13-11-19, 12:47 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فاقد الزمن _ أحمد فكرى فاقد الزمن أحمد فكرى 1 المكان : مدرسة الأبجدية الإعدادية بنين الزمان : 1995 يدلف الأستاذ (عماد نصر الدين) إلى الفصل ، قائلا جملته المعتادة : -" غبت عنكم كثيرا ، أليس كذلك ؟ " ثم يمسك بالطبشور ، وهو يضيف : ـ بالأمس تناولنا مادة النحو ، واليوم سوف نتناول نصوص . قالها ثم سأل صبيا قد جلس يعبث في شيء ما : ـ أين صديقك (أمجد سيف الدين) ؟ احمرت أذن الصبي ، ثم أضاف مرتعدا : ـ لم يأت اليوم ، لابد أنه مريض .. أو أنه لم يقم بأداء الواجب ، أو ربما قد مات أحد ما من أقاربه ، أو أن مكروها قد ألم به أو .. قاطعة الأستاذ (عماد) مضيفا : ـ لقد سألتك ، لأنكما تمثلان ( دامون ) و( بيتياس ) ، فلو أخبرتني أنك لا تعلم ، لكان خيرا لي ولك ، بدلا من تلك التنبؤات يا (نوستراداموس) .. قالها فانفجر بقية التلاميذ في الضحك ، وهم لا يعلمون من هو (نوستراداموس) هذا ، لكنهم يضحكون ، لأجل الضحك فحسب ، فأضاف هو مسكتا إياهم : ـ أرجو الصمت ولنعد إلى حصتنا .. *** | |||||||||||
13-11-19, 12:48 AM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| في تلك اللحظات دوت الدقات على باب الفصل ، فهمّ صبي بالنهوض ، كي يستجيب ، إلا أن الأستاذ (عماد) لوح بالعصا في الهواء معلنا عن احمرار يد الصبي ، ومعلنا أيضا عن رفضه لتلك الخدمة الجليلة ، التي ود أن يقدمها إليه ، ودون كلمة أخرى أعاد أدراجه إلى مقعده ، وهو يحك ظهر يديه ، التي التهبت تماما .. فتح الأستاذ (عماد) باب الفصل ، ليجد (أمجد سيف الدين) ، يقبع خلفه ، ووجهه ملوثا بالعرق المختلط بالأتربة كأنه كان في معركة ما.. ـ أين كنت ؟ قالها الأستاذ في شيء من الغضب المصطنع ، لأنه يحب ذلك الصبي ، لا يعلم لما .. ربما لأنه يذكره بنفسه ... احمرت وجنتي (أمجد) ، ثم أضاف في خجل : ـ لقد كنت .. هناك .. قالها كأن الأستاذ يعلم أين هو ذلك الـ (هناك)!! ، ثم أضاف : ـ لقد حاولت أن أحضر مبكرا رغم كل شيء ، لكنني لم أستطع ، لأنه منعني . تقدم الأستاذ منه بضع خطوات ، ثم أضاف : ـ من هو الذي منعك ، يا (أمجد) ، أهو أحد التلاميذ التي تكبرك ؟ أم أنه أبوك ؟ أشار (أمجد) بيديه تجاه الخارج ، بالتحديد إلى مكان ما ، ثم أضاف : ـ هو .. هناك ! .. قالها ، ثم أضاف : ـ لقد منعني مرارًا يا أستاذ ، إلا أنني كنت دائما ما أفر منه ! بالطبع لم يعر الأستاذ (عماد) ، كلام (أمجد) أهمية ، وتركه ، ليدلف إلى الفصل ، دون أن يعاتبه حتى .. وانهمك الأستاذ (عماد) في الشرح ، حتى دق الجرس معلنا عن انتهاء الحصة .. فلملم حاجياته ، وودع التلاميذ ، بعد أن ألقى نظرة عابرة على (أمجد) تلميذه المفضل . *** | |||||||||||
13-11-19, 12:49 AM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جلس (أمجد) إلى جوار صديقه المفضل ، الذي لكزه في كتفه ، قائلا : ـ هل منعك مرة أخرى ؟ نظر إليه (أمجد) ، ثم أضاف : ـ نعم ، لقد فعل .. لكنني فررت منه ، وأخذت أركض إلى أن وصلت إلى الفصل . تراااااااااااااااك ! دوى صوت العصا على المخضع ، الذي يجلسون عليه ، ففر الدم من جسديهما ، ثم تبعه صوت أجش قائلا : ـ انهضا أيها الوغدان .. نظرا إلى مصدر الصوت ليجدانه الأستاذ (فوزي) أستاذ العلوم ، بأسنانه النخرة ، ووجهه الضخم ، ذو القسمات الغليظة .. نهض الصبيان ، ليتلقيا أقصى عقاب لهما ، على أيديهما ، ثم عادا إلى مقاعدهما في صمت . *** مر الوقت دهرا في تلك الحصة الخاصة بأستاذ (فوزي) ، ثم دق الجرس معلنا عن إطلاق سراح الجميع .. تنفس التلاميذ الصعداء ، ثم نظر (أمجد) إلى صديقه ، وأضاف : ـ لقد أخبرني أنه سوف يأخذني المرة القادمة ! ـ وهل ستتركه ؟! قال صديقه تلك الكلمات ، التي جعلته ينتفض هلعا ، ثم أضاف : ـ لن أجعله يفعل .. سوف أترك المدرسة بأكملها .. ـ هل جننت ، سوف يذهب إليك أينما كنت .. أنسيت ما قاله لك ؟ قالها ثم أضاف : ـ لقد قال لك أنك المختار ! *** | |||||||||||
13-11-19, 12:49 AM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 2 المكان : فناء مدرسة الأبجدية الإعدادية بنين الزمان : لازلنا في عام 1995 يسير (أمجد) إلى جوار صديقه ، الذي لم نعرف اسمه بعد ، ثم ينظر إليه ، بعد أن يجتازا ذلك المنحنى ويضيف : ـ لقد قال لي تلك المرة أنك .. قالها ثم صمت برهة كأنما يحاول التنبؤ بوقع كلماته تلك على صديقه ، فأضاف صديقه في تعجب : ـ أنني ماذا ؟! .. سأموت ؟ في تلك اللحظة أفاق (أمجد) من خواطره ، ثم أضاف نافيا : ـ لا لست أنت .. بل أبوك ! *** ـ ما هذا الخبال ؟! قالها صديقه ، ثم أضاف بتوتر ملحوظ : ـ هل أخبرك أنه متأكد مما قاله ؟! ـ لا أعلم ، لكنه كان واثقا .. أقصد حديثه .. طريقة حديثه ذاتها تبدو واثقة تماما . *** | |||||||||||
13-11-19, 12:50 AM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 3 المكان : شقة صديق (أمجد) الزمان : لازلنا في عام 1995 الآن نرى ذلك الجمع ، الذي يحتشد داخل الشقة ، متشحا بالسواد ، لماذا ؟ لأن والده قد مات بالفعل! نرى صديق (أمجد) ، يقف ممسكا بسماعة الهاتف ، ليحدث (أمجد) قائلا : ـ لقد مات .. والدي مات يا (أمجد) ! *** هرش (أمجد) في مؤخرة رأسه ، بعد أن أغلق السماعة .. وجلس غير فاهم .. أيحزن لأجل صديقه ، أم يفرح لأنه صار يعلم المستقبل .. *** | |||||||||||
13-11-19, 12:51 AM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| المكان : فناء مدرسة الأبجدية الإعدادية بنين الزمان لازلنا في عام 1995 يسير (أمجد) وحده في فناء المدرسة وقت الفسحة ، يركل الحصى ، مفكرًا في ما حدث معه ، ومع صديقه هذا .. هل حقا صار يعلم الغيب ؟! لا .. بالطبع لا ، لان من يعلم الغيب هو الله وحده .. إذًا ما معنى ما حدث ؟! يقولها محدثا بها نفسه .. عندئذ يرى (طارق) ، و(هشام) يرمقانه ، ويقتربان منه .. هذان الوغدان ، إنهما من أسوأ طلاب المدرسة إن لم يكونا هما الأسوأ على الإطلاق .. يدنو الاثنان منه ، وهما يبتسمان ابتسامة صفراء ، يقف (طارق) أمامه ، ولا زالت تلك الابتسامة على وجهه ، ثم يضيف وقد تحولت ابتسامته تلك إلى غضب : ـ أنت أيها الرعديد أين نصفك الآخر ؟ ـ ماذا تقصد ؟ قالها (أمجد) غير فاهما ، فأعاد (طارق) عليه السؤال ، وهو يدفعه إلى الخلف : ـ أقول لك أين نصفف.......فك ؟ في تلك اللحظة كان (هشام) الوغد الآخر ، يقبع خلف (أمجد) ، كي يدفعه (طارق) نحوه ، فتصطدم قدماه بجسده ، فيسقط على رأسه ، وهذا ما حدث تماما .. *** | |||||||||||
13-11-19, 12:51 AM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| نهض (أمجد) وهو ينفض الغبار عن ملابسه ، وعن جسده ، ثم أضاف في غضب ، لا يملك سواه : ـ أنتما .. وغدان غبيـ ـ..ا. لكنه لم يستطع إكمال جملته تلك ، لأنهما ركضا خلفه ، بعد أن أطلق ساقيه للريح ، ليفر منهما .. أخذ يتفادى أجساد الطلاب الآخرين .. يصطدم بهذا ، وهذا ، متحاشيا الارتطام بأحدهم ، حيث السقوط ، وعندها يظفران به .. يهرع إلى .. إلى .. إنه يعلم إلى أين ، فليست تلك المرة الأولى ، التي يفر منهما إلى ذلك المكان .. ها هو يقترب .. وهو يستمع الى أحدهم يقول : ـ المجنون سوف يدخل مرة أخرى .. لكنه كان قد دلف إلى حيث يختبئ دائما .. ثم أغلق الباب خلفه . *** | |||||||||||
13-11-19, 12:52 AM | #8 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| المكان : فناء مدرسة الأبجدية الإعدادية بنين الزمان : عام 2015 يدلف (أمجد) إلى الخارج ، بعد أن رمق الأفق ، كي يتأكد من أن الجميع قد غادر ، ولم يعد يلاحقه أحد ، وأنه قد صار في مأمن كذلك.. يخرج في تؤده ، ليتلقى الطامة الكبرى .. أين هو ؟! هذا ليس فناء مدرسته ! هناك بعض المقاعد المحطمة التي تراصت فوق بعضها البعض في عدم نظام والملقاة في الفناء كمدرسته ، لكنها ليست ذات المقاعد.. ليست ذات النوع !! ثم ما هذا البناء الذي استقر وسط الفناء ، معلنا عن عدم السماح لأحد باللعب في ذلك الأخير ؟! ثم متى تم بناؤه ؟! ـ أين أنا ؟! هكذا قالها ، بعد أن دار حول نفسه مرتين كي يرى المكان حوله بالكامل . خرج من المدرسة ، بعد أن تفلت من الحارس ، الذي لم يعرفه ، فلم يكن هو عم (حجازي) .. سار في الطرقات متجها إلى منزله .. الليل قد ألقى بظلاله على كل شيء .. ينظر في ساعته ليجدها قد توقفت ! يرجها مرة مرتين ، يضربها بيده ، كي تستجيب ، لكنها تأبى . ياله من مأزق ! لم يكن ذلك الطريق مليئا بتلك القمامة ، كيف في ساعتين أو ثلاث يمتلأ عن آخره هكذا ؟ ثم من وضع كل هذه الكمية ؟ والسؤال الأهم لم وضعت ها هنا ، مادام هنالك صندوقا خاصا بها ؟! أين مطعم عم (رفاعي) ؟! يقف يتأمل المكان من حوله ، فربما ضل الطريق .. لكنه يعلم جديا أنه هو ، إذا ماذا حدث ؟ تمر إلى جواره حافلة ، فيفسح لها الطريق .. فيرمقها ، ثم يحدث نفسه قائلا : ـ متى جاءت تلك الحافلات ؟! فهو لم ير مثلها قط ! العالم بأثره قد تغير !! يرى ذلك الحانوت ، الذي لم يغلق بعد.. يتجه إليه بعد أن زاد من خطواته ، حتى يصل إليه ، إنه يعرفه ، إنه خاص بعم (سمير) اللبناني . ما إن دنا من الحانوت ، حتى لمح ذلك الشاب ، الذي جلس ، ينفث دخان لفافة من التبغ ، ويشاهد تلفاز مسطح الشكل ! اقترب أكثر ، ثم وبصوت مبحوحا ، أضاف متسائلا : ـ مساء الخير .. شعر الشاب بوجوده ، فاعتدل في جلسته ، وهو يضيف : ـ ماذا تريد ؟ ـ لا .. لا شيء ، فقط كنت أسال عن عم (سمير) .. أليس ذلك حانوته ؟ ـ بلى هو ، لكنه مات ، أتريد شيئا آخر ؟ لم يدر ما الذي سيضيفه ، لذا أضاف وهو يبتعد : ـ لا .. شكرا . ـ إذا أغرب عن وجهي أيها الفأر . ـ حسنا .. حسنا . قالها ، وهو يبتعد راكضا .. لماذا سبه ذلك الشاب فهو لم يقترف ذنبا ؟! هو لا يعلم .. *** عبث في جيوبه فأخرج جنيها .. بالنسبة إليه هذا مصروف لا بأس به ، ثم أعاده إلى جيبه مرة أخرى .. كأنه يتأكد من أنه لازال موجودا ، ولم يفر . مرت دقائق عدة ، وصل فيها إلى مكان بيته .. عندها كانت الطامة الكبرى ! لقد ذهب بيته تماما ! *** (يُتبع ...) | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|