آخر 10 مشاركات
إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الشراع (الكاتـب : التوباز بن ذهب - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-21, 12:24 AM   #1451

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي







البريق الخامس والعشرون الجزء الثاني

( ألزهايمر الشعوب )


بعد أسبوع ...

دخل المهدي الحي الذي يسكنه في موعده المعتاد قبل المغيب عائدا من عمله ، ليتعجب الأنوار المعلقة بطول الشارع وعلى البنايات وحتى امتداد بصره
نُصِبَت الكراسي وعلت أغاني الأفراح فأدرك وجود زفاف ما !

اقترب من البناية التي يسكن بسطحها فانتبه سكان الحي لوصوله لتعلو الأصوات

" مبارك يا حاج مهدي .. مبارك "

وقف مكانه لا يفهم شيئا والكل من حوله يكرر التهنئة ، هؤلاء الناس الذين انتقل إلي منطقتهم بعد حريق شقته ووجد منهم كرما وأصلا ، يفرحون لفرح أحدهم ويواسونه بمصابه
تتعالى المباركات الصادقة فينظر إلي الأعلى بحدس قلق بوجود خطأ ما !

صعد الدرج بساقين ترتجفان حتى وصل السطح وتسمر ضائعا ، كل أقاربه كانوا جالسين منشغلين بالحديث والطعام والضحك ، ومائدة جانبية طويلة تحمل أشهى الأطعمة والمشروبات تحتل منتصفها كعكة زفاف من خمسة أدوار بيضاء اللون

الارتجاف انتقل لكل جسده الذي برد فجأة ورجل في عمره ينتبه إليه هاتفا

" عاد المهدي "

يقترب ابن العم منه يعانقه بالقول السعيد

" تأخرت يا مهدي .. هل هناك مشاوير تُقضَى بهذا اليوم ؟!.. لا أهم من عقد قران ابنتك يا رجل ! "

تاه المهدي أكثر وهو يعجز عن النطق شاحبا والجميع يصافحه بعناقات التهنئة حتى تقدم أحدهم منه قائلا بعتاب

" هاتفك ضائع وضاعت كل أرقام هواتفنا منك ولا تبحث عنها مجددا !.. أعطينا صدفة كل الأرقام حين أتت لدعوتنا لنكلمك ونهنئك على خطبتها لكنها قالت نسيت وانشغلت ولم تجد الوقت للرد على اتصالاتنا .. ونحن لا نعرف عنوانكم الجديد إلا اليوم وصدفة تصفه لنا ونحن في الطريق إلي هنا .. كنا ننتظر الدعوة منك يا مهدي .. لكن لا عتاب .. حضور ابنتك وخطيبها لدعوتنا يكفي "

دوار يلف رأسه وهو يستمع لتخطيط ابنته البريئة وكم الحجج التي فعلتها فتوخزه عيناه بالدمع ليقول بضياع

" أنا ... نعم .. أنا هاتفي ضاع منذ أيام "

تتلقفه الأيادي مهنئين وهو يتحرك معهم كالمعتوه حتى باب الشقة

وبالداخل وصل قبل لحظات فؤاد مع ألماسة فينهض عماد من جوار والده يعانقه ثم يصافح ألماسة مستغربا بقوله

" أهلا بكِ .. لم أتصور أن تأتي ! "

نكزه فؤاد خفية فصحح بابتسامة عريضة

" شكراً أنكِ لبيتِ الدعوة ! "

تبتسم ألماسة بتهنئة رقيقة ثم تجلس بفستانها الكحلي المخملي حيث أشار عماد وهو ينظر إلي فؤاد نظرة ذات مغزى !.. بلحظة دخول المهدي إلي الشقة ليجد عماد أمامه في حلته السوداء

لانت ملامح عماد ناظرا للرجل المصدوم يقدر موقفه ثم اتجه إليه يربت على كتفه قائلا برفق جاد

" مبارك يا عم مهدي .. اقسم لك ساحفظها بروحي وكل ما تريده سيكون بين يديها "

ظل صامتا في ذلك التيه الذي يضرب رأسه فيطالع الموجودين بصالة بيته ليجد شيخا مهيبا بالزي البدوي ، فتاة بفستان كحلي يجلس بجانبها رجل ضخم ، وشيخا آخر بالزي الأزهري !

حثه عماد على التحرك ليقدمه إلي الشيخ البدوي قائلا بلهجتهم

" الحاج مهدي يا أبي "

وقف الشيخ رشاد بكل وقار ورزانة يمد يده بالقول

" تشرفنا بك وبابنتك يا حاج .. زينة البنات ما شاء الله .. وبإذنه سيكون نسباً لا فصام له "

بلا إرادة لم يستطع المهدي إلا أن يمد يده يصافح الرجل فيقول عماد مبتسما بتحد

" الشيخ رشاد زين الدين .. أبي ! "

ينظر المهدي لوجهه الواثق الواعد فيشعر بالمرض يسري بسائر جسده فأضاف عماد بصوته ذو المغزى مشيرا للشيخ الآخر

" المأذون ينتظر منذ وقت طويل يا حاج وطال مشوارك الذي ذهبت فيه اليوم ! "

يتعسر المهدي في الوضع المبهم حوله ولا يعرف ماذا يفعل حتى رأى تلك الغيمة البيضاء تخرج من غرفة والدته نجية .. وتعالت الزغاريد

تنظر صدفة أرضا وهى تسير ببطء في فستان زفافها اللامع بالماسات الموجية .. واسع كسماء بيضاء يعكس أي طيف ضوء ليخرجه إشعاعاً أزرق نقي .. وحجابها الأبيض يحيط وجهها المنير يعلوه تاج تتدلى منه طرحة العروس حتى ذيل الفستان الطويل

تبسم الشيخ رشاد ليومئ برأسه بنظرة رضا قائلا

" تبارك الخلاق "

التفت عماد خلفه ينظر حيث ثبت بصر الجميع وعاد عمره حرا بين جنبات الروح .. اختفى الألم وتحقق النصر ونال ثواب كل خير فعله بدنياه

ساكنا ينظر إلي جمال متجسد بأنثى .. متجسد بصدفة .. حيث امرأة تستعمر ما تريد وقتما تريد كيفما تريد .. دون أن تفعل شيئا
فقط نظرة من عينيها الزرقاء التي رفعتها الآن كافية لتقلب دنيا رجل رأسا على عقب .. كافية أن تهديه حياة .. أو تسلبه اخرى

تحرك المهدي نحوها وهى تنظر إليه بألم واعتذار وندم لتفاجأ بعينيه تدمعان .. ثم سقطت دموعه مرتعشا وهو يهز رأسه بلا تصديق لما فعلته .. فتمسكت بذراعه لتعود معه للغرفة.

جلس الشيخ رشاد يحرك مسبحته فجاوره عماد قائلا

" تعبتك معي اليوم يا شيخ "

ينظر إليه ويتبسم بغموض يرد

" لا يا ولدي .. المرة الأولى التي تطلبني فيها جوارك .. دوما تعقد قرانك وتأتي بها للوادي نتعرف عليها .. هذه المرة الأولى التي تطلب فيها عرساً .. ما دمت ارتحت فأنا مرتاح .. وأخوك عوف بانتظارنا في عرس يليق بابن الزِيِن كما طلبت "

يقبل عماد يده ولا يسع فرحته شيء داعيا

" دمت لي يا أبي "

نهض فؤاد من جوار ألماسة ليجلس على ذراع الأريكة ويميل على أذن عماد ساخرا

" الرابعة يا عماد !.. صحتك يا ابني !! "

ينظر إليه هامسا مشيرا بعينيه نحو ألماسة

" اخرس نهائيا اليوم .. لم تخبرني باخر التطورات ! "

يعدل سترته السوداء فوق القميص الأسود يرد

" تطورات عادية !.. ابنة عمي وتعرفك فدعوتها !.. لا شيء آخر "

يضحك بنظرة متلاعبة متهكما

" عادية !.. بل تطورات جمالها عالمي !! "

زم فؤاد شفتيه زافرا ملقيا نظرة على الجمال العالمي ليقول من بين أسنانه

" اخرس أنت الآن ولا تدع جنوني يفسد هذا اليوم الذي مت ليحدث "

يبتسم عماد وهو ينظر نحو الغرفة .. صحيح مات ليحدث .. مات ليحيا !

دخل المهدي ليرى أمه فتفاجأ برؤيتها على كرسي متحرك كهربائي ، وامرأة محجبة تساعدها على شرب الماء فيسأل تائها

" مَن أنتِ ؟ "

اعتدلت المرأة لتجيب

" أنا الممرضة إيمان .. أحضرني السيد عماد لاعتني بالحاجة نجية اثناء غيابه مع السيدة صدفة "

نظر المهدي حوله ثم همس بعجز

" السيدة صدفة .. مَن ؟! "

دخلت صدفة خلف أبيها توجه كلامها إليها

" اخرجي لدقائق من فضلكِ "

خرجت إيمان مغلقة الباب خلفها لتتجه صدفة نحو درج جوار سرير جدتها ثم تخرج هاتفا قديما تضعه أمامه تقول بصوت مرتجف

" هاتفك أبي "

اتجه المهدي للسرير ينهار عليه ناظرا للهاتف الذي اختفى منذ أيام وظنه قد وقع منه أو سُرِق .. وفهم أن الخطة تطلبت اختفاء الهاتف حتى لا تنكشف !

يبتسم بحسرة ودموعه تسيل على تربية ابنته التي لم يعرفها يوما طوال عمرها ليظن فيها هذا الخداع

كل دمعة تحرق قلبها وتثير فيها شفقة الدنيا عليه وبكل الألم تجثو بفستانها المبهر أمامه تطلب عفوه

" اعلم أنك غاضب .. لكن أرجوك لا تكسرني أمامهم "

لا ينظر إليها ونجية تبكي ترى ولدها وحفيدتها بعجز وهو يرد

" أنتِ مَن كسرتِني .. سيدة صدفة "

تتمالك الدموع وتشد العزم بقلبها لتقول الحقيقة

" أنا أريحك من عبئي أبي .. وأريح نفسي أيضاً "

لم يشعر انها أكثر عبئا إلا اليوم بالفعل وكل كلمة ترجف جسده

" أنتِ خططتِ لزواجكِ دون علمي .. دعوتِ أقاربنا وعلقتِ الأنوار وأقمتِ الفرح .. وارتديتِ فستان زفاف .. أم هو مَن فعل .. مؤكد هو مَن فعل وأنفق على كل هذا .. اشترى البضاعة كما جاء وعرض عليّ ماله .. ماذا تريدين مني أنا ؟ "

تتمسك صدفة بيده وتحني رأسها تقبلها ثم تنظر إليه تريد رضاه

" اريدك أن تضع يدك في يده وأنت راضٍ عني .. لا استطيع عصيانك أبي "

نظر المهدي لوجهها الجميل أخيرا يهز رأسه رافضا

" أنا لن استطيع .. لن أبيعكِ حتى لو فعلتِ أنتِ .. لن استطيع أن أكون صغيرا في عين نفسي "

تشد على يده ترد بنبرة ضائقة بالكبت تفيض كل ما تتعرض له

" لن يكون بيعاً أبي .. بل فرصة حياة لن تتكرر أبداً .. طالما أنا معك سنظل ضعفاء مدينين نعيش على هامش الدنيا .. سيظهر أمثال عفيفي كل يوم .. ونبيع كل ما نملك لعلاج جدتي ولن نقدر .. سأظل في عملي أتعامل مع عملاء نصفهم حقراء طامعين والنصف الآخر يظنني خادمته "

يتجعد وجهه عابسا مشتتا بما يسمعه لأول مرة وقد ظن القناعة فيها كنز لا يفنى فتؤكد له انه يفنى بضغط الظروف والأحوال

" أنت هنا تعيش في زمن آخر أبي .. أنت فاقد لزمننا هذا .. أنت لم ترَ ذلك البرج العالي الذي سأكون فيه بعد اليوم .. لن نمد يدنا لأحد بعد اليوم .. هل رأيت والده بالخارج ؟.. إنه من كبار شيوخ القبائل الذين نقرأ أخبار هيبتهم بالصحف .. أنا انتقل لعالم آخر أبي "

تستقوى نبرة صوتها وعيناها تومضان بدموع أبية منيعة لترد بلا تراجع

" هذه فرصتي من الدنيا وأنا قبلت بها .. ساتحملها بحلوها ومرها .. وإن كانت عذاباً فأنا راضية به .. لكن لا مزيد من الذل والإهانة والفقر مجددا "

يحدق في وجهها ونظراتها القوية الواثقة الشبيهة بنظرات ذلك الرجل عماد فيقول مشدوها مصدوما

" يا إلهي ... كل هذا بداخلكِ ؟! "

يدير وجهه نحو أمه الجالسة على الكرسي الفخم بعباءة فخمة لا يقدر على ثمنها فينكسر بكل ثوابته ومعاييره وأخلاقه ليهمس

" أنتِ لستِ ابنتي صدفة "

انكسارا رأته واضحا فانهمرت الدموع على وجهها بلا مقاومة أخرى ليميل رأسها على يده تقول بصوت باك

" أنا صدفة أبي .. أنا صدفة .. لكن متعبة ومستنزفة من كل الدنيا .. حتى هو .. أنا تعبت من عماد نفسه أبي فلا تقس عليّ .. انظر إليّ بفستان زفافي .. ألم تتمنَ رؤيتي به ؟.. انظر كم ابدو جميلة "

تكتم شهقاتها يهتز بها كل جسدها وهو ينظر إليها بضعف أبوي فترفع وجهها الأحمر الذي فسدت زينته تهمس برجاء

" سامحني أبي .. لا تكسرني أمامهم أرجوك "

ظل المهدي صامتا بلا حول ولا قوة ثم قال باستسلام مرير

" امسحي وجهكِ حتى اغير ثيابي .. ثيابي هذه لم تعد تليق بمقامكِ العالي سيدة صدفة "




بعد دقائق كان المهدي يجلس بحلته الوحيدة المعتادة للمناسبات وصدفة بجواره كسحاب أبيض جميل يخيم بالشقة الضيقة
فتح المأذون له بعقد القران دفتره بالقول

" بسم الله .. والصلاة والسلام على خير الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم "

يسلم الشيخ يد عماد في يد المهدي الذي نظر له بنفس الضياع ثم يغطيهما بمنديل أبيض مزين الحواف باسمي العروسين قائلا

" ردد من خلفي يا حاج .. اني استخرت الله وزوجتك موكلتي .... "

ينظر المهدي لوجوه المحيطين كالمتربصين ثم لوجه صدفة المنير المتورد بأثر البكاء في يوم زفافها .. عيناها دامعتين بعصيانها له ..
ثم نظر أرضاً ليردد من خلف المأذون .. يردد ويردد .. وهى تتألم .. وترتجف ..

تقع عيناها الموجية بعيني عماد العاشقتين لجمالها فتبعدهما سريعا والطبول تدق برأسها ..

حرف خلف حرف يكاد ينهي المأذون قوله .. وقلبها يخفق بهستيريا مفزعة ..

كلمة أخرى وسينتهي .. وأنفاسها تتسارع بنهاية معه .. نهاية غير محتومة ..
ليس أبيها .. ليس أبيها

انتهى المأذون ليوجه حديثه إلي عماد مكملا عقد القران

" ردد من خلفي يا عريس .... وأنا قبلت زواج موكلتك .... "

وقفت صدفة فجأة هاتفة

" لا "

نظر عماد إليها .. وهوى قلبه !

وقلوب الحاضرين الذين ثبتوا بأماكنهم ينظرون إليها في صمت مروع ، وهى لا ترى إلا عيني أبيها الدامعتين

للحظات عجز عماد عن الحركة حرفيا كأن الشلل تمكن من كل خلاياه حتى عقله المتوقف عن التفكير .. حتى شعر بحركة فؤاد وهو ينهض ليبعد الأطفال وبقية الحضور من الدخول للشقة ليظلوا بالسطح حتى إتمام عقد القران

وحينها نهض يقترب منها يحاول مس مرفقها هامسا بخوف

" صدفة "

نفرت صدفة من لمسته فأبعدته رافضة النظر إليه ثم عادت تجلس تنحني بجذعها لتقبل كف أبيها تبكي بالقول

" سامحني أبي .. سامحني أرجوك "

تنهمر دموع المهدي وقلبه ينعصر ألما مشفقا عليها فيربت على رأسها لينظر حوله مبتسما باكيا يتدارك الموقف حمايةً لسمعة ابنته قائلا

" هى فقط .. لا تريد تركنا أنا وجدتها وحدنا .. هى التي تعتني بنا "

يميل مقبلا طرحة العروس ليقول لها

" انهضي صدفة .. أنا راضٍ عنكِ .. سنكون أنا وجدتكِ بخير .. هذا يوم زفافكِ ابنتي .. لا تبكي "

اعتدلت تخفي وجهها تبكي بلا صوت فيختض جسدها والمهدي يشير إلي عماد قائلا

" اجلس بني .. لنتمم عقد القران "

ظل واقفا ينظر إليها مطبقا شفتيه وجسده كله يموج في ارتعاشات عشق يتنفس بصعوبة خوفا من رحيل روحه مرة أخرى ..

يقترب منها ينخفض أمامها يرفع يديها لينظر لوجهها المتألم بألم أكبر وعيناه تدمعان ولسانه يهمس ثقيلا ميتا

" هل تريدين أن نتمم عقد القران ؟ "

تنظر صدفة لعينيه اللامعتين بالدموع تشعر ارتجافة كفيه الممسكة بيديها وشفتاه تتحرك بلا صوت لعينيها فقط

" هل تريدينني ؟ "

لا تسيطر على أنين قلبها تنظر لأبيها بعذاب تنتظر رده فيومئ لها برأسه موافقاً لتعيد وجهها نحو عماد تهز رأسها قبولا

وقف عماد يمسح وجهه يتنفس بتحشرج الروح التي غصت بحلقه ثم عاد جوار المأذون .. وتم عقد القران ..

فأمسك المهدي يدها يطالع وجهها الحزين بفتنته ووجه أمه جوارها على كرسيها المتحرك ثم ينظر إليه قائلا

" زوجتك ابنتي .. اليوم الذي انتظرته طويلا .. صدفة ليست كبقية البنات .. صدفة سيدة هذا البيت منذ صغرها .. هى مَن ترعاني وترعى جدتها .. لم تمل يوما منا .. من يديها نأكل ونشرب ونلبس .. وعت على الشقاء والتعب وكل أملي كان أن ترتاح في بيتها قبل أن اتركها "

يموت عماد ألما وما زال لا يصدق انها صارت له ودموعها تحرقه والمهدي يوصيه

" أعطيتها أمانة لك .. واستودعها الله الذي لا تضيع ودائعه .. فلتحفظها بكل ما تستطيع .. وتحسن عشرتها وتتقي ربك فيها .. هذه وصيتي لك .. ولها مثلها .. وأنا اعلم انها خير مَن تتقي الله في زوجها "

وقف المهدي يعانقها بقوة وهى تبكي هامسا بأذنها

" سادعو لكِ أن يهون الله القادم عليكِ "



يتبع ....




نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:26 AM   #1452

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






توقفت سيارة فؤاد أمام أحد مصانع مجموعة رافع حيث ركنت ألماسة سيارتها وذهبت بسيارته بناءا على طلبه .. رافضا إعطائها عنوان عقد القران ودون إبداء أسباب فرض رأيه !

طوال الطريق صامتة في حالة دهشة فيسألها وهو يعرف الإجابة

" ما بكِ ؟! "

لا تستوعب كأن المعلومة لا منطقية فعليا وهى ترد

" لا اصدق أن عماد متزوج من ثلاث !.. عماد !!.. وثلاث !!! "

يصحح فؤاد بلا اكتراث

" تقصدين أربع ! "

تلتفت إليه ويلحظ ذلك التوقع الذي تنتظره منه وهى تقول

" أنت تتكلم كأن الأمر عادي ! "

يومئ برأسه ويتأمل ملامحها الوهاجة عن قرب قائلا

" شهدت على زواجه أربع مرات لذلك اعتدت على وضعه "

لا تنتبه لنظرات عينيه في ثورتها الصغيرة تستنكر

" أي وضع يجعل رجلا متعلما مثله يفعل هذا ؟!.. يظلم نفسه ويظلم بنات الناس .. أنا واثقة أن تلك الفتاة صدفة كانت تبكي لهذا السبب "

يحفظ فؤاد تفاصيل وجهها ببساطة غير طبيعية .. التعمق بعينيها كجولة على ظهر فرس عربي أصيل .. رحبة .. كل ما فيها رحب

هذا ما يحتاجه بعدما ضاق عليه الكون وصار منبوذا بشره من الأقربين

لم يعد يحتاج تأكيدا أكبر لنبض قلبه المرتج بحضرتها .. وخطفة النَفَس كل مرة يراها

يده تنقبض وهو ينظر للخصلات المرفوعة والغرة الطويلة على جانب وجهها التي نفختها يوما وهى ثائرة فأطاحت بعقله .. يتوق لتفعلها مجددا ويرد بنبرة غائمة

" يمكنكِ القول أن عماد يلهي نفسه عن ألم قديم بهذا الشكل .. كلنا نختار طرقاً مختلفة لننسى الوجع والماضي .. لكنه يحبها حقا "

ترفع ذقنها بفطرتها تتعالى عن كل ما هو أصغر وصوتها يترفع بكبرياء رافضة

" ماذا ستقول غير ذلك ؟!.. أنت رجل مثله "

ابتسم ابتسامة عجيبة وهو ينظر للطريق حيث غابت الشمس منذ قليل قائلا

" ليتني استطيع أن أكون مثله .. قالت لي بركة يوماً أن الرؤى تراودها عن عماد فترى الطهر والنور .. أما أنا .. لا ترى مني إلا نار حية "

عادت تنظر لجانب وجهه ولحيته الكثيفة وقد لانت قسماته قليلا بابتسامته .. ترى منه تلك النار التي لا تنطفئ .. ولا تريدها أن تنطفئ !
فؤاد بلا ناره رجل بلا هوية .. فؤاد هو ألسنة النار في أوج اشتعالها ..
نار .. وحوله ظلام يجذب لتتلمس طريقا فيه !

وكانت ككل لحظة مؤخرا تدخل أكثر لذلك الظلام

" لا اقصد السؤال لكن .. هل تغار منه ؟ "

يلتفت إليها غابت ابتسامته كالشمس لتترك رجلاً ملامحه لا تُنسَى حين تراه ويرد بتلك العتمة

" أبداً .. لا يمكنكِ أن تغاري من ظهر يسند ظهركِ "

تبتسم ألماسة من قوة الوصف ويطل بوجهها أطياف إعجاب بحت يتوارى وهى تقول بحيرة

" أنت شخصية غريبة جدا يا فؤاد "

شفتاها بلون تلك الشمس تشرق بعالمه الجديد ويسأل بنفس الملامح المعتمة الجادة

" غريبة كيف ؟! "

عيناه عاصفة تنظر لنفس السلسال الفضي الذي كانت ترتديه بزفاف رنوة ولا يتخيل إلا أن كفه مكانه .. يريد أن يحيط جيدها حتى الاختناق !

كبئر من جحيم يطفو من صدره المستعر برغبات سوداء مجنونة على ملامحه وهى ترد بخفوت وابتسامتها تتلاشى

" مُحير .. لا يعرف الإنسان أيكرهك أم يـ ... "

صمتت فجأة وهى ترمش بغرابة كأن عقلها اضاء لها منطقة عصية الفهم وترفضها تماما .. تواجه عينيه وذلك الهمس السري يعلو .. يعلو .. وعقلها يدوي كأن أبواباً تنفتح فيه وتتضارب بجدران محدثة ضجيجاً مزعجا ..

ووسط الصخب يباغتها صوته العميق كالسهم النافذ وهو يحدق بكحل عينيها الأسود كأنه هو الأسود الذي يحاوط حواف عينيها ويحفظ تراب المطر

" عيناكِ جميلتين اليوم "

نبض قلبها نبضة واحدة .. فقط واحدة دبت بكل جسدها كصخب إدراك فتنظر أمامها تمسك بمقبض باب السيارة وتخفي ذلك الإدراك ساخرة

" شكراً يا ذوق !.. أنا سـاذ ... "

أصابعه تمتد تضغط زراً بالسيارة لينغلق قفل بابها قبل أن تفتحه ويواصل بلا تراجع ولا قدرة انتظار

" جميلة أنتِ يا بنت عمي "

تجمدت يدها على مقبض الباب وهى تنظر نحو نافذتها قليلا ووجهها متصلبا على أرضية السيارة تشعر بالحصار فلا يظهر بصوتها

" أول مرة تقول اني ابنة عمك "

تمر نظراته على المخمل الكحلي على جسدها وبكل سادية يريد تمزيقه عن انحناءات شاهقة الرغبة يرد بذلك الجبروت الذي حين يريد .. يتملك

" بالطبع ابنة عمي "

شعرت بحركة من جسده الضخم في مقعده ترددت بكل السيارة فتقسو عيناها مع صوتها الآمر

" افتح الباب "

ترفض النظر إليه وترفض الإدراك وتحاول استعادة خطواتها من الظلام لكن النيران تُرمَى حولها ولا رجعة من الاحتراق وهو يضع أول حلقة حولها بتلك السيطرة المقيتة فيه

" أنا كنت أحب عمي زاهد ألماسة "

ولأول مرة ينطق اسمها كحق مكتسب .. ولأول مرة يقول عمي ، هو الذي تجرد من كل ألقاب القرابة التي تمت له بصلة
لا تريد أن تفهم أي لعبة يلعبها فتنفر حواسها ويدها تمتد لذلك الزر لتفتح الباب فتسبقها يده وهو يقبض على معصمها بلا رحمة

تشتعل أعصابها يسمع أنفاسها وهو يضغط بقوة ناظرا إليها بندية فلا تتوجع وهى تسأل بتحفز كاره

" كيف كنت ستقتله إذاً ؟ "

آه .. ذلك الشرر الغاضب .. وجه عملته الآخر !
لا يريدها إلا هكذا .. لا يريد تعاطف وشفقة .. يريد كرهاً !.. كره يجعلها تعشقه وتريد قتله بوقت واحد !..

يريد عشقا لذاته هو .. لناره هو .. لشخصه المظلم المتجبر بلا زيف أقنعة

عيناه بعينيها يربطهما طيف إرادة هادرة القوى .. قوة أنثى لا تهابه .. تساويه ..

وصوته يخفق بقبول الواقع تحت قدميه بلا اهتمام

" لانه قتل راسل "

يتلوى معصمها بيده وهى ثابتة تعود كما قابلها تسأل بتعالٍ

" أي لعبة تلعبها الآن ؟! "

يجن قلبه ونشوة الحمم فيه تغلي يسأل

" هل سينتهي غضبكِ يوماً ؟ "

تضيق عيناها بتساؤل فيقول محترقا

" قلتِ انها لم تعد عداوة .. لكن حقكِ في الغضب بعد كل ما حدث .. هل سينتهي يوماً ؟ "

جسده يشتعل مثارا برغبة رصاصة من يدها هى .. هى فقط مَن يريد طعنتها تقتله .. ليُبعَث كما يريد

هل ينسى انه اشتهى كرهها يوماً بكل الأفكار الدموية لرأسه السام ؟!

تلتقط ألماسة إشاراته أكثر وضوحاً فتناوره

" لماذا تهتم ؟!.. أظن اننا فتحنا صفحة جديدة .. يا ابن عمي ! "

فتح قبضة يده حول معصمها ببطء وعيناه تلمع بريقاً مخيفاً فتحتد مشاعرها وهى ترمي له طعماً صغيراً مدعية الغباء

" لماذا تهتم حقاً ؟!.. نحن نتعامل بشكل أفضل ويوم بعد يوم تصير رابطة الدم بيننا أقوى .. ربما يأتي يوم ويختفي الغضب وتكون عندي مثل .. أكرم تماما !.. مَن يعلم ؟! "

جسدها انكمش عفويا وهى تطالع إجرام وجهه المعتاد يهمس بتحذير

" مثل مَن ؟! "

اصبعه يضغط الزر مجددا بتشنج لينفتح قفل بابها وهو يقول بتحد

" لا أحب المرأة الذكية حين تتغابى "

ألقت نظرة على الباب ثم عادت لوجهه الصخري .. عيناها تتحداه وتشع ذكاءً وتسأل وهى تعيد خيوط الأمر بيدها

" ما زلت لم تجب على سؤالي في بيت أبي .. لمَ اخبرتني أنا تحديدا بما حدث لك ؟! "

قطرات عرق تلمحها على جبهته وعنقه وهى تقامر مثله فيميل نحوها قليلا متسائلا

" هل يحيركِ حقاً لهذه الدرجة أم ترفضين الفهم ؟! "

للمرة الثانية يلعبان على المكشوف لكن هذه المرة تختلف القوانين .. ولا عزاء لما يخدشه الألماس !

بذلك التألق المبهر فيها ترد

" أنا حقاً لا افهم ! "

يحب تلك النبرة .. تلك القوة .. تلك الملكية فيها

يحب الامبراطورة حين تلمع كالسيف المنتصب فوق بلاط القصور

شفتاه تشتد وأنفاسه كدخان صدره يعلو ويهبط يؤكد

" لا ... تفهمين "

تراقب نظراته وذلك التحدي يخفت .. بوجهها يرى العمر الغادر يعود .. وبوجهه تعرف أن جدران أخرى تغير واجهة صروح الشفقة ..
‏اليوم تعرف انها غير محصنة ضده !

نزلت من السيارة ومجددا تحمل عطره لا ضغينة .. لكن حذر من المستقبل ..

ويراها وهى تستقل سيارتها بكل البهاء تغادر .. ويعلم .. ‏

انه أفضل .. انه عاد .. وأن ذراعه تشتاق إلي رسم الثعبان من جديد .. لكن هذه المرة لا بمذاق الدم .. بل ببريق الألماس !.



يتبع ....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:27 AM   #1453

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





دارت عينا صدفة في الطائرة حولها بمشاعر مبهمة كأن توهان والدها انتقل إليها حين ودعته بعد عقد القران ، عانقته واحتضنت جدتها وهى تشعر بالغربة عنهما .. لقد قبلت أن يفصل عماد بينهم وربما لن تغفر له هذا

تجلس بفستان زفافها الذي اختارته وحدها وأصرت ألا يراه رغم إلحاحه ، كانت تخدع نفسها انها عروس مع كل يوم يمر وهى تجهز معه كل شيء .. تخفي هاتف أبيها وتشتري ملابس العروس وتذهب مع عماد لدعوة كل مَن يعرفونهم واستخراج جواز السفر .. وحتى الأمس وهى تذهب لأحد مراكز التجميل لتحظى بيوم من العناية الأنثوية وتوهم نفسها إنها ليلة الحناء التي تقضيها وحيدة

تدير وجهها متباعد التعابير حيث يتحدث إلي والده بالصف الآخر من المقاعد ثم عاد لمقعده جوارها يربط لها حزام الأمان وهى تتجنب النظر إلي عينيه .. لمسة لقماش فستانها وسمعت أنفاسه تهتاج رافعا بصره لها ..

بعينين غريبتين تجمعان اشتياقا وخوفا .. فرحا وعدم تصديق .. وانفعالات وتساؤلات ترجف كيانها

اعتدل عماد على كرسيه ثم أخذ كفها رغم ممانعتها ليبقيها بين يديه ويغمض عينيه بصمت

نظرت إلي وجهه وقلبها يخونها حباً ثم تسأل بتوتر

" ألم يكن ممكناً أن نؤجل السفر ؟.. لا اشعر اني بخير لأواجه أحدا من أهلك هناك "

تمر الثواني وهو يحرك أصابعه على يدها متشبثا بها ثم يجيب بخفوت دون أن يفتح عينيه

" لا تخافي .. كلها ساعة بالطائرة وسيمر كل شيء سريعا وتصعدين إلي غرفتنا لترتاحي "

نفس يخرج منها بوجل وهى تشعر بانطلاق الطائرة التي تستقلها لأول مرة فتشد على يده بلا قصد ولا ترَ الابتسامة على شفتيه وهى تحتمي فيه كالعادة

مجرد قوله يشعرها بمزيد من التوتر والخوف فتسأل همسا حتى لا يميز والده كلامهما

" هل هناك زفاف يقيمونه حقاً ؟ "

يزدرد عماد ريقه وجسده كله يتشنج بعذاب انتظار لا يحتمل ويتمتم

" نعم .. سيستمر سبع ليالٍ "

التفتت صدفة تحدق به بدهشة ثم يحتد صوتها بنبرة منخفضة مذهولة

" ماذا ؟!.. هكذا سيمر كل شيء سريعاً ؟! "

فتح عينيه وكل حرف منها يطيح باتزانه المعتاد فيجيبها بصوت مشتد

" لن يطالبكِ أحد بشيء صدفة .. سيستمر الفرح وذبائح العرس وجلسات الرجال لا أكثر .. تقاليد أعراسنا .. ما عليكِ إلا مجالسة النساء قليلا وأنتِ صامتة "

تشعر أنها تخطو في أفخاخ لا تراها إلا حين تأسرها بلا رجعة فترد باختناق غاضب

" ولمَ كل هذا ؟!.. أنت تحرجني "

يبلل شفتيه الحارتين بجمر العشق ولا يهتم إلا أن تصمت الآن فيتصلب صوته قاطعا

" لانني طلبت عرسا للمرة الأولى .. هذه أول مرة تقام الأفراح لعماد زين الدين .. ولن يمر زفاف ابن الزِيِن الذي يقيم بالمدينة في العائلة مرور الكرام "

نجح أخيرا وهو يرمي لها طعم الصمت لتفكر ، فتدور مشاعرها بين العقل والقلب .. ثم تتأجج تلك المشاعر بنيران غيرة عمياء .. ورغبة في الصراخ والثورة على وضعه الشاذ ..

‏وللحظات تنظر حولها تستكشف القضبان الذهبية التي يرميها بكل كلمة ثم تقاومها بشراسة

" لكني قلت لك لا أريد السفر "

التفت إليها .. يتمعن في وجهها وعذاب .. عذاب لم يعرفه يوماً يجعل حواسه تتأهب في جوع وضراوة فينطقها لسانه بحريق جوفه

" لن ألمسكِ إلا في أرضي "

صعقتها موجة نارية أوقفت عقلها وسرت من رأسها حتى قدميها .. تتسارع أنفاسها وهى تنظر من نافذتها وتشعر بيدها في كفيه تنعصر .. تشعره يضغط على كل مفصل وكل وريد وكل شريان ليلمسه حياً ..

تتحمل الألم بل وتستلذ به في تعذيب نفسها وروح أخرى تتلبسها بلا وعي .. لكنها وعيت انها تتبدل تماما !.


مرت الساعة في الطائرة بصمت حتى أتم إجراءات المطار وهى تهرب من عيون الناس الفضولية للعروس الغريبة عن أرضهم ، ليستقلوا بعدها سيارة على الطرق الصحراوية الممهدة ثم دخلت السيارة للصحراء حيث قلب الوادي

بعد دقائق طويلة كانت أصوات الأعيرة النارية والطبول والأهازيج تقترب .. تتزين الطرقات بالأنوار والقماش الأحمر المزركش بين الديار

منذ الصباح لا تتوقف الذبائح وتُمَد الموائد
تراقب صدفة كل ما حولها وهى بخدر ذهني .. عيناها متسعتين وكل عيار ناري يحطم شيئا من دفاعاتها الليلة

توقفت السيارة أمام باب دار كبيرة مغطاة بفروع الأنوار فتعالت أصوات الغناء الرجالي الجماعي وقد تجمع أهالي الوادي ..

نبرات خشنة وتصفيق حماسي مع دقات الأقدام بالأرض في الحشد أمام الدار

وجدت يد عماد تديرها إليه بالمقعد الخلفي للسيارة ثم يرفع طبقة من التول الشفاف للطرحة ويغطي وجهها .. ثم يهديها إحدى تلك الابتسامات التي تذيب قلبها وتنسيها الواقع

يترجل عماد مع الشيخ رشاد فترتفع الأصوات احتفالا بوصول العروسين .. ثم يلتف يساعدها لتنزل وتدخل إلي الدار حيث استقبلتهما امرأة ممتلئة سمراء قوية الملامح بالقول المبتهج

" مبارك يا ولدي .. زيجة عمر إن شاء الله "

يسلمها عماد للمرأة قائلا

" ادخليها لأمي يا أم الولد "

تمسكها المرأة من ذراعها بقوتها البدنية تقول بلهجتها الثقيلة

" تفضلي يا عروس .. الحاجة نادرة بانتظاركِ "

تفزع صدفة من المرأة في سواد عباءتها ووشاحها فتلتفت إليه هى مَن تتشبث بيده تهمس مرتجفة

" عماد "

يخفض رأسه مبتسما يطمئنها

" لا تقلقي .. بعد قليل ساحضر إليكِ .. هيا "

لكنها لا تترك يده وجسدها يلجأ إليه عفويا تطلب حمايته فيحترق جسده ولا يطاوعه قلبه لتركها خائفة .. يحيط كتفيها ويلمح أخته تترقب دخول العروس فيشير لها بالاقتراب مناديا

" غرام "

تغطي غرام وجهها وتقترب بعباءتها السوداء والسعادة تشع من عينيها الظاهرة تقول بلهجة الوادي

" مبارك يا أخي "

يقبل جبينها ثم ينظر لصدفة شاعرا بارتجافاتها قربه وتنتقل إليه قائلا بلهجتهم

" صدفة .. هذه أختي غرام "

تحدق غرام في ملامح العروس المغطاة بالتول الشفاف فتميز لون عينيها المبهر لتتسع ابتسامتها بالقول

" أنرتِ الوادي يا زوجة أخي "

صوت الطبول يتعالى مع صيحات الرجال يخدر ذهنها أكثر وهى تسمع عماد يحدث أخته

" غرام انتبهي إليها .. لا تعرف تقاليدنا هنا وتشعر بالرهبة "

تشير غرام لعينيها بمعنى انها في عينيها .. فيحثها عماد لتدخل ويميل على أذنها هامسا

" لا تخافي من شيء .. أنتِ زوجة ابن كبير كل هؤلاء .. لا أحد يستطيع مسك بكلمة .. ارفعي رأسكِ وانظري في عيون النساء بقوة "

ما إن قالها حتى سرى مفعولها سريان الدماء في العروق .. فاستسلمت ليد أخته لتدخل معها وتراقبه ينضم للرجال

غناء النساء يتعالى وغرام تدخل بها للمضيفة الداخلية للدار وهى تقول

" تعالي يا صَدَفَة "

ترددت قليلا والرهبة لم تغادرها تماما لتقول

" اسمي صُدْفَة "

ترد غرام بمكر وهى تصل بها لمجلس النسوة

" أحب صَدَفَة أكثر .. كصدف البحر .. يليق بعينيكِ .. مؤكد أخي أُغرم بكِ بسبب لونهما الجميل هذا ! "

وجدتها صدفة تنزع عباءتها السوداء ووشاحها لتظل بثوب أحمر جميل وشعرها يتدلى على ظهرها طويلا يلمع مع المصوغات الذهبية التي ترن بذراعيها وصدرها ..

ثم وجدت نفسها أمام حشد آخر من النساء في أثواب ملونة يغنين ويرقصن في سعادة غامرة والذهب في صدورهن يجذب النظر ..

تعالت الزغاريد ما ان رأينها ، ووسطهن سيدة كبيرة السن والمقام تنظر لها بتقييم وغرام تتجه نحوها قائلة

" هذه أمي .. الحاجة نادرة "

تحدق صدفة في وجه المرأة المليح وهى تترقب رد فعلها كما فعلت مع الشيخ رشاد لتفهم كيف ينظرون إليها ؟!

نهضت نادرة ترفع الطرحة الشفافة عن وجهها المتوجس لتلاقي عينيها الزرقاء لحظات .. ثم ابتسمت واومأت برأسها راضية وأخذتها بين ذراعيها للحظات ثم تشير إليها بالجلوس جوارها ..

بين فرحة النساء نظرات تفحص وحسد وتقييم لا ينتهي .. وورائها نافذة من شبك خشبي طالعت منها تجمع الرجال بالخارج

يتم الذبح أمام العريس ووالده والأعيرة النارية لا تتوقف ..

ويخلع عماد سترته وربطة عنقه رافعا أكمام قميصه الأبيض ليناوله أحدهم بندقية يرقص بها رقصتهم المميزة وسط أهله وعزوته ثم يفرغ كل طلقاتها النارية بالسماء .. فتتعالى أنغام الأهازيج تكاد الوصول للعاصمة ..

بدا الليل مرتديا حلة العرس وتبدد ظلامه بالابتهاج بابن القبيلة .. وهى تراه كما لم تره من قبل .. سيداً .. وسيد كل الناس ..

سعيدا كما لم يذق يوماً فرحة .. يدك الأرض وإشعاعاته تضئ وتتناثر هنا وهناك وتصل لقلبها الذي يحلق مع رجولته

عيناه تصل شباك مجلس النساء ويبتسم كأنه يراها .. يبتسم لدرجة شعورها بوخز دموع فرحته بعينيه .. يبتسم بحاجة ضارية لها

عيناها تدمعان ذهولا وجسدها يدور في فلك شمسه وأنفاسها ترتعش انفعالا بين شفتيها وهى تضحك بافتتان .. تضحك كأنه يراها حقا .. تضحك لترضيه .. ورضا عجيب يتسلل لروحها متناسية كل شيء .. عداه



بعد ساعات تنظر صدفة إلي ساعة حائط معلقة في غرفة قادتها إليها غرام .. تقترب من الثانية عشر منتصف الليل .. لا تصدق أن هذا اليوم الطويل لم ينته بعد .. منذ تحضيرات الصباح وحتى وصول والدها قبل المغيب وعقد القران واحتفالها لساعة مع أقاربها وأهل الحي .. ثم ساعة أخرى بالطائرة ثم الطريق إلي هنا والعرس الذي لم تحلم به

صوت الاحتفال بدأ يخفت لتعود الأهالي لديارها حتى صباح اليوم الجديد في العرس .. وهى تستدير لتتحرك بحفيف فستانها ترى الغرفة الكبيرة المزينة .. ركن جانبي للجلوس ويحتل السرير الواسع منتصفها ، وباب جانبي للحمام

تتوقف أمام الفراش الحريري المطرز باللؤلؤ وتمتد يدها لتلامسه فتدرك انه شغل يدوي من هوايتها لصنع الاكسسوارات وحبها للفضة

ما زالت بنفس المشاعر التي تجعل الدنيا تدور حولها وتتلخص في وجودها بين أهله كزوجته ..

سمعت صوت باب الغرفة يفتح ويغلق بهدوء يناقض الأنفاس اللاهثة التي أحاطتها بحرارة فجأة .. يقترب عماد ملقيا سترته المعلقة باصبعه على كتفه وربطة عنقه أرضا ..

يدها أصبحت ترتعش بوضوح على اللؤلؤ وهى تشعر اقترابه حتى وقوفه دون أن يمسها ثم تسمع صوته مختلفا تماما

" هل أعجبكِ ؟ "

شعرت انها تترنح تأثرا بفيض مشاعرها وتطلب من الأمواج ليلة واحدة معه تغرق فيها دون تذكير بالواقع .. فتهز رأسها ببطء لتسمع همسه

" زينته لكِ غرام وإباء .. لكِ وحدكِ "

بجوار الوسادة قطعة قماش مطرزة الأطراف كالفراش فتأخذها تمسح على نعومتها تهمس

" جميل "

كفه ترتفع تلمس طرحتها والقلب يدوي وهو يرفعها لوجهه يشم عبير العود الذي أهداه لها .. فوقعت قطعة القماش من يدها على الفراش

لا ترى نظراته الحارة لتلك القطعة .. فقط ذراعه تمتد يأخذها قابضا عليها بقوة فتشعر بتلك القبضة حولها ، وابتسامة تزور شفتيه قائلا بغموض

" هذه .. ستتزين بقطرات منكِ توشم عليها .. وعلى قلبي لاخر عمري "

استدارت صدفة لتنظر لوجهه أخيرا .. وتوجع قلبه بنار جمالها الذي لن يصدق انه له

تهز رأسها بلا فهم ولا تفسير إلا لملامحه التائقة بعد صبر .. بكل براءة كانت ..
وابتسامته تزداد حتى صارت ضحكة خافتة ليوضح فتتحشرج الكلمات وهو ينقل بصره بين عينيها المظللة بحاجبيها الكثيفين وشفتيها الوردية

" ا ... ما زالوا هنا يـ ..... "

فهمت .. فاتسعت عيناها ليتوقف صوته والعرق ينضح على جبهته هامسا

" لا تخافي "

لكن ما فهمته جعل تماسكها يعود ودوارها يتوقف لتبتعد هاتفة

" أنا لست خائفة "

ابتعادها يشق صدره وينزف شوقا فيلتفت إليها قائلا

" الأمر هنا طبيعي "

تخرج من حالتها الطائرة لتقول بقوة

" تقصد الجهل هنا طبيعي "

وضع قطعة القماش على السرير ويزفر بلا مقدرة على الجدال الليلة لكنه يحاول

" هذا ليس جهلا وإنما طقسا مكملا لطقوس العرس .. عرس سبع ليالٍ لن يمر مرورا عابرا !.. كما إنها فرحة أمي وأبي بعروس ولدهم وعفتها "

تموت غيظا لأنه يتحدث عنها كالأولى والوحيدة في حياته وتموت لأنها بالفعل شعرت بهذا الليلة فتعاند بازدراء

" فرحتهم يجب أن تكون من قلوبهم لا من قطعة قماش بالية .. عليهم أن يعرفوا أني بنت ناس عفيفة بدون هذا الجهل .. هذا معناه أنهم لا يثقون في هذا النسب وهذه إهانة أكبر مما تظنها يا ابن العائلة العريقة "

لا يهمه أي شيء سوى أنها ملكه وله وستظل هنا فلا يرغب إلا بالانفصال عن الدنيا فيها فيهادنها

" أولا لو لم يثقوا في اختياري وهذا النسب لما كان سيحدث أصلا .. ثانيا .. الأمر أنهم كما يثقون بقلوبهم وعقولهم معنويا يريدون أن يلمسوا هذه الثقة ماديا .. لكن كما تريدين أنتِ .. ما تريدينه هو فقط ما سيحدث قدر "

تتأثر بصوته ورجولته وعاطفته وجسدها الخائن يريد الحماية في حضنه فتهتف بغضب

" توقف عن مناداتي قدر "

يقترب عماد وعيناه تجتاحها دون رادع يرد

" صدفة لا يليق بكِ "

تنظر حولها كفريسة تنهار بكلماتها

" لا أحب وجودي بهذا المكان "

يقترب اكثر كصياد تتبعثر سهامه بكل اتجاه يرد

" بل تحبين .. حين كنت أصف لكِ أرضي هنا .. كنتِ تريدين رؤيتها "

وصل إليها بخطوة يمسك ذراعيها ثم يحتضن جسدها فيموج بركان بجسده لا تكفيه مياه العالم وهو يعاود إيلامها كما فعل بيدها ..

ينزع التاج مع الطرحة بخشونة ويفقد نفسه ويفقد اتزانه وحلمه المعهود ويفقد كل سيطرة باقية ..

وسؤال يلح عليه يقاوم انتصاره فيسأله وهو يشم رائحة العود بجنون

" لمَ كنتِ تبكين صدفة ؟.. أردت سؤالكِ غدا لكن أخاف من الإجابة .. لعن الله كل ما يبعدني عنكِ .. لا استطيع الانتظار في عذاب آخر "

كفاه تنغرس بظهرها كأنه يعاقبها على الخوف الذي مر به اليوم حين قالت لا .. وهى تقاوم دوامته مجددا فيلح أكثر

" هل تراجعتِ ووجود الناس ضغط عليكِ .. ندمتِ انكِ وافقتِ ؟ "

يعاودها شعورها بالتآمر الخبيث واتفاقها ضد أبيها يقتل أي فرحة فتقولها بنبرة مفجوعة كإدراك متأخر

" لا اعرف كيف أطعتك وعصيت أبي ؟.. اشعر اني خسرت أهلي بسببك "

يفك الحجاب ويتراخى عن شعرها دون كشفه قائلا ببعض الراحة

" إذا كان هذا هو السبب فإن أباكِ سامحكِ .. وسيعرف انه لم يخطئ بزواجكِ مني .. لم تخسري أحدا صدفة "

رفع وجهه يحيط وجهها وحواسه كلها تشتعل ببداوة فيقترب فمه من شفتيها وهى تضيع .. لتبتعد فجأة تتجه للسرير تأخذ قطعة القماش وترفعها أمام نظره هاتفة

" أنت أول مرة تقيم زفافا أليس كذلك ؟ "

تلقي القطعة عند قدميه تردف ببغض

" لذلك تريد هذه .. اذهب بها إلي نسائك إذاً وإن وافقن فأنا مستعدة .. في النهاية لقد أصبحت رقماً في قائمتك "

ظل واقفا ينظر للأمواج الثائرة بعينيها وصوت بركة يرديه اللحظة

( بحرك هائج يا ولدي .. لا تتعجل الإبحار )

تجمدت ملامحه من تلك الحالة المشتعلة لذاك الغموض الماكر الذي يربكها .. والسحر العالي المقام في أرضه يحيطه ولا ينقص مهما فعلت ..

وجدته يبتعد عنها بخطوات واسعة حتى خزانة ملابسه يأخذ ثيابه ثم دخل الحمام وصفق بابه.






بدلت صدفة فستان زفافها بصعوبة مطمئنة طالما تسمع صوت المياه المتدفقة لا يتوقف ، ارتدت قميصاً أزرق وفوقه مئزره المماثل للون عينيها

تمشط شعرها الطويل ثم تمسح ظل الأعين وهى تفكر فيما فعلته .. يؤلمها جرح انفتح بينهما وتغضبها رغبتها لوصاله !

اتجهت لطاولة جانبية عليها زجاجة مياه فرفعتها تشرب منها لحظة توقف صوت المياه بالحمام .. ثم خروج عماد ببنطاله الرياضي البيتي يجفف شعره .. وبنظرة إليه .. انفلتت الزجاجة من يدها !

أجفل عماد بصوت الكسر الزجاجي فالتفت حيث تقف بهلع وتنظر للشظايا تحت قدميها .. ألقى المنشفة مسرعا إليها يلتف حول الكسور ليبعدها للخلف متسائلا

" أنتِ بخير ؟ "

تحدق بالزجاج وهو يمسك بيديها الباردة ويتسمر مكانه وعيناه تتعمق في الوهج الأزرق المباغت .. والشعر الأسود الذي يخفي ملامحها

تتحرك صدفة لتنحني تنظف الأرض فيمنعها مشددا على قبضتيها وروحه تتوهج معها هامسا بسخرية

" اتركيها .. ستنظفها أم الولد غدا وربما تظنها من آثار معركة الليلة ! "

رفعت وجهها المتورد ترى عينيه .. تلك الصحراوية القاتلة .. ثم تنخفض عيناها لصدره العاري فتفترق شفتاها وهى تهمس بارتباك تحرر يديها

" عماد "

تستدير فيجذبها إليه ترتد لصدره وتتنفس بتسارع يهمسها

" قدر "

يتمسك بقبضتيها على صدره منتشيا بتأثرها ويؤكدها بخفوت وكيانه يتلوع من كل حرمان أرغم عليه

" لستِ صدفة .. أنتِ قدري .. مكتوبة لي منذ فتحتِ عينيكِ في الدنيا .. ومنذ خطف موج عينيكِ شعاع الشمس من دنيتي "

تقبض يديها أكثر وهو يفكها بقوة ليفردها على صدره هامسا

" المسيني "

تسحب الهواء لرئتيها وهى تستجيب للطرقات العنيفة لقلبه تحت يديها .. تلامسه حرارة أنفاسها ويغمر كفيه بشعرها ويتمزق كله ببعضه ويقولها بعنف

" لن اقدر .. ارحميني ولا تبعديني الليلة "

بإشارة رضا منها وهى تحدق في شفتيه .. تلمس جرح عنقه بلوعة التساؤل .. ضاع كلاهما في مزيج من نار تشب كلما تجرأت يداه .. تنزع رداءها نزاعاً فاقد الزمن .. والوعي ..

فاللا وعي كان الأسرع انتباها معه ليهديه حالة إدمان طاعنة .. كما كان يطعنها بلمساته .. بشفتيه .. وبكل ما يمكن

نزاعاً يطالبها بكل ما فقده .. ونزاعاً تطالبه بحقها فيه .. الكاذب .. المخادع .. القاتل .. وسيد الروح والقلب !.. ولن تقولها علناً ..
بل تسكبها منها للأمواج سراً وهو يسكب فيها روحه .. إدمانه .. ورجولته ..

وصرخات قلب يهرب من بركان فائض .. فائض بجودة الرحيق المسكر !.. رحيق أنثى تشبه قطعة سكر تذوب كلما ..... !!.



يتبع ....






التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 12-01-21 الساعة 12:49 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:28 AM   #1454

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي








دخل شهاب قاعة المؤتمرات بالجامعة واتجه تلقائيا لنفس الكرسي الذي جلس عليه بالندوة السابقة .. يقتفي بعينيه أي أثر لدنيا الراوي !.. رمز الغرور الطاغي !!

شيء بداخله يستفزه نحو تلك الفتاة .. وشيء أكبر يستفزه نحو إيزارا .. وما بين البيضاء والسمراء مغامرة جديدة تناديه !
عنوان الندوة اليوم هو ألزهايمر الشعوب ، وهو يظن انه أصيب بألزهايمر نفسه !!

تقدم مقدم الندوة من مكبر الصوت وخفت الضوء ليبدأ بصوته الإذاعي

" ألزهايمر الشعوب هو نسيان التاريخ .. والأدهى هو عدم المعرفة بالتاريخ من الأساس .. من الرائع الافتخار بالنصر والحضارة لكننا ننسى هزائم قد تكون هى الحل الوحيد لمشاكل اليوم إذا تعلمنا منها .. ومن أكثر ما يعطي درسا حقيقيا هو قول الشاعر اليوناني سيمونيدس حين هزمت اليونان اسبرطه .. ( هزمناهم ليس حين غزوناهم .. بل حين انسيناهم تاريخهم وحضارتهم ) "

تضئ الشاشة الكبيرة بعرض تقديمي ويكمل

" كل الشعوب تنهزم وتنتصر .. لكن الشعب القائم هو الذي يتعلم ولا ينسى .. في مصر .. المثال الأقرب على ذلك لولا اخطاء هزيمة الخامس من يونيو عام ١٩٦٧ لما تحقق نصر السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ .. وبدراسة ما حدث بعدها سنجد أن الكثير من الاشياء تم تصحيحها بسبب التعلم من الهزيمة لا النصر "

وجه مكبر الصوت نحو أحد الأساتذة الجالسين خلف المنصة ليقول

" قال عمدة برلين كارين شوبارت .. ( كيف كان سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة ؟ ) .. واذكر أيضا قول والاس بادج عالم المصريات البريطاني .. ( نحن في حاجة إلي قرنين من الزمان حتى نصل إلي هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية ) "

في صمت الحاضرين يبحث شهاب بعينيه عنها بينما يركز أيضا مع كلام الرجل

" إذاً كم نسبة المصريين الذين يعرفون تاريخهم ؟!.. وبذكر قول دكتور خالد الحلبي في إحدى الندوات .. ( إن الحضارة الفرعونية هي الوحيدة الموجودة على مستوى العالم ولها تأثير باقٍ وما زالت الدراسات قائمة عليها حتى اليوم .. وعلم المصريات هو العلم الوحيد الذي ارتبط باسم دولته ) "

يلمحها شهاب تقف في أحد الأركان فينظر إلي شاشة العرض مبتسما يستمع

" هناك مَن يتعمد تشويه تلك الحضارة بتصويرها بعيدة عن العدل .. وهنا ننظر لكتاب فجر الضمير لجيمس برستيد حيث قال .. ( كان خطاب العرش الذي يخاطب فيه الملك كبير الوزراء : اعلم أن الوزارة مُرة وليست حلوة ، اعلم أن احترام الناس لك لن يأتي إلا بإقامتك العدل ، إياك أن تقرِّب إنساناً منك لأنه قريب مني ، أو تبعد إنساناً عنك لأنه بعيد عني ، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة ) "

تعرض الشاشة نص البردية الأصلي والأستاذ يواصل

" وبالمنطق .. لا حضارة ستستمر بكل تلك الإنجازات إلا إن كانت قائمة على نظام عادل إلي حد كبير .. ومصر هى أول مَن وضعت أن العدل أساس الملك .. فقد جاءها سولون الملقب بأبو الديمقراطية وتعلم منها القانون وانتقل به إلي اليونان .. ثم أخذته روما .. ثم أخذته فرنسا ليصبح قانون نابليون .. وحين جئنا نحن المصريين نكتب الدستور استعنا بقانون فرنسا !.. الذي هو بالأساس لنا دون أن نعرف !! "

تنظم دنيا الوافدين كالعادة ولا تراه في الضوء الخافت بينما ينقل شهاب عينيه بينها وبين الشاشة مع صوت إحدى السيدات التي عرفها المقدم بالبداية انها رئيسة قسم العلوم اليونانية

" هنا في مصر .. جاء طاليس أبو الفلسفة وتأثر بحضارتها في مذهبه الفلسفي واوصى فيثاغورس عالم الرياضيات بزيارتها .. والذي جاء بالفعل ودرس مع الكهنة علوم الهندسة والفلك قرابة عشرين عاماً .. وعاش فيها افلاطون نحو ثلاثة عشر عاماً يتعلم في جامعة اوم .. وكذلك جاءها ارسطو تلميذ افلاطون قبل أن ينقل ما تعلمه إلي مذهبه الفلسفي .. ولا ننسى المؤرخ اليوناني هيرودوت القائل أن ( مصر هبة النيل ) .. وأيضا الشاعر اليوناني هيرميروس صاحب ملحمتي ( الإلياذة والأوديسا ) العالمية "

يراقب شهاب دنيا وهى تتحرك بخفة وثقة وشعرها في ذيل فرس متطاير وابتسامتها الناعمة لا تختفي فيشعر مجددا بنفس الشعور .. استفزاز !

يعود بتركيزه للموضوع يسمع أحدهم

" كل ما سبق هو انتصاراتنا وفخرنا الذي دائما نذكره .. لكننا نغفل أعواما من الاحتلال تقارب ٢٧٧٠ عاماً تقريبا .. نعم .. رقم يثير الدهشة والتساؤل عن سر صمود مصر بعد كل ذلك ! "

تظهر على الشاشة خريطة مع رسوم افتراضية للمحتلين وأسهم تحدد اتجاهاتهم من وإلي الدول وهو يتابع بإجمال قبل تفصيل

" كان الأول هو استيطان قبائل الهكسوس قبل أن ينتصر الملك أحمس عليهم .. والثاني حين جلب حكام مصر فرسانا مرتزقة من ليبيا فاستولوا على الحكم .. وبعدهم احتلنا الاثيوبيون .. لينتزع الأشوريون مصر منهم .. وبعدها دخل الفرس إلي أن تم الخلاص منهم بيد الاسكندر الأكبر .. لندخل العصر اليوناني ! "

كأنها كعكة تُقسَم والجميع يتصارع ليأخذ نصيبه !.. يشرح الرجل بنبرة مثيرة للذهن

" بعد ذلك انتزع الرومان مصر من اليونانيين البطالمة ليعاود الفرس غزوها ثم يستردها الرومان مرة أخرى !.. ثم نصل للحكم التركي الطولوني .. ثم يبدأ حكم العرب الراشدين والفتح الاسلامي لمصر على يد الصحابي عمرو بن العاص .. ثم فترة الخلافة الأموية .. ليتوالى العباسيين .. ثم الاخشيدين .. فالفاطميين .. ثم الأيوبيين .. والمماليك .. والعثمانيين .. حتى قدوم الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت "

أنهى الأستاذ تلك النقطة بالقول

" لندخل بعد كل هذا احتلالا انجليزيا لأربعة وسبعين عاماً .. لينتهي كل هذا بقيام ثورة ١٩٥٢ بقيادة جمال عبد الناصر .. وبعدها تم إعلان الجمهورية ومحمد نجيب رئيساً لها "

تعاود تلك السيدة التحدث

" لا يمكن إنكار أن كل مَن دخل مصر قد أثر فيها وتأثر بها .. ترك فيها آثارا ومساجد وكنائس ومعابد وفن عمارة ونحت وغيره .. بل تركوا أيضا عادات وتقاليد وأخذوا من عاداتنا .. تجمع مصر الآن من كل الثقافات والحضارات .. تتنوع الآثار والفنون بها من كل نوع .. فمصر هى الدولة الوحيدة التي تأقلمت دوماً مع ظروفها لتظل باقية وصامدة وباسمها .. بل ومؤثرة بشكل عالمي "


خرجت دنيا من القاعة فنهض شهاب واتجه إليها مباشرة متعمدا أن يقف خلفها ليقول بنفس النبرة الاستعراضية السابقة

" دنيا الراوي ! "

ابتسامة صغيرة مالت بشفتيها قبل أن تختفي تماما وهى تستدير بالقول الجاد

" أنت مجددا ؟! "

امتعض شهاب من برود ملامحها الرقيقة فوضع يديه بجيبيه قائلا بابتسامة صفراء

" بحكم عملي أحب حضور هذه الندوات .. لا أحب إرشاد الموجودين معي بأي رحلة بمجرد كلام محفوظ ومعروف .. أحب الإضافات الخاصة !.. وأظنكِ كنتِ معي في رحلة الفيوم ورأيتِ بنفسكِ ! "

يظهر الاستخفاف بوجهها وهى ترد

" اممم .. بالتوفيق ! "

قبل أن تغادر تحرك أمامها ليمد لها بطاقة قائلا

" تفضلي "

تنظر له بتوجس تمسك بالبطاقة فتلمع عيناها وهى تقرأها لكنها تخفي كل ما تشعر وهى تنظر له تسأل ببرود

" ما هذه ؟! "

تغاضى عن طريقتها وابتسم بصدق يجيبها بنبرته السمحة

" دعوة لرحلتي القادمة .. انتبهت انكِ تحبين الأنشطة والرحلات فقلت أن اكمل اعتذاري عملياً وادعوكِ .. سأكون سعيدا إن أتيتِ "

ظل وجهها بلا أي تعابير ثم رفعت ذقنها تقول بذلك الاستعلاء

" شكرا للدعوة .. سأرى إن كان لدي وقت "

استدارت لتغادر فسحق شهاب أسنانه غيظاً وهو يلحق بها هاتفاً

" أظنني سألتكِ سؤالاً بالمرة السابقة لكنكِ بكل عجرفة قلتِ ليس لدي وقت وذهبتِ !.. فمتى سيكون لديكِ بعض الوقت لتجيبي عنه ؟! "

التفتت دنيا بعينين حازمتين مغرورتين تهتف بفظاظة

" عجرفة !.. مَن أنت من الأساس لكي أقف معك وأحدثك وأجيبك عن اسئلة متعلقة بحياتي لا شأن لك بها ؟! "

رفع حاجبيه وبدت ملامحه المذهولة مضحكة قائلا بانفعال ملوحا بسبابته أمام أنفها المتعالي

" أنا مخطئ حقاً لاني اهتم .. لماذا اهتم من الأساس ؟!.. كنت اشعر ببعض الضيق لاني تسببت في ضياع فرصتكِ للإشراف على القسم السياحي بمجلة الكلية حتى إن كان لا ذنب لي .. لكن الآن .. اتمنى أن يطردوكِ من المجلة ومن اتحاد الطلاب ومن الكلية كلها "

يستدير مغادرا كالمعتوه وهو يحدث نفسه موبخا بحنق

" صحيح !.. لا شأن لي بها !!.. لمَ أتيت إلي هنا أصلاً ؟!.. تباً للغباء الذي يجلس مقيماً ومرتاحاً في عقلي !!! "

تخفي دنيا فمها تضحك من قلبها على حركاته الخرقاء حتى اختفى .. فعادت تمسك دعوته للرحلة والابتسامة لا تختفي عن وجهها .. قد أخذت حقها !.





يتبع ......




التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 12-01-21 الساعة 12:53 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:30 AM   #1455

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي









طرقت باب مكتب مدير الحسابات ثم دخلت برشاقة خطواتها الثابتة ، ليقف أحمد مبتسما وعيناه تتلهف رؤيتها قائلا

" مهندسة ألماسة .. تفضلي "

كلاسيكية اخر درجات الأزرق الداكن تجعل قوامها ممشوقا بطولها وهى تجلس حيث يشير ثم تقول بهدوء لا يخلو من حزم

" لم نكمل دراسة بقية ملفات الضرائب منذ يومين أستاذ أحمد .. الوقت يمر وأنا أتفرغ لدراسة كل قسم وحده "

يعاود الجلوس يعدل نظارته الطبية التي تمنحه تلك - الكاريزما - القيادية يرد

" ألم يبلغكِ أحد ؟!.. لقد صدر أمر مباشر من السيد فؤاد بنقلي إلي فرع آخر للمجموعة .. والسيد نعمان يقول انهم بحاجة لي هناك أكثر من هنا "

صمتت تماما والانفعال يبدأ في اشتعاله داخلها للقرار الفردي وهو يستطرد ذوقياً

" أمامي أسبوع منذ صدور الأمر لتسليم كل ملفاتي هنا .. لذلك انشغلت كثيرا .. أنا آسف "

تزفر نفسا ملتهبا وتبتسم بكل سيطرة قولها

" لا تأسف أستاذ أحمد .. بالعكس أنت ترى أولويات عملك وهذا الصحيح "

يبتسم بتلك الهبة الجذابة المؤثرة بالآخرين بلا جهد قائلا

" حسناً بمناسبة الأولويات .... "

تنحنح متوترا قليلا ينقر على ملف أمامه ثم ينهض يلتف حول المكتب يتابع

" أنا كنت سانتظر أكثر لكن بعد نقلي سيصبح الموضوع أصعب لذلك ساخبركِ الآن "

لا تعرف لمَ تذكرت ماهر ؟.. كان لطيفا هادئا هكذا ، به تلك الطلة التي تجذب النظر دون إبهار مبالغ ، وبه تلك الشهامة حين يتحدث ، تلك النخوة حين يفعل

ابتسامة حنين باهتة تمر بشفتيها تقول بخفوت

" تخبرني بأي شيء ؟!.. بالطبع تفضل "

يجلس أحمد على كرسي يقابلها عيناه تطوف على وجهها الممتع للنظر ويباشر بلا تردد

" أردت سؤالكِ إذا كنت استطيع أن ... ازوركِ ببيتكِ واطلب يدكِ من والدتكِ والمهندس أكرم "

اتسعت عيناها قليلا ، وتجمدت في مقعدها وعقلها يتشتت يعيد عليها طلباً مماثلا لماهر
يتداخل وجه أحمد بوجه ماهر ويختلط الحزن بظلام - ناري - مباغت حال بينها وبين كل هذا فترد بتشوش

" أنا لم .. أتوقع هذا "

يرمق أصابعها التي تلمس خاتمها فيقول بصدق وإعجاب

" أنتِ حالة استثنائية من الوفاء والدليل على كلامي هذا الخاتم باصبعكِ .. تشرفين أي رجل ليرتبط بكِ "

بهدوء مريب تحرك مقبض باب المكتب ، ثم فُتِح وبدا الخيال المظلم الناري ، بصمت وملامح صلبة لا تفصح شرارات قداحة الغضب التي يتردد صوتها كلعبة أعصاب

وقف أحمد يقول باستغراب

" سيد فؤاد ! "

ينقل فؤاد بصره بينه وبينها في جلستهما المتقاربة على الكرسين أمام المكتب ثم نطق بصوت متحجر

" اكمل كلامك "

وقفت ألماسة تناظر وجهه الصقيعي الذي رأته دوما ، وأحمد يبتسم ملقيا عليها نظرة قائلا بسلاسة

" انتهيت .. قلت كل ما أريد "

يلتف حول مكتبه مضيفا بثقة

" تفضل سيد فؤاد .. فيمَ كنت تريدني ؟ "

تحرك فؤاد نحوها ، فارتجفت كل خلاياها دون أن تظهر شيئا .. فقط تتسارع نبضات قلبها بلا سبب ، وذلك التشوش ما زال يعبث برأسها

اقترب حتى توقف أمامها وبتملك سيادي أمسك يدها يقول بنبرة آمرة

" لابد أن نتحدث "

تتسع عيناها بصرامة وهى تنظر ليده رفضا تسحب يدها لكن أصابعها تنكسر في قوة كفه وهو يلتفت مغادرا فتضطر للسير بكبرياء شاعرة بنظرات أحمد المتسائلة

في الرواق تصلب جسدها بالأرض وهى تهمس بغضب مكتوم

" توقف .. اترك يدي "

توقف فؤاد دون أن ينظر إليها .. يغمض عينيه والقداحة مستمرة تلاعب أعصابه .. ثم فك يده عن يدها ليلتفت لوجهها المنفعل

نظرة واحدة بملامح مخيفة يأمر بطريقة أخرى .. بسط كفه لتتقدمه وانتظر .. حتى سارت بإرادتها .. ورغما عنها !

دخل خلفها مكتبه وأغلق الباب واتجه للنافذة .. يوليها ظهره رافعا ذراعيه وكفيه تتمسك بإطار النافذة ، فتسأل ألماسة بانفعال

" ما هذا الذي فعلته في مكتبه ؟! "

يتركها تغلي بوسط المكتب وكرامتها تصرخ وتزأر فتتفجر كلماتها

" كيف تمسك بيدي هكذا .. كيف تأمرني بذلك الشكل .. هل نسيت أن مثلي مثلك هنا ؟.. أنا صاحبة كل هذا مثلك تماما .. لا يحق لك أن تعاملني كأنك تفضلت علينا بوظائف .. أنت لا ... "

اشتعلت القداحة !
التفت إليها بغتة هادرا

" كفـــى "

انتفضت مكانها مجفلة بوجهه الشيطاني المخيف وانخرس صوتها لحظة .. لحظة واحدة ثم صرخت

" لا تصرخ بي .. ليس لك أي حق عليّ لتفعل "

قطع الخطوات بينهما باهتياج مجنون يمسك وجهها بين كفيه صارخا بخشونة مرعبة

" أنتِ كلكِ حقي .. بقانون الرافعين والقلب والعقل وكل هذه الدنيا "



🔥 انتهى 🔥





التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 12-01-21 الساعة 12:56 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:48 AM   #1456

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

صحيح انا بكره فؤاد اقل من عماد لكن لا يعني اني موافقة انه يتزوج ماسة بنتي وبزوجها على كيفي ههههه

الله لا يوفقك يا فؤاد ضيعت نصيبها للبنت مع احمد، المفروض امثال فؤاد يدفن راسه من الحياة ويكفر عن ذنوبه ويترك الناس تعيش


نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 12:59 AM   #1457

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 183 ( الأعضاء 58 والزوار 125)
‏sandynor*, ‏لولو1995, ‏خمسية, ‏هدى هدهد, ‏Moon roro, ‏Nesrineb, ‏بلانش, ‏Manar saif, ‏nanash, ‏Fraha Ragab, ‏جنا محمد علي, ‏Kemojad, ‏Kimso, ‏hafodha, ‏Nidal Bayrakdar, ‏الق الزمرد, ‏ام سليم المراعبه, ‏DEE92, ‏leria255, ‏رتوجججة, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏Racha785, ‏ميمو٧٧, ‏تالن يوسف, ‏ام زياد محمود+, ‏سوووما العسولة, ‏نفوسا, ‏sarasou, ‏rashid07, ‏almoucha, ‏يمنى ام تميم, ‏همس البدر, ‏الرسول قدوتى, ‏Seham elhenawy, ‏Jourialem, ‏االمااسة, ‏باااااااارعه, ‏الجووهره, ‏hadeer22, ‏ايمان عباس سعدة, ‏Reem salama, ‏Elhouda, ‏Nahlaesmaiel, ‏Noor Alzahraa, ‏Julya, ‏rowdym, ‏Asmaa321, ‏la luz de la luna, ‏Alaa_lole, ‏Nahla71, ‏ريماسامى, ‏نوره صانع, ‏الميزان, ‏dorra24, ‏sleeplessgirl, ‏gehan amir, ‏Dall


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 01:15 AM   #1458

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا ساندي ❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 01:16 AM   #1459

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك ساندي 😍😍
صدفة يا الله صدمتني كيف استغفلت والدها 😢😢
وعماد الضاهر مشكلتي وياه فقط بوجود روينة 😂😂اما مع صدفة فاسانده اكثر فرحتله بزواجه لكن امواج مشاكل راح يواجه وياويل ويله 🌚
فؤاد احس تسرع بفرض غيرته وحبه لماسة ويا ويله من ردها من يعترفلها 😂😂😂
شهاب لسه دايخ مايعرف يحدد مشاعره لكن اتوقعه يبعد عن ايزارا وللاسف ايزارا راح تتاثر 😢
طبعا الفصل كان طويل لكني طماعة جدا ً😬😬😬


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 01:17 AM   #1460

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
صحيح انا بكره فؤاد اقل من عماد لكن لا يعني اني موافقة انه يتزوج ماسة بنتي وبزوجها على كيفي ههههه

الله لا يوفقك يا فؤاد ضيعت نصيبها للبنت مع احمد، المفروض امثال فؤاد يدفن راسه من الحياة ويكفر عن ذنوبه ويترك الناس تعيش
لا حرام فؤاد يستحق فرصة ثانية ولا تخافي الماسة راح تعيد تربيته 😂😂😂


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.