21-11-19, 02:52 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| عين ( قصة قصيرة ) بقلم د.نبيل فاروق اليوم بدأ هادئًا ، على الرغم من كل المشكلات القديمة ... زوجها لم يتشاجر معها كعادته ؛ لأن الإفطار تأخَّر ... ولم يسب أباها وأمها ، وهو يغادر إلى عمله ... وصاحبة المنزل لم تلح فى طلب الأجرة كالمعتاد .. وحتى شقيقة زوجها ، لم تلق كلمتين سخيفتين ، وهى تمر بها كعادتها .. ولهذا فقد التقطت نفسًا عميقًا ، بعد انصراف زوجها ، وقررت أن تحصل على إجازة من الأعمال المنزلية ، أيًّا كانت النتائج ... لن تنهض لتنظيف المنزل ... أو طهى الطعام ... أو كى ثياب زوجها ... أو حتى تنظيم دولابه ... اليوم إجازة ، ستقضيها نائمة ، حتى ولو ثار زوجها وهاج وماج عند عودته من العمل ... لم يعد هذا يهم ... لقد اعتادته ... استلقت فى فراشها ، وأسبلت جفنيها ، وراحت تحلم بأنها تحيا فى عالم وهمى بلا مغنصات ... عالم ليس فيه زوجها ... أو شقيقته ... أو حتى صاحبة المنزل ... لم تسرح بأفكارها طويلًا ، وقد غلبها النوم العميق ... ونامت ... | |||||||||||
21-11-19, 02:53 AM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| صرخة قوية ، جعلتها تقفز من فراشها مذعورة ، وتعدو نحو باب الشقة ، لترى ماذا حدث ؟!.. وهالها كل الهرج والمرج على سلم المبنى ... العشرات يعدون مسرعين ، ويتجاوزونها بوجوه شاحبة ، فى طريقهم إلى أعلى .. استوقفت أحدهم ، تهتف به فى ارتياع : ـ ماذا حدث ؟! أجابها فى توتر كبير : ـ الست (نعيمة) ... صاحبة المنزل . ضربت صدرها براحتها ، هاتفة : ـ هل ماتت ؟ صاح وهو يتجاوزها : ـ مقتولة .. عثروا عليها مقتولة . انكمشت فى فراشها ترتجف ، والهرج والمرج يتزايدان على السلم ... صاحبة المنزل مقتولة ؟..! من قتلها ؟!.. ولماذا ؟..! ظلت تطرح السؤال على نفسها ، حتى عاد زوجها من عمله ، فسألته مرتجفة : ـ من قتل الست (نعيمة) ؟! زفر مجيبًا : ـ شخص يكرهها ، وينتقم منها . أدهشها الجواب ، فتساءلت خائفة : ـ ولماذا لا يكون مجرد سارق عادى . لوَّح بكفه ، قائلًا : ـ السارق لا يفعل هذا . | |||||||||||
21-11-19, 02:56 AM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| سألته وقلبها يخفق : ـ لا يفعل ماذا ؟! ألقى عليها نظرة ازدراء لغبائها ، قبل أن يشيح بوجهه ، مجيبًا : ـ ترك النقود كما هى ، وأخذ ... لم يتم قوله ، فانقبض قلبها ، وهى تسأله : ـ أخذ ماذا ؟! صمت لحظات ، وكأنه يستصعب الأمر ، قبل أن يجب فى امتعاض واضح : ـ أخذ عينها اليسرى . تراجعت مصعوقة : ـ عينها ؟! لوَّح بذراعه كلها هذه المرة ، وهو يجيب : ـ لم يعثروا عليها أبدًا . ارتجف جسدها كله رعبًا ... اقتلع عينها ؟!.. إنه شخص ينتقم حتمًا ... شخص يكرهها أشد الكره ... كانت تشعر برعب شديد ، خفف منه أن ما حدث أبعد ذهن زوجها عن تقاعسها عن أعمالها المعتادة اليوم ... | |||||||||||
21-11-19, 02:57 AM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لقد اكتفى ببقايا طعام أمس ، وأوى إلى فراشه ، وكأنه يأمل أن ينقذه النوم من التفكير فيما حدث ... أما هى ، فلم تنم ... ظلت تفكر فى العين ... العين التى اقتلعها القاتل ... ولكن ـ وعلى الرغم من ذعرها ، لم يكد الفجر ينبلج ، حتى استغرقت فى النوم ... وكان حلمًا مفزعًا ... كان كابوسًا رهيبًا ... كابوس رأت فيه زوجها يقيد الست (نعيمة) ، وشقيقته تخنقها ... ثم تقتلع عينها فى تشف ... وهبت من فراشها صارخة ... ولم يرحم زوجها انتفاضتها ودموعها ، وإنما راح يلعنها ويسبها ؛ لأنها أيقظته بصرخاتها من نومه ... روت له ما رأته فى حلمها ، فانزعج فى شدة ، وصفعها على وجهها ، وكأنها مسئولة عن أحلامها ... وحذرها من أن تروى حلمها لأحد ... ولم تفهم ... ولكنها فى الصباح نفسها ، وعندما أتت لتضع الإفطار على المائدة ، وجدته يجرى حديثًا هامسًا عبر الهاتف المحمول ... وعندما كان يغسل كفيه عقب الإفطار ، التقطت هاتفه خلسة ، وألقت نظرة على آخر اتصال ... كانت شقيقته ... ترى فيم كان يتهامس معها ؟!.. هل كان يروى لها الحلم ؟..! أم يحذرها منه ... ومنها ... | |||||||||||
21-11-19, 02:58 AM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وإلى قلبها ، تسلل رعب شديد ... تُرى هل كان ما رأته حلمًا ... أم رؤيا ؟..! هل قتل زوجها وشقيقته صاحبة المنزل بالفعل ؟..! ولكن لو أنهما فعلا ، فلماذا اقتلعا العين ؟..! لماذا ؟! ملأ الرعب نفسها ، وشعرت أنها لن تتحمل البقاء مع زوجها فى بيت واحد بعد الآن ... ماذا لو قتلها وهى نائمة ؟..! وماذا لو اقتلع عينها ... صرخت فى أعماقها ، وشعرت برأسها يدور ... ويدور ... ثم سقطت فاقدة الوعى ... وعندما استعادت وعيها ، كان الهرج والمرج أكبر من ذى قبل ... وكان زوجها يصرخ ويبكى ... وتضاعف رعبها ألف مرة ... بل ألف ألف مرة ... وعندما عرفت سر حالة الهرج الجديدة ، مع مقدم الشرطة والإسعاف ، شعرت أن قلبها قد هوى بين قدميها ، وداسته بلا وعى ، فتمزق وتفتت ... إنها شقيقة زوجها هذه المرة ... وبنفس الوسيلة ... مخنوقة ... | |||||||||||
21-11-19, 02:59 AM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| واقتلع القاتل عينها اليسرى ... اتسعت عيناها عن آخرهما فى رعب ... لماذا العين ؟!.. لماذا ؟!.. لم تستطع طرح السؤال على زوجها ، مع تحقيقات الشرطة ، التى شملت الحى كله ... حتى هى وزوجها ، حقّقت معهما الشرطة ... زوجها كان يتظاهر بالانهيار ... وهى أخفت شكوكها فى أعماقها ... وعندما عادا معًا إلى منزلهما ، لم تشر إلى الأمر ، من قرب أو بعيد ... وزوجها كذلك لم يفعل .. ولكن أعصابه المتوترة جعلته أكثر شراسة وعنفًا ... كان يسبها ويلعنها ، ويسب والديها ، على أتفه الأسباب ... وتحقيقات الشرطة استغرقت أسبوعين كاملين ... وكل الصحف أشارت إلى ما حدث ... فكرة اقتلاع عين الضحية ، شغلت الرأى العام كله ... لم يفهم أحد لماذا ؟!.. خبراء الجريمة قالوا إنها دليل على الانتقام ... وخبراء علم النفس أكدوا أن القاتل يريد تذكارًا لجريمته ... وهى لم تفهم هذا أو ذاك ... | |||||||||||
21-11-19, 03:00 AM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كل ما فهمته هو أن حياتها مع زوجها ، صارت جحيمًا ، أشد هولًا مما سبق ... حتى كانت تلك الليلة ... سبها ... ولعنها ... وضربها أيضًا ... وبعدها نام كالبهيمة ، بعد أن عاشرها على الرغم منها ... فى تلك الليلة ، عاودها الحلم نفسه ... ولكن مع تعديل بسيط ... زوجها كان يقيد شقيقته ويخنقها ، والست (نعيمة) تقتلع عينيها ... وهبت من فراشها ، وهى تكتم صرختها هذه المرة ... كتمتها لحظة واحدة ، ثم أطلقتها مدوية بعد هذا ... فإلى جوارها كان يرقد زوجها باردًا ، ونصف وجهه الأيسر مغطى بالدم ... الطب الشرعى أثبت أنه مات مخنوقًا ... وأن القاتل قد اقتلع عينه اليسرى ... والأدلة الجنائية وجدت شباك حجرة النوم مكسورًا ... ولكن ما من آثار أخرى ... أما هى فقد أصابتها صدمة نفسية رهيبة ، جعلتها أشبه بالمجنونة ، حتى أنه تم احجتجازها لثلاثة أشهر ، فى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية ... التحقيقات استغرقت شهرًا كاملًا ، ثم انتهت بقيد الجرائم ضد مجهول ... | |||||||||||
21-11-19, 03:00 AM | #8 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وعندما عادت إلى منزلها ، راح الكل يواسيها ، ويعاملها بشفقة وتعاطف ، وهى حزينة وشاردة منكسرة ... ولكن سرعان ما شعرت فى منزلها بحالة جديدة ... بالحرية ... القاتل المجهول خلصها من كل منغصات حياتها ... صاحبة المنزل ... وزوجها ... وشقيقته ... وفى المصحة علمت بأنه يمكن للمرء ارتكاب جريمة بشعة ، دون حتى أن يدرك .. هذا لأن عقله الباطن يحركه عندئذ ، وليس عقله الواعى ... نهضت تعد طعام الغداء لنفسها ، وفتحت باب المبرد ، والتقطت من صندوق الثلج كيسًا يحوى دجاجة صغيرة ، وقبل أن تغلق بابه ، ابتسمت وهى تنظر إلى ذلك الكيس خلفه ... كيس يحوى ثلاث عيون ... بشرية . *** (تمت بحمد الله) | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|