شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   بنات مشايخ آل زيدان :: ( العمامة السوداء ) بواسطة : bonica (https://www.rewity.com/forum/t459805.html)

um soso 02-04-20 02:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفتح الروايه بطلب من الكاتبه من اجل اكمالها
بالتوفيق

bonica 03-04-20 04:16 AM

بنات مشايخ آل زيدان : (العمامة السوداء ): الفصل الثاني .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني


" واللي بيسيله خنجرك "
__________________________________________________

فوق هضبة القبيلة كانت واقفة تنظر بحنق وتهكم الى
مجموعة ضخمه من العربات التي تجرها الخيول قادمة اليهم
قرعت طبول الترحيب لقبيلتهم
وانضم لها بوقفتها اخوتها الثلاث
تدعوا على اولئك الضيوف غير المرحب بهم في سرها وتشتمهم
حتى فاظ بها الكيل فانتفضت من مكانها بمشية غاضبه متجهتا لخيمتها ومعزلها
نظر اخوتها لبعضهم البعض بقلة حيله
ثم وجه عبدالله نظره مجددا نحو ضيوفهم
لينطق بحنق
: يله يا اخوان خلونا... نروح نرحب بضيوفنا ونوقف جنب شيخنا .
اومئ له الاثنين ليلتفتوا لطريقهم
ثم اكمل بنبرة محذره
: ولا تنسون .... الكرم والجود من شيمنا و الورع لا اشوفه يتململ.
ضحك محمد ضحكته الخشنة تلك
فاردف
: ما عليك ...ما عليك ...وهذا ماهو بشنب رجال لو خليته لوحده.
دخل الزوار الى حدود القبيله والطبول الترحيبيه تقرع والناس يرحبون ويهللون
يتقدمهم والد شذى الشيخ حمود شيخ قبيلة ال زيدان العريقة
هالته بالفعل قد احاطت المكان وعظمته المهيمنة قد تجلت عليه
جسده الضخم العريض رغم كونه في الستين من عمره قد اضاف الى رعبه رعبا
هندامه كان متواضعا جدا فما كان يميزه بملبسه الا تلك العمامة الكبيرة الصوفية ذات اللون الاخضر الداكن
ضلها قد غطى نصف معالم وجهه ومع هذا فملامحه الحادة التي تظهر حتى في ابنائه كانت واضحة للجميع
واقفا باستاقمه ويداه يضمهما خلف ضهره
نظراته التي تخترق الانسان كانت متركزة على شخص من بين الحضور
(ناصر) الذي كان للتو قد نزل من عربته
ليرتفع حاحب الشيخ حمود فجأة
انه فتى شاب واضح للغاية ولكن
لسبب ما لم يستطع تقبل منظره المتمدن للغايه
شعر الشيخ بابنائه الثلاثة وراءه
محمد الذي كان يزفر بغضب شديد وعبدالله الذي كان يردد دعاء غير مسموع يهمس به من بين شفتيه بكل غضب مكبوت
اما سلطان فكانت نظراته المتعالية هي كل مايقوم به
تنهد الشيخ حمود بضجر منهم .... غيرة الاخوان على اختهم قد ترمي بسمعتهم
تقدم والد ناصر فسلم على الشيخ حمود ببهجة وشوق كبيرين
كما بادله الشيخ نفس المشاعر ولكن بحماس اقل
ثم تقدم ابنائه الثلاثة ليسلموا فما كان منهم غير الاحترام والتقدير لهذا الرجل المتواضع
اتى طامتهم الكبرى ليسلم على الشيخ حمود
لتشق الابتسامة المرعبة وجوه الاخوان الثلاثة من وراء والدهم
صافح ناصر يد الشيخ بكل بساطه
ثم نزعها بسرعه ليتهجم وجه الشيخ بغضب
الا يعرف كيف يسلم على شيوخ القبائل
دعك من هذا .. الا يريد ان يتزوج بشذى ... فاين الاحترام والتقدير!!؟

انتقل ليصافح عبدالله الذي كان لازال يقرأ دعائه بهمس وهو ينظر الى ناصر بهدوء
مما جعل الاخير يستغرب من افعاله
وعندما اتى ليصافح محمدا
شعر بنظراته التي تنهشه نهشا بينما الابتسامة المتكلفة تعبر عن عدمية التقبل نحوه
صافحه ناصر بتوتر
كان سينتقل لسلطان الا ان محمد جذبه بقسوة اليه فارتطم كتف ناصر الايمن بكتف محمد الايسر
لينطق محمد بجانب اذنه بهمس
: يالورع ماعلمك ابوك كيف تسلم على شيخ ال زيدان ؟؟؟
سرت القشعريرة بعاموده الفقري
ليبعده محمد ويربت على يده بكل طيبه بينما تلك الابتسامة عادت الى وجهه
انتقل وهو ضائع في افكاره من ماحصل
ليصافح سلطان الذي كان ينظر له ببرود شديد
لينزع سلطان يده بسرعه
ويهمس محمد باذن عبد الله بغضب
: عبد الله هالعيل قليل بحق اختنا ولايستاهلها تكفى تكفى شف لنا طريقه قبل لا افتك به
: انت هد ابليسك وتعوذ منه وباذن الله نشوف لنا طريقه
: الحل ..عندي
التفت كلاهما بسرعة الى اخيهما سلطان الذي كان يلاحق بنظره ناصر الذي لازال يحيي من في الخيمه من رجال القبيله
ليزمجر محمد
: وش هو حلك ؟؟؟
تنهد سلطان بضيق شديد فالتفت الى اخوته
: في خيمتي تعالوني بعد مايرقدون الخلق .. لكن الحين خلونا نشوف ضيوفنا


كانت الاوضاع في خيمة الرجال كالحرب البارده يقودها الثلاثي ... اما في خيمة النساء فكان الهمز واللمز هو مايجري
بينما شذى تجلس في صدر المجلس بجانب والدتها على يمينهما ام ناصر ضيفتهم
كانت شذى متجاهلة لحديث الاخريات تبحلق بسخط لاكوام الهدايا الثمينه الساكنة امامها ....
تفكيرها يجوب ويعود
" كيف نردهم الحين ... كيف اقول لهم ماني بقابلة ولدكم.. يافضيحتنا "
ايقظها من شرودها الحيران صوت امها المنبه بلطف
: بنتي خالتك ودها انك تشوفين اللي اشترته لك لاتردينها
ابتلعت شذى ريقها
ونبهت نفسها ل تعود الى هيئتها الرزينه
لترد بكل هدوء
: انادي الجواري يفتحونها .. يا سعديه افتحي الهدايا انتي والبنات
كان ردها الغير متحمس البته هو مانزعجت منه ام ناصر التي كانت تنظر اليها بكل تفحص منذ بداية قدومهم
اتين الجواري ليفعلن ماطلب منهن
ثواني قليلة وبعدها تعالت شهقات النساء المتفاجئة
انواع عديدة من الثياب الغربية الثمينة ذات الالوان الزاهية والاقمشة الحريرية والمجوهرات البراقة التي كان واضحا عليها انها من الصنعه العثمانية الممتازة والمبهرة
الاحذية الجلدية والعطور ذات الرائحة الزكية العطره
المسك والعنبر والكثير الكثير
كل هذا وذاك كان مقدما امام ناظري شذى
ابتسمت ام ناصر بتباهي لتحول ناظرها لشذى بحماس شديد
ولكن سرعان ما انطفئ حماسها
فنظرات شذى اللا مهتمه قد افجعتها
كانت تنظر بلا مبالاة البته ... حتى ان عدم الاعجاب قد اختلط بنظراتها
التوتر ساد الجو فالجميع صمت حين راى ردة فعلها
ضحكت ام ناصر بتوتر واردفت بابتهاج مصطنع
: بسم الله على بنتكم يا عزيزه صحيح اني توقعتها بتكبر جميله لكن سبحان الخلاق
بنتكم بسم الله ما شاء الله جمالها وحسنها ماشافت عيني مثله الله يحفظها لكم
هي وش شورك ودي والله نشوف هالثياب اللي جبتها لها من اسواق اسطنبول عليها
ولا كيف ياشذى ؟
التفت شذى الى ام ناصر ببرود مضجر
ابتسمت ابتسامه متكلفه
فردت الام عزيزه بفرح
: ايه مافيه مانع يا ام ناصر تقوم الحين تلبسهم لعيونك
ابتسمت ام ناصر بفرح هاهي تاخذ خطواتها الاولى نحو هدفها فلن تخرج من هنا حتى تجعل شذى تقبل بعرضها
قامت شذى فاتبعنها جواريها الخمس يحملن الثياب بفرح وهن يتهامسن عن مدى روعتها
دخلن الى الخيمه لترتدي شذى الثياب
طال الانتظار المليئ بالتهامسات
حتى اصبحت ام ناصر متوترة بشده لتنبه الام عزيزه عن تاخر ابنتها
لترسل الاخيرة جاريتها لتسرع على ابنتها
مضى وقت قليل
لتدخلن جواري شذى وهن يتضاحكن
دخلت شذى الخيمة بهدوء
وسقطت الانظار جميعها بانبهار اليها
كانت ترتدي فستانا احمرا كالدم مشدودا على خصرها النحيل
تملئه جواهر الياقوت والزمرد
برز بياضها الشديد من لونه الفاقع
ومن ثم شعرها الاسود الكثيف وعيناها العسليتان
وقفت ام ناصر انبهارا لجمالها
فمشت نحوها تسمي وتقرا المعوذات لتمسك بيدها
تنطق بانبهار شديد
: بسم الله عليك يابنتي لا لا يستاهل هالانتظار كله اذا طلعت لي حسناء مثلك
التفتت ام ناصر الى الام عزيزه
وقد سقطت جميع استراتيجياتها عن ادخال الفكرة الى عقلي الام وبنتيها
لتنطق بصوت عالي لجميع النساء بالمجلس بتباهي وفرح
:هذي العروس اللي ابيها لولدي ناصر ووالله اني ما ارضى بغيرها لولدي هذي هي اللي تناسبنا وتسرنا عشرتها انا وعايلتي
يا عزيزه هذي هي انا جيتك اطلب بنتك شذى على سنة الله ورسوله لولدي ناصر
وش قولك يا عزيزه ؟
تعالت الصرخات والشهقات من نساء المجلس
منهن من قام يصفق بفرح ويقفز
ومنهن من اخذن يتمتن بالمعوذات على شذى
فقدت شذى هدوئها وانقلبت ملامح وجهها المتزنه
التفت بسرعة الى امها
راتها تنظر بخجل الى ام ناصر
كانت حائره للغايه
وقد باغتتها ام ناصر بسرعة بدون هوادة بطلبها
قلبت الافكار في راسها بسرعه
ولتلتمع الفكرة براسها
احست بالراحه ومن ثم ازاحت التعبير السابق عن وجهها
وقفت واقتربت من ام ناصر
ابتسمت وقالت
: لنا الشرف والله يا اختي ... بس تعرفين لازم نشاور الشيخ حمود واخوانها
رجال قبيلتنا لهم الاحترام والتقدير وشورهم واجب علينا .
كما لو ان ام ناصر تنبهت لفعلتها المتسرعه
لتتوتر معالمها وهي تنظر لشذى الساكنة امامها بوجه متضايق
نفضت يدها من يد شذى
تنحنحت لتردف
: ايه طبعا مافيه مشكله يا عزيزه لكن .. الحقيقه اني انا وابو ناصر والولد متفقين نروح من عندكم الليلة.
ابتسمت الام عزيزه
ثم ضمت كفي ام ناصر
: لا شدعوه يالغاليه باذن الله ماتمشون من عندنا الليله تبيتون عندنا يومين ثلاثه حقكم بالضيافه ولاتشوفين شر جهزنا خيمتكم واللازم اللي عليك الصبر وباذن الله تلاقون اللي يعجبكم .
خجلت ام ناصر وزاد توترها لترد
: والله ياعزيزه مانبي نثقل عليكم وانا والله...
قاطعتها الام عزيزه بسرعه مردفه
: حلفت عليك ماتمشون من عندنا هالليله .. يله ابنادي البنات يشيلون عفوشكم ورانا سمره وقعده طويله نفضي الشوق لشوفتكم .
كانت كما لو انها تضيع ماحصل قبل قليل بين كلماتها
وقد فهمت شذى ذلك لتبتسم في سرها فيالا حسن اخلاق امها وعذوبة لسانها
عادت مجددا تحيك الافكار المتخوفه براسها وماكان هناك الا سؤال يؤلم راسها " كيف اردهم ولا افشل اهلي؟؟"
انصرفن النساء من الخيمه الى منازلهن ليجهزن انفسهن لليلة حافله بالاحاديث والسمر
توجهت شذى واتبعنها الجواري لخيمتها لتنزع الفستان عنها بسرعه
وحالما خرجت سمعت ذاك الصوت الضاحك
: هيي والله يوم انك تلبسينه حسيت الدهر يمشي .. شلون خلعتيه بهالسهوله ؟
قلبت شذى عينيها والتفتت الى التي حدثتها
لترد
: ماله داعي قولك يا خديجه تعرفين اني كنت اضيع الوقت عشان ما تشوفني معجبه بهداياها .
تنهدت خديجه بضجر

: سبحان الله .. صاحب النعمه مايحس فيها .. يا بنت اعقلي شوفيه هالمزيون جاك يخطبك ومعاه من الهدايا اللي ماتشوفه ولا بنت في قبيلتنا ... بالاصل انا ماني بفاهمه ليش للحين وانتي ترفضين هالفرسان وعيال النسب والحسب والمشايخ الشباب
ولا فيه احسن منهم .. احمدي ربك لايجيك واحد اعووذ بالله ومايكون لك الا انك تقبلينه غصب عنك .
نفرت شذى من كلامها بغضب لتزمجر
: خديجه .. هاذي اموري ومالك حق تتكلمين كذا .. انا بقبل اللي ابيه انا ماهمني لاحسب ولانسب ولافلوس ولاذهب
اذا انا بتزوج .. فابي رجال ماعلى شهامته وكرامته غبار ... رجال من الاجاويد رجال مافي مثله الا في الدهر مره
فهمتيني ولا لا ياخديجه ؟؟ اللي ربي كتبه لي بيدلني عليه .
رفعت خديجه حاجبيها بتفاجأ
: لا يحظي فيك ... تنتظر بنتنا امير الاحلام يجيها ... اقول اسمعي مافيه واحد من هاللي جوك يطلبون يدك ماعنده هالصفات بس انا اعرف وش اللي تبينه .
توقفت شذى لتلتفت الى خديجه بنظرات تهكم
: وش قصدك ؟
: هه وش قصدي !!
اقتربت خديجه منها فتنطق لها بهمس
: بنت شيخ ال زيدان .. مافيه مثلها بحسبها ونسبها .. معروفه بجمالها وكمال خلقها والكمال لرب العالمين
بس وشو .. عمرها ثلاث وثلاثين سنه ولاقد تزوجت !! ترفض الرايح والجاي ولاهمها باحد
تعرفين يا شذى وش تقول الناس عنك يوم انك كذا همم؟؟ " بنت تبي تحكم مع اخوانها".
هنا صرعت شذى من حديثها
تاه تفكيرها بعيدا
بينما كانت تحملق خديجه فيها بغضب
: شوفي ياشذى خلي العتي والغرور اللي فيك وكفي نفسك شر هالكلام
تعوذي من ابليس ووافقي ..
بلعت شذى ريقها
والافكار المضطربه سيطرت عليها تماما
التفتت مجددا لطريقها والكآبة خالطة معالم وجهها

" سلمى ... ليش رجال قبليتنا شاحنوا عمتنا حليمه يوم انها مارضت تتزوج ؟"
ابتسمت
" لانه عندنا بقبيلتنا اللي ماترضى بالزواج بدون سبب هذي معناتها ىانها تبي تقاسم اخوانها بحق المشيخه "
ظهرت علامات عدم الفهم على ملامح الصغيره
لتردف الكبرى
" بنت الشيخ اذا مارضت تتزوج وبقت عند اهلها وقتها يكون معناتها انها تبي تحاكر اخوانها على مشيخة القبيلة
واللي تقصد المشيخه فهي تقصد انها ماهي براضيه بحكم ابوها واخوانها وانها تشوف انها قادره على هالواجب اكثر واحسن منهم فهمتيني ياشذى ؟"
ردت الصغيره بتعجب غاضب
" لكن عمتنا حليمه كانت تحب اخوانها وتساندهم ماهو انتي قلتي لي هالكلام؟
كيف تقوم على اهلها واحنا نعرف ان عمتنا حليمه بنت قبيله بنت مشايخ ماعلى اخلاقها كلمه ؟"
ردت الكبرى بتنهد
" ماحد يهتم باللي يضمرونه الناس بقلوبهم
فاذا سلمت من كلام رجال قبيلتنا , فالكلام بيلحق برجالنا من القبايل الثانيه "
رفعت سلمى نظرها للسماء ثم ارتسمت ملامح الفخر بوجهها
لتردف
" وهنا كان بيت القصيد .."
امالت الصغيره براسها لترد
" وش قصدك يا سلمى ؟"
ابتسمت سلمى لشذى وهمست
" تبين تعرفين ياشذى ... القانون اللي فرضته عمتنا حليمه على رجال قبايل الهضبه ؟"
__________________________________________________ _________________
قسمت اراضي الزيدانيه الى اربعة اقسام متساويه
القسم الاول " الاراضي الشماليه " حيث الزراعه والمؤونه ومنبع التجاره الزيدانيه حيث تقبل عليهم فيها في كل عام قوافل التجاره لتصدر المواد التجاريه التي اختصت بها القبائل الزيدانيه ويتم تبادلها بالموارد الخارجيه
هذه المنطقه تكون اساس وقلب المعيشة بالاراضي الزيدانيه فان اصاب هذه المنطقه شح وفقر فإن الاراضي الزيدانيه اجمع تصاب بالمثل فلذا هي تعد الاهم
القسم الثاني " الاراضي الغربيه " هي اصغر الاقسام واشدها امننا وقوه هي المكان المخصص لسكن الجيش الزيداني حيث تقام المعسكرات واراضي التدريب فيها فكما لو انها الدرع الحامي للقبيله.
القسم الثاني "الاراضي الجنوبيه "
حيث الدارسون والمشائخ والمفكرون والاطباء, المنطقة التي خصصت للعلماء هي اقرب المناطق لقلب الحكم لقبيلة ال زيدان فلا تبعد عن منطقة المشيخه سوا ساعتين , تقام بها المدارس و المراكز الطبيه وما الى ذلك , هذه المنطقه تعتبر هي ذاتها النهضه الثقافيه باجيال ال زيدان وتعد اهم المنطقتين من حيث التاثير على عقول الزيدانيين و تفكيرهم .
اما عن الشرق فهي حيث قلب القبيله ,العقل المتحكم بكل تلك الاراضي والآمر الناهي ارض المشيخه حيث تتوسطها "الخيمه الكبيره " مكان عيش اسرة الشيخ ابنائه واحفاده
(الخيمة الكبيره ) اسم اطلق على عدة خيام اذ ليست بخيمه واحده
الاوسط والاكبر هي خيمة المشيخه حيث يعيش الشيخ وزوجته هناك مجلس المشيخة ومجلس النساء بالجزء الخلفي منها
ومن ثم بالجانب الايمن من الخيمه الوسطى خيام عبد الله وابنائه
وبالجانب الايسر خيمة محمد الاعزب
وبجانب محمد خيام سلطان وابنائه
وبجانب خيام عبد الله مجموعة من الخيام تقع على بعد قريب منها حيث تسكن شذى بخيمتها الكبيره والخيام الاصغر لجواريها وحشمه
وبالقرب من مسكن شذى هناك خيمتان متوسطتا الحجم
احداها ل خالد الاصغر سنًا من سلطان
والاخرى لهيفاء الابنه الاخيره والاصغر سنا بين اخوتها

الشيخ حمود في وقته قام بتوزيع المناطق الاربعة بين ابنائه
فاعطى ( الاراضي الشمالية) لابنه الاكبر عبد الله
و ( الاراضي الغربية ) لابنه محمد
و ( الاراضي الجنوبية ) لابنه سلطان
ليستفرد كل واحد منهم بامارتها حتى يحين اجله ويخلف من بعده احد ابنائه انصافا بينهم

الا ان هناك ما استفردن به النساء قوه كبيره يحكمنها بالخفاء
وقد كانت اول امراة تتملك تلك السلطه
حفيدة الشيخ ممدوح ( حليمه بنت عدنان بن ممدوح ال زيدان )
من اعظم نساء قبيلة ال زيدان العريقة
امرأة تروى عنها القصص وعن فرسها الاصيلة جيداء
امرأة مابقي شاعر وقتها الا وذكرها في شعره
يحذين النساء اجمعن حذوها
واملهن ان يصلن لشخصها وما وصلن
وحينها قد اطلق عليها اسم ثانِ
( الشيخة حليمه )
كان راكبا على خيله ثابتا على مشارف ارض قبيلته
يلقي نظرة اخيره
على امه ذات العنين الدامعتين المسندة على والده من مرضها
ووالده الشيخ الذي كان يبحلق فيه بنظرة فخر كبير
ورائهما قبيلته العزيزه
الجميع صاح مودعا
بينما والده نطق بكلمتين
( الامانه يا هاشم )
حنت نظراته قليلا ثم عاد لبؤسه وشدته
تجلت ابتاسمته العريضة على محياه
ثم نادا على امه
( يا يمه باذن الله توصل باذن الله )
تبسمت امه ابتسامتها الجميله وضحكت عيناها الخضراوان
لتومئ براسها نعم !
رفع لجام خيله فوقفت على ساقين تصهل
وانطلق مع الريح يعدو
امامه هدف واحد لاغيره
( الامانه توصل في وقتها لاتاخر ولا تقدم )


بين تلك العمران شاهقة الطول
فتحت نافذة على مطلع الشمس
مرحبة بحمامة زاجله تحمل رساله
امسكها ثم تنبه للرسالة فنزعها
القى نظرة سريعه عليها فتبسم
هذا ماكنا ينتظره
نزل من على الشرفة متجها للاسفل عبر ذاك الدرج الطويل
مسرعا بسعاده فبانت قلادته المنحوتة بنقشين مختلفين
نادا على صاحبه النائم
فنهض مرتعبا وسرعان ماهدأ
اطلعه على الرسالة .. فما اخذ الا وقد نهض يرتدي ثيابه
وفعل صاحبه كما فعل
خرجا من مسكنهما على احصنتهما
نحو جبل معزول
وطال الوقت حتى وصلا لمقصدهما
كوخ جبلي مهترئ
دخلاه ثم سحبا بابا لقبو مهترئ
دخلا ونزلا من على السلم
كان قبوا خالٍ من أي معلم لأناسٍ او حيوات
سِوا شمعدانات مطفأة تملئ المكان
توجها لزاويه
وامسك احدهما شمعدانا فانزله للأسفل
حتى ظهر باب خفي عن العيان
دخلاه وفي لحظة اغلق وعاد القبو الساكن كما كان قبلا
توغلا في كهف عميق
حتى دخلا لغرفة كبيره للغاية شاهقة العلو بسقفها
كان بها على كل جدرانها رفوف تملئها الكتب والصفائح والرسائل
خرائط كثيره لمنطقة معينه علقت على جدرانها
طاولة عريضة طويلة وضعت وسطها
وهناك
كانت ستة كراس خاوية الا كرسيا واحدا
جالس عليه الشخص الوحيد غيرهما في هذه الغرفه والذي يبدو محياه وملبسه
كما لو انه اعلى شأنا منهما
بعمة بيضاء صافية تتوسطها جوهرة حمراء مذهبه
تقدما نحوه وانحنيا
ثم قدما تلك الرساله
وما ان قرأها حتى بانت نواذجه
اضحى سعيدا غير آبه لمكانته وكبريائه الذي كان محافظا عليهما
عانقهما وشاركهما الضحك كما لو ان عبئا ثقيلا ازيح عن كتفه
تنهد بعمق مرتاحا ولاول مره منذ زمن طويل
ثم ازيح بصره نحو ذاك الصندوق الخشبي
تقدم نحوه وازاح الغبار عنه
كانا يراقبانه بحزن خالطه فرح
فتح الصندوق واخرج منه من بين كل تلك الاوراق المهمه
رسمة كان بها ستة رجال
من بينهم كانا الرجلان اللذان معه في هذه الغرفه
واما هو فكان متوسط المجموعه
محيطا ذراعه حول كتف شاب بجانبه
شاب تجلى كل من الدهاء والقوه والبسالة عليه
جسد ضخم ووسامة لاتضاهى
بتعابيره الفرحه بشكل بسيط
يرتدي حلة شديدة السواد
ابتسم الرجل حينما ركز عليه بنظره ونطق بامتنان شديد
" رجال عند كلمته وانا اشهد ... جزيت خيرا يالشهم "
__________________________________________________ ___

الحمدلله تناولت بهذا الفصل عدة احداث
بعد غياب طويل لظرف صحي رجعت واخيرا وباذن الله اسير انزل الفصول بوقتها

القادم افضل باذن الله
الرجاء التعبير عن ارائكم
وتحياتي الشاكره
كانت معكم بونيسا

mmna 03-04-20 04:07 PM

جميلة جدا وربنا معاكي وشكرا وجزاكي الله خيرا

رشا عبدالصمد 05-04-20 02:57 AM

حمد الله على السلامه ويارب ماتشوفى شر ابدا
بجد وحشبينا الفصل روعه ياترى كلام خديجه هياثر علي شزى ومين التلاته دول وايه هى الرساله ومين الرابع اللى فى الصوره اكيد اسئلة كتير منتظرين اجابتها فى الفصول الجايه

um soso 09-03-21 06:59 PM

تفتح الروايه بطلب من الكاتبه من اجل اكمالها



بالتوفيق عزيزتي



bonica 10-03-21 03:58 AM

ملحمة ال زيدان :: بواسطة bonica
 
بسم الله وبه نستعين
تم تغيير اسم الروايه
من : بنات مشائخ ال زيدان ( العمامه السوداء)
الى : "ملحمة ال زيدان "
وان شاء الله يتم تعميمه على الفصول السابقه


"الفصل الثالث"

__________________________________________________ __

في منتصف تلك الليله شعلة نار واحده انارت العتمه في اقصى حدود القريه حيث تجمع الاخوه في الخيمة ولم يخرج احدهم حتى حل الفجر


وبعد ان اشرقت الشمس توجه ثلاثتهم الى خيمة المشيخه
خيمة والديهم
بوجوه منشرحه متلهفه للقادم
تقدمهم عبد الله لوالدهم الجالس على كرسي امرته
سلم وقبل راس والده وتنحى ليجلس عن يسار والده وفعل اخوته المثل
تحدث الشيخ محمود بدايتا برده السلام ثم اردف
: اهلا بالصقور تفطرون اليوم معي انا وامكم ؟
رد عبد الله
: ان شاء الله.... بس ماهوهذا اللي جينا عشانه.
: اجل وش جابكم ماهو بوقت اشغالكم وعندنا ضيوف بالقبيله ؟
: بس.. جينا نبيك بعلم انت والوالده
ارتفعت زاوية شفاه الشيخ حمود بضحكة كما لوكان متوقعا لما قد يحصل
رفع يده لفتى ورائه ليذهب لينادي سيدته
لحظات مرت بنظرات الاب لابنائه المرتاحين عكس الامس
دخلت الام عزيزه تصحبها خادمتيها
لتنظر لابنائها ووالدهم المتجمعين بجو غير مفهوم
لتشير لجواريها بالخروج صحبة باقي الخدم
سلمت عليهم ليردو السلام
جلست على يمين والدهم مواجهة لابنائها بنظرات مستغربه
تنهد الاب لينطق
: يله.. هاتو اللي عندكم
تنحنح عبد الله والتفت لسلطان الذي كان مسندا راسه لضهر مقعده
مغلقا عينيه راميا الامر على اخيه الاكبر عبد الله
وعندما حل السكون فجأه فتح عينيه مستغربا ليرى الكل ينضر اليه
وجه نظراته لعبد الله ليراه يرمقه بنظرات فطنها
اومئ له مرة اخيره
اعاد عبد الله نظره للامام وتنحنح مرة اخرى
ونظر لوالده بثقة تامه
: تشاورنا ليلة امس انا والاخوان
واتفقنا على شيء واحد
يا ابوي حن ...
صمت ونظر لوالدتهم المستغربة
: موافقين ...شذى تتزوج ناصر
ضحكت الام بسعادة غمرتها فما كانت تتوقع ان يتنازل الاخوة عن رايهم
عقد الوالد حاجبيه باستغراب ..... ليس هذا ما كان ينتظره
بالكاد سيطر على مشاعره الغاضبة
لينطق
: مو معناته بتتزوج بنتي ذاك الورع
اذا هي رضت انا ارضى ولا بعد كذا كلمه
: يا ابوي لا!!!
رد عبدالله متسرعا
ثم اردف متوترا
:الراي رايك والكلمه كلمتك مانقول شي ولا حن بغاصبين شذى ابدا اختنا هذي
ابد.. حن موافقين بس بشرط
رفع والدهم حاجبيه وتنهد باستهتار
بينما تكلمت امهم باستفهام
: شرط؟ وشهو شرطكم؟
عادت الثقة لملامح عبد الله
وخالطها قليل من المكر المبهم
ليرخي ضهره على مقعده
ثم نطق اخيرا
: الراي رايكم بالنهايه بس لنا راي حن بعد ولنا كلمه مو كذا يا ابوي؟
شذى اختنا وسمعتها سمعتنا واللي ياذيها ياذينا
نبي منكم ماتقولون للعرب كلمه لمدة اربع ايام بس
اربع ايام وخلوها علينا نطلع اللي متخفي.

ردت عليه امه باندفاع
: ياكود مسكت الحرمه البارحه تقعد عندنا
تبيها اربع ايام هذي صعبه ياولدي
رد عليها بتهذب
: يايمه هذا الموضوع عليك انتي وابوي
هي اربع ايام بس نسوي فيها اللي نبيه ولانبي احد يشاورنا بشي
وان شاء الله اللي يرضينا كلنا يحصل

انهى عبد الله كلامه
ليحل السكون بالمجلس
اومئ الاب اخيرا بالموافقه ونطق
: لكم اللي تبونه لاربع ايام بعدها مالحد كلمه غير شذى بالموضوع.

__________________________________________________ _______
بخيمتها
جالسة على كرسي زينتها بثوبها الاخضر ذهبي النقوش الفضفاض كالعباءة
تحيطها الخادمات من كل جهة
يرددن اشعارا بأصوات ناعمة هامسه
احداهن تسرح شعرها لترفعه للاعلى
والاخرى تكحل لها بالكحل الاسود الفاحم عينيها العسليتين الزاهيتان
زاد عينها جمالا ان لها سحبة بالاطراف خفيفه, حورٌ برمش كثيف طويل يكاد يغطي نصف عينها حين ترخيها
واخرى تلبسها اساور الفضة والزمرد
وثانية تضع لها اقراطا كأساورها
ومنهن تلبسها عقدها ومنهن من تغرقها بالمسك وعطر الاقحوان
كان هذا فعلا واجبا كل يوم لسيدتهن مع انها لم تكن تحتاج البتة لتلك الزينة
فكان فعلهن هذا ليوضحن للغير انها بحال غنيه
وانها تعيش في رغد حياة وهناء تحت كنف ابيها
ويزيد والدها كرما باعين الناس
وبالطبع فهو يزيدها جمالا عند الخلق ايضا
فبألاصل منذ ان كانت بالعاشرة وهي تنادى بالقاب شتى ترمز لشخصها وجمالها
منها (المقصد الزيدانية)
أي: الزيدانية التي لم يرها احد الا وقد اعجب بجمالها وخلقها
وايضا (شذى الدعجاء)
أي: التي تتمتع باسوداد شديد في سواد العين مع مقلتين واسعتين
وختاما وضعت جاريتها على راسها قماش كتان ناعم شديد السواد مزخرف الحواف بالذهب
ومن ثم لثمتها لثمه خفيفة به
فصار يغطي راسها الى حاجبيها واللثمة تغطي ارنبة انفها وماتحتها
وثبتت اللثام بدبوس ذهبي صغير
انفككن عنها ليقربن لها مرآتها الطويلة مزخرفة الحواف
لترى هيئتها
وما ان رأت نفسها حتى تنهدت وهمست بتهكم
:ودي انكم مازينتوني اليوم يابنات
صمتن كلهن بملامح متضايقه
قتقدمت سعديه العشرينية ذات الفطنة والفهم
كبيرة جواريها ومديرة شؤونهن
وصديقتها
فقالت بكل تفاخر
: لا والله نزينك ياسيدتي اليوم اكثرعن غيره
عشان تشوف الام وولدها ان سيدتنا ما تنغري بهدايا عثمانيه
هه....دخلت وهي تتباهى علينا انك بتقبلين طلبها برشاويها !
ضحكت شذى فردت
: من يوم ماجات ياسعديه وانتي تتشمتين فيها وولدها
ضحكن البنات
فجميعهن قد ملئت سعديه اذانهن طوال الليل بدعوات البعد والكره على ام ناصر وولدها
وان لايجعل الله من ناصر زوجا لسيدتهن
اخفضت سعديه راسها بخجل
: لا مؤاخذه يا سيدتي فلا واحده من جواريك تشوف ان هذوليك يستحقونك
فلا هم بشيمنا وعاداتنا ولا ولدهم اللي بذاك الزود...
سكتت سعديه وجلست عل ركبتيها بجانب كرسي سيدتها
وتمسكت بيديها
فاكملت
: فوالله اني شفته انا والبنات البارحه متخفيات
انه من وجهه وهيئته وتصرفاته ولبسه
ماهو بشيم الرجال الصخور الاجاويد
فلا هو عنده خلق واحد من اخلاق الرجل اللي تدعين ربي يرزقك اياه
ولا حتى يقرب من اخلاق من خطابك الاولين ولا يساويهم!!!
اومئن البنات تأكيدا لما قالته سعديه
فأكملت سعديه بانفعالها
: ولد مدينه يا سيدتي يركب العربات مثل الحريم ولا هو يقوى عل شيل سلاح ولا يسنع بشغله
بدون خدم ... ما يمشي الا مع امراء الغرب ولا معجبته حياتنا.. ووالله اني شفت نظرته لنا انها
تزدرينا وتكرهنا!! لا خلقه كريم ولا هو شجاع وفارس واني لشاكه انه ما يعرف الحميه ولا
يعرف حتى الغيره ينام على الحرير وشرابه العنب واذنه تنام وتصحى على غناء الجواري وعزف العود!!
تنهدت شذى بأسى على حالها
فهي موقنة ان ماقالته سعديه لهو الحق بعينه
حمحمت احدى الجواري باستئذان
لتنطق بتوتر
: ياسيدتي سمعت من وحده من الجواري الي كان اخوها يخدم البارحه بالخيمه
ان ... اللي جاء يخطبك ماكان حتى يعرف كيف يسلم على شيخنا حمود!

: ايش؟؟
انتفضت شذى من مقعدها وكل البنات ينظرن للتي تكلمت للتو متفاجئات
اقتربت منها شذى فاردفت بغضب مكبوت
: كيف يعني وضحي يا صبيا؟؟؟؟

ابتلعت صبيا ريقها وانزلت نظرها للاسفل
: أي والله يا سيدتي.. قالت ان اخوها شاف بأم عينه
ان الرجال جاء وصافح الشيخ حمود ما امداه يمسكه ثانيه الا ونفض يد الشيخ نفضة العدو ليد عدوه!!

اتسعت عينا شذى باندهاش غاضب
غير مصدقة لما سمعته فكيف يجرؤ صعلوك المدن ان يفعل ذالك وهو من جاءت امه تفرش الهدايا والنفائس وتتكلم كلامها المعسول وتظهر شديد المحبة والخضوع لتخطبها له!!!
فزاد يقينها يقينا ان كل حرف مما قالته سعديه قد كان عين الصدق وهذا وهي قد ابصرته
مرة واحده فقط!!؟
جمعت عزمها ونفضت عن ثوبها لتخطوا قدماها نحو خيمة اخيها
مأكدة في نفسها انها هذه المرة ستتأكد من التوضيح لأمها ان ترفض ام ناصر بكل شفافية ولسوف تستعين بأخوتها في ذلك

في ذات الوقت بداخل خيام الضيافة
تتناول ام ناصر وعائلتها الصغيرة افطارها
وقد حاوطهم الصمت حتى تحدث ناصر متجهما
: يا امي ما كان اتفاقنا نبيت هنا اش اللي صار؟
ردت امه بنبرة ناكره
: ابدا...ما صار شي وانما ام عبدالله تبغانا نقعد عندها تعرف الصحبه القديمه بينا ووالله اني حتى انا مشتاقه لها ... وبعدين ليش العجله ياولدي خلنا ناخذ الامور بهداوه!
ضحك الابن ضحكة ساخرة ونظر الى ابيه
: يا امي اللي يسمعك ماصدق انك اللي بعثتي لهم مرسولك من وقت ما احنا بطريق السفر ولا حتى سمحتي لنا نخطو من عتبة باب قصرنا بالمدينة!!!
ضحك والده فاتبعه بالضحك
بينما زمجرة امه قائله
: لاتضحك انت وولدك .. وش اسوي ناس طيبه وبنت اطيب
رد ناصر بخفوت
: اما في طيبة الاهل فما اوافقك يا امي
شهقت ام ناصر بينما احمر وجه والده غضبا فصرخ على ابنه
: ياولد الزم حدك هذا رفيق الحياه الشيخ حمود واهله لهم من الفضل علينا من بعد الله يلي ماتسويه لا انت ولاجدك
انتفض ناصر بمكانه متذكرا مكانة هذه القبيلة وزعيمها لدى والديه
حك راسه بتوتر شديد
بينما والده قد اشتعل وجهه حمره
ووالدته تهدأ روع زوجها بغضب على والدها
لتردف بدورها
: اسمع يا ناصر انت لو شفت شذى البارحه وربي اللي رفع السماوات والأرض انك لتهجر كل الداعرات اللي تتلصق بهم طول يومك وتجري وراها حافي .. حافي فهمتني !
رفع ناصر حاجبه باستهزاء منكرا
" وش ذا الجمال اللي بيخليني اجري وراها حافي؟"
هذا ما جال داخل راسه الا انه محاه سريعا عندما سمع والده
: مايهمني الجمال يا ام ناصر انا يهمني اخلاقها الا والله لانها حييه فهيمه لسانها مايعرف الا المختصر المرضي من القول احسن الشيخ حمود وامها عزيزه تربيتها ايه نعم ماقد شفت بنت بمثلها بعمري ولا بشوف
تضاحكت ام ناصر بسعاده لان زوجها يعجبها بفكره دوما
فنظرت الى ولدها كمن تقول الا ترا وتسمع اذا فلتعجب بها ولترغب بها
فاردفت والدته
: وما اشوف وحده تقدر تعقل ولدنا غيرها تطلعك من الشوارع اللي انت قاعد فيها ومن السكره اللي غرقان بها وترجعك شديد وذا باس واشوفك ياولدي وقتها واحمد الله
تنهد ناصر بشكوى فقد سأم من انتقاد والدته اليومي
واكمل فطوره
وشذى وتخيلاته عنها تجول وتعود في راسه
دخلت شذى خيمة عبدالله تبحث يمنه ويسره
ثم توقفت امام ستار غرفته هو وزوجته المسافره
حمحمت منبهة عبد الله لوجودها
لينطق فرحا
: شذى؟ ارحبي ارحبي هذا انا جايك
خرج لملاقاتها
فامسك كتفيها يقودها لمجلسه
بشوش الوجه سعيدا باخته الحبيبه
اجلسها وجلس الى قربها
فنطق
: حي الله شذاي كيفك يا اختي مع هالاوضاع؟
ضحكت بشكوى وتنهد
: اللي تشوفه والله معد اعرف ايش اسوي يا اخوي تايهه وكل من حولي يدلي برأي غير الثاني
فمعد عرفت اسمع لي ولا اسمع لاي واحد منهم
وجيت اشوف انت وش اللي يدور ببالك
نظر لها وضحك
فعكفت حاجبها باستغراب ثم تذكرت بتهكم
: ايه صح وش مسعدك اليوم مع اني توقعتك بتكون متكدر البال
ابتسم مره أخرى
: معليك ياشذى خليها علينا
: عليكم؟
ابتسم وربت على اخته بطمأنه
لتتنهد الأخرى وتنظر الى ما امامها باستغراب وشك
بينما كان عقل عبدالله مليئا بافكاره عن كيفية بدء يومه المنتظر
__________________________________________________ ______________
أربعة أيام مضت كانت هادئة لما حول شذى
قد خرج بها اخوتها للتخييم مصطحبين برفقتهم شباب القبيلة وناصر ضيفهم الغير مرحب به في انفسهم
وها هي تنظر اليهم قد عادوا بعد أربعة أيام مصطحبين معهم الكثير من الغنائم
ووجوههم فيها سعادة كبيره كما لو ان هما قد انكسح عنهم وهذا مانبس بقلب شذى الاستغراب
كل شيء كان غير مفهوما بشده منذ حديثها مع اخيها المتبسم على غير عادته في مثل هذه الأوضاع
وفجأه
تنتبه لضحكات سعديه التي كانت تراقب بجانبها
تبسمت لها شذى باستغراب
: سعديه ايش اللي يضحكك؟
وتلك لاتكاد تلتقط نفسها بين ضحكاتها ودموعها
تضع يدها على صدرها تحاول نطق الحروف
: هههه الله يسترعلينا شوفيه هههههههه
استفهام من شذى
لترى ما تاشر اليه سعديه الضاحكه بشده
وما ان انتبهت
حتى وقع فاهها
اهذا ؟
: ن.. ناصر؟!!
محمل عليه غزالان ضخمان
قد اغرقته الدماء
بينما لاتكاد تحمله قدماه
يميل يمنه ويسره وثم فجأه
وقع الغزالان من عليه
وسقط ارضا متقيأً
واغشي عليه ابن المدن
شاركت شذى سعدية في هستيرية الضحك
ولم تكونا الوحيدتان
فقد انفجرت القبيلة ممن رأى مشهده بالضحك بلا هواده
اوه يا اللهي قد اصبح نكتتهم قبيلتها اللتي لاتضحك هكذا الا نادرا

لتدخل والدته الى المسرح تكاد تنفجر من قلقها
تمسح وجهه وتصرخ تناديه
فاقترب الفتيان ووالده يحملونه الى خيمتهم
وما هدئت تضاحيك اهل القبيله حتى الليل وانتشرت النكتة حتى وصلت حدود قبيلتهم
يصرخ ويبكي كالمجنون
: مسك يدي يا امي وغصبني اخذ منه سكينه وخلاني انحر الغزاله ودمها وقرفها علي
ثم مسح بدمها وجهي ويقول لي مبارك!!! مبارك
والام تربت على ابنها وتبكي معه
ويكمل
: سهروني الليالي يقولون لي احرسهم!! وجلسوني تحت المطر على الأرض الطينية القذره
وابوه يضحك
ويكمل
: ما انام الا وصحوني قبل ماتشرق الشمس ويجلدوني بعصيهم اطلع وانزل من الوادي اجيب لهم مويه
والام تبكي
ويكمل
: خلوني هدف قنصهم الرصاص يطلقونه من بين رجولي يا امي ومن جنب راسي ت .... تفل علي يا امي تفل علي لما قلت لهم اني ما اقدر اذبح الغزاله
والام تشهق وتبكي
والأب يدمع ضحكا
وهو مرمي على فراشه معصوب الراس
جسده مليئ بالرضوض والمخوش واثار الجلد
قد استحم ثلاث مرات
ولم يخرج من حمامه الا رغم انفه
قد سكب قواريرًا من الطيب على نفسه
يعطس مره ويكح مره
ذاك المشهد لو رآه اهل القبيلة لبكوا ضحكا ليس ليوم وانما لسنه
الام والابن يبكون والأب مصروع على الأرض من الضحك
_____________________
حل الصباح
واتى الى خيمة المشيخه والدا ناصر وبدونه
محمرة العين امه
والأب ضحكته تشق وجهه
تحدثت ام ناصر بحزن
: ظنتي يا عزيزه ان هذا الزواج مستحيل يحصل بنتكم مافيها الا الخير والله بس....
لم تستطع ان تكمل ما كان من شتيمة على لسانها

الغت كلامها الأول لتردف
: الصراحة ولدي ما يقدر يقعد هنا ساعه ف والله اني اعتذر منك اخجلناكم وولدي ما يصلح له الا بنت وناس من المدن يعني عايشهم ويعرف طباعهم المعذرة
ردت عزيزه بهدوء وابتسامة لطيفه
: لا يا اختي ما بينا وكل واحد يدور الأنسب لعياله ويعني اللي حصل موب هين لكم اعذركم والله
اومأت ام ناصر كرد فلم تستطع التحدث اكثرمن هذا
نظر والد ناصر الى الشيخ حمود بابتسامته الكبيرة ليمد يده يصافحه مودعا
صافحه الشيخ حمود ونظر لعينيه بفهم فقد كان يعلم منذ البداية ان والد ناصر لم يكن يرى ان ابنه يصلح لشذى
وانما بالاصح لم يكن هنالك احد يرغب بهذا الزواج سوى ام ناصر
رحلت هذه العائلة المدنية يومها
يصحبها ورائها قهقهة الناس وصراخهم الساخر اتجاه ناصر الغاضب بوهن
كانت شذى متفرجة من بعيد
والهدوء اللذي اشتاقت اليه قد بدء يعود لحياتها مجددا
تنهدت بارتياح شديد
لتلمح عينها اخوتها الثلاثه
يقفون بجانب بعضهم البعض
ينظرون مثلها للراحلين عنهم وأخيرا
لترى عبد الله يربت على كتف سلطان الفخور بوقفته
هذه كانت عادة الاخوين منذ الصغر
حتى الان
فان فعل سلطان شيئا جيدا فان عبد الله يربت على كتفه
توسعت عينا شذى
فها قد فهمت مجرى الاحداث جيدا
الا ان تفكيرها قد انقطع لان اخوتها قد التفتوا اليها يلوحون بتنبيه لها
لتبتسم اليهم بشده
تشكر ربها على وجودهم في جانبها دوما
__________________________________________________ ____
: ارسل هذي لبرج الشمال
نظر لصاحبه الذي دخل لتوه مناولا اياه رسالة ما, وعكف حاجبيه
: برج الشمال! البرج مافيه احد يستلمها
: الا معليك "الكاسر" هناك
: نعم !؟
نهض من مقعده مستغربا بشده
ثم اردف
: وش يدريك انه هناك؟
ردا على سؤاله , مد صاحبه رساله أخرى اخرجها من جيبه
: وصلت امس يقول فيها انه بحلول بكره بيكون في البرج الشمالي وبيبات هناك ثلاث ليالي ويكمل طريقه
اخذ الرسال وقرأها ليتأكد من خط الكاتب
: الا والله هذا خطه . ماهي من عوايده يتحرك بدون ماتجيه أوامر
: اذا ماخاب ظني .... مالنا علاقه بوجهته هالمره بس ليش يراسلنا؟
تنهد الأخر فلقد كان الكاسر اصعب من ان يفطن لاشاراته
: اكيد يبغانا نعطيه معلومات البرج ..
حك الاخر ذقنه حائرا ليتجه الى خزانته مخرجا منها عبائته البيضاء
: وشرايك ... نرتاح لاسبوعين ؟
توسعت عينا الاخر ثم ضحك
: انتبه يجي يوم يقتلك فيه فضولك
رد الاخر ضاحكا
: ما استبعد هذا لكن ان شاء الله مو هالمره .. مادام انه راح للشمال فشكله ...
نظر الى صاحبه الجالس ف يومئ صاحبه مؤكدا كلامه
ثم اردف مكملا
: الله اعلم
__________________________________________________ ________
اهلا وسهلا
أتمنى ان الفصل حاز على رضاكم
وأخيرا عدت بعد غياب طويل وصراع شديد مع المرحله الاخيره في الجامعه وظروف الحياة كانت فتره صعبه والحمدلله عدت على خير
وابشركم جهزت حزمه من الفصول وهذا أولها
وينزل باذن الله فصل كل خميس بعد التنقيح والتعديل
شكرا لكم على حسن قراءتكم
أتمنى ما تبخلون علي بارائكم عن الفصل
واذا كان قصير لاني محتاره اخليه أطول من كذا او لا لاني لا احبذ طول الفصول فاشعر اتجاهها بالملل

كانت معكم بونيسا




قصص من وحي الاعضاء 21-03-21 04:32 PM

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



الساعة الآن 04:11 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.