آخر 10 مشاركات
7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-19, 05:55 PM   #1

زهرة سوداء

كاتبة بقلوب أحلام ومحررة بالجريدة الأدبية


? العضوٌ??? » 154080
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 103
?  نُقآطِيْ » زهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond reputeزهرة سوداء has a reputation beyond repute
افتراضي اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط)






مراحب يا اجمل قارئات

اطل عليكم مرة اخرى برواية جديدة

ابطال مختلفين

فبطلتي هذه المرة ليست بريئة ولا مسالمة

وبطلي ليس الوسيم الغني

انهما فقط ابطال من نوع اخر

سأترككم مع الغلاف والمقدمة ولكن دعوني اشكر جميع من كان معي في كتابتها
زهرة منسية حسن الخلق ايسو حياة12 وذكريات الحب فريدة جلاد وسولي الساحرة الصغيرة













كتابة وتدقيق لغوي: زهرة سوداء
تصميم متكامل: سمية سيمو
تنزيل الفصول: الأسيرة بأفكارها
تعبئة الكتاب الإلكتروني: Just Faith





في المشاركة التالية...






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




لا تنسوا جميلتنا زهرة سوداء من دعمكم وأرائكم...
دمتم بحفظ الله...
قراءة شيقة ومليئة بالمتعة للجميع...










التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 03-02-20 الساعة 06:52 PM
زهرة سوداء غير متواجد حالياً  
التوقيع
الكاتبة زهرة سوداء
رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 12:38 PM   #2

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الملخص الداخلي


في لحظة عادت لها ذكريات ذلك اليوم عندما شقت الطريق الصحراوي متجه الى تلك البلدة البدوية الحدودية ورأته اول مرة عرفت ان أقامتها لن تكون سهلة وانها ستعاني كل دقيقة لكن لا شيء هيأها لما واجهت ...نبذ تجاهل والادهى قلة احترام او اهتمام ...لقد حاولت لاأحد يمكنه ان ينكر لكن بكلمة واحدة كانت كل مساعيها تهدم
عرفت انها ستعيش كابوس فرض عليها هي لا تنكر انها اخطات وعليها تحمل عقاب ذلك الخطا ...لكن فقط لو يسمحوا لها ان تكفر عنه لو يعطوها فرصة
ومع ذلك هاهي بغباء وضعت نفسها تحت سلطتهم






التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 05:46 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 12:43 PM   #3

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الاول


سماء ملبدة بالغيوم مهددة بانهمار المطر لكن الطقس متمسك بشراسة باخر اذيال الصيف كما هي متشبثة باخر قلاع تماسكها التي بدات بالانهيار رغم محاولاتها المستميتة للبقاء صامدة لقد فشلت لاشيء يمكنه ان يخفف مذاق الخسارة المر الذي يسري داخلها
تلفتت حولها تنظر الى الطريق الصحراوي الشاحب امامها خالي من ابسط معالم الحياة سوى بعض المنازل البسيطة التي انتشرت دون انتظام هنا وهناك وبعض بيوت الشعر البعيدة وقد تحلق حولها الأغنام والإبل والأحصنة
اين انا؟ هتفت في داخلها كأنها عبرت بوابة الزمن لعصر غابر عالم غريب تدخله بعيد تماما عن المدينة التي تركتها خلفها وما زالت المسيرة طويلة امامها لتصل الى مبنى المتصرف حيث ستستلم مهامها
ثلاثة ساعات قيادة كانت كثيرة جدا بالنسبة لها خصوصا انها ابنة مدينة وابعد مسافة قادتها كانت نصف ساعة ساعة على الاكثر واي مسافة أطول كانت سفر تحتاج الى طائرة لاجتيازها وبالطبع لم تكن وجهتها ابدا منطقة حدودية صحراوية خالية الا من البيوت موحدة الشكل والحجم
لاح امامها مبنى ضخم قدرت انه غايتها ولابد فسيارات الشرطة ركنت أمامه ورفف علم للبلاد فوقه وحمل لوحة كبيرة متصرفية اقليم البادية
عرفت نفسها للحارس الأمني الذي اجرى اتصالا قبل ان يسمح لها بإدخال سيارتها الى موقف المبنى ترجلت منها على مضض تحاول تعزيز نفسها قبل ان تدخل لفحها هبو جاف بارد ما ان استقامت خارجة بالطبع هي لا تتوقع جو شتوي كالذي تركته في المدينة هنا فى الصحراء لكنها ايضا لم تعتقد ان الاختلاف سيكون بهذا الشكل لكن ما الفرق فكل شيء في حياتها سيتغير ويختلف من هذه اللحظة ....لا بل من تلك الغلطة صححت لنفسها وهي تحمل حقيبتها غالية الثمن كباقي ثيابها وتاخذ نفس عميق وتتوجه الى الداخل
كان المبنى كخلية النحل تلقت نظرات متوجسة حولها ولم تستغرب ذلك فهي امراة وبالتاكيد دخولها هنا سيكون مثار أسئلة
تقدم منها احدهم بزيه الرسمي
"كيف أساعدك "سالها ويبدو انه في عجلة للتخلص منها
"اريد ان أقابل المأمور لو سمحت انا ..الطبيبة الجديدة"
رفع حاجباه حتى كادا ان يصلا الى منبت شعره
"ماذا "
"ما الذي يحدث "تدخل صوتا اخر وكما يبدو انه اعلى رتبة من الشخص الذي سالها لانه ادى له التحية العسكرية
"انها تقول انها الطبيبة الجديدة سيدي"قال الرجل بارتباك مما جعلها تتدخل فلقد ضاقت فعلا من وقوفها هكذا تشرح لكل شخص من هي وتنتظر لحظة الاندهاش التي يسقط بها
"لو سمحت لقد اخبروني ان أقابل المأمور فور قدومي هلا أخذتني الى مكتبه لو سمحت "حاولت ان تضيف بعض الرقة لنبرتها الجافة
نظر لها الشرطي ذو الرتبة الأعلى نظرة فاحصة قبل ان يقول "من هنا"قال مشيرا للممر الداخلي المؤدي للمكاتب
نهض على قدميه ينظر الى النافذة التي يطل عليها مكتبه زافرا بضيق احتواه بعد تلك المكالمة الصادرة من جهة عليا دق الباب وعمل ان موضوع المكالمة لابد ان وصلت
"ادخل "
على مهل ادار نفسه ليستقبل القادم رغم انه يعرف
رفع الشخص الذي معها يده بتحية "انها الطبيبة الجديدة وتريد مقابلتك"
"شكرًا صخر تفضلي أشار إلى الطبيبة التي اصيبت بنوع من الاندهاش فهذا الشخص لا يبدو لها مامورا انه صغير تقريبا بداية الأربعين صوته عميق وحازم ونظرته قاسية يختلف عن المأمورين اصدقاء والدها تماما والاهم هو اسمه الذي برز على حافة المكتب
"مرعد الصخور "اي اسم هو هذا
انتبهت انها تقف في مدخل مكتبه لتتقدم وتدخل
"سما الصافي"قدمت نفسها له"الطبيبة الجديدة"عادت توضح بينما تجلس على الكرسي البسيط الذي يقابل مكتبه
"اهلًا بك قال المسمى مرعد متخذا مكانه خلف المكتب "اظن انك ابنة العين منذر الصافي "
ارتبكت قليلا مدركة الى اين ستؤدي هذه المحادثة يبدو ان السيد مرعد لن يجعل إقامتها سهلة
"اجل انه ابي"
"تسألت ما سر العرض المغري الذي حصل عليه الطبيب حازم وجعله يترك الوحدة الصحية مع انه ابن المنطقة وكانت زوجته تشاركه العمل لكن عندما رايت اسمك عرفت ...الا انه بقي شيء اخر لم اعرفه لما انت هنا ..الامر لا يحتاج لذكاء انه نقل تأديبي ابنة المدينة ماذا ستفعل في منطقة صحراوية بدائية وهذا واضح من التقرير ومن التوصيات التي وردت بشانك لكن يبقى السؤال الاكبر ما هو الخطا الذي ارتكبته لتعاقبي بنفيك الى ..بالطبع استطيع معرفة السبب لكني افضل ان اسمع منك "
اطرقت سما راسها مفكرة ليست بداية جيدة ابدا
لكن ليس امامها سوى قول الحقيقة
"انا طبيبة جراحة أمارسها منذ ثلاث سنوات تقريبا المفترض انني أخصائية لكني ارتبكت خطا ...لقد مات شخصا وانا أجري له عملية ..."
"خطا ...موت شخص يسمى خطا انه قتل "
"لم يكن خطئي ..اعني ترددت سما الامر ليس كما تصورت انه خطا طبي ..."
رفع مرعد يده "اعفيني من التفاصيل لا اعلم كيف ارسلوك إلينا لكن كوني حذرة اي خطا هنا سيكلفك اكثر بكثير من مسيرتك المهنية ...سأرسل احد الرجال معك للوحدة الصحية يوجد بيت ملحق لإقامتك كطبيبة" قال بسرعة منهيا المقابلة
"شكرًا لك "قالت سما فهي فعلا لا تعرف ما تقول
بعد ان غادرت امسك مرعد الملف امامه ملقيا به بعصبية على المكتب
"ما بك عمي ساله صقر الذي كان يتابع الحوار بين مرعد وسما
"ارسلوا لنا قاتلة فقط لانها ابنة احد الأعيان هل حياتنا رخيصة لهذا الحد لكي يرسلوا لنا طبيبة غير كفؤ كاننا فئران تمارس علينا تجاربها في مجال الطب "
"لا اعلم ما اقول عمي"
"انتبه لها ان اخطات باي شي فقط اعلمني "
شعور عارم بالنبذ استولى عليها بينما تغادر المبنى تلحق بالشرطي الذي رافقها
لم تتصور في حياتها ان تكون هكذا ولم تتوقع ان ذلك الخطا الغير مقصود سيوسمها للأبد بلقب قاتلة
لم تتوقف صدماتها عند ذلك فبمجرد دخولها المركز الصحي حتى عرفت اي ماساة ستعيشها فهو اقرب للحظيرة منه لمكان طبي أما عن البيت المرفق فهو نظرت سما حولها يا الهي غرف الخدم في قصر ابيها اكبر منه بمقدار ضعفين تنقلت نظراتها على الاثاث الرث والمستعمل بالطبع هي لن تنام علي هذه الأشياء ابدا
أمسكت هاتفها بسرعة
"بابا ...قالت بصوت باكي قبل ان تنفجر بشكواها التي لا تنتهي والتي سارع والدها لتلبيتها
******
ايام توالت والحال كما هو مع ان البيت قد تم تجديده الا انه ما زال صغيرا بالنسبة لمقتنياتها التي اعادت اكثر من نصفهم الى منزل والديها عندما عادت في عطلة نهاية الاسبوع
"كيف حال طبيبتنا"
قال والدها بأسلوبه المدلل
"سيئة ابي مر اسبوعان ولم ارى مريضا واحدا يدخل المركز "
اقترب والدها يضم كتفها "تحتاجين لوقت "
"لما لا تذهبي انت لهم في زيارات ميدانية "تدخل اخيها مؤمن الذي انضم اليهم على مائدة الغداء
"ستنجحي حبيبتي لا تقلقي لم يمر سوى اسبوعان أسبوع قضيته في تجديد المنزل أي ان انك لم تعملي فعليا الا أسبوع واحد فقط"علقت والدتها
"انت تستطيعي فعل ذلك كنت دوما مميزة ومجتهدة "عادت واردفت
"انا احتاج اخي ثائر دوما لديه حلول لكل شيء"قالت سما بيأس فهي فعلا تشتاق لأخيها الغائب منذ ان ترك جدها لامها ميراثه له سافر الى تركيا وبقي هناك
"واين ذهبت انا قال مؤمن هو الأقرب عمرا منها وهو طبيب مثلها لكنه يشبهها فعليا في كل شيء لطالما كان ثائر الصخرة التي يرتكزان عليها فكرت سما
"انت اخي الحبيب ابتسمت له لكن انت تعلم ما اعني "
"اعرف حتى انا في بعض الأحيان اجد نفسي افتقده ربما لان شخصيته مختلفة عنا نحن الاثنان لكن لا يمكنني ان انكر انه دائما صاحب الحلول ومع ذلك هذا لا يمنع ان تفكري بما قلت لك اذهبي لزيارتهم "
******
جلس على راس المائدة حيث تجتمع عائلته على وجبة الغداء يوم الجمعة فاليوم هو اجازة للجميع ابناء اخيه صقر صخر ورعود وابناء صخر وصقر الذي كبروا الان وبعضهم سينهي دراسته المدرسية هذا العام و ابن صقر الكبير سينهي سنته الاولى في الجامعة... انها عائلة كبيرة سعيدة فكر مرعد يبدا الطعام لديه ثلاث ابناء اخ اثنان متزوجان راية وفرحة صقر له خمس ابناء رعاد صبابة ومزنة وفارس
وصخر لدية ستة فوز وريحانة توام وفواز وفايز متعب وعناد
اما رعود فهو عازف عن الزواج حاليا
وهناك والدته فوز الجدة الكبيرةالتي تجلس دائما الى يمينه وصبابة والدة ابناء اخيه وزوجته تجلس الى جانبها ثم زوجات ابناءها وبناتهم اما اليسار فهو للابناء ابتداء من صقر ثم اخويه ثم ابنائهم
ابتسم مرعد لعائلته
"احب يوم الجمعة لانني ارى الجميع فيه لا عمل يشغلنا ولا دراسة تبعدنا "
"ادامك الله عمي وتبقى جمعتنا"اجابه صقر بينما فوز والباقين يرددون امين
"كيف عملك يا رعود "
"بخير عمي تعلم انني حاليا رئيس حرس الحدود في المنطقة "
"لا اعلم اما اخترت حرس الحدود لما لم تصبح في الأمن العام كاخويك وعمك "تدخلت صبابة بأسلوبها النزق كالعادة
مما جعل مرعد ينظر لها باستياء"اراد ان يكون كوالده "
"لا احد سيكون مثله "قالت صبابة بتحدي وعناد
"كفى دعونا ننهي وجبتنا"قالت فوز تهدا الوضع
"لقد غادرت الطبيبة مـْساء امس "غير صقر الموضوع
"لابد انها تفتقد اجواء المدينة "تدخل صخر
"او قد اصابها الملل فهي خلال الأسبوعان لم تفعل شيء سوى ترتيب بيتها "علق صقر
"كنت افكر في زيارتها سمعت من النساء انها جميلة وتشبه فتيات المجلات"تدخلت راية زوجت صقر
"انت لن تذهبي الى المركز الصحي ولا اي احد منكن "
"لكن لماذا ابي "قالت ابنته صبابة
"هذا الطبيبة اتت هنا لانها تسببت في قتل احد مرضاها لذا انا لا اريد ان ...."
"صقر هتف مرعد به مما جعله يتوقف هذا الكلام لن يخرج من هنا ابدا هذا مفهوم قال للجميع مما جعلهم يمؤون برؤوسهم وانت وجه حديثه لصقر لي حديث اخر معك بعد الغداء "
نظرت صبابة لزوجها وابنها يبدو ان ما قاله صقر لم يعجب مرعد هذه الطبيبة وجودها غير مريح ما ان عرفت به حتى شعرت بضيق غريب لا يجب ان تبقى هنا لا تعلم لما لكن هناك حافز يجعلها ترفضها تماما لكنها ستسهل مهمة التخلص منها من سيرغب بطبيبة فاشلة على اية حال
عادت مـساء السبت وكانت مفاجاة لها ان ترى القرية ساكنة كأن لا احد بها يبدو انهم ينامون باكرا لكن ما ان دققت النظر حتى رات بعض الخيم يخرج منها الدخان دليل وجود احد بها ربما الرجال يتسامرون هكذا ليلا كما اخبرها والدها فهي قد احتاجت لشرح منه لتعرف طبيعة عيش هؤلاء الناس فكرت تدخل منزلها سيكون غدا يوما حافلا
*******
"ما كان عليك قول ذلك صقر "قال مرعد يعاتبه
برر صقر"لكن ..اعني انا لا يمكنني ان اثق بها لتعالج اخد افراد عائلتنا"
"كان يمكنك ان تختار اي حجة ...لا اريد لما قلت ان ينتشر في القرية هل هذا واضح "
"اجل عمي "
***********
تنهدت بيأس هذا رابع بيت يرفض استقبالها متعذرين بأسباب واهية لا احد هنا ، المريض ليس موجود لقد قضت الليل كله تراجع ملفات المرضى لتعرف من يحتاج لمراجعة مستمرة ومن يحتاج للمراقبة ومع ذلك ها هم يرفضون استقبالها هناك مرضى ضغط وسكري وعليهم القيام بالتحاليل حتى ممرض المختبر لم يأتي ولا الممرض المقيم ولا حتى المراة المسؤولة عن النظافة لا احد يداوم في المركز الصحي ما الامر لم يدم تساءلها طويلا ما ان تقدمت للبيت الخامس الذي كان عبارة عن خيمة يسكنها رجل وزوجته كبار في السن والتي ما ان رأتها حتى فزعت كانها رات شبحا لكنها في الواقع كانت تظن انها رات مۭــڵــگ الموت فهي قالت في خوف "ابتعدي انت تقتلين كل شخص تلمسيه"
اذن هذا هو الامر فكرت سما بغضب السيد مرعد لم يبقي فمه مغلقا وراح ينشر الأخبار حولها حسنا عليه اذن ان يسمع منها بعض الكلمات التي لن تعجبه قالت تركب سيارتها وتنطلق اليه
دخلت المبنى تدك اقدامها بغضب بينما تتجه الى مكتبه حيث وقف الشرطي الذي في الخارج
"اريد ان أقابل السيد مرعد لو سمحت "
"انتظري هنا "قال الشرطي متجها الى داخل مكتبه
"تفضلي "
قالت باستنكار"ما ان دخلت مكتبه هذا ليس تصرفا مهنيا كيف استطعت المفترض انه امر سري لكنك كما يبدو لم تتدخر جهدك وقمت اثناء اجازة الاسبوع بنشر اخباري "
نظر لها بصدمة ما بها هذه المجنونةكيف ترفع صوتها بهذه الطريقة "اخفضي صوتك نهرها بحزم ان ارتدي ان تتكلمي بأدب فاجلسي والا الباب خلفك "
قال يشملها بنظرته الصلبة التي أوقفت الدماء في عروقها
"انا احاول ان أقوم بعملي هنا قالت بأسلوب اهدا لكنك دمرت كل شيء بما قلته عني "
نظر لها باستخفاف اعتادته " انا لم اقل اي شيء عنك ثم قال بتهكم ليتك كنت بهذا الجدية من قبل "
"كنت ارتحت من رؤيتي أليس كذلك ؟ هذه الأمنية الغالية جدا عليك ليتني لم اتي هنا ولم ترني في حياتك صدقني شعور متبادل ...لكن ما العمل انه القدر انا هنا الان ولدي عمل يجب انجازه او هؤلاء المرضى الذين لا اعرف عنهم شيء سيكون ذنبهم عليك فهل ضميرك الحي قادر على تحمل وزرهم"
سعيدة بالملامح الصخرية كما اسمه التي لونت وجهه باتت تدرك نقطة ضعفه التي لن يقاومها
"لا تلعبي معي هذه اللعبة طبيبة سما تعلمين جيدا ما انا قادر على فعله يمكنني ان اعيدك الى حيث كنت محطما مستقبلك المهني باتصال واحد لكن كما قلت ضميري الحي هو ما يمنعني لدي اعمال اكبر وأعظم من الركض خلفك ملبيا لطلباتك انت الطبيبة هنا افعلي ما تريه "
"تعلم جيدا ان لا احد سيتعب نفسه بمجرد فتح الباب لي الجميع سيتهرب مني كأني طاعون واعلم قدر مسؤوليات معاليك انا فقط اريد سيارة شرطة وشرطي واحد فقط ليكتسب عملي صفة رسمية "
"هل تظني ان هذا كافي ؟"
"اتمنى لن اخسر شيء اذا حاولت "
"حسنا لك ذلك لكن لا تاتي وتندبي حظك هنا ان فشلتي"
نظرت له بتحدي "لن افعل "
لم تكد تمر ساعة او ليكن منصفا ربما ساعة ونصف حتى رأى سيارة الشرطة التي استقلتها وهي تقف في المصف الخارجي الذي تطل عليه نافذة مكتبه راها تنزل مشعثة مغبرة ضربت سيارة الشرطة بقدمها ذات الحذاء الرياضي باهظ الثمن قبل ان تصرخ متألمة بحنق وتتجه الى الداخل بخطوات تحفر الارض تنهد يستعد لدخولها العاصفة هذه المدللة تظن ان لا عمل له سوى ان يكون تحت امرها
دخل صقر عليه مبتسما
"استعد عمي ها قد عادت "
رفع راْسه كأنه يستلهم الصبر بطريقة جعلت الاثنان يضحكان قبل ان يقول صقر وهو يغادر
"سأتركك تواجه مصيرك لكني سأتابع عن قرب "
كانت تعلم ان جميع العاملين التي مرت من مكاتبهم يتابعون مرورها الحانق وضحكاتهم تراوحت بين من أظهرها دون حياء او كتمها شامتا
دفعت الباب
لتطالعها صورته واقفا امام مكتبه نزع سترته ويرفع أكمام قميصه بهدوء يحسد عليه كأنه يتجهز لمواجهة
ومع ذلك لاحظت الابتسامة التي تتراقص على شفتيه بصمت لتتذكر كلماته الاخيرة "لا تاتي وتندبي حظك ان فشلتي "
ذلك الوغد كان يعرف ما سيحل بها
رفع نظره اليها دون ان يحرك راْسه كاتما ضحكته التي ولابد انها لاحظتها من التعبير المرتسم على وجهها بدت مشعثة مازرها الطبي المفترض انه ابيض تدلى على ذراعها متجعدا لا يعرف لونه الأساسي ملابسها مليئة بالغبار كأنها تمرغت بالأرض اما شعرها فكان قصة اخرى ذهبت تلك الكعكة الصارمة لتصبح في خبر كان لقد ذكرته بالشخصيات الكرتونية عندما تفجر بها قنبلة ويقف شعرها في كل الاتجاهات
"قبل ان تبدأ "اشارت بأصابعها له بتهديد تلقاه بان وضع يديه على خاصرتيه ينتظر منها ان تكمل وقد عقد حاجبيه بطريقة ساخرة
"لست هنا لاندب حظي انا هنا لاشتكي اظن انه حقي "
فاجأته للحظة تداركها "ومن المشكي عليه "
"ذلك الرجل الذي في طرف القرية ...حاولت استجماع اسمه او اي شيء يدل عليه اممم ذلك الكبير في السن الذي لديه خراف "
"رائع انت تريدي ان تشتكي عن شخص يعيش في قرية يعمل أفرادها بالرعي وكل ما لديك من معلومات انه كبير في السن ويرعى الغنم والمفترض ان اعرف من هو تحديدا ...يال الإضافة كيف سأعرف من هو "
انه يتوهها كالعادة
"اجل لما اعتقدت انك ستساعد كنت اعلم انك ستدخلني في متاهات ولن تفعل شيء لمساعدتي "
"لقد أخبرتك ليس من سلطاتي اجبار الناس على استقبالك "
"ولكن من سلطتك ان تدور بينهم وتقول لهم اني قاتلة"
نظر لها بلوم
"لم افعل لن أكررها مرة اخرى انا لم اخبر احد بذلك "
"كنت أظنك اجرا من تكذ...
لم تستطع إكمال جملتها لانه كان قد اصبح امامها مباشر ونظرة غضب اطلت من عينيه حتى انها رات في داخلهما نارا شعواء تكاد تحرقها
سال مستنكرا "ماذا ؟؟!!..ماذا كنت ستقولي اكذب انا لن افعل ذلك لا من اجلك ولا من اجل اي احد لست مضطرا لذلك إياك ان تتجاوزي حدودك مرة اخرى وينطقها لسانك امامي او عني والآن هلا تكرمت وغادرتي فورا لان لدي اعمال أقوم بها ويفضل ان لا اراك خلال الفترة القادمة "
طرفت عينها كأنها تؤكد لنفسها انها سليمة بعد العاصفة التي القاها فوق راسها
"انا...لم اقصد "
قاطعها "لا تزيدي الامور سوءً فقط غادري "
نكست راسها ترغب بالبكاء لقد ملت فعلا ثلاث أسابيع تعافر تحاول ان تفعل شيء هنا لكن دون فائدة وها هي تخسر من جديد أدارت وجهها ترغب بالانسحاب قبل ان تتذكر
"اجل ...اسمه جضعان ذلك الرجل الذي اريد ان اشكتي عليه اسمه جضعان "
نظر مستغربا الا يمكنها ان تعرف متى تصمت وتذهب ابدا
"ماذا انه حقي لقد جعل قطيع الخراف تطاردني أضافه لأولاد القرية الذين لاحقوني كانني مجنونة لقد جعل تيسه الضخم يحشرني في زاوية الحظيرة وكلبه العفن استمر بالنباح وتكشير انيابه منتظرا اللحظة المناسبة للانقضاض علي وانا موظفة دولة وكنت أقوم بعملي لذا انا اشتكي عليه وأريد إحضاره هنا "
"هل لي ان سال ما الذي سبق كل هذه الاحداث تحديدا ما الذي فعلته قبل ان يحشرك "
"لم افعل شيء ذاك المدعو جضعان كان يجلس في خيمته بعض الرجال عندما دخلت عليه ومعه شيء حديدي يريد وضعه في فم احدهم وعندما نهرته"
"نهرته؟!!"
قاطعتها ينظر لشيء وهمي في أظافره وقد استرخى في مقعده وارتدى لا مبالاته المعتادة
قالت بقهر"اجل قلت توقف ماذا تفعل بالرجل فليوقف احد هذا الجنون عندها نظر لي بغضب واومأ لاحد الرجال الذي أخرجني بخشونة قائلا لي ان اذهب لسبيلي ولا اعود ثانية وعندما لم أذعن لأمره دفعني لقطيع الغنم الذي هاجمني وعندما هربت لحقني الاولاد يضحكون مني "
"اتدرين ما رايي ...لو كنت مكانك اذهب الى بيتي واستريح واحمد الله ان الشيخ جضعان لم يحكم عليك بعقاب اخر وقبل ان تقولي شيء قاطعها لقد ارتكبت خطاً فادحا تدخلتي في محاكمة واعقتيها وللمرة الاخيرة الناس هنا لايمكنك فرض وجودك عليهم عنوة انت بحاجة لنيل ثقتهم لتدخلي بيوتهم يجب ان تكوني قريبة منهم تعامليهم باحترام "
"انا لست هنا لاقيم صداقات وعلاقات معهم انا هنا أعالج المرضى هذا عملي "
كان يعلم انها عملية وسيصعب على ابنة مدينة مثلها ان تتفهم علاقات الناس هنا
"اذن لا شيء أقدمه لك يمكنك ان تذهبي لتقومي بعملك وتدعيني انا ايضا لعملي ومن رايي ان تجلسي في عيادة المركز الصحي وتنتظري قدوم المرضى إليك "
قال ببرودته التي ستقتلها كمدا
"اجلس في العيادة ...هل تسمي ذلك المبنى التعيس عيادة "
"جيد يمكنك ان تساعدي وتطلبي من والدك ان يقدم بعض الدعم لنا هنا "
"ادعم عيادة لا يدخلها احد "قالت بحقد
نثر الملف الذي أمامه بغضب"لقد احترت معك يا طبيبة ما الذي تريده انا فعلا اريد ان افهم "
نظرت له بصمت عاجزة عن إيجاد رد ولكن ما الغريب فهذا الشخص المستفز دائماً ما يفحمها ويجعلها غير قادرة عن قول شيء أمامه فعلا ما الذي تريده هي لا تعرف!!!
انسحبت خارجة من مكتبه وأفكارها تتضارب في راسها متجهة الى عيادتها المرفق بها ما يسمى ببيت لها اخرجت هاتفها تطلب والدها
"ابي "
"سما ..كيف انت يا ابنتي "
دافعة غصة الدموع من صوتها "سيئة بابا ...سيئة جدا لكن لا بأس ساتحمل "
"هذه ابنتي اعلم ان الامر صعب عليك لكن ما بيدنا حيلة ...توقف ليسمع همهمتها الموافقة ..حسنا ماذا تريدين اعلم ان وراء هذا الاتصال طلب"
"طلبات ابي اريد منك ان تؤمن لي بعض الأشياء وأهمها ممرض من أهل المنطقة هذا ضروري جدا وسكرتيره ايضا وممرض مختبر العاملين هنا يرفضون العمل معي .. وسيارتي اسعاف وسجل هذه الأدوية وأريد ..... وامتدت القائمة بينما والدها يستمع ويدون ... كل هذه نواقص ؟!!"سال والدها
"لن تصدق ابي الوضع هنا مزري للغاية "
"اذن اخبريني"قال والدها يتابع نشرتها عن الاهمال الذي تعاني منه المنطقة بشكل كامل ويده تدون ملاحظات عن خطوته القادمة
ألقى نظرة على منزلها كان الضوء منار والستار مَسدلة ابتسم ربما ما تزال مستقيظة تحاول وضع خطة جديدة بعد فشلها الذريع اليوم لكن عندما امعن النظر في نافذتها غابت تلك الابتسامة ليحل مكانها عبوس غاضب جعله يلقي الامر لسائقه بحنق بان يتوجه لها بسرعة
طرق سائقه بابها الذي فتحته على مضض لترى عينيه العابسة ترمقها باستياء أشار بيده بعجرفته المعتادة انه يريد الدخول فتحت الباب على اتساعه قبل ان يمر منه يتبعه سائقة الذي أمره ان يبقى الباب مفتوح بينما يتجه هو لتلك الغرفة التي تطل نافذتها على الطريق لفحه الهواء المشبع بالبخار الساخن ورائحة الصابون التي ملأت المكان مع عطر خفيف ميزه انه عطرها الدائم مزيج من الزهور المنعشة زفر بقوة كأنه يريد طرد تلك الرائحة من داخله
"اولا إياك ان تفتحي بابك لأي شخص قبل التأكد من هويته "
أجابت بتهكم"اطمئن لا احد يطرق باب الطبيبة القاتلة هنا "
جالت عيناه تبحث في الغرفة
"ارى انك حصلت على سخان ماء"
"هل تلومني ان حاولت ان تكون حياتي في هذا القفر افضل ثم اطمئن انه يعمل على الطاقة الشمسية "
أمسك الضوء الذي تضعه على الرف في زاوية الغرفة وأخذه ليضعه على المنضدة التى تحت النافذة مباشرة
"هذا ايضا يعمل على الطاقة الشمسية قالت مشيرة للضوء اطمئن لن أكلف المتصرفية اي أموال لاستهلاكي المفرط للكهرباء "لما غيرت مكانه "
"انا لا ألومك ...ابقي الضوء هنا لا تضعيه في الجهة المقابلة للنافذة ابدا "
"هل لي ان اسال معاليك لما ام تراه سبب أمني وضعي للضوء مقابل النافذة فيه خطر على أهالي المنطقة "سخرت
"بطريقة ما يمكن اعتبار ذلك "أجابها بلامبالاته واستخفافه المعتاد قبل ان يبدأ بالانسحاب مغادرا بهدوء كما دخل لكن أوقفته عندما اصبح عند الباب
"كلا اريد ان أعرف لما انه بيتي نافذتي وضوئي انا حرة أضعه كما اريد في المكان الذي اريد "
نظر الى سائقه الذي ابتعد قليلا عن مرمى سماعهما قبل ان يتقدم قليلا وبفحيح غاضب لا يخرج الا بوجودها
"انهيت حمامك منذ قليل ووقفت هنا في هذه البقعة بالذات جمعت شعرك على كتفك اليمين وبدات بارتداء ملابسك هل تريدي ان اخبرك باي قطعة بدات ...
وعلق جملته تاركا لخيالها تصور الباقي بالطبع هو لم يرى الى ذلك الحد فقط مجرد رؤية ظلها وهي تتحرك لتخلع مأزرها كانت كافية بالنسبة له ليتوجه لبيتها
نظرت باندهاش تحاول ان تدرك صحة كلماته قبل ان يكسو اللون الأحمر وجهها بالكامل مع ظهور ابتسامته المتسلية كأنه يؤكد لها انه راها ليغادر بعدها يتبعه سائقه تاركا اياها تحترق غيظا ألن يكف هذا المرعد عن جعلها بلهاء في كل مرة يتواجهان بها
ليلة مزعجة قضتها تتقلب في سريرها لن يكف عن ازعاجها حتى يرغمها على الرحيل هي واثقة من هذا لكنها لن تستسلم فليس لديها ما تخسره اما ان تبقى هنا وأما ان تودع مهنتها كطبيبة فهي تعلم جيدا ان عودتها الى المدينة شبه مستحيلة
لا تعلم متى نامت لكن مع اول تباشير الصباح وجدت نفسها تفتح عينيها على أصوات الديوك التي تنافست بالصياح يشاركها الخراف نهضت تنفض النعس عنها فهي لم تنم بقدر كافي لكنها عادت تستلقي على السرير مرة اخرى لما تفعل ما الذي ينتظرها في المركز الصحي لا شيء وهي لن تجعل من نفسها أضحوكة للسيد مرعد مرة اخرى يكفي ما حدث امس تنهدت بيأس يا الهي انها تفشل وليس من عادتها الاستسلام لليأس هكذا لكن ما العمل ان كان لا احد يريدها هنا حتى هؤلاء الديوك والخراف الذين اتفقوا على ازعاجها
*********
من تراه نشر اخبار الطبيبة سما في القرية ايعقل انها احدى نساء البيت فكر مرعد وهو يرتدي ثيابه ويخرج من جناحه حيث لاقته صبابة
"صباح الخير بادرته ما ان رأته
"صباح الخير أجابها رافعا حاجبيه باستغراب
"هل ما زالت الطبيبة سما تزعجك سالته مباشرة قبل ان تكمل لقد سمعت ما حدث امس من احدى نساء القرية يبدو انها لا تلاقي القبول هنا ووجودها يسبب المشاكل "
"لا ليس فعليا قال مرعد على مضض ...صبابة هل أخبرت احد بما قال صقر عنها ..اعني عن كونها طبيبة غير جيدة "
"انت تقصد قاتلة قالت صبابة بتهكم ومن سأخبر كما تعلم انا لا اخرج من المنزل "
هناك شيء غير مريح في كلماتها لكن معها حق لا يمكن ان تكون هي أتراها احدى الخدم قد سمعت كلمات صقر او ربما انه الممرض شاكر او سالم ممرض المختبر فهما يعرفان ولابد كما انهما لا يعملان معها ولا يعترفا بوجودها حمل تساءلته واكمل طريقه الى المائدة تتبعه صبابة كالعادة
**********
كان منتصف النهار عندما قررت ان تخرج الى المركز فقد اكتفت من شرب فناجين القهوة المتتالية عليها ايجاد حل مع شاكر وسالم وام السعد لابد ان يعودوا الى الدوام مرة اخرى ما كادت تصل المركز الذي يبتعد خطوتان عن منزلها حتى رات رجلا يأتي لها مسرعا
"انت الطبيبة "سال بلهفة
"اجل بما أساعدك قالت سما بسرعة فهذه اول مرة يسال احد عنها
"لدينا امراة تلد وحالتها صعبة لم تستطع نساء القرية مساعدتها "
يا الهي هي ليست طبيبة نساء وتوليد بالطبع لديها فكرة لكن ... انه الشخص الوحيد الذي طلب مساعدتها ربما يكون فاتحة خير فكرت سما قبل ان تهدئه
"انتظر هنا حتى اخضر أدواتي و السيارة قالت سما بلهفة وهي تتحرك بسرعة
*********
"غريب !"قال صقر وهو يدخل مكتب مرعد بينما الأخير يتابع احد الملفات
"ما هو الغريب ؟"قال يركز على عمله
"الطبيبة سما لم تاتي اليوم لم يراها احد "
"ربما غادرت الى المدينة ...دعك الان من الطبيبة اريد حالة استعداد تامة هذه الفترة لقد وصلني من حرس الحدود تبليغ عن حالات تسلل ربما يندسون في المخيم او ان يتوغلوا اكثر الى الداخل "
"هل تعتقد انهم دواعش "
"ربما وربما انهم مجرد أناس عاديون هاربون من الحرب لكن في كل الاحوال علينا الانتباه ارسل سيارة شرطة باتجاه المخيم لا أريدهم ان يفعلوا شيء فقط إثبات حضور "
"حسنا "اجاب صقر مغادرا
***********
رات الخيام المتناثرة وملابس النساء الغريبة ذات الألوان الفاقعة "انتم لستم من القرية"سالت الرجل الذي معها
"لا نحن غجر رُحّل ...هل هناك مشكلة سالها مرتابا"
"بالطبع لا ...انا فقط اسال لاني لاحظت أنكم مختلفون عن اهل القرية "
انها اشياء جديدة عليها تراها اول مرة فكرت سما توقف سيارتها كما أشار لها الرجل ترجلت منها لتلاقيهما سيدة كبيرة
"من هذه سالت السيدة قبل ان تنخرط بحديث بلغة لم تفهمها مع الرجل النقاش احتد بطريقة ما لان الأصوات ارتفعت وتجمهر بعض الأشخاص حولهم اطفال رجال نساء صوت صار جهوري قطع الحديث الآتي من عالم اخر بالنسبة لسما
ثم ظهر رجل ضخم قاسي الملامح وبدا الحديث مع الرجل الذي كما يبدو قد وقع في ورطة وسببها هو إحضاره لها لم تفهم سما شيء انما اكتفت بالمراقبة بينما الآخرين ينظرون لها كانها مخلوق عجيب "كفى هدرت بهم فكما يبدو ان جدالهم لن ينتهي وهذا الرجل غليظ الوجه ينوي كما يبدو ان يقتل الرجل الذي احضرها عّم الصمت قليلا والجميع ينظر لها باندهاش
"ان كانت هناك حالة ولادة يجب ان أراها فأنتم تضيعون الوقت هلا ترجمت لهم ما اقول "
"نحن نفهمك"قال الرجل الضخم
"اذن هلا تكرمت وارشدتني الى السيدة الحامل حتى افحصها وعندها يمكنك ان تعود لجدالك مرة اخرى "تدخل الرجل الذي أحضرها ينظر لها بتردد كانه يريدها ان تصمت لكن الاخر أوقفه
ينظر لها كانه لاول مرة في حياته يرى امراة
"ان كانت ولادتها صعبة فكل دقيقة تمضي ستشكل فرق دعني أراها حتى أساعدها "عادت سما تقول بهدوء اكثر
زفر الرجل الضخم "من هنا "
قال مشيرا لإحدى الخيم كانت اكبر من الباقيات لكنها تماثلهن في البساطة والقدم
دخلت سما الى الخيمة لتلاحظ خمس او ست نساء تجمعن حول فتاة او امراة حامل مستلقية على الارض وكما يبدو تعاني من آلام المخاض المساحة ضيقة بالكاد تستطيع السير فيها وهؤلاء النساء ان ظنن أنهن يساعدنها فهن واهمات لانهن في الحقيقة تخنقنها
"لو سمحتن اريدكن ان تخرجن من هنا فقط واحدة تبقى "
نظرن لها ثم اهملنها كانها لم تتحدث زفرت سما بضيق قبل ان تخرج متجهة الى الرجل الضخم الذي كان يقف على مقربة من الخيم
"اريدك ان تخرج النساء من الخيمة فقط المراة الحامل وامراة واحدة تبقى قالت بأمر بينما عيونهم تراقبها بتحفز "هذا لاجلها يا سيد لا يمكنني فحصها وهن حولي "
نظر الى الرجل الذي احضرها كانه يتوعده قبل ان يصدر أمره للسيدة التي استقبلتها في البداية وتطلب من الجميع الخروج الا امراة واحدة بدت كبيرة في السن ربما في الخمسينات فكرت سما وهي تنظر لها بكره
"لن تستطيعي فعل شيء "قالت لسما "لقد ولّدت مئات النساء من قبل "
اذن هذه المراة هي القابلة لديهم
"سنرى قالت سما مستغربة من نفسها كيف تتعامل مع الامر بهذا الهدوء ربما هي الدهشة والصدمة من كل ما ترى فهو جديد عليها ولم تفكر حتى بالأحلام انها قد تعيش تجربة مثل هذه في حياتها
ارتدت سما قفازات الفحص وبدات عملها الفحص الاولى يظهر ان هذه المراة الصغيرة ضئيلة الحجم في حالة مخاض والمفترض ان تلد باي لحظة لكن هناك شيء ما خاطىء
"ما اسمك سالت سما المراة التي تلد"
"حَسنة "قالت بنفس متقطع
"دعيني اخبرك شيء الصراخ لن يجعلك تلدي اسرع انه فقط سيجعلك تفقدي طاقتك هباءً ان شعرت بالألم عليك او تدفعي لأسفل هذه اول مرة اعني هذا اول طفل شرحت سما قبل ان تضيف كم عمرك "
"اجل هذا طفلي الاول وعمري ١٥"قالت حسنة وقد أصبحت اهدا كتمت سما صدمتها انها مجرد طفله
"انا اريد ان أساعدك حسنة لتلدي وتكوني بخير انت وطفلك لذا سأطلب منك ان تهدئي حتى أتم عملي "
اومات لها حسنة بتعب
"لن يجدي قالت القابلة وارادت ان تكمل لكن سما قاطعتها "لم اطلب رايك اما ان تبقي صامتة او ساكون شاكرة لو غادرتي وتركتني اكمل عملي "
خرجت سما من الخيمة حيث تجمع الغجر حولها
"اين زوج حسنة ؟"سالت لتطالعها عيني ذلك الرجل الضخم
"انا صدمت سما يا الهي كيف لفتاة ضئيلة ان تتزوج منه "ما اسمك "
"حمدان "قال بنزق
"زوجتك تحتاج لمشفى يمكنني نقلها بسرعة بسيارتي...."
قاطعها حمدان بحزم "لا "
"ولكن ..."
"قلت لا اما ان تساعديها وأما ان ترحلي "
زفرت سما بضيق لن يوافق كانت تعلم ذلك لكن لابد من المحاولة "حسنا اريد ان تحضروا لي بعض الاغراض الان "
نظر لها حمدان "ما الذي تريدينه
"اريد سريرا و وماء دافيء وشيئا لأعلق به المصل .."
"ما هو هذا سال الرجل الذي كان قد احضرها من المركز "
"ما هو اسمك "
"انا علي انا اخوها قال بلهفة ارجوك ساعديها لا أريدها انً تموت وهي تلد مثل امي "
نظر له حمدان بحدة وصرخ فيه بلغتهم عرفت سما انه يعنفه على كلماته
"لا تقلق علي ان شاء الله ستكون بخير تعال لأريك ما هو المصل دخل معها الخيمة بسرعة رغبة منه في الهرب من حمدان الذي بدا كانه سيحطم راْسه
اخرجت سما المصل "اريد شيء لاعلقه حتى أوصله بيدها هل فهمت "
"اجل قال علي ستكون اختي بخير ارجوك لا اريد ان يصيبها شيء "همس علي حتى لا تسمعهما القابلة او اخته
"اطمئن ستكون بخير قالت سما تدعو آلُلُ? ان يكون ذلك صحيحا
نظرت سما للفتاة المتألمة امامها تتذكر كل شيء درسته عن الولادة لقد أقامت في قسم الولادة اثناء السنة السادسة لديها معرفة وافية لتساعدها لكن ماذا ان احتاجت لعملية قيصرية لايمكنها ذلك فهي ممنوعة
ستفعل ما بوسعها لتجنب الجراحة
حسنا سما أمامك ولادة متعسرة وعليك بذل كل مجهودك لإخراج الطفل بشكل سليم دون اي اذى له او لامه
الاتساع طبيعي وجيد الرأس في العنق ويمكنك لمسها اذن ما السبب اما انه الحبل السري قد ربط الطفل وأما انه هناك شيء اخر ربما حجم الطفل او انه ليس طفل واحد بل توام متشابك
"هل زرت عيادة طبية من قبل يا حسنة "سالت سما
"لا"امتعضت سما وهي تتابع عملها في تحضير المكان البدائي ليصبح غرفة ولادة احضر لها علي علاقة ملابس لتضع لها المصل وعلقتها من الطرف الاخر في سقف الخيمة عبر احد القضبان والسرير قد تم إحضاره وبدا نقل حسنة اليه قد اقتنع حمدان اخيرا ووافق على حملها هو واخيها ووضعها في السرير طلبت سما ان يتم سحبها لتكون راسها في المنتصف ووضعت عدة وسائد اسفل ظهرها وبدات بتعقيم ما حولها جيد انها فكرت بذلك وأحضرت المعقم البخاخ معها وضعت المصل بيد حسنة معززة محتوياته ببعض المغذيات ومهديء فهي ليس بحاجة لمحفز طلق
حسنة تأن من الالم ولا جديد الطفل مكانه التوسع كبير ومناسب لكن لا جديد وضعت سما السماعة على بطن حسنة تسمع دقات قلب الطفل يا الهي انها بحاجة بمعدات لو ان حمدان يوافق على ذهابها الى المشفى قياس ضغط حسنة جيد لكن ماذا لو كانت زمرة دمها مختلفة عن الطفل ماذا لو احتاجت الجفت الطبي وماذا وماذا ...القائمة تطول
عادت لفحصها مرة اخرى حجم الرأس ليس كبيرا لكي لا يخرج اذن هناك شيئان اما انهما توام او ان الحبل السري هو العائق وفي كلا الحالتين الجراحة هي الخيار المناسب لكن في حالتها لا يمكن ذلك
ماذا سما هل ستياسي لا ليس الان وليس مع اول حالة تعالجها هنا حزمت امرها وشجعت نفسها لتبدا العمل
كان المساء قد حل تجهز مرعد للخروج من مكتبه بعد ان أنهى الاجتماع مع الكوادر الأمنية فهذه فترة حرجة وعليهم البقاء على اهبة الاستعداد عندما دخل عليه رجل معرفا نفسه انه الطبيب حسام سيف الدين "انا مبعوث من وزارة الصحة اتيت للتأكد من تسليم الطبيبة سما بعض المعدات والأدوية انها منحة من والدها وبعض رجال الاعمال لكني لم اجدها لقد انتظرت لعدة ساعات لكن لم يظهر احد ولدي رسالة من وزارة الصحة للمدعو سالم وحازم وام السعد بوجوب تواجدهم على راس عملهم صباح الغد او انهم سيعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية "
فكر مرعد يبدو ان الطبيبة لم تضيع وقتها ولا والدها الذي يدعمها في كل ما تفعل
"ما المطلوب مني "ساله مرعد
"سعادتك الوجهة الأمنية الوحيدة هنا وهذه عهدة يجب ان نضعها في المركز الصحي ويجب ان يستلمها احد "
"الامور الطبية ليست من شأني "
"لكن مرعد بيك انها أدوية وقد تفسد ان لم يتم تسليمها وحفظها بطريقة مناسبة يمكن لحضرتك ان تحضر وضعنا لها وتوقع على ذلك حتى تعود الطبيبة و عندها يمكنك ان تخلي مسؤوليتك لايمكننا البقاء اكثر "
على مضض تحرك مرعد معه هذه الطبيبة كتلة من المشاكل التي لا تنتهي كانت تنقصه هي ايضا
*******
قادت سيارتها عائدة لقد تاخر الوقت وهي تشعر بالتعب في كل جسدها لقد تمكنت من مغادرة مخيم الغجر بمعجزة بعد ان وعدتهم ان تعود غدا لتطمئن على حسنة وطفليها يا الهي لقد كان الله رحيما بها حيث ان حدسها صدق وكانا توام واستطاعت إخراجهما للحياة بعد مناورات عديدة منها افراغ كيس الحمل ووضع حسنة على جنبها حتى تتحكم في إخراجهما كان ذلك مضنيا لكنها نسيت كل ذلك عندما سمعت بكائهما مما يعني انهما بخير وقد اخذا اول أنفاسهما ساعدت في تنظيف حسنة وما حولها وقد أعطتها مصلا اخر لتغذيتها وإبر الكزاز والتيتانوس
كان تغسيل الطفلين متعة اخرى وخبرة جديدة تراها لاول مرة اما عن علي فهو اراد ان يقدم لها اي شيء تريده مقابل مساعدتها لأخته وحمدان القاسي تحول فجاة لشخص اخر عندما علم انه حصل على طفلان ذكران مرة واحدة وقدم لها مبلغا كبيرا من المال لكنها رفضته وهو غضب ولم يرضى الا عندما شرحت له انه عملها ولا يمكنها ان تاخذ منه شيء ولم يتركها تغادر كان يريدها ان تشارك
احتفالهم الذي سيستمر لسبعة ايام لكن وعدها بالعودة للاطمئنان على الطفلين وحسنة هو الذي شفع لها وجعلهم يطلقون سراحها
تقدمت بخطوات مترددة عندما رات السيارات الواقفة امام العيادة
ماكادت تطأ قدمها الدرج المؤدي اليها حتى ظهر من داخلها هاتفا
"اين كنت ؟"
لوهلة تبخر التعب الذي كانت تعاني منه وقفت بتحدي باي حق يسألها
"لا تقل انك افتقدتني أجابت ساخرة واردفت ام انك قلقت علي " اتبعت كلماتها نظرة متهكمة ندمت عليها- عندما لاحظت توترا في ملامحه سرعان ما كساتها البرودة
"...هناك من يسال عنك شحنة دواء "
فهمت ان والدها قد تدخل وساعد في إرسال المواد التي طلبتها
"هناك أوراق عليك توقيعها انها عهدة عليك وغيابك أخرنا"
"كانت حالة ولادة متعسرة -سارعت تبرر لا تعلم لما- عند الغجر "
أومأ بتفهم " كان يجب ان تخبري احد ..."
"من لا موظفون لدي ولا احد يأتي للمركز "
"ان كنت لا تمانعين لننهي الامر "قاطعها دون تعليق وبقلة اهتمام لكلماتها
"اجل بالطبع "لما توقعت انه سيتفهم اجابته وهي تدخل العيادة مسرعة لتتسلم الأدوية والاجهزة التي وردت بينما عيناه تتابع بشيء من اللامبالاة
ماذا الان فكرت سما وهي تحصي المواد الم يطلب منها ان تطور العيادة هاقد فعلت لما يعاملها بهذا الجفاء
"لقد طلبت سيارتي اسعاف..."
"وصلت واحدة وقد تم تسليمها لوحدة الدفاع المدني "
صمتت برهة "لدي تبليغ ولادة .."
"أعطني اياه وغدا سأهتم به "بدا نافذ الصبر كانه لا يطيق البقاء لدقيقة زيادة
"لقد اخبرني والدي انك تقدمت بطلب لإمدادات الكهرباء و..."
"اجل من عدة أشهر ولم ينفذ ..بينما طلباتك قد نفذت فورا من الجيد ان يكون والدك ذَا نفوذ "
"ليس صحيحا لم يوفروا لي سوى مولد كهربائي احتياطي ...هل هذا هو ما يغضبك ظننت ان اي تحسين مهما كان صغيرا سيكون لمصلحة المنطقة "
قالت تتابع توقيع الأوراق وسلمتها له بينما انصرف الباقين
وهو يلحق بهم
"لحظة قالت تستوقفه
"لست ..انا لست قاتلة ..لم يكن"لا تعلم لما ارادت ان تبرر له
قاطعها "انا لست قاضيا لاحاكمك لكني لا امنع نفسي من التساءل لو كنت طبيبة عادية ووالدك ليس من الأعيان هل كنت ستأتي هنا ام ان ما حدث كان سينهي مستقبلك الطبي "شعرت بالغضب يشتعل في راسها يقول انه ليس قاضيا سخرت في نفسها قبل ان تجيبه "وانا أتساءل فعلا لو كان والدي ليس من الأعيان او كنت رجلا هل كُنتُم ستنبذوني هكذا ..هل كُنتُم ستهجرون العيادة وترفضون اي تواصل أحاوله ..ان كنت لا تلاحظ منذ وصولي لم يطرق باب عيادتي الا الغجر ولحالة طارئة لذا ارجوك دعنا لا نصدر احكاما لن نعرفها ابدا ولا تعاتبني ان طلبت مساعدة والدي كنت اظن ان ذلك سيفرحك خصوصا انك انت من لمح لي بذلك "
لم تخلو نبرته من اللوم "كنت اتمنى ان تحاولي مساعدة الناس لا ان تحولي عيادتك وبيتك لفندق خمس نجوم ان لم تلاحظي المساعدة مقتصرة على جعل إقامتك اكثر رفاهية وسهولة انت لم تقدمي شيء للآخرين ...غدا سيبدا وتوصيل شكبة الهاتف والإنترنت يمكنك ان تري مدى الإفادة التي ستعم على الباقيين "أنهى جملته وخرج كالعادة تاركا اياها مصدومة لا تعرف بما تجيب "يا الهي وكل هذه الاجهزة والأدوية لما احضرتها "
لقد ابلغ الممرضان وام السعد ان يبدؤوا دوامهم عن طريق احد افراد الشرطة مؤكدا على ام السعد ان تنتبه لها فالوضع غير امن وهي طبيبة قد تؤذى بطريقة او اخرى اذا فعلا تسلل احد المخربين
******
استيقظت في الصباح لتذهب الى المركز الذي قد تم الانتهاء من العمل لتوصيل الاجهزة الجديدة كما انها كلمت والدها وطلبت منه العمل لإكمال خطوط الكهرباء والماء كما وعدها حملت بعض الأدوية والمطاعيم لتأخذها معها عند الغجر وغادرت استقبالهم لها كان حافلا وأنساها لفترة يأسها الذي تعانيه من رفض اهل القرية لقد وعدها حمدان ان يجعل افراد عشيرته ياتون الى المركز الصحي ويتم الكشف عليهم وهذا ما جعلها تتحمس لتقديم العلاج لهم بنفسها بعد ان عرفت مما يعاني كل شخص مريض منهم كما انه سمح لها بان يقدم أوراق اولاده وأولاد العشيرة ليتم تثبيت تواريخ ولادتهم عندما عادت كان النهار قد انتصف حملت تبليغ الولادة وتوجهت الى المركز الأمني
********
ما ان ارآها صقر حتى ابتسم متجها الى عمه
"ها قد عندنا "قال صقر له"دقيقة وتطرق الباب "شرح له
"صباح الخير قالت سما تدخل مكتب مرعد
"ما الامر "بادرها مرعد
"لدي تبليغ الولادة اتذكر !؟"
"في الخارج عند المدخل في جهة اليمين هناك مكتب مكتوب عليه التبليغات سلميه له"
"حسنا لكني اريدك في موضوع اخر "
تنهد مرعد "ماذا ؟"
"عند زيارتي للغجر لاحظت وجود مخيم اللاجئين اريد ان ازورهم وأقدم لهم الخدمات التي يحتاجونها"
"ما الذي يمنعك "
"اريد مساعدتك لايمكنني فعل ذلك وحدي اريد اسعاف ربما احتاج لنقل احدهم اريد سيارة شرطة فأنت تعلم ربما تحدث بعض المشاكل ويرفضوا نقل الحالات الخطيرة "
"بخصوص الاسعاف يمكنك طلبها من مركز الدفاع المدني اما عن سيارة الشرطة فلا يمكنني ذلك والان اسمحي لي لدي بعض الاعمال المستعجلة اذهبي لتقدمي التبليغ لكني اخبرك سيكون الامر صعب لانهم من الغجر "
"لا باس كل ما اريده ان يتم تحديد مكان وتاريخ الولادة في ورقة رسمية لاجل الطفلين ...بخصوص الاسعاف انت تعلم انهم لن يخرجوا الا لحالة طارئة مجرد توصية منك سيجعلهم يوافقون "
"حسنا ساخبرهم لكن اريد ان اطلب منك ان لا تذهبي وحدك الى الغجر دعي ام السعد ترافقك وحاولي ان لا تعودي متاخرة المنطقة شبه مقطوعة لا تسيري في الطريق وحدك "
ابتسمت سما هل يعقل انه قد تقبلها ليس هذا فقط بل انه ايضا سيساعدها
"حسنا ساذهب لمكتب التبليغات واعود حتى تكلم الدفاع المدني "
خرجت من مكتبه سعيدة
بينما صقر ينظر له "لا افهم "
"يمكنها ان تكلم الاسعاف بنفسها فلن يرفضوا لكنها شخص اتكالي اعتادت ان تعتمد على الآخرين ليسيروا امورها دون ان تتعب نفسها دعنا منها علينا ان نغادر هناك بعض الإمكان اريد زيارتها والتأكد من حراستها جيدا "
قال مرعد مغادرا
*******
"اين غادر "سالت سما الشرطي الذي يقف خارج مكتبه
"لا ادري "
"متى يعود "
"لا ادري عاد وآجابها بلا مبالاة
"حسنا يبدو انه يتهرب منها فكرت سما سأنتظره في المكتب "قالت تدخل مكتبه واختارت الأريكة المقابل لمكتبه حيث طالعها اسمه الذهبي يسخر منها
********
كان الوقت متاخرا عندما دخل مرعد مكتبه ليصدم برؤيتها تنام على الأريكة
"لا اصدق هتف مرعد مناديا الشرطي الذي يقف على باب مكتبه
"ما الذي تفعله هنا "
"لقد طلبت ان تنتظرك في المكتب ولم استطع ان ارفض "
"كم هي عنيدة قال صقر ما الذي ستفعله بها "
"لا اعلم زفر مرعد بيأس هذه المراة مستحيلة نظر حوله لا يوجد شيء يغطيها به خلع سترته ووضعها عليها ثم نادى الشرطي في اي وقت تستيقظ رافقها الى بيتها لا تجعلها تغادر وحدها "
"امرك معاليك "اجابه الشرطي بينما مرعد وصقر يغادران فلا يمكن إكمال عمله وهي نائمة امامه
ما ان دخلا المنزل حتى استقبلتهما صبابة ووالدته فوز
"لما تأخرتما " بادرت فوز
"عمل يا امي قال مرعد قبل ان يجلس بتهالك على اقرب مقعد له
"لدينا هذه الفترة الكثير من العمل ان اخي رعود يهديكما السلام "
"هل أتى "سالت صبابة
"لا لقد زرناه في موقع عمله اليوم "اجاب صقر قبل ان يكمل لن تصدقا ما حدث اليوم قال باسما وبدا يسرد عليهما تصرف الطبيبة سما وسط اندهاش فوز وامتعاض صبابة التي نظرت الى مرعد "الا يمكنك منعها من دخول المركز "
نظر مرعد لها تصرفاتها تحيره احيانا "لا يمكنني منع احد قال ناهضا انا متعب يجب ان ارتاح قليلا فلدينا يوم حافل غدا وانت كذلك صقر نظر له بلوم وتوقف عن نقل الأخبار لوالدتك وجدتك"وانسحب الى الداخل بينما عينا صبابة تراقبه وفوز تمسك بصقر اخبرني المزيد عن هذه الطبيبة"
نهضت تشعر بالتواء عظامها نظرت الى ساعة يدها
لتصدم انها الثانية والنصف لقد تجاهلها مرعد تركها هنا وحدها واتى وراها نائمة وتركها لم يكلف نفسه انه يوقظها حسنا قالت تنظر لسترته هي تعرف طريقة جيدة لن تجعله يتجاهلها مرة اخرى
********
"هل تظن انها ما تزال نائمة "قال صقر لعمه بينما يجلسان في الصالة الداخلية لتناول القهوة قبل ان يغادرا
قالت والدته "أليس من المفترض ان ندعوها "
"اظن ان علينا هذا "
أكدت صبابة
نقل مرعد عينيه بينهما كان يعلم ان وجودها سيثير فضول نساء العائلة خصوصا بعد ان عرفن عما حدث امس فبالتأكيد والدته وصبابة سيرغبون بالتعرف عليها وان اختلفت أسباب كل منهما
"يمكنك ان تدعيها "اجاب والدته بلامبالاة
صوت جرس الباب قطع جواب والدته
دخلت زهية مسرعة "سيدة في الخارج تقول انها الطبيبة سما وتريد ان ترى السيد مرعد "
ابتسم مرعد داخليا متمتما "اذكر القط " وتبادل نظرة تفاهم مع صقر
"هل اخرج لها "
"لا دعها تدخل يبدو ان والدتك ووالدتي ترغبان بالتعرف عليها وهاي هي أتت بأسرع ما أرادتا"
كانت تنقل نظرها ببهو الفيلا القصر لا تدري ما تسمي هذا المكان لكن الشيء الذي لاح بعقلها هو المنزل فعلى الرغم من اتساعه الا ان هناك شيء دافيء فيه عقدت حاجبيها عندمارات صقر قادم
ما معنى هذا فكرت الا يريد ان يستقبلها
"تفضلي طبيبة سما "قال صقر دخلت الى الصالة الداخلية تتبع خطوات صقر وما ان دخلتها حتى احست بنوع من الالفة مع رائحة البخور والقهوة التي عبقت بها الغرفة باثاثها البسيط الذي يعطي شعورا بالراحة والسكينة انتبهت لحركة مرعد عندما وقف لدخولها بينما باقي افراد عائلته حوله لكنها لم تستطع ان تميزهم فكل فكرها كان منصبا عليه الان وبدت خطتها ضئيلة وواهنة اين زوجته فكرت سما فخطتها تعتمد على وجودها نظرت الى الامرأتين الواقفتين على بعد خطوة منه احداهما بدت كبيرة السن ملامح الوقار والهدوء واضحة في نظرتها وتخللتها ابتسامة ترحيب صادقة والأخرى كانت اصغر لكنها نظرت اليها بتقييم وتفحص ولم يبدو على ملامحها اي تعبير لابد انها زوجته فكرت سما قبل ان تلفتها حركته المتململة لتدرك انها هي من دخل عليهم وعليها قول شيء قبل ان تبدو بلهاء تمامًا
"صباح الخير "نطقت اخيرا
"صباح الخير أجابها مرعد قبل ان يكمل وعليك السلام والرحمة"
لماذا تربكها مجرد رؤيته تساءلت تحاول تجميع اي شيء لتقوله
"اسفة لقدومي هكذا ...لكن أردت ان أعيد لك هذه" قالت تشير الى سترته التي تحملها بين يديها
"لم يكن عليك ان تتعبي نفسك كان يكفي ان تتركيها في المكتب"
ما هذه الورطة قالت تنظر لمن يفترض انها زوجته الامر لم يأتي بردة الفعل المناسبة
ربما والدته احست بتوترها فبادرت "اهلا بك ياطبيبة تفضلي "قالت تلقي نظرة لوم الى مرعد
"كنا سندعوك اليوم لنرحب بك اشارت لها الى المقعد الأقرب اليها
قبل ان تتحرك للجلوس مد مرعد يده نحوها بينما هي تنظر لها
"...لقد اخذتها معي عندما غادرت المكتب كان الجو باردا"
"ماذا ؟؟!"أتى سؤاله معنفا اكثر منه مستفهما
أصبحت بحاجة فعلا للجلوس فنبرة صوته سببت لها ارتباكا وتوترا كبيران
"انهضي قال أمرا قبل ان تكمل جلوسها مما جعلها تنتفض وافقة في اي ساعة غادرتي المكتب "
"الواحدة ربما الواحدة والنصف ...لم تتجرأ على قول انها كانت الثانية والنصف كأن فرق ساعة سيؤثر "
"الم أحذرك من السير في طرقات القرية ليلا لماذا لم تاخذي معك الشرطي لقد امرته ان يبقى في الغرفة المجاورة "
"لقد استغلت انه لم يكن على مكتبه وخرجت ...انا لست صغيرة انا قادرة على حماية نفسي جيدا "
زفر نفسا غاضبا ونظر لها بيأس " قولي لي كيف كنت ستدافعين عن نفسك لو هاجمك ذئب او كلب بري "
"انت تخيفني فقط ...هتفت لا يوجد شيء ثم كنت ساجد طريقة لا تقلق نفسك "
صر على أسنان قبل ان يقول "اتعلمي معك حق ..اخرجي وقتما تريدين لعلها اشارة من الله ليرسل لك احد تلك الحيوانات تخلصك منا وتخلصنا منك"
شهقت والدته من كلماته
"أعطني السترة امرها متجاهلا نظرة الصدمة على وجهها
استجمعت نفسها بعد قسوة كلماته
"لا....لن اعطيك اياها حتى تعدني انك ستساعدني ولا تتجاهلني كما الامس "
نظر لها كانها مجنونة مفكرا لعلها لا تفهم لغتنا ربما لم تفهم ما قاله
"هل فهمتي اي كلمة مما قلت "
"لقد فهمتك تماماومع ذلك انا لن اخرج من هنا حتى تعدني"
"صقر أوصل الطبيبة الى عيادتها وتأكد انها مستقرة بها
واياك ان اراك في المركز او قربه انت طبيبة وعملك في العيادة فلا تغادريها والا سأضع حارسا لك على بابها يمنعك من الخروج منها "
بمزيج من الصدمة والغضب "لا يمكنك ذلك "
"جريبني"قال ومد يده لستْرته بمباغته ليسحبها منها وينصرف بينما هي وامه وصبابة يراقبن بصمت
"تفضلي "قال صقر من خلفها
"لا عليك اعرف طريقي "
"كلا يجب ان أوصلك "
"انت تعمل تحت امرته ومضطر لاطاعته لكن انا لا ولن افعل "
قالت خارجة هي الاخرى بينما صقر يتبعها عالما انها ستسير المسافة الى عيادتها حتى لو كانت حافية على ان تقبل أمر مرعد وتركب السيارة معه لذا ركب سيارته يتابع سيرها بينما تتجه هي الى العيادة
ما ان وصلت بابها "ها قد وصلت سالمة يمكنك ان تخبره ذلك "
قالت لصقر الذي ترجل من سيارته متجها اليها
"اهدئي يا طبيبة عمي معه حق كان ممكن ان تعرضي نفسك للخطر بخروجك ليلا "
"ماذا ان كان لا يساعدني "
أتى جوابها خارج الموضوع
"لا يمكنه ان يجبر الناس على زيارة عيادتك انت يمكنك ان تنظمي زيارات الى منازلهم والدتي وجدتي ستساعدانك"
"لكني حاولت ولم يستقبلوني"
نظر مشفقا عليها "انا اعلم بما تفكر اني طبيبة فاشلة وقاتلة لكن الامر لم يكن هكذا لقد كان المريض يتعاطى المخدرات وحالته خطرة تتوجب عملية فورية وعند سؤال ذويه بغباء رفضوا اطلاعي على الحقيقة لم يكن بإمكاني الانتظار لدقيقة لان حياته كانت في خطر لكنه في النهاية توفي لم يتحمل جسمه المخدر وجرعة المخدرات التي تناولها اعلم كان يجب علي انتظار نتائج تحليل الدم لكن هذا ما حدث انا لم أنفى الى هنا لاني قاتلة يمكنني تبرأت نفسي لكن انت تعلم من والدي الامر سيكون سيئا مجرد ذكر اسمه سيقلب الامور لذا كان الحل الأفضل ان ابتعد "
"لا باس يا طبيبة قال شاعرا بالندم لافكاره المسبقة عنها "
"كل ما اريده هو فرصة "
"جدتي وامي ستساعدانك "
"سارى ربما أتسلل إليهما بينما السيد مرعد غير موجود قالت باسمة تدخل عيادتها تجهز الأدوية التي ستأخذها معها عند الغجر فالليلة سيكون احتفال كبير بمرور اسبوع على ولادة الطفلين
"يا الهي الن تكف عن إزعاجه لقد مر بيوم عصيب وها هي تغادر مرة اخرى ضاربة بكلماته عرض الحائط نظر الى الرجل الذي سلمه علبة المطاعيم ليتم حفظها هذا ما كان ينقصه ان يعمل لديها عامل توصيل ذهب الى العيادة ليسلم العلبة للممرض الذي لم يكن موجودا ايضا ماذا يفعل !
رأى خيالها تسير اتية من أقصى القرية اين كانت تساءل ملاحظا اقترابها كان هناك شيئا في طريقة سيرها غير اعتيادية انها ...مترنحة
ما ان وصلت اليه حتى تاكدت ظنونه
"أين كنت "بادرها ما ان اقتربت
"اييشش قالت تضع سبابتها على فمها سيستيقظون لا تخبر احد كنت عند الغجر "
قالت كلماتها بلهجة ثقيلة اقترب منها مرعد ناظرا في عينيها الزائغة
"انت منتشية ؟!"هدر بها بصوت كالرعد
"قلت لك ايييشششش "بابتسامة بلهاء بينما حركتها غير ثابتة وهي تفتح حقيبتها لتخرج المفتاح الذي لم تجده
ما الذي يفعله بها هذه الحمقاء
تدندن لحنا غريبا أخذ منها الحقيبة واخرج المفتاح وعندما مده لها تحركت يدها بحركات خرقاء تحاول إمساكه دون جدوى لتنفجر بالضحك
"كفى مزاحا "قالت غير متحكمة بترنها
"قف ثابتا ارجوك لا أستطيع ان أخذ المفتاح "علقت مدعية الجدية
تنهد بضجر متمنيا ان يضرب راسها في الباب كيف قبلت ان تخدع من قبل الغجر
ام تراها لم تخدع وتناولت ما أعطوها برضاها
"ابتعدي "زجرها يفتح الباب وأمرها بالدخول لكنها تسمرت مكانها ثم عادت الضحك
"نسيت كيف إسير"قالت بين ضحكاتها الصاخبة قبل ان يدفعها الى الداخل بخشونة في هذه اللحظة كان العريف قد احضر ام السعد
"كيف تتركيها تذهب الى الغجر وحدها
"صرخ مرعد بها مما جعل المراة ترتجف
"لقد غادرت بعد ان تركتها "قالت ام السعد بقلق تلاحظ حال الطبيبة سما
"اجلسيها "
تقدمت منها ام السعد واجلستها على الأريكة
"حضري لها القهوة وحبتان مسكّن بسرعة "أسرعت ام السعد تنفذ
"تعال اجلس قالت سما تربت الى جانبها
مما جعل مرعد ينظر لها بدهشة
"اصمتي "جاء رده حادا
"هادم الفرح قالت سما بطفولية ترجع راسها الى الخلف "عندما رأيتك ظننتك وسيما لكن سرعان ما عرفت انك كباقي الرجال اوغاد متسلطون "
"ما الذي تناولت عند الغجر مصل الحقيقة "قال ساخرا
ضحكت بشدة كانه قال طرفة ما بدت كانها طفلة صغيرة عابثة
"اصمتي قال بحزم ما الذي يفعله بها ان سمعها احدهم واتى ورآهما معا ....يا الهي اي فضيحة ستسبب
"دائما أوامر انت لا تفعل شيء سوى الأوامر "
وقفت بطريقة غير ثابتة ترفع يدها بتحية عسكرية
"امرك سيدي "قالت وعادت للضحك الذي جعلها مترنحة اكثر لتسقط للأمام عليه
امسك ذراعيها بحزم ليبقيها بعيدا عنه
"حمقاء غبية "
من بين ضحكاتها "قاتلة لا تنسى هذا "
اجلسها بخشونة فتاوهت "اه هذا مؤلم "متذمرة بينما يدها ترفع لتضعها على عنقه مستغلة قربه منها نظرت الى عيناه
"لما تكرهني هكذا "قالت بنعومة نظرتها زائغة ولسانها ثقيل لكنه سمعها بوضوح عندما اكملت "انا اريدك لكنك تكرهني صوتها اقرب للهمس كانه تعويذة جعلت عيناه تجحظ غضبا وقبل ان يدرك رفع يده لتسقط على خدها مسببة صوتا وألما لاسعا على بشرة كليهما وقعت راسها على الأريكة جامدة بلاحركة هو الذي لم يلمس امراة غريبة في حياته تكون هي اولهن وتكون لمسته صفعة هذه المراة خطرة غبية و...استغفر الله قبل ان يكمل ناظرا الى جمودها هل ماتت فكر وهو ينظر الى حركة تنفسها البطيء قبل ان يهدر
"ام السعد "
"نعم ...نعم "اتت مسرعة تلبي نداءه
"يبدو انها نامت أبقي معها حتى تستيقظ لا تتركيها"
"حسنا سافعل "
خرج من بيتها كان الف شيطان يلاحقه كيف تجرأت ونطقت بتلك الكلمات انها بلا اخلاق





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 05:50 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 12:46 PM   #4

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثاني

صداع يفتك في راسها يرافقه شعور بالانزعاج بسبب الكوابيس التي رأتها فتحت عينها على مضض تشعر بالثقل بهما ويؤلمها الضوء الساطع للنهار حاولت التحرك لتتخلص من تيبس جسدها ...لما تنام هنا انها ليست في سريرها ولما لا تزال ترتدي ملابس العمل نظرت حولها بشك متجاهلة الم راسها لما ام السعد هنا تنظر اليها
"ما الذي تفعليه هنا "سالت سما بصوت مبحوح
"امرني السيد مرعد ان أبقى معك عندما عدت متعبه ...هاك لقد قال ان اعطيك القهوة ودواء مسكّن اظن ان هذا هو "قالت مشيرة لقرص الدواء الموضوع في الصنية الى جانب القهوة
يا الهي لم تكن كوابيس لقد كان مرعد هنا فكرت سما بصدمة تضع يدها على راسها متذكرة احداث امس
***********
لقد كان قدوم الغجر الى المركز الصحي عامل إلهاء جيد لسما حاولت خلاله تناسي تلك الحادثة لكن هل ضربها فعلا وجود اثار حمراء أخفتها جيدا على وجهها يؤكد ما حدث تلوت في داخلها يا الهي ما الذي قالته لتسحق هذه الصفعة
*********
لقد مرت عدة ايام ولم تحضر أتراها تتذكر ما حدث وتشعر بالخجل فكر مرعد بانزعاج متذكرًا كلماتها ويدها التي لمسته ...يا الهي هتف غاضبا في نفسه
ليخرج من مكتبه يريد ان يذهب من جولة ميدانية عله يخرج هذه الصورة من عقله
********
لقد تاكدت من ان جميع الاطفال قد تم تطعيمهم وفحصهم غدا تبدا بالحوامل وكبار السن ثم الرجال والنساء كانت زيارتها للمخيم مثمرة فكرت سما سعيدة انها قامت بإنجاز وهي تتحرك الى سيارتها مغادرة المخيم بينما بعض الاولاد الصغار يلوحون لها ابتسمت لهم لكن سرعان ما اختفت وهي ترى تلك السيارة التي باتت تعرفها جيدا يتبعها سيارتان شرطة ارادت ان تجلس في سيارتها وتنطلق بسرعة لكنه ليس تصرف لبق وستظهر انها تهرب هي فعلا تريد الهرب
يا الهي فكرت لو انها تتذكر ما حدث ذلك اليوم انها ترى بعض الصور لكنها مشوشة ولا يمكنها الاعتماد عليها لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنها تجاهله هي اثار الصفعة على وجهها مع انها تقنع نفسها انها ممكن ان تكون رضة اثناء نومها تنهدت بيأس وهي ترى السيارة تقترب منها وتبطىء سرعتها
ترجل السائق ليفتح الباب لمرعد الذي نزل على مهل ينظر لها بمزيج من الغضب والاحتقار
تلهت سما كانها تبحث عن شيء في حقيبتها محاولة ان لا تنظر اليه
"ما الذي تفعليه هنا "
مكملة بحثها عن اللا شيء الذي لا تجده
"كنت في زيارة للمخيم "قالت ترفع عينها على مهل
"اريد ان آراك في مكتبي بعد أنتهاء دوامك في المركز "امرها وابتعد مسرعا
ما الذي يريده منها ! فكرت سما بيأس تصعد سيارتها بينما تراقب سيارته وما خلفها يبتعد
مجرد ان راها ادرك شعورها بالذنب اذن هي فعلا مذنبة وهو لن يترك الامر يمر بسلام
********
جلست نساء العائلة وفتياتها الكبيرات في قاعة البيت الداخلية لشرب القهوة وتبادل الحديث
"عمي مرعد وصقر مشغولان هذه الفترة انهما لا يعودان الا في وقت متاخر "قالت راية بقلق
"وصخر ايضا "علقت فرحة
"لاحظت هذا ايضا قالت الجدة فوز فليعنهم الله خصوصا مع اللاجئين الفاريين من ويلات الحرب في بلدهم يحاولون تقديم كل ما يمكن لهم "
"ان القرية بالكاد تقدم لنا نحن اَهلها ما يلزم لياتي هؤلاء ...."قالت صبابة بأسلوبها الفظ كالعادة لكن الجدة قاطعتها "هؤلاء هم اخواننا وعلينا ان نستضيفهم في بيوتنا لو ان الحكومة لم تقدم لهم المخيمات كيف أمكنك قول هذا صبابة عنفتها “ليعم الصمت بعدها لكن صبابة الصغيرة قالت بحماس "اجل يا جدة فوز معك حق ان اوضاع المخيم سيئة حتى ان مدرستنا نظمت حملة مساعدات لهم والطبيبة سما تزورهم باستمرار لتقدم الخدمات الطبية احدى الفتيات تعرفت عليها تاتي للدوام في الفترة المسائية هي وباقي فتيات المخيم بعد ان ينتهي دوامنا أخبرتني ان الطبيبة وبعض الجمعيات يقدمن لهم الغذاء والكساء "
"يجب ان نذهب في زيارة للمخيم "قالت فرحة
"الطبيبة سما ستساعدنا فهي تعرف احوال الجميع هناك "عادت صبابة الصغيرة لتوضح
"كفى ...هدرت بها صبابة الكبيرة الطبيبة ...الطبيبة لقد سمعت والدك لن يقترب احد منكم منها ..."
"لكن جدتي انها طبيبة جيدة بالفعل لقد ساعدت الغجر وسكان المخيم كما انها ..."
"قلت كفى "عادت صبابة لتهدر بغضب مجرد ذكر اسم هذه الطبيبة يتكهرب كل جسدها
"لكن انا اريد ان أراها الجميع يعلم انني اريد ان اصبح طبيبة وكنت افكر بان أساعدها في الاجازة حتى اتعرف على عملها عن قرب "
"هذا لن يحدث لانه هذه الطبيبة لن تبقى هنا هي سترحل "
قالت صبابة كلماتها وسط ذهول الآخرين
"هي تظن ان بامكانها ان تعيش هنا وتصنع لنفسها مكانة لكن هذا لن يحدث "
"لما كل هذا التحامل ضدها "تدخلت فوز
"لانها ليست منا ولن تحظى بان تكون "أدلت صبابة بكلماتها وغادرت المجلس بينما الأخريات ينظر لبعضهن بريبة لما تكرهها هكذا تنهدت فوز الكبيرة بيأس صبابة تصبح اكثر جفاءً وقسوة كل يوم فهي ترى في اي شخص يصبح محبوبا في القرية تهديدا لها لقد كانت غلطة كبيرة تزويج ابنها منها بعد وفاة اخيه فكرت تفتح باب ذكرياتها القديم
***********
دخلت بخطواتها المتعبة المركز الصحي الخالي كالعادة
"هل أتى احد "
"لا "إجابتها ام السعد تكمل فنجان قهوتها بلا اهتمام زمت سما شفتيها بحنق الى متى يبقى هذا الحال لا يوجد سوى الغجر وأهل المخيم من يقبلون خدماتها رنين هاتفها قطع افكارها
"الطبيبة سما .."
"كيف انت يا طبيبة ...
"سليم ...قالت بلهفة كيف انت ولو انني غاضبة منك "
"معك حق اعلم انني لم اكن متواجد معك خلال تلك الفترة "
"ليس عذر كان يمكنك الاتصال "اجابته بدلال
"اسف عزيزتي ليس لي عذر الا انني انشغلت بالمؤتمرات لكني سأعوض عليك ذلك ساتي لزيارتك اخر الاسبوع القادم عندما اعود "
"لا يكفي "
سمعت ابتسامته "احبك عندما تغضبي مني فهذا يجعل ترضيتك تحديا لي "
"أذن فكر جيدا بترضية مناسبة فانا غاضبة جدا متى تصل ..."
"الاسبوع القادم هل تريدي ان احضر لك شيء من باريس "
"اممم دعني افكر انت مسافر منذ ثلاث اشهر ولم تكن معي خلال ذلك الوقت العصيب ولست معي الان لتشجعني في حياتي الجديدة في هذه الصحراء ثم تسألني ان كنت اريد شيء من باريس ؟!"
"الم اقل لك انا بحاجة لتحدي لأراضيك اممم الامر يحتاج لإبداع "
"انت بحاجة لكل مهاراتك "
"وانا لها يا طبيبتي اغلقت هاتفها بابتسام سليم دائما كان له تاثير جيد على مزاجها عندما يحدثها لو انه فقط يتوقف ولا يضغط عليها بأمر ارتباطهما
كان الدوام قد انتهى مع إنهائها الاتصال عندما اتى لها احد افراد الشرطة
"يا طبيبة لدينا إصابة في احد العناصر نحتاج مساعدتك "
هبت سما من مكانها تستدعي الممرض حازم ليرافقها
كان كل شيء هاديء و جولته تكاد ان تنتهي لا دليل على اي اختراق
"كل شيء هاديء"قال صقر يتابع اتصالات الوحدات الأمنية التي نشروها
"أبقي الوحدات في مكانها ولتوافينا بكل جديد "قال مرعد يتبع الموقع قبل ان يتحرك ليعود الى سيارته ويتبعه صقر وصخر الذي ما كاد ان يفعل حتى لاحظ الغبار المتصاعد من احد ثغور المنطقة الحدودية
"هناك اختراق "اعلن صخر مما جعل رجال الأمن وصقر يتاهبون اما مرعد امسك مكبر الصوت يأمر ثلاث سيارات من نوع الجيب بان تتوقف مكانها لكن ردهم كان إطلاق الرصاص مما جعل الوحدات الأمنية ترد عليها ليحصل اشتباك وتبادل للطلقات النارية اقترب صخر بحركة متهورة يصوب على احدى السيارات وقد اصاب احد راكبيها ولكن ردهم اتى سريعا ليصاب صخر بعيار ناري في ساقه قبل ان يلوذ المتطفلين بالفرار
اسرع مرعد الى ابن اخيه الذي صرخ متوجعا يحاول وقف نزف الدم بينما صقر يأمر احد العناصر بان يحضر الطبيبة قبل يلحق احدى وحدات الشرطة في مطاردتها للفارين
"اليس من الأفضل ننقله للمشفى "تدخل احد افراد الشرطة ناصحا مرعد
" لقد أبلغت الاسعاف لكن وصول الطبيبة سيكون اسرع خصوصا مع هذا النزيف "اجاب مرعد غير واثق تمام من قدرات سما الطبية لكن ربما تستطيع إيقاف هذا النزيف حتى تاتي سيارة الاسعاف
خلال دقائق وصلت الطبيبة سما وبدات بمعاينة جرح صخر "احتاج لنقله "قالت سما مركزة على عملها
"ستاتي سيارة الاسعاف قريبا "اوضح مرعد
"سأحاول إيقاف النزيف لكن يجب ان يخضع لفحص وصور لنتأكد من خروج الرصاصة واي جسم اخر قد يكون دخل الجرح "
بدات ببتعقيم مكان الجرح ومحاولة لفه حتى تسيطر على الدم يساعدها الممرض حازم
"هل الامر خطير "سال مرعد
"لا اظن أجابت سما بمهنية لكن الرصاصة قد اصابت احد الشرايين الرئيسية وهذا ما سبب النزف وقد يكون هناك كسر في شظية الساق "
قاطعها مرعد "قد يكون ؟!"
"لا يمكنني الجزم يجب ان تخضع ساقه للتصوير "
قالت بصبر فهي تدرك انه لا يؤمن بقدراتها كطبيبة لكن كل ما يهمها هو حالة صخر المصاب والذي بدا يفقد تركيزه"اسمعني أبقى معي ما هو اسمك
"صخر أجابها بصوت بالكاد يخرج
"هل انت متزوج "
تدخل مرعد "ما شان هذا بجرحه"قال بنزق
"انا احاول ان ابقيه واعيا الصدمة والدم الذي فقده قد تجعله يفقد الوعي وهذا ليس جيدا "شرحت له بهدوء تتابع حديثها مع صخر بينما يدها تعمل بجد على جرحه صوت سيارة الاسعاف اراحها فقد ضغطت كثيرا على أعصابها محاولة ان تكون هادئة وان تجيب مرعد الغير واثق بها بمهنية دون ان تفقد أعصابها وتخبره بان يذهب الى الجحيم
ما ان وصل رجال الاسعاف بحمالة لنقل صخر حتى بدات بحديث جدي وسريع باللغة الانجليزية مع طبيب الاسعاف الذي هز راْسه متفهما قبل ان يأمر احد الرجال بان يحضر دعامة لتضع ساقه فيها ويتم رفع صخر الى الحمالة دخل الرجال الى سيارة الاسعاف لتلحق بهم سما والممرض حازم
"الى اين "سالها
"ساذهب معهم لأتابع حالته"قالت سما تلاحظ حازم الذي استقل السيارة قبلها بينما مرعد قد منعها
"لا شكرًا لك يمكنك العودة الان المشفى سيقدم له العناية اللازمة "
كانت جملته الاخيرة المسمار الأخير في نعش تماسكها وهدوءها نظرت اليه بغضب واندهاش لم تتوقع منه هذا شاعرا بالانزعاج من تلك النظرة التي شملته بها هل لمح خيبة امل ولوم في نظرتها لا يمكنها ان تعتب عليه على عدم ثقته بها ليس مع ماضيها وليس بعد ان أراها منتشية هو لن يجعلها تستقل سيارة ملآ بالرجال وحدها بعد موقفها معه أعطاها نظرة صارمة تدل انه لن يتراجع عن موقفه قبل ان يشيح عنها ويذهب الى سيارته ليلحق بسيارة الاسعاف بينما هي واقفة مكانها تنظر له بخواء ركب سيارته وأدارها لوهلة اراد ان يخبرها ان تعود فورا الى بيتها لكنه كان قد وعد نفسه بان لا يتدخل بما تفعل ومع ذلك رنا لها بنظره فرآها تجلس خلف عجلة القيادة لسيارتها وفي ضوء السيارات الشحيح رأى الفراغ الذي يحيط نظرتها كان روحها قد سحبت منها قبل ان تدير سيارتها بشكل الي وتنطلق عائدة الى القرية
تشعر بقبضة تستحكم صدرها لا تعلم لما وضعت فوز يدها على قلبها تستغفر الله عل الضيق يفك عنها
"ما الامر "سالت صبابة التي بدورها تشعر بعدم الراحة منذ ان رات لا فكرت صبابة منذ ان دخلت تلك الطبيبة القرية وهي تشعر بان هناك أمرا سيحدث له علاقة بها
"لا شيء اشعر ببعض الضيق "أوضحت فوز تتمتم ببعض الادعية
********
تنهد مرعد بارتياح عندما اعلمه الطبيب ان وضع صخر جيد وقد توقف النزف ولم يكن الكسر كبيرا كل شيء بخير فكر مرعد متذكرًا الطبيبة التي عالجت صخر كان لإسعافها وتصرفها دورا كبيرا في مساعدة صخر ربما هي طبيبة جيدة عندما تكون في وعيها سخر مرعد وصورتها مترنحة تعود امامه
"يمكنك ان تراه الان "قال له الطبيب
"شكرًا "قال مرعد متجها الى غرفة صخر ...بعد ان يطمئن عليه يجب ان يتواصل مع صقر او يلحقه يجب ان يتم القبض على أولئك المخربين
********
تشعر بالحنق والغضب لما يعاملها هكذا ضربت سما مقود سيارتها ناقمة على كل ما يحدث في حياتها
وصلت منزلها وترجلت القت نظرة على المركز الصحي المغلق قبل ان تزم شفتيها بيأس من مظهره المهجور توجهت اليه تفكر هل تعيد الأدوات ام تبقيها معها قبل ان تلحظ حركة وصوت مكتوم يأمرها بالتوقف
********
قوات الأمن تطارد الباقي منهم وهناك شرطي مصاب لذا هذه فرصة سانحة ليحصل على بعض الأدوية لاخيه المصاب فكر احد الفارين متجها الى المركز المهجور لقد راقب المنطقة لفترة طويلة قبل ان يستقر بها متخفيا هو ومجموعته الصغيرة لكن الأوامر قد وجهت لهم يجب ان يشتتوا الانتباه فهناك عملية نقل ضرورية عليهم القيام بها لم يظن ان رد قوات الأمن سيكون شرسا هكذا ولم يظن انه سيُكشف وتكون النتيجة إصابة اخيه تسلل خفية الى المركز يجب ان يحصل على بعض العلاجات بخبرته في الاسعاف سيتمكن من مساعدة اخيه ما كاد يصل حتى لاحظ سيارة الطبيبة التي توقفت واتجهت اليه مباشرة شد على شماغه يخفي معالم وجهه قبل ان يختفي ليفاجئها ربما يضغط عليها ليساعد اخيه
*********
تجمدت الدماء في عروقها شاعرة برعب حقيقي
"مم من انت "قالت بتلعثم تحاول ان تدير وجهها للشخص الواقف وراءها
لكن قبل ان تفعل كانت فوهة السلاح تزرع في ظهرها تجعلها تقف في مكانها غير قادرة على التنفس
"مكانك هدر بها الصوت بحزم لدي إصابة في الذراع وأريد الأدوات اللازمة للإسعاف "
"حسنا يمكنني ان أساعدك "
"هه سخر الصوت
"انا طبيبة "قالت سما محاولة ان تبعد الذعر عن صوتها
"اعلم من انت ..."
"اسمع حقيبة الإسعافات معي قالت ترفع يدها لتريه اياها يمكنني ان اقلك بسيارتي فنصل اسرع ونساعد المصاب"
"وبعدها تبلغي عنا هذا اذا لم تكن سيارتك وهاتفك مراقبان ويتم تحديد موقعنا منهم "
"انت من اهل المنطقة ...لابد انك تعلم كم وجودي هنا مرغوب فيه وكم انا محبوبة اجابته سما على كل كما تريد لكن عليك ان تعرف ان مهنة الطب توجب علينا إنقاذ الحياة مهما كانت ..."
"اذا شعرت باي خيانة منك صدقيني لن تتمكني من زفر اخر أنفاسك "قال مهددا قبل ان يجذبها من ذراعها "الى السيارة "قال مختفيا اسفل المقعد الخلفي بينما يده تمسك السلاح وتغرزه في خاصرتها "لا تتوقفي لأي سبب واتبعي إرشاداتي "
"حسنا قالت سما تلعن غباءها لما لم تعطه الإسعافات وتنتهي ....الان تندمي نهرت نفسها التي دائما تسقطها في المصائب
********
"انا لن أبقى دقيقة هنا "قال صخر ما استعاد وعيه
"لكن الطبيب امر ان تبقى تحت الملاحظة ل٢٤ ساعة على الاقل "اخبره مرعد بهدوء
"سأعود الى البيت ...هل تتصور مدى قلق جدتي وامي وفرحة ان لم اعد "
تنهد مرعد مدركا صحة كلماته "لكن جرحك بحاجة للعناية "
"هناك الطبيبة سما والممرض حازم يمكنهم المساعدة "اصر صخر
"حسنا سأخبر الطبيب "اجابه مرعد مغادرا غرفة
يجب ان ينتهي من هذه المسألة ليلحق بصقر الذي ما زال يطارد هؤلاء المخربين الماكرين
********
المنطقة منعزلة تماما لا حياة فيها مجرد صحراء جرداء نظرت سما حولها لو قتلت هنا لا احد سيجد جثتها
"توقفي امرها الرجل لتنفذ هي وتوقف سيارتها في اللامكان الوعر
"انزلي "
امتثلت سما لأمره امسك ذراعها يجذبها في اتجاه الجبال الصحراوية الوعرة
خائفة حد الموت "الى اين نذهب "
لم يجبها الرجل استمرت بالسير المتعثر بينما هو يسحبها فعليا كانها شاه تاخذ للذبح
اتجها صعودا الى احد الجبال حتى وصلا الى كهف ياالهي فكرت سما كيف استدلوا على هذا المكان ناظرة للرجل المصاب الذي قد تمدد على كيس نوم للرحلات وقد غطي وجهه حتى لا تراه والرجل الاخر الذي تحفز ما ان راها تدخل
"هل جننت ؟!"سال الرجل الذي في الكهف الرجل الذي كان معها "كيف تحضرها هنا"
"لا تقلق "اجابه الرجل قبل ان يدفعها "هيا قومي بعملك "
المكان غير مناسب للعلاج فكرت سما لقد مرت في تجارب هذه الفترة لم تكن تتوقعها طوال حياتها
الرطوبة قاتلة وضوء الشحيح يأتي من مصباح بطارية خلعت سما معطفها الطبي فالحرارة لا تطاق وهي تحتاجه لرفع راس المصاب
نظر للرجل الذي احضرها والاخر الذي وقف الى جانبه "ساعداني "هتفت بهما فتقدما وبدات معاينة جرحه وعلاجه
إصابته ليست خطرة لكن مكانها صعب فهي عند مفصل الكتف وهو دائم الحركة كما انه مجمع للعروق و التأخر في انقاذه ادى لفقدانه الكثير من الدماء لا رصاص في الجرح ولا شرايين رئيسية مقطوعة تاكدت سما بالمعاينة العينية واستخدامها للفحص باللمس فهي لا تملك غير هذه الأدوات
عمقت الجرح وأوقفت النزف وبدات بتقطيبه هذا أقصى ما يمكنها تقديمه بعد ان انتهت
"اتركي جميع الأدوات التي استخدمتها "
"ولكن ...!حاولت ان تعترض
"اتركيها وعودي الى سيارتك وغادري بأسرع ما لديك قبل ان اغير رايي وأدفنك هنا وصدقيني لن يجدك احد "نظرت سما اليه برعب قبل ان تغادر الكهف فورا لا تعلم أي اتجاه تتبع
يا الهي ماذا اذا هاجمها ذئب او أفعى او اي حيوان فكرت سما برعب بينما كلمات مرعد تعود لها كم مرة حذرها من الخروج ليلا لكنها بكل عناد ترفض ان تطيعه وها هي ضائعة وسط الصحراء ما الذي تفعله نظرت الى هاتفها لا يوجد اشارة الساعة الان الثانية تبا متى يطّلع الفجر لترى مكان سيارتها سارت سما متذكرة الطريق التي اتت منها لكن لا فائدة الظلام حالك وضوء القمر لا يساعدها ما الذي تفعله الجو بارد ام ان الخوف جعل اطرافها ترتعد ضمت ذراعيها لتدفىء نفسها متذكرة سترتها الطبية البيضاء لقد نسيتها هناك جلست على احدى صخور الجبل بانهيار ستموت هنا ولن بعرف عنها احد بكت بحرقة غباءها اللا محدود
فجاة نفضت عنها الضعف كيف لم تتذكر مكالمة الطواريء انها في منطقة حدودية لابد ان يلتقط جهازها شبكة ما حملت هاتفها النقال وأجرت مكالمة طوارىء مرة واثنان وخمسة لافائدة انتحبت ستموت لا محالة يا رب نظرت الى السماء ليس لديها شيء سوى الدعاء أمسكت هاتفها وحاولت لمرة اخيرة طلبت رقم الطواريء وفجاة سمعت صوت مشوش من الطرف انهمرت دموعها بلا رادع وهي تجيب اسالته انا في قرية حدودية في اقليم البادية تائهة في الصحراء .....
********
كانت الشمس قد بدات بالشروق عندما تم إنقاذ سما وإجراء فحص لها والعودة بها وسيارتها الى بيتها هل انت بخير
سالها احد رجال الدفاع المدني يطمئن على حالها
اومات له سما
"انتبهي لنفسك ولا تخرجي مرة اخرى وحدك "قال وغادر
انسكبت دموعها فورا لقد نصحها مرعد الف مرة الا تفعل بخطوات تجرها غصبا اتجهت الى الحمام تزيل عنها اثار ليلة امس
*********
كان في طريق هادئا وهو يعود مع صقر ووحدات الأمن بعد المطاردة الفاشلة لقد تمكن المخربين من الفرار دون ان يعرف اي شيء عنهم او عما يريدون
لاحظ وجود سيارة الاسعاف ومركبة الدفاع المدني المركزي ما الذي احضرهم أوقف سيارته ليتقابل معه
بعد السلام اخبره رجل الدفاع المدني انه سلمه تقريرا عن انقاذهم للطبيبة سما التي تاهت في الصحراء الجهة الجبلية لكن كيف وصلت الى هناك المسافة بعيدة وليست في اتجاهها
********
وضعت راسها المثقل على الوسادة تريد ان تنام وتستيقظ وقد نسيت كل ما مرت به الليلة الماضية
********
طرقات متتالية مزعجة على بابها جعلتها تفتحت عينها نظرت الى الساعة انها الحادية عشر اليوم هو الجمعة من يطرق بابها
"من هتفت سما من الداخل
"انا ام السعد يا طبيبة يحتاجونك في بيت السيد مرعد لقد سبقك الممرض حازم الى هناك "
"حسنا ام السعد انتظريني عند لسيارة دقائق لأبدل ثيابي "
********
كان دخولها هذه المرة لبيت مرعد مختلفا فهم ينتظرونها
"طبيبة سما بادرها صقر ناسف لإزعاجك لكن اخي صخر لا يبدو بخير قال يرافقها الى الطابق الثالث من المنزل الذي بدا لها كمتاهة البيت كبير فيه الكثير من الغرف والكثير من الأشخاص والطوابق والذي لاحظته ان لكل عائلة طابق خاص بها لكن كل الطوابق مفتوحة بطريقة ما على بعضها وكلها تؤدي الى القاعة السفلية الداخلية المتصلة بالقاعة الكبيرة الخارجية المتصلة بالباب الرئيسي هزت سنما راسها الذي اصبح مشوشا وهي تصعد الدرجات وتحاول ان تتابع حديث صقر عن البيت
"لماذا هو هنا "سالت سما صقر عندما وصلا الى ما تعتقد انها غرفة نوم صخر كان هناك الكثير من الأشخاص شباب فتيات عندما دخلت لاحظت اكتظاظ الغرفة
اول ما خطر ببالها كان سؤالها "من هؤلاء ؟"قالت تخاطب صقر بيننا نظرها يتجه الى صخر النائم في سريره وعلامات التعب بادية على وجهه
"انهم ابنائي وابناء صخر قال صقر زوجتي راية زوجة صخر فرحة وامي وجدتي فوز وعمي مرعد عائلتنا"
"عائلتك ؟!"قالت سما "انهم شباب متى تزوجت وانت في العاشرة ؟!"
كلماتها سبب ضحكات الشباب والفتيات لكن صبابة نظرت لها بكره قائلة "اعوذ بالله قل اعوذ برب الفلق"رافعة كفها ‏في وجه سما
"لم اقصد "قالت سما
"تزوجت بعمر ال١٨وانا الان في ال٣٦ساعرفك على العائلة عندما تنتهي من فحص صخر "
قال معيدا تركيزها على سبب وجودها
"اذا لو سمحتم أخلو الغرفة وأريد الممرض حازم ان يأتي "
خرج الجميع بينما بقي مرعد والجدة فوز وصبابة وزوجة صخر فرحة
"لن نزعجك يا طبيبة لكني لن أتحمل ان اتركه قالت فوز بصوت باكي وهي تتذكر دخولهم عليها مع صخر المصاب عندها عرفت سبب ضيقها
"لا باس لكن لو سمحتم ابتعدوا قليلا قالت سما تشير لهم ان يتخذوا مكانا في الغرفة الكبيرة بعيدا عن السرير
اقتربت سما من ساق صخر المصاب "هل لديكم تقريرا من المشفى سالت صقر فهي تحاول ان تتجاهل وجود مرعد عن عمد بعدما حدث ليلة عودتها من حفل الغجر و ليلة امس عندما طردها ولم يسمح لها بالذهاب الى المشفى
أعطاها صقر التقرير الذي قراته باهتمام بينما الممرض حازم يدخل عليهم
"بما تشعر صخر "سالته سما
تنظر الى ساقه
"اشعر كان هناك حريق في مكان الجرح اريد ان أحكها بأظافري انهشها"
اومات سما راسها بتفهم قبل ان تلمس جبينه مما جعل صبابة تشهق نظرت لها سما تلاحظ نظرة الاستنكار في عيون مرعد
"هل هناك تشوش في الرؤية صداع اي الم اخر حازم اريد ان تاخذ درجة حرارته وضغطه قالت سما للممرض الذي سارع للعمل "
"لا فقط منطقة الجرح "
حدثها الممرض بالنتائج باللغة الانجليزية كالعادة المتبعة
"جيد حازم اريد ان تحضر لي من المركز هذه الوصفة قالت سما تسلمه الورقة حالا"أومأ الممرض مغادرا بينما تجلس سما على السرير بالقرب من ساق صخر المصاب
"اذن اخبري يا صخر اي جميلة من هؤلاء هي زوجتك "
"انها فرحة "
"فرحة اسم جميل قالت تنظر ناحية النساء انت لم تكمل لي عن بناتك التوأم هل هما شقيتان"
"انهما كذلك "
"وماذا عن عناد "
"انه كاسمه "
ضحكت سما "بارك آلُلُ? لك بهم هل ان اطلب شيء"
"بالطبع يا طبيبة "قال صخر
"اريد فنجان قهوة حالا او أنكم ستحضروا طبيبا اخر ليعالجنا نحن الاثنين "
ضحك صخر ناظرا لعائلته التي تراقب حديثهما بصدمة
"القهوة امي "
في دقيقة دخلت كانت نزهة تدخلت حاملة دلة القهوة ومتجهة اليها
"ااه لم اقصد هذه القهوة الا يوجد اميركان او اسبرسو او القهوة العادية المغلية ..."
"اشربي فنجانك امرها مرعد نزهة أغلي للطبيبة قهوة عادية "
"عمك متسلط قالت لصخر الذي ابتسم "انها اهانة اذا لم تشربي القهوة "
اومات سما بتفهم تشرب القهوة دفعه واحدة مما جعل صخر يضحك
"ما الذي تفعليه "تدخلت صبابة وهي ترى سما تشرب فنجان قهوتها الثاني باستمتاع وتحدث صخر بكلمات بالكاد يسمعوها فقط يرون الابتسامات المتبادلة لقد نطقت صبابة بالسؤال الذي اراد طرحه ما الذي تفعله
التفتت سما ناحية صبابة
"انت والدته قالت سما باسمة اريدك ان تحضري لي ملائتان يفضّل ان تكون بيضاء ماء مغلي وأفضل ان تتركوا الغرفة فور وصول حازم "
نظرة الصدمة على وجه صبابة جعلت فوز تبتسم هذه الطبيبة تجيد ترويض صبابة وايقافها عن حدها
نزهة هتفت صبابة بصوت اقرب الى الصراخ قبل ان يفتح الباب بجلبه ويدخل رجل ركض الى صخر
"ما الذي حدث "
تقدم الرجل من صخر هاتفا "من فعل بك هذا "
"رعود انا بخير "قال صخر يحاول التنفس من عناق الدب الذي شمله به
"هلا ابتعدت عن مريضي ليتنفس"تدخلت سما "حاول ان لا تحرك ساقك صخر "
نظر رعود اليها من راسها الى اسفل قدمها تعلم انها ليست طويلة حسنا هي متوسطة لكن امام هذا الشخص هي تبدو قزمة
"من انت ؟!"
"انا الطبيبة سما الصافي اعمل في المركز الصحي "
"اه انت التي احضروك من المدينة لانك قتلت شخص بطريق الخطا ...كيف سمحت لها عمي بان تعالج صخر "
نظرت سما الى اُسلوبه الفظ
"لا يوجد غيرها وأخوك يرفض العودة للمشفى"قالت صبابة بطريقة موحية كانها تريد القول ما صبرك على المر الا الامر منه
"ارى ان العائلة الكريمة تعرف تاريخي الاسود كاملا "قالت سما تنظر الى مرعد الى اعاد لها النظر بصرامة
"هذا غلطتي يا طبيبة انا من أخبرتهم "تدخل صقر
اي كان رد سما فقد قاطعه دخول حازم
"أخلو الغرفة حالا قالت سما بحزم لا اريد اي احد فقط الممرض حازم "
"انا لن اترك ابني "تدخلت صبابة
"انت اول الخارجين سيدة صبابة او انني سأخرج من هنا واتجه الى المدينة لأقضي عطلتي ويمكنكم عندها اخذه الى المشفى لكني لا أعدكم بان يعالجوه او حتى يكتشفوا ما به القرار لكم "
"ما الذي تقوليه ؟"تدخل مرعد
"ما سمعته سيد مرعد ان اردتم المخاطرة بوضع حياة صخر بين يدي طبيبة قاتلة فانا أرجو منكم ان تخرجوا وحالا وانا هنا لست في مركزك الأمني لتأمرني او تتسلط علي انا هنا طبيبة وأسعى لمصلحة مريضي وفي هذا الحالة الطبيب هو صاحب السلطة والكلمة لي اخرجوا حالا والا فاني لن اتابع علاجه وذلك بسبب مضايقاتكم فلا شيء يجعلني أتحمل تنمركم علي"
لاول مرة يراها هكذا هي تأمره في بيته وليس هذا فقط بل تتهمه بإهانتها
كتفت سما يدها امام صدرها كانت كفتاة صغيرة معاندة
"سيكون لنا حديث عندما تنتهي "قال مرعد وبدت جملته كوعيد
خرج الجميع بينما سما ركزت على علاج صخر الذي اظهر حساسية مفرطة ضد الخيوط الجراحية وهذا ما سبب له تلك الآلام كما ان الخياطة لم تكن جيدة تنهدت سما تتابع عملها مستخدمة بنجا موضعيا على الجرح ومحاولة ان تخفف عن صخر بحديثها المستمر معه
أعطت تعليماتها لحازم ليعطيه ابرة المضاد الحيوي والمهدىء قبل ان تكمل التخلص من الملاءات والماء الذي استخدمته لغسل المعدات التي استخدمتها قبل ان تضعها في الحقيبة تاكدت من كل شيء مستقر بالنسبة لصخر اخرجت احدى أوراق الوصفات الدوائية وكتبت تقريرها عن حالته ثم خرجت من الغرفة لترى العائلة بانتظارها توجهت بكلامها لمرعد
"هذا تقرير عن حالته اذا رغبتم بمراجعة طبيب اخر للتأكد هو سينام حاليا سأعود بعد ساعة انا وحازم لفحصه واعطاءه حقنه مضاد حيوي اما بخصوص ما الذي كنت افعله نظرت الى صبابة انا كنت احدثه لاشغله عن التفكير بالجرح المتحسس لديه ليس بالضرورة ان تكون علاقة الطبيب بالمريض جافة وتقتصر على الفحص والعلاج هذا أسلوبي مع مرضاي "انهت سما كلماتها وارادت المغادرة
"انتظري ناداها مرعد ما الذي كان يعاني منه "
نظرت سما الى الورقة التي معه يمكنها ان تخبره ان كل شيء هنا ليست مضطرة للشرح لكن حسها الطبي تغلب على تمردها
"صخر من الأشخاص الذي لديهم تحسس شديد ضد الخيوط الطبية التي تستخدم للتقطيب كما ان الجرح لم يغلق بشكل جيد لذا اضطررت ان أعيد فتحه واقطبه مرة اخرى "
"ماذا اذا كان لديه حساسية ضد الخيوط التي استخدمتها ؟"سال مرعد
"استخدمت خيوط طبيعية من النوع الذي يذوب وحده كما انني سأضعه تحت الملاحظة خلال يوم او اثنين لأرى ردة فعل جسمه ...سأعود بعد ساعة ل..."
"انت لن تغادري .."قاطعها مرعد
"لما هل تريد حبسي هنا حتى تطمئن ان لا يصيبه مكروه"تهكمت سما لكن مرعد نظر لها بغضب حقيقي
"توقفي عن إهانتنا يا طبيبة لولا علمي بانك لا تدركي خطورة ما تقولين وانك في بيتي لكان لي تصرف اخر معك ارجوك احترمي وجودك في منزلي قلت انك لن تغادري لانك في بيتي وقد حان موعد الغداء ومغادرتك الان تعد اهانة لنا انت ستبقي وتشاركنا "
"انا لست ضيفة سيد مرعد لذا أرجو ان لا تهينك مغادرتي"قالت بعناد لانها حقا لا تريد منه ..بل منهم شيء
"هذا لا يجوز يا ابنتي تدخلت الجدة فوز فقد ساءتها الحرب الدائرة بين الاثنين دون داعي تقدمت فوز منها تمسك يدها بحنو
"انت في بيتنا هذا يعني انك ضيفة وواجبنا اكرامك يجب ان تمحي كل تلك الأفكار السيئة التي خطرت ببالك عنا تعالي معي قالت فوز تأخذها الى القاعة الداخلية وتبعتها نساء العائلة
**********
تنهد مرعد ينظر الى رعود "هل كان يجب ان تكون فظا هكذا انها في بيتنا كيف قلت لها هذا "
"كنت قلقا على صخر لم اقصد إهانتها ..."
"متى ستتعلم ان تشغل عقلك قبل ان تتكلم "نهره مرعد مغادرا الممر متجها الى صخر يطمئن عليه
**********
أجلستها الجدة فوز الى جانبها
"أرجو ان لا تغضبي من رعود لا يغرك طوله وعرضه انه متهور ومتسرع يلقي كلامه دون تفكير لو اننا لا نثق بك لما كنّا لجأنا لك "
"لا باس سيدة فوز ..."
"ناديني جدة يا عزيزتي ...ساعرفك على نساء العائلة هذه صبابة ارملة ابني الكبير و والدة صقر وصخر ورعود وهي زوجة ابني مرعد حاليا وهذه راية زوجة صقر وفرحة زوجة صخر رعود لم يتزوج بعد الفتيات هن صبابة ومزنة ابنتا صقر وراية و فوز وريحانة ابنتا صخر "
"اهلًا بكن تشرفت "قالت سما تفكر هذه زوجة مرعد الان فهمت لما هي اكبر منه لكن لما تزوجها ؟
تقدمت منها صبابة الصغيرة "اهلًا بك يا طبيبة كنّا نخطط انا والجدة فوز لزيارتك والتعرف عليك لقد سمعنا بمساعداتك لأهل المخيم وكنا نريد ان نساعدك وانا كنت اريد ان اكون معك فانا ارغب بان اصبح طبيبة مثلك وكنت اريد ان أتدرب لأرى عملك "
"اهلًا بك باي وقت لكن للاسف لا احد يزور المركز"
"لا باس يا ابنتي ما زلت جديدة هنا و انت امراة في مجتمعنا يجدون صعوبة في التعامل مع النساء"
"خصوصا ان ثبت أنهن قاتلات"قالت سما
"انت ما زلت غاضبة !قالت فوز تلومها لا تقلقي انا بنفسي سأساعدك وستري المركز الصحي لن يستطيع استيعاب زواره هذا وعد مني. واعتبريه اعتذار منا على ما حصل الن تقبلي اعتذار الجدة الفوز .."
نظرت لها سما بابتسام كيف لا تفعل وهذه الجدة اللطيفة تسترضيها
"ساكون شاكرة لك يا جدة لو حدث فهناك حالات تحتاج للمتابعة "
"اذن دعي جدتك تتصرف ولا تشغلي بالك ...نزهة نادت الجدة على المراة التي لبت فورا "نعم يا جدة"
"احضري الغداء"
"حالا"
كان الغداء حيويا وفتيات العائلة احتفلن بوجود الطبيبة ولم يمهلنها لحظة وهن يسألن عن دراستها وحياتها خصوصا انها أخبرتهم انها قضتها متنقلة بين فرنسا وسويسرا حيث نشأت هناك ودرست رغم معاملة راية وفرحة المتحفظة وصبابة المتجاهلة والتي قد تحجم غرورها بوجود الجدة فوز
نظرت سما الى ساعتها بعد ان انهت كوب الشاي الذي اتى بعد القهوة لقد مر اكثر من ساعة يجب ان تطمئن على صخر
"يجب ان ارى صخر واعطيه الحقنة "قالت سما تقف
سنستدعي الممرض حازم ليلحق بك "قالت الجدة فوز
حرارته جيدة و ضغطه وقد أعطاه حازم الحقنة الامور مستقرة فكرت سما تضع ملاحظتها بينما فرحة تقف الى جانبها
"كل شيء بخير حمدا لله على سلامته لكن اريد منك ان تنتبهي له وان تغذيه جيدا حاولي ان لا تجعليه يستخدم ساقه المصابة هذا رقمي أعطتها بطاقة في اي وقت يمكنك الاتصال بي اذا تألم او شعرت باي شيء غير عادي او ارتفعت حرارته "
"حسنا أجابت فرحه باختصار بينما سما تغادر الغرفة
عدلت فرحه الوسادة خلف ظهره "ما بك فرحة"سالها صخر عندما لاحظ تزمتها مع الطبيبة سما
"لا شيء!"قالت بجفاف
"يا ام عناد "قال يمازحها "ما هذا الجفاء تجيبي من تحت ضروسك "
"اها لا يعجبك كلامي بالطبع فانا لست الطبيبة سما لتضحك على كلماتها!!"
نظر لها باستغراب ثم ضحك عاليا "تغاري علي فرحتي "قالها مدلل مما جعل وجهها يحمر
"تعالي قال مشيرا على طرف السرير الى جانبه جلست امامه "لقد سقت اليك شيوخ عشائر البادية كلها لأحظى بك هل تظني ان في قلبي مكان لشخص اخر بعد ان احتللته"قال صخر يلامس خدها الدافىء
"انها والدتك قالت ان هذه الطبيبة محتالة وتحاول جذب الاهتمام ..."
نظر صخر بصدمة "والدتي ...فرحة انا اكيد انها لم تقصد قول هذا الطبيبة سما تعاملت معي باحترام لم اجد في سلوكها شيء خاطيء ثم المفترض انك تعرفيني قال يلومها
"معك حق لقد تصرفت بسخافة ...للواقع لقد حزنت عليها الجميع يهاجمها "
"هذه فرحتي الطيبة الطبيبة قد أنقذتني مرتان هي من أسعفني عند الإصابة وهي من أراحني من الالم الان لا يهمني ما حدث سابقا كل شخص يخطا لكنها لم تفعل اي شيء يجعلنا نعاملها بنفور"
"اجل لكن الان يجب ان ترتاح وانا سأفكر بطريقة مناسبة اشكرها بها على مساعدتك "قالت فرحة باسمة وغادرت
*************
قررت المغادرة فور خروجها من غرفة صخر لكن وجود الجدة فوز ومرعد في انتظارها
"حالة مستقرة لقد تركت رقم هاتفي من فرحة لا تتردوا اذا حصل اي شيء اتصلوا بي في اي وقت "
"شكرًا يا ابنتي تعالي لنأخذ فنجان قهوة اخر .."
"لا اسمحي لي يجب ان أغادر احتاج لارتاح قليلا "قالت سما بصدق
"اعذريني لقد اتعبناك يوم عطلتك "
"لا يا جدة ليس هذا لقد تهت في الصحراء ليلة امس و...."
كانت تتحدث وتسير مع الجدة بينما مرعد يتاخر عنهم خطوة
"لقد اخبرني رجل الدفاع المدني كيف تهتي "
"لا ادري يبدو انني تشوشت واتخذت طريقا خاطئا وجدت نفسي وسط الصحراء ثم ترجلت من سيارتي وضعت ولم استطع العودة اليها فطلبت المساعدة"
"جيد انتبهي اكثر ويفضل ان تاخذي احد سكان القرية معك كام السعد فهي تعرف الطرق "
لم يأمرها او يسخر منها
"سافعل ..شكرًا لضيافتكم وأبلغوني باي طاريء "
"لا شكر على واجب يا طبيبة قال مرعد الشكر لك "
"لا داعي للشكر انه واجبي انا ايضا "كانت قد وصلت الى القاعة السفلية تنوي التوجه الى الباب عندما وقف امامها ذلك العملاق المسمى رعود
"دعيني أوصلك الى البيت ...على الاقل لاعتذر منك عما قلت "
"لا داعي معي سيارتي ولا تقلق لا شيء يستوجب الاعتذار "قالت سما باسمة وحيتهم وغادرت
كانت تشعر ان هذه الحادثة ستفتح فصلا جديدا في حياتها
توجهت الى منزلها تشعر بالتعب الشديد فقط تريد ان تنام
********
هناك أمرا ما غير صحيح كيف تقول انها تشوشت بالاتجاهات المنطقة التي تاهت بها موغلة في قلب الصحراء وبعيدة جدا عن اتجاه القرية من المكان الذي كانت فيه فكر مرعد قبل ان يقرر ان يتجه الى مكتبه ليطلع على تقرير الدفاع المدني
***********
كان صباحا مشرقا استيقظت سما تتمطى بنشاط بعد ان نامت معظم يوم امس اليوم عطلة ايضا يمكنها ان تقضيه عند الغجر او تقضيه في مخيم اللاجئين او الاثنين فكرت سما تشعر بسعادة كانها تنتظر حدثا شيقا
*********
كان لديه احساس انه هناك ما تخفيه وصدق حدسه فكر مرعد وهو يفتش مع القوات التي معه المكان الذي وجدوا به سما لكن لما كذبت أتراهم هددوها ام انها لا تريد ان تعاونهم لا باس مع وجود سترتها الطبيبة لا مجال لإنكارها
**********
طرقات على بابها جعلتها تنهي ارتداء ملابسها بسرعة "من ؟"
"ام السعد"
ذهبت سما وفتحت الباب لها كانت تحمل سلة كبيرة ملآ بطعام مختلف
"تفضلي انها هدية من الجدة فوز وهي تسلم عليك وتقول انك ستسعديها لو مررت وأخذت فنجان قهوة معها "
رائحة الخبز الطازج والقهوة الممزوجة برائحة الفواكه والتمر جعلت شهيتها تتحفز
"هذا مثير لم تكن بحاجة لفعل ذلك "
"الجدة فوز ام الكرم انها تحب المساعدة لكن منذ وفاة ابنها الكبير لم تعد كما كانت ولو انها تساعد الكثير من الأسر المستورة لكنها لا تخرج كثيرا الا للضرورة "
"اخبريني ام السعد كيف يكون السيد مرعد عّم صقر وصخر لا يبدو الفرق بينهم كبيرا انهم يبدون كأخوة ثم كيف هو متزوج والدتهم ..."
سالت سما تريد معرفة المزيد عنه
تنهدت ام السعد قبل ان نبدا
"السيد مرعد هو الابن الاصغر للسيدة فوز اما اخوه الاكبر الذي كان متزوج من صبابة قبل ان يتوفى فهو اكبر منه ب١٤عاما انجبته السيد فوز ثم انجبت اربعة بنات عاشت اثنتين منهما وهما متزوجتان الان وكذلك انجبت ولدان وتوفيا وهما صغيران ثم السيد مرعد عندما تزوجت صبابة وأخو مرعد كان عمرها ١٤وزوجها ١٨اما مرعد فكان عمره ٤سنوات لذا فهو كأخ اكبر لصقر وصخر ورعود ثم ذهب اخو السيد مرعد في مهمة وتوفي خلالها كان عمر مرعد ١٨ عاما وقتها في سن العشرين تزوج ارملة اخيه لتبقى في منزل العائلة وتربى اولادها معهم كان عمر صبابة وقتها ثلاثون وبقيا معا حتى الان "نظرت لها سما ببلاهة مرعد تزوج ارملة اخيه وهو في العشرين من عمره وهي تكبره بعشر سنوات فقط ليبقى العائلة مع بعضها اي منطق هذا ثم ان اولادها كانوا شبابا وما لبثوا الا وتزوجوا والدليل إعمار ابنائهم لما يتزوجون في عمر صغير هكذا قطع افكارها صوت ام السعد
"طبيبة سما طبيبة سما عادت تقول بإلحاح
"ما الامر ام سعد إجابتها دون ان تلاحظ رجل الأمن الواقف عن باب منزلها

"هناك من يريدك قالت ام السعد تشير لرجل الأمن
"لو سمحت طبيبة السيد مرعد يطلبك الان لو سمحت "
ما الذي يريده منها فكرت متذكرة تلك الليلة المأساة لقد اخبرها في بدايتها انه يريدها في مكتبه
لكن عندما كانت في بيته بدا انه نسي الامر لقد شعرت ان كل شيء قد تغير وانه وعائلته يرحبون بها
ربما يريدها ليقترح عليها ان يساعدها في الزيارات ؟؟
"حسنا سالحقك"
"لا ..السيد مرعد طلب ان اتى معك "
اصراره لا ينبأ بالخير فكرت سما وهي تنهر نفسها لا تكوني متشائمة لقد اهدتك والدته سلة خيرات منذ قليل
"حسنا قالت ناهضة وخرجت متجهة الى سيارتها
"لو سمحت طبيبة سترافيقنا في سيارة الأمن "
ما معنى هذا ؟!
سارت خلف رجل الأمن بتردد
جلست على المقعد المقابل لمكتب مرعد في انتظار قدومه
توجه مرعد الى مكتبه حساب هذه الطبيبة ثقل وهو بحاجة لتسوية
نظر لها بطريقته الغاضبة والباردة
"اذن طبيبة سما لقد تأجل هذا اللقاء اكثر من اللازم "
اه انه الحديث عن تلك الليلة
"انا لا افهم ما تقول "
"حقا قال لها يبتسم باستفزاز ماذا عن هذا اخرج سترتها الطبية يال الغباء لابد انه وجدها في الكهف حيث كان يختبأ المخربون
"اجل انها سترتي قالت سما تحاول ان تأخذها
"هل لديك فكرة اين كانت "
"لقد أضعتها عندما تهت في الصحراء "كذبت
"هل حقا تهت في الصحراء؟سالها مرعد مشككا
"اجل بالطبع "
"هل يمكنك ان تتذكري اين نسيتي سترتك "
"للواقع لا اعرف "
"لا !" قال مشككا
"اعني لا اذكر كنت خائفة "
"حسنا يا طبيبة متى تنوي ان تعترفي بالحقيقة "
"اي حقيقة انا قلت لك "
"حسنا لما لم تقولي انك كنت في الكهف ولم لم تبقي داخله "
"كنت خائفة "هتفت وقد بدا صوتها يحتد وهي تقف
"غريب مع انه كان لديك رفقة "
هبطت على الكرسي مرة اخرى كان ساقيها لم تعد تقوى على حملها
"ما رايك ان نبدا من جديد وتقولي لي كل ما حدث"
"انا ...لا اعرف شيء كان هناك شخص مصاب وأنقذته "
"لما لم تخبريني من البداية "
"لم ارى ضرورة لهذا "
"انهم مطلوبين وانت ساعدتهم وتقولين انك لم تري ضرورة "
"انا طبيبة وظيفتي هي مساعدة الأشخاص دون الاطلاع على هوياتهم "
"وهل قدروا. مساعدتك لقد تركوك في الصحراء "
اجابته بتهكم "لا شيء جديد انه امر اعتدته منذ اتيت هنا البعض يطردني علنا والاخر بأسلوب مبطن وهناك من يطلق علي الكلاب والتيوس لا عجب ان اترك في الصحراء "
الهجوم افضل وسيلة للدفاع فكرت سما
"انهم خارجين عن القانون وخطيرون عليك ان تساعدينا في القبض عليهم "
تمادت سما "ليس لدي ما أقوله "
"حاولي ان تتذكري "قال مرعد بصبر
"لقد أخبرتك بكل ما لدي "
"لا تجعليني اتصرف بطريقة لا تعجبنا نحن الاثنين"
ابتسمت سما بسخرية "حقا ماذا ستفعل ..ستسجنني؟! "
ابتسم مرعد بشر "اتعلمي فكرة جيدة "
"ما الذي تقصده لا يمكنك انا لست متهمة "تحفزت سما
"دعينا نرى يمكن ان اتهمك ازعاج سلطات إعاقة عمل جهاز امني وابتسم بتلك الطريقة المستفزة التعاطي.."
"تعاطي صرخت سما "
"اجل الا تذكري ذلك اليوم عندما عدت من حفل الغجر "
ارتفعت يدها لا إراديا الى خدها وهي تحاول تذكر احداث ذلك اليوم الساقط من راسها
قال بتهكم "اذن انت تتذكري "
"انا لا اتذكر شيء ثم لم اكن متعاطيه انها جوزة الطيب لقد شربت جوزة الطيب عادت لتأكد "
"وانت كطبيبة لم تدركي مدى تأثيرها ...قال بعدم تصديق لا باس يمكننا التجاوز عن هذا لكن لا يمكننا التجاوز عما فعلت بعدها "
"ماذا فعلت ؟انا لم افعل شيء؟!"
الا تتذكري ؟! ....ان ما فعلت قضية اخرى ماذا يمكن ان نسميه تحرش ..فعل فاضح ..."
قاطعته سما "هذا ليس صحيح انا لم افعل شيء"قالت
برعب
نظر لها بتلك العينان لقد عرى روحها شعرت انها ضعيفة تنهار امامه لما يملك عليها كل تلك السطوة ما الذي فعلته سما حدثت نفسها لكن الجواب كان باديا في عينيه لقد فعلت شيئا مشينا وضعت يدها على فمها تمنع شهقة من الخروج
نهض مرعد من مكانه
"ها يا طبيبة هل ستقولي ما الذي تعرفيه "
"انا لا اعرف شيء "قالت بصوت مرتجف
"انت لم تتركي لي خيار "مرعد يمسك بطرف قميصها محاولا عدم لمسها ويتجه بها الى الطابق السفلي بعد ان خرج من مكتبه
"الى اين تأخذني "هتفت بصوت بالكاد يخرج اثر صدمتها
لكن لا رد وصل الى غايته ولم تحتاج سما لذكاء لتعلم اين هي انها في قسم الزنزانات
"لا يمكنك ذلك "
لا اجابة فتح مرعد الزنزانة عندما أومأ براسه لاحد الحرس الذي نفذ وألقى سما بها قبل ان يغلق الباب صدمت وهي ترى الغرفة الصغيرة المظلمة التي وضعت بها فهي مغلقة من كل الاتجاهات الا نافذة صغيرة عالية بالكاد تاتي بالضوء الشحيح حتى في وسط النهار اتجهت الى الباب الذي كان في اخر مراحل اغلاقه طرقت على الباب بيديها الاثنتين ليفتح مرعد كوة صغيرة فيه بالكاد رات منها عينيه
"لا يمكنك ان تضعني هنا صرخت
"في الواقع بلى يمكنني وها انت داخل الزنزانة "
"أخرجني قالت بصوت امر
"هل لديك افادة اخرى "
"لااااا وستخرجني الان وحالا "
اغلق مرعد الكوة ليعود الظلام للزنزانة يا الهي لا يمكنه ذلك انها تكره الأماكن المغلق طرقت على الباب بكلتا يدها سيد مرعد ....أخرجني أخرجني
نافس صوتها ضربات يدها وهي تصرخ تشعر بان الجدران يتطبق عليها انها تقترب ستنهار عليها باي لحظة وايدي سوداء تسحبها الى الخلف تشعر بها على ظهرها ذراعيها سيجروها الى باطن الارض ضربت الباب وصرخت بهستيرية أخرجوني سيد مرعد أخرجني ...صرخت وصرخت لكن لا مجيب والأرض تميد تحتها صرخت بخوف مررررعددد لا تتركنيييي قبل ان تنهار على الارض التي رحبت بها في ظلامها







التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 05:54 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 12:51 PM   #5

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

رندوش9 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 05:56 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 12:57 PM   #6

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 06:00 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 01:06 PM   #7

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 06:05 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 01:12 PM   #8

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 06:11 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 01:15 PM   #9

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 06:30 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 01:20 PM   #10

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-02-20 الساعة 06:53 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.