالد و نزار في أقرب وقت
راشد عايز يفرض على سبنتى سور من الحماية حتى من نفسها بعد ما أدرك حجم العطب و الجراح في روحها و قلبها و اللى أجادت إخفائها عنه و كان دوره كأب إنه يصلح ده و يعيد ترميم شظاياها اللي كسورها
و لكنه كان موجوع عليها و منها و عشان كده كان حازم معاها
عشان تدرك حجم خطأها و إزاي كان جرحه منها الأشد قسوة عليه

_حبيت أوي العلاقة بين راشد و خالد و إنه في مثابة الأب الروحي لخالد ، راشد نجح في إحتواء خالد و سانده و توجيهه قدر يقوم بدور المرشد و المعلم و الصديق و نجح في دوره اللي فشل ياسر الراوي فيه مع أولاده

راشد و خالد هما دلوقتي صمام الأمان لعائلة الراوي و إيديهم في إيدين بعض هيقدروا يعيدوا بناء اللي إنكسر في الجميع كل واحد منهم أخذ دوره المقدر له

_بدور_منى

و لأول مرة بدور تقر و تفهم تضحية أمها عشانهم بعد ما جربت شعورها كأم و إنها مستعدة تضحي بالغالي والنفيس عشان إبنها
حوار منى و بدور و اللى كانت منى حريصة فيه إنها تجمع كل أولادها و تزيل أي خلاف بينهم و تجمعهم سوا يد واحدة
و توصيهم ببناتها شيماء و سبنتى

_نوة_مدحت_بدور

نوة و مدحت و اللى كانوا بيحاولوا في كلامهم مع بدور إنها تلتمس العذر لشيماء و تقدر ظروفها الخاصة و اللى دفعتها إنها تخفي عليها تواصلها مع رفيقة روحها و هي شايفة أختها بتتلمس أي خيط يوصلها لإبنها، و كلام مدحت معاها و إنه أول طريق نحو سلامها النفسي هو أنها تتعلم تسامح و تنسي أى ضغينة أو مرارة جواها لأي شخص

و بدور برغم إحساسها بالخذلان و الحزن منها لكنها مقدرة الأسباب اللي دفعتها لكده

_إجتماع بنات الراوي نوة و شذي و بدور و مريم و معاهم منى و هما بيحاصروا خالد و يحتفوا به و ترقيع منى له على تجاوزه مع سبنتى مشهد في ألفة و محبة و دفئ العائلة الجميل

_جوشوا_نزار_راشد_خالد

_خالد كانت صدمة و مفاجأة جديدة من ياسر الراوي له أنه يعرف إنه ترك وصاية شيماء في إيد راشد و برغم إحساس الخذلان اللي تمكن منه تجاه والده و هو بيكتشف كم الفواجع اللي أرتكبهم في حقهم و كانت سبب في تعرقل حياتهم و حطمتهم لكنه كان بار به لنهاية و تجاوز الأمر
رفضه في البداية لنزار و إصراره على موقفه لآخر لحظة كان دافعه الوحيد خوفه عليها من إنها تكون مشاعر نزار هوائيه و يكون سبب في تحطيمها و تعاستها لكن لما أستشعر صدق مشاعر نزار تجاه شيماء بارك زواجهم و هيظل في ضهرها و سندها

مشهد خطبة نزار لشيماء و جوشوا اللي تنصل من إبنه قدامهم ، و هناء اللي تجاهلته تماماً ولا كأنه إبنها و مشاكسات جوشوا لإبنه مشهد جميل جداً جداً
إحتضان هناء لنزار و اللى أخيراً نجح يحقق حلمه و رسيت سفينته على صاحبة العيون البحرية
و نزار اللي وجد فيها شبيهة أمه في حنانها و قوتها

نور بلاك أنتى مايسترو عزفت أروع الألحان بقلمك الساحر و كتبت ملحمة عشنا فيها و توحدنا مع شخوصها بكل حواسنا سلمت أناملك الذهبية 👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏

Nora Soliman

Hoba Nasry 07-07-20 06:58 PM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_خالد_بدور

_خالد يمكن أكثر شخص عرف بدور و قدر يتعامل مع تخبطاتها و يحتويها

_خالد إتجرح من بدور لما أهانت سبنتى لأن الإهانة موجهة له هو كمان سبنتى أصبحت زوجته و مسؤولة منه و أي حاجة تخصها تخصه
لكن خالد عرف يختار الوقت المناسب اللي يعاتب فيها بدور و قدر حالة إنفلات أعصابهم وقتها لكن يظل مجروح منها

_بدور هي كمان شاعرة بندم حقيقي و زال من جواها أي حقد كانت بتوجهه لسبنتى بسبب مشاكلها مع راشد و اللي فضل جواها هو حب و حنين لأخت عاشت و إتربت وسطهم و جزء منها مشتاق ليها و إنها تستعيدها

_الحوار بين خالد و بدور بيوضح أد إيه في هو فاهمها من غير ما تشرح نفسها قدامه و عارف إنها إتغيرت و ندمت على جرحها سبنتى

بدور بنسختها الجديدة أصبحت في نظري أكثر قوة و بتجاهد نفسها في إنها تتحكم في إنفعالاتها و مش بتخجل من إنها تواجه نفسها بأخطائها و تعتذر و تخلت عن عنادها و غرورها و بتسعي برغبة حقيقية إنها تضم سبنتى و تكون جزء من حياتها و إنها تعتذر لها عن خطأها في حقها برغم رفض سبنتى و إنها أكتفت تكون في محيطها
لكن بدور مقدرة إنها جرحتها أوي و خاصة بعد كلام خالد و إنها تعرف رغبة سبنتى في إنه راشد ما يعرفش حاجة عن شجارهم و الكلام الجارح اللي تبادلوه مع بعض

_وصية خالد لبدور إنها تخرج سبنتى و إياب من علاقتها مع راشد و ده توافق مع تفكير بدور و بتسعي إليه و فهمته

الفصل ده أثبت أنهم على طريق التعافي من الماضي و بيتولدوا من جديد أفضل و أقوي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Nora Soliman

Hoba Nasry 07-07-20 09:28 PM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_راشد_سبنتى

_راشد و اللى موجوع من سبنتى و عليها
موجوع منها لأنها بنت قلبه و روحه و كان كلامها بمثابة طعنة له حتى لو تفهم دوافعها لكنها جرحته بكلامها لما أتهمته إنه قدمها صفقة لخالد عشان ينال رضي حبيبته

و موجوع عليها لأنها أخفت عنه كلام ياسر الراوي و جرحه ليها و تظاهرت بأنها بتتعافي و بتمارس حياتها بشكل طبيعي خلته يشعر قدام نفسه بالفشل و الغباء و إنه مقدرش يحميها

راشد متفهم سبنتى جداً جداً و لكنه أب بمعنى الكلمة حقيقي حنون مراعي و في وقت اللزوم حازم صارم مش بيتهاون في تقويم بنته ولا يسمح لها بالتهور و تأذي نفسها تحت وطأة الضغوط النفسية اللي بتعيشها
تأكيده ليها في كلامه يا إبنة راشد إنه يأكد لها إنها تنتمي إليه هو فقط و إنها بنته لها عليه كل الحقوق من حب و حنان و حماية و إنه مش بيمن عليها
و إنه زي ما لها حقوق عليه هو كمان له حقوق عليها كأب و بنته، علاقتهم ببعض مش محتاجه لأي إثباتات
و ده اللي خلاه يأخذ قرارات حاسمة بدأ بتنفيذها بالفعل و أولها و أهمها إنه يزوجها لخالد عشان يفرض عليها حمايته و حصاره ليها من كل النواحي و زرعها جوه عائلتها و يبدأ ترميم شظاياها اللي كسورها فيها

و الجميل إنه سبنتى متفهمة و متقبلة عقابه ليها و إنها تحرم من إحتوائه و الكلام معاها و دائما له الكلمة العليا عليها مهما بلغ جموحها و عنادها لكن تظل سلطة الأب على بنته موجودة بينهم و في حدود ما تقدرش تنخطاها

Nora Soliman

ملكه الحياه 08-07-20 12:50 AM

فصل ممتع ممتع ممتع الى اقصى حد ايه الجمال دة مبدعة حوار وسرد وتفاصيل مشاء الله مش بتفوتك هفوة ربنا يزيدك و يكرمك
ايه الجمال دة انا عيشت متعة رهيييبة مع الابداع مشاء الله ومشاهد تجمع الاخوة رهيييب ومشهد خالد وراشد ايه القوة دى مشاء الله
راشد عمال يصلح كل ما افسده ياسر الله يحرقه لكن هنقول ايه لولا افعال المكحوم لولا ما بنشوف الحبكات القوية دى والقضايا القوية
راشد بيعامل سبنتى بقسوة جديدة فى تعامله معاها لانه زمان ياما طبطب وياما حاول يختوى ويداوى وهى بكل برعة بتفهمه انها عديت كل حزن وداوت كل جرح لكن باسلوبه ومجافاته هترضخ لكل علاج وهتعدى كل حزن مش هتداريه لا هتداويه
دمتى مبدعة يانوارة دمتى متقدمة دمتى متمكنة واحنا معاكى بنعيش حالات الابداع

Hoba Nasry 08-07-20 01:25 AM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_راشد_خالد

_هما سند عائلة الراوي

حقيقي حبيت أوى قوة العلاقة بينهم
راشد نجح في دوره مع خالد إنه يكون أب روحي و معلم و صديق
و عشان كده كان فاجعة خالد ما تقلش عن الجميع في خوفه علي راشد و بعد ما فاق كان حريص إنه يبعده عن أى توتر و إنه يأجل لقاءه مع بدور حفاظاً عليهم هما الإتنين
و أصر إنه يرافقه هو و منى و يهتموا به

_حبيت جداً تأكيد خالد لراشد إنه بمساعدتهم هما الإتنين هيعيدوا الثقة بين أفراد عائلة الراوي و يقدروا يطيبوا جراح الجميع

_راشد كمان قرر أنه يكف عن إخفاء أى أسرار بينهم و عشان كده قال لخالد على رسالة ياسر الراوي
لكن خالد أكتفي من إنه يظل يمشي على خطاه و يسير حياته بألاعيبه و دوره دلوقتي إنه يصلح ما أفسده أبوه

و هو ده اللي هما كلهم محتاجينه الثقة و الوضوح و إنهم يكونوا على قلب واحد

الفصل ده بحسه بداية طريق التعافي من رحلة طويلة من الألم و الجروح و كل واحد فيهم وجد نفسه و في اللي في طريقهم لكده

الفصل رائع جداً مفيش كلام يوصف روعته و إبداعك حقيقي تسلم الأيادي 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Nora Soliman

Hoba Nasry 08-07-20 01:29 AM

سلسلة قلوب معلقة الكاتبة المتميزة نور بلاك
 
_المشهد ده من المشاهد المهمة و الجميله في الفصل

_بدور و اللى كانت دائماً بتلقي اللوم على والدتها و شايفاها ضعيفة لما قبلت بقائها مع ياسر برغم خيانته
دلوقتي بعد ما جربت حرقة قلب الأم اللي يخليها تضحي بنفسها عشان تحمي أولادها

_المحن دائماً بتخلق منح

و المحنة اللي عاشتها بدور و إنها تجرب إنها مستعدة تضحي بحياتها عشان إياب و سعادته
قدرت دلوقتي تضحية أمها

_منى يمكن تكون تضحيتها كانت غاليه أوي ، و إحساسها بأنها بلحظة ندم إنها ما أصرتش على الإنفصال عن ياسر و تنجو بأولادها و هي شايفة كل أولادها محطمين بسببه
لكنها في النهاية قدرت تجمعهم حواليها يد واحدة يكون سند و عون لبعض و قدروا تضحيتها

_بدور مجروحه من شيماء و ده حقها لكنها دلوقتي أكثر هدوء و متفهمة لأسبابها و ظروفها وقتها
هي محتاجه مساحة عشان تقدر تسامح

_خالد فارسها و سند أخواته

منى عندها شايفة بادرة أمل إنه أولادها هيجدوا سعادتهم و سلامهم النفسي و مطمنة عليهم كل أولادها و كانت حريصة إنها توصيهم بأغلي بناتها شيماء و سبنتى

الفصل كل مشاهده محتاجه تتبروز سلمت يمناك⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩ ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦

Nora Soliman

tia azar 08-07-20 01:54 AM

حلو ورائع جدا الفصل

aber alhya 08-07-20 03:32 AM

الفصل كالعاده تحفه بكل كلمه وكل مشهد فيه تسلم ايدك⁦❤️⁩⁦❤️⁩

aber alhya 08-07-20 03:33 AM

حبيت جدا ظهور مدحت وكلامه مع بدور في هذا التوقيت بالذات⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩👍👍👍👍

Heba hamed2111 08-07-20 04:52 PM

شظايا القلوب
 
بدور اتبعيني
احسن صيغه ممكن تتوجه لبدور لانها ببساطه ماينفعش معاها التفاهم لازم راشد ياخد قرار لوحده في حياتهم لان هو نفسه لمس تخبطها وحيرتها في حبه وكرهه
مبروك علينا الثنائي الثالث في الفرح واتمني يكملوا اربعه
بجد احسنتي يا نور
كل لمحه وكل تعبير قريته للابطال انا بجد نفذته حرفيا ولا اراديا
بجد انا حاسه انك بتكتبي تعبيراتنا احنا انا خلاص قربوا يقولوا عليا مجنونه من كتر ما عملت بوشي حركه مريم يمين وشمال 😂
انهارده بجد حسيت أن خالد والبنات اخوات بجد حسيت الرابط بينهم بيزيد خاصه اندماج مريم معاهم حبيت اوي حوارهم وهزارهم مع بعض
خالد اثبت أن اخ وسند بكل معاني الكلمه ردود افعاله كلها بدون استثناء بتطبطب علي اخواته وامه
فارس الراوي بجد

كروشيه 08-07-20 07:22 PM

روعة روووعة وبجنن

دينا مسعد 08-07-20 11:21 PM

لحظات الصراحة اللى بين مدحت وبدور جميلة جدا .. رجل على الحياد ويبدى رأيه من منطلق مبادئه وما ارادت زوجته أنه يعرفه وهنا برضو بحترم نوة جدا فى الموضوع ده .. نوة زوجة تعرف ان الزوج لا يجب ان يعرف كل شئ عن اسرة زوجته

دينا مسعد 09-07-20 05:12 AM

برضو جميل جدا اصلاح راشد لما افسده ياسر الجبان .. جبان لا يقدر على مواجهة الدنيا والمجتمع لاسعاد ولاده .. كل اللى كان يهمه انه يمشيهم فى الدنيا زى الكتاب ما قال ولكن هو استثنى نفسه لهذا يستحق لقب جبان

ghada89 09-07-20 07:36 AM

ايه الجمال ده سلمت يداك :amwa7::amwa7::eh_s(7):

fatima mimen 09-07-20 02:54 PM

فصب رائع نور بحد خلتني أشعر انني جو رواية بجد اصبح كل ابطال قراب علي قلبي خصوصا خالد سبنتي راشد بدور مريم ايهاب نزار شيماء . شخصية اتمنى تعملي رواية لهم هم نوه ومدحت ومالك وشذي احببت جدا شخصيتهم واتمنى اعرف عنهم أكثر تسلم اناملك مبدعتي

shezo 09-07-20 03:27 PM

صباح الخير. وصلت لنهاية الماراثون بوصولي للفصل الواحد واربعون بعد قراءة ثلاثة فصول متتالية ورغم استمرار عملي كنقاش لدهان المطبخ وقد قطعت شوطا كبيرا ولم تبقي إلا الرتوش الاخيرة بإضافة لعشقي وولعي بالقراءة فأنا اعشق الرسم والتلوين والتصميم والتفصيل وكل اشغال الابرة تقدرى تقولي بدرجة فنانة واعلم أن هذا بعيد عن تعليقى ولكنه حديث بيني وابنتي نورا.وعودة إلي موضوعنا سأبدأ بمقولة شكسبير التي استهللتي بها الفصل الاربعون"أن أسوأ الحروب التي تخوضها عقل يرفض وقلب يريد"ولكم استهوتني هذه المقولة كثيرا واعتقد انه عندما كتبها كان يقصد بها النساء فالرجل يحركه دافع آخر غير القلب والعقل وهو الغريزة التي ترجح أحدهما في خياراته أما المرأة فعندما يحدث هذا التصادم بينهما نجد أنفسنا أمام تلك الحالة المستعصية لبدور وكافة بنات الراوى بما فيهم سبنتي طبعا والتي تشوش رؤيتها أسباب أخرى كثيرة تجعلني التمس لها العذر في تخبطها. وعلي مدى الفصول الثلاثة تستمر بدور في حالة الفر والكر مع راشد ويظل إياب عنصر التوازن الذى يرجع كل منهم عن غيه وإن كان راشد قد سلم ادرعته فعلا واعترف وأن كان لنفسه أنه بحاجه الى دفء بيت يضمه مع ابنه وامه ولكن المشكلة تكمن فى الغضب الذى يحرك بدور ذلك الذى يعمي بصيرة المرء وينزع منه قدرته على الحكم الصحيح علي الأمور فلو كان الأمر هو فقط انعدام ثقة أو شعور بالخذلان لما استمرت بدور في قذف شظاياها يمنة ويسارا حتي لو ارتدت لصدرها هي شخصيا إذ كان أولى بها أن توافق علي وصية ابيها برجوعها لراشد من أجل أياب الذى لن يستطيع البعد عن أبيه أبدا ومهما فعلت لن تكون كافية له.ثم ماذا؟ ألم تنأي بنفسها وأصمت أذانها عن نصح الجميع لها فماذا جنت إلا التعاسة .أما كان أولي بها أن تجرب العكس فهي لن تخسر أكثر مما خسرت بل ربما حصلت علي سعادتها المفقودة.وهذا بالضبط ما نصحها به زوج اختها بأنها عليه أن تسامح الجميع لان هذا هو السبيل الوحيد لإخراجها من تلك الحالة الناقمة علي طول الدوام وبنفس المنطق أو لأقل اللا منطق ينطبق علي سبنتي فبدلا من أن تغتنم فرصتها مع خالد هي الأخرى تنتهج منطق الحمقي ومن تحمي بهذا مهما اخفي المرء أمرا ما لابد من اكتشافه في لحظة ما فقد حرصت علي إخفاء ما كان من أمر ياسر الراوي معها وها هي شيماء تأتي و تفضح ستره لراشد وأجدها محقة في هذا فسبنتي تحتاج إلي مساعدة متخصصة تنزع منها احساسها بالدونية وأنها ليست إلا مصدرا لشقاء غيرها وإن كان ضريبة هذا الاعتراف هو سقوط نمر الراوى .فكم احتمل قلبه المسكين من الحمل الذى ينوء به دونما أن يرى أحد فيه الإنسان الذى يتعذب ويتألم فما كان منه إلا أن استسلم أخيرا لأوجاع قلبه هربا من هذا الواقع المفجع والذى تسبب عمه فيه بأذى الجميع. فكان انهيار سبنتي بعد سقوط راشد أمرا متوقعا وتعود بنا مرة أخرى لتلك القضية الازلية لماذا خلقنا الله إذا كان مصيرنا هو العذاب وللأسف هذه القضية تجول ببال الكثيرين ولو أحيانا علي اعتبار أنه إذا كان مقدرلنا ما يصيبنا فلما يحاسبنا الله عليه وقد تذكرت هنا قول الله تعالي"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك".وأن علم الله بخياراتنا لا ينفي قدرتنا علي الإختيار بأنفسنا ولكنها النفس البشرية عندما تجابه صدمة ما أو الم فوق احتمالها تبدأ بالتفكير بهذه الطريقة والذى حدا بسبنتي أن تردد مقولة أننا محكوم علينا بالحياة قبل أن يكون محكوم علينا بالموت وقد اعجبني جدا تعبيرك الرائع هذا والذى لا يقل في ابهاره عن مقولتك وأد الروح فلطالما اسمعها لوصف الحزن الشديد لشخص ما بأنه كمن ماتت روحه ولكن أبدا الأرواح لا تموت بل هي توؤد في اللحظة التي يشعر فيها الإنسان باقسي درجات الخذلان والضعف واليأس من الحياة فكم مرت بكل منا لحظات كانت حياته أشق عليه من الموت ونسي أن رحمة الله تسع الجميع وأنه هو القادر على كشف الغم ورفع الهم عن المكلومين مصداقا لقول الله تعالي "إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون".ربما هي قدرتنا الواهية علي التحمل عندما يكون الجرح اكبر من المحتمل .وبعودة راشد مرة أخرى من غيبوبته عاد مرة أخرى نمر الراوى ليحتل مكانه في إدارة مشاكل الأسرة والتي سببها عقول بنات الراوى وجنوحهم إلي العناد الذى يلزمه فعلا حزم الأب فإذا لم يعرف الابن مصلحة نفسه وأخذ يتخبط لا لسبب منطقي وإنما لضباب يشوش رؤيته فهنا لابد من الحسم وخيرا فعل راشد بتحديد ميعاد زفاف سبنتي وخالد فبوضعها أمام الأمر الواقع سيقبل عليها باب التردد وسيتمكن خالد من مساعدتها في التئام جراحنا والاجمل من هذا القرار والاتفاق علي زواج شيماء ونزار وأكاد اري المشهد وهذا الجوشوا يكيد ابنه بهذا الشكل الظريف جدا بتعليقاته وتحليله لسلوكيات ابنه واكتفاء هناء بالصمت نكاية في ابنها في مشهد عبثي جميل خفف من وطأة الم الأحداث السابقة وليت راشد يأخذ نفس المنحي فيصدر فرمان لا رجعة فيه بزواجه من بدور فأحيانا تظل المرأة تردد مقولة لاوهي لا تعني إلا نعم ولكنها فقط كرامة المرأة فليس أدل علي حبها لراشد من إقرارها بأنها لا تستطيع الحياة بعده لحظة واحدة وطبعا كانت هذه خاتمة الفصل لنظل ننتظر علي شوق ماذا بعد؟عذرا لأني أطلت عليكي ولكن هذا كان تعليقي علي ثلاثة فصول متتالية لأن النت كان فاصلا بالأمس فالتمسى لي العذر .دمتي في أمان الله

Basmaa masoud 10-07-20 08:26 AM

.......................

maf 10-07-20 03:36 PM

يسلموووووووووووووووووو

ساره عبد الله 10-07-20 11:22 PM

الفصل تحفه وكوميدي
بس وجع قلبي بدور مع ابنها لغايت دلوقتي لسه بتتعذب عشانه
راشد لازم باي طريقه يرجع الولد بامه
مريم حته عسل فعلا عيله مجانين😂😂😂😂😂
خااالد والله صعبان عليه يابني وقعت في وسط القرشانات
سبنتي زودتيها😁😁😁😁😁

Hoba Nasry 10-07-20 11:43 PM

شظايا القلوب

الشظية ال41 هي بداية التعافي و الإصلاح لكل أخطاء الماضي
راشد بعد ما فاق كان كل اللي شاغله إزاي يأمن أولاده و يحميهم و بدأ بتنفيذ ده و إنه يبدأ في علاج سبنتى بعد ما تيقن إنها مثلت عليه إنها بخير و تخطت أوجاعها و قسوته معاها كانت حب ليها
سبنتى بنته بكل ما تحمله الكلمة من معنى و حزنه من كلامها و إنها أخفت عنه كلام ياسر الراوي معاها، عشان خلته يحس أنه فشل في حمايتها و لما أكد لها يا إبنة راشد كان بيذكرها بإنتمائها له حقيقة مفيش جدال عليها حتى بالنسبة ليها مش مسموح تحت أي ظرف إنها تنسي إنها بنته و واجبه إنه يحميها و يساندها مش العكس و عايزها تتوقف عن التضحية بنفسها أو إنها تعتبر حبه و حنانه ليها مش من حقها زي ما عقلها صور لها و في نفس هو بيزرعها في عائلتها أكثر بزواجها من خالد
و عشان كده كان قراره
بأنه يعجل بزواج سبنتى و خالد و شيماء و نزار قرار صائب
راشد هو كبير العائلة عن جدارة و جنبه خالد هيكونوا صمام الأمان و الإستقرار قدام أي شخص يحاول يعبث بها

Nour_nona 11-07-20 05:10 AM

✨🎈✨🎈✨🎈✨
🎈🌟🎉🎂🎉🌟🎈
✨🎉🎁🌟🎁🎉✨
✨🌟🌟✨🌟✨✨
✨🌟🌟🌟✨
✨🌟✨
✨ 🌟 ✨
🔥
💗❤💗
💗❤❤❤💗

اجزخنجية 11-07-20 09:25 PM

✨🎈✨🎈✨🎈✨
🎈🌟🎉🎂🎉🌟🎈
✨🎉🎁🌟🎁🎉✨
✨🌟🌟✨🌟✨✨
✨🌟🌟🌟✨
✨🌟✨
✨ 🌟 ✨
🔥
💗❤💗
💗❤❤❤💗

هبة القلب 12-07-20 03:49 AM

مش مجنني قد قراءة سعيدة😂😂😂😂
صعب عليا نزار و الله 😂😂😂😂😂 و خالد وسط اخواته😂😂😂😂
حبييييت الفصل جدااااا 💖💖💖
تسلم إيدك يا نور💖😘😘

فاطمه احمد عطيه 12-07-20 07:22 AM

فصل رائع رائع ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩💯💯

Zaina zaina 12-07-20 07:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلا هشام (المشاركة 14707117)
رواية جميلة جدا 💕💕💕💕💕

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

Zaina zaina 12-07-20 10:43 PM

[quote=حلا هشام;14707117]رواية جميلة جدا 💕💕💕💕💕[🥀🌺🌸🌼🌻🥀🌺🌸🌼🌻🥀🌺🌸🌼🌻🥀🌺🌸🌼🌻

ميادة عبدالعزيز 12-07-20 11:00 PM

تسسسسسجيل حضور بقااااااااااااا


الساعة الآن 05:24 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.