آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحميل مكتبتي للروايات البوليسية العالمية (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-19, 07:50 PM   #1

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Mh04 عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط)




عادات خادعة ..حكايات وحيوات من قلب البيئة العربية عامة وروح الصعيد خاصة ..تتنازع العادات التى تنمو وتكبر غارزه جذورها عميقه بداخلنا وبين الصراخ بالحرية والعدل وقتل تلك العادات التى تنتهك المرأة ..

عادات هي رواية تحمل ملامح الكثير من قوميتى وضعت فيها نبض الصعيد بحيادية بعيد عن المغلاة المعتادة او تشوية متعمد لابناء محافظتي هي فقط رواية حملت بين سطورها الحب الدفء الرجولة والعباءة والمراءة القوية وحلم فتيات كثيرات يكافحن من اجل حرية اتمنى تعجبكم ما تحويه صفحاتها
















صور الأبطال:



أصيل الملكي


أيمن العماري





تليد العماري



هدير العماري





نجلاء العماري





كتابة وتدقيق لغوي: Nor BLack
تصميم متكامل: شيماء صلاح
تنزيل الفصول: الأسيرة بأفكارها
تعبئة الكتاب الإلكتروني: Just Faith



في المشاركة التالية....





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




لا تنسوا جميلتنا نورا من دعمكم وتعليقاتكم...
دمتم بأمان الله...
قراءة ممتعة للجميع...








التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-11-19 الساعة 11:03 AM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:31 PM   #2

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الفصل الأول


*أصبحنا مجتمع لا يعرف القيم..يتحجج بالجوع والفقر وضيق اليد..ليبيع الصغيرات الجاهلات في صفقات مربحة..و حتى نأخذ من (الستر )ظل لأفعالنا الشنعاء..ومستتراً تحت كلمة العادات..احقاً نأسف على ما وصل اليه مجتمعنا من جهل وتأخر..وأمراض منتشرة أمراض العقول !!قديماً قال أحد الزعماء (الأم مدرسة..اذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق)
ونحن أصبحنا نغتال براءة صغيراتنا..نرميهن الى النار بأيدينا..هن ضحاينا..فكيف ننتظر من المجني عليه العطية أو المساهمة في بناء مجتمع؟!!*

أنهى مقاله الأسبوعي وضغط على زر الإرسال فوراً الى الصحيفة التي يملك بعض الأسهم بها لطباعة المقال في صحف الغد..قضية يناضل من أجلها منذ أن شق طريقه في بلاط صاحبة الجلالة..طريق لم يكن سهل أبداً ومكانة وصل لها بعد عناء..ولكنه لم يتخلى عن النداء ومخاطبة ضمير المجتمع ليتوقفواعن هدر دماء الصغيرات..فبحكم عمله كصحفي رأى العديد من ضحايا الزواج المبكروما سببه من دمار نفسي وجسدي وأسري..رجع برأسه الى الخلف وأغمض عينيه بإرهاق دقائق فقط أكد لنفسه..يستريح قليلاً ويصفي ذهنه حتى يستطيع مواصلة عمله..قطع رنين هاتف المنزل استرخائه..مال فمه بإبتسامة ساخرة..يبدو انه من المستحيل الحصول على بضع دقائق يلتقط فيها إنفاسه..
مد يده ورفع سماعه الهاتف ولم يعتدل من جلسته..ليأتيه على الفور صوت أمه الغاضب تهتف فيه:
"تليد أين انت من الصباح لا أستطيع العثور عليك؟"
بهدوء أجابها وصوته يخرج مسترخي غير مهتم بغضبها المرافق دائماً لحديثها معه:
"مرحباً أماه وأنا أيضاً اشتقت اليك"
أنفاسها الغاضبة وصلته بوضوح وهي تخرج زفره حانقه لتخبره مباشرة:
"اسمعني لا وقت لأشواقك الأن..أريدك أمامي غداً في الصباح الباكر"
اعتدال من مجلسه وقد تبدد كل استرخائه في الهواء ليحتله القلق من حديثها يعلم انها لا تطالبه بالذهاب اليهم إلا لكارثه وقعت أو على وشك الحدوث:
"ما الذي حدث أماه؟!!"
بطواعية أخبرته مباشرة كعادتها دائماً:
"الذي حدث فضيحه تليد بكل المقايس..وعمك هو من أوقد نار الفتنة بدل ان يتحلى بالعقل ويقوم بالتستر"
القلق استبد به كلياً وهب من جلسته يسألها بخوف مما قد يسمعه ليخرج سؤاله مقتضب لا يخلو من الأمر:
"أخبريني بإختصار"
صمت عم بينهما لدقائق أصابته بالرعب الحقيقي طالما عمه هو المتسبب في كارثه ما..اذاً الخطر المحدق على شقيقته التي حاول عمه منذ سنوات أن يفرض أفكاره الحاقدة وأعرافه القديمة عليها وكم حاربه هو ليبعد يداه الآثمة عنها..
جائه صوت أمه القوية دائماً بغصة بكاء:
"هدير أخطأت بني وعمك استغل الفرصه جيداً..ليُشهر بها وحجته انه يحمي شرفه"
صرخ بجنون لم يسيطر عليه:
"من التي أخطأت أماه ؟!!ما الذي تتفوهين به ؟؟"
أجابته تنهي المكالمة مكتفية بما أخبرته:
"تعال تليد..ولا تتأخر بني الحديث لن يجدي في الهاتف"
أغلقت الخط على الفور لتتركه مبهوت مصدوم عقله يصور له ألاف الصور البشعة و كلمات أمه القاتلة تلف بعقله مصدوم يرددها بعدم تصديق:
"هدير أخطأت !!كيف؟"
صغيرته العاقلة..ربيبته المتقدمة دائماً في دراستها..الفخور دائماً بأخلاقها..لقد شجعها دائماً وإحتواها لم يكن لها الأخ فقط بل الصديق الصبور المتفهم دائماً..حتى أوصلها لأفضل الجامعات وها هي الان تقضي سنه الامتياز في الوحدة الطبية بقريتهم في الصعيد كطبيبة متدربة..
أغمض عينيه بقوة يحجب النيران المشتعلة في صدره وتعكسها عيناه توجه الى غرفته يجهز حقيبة سفره الصغيرة..ويتحرك على الفور متوجهاً الى مسقط رأسه..لن يضيع الوقت في الاستنتاج يجب أن يفهم ما الذي حدث رغم ما أخبرته به أمه ويجب ان يتلاعب شيطانه بعقله ولكنه لن يستطيع فهدير من غير الممكن ان تفعل ما يضع رأسهم في الوحل...
............................
كان الاضطراب هو ما يسيطر على مجلسهم كلياً..
منذ ان أتي الى القرية منذ ساعات..وقام عمه بعقد مجلس العائلة لشحنهم عليه وضده ؟! نبراته الحازمة بسطوة بين الرجال بثت الخوف ليتراجع البعض عن ما يتفوهون به..سمع صوت عمه المجلجل يتوهم بإرتفاع صوته انه قد يجعله يتراجع عن غضبه أو حتى يهابه..
"لقد صدر الحكم تليد من كبار العائلة..إن فشلت أنت في تربية أختك..فلن ننتظر نحن الى ان تلوث عمامتناً التي لم يشوبها شائبة يوماً.."
زمجر تليد غاضباً وهدر به ينهاه:
"يكفي الى هنا عمي..وتذكر ان من تخوض في عرضها بدنائة هي ابنة اخ لك..ولم تفعل ما يسوء"
هدر الأخر وشيطانه يتحكم بِه يتبع هوى نفسه المظلم:
"لم تفعل ما يسوء!! يبدو أن المدينة أنساتك ما الصحيح وما الخطأ..أنساتك أعراف مجتمعنا.."
تنفس بعنف وهو يطرق عصاه بغضب أعمى يردف بتساؤل مستفز:
"اذاً ما فعلته لم يكن عار سنتكبل به طوال العمر؟!"
أغمض تليد عينيه يحجب عنهم نيران غضبه..يستفذونه بكلماتهم الطاعنه..حاول ان يُذكر نفسه ان من أمامه عمه..يداه تتقبض بعنف مكتوم فسيطر على نفسه حتى لا يتوجه اليه ويبرحه ضرباً لتجرؤه وتكرارهه اتهام شقيقته..
"عمي للمرة الأخيرة أحذرك ما حدث لم يكن يستدعي ان تعقد مجلس لإصدار حكم باتهامات مجحفة..ان كانت هدير أخطأت وكسرت قاعدة بدون قصد عماه والحثالة مرضى النفوس وجدوها لقمة صائغه لتلوكها ألسنتهم القذرة"
صمت لبرهة يأخذ نفس لينطق عاتباً لائماً:
"وأنت عمي بدل ان تدافع عنها عن عرضك أعطيت لهم أذنك تصغي الى اتهامات وتزيد من سوء الأمر"
بصوت حازم مسيطر واجه المجلس أجمع يخبرهم بنبرات قاطعة:
"أبنتكم قبل أن تكون أختاً لي..لم ترتكب جرماً لتحاسب عليه"
عاد بنظراته لعمه يقف بشموخ وقوة توازي قوته بل تتفوق عليها ليقول:
"حلك مرفوض عمي..كما رفضته أنا العديد من المرات أختي ليست بعار تسارعون لمداراته بزوجها من ابنك ."
هدر الأخر بغضب:
"هل ترفض ابن عمك تليد بدل ان تشكرني وتشكره"
بدون اهتمام وببرود أخبره ونبراته لم تخلو من الفخر عند عقد المقارنة:
"وعلى ماذا أشكرك عمي؟ على محاولة إلصاق تهمة بشعة في أختي ومحاولة قلب الطاولة لصالحك..لقد طلبت مني العديد من المرات ان أزوجها لإبنك حسن..وقوبل طلبك بالرفض لن أزوج الدكتورة هدير لشخص لم يحصل حتى على تعليم متوسط"
ثار المجلس مره أخرى بالمهمات الرافضه وبعضها المساند والراضي بموقف الاخ المدافع القوي..والبعض شامت معترض
لتكون نهاية الحديث لتليد وهو يفجر قنبلته التاليه .:

من تتهمون أختي بانها على علاقه به..من اجل بعض حديث جانبي بينهم أو رأيتموها في المحافظه معه في مكان عام وسط جميع الناس"
كان قد طلبها مني منذ عام مضي وأنا أعطيتهم موافقتي ولم نعلن الأمر"
ولكن ما حدث الان يستجوب ان تعلمو جميعاً"
عقب كلامه استدار مغاداً على الفور لن يستمع الى المزيد من الهدر والرفض بينهم لقد ألقى ما لديه..والان يجب ان يتصرف مع أخته والحقير الأخر الذي وعده بعدم الاقتراب منها..يجب أن يحاسبه حتى وان كان سيزوجها له في النهاية..
...............،،،.،،،،،،،...
دلف الى الغرفة بدون استئذان ملامحه العابسة لا تفسر مشاعره بتلك اللحظة..كانت تضم ركبتيها برعب حقيقي ترتعد له جميع أوصالها رفعت عيناه الباكتين اليه تخبره بتقطع فبدت له كطفلة لا شابة بلغت عامها الرابع والعشرون:
"انت لن تكون ظالم مثلهم وسوف تفهم مني قبل إصدار حكمك"
اقترب منها يجلس بجانبها على أرضية الغرفة يريح جسده على حافه فراشها يوازي جلستها المرتعشة قائلاً:
"أخطأتي..وخلفتي وعدك لي هدير؟!!"
أجهشت في البكاء تضم جسدها بذراعيها تخبره بإرتعاش يحتل نبراتها:
"أعرف..ولكن أنا لم أتجاوز الحدود يوماً صدقني..يتهمونا أنهم رأونا عدة مرات..وهذا لم يحدث تعلم جيداً بحكم عمله كطبيب في الوحدة الصحية هو رئيسي"
بغضب جز على أسنانه يسألها:
وجلستكم في نادي الشرطة المطل على النيل في المحافظه هدير كانت طبيعة العمل أيضاً؟!"
أجابته بخزي وهي تدفن وجهه بين يديها..
"كانت مرة واحده فقط استجبت لطلبه لم نتجاوز أي حدود أنت يجب ان تصدقني..والله مره واحدة يا أخي"

زفر بضيق وهو يراقب رعبها المتمكن منها وشعورها بالخذي والخجل الغارقة فيه يصدقها ويثق بها..ولكنها أخطأت في عرفهم خطأ لا يغتفر .
صوتها المتوسل وبكائها العالي جعل قلبه يشفق عليها..اقترب منها يشدها من ذراعيها التي تحتضن بها جسدها ليحاوطها هو بذراعيه ويحتضنها ليبثها أمان لا تشعر به..في هذه اللحظة حاول ان يتعامل معها بحكمه فزاد بكائها على صدره لتزيد من ضعفه..لم يستطع ان يعاقبها منذ وفاة والدهم وقد تركها أمانة في عنقه رغم فارق العمر بينهم الذي لا يتجاوز ست سنوات ولكنه كان الأب والأخ لها وفي تلك اللحظة هي تحتاج لحنان الأب واحتواء الأخ فكيف يستطيع ان يبخل عليها..
رفع يده يمسد على شعرها بحنان يخبرها بهدوء:
"كانت مرة واحدة هدير ودائماً الغلط يبدأ بخطوة لتتوجهي في طريقه..تنازل يعقبه تنازل يا قلب أخيك حتى تصلين الى نقطة لا رجوع منها"
بكائها زاد ولم ترد..فأكمل بتمهل وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويحجب عنها نيران غضبه التي تتملكه كلياً:
أرأيتي ماذا فعلت بمرتك تلك وسط مجتمع لا يتفهم..أسف لأخبرك أني معهم حتى وان لم تتجاوزي حدودك ولكنها تبقى هفوة وانتِ من سوف تدفع ثمنها"
بذعر سألته واهتزاز جسدها يزداد بين ذراعيه:
"ماذا تعني..لا أرجوك انت لن توافق على حكم عمك وتزوجني من حسن"
صمت لدقائق وهي تحترق رعباً ليحركها من بين يديه يرفع وجهها يخبرها بصبر:
"أنتِ خنتي ثقتي هدير وأصيل خان صداقتي..ربما عقابكم سوياً ان أوافق على طلب عمك"
ساد بينهم صمت ثقيل وعيناها تترجاه بصمت ان لا يحكم عليها بعقاب يدمرها
ليقطع تليد الصمت يكمل بحزم:
"من أجلك فقط سوف أتنازل عن العقاب وأتحدى العائلة..وعادات القرية وأعرافنا..وسأنفذ وعدي لكما"
أنتِ له هدير وهو لك يا قلب أخيك..والله يعينني على الجنون الذي سأواجهه..وأنتِ يجب ان تتحملي ألسنتهم والعواقب هذا جزاء مرتك هدير."
...............
عودة لمجلسهم ولكن المختلف هذه المرة بضم العائلتين..
أعراف وأحكام مهما وصلوا لأعلي المراتب في المجتمع تعليماً ومكانة لا يستغنوا عنها أو يتنازلوا..يجب أن يتم كل شيء بالطرق القديمة..عائلتان يتصرعان بصمت ولولا عقل ورزانة والد صديقه وتحكمه هو في عائلته لكادوا أن يفتكوا ببعضهم فتكاً لم يُبقي أحداً..كان تليد يقلب عيناه في وجوه الرجال بغير رضى ورافضاً لأفعالهم..أتاه صوت والد صديقه السيد (خطاب المكي )رزيناً هادئاً رغم النظرات العاتبة لعمه:
"ما حدث لن نتحدث فيه مرة أخرى يا حج(تهامي )جميعاً نعلم أخلاق بناتكم اللاتي يُضرب بهن المثل في العفة..والطهارة.."
وقف يقترب وهو يضع يده على كتف ابنه و يكمل بنبرات قوية شامخة:
"أصيل ربما تعدى على الأصول ولم ينتظر الى أن يعقد عليها وتصبح ملكه وحلاله..ولكن في النهائية هو أخذ وعد رجال من أخيها بأنها خطيبة له..أنا لن أبرر الخطأ ولا نريد ان نخوض في الأمر ونلوث عراقة عائلتنا بأيدينا"
قطع كلامه تهامي غاضباً رافض لمحاولته في تهدئة الأمور:
"أنت تحاول المدارة على جريمة ابنك يا خطاب والذي لا يمحيها إلا الثأر منكم"
برباطة جأش لم يتخلي عن هدوئه رغم محاولة الأخر في نشر فتنته واتهام لم يحدث رد بتعقل:
"أنا لا أحاول مدارات شيء..ان ارتكب ابني دنائة في حقكم لكنت أنا من عاقبه بيدي..ولكن دعنا نأخذ الأمر بتعقل..أنا أتيت اليكم ماداً يديا لأطلب يد ابنتكم الى ابني وفخر عائلتي وكبيرها من بعدي وقبولكم طلبي ومباركته فخر سوف أضعه فوق رأسي طوال العمر"
عقب كلمات الرجل المتعقلة الرزينة..عبثاً كان يحاول تهدئة جنون عمه وغضب بعض رجال عائلته
قطع الموقف بحزم وهو يتوجه الى خطاب المكي يمد يده يصافحه وهو يقول بعينين عاصفتين غاضبتين يوجهها لأفراد عائلته:
"وأنا قبلت منذ عام مضى والأن أؤكد لك سيد خطاب أن هذا النسب هوالذي نرضاه لأختي..أنا وكيلها وأنا من أحدد مصيرها"
صمت تام عقب كلماته الحازمة وقوته في اتخاذ القرار وإصداره..
وجه كلامه بعدها وكأنه يتحدى ان يراجع أحد قراره بعد الهرج الذي تسببوا به:
"هل هناك من لديه إعتراض هنا ؟لأني لن أتراجع في كلمة أعطيتها"
نطق العم تهامي بزمجرة شراسة:
"انت تتحدَّانا تليد؟!"
بشيء من القسوة كان رده:
"نعم عماه أتحداك وحدك أنت المتسبب في كل هذا لذا وبدون أسف لن يكون لك رأي في زواج أختي"
ارتد رأس عمه للوراء وبُهت وجهه من كلماته الوقحة القاسية..ولكنه لن يستسلم ولن يخرج خاسر وبكبرياء مهزوم لن يرضى إلا بوضع شروطه هو في النهاية حتى وهو يرضخ لاتفاقهم..
نظرة أخرى في وجه الرجال الموجهة له هو بلوم عقب حديث ابن أخيه مثقفهم وصاحب العقل الراجح في نظرهم علم انه سوف يخسر المساندة أن تعنت لذلك أدار..دفة الاتفاق بذكاء يحسد عليه وهو يدب بعصاه الارض ويضع شروطه قائلاً:
"وأنا لن أراجعك في كلمة أعطيتها كرجل رغم تطاولك عليّ تليد ولكن لن يتم الزواج إلا بالشروط القديمة بين العائلتين"
عبث تليد وعقله يتحير في مقصد عمه..أما خطاب المكي وإبنه أصيل لم يستطيعا ان يحجبا القلق أو فهم ما يرمي اليه تهامي..
أردف تهامي قائلاً بإبتسامة شامتة:
"مبارك عليك نسبنا وطبيبة العائلة أبنة أخي..ولكن"
ببطئ وفحيح أكمل:
"إبنتك لا غيرها من بنات عائلتكم..تتزوج من أحد أبنائي"
"لا..أختي لا"
نطقها أصيل بحزم وعيناه تطلق شرر وجسده المتحفز يعلن عن جنون قد يقوم به شده والده من يده ليعيده بجانبه..همس له:
"لا تتدخل يا أصيل الى ان أحل أنا هذا الوضع..لا يحق لك الاعتراض في وضع أنت من حصرتنا فيه ."
كان قلب خطاب يهدر بصخب مرعب بين أضلعه طفلته وقرة عينه تتزوج ابن من هذه العائلة الجبابرة كيف يستطيع إنقاذ فتاتين أحداهن لوث سمعتها ابنه بغباء
والأخرى مدللته وصغيرته التي يحجبها حتى عن نور الشمس لا تعرف من قريتهم الى طريق مدرستها والعودة منها على يديه..عجز كان يُكبله والهمهمات تعلو مرة أخرى مستنكرة..وتهامي ينظر له بشماته وكأنه انتصر هل يحطم قلب أبنه..ويخاطر بكلمته كرجل وكبير عائلته من أجل إنقاذ ابنته؟؟ليت الأمر يتوقف على اتهام وعقاب وفراق حبيبين ولكن الحرب التي ستقع بين العائلتين قد تصل للدم في عرفهم ابنه تطاول بغير وجه حق على العِرض حتى وان لم يحدث شيء..
لا يعرف كيف اتخذ قراره حاول ان لا يستمع لصوت عقله ولا يطاوع قلبه النازف على مهجة روحه صغيرته..كيف يستطيع ان يسلمها بيديه لتهامي ليذيقها عذاب..انتقام منه ومن ابنه الذي قضى على مخططه بزواج هدير من ابنه..
"أوافق يا تهامي سوف يتم التبادل بين العائلتين ابنتي لكم"
نظرة الانتصار بعيني الرجل جعلته يرتعد كلياً ويستشعر بخطر محدق على طفلته..
ليقطع إبتسامته الشامتة وهو يضع شرطه قائلاً:
"ولكن يا تهامي العادة تقول البدل أن يتزوج كل رجل من أخت الأخر أي تليد هو الأحق بإبنتي لا أحد أبنائك وهذا شرطي لإبنتي"
جسده الضخم ارتد خطوتين للوراء بصدمة وكأنه يريد أن يهرب مما قاله الرجل:
"لتلجم لسانه نظرات الرجل المستعطفه والوجوه التي مازالت يسكنها التحفز وكأنها تريد الرفض وان ينتهي المجلس بالفشل حتى يستطيعوا إعلان الحرب"
كيف ؟كيف؟ رددها لنفسه برفض يتزوج بدل !! يجبروه هل جنوا أم هو الذي جن؟!ان وافق على ما يتفوه به الرجل ويباركه مجلسهم ؟!
...........
بعد وقت كان يقف أمام باب (المندرة) يودع زائريه بعد ان تمت قراءة الفاتحة بينهم
لخطبته هو وأخته سوياً..
مصدوم كلياً وبأنفاس مبهورة كان يستعيد ما حدث لقد رضخ لهم ووافق على حكم وفخ وضعه عمه للرجل ليقع بِه هو في النهاية..والكارثة الكبرى أعلان عمه ببجاحه أن ليلة العرس سوف تكون بالعادات القديمة..أغمض عينيه المشتعلتين يحجب نيران غضبه يتحرك ليجلس على أحد (الدكك) بعد أن ودع أخر الخارجين ليبقى هو فقط حتى عمه الجبان قد هرب بعد فعلته خوفاً من مواجهته..
هم وتعب تمكنا منه فخلع عبائته السوداء التي لا يتخلي عنها أبداً عندما يأتي للبلد ليبقى بقميص أخضر باهت وبنطال أسود من الجينز..فرد جسده وهو يحدق في سقف (المندره ) بشرود وهم ما الذي كبل نفسه به !!سؤال متحير يلف بعقله هل سيتزوج بتلك الطريقة البشعة؟! ألا يوجد لتلك العادات القاتلة من نهاية..
يد حنونة متفهمة قطعت أفكاره..
"أماه"
نطقها بتخبط فهي الوحيده التي تفهمه ويستطيع ان يخلع أقنعته أمامها ويبدو تخبطه !!وبحنانها الأمومي الفياض..كانت تجلس بجانبه تمسد على شعره بحنان..وكأنه طفل صغير يحتاج للدعم..خاطبته:
"دائماً كنت سندي الذي أحتمي به منذ موت والدك يا رجلي والليلة لم تخيب ظني بحكمتك وصبرك بني..رغم نارية طباعك التي أعرفها"
إبتسم بسخرية وأجابها:
"نعم أماه انقذت الوضع وحققت لهدير ما تتمناه..وكبلتهم بما يرفع من شأنها..ولكن تورطت أنا في زواج..أجبروني يا أمي"
أجابته بهدوء:"كنت تستطيع الرفض"
"لا يا أمي لم أستطع ترك أخرى لمواجهة انتقام عمي تعلمين جيداً كراهيته لخطاب المكي على وجه خاص فحقده القديم لا يهدأ ربما لهذا لم أفصح عن خطبتهم لهدير..وأثرت الانتظار حتى تنتهي من سنة الامتياز لنستطيع المواجهة"
رفعت أحلام يدها عن أبنها تستقيم في جلستها تخبره بحزم:
"ما حدث قد حدث تليد قدر من الله أن يتم بهذا الشكل ربما لنتجنب صراع أكبر"
اعتدل يسألها بإهتمام لا يخلو من السخرية:
"تلك الأثيلة خطيبتي المصون هل تعرفيها؟"
بغموض وجهت هي سؤال:
"وأنت لا تعرفها ظننت ان صداقة تربطك بأصيل"
فرك وجهه بتعب يجيبها:
"صداقة شبابية أماه لم يتطرق لذكرها يوماً..وأنا لم أهتم بالسؤال..كم عمرها أمي هل انتهت من دراستها حتى"
بغموض غلفها كلياً ردت بدون توضيح:"لا يتبقى لها عام.."
بإستنكار رد:
"يتبقي لها عام..أي انها في العشرون ربما..أنها صغيرة بالنسبه لي"
لم تجيبه وهي ترمقه بنظره طويلة لتجيبه بعدها:
"نعم بني صغيرة فإتقي الله بها..وتذكر انك تملك أخت مثلها..نصيب بني ولا أحد يستطيع أن يعترض على قدره"
...................
بعد شهر..
عندما تعال إطلاق الأعيرة النارية معلنة عن قدوم العريس ليأخذ عروسه كما هو متبع من عادات فقام عمه بغروره المعتاد مخاطبا له بمحاولة لفرض تسلطه عليه....أخبره بترفع:
"سوف أصعد للعروس لأخرجها من عباءتي كما هو متبع لننهي هذه المهزلة التي أصر على رفضها حتى اللحظه.."

نهض هو الأخر من جلسته يتجنب التهنئات المنهالة عليه من المدعوين بزواجه وزواج شقيقته ليوازي وقفة عمه ليمنعه من الاسترسال وينهي أي حديث أخر في الأمر وقال:
"ما حدث قد حدث يا عمي وانتهينا..تحفظك دعه لنفسك ولن تخرج أختي من عباءة غير عباءتي وفر مجهودك"..
هم عمه للرد عليه بغضب ليلفت انتباه بعض الرجال الذين دخلوا السرادق الضخم والمبهرج الذي يقام فيه الاحتفال ليكتم غضبه ويلتفت لهم وهو يقابلهم بتعجرفه المعتاد وتكبره..تحرك تليد مباشره الى المكان الذي يقام به الاحتفال الخاص بالعروس فور دخوله من باب الغرفة الضخمة التي تمتلئ بالنساء والفتيات التي نظرن له بحالمية ما بين متحسرة على زواجه الذي كان أخيرا وما بين فتيات العائله التي تدعو بداخلها لفشل الزواج وعودته حرا وإختيارها..توجه بهيبته الرجولية وسحره الطاغي كعادته ليفتح عباءته السوداء المطرزة على طرفيها بخطوط ذهبيه ليكشف من تحتها بدلة سوداء من أشهر الماركات العالمية بقميص ابيض يلتصق بصدره العريض وجذعه الرياضي الملفت للأنظار..لم يهتم أو يلتفت لصوت الدفوف التي توقفت والهمهمات الانثوية التي ارتفعت عند دخوله كعادته يثق بسحره على جنس حواء ان كان هنا في الريف أو المدينه أو حتى عندما يسافر الى الخارج في مهام لعمله يعلم جيداً الجاذبية التي يملكها وجه الأسمر وشعر حالك السواد وعينيه بلونها الأخضر البراق التي نادر ما يملكها أحد أبناء الصعيد..
رفعت هدير عينيها التي تبرق بالدموع فور رؤيته يقف أمامها بثقة ويبتسم لها بحنان دائماً يخصها به لتقف وتتحرك بإندفاع تدس نفسها في أحضانه ليحيطها بتشديد ذراعيه وهو يميل الى جانب أذنها..
"مبارك يا حبيبة أخيك"
شهقت بغصة بكاء لترفع عينيها اليه تخبره بحسره.."
مبارك على ماذا يا تليد ليس هذا ما حلمت به ان أزف بهذا الشكل والنساء من حولي يتغامزون على كأني ارتكبت جريمة حقاً"
لينهيها بصوت خافت أجش مؤكداً:
"أرفعي رأسك يا هدير ولا تستمعي لأحد لم ترتكبي إثم.."
ليضيف شارح لها:
"اما عن طريقة الزفاف القديمة هذه تعلمين إني وافقت لكرمك أنت وأخرس كل لسان يتحدث في حقك وأولهم الحاقد عمنا"
لينهي حديثه وهو يبعدها قليلا يخبرها بمشاكسة وهو يريد إن يبثها الثقة:
"سوف أتنازل عن هيبتي وأرقص معك رقصة أخو العروس ما رأيك؟"
إبتسمت من بين دموعها وهي تومئ له وترد له بشقاوة محببة:
"سوف يكون سبق صحفي ان رآك أحد ويأخذوه حجه عليك تليد المتغطرس جامد المشاعر يرقص في زفافه وزفّاف أخته"
ضحك بخشونة مع تعالى الموسيقي ليفرد ذراعيه لها يحركهم لأعلي وأسفل في رقص جذاب متناغم وحركات تخص أبناء الجنوب لتجاريه وهي تتمايل جذعها بصعوبة بسبب فستان عرسها الضخم ودموعها تنهمر بسعادة يتخللها الحسرة..
لم تستمر رقصتهم وقت طويل ربما دقائق معدودة
عندما تعالت الزغاريد مرة أخرى توقفت وهي تنظر لباب الغرفة التي يقف عليها عريسها وعينيه تخاطبها بآلاف قصائد الغزل والفرحة والسعادة..ليضمها تليد مرة أخرى الى أحضانه يغطيها بعباءته استعداد لتسليمها للعريس كما هو متبع ليستشعر جسدها الذي ارتجف خوفاً مره أخرى وبكائها الذي ارتفع ليهمس لها يطمئنها..
"هدير اهدئي أصيل لن يؤذيك أبداً مهما حدث لتقول بصوت مرتجف معتذر سامحني تليد ما سوف يحدث ويصر عليه عمك يرعبني"
إبتسم لها يطمئنها وهو يؤكد:
"لا تخافي يا حبيبة أخيك"
ليضيف موضح باعتذار:
"لولا ما حدث لكنت رفضت هذا الأمر ولكن اعتراضي كان سيزيد الأمر سوء خاصة إن أمك تصمم على ان يتم هكذا أيضا."
اقترب أصيل يفتح عباءته في استعداد ليتلقفها في عادة مره عليها الزمن ولكنها مازالت تحدث في بعض القرى كإعلان ووعد صامت انها خرجت من حماية الأهل وأصبحت تحت حماية من سوف يكرمها ويصونها ليبدأ أخوها في فتح عباءته وتحريكها لعباءة العريس المقابل له في وقفته تشبثت به وشهقاتها تعلو وهي تخبره برجاء:
"أنا لست خافه على نفسي أنا ناضجة تليد وأستطيع تفهم الأمر هي هي يا أخي من لن تستطيع الفهم والتقبل"
نظر بتوجس لها وهو يعقد حاجبيه لينطق مستفسر:
"من تقصدي؟؟"
لتقول بصوت مرير و بنظرات أسفة نادمه:
"عروسك أنت انها صغيرة للغاية طفلة لم تكمل السن القانوني لقد خدعناك لننجو سامحني ولا تؤذيها أرجوك ترفق بها.."
جذبها أصيل منه بتوتر يريد ان ينتهي الأمر كله خوفاً من ثورة من أمامه
حاوطها في عباءته وضم طرفيها فإنطلقت صيحات النساء لإعلان انها أصبحت في عصمت وحمايه زوجها وتركوا الأخر التي انمحت سعادته والإبتسامة من على وجهه لفرحة أخته وفوزها بمن تحب مذهول بصدمة وجسده يقف بتصلب لا يستطيع ان يتقبل ما وصل لعقله هل زوجوه قاصر؟!!يد أحد أبناء عمه نبهته وهو يخرجه من صدمته قائلاً..
"الأن تليد دعنا نتحرك لانهاء هذه الليلة"
لم ينطق ببنت شفة وهو ينظر لأمه بشكل خاص لائم عاتب بخيبة أمل لم يستطع أن يداريها تحرك يلحق أخته في سيارات الرجال المتعددة خلفها..عرس مهيب وعشرات السيارات التي يتم أطلاق النار منها لتشتعل السماء بأعيرتهم النارية بدون حاجه للإضاءة..طريق طويل غير ممهد هو ما عبروه لبيت زوج أخته وعروسه القاصر..
قاصر صغيره جاهله يرددها عقله بتغيب كيف؟ كيف؟ والسؤال لا يجد مجيب عندما عقد القرآن بالامس تمعن في عمرها جيداً ما كان مكتوب يتعدّه العشرون عام ببضع أشهر هل هدير مخطئة من رعبها الخاص ولكن كيف ولم قد تخبره بشيء موحش كهذا ؟
بعد وقت وصلت سيارتهم لبيت العريس الذي يقع وسط الأراضي الزراعية بأسوار عالية تحيطه..كانت الأبواب مفتوحه على مصرعيها ويوجد صوان ضخم يماثل صوانهم لا يخلو من موائد الطعام وصوت مقرئ القرية يتلو بعض آيات الذكر الحكيم..كل شيء كان يجري حسب العادات القديمة..
وقف بشموخ ينظر للرجل الذي مازالت نظراته المستعطفة يخصه بها الان علم معناها وأسبابها ضعف الرجل واهتزاز يده عندما كان يزوجه ابنته..بدون تفسير فهم ان الأخر علم بكذبته اقترب منه يتوسله..
"اخترتك لعقلك ولقضايك التي تناضل من أجلها ابنتي أمانتك..لو تعرف فقط ما تعنيه لي هي بالذات لترفقت بحالي فيها"
جز على اسنانه بصوت خافت وهو يجيبه:
"لو كنت تملك ذرة رحمة واهتمام بها لم تكن وافقت ورميتها لي..اذا أنت لم ترفق بها فماذا تنتظر مني"
كان خطاب يحجب دموعه بصعوبه يحسد عليها وإلا كان خَر صريعاً تحت قدميه يتوسله الرحمه بصغيرته التي رماها بيديه منصاع للأعراف ويحقن دماء لتأتيه كلمات الأخر تجلده بدون رحمه:
"أب أخر لا يستحق حمل اللقب..ضحى بطفله لإنقاذ نفسه وابنه الندل"
أبتعد غير مهتم بجمود ساخر أردف:
"وجهني لزوجتي للننهي الأمر عمااه"
وهذا ما تم لن ينتظر البشاعة التي ستحدث الان وشرف أخته يتراقصون به في كشف سترها بحجه التفاخر..تأوه بألم حقيقي عند تصور الأمر ما الذي يجبره لإنصياع لعادات وقيم ؟! اي قيم هذه من تكشف ستر وتهتك عرض
يتفاخرون انها مشرفه!!خسئو جميعاً بل هو قمة الانتهاك للأعراض لو يفهون أو يشعرون ببشاعة ما يقومون به..ولكنه فرد واحد وسط غيلان متحجرة العقول كما القلوب..بجسد متصلب رافض كان يرمق هذا الجسد الصغير المهتز وبكائها الطفولي يجلده باليه فتح عبائته وتلقاها من عمها..
فأخوها لاهي في عروسه الان وأبيها تبعاً للاعراف لن يقدمها له..ضمها مجبر يحجبها عن الأنظار..وتعالت الزغاريد مرة أخرى معلنة عن انتمائها له..
ولكنه لن يستطيع إعطاء اي وعد لهذا الجسد المهتز بين يديه لا بحماية ولا رابط مقدس يدوم للأبد !!!
..............
رفع يده يمرر أنامله في خصلات شعره الى الخلف بعنف يكاد يقتلعهم اقتلاعاً
لقد تم خداعه من عائلته بجدارة، لم يستطع تخطي صدمته بعد..هو من يعمل له ألف حساب وحساب لقلمه وكلمته من كبراء البلاد خُدع من أمه أولاً قبل أي أحد..
عاد بنظره الى الجالسة أمامه تفرك يديها بخوف، رأسها منكس للأسفل وجسدها كله يرتجف يكاد لا يري ملامحها التي لم يعرفها من قبل..زفر بضيق وهو يلتف حول نفسه في دائرة مفرغة يلعن غبائه ألف مرة إذ لم يهتم أن يرى من قبل أي كان ثائرا على نفسه..كيف استطاعوا أن يفعلوا به ذلك؟تعالت ضحكاته الساخرة وهو يعود بنظره لعروسه العتيد التي تكاد تغرق في طيات فستان زفافها ليجد ارتجافها قد ازداد..بدون أي تفكير وبفقدان سيطرة تام توجه اليها وهي تجلس على طرف الفراش ليقترب منها وهو يقف من علو ويمد يد أسفل وجهها يرفعه اليه واليد الأخرى تمتد لأعلي رأسها ليخلع عنها طرحة الزفاف السخيفه اللعينة..
تأوهت بألم مكتوم للحظة واحدة..نظرت اليه بعينين كالبحر الصافي متوسعتين بهلع لتعود لتطبقهما سريعاً بقوة وهي تضغط على شفتيها تكاد تدميهما ليهدر بها بغضب ويكز على أسنانه وهو يتبين ملامحها الطفولية:
"كم عمرك يا فتاة وإياك والكذب؟!"
ازدردت ريقها بتوتر لتتحرك شفتيها بصعوبة عدة مرات لتنطق بعدها بصوت خافت يكاد لا يسمع وهي تتمتم له بعمرها:"سبعة عشر"
نزع يده من إمساكه بوجهها وهو يتراجع للحائط الذي بجانبه يضربه بقبضة يده بقوة.."يا إلهي، أنا من ناديت من بداية تاريخي الصحفي..بزواج الصغيرات وحاربته بكل قوتي أتزوج طفله تباً تباً!!"
تعالت طرقات الباب على غرفته..أغمض عينيه بيأس، هو المخطئ حين وافق على تلك القوانين السخيفة التي ترتبط بها العادات ولكن كان يجب عليه إنقاذ أخته التي أقسم عل حمايتها ليجد نفسه الآن يجبر على اغتيال براءة أخرى..نعم يعلم لم الطرقات الجنونية فعائلته العتيدة وعائلتها ينتظرون خروجه لإعلان اغتيالها..عاد اليها بغضب لا يستطيع السيطرة عليه ليهدر بها بانفعال:
"هل تعلمين ما هو مطلوب منك الآن ولم أنت هنا معي؟"
تمتمت بخفوت بصوت هامس:
"أمي قالت أنك زوجي وأخبرتني أن أطيعك في أي شيء تطلبه"
ليصرخ بها بجنون:"وهل تعلمين ما هو طلبي؟ما طبيعته ؟"
هزت رأسها بنفي لتبتلع ريقها وهي ترفع عينيها الزرقوين بهدوء بريئ زادت جنونه إذ أدرك جيدا براءة تلك العينين من معرفة مخطط اغتيالها القريب..
سمعها تقول:
"لا اعرف ولكن أبي قال أنه اختارك أنت من بين عائلتك زوجاً لي لأنك أبداً لن تؤذيني، ربما أنا لا أعرفك ولكني أثق بأبي"
توسعت عيناه وكلامها يضربه في الصميم، كيف استطاع أن يخون مبادئه وينفذ لهم ما يريدون ؟!كيف يخون ذلك الرجل الذي وثق به وسلمه أعز ما يمتلك، ابنته، حتى لو كان خدعه ؟!ازداد الجنون خارج غرفته وصوت المزمار البلدي يهدر ويتعالى مع الهتافات من اَهله كما يبدو في محاولة لتوجيه رسالة له أنه تأخر كثيراً على المطلوب منه..اقترب منها بعزم وهو يتخلص من رابطة عنقه وهو يلحقها بكنزته السوداء لطقم زفافه الرسمي مخرسا كل الأصوات في عقله فأبيها المذنب الوحيد الذي وضعه في هذا المأزق لتتراجع هي بخوف وقد أدركت الآن فقط حجم الكارثة الذي وضعت فيها من ملامحه الشرسة..اقترب منها بعزم يحاول ان ينفض تصارع أفكاره وتضاربها..كان يتخبط بين معتقداته الخاصة مبادئه..وعادات يعلم جيداً أن لم يرضخ لها..وينفذ ما يريدون..سيترك خلفه العديد من الضحايا..عندما وصل اليها كان تخلص من جميع ملابسه العلوية لا يعرف متي وكيف فعل هذا ؟!كانت تتراجع بخوف فطري..الى الجهة الأخرى من الفراش..
تتراجع زاحفة على كفيها وفستان الزفاف الضخم لا يسعفها للهرب السريع..لم تحد بعينيها المرتعبة عنه ولم يرف عينيها وهي تتفحص ملامحة الشرسة..أخيراً استطاع. ان يسمع صوتها المرتجف تسأله:
"ما الذي تريده مني..ولم خلعت ملابسك؟"
تملكته السخرية كلياً وهو يميل عليها بجزعه العلوي يشدها من قدميها لتصبح تحته مباشرة ! ويحاوطها بذراعيه..الشراسة هي ما كانت تتحكم به الغضب الغير مفسر وفقدان السيطرة التام وهو يجيبها:
"ألا تعرف الصغيرة ماذا أريد؟!هذا ليس خطائي..بل خطأ من ضحوا بك"

يديها ارتفعت بخوف تدفعه عنها تحاول التملص منه بل كانت تصارعه بشراسة مماثلة للتي تسكن عينيه ولكن صوتها المرتجف كان يكشف رعبها الجلي:
"أي تضحية ومن تقصد أنا لا أفهم..فقط أريدك أن تبتعد عني"
يدها دفعته بقوة لم تعلم من أين حصلت عليها اذا جعلته يتزحزح عنها بالفعل خطوات للوراء..جعلته فاقد السيطرة تماماً. اذا لم يشعر قط في حياته بكل هذا الغضب..والانفعال..يداه كبلتها ليهزها بقوة..وكأنه يريد ان ينهي صراعه الداخلي عبرها يهدر بها منفعل وكأنه يهدر بنفسه..
"الم تخبريني أن والدتك الغالية قالت اتبعي كلامي هذا ما أريدأثيلة"
عندما مال عليها يحاول تجريدها من فستان زفافها بعنف وكأنه يريد إنهاء الموقف وما يحدث كأن في صراع داخلي .موجع له كما لها..لا يعلم ما الحل وما هو بديله
أغمض عينيه بشدة على صوت تمزيق فستانها وصراخها الرافض الطاعن لكبريائه وكرامته..مازالت مقاومتها لم تهدأ أبداً..صوتها الملتاع كان يمزقه ويزيده جنون وغضب أسود أعمي..جسدها الحريري البض بين يديه كان يرتعش وينتفض بقوة..كانت مرتعبة وهي تتوسّله بكلامات طفولية تقتله..
"أرجوك..ما تفعله عيب وحرام..ألا يوجد لديك فتيات ؟!"
كان يريد ان يضحك ويبكي في ان واحد ولكنه لم يتوقف عن محاولة اغتيالها ؟!
انتحابها زاد وتيرته وصراخها الذي لم يستطع كتمانه وهي تحاول ان تذكره تستنجد بمن..ألقاها له:
"أبي..امنعه عني..أتوسل اليك ابتعد لقد وثق بك أبي"
وصل معها لنقطة فاصله لم يعلم فيها هل يتراجع ويكسر طوق العادات ام ينالها ويخسر جزء من روحه ويحطم فتاة صغيرة بيديه..حاول ان يلغي عقله وهو يخبرها بصوت متألم من وسط صراعه ودوامته بنبرات عميقه غامضه:
"استسلمي لطوق العادات أثيلة..هذا قدرك..وقدري لن نستطع منعه وأن أردنا..استسلمي لإغتيالك على يدي .بل ويجب ان تكوني ممتنه..قدرك هو قدرك يا صغيرة التضحيه بك..بل وسوف أنال الشكر والثناء لقتل روحك"

عندما مال عليها مره أخرى يحاول ان يلغي عقله ويندمج معها..يمحور افكاره المشتعله حول نقطة واحده..من بين يديه يحتويها كلها بين ذراعيه وتحت ثقل جسده هي زوجته ومطالب بتفعيل زواجه منها..صوتها بُح من الصراخ ولكنها لم تتوقف لحظه واحده عن المقاومة..وصراعه وتوسلها الموجع الضعيف الموجه اليه..
عندما زأرت كحيوان جريح يذبح..وخفت صوتها بالتدريج وانتفاض جسدها زاد مرة واحده ثم سكن تماماً تحته ليشعر باهتزارها كل جزء من جزعه..انتفض عنها مبتعد بخوف ورعب جلي يهزها:
"يا الله..يااارب..ما الاثم الذي كدت ان افعله"
لم تمهله الطرقات الجنونية على الباب محاولة ان يرى أبعاد جريمته أو ان يتفحص الجسد البارد بين يديه..مكبل تماماً إنقاد يفتح الباب والغضب الأعمي يسيطر عليه هم من دفعوه لهذا..أغمض عينيه الحمراوين بشدة عندما دفعته أمه من أمام الباب لتغلقه خلفها..تحجب عن الأنظار المتلصصة الرؤيه..لم تنظر اليه حتى وهي تتوجه الى السريري المشعث وكأن إعصار ما قام بضربه..توجهت للمسكينه تحاول ان تجس نبضها وهي تتفحص جسدها العاري تشد الغطاء عليها وتضمها لصدرها تهدر به بسخط:
"ما الذي فعلته يا مثقف العائلة هل جننت..ما الذي حدث للفتاة تكلم"
شرر عينيه كان مجيبها وهي يصرخ بها لم يفق بعد من دوامته الخاصه..كانت كلمة مرعبه حاده قاطعه:
"قتلتها"
لم تكن الضحيه الاولي..لكم ولن تكون الأخيرة"
بإصرار وقوة أجابته:
"ولكنها الأولي لك أنت يا مدافع الحق وبطل الصغيرات"
بهت تماماً وسواد بخزي احتل وجهه كما روحه ليحاول الدفاع عن نفسه عن هفوه أمات فيها ضميره وانقاد لجريمة كاد يرتبكها بعزم..
"أتدافعين عنها الأن أماه..وأنتِ شريكتهم الم تكوني تقفين على باب الغرفه تنتظرين انتهاكها على يدي"
بشراسة وصوت منخفض كانت أجابتها:
"ظننتك سترفض الأمر تخرج تنهيه ترسخ مبدئك الذي تتغني به..أو بأسوأ الحالات تخدعها وتتمم الأمر في هدوء لا ان تغتصبها"
كان يجاهد للحفاظ على البقية المتبقية على أعصابه عنف الكلمة يتردد في عقله فيصفعه بحقيقة ما كان يجري كان يغتصبها طفلة صغيرة جاهله..كان ينتهكها يقتل روحها وبرائتها:جرم عظيم وهفوه لا يمكن غفرانها كان يحاول ينفي بحزم لا يخلو من الارتباك:
"لم اغتصابها..لم أتم الأمر"
لم تجبه ولم تعيره اهتمام وهي تقول ببرود لاذع:
"أقترب لنحاول افاقتها وبعدها نحاول أن نجد حل لتلك المصيبة"
هز رأسه بنفي وهو يتفحصها من البعيد بين يدي أمه..لن يستطيع أن يواجه جريمته مهما حدث..ووسط إلتهاء الأخرى في إفاقت من بين يديها كان ارتدى ملابسه بعشوائية..ليفتح الباب وهو يسمع شهقات الأخرى الصارخه المستنجده برعب لقد أفاقت كان يعلم جيداً انها موجة إغماء تمكنت منها بسبب الرعب الذي تسبب لها هو فيه
........
صدمته الوجوه المنتظرة..لتقترب زوجة عمه ببجاحة تسأله أين الاشاره
وبصرخه فاقد السيطرة كانت أجابته القاطعه:
"لا يوجد إشارة..اذهبي لزوجك وأخبريه أني أرفض الأمر برمته..لن يحدث أن تتلقفوا شرفي بين أيدكم بوقاحه"
لم يعر الشهقات المستنكره أهتمام وهي يولي وجهه ويفر هارباً تارك المنزل ومحاوله البعض ايقافه ليستقل سيارته يمسد على قلبه بقوة سوف يصاب بنوبه قلبيه أن لم يغادر من هنا كل ما يحدث كان كثير على تحمله..سوف يغادر القريه بأكمالها ووسط كل جنونه غضبه وهفوته كان يتنسي ما سوف يحدث للضحيه من خلفه..هرب العريس بدون أشارة غاضب ووجهه لا يبشر بخير..العروس الصغيرة..معيوبه..وفرطت في شرفها


اشرف سامر likes this.

الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:33 PM   #3

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الفصل الثاني

كانت تراقب وقفته المتصلبة كتمثال من الحجر,ووجهه يعلوه الذهول المخلوط بالندم,فمه الفاغر بصدمة وكأنه لا يصدق ما يخبروه اياه على الهاتف ؟! وهي كانت ما تزال تلتحف بالأغطية ودموعها لم تجف بعد ما حدث حتى مع محاولته في التخفيف عنها..مازالت في صدمتها به,لقد أتم زواجه منها ومنحهم تلك الخرقة التي تحمل دمها بسهولة !!أين الطبيب المثقف الذي وعدها بأن لا ينتهك سترها وسوف يرفض ما فرضوه عليهم !!!فاقت من نعيها لنفسها وهي تراقب الهاتف الذي سقط من يده يتناثر على أرضية الغرفة لقطع صغيرة..سمعت صوته الذاهل متحشرج بغير تصديق يخبرها:
"لقد هرب تليد وترك أختي ضحية تلوكها الألسنة"
عقدت حاجبيها بعد فهم حقيقي وهي تكفكف دمعها عندما أقترب منها يجلس على طرف السرير يضع رأسه بين كفيه بألم وخيبة وهو يردف بنفي:
"هذا كابوس,لا يمكن أن يحدث لن يؤذيني اخوكي في شرفي بعد أن رفعت رأسكم"
صوتها خرج متحشرج من أثر بكائها منذ ساعات تستفهم منه:
"أنا لا أفهم !!من كان يحدثك,وماذا أخبرك ؟!"
رفع وجهه يخبرها بنبرات ميتة:
"ما الذي لا تفهميه !!أخوكي هرب وترك لنا العار"
ردت بصوت مرتجف:
"هذا لن يحدث أبداً..لن يفعلها هو ليس جبان ليهرب من مسؤلية حتى وأن كانت خديعة ورطناه بها"
إلتفتت لها يصرخ بها بوحشية,وهو يمسك بعضديها بعنف وكأنه يريد إفراغ غضبه وحقده وكسرته بها:
"لقد فعلها هدير..البطل الهمام تهجَم على طفلة,وهرب كالجبان بعد أن هز صراخها داركم كلها"
صراخه زاد وهو يعصرها بين يديه بوجع يردف:
"هرب من مسئوليته بعد أن وثقنا به,وهو يعلن بقذارة أنها غير عفيفة"
لم تبالي بثورته وبصدمتها فيه التي تتوالى وعيناها تعبر عن تضاربها وخذلانها:
"مستحيل..مستحيل..أخي لن يفعلها لن يتعدى على أحد ولن يتهمها كذب"
صراخها تعالى بثورة وهي تنفض يديه عنها تبتعد عن الفراش تقف بشموخ غريب أمامه تخبره بقوة:
"تليد ليس جبان !كذب..كل ما تقوله كذب !لن يخون مبادئه,ولن يتهرب من كلمة أعطاها"
وقف هو الأخر من جلسته يتأملها ونبراتها الواثقة تشعل النار بصدره,حقداً وغل وخيبة,بتمهل خطر أخبرها بتأكيد:
"لقد فعل..أخوكي جبان ولا يحمل ذرة مبادئ,شعارات يتغني بها ليجذب الأنظار من حوله"
صاحت به بأنفعال:"كاااذب كما حالك دائماً..حتى وإن فعل,ألم تُضحي بها أنت من أجل نفسك ؟ألم تغشوه جميعاً وأولهم والدك ؟!أخبرتكم الخداع لن ينفع معه,لن يمررها على خير..وأنت تلاعبت بي كعادتك لتلتزم الصمت"
ببرود رد:
"لم أجبرك على شيء..إن أردتي إخباره ما الذي منعك ؟!انتظرتي حتى الزفاف لتخبريه بدناءة !!لتنجي أمامه وتتملصي من الخدعة كما تدعي,وأنتِ السبب فكل ما حدث ويحدث"
كانت تهز رأسها بإنكار لما يحدث..هل من يقف أمامها الآن أصيل حبيبها العاشق المتيم الذي لم يترك قصيدة غزل واحدة لم يلقيها على مسامعها ؟!
"أصيل هل تعي ما تقوله,أم تحاول جرحي ؟!"
رفعت يدها المرتعشة تضرب على صدرها بصدمة تلف بعقلها وهي تقول:
"أنا السبب ؟!أنا يا أصيل من خان العهد أم أنت ؟!لقد وعدته بعدم الاقتراب مني,أتذكر أنت من دفعتني للحديث معك وأنت تلتف حولي !!أنت من اقنعتني أن نتقابل في المحافظة لنستطيع الكلام بحرية"

أقترب خطوة..خطوة واحدة لا أكثر ليميل بوجهه يهمس بوجهها بفحيح:
"وهل أنتِ طفلة أجبرتك على ما لا تريدي ؟!كلانا خان العهد فلا تحمليني الذنب وحدي,أن كنت أنا أحمل بعض الذنب فأنت تتحملي الوزر كله"
أبتعد عنها يتوجه لخزانة الملابس يقول بفظاظة:
"سوف أذهب للرجال لنرى فعلة أخيكِ..والله يا هدير لأدفعه الثمن غالياً..وأحسر قلبه عليك كما طعنني في أختي"
راقبته بعينين دامعتين تحجب عنها الرؤية,غير مصدقة بعد لما يحدث..هل هذا أصيل من يتحدث ؟!هل هذا من كان منذ ساعات فقط يطمنئها ويرعاها ويخفف عنها ؟!أين العشق الذي كان يخبرها إياه ويبثه لها ؟!أين شغفه وتأوهه المتألم بإمتلاكها ؟هل إنقلب كل حنانه وحبه في لحظة,وأصبحت هي الجاني لكل ما يحدث ؟ لقد سقط ومن أول اختبار..خيبة أمل مريرة هي من كانت تجتاحها لتتركها كزهرة ذابلة أمام إعصار لا يرحم حتماً هذا نتيجة عندما تخرس صوت العقل ويتحكم بك القلب للحكم على الحبيب وتفيق على واقع مرير بأنه يوماً لم يستحق .
عندما انتهي من ارتداء ملابسه,إلتفتت اليها يخبرها بجمود:
"لقد طلع الفجر صباح مبارك يا ابنة العمارية"
رفعت وجهها وهي تنظر له بحدقات مهزتة تسأل بوجل يمزقها:
"هل ستطلقني أصيل ؟!"
كان جواب أكثر منه سؤال,صدمه رغم كل جفائه وجنونه ووعيده لها,لم يطرق على خاطره أن يطلقها !!! أعطاها ظهره وهو يجيبها بوجع:
"سوف تحاسبي على كل كلمة تصدر منك يا عروس فإلتزمي الصمت هذا أفضل لكلينا"
............................

لقد أشرق الصباح وهم مازالوا على جلستهم . نكست الرؤوس بخذي,والبعض يتخبط بجنون وثورة..أحدهم ينادي بدماء تليد بعد إثبات طهر أبنتهم..
وأحدهم شامت لائم من أجل طلب يدها سابقاً ورفضه,ليسلموها لمن وضع رأسهم في الوحل..الكثير من الأصوات والآراء الذي تذبح رجل على قرة عينه,لا يقدرون مصيبته ولومه لنفسه كيف سلمها لمن اعتقد أنه منقذها ليصبح ذابحها !!
ليصيح أحدهم برعونة وغل:
"يطلقها وأسترها أنا,ونرد لهم فضحيتنا بطلاق ابنتهم عديمة التربية السبب في كل هذا"
هب أصيل من جلسته ليتوجه اليه بغضب أعمي غير مسيطر..كور قبضته ووجها الى فمه مباشرة ليقرن فعلته بصياحه:
"أخرس يا جمال,والله لأقطعن لسانك الذي يخوض في عرضي ويتجرأ على ذكر زوجتي"
ساد التوتر المكان مع اعتدال جمال سريعاً وهو يحاول أن يشتبك معه بالترافق مع هتافه:
"عرضك ؟ أي عرض هذا وقد نكس ( نسيبك) بعمماتنا جميعاً ؟!"
ساد التوتر المشحون بالغضب الأهوج بين الرجال..الانقسام هو ما سيطر عليهم وبعضهم من الشباب صغير السن يتبع جمال في مطلبه,والبعض الأكبر سَنَاً يأخذ الحذر والتمهل في إبداء رأيه .
اشتبك أصيل بيديه بدون تردد بجنون يصيح به:
"عندما يتحدث الرجال أشباهم من مقتنصي الفرص يبتلعون ألسنتهم القذرة في حنجرتهم..والله لو تجرأت على ذكرها أنت وغيرك لأكون قاتله"
كان خطاب يراقب ما يحدث بملامح مغلقة لا تعبر عن شيء,يحبس دموعه الرجولية التي تلمع في عيناه بكبرياء على قرة عينه و ابنة قلبه التي كان يشعر منذ ان وقعت عيناه عليها يوم مولدها بالخوف..كان يعلم ان فتنة محياها سوف تكون لعنتها كما كانت على عمتها..فوضعها في قفص ذهبي يحجبها عن كل الجنون والتخلف الذي يدور في مجتمعهم..لقد ظن أن القدر قدم له تليد منحة لحماية ابنته: ليسلمها له بدون تردد فيصبح هو قاتلها !!
عند هذه النقطة وقف خطاب بشموخ يخبرهم بصوت جهوري رغم المشاعر المتعاقبة على وجهه,ما بين خوف وألم وخيبة ويقرأها المجلس بوضوح:
"توقفوا عن عرض قواكم ورجولتكم,من تلوكه الألسنة هو أنا وأبنتي..
وأنتم لن يطولكم من الضرر غير بعضه"
حاول أحدهم التحدث لينهيه خطاب وهو يشير بيديه بحزم وهو يردف بقوة:
"شرفكم محفوظ يا آل المكي,وسوف أفعل ما يرفع رأسكم أمام جميع القرية وسوف نخرس كل لسان"
صمت لبرهة وهو يقول بصوت خرج مهتز رغماً عنه..وكيف لا وما يوافق عليه الان سوف يذبح ابنته ويخسرها الى الأبد ؟! ليقول:
"سوف يتم الأمر بطريقة النساء المتعارف عليها"
صمت برهة ليسيطر على نفسه وهو يرفع رأسه بعزة:
"ابنتي أعرفها جيداً كما أثق في ابنتهم,وهنا سوف ينتهي الأمر لن يتدخل أحدكم بيني وبينهم ويبدي رأيه في هذا النسب..أما زوج ابنتي فأنا فقط من سوف أطالب بحقي منه"
عقب كلماته استدار عنهم ليغادر على الفور يرفع يده يمسح دمعة فارة رغماً عنه,ليس له الحق في أن يشعل نار حاول إخمادها,هو من غش الرجل لتوسمه فيه خيراً فيستحق كل ما جري .سمع صوت ابنه من ورائه يناديه بوجع:
"أبي هل حقاً سوف تفعل بها هذا الشيء البشع ؟!"
بدون أن يلتفت اليه أخبره:
"كل ما يجري بسببك أنت يا خائن الأمانة,وأنا وأختك من سوف ندفع الثمن لن أسامحك يوماً يا أصيل كما لن تسامحني هي"
........................
"لا لن يحدث"
قالتها أحلام بحزم وعيناها تشتعل بإصرار وهي تقف كحائط سد أمام السلم المؤدي للغرف العلوية..اقتربت منها فاطمة ونبراتها القوية تحمل كل النار التي تشتعل في صدرها لتقول:
"بل سوف يحدث يا أحلام,ابتعدي عن طريقنا ودعينا ننهي الأمر لنرفع رؤوسنا بعد فعلة ابنك"
هزت أحلام رأسها بنفي وهي تقول:
"أبداً لن يقترب أحد من فتاة في حمايتي وتحمل اسم ابني"
بشراسة وصوت فاطمة يعلو صارخاً:
"أي ابن هذا عديم الرجولة؟!مابالك مستميتة يا أحلام هكذا ؟!أتخافين إثبات عفة ابنتنا ليعلم الجميع بخيبة ابنك ؟"
مالت أحلام بوجهها تحاول ألا تفتعل مصيبة أخرى قالت من بين أسنانها بخفوت:
"لا أصدق أنك أنتِ من أمامي ؟ تطالبين بسلب الفتاة عزتها وكرامتها وأنتِ جربتِ بشاعته من قبل !!لا تدعي حقدك القديم يتحكم بك يا فاطمة..لن يخسر أحد هنا الا ابنة أخيك"
زفرت بضيق عندما رأت عين فاطمة التي اهتزت وملامحها الجميلة التي لم تفقدها رغم مرور السنين والمصائب عليها,لتوجه كلامها لأم الفتاة ضعيفة الحيلة كما يبدو لعينيها تخبرها:
"نبهتك يا نعمة,حاولي إخبار ابنتكم ما يجري بين المرأة وزوجها,ولكنك وضعتي رأسك في الرمال كالنعام تنعي حظها..ما الذي كنتم تنتظرونه ونحن غششناه,ولنزيد من فداحة فعلنا نسلمه فتاة جاهلة"
لم تجبها نعمة بشيء فقط عيناها تبعث شرر وكأنها تريد قتلها,وما تقوله المرأة ليس الا الحقيقة..إلتفتتت لثالثتهم التي أتين بها حسب الاعراف من قامت بختان الفتاة هي من تثبت عفتها عند الاحتياج للأمر:
"أنتِ أخرجي من هنا لن نحتاجك في شيء"
أجابتها المرأة بارتباك وهي تقول:
"أسفة ولكن السيدة فاطمة هي من أتت بي ولن أخرج إلا بأمرها"
صاحت أحلام بغضب:"أتعصين أمري؟"
لتتدخل فاطمة تنهيها بسخرية مريره تلبستها رغماً عنها:
"لن تخرج من هنا يا أحلام وسوف يتم الأمر,أنسيت الاعراف ؟
هي الوحيدة التي لها الحق بالقيام بالكشف عنها,ألم نذبحها سابقاً على يدها كما جميع فتيات القرية ؟اليس هي من تقوم بعفتهن حتى يستطعن أن يتحكمن في شهوتهن ولا ينجرو للخطيئة يوماً ؟"
أغلقت أحلام عيناها بيأس لدقيقة كاملة لتقول بعد برهة:
"وكأني لم اعرفك يوماً..ماذا فعلوا بك ؟أمقتنعة حقاً بما تقولي وترددي مثل الجهلاء يا جامعية ؟!"
زفرت فاطمة بقوة وهي تقول بكبرياء ولكن عيناهما التي ألتقتا في نظرة طويلة كانت أغني من أي كلام,وذكريات طويلة متعاقبة تبادلها يوماً في صداقة كانت أقرب لأخوة .كذباً كانت تقول والأخرى تكشفها بوضوح:
"عادات أجدادنا وأعراف أبائنا هذه هي الحقائق الراسخة التي لن تتغير يوماً..فلا تحاولي ادعاء المثالية,نحن لسنا في مدينة الفضيلة هنا فاطمة"
نطقتها أحلام غير مصدقة..اقتربت فاطمة وهي تحجب عيناها عنها تزيح احدي ذراعيها التي تسد طريقهم وهي تقول:
"ابتعدي أحلام كل وقت يمر يزيد الأمر سوء,لا أحد متضرر هنا غيرنا نحن وقد وصمنا ابنك بالعار..لو كانت الأدوار متبادلة لفعلتي أكثر من هذا"
أمسكت أحلام بيدها لتخبرها وقد سلكت مخرج أخر غير المواجهه لتحاول مهادنتها وهي تقول:
"كما تحبي فاطمة,ابنتكم وانت أحرار بها ،،ولكن أنا أطلب حق ابني..أليس من الاعراف ان يكون زوجها هنا ويرى بعينيه عفتها"
أجابتها نعمة بغضب:
"ابنك هرب..هل أصابك الجنون ولم تعِ بعد ؟!ترك أبنتي ضحية الجبان الوضيع بعد أن رفعنا نحن من شأن ابنتك,هل هذا جزائنا"
بحزم قطعت فاطمة مهاجمة زوجة أخيها لتقول بغموض:"أصمتي نعمة المرأة لديها حق نحن سوف ننتظر ولكن هل ستستطيعين جعله يعود ؟"
بتوجس كانت أحلام تراقب ملامح فاطمة ولم تقتنع أنها طاوعتها هكذا ببساطة,لتجيبها أحلام بثقة:"نعم سوف يعود"
وأمنية داخلها بألا يخيب ظنها و أملها فيه أكثر مما حدث بالفعل,لقول فاطمة بجمود:
"اذهبي الان لا يوجد وقت,لا اعتقد انه وصل القاهرة بعد,دعيه يعود حالاً"
تمتمت أحلام بتأكيد:"سيعود,يجب أن يعود ويصلح مصيبته"
لتشير الى غرفة مجلس النساء:"تفضلن هنا الى أن يأتي"
أسبلت فاطمة أهدابها لتقول بغموضها الذي يثير الريبة:
"نحن سوف ننتظره هنا مهما طال الأمر..لا تقلقي أحلام نحن نعرف الأصول غيركم"
لم تجيبها أحلام بشيء فقط اومأت بصمت مطبق
...............
كانت ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها ضياعاً وهي تنظر لأمها التي عندما رأتها مع عمتها تأملت أنهم أتوا لإنقاذها وأخذها من هنا,من هذا الضخم الذي وعدتها الخالة أحلام بأنها لن تجعله يقترب منها مرة أخرى..ولكن رغم هذا لم تستطع الثقة بها حتى بعد أن خمنت عندما فاقت من أغمائها أنها من أنقذتها..
لم تفهم حقيقي ما يجري والخالة أحلام تحاول ستر جسدها العاري بسبب ذلك الحقير لتحجبها عن أعين تلك المرأة السوداوية التي أقتحمت الغرفة,أستطاعت أن تفهم بعض الكلمات التي قالتها المرأة بنبرات يتلبسها الشماتة:
"العروس غير شريفة وفقدت عفتها سابقاً"
لتسبها الخالة أحلام وهي تقفز من الفراش وتزج بها الى خارج الغرفة لتعود بعدها تبثها الاطمئنان وتساعدها في ارتداء بعض الملابس البسيطة التي مازالت بهم .
"أمي خذيني من هنا,أعيديني الى أبي لأشكو له من حاول أذيتي"
نطقتها أثيلة بعذاب وجسدها الضئيل يرتد بعنف بين ذراعي أمها تكاد كلتاهما تنهار على الأرض من ثقل حملهما..زادت نعمة في البكاء ولم تجد ما ترد به

اقتربت فاطمة تفك تعانقهما بقوة تجذب أثيلة من يدها تسألها:
"لن يأخذك أحد من هنا أنضجي أثيلة"
وبدون أي مراعاة للجاهلة أمامها أردفت وهي تشيح عنها وجهها:
"هل تعلمِ ما يدور منذ الأمس بسببك أثيلة لقد تسببت لنا في فضيحة"
زاد اضطراب الأخرى وهي تنظر لعمتها بنظرات زائغة تحكي عن جهلها بفهم كل ما يجري حقاً والشائعات الذي ملأت القرية,هزت رأسها بنفي تقرنه بقولها:
"لا عمتي ما الذي حدث؟!عن أي فضيحة؟!"
زاد هبوط دموعها بغزارة وهو تنفي بتلعثم:
"أنا لم أفعل شيء !هذا..هذا الرجل أراد..أراد"
أغمضت عينها بشدة تحاول تناسي الذكري لتردف:
"لكنه لم يستطع أقسم لك لم أتسبب في شيء"
بحسم كانت نبرات فاطمة وهي تأمر القابلة بالاقتراب لتردف على الفور:
"أنت أصبحتي امرأة أثيلة,وهناك شيء يجب أن نحصل عليه حتى ترفع عائلتك رأسها بعد المصيبة التي حدثت"
تراجعت خطوة للوراء بذعر وهي تري تلك الحليمة,تتذكر رؤيتها عندما كانت في سن الثامنة وقد آتوا بها في نهار صيفي حار أسود لن تنساه ما حييت لتقوم بذبحها وقطع جزء من جسدها..صرخت وبكت يومها,قاومت ولكن ماذا تفعل طفلة قليلة الحيلة وهما يقررون أن هذا لمصلحتها ؟!نفس الثلاثة وجوه,هل يعقل انهم أتو ليفعلوها بها مرة أخرى و يقتلوها حية ؟! لقد فهمت عزة شرف وطهر وعار !
شهقت بعنف وهي ترفع يدها المرتعشة تغطي بها فمها,تهز رأسها بعنف تمتمت بهلع:"لا لا لن تفعلو هذا بي"
كانت تنظر لثلاثتهم برعب,وتتراجع الى الحائط بخطي بطيئة..عيناها التي تمتلئ بالدموع المتساقطة تنتقل بينهن باستعطاف.تراجعت وتراجعت الى أن ألتصقت بالحائط تحتضنه وكأنها تريد الاختفاء به..ليته يحتضنها وتجد به المخبئ الذي يحميها منهن وقد تخلي عنها الجميع !!وأصبح أمانها هو من يريد قتلها !!
صوتها خرج مرتعب مهزوز مسترجي ومستعطف:
"أمي احميني منهن,لم أفعل شيء أمي صدقيني"
أغمضت نعمة عينيها بوجع,قلبها يتمزق على طفلتها ومدللتها,وخرج صوتها متحشرج بالألم:
"أعلم أثيلة وأثق بكِ..ولكن قضي الأمر طفلتي وقد أصدروا الحكم"
بخيبة أمل وروح طفلة بريئة حُطمت نقلت رجائها للأخرى..من كانت تحبها وتدافع عنها عند غضب أمها منها,لمحات من طفولتها القريبة وعمتها تحتضنها تدافع عنها بشراسة في غياب أبيها الحبيب..نطقت بترجي لم يفارق صوتها:
"عمتي فاطمة دافعي عني..تعلمِ أن ما يُقال كذب"
تحشرج صوتها وهي تبثها شكواها من قاتلها . وأردفت توضح باعتذار طفلة لم تستوعب بعد كل ما يحدث حولها إلا أنهم يريدون اغتيالها:
"لقد حاول هذا الضخم عمتي,من قلتم أنه لن يؤذيني ولم يستطع..دافعت عن نفسي عمتي كما كنتي تخبريني..لم أسمح له بالاقتراب لم أتنازل,لم أسلم نفسي أنا طاهرة,أنا كما أنا شريفة عمتي مازلت بعفتي"
صوتها أخذ يخفت ببطئ وهي تهبط تدريجياً الى أن تقوقعت على الأرض,جسدها الضئيل يرتج بعنف شهقات بكائها التي تعلو بوجع لا تردد إلا انها مازالت بعفتها .
حسمت العمة موقفها وهي تقترب منها تبعد أمها المتخاذلة عن طريقها,و تأمر القابلة بالاقتراب..صوتها خرج قوي حاسم رغم قلبها المطعون على نوارة عائلتهم !!سوف تحطمها بأيديها..وماذا تفعل اذا كان الخيار المتاح إما قتلها أو إثبات عفتها ؟!مالت بجسدها تشدها من عضديها,تحاول أن تتخلص من قلبها النازف الذي يخبرها بقوة أن تحتضنها تهرب بها من هذه القرية القاسية . ولكن العقل حسم موقفه..شرف أخيها وعائلتها يتوقف على بضع دماء ؟! سوف تمنحها لهم ولكن الشاه سوف تُقتل الى الأبد.ألم تكن هي خير من يعلم ؟!!بجمود قاتل أخبرتها:
"ليتك جعلتيه يأخذك أثيلة !"
نظرت لها تائهة وحيرة ربما صدمة:
"كيف عمتي؟!ألم تخبروني ألا أدع رجل يقترب مني ؟! كيييييف عمتي ؟!"
لم تجبها,وما تخبرها به يزيد وجعها..و مازالت على تجبرها,تسحبها بعنف غير مقصود محاولة أن تمددها على الفراش لتجهزها لما سوف يحدث !!!
نظرات عمتها أعلمتها أنه قضي الأمر سوف ينتهكوا عرضها على يد قابلة!!
بإرتياع وذعر تخبطت,تقاوم لتخلص نفسها منهم,والعمة تمسك يدها بقوة تطويها فوق رأسها..وكيف لمراهقة ضعيفة البنية أن تتغلب على امرأة قوية أضعاف حجمها ؟!هتفت نعمة بفزع:
"لا يا فاطمة توقفي سوف تقتلوها..يكفي"
بشراسة إلتفتتت فاطمة تجيبها عما تقول:
"ألم تفكروا في هذا أنتِ وزوجك عندما ضحيتي بها وسلمتوها لرجل من أجل مدلك ؟!أخرسي نعمة ودعيني أنهي الأمر"
بتوسل ذليل وهي تقاوم القابلة التي تحاول أن تزيح عنها ملابسها تنظر لعمتها بوجل"أرجوكِ عمتي أرجوكِ..سوف أفعل كل شيء..لن أتمرد مرة أخرى,لن أزعج أحدكم,سوف أستمع لكلامك..ولكن أرجوكِ اتركوني لا تفعلي هذا بي"
رغم قوتها وقسوة ملامحها هبطت دموع العمة تغرق وجهها وقالت بوجع مماثل:
"ليتني أستطيع حبييتي !!
مازلتِ لم تفهمِ الذل الذي أصبحنا فيه بسب شبيه الرجال الذي ألقاكي أبيكي له .
قدرك أثيلة..العادات ابنتي وإلا سوف تصبح رأسنا في الوحل ما حيينا !!"
"قدرك أثيلة استسلمي"
صوته المنفر الكريه يتداخل مع صوت عمتها فتنظر لها بغرابة وجسدها تراخي كلياً..لم تكن مرافقتهم أقل إشفاق منهم وهي تخبرها:
"استلمي بنيتي لن أؤذيكِ على عيني يا جميلة بيت المكي آذيتك"
دوامة كانت تلف بها صوتهم يتداخل مع همسه المنفر في أُذنيها:
"قدرك..عادات..أستسلمي"
وأين الشرف الذي كانوا يخبروها أن تحافظ عليهم منذ نعومة أظافرها؟!
هل في لحظه تبخر وأصبح مجرد تفاخر بينهم ؟!يريدون انتهاكها ليحصلوا عليه ؟!
هي أصبحت شاه و أضحية لشرفهم المزعوم؟!"لااااااااااااااا ااااااا"
صرخة قوية مزلزلة!! لا تعلم هل خرجت منها أم كانت نجدتها؟!
يكفي أنها أربكتهم لتستطيع الخلاص وتصل لشرفة الغرفة !!
لتستطيع الخلاص منهم جميعاً وتستسلم كما أخبروها ولكن بإختيارها هي!!
"أثيلة"
خرجت صرخة نعمة الملتاعة وهي تري ابنتها قد فتحت باب الشرفة في لمح البصر .لا تعلم كيف فلتت منهن وأستطاعت أن تقف في منتصف الشرفة تتشبث في الحائط في أقل من دقيقة,وتجلس فوقه ساقيها ناحية الشارع ويدها تتشبث بالحائط الحديدي بقوة في استعداد للقفز..بنحيب كانت تقترب نعمة ترجوها بعذاب:
"حبييتي صغيرتي,تعقلي سوف أحميكِ لن يمسك آذي,لا تحرقي قلبي أثيلة,سوف أبعدهن عنك"
إلتفتتت اليها بعيون مطفئة,عقلها يدور بها واليأس يتغلل اليها سريعاً,تزم شفتيها وتهز رأسها بالرفض وكأنها لا تراها,وكأنها فقدت كل معني للحياة,جُردت من كل شعور انساني لا تراهما الا جلديها .صوت أحلام الصارخ من خلف الباب المغلق جعلها تفوق نسبياً من غيبوبتها وهي تضرب عليه باهتياج تصرخ بجنون منفلت:
"افتحوا الباب والله لن أمررها على خير وإن قُتل فيها ألف نفس وخسرت كل ما أملك..تغشوني وتهتكون ستر ابني,لن أنساه لك ما حييت يا سوداء القلب..تريدين تحطيم أخرى كما حطموكِ,أفتحِ الباب يا فاطمة"
زاد جنون طرقها على الباب وهي تصرخ بغضب:
"أفتحِ الباب يا نعمة سيقتلون ابنتك يا غبية . ليس هذا الحل لن تصلحي ما حدث هكذا متي تحررن عقولكن من التخلف والجهل ؟متي تفيقن ؟"
تسللت حليمة بخوف تستغل عيون نعمة وفاطمة التي تراقب ابنتهم برجاء مستعطف لتفتح الباب لأحلام التي أزاحتها بعنف,لتدلف الى منتصف الغرفة صارخة..تسمرت تماماً وهي تبتلع صرختها في حنجرتها بغصة ورعب عندما رأت الأخرى أمامها معلقة,سيطرت على نفسها سريعاً وهي تقترب بخطي متمهلة ترجوها مثلهن فيخرج صوتها متحشرج:
"أثيلة حبيبتي أنزلي من هنا يا ماما..ألا تثقين بي؟!لقد طردت هذا الحقير ودافعت عنك,هل تتذكري ؟وسوف أطردهن ايضاً من هنا,لن يمسك أحد أعدك"
"أنا لست طفلة"
بخفوت وعيون فارغة كانت تتمتم بكلماتها..لترد أحلام تخبرها:
"لا أنتِ لست طفلة,أنتِ فتاة كبيرة تعلم حجم الكارثة التي تحدث وسوف تحدث لو ألقيتي بنفسك,حبيبتي أنزلي أثيلة"
"أنتن جميعكن كاذبات"
لتفلت يد تشير لهن باتهام حانق وتكمل:
"أنتِ وأمي,عمتي حتى.."
تحشرج صوتها ليخفو بالألم وهي تقول:
"حتى أبي جميعكم كاذبون,أنا اعلم ما تريدونه مني، والآن فقط فهمت ما كان يريده ذلك الرجل"
تقززت ملامحها بنفور عند ذكره,لتعود ترفع عيناها التي تمتلئ بغلالة دموع باشتعال تخبرهن:
"سوف استسلم كما أريدأنا لا كما تريدون أنتم..تريدون دمائي؟!سوف تحصلون عليها,أنا لست طفلة ضعيفة"
خرجت منها صارخة,لتفلت يدها من السور في ثانية واحدة أغمضت عيناها مع صراخهم المترافق في تلك اللحظة الفارقة..شعرت بجسدها يُخطف وشيء صلب يكبل جسدها بقوة وجسدها يرتطم بعنف على أرض باردة،وصوت ذاهل يردد بأنفاس عنيفة بقوة جانب أذنيها:
"لا أنتِ لست طفلة،أنتِ أشجع مني أنا,الجبان الحقير الذي هرب من المواجهة أنتِ لست طفلة..لست طفلة"
عينيها المغمضتان في استسلام لمصيرها كانت رافضة ان تفتحهم،دموع عنيفة هي ما كانت تغرق وجهها..لم تمت كما أملت،والإدراك يضربها بعنف لما حدث !! حقيقي رغم كل آلامها كانت تقاوم الذراع التي تضمها بتشدد,فزادت مقاومتها الصارخة ورائحته المنفرة تتسلل الى انفاسها فتُثير غثيانها,صوتها الملتاع يخرج بتمرد شرس آمر يتلبسه الخوف كلياً:
"أبتعد عني لااااااا,أنت لااااااا,لن تنتهك حرمتي مرة أخرى..أبتعد يا قذر"
كانت تتخبط كلياً بجنون,يعلم إن أفلتها سوف تعود لفعلتها بدون تردد..
لا لن يحمل وزر دمائها كما سيحمل عمره كله ذنب انتهاكها,قربها منه مرغماً فكما يصيبها قربه بتقزز,ينشر في خلايا روحه النفور من نفسه,لا يستطيع حتى أن ينظر لوجهها ويتذكر فعلته,اهتياجها زاد بثورة يدها لتتحرر منه..لترتفع تنهش وجهه,رقبته,وصدره بأظافرها,فلم يبالى بالألم الذي ينتشر في جسده,كل ما يبالى به جنونها .لم يتردد للحظة وهو يرفع عينين حمراوين للثلاثة وجوه اللاتي يرقبانه بحسرة وغل وحقد,فحرر يد من احتضانها واليد الأخرى يثبتها بسيطرة على جسدها,وبحركة سريعة خبيرة كان يرفع إصبعين الى نحرها وعيناه الصقرية تعرف غايتها..في لحظات معدودة خارت قواها بين ذراعيه لتسقط رأسها على ذراعه ووجها بملامحه التي لم تعرف النضج بعد تواجهه فتطعنه بخيبة مماثلة في نفسه,وانهيار كل مبادئه في لحظة غضب أهوج.نظر لها من علو يرقب بشرتها الشاحبة وكأنها كانت تصارع الموت,أو لم تكن تفعل من الأمس؟!لم ينبث أحدهم ببنت شفة,وكأن على رؤسهم الطير..جميعهم يتلبسهم شعور واحد لم يتحرروا منه بعد,الخوف و الهلع المصحوب بعدم التصديق لإنتهاء الأمر.
لا يعلم كم مر من الوقت على تسمره مكانه,ساقيه مفرودتين وكلاهما يتمدد على جذعه بإنهاك,يتذكر ما عاناه من فزع عندما وصل أخيراً ليصدمه الجمع المنتظر أسفل المنزل يراقبون المشهد الذي لم يحدث قبلاً في قريتهم:
ليستطيعوا تأليف القصص لتصبح مادة دسمة تجمعهم لأعوام طويلة.
عندما رفع عيناه لم يصدق نفسه للحظات وهو يري جسدها المعلق,وصوتها الصارخ الذي يصم الآذان,وشهقاتها المتعالية التي تمزق القلوب.
لم يبالِ بالعيون التي إلتفتتت له باتهام وهو يتوجه الى المنزل,يلتهم درجات السلم بجنون وصراخهن المتبادل يصله كاملاً,استطاع عقله أن يرسم خطته بوضوح ليدخل الى الغرفة المجاورة,ويتسلل ببطء حذر عبر السور,وفي لحظه كان يرمي بجسده معها الى داخل شرفة غرفته.
لحظة..كل الفارق لحظة,هي ما تحدد عمر انسان أو تقضي عليه الى الأبد..سخر من نفسه وهو يسيطر عليها ويكسو وجهه المتجهم بالفعل الغضب الأعمي ليعود لطبعه الناري وهو يعدل جسدها بين يديه ويحاول الوقوف بها .
اقتربت منه عمتها تخبره بجفاء:"دعني أساعدك"
كز على أسنانه وهو يرفع وجهه بتحذير حاد:"ابتعدي عن طريقي"
لم تترد في التراجع وهي تنظر له ببغض تخبره:"أخفتني يا سبع الرجال"
لم يهتم بالرد وهو يحملها بين ذراعيه,و يتوجه الى الفراش,فأشاح وجهه بكره عن الفراش الذي ذكّره بجنونه وانفلات غضبه منه .وضعها عليه سريعاً يمنع نفسه من الهروب بقوة كما حدث بالأمس:"أمي"
بتصلب ردت:"نعم تليد"
"أهتمي بها"
فقط لم يستطع أن يقول غيرها .ليلتفت بعدها يبعد عيناه عنها,ينظر الى أمها المكلومة وهي منهارة على الأرض,تمسك رأسها بين كفيها ومازالت في صدمتها تهز رأسها برتابة تتمتم بكلمات تسللت الى مسامعه بوضوح:
"لم تفعل صغيرتي شيء !لقد احسنت تربيتها,أغلقت عليها ألف باب..حميناها من كل متسلل من أبناء عمومتها,وضعنها في برج عاجي ليكون جزائها فضيحة تلتصق بها طوال العمر,أو أن تقتل نفسها"
أجفلته وهي ترفع عيناها ترفع يدها باستسلام تلومه وهي تقول:
"هل كنت تنتقم من فعلة أصيل؟لماذا ؟كنت تستطيع الرفض وتحاسبه رجل لرجل,ما ذنب صغيرتي لتمر بكل هذا ؟"
تحشرج صوتها أكثر وهي تقول بتردد مرير:
"لقد وثق بك خطاب,وأنت..أنت حاولت ان تأخذ حقوقك منها !لما لم تكمل الى النهاية لماذا تعمدت قتلها مرتين وأنت تعلم النتائج ؟"
قاطعتها فاطمة تزمجر بوحشية:
"ألا تعلمي يا متعوسة ?إن العيب ليس في ابنتنا,بل في سيد الرجال مثقف قريتنا"
سخرت بوقاحة متعمدة وهي تزيد من جلده:
"يبدو أن سبع الرجال يحتاج لعلاج ما"
زفر تليد بقوة وهو يلتزم بسيطرته على نفسه رغم كل حواسه التي تحثه على القتال في هذه اللحظة,ليقول بصوت مكتوم:
"أخرسِ,وغادرن جميعكن الآن,كلامي لن يصبح مع النساء,بل مع أخيك الذي تعدى على حرمتي بإرسالكن"
ليضيف بحزم:"ما سمعتوه وتناقلوه حثالة القرية لم يحدث,لن أشرح أسباب مغادرتي بعد إكتشافي خداعكم,ولكني لم أتهم ابنتكم بشيء"
أشاح وجهه بعيد عنهن،يداري الألم المتعاقب على ملامحه عند التذكر وهو يقول:"أما ما حدث بيني وبينها لا يعنيكم في شيء,هي في عصمتي وانتهي الأمر،وأنا من سوف يصلح ما حدث وحدي"
حقد أعمي,وغل مليءالقلوب..الصداقة والثقة المتبادلة التي كانت يوماً تحطمت على صخرة خيانة العهد,وهفوة قاتلة كانت نتاج غضب متفاقم أهوج كان يسيطر على عقله فيحجب عنه الفكر السليم..تقبضت يداه بجانبه وهو يقف بكامل هيبته بأنفة وترفع,كانت تمنعه بتحطيم وجه خائن عهد الصداقة بينهم,و الذي يقف أمامه الآن بصلف يوجه له التهم وكأنه بريء من كل ما حدث وأوصلهم الى ما يحدث الآن!! نطق هو بثبات أمام العائلتين ينهي الجنون الذي يحدث ووصل به أن يشتبكوا بالأيدي بعد الاتهامات المتبادلة بينهم,بل ويتجرأ البعض للحكم بطلاق متبادل بينهم وكل ابن عم من العائلة يتبرع بالتستر على الفتاتين,كأنهن بضاعة رخيصة,ويضحي كل واحد منهم بشرائها..أغمض عينيه بقوة يحجب نار الغيرة على شرفه وعرضه..أحدهم أخته قطعة من روحه وإن كانت أخطأت,والأخرى زوجة تحمل اسمه وإن كان لن يتقبلها يوماً .
"لن يحدث طلاق هنا,وأنا الوحيد الذي له الحق في إصدار الحكم بعد إن تم خداعي من عائلتكم"
بصبر كان يحاول أن يتحلي به أردف بهدوء غريب:
"أنا لم أتهم زوجتي بشيء،وأرفض أن تنتهك سترعلاقتي بها هكذا بين مجالسكم..
إن كنت خضعت سابقاً لحكمك الجائر فهذا لما حدث من ابنكم وإصرار عائلتي عليه"
قطع خطاب سيل كلماته يخبره:
"ولكن حقي وحق ابنتي الذي أهدرته بفعلتك لم يعد,وهروبك ؟"
رد بنفس النبرات الحازمة الهادئة:
"أنا لم أفعل شيء يا خطاب ولم أهرب,والدليل أنني عدت فوراً بعد أن علمت من والدتي بما يحدث,لقد قضيت ليلتي في المحافظة لم أكن لأترك مسؤليتي وأهرب,فقط كنت أحتاج لوقت أرتب به أفكاري بعد اكتشاف فعلتك"
أخذ نفس أخر بعمق وهو يردف:"ليس لديك حق عندي يا خطاب,أنت فقدت أي حقوق لك بغشي مرة,و بانتهاك حرمة بيتي وأنا غير متواجد به مرة أخرى..أما عن حق بنتك فأنا من سوف يعيده بطريقتي"
أردف بعدها ينهي أي حوار قد يشتعل مرة أخرى بينهم,يأخذ الحكمة والعقل طريقه:
"عندما وافقت أنت على الزواج المتبادل واشترطت أن أكون أنا زوج لإبنتك كانت كل أسباب خداعك لي تبررها بحقن الدماء بيننا,وألا نعيد الماضي مرة أخرى,وقد تخلصنا منه لذلك.."
وجهه كلامه لأصيل وعيناها تطلق وعيد صامت:
"إن كان سينتهي الجنون المسيطر هنا,فثأري الشخصي معه لم ينتهي بعد !!رجل لرجل يا أصيل,هل سوف تطلق زوجتك؟! يجب أن أعرف الآن قبل أن ألقي قراري"
ليرد أصيل بحزم وهو يتلقي وعيده بوعد مماثل:"لا لن يحدث."
مال فمه بإبتسامة ساخرة بالكاد تلاحظ ولكن إلتقطها أصيل بخزي تمكن منه رغماً عنه ليردف تليد بقراره الأخير:
"زوجتي سوف أخذها من هنا..ومن هذه اللحظة وعدي لكم وكلمتي بحمايتها دائما,سوف أقدم لها كل ما هو متوقع مني كزوج"
وبعيون مشتعلة أردف وكل حمية القبلية تتحكم به:"أقسم بالله أن أقتل كل من يتجرأ ويأتي على ذكرها مرة أخرى"
....................،،،،،،.
"لولا أنك عمي أقسم لكنت شربت من دمائك أنت وزوجتك..ألن يهدأ حقدك أبداً يا تهامي ؟ألم تفكر وأنت تدفع بزوجتك لإطلاق هذه الشائعات عن لساني ؟أنها ستطول شرفي أنا وتصيب هدير بالضرر"
لمعت عينا تهامي الشامتة بقبح كريه وهو يقول بفحيح:
"زوجتي لم تتحدث إلا بما رأت هي والنساء,وتأدب يا تليد وأنت تتحدث معي"
صرخ تليد بوجهه بصوت جهوري يقول:"كاذبة وأنت تعلم هذا,أدعت عليها واتهمتها كذب"
اقترب منه يرفع في وجهه يده يقول بتحذير شرس عنيف:
"والله والله يا عماه كما أقسمت أمامهم ان أتيتم على ذكرها مرة أخرى أو ما حدث في تلك الليلة السوداء,لأعلن حربي عليك بدون تردد أو ندم..أفق يا تهامي وأعلم مكانتك,أنا فقط كبير هذه العائلة وأستطيع نفيك منها انتقاماً لما فعلت"
.......................
عندما تتحكم بنا عادات راسخة شامخة كالجبال,تورثها عبر أجيال وأجيال,فأصبحت جزء منا تجري مجري الدماء..
مهما تغيرنا وحاولنا التمرد ونادينا بأفكار و مبادئ ومعتقدات,ربما بداخلنا نقتنع تماماً أنها هي من ستنقذنا من أنفسنا,ونوقف نزيف الدماء والأرواح..ولكن عند الاختبار الحقيقي لمبادئنا نكتشف أنها كانت مجرد كلمات تنتهي بإطلاق شعارات نتبارى في التغني بها..وعند أول اصطدام بمعتقداتها و بالعادات نكتشف الحقيقة المرة في أنفسنا بأننا لم نكن لها أهلاً يوماً، ودائماً نعود لأصولنا وما رسخ داخل أنفسنا صغار...
............................
بعد يومين..
"أرجوكِ أرجوكِ يا خالة لا تتركيني معه"
كانت تنطقها أثيلة بتوسل مرير وجسدها ينكمش خوفاً في صدر أحلام وهما يقفان في ساحة المنزل الواسعة أمام سيارة تليد..ضمتها أحلام بقوة تحاول أن تتحلي بالهدوء والصبر وهي تطمئنها بصوت خافت وتقول:"إهدئي لن يقترب منك حبيبتي..أتتذكرين كلامك لي بالأمس انك ما عدتي تخافي أحداً؟"
هزت رأسها نافية وهي تراقب وقفته الجامدة أمام باب السيارة المفتوح برعب ووجها يكسوه النفور من تذكره وهو معها في غرفة مغلقة وكاد..كاد ان..أغمضت عيناه بقوة وهي تحاول ان تتحرر من ذكراها التي جلبت البرودة لأطرافها وتسللت ببطء مكروه لسائر جسدها..أبعدتها أحلام عنها وهي تقربها من المقعد الخلفي للسيارة مرغمة:
"اعدك يا أثيلة لن يقترب منك مرة أخرى,ولكن أنت أَطِيعي كلامه حبيبتي وتذكري جيداً ما أخبرتك إياه"

قضت أحلام اليومين الماضيين معها تحاول بثها الاطمئنان وشرح معني زواج وعلاقة رجل بإمرأته..ربما صدمها جهل الفتاة..بل وما زاد فداحة الأمر الأفكار البشعة والخاطئة التي زرعتها عائلتها في عقلها وتضارب ما تعيشه..تعلم جيداً انها لم تستوعب بعد كم الحقائق التي حاولت هي حشرها في رأسها رغبة منها في إنقاذ ما يمكن انقاذه وتقبل الفتاة لإبنها..وان كانت تعلم عن يقين..انها لن تسمح له بالاقتراب يوماً..ولا هو سيستطيع رؤيتها إمرأة..علاقة مكتوب لها الفشل من البداية سوف تدمر فيها الفتاة..ويظلم فيها أبنها..
ربتت على يدها وهي ترى عيناها الدامعة باستسلام أخيراً لمصيرها ولمحه خاطفة من الألم والخيبة تشتعل في عيناه..لقد فقدت الثقة في جميع من حولها..تركتها أحلام وهي تغلق الباب الخلفي للسيارة بهدوء,لتخاطب ولدها الذي يقف كتمثال يكتف يداه على صدره وعيناه تراقب ما يحدث بجمود:
"ألن تتحدث معي عن سبب الجنون الذي حدث؟! مازلت تصر على مقاطعتك لي"
زم شفتاه بقوة وهو يحجب عنها عيناه التي تتعاقب فيها جميع مشاعره وتتحدث عما يشعر به بوضوح:
"لا,لقد خسرتيني أماه..كما خيبت أنا كل ظنونك وثقتك بي"
بهدوء غريب كان يصعد الى سيارته يلمح في مرآة السيارة ذلك الجسد المنكمش في المقعد تدفن رأسها في باب السيارة وتحتضن جسدها بذراعيها بقوة كأنها تحمي نفسها..لم يتحدث اليها بكلمة واحدة منذ ما حدث ولم يلمحها منذ إنقاذه لها,كانت أمه هي من ترافقها..لقد حاولت أمها وعمتها زيارتها فرفضت الفتاة بإصرار وهي تدعي الخوف .
اختطف نظرة أخرى يرقب جلستها التي لم تتحرك لقد أغلق السيارة بزر الأمان خوفاً من ان تلجأ لإلقاء نفسها منها,للهروب من مرافقته..لا تعلم كم مر من الوقت على تحركهم من منزل الخالة أحلام؟!دموعها لم تتوقف قط وعقلها يصور لها أبشع الصور من عذاب سوف تتلقاه على يد هذا الوحش الكريه,قلبها كان يحترق ونار تشتعل في صدرها بنقمة على ما آل اليه حالها, على ابيها وعلي أمها .
وقفت السيارة فجأة لتفيق من أفكارها فتلتصق أكثر بخوف في مقعدها وهي تضم نفسها برهبة وعقلها تطوف به افكار بشعة عن أسباب توقفه تحاول ان تكتشف المكان من النافذة بقلب خافق طريق سريع في منتصف الجبل !! كانت مازالت تحاول استكشاف الطريق عندما فتح الباب الذي تدفن رأسها به فجأة.
فصرخت بجزع لتسمع صوته يأتي بثقل وكأنه لا يريد ان يتواصل معها:
"لا تخافي إهدئي,فقط أحدهم يريد رؤيتك"
كانت مازالت تدفن وجهها بين يديها هزت رأسها برفض تخبره بتلعثم مع إزدياد بكائها:
"ابتعد عني لا أريدأحد"
لم يأتيها الرد فقط شعرت بيد تربت عليها بحنان جعلت في قلبها الطمئنينة..يد تألفها وتعرفها بالتأكيد لم تكن تلك اليد الآثمة القاسية التي إجتاحت جسدها البريء من قبل بقذارة..الصوت المتحشرج بعذاب المرافق لتلك اليد الحنون وهو يناديها بصوت مبحوح..رغم كل شيء حدث رغم خيبتها وألمها نشر الأمل في ثنايا روحها:
"أثيلة"
رفعت عيناها بزرقتها المميزة التي عاد لها بريقها برؤيته:"أبي..أبي"
في لحظة كانت تقفز من السيارة تتعلق في عنقه تضم نفسها اليه بقوة تقبل لحيته,يده وجهه ورأسه وتقترن قبلاتها الملهوفة بشكره:
"اشكرك يا أبي,كنت دائماً منقذي كنت أعلم أن أثيلة قرة عينك لن تهون عليك وسوف تأتي لتأخذني بعد أن تعلم ما حدث معي"
تحشرج صوتها وهي تميل تدفن رأسها بين كفيه تخبره بتلعثم:
"هل علمت بما حدث لي أبي ؟!لقد لقد.."
زاد نحيبها وهي تتأوه بعذاب يقتلها الحرج والخجل وهي تحاول ان تقص عليه ما حدث:
"أه يا أبي لقد عانيت في بُعدي عنك إحميني لقد أرادوا قتلي وإدّعو انك من أرسلتهم ولكنك لن تفعل هذا بي,أعدني اليكم أرجوك أنا لا أريدالزواج"

شحبت ملامح خطاب وما تقوله بأنفاسها المتلاحقة يضربه في الصميم ويمزق قلبه النازف بين أضلعه بالفعل الى أشلاء ليجعل ألم غير محتمل ينهشه..قربها منه مرغماً يتبع أومر القلب ليرتب على ظهرها بقوة يبثها أمان واهي وأمسك رأسها بين يديه يضع قبلة على جبينها وأخرى معتذرة على حجابها فوق رأسها
وأخبرها بتوتر رغماً عنه تلبسه:
"تذكري دائماً أثيلة اني كنت أخبرك بفعل كل شيء لحمايتك وزوجك حبيبتي هو لحمايتك..لن أستطيع ان أضرك أكثر مما حدث بالفعل يا قرة عين أبيك"
"أبي!!"
قالتها متحشرشة بطيئة غير مصدقة ليبتعد عنها خطوة ويوليها ظهره ويخبرها
بجفاء يحجب عنها وجعه:
"أطيعي زوجك أثيلة..هو حمايتك الأن,لم يعد لك بيت أب تعودي اليه..تليد هو زوجك وبيته هو حمايتك..لا تخيبي ظني فيك,يكفي فضيحتنا التي حدثت بسببك"
انهارت كلياً وهي تترنح تتمسك باب السيارة بقوة تنظر له غير مصدقة ترمش بعيناها الدامعة الى ظهر الرجل الذي إنحنت كتفاه وهو يغادرهم ويذهب الى سيارته وينصرف على الفور:"أبي"
صوتها المبحوح الذاهل كان مازال يناجيه بخيبة أمل ووجع..اقترب منها بحذر مد يده بحذر أشد يحاول إدخالها السيارة,فنظرت له تائهة وكأنها لا تراه,تشجع أكثر ليدخلها الى السيارة ويؤمن جلستها المتجمدة ويغلق الباب ليستقل مقعده وينطلق في طريقة واعداً نفسه أنه ربما ينجح في علاج كل المصائب التي كان السبب فيها..
كانت تسند رأسها على الشباك صور متلاحقة تمر أمام عيناها..طفلة في الخامسة بفستان أزرق ذاهي وكرانيش منفوشه مزينه بورود تدور وتدور بها وتجري الى أحضان ابيها:
"أبي أريدان أذهب معك الى العيد وأشارك أبناء عمي الألعاب"
فيجيبها أبيها بفخر وهي يتأمل طلتها البهية:"لك ما تريدين يا قرة عين أبيك"
تذهب معه..تصل لتلك الألعاب تريد الجري مع أقرانها والمرح تتجول بين الباعة لتصرف عيديتها فيتشبث بها والدها بتعنت رافض
وتقضي عيدها على ذراعه وبجاوره..ومبرره لحمايتها في الثامنة من عمرها تذهب اليه:
"أبي أنا لا أريد ان أرتدي الحجاب أرجوك أبي"
يقترب منها يأخده من يد والدتها يلبسها اياه بنفسه:
"قرة عين أبيها صاحبة الشرف والعزة كإسمها سوف ترتدي الحجاب وتحجب جمالها عن الأعين..هذا لمصلحتك يا حبيبة أبيك لحمايتك"
"أبي أريد الذهاب مع بنات العائلة لزفاف جارتنا"
فيرد بحزم:"لا"
"لما ابي ؟!لحمايتك.."
تأوهت بصوت مكتوم وشهقاتها تعلو..تذكرت في سن العاشرة ذهبت اليه راكضة
تهتف بخوف:"خبئني أبي سريعاً"
فيفتح عبائته يضمها تحت جناحه ويغلق العبائة عليها بين أحضانه بدون ان يعلم السبب فيهمس لها:
"ماذا حدث؟"
"أصيل لقد كسرت له أحد أشيائه عن غير قصد ويتوعد بضربي"
فضحك أبيها بمرح يسألها:"هل كان عن غير قصد ؟إياك والكذب؟"
ضحكت ببرائه تخبره: لا لقد أذاني فكسرت نظاراته حتى لا يستطيع الدراسة جيداً"
ضحك الأب بوقار وأجابها:
"أصيل لن يؤذيكِ متعمداً ولن أسمح لمخلوق بأذيتك أبداً يا قرة عين أبيك"
أغمضت عيناها بقوة تبكي بخفوت تكتم شهقاتها بيديها تمتمت بوجع وهي تتذكر كل ما جري وسبب زواجها من ذلك الضخم وترك دراستها:
"لقد أذاني أصيل يا أبي وانت سمحت وأذيتني معه"
"لن أسامحك يا خطاب لن أغفر لك ما حييت أبداً"


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:36 PM   #4

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:38 PM   #5

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:39 PM   #6

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:41 PM   #7

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

سارة سعد # likes this.

الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:43 PM   #8

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:46 PM   #9

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:48 PM   #10

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

اشرف سامر likes this.

الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.