آخر 10 مشاركات
442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-21, 12:00 AM   #1391

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





البريق الخامس والعشرون .. الجزء الأول


طرقات يحفظها على الباب ودخلت .. اقتربت من المكتب ثم سمع صوتها المترفع

" لن اشكرك لأن كل ما حدث كان بسببك من البداية .. لكن ... "

استدار فؤاد ينظر لوجهها واشتعل ذلك العالم
كانت فائقة الجمال بعينيه المتقدة ، كل لمحة من وجهها تشع نوراً .. وقفتها ترمي بطاقة تمنع شيطانه ..
حين تكون هنا .. يكون فؤاد قبل أن يطلق أول رصاصة

علقت الكلمة على شفتيها طويلا لكنها وأدت خطأها بذاك الترفع العالي بكرامتها ‏

" آسفة "

حين تكون هنا .. يكون هو

لم يدرِ كيف قالتها لتنسف بها كل ما سبق ، وبنفس اللحظة مرفوعة الرأس عالية الكرامة هكذا .. وكيف يمكن لكلمة أن يختلف مقالها باختلاف قائلها ؟!

يمر سير حياته أمام عينيه في أحداث أغلبها دخان رصاص ودماء ضحايا .. ثم نور يملأ الضياع
يتوق لتلك الصحراء التي كان يركض فيها فارساً يعرف ما يريد .. منذ متى لم يركب فرساً ؟!

انعقد حاجباها استغراباً حين طالت نظراته الصامتة إليها .. عميقة سوداء كأناقة حلته وظلام كيانه .. حتى سأل

" آسفة على أي شيء ؟ "

أصابعها تلمس خاتم ماهر بيدها الأخرى بحركة جذبت عينيه وبضع نبضات تائهة ثم ردت بتماسك لا ينحني لحزن

" ماهر خطيبي كان دائما ينبهني للأمر .. كان يمنعني من فعل اشياء خوفاً عليّ .. وأنت حين تكلمت عن تصرفاتي بذلك الاسلوب وأنك خائف على صورة المجموعة تذكرته .. فغضبت واندفع كلامي بلا تفكير "

ضغط فؤاد أسنانه ويده على مكتبه تضغط مثله في حالة عجيبة على وشك انفجار ورغم ذلك رد بهدوء ساخر

" إذاً المشكلة باسلوبي أنا ! "

تنهدت ألماسة متمالكة ذكرى خلف أخرى لتستدير لكنه أوقفها

" عرفت انه مات بحادث سرقة لتلك الشركة "

تذكرت سؤالاً دار في متاهات عقلها طويلا .. كيف قُتِلَ ماهر ؟!.. هل فؤاد هو المسؤول ؟!
عادت تلتفت وعيناها تشع النار والثأر من جديد تحاول قراءة ملامحه علها تلمح دليل إدانة ..

لكنه كان دليل براءة وهو يلامس حواف صورة ابنه متسائلا بذاك الهدوء الميت

" كيف تشعرين بعد موته ؟ "

زفرت نفساً مرتجفاً وهو يدخلها مقابر الأحزان داخلها رغما عنها ، فاقتربت من المكتب تضع يدها على خشبه القوي تستمد صلابة لترد بها

" هل تسألني عن مشاعري أم مشاعرك ؟!.. بالنسبة لك سيمر الحزن بهدوء ومع كل مرور ستشعر انه يسحب شيئا منك حتى تعتاد الفراق .. أما بالنسبة لي فقد مر حزني كصاعقة ضربتني وأخذت كل شيء دفعة واحدة .. لم يكن لدي سوى أياماً قليلة لأحزن فيها قبل أن يطردنا عبد الجليل من شقتنا ونذهب إلي بيت عمي قاسم .. بسببك .. للأسف أنت لم تسمح لي حتى أن أحزن "

رفع فؤاد عينيه عن الصورة لعينيها الثائرة ثم مرت على حداد قوامها في ملابسها الرسمية الداكنة ليقصد كل حرف وهو يطفئ سيجارته

" جيد .. الشيء الوحيد الذي لن اصلحه ! "

ذلك الغل كلما تتحدث عنه هو كل ما يحتاجه ليوقد مشاعره ويدفعها بدلاً من طمرها ، ذلك الغل الذي يغضبه ويتحداه أن يغيره كما كان يتحدى رفيع .. ذلك الكره المتبقي رغم شفقتها أو غفرانها الذي نال بعضه هو الحطب

وذلك الشريط الأسود الذي يلح على عقله ويوشك أن يطيع انفجاره الأعمى
أغمض عينيه يضغط أعلى أنفه بقوة تقارب الألم ثم نظر إليها قائلا

" أريدكِ أن تأتي معي لمكانٍ ما "

عيناه كجمر نار وصدره يتحرك بقوة أجفلتها وأشعرتها بذلك الاشتعال الذي لم تحدد له هوية به لكنه هذه المرة ليس كرهاً فتسأل

" أي مكان ؟! "

كل جزء منه يتحفز يتكسر ويرن داخله صاخباً مجيبا

" سأعيد إليكِ شيئا آخر "

بطريقة ما كان شيء يومض بها .. شعلة تربكها كلما واجهت عينيه الفترة الأخيرة
عقدت ساعديها وهى ترفع رأسها تصمم بنبرتها الراسية

" أي شيء ؟!.. اخبرني أولاً "

منذ سباقه الأخير علم أن لا شيء سيعود كما كان ، لم تعد سباقات الموت شغفه .. هناك نشوة تسري بعروقه هنا .. تنتفض دماؤه مفجرة بداية !

بداية على توقيت سيطرة .. على موعد لذة .. وعلى رغبة موت صغير .. موت أجمل !

وصوته يحمل إذناً آخر لخفقة قلب حررها أخيرا

" شيء من حقكم أيضاً .. تركه .. زاهد "

أنزلت ذراعيها بملامح قلقة وهى تهز رأسها بلا فهم ، فكان اسم أبيها بطاقته الموثوقة للجولة الأولى

أخذ هاتفه وفتح أحد الأدراج يخرج سلاحه ويدسه في حزامه تحت أنظارها ثم التف حول مكتبه يشير لها أن تتقدمه
ترددت قليلا لكن .. فضول المجابهة التي لا تخشى بشراً غلبها كالمعتاد ، فسارت حتى خرجت معه ثم استقلت سيارته لينطلق بها.


لم يطل الطريق إلا نصف ساعة تقريباً ، أراد حسبها بالثواني حتى تطول قليلا .. فمَن كان يصدق انه بعد كل ذلك الدمار سيسمح لأحد بالتسلل إليه ؟!

وما كان ليصدق انه سيعرف اللهفة .. التعلق .. التردي .. واللوعة .. حد الاستنجاد بالماضي ليفتح له الحاضر والمستقبل
وهى جالسة جواره ثابتة غامضة لا يعرف فيما تفكر .. هل تخاف وجودها معه أم منذ ذلك اليوم الذي دافع فيه عنها اطمأنت له ؟!

توقفت السيارة أمام بوابة حديدية لمنزل فخم من طابقين ، نزل فؤاد وفتح قفلاً في سلسلة سميكة محكمة ليفتح البوابة على مصراعيها ، ثم عاد يستقل السيارة ليدخل بها من البوابة حتى مدخل البيت ثم اطفأ الموتور

نظر إليها وهى ترفع رأسها ناظرة للبيت ثم نظرت إليه بصمت وجهها الذي لا يلين له إلا لحظات انهياراته الكبرى .. سيريها الأكبر على الإطلاق !

بلحظةٍ عاد لمواجهة عالمه .. يقف بين الحرب والألم متجرداً من سلاحه .. وظلمه .. وتجبره
وفعلها حين أخرج سلاحه ليضعه أمامها بدرج السيارة .. ولم تعرف هل هدأ صدرها حقاً أم اضطرب أكثر ؟!

نزل متجهاً للباب العسلي المزين بنقوش جميلة ففتحه أيضاً ودخل يقف بالبهو ينظر لأركان المنزل الذي يرتاح فيه بلا سبب رغم انه ملك مَن كان ألد أعدائه

ترجلت ألماسة بلا فهم ناظرة للمنزل بارتياب ، حوله حديقة منسقة بعناية فائقة .. أجمل من بيت راسل الذي دخلته وهى تعد نفسها بنفس المستوى قريباً حين يتم بناء منزلهم على الأرض التي اشترتها مع أكرم

اقتربت من الباب لتخطو للداخل وفغرت فمها بانبهار .. الشمس تشرق بكل مكان هنا .. وكل شيء بدا مذهلاً حد اعتباره عملا فنيا للجمال .. أذهلها هى التي لا يبهرها شيء بسهولة

ظل فؤاد واقفا يوليها ظهره فسألت باتزان لا يظهر إعجابها

" هل يمكنك أن تشرح لي أي شيء ؟! "

اتجه إلي أحد الأركان ليجلس على كرسي كبير من الخشب الداكن ، ظهره منقوشا على شكل حصان يصهل رافعا قدميه الأمامية

وضع ساقه فوق الأخرى يرد بصوته الغائم

" بعد موت زاهد وراسل استلم قاسم المجموعة لسنوات قبلي .. حاول إبقائها في السوق حتى استلمتها أنا .. ثم وجدت أوراق هذا البيت باسم زاهد "

اقتربت ألماسة خطوات منتبهة وذهولها يظهر بصدمة عارمة لتنظر حولها بالقول

" هذا البيت .. لأبي ! "

تابع فؤاد وهو يغيب للماضي يفتح بابه الموصود

" حين قرر مع راسل أن ينتقلا هنا قررا بناء البيتين .. لكن راسل كان يبحث عن الأسرع فاشترى بيتنا وعدل عليه القليل فقط .. أما زاهد فقد اشترى هذه الأرض ثم بدأ البناء عليها "

وضعت ألماسة يدها على شفتيها المرتجفة بدقات قلبها وهى تتحرك بالبهو بعينين متسعتين دامعتين حنينا ووجعا لتقول بصوت ضعيف

" كان يريد انتقالنا إليه !.. كل هذا اختيار أبي ؟ "

ذلك الباب خلفه رماد متطاير يتجمع ويتلاشى بسؤال أضل .. أيتكلم أم ينتظر ؟.. أيسحبها إليه دون التفافاته الثعبانية أم ينسج الأفخاخ أولا ؟!

وترك نفسه أخيراً لذلك العالم يتذكر ويضيع ويفتح أبواباً أخرى ثم يجيب

" حين وجدت البيت كان طابقاً واحداً لم يكتمل .. والأرض حوله كانت شبه مهجورة .. وقاسم لم يهتم إلا بالعمل لذلك تركه "

سكنت مكانها تتأمل العمل الذي جمعه بأبيها ، بنى والدها الجدران .. ليتمم فؤاد بريقها !

عيناها تدور لكل زاوية تستوعب ببطء تهمس

" أبي مات قبل أن يكمله .. وأنت فعلت كل هذا ! "

خطوات كعبيها تدق بالأرض وتدق على قلبه وهى تلامس الأثاث الفني متسائلة بصوت غريب

" لم تخبرنا أمي أن أبي كان يخطط لذلك .. وربما لم تكن تعلم وأرادها مفاجأة لها .. لكن .. لمَ أكملت البيت وجعلت الأرض حوله بهذا الجمال ؟! "

معترفة .. لم تظن أن له مثل هذا الذوق الفني ، ولم تنظر له كإنسان قبلاً .. لم يخطر بذهنها إلا الثعبان الذي يلتف خانقا ضحاياه
وجاء رده صريحاً

" لاني أخذته "

التفتت بعد لحظات طويلة .. متوقعاً منها كرهاً جديداً لكنه وجد الغفران يحيطها كهالة نورانية ، ودمعة تغافل مطر عينيها الترابية لتسقط بكلماتها

" قمت بتزوير أوراقه أيضا "

معترفا .. اومأ فؤاد فظل الصمت صامدا وهى تتحرك لتلمس الجدران الأبوية بابتسامة حزينة .. أجمل حزن رآه بحياته ..
وغفران كالسكينة حل عليها لأنه حافظ على ملك أبيها وجعله بهذه الصورة البديعة حتى ولو ظلمهم به .. لتلتفت إليه بسؤالها

" لمَ تخبرني إذاً ؟!.. كان يمكن أن نموت ونحن لا نعرف شيئا عن هذا البيت وسيظل باسمك طوال العمر .. وعمي قاسم لن يتكلم كالعادة ! "

اشتد شعاع الشمس من خلفه فأخفى ملامحه كمجهول يتحدث عن آخر بنبرة غريبة

" لاني ثعبان الرافعين نعم .. لكن لم اخلق ذلك الثعبان "

شعرت بالتعب فخافت أن تدور الدنيا بها لتتجه نحوه تجلس على الكرسي المقابل له المشابه لكرسيه ترد

" لا افهم "

كانا خصمين !.. ندين بنفس القوة والجرح الأول .. والروح المشتعلة ، وبنظرة لها تمنى لو يستطيع لمسها ليبرد هذا الحريق .. والغضب المتراكم المعذب ، ويندلع حريق آخر يريده ويرديه

استند برأسه لرأس الحصان بظهر كرسيه مقررا التكلم

" كنت اهوى ركوب الخيل والانطلاق به في جوف الليل في قلب الصحراء .. كنت اشعر أنها الوحيدة التي ترحب بتمردي .. واسعة .. ولم أجد وسعاً يحتويني غيرها "

لم تكن ترى من ملامحه إلا ظلاما .. حجبته الشمس كي لا تميز إلا قبضة يديه وهو يستند بذقنه الكثيفة عليها يتابع بنبرة أكثر خفوتا

" شربت القسوة من راسل وتحية .. نظرة عيونهما كانت تخنق كطوق يحيط برقبتك يسحب روحك .. وبعد أن اطلقت أول رصاصة أخذني رفيع .. وبدأ الثعبان "

برقت نظرة حادة من عينيه قبل أن ينظر جانباً يخفي ملامحه المدمرة وما يتحطم فيه مخفياً معها دمعة بزاوية عينه
لتقابلها دموع سالت على وجهها وهى تقتحم معاناته لكن هذه المرة بإذن منه .. دموع لحلم أبيها الغير مكتمل

مثلما حدث حين عرفت الحقيقة وذهبت إليه .. كانت منكسرة بفاجعة الحقيقة .. وكان منكسراً بفاجعة ولد له من حرام

ووسط الرماد الأسود عيناها هدايته واسمها نوره ويكمل باحتراق رجل حمل خطاياه طويلا

" لم يهمني شيء ولا أحد .. كنت مجنوناً متحرراً لأبعد الحدود .. ونذلاً بمعنى الكلمة .. مراهنات وسباقات وفتيات ولا مبالاة بأي شيء .. وكلما امتصت الصحراء غضبي وثورتي وضع رفيع السلاح في يدي مجددا "

وانفجار ابنه أمام عينيه ، دوي هادر يكرر الصوت بأذنيه ، واشلاء أبوة بُتِرَت بأفظع صورة لتداويه .. وصوت بركة مجددا

( يا ويلي كيف سيداويك ؟ )

نظر لعينيها الجميلة الحزينة يتبرأ في رحابها من كل شيء حتى الاسوأ

" كان موته كلما ركبت الخيل ليلاً وانطلقت بها لأتحرر قليلاً وأعود أكثر تمرداً .. فقتل الخيول أمام عينيّ .. وأحضر لي نساءً لأركب ليلاً اشياءً أخرى .. ليغمسني بعالمه أكثر وأكثر .. ونجح "

لم تخجل .. لم تخفض عينيها عن عينيه .. بل خاضت ما أراد منها معرفته لعلها تفهم فتساعده ، لانه يخشى الاقتراب من نورها بظلامه
وفرس يقع صريعا ليقضي على اخر ومضة بإنسانية قتلت .. وقُتِلَت

أنفاسه تسمعها وأوردته تنفر وفكه يرتعش كما عرفته عنيفا دمويا ويتخلى عن كل أقنعته ليصل بداية ظهورها

" حتى مات رفيع .. بدأت استوعب اني تحررت بشكلٍ آخر .. وبدأ الثعبان داخلي يستعد لمعركته المنتَظرة .. إيجاد أولاد زاهد والانتقام منهم .. فلولا قتله لراسل ما كان أخذني رفيع "

فهمت !.. لكنها فهمت شيئا آخر ، هو ما أراد الثأر لأبيه ، راسل لم يعنيه أبداً ، فؤاد أراد الثأر لنفسه
ولا تعلم لماذا تسيل دموعها اليوم ؟

ربما بالهدوء التام بهذا المكان المنعزل الذي يحمل روحي أكثر رجلين أثرا بحياتها .. خيراً وشراً
يسري في كيانها ليطلق لمشاعرها تأثرا يؤلم قلبها وهى تتخيل كل لحظة عاشها بالوادي الذي تمنت العودة إليه .. هل كانت لتشهد براعمه وهى تطرح ثمارها الكارهة ؟

تراخى جسدها على الكرسي تزدرد ريقها بغصة حادة وهى تنتظر المزيد وهو يسأل

" أتذكرين حين سألتِني إن كان مال المجموعة حلالاً كما كان ؟ "

مسحت وجهها المتورد لتهز رأسها تجلي صوتها الضائع وتجيبه
" قلت انه حلال .. وأن أي شيء آخر سيكون بعيدا عن حسابات المجموعة "

طالعها فؤاد بشحوب وهى تجلس أمامه بسلام .. مسالمة كدواء يخفض جحيم عروقه قائلا

" لم يكن الأمر عندي في الحلال والحرام .. كان الأمر أن اتحدى رفيع .. أراد المجموعة لتكون مصدر غسيل أمواله .. ورفضت .. رفضت لأتحداه أن يفعل ما ظل لسنوات يهددني به "

ورأى نفسه في عينيها اللامعة ، متخطياً حواف رموشها العدوانية ليخطو لمستقرٍ فيها وهى تسأل باهتمام وضيق

" وما هو ؟.. كنت ساسألك لمَ بقيت معه ترى كل هذا ؟ "

خنقته العبرات واهتزت روحه بالأنين ليقول بسخرية عقيمة

" رمزي وشهاب ! "

إخوة الاسم فقط ..
خانه صوته متحشرجا ويداه تقبض على ذراعي الكرسي بانفعال غاضب

" الغفير الذي أصابته رصاصتي بدلاً من أبيكِ كان له ولد .. هو الوحيد الذي رفض الدية رغم قبول أهله .. أراد الثأر لكن ليس مني وحدي .. أراده من عائلة راسل بأكملها .. رمزي أولاً لأنه الابن البكر ثم أنا بعده .. لكن رفيع أخذه وسيطر عليه .. واشترط عليّ أن أظل معه حتى أحمي إخوتي .. وأنا في ذلك العمر .. لم يكن بيدي شيء إلا الخضوع "

تذكرت قول قاسم يوم نصبت الدائرة لتكشف الحقائق

( لكن طلقة فؤاد لم تصب زاهد .. بلحظتها دخل غفيرنا وابنه ليعيدا فرس فؤاد وحين رأى زاهد من الباب ركض نحوه يحاول إنقاذه دون أن يرى البقية .. وقُتِلَ الغفير أمام عينيّ ابنه )

وتذكرت دموعه على فراش المشفى يحررها من ألمها وظنونها ، وذلك الهمس السري الذي تتذكر بعده كل مرة .. لحظة وقوعه على ذراعها بذبحة صدرية .. وتلك الـ آه التي رددها بصدرها .. كأن تلك اللحظات الوحيدة التي تريد أن تتذكره فيها !.. لحظات إنسانيته معها

وأكبرهم يوم أخذ حقها وجلب حقيرا تحت قدميها .. وذلك الهمس مجددا !!.. مَن هزم الطود وأخضع الجبل ؟!

خطر يقلقها وميزانها هى يميل باتجاهات لا تدركها متسائلة

" وإن عاد ؟ "

تلاقت أعينهما على طريق مقفر ليقف فجأة كعملاقاً من ألسنة سوداء بالجواب

" سيكون موتي الأخير "

انتهت الحكاية فنظر للأعلى مغمضا عينيه والشريط يتوقف عن تعذيبه ، وزيف وجوهه يتكسر لتظهر روحه الحقيقية .. الحية كالجمر بعد عبث جاحد وعنف مستطير

ألمه لا يُحتَمل لكنها ككل مرة تقترب خطوة من الجبل .. اليوم اقتربت كثيراً ليتضح عن قرب .. جبل قائم شبت النيران به فما هزته ريح وما تحطمت صخوره

وقفت عائدة لثباتها تسأل برفق

" الأخير !.. قال عماد ان .. ذلك الانفجار كان موتك الرابع .. ماذا يعني ؟! "

تحرك فؤاد نحو الباب يجيب

" يعني إصابات أخرى حدثت لي بالماضي "

هل هناك ما لم تعرفه بعد ؟!.. لكن لمَ عرفت من الأساس ؟!
تتحرك خلفه تسأله

" لمَ اخبرتني بكل هذا ؟ "

وقف فؤاد بالمدخل ينظر للبهو كأنه يودعه صامتا ، ثم عاد لما لم تفهمه بتلك الرفعة الشامخة بدمه

" لاني أريد .. حين يأتي ذلك الموت .. أن يوجد أحد يقول عني انني كنت ثعبان الرافعين نعم .. لكن لم اخلق ذلك الثعبان "

رجفة سرت بجسدها بنغزة قلب بين شريان وآخر تستودعها الأمانة .. وصية !.. أخافتها حد الإنكار

وقفت ألماسة أمامه ترفع رأسها بتفهم لوجه يحمل الخيلاء والعلو دون غروره وغضبه .. تحاول قراءته ولا تفقه لغة الظلام فتعيد سؤالها مباشرة

" قصدت .. لمَ اخبرتني أنا تحديداً بكل هذا ؟! "

نظر فؤاد لجمالها وأغرقها الظلام أكثر .. ليدق القلب بالاحتمالات المستحيلة ..
ثم تباعد وانغلقت ملامحه وهو يخرج قائلا

" ساحول أوراق البيت باسمكِ أنتِ وأكرم "

وأمام عينيها عاد لسيارته وأول ما فعله أخذ سلاحه يعيده لحزامه .. فعاد الجبل بجبروت الأسياد .. كما كان تماماً

ألقت نظرة طويلة على البيت قبل أن تغلق الباب وتتجه للسيارة لرحلة صامتة .. هى أول رحلة في الرحلة !..

وكيان الجبل يدخل مرحلة تلي كونها كل شيء بالكون .. مرحلة تدعى .. اعتراف !.





يتبع ....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 12:01 AM   #1392

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





ارتدت ليلة ثيابها وخرجت حيث ينتظرها ، بالأمس حين عاد لم يقل إلا أن اليوم عند تلك الغجرية التي لا تراها إلا في عواصف ' عماد زين الدين ' المقصودة

وبعدما جاءت نتيجة فحوصاتها ليظهر الأمر بتعب القولون الشائع وهو عاد كما كان .. مجافياً بارداً قاتلاً بنظرة عين .. وأول ما قتله كان أملها الصغير الذي ظنته لحياتهما

سمع عماد دقات الكعب العالي فرفع رأسه إليها بجلسته على الأريكة وكما توقع وجد .. طاقماً كقطعة واحدة من الجلد الأسود أعلى قميص بلونها الأحمر المفضل ، وشعرها البني المموج ينسدل طويلا حول وجهها الحاد متقن الزينة

وشتان الاختلاف بين كيد النساء هنا والكيد المحبب لروينة البسيطة

أمسك هاتفه يرسل رسالة لوصال يخبرها انه قادم لأخذها لتستعد ، ثم عاد بعينيه البرية إلي ليلة محذرا

" إن جرحتِ وصال أو روينة بمجرد كلمة سيكون حسابكِ معي عسيراً "

صرخت عيناها غضبا وغيرة وردها الجاهز يحرق ملامحها بحقدها الأسود

" اعرف حسابك العسير .. قبو مظلم في دار الزِيِن بلا طعام ولا ماء وصوت الفئران يجعلني أموت رعباً "

تراجع على الأريكة يفرد ذراعيه على ظهرها بنظرات سلطانه الحاكم متهكما

" حقاً ؟!.. هل كان هناك فئران ؟!.. جيد أنكِ اخبرتِني لأخبرهم بتنظيف المكان ! "

يكاد رأسها الانفجار احتقانا بالدماء التي تندفع بشرايينها ترد

" واثقة أنك أردت موتي حقاً لكنني تحملت وصمدت "

ضحك عماد ساخرا بكلماته حتى تلاشت ابتسامته في وجه بارد قاس

" صمدتِ !.. ألا تبالغين قليلا ؟!.. كانوا ثلاث ليالٍ وأخرجتكِ حين هدأت .. لكن لن أكذب .. بالطبع تمنيت موتكِ .. لكن بدلاً من ذلك كنت أرسل أم الولد لكِ بالطعام والماء واجعلها تخبركِ اني لا اعلم ! "

أطبقت شفتيها متفاجئة وقلبها ينبض لابن البراري .. كانت تقنع نفسها انه بلا رحمة
يوم أضاعت منه تلك الفتاة زرقاء العينين ، رغم حالة من جنون الغضب لم تمر إلا بعد شهور .. لكن رحمته تذكرتها حتى لو ظاهرها عقابا

وجوده يهيمن على كل شيء بفطرة برية ويقبض على القلب إن شاء يقتله .. وإن شاء يرحمه
طل التوسل من عينيها تسأله الغفران وهى تهمس برجاء

" أنا أحبك عماد .. أتوسل إليك أن تغفر لي "

تظاهر انه لم يسمع شيئا ليكمل بنفس النبرة النافذة الملوكية

" هل تعلمين لمَ تبالغين هكذا ؟!.. لأنكِ تكرهين أن يسجنكِ أحد مهما كان .. لذلك تتقبلين حياتكِ هنا بالمدينة معي وتموتين رعباً إن ذكرت الطلاق .. حتى لا تعودي فتُسجَني بدار أبيكِ الشيخ علوان "

ظلت مكانها بصمتها الصاغر تنظر له بملامح ميتة تقابل نظراته المستهينة وقوله المحتقر

" لكن ما فعلته أنا تلك الأيام كان لتذكيركِ انه لولاي لقتلكِ ودفنكِ في قبر حقيقي .. لتتقبلي هذه الحياة التي لم تحلمي بها شاكرة ولا تطمعي في أكثر من ذلك "

يرتجف جسدها فورة شرهة راغبة كلما تحدث ، وثورة عينيها تندلع
نارا تشتعل فيها بشيطانية حين يشعرها بالغباء

وقف عماد يشملها بنظرة من أسفل لأعلى ولا يؤثر به شيء .. مهيبا راسخا بشموخ رجال الوادي يقترب منها مضيفا بنبرته القاتلة عمدا

" والأهم .. تبتعدي عن نساء هارون الرشيد كما تقولين ! "

ابتسم باستفزاز ساخر قبل أن يتحرك لباب الشقة ، فلحقته وهى تحاول السيطرة على كل ما يستثار بها .. لتعود متوحشة الجمال الجنوبية أمام نسائه.






على مائدة الطعام لم يكن إلا صوت الملاعق والأطباق ، مع الامتنان لأن الغيرة والغضب بلا صوت !
تتلاقى النظرات الكيدية سهاماً لا مرئية لكنها حولهم لم تترك أحدا إلا أصابته .. خاصة بين ليلة وروينة حيث طاقتين متفجرتين بمكان واحد !

أما وصال فكان صوتها بردا وسلاما على قلبه وهى تبتسم وتعدل حجابها حول وجهها الأبيض الرائق بالقول

" سلمت يداكِ روينة .. الطعام أكثر من رائع "

ابتسمت روينة لها ثم رمقته بنظرة ماكرة حيث سرهما الصغير !.. ليبتسم عماد وهى تسكب المزيد في طبقه فجعلت عينا ليلة تحترقان وهو يسأل

" ألن يحتاج يحيى إلي شيء مع عم طاهر يا وصال ؟ "

تأخذ وصال الخبز الطازج ذو الشكل المميز بحبات السمسم على وجهه ترد

" لا .. تركت لهما الطعام ساخناً وقلت لأبي أن يتصل إن احتاج شيئا "

تتذوق قطعة صغيرة فيرتفع حاجباها بإعجاب لاحظته روينة فعضت شفتها بابتسامتها قائلة

" لماذا لم تحضريه معكِ ؟!.. دائما نلعب معاً حين أراه عندما نسافر للوادي في الأعياد "

هدأ الجو نسبيا إلا من نظرات ليلة المتعالية نحو وصال التي تلاقيها بعينيها الخضراء الساكنة وهى تحدث روينة بهدوئها

" اعلم .. وهو يتذكركِ دائما .. إن شاء الله ساحضره المرة القادمة "

ردت روينة ذعرا بلا تفكير

" لا .. هذه اخر مرة "

ارتبكت والجميع ينظر إليها باستغراب فتداركت قولها بابتسامة مصطنعة

" اخر مرة تأتين دون يحيى ! "

تمسح وصال يديها ترد بتسامح

" إن شاء الله "

وقفت روينة ترفع الأطباق للمطبخ وظلت قليلا تتنفس بضغط متألم ، تحاول تمرير اليوم وهى متألقة كامرأة كبدايته
اهتمت بكل شيء بعناية ، قلبت البيت لتنظيفه وتعطير الغرف منذ اخبرها

واختارت ثوبها حريراً ملكياً بلون الفضة .. وتزينت بالذهب من السلسال للخلخال ..
وأرادت فقط رؤية نظراتهم المنبهرة إليها ونجحت .. الملكة التي تليق بالسلطان

بنظرة عماد حين رآها وتسمر مكانه لحظات .. دنيا بزهوها

سمعت خطوات خلفها فتشاغلت بالأطباق لتجد وصال وهى ترتب معها فأخذتهم من يديها وهى تقسم وتصمم

" قلت لن تفعلي شيئا وصال .. أنا أيضا ساخرج إليكم وأنظف بعد ذهابكم "

امتثلت وصال لها فخرجت معها للبهو لتجدا ليلة وقد وقفت عن المائدة بطولها الرشيق تنفض يديها بتكبر ثم تسير بحذائها العالي حيث يقف عماد عند الشرفة ثم .. مالت فجأة متأوهة وهى تتشبث بذراعه وتضم نفسها إليه !

أسندها عماد من ذراعها عفوياً ناظرا لها بغضب وهى تتذمر بدلال قمئ

" الأرض ناعمة جداً ! "

مالت رقبتا روينة ووصال وهما تراقبانها بامتعاض وعماد لا ينتبه لوجودهما فيرد بحدة صوته الخافت

" اخلعي هذا الـ ... في قدميكِ إذاً "

تبتسم ليلة وهى تعرف أن صوته لن يعلو فتتجرأ وتلمس خده بقولها

" لكنني اعلم أنك تحب الكعب العالي ! "

قبض عماد على يدها فجأة فتقلصت ملامحها بألم يقارب كسر عظامها وهو يهمس بصرامة

" مرري يومكِ على خير أحسن لكِ "

نظر خلفه منتبهاً لحركتهما فترك يدها بوجهه الغاضب متجها لغرفة نومه وحين مر أمامهما همست روينة بحذر وهى تبعد وصال قليلا

" تراجعي للخلف لأنه سينفجر الآن !! "

وبالفعل استدار عند الباب ليهدر مستشيطا من لمستها القذرة

" واجلسي في مكان لاني لا أريد سماع هذا الصوت مرة أخرى "

أخفت ليلة الحرج الذي جلبته لنفسها لتتجه للأريكة متعمدة إصدار صوت أعلى بحذائها ثم جلست تضع ساقا فوق الأخرى وهى تنظر إليهما بتحد متكبر ، فلم تبال روينة بها وهى تكمل رفع الأطباق عن المائدة


بعد دقائق أحضرت روينة صينية بها كؤوس العصير وأطباق سلطة الفاكهة وجلست على كرسي يقابل وصال الصامتة وهى تنظر لليلة وتنادي بدلال

" عماد .. العصير يا حبيبي "

تضع ساقا فوق الأخرى رافعة ثوبها قليلا ليظهر حذائها البيتي ذو الكعب المتوسط يلتف على ظاهر قدميها بسلاسل من اللؤلؤ الفضي قائلة لليلة بابتسامة مستفزة وهى تشير للعصير بذقنها

" تفضلي .. أنتِ لم تأكلي جيدا ! "

تمر عينا ليلة عليها من حذائها وثوبها الحريري حتى شعرها الغجري الكثيف محترقة بصور خيالية عن علاقة عماد بهذا الجسد المكتنز ذو المعالم الأنثوية الفائرة ..
فتميل نحو روينة تقول بنبرة مغيظة متعالية

" أنصحكِ بالتوقف عن عمليات التجميل .. ستنفجرين ! "

أصدرت روينة صوتا معترضا شعبيا لترد بنبرة عالية

" تجميل !!.. كله طبيعي يا حبيبتي واسألي عماد "

بنفس لحظة خروج عماد يوقف اندفاعها برفق حازم

" روينة ! "

صمتت بطاعة احتراماً له وهى تموت غيظاً زافرة بعصبية فيراضيها مبتسماً بعبث وقح

" طبيعي .. وأصلي ! "

عادت تعلو بنظرتها على ليلة ضاحكة بأنوثة ثم تهمس باستياء

" تبا للسواد الذي يقطر من وجهكِ .. امرأة لا تُطاق .. اقسم لو كنتِ زوجتي لطلقتكِ أو تزوجت عليكِ مثله ! "

وقف عماد ينظر إليهن ثم قال بجدية

" أنا ساتزوج "

ساد صمت رهيب وكل منهن تنظر إليه بفكرة مختلفة
تتسع عينا ليلة بإشعاع مخيف ومشاعرها السوداء القميئة تتصارع ببشاعة على فتنة وجهها

تنظر وصال أرضا متذكرة حادثها المريع الذي أوصلها لتكون بهذا الموقف اليوم للمرة الثانية .. ورغم ذلك شبه ابتسامة ظهرت على شفتيها لأنها علمت انها ستتحرر قريباً !

وانخفضت عينا روينة ألماً بكسرة قلب وطعنة عشق .. عشق ما يعنيه إلا سعادة مَن يحب

دقيقة مرت حتى قطعت وصال الصمت بهدوء

" مبارك "

نظرت روينة إليه تقول بابتسامة منكسرة

" مبارك يا حبيبي "

تعلقت عيناه بوجهها الخمري لحظات ثم وجه كلامه لهن

" لا داعٍ لأن أقول انه لن يتغير شيء .. بعد عقد القران سأكون في الوادي لاسبوع ثم نسافر اسبوعا آخر .. وبعدها سنعود كما كنا .. لا أحد سينقصه شيء "

لم يكن يصدق نفسه .. لا شيء سيعود كما كان !.. يعرف انه سيميل لصدفة بكل المقاييس
تدمع عينا روينة وهى تسمع صوته حتى انتهى فهتفت بلهفة

" تسافر ! "

همّ بالرد عليها لكن ليلة وقفت بملامحها التي تثور بغل حتى قالت وهى تجذب شعرها للخلف بجنون

" هل هى تلك الفتاة ؟!.. لا اصدق انها وافقت بعدما ابتعدت عنك .. يا إلهي .. أنا مَن جعلتك تعود إليها حين ذهبنا لشركة التأمين .. أنا السبب .. هل تدرك ما ستفعله بنا ؟.. هل تدرك منظري أمام الناس إن علم أحد ممَن اعرف ؟.. أنا أتحمل كلام النساء في الوادي واني غير كافية لك لكن هنا أخفي الأمر قدر استطاعتي .. لكن إن عرف أحد لن استطيع الحياة هنا بعدها "

جلس عماد على ذراع أحد الكراسي ينتظرها حتى تنتهي علها تفضح ما يستره لكنها لم تهتم إلا بمنظرها وحياتها الزائفة التي أقامتها بالنادي والوسط الراقي
بنظرة عينيه الصارمة يحذرها المزيد قائلا ببرود

" غريب !.. ما زلت أتذكر ما قلتِه عند زواجي بوصال وروينة .. ماذا حدث ؟! "

تتنفس ليلة بحدة وهى تتذكر صراخها حين كان مجرد رجل من الوادي الذي تكرهه

( تزوج أو اذهب في ستين داهية .. عسى أن تموت أنت وكل رجال تلك البلدة )

أخذت حقيبتها واندفعت مغادرة تصفق باب الشقة خلفها ، فنهضت وصال تلقي السلام على روينة ثم اتجهت للباب وعماد يجاورها حتى خرج معها .. فانفجرت روينة باكية.


أسفل البناية ظل مع وصال حتى وصلت السيارة التي طلبها ففتح لها الباب الخلفي لتركب لكنها التفتت إليه تقول بصوت الرضا

" أخيراً قرار من قلبك .. وقريباً لن أكون عقبة في طريقك وأنا اعلم هذا .. مهما طال الوقت .. المهم الآن روينة .. هى الوحيدة التي تحتاج أن تتأكد ان لا شيء سيتغير حقاً .. وأنك أنت لن تتغير معها مهما أحببت صدفة "

اومأ عماد بلا قدرة على منع القلق من التسلل إليه ، حتى غادرت السيارة ثم عاد للمصعد
فتح الباب ليسمع صوت شهقاتها العالية فأسرع إليها هاتفا

" روينة ! "

اعتدلت جالسة على الأريكة تمسح دموعها متفاجئة لتسأل

" لماذا عدت ؟.. ألن تذهب مع وصال ؟ "

اتجه عماد يجلس جوارها عاجزا عن النطق لثوان .. هل هذا ما تفعله حين يغيب ؟!.. رؤية وجهها الباكي كماء حارق يشربه مكتويا ولا يتوقف
يحيط وجهها ليجذبه على صدره قائلا

" لا .. أنا جعلت الغداء عندكِ هنا لأظل معكِ أنتِ بعدها .. لاني اعرف كم تتألمين "

تلمس جرح عنقه ويؤلمها أن تلامسه غيرها بنفس العشق واللغة الفريدة بينهما حين يشير إليه متألما فتخفف الوجع بشفتيها .. كأن كل جراح عماد على مر السنين تتجمع بهذا الجرح الذي لا تعرف سببه إلي اليوم

يسمع صوتها متأثرا شديد الجاذبية

" ليلة تعرف الفتاة .. هذا يعني أنك تحبها منذ وقت طويل "

مال رأسه يقبل مفترق شعرها مؤكدا

" روينة .. لا شيء في هذا الكون سيغير انكِ الأولى عندي .. دون أن تعلمي حتى "

رافعاً وجهها ناثرا عليه قبلاته بحرارة تنساب ببطء مخدر ثم يهمس

" كنتِ جميلة اليوم "

تتناسى وتتجاوب وتريد بقوة تفتح أزرار قميصه تنزعه وهو يقبل شفتيها بعنف حار يلامس ملوحة دموعها ويلامس مفاتن ثرائها هامسا

" هل قالت تجميل ؟! "

لم تتقبل مزاحه بل اشتعل كل شيء فيها بعذاب وهى تغرقه بحرير الفضة الطائر عن جسدها فتجرح جانب عنقه الآخر بأظافرها مع أنفاس حروفها الشرسة

" لا يمكنني تصور إلا انك ستخونني "

غرق وأغرقها وتلاشى وتلاشت .. بين جموحه وجنونه ورغباته المُشكَلة بمزاجه وعواصفه ..
وفكرة تفتح جرحاً آخر ..
بأعمق مشاعرها كزوجة مهما تقبلت سيظل لها الأمر .. خيانة .. خيانة مشروعة !.






يتبع .....




نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 12:03 AM   #1393

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي











بعد أيام

تسير ألماسة بغرفة مكتبها تحمل كوب القهوة بالحليب خالية السكر وتشرب قليلا ثم تتجه للباب ، وتعود للسير تشرب القليل ثم تتجه للباب مجددا !.. هل تذهب ؟!.. أتريد رؤيته حقا ؟!

جاء بعد غياب يومين .. بعدما طرح عشرات الاسئلة برأسها دون أن يسأل سؤالا واحدا ..
لمَ هى تحديدا ؟!.. لمَ هى دائما ؟!
لمَ تذكرها هى ليصلح خطأه بحقها بعد فقدان ولده ؟!
فيمَ يهمه سؤالها عن مشاعرها بعد موت ماهر ؟!
لمَ اخبرها هى ماضيه ودماره وما يعانيه ؟!
لمَ يخذلها جسدها ويفقد وعيه ليقع أمامه ؟!
ولمَ كان صدرها هى حضن الجبل حين انهار مذبوحاً ؟!

خرجت من المكتب تنفخ بصداع الأفكار تتجه لمكتبه تطرق الباب وتدخل مبادرة برزانة

" صباح الخير "

رمقها فؤاد بنظرة عابرة كفيلة أن تضبط مزاجه المشتعل لليوم بأكمله .. وتختل نبضات قلبه في فورة عشق اعترف به أخيرا ، ثم عاد ينظر لأوراقه متسائلا

" ماذا تشربين ؟ "

بداية غير متوقعة !.. نظرت للكوب الملون بيدها ثم تقدمت ترد باستغراب

" قهوة بالحليب ! "

رفع وجهه يعيد نظرته للطول الممشوق في القماش الأسود حتى شعرها المفرود حول وجهها لمنتصف جذعها متوقفاً عند عينيها يسأل

" بها سكر ؟ "

صمتت لحظات تعتقد انها فهمت لتقول بثقة وهى تبتسم ببرود

" لا .. بلا سكر .. ولا تقلق .. لن أقع في وجودك مجددا ! "

طيف ابتسامة يرقق ملامحه الرجولية الخشنة بلحيته الكثيفة وهو يحدق في تلكما العينين .. ولا كلمات يفهمها تصف ما يشعره .. ولا كلمات تصف عينيها وما يراه فيهما ..

فقط يفقد السيطرة على كلماته ويصلها صوته الرجولي رغم خفوته

" أنا أريدكِ أن تقعي لكن دون مرض ! "

ولمَ كل ما يقوله يثير سؤالا جديدا ؟!
تنظر لوجهه بتدقيق لم تفعله قبلاً .. للمرة الاولى تسمح لعينيها التمعن بملامح رجولته لا بملامح عنفه وانفعاله .. وتلك المواجهة المربكة مع عينيه وأسرارهما الغير مفهومة لها

جلست أمام المكتب وصوتها المترفع يتخلل جدران عقله وهى ترد

" للأسف مضطرة أن أجبر نفسي على الالتزام مهما كنت .. كما قلت بالفعل .. أكره مرضي .. عامةً أنا .. كنت أريد سؤالك عن قلادة جدتي بركة "

لم يرد وهو يبادلها النظر كأنه يقرأ ما تخفيه خلف الرصانة الأنثوية ، ثم أخفض وجهه للأوراق في عراك نابض مع قلبه قائلا باقتضاب

" أرسلتها لتركيب الحجر "

تدوي التساؤلات برأسها تزعجها فتشرب القهوة فيما تشرد في القلم الذهبي الذي يحركه بالقول

" جيد .. كنت أيضاً ... "

هل تسأله لماذا غاب ؟!.. هل ندم على مشاركتها الماضي ؟!.. هل ... ؟!

قطع فؤاد أفكارها وهو يرفع عينيه فقط .. فقط نظرة حادة تحمل ثوراته النارية ، بينما استكانت ملامحه في جاذبية ماكرة متسائلا

" كنتِ ماذا ؟! "

وكيف تقيس المسافة بينهما الآن بعدما جذبها إليه ؟!
كيف تهدم صروح التفهم والتعاطف التي صارت داخلها لأجله ؟!

نظرت إلي عينيه الداكنة ومال رأسها تبعد شعرها بارتباك غريب عليها تقول

" لا أريدك أن تحول أوراق البيت باسمي أنا وأكرم .. ما أنفقته عليه يفوق ثمن الأرض "

وهل غفرت حقاً كل ما كان ؟!
إن غفرت بعضه فكيف تنسى صورته تحت بيتها يوماً بكل نذالة ؟!
كيف ستضعه بخانة - ابن العم والظهر والسند - مع الاحتفاظ بالرتوش التشويهية للصورة ؟!

رد فؤاد دون النظر إليها يجاريها منتظرا

" اعتبريه تعويضاً عن كل شيء .. أو مجرد هدية "

شربت الباقي من قهوتها لتسخر عجباً

" أصبحت كريماً جداً وهذا ليس من عاداتك الـ ... "

عاد لتلك النظرة التحذيرية فابتسمت تضيف

" القديمة ! "

أول ابتسامة لأجل عينيه هو .. هل اخبرها أحد أن ابتسامتها تشع النور لضرير مثله ما زال يلتمس الطريق ..

وأن عينيها جوف الليل الذي حُرِمَ حريته بكثرة الضوء الحارق للنيران ..

وأنها أنثى الصحراء التي تحوي قلباً واسعاً لمعطوب مثله على ظهر فرس صريع ..

وأنها الوحيدة القادرة على الترحيب بتمرده .. الواسعة .. ولن يجد وسعاً سيحتويه غيرها ؟!..

وما زال منتظرا أن تسأل ، أن يغلبها فضول ما ، أن يحصل منها على رد فعل لما رواه ..

فيتراجع على كرسيه والقلم في يده يدور ببطء يخطف عينيها متسائلا

" عقد قران عماد بعد أيام وأرادني أن ادعوكِ .. هل تريدين المجئ ؟ "

حلته الرمادية تضفي على وجهه ارتياحاً يناقض غيوم الأسود فتدقق النظر من جديد بين محياه ووجوده الجبلي الذي يحيط كل شيء تجيبه

" عماد سيتزوج .. ابلغه تهنئتي .. لا اعرف إن كنت ساستطيع الحضور لكن ساخبرك قبلها "

حك فؤاد أنفه ثم مرر كفه على لحيته مكررا

" سيتزوج نعم !! "

لم تنتبه لتلك اللمحة الساخرة وتستسلم لأحد الاسئلة ببعض الفضول

" أنت وهو صديقان منذ زمن أليس كذلك ؟.. لأن الرافعين حلفاء الزِيِن ربما .. هكذا سمعت من أمي الأوضاع في الوادي "

توقف القلم في يده مصلوبا على الخشب ، مثله .. مصلوباً على ألم وقهر الخطايا .. وحبال الذنوب تلتف حول أطرافه تعتصر حتى القلب

جاءها رده بإجابة غير متوقعة أيضا

" ليس لذلك السبب .. لكنه منعني يوما من قتل أحد شيوخ القبائل "

قالها بانسيابية كموت هادئ يأخذ النفس الأخير من تنهيدة طويلة
غاب اخر أثر لابتسامتها وهى تصمت مطرقة الرأس مدرجة الروح بالمزيد من الظلام تسأل

" لماذا أردت قتله ؟ "

يعلم انه يجذبها نحوه بذلك المزيد ، فهو الذي حين لا تقاومه أنثى عادية يكون ملتفا ساحرا كفيض مغامر مجنون .. يعرف لأول مرة كيف يمتلك الأحجار اللامعة ؟!

وأن الماسات لا يمكنها الاستقرار إلا في ظلام ينقصه شمسا .. وبين أجساد قتلى ينقصهم حياة .. وجوار فنجان قهوة منزوع السكر ..
لتكون هى الشمس .. هى الحياة .. هى السكر

صارحها بتلك النبرة التي تسحبها على مهل

" لم أرد ذلك .. لكنه تطاول على رفيع ومنعه من امتلاك إحدى الأراضي فأراد رفيع موته .. ومنعني عماد .. ومنذ ذلك اليوم أصبحنا إخوة .. ومهما فعلت لن أرد دَين عماد في رقبتي "

ظلت صامتة وهو يتعلق بخيوط الشوق علها تنسج ثوباً عليها .. ويناجي صحراءً أن تغيم محملة بعذب الأمطار تروي خراب أرضه ..
هل تفهم أنها معجزة القدر إليه .. وانه ما أعطى لأحدٍ قبلها خنجر قتله بيديه ؟!

التفتت له لا تعلم أين ستصل مع اسئلتها لكنها بين كل شيء ونقيضه لا تقاوم معرفته

" قلت أن رفيع كان يضع السلاح دائما في يدك .. فـ .. كم روحاً تحمل ذنبها ؟ "

ينبض القلب في الروح العاصية فتتمزق وتزأر وتصرخ لكنها تخفي وتلحق بقافلة أخيرة للنجاة قائلا بأنفاس مثقلة

" احمل ذنوب إصابات وعاهات وخوف ودمار .. لكن لم تصب رصاصاتي يوماً أحدا وقتلته .. إلا ذلك الغفير .. كان اسمه عبد الوارث "

أغلق القلم ببطء مراقبا عينيها التي تهرب من أبجدية الاعتراف مواصلا

" كان رجلا طيبا يعتني بالخيل .. وبفرسي تحديدا .. حزنت عليه أكثر مما حزن أهله .. ربما لاني قاتله "

تحرر نفس طويل مرتجف من بين شفتيها مع تلك الراحة المتسللة لنفسها القلقة به ..
وسؤال أخير أم آخر .. هل يدرك ما يفعل بها حين يبعثر على كفيها رماده ..
وحين يكون رجلا لا يقبل الأنصاف كمعظم البشر ..
رجل من حياة أو موت ..
رجل من أبيض أو أسود ..
رجل من صدق أو كذب ؟!
وكان الموت والأسود والكذب .. أما الآن .. لا تستطيع أن تجعله بالمنتصف كما كان ..

أخرج فؤاد علبة القلم النبيذية الجلدية من الدرج الجانبي ووضع القلم الذهبي المميز بها ثم وضع العلبة أمامها فطل التساؤل من عينيها ليشير لها بإيماءة أن تأخذه !

ظلت تنظر للقلم وابتسامة خاصة تفتح صفحة جديدة لتغلق العلبة بكفها تأخذها وتنهض بالقول

" انهض معي يا ابن عمي "

قالتها يوماً لكن لم تكن بهذا الجمال ، تضيق عيناه بنظرات جريئة حارة وهو يسأل

" إلي أين ؟! "

أكثر حيوية .. أكثر خفة وهى ترد

" أريدك أن تأتي معي لمكانٍ ما .. لكن سنذهب بسيارتي "

يبتسم فؤاد متذكرا قوله المماثل فيقول مثلها

" اخبريني أولاً ! "

وضعت ألماسة كفيها على المكتب تنظر لابتسامته تميل نحوه قليلا قائلة بذاك الترفع اللذيذ الذي غاب عنها طويلا

" أريد أن اجلس معك جلسة رجل لرجل ! "

يفيض التملك بدمائه الراغبة يشوش عقله هامسا

" ماذا ؟! "

تتساءل بنبرة ذات مغزى

" ألا تراني رجلاً ؟! "

بذكرى يوماً قالت لماهر ( خطيبتك رجل ) لتتذكر قول فؤاد ذلك اليوم وهو يعلمها عد النقود !

حنجرته تتحرك وهو يزدرد ريقه تأثرا وعيناه تطوف من حاجبها المرفوع لشفتيها الباسمة يقول

" لم اعلم أنكِ تركزين بكلامي هكذا ! "

اعتدلت ألماسة لترد بدهشة أنثوية

" حقاً ؟!.. وهل هذه كلمة تُنسَى مهما كان مقدار العداوة بيننا ؟! "

تبخر كل ما يفكر به فجأة وهو يردد

" عداوة "

تعقد حاجبيها تبحث عن كلمة ثم تقول بتفهم وجدية

" كانت عداوة .. ربما الكلمة الصحيحة الآن هى غضب .. ولن تنكر حقي فيه بعد كل ما فعلته .. لكن لو تتذكر اني قلت لك أن الدم لن يكون مياه .. واني تمنيت أن نتحد يوماً "

صوتها على حواف الصدق الجميل والدهشة الكبرى يتذكره فيسكب قوارير الصبر يربط على قلبه لينتظرها مهما طال الوقت

( أنا لست كأكرم لا يغفر لمَن أذاه .. أنا تعلمت الغفران والتصالح مع كل ما يحدث لي حتى لا أنكسر .. ورغم ما فعلته معي ولا يُغتَفر لكنك كفّرت عنه .. ما زلت اصدق أن الدم لن يكون مياه .. ما زلت اصدق هذه القرابة التي فرقها أبوك وأبي بالدم .. وما زلت اصدق أنك ابن عمي .. حين دخلت من باب مكتبك أول مرة تمنيت أن نتحد يوما .. لم أكن اعلم الماضي والآن بعد أن علمته اسأل نفسي لمَ ندفع جميعنا ذنبه ؟ )

ويعود صوتها العذب يرعد بجسده في رغبة قاتلة أن ينهار على صدرها يؤكد

" في الواقع أنا تمنيت أن نتحد من البداية .. حين طردني ذلك المدعو سيد من شركته بسببك .. قلت له لقد طردت ابنة عم فؤاد رافع قبل أن تحقق في الأمر أو تجعلها تدافع عن نفسها .. وأن ما بيننا مشكلة عائلية ستحل مع الوقت وحينها فؤاد رافع بنفسه سيغلق لك هذه الشركة "

وعلى حواف الانهيارات زلزال يشقق أرضه لينهض ملتفاً حول المكتب يقف أمامها يواجه عينيها بشيطانية عينيه متسائلا بنبرة خطره

" هل تريدين ذلك ؟ "

تلاحظ كفه تنغلق بقبضة شرسة وخلاياه تفوح بالتوعد فتسأل

" أريد ماذا ؟! "

نظراته تستعر وحرارة احتراقاته تصل لشرايينها مجيبا بتلك النبرة السادية

" أن أغلق له تلك الشركة "

ارتجف جسدها للحظات وهى تؤسر في طاقة مذهلة رفعتها لأعلى كبرق مباغت فتهز رأسها تهمس

" لن تتغير ! "

يتيبس وجهه كالصخر وصدره يعلو بموجات ملتهبة وتشع القسوة من الحروف وهو يطلق وعدا بكل كيانه الدموي

" إذا أردتِ ذلك سافعل "

عيناها لا تفارق وجهه وهى تتشبع بالفكرة ويسري الإغواء بخلاياها وقدماها ترتفع عن الأرض ببرق الانتقام
صحيح أن السلطة إدمان !

تتراجع خطوة متوترة مخفضة عينيها بضيق من تلك الرغبة الشرهة فتلهي عقلها بالقول

" الطيب أحسن !.. مؤكد عرف الآن اني كنت على حق وإنها كانت .. مكيدة ! "

قبضته ترتجف وهو يسب نفسه سرا لا يريد جرها لعالمه المخيف ليستدير عنها بلا سيطرة على النار المشتعلة فيه ثم يسأل

" إلي أين سنذهب ؟! "

للحظة لم تدرك السؤال ثم تستوعب فتجيب بنبرة غريبة

" سأشاركك حلماً قديماً لم يعرف أحد عنه بعد "


مر الوقت بصمت وهى تركز انتباهها وعينيها التي تختفي خلف نظارتها السوداء على الطريق فقط

اسئلة جديدة فاجأتها عن تلك اللذة السادية التي منحها لها ، كأنهما وجهان لعملة واحدة لكنها تتحكم بانفعالاتها الحالكة بينما هو يتركها تشعله وتشعل كل شيء حوله

بعد قليل توقفت بالسيارة أمام بناء كبير حديث نسبيا ثم ترجلت لتقف أمام البوابة ، يجاورها فؤاد ناظرا للمكان فتسأله

" ما رأيك ؟ "

ينظر للافتة مكتوبا عليها اسم دار الأيتام ثم يقول

" أنا اليوم لا افهم "

تشاهد ألماسة بعض الأطفال يلعبون بالحديقة فتبتسم قائلة

" لم انتوي أن اخبر أحداً أبداً .. لكنك اخبرتني أسرارا عنك لا يعرفها كثيرون .. لذلك ساخبرك "

ينساب صوتها بين أحلك رغباته ويلمس إنسانيته التي دفنها

" هذا حلمي منذ صغري .. دار للأطفال باسمي .. ليس للأيتام فقط بل لكل طفل لا يجد مأوى .. تكون مؤسسة كبيرة للطفولة .. تعلم الأطفال علماً حقيقيا كما تعلمهم عملاً ينفعهم وتخرج للمجتمع شبابا جيدا .. لكن لابد أن تنفق على نفسها بمعنى انه لا تبرعات .. أريد أن نخرج صناعات يدوية وصغيرة من يد هؤلاء الأطفال وتكون مؤسسة ربحية منها فيها "

نظرت جانباً كأنها تزيح بيدها ركاماً وأنقاضاً وتفتش عنه بفضول أنثى تتابع

" أنت شاركتني الماضي .. وأنا الآن أشاركك المستقبل "

نظر فؤاد لوجهها وللحظة نسى نفسه وارتفعت يده قليلا ليلمسها لكنه عدل سترته متداركاً ثم يمنحها إشارة أخرى

" لا أحد يعرفها غيركِ "

مال رأسها متسائلة

" ماذا تقصد ؟! "

يموت لرؤية عينيها اللحظة وهو يخبرها

" كل ما اخبرتكِ به .. لا أحد يعرفه إلا أنتِ ألماس "

إذاً لا كثيرون ولا قليلون .. فقط هو وهى .. وهذه الصفحة التي تقرأ منها أول سطر
تبتسم ألماسة وهى تتحرك للسيارة بالقول

" أتعلم ؟.. أحب ألماس هذه يا ابن عمي !.. الجميع يختصر اسمي في ماسة لكن أنت .. لابد أن تضع بصمتك ! "

نظر مجددا للافتة الدار ثم عاد ليركب السيارة
وما أن سارت لنهاية الشارع حتى سمعا صوت انفجار صغير مع عدم سيطرتها على السيارة التي تحركت يمينا ويسارا تهتف

" ما هذا ؟! "

أشار فؤاد لركن جوار الرصيف قائلا

" توقفي جانباً .. شيء ما ثقب الإطار "

تحكمت في السيارة لتقف بذلك المكان ثم تنزل معه تلف حولها رافعة نظارتها الشمسية على شعرها ثم أخرجت هاتفها تنفخ قائلة

" لا مشكلة ساطلب سيارة "

وضع فؤاد يديه في خصره زافراً ينظر للإطار النائم ثم يسأل

" هل لديكِ إطار إضافي ؟ "

تنظر إلي وقفته ترد

" نعم .. في حقيبة السيارة "

وجدته يخلع سترته الرمادية ليرفع أكمام قميصه الأبيض عن ساعدين من صخر الوادي ثم يباشر العمل !.. يفتح حقيبة السيارة ويجلب الإطار والعدة الميكانيكية وينخفض ليغير الإطار !

تجلس ألماسة على مقدمة السيارة فاقدة النطق قليلا ثم تقول بذهول

" لا اصدق .. فؤاد رافع يغير لي إطار سيارتي !.. هل أحلم ؟!! "

يضحك فؤاد في ظاهرة نادرة ثم يصطنع وجها جادا ليأمر

" لا تذكري هذا أيضاً .. اعتبريه من ضمن الأسرار ! "

آشعة الشمس تنعكس على قوته يكاد قميصه التمزق على عضلاته وهو يعمل بتركيز كرجل لا يملك بالدنيا إلا نفسه ويديه ..

ولا تنكر أن ابن عمها لطيف وهو مروض هكذا !.. بفكرتها ارتدت نظارتها الشمسية ضاحكة وظلت جالسة تراقبه !.





يتبع ......








التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 05-01-21 الساعة 12:18 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 12:04 AM   #1394

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






تسلل الضوء عبر شق الستار السميك بالغرفة خافتة النور لينعكس عليه وحده .. يجلس أمامها حيث تقبع بكرسيها العتيق في أقرب مكان من البخور ..

يمسك عماد بيدها وشعور الانتصار يشعل كل روحه قائلا بتلك السطوة العائدة

" حدث أخيرا يا بركة .. جُبِرَ خاطري كما قلتِ لي .. أخيراً العوض الذي أردته .. وهذه المرة دون أن اخسر أحداً "

تنظر له بعينيها الرمادية شبه المغلقة في صمت تهز رأسها بغير رضا ثم تقول بنبرتها القروية

" بحرك هائج يا ولدي .. لا تتعجل الإبحار "

يحيل دخان البخور بينهما سحابة رقيقة تمر على وجهه لكن لا تخفي بريق عينيه وهو يقبل يدها بالقول الواثق

" لا يهم .. ستكون على ذمتي قريباً ولا خلاص لها إلا بموتي "

‏تسحب بركة نفساً طويلا متحشرجاً بصدرها العجوز وجسدها يهتز في عدم ارتياح ثم تتسع عيناها مشعة كنبرتها

" ستجرب الموت الآخر يا ابن الأصول .. سيلحقك طوفانه ولن تقدر على منعه .. الإنسان ضعيف يا ولدي "

يتبسم عماد مقبلا يدها العظمية المجعدة مجددا وقلبه يخفق مستميتا يعد الأيام ليقول بحرارة

" أي موت معها سيكون حياة ... أعشقها يا بركة .. أموت عشقا فيها "

لم تعد تشعر بألمه ولا خوف الفراق .. قد عادت فيه تطرفات التحدي ورصاصات الانطلاق

ترفع بركة عينيها لأعلى بملامح تجذبه بذلك الإشعاع داعية

" رب العباد يريح قلبك ويرحمه من القادم .. تمسك بهذه المحبة يا ولدي .. ستحتاجها في وقتها "

لم يرد أي شيء يجعل فرحته تضطرب ، اليوم لليوم والغد للمستقبل ..
لكن صوته حمل ذلك النفور والاشمئزاز يخبرها

" لم استطع أن اقترب من ليلة كما اخبرتِني .. كل ما بي ينفر منها .. يكفيها سترا عن أهلها باسمي ومالي .. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "

تحرك بركة وجهها يمينا ويسارا تتمتم همسا ثم تكرر ما قالته قبلا بلهجتها الثقيلة

" معدنها أجوف يا ولدي وطريقها عار "

ترك عماد يدها يمسح وجهه متعجلا الخلاص فتطمئنه بصوتها النقي

" سيتأخر المراد لكن ستناله بنهاية المطاف "

ينظر إليها يقول بقسوة

" وما هو المراد ؟!.. أن اطلقها وأتركها لأبيها أليس كذلك ؟.. هذا هو مرادي الوحيد "

تطرف عيناها نحو موضع جرحه فتمد ذراعها الضعيفة تطلب اقترابه وحين فعل ربتت على الجرح بأنامل مرتعشة ثم تغمض عينيها تسر له

" لا تتعجل الأقدار .. قدر قريبة فانس الغابرة قليلاً "

تتسع ابتسامته الحسية كأنه ملك الدنيا وما فيها لينظر لساعته حيث موعد الطائرة ثم يمازحها

" ساذهب للشيخ رشاد .. لولا معرفتي أنكِ هنا ليتابعكِ الاطباء لأخذتكِ معي للوادي .. وليضرب فؤاد رأسه في أغلظ حائط ! "

تتنهد كالأطفال وهى تلامس مقدمة شعرها الأبيض الظاهرة من الوشاح الأسود الشفاف وكأن فؤاد يسجنها ترد

" والله اشتقت للوادي كثيرا يا ابن الزِيِن .. أريدك أن تحضر لي شيئا "

يرد عماد بحمية تلقائيا

" تأمرين "

تسند بركة رأسها للخلف تنام منتظمة الأنفاس وهو ينتظر مبتسما حتى قالت

" حفنة من رمال الوادي .. حفنة من الصحراء .. حيث ماتت السلاف "

نبضة قلب عنيفة طرقت صدره وخطفت الانتصار والبسمة وهو يتنهد بألم ليتقبل أخيرا

" نعم .. ماتت سلاف "

أخذت بركة تسبح على أصابعها وهى نائمة ثم يسمعها تهمس

" ليست صدفة .. ليست صدفة "

بل قدر .. تلك التي بإمارة البحر .. بلون الفضة .. بعبق العود .. وكانت بطعم تفاحة محرمة ..
ستصير التفاحة حلاله وحده.







متكئا جوار والده بالمجلس العربي بعد أن اخبره بالأمر ثم يسأله بلهجتهم العفية

" فيمَ تفكر يا أبي ؟ "

يلملم الشيخ رشاد عباءته صحراوية اللون على ساقيه ثم يحرك مسبحته قائلا بلا رضا

" ظننتك جئت تطمئن على تجهيزات عرس أختيك الذي اقترب !.. أجلناه لأجل مصاب ابن الرافعين ثم ضرورة سفر عزت .. والحين قبل موعده تقول لي ساتزوج ! "

يمسك عماد بذراعه يطلب الرضا بلسانه المعسول

" سأكون هنا قبل الموعد المحدد .. ستكثر الأفراح بدارنا يا شيخ "

ينظر الشيخ لوجه ولده يذكره بذلك الوجه القديم وهو يطلب مرافقته لطلب ابنة الجبالي ..

في لحظة دخول أخيه فينهض عماد يعانقه ضاربا على ظهره بخشونة يسأل مبتسما

" كيف أنت يا عوف ؟ "

يشد عوف على كتفيه يشهد غرابة ملامحه والصحوة فيها قائلا

" حمدا لله على سلامتك يا عماد .. طالت غيبتك "

ببهجة عجيبة تشع منه يرد

" لن أغيب مرة أخرى .. كيف الحال ؟ "

يعودان للجلوس حول أبيهما يصب عوف الشاي لنفسه مجيبا

" والله حال تسر الأحبة .. حصدنا البساتين وامتلأت الخزائن ورمينا بذور الموسم الجديد "

لم يتحدث بكلمة واحدة بغير لهجتهم قائلا

" كان الله في عونك يا أخي "

تتحرك المسبحة بقلق أبوي شارد فيسأل عوف

" ما بك يا شيخ ؟! "

يناظرهما حوله رجالا كبارا ورغم فخره بتحملهما المسؤولية لكنه يخاف عليهما شهوات الدنيا فيسأل

" ما الذي كنت أخافه من قريب يا عوف ؟ "

ترك الكوب على الأرض ليرد بملامح غليظة وصوت أقوى

" معاذ الله يا أبي .. برب الكون ما يخيفك أبيده بيدي عن وجه الدنيا "

يتحدث الشيخ بصوته الرصين المهموم

" حين تكلمنا عن عماد "

نظر عوف لأخيه قليلا ثم قال معترضا

" لا !!.. تريد الرابعة يا عماد !.. كثير يا أخي !.. أنا اتكلم لمصلحتك .. ستتعب وما هى إلا خسارة صحة ومال "

تتصلب ملامح عماد بالعناد والتصميم بينما يلوح عوف بيده مستطردا

" أنا افهم اننا هنا نفعلها لأجل العزوة والأولاد .. الرجل منا لا يرتاح إلا وحوله عشر غلماناً وأكثر .. لكن أنت في المدينة لماذا تفعلها ؟! "

رد الشيخ رشاد بغضب لا يظهره

" ويا ليتك جئتني بوِلد الولد "

نظر عماد لأبيه الذي أردف بنبرته الحاكمة

" حين اخترت ليلة من كل بنات الزِيِن كنت مرتاحاً .. ظننتك ستعود لأرضك .. لكنك ذهبت وتزوجت مَن لها سابقة وولد .. وبعدها تلك المرأة غريبة الشكل .. مَن ستحضر لي هذه المرة ؟.. أنسيت أصلك يا ابن الزِيِن ؟ "

عيناه القوية بعيني عماد التي تقدح نارا قديمة وتملكا رهيبا بقوله

" ساحضر لك الولد يا أبي "

يشتد الانفعال على وجهه أمام عيني أبيه وبرية طباعهم تتسلط على ملامحه المسيطرة ليتابع بنبرتهم القاطعة

" أريد عرساً يا شيخ رشاد .. عرساً يحضره كل أهل الوادي .. عرس يليق بابن الزِيِن .. سبع ليالٍ "

تتحرك المسبحة بيد الشيخ رشاد مع الأفكار .. لقد عاد ابن الزِيِن !.







بعد مرور أيام قليلة ...

فتح المأذون له بعقد القران دفتره بالقول

" بسم الله .. والصلاة والسلام على خير الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم "

يسلم الشيخ يد عماد في يد المهدي الذي نظر له بنفس الضياع ثم يغطيهما بمنديل أبيض مزين الحواف باسمي العروسين قائلا

" ردد من خلفي يا حاج .. اني استخرت الله وزوجتك موكلتي .... "

ينظر المهدي لوجوه المحيطين كالمتربصين ثم لوجه صدفة المنير في فستان زفافها الأبيض .. عيناها دامعتين وشاحبة بعصيانها له ..

ثم نظر أرضاً ليردد من خلف المأذون .. يردد ويردد .. وهى تتألم .. وترتجف ..

تقع عيناها الموجية بعيني عماد العاشقتين لجمالها فتبعدهما سريعا والطبول تدق برأسها ..

حرف خلف حرف يكاد ينهي المأذون قوله .. وقلبها يخفق بهستيريا مفزعة ..

كلمة أخرى وسينتهي .. وأنفاسها تتسارع بنهاية معه .. نهاية غير محتومة ..

ليس أبيها .. ليس أبيها

انتهى المأذون ليوجه حديثه إلي عماد مكملا عقد القران

" ردد من خلفي يا عريس .... وأنا قبلت زواج موكلتك .... "

وقفت صدفة فجأة هاتفة

" لا "

نظر عماد إليها .. وهوى قلبه !



انتهى




التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 05-01-21 الساعة 12:24 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 01:11 AM   #1395

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يساندي 🥰🥰
اه سيد الظلام بدت صخوره تتفتت 🔥🔥عماد صح يستاهل انو هو عايش حياته بشكل طبيعي ويه روينه وتعاي يصدفه تزوجيني لكن صدفة دمرت اعصابي شخصيا 😑😑😑اتمنى عماد يفكر ويجبرها على الزواج منه ويخلص السالفة اهله كلهم تحضروا للعرس وحضرة جناب صدفة مترددة 😁وبعدين تتعارك هي وروينة عود 😂
روينه مسكينة ما اعرف شنو الحل لحالتها 🥺
وليلى اظن من سمعت خبر زواجه راح تسلم نفسها للشيطان مرة ثانية وتقيم علاقة محرمة
وصال سلام نفسي هالبت بس هم حالها واگف
اكو نفر بعد ما ذكرتي بالاحداث وهي لميا المسكينة ☹
منتضرة السيد فؤاد يرافق الماسة للارض 🥺🥺
دمتي مبدعة 🌹
هذا شكلي من اقرأ كلمة يتبع 😄😄
وهذا شكلي مع كلمة انتهى 😫😫😫


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 01:29 AM   #1396

Manar saif

? العضوٌ??? » 456965
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » Manar saif is on a distinguished road
افتراضي

انا نفسي عماد يطلق التلاته واولهم روينة بجد حارقه دمي وتقيله على قلبي بشكل مش طبيعي .. زعلانه انه عماد هيتجوز عليها وناسيه انه اتجوزها على وصال 😑

Manar saif غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 02:31 AM   #1397

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك ساندي فصل روعة روعة روعة وضربه قاضية لعماد اللي حصل

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 03:22 AM   #1398

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

هو امتى مهدى وافق على الجواز هو مش كان معترض

عماد وزوجاته زهقتنى

الماسه بتغوص فى اعماق فؤاد


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 03:24 AM   #1399

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 29 والزوار 53)

ام زياد محمود, ‏neno 90, ‏ريمين, ‏حكايا الروح, ‏Diego Sando, ‏Salma_3_, ‏ندى الحمدان, ‏الماسه مياسه, ‏فرح العمدة, ‏Maysamabufara, ‏blue fox, ‏أسـتـر, ‏Seham elhenawy, ‏الضوءالناعم, ‏طوطه, ‏Mummum, ‏bas bas, ‏سحاب الحربي, ‏ام الارات, ‏شغف..., ‏randa duidar, ‏Soomi, ‏Kimso, ‏sarasou, ‏شجن المشاعر, ‏temoony, ‏Emaimy, ‏rowdym


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 03:27 AM   #1400

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

وجون وجون وجووووووون
احلى لا دي ولا ايه عماد... حرقتني قهر على روينة و وصال وحتى ليلى ويمكن طلب بركة يخليني احس انه يمكن فيها امل ... سيناريوهات كتير بتضرب دماغي... بس حاليا خلوني استمخ من لا بتاعة صدفة
و جمال مشاهد وتناغم ألماسة و فؤاد
تسلم إيديك يا نور


ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.