آخر 10 مشاركات
[تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          213 - لم أعد طفلة - بيني جوردان (الكاتـب : PEPOO - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          4-عاصفة في عينيه-ليليان بيك-كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          سيمفونية الجليد والنار(117)-ج3 أسرار خلف أسوار القصور - noor1984*الفصل17ج1* *مميزة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما تقيمك للقصة من كافة النواحي
ممتاز 0 0%
جيدة 0 0%
مقبولة 0 0%
سيئة 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-19, 07:58 PM   #1

fanar
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 1792
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » fanar is on a distinguished road
افتراضي حلم الطفولة .. بقلمي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ان اقدم لكم هذه القصة القصيرة
وهي من قصصي المفضلة ( القصص تعتبر كابناء لنا ولكن لابد ان يكون هناك بعضهم مفضلا عن الباقين

حلم الطفولة


أحلام الطفولة هي مجرد أكاذيب ساذجة ترافقنا في مراحل بسيطة من حياتنا ولا يبقي منها غير تلك الأماني التي تصمد في وجه الزمن والظروف، نتمسك بها لأنها جزء كاذب من أنفسنا لا نستطيع أن نزيحه، أو لأنه ما يبقينا أحياء.


fanar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 08:03 PM   #2

fanar
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 1792
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » fanar is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



حلم الطفولة

أحلام الطفولة هي مجرد أكاذيب ساذجة ترافقنا في مراحل بسيطة من حياتنا ولا يبقي منها غير تلك الأماني التي تصمد في وجه الزمن والظروف، نتمسك بها لأنها جزء كاذب من أنفسنا لا نستطيع أن نزيحه، أو لأنه ما يبقينا أحياء.
ومهما حاولنا أن نواجه الواقع، أن نواجه أنفسنا نظل نتمسك بذاك الحلم الذي يزداد قوة مع مرور الزمن يقتات على الحنين للماضي، على قسوة الحاضر، على بقايا براءة الطفولة، على الضعف الذي نشعر به حين نكبر ونكتشف أن الشباب ليس بالبريق الذي تصورناه.
وكذلك كان حبي له كذبة رفضت التخلي عنها وحاربت وناضلت من أجله بكل قوتي. كان حبي الأول والأخير والوحيد وما أقسى ما يواجه الحب الأول في حياتنا من ظروف تقتله وتحاول دفنه بين طيات الزمن ولكنه يظل حيا في جزء خفي من أرواحنا وما أفسأها من حياة حين يكون حبا من طرف واحد.
محاولة نزعه من قلبي لم يكن أمرا واردا فأنا لن أجد رجل مثله هو كل العالم حولي لا أحد يمكنه أن يتغلب على شخصيته وقوته وذكاءه و .. قسوته.
هو ابن عمتي وشقيق صديقتي الأقرب إلى قلبي تربينا في حي واحد وكنت أفتح عيني في الصباح وأركض بملابس النوم إلى منزله لأراه أو إلى نافذة منزلي أراقبه بصمت وهو ذاهب إلى مدرسته لم يكن يكبرني إلا بسنوات قليلة ولكن جديته جعلت الفارق كبيرا بيننا.
كنت أحاول لفت انتباهه لي بالثرثرة التي كان يوبخني عليها أو بالشقاوة التي تنتهي بضربي أنا وشقيقته بالعصا، ثم يقودني إلى منزلي كشاة ضالة ودموعي تكاد تغرق الطريق وصوت بكائي يضج في الحي القديم.
وعندما دخلت المدرسة عدت أول يوم إلى منزله مع شقيقته لكي يراني بالزي المدرسي لعلي ألمح نظرة اعجاب منه ولكن لم يلتفت لي لأنه كان يلعب بالكرة مع أصحابه ولم يجد حل للتخلص من إزعاجي إلا بقذف الكرة في وجهي لأعود باكية إلى عمتي التي وبختني وهي تمسح وجهي من كل تلك السوائل التي خرجت من عيني وأنفي وفمي وأنا اشكوا لها ما حصل لي.
وهكذا كانت حياتي معه كل محاولة للفت انتباهه كانت تقابلها ضربة أو سخرية منه
حتى التقويم الوردي الذي وضعته على أسناني وذهبت فخورة لأريه إياه فقام بالصراخ في وجهي لأقفل فمي الكبير المبتسم.
عندما نكون أطفالا نتقبل بشكل ما المعاملة القاسية وننساها بسرعة ولكن كل ما كبرنا أصبح الأمر أقسى ولا يمكن نسيانه.
وهكذا كانت قسوته تقتلني وكنت أحاول التراجع والابتعاد وعدم رؤيته ولكن شقيقته كانت تدفعني دوما للتقدم والاهتمام به مدعية أنه يحبني ولكنه يخفي ما يشعر به. ولكن ذات يوما سيظهر حبه لي وسيحارب من أجلي، ولذلك بقيت انتظر مرور الزمن وقدوم ذاك اليوم الموعود.
الزمن هو امواج جارفة تتلاعب بأحلامنا البريئة وامنياتنا تارة تغرقها في الاعماق وتارة اخري تصدمها بصخور الواقع القاسية حتى يصبح الموت هو رحمة تنجينا من بؤس الحياة وهكذا كانت ايامي تداعبني الأحلام تارة ويصدمني الواقع تارة اخرى. وتألمت بشدة حين بدأ يصادق الفتيات وكنا نستمع إليه وهو يتحدث إليهن ويغير صوته ويجعله لطيفا بشكل لم أسمعه منه أبدا ويغرقهم بكلمات كنت سأموت من الفرحة لو وجه لي جزء منها.
ورغم ذلك كان أملي كبيرا أن أفوز بحبه، أملا كاذبا يجعلني عمياء عن رؤية الحقائق وهي أنه لا يبالي بي وأن عمتي لا تفكر مطلقا بي .
فعندما كنا نذهب لمناسبة زواج أو خطوبة كنت أرتدي أجمل الأثواب وأتبرج وأهتم بعمتي وأكون طوع يديها لأرضيها لا أكاد أجلس في مكاني وأنا أقوم بصب القهوة والشاي لها كل دقيقة والرقص مع كل أغنية فإذا بها تسأل ابنتها الكبرى إذا كانت تعرف تلك الفتاة الجميلة التي كانت ترقص بجواري وهل تناسب أخاها .. وأنا يا عمتي ماذا أكون؟ عمود النور...! صحيح أني لست فائقة الجمال ولكني لا أعتبر قبيحة رغم فمي الكبير والمبتسم دائما ولكن كانت مواصفات العروس التي ترغبها عمتي أكبر من حدودي.
وطبعا حين أعود أسمع توبيخا من أمي وأن الثقل صنعة. وكان كل من حولي يعرف أني أهيم به عشقا وربما هو أيضا كان يعلم وكانوا يسخرون مني ويستمتعون بمحاولاتي الحمقاء للفت انتباهه أو انتباه عمتي ومنهم من حاول أن ينبهني أن أنسى الفكرة ولكني لم أفهم تلميحاتهم
قد تظنون أني غبية، كلا فأنا ذكية جدا ومن المتفوقات في دراستي ولكن ليس لدي تلك النباهة التي تجعلني ألاحظ الأمر دون أن يخبرني أحد به صراحة
أي أني لست كما يقول المثل "أفهمها وهي طائرة" وأعتقد أنهم إذا أحضروا هذه الطائرة وقلبوها يمينا ويسارا أمامي فأنا لن أفهمها حتى يشرحوها لي. ربما حينها استوعب الأمر ربما.
وهكذا وبهذه الدرجة المتدنية من النباهة كانت صدمتي قوية عندما عرفت برغبته لخطبة فتاة جميلة من قريبات زوج أخته
كم هو مؤلما بكاء القلب حين تتحطم الأحلام كانهيار بناء كبير يناطح السحاب فيثير فوضي عارمة في مشاعرنا وصدمة قوية تهز الأرض من تحتنا وظلاما يغشي أعيننا
أردت الموت فما جدوى الحياة من دون حبيبي ويبدو أن جسدي أستجاب لقلبي فأنهار مثله ونقلت للمستشفى وبقيت فيها أيام أعاني من صدمة عصبية ونقص في التغذية وهبوطا حادا في ضغط الدم
وجاء لزيارتي حاملا معه علبة من الشكولاتة، يبدو أنه لم يلاحظ أني كبرت وأني كنت سأفرح أكثر لو أحضر وردة واحدة تحمل تقديرا وإحساسا بكوني امرأة شابة
ورغم ذلك أعادتني زيارته للحياة والتصميم أكثر للفوز به.
حين نسمح للجنون أن يقودنا ويقود حبنا فإننا نرمي بأنفسنا للهاوية من دون تقدير للمخاطر وهكذا وبتهور لا حدود له ذهبت لعمتي في منزلها في وقت أعلم أن لا أحد غيرها في المنزل وبكيت عندها وأخبرتها أني على علاقة عاطفية مع ابنها وأني سلمت نفسي له لأنه وعدني بالزواج ولكنه تخلى عني .طبعا لم تصدقني عمتي لأنها تعرف ابنها وعدم اهتمامه بي .فذهبت لأمي وأخبرتها بالكذبة نفسها ولأن علاقتها بعمتي متوترة فقد أقامت أمي الدنيا ولم تقعدها وأخبرت أبي وحاول أبي أن يكتم الموضوع قبل أن يتحول لفضيحة وطلب من أمي أن تأخذني للدكتورة للفحص الطبي والواقع لا أعلم هل كانت لدي الجراءة أن أذي نفسي لأثبت كذبتي أم لا لكن من حسن حظي أن أمي رفضت الأمر وأكدت أنها تصدق كلامي وتشاجرت مع عمتي التي رمتني بكلمات جارحة وكبر الموضوع من هنا وهناك بين عائلتي وعائلته .واجتماعات مطولة وفي النهاية أحضروني وأحضروه وواجهنا ببعض.
كان غاضبا كما لم آراءه من قبله ويتمنى قتلي حاول أن يبرأ نفسه ولكني صممت على كلامي وعندها بدأ الموضوع يتحول حول أني أعرف شابا أخر وأحاول توريط ابن عمتي واستطاعت عمتي بخبرتها أن تزرع هذا الشك في أبي الذي أمسك بذراعي بقوة وأنهال على ضربا محاولا استخراج الحقيقة مني
ولم ينقذني منه غير صوت ابن عمتي وهو يوقفه بقوله إني صادقة ولم اعرف سواه وأنه مستعدا لتصحيح الأمر والزواج بي.
الصدمة لم تنل من والدينا فقط بل مني أيضا .. لقد نجحت لقد فزت به .
كم كنت حمقاء حين ظننت أني فزت فهو فوز مبني على الكذب، على الغضب على الثأر. ولكني لم ألاحظ ذلك أو ربما تجاهلته تماما كما أتجاهل أي حقائق تثبت عدم حبه لي واستمريت بالتجهيز للزواج رغم عدم سرور أحد بهذا الزواج.
وأخيرا حصل الزفاف وارتديت الثوب الأبيض ومشيت وسط المدعوين ممسكة بيد حبيبي لا يمكن لأحد أن يشعر بتلك الفرحة إلا من تزوج بمن يحبه، سعادة تجعل كل ذرة في جسمك ترقصا طربا. وذهبنا إلى شقتنا التي قمت باختيار كل ما فيها من اثاث بحب وسعادة.
توقف في وسط غرفة النوم ونظر حوله باحتقار ثم انتقلت نظراته المحتقرة تجاهي وشعرت بالخوف فقد أدركت ما كان سيقوله قبل يتحدث به.
تكلم بصوت هادى بارد قائلا بأنه هنا تنتهي هذه المسرحية القذرة التي مارسناها وأنه تزوجني فقط ليستر علي ويمنع خاله من قتلي. ولكن أبدا لن أكون زوجة حقيقية له وأنه بعد عدة أشهر سيقوم بتطليقي وينتهي كل شيء. وأنه من الأفضل أن أكتم هذا الحديث الذي يدور بيننا لأنني سأكون أنا الخاسرة وسيطلقني فورا إن أعلمت أحدا بذلك.
إن انهيار الأحلام مؤلم، مدمرا للنفس والقلب ولكن الأقسى من ذلك حين ترى حلمك قد تحقق امامك ثم اختفى كماء أنسل من بين يديك وانت تنظر إليه عاجزا عن فعل شيء. إنه أمر موجعا لا حدود لوجعه وألمه يقتل كل ذرة فينا ويجعلنا لا شيء.
تماسكت رغم ألمي ووجعي ونمت تلك الليلة على سرير زفافنا وحيدة أبكي حبا لم يكتب لي، أبكي وجعا سيطول مدى العمر، أبكي ندما على تهورات أفقدتني من أحب وللأبد. سقطت من عينه رغم أني كنت أريد الوصول لقلبه، فقدته بكذبي بحيلتي التي حاول هو بشهامته أن ينقذني من نتائجها الكارثية.


fanar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-20, 08:26 AM   #3

fanar
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 1792
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » fanar is on a distinguished road
افتراضي

من حسن حظي، كان موعد رحلتنا في ظهر اليوم التالي قبل أن يرانا أحد، ويرى وجهي المنتفخ بالبكاء.
سافرنا لمدينة الحب والعشاق، ليتركني في غرفة الفندق ويرحل كغريب أراه من بعيد، هادئا، صامتا، مكسورا، يحاول
أن يُهدئ من أعصابه في تلك الأجواء، ولم أجرؤ أنا على
الاقتراب منه.
فجأة بعد ليلة زفافنا، أصبح غريبا بالنسبة لي، كأنه لم يكن قريبي يوما، كأننا لم نكبر معا، وكنت أراقبه كما كنت أراقبه حين يلعب مع أصدقائه في أزقة الحي القديم.
منحتني الأيام التي قضيتها في الخارج وقتا كي أتماسك وأعيد حساباتي، فعدت لعائلتي وأنا أمثل دور الزوجة العاشقة السعيدة التي قضت أجمل أيام عمرها مع رجلها الذي تعشقه، وجلست أمامهم أحكي عن الاماكن الذي زرناها، والأنشطة التي قمنا بها، واختلقت قصصا غير حقيقية عن مواقف لم تحصل، وكان هو صامتا، ينظر للبعيد بابتسامة ساخرة، ولكن الأيام الماضية جعلتني أصمم على تغيير رأيه، ليقتنع بفكرة أن يبقي زواجنا دائما وحقيقيا.
حاولت أن أكون زوجة صالحة، أوفِّق بين دراستي، وبين متطلبات المنزل، وأحاول إبهاره بألذ الأطباق، وتزين المنزل، والاهتمام بملابسه وبه، ولكن لم أجد منه أي اهتمام بي، فقد اتخذ من غرفة الضيوف غرفة له ينام فيها، ويجلس في المجلس صامتا، يشاهد الأخبار دون أن يبالي بثرثرتي وأنا أحكي له يومياتي، تماما مثل ما كان ونحن
أطفال، ولم يتبقَ غير الكرة التي يقذفها في وجهي، ليجبرني على الصمت.
لم أشعر باليأس إلا حين رأيته يرتب موعدا مع امرأة على الهاتف، اشتعلت في داخلي الغيرة، وقررت أني لن أسمح لامرأة مهما كانت أن تأخذه مني، لقد عرّضت نفسي لأسوأ المواقف من أجل أن أحصل عليه، ولن تأخذه امرأة أخرى إلا على جثتي.
ومن غير أن يشعر وضعت برنامج تحديد المواقع على هاتفه، وانتظرت اليوم الموعود، وحين رأيته يرتدي ملابسه ويهتم بمظهره قبل الخروج، اصطنعت عدم الاهتمام، ولكن بمجرد أن خرج، ارتديت عباءتي وخرجت مسرعة من المنزل، وأخذت تاكسي وذهبت للموقع الذي حدده لي البرنامج.
وقفت خارج المنزل، واتصلت عليه سألته أين هو، فتأفف وقال إنه مع أصدقائه يلعبون الورق، فكذّبته وقلت له أني أعرف أنه في سهرة ماجنة مع أصدقائه والنساء الساقطات، وأنا الأن أمام منزل أصدقائه، وأنه إذا لم يخرج فورا فإنني سأصرخ ليسمعني الجيران، وأخبرهم بما يحصل بالداخل وسيحضرون الشرطة.
لم أكد أكمل كلامي حتى فتح الباب وخرج هو بعينين متسعتين من الصدمة، ورغم ذلك تراجع للوراء حين رآني، فهو رغم معرفته بجنوني، لم يتوقع أن أصل لهذا الحد، أمسك ذراعي بقسوة متسائلا ما الذي أفعله هنا، وكيف عرفت مكانه، وهل تبعته، فحاولت التخلص من يده والدخول، وأنا أشتم المرأة التي تظن أنها تستطيع الحصول عليه وأخذه مني، فشدني بقوة وهو يقول بصوت هامس يحمل نبرة الصراخ
-أيتها المجنونة، بالداخل أصدقائي كيف تضعيني بهذا الموقف؟!
-أنت من فرضت على ذلك، إنك زوجي، وسأحارب من أجلك، ولقد فعلت أمورا مجنونة من قبل من أجلك، فلا تظن أني سأتهاون عن الاتصال بالشرطة.
وسمعنا صوتا من خلفنا ينادي زوجي بالدخول لإكمال اللعبة، فهو دوره، وكانت أصوات الرجال في الداخل عالية، وهم يتحدثون عن اللعب والكروت، أخفاني زوجي خلفه وهو يكلم صديقه، أن كل شيء على ما يرام، ولكنه اتصال من زوجته والشبكة ضعيفة بالداخل، فأجابه صديقة بطرفة أن الزواج جعل منه العاشق الهائم بحب زوجته، وأنهم قد خسروه منذ أن تزوج.
تنفس زوجي الصعداء، واستدار تجاهي، لا يمكنكم أن تتصوروا نظرته تلك، لو كان للنظرات أن تقتل، لقتلتني شرّ قتلة، ابتسمت له بارتباك محاولة أن أهدئ الموقف، فقال لي
-عودي الآن للمنزل، وسنتفاهم حين أعود.
هززت رأسي فورا، وأردت العودة مسرعة قبل أن يغير رأيه ويقوم بضربي، ولكنه أمسك ذراعي مجددا وسألني وكأنه تذكر فجأة
-مع من أتيتِ؟
ابتسمت ابتسامة مشدودة من التوتر والخوف، وقلت
- بالتاكسي
-أيتها المجنونة، أيتها المجنونة انتظري هنا سأعود لأقللك للبيت.
فقلت له لا داعي لذلك، فأنا سأعود كما أتيت، ولكنه أقسم على بالطلاق إن تحركت من مكاني قبل أن يعود مرت، أقل من دقيقتين قبل أن يعود حاملا مفتاحه، وركبنا سيارته
وعدنا صامتين للمنزل وكنت أرى عروق يده من شدة توتره وضغطه على مقود القيادة.
لم أشعر يوما بالخوف مثل تلك المرة، حين فتح باب منزلنا كنت مستعدة للهرب، فركضت كالهر المرعوب بكل قوتي قبل أن ينتبه، ودخلت الحمام، وأقفلت الباب بالمفتاح،
أخذ يطرق الباب بقوة وعنف، ويزمجر صارخا مطالبا إياي بالخروج وأنا أرفض ذلك، ويهدد هو بقتلي.
وكان أشد خوفي أن يكسر الباب، سحبت آلة غسيل الملابس الثقيلة، ووضعتها خلف الباب، وصرت أملؤها بالماء حتى تصبح أثقل، وهو يحاول ضرب الباب، ثم قال لي أخيرا أن مصيري أن أخرج إذا ما جعت.
أخرج ؟! أنا مستعدة أن ألتهم ذراعي من الجوع، على أن أخرج وأواجه غضبه


fanar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.