آخر 10 مشاركات
خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-20, 08:35 PM   #581

حلا القمر

? العضوٌ??? » 479474
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » حلا القمر is on a distinguished road
افتراضي


🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩 🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩



حلا القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 11:20 PM   #582

Dalia 475

? العضوٌ??? » 397775
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » Dalia 475 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني

كانت تراقب وقفته المتصلبة كتمثال من الحجر,ووجهه يعلوه الذهول المخلوط بالندم,فمه الفاغر بصدمة وكأنه لا يصدق ما يخبروه اياه على الهاتف ؟! وهي كانت ما تزال تلتحف بالأغطية ودموعها لم تجف بعد ما حدث حتى مع محاولته في التخفيف عنها..مازالت في صدمتها به,لقد أتم زواجه منها ومنحهم تلك الخرقة التي تحمل دمها بسهولة !!أين الطبيب المثقف الذي وعدها بأن لا ينتهك سترها وسوف يرفض ما فرضوه عليهم !!!فاقت من نعيها لنفسها وهي تراقب الهاتف الذي سقط من يده يتناثر على أرضية الغرفة لقطع صغيرة..سمعت صوته الذاهل متحشرج بغير تصديق يخبرها:
"لقد هرب تليد وترك أختي ضحية تلوكها الألسنة"
عقدت حاجبيها بعد فهم حقيقي وهي تكفكف دمعها عندما أقترب منها يجلس على طرف السرير يضع رأسه بين كفيه بألم وخيبة وهو يردف بنفي:
"هذا كابوس,لا يمكن أن يحدث لن يؤذيني اخوكي في شرفي بعد أن رفعت رأسكم"
صوتها خرج متحشرج من أثر بكائها منذ ساعات تستفهم منه:
"أنا لا أفهم !!من كان يحدثك,وماذا أخبرك ؟!"
رفع وجهه يخبرها بنبرات ميتة:
"ما الذي لا تفهميه !!أخوكي هرب وترك لنا العار"
ردت بصوت مرتجف:
"هذا لن يحدث أبداً..لن يفعلها هو ليس جبان ليهرب من مسؤلية حتى وأن كانت خديعة ورطناه بها"
إلتفتت لها يصرخ بها بوحشية,وهو يمسك بعضديها بعنف وكأنه يريد إفراغ غضبه وحقده وكسرته بها:
"لقد فعلها هدير..البطل الهمام تهجَم على طفلة,وهرب كالجبان بعد أن هز صراخها داركم كلها"
صراخه زاد وهو يعصرها بين يديه بوجع يردف:
"هرب من مسئوليته بعد أن وثقنا به,وهو يعلن بقذارة أنها غير عفيفة"
لم تبالي بثورته وبصدمتها فيه التي تتوالى وعيناها تعبر عن تضاربها وخذلانها:
"مستحيل..مستحيل..أخي لن يفعلها لن يتعدى على أحد ولن يتهمها كذب"
صراخها تعالى بثورة وهي تنفض يديه عنها تبتعد عن الفراش تقف بشموخ غريب أمامه تخبره بقوة:
"تليد ليس جبان !كذب..كل ما تقوله كذب !لن يخون مبادئه,ولن يتهرب من كلمة أعطاها"
وقف هو الأخر من جلسته يتأملها ونبراتها الواثقة تشعل النار بصدره,حقداً وغل وخيبة,بتمهل خطر أخبرها بتأكيد:
"لقد فعل..أخوكي جبان ولا يحمل ذرة مبادئ,شعارات يتغني بها ليجذب الأنظار من حوله"
صاحت به بأنفعال:"كاااذب كما حالك دائماً..حتى وإن فعل,ألم تُضحي بها أنت من أجل نفسك ؟ألم تغشوه جميعاً وأولهم والدك ؟!أخبرتكم الخداع لن ينفع معه,لن يمررها على خير..وأنت تلاعبت بي كعادتك لتلتزم الصمت"
ببرود رد:
"لم أجبرك على شيء..إن أردتي إخباره ما الذي منعك ؟!انتظرتي حتى الزفاف لتخبريه بدناءة !!لتنجي أمامه وتتملصي من الخدعة كما تدعي,وأنتِ السبب فكل ما حدث ويحدث"
كانت تهز رأسها بإنكار لما يحدث..هل من يقف أمامها الآن أصيل حبيبها العاشق المتيم الذي لم يترك قصيدة غزل واحدة لم يلقيها على مسامعها ؟!
"أصيل هل تعي ما تقوله,أم تحاول جرحي ؟!"
رفعت يدها المرتعشة تضرب على صدرها بصدمة تلف بعقلها وهي تقول:
"أنا السبب ؟!أنا يا أصيل من خان العهد أم أنت ؟!لقد وعدته بعدم الاقتراب مني,أتذكر أنت من دفعتني للحديث معك وأنت تلتف حولي !!أنت من اقنعتني أن نتقابل في المحافظة لنستطيع الكلام بحرية"

أقترب خطوة..خطوة واحدة لا أكثر ليميل بوجهه يهمس بوجهها بفحيح:
"وهل أنتِ طفلة أجبرتك على ما لا تريدي ؟!كلانا خان العهد فلا تحمليني الذنب وحدي,أن كنت أنا أحمل بعض الذنب فأنت تتحملي الوزر كله"
أبتعد عنها يتوجه لخزانة الملابس يقول بفظاظة:
"سوف أذهب للرجال لنرى فعلة أخيكِ..والله يا هدير لأدفعه الثمن غالياً..وأحسر قلبه عليك كما طعنني في أختي"
راقبته بعينين دامعتين تحجب عنها الرؤية,غير مصدقة بعد لما يحدث..هل هذا أصيل من يتحدث ؟!هل هذا من كان منذ ساعات فقط يطمنئها ويرعاها ويخفف عنها ؟!أين العشق الذي كان يخبرها إياه ويبثه لها ؟!أين شغفه وتأوهه المتألم بإمتلاكها ؟هل إنقلب كل حنانه وحبه في لحظة,وأصبحت هي الجاني لكل ما يحدث ؟ لقد سقط ومن أول اختبار..خيبة أمل مريرة هي من كانت تجتاحها لتتركها كزهرة ذابلة أمام إعصار لا يرحم حتماً هذا نتيجة عندما تخرس صوت العقل ويتحكم بك القلب للحكم على الحبيب وتفيق على واقع مرير بأنه يوماً لم يستحق .
عندما انتهي من ارتداء ملابسه,إلتفتت اليها يخبرها بجمود:
"لقد طلع الفجر صباح مبارك يا ابنة العمارية"
رفعت وجهها وهي تنظر له بحدقات مهزتة تسأل بوجل يمزقها:
"هل ستطلقني أصيل ؟!"
كان جواب أكثر منه سؤال,صدمه رغم كل جفائه وجنونه ووعيده لها,لم يطرق على خاطره أن يطلقها !!! أعطاها ظهره وهو يجيبها بوجع:
"سوف تحاسبي على كل كلمة تصدر منك يا عروس فإلتزمي الصمت هذا أفضل لكلينا"
............................

لقد أشرق الصباح وهم مازالوا على جلستهم . نكست الرؤوس بخذي,والبعض يتخبط بجنون وثورة..أحدهم ينادي بدماء تليد بعد إثبات طهر أبنتهم..
وأحدهم شامت لائم من أجل طلب يدها سابقاً ورفضه,ليسلموها لمن وضع رأسهم في الوحل..الكثير من الأصوات والآراء الذي تذبح رجل على قرة عينه,لا يقدرون مصيبته ولومه لنفسه كيف سلمها لمن اعتقد أنه منقذها ليصبح ذابحها !!
ليصيح أحدهم برعونة وغل:
"يطلقها وأسترها أنا,ونرد لهم فضحيتنا بطلاق ابنتهم عديمة التربية السبب في كل هذا"
هب أصيل من جلسته ليتوجه اليه بغضب أعمي غير مسيطر..كور قبضته ووجها الى فمه مباشرة ليقرن فعلته بصياحه:
"أخرس يا جمال,والله لأقطعن لسانك الذي يخوض في عرضي ويتجرأ على ذكر زوجتي"
ساد التوتر المكان مع اعتدال جمال سريعاً وهو يحاول أن يشتبك معه بالترافق مع هتافه:
"عرضك ؟ أي عرض هذا وقد نكس ( نسيبك) بعمماتنا جميعاً ؟!"
ساد التوتر المشحون بالغضب الأهوج بين الرجال..الانقسام هو ما سيطر عليهم وبعضهم من الشباب صغير السن يتبع جمال في مطلبه,والبعض الأكبر سَنَاً يأخذ الحذر والتمهل في إبداء رأيه .
اشتبك أصيل بيديه بدون تردد بجنون يصيح به:
"عندما يتحدث الرجال أشباهم من مقتنصي الفرص يبتلعون ألسنتهم القذرة في حنجرتهم..والله لو تجرأت على ذكرها أنت وغيرك لأكون قاتله"
كان خطاب يراقب ما يحدث بملامح مغلقة لا تعبر عن شيء,يحبس دموعه الرجولية التي تلمع في عيناه بكبرياء على قرة عينه و ابنة قلبه التي كان يشعر منذ ان وقعت عيناه عليها يوم مولدها بالخوف..كان يعلم ان فتنة محياها سوف تكون لعنتها كما كانت على عمتها..فوضعها في قفص ذهبي يحجبها عن كل الجنون والتخلف الذي يدور في مجتمعهم..لقد ظن أن القدر قدم له تليد منحة لحماية ابنته: ليسلمها له بدون تردد فيصبح هو قاتلها !!
عند هذه النقطة وقف خطاب بشموخ يخبرهم بصوت جهوري رغم المشاعر المتعاقبة على وجهه,ما بين خوف وألم وخيبة ويقرأها المجلس بوضوح:
"توقفوا عن عرض قواكم ورجولتكم,من تلوكه الألسنة هو أنا وأبنتي..
وأنتم لن يطولكم من الضرر غير بعضه"
حاول أحدهم التحدث لينهيه خطاب وهو يشير بيديه بحزم وهو يردف بقوة:
"شرفكم محفوظ يا آل المكي,وسوف أفعل ما يرفع رأسكم أمام جميع القرية وسوف نخرس كل لسان"
صمت لبرهة وهو يقول بصوت خرج مهتز رغماً عنه..وكيف لا وما يوافق عليه الان سوف يذبح ابنته ويخسرها الى الأبد ؟! ليقول:
"سوف يتم الأمر بطريقة النساء المتعارف عليها"
صمت برهة ليسيطر على نفسه وهو يرفع رأسه بعزة:
"ابنتي أعرفها جيداً كما أثق في ابنتهم,وهنا سوف ينتهي الأمر لن يتدخل أحدكم بيني وبينهم ويبدي رأيه في هذا النسب..أما زوج ابنتي فأنا فقط من سوف أطالب بحقي منه"
عقب كلماته استدار عنهم ليغادر على الفور يرفع يده يمسح دمعة فارة رغماً عنه,ليس له الحق في أن يشعل نار حاول إخمادها,هو من غش الرجل لتوسمه فيه خيراً فيستحق كل ما جري .سمع صوت ابنه من ورائه يناديه بوجع:
"أبي هل حقاً سوف تفعل بها هذا الشيء البشع ؟!"
بدون أن يلتفت اليه أخبره:
"كل ما يجري بسببك أنت يا خائن الأمانة,وأنا وأختك من سوف ندفع الثمن لن أسامحك يوماً يا أصيل كما لن تسامحني هي"
........................
"لا لن يحدث"
قالتها أحلام بحزم وعيناها تشتعل بإصرار وهي تقف كحائط سد أمام السلم المؤدي للغرف العلوية..اقتربت منها فاطمة ونبراتها القوية تحمل كل النار التي تشتعل في صدرها لتقول:
"بل سوف يحدث يا أحلام,ابتعدي عن طريقنا ودعينا ننهي الأمر لنرفع رؤوسنا بعد فعلة ابنك"
هزت أحلام رأسها بنفي وهي تقول:
"أبداً لن يقترب أحد من فتاة في حمايتي وتحمل اسم ابني"
بشراسة وصوت فاطمة يعلو صارخاً:
"أي ابن هذا عديم الرجولة؟!مابالك مستميتة يا أحلام هكذا ؟!أتخافين إثبات عفة ابنتنا ليعلم الجميع بخيبة ابنك ؟"
مالت أحلام بوجهها تحاول ألا تفتعل مصيبة أخرى قالت من بين أسنانها بخفوت:
"لا أصدق أنك أنتِ من أمامي ؟ تطالبين بسلب الفتاة عزتها وكرامتها وأنتِ جربتِ بشاعته من قبل !!لا تدعي حقدك القديم يتحكم بك يا فاطمة..لن يخسر أحد هنا الا ابنة أخيك"
زفرت بضيق عندما رأت عين فاطمة التي اهتزت وملامحها الجميلة التي لم تفقدها رغم مرور السنين والمصائب عليها,لتوجه كلامها لأم الفتاة ضعيفة الحيلة كما يبدو لعينيها تخبرها:
"نبهتك يا نعمة,حاولي إخبار ابنتكم ما يجري بين المرأة وزوجها,ولكنك وضعتي رأسك في الرمال كالنعام تنعي حظها..ما الذي كنتم تنتظرونه ونحن غششناه,ولنزيد من فداحة فعلنا نسلمه فتاة جاهلة"
لم تجبها نعمة بشيء فقط عيناها تبعث شرر وكأنها تريد قتلها,وما تقوله المرأة ليس الا الحقيقة..إلتفتتت لثالثتهم التي أتين بها حسب الاعراف من قامت بختان الفتاة هي من تثبت عفتها عند الاحتياج للأمر:
"أنتِ أخرجي من هنا لن نحتاجك في شيء"
أجابتها المرأة بارتباك وهي تقول:
"أسفة ولكن السيدة فاطمة هي من أتت بي ولن أخرج إلا بأمرها"
صاحت أحلام بغضب:"أتعصين أمري؟"
لتتدخل فاطمة تنهيها بسخرية مريره تلبستها رغماً عنها:
"لن تخرج من هنا يا أحلام وسوف يتم الأمر,أنسيت الاعراف ؟
هي الوحيدة التي لها الحق بالقيام بالكشف عنها,ألم نذبحها سابقاً على يدها كما جميع فتيات القرية ؟اليس هي من تقوم بعفتهن حتى يستطعن أن يتحكمن في شهوتهن ولا ينجرو للخطيئة يوماً ؟"
أغلقت أحلام عيناها بيأس لدقيقة كاملة لتقول بعد برهة:
"وكأني لم اعرفك يوماً..ماذا فعلوا بك ؟أمقتنعة حقاً بما تقولي وترددي مثل الجهلاء يا جامعية ؟!"
زفرت فاطمة بقوة وهي تقول بكبرياء ولكن عيناهما التي ألتقتا في نظرة طويلة كانت أغني من أي كلام,وذكريات طويلة متعاقبة تبادلها يوماً في صداقة كانت أقرب لأخوة .كذباً كانت تقول والأخرى تكشفها بوضوح:
"عادات أجدادنا وأعراف أبائنا هذه هي الحقائق الراسخة التي لن تتغير يوماً..فلا تحاولي ادعاء المثالية,نحن لسنا في مدينة الفضيلة هنا فاطمة"
نطقتها أحلام غير مصدقة..اقتربت فاطمة وهي تحجب عيناها عنها تزيح احدي ذراعيها التي تسد طريقهم وهي تقول:
"ابتعدي أحلام كل وقت يمر يزيد الأمر سوء,لا أحد متضرر هنا غيرنا نحن وقد وصمنا ابنك بالعار..لو كانت الأدوار متبادلة لفعلتي أكثر من هذا"
أمسكت أحلام بيدها لتخبرها وقد سلكت مخرج أخر غير المواجهه لتحاول مهادنتها وهي تقول:
"كما تحبي فاطمة,ابنتكم وانت أحرار بها ،،ولكن أنا أطلب حق ابني..أليس من الاعراف ان يكون زوجها هنا ويرى بعينيه عفتها"
أجابتها نعمة بغضب:
"ابنك هرب..هل أصابك الجنون ولم تعِ بعد ؟!ترك أبنتي ضحية الجبان الوضيع بعد أن رفعنا نحن من شأن ابنتك,هل هذا جزائنا"
بحزم قطعت فاطمة مهاجمة زوجة أخيها لتقول بغموض:"أصمتي نعمة المرأة لديها حق نحن سوف ننتظر ولكن هل ستستطيعين جعله يعود ؟"
بتوجس كانت أحلام تراقب ملامح فاطمة ولم تقتنع أنها طاوعتها هكذا ببساطة,لتجيبها أحلام بثقة:"نعم سوف يعود"
وأمنية داخلها بألا يخيب ظنها و أملها فيه أكثر مما حدث بالفعل,لقول فاطمة بجمود:
"اذهبي الان لا يوجد وقت,لا اعتقد انه وصل القاهرة بعد,دعيه يعود حالاً"
تمتمت أحلام بتأكيد:"سيعود,يجب أن يعود ويصلح مصيبته"
لتشير الى غرفة مجلس النساء:"تفضلن هنا الى أن يأتي"
أسبلت فاطمة أهدابها لتقول بغموضها الذي يثير الريبة:
"نحن سوف ننتظره هنا مهما طال الأمر..لا تقلقي أحلام نحن نعرف الأصول غيركم"
لم تجيبها أحلام بشيء فقط اومأت بصمت مطبق
...............
كانت ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها ضياعاً وهي تنظر لأمها التي عندما رأتها مع عمتها تأملت أنهم أتوا لإنقاذها وأخذها من هنا,من هذا الضخم الذي وعدتها الخالة أحلام بأنها لن تجعله يقترب منها مرة أخرى..ولكن رغم هذا لم تستطع الثقة بها حتى بعد أن خمنت عندما فاقت من أغمائها أنها من أنقذتها..
لم تفهم حقيقي ما يجري والخالة أحلام تحاول ستر جسدها العاري بسبب ذلك الحقير لتحجبها عن أعين تلك المرأة السوداوية التي أقتحمت الغرفة,أستطاعت أن تفهم بعض الكلمات التي قالتها المرأة بنبرات يتلبسها الشماتة:
"العروس غير شريفة وفقدت عفتها سابقاً"
لتسبها الخالة أحلام وهي تقفز من الفراش وتزج بها الى خارج الغرفة لتعود بعدها تبثها الاطمئنان وتساعدها في ارتداء بعض الملابس البسيطة التي مازالت بهم .
"أمي خذيني من هنا,أعيديني الى أبي لأشكو له من حاول أذيتي"
نطقتها أثيلة بعذاب وجسدها الضئيل يرتد بعنف بين ذراعي أمها تكاد كلتاهما تنهار على الأرض من ثقل حملهما..زادت نعمة في البكاء ولم تجد ما ترد به

اقتربت فاطمة تفك تعانقهما بقوة تجذب أثيلة من يدها تسألها:
"لن يأخذك أحد من هنا أنضجي أثيلة"
وبدون أي مراعاة للجاهلة أمامها أردفت وهي تشيح عنها وجهها:
"هل تعلمِ ما يدور منذ الأمس بسببك أثيلة لقد تسببت لنا في فضيحة"
زاد اضطراب الأخرى وهي تنظر لعمتها بنظرات زائغة تحكي عن جهلها بفهم كل ما يجري حقاً والشائعات الذي ملأت القرية,هزت رأسها بنفي تقرنه بقولها:
"لا عمتي ما الذي حدث؟!عن أي فضيحة؟!"
زاد هبوط دموعها بغزارة وهو تنفي بتلعثم:
"أنا لم أفعل شيء !هذا..هذا الرجل أراد..أراد"
أغمضت عينها بشدة تحاول تناسي الذكري لتردف:
"لكنه لم يستطع أقسم لك لم أتسبب في شيء"
بحسم كانت نبرات فاطمة وهي تأمر القابلة بالاقتراب لتردف على الفور:
"أنت أصبحتي امرأة أثيلة,وهناك شيء يجب أن نحصل عليه حتى ترفع عائلتك رأسها بعد المصيبة التي حدثت"
تراجعت خطوة للوراء بذعر وهي تري تلك الحليمة,تتذكر رؤيتها عندما كانت في سن الثامنة وقد آتوا بها في نهار صيفي حار أسود لن تنساه ما حييت لتقوم بذبحها وقطع جزء من جسدها..صرخت وبكت يومها,قاومت ولكن ماذا تفعل طفلة قليلة الحيلة وهما يقررون أن هذا لمصلحتها ؟!نفس الثلاثة وجوه,هل يعقل انهم أتو ليفعلوها بها مرة أخرى و يقتلوها حية ؟! لقد فهمت عزة شرف وطهر وعار !
شهقت بعنف وهي ترفع يدها المرتعشة تغطي بها فمها,تهز رأسها بعنف تمتمت بهلع:"لا لا لن تفعلو هذا بي"
كانت تنظر لثلاثتهم برعب,وتتراجع الى الحائط بخطي بطيئة..عيناها التي تمتلئ بالدموع المتساقطة تنتقل بينهن باستعطاف.تراجعت وتراجعت الى أن ألتصقت بالحائط تحتضنه وكأنها تريد الاختفاء به..ليته يحتضنها وتجد به المخبئ الذي يحميها منهن وقد تخلي عنها الجميع !!وأصبح أمانها هو من يريد قتلها !!
صوتها خرج مرتعب مهزوز مسترجي ومستعطف:
"أمي احميني منهن,لم أفعل شيء أمي صدقيني"
أغمضت نعمة عينيها بوجع,قلبها يتمزق على طفلتها ومدللتها,وخرج صوتها متحشرج بالألم:
"أعلم أثيلة وأثق بكِ..ولكن قضي الأمر طفلتي وقد أصدروا الحكم"
بخيبة أمل وروح طفلة بريئة حُطمت نقلت رجائها للأخرى..من كانت تحبها وتدافع عنها عند غضب أمها منها,لمحات من طفولتها القريبة وعمتها تحتضنها تدافع عنها بشراسة في غياب أبيها الحبيب..نطقت بترجي لم يفارق صوتها:
"عمتي فاطمة دافعي عني..تعلمِ أن ما يُقال كذب"
تحشرج صوتها وهي تبثها شكواها من قاتلها . وأردفت توضح باعتذار طفلة لم تستوعب بعد كل ما يحدث حولها إلا أنهم يريدون اغتيالها:
"لقد حاول هذا الضخم عمتي,من قلتم أنه لن يؤذيني ولم يستطع..دافعت عن نفسي عمتي كما كنتي تخبريني..لم أسمح له بالاقتراب لم أتنازل,لم أسلم نفسي أنا طاهرة,أنا كما أنا شريفة عمتي مازلت بعفتي"
صوتها أخذ يخفت ببطئ وهي تهبط تدريجياً الى أن تقوقعت على الأرض,جسدها الضئيل يرتج بعنف شهقات بكائها التي تعلو بوجع لا تردد إلا انها مازالت بعفتها .
حسمت العمة موقفها وهي تقترب منها تبعد أمها المتخاذلة عن طريقها,و تأمر القابلة بالاقتراب..صوتها خرج قوي حاسم رغم قلبها المطعون على نوارة عائلتهم !!سوف تحطمها بأيديها..وماذا تفعل اذا كان الخيار المتاح إما قتلها أو إثبات عفتها ؟!مالت بجسدها تشدها من عضديها,تحاول أن تتخلص من قلبها النازف الذي يخبرها بقوة أن تحتضنها تهرب بها من هذه القرية القاسية . ولكن العقل حسم موقفه..شرف أخيها وعائلتها يتوقف على بضع دماء ؟! سوف تمنحها لهم ولكن الشاه سوف تُقتل الى الأبد.ألم تكن هي خير من يعلم ؟!!بجمود قاتل أخبرتها:
"ليتك جعلتيه يأخذك أثيلة !"
نظرت لها تائهة وحيرة ربما صدمة:
"كيف عمتي؟!ألم تخبروني ألا أدع رجل يقترب مني ؟! كيييييف عمتي ؟!"
لم تجبها,وما تخبرها به يزيد وجعها..و مازالت على تجبرها,تسحبها بعنف غير مقصود محاولة أن تمددها على الفراش لتجهزها لما سوف يحدث !!!
نظرات عمتها أعلمتها أنه قضي الأمر سوف ينتهكوا عرضها على يد قابلة!!
بإرتياع وذعر تخبطت,تقاوم لتخلص نفسها منهم,والعمة تمسك يدها بقوة تطويها فوق رأسها..وكيف لمراهقة ضعيفة البنية أن تتغلب على امرأة قوية أضعاف حجمها ؟!هتفت نعمة بفزع:
"لا يا فاطمة توقفي سوف تقتلوها..يكفي"
بشراسة إلتفتتت فاطمة تجيبها عما تقول:
"ألم تفكروا في هذا أنتِ وزوجك عندما ضحيتي بها وسلمتوها لرجل من أجل مدلك ؟!أخرسي نعمة ودعيني أنهي الأمر"
بتوسل ذليل وهي تقاوم القابلة التي تحاول أن تزيح عنها ملابسها تنظر لعمتها بوجل"أرجوكِ عمتي أرجوكِ..سوف أفعل كل شيء..لن أتمرد مرة أخرى,لن أزعج أحدكم,سوف أستمع لكلامك..ولكن أرجوكِ اتركوني لا تفعلي هذا بي"
رغم قوتها وقسوة ملامحها هبطت دموع العمة تغرق وجهها وقالت بوجع مماثل:
"ليتني أستطيع حبييتي !!
مازلتِ لم تفهمِ الذل الذي أصبحنا فيه بسب شبيه الرجال الذي ألقاكي أبيكي له .
قدرك أثيلة..العادات ابنتي وإلا سوف تصبح رأسنا في الوحل ما حيينا !!"
"قدرك أثيلة استسلمي"
صوته المنفر الكريه يتداخل مع صوت عمتها فتنظر لها بغرابة وجسدها تراخي كلياً..لم تكن مرافقتهم أقل إشفاق منهم وهي تخبرها:
"استلمي بنيتي لن أؤذيكِ على عيني يا جميلة بيت المكي آذيتك"
دوامة كانت تلف بها صوتهم يتداخل مع همسه المنفر في أُذنيها:
"قدرك..عادات..أستسلمي"
وأين الشرف الذي كانوا يخبروها أن تحافظ عليهم منذ نعومة أظافرها؟!
هل في لحظه تبخر وأصبح مجرد تفاخر بينهم ؟!يريدون انتهاكها ليحصلوا عليه ؟!
هي أصبحت شاه و أضحية لشرفهم المزعوم؟!"لااااااااااااااا ااااااا"
صرخة قوية مزلزلة!! لا تعلم هل خرجت منها أم كانت نجدتها؟!
يكفي أنها أربكتهم لتستطيع الخلاص وتصل لشرفة الغرفة !!
لتستطيع الخلاص منهم جميعاً وتستسلم كما أخبروها ولكن بإختيارها هي!!
"أثيلة"
خرجت صرخة نعمة الملتاعة وهي تري ابنتها قد فتحت باب الشرفة في لمح البصر .لا تعلم كيف فلتت منهن وأستطاعت أن تقف في منتصف الشرفة تتشبث في الحائط في أقل من دقيقة,وتجلس فوقه ساقيها ناحية الشارع ويدها تتشبث بالحائط الحديدي بقوة في استعداد للقفز..بنحيب كانت تقترب نعمة ترجوها بعذاب:
"حبييتي صغيرتي,تعقلي سوف أحميكِ لن يمسك آذي,لا تحرقي قلبي أثيلة,سوف أبعدهن عنك"
إلتفتتت اليها بعيون مطفئة,عقلها يدور بها واليأس يتغلل اليها سريعاً,تزم شفتيها وتهز رأسها بالرفض وكأنها لا تراها,وكأنها فقدت كل معني للحياة,جُردت من كل شعور انساني لا تراهما الا جلديها .صوت أحلام الصارخ من خلف الباب المغلق جعلها تفوق نسبياً من غيبوبتها وهي تضرب عليه باهتياج تصرخ بجنون منفلت:
"افتحوا الباب والله لن أمررها على خير وإن قُتل فيها ألف نفس وخسرت كل ما أملك..تغشوني وتهتكون ستر ابني,لن أنساه لك ما حييت يا سوداء القلب..تريدين تحطيم أخرى كما حطموكِ,أفتحِ الباب يا فاطمة"
زاد جنون طرقها على الباب وهي تصرخ بغضب:
"أفتحِ الباب يا نعمة سيقتلون ابنتك يا غبية . ليس هذا الحل لن تصلحي ما حدث هكذا متي تحررن عقولكن من التخلف والجهل ؟متي تفيقن ؟"
تسللت حليمة بخوف تستغل عيون نعمة وفاطمة التي تراقب ابنتهم برجاء مستعطف لتفتح الباب لأحلام التي أزاحتها بعنف,لتدلف الى منتصف الغرفة صارخة..تسمرت تماماً وهي تبتلع صرختها في حنجرتها بغصة ورعب عندما رأت الأخرى أمامها معلقة,سيطرت على نفسها سريعاً وهي تقترب بخطي متمهلة ترجوها مثلهن فيخرج صوتها متحشرج:
"أثيلة حبيبتي أنزلي من هنا يا ماما..ألا تثقين بي؟!لقد طردت هذا الحقير ودافعت عنك,هل تتذكري ؟وسوف أطردهن ايضاً من هنا,لن يمسك أحد أعدك"
"أنا لست طفلة"
بخفوت وعيون فارغة كانت تتمتم بكلماتها..لترد أحلام تخبرها:
"لا أنتِ لست طفلة,أنتِ فتاة كبيرة تعلم حجم الكارثة التي تحدث وسوف تحدث لو ألقيتي بنفسك,حبيبتي أنزلي أثيلة"
"أنتن جميعكن كاذبات"
لتفلت يد تشير لهن باتهام حانق وتكمل:
"أنتِ وأمي,عمتي حتى.."
تحشرج صوتها ليخفو بالألم وهي تقول:
"حتى أبي جميعكم كاذبون,أنا اعلم ما تريدونه مني، والآن فقط فهمت ما كان يريده ذلك الرجل"
تقززت ملامحها بنفور عند ذكره,لتعود ترفع عيناها التي تمتلئ بغلالة دموع باشتعال تخبرهن:
"سوف استسلم كما أريدأنا لا كما تريدون أنتم..تريدون دمائي؟!سوف تحصلون عليها,أنا لست طفلة ضعيفة"
خرجت منها صارخة,لتفلت يدها من السور في ثانية واحدة أغمضت عيناها مع صراخهم المترافق في تلك اللحظة الفارقة..شعرت بجسدها يُخطف وشيء صلب يكبل جسدها بقوة وجسدها يرتطم بعنف على أرض باردة،وصوت ذاهل يردد بأنفاس عنيفة بقوة جانب أذنيها:
"لا أنتِ لست طفلة،أنتِ أشجع مني أنا,الجبان الحقير الذي هرب من المواجهة أنتِ لست طفلة..لست طفلة"
عينيها المغمضتان في استسلام لمصيرها كانت رافضة ان تفتحهم،دموع عنيفة هي ما كانت تغرق وجهها..لم تمت كما أملت،والإدراك يضربها بعنف لما حدث !! حقيقي رغم كل آلامها كانت تقاوم الذراع التي تضمها بتشدد,فزادت مقاومتها الصارخة ورائحته المنفرة تتسلل الى انفاسها فتُثير غثيانها,صوتها الملتاع يخرج بتمرد شرس آمر يتلبسه الخوف كلياً:
"أبتعد عني لااااااا,أنت لااااااا,لن تنتهك حرمتي مرة أخرى..أبتعد يا قذر"
كانت تتخبط كلياً بجنون,يعلم إن أفلتها سوف تعود لفعلتها بدون تردد..
لا لن يحمل وزر دمائها كما سيحمل عمره كله ذنب انتهاكها,قربها منه مرغماً فكما يصيبها قربه بتقزز,ينشر في خلايا روحه النفور من نفسه,لا يستطيع حتى أن ينظر لوجهها ويتذكر فعلته,اهتياجها زاد بثورة يدها لتتحرر منه..لترتفع تنهش وجهه,رقبته,وصدره بأظافرها,فلم يبالى بالألم الذي ينتشر في جسده,كل ما يبالى به جنونها .لم يتردد للحظة وهو يرفع عينين حمراوين للثلاثة وجوه اللاتي يرقبانه بحسرة وغل وحقد,فحرر يد من احتضانها واليد الأخرى يثبتها بسيطرة على جسدها,وبحركة سريعة خبيرة كان يرفع إصبعين الى نحرها وعيناه الصقرية تعرف غايتها..في لحظات معدودة خارت قواها بين ذراعيه لتسقط رأسها على ذراعه ووجها بملامحه التي لم تعرف النضج بعد تواجهه فتطعنه بخيبة مماثلة في نفسه,وانهيار كل مبادئه في لحظة غضب أهوج.نظر لها من علو يرقب بشرتها الشاحبة وكأنها كانت تصارع الموت,أو لم تكن تفعل من الأمس؟!لم ينبث أحدهم ببنت شفة,وكأن على رؤسهم الطير..جميعهم يتلبسهم شعور واحد لم يتحرروا منه بعد,الخوف و الهلع المصحوب بعدم التصديق لإنتهاء الأمر.
لا يعلم كم مر من الوقت على تسمره مكانه,ساقيه مفرودتين وكلاهما يتمدد على جذعه بإنهاك,يتذكر ما عاناه من فزع عندما وصل أخيراً ليصدمه الجمع المنتظر أسفل المنزل يراقبون المشهد الذي لم يحدث قبلاً في قريتهم:
ليستطيعوا تأليف القصص لتصبح مادة دسمة تجمعهم لأعوام طويلة.
عندما رفع عيناه لم يصدق نفسه للحظات وهو يري جسدها المعلق,وصوتها الصارخ الذي يصم الآذان,وشهقاتها المتعالية التي تمزق القلوب.
لم يبالِ بالعيون التي إلتفتتت له باتهام وهو يتوجه الى المنزل,يلتهم درجات السلم بجنون وصراخهن المتبادل يصله كاملاً,استطاع عقله أن يرسم خطته بوضوح ليدخل الى الغرفة المجاورة,ويتسلل ببطء حذر عبر السور,وفي لحظه كان يرمي بجسده معها الى داخل شرفة غرفته.
لحظة..كل الفارق لحظة,هي ما تحدد عمر انسان أو تقضي عليه الى الأبد..سخر من نفسه وهو يسيطر عليها ويكسو وجهه المتجهم بالفعل الغضب الأعمي ليعود لطبعه الناري وهو يعدل جسدها بين يديه ويحاول الوقوف بها .
اقتربت منه عمتها تخبره بجفاء:"دعني أساعدك"
كز على أسنانه وهو يرفع وجهه بتحذير حاد:"ابتعدي عن طريقي"
لم تترد في التراجع وهي تنظر له ببغض تخبره:"أخفتني يا سبع الرجال"
لم يهتم بالرد وهو يحملها بين ذراعيه,و يتوجه الى الفراش,فأشاح وجهه بكره عن الفراش الذي ذكّره بجنونه وانفلات غضبه منه .وضعها عليه سريعاً يمنع نفسه من الهروب بقوة كما حدث بالأمس:"أمي"
بتصلب ردت:"نعم تليد"
"أهتمي بها"
فقط لم يستطع أن يقول غيرها .ليلتفت بعدها يبعد عيناه عنها,ينظر الى أمها المكلومة وهي منهارة على الأرض,تمسك رأسها بين كفيها ومازالت في صدمتها تهز رأسها برتابة تتمتم بكلمات تسللت الى مسامعه بوضوح:
"لم تفعل صغيرتي شيء !لقد احسنت تربيتها,أغلقت عليها ألف باب..حميناها من كل متسلل من أبناء عمومتها,وضعنها في برج عاجي ليكون جزائها فضيحة تلتصق بها طوال العمر,أو أن تقتل نفسها"
أجفلته وهي ترفع عيناها ترفع يدها باستسلام تلومه وهي تقول:
"هل كنت تنتقم من فعلة أصيل؟لماذا ؟كنت تستطيع الرفض وتحاسبه رجل لرجل,ما ذنب صغيرتي لتمر بكل هذا ؟"
تحشرج صوتها أكثر وهي تقول بتردد مرير:
"لقد وثق بك خطاب,وأنت..أنت حاولت ان تأخذ حقوقك منها !لما لم تكمل الى النهاية لماذا تعمدت قتلها مرتين وأنت تعلم النتائج ؟"
قاطعتها فاطمة تزمجر بوحشية:
"ألا تعلمي يا متعوسة ?إن العيب ليس في ابنتنا,بل في سيد الرجال مثقف قريتنا"
سخرت بوقاحة متعمدة وهي تزيد من جلده:
"يبدو أن سبع الرجال يحتاج لعلاج ما"
زفر تليد بقوة وهو يلتزم بسيطرته على نفسه رغم كل حواسه التي تحثه على القتال في هذه اللحظة,ليقول بصوت مكتوم:
"أخرسِ,وغادرن جميعكن الآن,كلامي لن يصبح مع النساء,بل مع أخيك الذي تعدى على حرمتي بإرسالكن"
ليضيف بحزم:"ما سمعتوه وتناقلوه حثالة القرية لم يحدث,لن أشرح أسباب مغادرتي بعد إكتشافي خداعكم,ولكني لم أتهم ابنتكم بشيء"
أشاح وجهه بعيد عنهن،يداري الألم المتعاقب على ملامحه عند التذكر وهو يقول:"أما ما حدث بيني وبينها لا يعنيكم في شيء,هي في عصمتي وانتهي الأمر،وأنا من سوف يصلح ما حدث وحدي"
حقد أعمي,وغل مليءالقلوب..الصداقة والثقة المتبادلة التي كانت يوماً تحطمت على صخرة خيانة العهد,وهفوة قاتلة كانت نتاج غضب متفاقم أهوج كان يسيطر على عقله فيحجب عنه الفكر السليم..تقبضت يداه بجانبه وهو يقف بكامل هيبته بأنفة وترفع,كانت تمنعه بتحطيم وجه خائن عهد الصداقة بينهم,و الذي يقف أمامه الآن بصلف يوجه له التهم وكأنه بريء من كل ما حدث وأوصلهم الى ما يحدث الآن!! نطق هو بثبات أمام العائلتين ينهي الجنون الذي يحدث ووصل به أن يشتبكوا بالأيدي بعد الاتهامات المتبادلة بينهم,بل ويتجرأ البعض للحكم بطلاق متبادل بينهم وكل ابن عم من العائلة يتبرع بالتستر على الفتاتين,كأنهن بضاعة رخيصة,ويضحي كل واحد منهم بشرائها..أغمض عينيه بقوة يحجب نار الغيرة على شرفه وعرضه..أحدهم أخته قطعة من روحه وإن كانت أخطأت,والأخرى زوجة تحمل اسمه وإن كان لن يتقبلها يوماً .
"لن يحدث طلاق هنا,وأنا الوحيد الذي له الحق في إصدار الحكم بعد إن تم خداعي من عائلتكم"
بصبر كان يحاول أن يتحلي به أردف بهدوء غريب:
"أنا لم أتهم زوجتي بشيء،وأرفض أن تنتهك سترعلاقتي بها هكذا بين مجالسكم..
إن كنت خضعت سابقاً لحكمك الجائر فهذا لما حدث من ابنكم وإصرار عائلتي عليه"
قطع خطاب سيل كلماته يخبره:
"ولكن حقي وحق ابنتي الذي أهدرته بفعلتك لم يعد,وهروبك ؟"
رد بنفس النبرات الحازمة الهادئة:
"أنا لم أفعل شيء يا خطاب ولم أهرب,والدليل أنني عدت فوراً بعد أن علمت من والدتي بما يحدث,لقد قضيت ليلتي في المحافظة لم أكن لأترك مسؤليتي وأهرب,فقط كنت أحتاج لوقت أرتب به أفكاري بعد اكتشاف فعلتك"
أخذ نفس أخر بعمق وهو يردف:"ليس لديك حق عندي يا خطاب,أنت فقدت أي حقوق لك بغشي مرة,و بانتهاك حرمة بيتي وأنا غير متواجد به مرة أخرى..أما عن حق بنتك فأنا من سوف يعيده بطريقتي"
أردف بعدها ينهي أي حوار قد يشتعل مرة أخرى بينهم,يأخذ الحكمة والعقل طريقه:
"عندما وافقت أنت على الزواج المتبادل واشترطت أن أكون أنا زوج لإبنتك كانت كل أسباب خداعك لي تبررها بحقن الدماء بيننا,وألا نعيد الماضي مرة أخرى,وقد تخلصنا منه لذلك.."
وجهه كلامه لأصيل وعيناها تطلق وعيد صامت:
"إن كان سينتهي الجنون المسيطر هنا,فثأري الشخصي معه لم ينتهي بعد !!رجل لرجل يا أصيل,هل سوف تطلق زوجتك؟! يجب أن أعرف الآن قبل أن ألقي قراري"
ليرد أصيل بحزم وهو يتلقي وعيده بوعد مماثل:"لا لن يحدث."
مال فمه بإبتسامة ساخرة بالكاد تلاحظ ولكن إلتقطها أصيل بخزي تمكن منه رغماً عنه ليردف تليد بقراره الأخير:
"زوجتي سوف أخذها من هنا..ومن هذه اللحظة وعدي لكم وكلمتي بحمايتها دائما,سوف أقدم لها كل ما هو متوقع مني كزوج"
وبعيون مشتعلة أردف وكل حمية القبلية تتحكم به:"أقسم بالله أن أقتل كل من يتجرأ ويأتي على ذكرها مرة أخرى"
....................،،،،،،.
"لولا أنك عمي أقسم لكنت شربت من دمائك أنت وزوجتك..ألن يهدأ حقدك أبداً يا تهامي ؟ألم تفكر وأنت تدفع بزوجتك لإطلاق هذه الشائعات عن لساني ؟أنها ستطول شرفي أنا وتصيب هدير بالضرر"
لمعت عينا تهامي الشامتة بقبح كريه وهو يقول بفحيح:
"زوجتي لم تتحدث إلا بما رأت هي والنساء,وتأدب يا تليد وأنت تتحدث معي"
صرخ تليد بوجهه بصوت جهوري يقول:"كاذبة وأنت تعلم هذا,أدعت عليها واتهمتها كذب"
اقترب منه يرفع في وجهه يده يقول بتحذير شرس عنيف:
"والله والله يا عماه كما أقسمت أمامهم ان أتيتم على ذكرها مرة أخرى أو ما حدث في تلك الليلة السوداء,لأعلن حربي عليك بدون تردد أو ندم..أفق يا تهامي وأعلم مكانتك,أنا فقط كبير هذه العائلة وأستطيع نفيك منها انتقاماً لما فعلت"
.......................
عندما تتحكم بنا عادات راسخة شامخة كالجبال,تورثها عبر أجيال وأجيال,فأصبحت جزء منا تجري مجري الدماء..
مهما تغيرنا وحاولنا التمرد ونادينا بأفكار و مبادئ ومعتقدات,ربما بداخلنا نقتنع تماماً أنها هي من ستنقذنا من أنفسنا,ونوقف نزيف الدماء والأرواح..ولكن عند الاختبار الحقيقي لمبادئنا نكتشف أنها كانت مجرد كلمات تنتهي بإطلاق شعارات نتبارى في التغني بها..وعند أول اصطدام بمعتقداتها و بالعادات نكتشف الحقيقة المرة في أنفسنا بأننا لم نكن لها أهلاً يوماً، ودائماً نعود لأصولنا وما رسخ داخل أنفسنا صغار...
............................
بعد يومين..
"أرجوكِ أرجوكِ يا خالة لا تتركيني معه"
كانت تنطقها أثيلة بتوسل مرير وجسدها ينكمش خوفاً في صدر أحلام وهما يقفان في ساحة المنزل الواسعة أمام سيارة تليد..ضمتها أحلام بقوة تحاول أن تتحلي بالهدوء والصبر وهي تطمئنها بصوت خافت وتقول:"إهدئي لن يقترب منك حبيبتي..أتتذكرين كلامك لي بالأمس انك ما عدتي تخافي أحداً؟"
هزت رأسها نافية وهي تراقب وقفته الجامدة أمام باب السيارة المفتوح برعب ووجها يكسوه النفور من تذكره وهو معها في غرفة مغلقة وكاد..كاد ان..أغمضت عيناه بقوة وهي تحاول ان تتحرر من ذكراها التي جلبت البرودة لأطرافها وتسللت ببطء مكروه لسائر جسدها..أبعدتها أحلام عنها وهي تقربها من المقعد الخلفي للسيارة مرغمة:
"اعدك يا أثيلة لن يقترب منك مرة أخرى,ولكن أنت أَطِيعي كلامه حبيبتي وتذكري جيداً ما أخبرتك إياه"

قضت أحلام اليومين الماضيين معها تحاول بثها الاطمئنان وشرح معني زواج وعلاقة رجل بإمرأته..ربما صدمها جهل الفتاة..بل وما زاد فداحة الأمر الأفكار البشعة والخاطئة التي زرعتها عائلتها في عقلها وتضارب ما تعيشه..تعلم جيداً انها لم تستوعب بعد كم الحقائق التي حاولت هي حشرها في رأسها رغبة منها في إنقاذ ما يمكن انقاذه وتقبل الفتاة لإبنها..وان كانت تعلم عن يقين..انها لن تسمح له بالاقتراب يوماً..ولا هو سيستطيع رؤيتها إمرأة..علاقة مكتوب لها الفشل من البداية سوف تدمر فيها الفتاة..ويظلم فيها أبنها..
ربتت على يدها وهي ترى عيناها الدامعة باستسلام أخيراً لمصيرها ولمحه خاطفة من الألم والخيبة تشتعل في عيناه..لقد فقدت الثقة في جميع من حولها..تركتها أحلام وهي تغلق الباب الخلفي للسيارة بهدوء,لتخاطب ولدها الذي يقف كتمثال يكتف يداه على صدره وعيناه تراقب ما يحدث بجمود:
"ألن تتحدث معي عن سبب الجنون الذي حدث؟! مازلت تصر على مقاطعتك لي"
زم شفتاه بقوة وهو يحجب عنها عيناه التي تتعاقب فيها جميع مشاعره وتتحدث عما يشعر به بوضوح:
"لا,لقد خسرتيني أماه..كما خيبت أنا كل ظنونك وثقتك بي"
بهدوء غريب كان يصعد الى سيارته يلمح في مرآة السيارة ذلك الجسد المنكمش في المقعد تدفن رأسها في باب السيارة وتحتضن جسدها بذراعيها بقوة كأنها تحمي نفسها..لم يتحدث اليها بكلمة واحدة منذ ما حدث ولم يلمحها منذ إنقاذه لها,كانت أمه هي من ترافقها..لقد حاولت أمها وعمتها زيارتها فرفضت الفتاة بإصرار وهي تدعي الخوف .
اختطف نظرة أخرى يرقب جلستها التي لم تتحرك لقد أغلق السيارة بزر الأمان خوفاً من ان تلجأ لإلقاء نفسها منها,للهروب من مرافقته..لا تعلم كم مر من الوقت على تحركهم من منزل الخالة أحلام؟!دموعها لم تتوقف قط وعقلها يصور لها أبشع الصور من عذاب سوف تتلقاه على يد هذا الوحش الكريه,قلبها كان يحترق ونار تشتعل في صدرها بنقمة على ما آل اليه حالها, على ابيها وعلي أمها .
وقفت السيارة فجأة لتفيق من أفكارها فتلتصق أكثر بخوف في مقعدها وهي تضم نفسها برهبة وعقلها تطوف به افكار بشعة عن أسباب توقفه تحاول ان تكتشف المكان من النافذة بقلب خافق طريق سريع في منتصف الجبل !! كانت مازالت تحاول استكشاف الطريق عندما فتح الباب الذي تدفن رأسها به فجأة.
فصرخت بجزع لتسمع صوته يأتي بثقل وكأنه لا يريد ان يتواصل معها:
"لا تخافي إهدئي,فقط أحدهم يريد رؤيتك"
كانت مازالت تدفن وجهها بين يديها هزت رأسها برفض تخبره بتلعثم مع إزدياد بكائها:
"ابتعد عني لا أريدأحد"
لم يأتيها الرد فقط شعرت بيد تربت عليها بحنان جعلت في قلبها الطمئنينة..يد تألفها وتعرفها بالتأكيد لم تكن تلك اليد الآثمة القاسية التي إجتاحت جسدها البريء من قبل بقذارة..الصوت المتحشرج بعذاب المرافق لتلك اليد الحنون وهو يناديها بصوت مبحوح..رغم كل شيء حدث رغم خيبتها وألمها نشر الأمل في ثنايا روحها:
"أثيلة"
رفعت عيناها بزرقتها المميزة التي عاد لها بريقها برؤيته:"أبي..أبي"
في لحظة كانت تقفز من السيارة تتعلق في عنقه تضم نفسها اليه بقوة تقبل لحيته,يده وجهه ورأسه وتقترن قبلاتها الملهوفة بشكره:
"اشكرك يا أبي,كنت دائماً منقذي كنت أعلم أن أثيلة قرة عينك لن تهون عليك وسوف تأتي لتأخذني بعد أن تعلم ما حدث معي"
تحشرج صوتها وهي تميل تدفن رأسها بين كفيه تخبره بتلعثم:
"هل علمت بما حدث لي أبي ؟!لقد لقد.."
زاد نحيبها وهي تتأوه بعذاب يقتلها الحرج والخجل وهي تحاول ان تقص عليه ما حدث:
"أه يا أبي لقد عانيت في بُعدي عنك إحميني لقد أرادوا قتلي وإدّعو انك من أرسلتهم ولكنك لن تفعل هذا بي,أعدني اليكم أرجوك أنا لا أريدالزواج"

شحبت ملامح خطاب وما تقوله بأنفاسها المتلاحقة يضربه في الصميم ويمزق قلبه النازف بين أضلعه بالفعل الى أشلاء ليجعل ألم غير محتمل ينهشه..قربها منه مرغماً يتبع أومر القلب ليرتب على ظهرها بقوة يبثها أمان واهي وأمسك رأسها بين يديه يضع قبلة على جبينها وأخرى معتذرة على حجابها فوق رأسها
وأخبرها بتوتر رغماً عنه تلبسه:
"تذكري دائماً أثيلة اني كنت أخبرك بفعل كل شيء لحمايتك وزوجك حبيبتي هو لحمايتك..لن أستطيع ان أضرك أكثر مما حدث بالفعل يا قرة عين أبيك"
"أبي!!"
قالتها متحشرشة بطيئة غير مصدقة ليبتعد عنها خطوة ويوليها ظهره ويخبرها
بجفاء يحجب عنها وجعه:
"أطيعي زوجك أثيلة..هو حمايتك الأن,لم يعد لك بيت أب تعودي اليه..تليد هو زوجك وبيته هو حمايتك..لا تخيبي ظني فيك,يكفي فضيحتنا التي حدثت بسببك"
انهارت كلياً وهي تترنح تتمسك باب السيارة بقوة تنظر له غير مصدقة ترمش بعيناها الدامعة الى ظهر الرجل الذي إنحنت كتفاه وهو يغادرهم ويذهب الى سيارته وينصرف على الفور:"أبي"
صوتها المبحوح الذاهل كان مازال يناجيه بخيبة أمل ووجع..اقترب منها بحذر مد يده بحذر أشد يحاول إدخالها السيارة,فنظرت له تائهة وكأنها لا تراه,تشجع أكثر ليدخلها الى السيارة ويؤمن جلستها المتجمدة ويغلق الباب ليستقل مقعده وينطلق في طريقة واعداً نفسه أنه ربما ينجح في علاج كل المصائب التي كان السبب فيها..
كانت تسند رأسها على الشباك صور متلاحقة تمر أمام عيناها..طفلة في الخامسة بفستان أزرق ذاهي وكرانيش منفوشه مزينه بورود تدور وتدور بها وتجري الى أحضان ابيها:
"أبي أريدان أذهب معك الى العيد وأشارك أبناء عمي الألعاب"
فيجيبها أبيها بفخر وهي يتأمل طلتها البهية:"لك ما تريدين يا قرة عين أبيك"
تذهب معه..تصل لتلك الألعاب تريد الجري مع أقرانها والمرح تتجول بين الباعة لتصرف عيديتها فيتشبث بها والدها بتعنت رافض
وتقضي عيدها على ذراعه وبجاوره..ومبرره لحمايتها في الثامنة من عمرها تذهب اليه:
"أبي أنا لا أريد ان أرتدي الحجاب أرجوك أبي"
يقترب منها يأخده من يد والدتها يلبسها اياه بنفسه:
"قرة عين أبيها صاحبة الشرف والعزة كإسمها سوف ترتدي الحجاب وتحجب جمالها عن الأعين..هذا لمصلحتك يا حبيبة أبيك لحمايتك"
"أبي أريد الذهاب مع بنات العائلة لزفاف جارتنا"
فيرد بحزم:"لا"
"لما ابي ؟!لحمايتك.."
تأوهت بصوت مكتوم وشهقاتها تعلو..تذكرت في سن العاشرة ذهبت اليه راكضة
تهتف بخوف:"خبئني أبي سريعاً"
فيفتح عبائته يضمها تحت جناحه ويغلق العبائة عليها بين أحضانه بدون ان يعلم السبب فيهمس لها:
"ماذا حدث؟"
"أصيل لقد كسرت له أحد أشيائه عن غير قصد ويتوعد بضربي"
فضحك أبيها بمرح يسألها:"هل كان عن غير قصد ؟إياك والكذب؟"
ضحكت ببرائه تخبره: لا لقد أذاني فكسرت نظاراته حتى لا يستطيع الدراسة جيداً"
ضحك الأب بوقار وأجابها:
"أصيل لن يؤذيكِ متعمداً ولن أسمح لمخلوق بأذيتك أبداً يا قرة عين أبيك"
أغمضت عيناها بقوة تبكي بخفوت تكتم شهقاتها بيديها تمتمت بوجع وهي تتذكر كل ما جري وسبب زواجها من ذلك الضخم وترك دراستها:
"لقد أذاني أصيل يا أبي وانت سمحت وأذيتني معه"
"لن أسامحك يا خطاب لن أغفر لك ما حييت أبداً"
رواية جميلة جدا اتمنى لكى دوام التوفيق


Dalia 475 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 01:33 AM   #583

همس الرحمة

? العضوٌ??? » 472430
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 259
?  نُقآطِيْ » همس الرحمة is on a distinguished road
افتراضي

انا في البداية رائعة ومشوقة إبداع الف شكر

همس الرحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 01:50 AM   #584

ام مصطفى2

? العضوٌ??? » 308887
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » ام مصطفى2 is on a distinguished road
افتراضي

بداية رااائعة ابدعتييي

ام مصطفى2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 03:30 AM   #585

ندى رمضان 35

? العضوٌ??? » 398222
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » ندى رمضان 35 is on a distinguished road
افتراضي

متشوقة كتير للقرءة الرواية

ندى رمضان 35 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 09:57 AM   #586

وليد سنونو

? العضوٌ??? » 308243
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,068
?  نُقآطِيْ » وليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond reputeوليد سنونو has a reputation beyond repute
افتراضي

thank youuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu

وليد سنونو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 11:25 PM   #587

Noor kh

? العضوٌ??? » 432204
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » Noor kh is on a distinguished road
افتراضي

ررررررراااااااائعععععععة

Noor kh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-20, 05:18 PM   #588

emantosk

? العضوٌ??? » 145857
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,297
?  نُقآطِيْ » emantosk is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا ولك من أجمل تحية

emantosk غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 03:24 AM   #589

شيرى حازم

? العضوٌ??? » 476103
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 415
?  نُقآطِيْ » شيرى حازم is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك الرواية بالتوفيق 😍♥️😍♥️😍

شيرى حازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 03:37 AM   #590

gawaddark

? العضوٌ??? » 20848
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,858
?  نُقآطِيْ » gawaddark is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

gawaddark غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.