آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-19, 08:13 PM   #1

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
:jded: المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط*





لا تحكم هنا عزيزى من عنوان الكتاب لا تحكم من المظهر وانصحك لا تتوقع مطلقا الجوهر فأنت هنا امام سيادة المز المحترم :7R_001::7R_001::7R_001::7R_001: الغامض فى عقل كل فتاة حالمة قارئه تصدق خدع الروايات بالحائط البشرى هي فقط رواية صغيرة خفيفة تحتوى علي الكوميديا الساخرة وتضع بالنهاية فى مواجهت اختياراتك ما بين العيش في الخيال او بحثك عن واقع افضل من احلامك :heeeelllllooooo :










كتابة : Nor BLack
تدقيق لغوي: Dede Pretty
تصميم الغلاف: رفيدة مناصرة
تصميم الفواصل والداخلي: شيماء صلاح
تعبئة الكتاب الإلكتروني: Just Faith



بدأ من المشاركة التالية



الرابط يوم 28/11
لانها ضمن فعالية روايتي


رابط التحميل

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



قراءة ممتعة للجميع








التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 28-11-19 الساعة 05:27 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:27 PM   #2

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صراع منذ الأزل منذ بدء الخليقة بين آدم وحواء..
إثبات قوى, وفكر, ووجهات نظر..
نعاني نحن النساء من فكر آدم المتطرف دائمًا..
يجب أن ننقاد لأفكاره بطواعية, أمر أو أيًا بتسلط..
ابتعدي ولا تقتربي, أنا لا أريد؟!..
وإن ابتعدت يهرول هو آمرًا بغرور..

لا اقتربي فأنا أريد؟!..
ولكن بشروطي, انصاعي لي, آمني بأفكاري
لا عقل لكِ ولا فكر..
سوف اصنعكِ بيدي..

واأسفاه على حواء تنقاد وتصبح مجرد تابعة تستر بِه, وتقتل كل جموحها أحلامها ومستقبلها..

ولكن هناك يظهر أمل بسيط.. ولو واحد من المئه
أنثى حرة العقل والتفكير..
ترفض بكبرياء وشموخ..
هذه أنا أردتك سأقترب أمرت..
فلن انحني..

لعبتنا مازالت قائمة ولن تنتهي يا انتصر عليك بأفكاري, يا تحاول أن تقنعني بأفكارك, وبثقة وشموخ أكدت (النصر لي أنا) يا آدم لعبة أبدية
سوف يتلاقى بها متضادين نافرين غير متجاذبين..
ثلج ونار فكيف يكون اللقاء!..





سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:30 PM   #3

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يوم ربيعي هادئ ممل يماثل كل أيامها, كانت تسير برفقة ابنة عمها وصديقتها داليا عائدتان من الجامعة, عبر الشارع الراقي الذي يتواجد به منازلهم متقابلة تحيطهم الأشجار العملاقة المتراصة على جانبي الطريق يفضلان دائمًا السير به, رافضتان أن تقلهما إحدى سيارتهما, إتفاق ضمني بينها أن يستمتعا في هذا الوقت من العام بالشكل المبهر الذي ترسمه الأشجار متعارفة الأفرع, تمتلئ بأوراق شجر ملونة مزيج عجيب بين ألوان الأخضر والوردي يخطف البصر, والعين..
كانت تتأمل أفرع الشجر القديمة بإهتمام, بينما تستمع لهدر داليا الذي لا يتوقف عن حب ابن عمها لها هي وإلحاحها في طلب وصالها,
تأفافت بضجر, وهى تلتفت تقف أمامها تقطع الحديث تخبرها:" داليا اسكتي قولت قبل كدا انا عمري ما هبادله اعجابه لا هو ولا غيره.."

بغيظ مترافق دائمًا لمن يحاول الحديث مع آلاء, ويستمع لأفكارها الجبارة, سألتها داليا:" ليه؟.. فهميني اديني سبب واحد مقنع لرفضك ليه.."
تحركت آلاء مرة أخرى ترفع رأسها بشموخ, وهى تشد من احتضان دفتر ملاحظتها, وبعض الأوراق الخاصة بجامعتها على صدرها,
قائلة بتعالي:" اعتقد يا داليا انى شرحت أسبابي كتير قبل كدا, سواء ليكي, او لكل أصحابنا.."
أردفت تتمادى في الشرح قائلة:" اللي هتجوزه لازم يكون مختلف, نكون على مستوى التحدي, واحد يعرف يقف قدامي صح, يثير فضولي اني اعرفه, مش يطيعني في كل حاجة, او يكون عقيم الفكر..
كمان لازم يكون جذاب شخصيته منفردة, حاجه تقدري تقولي
طفرة ومعنديش مشكلة انه يكون غامض ومغرور.."

شهقت داليا بإستنكار قائلة:" انتِ مجنونة, عاوزه مغرور, ممكن اتفهم جذاب و غامض؛ لكن مغرور؟!.."

هزت آلاء رأسها مؤكدة بالتضامن مع قولها:" ايوة بتمناه مغرور, تقدري تقولي انها معادلة يا داليا, جذاب مختلف متفرد الشخصية, لازم يكون مغرور؛ ولو لقيته فعلاً هقبل الصفقه كامله معنديش أي مانع في ده, انا فعلاً بجهز نفسي من زمان لشخصية ذي دي.."

أخبرتها داليا بهدوء تحاول أن تتماسك, ولا تنفجر بها:" ماشي يا حبييتي ربنا يحققلك كل اللي بتتمنيه.."
(ويطلع عينيكِ الاثنين ويخلص منكِ كل القديم والجديد..)

التفت لها آلاء تخبرها بفتور:" نفس الدعوة اللي بتكرروها بإستمرار, انتي وماما, ولحد دلوقتي ولا دعوة استجابة ليكم.."
أردفت بشقاوة, وعيناها تلمعان بتحدي لمجهول لم يحدث بعد:" هو يجي بس, وبعدها نشوف مين هيطلع عين مين؟.."

استمر جدالهما اليومي على نفس النقطة إلى أن وصلت آلاء أمام بوابة منزلها..
لتنهي آلاء الحوار, وهى تودعها على باب المنزل قائلة:" يله انا هدخل دلوقتي زمان ماما هتعملي محاضرة كل يوم عن مشينا في الشارع في الوقت دا, بقولك ما تيجي معايا نخد الكلمتين سوا؟!.."
أسرعت داليا في الخطى تبتعد, وهى تدعي الرعب:" لا يا ستي انا متنازلة عن العزومة دى, انا لسه بعقلي عوزاني اروح برجلية لطنط سوسن.."
هزت آلاء رأسها مدعية اليأس, تحاول أن تأخذ نفسًا طويلاً في استعداد لمواجهة حتمية مع والدتها, دلفت عبر بوابة المنزل
تقلب في محاضرتها بإهتمام بالغ, تتفحص بعض الأوراق غير منتبة للممر الطويل الذي يقطع حديقة المنزل..
لم تشعر بنفسها إلا ورأسها يصطدم في شيء ما بقوة, لتتبعثر جميع أوراقها علي الأرض من حولها..
تأوه خافت خرج منها وهى ترفع يدها تضعها على رأسها
رفعت وجهها بملامح يكسوها الغضب في استعداد واضح للفتك بالشخص الذي اصطدمت به,
هتفت بإنفعال:" ايه دا انت غبي, مش شايف قدامك ياااا!!......."
قطعت هاتفها الغاضب وسيل سبابها وهى تصدم بما ترى؛ كأنها فصلت عن الواقع عن غضبها, وعما حدث منذ دقائق فقط تتأمله..
شاب.. لا لم يكن شاب أكدت لنفسها وهى تتفحصه ببطء متمهل؛ بل رجل ثلاثيني آسر الملامح مفتول العضلات فارع الطول, رفعت عينيها قليلاً تتأمل وقفته الممشوقة بغرور, وكبرياء توقفت تمعن النظر في تفاصيل وجهه الأسمر الجذاب, لم تستطع أن تنظر لعينيه إذ كانت نظارته الشمسية تحتل منتصف وجهه..
إبتسامة بلهاء واسعة احتلت فمها الكبير, وهي تهنئ نفسها؛ لقد وجدت ضالتها..
(الحائط البشري كما تصفه الروايات بكل صفاته, مغرور, متعجرف, وسيم, وغامض..)

رغمًا عنها وكأن شيء يقيدها, سمعت صوتها يخرج خافت بحالمية, تسأله:" يا الله هو أنت حقيقي؟!.."

لم يكن قد استوعب اصطدامه بتلك الحمقاء بعد, وقد كان خارجًا من هذا المنزل في زيارة قصيرة لصحابه, ليسمع سيل سبابها وبعدها تتوقفت لتفحصه..
عقد حاجبيه من تحت نظارته التي تزيد علامات الإستفهام من حوله بعدم فهم حقيقي, بما تبديه وتقوله من أمامه..
أليس من المفترض أن تخجل، وتتعثر في الحديث، وتبدي إعتذار خجول، أو حتى تنتظر إعتذار منه على اصطدامه بها؟!.. وبعدها تفر هاربة!..

حاول الإعتذار منها وهو يحاول المرور من جانبها لينصرف..
سمعت صوت عميق خشن بنبرات متعجرفة باردة,
يخبرها:" انا اسف مخدتش بالي, وسعى شوية خليني أعدي.."

لم تعره إنتباهًا؛ وكإنها لم تسمعه وهي تتطلع بملامحه الشبيهة بفارس أحلامها؛ وكأن وسامته تجعلها فاقدة أدركها, أو حتى السيطرة على لسانها سمعت صوتها يخرج, وكأنها في عالم آخر تحدث نفسها:" اتجوزني ارجوك.."
أكملت تتمتم لنفسها معتقدة أنه لا يسمعها غارقة في أحلامها الخاصة:" لو اتجوزت واحد زيك, أطفالي هيكونوا غاية في الروعة.."

صدمة تمكنت منه تركته مبهوتًا بما يسمعه منها, لم يستطع أن ينطق إلا بإستفسار:" ايه اتجوزك؟.."
عبثت ملامحها عندما رأت وجهه المصدوم, واستفساره المختصر, يناظرها كأنها مختلة, أو غريبة الأطوار..
جحظت عيناها بصدمة مماثلة؛ عندما عندما سمعته يردد تساءلها له..

ارتفع حاجبيه وهو يأخذه فضوله لأول مرة, يتأمل من أمامه, يقيمها..
ملابسها المتناسقة, وتبدو منتقاه بإهتمام لا تدل على أنها مختلة,
ملابس محتشمة غير مبتذلة, وجه خالي من مساحيق التجميل تمامًا شعر أشعث مسرح بعناية, ومجمع في ربطة واحدة, عاده عن بعض الخصلات الشاردة التي تتجمع تحت نظارة طبية..
هل تضع الهبلاء نظارتها الطبية كطوق للشعر؟!..
عاد بعينيه يجول بنظراته حول وجهها الحانق؛ فيما يبدو لم يعجبها تفحصه لها..
وجه خمري اللون بعيون واسعة, تتواسطها حدقات عسلية, أنف كبير قليلاً, يعلو فم واسع مماثل لعينيها؛ إذًا الآن فقط علم سبب عدم سيطرتها على نفسها..
مال فمه بإبتسامة ساخرة, عندما ضربه الإدراك بهواية من أمامه, بالتأكيد هي من حدثوه عنها, الفتاة الحالمة!..

نطق ببرود وبطء مدروس, وفكرة تلتمع بعقله سوف يجاريها؛ إلى أن يكتشفها جيدًا, ولن يحكم عليها بما أخبروه به..
_مالك مضايقة ليه, حبيت ادرسك زي ما عملتي معايا..

أجابته بنارية:" مش من حقك.."
رفع حاجبيه, ليجاوبها ببرود:" مش من حقي؛ لكن من حقك أنتِ تطلبيني للجواز.."
جذت على أسنانها بغيظ تلعن اندفاعها, ما الذي جرى لها, لتفقد سيطرتها وتجعله يسمع أفكارها الخاصه؟!..
حاولت أن تتحلى بالقوة ولا تتراجع وهى تطالعه فارس أحلامها يخرج من إحدى الرويات, ويصبح ماثل أمامها..
إذًا الأمر يستحق لا ضير في مجاراته في الحديث؛ هي لم تخطئ أكدت لنفسها!..
ردت بلا مبالاة وهى تنحني تلملم أشيائها التي بُعثرت على الأرض:" دا على أساس ان انت كنت جنتل مان, ومهذب ورديت على طلبي.."
إضافة تزيد في إستفزازه:" كل اللي سمعته منك صدمتك, وكإنك بيبي خايف حد يخطفه.."
ارتد رأسه للوراء بتعجب, وهو يراقب ما تفعله:" أنتِ مجنونه صح!.."

أنهت لملمت أوراقها لتقفز تقف مره أخرى برشاقه متناقضه مع جسدها الممتلئ قليلاً لعينيه المراقبة؛
لتكمل بدون اهتمام وهي ترفع وجهها مرة أخرى قائلة:" أسفك غير مقبول يا حضرة, ويفترض انك كنت تعتذر بلهفه, وتلم ليا حاجتي وكمان تعزمني على لمون يهدي اعصابي من الخضه اللي اتسببت ليا فيها.."
عقد ذراعيه على صدره وهو مستمر في الإستماع إلى هذرها,
يجاريها لا مانع لديه من الحصول على بعض الجنون قليلاً:" اممم.. وان شاء الله هعزمك على لمون فين؟.."
مطت شفتيها بإمتعاض تخبره:" اممم.. لا دا انت شكلك مش على الخط خالص.. ازاي فين.. في كافتيريا الجامعة طبعاً.."
هاداها بإستمتاع لم يحصل عليه من وقت طويل:" فكرة كويسة.. بس هي فين الجامعة اللي فيها الكافتيريا.."
عقدت حاجبيا بعدم فهم؛ لتشهق بصدمة, وكأن سؤاله أعادها لواقع؛ أنها في منزلها..
_ايه دا صحيح دا بيتنا.. بس يفترض انك تتصدم بيا في الجامعة مش هنا.. تأففت بضيق قائلة:" كدا ضيعت الفرصه, وبوظة المشهد.."
_مشهد ايه؟..
سألها..
أخبرته بإبتسامة واسعة عادت لتحتل وجهها, تشرح بإستفاضة:" مش بقولك شكلك مش فاهم.. بص يا سيدي كل الروايات بتقول انك تتصدم بيا في الجامعة, وبعدين تطلع أستاذي أو دكتور جديد.. أيا كان يعني وبعدها نعاند بعض ومشاكسات تحصل بينا, وبعدين تطلع بتحبني ونتجوز.."
لم يستطع أن يسيطر على نفسه, وهو ينفجر بالضحك ليخبرها:" الله انتي منهم بئى.."
عبثت ملامحها من سخريته منها, قطع ضحكاته فجأة ليتحرك يتركها في منتصف الممر, قائلاً:" فوقي يا آنسة من أوهامك شوية, وأحب اقولك ان انا مبوظتش, المشهد بس لا وكل حلمك, لاني من المستحيل اطلع الأستاذ بتاعك.."
سمع هتافها يأتي حانق من خلفه متسائلة:" امال انت مين, وبتشتغل ايه يا سيادة الواثق؟.."
التفت إليها برأسه ينزل نظارته قليلاً بعيد عن عينيه, يغمز لها بمشاكسة قائلاً:" اكيد مش هقولك, ومهما حاول عقلك اللي باين اوي انه عبقري مستحيل يقدر يخمن.."
بإنبهار وهى تلمح لون عينيه تمتمت:" عيون صقرية بغابات زيتونية.."
تماثل بطلها المفضل أقسمت بأن لن تتركه مهما حدث؛ ولكن يجب أن تعلم أولاً من هو, وماذا كان يفعل في منزلها؟!..
*****************

يومان مرا على مقابلتها العجيبة ببطلها الغامض كما أطلقت عليه, حاولت أن تعلم من هو, ولم تحصل على إجابة فعند سؤالها لوالدتها عنه
كانت الإجابة سيل من الغضب, ودروس العتاب تخرج من والدتها لها..

أما والدها لم تستطع سؤاله؛ فآثرت الصمت.. تنهدت بضيق تلعن حظها
عندما تجد من كانت تبحث عنه فتى أحلامها؛ يضيع هكذا, أم أنه كان حلم يقظة من أحلامها, وكل ما جرى لم يحدث بالفعل..
_آلاء..
أغمضت عينيه بقوة, وصوت أمها الغاضب يخترق مسامعها
سؤال يحيرها بشدة, أمها التي تحاول أن تبدو أرستقراطية..
كيف تفعل كل هذه الغوغاء في التعامل معهم داخل المنزل!..
تتصرف بحرية تبدو كأي أم عربية أصيلة؛ لكن في خارج المنزل, وبين الناس سيدة مجتمع أولى, تشعر أحيانًا أن هناك ازدواج في الشخصية في تعامل عائلتها!!..
ربما هذا ساعد في تشكيل شخصيتها؛ لتكون جامحة غير مسيطرة على أفعالها لا تريد القيود, فقط تتصرف على سجيتها تحركها أفكارها الخاصة دون الإنقياد لأحد..

هبطت سريعًا تلتهم درجات السلم, لتقابلها والدتها تخبرها بهدوء غريب متناقض مع ندائها الصارخ السابق:" آلاء لو سمحتى خدي الطبق دا, وديه عند طنط أمل.."
التقطت الطبق الواسع المغلف جيدًا بالورق الحافظ للطعام, وهى ترفع حاجبيها بإستغراب لتسأل بتعجب:" والطبق دا فيه ايه؟.. ومن امتي بقيتو تتبادلو الاكل جديدة دي!.."

ضربتها أمها بخفة على جبهتها, وهى تقول:" من غير مناكفة فيا, اسمعي الكلام وروحي, هي كمان عاوزه تشوفك, بقالك فترة مش بتروحي عندها.."
هزت كتفيها بطواعية وهى تنصاع للأمر على الفور:" حاضر يا ماما زي ما تحبي, هروح حالاً هي كمان وحشاني.."
تأملت أمها هيئتها بغير رضى, وهى تتنهد بيأس:" آلاء أنت هتروحي كدا بمنظرك دا!.."
بنفس أسلوبها اللامبالي نظرت إلى ملابسها الرياضية البسيطة, وهى ترفع الطبق أمامها, لتسمح لنفسها بالرؤية لترد:" ماله منظري يا ماما, مهو فل اهو.."
أردفت وهى تهم بالمغادرة:" انت غريبة اوي يا ماما, ما من ساعة ما سكنا هنا, وانا بروح وباجي في الشارع كله بالشكل دا, سواء عند بيت عمتي, أو عند طنط امل.."
حاولت أمها إيقافها لتحسن من نفسها قليلاً قبل الذهاب؛ ولكن
اعترضت آلاء بتعنت وهى تخرج من المنزل بالفعل مهرولة بمرح..
راقبتها أمها وهى تهز رأسها بقنوط تدعو الله أن يخيب ظنها وأن ينجح مخططها مع أمل..
ولكنها تعرف ابنتها جيدًا سوف تفشل أي مخطط محتمل..
_أمل طنط, انتى فين!..
كانت تنادي آلاء بصوت مجلجل يلف أرجاء المنزل, ويثير الإزعاج لساكنيه, بعد أن فتحت لها الخادمة الباب لتدلف على الفور بضجة مرافقة دائماً لتواجدها..
تقدمت تضع ما بين يديها على طاولة بيضاوية الشكل برسومها العربية في منتصف بهو الإستقبال..
عندما همت بأن تنادي مرة أخرى, وتفتعل الصخب
أتاها نفس الصوت الرزين يحذرها بهدوء غريب بالصمت:"
أنتِ إية يا بنتي؟.. كارثة متحركة مابتعرفيش تسكتي.. الزمي الهدوء شوية.."
التفت إلى جانبها وهى تشهق بصدمة, تبحث عن مصدر الصوت؛ لتجده يقف يميل بجذعه يستند بكتفه على باب أحد الغرف, وهو عاقد لذراعيه على صدره..
رفع حاجبيه وكأنه يستمتع بعلامات وجهها المصدومة؛ لترفع يدها تشير له وكأنها لا تجد ما تخبره به تسأله بتقطع:" انت ان.. ت..."
صمتت لبرهة تستعيد أنفاسها وتجمع رباط جاشها؛ لتأخذ نفسًا عميقًا, وهو يراقبها بتلذذ غريب عليه,
ليسمعها تسأله بإعتراض:" انت بتعمل ايه هنا, وازاي دخلت, وفين طنط أمل؟.."
ببرود سألها, متجنب الإجابة عليها:" السؤال الصح يا انسة.. أنتِ ايه اللي جابك هنا, وبتعملي ايه في بيتي؟.."

بإحتجاج رافض ردت:" بيتك ازاي يعني!.. احنا ساكنين هنا من سبع سنين ودا بيت طنط أمل, أزاي بيتك انا عمرى ما شفتك.."
لم يتحرك من مكانه, ولم يهتز حتى, فقط يقف يراقب إهتياجها الواضح بوجه خالي من أي تعابير..
أخذت في الهدر تصرخ باسم امل, لتصمت فجأة تشير إليه بإتهام صادم:"
بس انا عرفت.. انت اكيد حرامي, وقتلت طنط امل وانا جيت في وقت غير مناسب؛ فقررت تخرج ليا وتمثل دور صاحب البيت صح!.."

لم يتحرك من موضعه وحتى ما تقوله يثير جنون وصدمة أي إنسان, اكتفى بهز كتفيه ببرود مغيظ, يخبرها ببطء:" لا اطمني انا مش حرامي, ولا قتلت امل.."
هتفت بإندفاع:" وايه اللي يخليني اصدقك, انا متاكدة انك حرامي, فين امل انطق.."
لا يعلم لِمَ يجاريها ويعجبه جنونها!.. ما الذي فيها يجذبه؟.. ربما لأنه منذ وقت طويل لم يقابل أحد بهذا الإندفاع يتحدث قبل أن يفكر
هز كتفيه ومازال لم يتحرك من وقفته؛ كأنه جمد في مكانه ليخرج كلامه بنفس نبراته:" الحل بسيط ياذكية هانم.. مفيش حرامى ولا قتال قتله هيروح يعمل جريمة بهدوم نومه.."
لم تكن انتبهت لملابسه جيدًا عقدت حاجبيها تتفحصه بإهتمام؛ لتقول بتعجب:" وهو اللي انت لبسه دا ملابس نوم.."
لم يرد وهو يعتدل من وقفته يتمتم لها:" مفيش فايدة فيكِ.. دا كل اللي لفت نظرك!.. على كل يا اسمك ايه.. امل هتلقيها فوق مفيش داعي تعمل الضجة دي كلها.. يا تطلعي ليها مباشرة يا تقولي للى فتحو الباب يندوها.."

_استنى..
أوقفته بتعجل وهى تراه يدلف إلى داخل الغرفة مره أخرى, توقف يعطيها ظهره؛ ليسمعها تسأله بدون تحفظ:" انت مين, وبتعمل ايه هنا؟.. انا من يوم ما شفتك حاولت اعرف عنك أي حاجه معرفتش, اه واهم حاجه اسمك ايه بئي يا مز؟.."
التفت اليها قائلاً بخشونة:" هو أنتِ معندكيش كنترول خالص, لولا مظهرك بيوضح انك هبلة كنت شكيت فيكي, مز ايه وهبل ايه؟.. سيطرى على نفسك شويه.."
لم تهتم وهى تقترب منه بعناد, تصر على سؤاله بنفس الطريقة:" برضو هتقول انت اسمك ايه, وبتشتغل ايه يا مز.."
ارتفع طارف فمه بإستنكار من اللقب, يردده بعدم رضى:" مز برضو!.."
بلا مبالاة واضحة, فسرت له:" لقب عادي يعني عديها, دا شيء يخصني انا قررت أسميك بيه.."

لم يرد.. طالعها بتكلف وعنجهية مغيظة لها, وهو يتركها ويتحرك إلى داخل الغرفة, صافقًا الباب بقوة؛ جعلتها تقفز خطوة للوراء..
شوحت بيديها وراءه علامة على غيظها منه؛ لتعقد عزمها على الصعود فورًا إلى غرفة أمل التي تعرفها جيدًا متجنبة إياه, بالتأكيد سوف تستطيع استجواب أمل وتعرف منها كل شيء عن بطلها الغامض..
وصلت إلى باب الغرفة تطرقه بتسرع, إن سمعت صوت أمل يسمح لها بالدخول,
فتحت الباب على الفور تدخل بصخبها المعتاد, ترحب بأمل بمرح وهى تقترب منها على الفور تحتضنها:" أموله الوحشه اليل بتشكينى للست سوسن وحشتينى .."
ضحكت أمل وهى تهز رأسها بيأس:" يا بنتي اعقلي.. انتي مفيش أي امل منك.."
هزت كتفيها وهى تحررها من أحضانها, تتحرك ناحية إحدى المقاعد تجلس, وتربع ساقيها تخبرها مازحة:" لا معتقدش ما انتي عارفه, وبعدين امل مني ازاي, ما انتى هنا منورة الدنيا.."
صمتت لبرهه تدعي التفكير لتخبرها تدعي الغرور:" وبعدين يا امولة ازاي عاوزه تلاقي امل زيي انا وحداه بس لا تكرر.."

لم تستطع أمل الرد وهي تناظرها مبتسمة, تحب عفويتها إنطلاقها هي من خففت عنها عذاب وحدتها في السبع أعوام الماضية, منذ أن انتقلت مع أسرتها في المنزل المجاور, وأصبحت علاقتهم جيدة, واكتسبت آلاء رغم فرق العمر الكبير بينهم صديقة لها..
قاطعت آلاء تفكيرها وهى تقفز من المقعد, تضيق عينيها وتعقد يديها وراء ظهرها؛ وكأنها تأخذ وضعيت محقق لجريمة ما..
_صحيح قوليلي يا امل هانم مين المز المغرور, اللي قابلته تحت عندك؟!.."
جاوبتها أمل مستعجبة:" مز ايه, ومغرور ايه؟.. مش فاهمه.."

توقفت آلاء تخبط على جبهتها تخبرها:" يووه نسيت انتِ من العصر الحجرى زي ماما.. اقصد الواد الحليوه اللي منفوخ, تحسّيه هيفرقع, قابلته عندك تحت؟!.."
انفجرت أمل ضاحكة بقوة تردد ما قالته آلاء:" واد ومز وحليوه!..
انا مش هقدر اتخيل لو سمع منك الكلام دا, ممكن يعمل فيكي إيه.."
مطت آلاء شفتيها بإمتعاض تخبرها:" ولا هيعمل حاجه يا أمل هيبص ليا من فوق لتحت ويسبني ويمشي بمنتهي البرود.."
إجابتها أمل تصدق على كلامها:" و فعلاً هيكون دا رد فعله.. انتي اتكلمتي معاه؟.."
ردت آلاء بإبتسامة سمجة تحتل وجهها:" اه اتكلمت معاه, وكمان قولت ليه رأي فيه.."
بتوجس وخوف مما تسمع, سألتها أمل وهى تتفحص مظهرها الغير مبهر إطلاقاً بشعرها الأشعث, وملابسها الرياضية..

_قولتِ ايه يا آلاء, وقابلتيه بشكل دا!..
جاوبتها آلاء بقنوط من تعليقهم المتكرر عن مظهرها:" وماله شكلي يا امل, ما انا بني آدمه اهو, ايه اللي فيا غلط؟.."
أغمضت أمل عينيها بقوة, تردد داخلها (مفيش فايدة..)
لتجاوبها باستسلام تعلم جيدًا كره الذي أمامها للتعليق عن مظهرها:" مفيش يا الاء, ولا أي حاجه غلط يا بنتي.. ربنا يهديكِ المهم قابليته وقولتي ليه ايه بالظبط اتحفيني.."
جاوبتها بدون اهتمام:" قولتله انه مز ودي مش اول مره أقابله, مهو دا اللي خبطني عندنا في البيت من يومين, وحكيتلك في الموبيل الي حصل.."
بإدراك سريع عادت لتستجوبها:" المهم انتي توهتيني, مين دا؟.. جاوبيني بسرعة قري واعترفي.."
برتابة خرج صوت أمل هادئ تتفحص أفعال من أمامها تلتزم بوعدها, ألا تبوح أكثر من ما هو مطلوب منها:" دا فارس ابني يا آلاء كنت حكيت ليكي عنه كتير ازاي معرفتهوش.."
بإدراك جاوبتها آلاء وفرحة تغمرها, لا تعرف سببها كررت اسمه بحالمية:" فارس ابنك, كمان اسمه فارس؟!.."
كانت أمل مستمرة في تفحص ردود أفعالها ببطء تحاول أن تسبر أغوارها لتكمل بهدوء:" اه ازاي معرفتيهوش, انا كنت وريتك صوره قبل كدا.."
توقفت أمل لحظة, تردف بإدراك:" صحيح اكيد زي عادتك مركزتيش وانتِ هيمانه في موصفات ابطال رواياتك.."
ابتسمت آلاء إبتسامة واسعة, وهى تقول بفرحة:" ابطال روايات ايه, دا شكله يتعداهم هو دا ابنك اللي كان مسافر من تمن سنين صح.."
بتنهيدة خرجت من قلبها أكملت:" أمل ارجوكِ لو احنا صحاب فعلاً جوزهولي.."


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:33 PM   #4

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:34 PM   #5

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

منذ ثلاثة أيام من بعد ماحدث مع فارس لم تذهب إلى منزله, ورفضت أن ترد على اتصالات أمل المستفسرة..
تكتفي بالذهاب إلى الجامعة مع داليا, والعودة برفقة السائق, لم تتجرأ حتى على متابعة عادتها المعتادة, بأن تعود مشياً على الأقدام, لا تريد أن تراه مثلما حدث في السابق؛ عندما صادفته عدة مرات..
تحركت ناحية النافذة التي تكشف بيت أمل لها جيداً..
لم تكن تريد رأيته ولن تدعي انها أحبته؛ لكنها جرحت منه, وجعها حقاً تهكمه منها, وسخريته من مظهرها..
لا تعلم ما الذي كان يجري معها في الأسابيع الماضية, عندما اكتشفت انه ابن أمل فأصبحت ملتصقة طوال النهار في منزله, تحاول مناغشته وتجاذب الحديث معه, والذي ينتهي دائمًا, بإقتضاب منه, وعدم تقبله لآرائها!..
كل ما جذبها بفارس أنه مماثل لأحلامها التي تمنتها في شريك حياتها..
زفرت بضيق وهي تبعد وجهها عن النافذة بحدة؛ لتشد الستار بقوة وتبتعد على الفور, عندما لمحته من بعيد يقف وسط حديقة منزلهم المكشوفة لها يحدق بها؛ وكأنه يتبين ما تفكر به, حقاً لم تستطع أن تتبين ملامحه بالطبع؛ ولكنها كانت تشعر كأنه يسخر منها, إذا لم يحاول أن يدعي أنه لا يراها..

تواجهت ناحية مكتبها تحاول أن تجبر عقلها على الدراسة, لم تكن يوماً طالبة كسولة ربما معدلاتها عادية, بل وفي عامها الثاني أخفقت في مادة, ابتسمت رغمًا عنها وهي تتذكر عقاب والدتها لها ؛وكأنها طفلة صغيرة, ولم تقتنع أبدًا بأنها نجحت على كل حال, وسوف تدرس المادة مع باقي مواد الصف الثالث..
تنهدت بضيق وهي تقطع تذكرها, تحاول أن تدمج عقلها بين مواد دراستها لسنتها الأخيرة؛ ولكنها لم تستطع بإستسلام فتحت هاتفها, وقررت أن تعيش إحدى الحكايات مع أبطال رواية نصحتها بها إحدى الصديقات, مخبرة نفسها مواد كلية الآدب قسم التاريخ متواجدة, أين ستذهب سوف تنتظرها..
*********

_آلاء.. آلاء..
أفاقت على هز والدتها لها بنفاذ صبر, وصوتها يخرج حانق مردد اسمها..
تركت هاتفها على الفور بأسف واضح, كانت مندمجة تماماً في قراءتها, ولم تشعر بأمها التي يبدو من ملامح وجهها الساخط, أنها متواجدة في غرفتها منذ زمن..
حاولت أن تجبر نفسها على إبتسامة تهدأ بها من أمامها؛ لعلها تنجو من غضبها, أو سيل سخطها الذي لا ينتهي, والتوجيهات الخانقة التي لا تنضب..
لتفاجئ برد أمها العجيب, إذ بادلتها الإبتسامة على الفور؛ لتجلس أمامها تبدأ في القول بنبرات هادئة:" آلاء حبييتى عاوزاكي في موضوع مهم, ومش عاوزه اسمع رد؛ الا لم تفكرى كويس في كلامي.."
بإهتمام وهي تترك هاتفها, وتوليها كل اهتمامها, سألتها:" خير يا ماما اتفضلي.."
لتضيف محاولة المرح:" كلي اذان صاغية يا سوسن هانم, استر يارب من الدخلة العسكري دي.."

بتحذير قاطعتها سوسن:" آلاء هبل وتريقة مش عاوزه.. اسمعينى كويس لان الكلام في الموضوع دا الاخير, خصوصاً ان والدك كمان مصمم المره دي انك تاخدى قرارك الاخير.."
تسلل القلق إلى قلبها قليلاً, وهي تسألها بتوجس:" فى ايه يا ماما قلقتيني؟.."
أخذت سوسن نفس طويل بعمق, وهي تحاول أن تجعل حديثها هادئ, مقنع ولا تجعل من أمامها تستفزها ككل مرة, وتنجح أن تتهرب من الأمر بجدارة..
_من الاخر يا آلاء في عريس متقدم.. وباباكى المرة دي مصمم انك لازم تقرري, ومتتهربيش زي عوايدك بحجج فارغه..
همت آلاء بالرد لتكمل والدتها سريعاً تقطع عليها حاجتها الدائمة:" عارفه هتقولي دراستك.. احب اقولك ان المفروض دي اخر سنة عندك, والعريس عارف ومعندوش أي مانع نكتب الكتاب وبعدها ينتظرك.."

تململت آلاء في جلستها وبوضوح ظهر الضيق على محياها, لترد قائلة:"
وانا حقيقة يا ماما مش عارفه سر الإصرار دا, امال لو كنت كبيرة شوية كنتو عملتو ايه اعتقد لسه العمر قدامي.."
وقفت سوسن على الفور من مقعدها تنهي الحديث بقوة, راغبة في عدم الخوض في جدال لن تحصل منه على شيء, لتخبرها بنبرات حازمة:" اسمعى يا آلاء من غير رغي كتير, المرة دي انا ووالدك شايفين ان العريس مناسب, ومعندكيش حجه ترفضي تقدري تقولى انه فرصة, وجات لحد عندك, واحتمال تكررها ضعيف عيشي الواقع, ووازنى الامر بعقلك شوية, ومعنديش رد أرده عليكِ تاني.."
زفرت آلاء بضيق وهي تهب واقفة تلحق أمها التي خرجت من غرفتها علي الفور, بدون أن تنتظر ردها..
تهتف من وراءها بإحتجاج:" هو ايه أصله دا يا ماما.. انتي عاملة ذي
خدوهم بالصوت ليغلبكو, فى ايه طيب لا, وبرفض ومش هتجوز.."
لم ترد عليها أمها ليأتيها صوت والدها قاطع قوي محذر:" آلاء الزمي حدودك, وأدبك.. ازاي تكلمي والدتك كدا؟.."
بتلعثم وإرتباك كان ردها:" مهو اصل يا بابا هي بتقول كلام مينفعش.. اصل اقصد...."
قاطعها والدها وهو يرى ارتباكها الواضح, ليقترب منها يهادنها بتعقل وهو يحذر زوجته المتحفزة بعينيه تلتزم الهدوء:" هو ايه اللي مينفعش يا الاء!..
وهو ينفع يعني رفضك كل شوية لاي حد مناسب.."
_اصل يا بابا انت عارف.. انا مش عوزه اتجوز دلوقتي دا من حقي..

ود والدها بوقار يخبرها:" وانا من حقى اطمن عليكِ بعد ما اطمنت على اخوكى يا آلاء.. والمرة دي لو مكنش العريس مناسب, وشايف انه فعلاً اختيار ممتاز ليكِ مكنتش وافقت, وبلغت والدتك اني مصمم المرة دي.."

اطرقت بعينها أرضاً لا تستطيع أن تجد ما ترد بِه, لا تريد زواج مدبر ولا زوج مناسب.. تريد أن تعيش قَصه حب ملتهبة, تخطها بيديها للتغني بنجاحها لأعوام, وتحتفل بإنتصار حبها,
خرج منها زفرة قوية ساخرة
ولكن أين هو البطل الهمام من الأساس؟.. من بين أفكارها قفزت صورة فارس الساخرة الجافة أمام عينيها..
أطبقت جفينها بقوة تحاول أن تمحي ما كان يحدث منذ أن تعرفت به ومواجهته الأخيرة معها.. وجرحه لها..
رددت لنفسها:" مغرور متعجرف.. احذر ما تتمنى يبدو في النهاية أن دعوة أمها وابنة عمتها داليا تحققت؛ ولكن بصورة سيئة..
عندما حسها والداها للرد نفضت رأسها من أفكارها الخاصة بالبارد المتعجرف..
لتقول بقوة وتشدد مندفع كعادتها:" انا مش هوافق يا بابا غير لو شفته.. اعتقد دا من حقي اعرف هو مين على الاقل.. وبعدها أبلغكم قراري.."

زفرت امها بارتياح وجهها يعلوه البشر, همت أن تفصح عن هويته؛
ليقطعها زوجها سريعاً قبل أن تنطق قائلاً:" مش مهم هو مين دلوقتي.. طالما في قبول مبدئي انك تشوفيه ,هحدد معاه موعد ولما تتقبلو هنا إبقي اتعرفي عليه على مهلك.."
سحب يد والدتها على الفور, وهو يتجه إلى غرفتهما الخاصة
تاركين آلاء وراءهما..
ترفع حاجبيها بتعجب, وهي ترى تهرب أبيها الواضح..

نطقت تنعي نفسها:" وافقت مبدئياً, هو سمعني اصلاً وانا بقول مش هوافق.. يا خوفى يا بدران لتكون بترتب ليا مصيبة, ولا حد من قرايبك ما انا عرفاك يا مصطفى يا ابن عامر ابويا, وحفاظك هتوه عن تدبيسك ودماغك.."
**************

دخلت بإندفاع إلى داخل مكتب والدها الذي قرر أن يكون لقاء العريس به بناء على طلبه كما فهمت من أمها, ليتيح لهما نوعًا من الخصوصية
لم تفكر كثيراً في تصرفاتهما الغامضة في اليومين الماضيين, عاقدة عزمها أنها سوف تقوم بطريقة, أو بأخرى بالتخلص منه, ورفضه مباشرة متأكدة أن شرقيته العتيدة واعتزازه الرجولي, سوف ينتفض ويغادر بدون عودة عند رفضها له, أو ربما لا يُعجب بمظهرها البسيط غير المتكلف, وجمالها العادي والذي يقلق أمها علي الدوام وتسعى بإصرار أن تزوجها باكراً خوفاً أن يتركها القطار ..

تسمرت مكانها للحظات غير مستوعبة, وهي تحدق في القامة الرجولية ذات الطول الفارع, والبنية القوية عرفته على الفور حتى, وهو يعطيها ظهره..
لم تستوعب سبب وجوده أو ماذا يفعل في هذا الوقت المفترض بها أن تقابل عريسها (الغامض ) كما أطلقت عليه..
تنبهت أنها كانت متسمرة تحملق به؛ على يد والدها وهو يخاطبها بهدوء:" ادخلي يا آلاء.. اكيد طبعاً تعرفي فارس.."
رمشت بعينيها غير مستوعبة سؤال والدها,
لتنظر إليه تجيبه:" اه يا بابا اعرفه.. بس خير هو بيعمل ايه هنا؟.."

التفت فارس اليهم يتولى الرد, بصوت ذكوري عميق أذهلها بنبرته الحازمة التي ألقاها عليهما:" انا هتولى الرد من هنا يا استاذ مصطفى زي ما اتفقت معاك.."

عبست بعدم فهم حقيقي, وهى ترى والدها يومئ له بهدوء, ويغادر على الفور تارك باب المكتب موارباً..
عقدت يديها على صدرها وهي تنفض عنها أي تشتت مما يحدث, وتضع كل تركيزها في الذي أمامها..
أتاها صوته الرخيم آمرًا:" اقعدى يا آلاء عشان نعرف نتكلم.."

بعناد لم تجبه على طلبه من الأساس لتجيبه على الفور:" نتكلم في ايه يا استاذ فارس, اخر مقابلة بنا اعتقد نهت اي كلام قبل ما يبدأ.."
لم يعلق بكل هدوء تحرك يجلس على المقعد الجلدي المقابل لها, يضع ساق على الأخرى..
أردف بنبرة باردة يخبرها مباشرة:" بصي يا آلاء ياريت تتجنبي اي مقابلة كانت قبل كدا.. انتِ غلطتي, وكان لازم يكون في رد فعل.."
التوى فمها بإستنكار من عجرفته, لترد مستهزئة:" ايه رايك اعتذرلك كمان.."
بنفس نبرته رد:" ياريت.. يفترض انك تعملي كدا.."
زفرت بقوة وهي تخبره بإندفاع لا تطيق أن ترى وجهه في تلك اللحظة:"
بقول ايه يا فارس.. انا مش فيقالك من اصله, اعتقد انت طلبت وانا نفذت الموضوع انتهى, وانا مش بعتذر لحد فلو سمحت سبني في حالي, وخليني افكر اخلص ازاي في المصيبة التانية اللي مستنياني.."

ضحكة خافتة بالكاد, وصلت إلى مسامعها, كانت ردة فعله..
ليخبرها بثقة وهو يسترخي فى جلسته, يرجع ظهر للوراء, ويفرد إحدى ذراعيه على المقعد..
_لا يا آلاء مفيش داعي تقلقي كدا .. انا مصيبتك التانية.. ومعتقدش انكِ هتخلصي مني بإعتبار اني مصيبتك الاولى طبعاً.."
صمتت عاجزة عن الفهم, أو حتى أن تستفسر عما يقول
ليردف متابعاً:" انا العريس.. وانا اللي طلبت من والدك ميقولكيش حاجه غير لما اقابلك بنفسي.. اه ولعلمك عشان تشيلي اي احلام من دماغك.. انا هنا لانك المناسبة.. يعني جواز صالونات مش عشان وقعت فيكِ.."

رفعت يدها تشير نحوه بأصبعها بإتهام حانق:"انت انت.."
صرخت بقوة وهي تترك حجرة المكتب, مغادرة تدب الأرض بغضب, تهتف بحنق:" في أحلامك يا فارس.."
**********

_الموضوع انتهى النقاش فيه يا آلاء, ولازم تختاري دلوقتى الموافقة على واحد من للاتنين اللي متقدمنلك..

نطقها والدها بتشدد غاضب, ونبرات قوية منهِ أي مجادلة, ورفض قاطع منها..
أجابته بتصميم:" وانا مش عاوزه يا بابا اتجوز من اساسه, هتجبرني!.."
هدر والدها بحزم:" آلاء جدالك وتحدي ليا انتهى لحد هنا, هو اسبوع مفيش غيره وتديني رأيك الاخير.. يا هتوافقي على فارس, يا هبلغ عمتك بالموافقه على قريب جوزها اللي بيطلب منك الزواج بإلحاح.."
عقب أن أنهى كلماته كان يوليها ظهره مغادرًا, بدون أي حرف زائد..

نفخت بضيق وهى ترتمي على فراشها تنظر للسقف بحنق, لقد وضعوها فى خانة ضيقه, واختيارات محدودة..
إذًا يعرف كل من أبيها وأمها اللذين يبديان فرحتهما بخطبة فارس لها بدون تحفظ من ستختار..
زفرة أخرى خرجت منها بضيق متأفف من نفسها؛ لأنها بدون تفكير تعلم من سوف تختار حتى وإن كان بارد مستفز؛ ولكنه يظل حلمها الذي تمنته ولم تتعشم أن يتواجد يوماً, وحتى إن وجدته كانت على يقين أنه لن ينظر إليها أو يعيرها اهتمام..
تقلبت على جانبها وهي تمد يدها تسحب هاتفها, تفتح صورة له كانت أخذتها من والدته أمل في سرية..
تأملتها بمشاعر مختلطة, تتذكر كلامه البارد الذي أخبرها به
إذا هو لم يعجب بها, ولم تتحرك مشاعره نحوها, إذًا ما الذي يريده منها, وكيف هي فيها الموصفات المطلوبة؟..
وضعت الهاتف جانبها تحدق في الفراغ بشرود..
تحاول أن تفكر حقاً من يستحق موافقتها, وربط كل حياتها به
مجهول لم تعرف إلى الآن عنه شيء, أم قريبها محمود الذي يعشقها منذ أن رآها أول مرة, وتعرف عنه كل صغيرة وكبيرة..
وأمام حيرتها في صراع بين أحلامها, وجزء صغير من عقلها يخبرها عن الصواب, كان يصيبها النعاس ويتسلل إليها ببطء لتستسلم له..
مخبره نفسها غداً يوماً آخر, وسوف تستطيع حزم أمرها وتأخذ قرارها الأخير..
*************

هل مر شهر منذ أن كانت متحيرة في أخذ أهم قرار في حياتها تحديد مستقبلها..
تسأل نفسها بحيرة وهي تطالع المرأة أمامها ترى انعكاس صورتها بفستانها الذهبي البسيط , مطرز بعناية ببعض الأزهار من الخرز الملون الفضي ينساب بنعومة على جذعها فيرسم بوضوح جسدها الممتلئ قليلاً..
هل اتخذت القرار الصحيح..
هل حقاً سوف تجد به ما رسمته في أحلامها, وتمنته فى شريك حياتها؟!..
وسؤالها الأهم.. ما الذي يريده منها ويجذبه إليها؟.. طوال شهر مضى
يكتفي بإجابات باردة مثله, أم تستطيع القول هادئة ورزينة!..
يخبرها عبرها أنها الإختيار الأمثل, ولكن كيف؟.. يرفض الشرح!..

لا ينجر لمشاكساتها أو جنونها أمام العائلة, وربما هذا ما حبب, والديها فيه وترى نظرات الإعجاب الممزوجة بالرضى, التي يتبادلوها بينهما وهما يراقبان تعامله السلس, والوقور معها..
ولكن عندما ينفردا لبضع دقائق تستطيع القول, أنه يتخذ أسلوب آخر معاكس لما يظهره مع الجميع.. ولكن حتى الآن على مستوى علاقتهما الشخصية يبقى الحال كما أخبرها لا قصة حب خرافية؛ بل زواج صالونات..
********

_رائع جذاب يخطف الأنفاس يا آلاء.. يا بختك يا محظوظه اتمنيتي, ونولتي..
قالتها داليا بنت عمتها, وهي تثير الصخب مع بعض من صديقاتها اللاتي حضرن الحفل..
لم تجبهم بل ارتسمت على شفتيها إبتسامة ساخرة, لو يعلموا أن هذا الرائع الجذاب, لم يتبادل معها أي كلمة رومانسية واحدة.. كما كانت تتمنى؛ بل كل حديثه عن تحديد كتب الكتاب, والزواج الذي يحاول إقناعها به أن يتم بعد إسبوعين من عقد القران, وذلك لأنه ليس لديه الوقت الكافي للانتظار, وكل شيء جاهز, فلِمَ يتأخر إذاً ليس حباً بها, ولكن يريد إنجاز الأمر ويتخلص منه.. هه في أحلامه..
************
إفاقت من شرودها على أصوات زغاريد أمها وأمل التي لا تسعها الأرض من فرحتها تكاد أن تتقافز رقصاً وطرباً..
لتسمع صوت أمل وهي تحتضنها بقوة:" مبروك يا آلاء الف مبروك يا حبيبتي.. مش مصدقة انك بقيتي مرات ابني.."
إبتسامة مجاملة مترددة ارتسمت على شفتيها, شعورها في هذه اللحظة كان مبهم تماماً, ولا تعلم ماهيته..
اقترب منها والدها معانقًا إياها بحنان يهمس لها:" مبروك يا آلاء.. وسامحيني يا حبييتي ان كنت ضغطت عليكي.. بكره تعرفي ان دا الاختيار الصح.."
لم يعطها كالعادة فرصة الرد, وهو يمسك بيدها يعلقها في ذراعه,
ويسحبها من غرفتها في إستعداد لتسليمها لعريسها..
هبطت مع والدها إلى الأسفل بطواعية عجيبة مستسلمة..
فور ظهورها أعلي السلم مع والدها, وقف بهدوء يتقدم بثقل رزين إلى أسفل السلم ينتظرها, عروسه العتيد لقد أصبحت آلاء مصطفى عامر زوجته رسمياً, وإلى هذه اللحظة مقتنع تماماً بالخطوة التي أقدم عليها؛ رغم أنه يلمح في عيون البعض الرفض الواضح, للنتاقض الظاهر بين شخصيته وشخصية آلاء؛ حتى والدته رغم فرحتها ورغم أنها من رشحتها له؛ بل وأصرت عليها وظلت أكثر من عام تقنعه بها؛ إلا أنها الآن تتلمس الفرق الواضح بينهما..
لكن هو رغم لقائهم العجيب, وما حدث حقاً, يعلم جيداً أن آلاء إختياره الصحيح.. أو هذا ما يتمنى إن صح القول..

تناول يدها من يد والدها يبتسم بوجهها, ليجدها تنتفض بمحاولة رافضة لسحبها من بين يديه..
تصنع إبتسامة مجاملة, وهو يشد على يدها بعناد, ويجذبها ناحيته بقوة ولزيادة حنقها المتزايد, مال على الفور يطبع قبل طويلة على جبهتها؛ جعلتها تجمد بين يديه, وتسكن حركتها..
ابتعد عنها يهمس لها بصوت خافت متلاعب:" اهدي يا آلاء, وبلاش جنان الناس بتتفرج علينا وإلا.. بدل ما بوسة راسك هتلاقيني بباركلك بطريقة تاني مش هتعجبك ادام الناس.."
رفعت يدها تشير نحوه بحنق, تمتمت بصوت مكتوم خوفاً من أن يسمعها أحد:" انت انت قليل ادب وكمان...."
قاطعها وهو يسحبها ويتحرك بها بخطوات موزونة, غير مبالي بتعثرها الواضح بسبب الحذاء ذو الكعب العالي الذي ترتديه..
أجلسها على الكرسي بحركة هادئة حنونة مراعية؛ جعلتها تعقد حاجبيا بعدم فهم, أو إدراك لأفعاله؛ ليقطع عليها حيرتها, ويثبت لها وجهة نظرها به, وهو يميل ناحية أذنها يبتر الكلمات في وجهها قائلاً:" احترمي نفسك, وانتي بتتكلمي معايا يا عروسة الهنا.. فاهمه ولا هيبقي ليا تصرف تاني وهو قطع لسانك.."

اعتدل على الفور ليجلس بجانبها, ويوزع الإبتسامات الواسعة بين الحاضرين..
مال عليها يجذب يدها ويحتويها بين يديه رغماً عنها, يأمرها بإقتضاب:" اضحكي عاوز بوقك الجميل الواسع دا زي بيت الفيل.. ميبطلش رسم سعاده.."
بحنق اغتصبت ابتسامة ترسمها على محياها تعلن سعادة واهية تشعر بها الآن, وتوعد قريب بالإنتقام منه..
*************

بعد ساعات من الهرج الذي كان يسود بيتهم وسط الحفل البسيط الذي أقيم..
كان الجميع انسحب بالفعل, وخلا المنزل إلا من أصحابه وعريس (الغفلة) كما تطلق عليه بارد المشاعر, رفض أي مبادرة من الأهل, أو الأصدقاء في محاولة لإقناعه بمراقصتها, اكتفى أن يقبض على يدها طوال الحفل بتزمت, ماذا هل يعتقد أنها ستهرب منه؟!..
ربما كانت سوف تفعلها أكدت لنفسها فمع معاملته الجافة لها, وتحطيمه لكل أحلامها التي حلمت بها في ليلة مثل هذه؛ كانت سوف تفعلها
لقد وضح لها سبب زواجه منها, وإن لم ينطقها إلى هذه اللحظة,
لا حب من النظره الأولى, ولا حتى مطاردات ( قط وفأر) كما تأخذها وتأكد لها ثنايا عالمها الوردي في الروايات..
بل السبب الواضح زوجة مناسبة رشحتها والدته (زواج صالونات) لقد أخبرها سابقاً بوضوح.. فماذا كانت تنتظر منه غير هذا, ربما لم يجبها عن سؤالها اللحوح؛ لأنه لا يوجد لديه إجابه من الأساس, غير رده الجاف والبارد, اختيار مناسب له..
انسحبت بهدوء من وسط الحديث المشترك بين والديها وفارس
لتغادر غرفة الطعام التي كانت أصرت والدتها أن يتناولوا العشاء المتأخر سوياً, بعد أن خرج آخر المدعوين..

توجهت على الفور إلى خارج المنزل؛ لتخلع حذائها العالي وتلقيه بإهمال على الممر الرخامي..
رفعت طرف فستانها بدون اكتراث؛ ليكشف عن طول ساقيها الممتلئ تمشي حافية القدمين على الحشائش متوجهة إلى الحديقة الخلفية وراء المنزل تختبئ من الجميع..
تريد فقط أن تنفرد بنفسها قليلاً بعيد عن عنهم..
شهقت بذعر عندما تسللت إلى خصرها من الخلف يد غليظة توقفها.
التفت برأسها على الفور إلى الوراء, وهي تحاول أن تبعد تلك اليد عنها؛ ليكون أسرع منها, ويده الأخرى تلتف حول ذراعيها تكبلها..
تمتمت بغضب من بين أسنانها تحذره:" ابعد عني احسنلك والا!!...."
ضحك بخفة, وهو يخبرها وكأن غضبها لا يعنيه:" لا خفت يا آلاء.. والا ايه!.."
حاولت أن تهدأ نفسها, وهي تخرج أنفاس متتالية,
لتسأله بعد دقيقة واحده مدعية الهدوء:" عاوز ايه يا فارس مني؟.."

ماذا يريد منها هو نفسه لا يعرف!.. لقد كانت إختيار عقل لم يجعل للمشاعر حساب في تفكيره بها, ربما يعترف لنفسه بها شيء مبهم يجذبه؛ ولكنه مثلها تماماً لا يعرف ما هو..
ربما لأنها جعلته يكتشف جزء منه لم يكن يعلم بوجوده, جزء صبياني مشاكس إعتقد أنه لا يوجد في شخصيته التي تتسم بالرزانة والهدوء, منذ طفولته متحير تجعله على صفيح ساخن, وتستفزه حتى وإن كانت هادئة, أو لم تقم بأي جنون؛ ليخرج جانب سيء غير مكترث, لم يخرجه مع غيرها يوماً..
قاطع تفكيره محاولتها المستميتة لتتحرر منه, تزمجر بشراسة:" سبني يا فارس بقولك.. مش خلاص جواز الصالونات بتاعك تم زي ما انتَ عاوز سبني في حالي شوية بئي.."

بعناد تام شدد من احتضانها, وهو يتمسك بخصرها جيداً, ويرفعها عن الأرض بضع سنتيمترات, يخبرها بنبره عادية؛ وكأنه يخبرها عن أخبار الطقس:" مبقاش حالك بقى حالي, اقًرب الوقت اللي عاوزه, وأبعد وقت ما احدد.."
قاومت يديه الملتفة حولها وهي تزفر بضيق, ليكمل لها وهو ينزلها على الأرض يديرها إليه يسمح لنفسه بتأملها بهيئتها الجديدة عليه, لأول مرة من يوم معرفته بها يراها أنثى كاملة مهتمة ومتانقة (مكياجها) الهادئ أعطى وجهها بريق ساحر وخاطف, بريء!..
فستان الخطوبة الذي اختاره بنفسه بسيط غير مبهرج رسم جسدها الممتلئ بإغراء ونعومة مثيرة..
ساقاها المكتنزتين بإنسيابية واللتين ظهرتا بوضوح من طارف فستانها المرفوع لفوق ركبتيها, مازال طارف فستانها معلق بيدها ويبدو أنها لم تدرك بعد..
قربها أكثر منه, يخبرها بصوت أجش يحاول أن يدارى تأثره بها:" أنتِ مراتى يا آلاء, ومن حقي أعمل اللي عاوزه.."
وضعت يدها بينهما تخبره وهي تعقد حاجبيها:" مجرد انك كتبت الكتاب ومضيت على ورقه, دا يديك الحق انك تقرب, او تبعد, او تعمل اللي عاوزه معايا!.."
هز راسه بتأكيد يخبرها:" ايوه طبعاً.. وانا هحتاج ايه تاني.. العقد بيدينا صلاحيات كتير.."
تصنعت التفكير وهي ترفع حاجب واحد, ترد بقنوط:" غبي مجرد راجل عديم التفكير بعقل مجتمع عقيم, بتلغي حاجات كتير عشان تكون بدايتنا صح لمجرد انهم باركولك وأدوك ورقة, اعتقدت انك خلاص ملكتني.."
قربها منه يغيظها, وهو يخبرها:" انتِ فعلاً ملكي بلاش فلسفة فارغة, واتحكمي في لسانك شوية.."

رفعت عينيها تتطلع إلى وجهه بحيرة, لتسأله مباشرة:" انت حبتني يا فارس.. فيه اي مشاعر اتحركت منك ناحيتي.."
بعبث قربها منه يمرر شفتيه على طول خدها يخبرها:" حب لا مش هكدب عليكِ.. لكن أنتِ مقبولة الشكل بالنسبة ليا.."
وكمان توقف لبرهة ليخبرها بوقاحة صريحة:" وكمان بتثيري فيا رغبتي كراجل, ودا المطلوب على الاقل فى بداية علاقتنا.."
توسعت عيناها من وقاحته الصريحة الغير مراعية لها, لم تستطيع إبداء رد فعل حقيقي..
ليصدمها أكثر وهو يزداد جرأة, وتنتقل قبلاته من خدها, إلى ثغرها العذري أول قبلة لها والتي حلمت بها..
تجمدت في أحضانه تماماً, تنتظر كانت مستسلمة وتنتظر!
قبلته كانت جامحة راغبة..
ولكن كل ما أصابها الإحباط.. عقلها يبحث عن شئيء عما قرأت عنه وحلمت به..
لِمَ لم تعانق روحها النجوم؟.. لِمَ لم ترتفع قدميها عن الأرض وتسبح معه, وفيه في ذلك العالم فوق السحاب الذى كتبوا عنه, وتغنو بِه وأكدوا لها أنه موجود؟!..
هاهو فارس أحلامها أمامها ملتحم معها, يقبلها كما أخبروها جامح حار غير مسيطر؛ لكنه لم يصل إلى خيالها, أو مشاعرها قط..
كل ما هي فيه رغم ناريته إحباط
حاولت أن تزيحه عنها تبعده؛ لينفصل عنها لم تملك إلا
أن تراقبه وهو ينظر إليها..
بأنفاس متلاحقة, وعيناه تراقبان فمها الواسع بشفتيها المنتفختين المغريتين, ويداه تتسللان تحاول الوصول لجيدها,
همس بحرارة, وبوقاحة متعمدة:" خلينا نتمم جوازنا الليلة و أديكِ اول اطفالي, زي ما اتمنيتى فى أول مقابلة لينا.. مش هقدر امنع نفسي عنك, أو اكتفي بمجرد حضن, او قبلات يتيمة.."
شهقت بخجل وهي تزيحه من صدره تهتف بِه:" ابعد عني.. انت اتجننت!.."
عقد حاجبيه وكأنه يستنكر رد فعلها؛ ليخبرها وإبتسامة متلاعبة تتراقص على شفتيه, وهو يزيحها بقوه يلصقها بِجِذْع الشجرة خلفها يحاوطها حتى لا تستطيع الفكاك..
اقترب من وجهها المحمر الملتهب ,لا يعرف هل من قبلاته المتلاحقة, أم من الخجل, أخبرها يدعي بردوه المعتاد:" لا لسه متجننتش.. انا بس بفكرك بأمنيتك اللي قولتيها قبل كدا.. ومش هسيبك غير لما أحققها.."
اقترابه كان خطر مع سكون الليل من حولهما, إصرار عينيه اللتين تشعان شقاوة, أخبرتاها أنه لن يتركها مهما حاولت..
بحسبه بسيطة أن تركته يفعل ما يريد, وتنازلت بعد قرارها بالإبتعاد عنه إثر معاملته الجافة, أنه حتى لم يدرك عدم تفعلها معه ,ولم يلاحظ إحباطها ستخسر كبريائها التي أقسمت أنها لن تتنازل عنه أبداً مرة أخرى من أجله..

وإن قاومته ستخسره؛ ولكن هل هي متاكدة من ربحه من الإساس؟.. البارد يبدو أنه يريدها رغبة كما سمعت منه سابقاً؟!..
عيناها تدورا حولها بعجز, وهو لاهي يكتسحها بواقحته, يخرج من بروده وغموضه..
عندنا تجرأت يده وهو يتمتم لها, يستمر في وقاحته بدون مراعاة لحرجها:"
قبل شهية يا ابتلاء.. مكنتش اعرف ان عندك كل الأنوثة دي, وسط هبلك الواضح للكل!.."
غمغم لها وعيناها تجحظان بصدمة؛ عندما همس بخفوت بكلمة لم تتوقع أن تسمعها من أحد الوقح.. الوقح الحقير ؟!...

عند استمراره في همسه لم تستطع إلا أن تقطع سيل كلماته الجريئة بحركة مفاجأة له, استطاعت أن تلتفت تضع شفتيها على وجنته استلم لها وهو يلتصق بها أكثر إعتقادًا منه, أنها تتفاعل معه..
أخيراً وبدون مقدمات غرزت أسنانها بقوة متناهية, وهي تزيحه من صدره..
ابتعد عنها يسب بعنف:" يا بنت المجانين, وهتوقع منك إيه غير كدا!.."
لم تكتفي.. لن تكون آلاء إن فعلتها في إلتهائه بعضتها؛ عاجلته بضربة قوية بركابتها بين ساقيه..
وهي تهتف به:" وآدي مصدر أطفالك خرب يا فارس أفندي.. ولا هتلحق تديني انا, ولا غيري.."
أردفت بصوت صارخ مستهزأة به:" يا وقح.. يا باااااارد بكرهك.. يا عم الغامض.."

هبط على ركبتيه يتلوى ألمًا, وعيناه تجحظان بوجع ووجهه يحمر, ليقول بصوت متألم مخنوق:" الله يخرب بيتك يا ابْتِلائِي ضيعتي, مستقبلي ونسل العيلة.."
رقابته بإستمتاع حقيقي منتقم, تشعر بنصر غريب ضحكتها علت بصخب مجنون؛ جعلت الدموع تطفر من عينيها إثر رؤيتها له يتلوى, وسبابه بها..
وما أخبرها بِه دقائق مرت؛ ليستعيد هو أنفاسه ويسيطر على ألمه..
عندما استطاعت أن ترى وقوفه السريع, وعيناه الصقريتين بلونهما الزيتوني تحتلهما الشراسة للإنقضاض عليها؛ أمسكت طرف فستانها بين أسنانها وأطلقت لساقيها الرياح..
لم يركض وراها وكم تمنى أن يفعل؛ لكن شخصيته العتيدة رفضت أن يجاريها إلى هذا الحد, هتف من وراء ظهرها غاضباً:" جبانه.."
توقفت عندما ترآئ لها أنها قريبة من بوابة المنزل؛ لتهز كتفيها ببرود تخبره عن بعد:" الجرى نص الجدعنة لما يكون المطارد غبي, وقح يا فارس افندي.."
عندما رأته يتحرك مره أخرى واصلت ركضها إلى المنزل؛ لتدخل مباشرة وتغلق الباب بقوة ورائها, وتصعد مباشرة إلى غرفتها هاربة من التساؤل القلق فى عيني أمها وأمل..
***********


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:37 PM   #6

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:38 PM   #7

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ببطء وحرص كانت تهبط على درجات السلم تتابط ذراع والدها, مختالة تنظر له مباشرة بعينين محتالتين تتفحصه بإهتمام, وثقه.. هل أدركت سحرها الطاغي الذي كبله.. نفض رأسه بعنف وهو يقترب
يبادلها النظرات بعدم اكثرات, يحجم عنها نيران التملك الذي شعرها نحوها, لا هو لم يحبها هي فقط المناسبة, وإن كانت نظراته المشدوهة اليها تعكس أفكاره فأرجعه لسحر اللحظه التي بدات فيها بطلة بهية
بجدارة, وانتصار تحكم في ضربات قلبه العنيفة, يؤكد بثقة رهبة المكان والعرس المقام, هو ما يتحكم في إنفعالاته..
ليلة هادئة كانت ليلتهما كما أصر هو..
أخذ يدها من والدها بسلاسة مغيظة؛ وكأنه انسان آلي يتحرك, ويفعل ما هو مطلوب منه؛ حتى النظرات اليتيمة المنبهرهةالتي لمحتها في عينيه ؛حجبها عنها بمهارة..
قربها منه يطل عليها من علو مال بوجه بعنجهية, يرفع طرحه الزفاف عن وجهها يسدلها إلى الوراء, ويطبع قبله باردة على جبهتها..
أمسك ذراعها يلفه على ذراعه, ويتحرك بها مباشرة إلى حلبة الرقص المخصصة لهما, على نغمات هادئة..
لن تكذب تعشمت أن يمنحها رقصة حالمة, وأرادت يصل بها, ويحلق بمشاعرها إلى جوار القمر..
وبإحباط دائماً معه لم يفعل بعد وقت من رقصهما الهادئ شعر بالدموع تطفر من عينيها, قلبه خفق بعنف ليبدل إمساكه التقليدي بها؛
ويضمها إليه بدون تحفظ,
يهمس لها بحنان لأول مره تتذوقه معه:" مبروك يا آلاء.."
وبكل صدق استشعرته, أردف بإبتسامة دافئة:" انتي اجمل ما رأت عيني.."
لفت يديها حول عنقه بتردد ليزيد هو من ضمها إليه, يمنحها الثقة في تشبثها به, ويمحي ترددها..
سألته برجاء:" مش مهم شايفني ازاي.. المهم في اللحظه انت بتحبني؟.."
بهدوء اقترب من وجنتها يلثمها بخفة, يخبرها بصراحته الدائمة:" مش شرط يا آلاء الحب.. بس انا مرتاح ليكِ شايف انك نصي التاني أنتِ الاختيار.."
سريعاً رفعت يدها تضعها على فمه تخبره, وهى تغمض عينيها:"
متقولهاش يا فارس خلاص حفاظة انا الاختيار المناسب, وحقيقي لحد دلوقتي معرفش ازاي!.."
نظرت لعينيه وجهه, وسامته المفرطه, عيناه بلونهما الساحر النادر بين الرجال..
أردفت بقنوط وطواعية:" كان ممكن تلاقي الف غيري مناسبه يا فارس.. الفرق بنا كبير في الشكل على الاقل.."
للحظات لم يفهم ما تعنيه بالشكل؛ ليضربه الإدراك على الفور,
آلاء تقارن بينهما بإصرار مستمر, تقارن بين جمال امرأه ووسامة رجل (بلهاء) هبلائه هو يدرك أن آلاء رغم إندفاعها وإنطلاقها ،ولكنها تعاني من عقدة كثير من الفتيات, تعاني منها بسبب مجتمع أحمق مزدوج المعايير من حولهم, لم يبخل عليها وهو يميل يلثم عينيها نزول لوجنتها, أبعدته بخجل عندما أدركت وجهته التالية؛
لتوقفه بصرامة:" فارس انت اتجننت الناس بتتفرج علينا.."
ليهمس لها بحرارة صريحة, لن يضيع ليلة عمره فى خطط حمقاء, أو محاولة منه أن يشكلها لما يريد..
_آلاء ايا كان اللي بتفكرى فيه, الحقيقة الكاملة, ان مش شايف اجمل منك زي ما انتي قولتي بنفسك ..ايه اللي ممكن يجبرنى على اختيارك..

_ازاي يا فارس مش بتحبني لحد دلوقتي, وازاي شايفني جميلة؟..
إبتسامه ساحرة أسرت هدير قلبها العنيف, وهو يقبل طارف أنفها يخبرها:"
لاني دي الحقيقة انا كراجل من اهم شروطى في زوجه المستقبل جمالها الخارجي, والداخلي.. ودا الي شفته فيكِ ومتساليش ازاي يا بنت مصطفى هو كدا.."
حاولت الرد لتنتهي الموسيقى الراقصة, توقف يجاورها وهو يرى الأنظار المعلقة بهما, ضحك بخفة, يهمس لها:" اعتقد كلهم فاكرين اننا كنا بنقول كلام غزل, وحب, او حتى توعد مني ليكِ في ليله زي دي.."
عبثت ولم تفهم, ليردف بعبث, وهو يساعدها في الإنتقال إلى مكانهما المخصص للجلوس..
_اقصد بعد ما تنتهي الليله دي, وانفرد بيكِ يا ابتلاء..
_قليل ادب..
زمجرت بِه,
علت ضحكته وهو يخبرها:" عارف وهبقى معدومها تماماً, بعد شويه يا كارثه حياتي.. اه صحيح انا مش ناسيلك اللي حصل, تقدري تقولي انتِ فار تجارب النهارده.."
إحمرت وجنتيها, لتنكس رأسها بخجل حقيقي تمكن منها, لم تستطع أن تجاريه, أو حتى ترد على ما يشير إليه ضربتها السابقة له..
بعد وقت دلفت مجموعة مهيبة من الناس بوقار, وبين الوجه وجه رجل مهيب, اقترب يبارك لهما؛ ليقف فارس من كرسيه يرحب به بإهتمام, قُلب حفلهما الهادئ وسط هرج واضح..
لقد رأت هذا الرجل قبلاً؛ ولكن أين؟.. أين؟.. أن ،أخبرها فقط ماذا يعمل مازال يغيظها, وهو يقول اكتشفي بنفسكِ..
توقفت عن تأملهم بعد أن كانوا يباركون لها, اندمجوا مع فارس في حديث جانبي بإهتمام بالغ, على ما يبدو لم يعيرها إهتمام, أو يلتفت لها مره واحدة..
وهي اندمجت مع داليا صديقتها في حديث مازح جانبي, تحاول الخروج من توترها؛ لتشتم بعد وقت راحة نسيج محترق, وادخنه تتصاعد من جانب مقعدها,
التفت لداليا:" هي دي فقره من فقرات الحفله؟.."
هزت داليا رأسها بذعر, وهي تصرخ بجنون:" العروسة بتولع…"

_هي ليلة منيلة.. انا كان قلبي, حاسس هي ليلة سودة انا كنت عارف..

أخذ يرددها فارس بينه وبين نفسه, وهو يقطع الغرفة ذهاباً وإيابًا؛ بينما انطلق لسان آلاء بدون تحفظ تسبه تارة, وتتوعد له تارة أخرى, وتتهم بين توعدها وسبها بلهاءه العتيدة, تعتقد أنه هو من دبّر ما حصل..
المجنونة تعتقد انه أوصى أحد الأطفال؛ ليوقع شمعة على فستان زفافها؛ لينتقم منها..
تدعي أنها رأت أحد الأبطال فعلها في رواية من الروايات..
أغمض عينيه بيأس.. متى تفيق وتعلم أنه واقع وليس أحد أبطالها!.. لم يفعل معها شئء واحد يدل على إحتمالية أنه بطل..
بل تعامله تعامل رجل عادي..
سمع صوتها يأتيه بينما عيناها تملئاها غلالة دموع أخرى,
هاتفة بإنفعال:" مكنتش أتوقع تعمل فيا كدا, انا تولع فيا وبعدها ترميني في البسين!.."

اخرج نفسًا ساخنًا بنيران مشتعلة بنفاذ صبر يخبرها:" للمره المليون يا آلاء انا اتصرفت تبع الموقف, يا كنت اسيبك تولعي عبال ما حد يطفيكي, يا اما الاختيار الاسهل ارميكي في البسين.."
علا صراخها مره أخرى:" لا يا فارس انت قصدتها, شوف شكلي عامل ازاي, كل حاجه بتحطمها بقصد منك.."
بهوس كان رد فعلها, تشد شعرها وهو يراقبها بصمت..
تزايد في هدرها:" منك لله شعرى باظ تاني.. انت عارف انا صرفت عليه كام عشان يبقى ناعم كدا؟.."
تمتم ببرود يخبرها:" ميهمش طالما انا اللي دفعت أولاً.. ثانياً انا برضو اعتقد قولت عاوزه منكوش حابب انه يكون أشعث انتي مالك.."
التفت له بحدة تنظر إليه؛ وكأن من أمامها معتوه, صمتت فقط عيناها تفيضان بالدموع..
كان بدأ يشعر بالتعاطف معها,
لتتحفه وهي تقفز في وجهه بالأتهام التالي:" بس انا عرفت انت بتعمل كل دا ليه يا فارس!.. عاوزني زي ما انا المناسبة عاوز واحده تتحمل اي شيء منك وتستر عليك.. انت عندك مشكلة يا فارس صح انت عضلات منفوخه على الفاضي.. حيطه مايله.."
توسعت حدقتاه بصدمة, مع كل كلمة تخرج منها,
اقترب من وقفتها في منتصف الغرفة بتمهل خطر؛ ابتعدت هي خطوات للوراء فور ما قذفت بِه في وجهه, أدركت أنها أخطأت..
لينطق ببطء مرعب:" انتي قولتي ايه يا آلاء؟.. انا ايه مش سامع.."
قالها وهو يقرنها بفعل يمسك أذنه ويعطيها جانب وجهه في حركه مستهزئة؛ وكأنه يتحدي أن تنطق بما قالت مرة أخرى,
وقد ربح التحدي لم تستطع التفوه بكلمة واحدة..
ما حدث بعدها لم تستوعبه, عندما اقترب منها يمسك يديها يضمهما معاً في قبضة واحدة, ويزيحها إلى الخلف بعنف مقصود؛ لتقع تغوص في طيات فستانها بكتفيه الممزقين وشعرها المنكوش يقف حرفياً, يعلن عن غضبها سيطر على نفسه بصعوبة, ألا ينفجر ضحكاً, ومكياجها السائل يجعلها أشبه بدب باندا, أو حتى فزاعة أطفال!.. ليقع هو فوقها يرفع يديها التي في قبضته فوقها رأسها..
صرخت بأعلى صوتها بجنون:" كان يوم اسود يوم ما شفتك, خد بالك هتكسر ضلوعي.."
أمسك يديها التى بين يديه فوق راسها بتشدد يدعي الجد,ية والشراسة يتذكر غضبه السابق منها, وإتهامها له؛ ولكن رغم ذلك لم يستطع إلا الإعتراف لنفسه.. ممتعة كل تثير فيه من حيرة, وترقب مما يصدر عنها, ممتع تلهب بناريتها الصخب في حياته الرتيبة المملة من يوم رؤيته لها.. في كل ترتيباته العملية لحياته, لم يطرق في خياله أبداً أن يتزوج من (هبلة ) شقية بلا عقل, وأن تكون ليلة زفافه كارثية..
_اخرسي يا ابتلاء انسى بل انتي قولتيه وبتعمليه فقدتي أي ذره تعاطف, أو حرص مني علّيكي..
ليردف يدعي الغضب:" بقى انا يا ابتلاء عضلات منفوخه, طيب لازم نثبت عكس الحقيقه دي.. اه انتي فكره طبعاً عملتك السوده ليله كتب الكتاب, وكمان انا قولتلك انتي هنا فار تجارب عشان نعرف يا هانم حجم الكارثه اللي سبتيها.."
شهقت بإستنكار وهي تتلوى تحت ثقل جسد؛ لتقول بغيظ:" ان شاء الله يكون خرب يا بارد, يا وقح, يا عديم الحياء.."
عيناه العابثتين المتلاعبتين منحتها نظرة تذكرها من كان الوقح, وهي تتعقبه في كل مكان لدفعه بالزواج بها, تذكرها بأول لقاء مجنون بينهما..

نظرت بعنفوان, وتحدي يبرق بعينيها تشمخ بأنفها تخبره بقوة:" متحاولش يافارس مش هتطول حاجه, انا مش ندمانه لاني معملتش حاجه غلط, كل اللي حصل كنت مبهورة بيك بغباء اول مره.. واللي نطقت بيه كان اندفاع من غير ما احس, وانا مش ندمانه على اي محاوله للفت انتباهك ليا, اللي ندمانه عليه فعلاً اني وافقت واتجوزتك, وانا كنت أخدت قراري بشطبك من حياتي.."
لم يهتم بما تقول أحنى, رأسه فوراً يلثم وجهها نزولاً إلى نحرها, وباقي جيدها كان يجبرها على التفاعل معه, ويثبت أنها كاذبة, ولم تكرهه, لم يبالى بأمرها له بالابتعاد, ومقاومتها الشرسة له, بعد عدة دقائق, شعر أن ابتلاءه بدأت في التفاعل معه؛ إذ تراخت جميع أطرافها تحت ثقل جسده؛ ليبدأ هو الآخر أن يتعامل معها بنعومة؛ ليسمعها تقول بتراجدية تثير الضحك, والإمتعاض في وقت واحد..
(ابتعد يا متوحش)
ما يفعله جعلها تُجبر أن تنقاد لعاطفته رغمًا عنها لا تعرف ما الذي حدث!.. وقلبها يتابعه طواعية, لم تريد لكن عقلها يرفض الانصياع؛ لتحاول أن تدعي أن ما يحدث رغم إرادتها؛ لتكمل بكبرياء درامي:" انت تقدر تاخد جسمي؛ لكن قلبي لأ.. قلبي لأ.."
رفع وجهه ينظر إليها بدهشة, وطارف فمه يرتفع بإستنكار:" انتِ قولتي ايه؟.."
أكدت وهي تزيد في التراجيدية الدرامية, ولم تبدي حتى أي رد فعل للمقاومة؛ بل سكن جسدها تمامًا له مستسلمة:" بقولك تقدر تغتصبني زي ما انت عاوز؛ لكن أبداً مهما حاولت مش هتكسب... انا بكرهك.."
ابتعد عنها على الفور يجلس على طرف الفراش, وبدون أن ينظر إليها حتى أخبرها ساخرًا تمامًا:" وعلى إية يا ابْتِلائِي, انا لا عاوز جسمك ولا قلبك؛ خلي الاتنين ينفعوكي, قال اغتصبك قال!.."
لتهب تقف سريعًا أمامه مباشرة, تضع يدها في خصرها, وجسدها يهتز بإستعجال تناظره بتعجب؛ تخبره بإندفاع وكأنها (تردح له) حرفيًا:"
نعم.. نعم مش عاوز يعني ايه مش هتعمل زيهم, وتقولي انك مش مهتم وتاخذ اللي عاوزه.."
رفع حاجبيه وهو ينظر بتوجس لها, خرج تساؤله بطيء بحرص:" زي مين يا آلاء؟!.."
لم تنتبه للسؤال, ولا توجسه ووجهه المتحفز ككل عضلة في جسده..
_زيهم هما.. انت تحاول وانا ارفض مع اني مستسلمة, ورغم كدا تاخذ اللي عاوزه..
وقف ببطء يتفحص وجهها الغير مبالي بصدمته بما تقول,
قاطعها وهو يقف يمسكها بقوة يجذبها يسألها بشرر:" ليلتك سوداء يا ابتلاء
مين هما زيهم دول, وازاي بتدعي الرفض, وبعدها بتستسلمي انطقي!.."

لم تهتم وهي تجيبه بالقول الشهيرة, مع ضحكة ماجنة:" اصلهم حبو الموضوع اوووي.."
بجنون وما يصل إليه يصعقه, أخذ يهزها:" انت بتقولي ايه؟.. مين دول الى حبو الموضوع, عرفتي الكلام دا منين؟.."
أزاحت يديه عنها, وهي تهتز راقصة بإغاظة له تهمس داخلها بعد أن فهمًت ما وصل إليه تفكيره.. هه الأحمق يعتقد أنها تتحدث عن نفسها
(الله يعيني يا فارس واشلك, وانقطك زي ما انتَ شاللني)
فردت يديها تتمادى في رقصها تخبره:" انت قلبك آسي اوي اوي.. انت مش بتحس كذاز وكداز.."
ما تفعله جعله يفقد كل ذره دبلومسية, وعقل رزين يمتلك ليهجم عليها بقوة جعلت توازنهما يختل سوياً؛ ليقعا على أرضية الغرفة,
بشرر متطاير سألها:" اقسم بالله لو ما نطقتي يا ابتلاء؛ لكون قاتلك هنا ودافنك.."
تأوهت من أثر السقوط, وثقل جسده الذي يكبلها, ولكن لم يهتز لها جفن, ولم يحرك فيها غضبه شيء, نفخت في وجه غير مبالية..
_الروايات كل الأبطال بيغتصبوا البطلة ليلة الزفاف, أو حتى من غير جواز ممكن تكون قالته صباح الخير, وهو زعلان؛ فيقرر يغتصبها عادي, وانا هنا نرفزتك فمش هتعمل كدا ليه جات عليك!..
نظر إليها ذاهلاً, ليقول بغيظ يجذ على أسنانه:" الله يخرب بيتك يا ابتلاء, انتِ والروايات.."
أردف صارخًا وهو يعتصرها يتحسر على نفسه:" كنت عارف انها ليله سوداء مهبه بهباب.."
كانت جوازه منيلة (روايات مرة أخرى الا تكتفي )
ابتعد عنها وقد قرر أن ينهي هذا الجنون يسحبها من أفكارها التي ترسمها بإقتناع أنها موجودة؛ ليحركها لأرض الواقع معه..
وقف سريعًا على قدميه, يشدها لتقف على قدميها
ليبتعد خطوه وهو يفك رابطة عنقه ويخبرها بصبر:" غيري هدومك يا آلاء, وياريت تاخدي دوش تتخلصي من اللي انتي فيه دا.. وتهدي, وتعقلي وبعدها الحقيني بره.. لازم نتكلم.."
توجهت إلى حمام الغرفه ترغي وتزبد, تردد بحنق:" لازم نتكلم.. لازم نتكلم, ولا باخد منك كلام ولا غيره.."
_بتقولي حاجة؟..
سألها:" يا آلاء.."
ردت بعلة حقيقة سوف تنفجر منه:" لأ مبقولش حاجه.. خرست اهو.."
**************

بعد وقت كان يجلس في الشرفة الخارجية لجناحهما الذي صممه؛ ليكون خاص بهما يبتعد عن باقي أرجاء المنزل؛ ليمنحهما خصوصية, كان حريص عليها..
لمحها ترتدي بيجامة صيفية رقيقة.. كانت تخلصت من كل مكياجها الملطخ بفعل ما حدث؛ ليظهر وجهها بصفاء رغمًا عنه أعجبه من خلال المرات القليل التي قابلها فيها, أو اقترب منها استطاع أن يعلم جيداً أنها تمتلك بشرة رائعه الملمس تماثل بشرة الأطفال, ارجع الأمر ربما لعدم شغفها بأدوات الزينة, يستطيع أن يصفها بكلمة " واحده طبيعية"
مد ذراعه وهو يخبرها بهدوء مبتسم:" تعالي اقعدي جنبي.."
بطواعية اقتربت لتجلس بجانبه على تلك الأرجوحة فى جانب مظلم من الشرفة تحجبهما عن أي أنظار متلصصة..
فور أن جلست بجانبه يده امتدت تحاوط خصرها يقربها منه, ويضمها إلى صدره..
بتردد أحنت رأسها لتضعها على قلبه مباشرة, تتقبل مبادرة الحنونة لأول مره معها..
اخبرها بتفكه مرح:" شعرك حلو على فكره, وهو مبلول سيبيه كدا.."
ضحكت بخفر تماثله في الهدوء قائلة:" اول ما هينشف هبقى شبه عفريت العلبه.."
ابتسم وهو يؤكد بصوت أجش:" انا عارف كدا اول ما ينشف ابقي لميه, نظارتك الطبيه موجوده تأدي الغرض زي ما شفتك اول مره.."

صمتت ولم تجيبه على مزحته, تستمع بالهدوء معه الظلام المحيط بهما يتسلله ضوء القمر بإشعاع خجل, كان يمنحهما سكينة وحميمية ساحرة تلفهما سويًا..
بعد صمت غريب بينهما, كان فارس يكتفي بضمها إليه؛ وكأنه يريد أن يصل أو يجد شيء مبهم لا يعرف ماهيته, تخبطه الواضح مثلها, للغرابة منحها سلام داخلي, وطمأنينة انصياع وراء حلمها, وموافقتها على الزواج لم تكن خاطئة؛ هو نفسه يجهل ما يشعر به نحوها, ربما هو صادق ولم يحبها إلى هذه اللحظة, وهذا الشعور كان كفيل أن يبدد سكونها, ويجعل الخوف والندم يتسلل ببطء مكروه ينتشر في عقلها..
أخرجت نفسًا محترقًا مرتجفًا؛ جعله يخرج عن صمته, وهو يرفع يده يمسد على شعرها, ويميل بوجهه يلثم قمة رأسها يسألها:" مالك؟.."
بصدق حقيقى أطلقت لنفسها العنان معه؛ به شيء يجعلها منطلقة, وتعبر عما تريد مثلما تفعل به..
_خايفه اوي يا فارس..
سألها بحنان:" من ايه؟.. متتردديش تقولي كل حاجه.."
رفعت رأسها عن قلبه تنظر له, تسترسل في الحديث معه:" منك يا فارس من غموضك, من عدم فهمي لحد دلوقتي اي حاجه عنك, من سبب جوازنا من المستقبل.. هل هفضل طول عمري معاك الاختيار المناسب, طيب افرض ظهر اختيار مناسب افضل هتسبني يا فارس؟.."
أخذ أنفاسه بعمق؛ ليخبرها بصبر وحلم:" انتي عارفه ايه المشكله؟.."
_ايه يا فارس؟..
_انك فعلاً متعرفيش عني حاجة..
جاوبته بتسرع مندفع ساخر:" لا يا راجل.. قول غير كدا تصدق مكنتش اعرف.."
ضربها بخفة على جبهتها يأمرها بحزم:" بطلي تريقه شويه, وخلي عقلك يسبق لسانك.."
_طيب متزقش..
باستسلام وهو يأخذ نفسًا آخر, أردف:" انتي ليه محسساني اني متجوز واحد صاحبي.."
أردف على الفور قبل أن تتحفه بأحد أفكارها:" اسمعيني كويس يا آلاء.. لاني مش هكرر كلامي تاني..
أولاً لازم تعرفي اني مش انسان عديم المسئولية, أو مهزوز الأفكار عشان معرفش احدد انا عاوز ايه..
اعتقد اني كل الفترة اللي فاتت كل ما تسألي فعلا كان جوابي انتي مناسبه ليا.. عاوزه تعرفي ازاي.."
عينيها اللمعتين كانتا تسبقان لسانها بترجي أن يخبرها يشرح, ويوضح..
ابتسم بوقار, وهو لا يبخل بلإجابة:" آلاء يوم ما شفتك أول مره يمكن كان فعل لقاء غير مرتب؛ لكن سبب تواجدي كان عشان أتعرف على اهلك وأشوفك.."
توسعت عيناها وكأنها لا تصدق, تجنب تعبيرها وهو يخبرها:" والدتي كانت رشحتك ليا من سنه كاملة يا آلاء.. كان إلحاح مستميت عليكِ تعرفي ليه؟.."
تحشرج صوتها وهي تشعر بخيبة الأمل.. هل تزوجها لأنها اختيار لأمل فقط!..
_ليه يا فارس؟.. انا عارفه انها بتحبني.. بس هل دا سبب كافي لجوزاك مني؟..
هز رأسه بنفي رافض, وهو يقول:" لا طبعاً انا زيك عمري ما كنت هوافق اربط انسانه بيا عشان ارضي والدتي؛ ولكن كان سبب من الاسباب.."
حاول أن يجعلها تندمج معه, وهو يرفع يده يلمس أنفها بطارف إصبعه بمداعبة خفيفة:" قولنا بلاش تسرع واحكام.. كل الموضوع يا ستي انها كانت عاوزه تربطني بهنا, من وجهة نظرها عاوزه تضمن واحده بتحبها, تجبرني اني ارجع دايماً لحضنها, ومستمرش في شرودي من بلد لبلد ورا مستقبلي, انا ليا سبع سنين منزلتش هنا, كانت هي اللي بتجيلي في البلد اللي انا فيها.."
بحيرة وتخبط واضح أخبرته بيأس:" انا مش فاهمه برضو..
ايه علاقه دا بيا؟.. يعني أمل عاوزه تربط وتضمن انك ترجعلها, وترجع هنا تاخدوني انا سكه!.."
_بيئه يا الاء.. سكه!..
أخبرها بتأفف..
لوت فمها مع رفع حاجبها تخبره:" واذا كان عاجبك.."
ابتسم وهو يقول:" عاجبني جداً على فكره.. ونيجي للسبب الرئيسي,
انتي شدتيني يا آلاء يوم ما شفتك وجنانك, للاسف عجبني, لقيت نفسي بجاريكي.. مش هكدب معجبنيش كرجل شرقي مطاردتك, او خفتك معايا؛ لكن كنت بحس انك عفوية مندفعه, ويمكن دا اللي غفر لكِ عندي, وخلاني افكر فيكِ تفكير جدي.."
رفع يديه يحاول أن يجعل بينهما تواصل حميمي, يجذبها ويقنعها بما يقول يعد على أصابعها الواحد تلو الآخر:" أولاً سبب من أسبابي.. مرحك فيكِ شيء بيخرجني عن طبيعتي, ويخليني دايماً في تحفز, بتحرر معاكي يا آلاء.."
إبتسامة ساحرة, وعيناه بفضيتهما تفيضان بعذوبة جذابة؛ تجعلاها مقيدة بنظراته؛ حرك يده إلى غلإصبع الآخر يردف:" ثانياً رغم جنانك, واتهامهم ليكِ بأنك عايشه في الخيال, إلا انك عندك ثقافه عاليه.."
انزعاج طفيف ظهر على وجهه, وهو يقول:" اينعم افكارك غريبة, وعكس كل اعتقادتي؛ ولكن دا شدني ليكِ, انا عاوز ست أتناقش معاها تشاركني الشغف في أي مجال سياسي, علمي, تاريخ أو حتى لعبه كوره, ميكنش كل طموحها المكياج, والطبيخ, او تقارن نفسها بغيرها.. عاوز ست تمشي على دماغي فاهمه كلامي!.."
أومأت بصمت تفهم كل كلمة يخبرها بها فارس, فارسها بطلها وإن كان يصيبها بالإحباط الدائم, وإن كان بارد صريح, مغيظ, وإن لم تعش معه قَصه حب حارقة, تتوج بالزواج, وإن كان مجرد الزوج المناسب..

أكمل وهو يفرد كف يدها يمرر أصابعه في حركه بطيئة دائرية على باطنها, مداعبة..
يخبرها بود يشير لحديثهما السابق يوم أن كان يعلمها إطلاق الرصاص..
_أسبابي الباقية, انا قولتها قبل كدا.. وبعيدها يا آلاء تاني, انا عوز ست قويه تتحملني, ودا انا لمسته فيكِ متسأليش ازاي, تقدري تقولي انه نصيب وقدر خلانى احس انك المناسبة.. قدرنا يا آلاء ان تكون قصتنا الخاصه كدا.. نرسمها بنفسنا.."
بهدوء عاد لعينيها بعسليتهما الدافئة ينظر لها يخبرها بحبور, وصوت أجش:" انا مش بطل طلع من روايتك, ولا انسان غامض انا مجرد شخص عادي, بيحاول يسعى لحلمه, ويطارده بكل قوته.. انا ساعدت نفسي بنفسي, بنيت اسمي ومكانتي بدون مساعدة حد.. آلاء مطاردتك لحلمك هي اللي خلتك تشوفيني غامض؛ لكن انا كنت مكشوف طول الوقت كل اللي حصل وخلاني متشابه مع حلمك.."
بغرور مغيظ أخبرها:" اني وسيم حبتين علي رأيك.. حيطه أحلامك.."
ضحكت بخفر, وهي تبادله المشاكسة تؤكد له:" ايون انتَ حيطة أحلامي وعلى فكره انت غامض, انا معرفش انت حتى بتشتغل.. ايه ليه كل السريه دي؟.."
عاد يأخذ أنفاسه بقوة يخبرها:" على فكره أمل قالتلك قبل كدا انا بشتغل ايه.. وانت احيانا كتير كنت بتدخلي الجنينة وانا بشتغل, لو ركزتي شويه بس وحررتي عقلك من أحلامك اللي مصره تحطني في خانة الغموض كنتِ عرفتي.."
بنفاذ صبر أعادت له كلامه السابق:" اخلص يا فارس وبلاش فلسفه فارغه.."
_هو انا لو ضربتك دلوقتي يا آلاء حد هيلومني!..
بملل أجابته:" لا بس هيقول انك سادي, وانا مش هتردد اني أكد الكلام دا.."
كان مسيطر بقوة على نفسه معها يجريها بحكمة, وصبر يحجب عنها بمهارة نظراته التى تتأمل كل جزء, فيها يده التي تمسد هبوطًا وصعودًا على ظهرها فى حميمية بسيطة مراعية؛ وحمقائه كانت منخرطة معه وغير مهتمة,
همس لنفسه:" يا الله كم يريدها.."
والفكره نفسها صدمته هو يريدها قبلاً عندما كان يحاول أن يجبرها على التفاعل معه, عندما قبلها كان فقط رغبة, ربما لأنها أصبحت زوجته بعقد القرآن..
لكن شعوره في تلك اللحظة مختلف, بها شغف ترقب وإثارة لا تمت للجسد بأي طريقة, هو فقط يريد أن يستشعر دفئها.. يريد أن يتواصل معها.. هل أحبها!..
نفض رأسه يحاول أن يحجب أفكاره, يجب أن يرتبها..
أجلى صوته الذي خرج أجش خافت يخبرها, ويحرق آخر شيء لديه تعتقد هي أنه غموض..
_انا بشتغل المسئول الصحفي, والإعلامي لسفارة البلد في الخارج..
توسعت عيناها مع تدلي فكها بذهول, لم تستوعب للحظات ما يخبرها به ببساطة..
مد يده تحت فكها المتدلي, يخبرها بعبث:" اقفلي بوقك دا.. لاني في اللحظه دي هقفله بطريقة تانية.."
رفرفت بأهدابها عدة مرات, تسأله بعدم استيعاب:" انتَ بتتكلم جد؟.."
هز كتفيه بعدم اكتراث, وهو يؤكد لها:" معتقدش انها مهنه مبهره, او مستحيلة.."
ليردف بجدية عجيبة:" بس طبعاً افضل من اتهامك السابق ليا, بإني زعيم عصابه, أو قتال قتله.. اه السلاح قبل ما تسألي أي حد بيدخل المجال دا بيتدرب عليه كنوع من الحمايه مش اكتر, وبرضو يا آلاء كل شيء معاكي مبهم, بس انا عاوز بجد اعلمك اي حاجه اعرفها, عاوزك سند وعون ليا شريكة حياة متكافئة, وند ليا.."
لم تبدي رد فعل فقط عيناها عادتا تنظران إليه بهيام وانبهار مثل مرتهما الأولى..
أردف بقنوط منها:" انا حبيت انك ترتبطي بيا لشخصي يا آلاء, زي ما اخترتك لشخصك, مش عشان بهرتك, او صادف اني أشبه حلم يقظه حلمتيه.."
ما حدث بعد ذلك لم يفهمه على وجه التحديد..
تفاجئ بها تقفز عليه وتسكن بين أحضانه حرفياً, وتلف يديها حول عنقه,
تضع شفتيها على فمه, وتضغطها بقوة,
اللعنة.. لقد كانت تجتاحه لا هو من يجتاحها.. هل يحدث هذا مع أبطالها؟!..
كانت قبلتها رغم جموحها عبثية بشدة؛ ليسيطر على نفسه من صدمته
يلف يديها حولها يضغط جسدها الممتلئ بإثاره إليه يتولي اجتياحها
له, وهو يجتاحها هذه المرة كانت مختلفة له؛ كما هي مختلفة لها..
كان يبثها غرام رجل عاشق ,ولم يدرك عشقه بعد.. يداه تعبثان معها بحرية تامة, يتواصل معها ويخبرها بصمت عبر قبلة, أنها ليست المناسبة؛ بل بطلته الخاصة كما هي تعتقده بطلها الغامض..
كان يتعمق معها يقبل كل إنش منها, وجنتاها, عيناها, نحرها نزولنًا إلى جيدها.. سحر تحت ضوء القمر كان يلفهما معاً تغيب تام عن الواقع, وعن جنونهما..
عندما ترك شفتيها سمع همهمات خافتة هامسة, وهي تغمض عينيها, وكأنها تحدث نفسها:" دلوقتي بس عرفت يعني ايه, رجليا تلامس القمر, يعني ايه غيمه ورديه.."
ضحك بصوت مكتوم, وأنفاسه مضطربة, يسألها بهمس مثير:" مخيبتش ظنك يعني!.."
هزت رأسها وكأنها مقيده تجيبه بصدق:" لأ المره دي مختلفه.. انتَ دلوقتي فاهم مش حافظ, عاوزني انا مش رغبه صح يا فارس!.."
كان إلحاح ورجاء أكثر منه سؤال..
وقف يرفعها معه يلف ساقيها حول جذعه بتملك, يلصقها به,
همس لها:" صح انا عاوزك أنتِ وحدك.."
دفنت رأسها في عنقه, تهمس بصدق:" يمكن اول مره شفتك فيها, فعلاً شفت خيالي قدامي حقيقه؛ لكن انا اخترتك انتِ عشان فى حاجه جوايا, مش عارفه هي ايه, بتخلي قلبي يدق جامد لما يشوفك, عاوزه ابقى جنبك على طول, كنت بحاول أقاوم عشان انت مش محسسني انك ممكن تبادلنى شعوري دا فى يوم.."
وصل لفراش عرسهما ليضعها هذه المرة برفق,
يهمس أمام شفتيها بصدق مماثل لصدقها:" ولا انا كمان عارف يا آلاء, يمكن اختيارك فعلاً كان عقل, بس زي ما انتي قولتي المناسبات كتير؛ لكن انا مكنتش شايف غيرك انتي, في حاجه بتجذبني بقوة ناحيتك مش هقدر اعترف بحب انا مش متأكد منه؛ بس كل اللي اقدر أوعدك بيه انه في شيء في قلبي بيتحرك بقوة, وبسرعة ناحيتك, وانا متاكد مع استمرار حياتنا؛ هنوصل لحب فوق ما انتي كنتي بتحلمي بكتير.."
همست بدون أن تشعر أمام شفتيه؛ كالمسحورة, أو مغيبة, همسًا ولا تعلم لماذا لكنها تحتاج قوله:" فارس انا بحبك, ومعرفش السبب بس انا فعلاً بحبك.."
تأوه بخشونة, وهو ينضم إليها يحيطها بحضن دافئ ساحر راغب بها هي, لا غيرها..
كل ما يفكر به أنه لن يخذلها لم يمتلك القوة ليفعل؛ كأن همسها الناعم يجبره يقيده, ليتركه عاري من أي شعور لديه بأنه مسيطر, كان يريد أن يثبت لها أنه واقعي, رجل ليس خيالي تشبثها به لم يعطي عقله المغيب معها فرصه؛ ليتذكر ماذا يريد, أو ماذا يشعر؟.. ما كانت تفعله به كان يخيفه مشاعرها البريئة المترجية بين يديه؛ كانت تجعله خاسر لخيوط اللعبة في محاربة مشاعره المتأججة بنارية..
كانت تريد منحه أكثر من أن يأخذ منها, شعورها السابق المحبط الذي شعرته بين يديه, وجعلها تهاجمه؛ جعله يعوضها وهو يمنحها دفء حار لرجل عاشق, توقف عقله عن العمل يردد بتغيب عاشق؛ فيضمها أكثر إليه يتخبط معها, وفيها مثلها هي..
لقد وقع في الفخ, لا هي..

بعد وقت ابتعد عنها لاهثًا تمدد بجانبها يضمها إليه بقوه يغمض عينيه, يحجب عنها ما يشعره من مشاعر متأرجحة؛ لكن راضية وكاملة
أماهى كانت تغوص في الأغطية التي سحبها هو عليهما خجلاً وخوفًا!..
لا تتذكر إلا أنها همست بحبه؛ ليرفعها إلى دنيا قرأت عنها؛ ولكن دنياها هي الخاصة, لم يصفها أحد من قبل..
كان اكتساحه لها ضارياً عنيفاً بشوق, لم تفهم ولم تستوعب ما كان يخبرها أيًا كان رغم إنفلاته معها مراعياً ومطمئناً, فلم تستطع إلا الإستلام لكل ما يريد..
سمعت صوت الأجش يخبرها ويجذبها من ذلك العالم الخاص بهما يحاول المزاح:" كنت متوقع ان الليلة السوده دي هتنتهي بيا نايم في البلكونه
ودا مخططتش ليه أبدًا.. يوم فرحي بصراحه.."
لم ترد فقط كانت تنظر إليه تتامله هي تحبه, وسامته لم تكن السبب أو وظيفته..
هي تحب فارس لسبب مجهول لا يمكن أن تتبادل معه تلك المشاعر, إن لم تكن أحبته بصدق..
عندما لم ترد قبل كتفها العاري الظاهر من تحت الأغطية,
يسألها بصوت خشن, وهو يرفع حاجب واحد شرير مرح وكأنه يعلم الأجابة:" هل آذيتك؟.."
_نعم!..
بصدمة قالتها..
ضحك بخشونة بقهقه عالية لفت أرجاء الغرفة..
_ايه يا ابتلاء سألتك سؤال, جاوبي.. مش دا موجود في الروايات..
لم تتخلى عن صدمتها, وهي تسأله:" وانت عرفت ازاي؟.."
أمسك وجنتيها المكتنزتين قليلاً, يحدثها كأنها طفل يمازحها:" مش وحدكم اللي بتقروا روايات يا لولو.."
سيطرت على صدمتها؛ لتعود لناريتها تخبره:" عاوز الصراحه.. اه وجعتني هكدب يعني!.."
_نعم مش المتبع انك تدفني راسك في حضني, وتهزي راسك بخجل وتقولي لا..
_خجل ايه يا فارس بعد الهباب اللي حصل؟.. وعلى قولتك دا خياااااااااال..
إسبوعان مرا لم يخلوا من محاولة فارس استفزازها يمزحها يحيطها,
كان الرجل المثالي.. حنون, عطوف معها يتقبل كل ما تفعله بتفهم, وصبر وأحيان أخرى بغضب وتزمت, وعند أي نقاش حاد بينهما, ولا تقتنع بوجهة نظره كالعادة؛ يخبرها بتذمر أنها جاهلة صغيرة, وأمامها الكثير للتعلم..

هي وفارس لم يشبها بعضهما أبداً في الشخصية؛ بل تستطيع القول أنهما ثلج ونار, إن صح القول عادة طبعاً عن الفاصل الغرامي الذي يصبح فيه فارس آخر رجل عاشق, وإن لم ينطقها, وهي سوف تنتظر يوماً ما, سيقولها مازال أمامهما الكثير سوياً كما اخبرها..
سوف تصنع قصتها الخاصة بنفسها, وتخط كل سطر عاشق تنقشه
باسمه على قلبها..
_ابتلاء يا قدري..
كان صوته يقاطع أفكارها في عادة لن ينفصل عنها..
وصل إليها على الفور وهي تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة تقرأ في إحدى الكتب التي منحها إليها..
سحب منها الكتاب وهو يرميه جانباً؛ ليتمدد على الفور يضع رأسه على ساقيها..
_وحشتك؟..
سألها..
جاوبته على الفور:" لأ انت لحقت.. دا هي ربع ساعه غبتها تقعد مع والدتك شويه!.."
نظر إلى وجهها المطل عليه, يخبرها برعونة:" انتي فصيلة يا شيخه, امال فين رومانسية الروايات اللي صدعتيني بيها.."
بتبرم من كلامه المتكرر, ردت:" يووه مش هتبطل بئي انسى.. فيش روايات خلاص.. انت روايتي الوحيده يا بيضه.." قالتها وهي تحيط وجهه بكلتا يديها, ليزيح يدها على الفور يدعي الغضب..
_مين دا اللي بيضه!.. شكلك انتي اللي ليلتك هتبقى سوده..
بثقة وهي تراقص حاجبيها هبوطًا, وصعودًا, أجابته بتحدي:" مش هتقدر يا فارس مش اخلاقك.."
_متأكده!..
أجابته بثقة:" ايوه.."
لم تعلم متى انقض عليها, وضحكتها تعلو بصخب رنان..
رفع وجهه عنها يأمرها:" اخرسي يخرب بيتك هتفضحينا.."
لتكون إجابتها الضحكه بعشق يلمع في عينيها, بهمس ناعم مغري يخرج ببطء من بين فمها الواسع المغري له:" بحبك اوى يا فارس.."
تذيبه بها وتجعله فاقد السيطرة, والمكان والزمان لا يستشعر شيء غير أنها بين يديه؛ ليسحبها معه؛ وكأنه مقيد بها ككل مرة لفاصل عشقي مجنون, يدمغها به كما تحب أن تسمعها منه.. يمتلكها..
************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:40 PM   #8

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استيقظت صباحاً تفرك عينيها بقوة, ويدها تبحث عنه؛ لقد اعتادت في الثلاث أسابيع الماضية أن تستيقظ دائماً وهو بجانبها, تمطت في الفراش بكسل لتعتدل تبحث عنه بعينين ناعستين, لتلفت أنظارها الخزانة المفتوحة الخاصة بملابسه..
بقلب وجل متسارع الضربات, قفزت من فراشها تلتقط روبها الملقى على أرض الغرفة بإهمال ترتديه, تتوجه للخزانة تتفحصها,
لتجد أن معظم ملابسه الرسمية غير متواجدة, توجهت تتفحص جميع أشيائه الشخصية؛ فلم تجد أدواته التي لا يستغني عنها..
هبطت على اقًرب مقعد غير مستوعبة, كذبت شعور يتسلل إليها بقوة وصوته يطرق في رأسها..
(عاوز واحده تتحمل ظروفي يا آلاء.. لو صحيت في يوم ملقتنيش جنبها, لاني مش هيبقي عندي الوقت اللي اقولها فيه انا مسافر)
وقفت فقط تأمل ربما هو يفعل, خرجت تبحث عنه في أرجاء جناحهما الخاص..

لم تكن تعلم أنها كانت ترتجف بقوة, وصوتها يخرج متحشرج بغصة بكاء مؤلمة, وهي تردد اسمه تناديه, وتناجيه:" فارس انت فين!.."
غلالة دموع تحجب الرؤية عن عينيها؛ لتسارع للهبوط فتلحقها غلالة أخرى, ثم أخرى بوجع تردد اسمه بيأس فلم يجيب..
بعد وقت عندما تأكدت أنه غير متواجد, جلست ترتعش على إحدى المقاعد تبكي بنحيب, ولا تعرف السبب..
ألم يستطع حتى ترك رسالة يخبرها بها, كانت بين ذراعيه طوال الليل ألم يجد دقيقة واحدة وسط مشاعره الجائعة الصاخبة يخبرها بها..
أنه مغادر وسوف يهجرها..
_تلت أسابيع يا فارس دا اللى استحقيته منك!.. تمشي وتسبني كدا معرفش حتى انتَ رايح فين.. معقول انا مليش اي أهمية للدرجادي؟..
لم يحبها لقد أثبت الآن أنها زوجة أمه التي إختارتها؛ أراح والدته وتزوج وهرب عائدًا لحلمه وطموحه, وعمله, ولن تهم هي المناسبة, سوف تنتظره ضحكة حزينة ارتسمت على شفتيها..
تهمس بمرارة:" انت عندك حق يا فارس.. عالم الأحلام مش موجود انتَ راجل واقعي.. مفيش حاجه اسمها حب وحرص على شريكة حياتك ومشاعرها.."
*************
كم مر الآن على غيابه!.. شهران كاملان منذ آخر مره رأت وجهه, ونعمت بدافئه وسمعت صوته؟!..
لقد حاول التواصل معها فرفضت, فإمتنع ببساطة يكتفي أن يتصل بأمل وهي تطمأنه عليها, أو تطمئنها عليه؛ رغم أنها لم تسأل عنه في بعض الأحيان تصلها رسائل منه على هاتفها؛ ولكنها لم تفتحها قط!..
لا تريد أن تسمع ولا تفهم كما تحاول أن تقنعها أمل, وتصلح بينهما
لم تبكي منذ جففت دموعها بعد استيقاظها, ولم تجده جانبها
أغمضت عينيها بوجع, تتذكر صبر أمل على ثورتها؛ بعد أن علمت أنه ذهب ليودع أمل, ولم يودعها هي!..
أمل مازالت الصديقة الحنون, والأم المتفهمة تحاول أن ترفع من روحها المعنوية, وإقنعها أن ما حدث رغماً عنه, وأنه سوف يعود إليها
لم تعلم أمل أنها لم تعد تهتم لا بعودته, ولا حتى بغيابه..
حركه غريبة وأصوات ترحيب تعلو أيقظتها من أفكارها وشرودها..
تتبعت صوت أمل المهلل الفرِح؛ لتخرج من جناحها ملاذها الخاص الذي شهد على اعترافها الأحمق بحبه, وتسليمها له كل صكوك امتلاكها..

خفق قلبها بعنف في دقاته, وتاهت عيناها في بحور أشواقها رغماً عنها؛ وهي تلمح الهيئة الرجولية الجذابة التي تحتضن أمل بقوة, وتسترق النظرات لأعلى السلم نحو مكانهما الخاص؛ كأنه يبحث عن شيء مفقود..
بنفاذ صبر تراجعت على الفور, وهي تضع يدها على وجيب قلبها العالي, تحاول تهدأته..
لقد عاد لم يعطها الفرصة؛ حتى لترتب ما تنوي عليه, لقد أخبرتها أمل أنه ربما يستغرق عمله هذه المره ستة أشهر, وربما أكثر, إذًا لِمَ عاد؟!..
بدون تردد, قوة هائلة وحقد قلبها, ووجع روحها يغذيه رغبة في أن تذيقه ما فعله بها, نفس الكأس يجب أن يشرب منه؛ يظن أنها مجرد تمثال متحجر اشتراه, يتركه بإهمال وقتما يريد, ويعود عندما يريد!..
أبداً لن تحقق له هذا..
استغلت تعلق أمل بِه رغم أنها تلمح نفاذ صبره الذي يكتمه, ويقاومه بألا يترك صخب أمل, ولا يصعد إليها.
ببطء وحرص فتحت باب الطوارئ فى أعلى السلم؛ لتستخدم سلم الحريق الخلفي بحرص شديد, وتهبط منه إلى الحديقة الخلفية للمنزل, ومباشرة تذهب إلى بيت أبيها..
طرقت الباب بعنف؛ لتفتح لها أمها..
_أهلاً يا آلاء مالك يا حبييتي, انتِ بتعيطي ليه؟..
لم ترد عليها مدركة جيداً أنها قد تثور عليها؛ إن أخبرتها شيء..
على الفور دخلت المنزل؛ لتتوجه إلى السلم تلتهم الخطوات إلى غرفتها, حصنها, ومملكتها التي استغنت عنها من أجله هو..
تنفست الصعداء وهي تدخل غرفتها, وتغلق بابها جيداً, وهي تقول بغضب:" مش وحدك اللي بتعرف تهجر يا فارس الفرسان.."
دموع طرفت عينيها مرغمة لترتمي على فراشها الذي احتضن أحلامها الوردية في صباها, وتنفجر في بكاء حاد رغم أنها أقسمت أنها لن تبكيه مره أخرى مهما حدث..

طرق حاد على غرفتها جعلها تستيقظ من نومها تفتح عينيها بصعوبة؛ تشعر بثقل رأسها أثر الصداع..
للحظات لم تستوعب أين هي!.. لتستعيد ببطء الأحداث, وكيف أتت إلى هنا..
بنظرة سريعة للظلام الذي يملئ غرفتها؛ علمت أنها استغرقت الكثير من النوم..
لم تمهلها الطرقات التي زادت بهمجية على باب الغرفة التفكير,
روحها النارية عادت للتحفز بقوة عندما سمعت الصوت الغاضب, بإنفعال يأمرها بفتح الباب في الحال..
قفزت من الفراش تقترب من الباب وهي تزمجر آمرة رافضة:" لأ مفيش باب هيتفتح, وانتَ هتطلع بره البيت, وبره حياتي كلها.."
أتاها صوته خافت آمر بحزم:" افتحي الباب يا آلاء, وخلّينا نتكلم, إلا والله لهكسره.."
صرخت بقوة:" لأ مش هيتفتح, وانت ملكش كلام معايا.."
لم يرد وهي ترى إهتزاز باب غرفتها بقوة في محاولة كما يبدو لكسره؛
لتأخذ خطوة منتقمة سريعة بدون تفكير؛ لتفتح الباب بمفاجأة؛ جعلت جسد الآخر المندفع يختل توازنه على الفور مصطدم بخزانة الملابس بعنف؛ لتنتهي بِه واقع على الأرض رأساً على عقب..
لم تضحك.. ولم يبدو على وجهها أي ردة فعل, وهي تعقد ذراعيها على صدرها, وتنظر له بملامح مغلقة..
استطاع بصعوبه الإعتدال من وضعه المنقلب, يمسد على ذراعه وجسده من أثر الوقوع..
سيطر على نفسه وهو يقف يوازي وقوفها على بعد سنتيمترات قليلة..
للحظات ظل كل منهما يطالع الآخر, ويتأمله..
لم تضعف هي, ولم تبدي أي تاثر به..
بينما هو ينظر لها بغموض, ولم يستطع أن يسيطر علي صدره الذي يهدر بإنفعال غاضب كملامح وجه, وجسده المتحفز..

كانت بدء الحديث من نصيبها هي:" عاوز ايه ,وجيت هنا ليه؟.. أو السؤال الأصح رجعت ليه يا فارس؟.."
إجابته خرجت مقتضبة مختصرة, وغاضبة:" عاوزك.."
فمها التوى بسخرية, لتطلق للسانها العنان تنطق بتشدق:" عاوزني!.. ياراجل ودا بأمارة ايه إن شاء الله!.. امم بأمارة ماسبتني كإني مليش اي قيمة, أو معنى في حياتك ومشيت.."
لم يتزحزح عن غضبه, ولم يدافع عن نفسه ليخبرها بجفاء:" اعتقد اول أسبابي جوازى منك انا وضحته.. امشي واجي وقت ما احب.. شغلي قبل كل حاجه طموحي ومستقبلي.."
لم تستطع أن تسيطر على نفسها, وهي تقترب منه, تصرخ في وجهه:" انا موفقتش على حاجه قراراتك بتاخذها مع نفسك, ومع بابا
خدتني في صحرا.. فاكر نفسك ادهم صبري في زمانه, تضرب رصاص وتحط شروطك.."
ازداد صراخها بعنفوان:" انا موفقتش يا فارس, وعمري ما هكون تابعه ليك, أو لغيرك إنت فاهم!.."
جليد تام أحاطه عندما راى إهتياجها الواضح؛ ليخبرها بدون إكتراث بما تقوله:" انا مش فايق للي بتعمليه دا, بدون حرف زياده هتطلعي أدامي, ونبقي نتحاسب فى بيتنا.."
نظرت له بذهول من بروده, وجليده ألا يشعر الحقير؟.. ألا يمتلك أي مشاعر بشرية؟.. ألا تستحق منه أن يبدي اهتمام بما تقوله..
_اطلع بره يا فارس..
اقترب منها يمسك بيدها التي تشير ناحية الباب:" اعقلي يا آلاء.. وبلاش جنان, وخلّينا نتكلم.."
نفضت يده بعنف مقصود, تبعده عنها؛ ليتشبث بيدها بتملك
حانق..
كانت نارية بإهتياج:" أنهي كلام دا اللي بينا!.. انتَ حتى بعد ما رجعت مصمم انك مغلطتش.."
كز على أسنانه بقوة وهو يقول:" انهي غلط دا؟.. أنا كنت في شغلي معطلنيش حاجه عنه من سبع سنين, ومش هيعطلني دلوقتي.. افهمي بئى.."
هزت رأسها تخبره:" مش عاوزه افهم يا فارس.. انتَ بتقول اني انا هعطلك, اصحى من نومي ادور على جوزي جنبي, ملاقيهوش, وانتَ تقولي اعطلك!.. تحسسني اني مليش قيمة.. كم مهمل وانتَ ترجع بعدها تقول اني كنت هعطلك.."
توتر للحظات وهو يشيح بوجه بعيدًا عنها, يخفي عنها إحساس الذنب الذي شعره فور أن غادرها؛ ولكنه لم يستطع فقط أن....
حجب تفكير وهو يعود إليها يقول بمحاولة واهية لإدعاء الهدوء:" مكنش عندى وقت يا آلاء.. ولو كنتي صحيتي كنت هتعطليني.. انا جهزت شنطتي في اقل من خمس دقايق, واتحركت.."
_عاوز تقول انك مكنتش تعرف, وإتفاجئت!..
اهتزاز يده الممسكة بها أعطاها الإجابة, التي زادت جرحها واضحة..
ليجيب هو بمحاولة واهيه لإقناعها:" انا حاولت اتصل بيكِ كتير, وانتِ رفضتي, وبعتلك رساله فعلاً.. اول ما وصلت كندا.. وانتِ مردتيش.."
_دا على اساس انك حاولت, وصممت تكلمني, ولا زي ما يكون خلصت من حمل وطنشت..


زفر بضيق واضح وهو يعود لمحاولة فرض قوته عليها, يعيد سِيطرته على ما يحدث.. يكون له السيادة والسلطة الذكورية في إنهاء الأمر..
_اللي حصل حصل يا آلاء.. وانا محبتش اضغط علّيكي, مش عاوزه تردي دا شيء يخصك كل واحد يتحمل نتيجة اختياره.. ودلوقتي اطلعي قدامي حالاً انا مسمحتش لكِ بالخروج من البيت..
استنكار تام اعتلى ملامح وجهها:" انتَ مصدق نفسك!.. سامع اللي بتقوله.. اختيار, وانت راجل متفهم اوي, وسبتني براحتي!.. لا كتر خيرك.."
أخذت نفسًا عميقًا وهي تغمض عينيها تحاول أن تداري ألمها منه, لن تظهر له ضعفها به, لا يستحق منها أن يشعر بمقدار جرحها من فعلته..

بهدوء تحلت به أخبرته:" انا مش هخرج من هنا, ولا هاجي معاك.. اما حق في السماح ليا من عدمه؛ انتَ خسرته وخسرت اي حقوق معها يا فارس.."
ببرود سألها:" يعني ايه يا هانم خسرته.. دا على اساس ان ليكِ خيار فى قبول أومراي.."
استمدت منه جليده, وبروده وهي تجاوبه:" ايوه يا فارس ليا.. ومش هتنازل عن حقي دا.. ومش هسامحك على تهميشي مش هسامحك على وجعك ليا, وعلى عملتك.. حجتك اني هعطلك كمان مش هسامحك عليها طلما كنت عاوز شغلك, ومستقبلك, مكنتش اتجوزت مكنتش كسرت أحلامي بأنانية عشان خاطر شفت اني المناسبة.."
زفر بضيق وهو يفرك وجهه بتعب؛ ليخبرها بمحاولة لمهادنة:" طيب يا آلاء خلينا نروح, وفي البيت اعملي اللي عاوزه, انا من ساعة ما جيت بدور عليكِ.. اتصدمت لما ملقتكيش فى البيت, ومحدش شافك وانتي خارجه.. وخدت وقت عشان استوعب انك ممكن تكوني هنا.."
بسخرية قالت:" ليه قلقت علّيا!.."
_اكيد يا آلاء قلقت..
أكملت في سخريتها بتفكه:" لا اصيل يا ابو رحاب.."
عبث بعدم فهم وهو يضيق من بين حاجبيه, يبدو أنه لم يفهم جملتها الساخرة؛ لتتوسع عيناه؛
ليكون رده الذاهل الذي جعلها تجن:" ابو رحاب.. انتي حامل يا آلاء!.."
ورد فعلها كان الصراخ وهي تأمره بجنون منفلت:" اطلع بره يا فارس مش عاوزاك.. طلقني يا فارس.. طلقني دلوقتي.. جوازي منك كان غلط.."
لم يستوعب للحظات ما تقوله, وما تفعله ولم يفهم ما الذي قاله؛ لتجن بتلك الطريقة..
قبض على:" يديها بعنف يهزها بقوة يهدر بغضب احترمي نفسك, واعقلي بدل ما فعلاً اديكي طلقه باديه تكسر بوقك اللي اتجرأ, وبيطلب الطلاق.. انتي اتجننتي!.."
ردود أفعالها كانت متناقضة تماماً؛ عندما انفجرت في بكاء حاد بدون تحفظ, تخبره بصوت متقطع:" انت سبتني يا فارس.. اتسحبت من جنبي وكإن مهمكش.. لا انا فعلاً مهمكش يا فارس.. وجاي دلوقتي تقولي انتي حامل.. ايه كنت عاوزنى كمان ابقى حامل!.. طيب مفكرتش اني ممكن اكون كدا, وانت بتهجرني.."
احتله الذنب ولكنه مازال على تجبره, لم يحاول حتى أن يعطيها ما تحتاجه,
وهو يقول:" طيب متزعليش.. الموضوع ميستحقش دا كله, انا رجعت وممكن نتكلم بهدوء.."
رفعت له عينين حمراوين تسأله:" رجعت ليه يا فارس؟.."
توتر واهتزاز احتل حدقتاه وهو يشيح وجهه عنها,
يخبرها:" نسيت حاجه مهمه.."
ليصمت لبرهة, ثم يردف بنبرة غريبة:" كان لازم تكون معايا.. لاني مقدرتش اركز في شغلي من غيرها.."
أغمضت عينيها بيأس منه, مما يفعل, وهي تبتعد عنه, تقول:" شغلك!.. اطلع بره حالاً؛ لاني بجد رد فعلي مش هيعجبك, وأعتقد اني صورتك اللي بتخاف عليها هتبقى سيئة ادام اهلي.."
بتحذيرغاضب رد:" اعقلي يا آلاء.. لان النتيجه مش هتكون كويسه.."

_اطلع بررررره..
صرختها مهتاجة..
كز على أسنانه بغيظ, وهو يتركها على الفور يخرج من الغرفة صافقًا الباب من خلفه بقوة..
توجهت لفراشها تجلس عليه, وهي تحدق أمامها فى الفراغ..
ندم يعتصرها, وصفعة إفاقة تعلمتها واستوعبتها.. والواقع يفرضه عليها بكل جبروته..
ما حدث تالياً كان جنون مثير لضحك من يتابعون ما يحدث مرأى فارس, وهو يكاد يجن ويتصرف بعشوائية؛ كان شيء من المستحيل توقعه..
همست سوسن بإمتعاض لصديقتها التي تجاورها على مقعد غرفة المعيشة تتناول قهوتها بكل هدوء؛ وكأن من يكاد يجن وتعذبه ابنتها ليس بابن لها..

_انتي هتجننيني يا أمل!.. بقولك سبيني اطلع للبنت دي اكسر دماغها, واخليها ترجع لجوزها..
بهدوء ردت أمل وعيناها تناظران ابنها بشماتة, وهو يخرج ويدخل البيت عدة مرات متتالية, يصعد السلم متوجه لغرفة زوجته ليسمعوا صراخ
آلاء آمرة إياه بالمغادرة..
ليزأر هو الآخر بها, ويتركها ويغادر ثم يعود بعد عدة دقائق قليلة..

_هي حكتلك حاجة.. أو سبب زعلهم؟..
نفت أمل سريعاً:" لا دي بت غبيه, كل ما أسألها زعلانه ليه؟.. متردش علّيا.."
جاوبتها أمل وهى تكتم ضحكتها من خروج فارس وهو يشتم ويسب, يلعن الزواج ويوم تفكيره به؛
لتقول أمل:" يبقى خلاص ملناش دعوه.. لما يطلبوا تدخلنا نبقى ساعتها نعمل اللي عاوزينه.."
لوت سوسن فمها الممتعض تحرك شفتيها ساخرة, تخبرها:" يا خبتك يا فارس يا ابن أمل.. وانا اللي فاكراك هتعقلها, وتربيها تقوم هي اللي تجننك وتخليك ماشي تكلم نفسك!.."
علقت أمل بإبتسامة واسعة ملء شدقتيها:" ياااااه نفسي حالاً اروح أبوس بنتك, وأشكرها؛ احسن يستاهل أخيراً حد خد حقي منه, ونشف ريقه زي ما كان بيعمل معايا, وانا بجري وراه من بلد للتانيه؛ عشان اشوفه يومين على بعض.."
استنكرت سوسن من أمل:" يا وليه انتي شمتانه في ابنك!.."
_عادي يا سوسن ما انتى عاوزه بنتك تتنازل ليه, وكمان بتشجعيه عليها امهات اخر زمن..
لم تعد تعي عدد المرات التى أتى بها, وذهب خلال الساعتين الماضيين..
لقد توقفت عن العد منذ الساعة الأولى.. هل وصل لرقم ٣٠ بعد جفاف المشاعر, لقد لمحت في عينيه التوسل لتسامحه, لتسمع منه, لتفهمه؛ ولكن لسانه البارد ومشاعره المتحجرة ترفض بإصرار أن يخبرها بشيء يساعدها ويساعده..
حسناً يا فارس.. وأنا أيضاً لن أتنازل هذه المرة, وهو تراه يدخل الغرفة بعنف, ويغلق الباب بالمفتاح علمت أنها مختلفه عن سابقاتها..
اقترب منها بتمهل خطر يشدها من أمام نافذة الغرفة, التي كانت تقف أمامها تراقبه, وهو يخرج من البيت يدور حول نفسه, ويشتم ويسب لم تسمع بالطبع؛ ولكنها خمنت ثم يعود للدخول.
ويأتي إليها رفعت إليه عينيها الشرستين, تنفخ في وجهه تخبره:" مهما عملت لا هخاف منك, ولا هتنازل.."
صرخ بقوة جعلتها تشعر بالإنتصار, وهي تحطم حصونه, وتخترق جداره البارد لتشعله..
_انا مش عاوزك تتنازلي, ولا تخافي مني..
_امال؟..
نطقتها ممطوطة مغيظة له..
صرخ عالياً مره أخرى, وهو يقول بهدير مجنون؛ وكأنه مجبر ويقاوم, يحاول ألا يرضخ, ويخبرها بسره المخيف له, والذي هرب حقاً منه,
_نسيت أكمل كلامي, واقولك اني نسيت قلبي هنا معاكي.. رجعت لقلبي انا بحبك للاسف بحبك يا ابتلاء.. ودا مكنتش عامل حسابه..
صدمة تمكنت منها, وهي تطالعه بفم مفغور..
لتعقد حاجبيها بغرابة:" بتحبنى انت مجنون يا فارس صح؟.."
ليعلو صراخها مثله, وهي تكمل:" بتحبني يا ابن المجنونه.. وزعلان انك بتقولها!.. هو حد ضرب على ايدك عشان تقولي!.."
ارتفعت يداها وهي تتوجه لصدره, أدرك سريعاً ما تريد فعله؛ ليمسك يديها جيدًا, يخبرها بتحذير شرس:" جربي تعمليها, وإيدك تتمد علّيا.. والله يا آبتلاء اكسرها بدون ذرة تردد, او ندم.."
صرخت في وجهه بعنف, وغيظ:" ااااه انت هتجنني, عاوز ايه مني يا بارد يا جلف ياااا......"
لم تكمل حديثها وهو ينقض على شفتيها يضمها, ويعتصرها بجنون منفلت قاومته بعنفوان شرس مماثل له؛ ليزيد من تكبليها, ويلف ذراعه على جسدها, ويده الأخرى ترتفع تثبت رأسها من الوراء؛ حتى لا تهرب منه.. تعمق وفقد كل سيطرة في قبلته المجنونة, وهي لم تتنازل أو حتى, تجاريه حاول.. وحاول بتخبط أن يدمجها معه كما كان يحدث في الثلاث أسابيع السعيدة اللاتي قضها معها؛ عندما كانت تبادله مبادراته معها بترحاب, وذوبان فيه..
كان يشعر بالعجز الحقيقي منها من مقاومتها, نادم على تركه لها؛ بل يشعر بقهر مماثل لقهرها..
ابتعد مستسلم عنها, ولكن لم يفلتها يتمتم لها:" انا اسف يارتني ما سبتك.."
بخضوع غريب متنازل عن كل ما يؤمن به, يشكل شخصيته؛
أردف معترف"": انا خفت, هربت لاني خفت.. مكنتش مرتب اني هتعلق بيكِ يوم ما سبتك وسافرت, كنت متاكد لو فتحتي عينك وقولتي متمشيش؛ مكنتش هسيبك.. كنت بنازع ما بين حلمي اللي حققته, طموحي اللي تعبت ووصلت ليه.. شغلي اللي كان اهم عندي من اي انسان..
وبينك انتِ مكنتش عامل حساب اني هحبك, ازاي حبيتك, وأمتى في الفترة الصغيره دي؟..
كنت عاوز اثبت لنفسي انك المناسبة, وتعلقي بيكي عشان سحر اللحظات اللي جمعتنا.."
صمت يقترب منها عندما استشعر عينيها اللتين هدأتا, وجسدها الذي سكن بين يديه, لم تعد تقاومه..
دفن وجهه في نحرها يهمس لها بصدق:" انا هربت.. كنت عاوز اثبت لنفسي اني بمجرد ما هبعد هنسي, وهندمج في شغلي كنت بقاوم ضحكتك اللى بتتردد في وداني.."
بإصرار همس إليها:" بحبك عينيكي الشقية, وهبلك اللي سحرني.. للاسف انا حبيت هبله يا ابتلاء.. انا بحبك.."
همسات متكررة.. ورقة متناهية كان ما يصدر عنه كان يستخدم كل جاذبيته معها, سحره يكبلها, إعترافه المتكرر معها, إعتذار يلحقه إعتذار, وكلمات حب متتالية يحكي عن عذابه في فراقها,
ندمه فى تركها لم تعرف ما يجري معها بكاء ونشيج عالي يصدر منها..
لا تعلم متى ارتفعت يدها, وطوقته تتشبث به, وتضم نفسها إليه..
أبعد رأسه عنها يرفع وجهها الباكي يحدثها,
ويخبرها مستسلم وإبتسامة هادئة تعلو فمه:" انا بحبك بكل حاجه فيكِ.. ومش عاوزك تتغيري, عاوزك سند وشريكة لحياتي برضاكي..
عاوز همس في كل لحظه بحبك ليا .."
اقتربت منه تهد اللحظة الرومانسية التي حصلت عليها, وبمنتهى الطفولية التي لم تعرف كيف تملكتها تمسح أنفها السائل مع دموع عينيها في قميصه, وعلى صدره..
ضحك بقوة يخبرها:" مفيش فايدة فيكي.."
أخبرته بنارية:" يعني اعمل ايه!.. انت اقًرب حاجه امسح فيها.."
ابتعد عنها خطوة وهو يفك أزرار قميصه, وإبتسامة متلاعبة ارتسمت على وجهه, وإثارة احتلت عيناه, يقول بدعاء ممازحًا:" متفهمنيش صح.. انا بس بقرف, ومش هقدر اخلي القميص على جسمي دقيقه واحده بعد اللي عملتيه.."
ردت ضاحكة ودموعها مازالت تجري علي خديها, تبتعد عنه لأقصى الغرفة, ترفع إصبعها بتحذير:" لأ ازاي.. دا انا فاهماك صح جداً.. انسى يا فارس.. انتَ مش هتضحك علّيا بالكلمتين دول.."
تخلص من القميص ليقترب منها سريعاً يقبض عليها, ويكبلها:" انسى ايه دا انا قتيلك.. ولا ثانية واحده صبر عليكِ, مهو انا مش هسيب شغلي وارفع كل راياتي ليكِ.. وانتِ تقولي كلام تاني.."
بحنق ردت:" ابعد يا فارس.. شغل قال!.. بعد شهرين جاي تقولي شغل برضو.."
كان رده أن قبل خديها:" انا آسف.."
ثم ينتقل لجبهتها يكمل:" كنت عاوز ارجع من اول ساعة سبتك فيها.."
استمرت قبلته بخفة نزولاً إلى شفتيها, ليكمل:" حاولت يا آلاء آجي من اول ماسفرت معرفتش.. ومع اول فرصه لتفهمهم اني سايب مراتي, وهي عروسة رجعت.. عمري ما تحججت؛ حتى عشان أمل رغم حبي ليها؛ لكن عندك مقدرتش, ودراستك وتجنبك ليا مدتنيش الجرأة اني أجبرك تجيلي انتي.."
أمال رأسه يقترب منها يقبلها بنعومة متناهية, وبين قبلة واُخرى يخبرها:" أنا بحبك.. واكتشفت اني حبيتك من أول جنون منك.. بحبك وكنتِ الاختيار الصح لقلبي, مش لموصفاتي.."
طوفان لفها يرفعها لأعلى معه فوق سحاب طلما قرأت عنه, وسمعت به, مشاعره الصاخبة هذه المرة كانت كاملة..
كان معها قلبًا وقالبًا, مشاعره كلها كانت بين يديها, لم تعلم متى تحرك بها يمددها برفق على فراش طفولتها, مراهقتها, وأحلامها التي تجسدت به, ليشاركها فيه, ويثبت أنها كانت أحلام حقيقية؛ ولكنها كانت مختلطة بواقعه الخاص..
تمتمت له تحاول دفعه من صدره تتمسك هي بذرة عقل واحدة بينهما:" فارس ابعد كدا غلط.. احنا في بيت بابا شكلنا وحش لو حد عرف اللي بيحصل.."
نظر لها من علو يخبرها وهو مضطرب الأنفاس؛ ولكنه لم يتخلى عن سخريته:" غلط!.. انتِ مراتي يا هبله, وبعدين اطمنك الكل اكيد عرف من وقت ما صوتنا سكت, وبطلنا نصرخ, وبعدين يعني هيعترضو دلوقتي امال ليلة الفرح كانو فكرين اني اتجوزتك عشان احفظك الجدول الدوري مثلاً!.."
شهقت بخجل تحاول التملص منه:" يا قليل الادب.. طيب هتبعد يعني هتبعد وهتخرج.. وانتَ لابس القميص اللي قرفان منه.."
ضمها إليه أكثر يجتاح أرضها بعنف, ويسحبها معه, ضحكاته تعلو بأنفاس لاهثة ما قولنا قبل كدا.. انا معدوم الادب تماماً يا ابتلاء.. معاكي
همست بدلال فارس انا بحبك,

وانا مشتااااق يا آلائي.."
همس بعاطفة جانب أذنها يخبرها, وهو يجرها لدوماته:" انا عاوز طفل منك دلوقتي عاوزه يا آلائي.."
************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:40 PM   #9

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد تسعة أشهر كان ينظر إليها وهي تضم طفلته حديثة الولادة الى أحضانها بعد أن أفاقت أخيراً..
إبتسامة هادئة يرسمها ثقله المعروف, ورزانته لم يتخلى عنها.. غموضه الذي يرسمه حول نفسه في حجب مشاعره أمام من في الغرفة..
اكتفى أن قبل جبهتها فور خروجها من غرفة العمليات, كان بحاجة للإطمئنان عليها؛ بعد عذاب عايشه في موجة مخاضها التي استغرقت أكثر من يوم كامل؛ ليكون الرأي النهائي لطبيبها ولادة قيصرية..
انسحب والداها وأمه بعدها, وهم يقدمون مباركة له ولها..
رفعت عينيها تخبره بحبور:" حلوه اوي يا فارس.."
اقترب منها يمسك يدها بعد أن شعر أخيرًا أن العيون المراقبة تركتهم وحيدين, ليطلق معها مشاعره بغير تحفظ..
قبل يدها بقوة, وهو يقول:" حمد الله على السلامة.. عشت في رعب عليكِ.."
ابتسمت برضى الوقت الذي مضى في هدوء بينهما يهتم بها, يشاركها كل صغيرة, وكبيرة في حياته.. جعلها تتفهم طبيعته جيدًا وتحفظه أمام أي تحدٍ فارس لا يتنازل إلا لها, مازال سفره وعمله أهم ما في حياته؛ لكنها تكتفي بأنها أصبحت في المرتبة الأولى قبل عمله, لقد اعتذر عن عمل هام, وعرض نفسه ربما لمسائلة ما؛ ليأتي لها أثناء مخاضها المفاجئ لهم..
لم يكتفي بطمأنة أمه, أو والديها أنهم بجانبها..
_ عارف على فكرة مش محتاج تقولي..
اقترب من الطفلة يأخذها منها بمهل يخبرها بغرور, وثقة:" كان عندك حق.. اطفالك مني هيكونو في منتهى الجمال والروعة.. شبهي.."
امتعضت ولم تعلق, هي من منحته كل هذا الغرور في وسامته؛ فلتتحمل.. سألته بهدوء:" هتسميها ايه؟.."
أخبرها وهو يلثم طفلته:" رحيق.."
_امم حلو وجديد.. بس ليه؟..
ابتسم وهو يخبرها بفخر:" لانها فيها من رحيق روحك, كل ما اقًرب منها هتفكرني بيكِ.."
قطع عليها حالميتها بما يقول ليردف يثير جنونها:" طبعاً اقصد انها اكيد هتكون امتصت كل هبلك, ونسخه منك فتبقى فيها زي الرحيق.."
_فارس..
قالتها بتحذير..
ضحك بقوه لتبتسم هي بفكرة مجنونة طرقت عقلها, سوف تغيظه كما يفعل معها:" صحيح يا فارس.. انا مكنتش متوقعه منك كدا خيبة املي فيكِ.."
سألها بتوجس:" ليه.. ايه حصل؟.."
_في كل الروايات البطل بيخلف من البطلة توأم.. محصلش معايا ليه!..
وضع الطفلة بحرص شديد لا يخلو من التعجل؛ ليقترب منها ينقض عليها..
_روايات تاني.. انتي مش هتوبي..
ضحكت بقوة:" ولا عمري هتوب يا فارس.."
يده التي تقبض عليها مسدت على كتفيها بحنان, وهو يلثم شفتيها:" ولا انا عاوزك تتوبي يا روح فارس.. وابتلائه.."
**********

تمت بحمد الله

عالم الأحلام الرومانسية الوردي سوف يصبح رائع, وحقيقي..
إن مزجناه بالواقع.
******


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 10:06 PM   #10

Rania nabile

? العضوٌ??? » 441869
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » Rania nabile is on a distinguished road
افتراضي

مبروك Nor black
نزلي لنا كل الروايات


Rania nabile غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.